تاريخ مدينة دمشق - ج ٣٧

أبي القاسم علي بن الحسن ابن هبة الله بن عبد الله الشافعي [ ابن عساكر ]

تاريخ مدينة دمشق - ج ٣٧

المؤلف:

أبي القاسم علي بن الحسن ابن هبة الله بن عبد الله الشافعي [ ابن عساكر ]


المحقق: علي شيري
الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع
الطبعة: ٠
الصفحات: ٥٠٤
الجزء ١ الجزء ٢ الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧ الجزء ٨ الجزء ٩ الجزء ١٠ الجزء ١١ الجزء ١٢ الجزء ١٣ الجزء ١٤ الجزء ١٥ الجزء ١٦ الجزء ١٧ الجزء ١٨ الجزء ١٩ الجزء ٢٠ الجزء ٢١ الجزء ٢٢ الجزء ٢٣ الجزء ٢٤ الجزء ٢٥ الجزء ٢٦ الجزء ٢٧ الجزء ٢٨ الجزء ٢٩ الجزء ٣٠ الجزء ٣١ الجزء ٣٢ الجزء ٣٣ الجزء ٣٤ الجزء ٣٥ الجزء ٣٦ الجزء ٣٧ الجزء ٣٨ الجزء ٣٩ الجزء ٤٠ الجزء ٤١ الجزء ٤٢ الجزء ٤٣ الجزء ٤٤ الجزء ٤٥ الجزء ٤٦ الجزء ٤٧ الجزء ٤٨ الجزء ٤٩ الجزء ٥٠ الجزء ٥١ الجزء ٥٢ الجزء ٥٣ الجزء ٥٤ الجزء ٥٥ الجزء ٥٦ الجزء ٥٧ الجزء ٥٨ الجزء ٥٩ الجزء ٦٠ الجزء ٦١ الجزء ٦٢ الجزء ٦٣ الجزء ٦٤ الجزء ٦٥ الجزء ٦٦ الجزء ٦٧ الجزء ٦٨ الجزء ٦٩ الجزء ٧٠ الجزء ٧١ الجزء ٧٢ الجزء ٧٣ الجزء ٧٤ الجزء ٧٥ الجزء ٧٦ الجزء ٧٧ الجزء ٧٨ الجزء ٧٩ الجزء ٨٠

قال : وأنشدني له :

إن من وكل طرفي بالأرق

لخليّا لم يذق طعم القلق

لا رعى الله وشاة بيننا

فيهم زاد من الحبّ الحنق

صدّ عني وجفاني معرضا

ورمى قلبي بنار فاحترق

ونعم صد ، فمن علّمه

أن يعوق الطيف حتى ما طرق

ما على الحادي الذي رحله

حلسه بالليل لو كان رفق

وإذا افتراري من ثغره

لمعان البرق والدّرّ اليلق (١)

راشقا باللحظ لم يقنص

على سهم جفنيه مرادان رشق

ما انثنى إلّا أرانا دله

حركات الغصن في ضمن الورق

قال : وأنشدنا عبد الوهاب لنفسه :

ظبي تبدى من ظباء الترك

وقد تربى في ديار الملك

يهجرني عمدا يريد هتكي

بين الورى في السر والإعلان

مرصعا في حمرة المرجان

ثوب الضنا في الحب البيساني

يا ليته بوصله أحياني

فالمشتكى منك إلى الرّحمن

فالخد منه أحمر مورد

وصدغه من فوقه مقعد

والريق خمر والثنايا برد

ميم اسمه قد تيمت فؤادي

وجاءوه قد شردت رقادي

والميم والدال هما عتادي

بقامة تحكى قوام الألف

__________________

(١) اليلق محركة ، الأبيض من كل شيء (القاموس المحيط).

٣٢١

قد أنحلت جسمي وزاد كلفي

ووافقتني في بحار التلف

كم قلت رفقا باسمي المصطفى

إلى متى هذا الصدود والجفا

قد أثر الدمع بخدي أحرفا

مات عبد الوهاب ودفن يوم الجمعة بعد الصلاة السابع والعشرين من ذي الحجة سنة إحدى وستين وخمسمائة في مقبرة باب الفراديس.

٤٣٧١ ـ عبد الوهّاب بن الضحّاك

أبو الحارث العرضي (١)

سكن سلميّة (٢).

وذكر أنه سمع بدمشق : محمّد بن شعيب بن شابور ، والوليد بن مسلم ، وسليمان بن عبد الرّحمن ، وبحمص : إسماعيل بن عيّاش [والحارث](٣) بن عبيدة ، وعبد القاهر بن ناصح العابد ، وبالحجاز : عبد العزيز بن أبي حازم ، ومحمّد بن إسماعيل بن أبي فديك.

روى عنه عبد الوهّاب بن نجدة الحوطي ، وهو من أقرانه ، وأبو عبد الله بن ماجة في سننه ، ويعقوب بن سفيان الفسوي ، والحسن بن سفيان النّسوي ، وأبو عروبة الحسين بن أبي معشر الحرّاني ، ومحمّد بن عبيد الله بن فضيل الحمصي (٤) ، ومحمّد بن محمّد بن سليمان الواسطي ، وإبراهيم بن محمّد بن عرق الحمصي ، ومحمّد بن سليمان بن فارس.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي ، أنا أبو محمّد الجوهري ، أنا أبو الحسين (٥) بن

__________________

(١) أخباره في الأنساب (العرضي) ، وتهذيب الكمال ١٢ / ١٤١ وتهذيب التهذيب ٣ / ٥٢٨ ومعجم البلدان (عرض) ، واللباب (العرضي) ، وميزان الاعتدال ٢ / ٦٧٩ والكامل لابن عدي ٥ / ٢٩٥ والتاريخ الكبير ٣ / ٢ / ١٠٠ والجرح والتعديل ٦ / ٧٤.

والعرضي بضم المهملة وسكون الراء بعدها معجمة (تقريب التهذيب) ، نسبة إلى عرض ناحية بدمشق (اللباب). وفي معجم البلدان : بليد في برية الشام يدخل في أعمال حلب الآن.

(٢) سلمية : بليدة من أعمال حماه (المراصد) ، وفي تهذيب الكمال : بنواحي حمص.

(٣) سقطت من الأصل ، وأضيفت عن م وتهذيب الكمال.

(٤) «بن فضيل الحمصي» ليس في م. وفي تهذيب الكمال : الفضل بدل فضيل.

(٥) عن م وبالأصل : الحسن.

٣٢٢

المظفر ، نا محمّد بن محمّد بن سليمان الباغندي ، نا عبد الوهّاب بن الضحّاك ، نا إسماعيل بن عياش ، عن محمّد بن طلحة ، عن عثمان بن يحيى ، عن ابن عباس ، قال :

أوّل ما سمعنا بالفالوذج (١) أن جبريل ـ عليه‌السلام ـ أتى النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم فقال : إن أمّتك تفتح لهم الأرض ، وتفاض عليهم الدنيا حتى إنهم ليأكلون الفالوذج ، فقال النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «وما الفالوذج؟» قال : يخلطون السّمن والعسل جميعا ، قال : فشهق النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم لذلك شهقة [٧٥٠٩].

رواه ابن ماجة (٢) عن عبد الوهّاب.

أخبرنا أبو عبد الله الفراوي ، وأبو محمّد السّيّدي ، قالا : أنا سعيد بن محمّد البحيري ، أنا أبو عمرو بن حمدان بانتقاء والدي عليه ، نا الحسن بن سفيان النسوي ، نا عبد الوهّاب بن الضحّاك السلمي ، نا ابن عياش ، عن هشام بن عروة ، عن أبيه ، عن عائشة ، قالت :

قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «السّواك مطهرة للفم ، مرضاة للربّ عزوجل» [٧٥١٠].

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنا أبو القاسم بن مسعدة ، أنا حمزة بن يوسف ، أنا أبو أحمد بن عدي (٣) ، قال : سمعت ابن حمّاد يقول : قال البخاري.

ح (٤) وأنبأنا أبو الغنائم الكوفي ، ثم حدّثنا أبو الفضل بن ناصر ، أنا أحمد بن الحسن ، والمبارك بن عبد الجبار ، والكوفي ـ واللفظ له ـ قالوا : نا أبو أحمد ـ زاد أحمد : وأبو الحسين قالا : ـ أنا أحمد بن عبدان ، أنا محمّد بن سهل المقرئ ، أنا محمّد بن إسماعيل البخاري ، قال (٥) :

عبد الوهّاب بن الضحّاك ـ زاد المقرئ : الحمصي وقالا : ـ عنده عجائب.

أخبرنا أبو الحسين القاضي ، وأبو عبد الله الخلّال ـ إذنا ـ قالا : أنا أبو القاسم بن منده ، أنا أبو علي ـ إجازة ـ.

ح (٦) قال : وأنا أبو طاهر بن سلمة ، أنا علي قالا : أنا أبو محمّد بن أبي حاتم ، قال (٧) :

عبد الوهّاب بن الضحّاك السلمي قاصّ (٨) أهل سلميّة أبو الحارث ، روى عن

__________________

(١) الفالوذج ، دخيلة ، حلواء تعمل من الدقيق والماء والعسل.

(٢) سنن ابن ماجة : كتاب الأطعمة (٢٩) ، ٤٦ باب الفالوذج رقم ٣٣٤٠ (٢ / ١١٠٨ ـ ١١٠٩).

(٣) الكامل لابن عدي ٥ / ٢٩٥.

(٤) «ح» حرف التحويل سقط من م.

(٥) التاريخ الكبير للبخاري ٣ / ٢ / ١٠٠.

(٦) «ح» حرف التحويل سقط من م.

(٧) الجرح والتعديل ٦ / ٧٤.

(٨) الأصل وم : قاضي ، والمثبت عن الجرح والتعديل.

٣٢٣

عبد العزيز بن أبي حازم ، وإسماعيل بن عياش ، والحارث بن عبيدة ، وابن أبي فديك.

سمع منه أبي بالسّلميّة ، وترك حديثه ، والرواية عنه ، وقال : كان يكذب ، سمعت أبي يقول : سألت أبا اليمان عنه فقال : لا يكتب عنه ، هذا قاصّ (١) ثم أتيناه فأخرج إلينا شيئا من الحديث ، فقال : هذا جميع ما عندي ، ثم بلغني انه أخرج بعدنا حديثا كثيرا ، فسمعت أبي يقول : قال محمّد بن عوف : قيل لي إنه أخذ فوائد أبي اليمان ، فكان يحدّث به عن إسماعيل بن عياش (٢) ، وحدّث بأحاديث كثيرة موضوعة ، فخرجت إليه ، فقلت : ألا تخاف الله؟ فضمن لي أن لا يحدّث بها ، فحدّث بها بعد ذلك.

أخبرنا أبو الحسن الفرضي ، وأبو يعلى البزار ، قالا : أنا سهل بن بشر ، أنا علي بن منير بن أحمد ، أنا الحسن بن رشيق ، أنا أبو عبد الرّحمن النسائي قال :

عبد الوهّاب بن الضحّاك ليس بثقة ، متروك الحديث ، كان بسلمية.

قرأت على أبي محمّد السّلمي ، عن أبي بكر الخطيب ، قال :

عبد الوهّاب بن الضحّاك ثلاثة : أحدهم أبو الحارث السّلمي العرضي ، حدث عن إسماعيل بن عياش ، وعبد العزيز بن أبي حازم ، وسفيان بن عيينة ، وابن أبي فديك ، روى عنه أحمد بن عبد الوهّاب بن نجدة الحوطي ، ومحمّد بن محمّد الباغندي ، وأبو عروبة الحرّاني وغيرهم.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنا أبو القاسم بن مسعدة ، أنا حمزة بن يوسف ، أنا أبو أحمد بن عدي (٣) ، قال : سألت عبدان عن حديث ابن أبي حازم عن أبيه ، عن سهل بن سعد ، عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «لو كان القرآن في إهاب ما مسّته النار» [٧٥١١] ، فقال : لقّن (٤) عبد الوهّاب بن الضحّاك بحضرتي فمنعتهم.

قال ابن عدي : وأظن عبدان قال : كان البغداديون يلقّنونه (٥) ، فمنعتهم.

__________________

(١) الأصل وم : قاضي ، والمثبت عن الجرح والتعديل.

(٢) في م : عباس ، تصحيف.

(٣) الكامل لابن عدي ٥ / ٢٩٥ وتهذيب الكمال ١٢ / ١٤٢.

(٤) بالأصل «لعن» والمثبت عن م وتهذيب الكمال والكامل لابن عدي وكتب محققه بالهامش : «لقن ، كذا بالأصل ، وأحسب الصواب : لعن ، من اللعنة»؟!.

(٥) كذا بالأصل وم وتهذيب الكمال ، وفي ابن عدي : «يلعنونه» وهذا ما يفسر ما كتب محققه ، انظر الحاشية السابقة

٣٢٤

قال : وأنا ابن عدي (١) ، سمعت ابن حمّاد يقول : قال السّعدي : عبد الوهّاب بن الضحّاك السّلمي قدم وجسر (٢) فأراح الناس.

قال ابن عدي (٣) : وسمعت عبدان يقول : كان عبد الوهّاب يقول : قد سمعت حديث ابن عيّاش كله ، فأقره على [ما](٤) قال.

وكان محمّد بن عوف يحسن القول فيه.

قلت (٥) لعبدان : أيما أحبّ إليك هو أو المسيّب؟ فقال : كلاهما سواء.

قال ابن عدي (٦) : ولعبد الوهّاب بن الضحّاك حديث كثير عن إسماعيل بن عياش ، والوليد بن مسلم ، ومحمّد بن شعيب وغيرهم من شيوخ الشام ، وبعض حديثه ما لم يتابع عليه.

أخبرنا أبو عبد الله البلخي ، أنا أبو منصور محمّد بن الحسين بن عبد الله البزّار ، أنا أبو بكر أحمد بن محمّد بن غالب البرقاني ، قال : سمعت أبا الحسن علي بن عمر الدارقطني يقول : عبد الوهّاب بن الضحّاك العرضي متروك.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي ، أنا أبو بكر السامي (٧) ، أنا أبو الحسن العتيقي ، نا أبو يعقوب يوسف بن أحمد بن يوسف ، أنا أبو جعفر محمّد بن عمرو العقيلي ، قال (٨) :

عبد الوهّاب بن الضحّاك الحمصي ، شامي ، متروك الحديث.

قرأت على أبي القاسم الشحامي ، عن أبي بكر البيهقي ، أنا أبو عبد الله الحافظ أخبرني علي بن محمّد المروزي قال : سألت صالح بن محمّد عن عبد الوهّاب بن الضحّاك فقال : منكر الحديث ، عامة حديثه كذب.

أخبرنا أبو القاسم الشّحّامي ، قال لنا أبو بكر البيهقي : عبد الوهّاب بن الضحّاك متروك (٩).

__________________

(١) الكامل لابن عدي ٥ / ٢٩٥ وتهذيب الكمال ١٢ / ١٤٢.

(٢) كذا بالأصل ، وفي م : «وحسر» وفي ابن عدي : «وحسين» وفي تهذيب الكمال : أقدم وجسر.

(٣) الكامل لابن عدي ٥ / ٢٩٥ وتهذيب الكمال ١٢ / ١٤٢.

(٤) سقطت من الأصل وم ، وأضيفت عن ابن عدي. وفي تهذيب الكمال : فاقرأه عليّ.

(٥) الكامل لابن عدي ٥ / ٢٩٥ وتهذيب الكمال ١٢ / ١٤٢.

(٦) الكامل لابن عدي ٥ / ٢٩٦ وتهذيب الكمال ١٢ / ١٤٣.

(٧) في م : الشامي.

(٨) الضعفاء الكبير للعقيلي ٣ / ٧٨.

(٩) تهذيب الكمال ١٢ / ١٤٢.

٣٢٥

٤٣٧٢ ـ عبد الوهّاب بن طالب بن أحمد بن يوسف

ابن عبد الله بن عنبسة بن عبد الله بن كعب بن زيد بن تميم

أبو القاسم التميمي البغدادي المقرئ الأزجي الفقيه

قدم دمشق ، وسمع بها.

وروى عن أبي الفرج الطناجيري ـ إجازة ـ.

وسمع منه ابنا صابر ، وكان إمام مسجد درب الرّيحان (١).

أنبأنا أبو محمّد بن صابر ، أنا أبو القاسم عبد الوهّاب بن طالب بن أحمد بن يوسف بن عبد الله بن عنبسة بن عبد الله بن كعب بن زيد بن تميم التميمي المقرئ الفقيه سنة ست وثمانين وأربعمائة بدرب الرّيحان ، أنا أبو الفرج الحسين بن علي بن عبد الله الطناجيري ـ إجازة ـ أنا أبو حفص عمر بن أحمد بن شاهين ، نا يحيى بن أحمد بن صاعد ، نا محمّد بن يحيى بن أبي حزم القطعي ، والفضل بن يعقوب الجزري ، قالا : نا عبد الأعلى ، نا برد بن سنان ، عن عطاء بن أبي رباح ، وعمرو بن دينار ، عن جابر بن عبد الله ، قال :

أكل أبو بكر بعد وفاة رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم خبزا ولحما ثم صلّى ولم يتوضّأ.

قرأت بخط أبي عبد الله محمّد بن علي بن قبيس.

مات أبو القاسم عبد الوهّاب بن طالب الأزجي المقرئ الحنبلي ليلة الثلاثاء ، ودفن يوم الثلاثاء الثامن عشر من جمادى الآخرة من سنة سبع وثمانين وأربعمائة ، ودفن في مقبرة باب الصغير.

__________________

(١) وهو عند رأس درب الريحان من السوق الكبير ، وهو مسجد فضالة بن عبيد الأنصاري الصحابي قاضي دمشق (الدارس في تاريخ المدارس للنعيمي ٢ / ٢٣٧).

٣٢٦

٤٣٧٣ ـ عبد الوهّاب بن عبد الله بن عمر بن أيوب

ابن المعمر بن قعنب بن يزيد بن كثير بن مرّة بن مالك

أبو نصر المرّي الإمام الحافظ الشروطي

ويعرف بابن الأذرعي ، وبابن الجبّان (١)

روى عن أبي القاسم الحسن بن علي (٢) بن علي البجلي ، وأبي علي الحسين بن أبي الزمزام ، وأبي عمر بن فضالة ، وأبي بكر أحمد بن عبد الوهّاب بن محمّد اللهبي ، وأبي زرعة محمّد بن الحسن بن القاسم بن دحيم ، وأبي بكر محمّد بن سليمان بن يوسف الرّبعي ، وجمح بن القاسم ، والمظفّر (٣) بن حاجب بن أركين ، وأبي العباس محمّد بن الحسن بن الوليد الكلابي ، وأخويه تبوك وعبد الوهّاب ، والفضل بن جعفر ، وأبي علي الحسن بن علي بن الحسن المري ، وأبي القاسم الحسن بن علي بن سلمة بن الطبري ، وأبي الفتح محمّد بن هارون بن نصر بن السيدي ، وأبي النمر محمّد بن العباس بن الحسن الغسّاني الخشاب ، وأبي محمّد عبد المنعم بن محمّد بن عبيد الله بن أبي حكيم ، وأحمد بن محمّد بن أحمد بن معيوف ، وأبي سليمان بن زبر ، وأبي العلاء أحمد بن عبيد الله بن الحسن بن شقير النحوي البغدادي ، وأبي علي أحمد بن محمّد بن علي بن الرقي ، وإبراهيم بن حصن الأندلسي المحتسب ، والحسن بن علي السقلي النحوي ، ويوسف بن القاسم ، وأبي عبد الله محمّد بن أحمد بن أبي الخطاب ـ قاضي حمص ـ وأبي الحسن الدارقطني ، وأبي سعيد أحمد بن عثمان الفقيه البغدادي ، وأبي هاشم المؤدب ، وأبي علي بن منير ، وأبي الفرج أحمد بن القاسم الخشاب ، وأبي الفضل محمّد بن عبد الله الشيباني ، وأبي القاسم إسماعيل بن القاسم بن إسماعيل الحلبي ، وأبي بكر محمّد بن حميد بن معيوف ، وأبي الحسن محمّد بن زهير بن محمّد الكلابي الفقيه ، وعبد الله بن محمّد بن أيوب القطان ، وأبي العباس بن السمسار ، وأبي إسحاق إبراهيم بن عبد الله بن إبراهيم البغدادي الثلاج ، وأبي محمّد عبيد الله بن محمّد بن أحمد بن الحريص البغدادي ، وأبي الحسن محمّد بن

__________________

(١) معجم البلدان (أذرعات) ، الأنساب (المري) ، تذكرة الحفاظ ٣ / ١٠٧٦ والعبر ٣ / ١٥٨ وتصحف فيهما إلى «المزي» بالزاي. سير أعلام النبلاء ١٧ / ٤٦٨ وشذرات الذهب ٣ / ٢٢٩ وتصحف فيها وفي العبر «الجبان» إلى «الحبان» بالحاء المهملة.

والأذرعي هذه النسبة إلى أذرعات بالفتح ثم السكون وكسر الراء وهو بلد في أطراف الشام. (معجم البلدان).

(٢) «بن علي» لم تكرر في م ومعجم البلدان.

(٣) «والمظفر» سقطت من م.

٣٢٧

أحمد البغدادي الواعظ ، وأبي طلحة محمّد بن إبراهيم بن إسماعيل بن عزرة الضّبي ، وأبي بكر أحمد بن جعفر البلدي الواعظ ، وأبي الحسين علي بن أحمد بن عبيد الحضرمي ، وأبي المحسن حميد بن الحسن الورّاق ، وأبي الحسن علي بن عبد الله بن أحمد بن أبي سعيد ، وعبد الجبار بن عبد الله بن المهنّا الدّاراني ، وأبي بكر أحمد بن علي بن جعفر الواصلي ، وأبي الحسن علي بن محمّد بن عبد الله القزويني القاضي.

روى عنه أبو الحسن (١) بن السمسار ، وأبو علي الأهوازي ، وعبد العزيز الكتّاني ، وأبو القاسم بن أبي العلاء ، وغنائم بن أحمد ، وأبو القاسم الحنّائي ، وأبو علي الحسين بن أحمد بن المظفّر بن أبي حريصة المالكي ، وعلي بن محمّد بن شجاع بن أبي الهول ، ومحمّد بن علي بن محمّد الحداد ، وعلي بن الخضر السلمي ، وأبو الفتح عاصم بن محمّد بن أبي مسلّم الدّينوري ، وأبو القاسم الخضر بن الفتح بن عبد الله الدمشقي ، وأبو الفتح محمّد بن الحسن بن محمّد الأسدآباذي الصوفي ، وأبو علي الفتح بن عبد الله التميمي ، وأبو بكر محمّد بن أبي نصر المروزي الصوفي ، وأبو العباس بن قبيس ، وأبو سعد السّمّان.

وذكر أبو بكر الحداد أنه ثقة.

أخبرنا أبو القاسم نصر بن أحمد بن مقاتل ، أنا أبو القاسم بن أبي العلاء ، أنا أبو نصر عبد الوهاب بن عبد الله بن عمر المرّي ـ قراءة عليه ـ أنا أبو عمر محمّد (٢) بن موسى بن فضالة ـ قراءة عليه ـ نا أبو هشام عبد الرّحمن بن عبد الصمد بن البرزوز ، نا إبراهيم بن عبد الله بن العلاء بن زبر ، عن مكحول ، عن خالد بن معدان ، عن جبير بن نفير ، عن عوف بن مالك الأشجعي ، قال :

أتيت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم وهو في حبالة (٣) من أدم ، فسلّمت ثم قلت : أدخل؟ قال : «ادخل» ، قال : فأدخلت رأسي ، فإذا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يتوضأ وضوءا مكيثا (٤) ، فقلت : يا رسول الله أدخل كلي؟ قال : «كلّك» ، قال : فلما جلست قال لي رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «أعدد ستّ خصال بين يدي لساعة» قال : «موت نبيكم صلى‌الله‌عليه‌وسلم» قال عوف : فوجمت لذلك وجمة ما وجمت مثلها قط قال :

__________________

(١) الأصل : الحسين ، تصحيف ، والصواب عن معجم البلدان ، واللفظة غير واضحة في م من سوء التصوير ، وهو علي بن موسى بن الحسين بن السمسار. ترجمته في سير أعلام النبلاء ١٧ / ٥٠٦.

(٢) ترجمته في سير أعلام النبلاء ١٦ / ١٥٧.

(٣) كذا بالأصل وم ، وفي رواية البخاري (جزية : رقم ٢٠٠٥) : قبة.

(٤) أي بطيئا متأنيا غير مستعجل ، تاج العروس بتحقيقنا مادة : مكث ، وذكر الحديث

٣٢٨

«قل إحدى» ، قلت : إحدى قال : «وفتح بيت المقدس» ، قال : «وفتنة فيكم تعمّ بيوتات العرب ، ويأخذكم موت كقعاص (١) الغنم ، ويفشو المال فيكم حتى يعطى الرجل مائة دينار فيظل ساخطا ، وهدنة تكون بينكم وبين بني الأصفر (٢) ، فيغدرون ، فيأتونكم في ثمانين غاية (٣) تحت كلّ غاية اثنا عشر ألفا» [٧٥١٢]

حدّثنا أبو الحسن الفقيه الشافعي ، نا عبد العزيز بن أحمد ، نا عبد الوهّاب بن عبد الله الحافظ ، نا حميد بن الحسن الوراق ، نا جعفر بن محمّد الجروي ـ بتنّيس ـ نا أبو هشام الرفاعي ، نا أبو بكر بن عياش ، نا أبو [إسحاق السبيعي ، ثنا أبو وائل قال : قال عبد الله ـ يعني ـ](٤) ابن مسعود في قوله عزوجل : (سَيُطَوَّقُونَ ما بَخِلُوا بِهِ يَوْمَ الْقِيامَةِ)(٥) قال : ثعبان له زبيبتان (٦) تنهشه في قبره ، تقول : أنا مالك الذي بخلت به.

قال أبو هشام الرفاعي : سمعت أبا بكر بن عياش يقول : والله ما كذبت على أبي إسحاق السّبيعي ، قال أبو هشام الرفاعي : ولا والله ما كذبت على أبي بكر بن عيّاش ، ولا والله ما كذب أبو وائل على ابن مسعود ، قال جعفر الجروي : ولا والله ما كذبت على أبي هشام الرفاعي ، قال حميد : ولا والله ما كذبت على جعفر الجروي ، وقال عبد الوهّاب : ولا والله ما كذبت على حميد ، وقال عبد العزيز : ولا والله ما كذبت على عبد الوهّاب ، وقال الفقيه : ولا والله ما كذبت على عبد العزيز ، قال الحافظ : ولا والله ما كذبت على الفقيه ، قال القاضي أبو نصر محمّد : ولا والله ما كذبت على الحافظ.

قرأت على أبي محمّد السّلمي ، عن أبي نصر بن ماكولا ، قال (٧) :

أما المرّي بضم الميم وكسر الزاء وتشديدها : أبو نصر عبد الوهّاب بن عبد الله بن عمر بن أيوب المرّي الدمشقي ، روى عن أبي عمر محمّد بن موسى بن فضالة ، روى عنه أبو محمّد الكتاني وغيره من الدمشقيين.

__________________

(١) القعاص داء يصيب الغنم ، فيسيل من أنوفها شيء ، فتموت فجأة.

(٢) يعني ببني الأصفر : الروم.

(٣) غاية : راية (تاج العروس بتحقيقنا : غي).

(٤) ما بين معكوفتين مطموس بالأصل ، والذي أضيف عن م.

(٥) سورة آل عمران ، الآية : ١٨٠.

(٦) كذا بالأصل وفي م : ريشتان ، والزبيبتان مثنى زبيبة وهي نكتة سوداء فوق عين الحية ، وقيل : الزبيبتان هما نقطتان تكتنفان فاها (تاج العروس بتحقيقنا : زبب).

(٧) الاكمال لابن ماكولا ٧ / ٢٤١.

٣٢٩

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني ، نا عبد العزيز الكتاني (١) قال : توفي شيخنا وأستاذنا أبو نصر عبد الوهّاب بن عبد الله بن عمر المرّي الحافظ المعروف بابن الجبّان ـ رحمه‌الله ـ ليلة الاثنين لثمان خلون من شوال سنة خمس وعشرين وأربعمائة ، حدّث عن أبي عمر بن فضالة ، وجمح بن القاسم وغيرهما ، وصنّف كتبا كثيرة ، وكان يحفظ شيئا من علم الحديث (٢).

وذكر الأهوازي : انه صلى عليه أبو الحسن بن السّمسار ، ودفن في مقبرة باب الصغير.

٤٣٧٤ ـ عبد الوهّاب بن عبد الله بن محمّد بن سعيد

ابن عمرو بن حفص بن حريش

أبو الفرج العنسي الدّاراني

يعرف : بوهيب (٣)

روى عن : أبي علي الحسين بن إبراهيم بن جابر الفرائضي (٤) ، وأبي عبد الله أحمد بن عطاء الرّوذباري (٥) ، ويوسف بن القاسم الميانجي.

سمع منه : أبو إسحاق إبراهيم بن محمّد بن عبد الله بن سليمان بن أيوب بن حذلم ، وابنه أبو الحسن محمّد ، ومكي بن جابار (٦) الدّينوري ، وهو نسبه.

حدّثنا أبو محمّد بن الأكفاني ـ لفظا ـ أنا أبو الحسن محمّد بن إبراهيم بن محمّد بن عبد الله بن أحمد بن سليمان بن أيوب بن حذلم الأسدي ـ إجازة ـ ونقلته من خط أبيه أبي إسحاق ، حدّثني عبد الوهّاب بن عبد الله بن محمّد بن حريش الدّاراني في داريّا في شهور سنة ثلاث عشرة وأربعمائة ، نا أبو عبد الله أحمد بن عطاء المعروف بالروذباري (٧) ـ بصور ـ نا أبو سعيد الحسن بن علي بن زكريا بن راشد العدوي ، نا خراش مولى أنس ، حدّثني مولاي أنس قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم :

«الحياء والإيمان مقرونان في قرن ، فمن سلب أحدهما تبعه الآخر» [٧٥١٣].

__________________

(١) في م : الكناني ، تصحيف.

(٢) انظر سير أعلام النبلاء ١٧ / ٤٦٩ ومعجم البلدان (أذرعات).

(٣) تاريخ داريا ـ نقلا عن ابن عساكر ص ١١٥.

(٤) ترجمته في سير أعلام النبلاء ١٦ / ١٤٠ و ٣٠٥.

(٥) سير أعلام النبلاء ١٦ / ٢٢٧.

(٦) الأصل وم : «حابار» والمثبت بالجيم الصواب ، ترجمته في سير أعلام النبلاء ١٨ / ٤١٢.

(٧) مكانها بياض في م.

٣٣٠

سألت أبا محمّد بن الأكفاني عن نسبة عبد الوهّاب فقال : ما وجدته إلّا هكذا.

وذكره لي ابن الأكفاني : بالشين المعجمة ، ووجدته بخط مكي بن جابار : حريس بالسين المهملة ، فالله أعلم.

٤٣٧٥ ـ عبد الوهّاب بن عبد الجليل بن عثمان

أبو طاهر العنسي

قرأت على ظهر كتاب محمّد بن علي بن محمّد بن جلول الأزدي البرقي بخط غيره : أنشدني أبو طاهر عبد الوهاب بن عبد الجليل بن عثمان الدمشقي العنسي :

إياك أن تزدري الرجال فما تدرك

ما قد تكنّه الصدف

نفس الجواد العتيق باقية

فيه وإن كان مسّه العجف (١)

والحرّ حرّ وإن ألزّ (٢) به الضّرّ

ففيه الحياء والأنف

٤٣٧٦ ـ عبد الوهّاب بن عبد الرّحيم بن عبد الوهّاب بن محمّد بن يزيد

أبو عبد الله الأشجعي الجوبري (٣)

من أهل قرية جوبر.

روى عن سفيان بن عيينة ، ومروان بن معاوية ، والوليد بن مسلم ، وشعيب بن إسحاق ، وعقبة (٤) بن علقمة ، وعيسى بن خالد اليمامي ، ومحمّد بن شعيب بن شابور.

روى عنه : أبو داود في سننه ، وابنه أبو بكر (٥) ، وأبو الحسن بن جوصا ، وأبو الدّحداح ، وأبو عبد الله أحمد بن عبد الواحد الجوبري ، ومحمّد بن الحسن بن قتيبة ، وأبو الجهم بن طلّاب ، وعبد الله بن أحمد بن أبي الحواري ، وسليمان بن محمّد الخزاعي ، وأحمد بن محمّد بن الوليد المرّي (٦).

__________________

(١) العجف محركة ذهاب السّمن ، وهو أعجف ، وعجف الدابة وأعجفها ، يعجفها : هزلها. (القاموس المحيط).

(٢) لزّه لزّا ولززا ، كألزّه : شده وألصقه (القاموس).

(٣) ترجمته في الأنساب (الجوبري) ، واللباب (الجوبري) ١ / ٣٠٣ ومعجم البلدان (جوبر). وتهذيب الكمال ١٢ / ١٤٥ وتهذيب التهذيب ٣ / ٥٣٠.

والجوبري بفتح الجيم والباء وسكون الواو ، نسبة إلى جوبر من قرى دمشق (الأنساب).

(٤) الأصل : علقمة ، والصواب عن م وتهذيب الكمال.

(٥) يعني : أبا بكر بن أبي داود السجستاني.

(٦) كذا رسمها بالأصل وم ، وفي تهذيب الكمال : المزني ، انظر ترجمته في سير أعلام النبلاء ١٤ / ٨١.

٣٣١

أخبرنا أبوا (١) الحسن الفقيهان ، قالا : أنا أبو الحسن بن أبي الحديد ، أنا جدي أبو بكر ، أنا أبو الدّحداح أحمد بن محمّد بن إسماعيل التّميمي ، نا أبو عبد الله عبد الوهّاب بن عبد الرّحيم بن عبد الوهّاب الأشجعي الدمشقي ـ من قرية جوبر ـ نا سفيان بن عيينة ، عن الزهري ، عن سالم ، عن أبيه أن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال :

«لا حسد إلّا في اثنتين : رجل آتاه الله القرآن فهو يقوم به آناء الليل وآناء النهار ، ورجل آتاه الله مالا فهو ينفقه آناء الليل وآناء النهار» [٧٥١٤].

قال سفيان : ينفقه في طاعة الله.

أخبرنا أبو السعود أحمد بن علي بن محمّد بن المجلي (٢) ، أنا أبو بكر الخطيب قال :

عبد الوهّاب بن عبد الرّحيم بن عبد الوهّاب أبو عبد الله الأشجعي الدّمشقي ، ثم الجوبري ـ من قرية جوبر ـ حدّث عن شعيب بن إسحاق ، ومروان بن معاوية ، روى عنه أبو داود السّجستاني ، وأبو الدّحداح الدمشقي وغيرهما.

قرأت على أبي محمّد السلمي ، عن أبي نصر الحافظ ، قال (٣) :

أما الجوبري بفتح الجيم وسكون الواو ، وفتح الباء المعجمة بواحدة فهو : عبد الوهّاب بن عبد الرّحيم بن عبد الوهّاب أبو عبد الله الأشجعي الدمشقي ، ثم الجوبري من قرية جوبر ، روى عن شعيب بن إسحاق وغيره ، روى عنه ابن أبي داود وأبو الدّحداح وغيرهما.

قرأت على أبي محمّد السلمي ، عن أبي نصر الحافظ ، قال (٤) : أما الجوبري بفتح الجيم وسكون الواو ، وفتح الباء المعجمة بواحدة فهو :

عبد الوهّاب بن عبد الرّحيم بن عبد الوهّاب أبو عبد الله الأشجعي الدمشقي ، ثم الجوبري من قرية جوبر ، روى عن شعيب بن إسحاق وغيره ، روى عنه ابن أبي داود وأبو الدّحداح وغيرهما.

قرأت على أبي محمّد أيضا ، عن أبي محمّد التّميمي ، أنا مكي بن محمّد بن الغمر ، أنا أبو سليمان بن زبر قال :

وفي هذه السنة ـ يعني سنة تسع وأربعين ـ توفي عبد الوهّاب بن عبد الرّحيم الأشجعي سمعت أبا الدّحداح يذكر ذلك.

وذكر أبو الفضل المقدسي فيما أخبره أبو عمرو بن منده ، عن أبيه ، أنا محمّد بن إبراهيم بن مروان قال : قال عمرو بن دحيم :

__________________

(١) الأصل : «أبو» والتصويب عن م.

(٢) في م : «المحلى» تصحيف.

(٣) الاكمال لابن ماكولا ٢ / ٢٤٥.

(٤) الاكمال لابن ماكولا ٢ / ٢٤٥.

٣٣٢

مات يوم الخميس لعشر ليال خلون من المحرم سنة خمسين ومائتين (١) ـ يعني الجوبري (٢)

٤٣٧٧ ـ عبد الوهّاب بن عبد الرزّاق بن عمر بن مسلم

أبو محمّد القرشي مولاهم

حدّث عن من لم يسمّ لنا.

كتب عنه أبو الحسين الرازي.

قرأت على أبي محمّد السّلمي ، عن عبد العزيز الصوفي ، قال :

توفي أبو محمّد عبد الوهّاب بن عبد الرزّاق في رجب ـ يعني سنة عشرين وثلاثمائة ـ.

قرأت بخط أبي الحسن نجا بن أحمد ، وذكر أنه نقله من خط أبي الحسين للرازي في تسمية من كتب عنه بدمشق.

أبو محمّد عبد الوهّاب بن عبد الرزّاق بن عمر بن مسلم القرشي مولاهم ، وكان من أجلة أهل دمشق ، وبلغني أنه ولد ولأبيه خمس وتسعون سنة ، حملته امرأته على صدرها وهو زمن (٣) فواقعها فحملت بعبد الوهّاب هذا ، ومات عبد الوهّاب وله أكثر من مائة سنة ، سنة عشرين وثلاثمائة.

٤٣٧٨ ـ عبد الوهّاب بن عبد العزيز بن المظفر

أبو بكر الأزدي بن حزوّر (٤) الورّاق

حدّث عن تمّام بن محمّد الحافظ ، وأبي الحسن عبد الرّحمن بن محمّد بن ياسر الجوبري.

وسمع أبا الحسن بن عوف.

روى عنه ابنه عبد الواحد ، ونجاء بن أحمد العطار ، وحدّثنا عنه أبو طاهر بن الحنّائي.

أخبرنا أبو طاهر محمّد بن الحسين ـ قراءة عليه وأنا أسمع ـ في سنة تسع وخمسمائة ،

__________________

(١) تهذيب الكمال ١٢ / ١٤٦.

(٢) «يعني الجوبري» استدركت على هامش الأصل.

(٣) زمن : أي مقعد ، (تاج العروس ، بتحقيقنا : زمن).

(٤) ضبطت بفتح الحاء والزاي وتشديد الواو (استدراك ابن نقطة هامش الاكمال ٢ / ٤٦٣ ـ ٤٦٤) وذكر ابنه عبد الواحد.

٣٣٣

أنا الشيخ أبو بكر عبد الوهّاب بن عبد العزيز الورّاق في ربيع الآخر سنة سبع وأربعين وأربعمائة.

وحدّثنا عبد العزيز بن أحمد في التاريخ.

قالا : أنا أبو القاسم تمّام بن محمّد بن عبد الله الرازي ـ قراءة عليه ـ سنة ثنتي عشرة وأربعمائة ، أنا أبو الحسن خيثمة بن سليمان بن حيدرة القرشي الأطرابلسي ، نا أبو بكر الحسين بن محمّد بن أبي معشر ، نا محمّد بن ربيعة ، عن الأعمش ، عن طلحة بن مصرّف ، عن عبد الرّحمن بن عوسجة ، عن البراء بن عازب قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «زيّنوا القرآن بأصواتكم» [٧٥١٥].

قرأت بخط أبي الحسن نجاء بن أحمد ، أنا الشيخ أبو بكر عبد الوهاب بن عبد العزيز بن الحزوّر الورّاق الشيخ صالح ، فذكر عنه حديثا.

وذكر أبو بكر الحداد.

أنه كان كهفا للفقراء وأصحاب الحديث ، وكان يمدّهم بالورق والورق (١). رجل صالح ، ثقة.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني ، نا عبد العزيز الكتّاني (٢) ، قال :

ورد نعي أبي بكر عبد الوهّاب بن حزوّر الورّاق في شعبان من سنة خمسين وأربعمائة من تنّيس.

وحدّث بشيء يسير عن تمّام بن محمّد الرازي ، وعبد الرّحمن بن محمّد بن ياسر الجوبري ، وجد له بلاغ ، وكان فيه خير ، كان يعطي أصحاب الحديث الورق ، وكان يذهب إلى مذهب أحمد بن حنبل ـ رحمه‌الله ـ.

٤٣٧٩ ـ عبد الوهّاب بن عبد القادر

حدّث عن أبي الدّحداح أحمد بن محمّد التّميمي.

روى عنه عبد الوهّاب الميداني.

وأظنه عبد الوهّاب الكلابي ، دلّسه الميداني ، والله أعلم.

__________________

(١) في م : الوراق ، تصحيف.

(٢) في م : الكناني ، تصحيف.

٣٣٤

٤٣٨٠ ـ عبد الوهّاب بن عبد الملك بن محمّد بن عبد الصّمد

أبو طالب الفقيه الهاشمي بن المهتدي بالله

روى عن أبي عبد الله محمّد بن إبراهيم بن مروان ، والفضل بن جعفر.

روى عنه علي بن الخضر ، وعبد العزيز الكتّاني (١) ، وأبو القاسم الخضر بن عبيد الله بن الحسين بن علي بن كامل المرّي ، وأبو الفتح بن تميم (٢).

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني ، نا عبد العزيز الكتاني ، أنا الشريف الفقيه أبو طالب عبد الوهّاب بن عبد الملك بن محمّد بن عبد الصّمد بن المهتدي بالله ، نا أبو عبد الله محمّد بن إبراهيم بن مروان ، نا أبو عبد الملك أحمد بن إبراهيم القرشي ، نا محمّد بن عائذ ، نا يحيى بن حمزة ، عن الأوزاعي ، نا ابن شهاب ، عن عروة بن الزبير ، وسعيد بن المسيّب أن حكيم بن حزام قال :

سألت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم فأعطاني ، ثم سألته فأعطاني ، ثم قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «يا حكيم إنّ هذا المال حلوة خضرة ، فمن أخذه بسخاوة نفس بورك له فيه ، ومن أخذه بإشراف نفس لم يبارك له فيه ، وكان كالذي يأكل ولا يشبع ، واليد العليا خير من اليد السفلى» [٧٥١٦].

فقال حكيم : فقلت : يا رسول الله ، والذي بعثك بالحق لا أرزأ بعدك أحدا شيئا حتى أفارق الدنيا.

فكان أبو بكر يدعو حكيما ليعطيه العطاء فيأبى أن يقبله منه ، فقال عمر : إنّي أشهدكم يا معشر المسلمين على حكيم أنّي أعرض عليه حقّه الذي قسم الله له من هذا الفيء فيأبى أن يأخذه ، فلم يرزا حكيم أحدا من الناس حتى توفي ـ رحمه‌الله ـ.

أخبرتنا به عاليا أم المجتبى العلوية ، قالت : قرئ على إبراهيم بن منصور ، أنا أبو بكر بن المقرئ ، أنا أبو يعلى الموصلي ، نا أبو الربيع سليمان بن داود العتكي ، نا فليح (٣) ، عن الزهري ، عن عروة ، وسعيد بن المسيّب [أن حكيم](٤) بن حزام قال :

سألت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم فأعطاني ، ثم سألته فأعطاني ثلاث مرار ، ثم قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «يا حكيم إنّ هذا المال حلوة خضرة ، فمن أخذه بسخاوة نفس بورك له فيه ، ومن أخذه بإشراف

__________________

(١) في م : الكناني ، تصحيف.

(٢) في م : توفي.

(٣) انظر تهذيب الكمال ١٥ / ١٢٥.

(٤) الزيادة بين معكوفتين عن م للإيضاح.

٣٣٥

نفس لم يبارك له فيه ، وكان كالآكل لا يشبع ، واليد العليا خير من اليد السفلى» قال حكيم فقلت : يا رسول الله ، والذي بعثك بالحق لا أرزأ (١) أحدا بعدك شيئا حتى أفارق الدنيا [٧٥١٧].

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني ، نا عبد العزيز الكتاني (٢) ، قال :

توفي شيخنا الشريف أبو طالب عبد الوهّاب بن عبد الملك بن المهتدي بالله الفقيه يوم الاثنين العاشر من شهر رمضان سنة خمس عشرة (٣).

حدّث عن أبي عبد الله محمّد بن إبراهيم بن مروان وغيره ، وسمعه جده الفضل بن جعفر المؤذن ، حدّث بشيء يسير ، وكان فقيها حافظا للفقه ، يذهب إلى مذهب أبي الحسن الأشعري رحمه‌الله.

٤٣٨١ ـ عبد الوهّاب بن عبدون بن عبد الملك الثقفي

حكى عن أبيه.

حكى عنه أحمد بن المعلّى القاضي.

تأتي حكايته في ترجمة أبيه إن شاء الله.

٤٣٨٢ ـ عبد الوهّاب بن عبيد الله

أبو القاسم البغدادي

حدّث بأطرابلس في سنة ثمان وثلاثين وثلاثمائة عن أبي الطّيّب عبد المنعم بن عبد الله بن غلبون المقرئ.

روى عنه : أبو القاسم حمزة بن عبد الله بن الحسين بن الشام.

٤٣٨٣ ـ عبد الوهّاب بن عزون

قاضي بانياس.

توفي بدمشق في يوم الأحد لثلاث بقين من شهر ربيع الآخر سنة سبع وتسعين وثلاثمائة ، وصلّي عليه بعد صلاة العصر في الجامع ، وكان الذي صلّى عليه القاضي أبو

__________________

(١) رزأه ماله رزءا : أصاب منه شيئا. (القاموس المحيط).

(٢) في م : الكناني ، تصحيف.

(٣) كذا بالأصل وم ، يعني وأربعمائة كما يفهم من عبارة المختصر ١٥ / ٢٨٢.

٣٣٦

عبد الله بن أبي الديس ، ودفن في مقابر باب الفراديس ، وكان قد انكسر عليه ألف ومائتا دينار من ضمان ضياع السلطان ببانياس فأشخصه العامل خلف بن إسماعيل ، فنزل عند أبي القاسم بن القاطوع ثم اعتلّ ومات ، ولم يحاسب.

قرأت جميع ذلك بخط عبد المنعم بن علي بن النحوي.

وقرأت بخط عبد العزيز بن أحمد الكتّاني :

توفي عبد الوهّاب بن عزون يوم السبت لسبع خلون من ذي القعدة سنة أربع عشرة وأربعمائة.

فأظنّ الذي ذكر عبد العزيز غير الذي ذكر ابن النحوي ، فالله أعلم.

٤٣٨٤ ـ عبد الوهّاب بن علي بن نصر بن أحمد

ابن الحسين بن هارون بن مالك

أبو محمّد البغدادي القاضي المالكي الفقيه (١)

صاحب المصنفات.

قدم دمشق سنة تسع عشر وأربعمائة مجتازا إلى مصر ، وحدّث بها وببغداد عن : يوسف بن عمر القوّاس ، وأبي حفص بن شاهين ، وأحمد بن وصيف الصياد ، وعمر بن محمّد بن إبراهيم بن سبنك (٢) ، وأبي عبد الله الحسين بن محمّد بن عبيد العسكري الدقاق (٣)

روى عنه : أبو بكر الخطيب ، وأبو محمّد الكتّاني ، وأبو العباس بن قبيس ، وأبو طاهر بن أبي الصقر الأنباري (٤) ، وعلي بن الخضر السّلمي ، وعلي بن محمّد بن شجاع ، وحيدرة بن علي العابر ، وأبو القاسم عبد الواحد بن علي بن برهان النحوي البغدادي (٥).

__________________

(١) انظر أخباره في :

تاريخ بغداد ١١ / ٣١ ووفيات الأعيان ٣ / ٢١٩ والبداية والنهاية (بتحقيقنا ١٢ / ٤١) والكامل في التاريخ بتحقيقنا (حوادث سنة ٤٢٢) سير أعلام النبلاء ١٧ / ٤٢٩ وفوات الوفيات ٢ / ٤١٩ والنجوم الزاهرة ٤ / ٢٧٦ وشذرات الذهب ٣ / ٢٢٣ والمنتظم ٨ / ٦١ والعبر ٣ / ١٤٩ وترتيب المدارك ٤ / ٦٩١.

(٢) ضبطت عن تبصير المنتبه ٢ / ٦٧٤ بفتح السين المهملة والموحدة وسكون النون. والذي بالأصل : «سنيك» والمثبت عن م.

(٣) ترجمته في سير أعلام النبلاء ١٦ / ٣١٧.

(٤) في م : الابناوي.

(٥) ترجمته في تاريخ بغداد ١١ / ١٧.

٣٣٧

أخبرنا أبو الحسن بن قبيس ، نا ـ وأبو منصور الشيباني ، أنا ـ أبو بكر الخطيب (١) ، أنا أبو محمّد بن أبي نصر في سنة ثلاث عشرة وأربعمائة ، نا عمر بن محمّد بن إبراهيم البجلي ، نا محمّد بن محمّد بن سليمان الباغندي ، نا علي بن عبد الله بن المديني (٢) ، نا يحيى بن سعيد ، نا ابن أبي ذئب ، نا عبد الرّحمن بن مهران ، عن عبد الرّحمن بن سعد ، عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم :

«الأبعد فالأبعد إلى المسجد أعظم أجرا» [٧٥١٨].

أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد بن منصور ، أنا أبي أبو العباس ، نا القاضي أبو محمّد بن عبد الوهّاب بن علي بن نصر البغدادي المالكي بدمشق ، نا أبو الفتح يوسف بن عمر بن مسرور القوّاس ، نا عبد الملك بن أحمد ـ إملاء ـ نا علي بن إشكاب ، نا عمرو بن محمّد البصري ، نا المبارك بن سعيد ، عن ياسين بن معاذ ، عن أبي الزبير ، عن جابر قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم :

«الشياطين يستمتعون بثيابكم ، فإذا نزع أحدكم ثوبه فليطوه حتى ترجع إليها أنفاسها ، فإنّ الشيطان لا يلبس ثوبا مطويا» [٧٥١٩].

أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلّم [قال لي الشيخ](٣) أحمد بن منصور الغسّاني ، قدم الشيخ أبو محمّد عبد الوهاب بن نصر الفقيه المالكي رضي‌الله‌عنه ـ يعني دمشق ـ في شوال سنة تسع عشرة وأربعمائة ، وخرج في جمادي الأولى من سنة عشرين وأربعمائة ، وتوفي بمصر.

أخبرنا أبو الكرم المبارك بن فاخر بن محمّد بن يعقوب النحوي (٤) المعروف بابن الدّبّاس في كتابه إلينا من بغداد ، قال : أنشدني شيخنا أبو القاسم عبد الوهّاب بن علي بن برهان النحوي ، أنشدني القاضي عبد الوهّاب بن نصر المالكي ، وقد ودّعته بالصراة (٥) من بغداد (٦) :

__________________

(١) تاريخ بغداد ١١ / ٣١.

(٢) الأصل وم ، وفي تاريخ بغداد : المدني.

(٣) ما بين معكوفتين أضيف للإيضاح عن م.

(٤) قارن مع المشيخة ٢٢٢ / ب.

(٥) الصراة : نهران ببغداد الصراة الكبرى والصراة الصغرى (انظر معجم البلدان ٣ / ٣٩٩).

(٦) الأبيات في البداية والنهاية بتحقيقنا ١٢ / ٤١ ووفيات الأعيان ٣ / ٢٢٠ وترتيب المدارك ٤ / ١٩٣ والمنتظم ٨ / ٦١.

٣٣٨

سلام على بغداد في كلّ منزل

وحقّ لها مني السلام المضاعف

لعمرك ما فارقتها عن قلى لها

وإنّي بشطّي جانبيها لعارف

ولكنها ضاقت عليّ بأسرها

ولم تكن الأرزاق فيها تساعف

فكانت كخلّ كنت أهوى دنوّه

وأخلاقه تنأى بها (١) وتعاسف (٢)

قال : وأنشدنيها غيره ، إلّا أنه جعل موضع : «بشطي» : ، «بجنبي» ، وموضع «بأسرها» : «برحبها».

أنشدني أخي أبو الحسين هبة الله بن الحسن الفقيه ، أنشدنا أبو طاهر أحمد بن محمّد بن أحمد السلفي ، أنشدني القاضي أبو منصور سالم بن محمّد بن منصور العمراني ـ بثغر آمد ـ قالا : أنشدنا أبو طالب عفيف عبد الله الأسعردي للقاضي عبد الوهاب بن نصر المالكي رحمه‌الله :

أبغي رضاكم جاهدا حتى إذا

أملت حسبي عاد لي منكم أذى

إني لأصبح من تجن خائفا

ويسلمكم من حربكم متعوذا

فإلام صبري للتعتب منكم

وعلام أعطي الجفون على القذا

لو شئت أمنني الفريض من الذي

أنا خائف ولكان لي مستنقذا

فيظل (٣) بي متململا متمعصا

من كان قبل بشعره متلذذا

لكنني أرعى الوداد وإن عدا

غيري به متشوقا ومطرمذا

وأجل قدري في المودة أن أرى

بعد الحفاظ لعهدكم أن أنبذا

وأظل يملكني (٤) الحنو عليكم

وبكف صائب أسهمي أن ينفذا

إذ أنتم تفض العهود عداكم

وعلى طباعكم غدا مستحوذا

أيظن بغدادي طبع خالصا

يلغى هزيم من اعتدى متبغددا

هيهات إن من الظنون كواذبا

والحزم أولى في الحجى أن تحتذى

إن تعتذر منها تجدني قائلا

أو رمت بجديد الوداد فحبذا

طبعي التجاوز عن صديق (٥) إن هذى

ويغفر زلات الأخلاء اغتذا

__________________

(١) في م : به.

(٢) في البداية والنهاية : وتخالف.

(٣) البيت سقط من م.

(٤) الأصل : بملكي ، والمثبت عن م.

(٥) في م : صديقي.

٣٣٩

فتحين عتبي وعد لمودتي

لا تصغين لقول واش إن هذا

واعلم بأنّي غافر لك زلة

إن رابني خلق لكم من بعد ذا

ذو الحلم ما سالمته لك منصف

ومتى تضاعيه تجده قد بدا

يا شاعرا ألفاظه في نظمه

دررا غدت وزبرجدا وزمردا

كم شاعر أضحى بعيني مولعا

فتركته بعد الكمال محددا

أقبل مزاح أخ صديق لم يزل

لك في الأخوة تابعا متلمذا

خذها فقد نمّقتها لك ساهر

أبيها وحقّ لمثلها أن يؤخذا

حتى تظلّ تقول من عجب بها :

من قال شعرا فليقله هكذا

وللقاضي عبد الوهّاب :

عكفت على البرحاء من أشجانها

وتثنت عنان السرّ في كتمانها

نفس على مضض الغرام شحيحة

من شأنها أن لا تبوح بشأنها

أخبرنا أبو الحسن بن قبيس ، وأبو منصور بن زريق ، قالا : قال لنا أبو بكر الخطيب (١) :

عبد الوهّاب بن علي بن نصر بن أحمد بن الحسين بن هارون بن مالك ، أبو محمّد الفقيه المالكي ، سمع أبا عبد الله العسكري ، وعمر بن محمّد بن سبنك (٢) ، وأبا حفص بن شاهين.

وحدّث بشيء يسير ، كتبت عنه وكان ثقة ، ولم يلق من المالكيين أحدا كان أفقه منه ، وكان حسن النظر ، جيّد العبارة ، وتولى القضاء ببادرايا وباكسايا (٣) وخرج في آخر عمره إلى مصر ، فمات بها سنة اثنتين وعشرين وأربعمائة.

قال الخطيب في موضع آخر : في شعبان.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، قال : قال لنا أبو إسحاق إبراهيم بن علي بن يوسف الفيروزآبادي في كتاب طبقات الفقهاء (٤) تأليفه في ذكر أصحاب مالك ، قال :

__________________

(١) تاريخ بغداد ١١ / ٣١.

(٢) الأصل : «سينك» وإعجامها ناقص في م. والصواب عن تاريخ بغداد ، وقد مرّ ضبطها.

(٣) كذا بالأصل وم وتاريخ بغداد ، وعلى هامشه كتب مصححه : بادرايا طسوج بالنهروان وهي بليدة بقرب باكسايا بين البندنيجين ونواحي واسط (وانظر معجم البلدان) وفي وفيات الأعيان : ٣ / ٢٢٢ بليدتان من أعمال العراق.

(٤) كتاب طبقات الفقهاء ص ١٤٣ ، وانظر ترتيب المدارك ٤ / ٦٩٢.

٣٤٠