تاريخ مدينة دمشق - ج ٣٧

أبي القاسم علي بن الحسن ابن هبة الله بن عبد الله الشافعي [ ابن عساكر ]

تاريخ مدينة دمشق - ج ٣٧

المؤلف:

أبي القاسم علي بن الحسن ابن هبة الله بن عبد الله الشافعي [ ابن عساكر ]


المحقق: علي شيري
الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع
الطبعة: ٠
الصفحات: ٥٠٤
الجزء ١ الجزء ٢ الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧ الجزء ٨ الجزء ٩ الجزء ١٠ الجزء ١١ الجزء ١٢ الجزء ١٣ الجزء ١٤ الجزء ١٥ الجزء ١٦ الجزء ١٧ الجزء ١٨ الجزء ١٩ الجزء ٢٠ الجزء ٢١ الجزء ٢٢ الجزء ٢٣ الجزء ٢٤ الجزء ٢٥ الجزء ٢٦ الجزء ٢٧ الجزء ٢٨ الجزء ٢٩ الجزء ٣٠ الجزء ٣١ الجزء ٣٢ الجزء ٣٣ الجزء ٣٤ الجزء ٣٥ الجزء ٣٦ الجزء ٣٧ الجزء ٣٨ الجزء ٣٩ الجزء ٤٠ الجزء ٤١ الجزء ٤٢ الجزء ٤٣ الجزء ٤٤ الجزء ٤٥ الجزء ٤٦ الجزء ٤٧ الجزء ٤٨ الجزء ٤٩ الجزء ٥٠ الجزء ٥١ الجزء ٥٢ الجزء ٥٣ الجزء ٥٤ الجزء ٥٥ الجزء ٥٦ الجزء ٥٧ الجزء ٥٨ الجزء ٥٩ الجزء ٦٠ الجزء ٦١ الجزء ٦٢ الجزء ٦٣ الجزء ٦٤ الجزء ٦٥ الجزء ٦٦ الجزء ٦٧ الجزء ٦٨ الجزء ٦٩ الجزء ٧٠ الجزء ٧١ الجزء ٧٢ الجزء ٧٣ الجزء ٧٤ الجزء ٧٥ الجزء ٧٦ الجزء ٧٧ الجزء ٧٨ الجزء ٧٩ الجزء ٨٠

أبو محمّد بن درستويه ، نا يعقوب بن سفيان قال (١) :

وفيها ـ يعني سنة إحدى وخمسين ومائة ـ غزا الصائفة عبد الوهّاب بن إبراهيم بن هارون.

أخبرنا أبو محمّد بن طاوس ، أنا أبو الغنائم بن أبي عثمان ، أنا أبو عمر بن مهدي ، أنا أبو بكر محمّد بن أحمد بن يعقوب بن شيبة ، نا جدي ، حدّثني أبو عبد الملك بن الفارسي ، أخبرني ابن جابر ، عن الأوزاعي.

أن عبد الوهّاب بن إبراهيم الهاشمي خاصم امرأته في ضيعة بدمشق ، فقال لها : بيني وبينك القاضي ، قالت : إن القاضي يقضي لك ، قال : فأرضى برجل يحكم بيني وبينك ، قالت : الأوزاعي ، فبعث إليه ، فأتاه ، فذكر له وهي مختدرة ، قال : فليقم خصمها فليتكلم بحجتها ، قال : فتكلّم خصمها بحجتها وعبد الوهّاب بحجته ، فقضى لها عليه ثم ودّعه مكانه وخرج ؛ فقال عبد الوهّاب لغلام له خذ هذه الثلاثمائة دينار فألحقه بها ، وقل له : استعن بهذه على رباطك ، فأدركه الغلام ، فقال الأوزاعي : اقرأ على الأمير السلام ورحمة الله ، وأعلمه أنه لو لم يبعث إلّا بدرهم لقبلته إن شاء الله ، ولكني حضرت محضرا أكره أن آخذ عليه جزاء ، فردّها.

قال : يقول عبد الوهّاب : وفّق الله هذا الشيخ في ردّها.

قرأت بخط أبي الحسين الرازي ، أخبرني أبو العباس محمّد بن جعفر بن هشام النميري ، نا أبو عبد الله معاوية بن صالح الأشعري ، حدّثني نوح بن عمرو بن حويّ (٢) السّكسكي ، أخبرني محمّد بن أبان بن حوي أبو عتبة ، أخبرني الربيع بن حظيان قال :

كنت جالسا عند المنصور في قصر الفضل بن صالح بدمشق ، وهو مقبل عليّ يحدّثني ، إذا دخل الحاجب فقال : عبد الوهّاب بن إبراهيم بالباب ، فقال : يدخل ابن الفاعلة ، وبيد المنصور قضيب ، قال : فلمّا سمعت ذلك قمت ، فأمرني بالجلوس ، فجلست ، ودخل عبد الوهّاب ، فسلّم ، فقال : لا سلّم الله عليك يا ابن الفاعلة ، فألقى عبد الوهّاب نفسه على ركبتيه وجعل يحبو (٣) إليه وهو يقول : يا ابن فلانة الفاعلة حتى انتهى إليه ، فألقى بقضيبه

__________________

(١) المعرفة والتاريخ ١ / ١٣٨.

(٢) غير واضحة بالأصل وم ، والمثبت والضبط عن الاكمال ٢ / ٥٧٤.

(٣) الأصل : «يجثو» وفي م بدون إعجام ، والمثبت عن المختصر ١٥ / ٢٧١ وهو أشبه.

٣٠١

قلنسوته وجعل يضربه حتى وقع من رأسه حتى أدماه ، وهو يقول : يا ابن فلانة تقتل الغسّاني وتتعصب ، فلو أنك إذ خرجت من دينك عممت ، ولكن تعصبت ، فمن يعدل بين الناس؟.

قال الربيع بن حظيان : فقمت فجلست خارج البيت ، فلما فرغ عبد الوهّاب أخذت بيده فصببت عليه من كوز كان إلى جانبي فغسل وجهه ومضى ، وعدت إلى المنصور.

قال الرازي : وأخبرني محمّد بن جعفر بن هشام ، نا أبو عبيد الله معاوية بن صالح ، أخبرني محمّد بن سماعة الفلسطيني ، حدّثني غير واحد من مشيختنا.

أن عبد الوهّاب بن إبراهيم ولي فلسطين للمنصور ، فأخربها ، فوجّه إليه المنصور أن احمل إليّ إبراهيم بن أبي عبلة وابن مخمر الكناني لأسألهما عن أمر البلد ، فدعا بهما عبد الوهّاب ، فغداهما ، ثم غلفهما بالغالية (١) بيده ثم قرأ عليهما كتاب المنصور وأشخصهما إليه ، فلما قدما ودخلا على المنصور أدنى مجالسهما ، ورفعهما ، وقال : يا ابن أبي عبلة ، كيف تركت البلد؟ فقال : يا أمير المؤمنين لقد قرأت العهود منذ زمن الوليد بن عبد الملك ، فما سمعت عهدا أحسن من عهد عهدته إلى عبد الوهّاب ، لكنه عمد إلى جميع ما أمرته به ، فاجتنبه ، وإلى جميع ما نهيته عنه فارتكبه ، وقال ابن مخمر الكناني : يا أمير المؤمنين ، ترك ابن أخيك البلد كهذا الطائر ، وأخرج من كمه طائرا قد نتفه.

فقال المنصور : ما له قبّحه الله ، قد عزلته ، فاختاروا من أحببتم.

فاختاروا العباس بن محمّد ، فولّاه عليهم.

أخبرنا أبو الحسن بن قبيس ، وأبو منصور بن زريق ، قالا : قال لنا أبو بكر الخطيب (٢) :

عبد الوهّاب بن إبراهيم الإمام بن محمّد بن علي بن عبد الله بن العباس بن عبد المطّلب صاحب سويقة عبد الوهّاب ببغداد ، ولي الشام لأبي جعفر المنصور ، وكان عظيم القدر ، ومات بالشام.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنا أبو بكر بن الطبري ، أنا أبو الحسين بن بشران ، أنا أبو علي بن صفوان ، نا أبو بكر بن أبي الدنيا ، حدّثني أبو محمّد الرملي ، حدّثني أبو عمير بن النحاس ، حدثتني أمي عن خال أخيها ، قال :

__________________

(١) الغالية : نوع من الطيب.

(٢) تاريخ بغداد ١١ / ١٧ ـ ١٨.

٣٠٢

لما احتضر عبد الوهّاب بن إبراهيم وكان أمير فلسطين جعل يقول : يا ويحكم أيموت (١) مثلي؟.

أخبرنا أبو الحسن بن قبيس ، نا ـ وأبو منصور القزاز ، أنا ـ أبو بكر الخطيب (٢).

أخبرني الحسن بن أبي بكر ، أنا محمّد بن إبراهيم الجوري ـ في كتابه إلينا من شيراز ـ أنا أحمد بن حمدان بن الخضر ، أنا أحمد بن يونس الضّبّي ، نا أبو حسان الزيادي قال : سنة ثمان وخمسين ومائة فيها مات عبد الوهّاب بن إبراهيم الهاشمي.

بلغني أن عبد الوهّاب توفي وهو والي دمشق في يوم اثنين بعد المنصور في ذي الحجة سنة سبع (٣) وخمسين ومائة ، واستخلف ابنه إبراهيم بن عبد الوهّاب.

٤٣٦٤ ـ عبد الوهّاب بن بخت (٤)

أبو عبيدة ـ ويقال : أبو بكر (٥)

مولى آل مروان ، مكي.

سكن الشام ثم تحوّل إلى المدينة.

وروى عن ابن (٦) عمر ، وأنس بن مالك ، وأبي هريرة ، ونافع مولى ابن عمر ، وأبي الزناد عبد الله بن ذكوان ، وسليمان بن حبيب المحاربي ، وزرّ بن حبيش ، وعطاء بن أبي رباح ، وعبد الواحد بن عبد الله النّصري ، وثابت بن سليم الجهني.

روى عنه أيوب السّختياني ، ويحيى بن سعيد الأنصاري ، ومحمّد بن عجلان ، ومالك بن أنس ، ومعان بن رفاعة ، ومعاوية بن صالح ، وهشام بن سعد ، وأسامة بن زيد الليثي ، وعبيد الله بن عمر العمري ، وشعيب بن أبي حمزة.

__________________

(١) وكان يقول ذلك وذلك لكبر كان يجده في نفسه (تحفة ذوي الألباب ١ / ٢١٦).

(٢) تاريخ بغداد ١١ / ١٨.

(٣) نميل إلى قراءتها «سبع» بالأصل ، وفي م : «تسع» وفي المختصر ١٥ / ٢٧٢ : «تسع» وجاء في تاريخ الطبري ٨ / ١٣ أن وفاته كانت سنة ١٥٧ وقيل سنة ١٥٨.

(٤) بخت بضم الموحدة وسكون المعجمة بعدها مثناة (تقريب التهذيب).

(٥) انظر أخباره في :

تهذيب الكمال ١٢ / ١٣٩ تهذيب التهذيب ٣ / ٥٢٧ وميزان الاعتدال ٢ / ٦٧٨.

(٦) عن م وبالأصل : أبي.

٣٠٣

أخبرتنا أم المجتبى فاطمة بنت ناصر ، قالت : قرئ على إبراهيم بن منصور ، أنا أبو بكر بن المقرئ ، أنا أبو يعلى الموصلي ، نا أبو (١) الوليد القرشي ، نا الوليد بن مسلم ، حدّثني معان بن رفاعة ، عن عبد الوهّاب بن بخت ، عن أنس بن مالك قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم :

«نضّر الله من سمع مقالتي هذه فوعاها ، ثم بلّغها غيره ، فربّ حامل فقه إلى من هو أفقه منه ، ثلاث لا يغلّ عليهن : صدر مؤمن ، إخلاص العمل لله ، ومناصحة أولي الأمر ، ولزوم جماعة المسلمين ، فإنّ دعوتهم تحيط من ورائهم» [٧٥٠٤].

أنبأنا أبو علي الحداد ، ثم حدّثني أبو مسعود عبد الرحيم بن علي بن حمد عنه ، أنا أبو نعيم الحافظ ، نا سليمان بن أحمد ، نا بكر بن سهل ، نا عبد الله بن صالح ، حدّثني معاوية بن صالح ، عن عبد الوهّاب بن بخت ، عن أبي الزناد ، عن الأعرج ، عن أبي هريرة ، عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال :

«من لقي أخاه فليسلّم عليه ، وإن حالت بينهما شجرة أو حائط أو حجر ثم لقيه فليسلّم عليه» [٧٥٠٥].

أخبرنا أبو العباس أحمد بن أبي القاسم بن أحمد النشابي (٢) ، أنا أبو شجاع عبد الرّزّاق بن سلهب (٣) بن عمر الخيّاط ، أنا أبو عبد الله بن منده ، نا أحمد بن محمّد بن سهل البغدادي ـ بمكة ـ نا الحسن بن علي بن شبيب ، نا عبد الله بن خالد بن يزيد ، نا يحيى بن إبراهيم السّلمي ، نا عبد الخالق بن أبي حازم أخو عبد العزيز ، عن عبد الوهّاب بن بخت ، قال :

كنت عند عمر بن عبد العزيز فأتي بموالي (٤) لسليمان بن عبد الملك في جراح بينهم ، فقال لي : يا عبد الوهّاب قم فاقض بينهم ، واعلم أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم لم يقض في شجّة دون الموضحة (٥) ، كما حدّثني خارجة بن زيد بن ثابت ، عن أبيه ، عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم.

صوابه نجيح بن إبراهيم [السّلمي](٦) ، والله أعلم.

__________________

(١) «أبو» سقطت من م.

(٢) قارن مع المشيخة ١٣ / أ.

(٣) الأصل وم : سهلب ، تصحيف والمثبت عن المشيخة ١٣ / أ.

(٤) كذا بالأصل وم بإثبات الياء ، والأشبه : بموال.

(٥) الموضحة : الشجة التي تبدي وضح العظام (القاموس المحيط).

(٦) الزيادة عن م.

٣٠٤

أنبأنا أبو الغنائم محمّد بن علي ، ثم حدّثنا أبو الفضل بن ناصر ، أنا أحمد بن الحسن ، والمبارك بن عبد الجبار ، ومحمّد بن علي ـ واللفظ له ـ قالوا : أنا أبو أحمد ـ زاد أحمد : وأبو الحسين قالا : ـ أنا أحمد بن عبدان ، أنا محمّد بن سهل ، أنا محمّد بن إسماعيل ، قال (١) :

عبد الوهّاب بن بخت المكي ، عن نافع ، وسليمان بن حبيب ، وأبي الزّناد ، روى عنه ابن عجلان ، ويحيى (٢) ، ومعاوية.

وقال إسحاق : نا أبو المغيرة ، نا معان : رأيت عبد الوهّاب بن بخت أبو (٣) عبيدة المكي ، وعن حبان ، نا وهيب (٤) ، نا أيوب ، عن عبد الوهّاب ، عن ابن عمر : من حالت شفاعته ، وعن أيوب ، عن عبد الوهّاب ، عن أبي هريرة : للشهيد ست خصال ، وقال محمّد بن عبد الرّحمن ، عن أيوب ، عن محمّد ، عن عبد الوهّاب ، عن أبي هريرة : للشهيد ست خصال ، ولا أراه حفظه (٥) عن محمّد ، وحديث وهيب (٦) أصح ، وهو بعبد الوهّاب بن بخت أشبه ، سمع منه مالك ، يقال مولى آل مروان.

أخبرنا أبو الحسين القاضي ـ إذنا ـ وأبو عبد الله الأديب ـ شفاها ـ قالا : أنا أبو القاسم بن منده ، أنا أبو علي ـ إجازة ـ.

ح (٧) وقال : وأنا أبو طاهر بن سلمة ، أنا علي بن محمّد ، قالا : أنا أبو محمّد بن أبي حاتم ، قال (٨) : عبد الوهّاب بن بخت المكي أبو عبيدة ، روى عن ابن عمر ، وأبي هريرة ، روى عنه أيوب السّختياني ، ومالك بن أنس ، سمعت أبي يقول ذلك.

قرأت على أبي الفضل بن ناصر ، عن جعفر بن يحيى ، أنا أبو نصر الوائلي ، أنا الخصيب بن عبد الله ، أخبرني عبد الكريم بن أبي عبد الرّحمن ، أخبرني أبي ، قال :

أبو بكر عبد الوهّاب بن بخت المكي ، وقيل : أبو عبيدة.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنا أبو طاهر الخطيب ، أنا هبة الله بن إبراهيم بن عمر ، أنا أبو بكر المهندس ، نا أبو بشر الدولابي ، قال (٩) :

أبو بكر عبد الوهّاب بن بخت المكي.

__________________

(١) التاريخ الكبير ٣ / ٢ / ٩٦.

(٢) «ويحيى» ليس في التاريخ الكبير.

(٣) كذا بالأصل وم ، وفي البخاري : أبا عبيدة.

(٤) كذا بالأصل وم ، وفي البخاري : وهب.

(٥) عن البخاري ، وبالأصل وم : حفظ.

(٦) كذا بالأصل وم ، وفي البخاري : وهب.

(٧) «ح» حرف التحويل سقط من م.

(٨) الجرح والتعديل ٦ / ٦٩.

(٩) الكنى والأسماء للدولابي ١ / ١١٩.

٣٠٥

قرأنا على أبي الفضل بن ناصر ، عن أبي طاهر الخطيب ، أنا هبة الله ، أنا أبو بكر ، نا أبو بشر قال في موضع (١) آخر :

أبو عبيدة عبد الوهّاب بن بخت المكي.

أنبأنا أبو جعفر محمّد بن أبي علي ، أنا أبو بكر الصفار ، أنا أحمد بن علي بن منجويه ، أنا أبو أحمد الحاكم ، قال :

أبو عبيدة ، ويقال : أبو بكر ـ عبد الوهّاب بن بخت القرشي مولى آل مروان ، عداده في التابعين.

وقال في موضع آخر (٢) :

أبو بكر ، ويقال أبو عبيدة عبد الوهّاب بن بخت القرشي المكي ، مولى آل مروان ، تزوج بالمدينة ، وأقام بها ، عداده في التابعين ، يروي عنه عن أبي حمزة أنس بن مالك النجاري ، وسمع أبا عبد الله نافعا مولى ابن عمر ، وسليمان بن حبيب المحاربي ، سمع منه : أبو سعيد يحيى بن سعيد الأنصاري ، وأبو عبد الله مالك بن أنس الأصبحي ، وأبو عبد الله محمّد بن عجلان القرشي.

أخبرنا أبو السعود أحمد بن علي بن محمّد بن المجلي ، نا أبو بكر الخطيب ، قال :

عبد الوهّاب بن بخت أبو عبيدة المكي ، وقيل : إنّه شامي ، حدث عن نافع مولى ابن عمر ، وعطاء بن أبي رباح ، وأبي الزناد ، وعبد الواحد النّصري ، روى عنه معان بن رفاعة ، ومحمّد بن عجلان ، ومعاوية بن صالح ، وأسامة بن زيد الليثي وغيرهم.

قرأت على أبي محمّد السّلمي ، عن أبي نصر الحافظ ، قال (٣) :

عبد الوهّاب بن بخت المكي أبو عبيدة ، أصله شامي ، حدّث عن نافع مولى ابن عمر ، وعطاء بن أبي رباح وغيرهم ، روى عنه معان بن رفاعة ، ومحمّد بن عجلان ، وجماعة سواهم.

أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر ، أنا أبو صالح أحمد بن عبد الملك ، أنا أبو الحسن بن

__________________

(١) الكنى والأسماء للدولابي ٢ / ٧٣.

(٢) الأسامي والكنى للحاكم ٢ / ١٤٥ رقم ٥٢٩.

(٣) الاكمال لابن ماكولا ١ / ٢١٥ في مادة : بخت.

٣٠٦

السّقّا ، وأبو محمّد بن بالويه ، قالا : نا محمّد بن يعقوب ، نا عباس بن محمّد ، قال (١) : سمعت يحيى بن معين يقول : قد سمع مالك بن أنس من عبد الوهّاب بن بخت ، وكان عبد الوهّاب بن بخت ثقة ، وكان شاميا ، نزل المدينة.

قال يحيى : وسلمة بن بخت ، حدث عنه يوسف السّمتي ، وإسحاق الرازي ، وكان سلمة أيضا ثقة ، وليس بينه وبين عبد الوهّاب قرابة.

قال (٢) : وسمعت يحيى بن معين يقول : عبد الوهّاب بن بخت كان رجل صدق.

أخبرنا أبو الحسين الأبرقوهي ، وأبو عبد الله الخلّال ـ إذنا ـ قالا : أنا أبو القاسم بن أبي عبد الله ، أنا حمد ـ إجازة ـ.

ح (٣) قال : وأنا أبو طاهر ، أنا علي بن محمّد ، قالا : أنا أبو محمّد بن أبي حاتم.

قال (٤) : ذكره (٥) أبي عن إسحاق بن منصور ، عن (٦) يحيى بن معين أنه قال : عبد الوهّاب بن بخت شامي ثقة.

قال : وسألت أبي عن عبد الوهّاب بن بخت ، فقال : لا بأس به.

وسئل أبو زرعة عن عبد الوهّاب بن بخت فقال : ثقة.

ذكر أبو عبد الله محمّد بن إبراهيم الأصبهاني أنه سأل أبا حاتم الرازي عن عبد الوهّاب بن بخت وقع بالمدينة ، فقال : صالح الحديث.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنا أبو بكر بن الطبري ، أنا أبو الحسين بن الفضل ، أنا عبد الله بن جعفر ، نا يعقوب ، قال (٧) :

عبد الوهّاب بن بخت شامي ، نزل المدينة ، ثقة.

قال : ونا يعقوب (٨) ، نا زيد بن بشر ، أخبرني ابن وهب ، قال : قال الليث : حدّثني أبو

__________________

(١) رواه من طريق عباس الدوري ـ المزي في تهذيب الكمال ١٢ / ١٣٨.

(٢) رواه من طريق عباس الدوري ـ المزي في تهذيب الكمال ١٢ / ١٣٨.

(٣) «ح» حرف التحويل سقط من م.

(٤) الجرح والتعديل ٦ / ٦٩.

(٥) ما بين الرقمين ليس في الجرح والتعديل ، ومكانه فيه : «قرئ على العباس بن محمد الدوري قال سمعت ...».

(٦) ما بين الرقمين ليس في الجرح والتعديل ، ومكانه فيه : «قرئ على العباس بن محمد الدوري قال سمعت ...».

(٧) المعرفة والتاريخ للفسوي ٢ / ٤٦٠.

(٨) المعرفة والتاريخ ١ / ٦٧٤.

٣٠٧

هارون المديني (١) ، عن عبد الوهّاب بن بخت أنه كان يغلب (٢) إلى (٣) المسجد إلى ذكر الله.

قرأت على أبي الفضل بن ناصر ، عن محمّد بن أحمد بن أبي الصقر ، أنا هبة الله بن إبراهيم بن عمر ، أنا أبو بكر المهندس ، نا أبو بشر الدولابي ، حدّثني أبو عثمان سعيد بن عثمان الحمصي ، ومحمّد بن عوف ، قالا : نا عاصم (٤) بن خالد ، حدّثني معان بن رفاعة قال :

رأيت أبا عبيدة عبد الوهّاب بن بخت المكي إذا رأى في المسجد الصبيان يشتد ذلك عليه حتى لو يستطيع يأخذهم بيده أخذ.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي ، أنا أبو الفضل بن خيرون ، أنا أبو العلاء الواسطي ، نا أبو بكر البابسيري ، أنا الأحوص بن المفضّل ، نا أبي قال : قال أبو عبد الله ـ يعني مصعبا ـ كان عبد الوهّاب بن بخت وهو يشبّه بالبطّال في بلاد العدوّ ، وهما من موالي آل مروان (٥).

أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر ، أنا أبو بكر البيهقي ، نا أبو محمّد بن يوسف ـ إملاء ـ نا أبو سعيد بن الأعرابي.

ح وأخبرنا أبو غالب محمّد بن إبراهيم بن محمّد ـ بالثعلبية ـ نا أبو الفتح المظفّر بن محمّد بن محمّد ، أنا عبد الله بن يوسف بن بامويه ، أنا أبو سعيد بن الأعرابي ، نا أبو داود قال : قرئ على الحارث بن مسكين وأنا شاهد ، أخبرك ابن القاسم قال مالك :

بلغني أن عبد الوهّاب بن بخت خرج إلى الغزو ، فانبعثت به راحلته ، فقال : (عَسى رَبِّي أَنْ يَهْدِيَنِي سَواءَ السَّبِيلِ)(٦) فاستشهد.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنا أبو بكر بن الطبري ، أنا أبو الحسين بن الفضل ، أنا عبد الله بن جعفر ، نا يعقوب (٧).

ح قال : وحدّثني محمّد بن أبي زكير ، أنا ابن وهب ، حدّثني مالك ، عن عبد الوهّاب بن

__________________

(١) كذا بالأصل وم ، وفي المعرفة والتاريخ : «أبو هارون المسكين» وهو موسى بن أبي عيسى الحناط الغفاري المدني ، أبو هارون ، ترجمته في تهذيب الكمال ١٨ / ٥٠١.

(٢) رسمها بالأصل : «بعلت» وفي م : «بعلب» والمثبت عن المعرفة والتاريخ.

(٣) في المعرفة والتاريخ : أهل.

(٤) في م : عصام أبي خالد.

(٥) الخبر في تهذيب الكمال ١٢ / ١٣٩.

(٦) سورة القصص ، الآية : ٢٢.

(٧) الخبر في المعرفة والتاريخ ليعقوب الفسوي ١ / ٦٧٣ ـ ٦٧٤.

٣٠٨

بخت قال : وقد كان تزوج عندنا بالمدينة وأقام بها ، قال : فخرج إلى الغزو (١) ، فلما ركب راحلته من السفارية (٢) وانحرف بوجهه قال : (عَسى رَبِّي أَنْ يَهْدِيَنِي سَواءَ السَّبِيلِ) ، قال مالك : ما أراه أخذ ذلك إلّا من موسى عليه‌السلام حين توجه تلقاء مدين ، قال : عسى ربي أن يهديني سواء السبيل.

قال مالك : وإن عبد الوهّاب مرّ بالسقيا (٣) وهو يريد الغزو ، فرأى الرياح (٤) في جريدها قال : فرفع يده ثم قال : الحمد لله الذي لم يجعلك لي.

قال (٥) : ونا محمّد بن أبي زكير ، أنا عبد الله بن وهب ، نا مالك ، عن عبد الوهّاب بن بخت.

أنه لم يكن هو أحقّ بما في رحله في السفر من رفقائه ، قال : وكان كثير الحج والعمرة والغزو (٦) حتى استشهد.

قرأت على أبي الوفاء حفاظ بن الحسن ، عن عبد العزيز بن أحمد ، أنا عبد الوهّاب الميداني ، أنا أبو سليمان بن زبر ، أنا عبد الله بن أحمد بن جعفر ، أنا محمّد بن جرير الطبري قال (٧) : ذكر محمّد بن عمر ، عن عبد الله (٨) بن عمر أن عبد الوهّاب غزا مع البطال ، وانكشفوا (٩) ، فجعل عبد الوهّاب يكر فرسه وهو يقول :

ما رأيت فرسا أجبن منك ، وسفك الله دمي ، إن لم أسفك دمك.

ثم ألقى بيضته عن رأسه وصاح : أنا عبد الوهّاب بن بخت أمن الجنة تفرّون ، ثم تقدم في نحو العدو ، قال : فمرّ برجل وهو يقول : وا عطشاه ، فقال : تقدّم الرّي أمامك ، قال : فخالط القوم فقتل ، وقتل فرسه.

__________________

(١) كذا بالأصل وم ، وفي المعرفة والتاريخ : العراق.

(٢) كذا بالأصل وم ، وفي المعرفة والتاريخ : السقاية.

(٣) كذا بالأصل وم ، وفي المعرفة والتاريخ : «السعيا» وكلاهما اسم موضع ، انظر فيهما معجم البلدان (حرف السين).

(٤) كذا بالأصل وم ، وفي المعرفة والتاريخ : «الرماح في حديدها».

(٥) المعرفة والتاريخ ١ / ٦٧٣ وتهذيب الكمال ١٢ / ١٣٩.

(٦) عن م والمصادر وبالأصل : والغزوة.

(٧) تاريخ الطبري ٧ / ٨٨ حوادث سنة ١١٣.

(٨) كذا بالأصل وم ، وفي الطبري : عبد العزيز بن عمر.

(٩) العبارة في الطبري :

غزا مع البطال سنة ثلاث عشرة ومائة ، فانهزم الناس عن البطال وانكشفوا.

٣٠٩

أنبأنا أبو القاسم علي بن إبراهيم ، وغيره ، قالوا : أنا عبد العزيز بن أحمد ، أنا أبو محمّد بن أبي نصر ، أنا أبو القاسم بن أبي العقب ، أنا أحمد بن إبراهيم ، نا محمّد بن عائذ ، نا الوليد ، قال : فأخبرني عبد الرّحمن بن جابر ، أخبرني من غزا معه ـ يعني البطال ـ أنه سمع عبد الوهّاب بن بخت المكي وهو يقول :

والله لقد كنا نسمع أن سرية ثمانية آلاف ونحوها يليها رجل من قيس ، فيقتل ومن معه إلّا الشريد ، وآية ذلك أنها خيل جريدة ، ليس معهم إلّا راحلة ، فانظروا هل ترون إبلا أو راحلة؟ فركب بعض أهل المجلس ، فجال في العسكر ، فقال : لم أر إلّا راحلة عند آل فلان ، قال : ولقينا العدو ، فقتلوا مالكا ـ يعني ابن شبيب ـ والبطّال ، وعبد الوهّاب بن بخت المكي.

أنبأنا أبو محمّد بن الأكفاني ، نا عبد العزيز الكتاني (١) ، أنا محمّد بن عبيد الله بن أبي عمرو ، أنا ابن مروان ، أنا أبو عبد الملك البسري ، نا سليمان بن عبد الرّحمن ، نا علي بن عبد الله التميمي ، قال : عبد الوهّاب بن بخت قتل مع البطّال سنة إحدى عشرة ومائة.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي ، وأبو العزّ الكيلي ، قالا : أنا أبو طاهر الباقلاني ـ زاد الأنماطي وأبو الفضل بن خيرون ـ قالا : أنا محمّد بن الحسن ، أنا أبو الحسين الأهوازي ، أنا أبو حفص الأهوازي ، نا خليفة بن خياط ، قال (٢) :

في الطبقة الثانية من أهل مكة : عبد الوهّاب بن بخت استشهد بالروم سنة ثلاث عشرة ومائة.

أخبرنا أبو الأعزّ قراتكين بن الأسعد ، أنا أبو محمّد الجوهري ، أنا أبو الحسن علي بن محمّد بن أحمد بن (٣) نصير ، أنا محمّد (٤) بن الحسين بن شهريار ، نا أبو حفص الفلاس ، قال :

وقتل عبد الوهّاب بن بخت مع البطّال سنة ثلاث عشرة ومائة.

قال : ونا إسحاق ، أنا المغيرة ـ يعني ابن سلمة المخزومي ـ نا معاذ قال : رأيت عبد الوهّاب بن بخت أبا عبيدة المكي.

__________________

(١) في م : الكناني ، تصحيف.

(٢) طبقات خليفة بن خيّاط ص ٤٩٣ رقم ٢٥٥٣.

(٣) ما بين الرقمين سقط من م.

(٤) ما بين الرقمين سقط من م.

٣١٠

قال : ونا يحيى بن سليمان ـ يعني الجعفي ـ نا ابن وهب ، حدّثني مالك ، قال : كان عبد الوهّاب بن بخت تزوج عندنا بالمدينة ، وأقام بها ، يروي عن أبي الزّناد ، ونافع ، وسليمان بن حبيب ، روى عنه ابن عجلان.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي ، أنا أبو الفضل بن خيرون ، أنا أبو العلاء محمّد بن علي ، أنا أبو بكر محمّد بن أحمد البابسيري ، أنا الأحوص بن المفضّل بن غسان ، أنا أبي قال : قال مصعب ـ يعني الزّبيري ـ كان عبد الوهّاب بن بخت يكنى أبا بكر ، وقتل مع البطال سنة ثلاث عشرة ومائة.

قال : وأنا ثابت بن بندار ، أنا أبو العلاء ، نا محمّد ، أنا الأحوص ، أنا أبي قال :

وقتل عبد الوهّاب بن بخت مع البطال سنة ثلاث عشرة ومائة.

[(١) أخبرنا أبو الحسن علي بن محمّد بن أحمد بن نصر ، أنا محمّد بن الحسين ، نا أبو منصور النهاوندي ، أنا أبو العباس النهاوندي ، أنا أبو القاسم بن الأشقر ، ثنا محمّد بن إسماعيل قال : وقال مصعب : قتل عبد الوهّاب بن بخت أبو بكر مع البطال سنة ثلاث عشرة ومائة] ولا أراني أحفظ كنيته.

قرأت على أبي محمّد السّلمي ، عن أبي محمّد التّميمي ، أنا مكي بن محمّد ، أنا أبو سليمان بن زبر قال : وفيها يعني سنة ثلاث عشرة قتل البطال بأرض الرّوم ، وقتل معه عبد الوهّاب بن بخت.

٤٣٦٥ ـ عبد الوهّاب بن جعفر بن علي بن جعفر (٢) بن أحمد بن زياد

أبو الحسين بن الميداني (٣)

كتب الكثير.

وروى عن أبي عبد الله بن مروان ، وأبي علي بن شعيب ، وأبي الحارث أحمد بن محمّد بن عمارة ، وأبي عمر بن فضالة ، وأبي موسى هارون بن محمّد الطحان ، وأبي علي محمّد بن محمّد بن آدم ، وأبي طاهر محمّد بن عبد العزيز بن حسنون الإسكندراني ، وأبي

__________________

(١) الخبر التالي ما بين معكوفتين سقط من الأصل وأضيف عن م.

(٢) «بن جعفر» سقطت من م.

(٣) ميزان الاعتدال ٢ / ٦٧٩ لسان الميزان ٤ / ٨٦ العبر ٣ / ١٢٨ وسير أعلام النبلاء ١٧ / ٤٩٩ والمغني في الضعفاء ٢ / ٤١٢ وشذرات الذهب ٣ / ٢١٠.

٣١١

بكر محمّد بن سليمان الرّبعي ، وجمح بن القاسم ، وأبي عبد الله الحسين بن أحمد بن أبي ثابت ، وأبي عمر محمّد بن العباس بن الوليد بن كودك ، وأبي بكر أحمد بن عبد الله بن أبي دجانة ، وأبي بكر محمّد بن محمّد بن عمير ، وأبي بكر أحمد بن عبد الوهّاب بن جعفر اللهبي ، وأبي عمران موسى بن عبد الرّحمن بن موسى الصباغ ـ إمام بيروت ـ وأبي بكر محمّد بن عيسى بن عبد الكريم الطّرسوسي ، وأبي بكر محمّد بن أحمد بن سهل النّابلسي ، وأبي الحسن الدارقطني ، وأبي الخير الحافظ الحمصي ، وأبي سليمان بن زبر ، وأبي بكر الميانجي ، وأبي بكر محمّد بن حاتم بن زنجويه البخاري الفقيه الفرائضي ، وأبي علي الحسين بن هارون بن عيسى بن أبي موسى الإيادي ، وأبي الفرج أحمد بن القاسم الحافظ الخشاب ، وعثمان بن الحسين الحرفي ، وأبي بكر محمّد بن موسى بن حسنون (١) المراغي ، وأبي حفص عمر بن علي العتكي ، وأبي القاسم عبد الرّحمن بن أحمد بن عمران الدّينوري ، وأبي قابوس النعمان بن جميل اللّخمي ، وأبي العباس عمرو بن العباس بن مروان الفزاري ، وأبي الحسن محمّد بن عبد الكريم بن سليمان الجوهري ، وابن أبي الزمزام الفرائضي ، والحسن بن منير ، وأبي بكر أحمد بن صافي التّنّيسي ، وأبي القاسم الحسن بن سعيد بن الحسن بن الحارث بن حكيم القرشي ، وأبي (٢) القاسم عبد الله بن أحمد بن علي بن طالب البزّاز البغدادي ، وأبي محمّد عبد الله بن محمّد بن عبد الغفار بن ذكوان ، وأبي بكر محمّد بن يحيى بن ياسر ، وأبي القاسم بن طعان ، وأبي القاسم الفرح بن إبراهيم النصيبي ، وأبي غالب الشبل بن طرخان ، والفضل بن جعفر المؤذن ، ومحمّد بن داود الدّقّي الصوفي.

روى عنه رشأ بن نظيف ، وعلي بن محمّد بن شجاع ، وأبو علي الأهوازي ، وعبد العزيز الكتّاني (٣) ، والحسن بن علي بن عبد الصمد اللّبّاد ، وأبو الفتح محمّد بن حمزة بن الخضر القرشي ، وأبو سعد السّمّان ، وأبو العباس بن قبيس ، وعلي بن الخضر بن سليمان السّلمي ، وأبو القاسم بن أبي العلاء.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني ، نا عبد العزيز الكتاني (٤) أن (٥) أبا القاسم تمام بن محمّد بن عبد الله بن جعفر بن الجنيد الرازي الحافظ ، وأبا الحسين عبد الوهاب بن

__________________

(١) الأصل : حسون ، والمثبت عن م.

(٢) في م : وأبا القاسم.

(٣) في م : الكناني.

(٤) في م : الكناني.

(٥) في م : «أنا القاسم» بدل : «أن أبا القاسم» تصحيف ، انظر ترجمة تمام بن محمد في سير أعلام النبلاء ١٧ / ٢٨٩.

٣١٢

جعفر بن علي الميداني أخبراه قالا : أنا أبو عبد الله محمّد بن إبراهيم بن مروان القرشي ، نا زكريا بن يحيى بن إياس ، نا يحيى بن عثمان ، نا رشدين (١) بن سعد ، عن زياد بن فائد ، عن سهل بن معاذ بن أنس ، عن أبيه ، قال : سمعت أم الدّرداء تقول :

خرجت من الحمام ، فلقيني رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم فقال : «من أين يا أم الدّرداء؟» قالت : فقلت : من الحمّام ، قال : «والذي نفسي بيده ما من امرأة تضع ثيابها في غير بيتها إلّا وهي هاتكة كلّ ستر بينها وبين الرّحمن تعالى» [٧٥٠٦].

سمعت أبا الحسن (٢) السّلمي (٣) الفقيه يقول : سمعت عبد العزيز بن أحمد يقول : سمعت أبا الحسين (٤) عبد الوهاب بن جعفر الميداني يقول : سمعت أبا علي أحمد بن محمّد بن الزّفتي.

ح (٥) قال عبد العزيز : وسمعت أبا نصر عبد الوهاب بن عبد الله بن عمر المرّي يقول : سمعت أبا الحسين عبد الوهّاب بن الحسن الكلابي ، قالا : سمعنا أحمد بن الحسين بن طلّاب المشغرائي (٦) يقول : سمعت أبا بكر أحمد بن الوليد الأمي يقول : سمعت سعيد بن نصير يقول : سمعت ـ قال ابن الميداني : بشير بن حاتم ، وقال ابن الجبّان بشار بن حاتم (٧) ، ثم اتفقا ـ يقول : سمعت جعفر بن سليمان الضبعي يقول : سمعت محمّد بن المنكدر يقول : سمعت جابر بن عبد الله يقول : سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يقول :

«مرّ رجل ممن كان قبلكم بجمجمة» فقال ابن الميداني : أنت أنت ـ وقال ابن الجبّان : فنظر إليها فقال : اللهم أنت أنت ، ثم اتفقا : ـ وأنا أنا ، أنت العوّاد ـ قال ابن الميداني بالنعم ، وقال ابن الجبّان بالمغفرة ثم اتفقا : ـ وأنا العود بالذنوب ، فاغفر لي ، وخرّ على جبهته ساجدا ، فنودي أنت أنت العوّاد بالذنوب ، وأنا العوّاد بالمغفرة ، قد غفرت لك ، فرفع رأسه ، قال ابن الميداني : فغفر له ، قال ابن الجبّان : وغفر الله ـ عزوجل ـ له» [٧٥٠٧].

__________________

(١) في م : «رسد بن سعد».

(٢) «أبا الحسن» مكرر بالأصل.

(٣) رسمها مضطرب بالأصل وقد تقرأ : السالمي ، والمثبت عن م.

(٤) الأصل : الحسن ، تصحيف ، والصواب عن م ، وهو صاحب الترجمة.

(٥) «ح» حرف التحويل سقط من م.

(٦) الأصل : «الشعراني» ، وفي م : «المسعراني» وكلاهما تصحيف والصواب ما أثبت وضبط عن الأنساب.

(٧) كذا بالأصل وم ، وفي تهذيب الكمال ٣ / ٤٠٠ في ترجمة جعفر بن سليمان الضبعي ذكر المزي في أسماء من روى عنه : سيار بن حاتم.

٣١٣

أخبرنا أبو الحسين الفقيه الشافعي ، نا عبد العزيز الكتّاني (١) ، قال : كان عبد الوهّاب ـ يعني الميداني ـ بين ذلك ـ يعني في ثقته ـ سمعت الفقيه أبو الحسن بن قبيس يحكي عن أبيه أو عن غيره من شيوخه من أدرك ابن الميداني.

أنه كان لا يبخل بإعارة شيء من كتبه سوى كتاب واحد كان يضنّ بإعارته ، فلما احترقت كتبه استجد جميعها من النّسخ التي كتبت منها غير ذلك الكتاب الذي ضنّ بإعارته ، فإنه لم يقدر على نسخته ، وآلى على نفسه أن لا يبخل بإعارة كتاب ـ أو كما قال ـ.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني ، نا عبد العزيز ، حدّثنا هشام بن محمّد الكوفي ، قال :

توفي أبو الحسين عبد الوهّاب بن جعفر الميداني يوم السبت لسبع بقين من جمادى الأولى من سنة ثماني عشرة وأربعمائة ، وذكر أن مولده سنة ثمان وثلاثين وثلاثمائة.

قال (٢) عبد العزيز : حدّث عن أبي عبد الله محمّد بن إبراهيم بن مروان ، وأبي علي محمّد بن هارون بن شعيب الأنصاري وغيرهما ، كتب الكثير ، وذكر أنه كتب بنحو مائة رطل حبر ، احترقت كتبه ، وجدّدها ، كان فيه تساهل ، واتّهم في محمّد بن هارون بن شعيب الأنصاري (٣).

وذكر أبو علي الأهوازي أنه عاش ثمانين سنة ، ودفن في مقبرة باب الفراديس ، وصلّى عليه في الجامع أبو محمّد بن أبي نصر ، وفي مسجد الجنائز القاضي أبو تراب بن أبي الحسن.

٤٣٦٦ ـ عبد الوهّاب بن الحسن بن الوليد بن موسى

ابن سعيد بن راشد بن يزيد بن قندس (٤) بن عبد الله

أبو الحسين الكلابي المعروف بأخي تبوك العدل (٥)

روى عن : طاهر بن محمّد الإمام ، ومحمّد بن خريم ، وأبي الحسن بن جوصا ، وسعيد بن عبد العزيز ، وإبراهيم بن عبد الرّحمن بن عبد الملك بن مروان ، وأبي

__________________

(١) في م : الكناني ، تصحيف.

(٢) في م : قال أبو عبد العزيز.

(٣) انظر ميزان الاعتدال ٢ / ٦٧٩ وسير أعلام النبلاء ١٧ / ٥٠٠.

(٤) في م : فندس. وفي تاج العروس بتحقيقنا : فندس (بالفاء) كقنفذ ، وقندس (بالقاف) كقنفذ : علم.

(٥) انظر أخباره في :

سير أعلام النبلاء ١٦ / ٥٥٧ العبر ٣ / ٦١ والنجوم الزاهرة ٤ / ٢١٤ وشذرات الذهب ٣ / ١٤٧ وتاريخ الإسلام (حوادث سنة ٣٨١ ـ ٤٠٠) ص ٣٣٣.

٣١٤

عبد الرّحمن محمّد بن عبد الله بن عبد السلام مكحول ، ومحمّد بن أحمد بن محمّد بن الصّلت ، وإبراهيم بن محمّد بن أبي ثابت ، وأبي يحيى زكريا بن أحمد البلخي القاضي ، وأبي عبيدة أحمد بن عبد الله بن أحمد بن ذكوان ، ومحمّد بن أحمد بن عمارة ، وعبد الرّحمن بن إسماعيل الكوفي ، وعبد الله بن أحمد بن زبر ، وأحمد بن عبد الله بن نصر بن هلال ، ومحمّد بن بكّار بن يزيد السّكسكي ، وصاعد بن عبد الرّحمن بن صاعد النحّاس ، ومحمّد بن أحمد بن الوليد بن هشام القبيطي ، وأبي القاسم عبد الوهاب بن هلال بن عبد الوهّاب البيروتي ، وأبي القاسم عبد الله بن أحمد بن محمّد المعلّم التميمي ، وعمر بن سلمة ، وأبي الدّحداح ، وأبي الجهم بن طلّاب ، وسليمان بن محمّد الخزاعي ، وأبي الطّيّب أحمد بن إبراهيم بن عبادل ، وعبد الغافر بن سلامة ، وأبي هاشم محمّد بن عبد الأعلى بن عليل ، وأحمد بن إبراهيم بن حبيب الزّرّاد ، وأبي علي الحسين بن محمّد بن عويث ، وأبي علي الحسن بن أحمد بن الحسن الناعس ، وأبي بكر محمّد بن العباس بن يونس بن زلزل ، وأبي بكر محمّد بن إسماعيل بن محمّد بن سلام البصال.

روى عنه : تمّام بن محمّد الرازي ، وأبو القاسم السّميساطي ، وأبو الحسن رشأ بن نظيف ، وأبو علي الأهوازي ، وأبو الحسن ، وأبو إسحاق ، وأبو القاسم بنو الحنائي (١) ، وأبو الحسين الميداني ، وأبو بكر أحمد بن الحسن بن الطّيّان ، وعبد الله بن الحسين بن عبدان ، وأبو القاسم بن الفرات ، وأبو صالح طرفة بن أحمد ، وأبو نصر المرّي ، وأبا الحسن بن السّمسار ، والرّبعي ، وعلي بن طاهر بن محمّد القرشي المقدسي ، وأبو بكر خليل بن هبة الله بن محمّد التّميمي ، وأبو بكر محمّد بن بكير بن أحمد التنوخي ، ومحمّد بن علي بن حميد الكفرطابي ، وأبو القاسم عبد الواحد بن أحمد بن الطّيّب الوكيل ، وعلي بن محمّد بن شجاع بن أبي الهول ، وأبو العباس أحمد بن محمّد بن يوسف بن مردة الأصبهاني وغيرهم.

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم ، وأبا محمّد هبة الله بن الأكفاني ، وعبد الكريم بن حمزة ، وطاهر بن سهل ، وأبو المعالي ثعلب بن جعفر السراج ، قالوا : أنا أبو القاسم الحسين بن محمّد بن إبراهيم الحنّائي (٢).

ح وأخبرنا أبو سهل بن سعدويه ، أنا أبو الفضل الرازي.

__________________

(١) غير واضحة بالأصل وم ونميل إلى قراءتها : «الجبان» والصواب ما أثبت. انظر سير أعلام النبلاء ١٦ / ٥٥٧.

(٢) ترجمته في سير أعلام النبلاء ١٨ / ١٣٠.

٣١٥

ح وأخبرنا أبو غالب بن البنّا ، أنا أبو الحسين بن حسنون.

ح وأخبرنا أبو العزّ أحمد بن عبيد الله ، أنا أبو الحسن علي بن محمود الزوزني ، وأبو الحسين بن حسنون.

ح وأخبرنا أبو الحسن علي بن الحسن بن سعيد العطار ، أنا أبو القاسم السّميساطي ، قالوا : أنا ـ وقال الحنّائي : نا ـ أبو الحسين عبد الوهّاب بن الحسن بن الوليد الكلابي ، أنا أبو بكر محمّد بن خريم بن محمّد بن عبد الملك بن مروان العقيلي ، نا هشام بن عمّار ، نا مالك بن أنس ، حدّثني صفوان بن سليم ، عن سعيد بن سلمة (١) من آل ابن الأزرق : أن المغيرة بن أبي بردة (٢) ـ وهو من بني عبد الدار ـ حدّثه أنه سمع أبا هريرة يقول :

جاء رجل إلى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم فقال : يا رسول الله إنّا نركب البحر ونحمل معنا القليل من الماء ، فإن توضّأنا به عطشنا ، فنتوضّأ من ماء البحر؟ فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «هو الطّهور ماؤه ، الحلّ ميتته» (٣).

واللفظ لعلي بن إبراهيم والباقون نحوه.

قال لنا أبو غالب بن البنّا ، قال لنا محمّد بن أحمد بن حسنون النّرسي ، قال لنا أبو الحسين عبد الوهّاب بن الحسن الكلابي : ولدت في ذي القعدة سنة ست وثلاثمائة (٤).

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني ، نا عبد العزيز الكتاني ، أنا علي بن محمّد الحنّائي ، أنا عبد الوهّاب بن الحسن الكلابي الشاهد الشيخ الثقة الأمين ، فذكر حديثا.

أنبأنا أبو عبد الله بن أبي العلاء وغيره ، قالوا : أنا أبو القاسم أحمد بن سليمان بن خلف بن سعد الباجي ، أنا أبي أبو الوليد قال :

أبو الحسين عبد الوهّاب بن الحسن ثقة محسن.

سمعت أبا القاسم بن السّمرقندي يقول : سمعت أبا منصور عبد المحسّن بن محمّد بن علي ببغداد يقول : سمعت أبا القاسم الحسين بن محمّد الحنّائي بدمشق يقول : مات

__________________

(١) ترجمته في تهذيب الكمال ٧ / ٢١٦.

(٢) ترجمته في تهذيب الكمال ١٨ / ٢٩٦.

(٣) رواه المزي في تهذيب الكمال ، في ترجمة سعيد بن سلمة ، من هذا الوجه.

ورواه أبو داود عن القعنبي ، ورواه الترمذي والنسائي عن قتيبة ، كلاهما عن مالك (تهذيب الكمال ٧ / ٢١٩).

(٤) سير أعلام النبلاء ١٦ / ٥٥٧ ، وفي تاريخ الإسلام : «ثلاث وثلاثمائة» ، وفي المختصر : «خمس وثلاثمائة».

٣١٦

عبد الوهّاب بن الحسن الكلابي في سنة ست وتسعين وثلاثمائة.

أخبرنا أبو محمّد الأكفاني ، نا عبد العزيز الكتّاني ، حدّثني أبو علي الحسن بن علي ، حدّثني عبد العزيز بن محمّد بن الحسن بن أخي عبد الوهّاب بن الحسن أن مولد عمه عبد الوهّاب في شهر ربيع الأول سنة خمس وثلاثمائة.

قال عبد العزيز : وحدّثني أبو الحسن علي بن محمّد الحنّائي ، قال : توفي شيخنا أبو الحسن عبد الوهاب بن الحسن بن الوليد الكلابي ـ رحمه‌الله ـ يوم الأحد لإحدى عشرة ليلة خلت من شهر ربيع الأول سنة ست وتسعين وثلاثمائة ، وتوفي في ذلك اليوم القاضي أبو محمّد بن أبي الدّيس.

قال عبد العزيز : وأنا أذكر يوم مات القاضي ابن أبي الديس.

حدّث عبد الوهّاب عن جماعة من أصحاب هشام بن عمّار ، وعن مكحول البيروتي ، وابن جوصا وغيرهم ، وكان ثقة نبيلا ، مأمونا ، حدّثنا عنه عدة.

وذكر أبو علي الأهوازي أنه مات يوم السبت عند غروب الشمس العاشر من الشهر.

٤٣٦٧ ـ عبد الوهّاب بن الحسين بن عبد الله

أبو البركات الإسكندراني

قدم دمشق ، وأنشد بها شعرا (١) لأبي العباس المهدوي.

حكى عنه أبو بكر الخطيب.

أنبأنا أبو السعادات أحمد بن أحمد المتوكّلي ، وأبو الحسن محمّد بن مرزوق الفقيه ، وأبو غالب شجاع بن فارس ، قالوا : أنا أبو بكر الخطيب ، أبو البركات عبد الوهاب بن الحسين بن عبد الله الإسكندراني بدمشق ، أنشدني أبو العباس أحمد بن محمّد المهدوي لنفسه أبياتا جمعت كل «ظاء» كتاب الله :

ظنت عظيمة ظلمنا من حظها

فظللت أو قظها لكاظم غيظها

وظعنت أنظر في الظلام وظله

ظمآن أنتظر الظهور لوعظها

ظهري وظفري ثم عظمي في لظى

لاظاهرن لحظرها ولحفظها

__________________

(١) الأصل : «شعر» والتصويب عن م.

٣١٧

لفظي شواظ أو كشمس ظهيرة

ظفر لذي غلظ القلوب وقظها

آخر الجزء الثاني والثلاثين [بعد الثلاثمائة](١) من الفرع.

٤٣٦٨ ـ عبد الوهّاب بن الحسين بن عمر

أبو القاسم التّنّيسي المطرّز

سمع بدمشق : أبا الفرج محمّد بن عبد الواحد الدارمي ، وأبا الحسن بن أبي الحديد ، وبمصر أبا الحسن بن الطّفّال النيسابوري ، وأبا الحسين بن الترجمان الصوفي.

روى عنه : أبو نصر هبة الله بن عبد الجبار بن فاخر بن أحمد بن محمّد السّجزي وسمع منه بمكّة ، وشيخنا أبو القاسم النّسيب.

أنبأنا أبو القاسم العلوي ، أنا الشيخ أبو القاسم عبد الوهّاب بن الحسين بن عمر التّنّيسي ـ إملاء من حفظه ـ أنشدنا أبو عبد الله الحسين بن عتيق الكاتب ، أنشدنا أبو الحسن علي بن محمّد بن إسحاق بن يزيد (٢) ، أنشدنا الصّنوبري لنفسه :

أيها الحاسد المعدّ لذمّي

ذمّ ما شئت ، ربّ ذمّ كحمد

لا فقدت الحسود مدّة عمري

إنّ فقد الحسود أخبث فقد

لم لا أؤثر الحسود بشكري

وهو عنوان نعمة الله عندي

٤٣٦٩ ـ عبد الوهّاب بن سعيد بن عطية

أبو محمّد السّلمي (٣) ، يعرف بوهب (٤)

روى عن شعيب بن إسحاق ، وسفيان بن عيينة ، عبد الرّحمن بن زيد بن أسلم.

روى عنه شعيب بن شعيب بن إسحاق ، وعمر بن مضر ، ويحيى بن عثمان الحمصي ، وعباس بن الوليد الخلّال ، وعبد الله بن عبد الرّحمن بن الفضل الدارمي.

أخبرنا أبو الفضل محمّد بن إسماعيل ، وأبو المحاسن أسعد بن علي ، وأبو بكر أحمد بن يحيى ، وأبو الوقت عبد الأول بن عيسى ، قالوا : أنا أبو الحسين الدّاودي ، أنا

__________________

(١) ما بين معكوفتين أضيف عن م.

(٢) ترجمته في سير أعلام النبلاء ١٦ / ٥٥٣.

(٣) أخباره في تهذيب الكمال ١٢ / ١٤٠ وتهذيب التهذيب ٣ / ٥٢٨ والمعرفة والتاريخ ، وتاريخ أبي زرعة الدمشقي.

(٤) الأصل : «بو» وبعدها بياض ، والمثبت عن تهذيب الكمال وم.

٣١٨

عبد الله بن أحمد بن حموية ، أنا عيسى بن عمر بن العباس ، أنا عبد الله بن عبد الرّحمن الدارمي (١) ، أنا عبد الوهّاب بن سعيد ، نا شعيب بن إسحاق عن هشام بن عروة ، عن أبيه ، عن عائشة قالت :

كان يوم عاشوراء يوما تصومه قريش في الجاهلية ، فلما قدم رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم صامه وأمر الناس بصيامه ، حتى إذا فرض رمضان كان رمضان هو الفريضة ، وترك يوم عاشوراء ، فمن شاء صامه ، ومن شاء تركه.

أخبرنا أبو الحسين بن أبي الحديد ، أنا جدي أبو عبد الله ، أنا أبو الحسن الرّبعي ، أنا أبو علي الحسن بن عبد الله بن سعيد ، نا الحسين بن محمّد بن إبراهيم ، نا يحيى بن عثمان ، نا عبد الوهّاب بن سعيد الدّمشقي السلمي ، نا سفيان بن عيينة ، نا عمرو بن دينار ، عن عكرمة ، عن ابن عباس.

أن شاعرا أتى النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم فقال : «يا بلال ، اقطع لسانه عني» [٧٥٠٨].

فأعطاه أربعين درهما وحلّة ، فقال : قطع ، والله لساني.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني ، نا عبد العزيز الكتاني ، أنا أبو القاسم البجلي ، أنا أبو عبد الله الكندي ، نا أبو زرعة ، قال في ذكر أهل الفتوى بدمشق : وهب بن عطية.

قرأت على أبي محمّد السّلمي ، عن أبي محمّد التميمي ، أنا تمام بن محمّد ، أخبرني أبي ، نا محمّد بن جعفر بن محمّد بن ملّاس ، نا الحسن بن محمّد بن بكّار بن بلال ، قال :

وتوفي أبو محمّد عبد الوهّاب بن سعيد السّلمي في سنة عشرة ومائتين.

كذا قال ، وقد أسقط منه ثلاث.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني ، نا أبو محمّد ، أنا أبو محمّد ، أنا أبو محمّد بن أبي نصر ، أنا أبو الميمون ، نا أبو زرعة (٢) قال :

وشهدت جنازة عبد الوهّاب بن سعيد بن عطية السّلمي المفتي ـ الذي يقال له وهب (٣) ـ في سنة ثلاث عشرة ومائتين.

__________________

(١) سنن الدارمي ٢ / ٢٣.

(٢) تاريخ أبي زرعة الدمشقي ١ / ٢٨٤ و ٢ / ٧٠٩ وتهذيب الكمال ١٢ / ١٤١.

(٣) «الذي يقال له وهب» ليس في تاريخ أبي زرعة ٢ / ٧٠٩ ، وموجودة في تهذيب الكمال نقلا عن أبي زرعة.

وموجودة عند أبي زرعة ١ / ٢٨٤.

٣١٩

وهكذا قال عمرو بن دحيم.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنا أبو بكر بن الطبري ، أنا أبو الحسين بن الفضل ، أنا عبد الله بن جعفر ، نا يعقوب بن سفيان ، قال (١) :

وفيها ـ يعني سنة ثلاث عشرة ومائتين ـ مات عبد الوهاب بن سعيد بن عطية الدمشقي المفتي.

قرأت على أبي محمّد السّلمي ، عن أبي محمّد التميمي ، أنا مكي بن محمّد ، أنا أبو سليمان بن زبر قال :

وفيها ـ يعني سنة ثلاث عشرة ومائتين ـ مات عبد الوهّاب بن سعيد بن عطية.

٤٣٧٠ ـ عبد الوهّاب بن صدقة بن محمّد

أبو محمّد الضّرير المقرئ الفقيه الشافعي

كان أديبا ، وله شعر متوسط ، وكانت له بعبارة الرؤيا معرفة حسنة ، وكان يقرأ في السبع الكبير.

وسكن في دويرة حمد ، وكان يتردد إلى سماع الدرس بالزاوية الغربية ، والمدرسة الأمينية.

وسمع مني حديثا كثيرا.

وكان حسن الاستفادة ، صحيح العقيدة ، أنشدني بعض أصدقائه له :

كفى عجبا بأن تعدي فراقا

محبا ذاب وجدا واشتياقا

حشوت حشاه بالإحراق نارا

فكيف قرار (٢) من ذاق احتراقا

ولو لا حكم هذا الدهر قدما

أذاق صميم قلبك ما أذاقا

قطعت (٣) بذات عرق كل عرق

عريق حين يمّمت العراقا

ولما ساق حادي الركب ليلا

بعثت لمهجة الصبّ السياقا

فلو حملت ما بي كلّ ملك

تحمل عرش ربك ما أطاقا

__________________

(١) المعرفة والتاريخ ١ / ١٩٨.

(٢) في م : فراق.

(٣) عن م وبالأصل : قطفت.

٣٢٠