تاريخ مدينة دمشق - ج ٣٧

أبي القاسم علي بن الحسن ابن هبة الله بن عبد الله الشافعي [ ابن عساكر ]

تاريخ مدينة دمشق - ج ٣٧

المؤلف:

أبي القاسم علي بن الحسن ابن هبة الله بن عبد الله الشافعي [ ابن عساكر ]


المحقق: علي شيري
الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع
الطبعة: ٠
الصفحات: ٥٠٤
الجزء ١ الجزء ٢ الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧ الجزء ٨ الجزء ٩ الجزء ١٠ الجزء ١١ الجزء ١٢ الجزء ١٣ الجزء ١٤ الجزء ١٥ الجزء ١٦ الجزء ١٧ الجزء ١٨ الجزء ١٩ الجزء ٢٠ الجزء ٢١ الجزء ٢٢ الجزء ٢٣ الجزء ٢٤ الجزء ٢٥ الجزء ٢٦ الجزء ٢٧ الجزء ٢٨ الجزء ٢٩ الجزء ٣٠ الجزء ٣١ الجزء ٣٢ الجزء ٣٣ الجزء ٣٤ الجزء ٣٥ الجزء ٣٦ الجزء ٣٧ الجزء ٣٨ الجزء ٣٩ الجزء ٤٠ الجزء ٤١ الجزء ٤٢ الجزء ٤٣ الجزء ٤٤ الجزء ٤٥ الجزء ٤٦ الجزء ٤٧ الجزء ٤٨ الجزء ٤٩ الجزء ٥٠ الجزء ٥١ الجزء ٥٢ الجزء ٥٣ الجزء ٥٤ الجزء ٥٥ الجزء ٥٦ الجزء ٥٧ الجزء ٥٨ الجزء ٥٩ الجزء ٦٠ الجزء ٦١ الجزء ٦٢ الجزء ٦٣ الجزء ٦٤ الجزء ٦٥ الجزء ٦٦ الجزء ٦٧ الجزء ٦٨ الجزء ٦٩ الجزء ٧٠ الجزء ٧١ الجزء ٧٢ الجزء ٧٣ الجزء ٧٤ الجزء ٧٥ الجزء ٧٦ الجزء ٧٧ الجزء ٧٨ الجزء ٧٩ الجزء ٨٠

أخبرنا أبو الحسن الفقيه ، وأبو يعلى البزاز ، قالا : أنا أبو سهل بن بشر ، أنا علي بن منير ، أنا الحسن بن رشيق ، نا أبو عبد الرّحمن النسائي ، قال :

عبد الواحد بن ميمون أبو حمزة ، ليس بثقة.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنا أبو القاسم بن مسعدة ، أنا حمزة بن يوسف ، أنا أبو أحمد بن عدي (١) ، قال :

وعبد الواحد بن ميمون ، روى عن عروة ، عن عائشة غير حديث ، منها : «من أهان لي وليا فقد بارزني بالمحاربة» ، وغير ذلك أحاديث عن عروة ، عن عائشة ينفرد بها عن عروة [٧٤٩٥].

أخبرنا أبو عبد الله البلخي ، أنا أبو ياسر محمّد بن عبد العزيز ، أنا أبو بكر البرقاني ـ إجازة ـ قال : هذا ما وافقت عليه أبا الحسن الدارقطني من المتروكين.

وأخبرنا أبو القاسم يحيى بن بطريق ، أنا محمّد بن علي بن علي الدجاجي ، وعلي بن محمّد بن الحسن العبدي ـ في كتابيهما ـ عن أبي الحسن الدارقطني ، قال :

عبد الواحد بن ميمون أبو حمزة ، مدني ، عن عروة ـ زاد ابن بطريق : ضعيف ـ.

أخبرنا أبو عبد الله البلخي ، أنا أبو منصور محمّد بن الحسين ، أنا أحمد بن محمّد بن غالب ، قال : سمعت أبا الحسن الدارقطني يقول :

عبد الواحد بن ميمون مولى عروة ، عن عروة ، كنيته أبو حمزة ، متروك ، صاحب مناكير.

٤٣٥١ ـ عبد الواحد بن نصر بن محمّد

أبو الفرج المخزومي المعروف بالببّغاء (٢)

أصله من نصيبين.

__________________

(١) الكامل لابن عدي ٥ / ٣٠١.

(٢) انظر أخباره في :

تاريخ بغداد ١١ / ١١ ووفيات الأعيان ٣ / ١٩٩ والكامل في التاريخ بتحقيقنا (الفهارس العامة) ، والبداية والنهاية بتحقيقنا (الجزء الحادي عشر) ، يتيمة الدهر ١ / ٢٩٣ المنتظم ٧ / ٢٤١ تذكرة الحفاظ ٣ / ١٠٢٨ الأنساب واللباب ، وسير أعلام النبلاء ٧ / ٩١ وتاريخ الإسلام (حوادث سنة ٣٨١ ـ ٤٠٠ ص ٣٥٨) وشذرات الذهب ٣ / ١٥٢.

والببغاء ضبطت بفتح الباء الأولى وتشديد الثانية عن وفيات الأعيان ، وضبطت في الأنساب بفتح الباء الأولى وإسكان الباء الثانية.

٢٨١

وقدم دمشق غير مرة ، وله أشعار يصف فيها أوقاته بدير مرّان ، وأشعاره حسنة سائرة.

ذكره أبو منصور الثعالبي فقال (١) : نجم الآفاق وشمامة الشام والعراق ، وظرف الظرف ، وينبوع اللطف ، وأحد أفراد الدهر في النظم والنثر ، وإنّما لقب بالببغاء للثغة فيه.

قال لنا أبو الحسن بن قبيس وأبو منصور بن زريق : قال لنا أبو بكر الخطيب (٢) :

عبد الواحد بن نصر بن محمّد أبو الفرج المخزومي الحنطبي الشاعر المعروف بالببغاء ، كان شاعرا مجودا ، وكاتبا مترسلا ، مليح الألفاظ ، جيّد المعاني ، حسن القول في المديح ، والغزل ، والتشبيه ، والأوصاف وغير ذلك.

وروى لنا جماعة عنه شيئا كثيرا من شعره ـ زاد ابن زريق : عن الخطيب : وهو عبد الواحد بن نصر بن محمّد بن عبيد الله بن عمر بن الحارث بن المطّلب بن عبد الله بن عبد العزيز بن المطلّب بن عبد الله بن المطلّب بن حنطب بن الحارث بن عبيد بن عمر بن مخزوم.

أخبرنا أبو الحسن بن قبيس ، نا ـ وأبو منصور بن زريق ، أنا ـ أبو بكر الخطيب (٣) ، حدّثني أبو حكيم الخوارزمي ، قال : كتب أبو الفرج الببّغاء إلى سيف الدولة يشكره ـ وقد خلع عليه وحمله : إنّ شكري نعمة الله عليّ بما جدّده (٤) من ملاحظة سيدنا الأمير ـ أيّده الله ـ حالي ، وتداركه بطبيب التطول مرض آمالي ، ما لا أؤمل مع المبالغة والإغراق فيه ، فك نفسي بحال من رق أياديه ، غير أني أحسن لها النظر ، وأحمل عنها الأحدوثة والخبر ، بالدخول في جملة الشاكرين ، والارتسام بفضيلة المخلصين ، إذ كان ـ أدام الله عزه ـ قد نصر نباهتي على الخمول ، واستنقذني من التعبد للتأميل ، [ولذلك أقول :](٥)(٦)

فصرت أمسك عن أوصاف نعمته

عجزا وينطق عن آثارها حالي

لمّا تحصنت من دهري بخلعته (٧)

سمت يحملانه ألحاظ إقبالي

وواصلتني صلات منه رحت بها

أختال ما بين عزّ الجاه والمال

__________________

(١) يتيمة الدهر ١ / ٢٩٣.

(٢) تاريخ بغداد ١١ / ١١.

(٣) المصدر السابق ١١ / ١١ ـ ١٢.

(٤) الأصل : «إنما حدده» وفي م : «إنما جدده» والمثبت عن تاريخ بغداد.

(٥) ما بين معكوفتين سقط من الأصل وم وأضيف عن تاريخ بغداد.

(٦) الأبيات في تاريخ بغداد ١١ / ١٢ ويتيمة الدهر ١ / ٣٠٤ ـ ٣٠٥ ووفيات الأعيان ٣ / ٢٠٠.

(٧) يتيمة الدهر : بمعقله.

٢٨٢

فلينظر الدهر عقبى ما صبرت له

إذ كان من بعض حسادي وعذّالي

ألم أكده بحسن الانتظار إلى

أن صنت حظي عن حطّ وترحال (١)

بلغت من لا يجوز السؤل نائله

ولا يدافع عن فضل وإفضال

يا عارضا لم اسم مذ كنت بارقه

إلا رويت بغيث منه هطال

رويد جودك قد ضاقت (٢) به هممي

وردّ عني برغم (٣) الدهر إقلال

لم يبق لي أمل أرجو نداك به

دهري لأنّك قد أفنيت آمالي

أنبأنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد ، عن أبي الحسن محمّد بن هلال بن المحسّن بن إبراهيم الكاتب ، أنشدنا أبو الحسين هلال والدي ، قال : وكتب جدي إبراهيم بن هلال (٤) هذه الأبيات إليه ـ يعني أبا الفرج الببّغاء ـ وهي مشهورة (٥) :

أبا الفرج أسلم وابق وانعم ولا تزل

يزيدك صرف الدهر حظا إذا نقص

مضت (٦) مدة استام ودك عاليا

فأرخصته والبيع غال ومرتخص

وآنستني في محبسي بزيارة شفت

شفت كمدا (٧) من صاحب لك قد خلص

ولكنها كانت كحسوة طائر

فواقا كما يستفرص السارق الفرص

وأحسبك استوحشت من ضيق موضعي

وأوجست خوفا من تذكّرك القفص

كذا الكرز (٨) اللّمّاح ينجو بنفسه

إذا عاين الأشراك تنصب للقنص

فحوشيت يا قسّ الطيور فصاحة

إذا أنشد المنظوم أو درس القصص

من المنسر (٩) الأشقى (١٠) ومن حزة المدى

ومن بندق الرامي ومن قصة المقصّ

__________________

(١) يتيمة الدهر : حلّ وترحال.

(٢) غير مقروءة بالأصل ، وتقرأ في م : «فاضت» والمثبت عن يتيمة الدهر وتاريخ بغداد.

(٣) تقرأ بالأصل : «بعزم» وغير واضحة في م ، والمثبت عن اليتيمة وتاريخ بغداد.

(٤) هو إبراهيم بن هلال أبو إسحاق الحراني الصابى ، انظر ترجمته في سير أعلام النبلاء ١٦ / ٥٢٣.

(٥) الأبيات ذكرها مع مناسبتها الثعالبي في يتيمة الدهر ١ / ٣٠٩ وجاء فيها : أن أبا الفرج قدم بغداد مرة وأبو إسحاق معتقل منذ مدة بعيدة فلم يصبر عنه فزاره في محبسه ثم انصرف عنه ولم يعاوده ، فكتب إليه أبو إسحاق ، الأبيات.

(٦) صدره في اليتيمة :

مضى زمن تستام وصلي غاليا

(٧) الأصل : «قرما» وفي م : «سبقت قرطا» والمثبت عن اليتيمة.

(٨) الأصل وم الكرر ، والمثبت عن اليتيمة ، والكرز : البازي.

(٩) الأصل : «المسير» وبدون إعجام في م ، والمثبت عن يتيمة الدهر ، والمنسر : المنقار.

(١٠) كذا بالأصل وم ، وفي اليتيمة : الأشغى ، يعني : الطويل.

٢٨٣

ومن صعدة فيها من الدبق لهذم

لفرسانكم عند الطعان بها قصص (١)

فهذي دواهي الطير وقّيت شرها

إذا الدهر من أحداثه جرع الغصص

فأجابه أبو الفرج (٢) :

أبا ماجدا مذ يمّم المجد ما نكص

وبدر تمام مذ تكامل ما نقص

ستخلص من هذا السرار وأيّما

هلال توارى بالسرار فما خلص

برأفة تاج الملة الملك الذي

لسؤدده في خطة المشتري خصص

تقنصت بالألطاف ، شكري ، ولم أكن

علمت بأن الحرّ بالبر يقتنص

وصادفت أدنى (٣) فرصة فانتهزتها

بلقياك إذ بالحزم تنتهز الفرص

أتتني القوافي الباهرات تحمل ال

بدائع من مستحسن الجدّ والرخص

فقابلت زهر الروض منها ولم أرع (٤)

وأحررت درّ البحر منها ولم أغص

فإن كنت بالببغاء قدما ملقبا

فلم لقب بالجور لا العدل مخترص

وبعد فما أخشى تقنص جارح

وقلبك لي وكر ورأيك لي قفص

أنشدني أبو العز (٥) أحمد بن عبيد الله بن كادش ، أنشدني أبو محمّد الجوهري ، أنشدني أبو الفرج الببغاء (٦) :

كثير التلون في وعده

قليل الحنو على عبده

يموج الكثب إلى ردفه

وينمي القضيب إلى قدّه

ولما بدا الروض (٧) في عارضيه

واشتعل الورد في خده

بعثت بقلبي مستعديا

على وجنتيه فلم تعده (٨)

وخلّفته عنده موثقا

فما لي سبيل إلى ردّه

وأنشدناها أبو العز مرة أخرى ، أنشدنا الجوهري ، أنشدنا ابن الحجاج لنفسه ، فذكر الأبيات.

__________________

(١) اللهذم من السيوف : الحاد والقاطع ، والقصص : القتل والإجهاز.

(٢) الأبيات في يتيمة الدهر ١ / ٣١٠.

(٣) الأصل : «يكد» وفي م : «يلد» والمثبت عن يتيمة الدهر.

(٤) الأصل : «يكد» وفي م : «يلد» والمثبت عن يتيمة الدهر.

(٥) «أبو العز» ليس في م.

(٦) الأبيات في تاريخ الإسلام (حوادث سنة ٣٨١ ـ ٤٠٠ ص ٣٥٩)

(٧) الأصل : «الروض» والمثبت عن م وتاريخ الإسلام.

(٨) الأصل وم : يعده ، والمثبت عن تاريخ الإسلام.

٢٨٤

وأنشدنا أبو العزّ ، أنشدنا أبو محمّد ، أنشد أبو الفرج الببغاء لنفسه :

قد ساعف الدهر بإعتابه

واعتاد قلبي بعض إطرابه

فاشكر له من فعله يومنا

بالدير ، يا من لي بأضرابه

غداة باكرناه في فتية

والصبح قد سار بأسبابه

وقام وسط الدير سحارة

يتلو المزامير بمحرابه

محدوب لم يبق فيه التقى

إلّا خيالا بين أثوابه

شاركته عند قرابينه

فظنّني من بعض أصحابه

فلو تراني وترى وقفتي

وقد أتينا العيش من بابه

من بين مستلق على جنبه

وآخر يسأل عما به

يريد تمزيقا لأثوابه

من فرح منه بأحبابه

عاجله السكر فأضحى لقّى

وكفه في ثنى جلبابه

يا دير مرمارى سقيت الجبا

ما كشر الأصباح عن نابه

أنشدنا أبو البركات عبد الوهاب بن المبارك ، أنشدنا أبو طاهر أحمد بن الحسن بن أحمد الباقلاني ، أنشدنا القاضي أبو محمّد يوسف بن رباح ، أنشدنا أبو الفرج عبد الواحد بن نصر الببّغاء لنفسه (١) :

ومهفهف لمّا اكتست وجناته

حلل الملاحة طرّزت بعذاره

لمّا انتصرت على عظيم بلائه (٢)

بالقلب (٣) كان القلب من أنصاره

كملت محاسن وجهه فكأنّما

اكتسب (٤) الهلال النور من أنواره

أخبرنا أبو الحسن بن قبيس ، وأبو منصور بن زريق ، قالا : أنشدنا الخطيب (٥) ، أنشدنا القاضي أبو القاسم علي بن المحسّن التنوخي ، أنشدنا أبو الفرج الببّغاء لنفسه :

أكلّ وميض بارقة كذوب

أما في الدهر شيء لا يريب (٦)

__________________

(١) الأبيات في يتيمة الدهر ١ / ٣١٧.

(٢) في اليتيمة : جفائه.

(٣) في اليتيمة : بالثلب.

(٤) اليتيمة : اقتبس.

(٥) الخبر والأبيات في تاريخ بغداد ١١ / ١١ والبيت الأول في يتيمة الدهر ١ / ٣٢٦.

(٦) بعده في يتيمة الدهر :

أبى لي أن أقول الهجر قدر

بعيدان تجاوره العيوب

٢٨٥

تشابهت الطباع فلا دنىء

بحقّ إلى الثناء ولا حسيب

وشاع البخل في الأشياء حتى

يكاد تشح بالريح الهبوب

فكيف أخص باسم العيب شيئا

وأكثر ما نشاهده معيب

أخبرنا أبو شجاع ناصر بن محمّد بن أحمد النّوقاني ـ بها ـ أنشدنا أبو سعيد عبد الواحد بن عبد الكريم بن هوازن القشيري ـ بنيسابور ـ أنشدنا محمّد بن إسماعيل الطوسي الفقيه ، أنشدنا أبو الفرج الببّغاء لنفسه :

عقرب الصدق لمّا سألنه هو وحده

يلسع الناس جميعا وهي لا تلسع حده

أنشدنا أبو العزّ أحمد بن عبيد الله ، أنشدنا أبو محمّد الحسن بن علي ، أنشدنا أبو الفرج المخزومي لنفسه :

لم يدع سكر الغرام في خطى للمدام

أمرت عيناك عيني بهجران المنام

أيها البدر الذي نحسبه بدر التّمام

هل يطيق الهجران يبلغ بي غير الحمام

وأنشدنا أبو العزّ في موضع آخر ، فقال : أخبرنا الجوهري ، أنا أبو عمر بن حيّوية ، أنشدنا أبو الفرج المخزومي.

وذكر ابن حيّوية في إسنادها وهم.

أنبأنا أبو السعادات المتوكّلي ، وأبو الحسن بن مرزوق ، وأبو غالب شجاع بن فارس بن الحسين ، قالوا : أنشدنا أبو بكر الخطيب ، أنشدنا القاضي أبو القاسم التّنوخي ، أنشدنا أبو الفرج الببّغاء لنفسه :

يا ذا الذي عاينته متجرما من غير ذنب

حملته ثقل المقارع وهو ليس يطيق عتبي

حسست حين ضربته أعضاه وضربت قلبي

أنشدنا أبو الحسن بن قبيس ، وأبو منصور الشيباني ، قالا : أنشدنا أبو بكر الخطيب (١) ، أنشدنا أبو بكر نصر أحمد بن عبد الله القايني (٢) ، أنشدنا أبو الفرج

__________________

(١) الخبر والأبيات في تاريخ بغداد ١١ / ١٢ والمنتظم ٧ / ٢٤١ ويتيمة الدهر ١ / ٣١٦ والبداية والنهاية بتحقيقنا ١١ / ٣٩١ وتاريخ الإسلام (حوادث سنة ٣٨١ ـ ٤٠٠ ص ٣٥٨).

(٢) كذا بالأصل ، واللفظة غير واضحة في م من سوء التصوير ، وفي تاريخ بغداد : الثابتي.

٢٨٦

عبد الواحد بن نصر المخزومي لنفسه :

يا من تشابه من الخلق والخلق

فما تسافر إلّا نحوه الحدق

توريد دمعي من خدّيك مختلس

وسقم جسمي من جفنيك مسترق

لم يبق لي رمق أشكو إليك (١) به

وإنّما يتشكّى من به رمق

أنبأنا أبو ياسر عبد الله بن محمّد بن أحمد بن محمّد البوداني ، وحدّثنا أبو الحجاج يوسف بن بكر بن يوسف عنه ، أنشدنا أبو علي محمّد بن وشاح الزينبي ، أنشدنا أبو الفرج الببّغاء لنفسه :

يا مكمدي دعني أمت كمدا

أوجد بعبدك مثل ما وجدا

وزعمت أنّ البين منك غدا

هدّد بهذا من يعيش غدا

أنبأنا أبو غالب شجاع بن فارس الذهلي الحافظ ، أنشدنا أبو علي بن وشاح ، أنشدنا أبو الفرج المعروف بالببّغاء المخزومي فذكر هذين البيتين ، قال : وأنشدني الببغاء (٢) :

يا سادتي هذه روحي تودّعكم

إذ كان لا الصبر يلهيها ولا الجزع

قد كنت أطمع في روح الحياة لها

فالآن مذ (٣) غبتم لم يبق لي طمع

لا عذّب الله روحي بالحياة فما

أظنها بعدكم بالعيش تنتفع (٤)

أنشدنا أبو العزّ بن كادش ، أنشدنا أبو محمّد الجوهري ، أنشدنا أبو الفرج الببّغاء لنفسه :

خذ لقلبي من التّجنّي أمانا

واعفني أن أذمّ فيك الزمانا

أنت صيرت في فؤادي مكانا لك

فاحفظ بالود ذاك المكانا

كن لودّي على جفائك عونا

من زمان يغيّر الإخوانا

أنشدني أبو القاسم محمود بن عبد الرّحمن بن أبي القاسم البستي ـ بنيسابور ـ أنشدنا أبو القاسم عبد الرّحمن بن أحمد بن محمّد بن علي الواحدي ، أنشدنا أبو عبد الرّحمن

__________________

(١) في المصادر : هواك به.

(٢) الأبيات في يتيمة الدهر ١ / ٣١٦.

(٣) في اليتيمة : فالآن إذا بنتم.

(٤) روايته في يتيمة الدهر :

لا عذب الله روحي بالبقاء فما

أظنني بعدكم بالعيش أنتفع

٢٨٧

السّلمي ، أنشدني أبو الفرج عبد الواحد بن محمّد بن نصر بن المخزومي ـ ببغداد ـ لنفسه (١) :

يا من إذا خفت منه العدل آمنني

جميل ألطافه (٢) من عذل عذّال

ما يستحق زماني ـ وهو سامحني

يودّ مثلك (٣) ـ أن يشكوه (٤) في حال

رآك غاية آمالي فما برحت

تسعى لياليه حتى نلت آمالي

أخبرنا أبو محمّد عبد الجبار بن محمّد بن أحمد البيهقي ، أنشدنا أبو سعيد عبد الواحد بن عبد الكريم ، أنشدنا الشريف أبو عبد الله الحسين بن محمّد بن طباطبا الحسني ـ ببغداد ـ أنشدنا أبو الفرج الببّغاء لنفسه (٥) :

أستودع الله قوما ما ذكرتهم

إلّا وضعت يدي لهفا على كبدي

تبدّلوا وتبدّلنا ، وأخسرنا

من ابتغى غرضا (٦) يسلي فلم يجد

طمعت ، ثم رأيت اليأس أجمل بي

تنزّها فخصمت (٧) الشوق بالجلد

أنشدنا أبو العزّ بن كادش ، أنشدنا أبو محمّد الجوهري ، أنشدنا أبو الفرج المخزومي ـ وهو المعروف بببغاء ـ لنفسه :

طمعت ثم رأيت الياس أجمل بي

تنزها فخصمت الشّوق بالجلد

تبدّلت وتبدّلنا وأخسرنا

من ابتغى عوضا يسلي فلم يجد

قال : وأنشدنا أبو الفرج لنفسه :

أشقيتني فرضيت أن أشقى

وملّكتني فأذنتني عشقا

وسألت عن حالي وكيف أنا

حوشيت أن تلقى الذي ألقا

وزعمت أنّك لا تكلّمني

عشرا فمن لك إنني أبقى

ليس الذي ترجوه من تلقا

متعذرا فاستعمل الرفقا

أنشدنا أبو محمّد عبد الجبار بن محمّد ، أنشدنا أبو سعيد.

__________________

(١) الأبيات في يتيمة الدهر ١ / ٣١٨.

(٢) في يتيمة الدهر : إنصافه.

(٣) الأصل وم ، وفي اليتيمة : بمثل ودك.

(٤) الأصل ، وفي م واليتيمة : أشكوه.

(٥) الأبيات في تاريخ الإسلام (حوادث سنة ٣٨١ ـ ٤٠٠ ص ٣٥٩) والمنتظم ٧ / ٢٤١.

(٦) في م والمختصر ١٥ / ٢٦٦ «عوضا» وفي تاريخ الإسلام والمنتظم : خلفا.

(٧) خصمه يخصمه خصما : غلبه بالحجة.

٢٨٨

ح وأنبأنا أبو طالب الزينبي قالا : أنشدنا أبو عبد الله بن طباطبا ، أنشدني أبو الفرج الببّغاء لنفسه :

يا نازحا شطّ المزار به

شوقي إليك يجلّ عن وصفي

أغفي لكي ألقاك في حلمي

ومن النجائب عاشق يغفي

أنبأنا أبو محمّد عبد الرّحمن بن أحمد بن محمّد بن عبد القاهر بن الطوسي ، أنا عبد المحسن بن محمّد بن علي البغدادي ، أنشدنا أبو القاسم التّنوخي ، أنشدنا الببّغاء لنفسه :

أشتاقه فإذا بدا عرضت من إجلاله

وأصدّ عنه إذا دنا وأروم طيف خياله

لا خيفة بل هيبة وصيانة لجماله

فالموت من أعراضه والموت من إقباله

قال : وأنشدنا أبو الفرج لنفسه :

حالي كما يؤثر في نحالي

فما الذي ينكر عذالي

لم أعرف الشغل إلى أن غدا

هواه من أبكر أشغالي

فوجهه غاية ما ارتجي

وقربه جملة آمالي

أخبرنا أبو الحسن بن قبيس ، نا ـ وأبو منصور بن زريق ، أنا ـ أبو بكر الخطيب (١) ، حدّثني أحمد بن علي بن الحسين التّوّزي ، قال : توفي أبو الفرج الببّغاء في ليلة السبت لثلاث بقين من شعبان سنة ثمان وتسعين وثلاثمائة.

٤٣٥٢ ـ عبد الواحد بن واقد

أحد الصالحين.

حكى عنه أبو بكر محمّد بن إسماعيل الفرغاني.

أنبأنا أبو جعفر أحمد بن محمّد بن عبد العزيز المكي ، أنا الحسين بن يحيى بن إبراهيم بن الحكّاك المكي ، نا الحسين بن علي بن محمّد الشّيرازي ـ بمكة ـ أنا علي بن عبد الله بن جهضم ، حدّثني أبو بكر محمّد بن داود ، حدّثني محمّد بن إسماعيل الفرغاني ، قال :

__________________

(١) تاريخ بغداد ١١ / ١٢.

٢٨٩

كنت مع عبد الواحد بن واقد فخرجنا نحو الزّبداني (١) فإذا نبطية معها حمارة قد سخّرها جندي ، فلما خلي بها روادها عن نفسها فمنعه عبد الواحد من ذلك ، وقال : دع المرأة ، فأبى ولحّ ، فغضب عبد الواحد من ذلك غضبا شديدا ، وقال : ويلك دع المرأة ، فأبى ، وقال لغلمانه : خذوه ، فقال عبد الواحد : يا أرض خذيه ، فأخذته الأرض ، ومضت المرأة فقلت له : لا أصحبك ، فقال : ولم؟ قلت : أنا بشر لا آمن أن أزلّ زلّة فتفعل مثل ما رأيت ، فقال : يا أبا بكر ما هذا حالي ، ولكن الله أراد أن يريكم آية.

٤٣٥٣ ـ عبد الواحد بن يوسف بن يعقوب بن إسحاق

أبو يوسف الطّبري

حدّث بدمشق عن : غيلان بن محمّد بن إبراهيم بن غيلان ، وأبي علي الحسين بن عبد الرّحمن بن العباس الخطيب بهيت.

روى عنه : علي الحنّائي ، وعلي بن الخضر.

قرأت بخط أبي الحسين علي بن الخضر ، أنا عبد الواحد بن يوسف الطّبري الشافعي ، نا غيلان بن محمّد ـ ببغداد ـ نا محمّد بن عبد الله الشافعي ، أنا عبد الله القرشي ، نا أبو سعيد المدني ، نا ذؤيب السهمي ، نا عبد الرّحمن بن كعب ، عن أبيه ، عن جده سعد القرظ.

أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم كان يخطب الناس في الحرب وهو متوكّئ على قوسه.

روى عنه علي الحنّائي هذا الحديث بعينه في معجمه.

٤٣٥٤ ـ عبد الواحد (٢)

لم ينسب.

سمع أبا الدّرداء ، وأبا هريرة.

وحكى عن علي بن أبي طالب.

روى عنه محمّد بن سوقة.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنبأنا أبو بكر أحمد بن محمّد بن الحسن بن أبي

__________________

(١) الزبداني : بفتح أوله وثانيه ودال مهملة : كورة مشهورة معروفة بين دمشق وبعلبك (معجم البلدان).

(٢) ميزان الاعتدال ٢ / ٦٧٧.

٢٩٠

أيوب الفوركي (١) ، أنا أبو حسان محمّد بن أحمد بن محمّد بن جعفر الفقيه ـ بنيسابور ـ أنا أبو إسحاق إبراهيم بن محمّد بن أحمد الورّاق ، أنا أحمد بن عمير الدّمشقي ، نا طاهر بن عمرو بن الربيع ، نا أبي ، نا إسماعيل بن أليسع الكندي ، عن عمرو بن شمر ، عن محمّد بن سوقة ، قال : سمعت عبد الواحد الدمشقي قال :

رأيت أبا الدّرداء يحدّث الناس ويفتيهم ، وولده إلى جنبه ، وأهل بيته جلوس في جانب يتحدثون ، قيل له : ما بال الناس يرغبون فيما عندك من العلم ، وأهل بيتك جلوس لاهين؟ قال : إنّي سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يقول : «أزهد الناس في الأنبياء ، وأشدّهم عليهم الأقربون» وذلك فيما أنزل الله عزوجل (وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ)» إلى آخر الآية (٢) ، ثم قال : «أزهد الناس في العالم أهله حتى يفارقهم» الحديث [٧٤٩٦].

أنبأنا أبو علي الحداد ، أنا أبو نعيم الحافظ ، نا محمّد بن المظفّر ، نا القاسم بن جعفر بن أحمد بن عمران الشيباني ، نا عبّاد بن أحمد العرزمي ، نا عمّي ، عن أبيه ، عن محمّد بن سوقة ، عن عبد الواحد الدمشقي قال :

مرّ أبو هريرة حتى قام على أهل مجلس فقال : ألا أحدّثكم عن نبي الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم حديثا غير كذّب؟ سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يقول : «ألا نحدّثكم (٣) بما يدخلكم الجنّة؟» قالوا : بلى ، قال : «ضرب بالسيف ، وطعام [الضيف](٤) واهتمام بمواقيت الصلاة ، وإسباغ الطّهور في الليلة القرّة ، وإطعام على حبّه» [٧٤٩٧].

قال : وأنا أبو نعيم ، نا أحمد بن محمّد بن موسى ، نا علي بن أبي قربة ، نا نصر بن مزاحم ، نا أبي ، نا عمرو ـ يعني ابن شمر ـ عن محمّد بن سوقة ، عن عبد الواحد الدمشقي قال :

نادى حوشب الحميري عليا يوم صفين فقال : انصرف عنا يا ابن أبي طالب ، فإنّا ننشدك الله في دمائنا ودمك ، نخلي بينك وبين عراقك ، وتخلي بيننا وبين شامنا ، ونحقن دماء المسلمين ، فقال علي : هيهات يا ابن أم ظليم ، والله لو علمت أنّ المداهنة تسعني في دين الله لفعلت ، ولكان أهون عليّ في المئونة ، ولكنّ الله لم يرض من أهل العراق بالادهان والسكون والله يعصى.

__________________

(١) ضبطت بضم الفاء وفتح الراء عن الأنساب ، هذه النسبة إلى فورك ، اسم جد.

(٢) سورة الشعراء ، الآية : ٢١٤.

(٣) في م : أحدثكم.

(٤) سقطت من الأصل وأضيفت عن م ، وفيها : وإطعام الضيف.

٢٩١

٤٣٥٥ ـ عبد الواحد الميداني

أنبأنا أبو محمّد طاوس ، وأبو المعالي الفضل بن سهل ، قالا : أنا سهل بن بشر ، أنا أبو علي الأهوازي ، قال : [مات](١) عبد الواحد بن الميداني المقرئ في الأبواب في المحرم سنة اثنتين وتسعين وثلاثمائة.

قال : وكان شيخا مليحا ، له هيئة ولباس حسن ، وكان أصحابه شيوخ الخواصين ، رحمه‌الله وتفضل عليه برحمته.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني ، نا عبد العزيز الكتاني (٢) ، قال : سمعت أبا علي الحسن بن علي يقول : مات في هذه السنة ـ يعني سنة اثنتين وتسعين وثلاثمائة ـ عبد الواحد بن الميداني المقرئ.

٤٣٥٦ ـ عبد الواحد الحلواني

إمام جامع دمشق.

أنبأنا أبو محمّد بن طاوس ، وأبو المعالي الفضل بن سهل ، قالا : أنا سهل بن بشر ، أنا أبو علي الأهوازي ، قال : مات في آخر هذه السنة ـ يعني سنة اثنتين وتسعين وثلاثمائة ـ عبد الواحد الحلواني ، وكان فاضلا ، خيّرا ، ديّنا ، انتقل من طرسوس إلى دمشق ، وأقام بها إلى أن مات ، وقد صلّى بالناس زمانا في الجامع.

٤٣٥٧ ـ عبد الواحد المقرئ

المعروف بالمقانعي

قرأت بخط أبي عبد الله محمّد بن علي بن أحمد بن قبيس ، وفي هذه السنة ـ يعني سنة سبع وثمانين وأربعمائة ـ مات عبد الواحد المقرئ المعروف بالمقانعي.

__________________

(١) الزيادة للإيضاح عن م.

(٢) في م : الكناني ، تصحيف

٢٩٢

ذكر من اسمه عبد الوارث

٤٣٥٨ ـ عبد الوارث بن الحسن بن عمرو (١) القرشي

يعرف بابن الترجمان البيساني (٢)

من أهل بيسان.

قدم دمشق ، وسمع بها أبا أيوب سليمان بن عبد الرّحمن ، وهشام بن عمّار الدمشقيين ، ثم قدمها وحدّث بها عن أبي عبد الرّحمن المقرئ عبد الله بن يزيد ، وأبي حازم عبد الغفار بن الحسن ، وإسحاق بن بشر الكاهلي ، وإسماعيل بن أبي (٣) أويس ، وعطاء بن همّام الكندي ، ومحمّد بن المبارك الصّوري ، وآدم بن أبي إياس ، ومحمّد بن يوسف الفريابي ، ويحيى بن حبيب ، وأبي اليمان الحكم (٤) بن نافع ، وأبي الطاهر موسى بن محمّد المقدسي ، وأبي جعفر محمّد بن جعفر بن محمّد بن عبد الواحد بن عمر بن عبد العزيز ، وعبيد الله بن محمّد التيمي العيشي ، وأحمد بن شبّويه المروزي ، وخلف بن هشام البزّار المقرئ ، ويحيى بن صالح الوحاظي.

روى عنه أبو الدّحداح ، وأبو العباس بن ملّاس ، وإبراهيم بن عبد الرّحمن بن مروان ،

__________________

(١) في معجم البلدان : عمر.

(٢) أخباره في معجم البلدان (بيسان) ، والأنساب (البيساني) ، واللباب (البيساني).

والبيساني بفتح الباء المنقوطة بواحدة وسكون الياء وفتح السين المهملة ، نسبة إلى بيسان : مدينة بالأردن بالغور الشامي. (معجم البلدان).

وانظر الأنساب (البيساني).

(٣) معجم البلدان : ابن أويس ، وسقطت منه «أبي».

(٤) في م : محمد ، تصحيف.

٢٩٣

وذكر أنه سمع منه بدمشق ، ومحمّد بن عثمان بن حملة الأنصاري ، وعامر بن خريم (١) العقيلي.

أخبرنا أبو الحسن الفرضي ، نا عبد العزيز الكتّاني (٢) ، أنا أبو الحسين عبد الرّحمن بن إسحاق بن عبد العزيز اللهبي ، نا أحمد بن عبد الوهاب بن محمّد بن الحسين اللهبي ، نا أبو العباس النميري ، نا عبد الوارث بن الحسن بن عمرو (٣) القرشي ، نا عبد الله بن يزيد المقرئ ، نا سعيد بن أبي أيوب ، عن عطاء بن دينار ، عن حكيم بن شريك الهذلي ، عن يحيى بن ميمون الحضرمي ، عن ربيعة الجرشي ، عن أبي هريرة ، عن عمر بن الخطاب قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم :

«لا تجالسوا أهل القدر ولا تفاتحوهم» [٧٤٩٨].

أنبأنا أبو الحسن الموازيني ، أنا أبو علي الأهوازي ، نا أبو أحمد الحافظ الحسين بن محمّد بن الوزير ، نا محمّد بن جعفر بن محمّد بن ملّاس ، نا عبد الوارث بن الحسن بن عمرو القرشي البيساني ، نا عطاء بن همّام الكندي ، عن عبد الله بن شوذب ، عن أبي التّيّاح (٤) ، عن المغيرة بن سبيع (٥) ، عن عمرو بن حريث قال :

مرض أبو بكر ، فصلّى بالناس ثم أقبل عليهم بوجهه ، فحمد الله وأثنى عليه ثم قال : إنّا لم نألوكم (٦) نصحا ، سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يقول : «يخرج الدّجّال من قبل المشرق ومعه قوم وجوههم كالمجان» (٧) [٧٤٩٩].

كتب إليّ أبو بكر محمّد بن علي بن أبي ذرّ الصالحاني ـ من أصبهان ـ أنا أبو طاهر محمّد بن أحمد بن عبد الرحيم ، أنا أبو حفص عمر بن محمّد بن جعفر المغازلي ، أنا أبو الدّحداح أحمد بن محمّد بن إسماعيل ، نا عبد الوارث بن الحسن بن عمرو البيساني ، نا أبو حازم عبد الغفار بن الحسن ، نا سفيان الثوري ، عن منصور بن المعتمر ، عن ربعي بن حراش ، عن حذيفة قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم :

__________________

(١) معجم البلدان : «خزيم».

(٢) في م : الكناني ، تصحيف.

(٣) الأصل : «عمر» والمثبت عن م.

(٤) هو يزيد بن حميد ، أبو التياح الضبعي (تهذيب الكمال ٢٠ / ٢٩٩ وسير أعلام النبلاء ٥ / ٢٥١).

(٥) في م : المغيرة بن الزبير ، تصحيف ، والصواب ما أثبت ، انظر شيوخ أبي التياح في تهذيب الكمال.

(٦) كذا بالأصل وم.

(٧) المجان جمع مجن ، الترس.

٢٩٤

«يأتي على الناس زمان أفضل أهل ذلك الزمان كلّ (١) خفيف الحاذ» قيل : يا رسول الله ومن خفيف الحاذ؟ قال : «قليل العيال» [٧٥٠٠].

أخبرنا أبو القاسم هبة الله بن عبد الله ، أنا أبو بكر الخطيب ، قال :

عبد الوارث بن الحسن البيساني ، حدّث عن عبد الغفار بن الحسن ، روى عنه أبو الدّحداح الدّمشقي.

قرأت على أبي محمّد السّلمي ، عن أبي نصر بن ماكولا ، قال (٢) :

وأما البيساني أوّله باء معجمة بواحدة ، ثم ياء معجمة باثنتين (٣) من تحتها ، ثم سين مهملة ، فهو : عبد الوارث بن الحسن البيساني ، حدّث عن عبد الغفار بن الحسن ، روى عنه أبو الدّحداح.

٤٣٥٩ ـ عبد الوارث بن عبد الغني بن علي بن يوسف بن عاصم

أبو محمّد المغربي التّونسي المالكي الأصولي الزاهد

كان عالما بعلم الكلام ، بصيرا به ، حسن الاعتقاد له قدم في العبادة.

قدم دمشق غير مرة ، وكان يتردد منها إلى حمص وحلب ، ويرجع إليها ، وكان له أصحاب ومريدون.

اجتمعت به غير مرة ، وجرت بيني وبينه مفاوضات في أصحاب الدعاوي ، وذوي الرعونات من المنتسبين ، فرأيته منكرا لشأنهم ، مزريا عليهم ، مؤثرا الكلف عنهم للسلامة من شرّهم.

أنشدني أبو محمّد الأصولي لبعضهم ، وكتب إليّ أبو القاسم نصر بن نصر العكبري يخبرني عن القاضي أبي المعالي عرموني بن عبد الملك ، أنشدنا القاضي الإمام أبو الحسين هبة الله بن عبد الله السبي (٤) مدرّس وملقن ولي العهد في العالمين أبي القاسم عبد الله بن محمّد بن الإمام أمير المؤمنين القائم بأمر الله عبد الله بن جعفر :

إذا كنت في علم الأصول موافقا

بعقدك قول الأشعري المسدّد.

__________________

(١) الأصل : كان ، والمثبت عن م.

(٢) الاكمال لابن ماكولا ٥ / ١١٣.

(٣) بالأصل وم : باثنين.

(٤) كذا رسمها بالأصل ، واللفظة غير واضحة في م لسوء التصوير.

٢٩٥

وعاملت مولاك الكريم مخالصا

بقول الإمام الشافعيّ المؤيد

وأيقنت حرف ابن (١) العلاء مجرّدا

ولم تعد في الإعراب رأي المبرّد

فأنت على الحقّ اليقين موافق

شريعة خير المرسلين محمّد

توفي أبو محمّد عبد الوارث بن عبد الغني في عشر ذي الحجّة من سنة خمسين وخمسمائة بحلب على ما بلغني.

__________________

(١) يعني : أبي عمرو بن العلاء.

٢٩٦

ذكر من اسمه عبد الوهّاب

٤٣٦٠ ـ عبد الوهّاب بن أحمد بن أبي الحجّاج

يزعمون أنهم من ولد عمر بن الخطاب ، ويقال : إنهم موالي لذي الكلاع الحميري

روى عن القاضي الميانجي.

روى عنه عبد العزيز الكتّاني (١).

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني ، نا عبد العزيز الكتّاني (٢) ، أنا عبد الوهاب بن أحمد بن أبي الحجاج ـ قراءة عليه ـ أنا القاضي أبو بكر يوسف بن القاسم الميانجي ، نا أبو عبد الله أحمد بن الحسن بن عبد الجبار الصوفي ، نا علي بن الجعد ، أخبرني الحسن بن حيّ ، عن عبد الله بن دينار ، عن ابن عمر.

أن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم كان يأتي قباء راكبا وماشيا [٧٥٠١].

أخبرناه عاليا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنا أبو محمّد الصّريفيني ، نا أبو القاسم البغوي ، نا علي بن الجعد ، أخبرني الحسن بن صالح بن حيّ ، عن عبد الله بن دينار ، عن ابن عمر.

أن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم كان يزور قباء راكبا وماشيا [٧٥٠٢].

__________________

(١) في م : الكناني ، تصحيف.

(٢) في م : الكناني ، تصحيف.

٢٩٧

٤٣٦١ ـ عبد الوهّاب بن أحمد بن هارون بن موسى

أبو الحسين (١) بن الجندي (٢) الشاهد (٣)

أخو القاضي أبي نصر (٤)

روى عن أبي بكر بن أبي الحديد (٥).

روى عنه أبو طاهر بن الحنّائي ، وحدّثنا عنه أبو القاسم النّسيب.

أخبرنا أبو القاسم العلوي ، أنا القاضي أبو الحسين عبد الوهاب بن أحمد بن هارون بن الجندي ، أنا محمّد بن أحمد بن عثمان بن الوليد السّلمي ، أنا محمّد بن جعفر السّامري ، نا علي بن حرب ، قال : سمعت سفيان بن عيينة يقول : [سمعت](٦) زياد بن علاقة ، عن أسامة بن شريك ، قال :

شهدت الأعاريب يسألون النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم يقولون : ما خير ما أعطي العبد؟ قال : «خلق حسن» [٧٥٠٣].

قال لنا أبو محمّد بن الأكفاني :

توفي القاضي أبو الحسين عبد الوهّاب بن أحمد بن هارون الغسّاني المعروف بابن الجندي في جمادى الأولى سنة تسع وأربعين وأربعمائة ، حدّث عن أبي بكر بن أبي الحديد.

وقال أبو محمّد بن صابر : إنه دفن في باب الفراديس.

٤٣٦٢ ـ عبد الوهّاب بن إسحاق القرشي (٧)

حدّث عن : إسماعيل بن عبيد الله بن أبي المهاجر الدّمشقي.

روى عنه : سليمان بن عبد الرّحمن.

أنبأنا أبو القاسم العلوي ، وأبو طاهر إبراهيم بن حمزة بن الجرجاني ، قالا : نا

__________________

(١) الأنساب : الحسن.

(٢) ضبطت عن الأنساب بضم الجيم وسكون النون والدال المهملة ، نسبة إلى الجند يعني العسكر. وضبطت بالقلم في المختصر بفتح الجيم.

(٣) ترجم له في الأنساب (الجندي).

(٤) واسمه محمد.

(٥) واسمه : محمد بن أحمد بن عثمان بن أبي الحديد السلمي.

(٦) سقطت من الأصل وم ، والزيادة للإيضاح ، انظر ترجمة سفيان بن عيينة في تهذيب الكمال ٧ / ٣٦٨.

(٧) الجرح والتعديل ٦ / ٧٣.

٢٩٨

عبد العزيز الكتاني (١) ، أنا تمام بن محمّد ، أنا أبو الحسن بن حذلم ، نا يزيد بن محمّد بن عبد الصمد ، نا سليمان بن عبد الرّحمن ، نا عبد الوهاب بن إسحاق القرشي ، نا إسماعيل بن عبيد الله ، قال :

خطب عبد الملك بن مروان أم الدّرداء ، فأبت أن تتزوج ، فسمعتها تقول : لا إني سمعت أبا الدرداء يقول : المرأة لآخر أزواجها (٢).

أخبرنا أبو الحسين القاضي ، وأبو عبد الله الخلّال ـ إذنا ـ قالا : أنا أبو القاسم بن منده ، أنا أبو علي ـ إجازة ـ.

ح (٣) قال : وأنا أبو طاهر بن سلمة ، أنا علي بن محمّد ، قالا : أنا أبو محمّد بن أبي حاتم ، قال (٤) :

عبد الواحد بن إسحاق القرشي شامي ، عن إسماعيل بن عبيد الله ، روى عنه سليمان بن عبد الرّحمن ابن بنت (٥) شرحبيل الدمشقي.

٤٣٦٣ ـ عبد الوهّاب بن إبراهيم الإمام بن محمّد

ابن علي بن عبد الله بن عباس بن عبد المطّلب بن هاشم الهاشمي (٦)

ولي الموسم وإمرة دمشق ، وفلسطين من قبل أبي جعفر المنصور.

ومولده بأرض الشّراة من أعمال دمشق.

وقدم دمشق على أبي جعفر المنصور ، وولّاه غزو الصائفة سنة أربعين ومائة ، فلم تحمد ولايته.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني ، نا عبد العزيز الكتاني (٧) ، أنا أبو محمّد بن أبي نصر ، أنا أبو القاسم بن أبي العقب ، أنا أبو عبد الملك أحمد بن إبراهيم القرشي ، نا محمّد بن عائذ ، قال : قال الوليد بن مسلم :

__________________

(١) في م : الكناني.

(٢) أخرجه المصنف في كتاب تاريخ دمشق ، في ترجمة أم الدرداء راجع كتاب تراجم النساء المطبوع ص ٤٣٤.

(٣) «ح» حرف التحويل سقط من م.

(٤) الجرح والتعديل ٦ / ٧٣.

(٥) «بنت» سقطت من م.

(٦) أخباره في تاريخ خليفة بن خيّاط (الفهارس العامة) ، والمعرفة والتاريخ ١ / ١٣٠ ـ ١٣١ ـ ١٣٨ وتاريخ بغداد ١١ / ١٧ ـ ١٨ تحفة ذوي الألباب للصفدي ١ / ٢١٥.

(٧) في م : الكناني ، تصحيف.

٢٩٩

ثم لما أفضى الأمر إلى أمير المؤمنين أبي جعفر عبد الله بن محمّد أغزى صالح بن علي في سنة ثمان وثمانين (١) ومائة ، في نحو من سبعين ألفا ، ثم أغزى عبد الرّحمن بن إبراهيم ، والحسن بن قحطبة في سنة تسع وثلاثين ومائة في سبعين ألفا ملطية ، وأمضى طائفة منهم إلى أرض الروم.

ـ زاد ابن الأكفاني في موضع آخر : بهذا الإسناد عن ابن عائذ فيما لم أسمعه منه :

قال : ووجّه ـ يعني ـ المنصور في تلك السنة ـ يعني سنة اثنتين وأربعين ومائة : عبد الوهّاب بن إبراهيم معه الحسن بن قحطبة في جماعة من أهل خراسان ، وأهل الشام ، والجزيرة ، والموصل ، وأمرهما أن يبنيا ما خرّبته الروم من حائط لملطية وإعادته على ما كان.

أخبرنا أبو غالب محمّد بن الحسن ، أنا أبو الحسن السّيرافي ، أنا أحمد بن إسحاق ، نا أحمد بن عمران ، نا موسى ، نا خليفة قال (٢) :

سنة ست وأربعين ومائة ، أقام الحج عبد الوهّاب بن إبراهيم بن محمّد بن علي بن عبد الله بن عباس.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنا أبو بكر بن الطبري ، أنا أبو الحسين بن الفضل ، أنا عبد الله بن جعفر ، نا يعقوب بن سفيان قال (٣) :

وفي سنة ست وأربعين ومائة حجّ بالناس عبد الوهّاب بن إبراهيم.

أخبرنا أبو غالب الماوردي ، أنا محمّد بن علي ، أنا أبو عبد الله النهاوندي ، أنا أحمد بن عمران ، نا موسى ، نا خليفة ، قال (٤) :

وفيها ـ يعني سنة أربعين ومائة ـ وجّه أبو جعفر عبد الوهّاب بن إبراهيم بن محمّد بن علي لبناء ملطية ، فأقام عليها سنة حتى بناها وأسكنها الناس.

وغزا الصائفة ـ يعني سنة اثنتين وخمسين ـ عبد الوهّاب بن محمّد فلم يدرب (٥).

أخبرنا أبو القاسم بن أبي الأشعب ، أنا محمّد بن هبة الله ، أنا محمّد بن الحسين ، أنا

__________________

(١) كذا بالأصل وم ، وهو تحريف فاحش ، ولعل الصواب : ثمان وثلاثين ومائة ، باعتبار ما يأتي.

(٢) تاريخ خليفة بن خيّاط ص ٤٢٣.

(٣) المعرفة والتاريخ ليعقوب بن سفيان الفسوي ١ / ١٣٠.

(٤) تاريخ خليفة بن خيّاط ص ٤١٨.

(٥) تاريخ خليفة ص ٤٢٦.

٣٠٠