تاريخ مدينة دمشق - ج ٣٧

أبي القاسم علي بن الحسن ابن هبة الله بن عبد الله الشافعي [ ابن عساكر ]

تاريخ مدينة دمشق - ج ٣٧

المؤلف:

أبي القاسم علي بن الحسن ابن هبة الله بن عبد الله الشافعي [ ابن عساكر ]


المحقق: علي شيري
الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع
الطبعة: ٠
الصفحات: ٥٠٤
الجزء ١ الجزء ٢ الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧ الجزء ٨ الجزء ٩ الجزء ١٠ الجزء ١١ الجزء ١٢ الجزء ١٣ الجزء ١٤ الجزء ١٥ الجزء ١٦ الجزء ١٧ الجزء ١٨ الجزء ١٩ الجزء ٢٠ الجزء ٢١ الجزء ٢٢ الجزء ٢٣ الجزء ٢٤ الجزء ٢٥ الجزء ٢٦ الجزء ٢٧ الجزء ٢٨ الجزء ٢٩ الجزء ٣٠ الجزء ٣١ الجزء ٣٢ الجزء ٣٣ الجزء ٣٤ الجزء ٣٥ الجزء ٣٦ الجزء ٣٧ الجزء ٣٨ الجزء ٣٩ الجزء ٤٠ الجزء ٤١ الجزء ٤٢ الجزء ٤٣ الجزء ٤٤ الجزء ٤٥ الجزء ٤٦ الجزء ٤٧ الجزء ٤٨ الجزء ٤٩ الجزء ٥٠ الجزء ٥١ الجزء ٥٢ الجزء ٥٣ الجزء ٥٤ الجزء ٥٥ الجزء ٥٦ الجزء ٥٧ الجزء ٥٨ الجزء ٥٩ الجزء ٦٠ الجزء ٦١ الجزء ٦٢ الجزء ٦٣ الجزء ٦٤ الجزء ٦٥ الجزء ٦٦ الجزء ٦٧ الجزء ٦٨ الجزء ٦٩ الجزء ٧٠ الجزء ٧١ الجزء ٧٢ الجزء ٧٣ الجزء ٧٤ الجزء ٧٥ الجزء ٧٦ الجزء ٧٧ الجزء ٧٨ الجزء ٧٩ الجزء ٨٠

من الدارسين لكتاب الله ـ رحمه‌الله ـ.

فذكر عنه حديثا.

قرأت بخط عبد المنعم بن النحوي ، مات أبو القاسم بن عوف الشيخ يوم الثلاثاء لثمان خلون من شهر ربيع الأول سنة تسع وتسعين وثلاثمائة.

وقرأت بخطه في موضع آخر : مات أبو القاسم بن أبي عبد الله بن عوف في يوم الجمعة لعشر بقين من المحرم سنة إحدى وأربعمائة.

٤٣٠٠ ـ عبد الواحد بن أحمد بن الطّيّب

أبو القاسم الوكيل يعرف بابن القماح

حدث عن عبد الوهاب الكلابي.

روى عنه عبد العزيز الكتاني (١).

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني ، نا عبد العزيز الكتاني ، أنا أبو القاسم عبد الواحد بن أحمد بن (٢) الطيب الوكيل ، نا عبد الوهاب بن الحسن ، نا أحمد بن عمير ، نا أبو عمير ـ وهو عيسى بن محمّد ـ نا ضمرة ، عن أبي شعبة الشّعباني ، عن شعبة ، عن معاوية بن قرّة ، عن أبيه ، قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم :

«إذا فسد أهل الشام فلا خير فيكم» [٧٤٥٥].

أخبرناه عاليا أبو القاسم بن الحصين ، أنا أبو علي بن المذهب ، أنا أحمد بن جعفر ، نا عبد الله بن أحمد (٣) ، حدثني أبي ، نا يزيد ، أنا شعبة ، عن معاوية بن قرة ، عن أبيه قال :

قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فذكر مثله.

٤٣٠١ ـ عبد الواحد بن أحمد بن عمر بن أبي الأشعث

أبو طاهر بن السّمرقندي

ولد بدمشق.

وسمع بها أبا الحسين بن مكي وغيره.

__________________

(١) في م : الكناني ، تصحيف.

(٢) أقحم بعدها بالأصل : عوف.

(٣) مسند أحمد بن حنبل ٥ / ٣٠٥ رقم ١٥٥٩٦.

٢٠١

وحدّث عنه ببغداد ، وسمع بها من جماعة.

توفي أبو طاهر بن السّمرقندي في صفر سنة خمس وخمسمائة ببغداد.

٤٣٠٢ ـ عبد الواحد بن أحمد بن محمّد

ابن سفيان (١) بن محمّد بن مقدام بن قادم

يعرف بابن مشماس

أبو محمّد ـ وقيل أبو القاسم ـ الهمداني

ويقال : عبد الواحد بن محمّد بن محمّد بن يوسف

هكذا نسبه أبو علي الأهوازي.

حدّث بكتاب الصحيح عن أبي زيد المروزي (٢).

وروى عن أبي القاسم بن أبي العقب ، وأبي عبد الله الحسين بن أحمد بن أبي ثابت ، وأبي نصر محمّد بن محمّد بن زكريا البلخي.

روى : عنه عبد العزيز بن أحمد ، وعلي بن محمّد الحنّائي ، وعلي بن محمّد بن شجاع ، وعلي بن الخضر ، وأبو سعد السّمّان ، وأبو الفتح نصر بن الحسين البالسي الجزري ، وأبو علي الأهوازي.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني ، نا عبد العزيز الكتاني ، أنا عبد الواحد بن أحمد بن مشماس ، أنا أبو عبد الله الحسين بن أحمد بن أبي ثابت ، نا أبو عقيل أنس بن السّلم ، نا محمّد بن رجاء ، نا منبّه بن عثمان الدّمشقي ، حدثني الزّبيدي عن الزّهري ، عن عطاء ، عن أبي أيوب الأنصاري ، قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم :

«قد يتوجه الرجلان إلى المسجد ، فينصرف أحدهما ، وصلاته أفضل من الآخر إذا كان أفضلهما عقلا ، وينصرف الآخر ، وصلاته لا تعدل مثقال ذرّة» [٧٤٥٦].

أخبرنا أبو محمّد ، نا أبو محمّد الكتّاني ، قال :

توفي شيخنا أبو محمّد عبد الواحد بن أحمد بن مشماس يوم السبت مستهل شهر

__________________

(١) كذا بالأصل وفي م والمختصر ١٥ / ٢٤٥ يوسف.

(٢) هو محمد بن أحمد بن عبد الله بن محمد ، أبو زيد راوي صحيح البخاري ترجمته في سير أعلام النبلا ١٦ / ٣١٣.

٢٠٢

رمضان سنة تسع عشرة وأربعمائة ، سمّعه والده شيئا كثيرا.

حدّث بكتاب الجامع الصحيح للبخاري عن أبي زيد محمّد بن أحمد المروزي ، عن محمّد بن يوسف الفربري ، وجد بلاغة فيه مع أبيه.

وحدث عن علي بن يعقوب بن أبي العقب وغيره ، وكان سماعه صحيحا غير أنه لم يكن الحديث من صنعته.

وذكر أبو بكر محمّد بن علي بن موسى الحداد : أنه مات سنة ثماني عشرة ، والله أعلم.

وذكر أبو علي الأهوازي :

أنه مات في شعبان سنة عشرين وأربعمائة ، ودفن بباب الصغير فيما أنبأناه أبو الحسن الفقيه ، أنا سهل بن بشر ، أنا أبو علي الأهوازي فذكره.

٤٣٠٣ ـ عبد الواحد بن أحمد

من أهل دمشق.

حكى عن أحمد بن عاصم الأنطاكي (١).

روى عنه : أبو عبد الله محمّد بن دوست النّيسابوري.

قرأت على أبي القاسم زاهر بن طاهر ، عن أبي بكر البيهقي ، أنا أبو عبد الله الحافظ ، أخبرني أبو الحسن محمّد بن محمّد بن الحسن القارزي ، وهو الكارزي (٢) ، قال : سمعت أبا عبد الله محمّد بن دوست يقول : سمعت عبد الواحد بن أحمد الدمشقي يقول : قال أحمد بن عاصم الأنطاكي :

دخلت العراق أريد بعض الثغور ، فلما صرت إلى جبل لكام إذا أنا بعابد قد تفرّد عن المخلوقين ، وأنس برب العالمين ، فسلّمت عليه ، فردّ السلام عليّ ثم قال لي : من أين أقبلت؟ قلت : من العراق ، أريد بعض الثغور ، فقال : إلى أمر توقنه ، أو إلى أمر لا توقنه؟ قلت : بل إلى أمر لا أوقنه ، قال : إليك عني يا هذا ، أما علمت أن العارفين بالله وصلوا إلى الله بقلوبهم على أمر يوقنوه ، ثم قال : أوه ، قلت : مم تأوه العابد ، قال : ذكرت لذة عيش المسرفين ، وفرح

__________________

(١) ترجمته في سير أعلام النبلاء ١٠ / ٤٨٧ و ١١ / ٤٠٩ وبغية الطلب ٢ / ٨٤٨.

(٢) هذه النسبة ـ بفتح الكاف وكسر الراء والزي ، وقال ابن ماكولا بفتح الراء. إلى كارز ، وهي قرية بنواحي نيسابور على نصف فرسخ منها ، ذكره السمعاني وترجم له ترجمة قصيرة.

٢٠٣

قلوب الواصلين ، فقلت : رحمك الله ، إنّي رجل مهموم ، قال : بما ذا؟ قلت : بثلاث ، قال : وما هن؟ قلت : أخبرني ما دليل الخوف؟ قال : الحزن ، قلت : فما دليل الشوق؟ قال : الطلب ، قلت : فما دليل الرجاء؟ قال : العمل ، قلت : من أين جاء ضعفنا؟ قال : لأنكم وثقتم بحلم الله عنكم ، ولو عاجلكم لهربتم من معصيته إلى طاعته ، ولكنّ حلمه وستره حملكم على معصيته ، ثم أنشأ يقول :

إن كنت تفهم ما تقول وتعقل

فارحل بنفسك قبل أن بك يرحل

ودع التّشاغل بالذّنوب وخلّها

حتى متى وإلى متى تتعلل؟

أنسيت جانب عفوه فعصيته

إذ لم تخف فوتا عليك فتعجل

الموت ضيف (١) لا محالة نازل

فاحتل لضيفك قبل أن بك ينزل

٤٣٠٤ ـ عبد الواحد بن أحمد الغساني

أبو محمّد الطبيب

طبيب تاج الدولة (٢) وجدت له رسالة تشتمل على نظم ونثر ، قالها على لسان أبي نصر هبة الله بن عتّاب في دواة له كسرت فيها هذه الأبيات :

جلّ المصاب وقلّ فيه مساعدي

ورميت من دون الورى يا وابد

جار الزمان عليّ في أحكامه

حتى بليت بجور عبد الواحد

كسر الدواة مؤدبا لغلامه

بأقبح فعل من حكيم ماجد

ويقول لي : صبرا إذا ما عزني

صبري وينصحني نصيحة والد

اقرع إلى دخر (٣) الشئون وغربها

فالدمع يذهب بعض جهد الجاهد

وذكر ابنه أبو عبد الله محمّد بن عبد الواحد بن أحمد الغساني ـ وقد رأيته ـ قال : سمعت أبي ينشد لنفسه بديها في صفة نهر ثورا (٤) بحضرة أبي عبد الله بن الخياط الشاعر :

دمشق دار رعاها الله من بلد

ونهر ثورا سقاه الله من واد

__________________

(١) الأصل : ضيق ، والمثبت «ضيف» عن م وهو أشبه.

(٢) هو تتش بن ألب التركي ، ترجمته في سير أعلام النبلاء ١٩ / ٨٣.

(٣) كذا رسمها بالأصل ، وفي م : «دحن».

(٤) ثورا : بالفتح والقصر ، اسم نهر عظيم بدمشق (معجم البلدان).

٢٠٤

كأنه ونسيم الريح جمّشه (١)

نقش (٢) المبارد في سلساله الهادي (٣)

مزجت بالراح منه الراح فاكتسبت

لونا وطعما غريبا غير معتاد

في روضة من رياض الخلد باكرها

صوب الغمام بإبراق وإرعاد

ظللت فيه رخيّ البال مع رشأ

مهفهف كقضيب البان ميّاد

٤٣٠٥ ـ عبد الواحد بن إبراهيم بن أحمد بن محمّد

أبو الفضل بن أبي سعد

المعروف بابن القرّة (٤)

كان أبوه من أهل حلب وانتقل إلى دمشق.

سمع عبد الواحد من الفقيه أبي الفتح نصر بن إبراهيم.

سمعت منه مجلسا واحدا من أمالي نصر وأشياء أجيزت له.

أخبرنا أبو الفضل بن القرّة ، نا أبو الفتح نصر بن إبراهيم ـ لفظا ـ في ذي الحجة سنة إحدى وثمانين وأربعمائة ، أنا أبو الفتح سليم بن أيوب بن سليم الرازي ، أنا القاضي أبو الحسين محمّد بن أحمد بن القاسم المحاملي ، أنا أبو علي إسماعيل بن محمّد بن إسماعيل الصفار ، نا أبو بكر أحمد بن منصور بن سيّار الرّمادي ، نا عبد الرّزّاق ، أنا معمر ، عن ابن خثيم (٥) ، عن شهر بن حوشب ، عن أسماء بنت يزيد قالت : قال النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم :

«يمكث الدجال في الأرض أربعين سنة ، السنة كالشهر ، والشهر كالجمعة ، والجمعة كاليوم ، واليوم كاصطرام السّعفة في النار» [٧٤٥٧].

قال : ونا نصر قال : كتب إليّ أبو خازم (٦) محمّد بن الحسين بن الفراء ، أنشدني أبي أبو

__________________

(١) الأصل : «جمسه» وفي م : «حمشه» والصواب ما أثبت ، والجمش : المغازلة ضرب بقرص ولعب ، وقد جمشه : أي قرصه ولاعبه.

(٢) الأصل : نفس ، والمثبت عن م.

(٣) الأصل : العاد ، والمثبت عن م.

(٤) مشيخة ابن عساكر ١٣٠ / أ.

(٥) إعجامها مضطرب بالأصل وم وتقرأ : خيثم ، والصواب ما أثبت ، وهو عبد الله بن عثمان بن خثيم ، انظر ترجمة شهر بن حوشب في تهذيب الكمال ٨ / ٤٠٧.

(٦) الأصل وم : حازم ، تصحيف والصواب خازم ، بالخاء المعجمة ، وهو محمد بن محمد بن الحسين أبو خازم بن الفراء البغدادي الحنبلي ، ترجمته في سير أعلام النبلاء ١٩ / ٦٠٤.

٢٠٥

عبد الله الحسين بن محمّد بن خلف ، أنشدنا أبو بكر أحمد بن كامل بن خلف بن شجرة (١) ، أنشدنا المبرّد هو محمّد بن يزيد :

يا صاحب المعروف كن تاركا

ترداد ذي الحاجة في حاجته

فشرّ معروفك ممطوله

وخيره ما كان من ساعته

لكلّ شيء آفة تبقى

وحبسك المعروف من آفته

سألت أبا الفضل عن مولده فقال :

سنة خمس وسبعين وأربعمائة ، ومات ودفن يوم الأحد الثاني عشر ذي الحجة سنة ستين وخمسمائة بعد صلاة الظهر في مقبرة باب الصغير ، وكان قد اختلط.

٤٣٠٦ ـ عبد الواحد بن إبراهيم بن عبد الواحد بن إبراهيم

أبو محرز العبسي

روى عن أبيه ، وأحمد بن محمّد بن السكن العامري البصري ، وأبي صالح يحيى بن محمّد بن محمّد البغدادي الكلبي.

روى عنه تمام بن محمّد.

أخبرنا أبو محمّد عبد الكريم بن حمزة ، نا عبد العزيز بن أحمد ، أنا تمّام بن محمّد ، أنا أبو محرز عبد الواحد بن إبراهيم بن عبد الواحد العبسي ـ قراءة عليه من كتاب أبيه ـ في سنة خمس وأربعين وثلاثمائة ، نا أبي إبراهيم بن عبد الواحد العبسي ، نا جدي لأمي الهيثم بن مروان ، نا زيد بن يحيى بن عبيد ، نا سعيد بن عبد العزيز ، عن عبد العزيز بن صهيب ، عن أنس :

أن الصلاة كانت تقام لعشاء الآخرة ، فيقوم النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم مع الرجل يكلّمه حتى يرقد طوائف من أصحابه ، ثم ينتهون إلى الصلاة.

٤٣٠٧ ـ عبد الواحد بن بسر النّصري

حدّث عن يزيد بن أسيد.

روى عنه الوليد بن مسلم.

أخبرنا أبو محمّد بن السّمرقندي ، وابن الأكفاني ، قالا : نا عبد العزيز الكتاني ، أنا أبو

__________________

(١) ترجمته في سير أعلام النبلاء ١٥ / ٥٤٤.

٢٠٦

محمّد بن أبي نصر ، أنا أبو القاسم علي بن يعقوب بن أبي العقب ، أنا أبو عبد الملك أحمد بن إبراهيم القرشي ، نا محمّد بن عائذ ، عن الوليد ، قال : فحدّثني عبد الواحد بن بسر أن يزيد بن أسيد حدثه.

أنه كان فيمن سار مع سعيد الحرشي من أهل الجزيرة ـ أو قال ممن وجه هشام بن عبد الملك مع سعيد الحرشي قال : فلما دعاهم إلى لقاء خزر الذين معه فسبقه المسلمون ، فأجابوه إلى ذلك ، وأنه أرسله في فوارس طليعة ليأتيه بخبرهم وحذرهم من الليل ، فسرنا حتى أشرفنا على عسكرهم ، فرأينا نساء المسلمين قد أوقدوا (١) النيران على أبواب أبنية الخزر محتجرات يبكين أنفسهم ، ويبدين الإسلام ، قال يزيد : فأرقنا ما رأينا من ذلك ، وألقينا السمع إليهم ، فانتظرنا مأساة بما رأينا وسمعنا ، فأخبرنا سعيدا ومن معه يعني بعد قتل الجرّاح الحكمي.

٤٣٠٨ ـ عبد الواحد بن بسر

من ولد عبد الرّحمن بن عبد الله بن بسر النّصري.

حكى عن الأوزاعي ، وسعيد بن عبد العزيز.

حكى عنه إبراهيم بن عبد الله بن صفوان النّصري ، وأبو النّصر (٢) أسود بن عامر شاذان.

وأظن إبراهيم نسبه إلى جد جده ، ولم يسمّ أباه ، وقد سقت له حديثا في ترجمة عبد الله بن بسر النصري (٣).

٤٣٠٩ ـ عبد الواحد بن بكر بن محمّد

أبو الفرج الهمداني الورثاني (٤) الصوفي (٥)

سمع بدمشق جمح بن القاسم ، ومحمّد بن عبد الله بن جعفر الرازي ، ويحيى بن

__________________

(١) كذا بالأصل وم.

(٢) كذا بالأصل وم ، انظر ترجمته في تهذيب الكمال ٢ / ٢٤٦ وسير أعلام النبلاء ١٠ / ١١٢ وكنيته فيهما : أبو عبد الرحمن.

(٣) تقدمت ترجمته في كتابنا تاريخ مدينة دمشق.

(٤) ضبطت عن الأنساب بفتح الواو والراء والثاء المثلثة نسبة إلى ورثان من قرى شيراز.

وضبطها ياقوت بفتح الواو وسكون الراء قال ياقوت : وهو بلد آخر حدود أذربيجان.

(٥) انظر أخباره في :

معجم البلدان (ورثان) ، والأنساب (الورثاني) ، وتاريخ جرجان ص ٢٥٣ رقم ٤١٠.

٢٠٧

عبد الله العبدري بن الزّجّاج ، وأبا بكر أحمد بن عبد الله بن أبي دجانة ، وأبا القاسم بن أبي العقب ، ومحمّد بن هارون بن شعيب ، وأبا يعلى عبد الله بن أبي كريمة الصيداوي ، وأبي بكر محمّد بن داود الدّقّي (١) ، ومنصور بن أحمد الهروي.

روى عنه حمزة بن يوسف السّهمي ، والمظفّر بن أحمد بن محمّد الفقيه ، وأبو الحسن عبد الواحد بن محمّد بن شاه ، وأبو أحمد الأبهري الصوفي ، وأبو سعد الماليني ، وأبو عبد الرّحمن السّلمي ، وأبو محمّد الحسن بن إسماعيل بن الضّرّاب الغسّاني.

أخبرنا أبو الوفاء أحمد بن إبراهيم بن عبد الواحد الصّالحاني (٢) ـ ببغداد ـ أخبرتنا عائشة بنت الحسن بن إبراهيم الوركانية الواعظة ، قالت : نا أبو الحسن (٣) عبد الواحد بن محمّد بن شاه ـ إملاء ـ حدثني عبد الواحد بن بكر ، نا محمّد بن الحسين القرشي ، نا أحمد بن أنس بن مالك ، نا أحمد بن يزيد الرملي ، نا أيوب بن سويد ، عن سفيان الثوري قال :

قرأت في بعض الكتب : ابن آدم خلق أحمق ، ولو لا ذلك لم يحب الدنيا ولم يركن إليها.

أخبرنا أبو المظفّر عبد المنعم بن عبد الكريم ، أنا أبي ، أنا أبو عبد الله الشيرازي ، نا أبو الفرج الورثاني ، قال : سمعت علي بن يعقوب بدمشق يقول : سمعت أبا بكر محمّد بن أحمد ، قال : سمعت قاسم الجوعي قال :

رأيت رجلا في الطواف لا يزيد على قوله : إلهي قضيت حوائج الكلّ ولم تقض حاجتي ، فقلت : ما لك لا تزيد على هذا الدعاء؟ فقال : أحدّثك : اعلم أنّا كنا سبعة أنفس من بلدان شتى ، فخرجنا إلى الغزاة ، فأسرنا الروم ومضوا بنا لنقتل ، فرأيت سبعة أبواب فتحت من السماء ، وعلى كلّ باب جارية حسناء من الحور العين ، فتقدم واحد منا ، فضرب عنقه ، فرأيت جارية منهن هبطت إلى الأرض ، بيدها منديل فقبضت روحه ، حتى ضرب أعناق ستة منّا ، فاستوهبني بعض رجالهم ، فقالت الجارية : أيّ شيء فاتك يا محروم ، وأغلق الباب.

__________________

(١) بدون إعجام بالأصل ، ونميل إلى قراءتها : «الدمي» وفي م : الرقي كلاهما تصحيف ، والصواب ما أثبت ، ترجمته في سير أعلام النبلاء ١٦ / ١٣٨.

(٢) مشيخة ابن عساكر ٢ / أ.

(٣) في مشيخة ابن عساكر ٢ / أ: «أبو الحسين» وفي م : أبو الحسن كالأصل.

٢٠٨

فأنا يا أخي متحسر على ما فاتني.

قال قاسم : أراه أفضلهم لأنه رأى ما لم يروا ، وعمل على الشوق بعدهم.

أخبرنا أبو المعالي عبد الله بن أحمد بن محمّد بن عبد الله الحلواني (١) ـ بمرو ـ نا أبو بكر بن خلف (٢) ـ إملاء ـ أنا الشيخ السعيد والدي أبو الحسن علي بن عبد الله الشيرازي ، أنشدني الحسن بن العباس الكرماني ، أنشدني أبو الفرج عبد الواحد بن بكر ، أنشدني علي بن عبد الرحيم الصوفي لنفسه :

جوع وعري وجفاء وما وجه قد عفا

لم يبق إلّا نفس قد كاد بيدي ما خفا

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنا أبو القاسم إسماعيل بن مسعدة ، أنا أبو القاسم حمزة بن يوسف السهمي في تاريخ جرجان ، قال (٣) :

عبد الواحد بن بكر الورثاني الضبي (٤) أبو الفرج كتب الكثير ، كان رفيق أحمد بن منصور الشيرازي بالشام ، دخل جرجان في سنة خمس وستين في أيام الشيخ أبي بكر الإسماعيلي ، وسمع وحدّث بجرجان بأخبار وأحاديث وحكايات ، توفي بالحجاز سنة اثنتين وسبعين وثلاثمائة.

٤٣١٠ ـ عبد الواحد بن جرير العطّار الدّمشقي (٥)

روى عن عبد الرّحمن بن ثابت بن ثوبان.

روى عنه أحمد بن أبي الحواري.

أخبرنا أبو الحسين الأبرقوهي ـ إذنا ـ وأبو عبد الله الأديب ـ شفاها ـ قالا : أنا أبو القاسم بن منده ، أنا أبو علي ـ إجازة ـ.

ح (٦) قال : وأنا أبو طاهر ، أنا أبو الحسن قالا : أنا أبو محمّد بن أبي حاتم قال (٧) :

__________________

(١) مشيخة ابن عساكر ٨٩ / ب.

(٢) واسمه : أحمد بن علي بن عبد الله بن عمر بن خلف الشيرازي.

(٣) تاريخ جرجان ص ٢٥٣ رقم ٤١٠ وانظر الأنساب (الورثاني).

(٤) كذا بالأصل وم : «الضبي»؟! وفي تاريخ جرجان : الصوفي وهو أشبه.

(٥) ترجمته في الجرح والتعديل ٦ / ٢٠.

(٦) «ح» حرف التحويل سقط من م.

(٧) الجرح والتعديل ٦ / ٢٠.

٢٠٩

عبد الواحد بن جرير العطار الدمشقي ، روى عن عبد الرّحمن بن ثابت بن ثوبان ، روى عنه أحمد بن أبي الحواري.

٤٣١١ ـ عبد الواحد بن جهير بن مفرج

كان أبوه قاضيا.

قال الشعر في صباه ، ونبغ في شبوبيته.

ورأيته مرارا ولم أسمع منه من شعره شيئا.

أنشدني عبد العزيز بن محمّد لعبد الواحد بن جهير :

قلبي أشار ببنيهم

وعليه عاد وباله

وغدا (١) كئيبا في الهوى

تبكي له عذاله

يا كاملا لو لا نفور

فيه تمّ كماله

قمر ولكن قافه

عين ، فتمّ جماله

اسمه عمر.

قال : وأنشدني ابن جهير :

ظالمي في الحبّ أضحى حكمي

كيف لا يأثم من سفك دمي؟

يرقد الليل وطر في ساهر

أرقب النّجم به في الظّلم

جعل الهجر لعقلي سببا

ليته شاركني في الألم

كم كتمت الحبّ عن عاذلي

حذر البين فلم يتكتّم

من سقامي بغزالي صلف

فاتن الظرف مليح الشّيم

غافلا عن مقلة باكية

مذ يراها حبّه لم تتم

هل ترى لذّة أوقات الصبي

تجمع الشّمل بوادي الحرم

إذ وقفنا ليلة النفر وقد

غرّد الحادي بذات العلم

ليتهم إذ ودعوا حنّوا علي

مسلم من حبّهم لم يسلم

مات ابن جهير ودفن يوم الثلاثاء الخامس والعشرين من ذي القعدة سنة أربع وخمسين وخمسمائة.

__________________

(١) بالأصل : وغدي.

٢١٠

٤٣١٢ ـ عبد الواحد بن حبيب

حكى عنه علي بن الحسن بن أبي مريم.

أخبرنا أبو الحسن محمّد بن مرزوق ، وأبو بكر محمّد بن الحسين البغداديان ، قالا : أنا أبو بكر محمّد بن علي بن محمّد الخياط المقرئ ، أنا أبو عبد الله أحمد بن محمّد بن يوسف بن دوست العلّاف ، أنا الحسين بن صفوان البردعي.

وأخبرنا أبو سعد بن البغدادي في كتابه ، أنا أبو عمرو (١) بن منده ، أنا الحسن بن محمّد بن يوسف ، أنا أحمد بن محمّد بن عمر ، قالا : نا عبد الله بن محمّد بن أبي الدنيا ، نا علي بن الحسن ، قال : قال عبد الواحد بن حبيب الدمشقي : في زبور داود عليه‌السلام : طوبى لعبد اطلع الله من قلبه على الرضا استوجب عظيما من الجزاء ، طوبى لمن لم يهمّه همّ الناس ، وإذا عرض له غضب فيه معصية كظم الغيظ بالحلم.

٤٣١٣ ـ عبد الواحد بن الحسن بن محمّد بن خلف

أبو نصر الأبهري (٢) المقرئ (٣)

قدم دمشق وحدّث بها عن أبيه (٤).

كتب عنه نجاء العطار.

قرأت بخط أبي الحسن نجا بن أحمد بن عمرو بن حرب ، وأنبأنيه أبو محمّد بن الأكفاني عنه ، أنا الشيخ أبو نصر عبد الواحد بن الحسن بن محمّد بن خلف الأبهري ـ قدم علينا ـ أنا أبي الحسن بن محمّد بن خلف الأبهري المقرئ ـ قراءة عليه ـ قال : قرئ على أبي بكر محمّد بن الحسين الآجري بمكة ـ حرسها الله ـ نا أبو بكر جعفر بن محمّد الفريابي ، نا هشام بن عمّار الدمشقي ، نا صدقة بن خالد ، نا عثمان بن أبي العاتكة ، عن علي بن يزيد ، عن القاسم ، عن أبي أمامة الباهلي قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم :

«عليكم بالعلم قبل أن يقبض ، وقبل أن يرفع» ، ثم يجمع بين إصبعيه الوسطى والتي تلي الإبهام ثم قال : «العالم والمتعلّم شريكان في الأجر ، ولا خير في سائر الناس بعد» (٥) [٧٤٥٨].

__________________

(١) في م : أبو عمر.

(٢) بفتح الألف وسكون الباء المنقوطة بواحدة وفتح الهاء نسبة إلى أبهر مدينة مشهورة بين قزوين وزنجان وهمذان من نواحي الحبل (معجم البلدان).

(٣) ترجمته في معجم البلدان (أبهر).

(٤) في معجم البلدان : روى عن الدارقطني.

(٥) قال يحيى بن منده : قدم أصبهان سنة ٤٤٣ كتب عنه جماعة من أهل بلدنا.

٢١١

٤٣١٤ ـ عبد الواحد بن الحسين بن إبراهيم بن عطية

أبو الفضل الحارثي المعروف بابن أبي الزّميت

قاضي جسرين (١).

سمع أبا بكر الخطيب ، وأبا الفتح بن تميم.

كتب عنه شيخنا الفقيه أبو الحسن.

أنبأنا أبو الحسن السّلمي ونقلته من خطه ، أنا القاضي أبو الفضل عبد الواحد بن الحسين بن أبي الزّميت ، أنا الشيخ أبو الفتح عبد الصمد بن محمّد بن تميم ـ إمام جامع دمشق ـ.

ح وحدثنا أبو محمّد بن الأكفاني ـ لفظا ـ أنا جدي أبو الفتح بن تميم ، أنا أبو بكر عبد الله بن محمّد بن عبد الله بن هلال البغدادي المعروف بالحنّائي (٢) ، أنا أبو يوسف يعقوب بن عبد الرّحمن الجصّاص (٣) المعروف بالدّعاء ، نا أبو حذافة (٤) ، نا مالك بن أنس ، عن نافع ، عن ابن عمر.

أن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : «من أتى الجمعة فليغتسل» [٧٤٥٩].

قال لنا أبو محمّد بن الأكفاني :

سنة ثمان وستين وأربعمائة ، فيها توفي القاضي أبو الفضل عبد الواحد بن الحسين بن إبراهيم بن عطية الحارثي المعروف بابن أبي الزّميت ، من أهل قرية جسرين ـ رحمه‌الله ـ في العشر الأخير من ذي الحجّة.

٤٣١٥ ـ عبد الواحد بن الحسين بن الحسن

أبو أحمد بن الورّاق الكاتب

روى عن أبي عبد الله بن مروان.

__________________

(١) جسرين بكسر الجيم والراء وسكون السين والياء ، من قرى غوطة دمشق (معجم البلدان).

(٢) رسمها وإعجامها مضطربان بالأصل ، واللفظة غير مقروءة في م لسوء التصوير ، والصواب ما أثبت ، ترجمته في سير أعلام النبلاء ١٧ / ١٤٩.

(٣) ترجمته في سير أعلام النبلاء ١٥ / ٢٩٦.

والجصاص بفتح الجيم والصاد المشددة المهملة ، هذه النسبة إلى العمل بالجص وتبييض الجدران.

(٤) هو أحمد بن إسماعيل السهمي ، أبو حذافة السهمي القرشي ، ترجمته في سير أعلام النبلاء ١٢ / ٢٤.

٢١٢

روى عنه عبد العزيز الكتاني (١).

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني ، نا عبد العزيز الكتاني (٢) ، أنا أبو أحمد عبد الواحد بن الحسين بن الحسن المعروف بابن الورّاق ، نا أبو عبد الله محمّد بن إبراهيم بن مروان ، نا أبو عبد الملك أحمد بن إبراهيم القرشي ، نا أبو الجماهر محمّد بن عثمان التّنوخي ، نا مروان بن معاوية الفزاري ، نا إسماعيل (٣) ، عن قيس بن أبي حازم ، عن أبي مسعود الأنصاري قال :

أشار رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم بيده نحو اليمن فقال : «إنّ الإيمان هاهنا ، إنّ الإيمان هاهنا ، وإن القسوة ، وغلظ القلوب في الفدّادين (٤) ، عند أصول أذناب الإبل ، حيث يطلع قرن الشيطان في ربيعة ومضر».

أخبرناه عاليا أم المجتبى العلوية ، قالت : قرئ على إبراهيم بن منصور ، أنا أبو بكر بن المقرئ ، أنا أبو يعلى ، نا زهير ، نا جرير ، عن إسماعيل بن أبي خالد ، عن قيس قال : قال أبو مسعود :

أشار رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم بيده إلى اليمن فقال : «الإيمان هاهنا ، إنّ القسوة وغلظ القلوب في الفدّادين عند أصول أذناب الإبل حيث يطلع قرن الشيطان في ربيعة ومضر» [٧٤٦٠].

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني ، نا عبد العزيز الكتاني ، قال :

توفي أبو أحمد عبد الواحد بن الحسين بن الحسن بن الورّاق الكاتب في جمادى الأولى سنة إحدى وعشرين وأربعمائة ، حدّث عن محمّد بن إبراهيم بن مروان بشيء يسير.

٤٣١٦ ـ عبد الواحد بن الخطاب

ويقال : عبد الواحد الخطاب

من أهل البصرة.

__________________

(١) في م : الكناني ، تصحيف.

(٢) في م : الكناني ، تصحيف.

(٣) هو إسماعيل بن أبي خالد ، انظر ترجمة مروان بن معاوية الفزاري في تهذيب الكمال ١٨ / ٢٠ وترجمة إسماعيل المذكور في تهذيب الكمال ٢ / ١٥٦.

(٤) الفدّادون : بالتشديد ، الذين تعلو أصواتهم في حروثهم ومواشيهم ، واحدهم فدّاد ، وقيل : هم المكثرون من الإبل ، وقيل : هم الجمّالون والبقّارون والحمّارون والرعيان ، وقيل : الفدادون مخففا ، هي البقرة التي يحرث بها ، وأهلها أهل جفاء وغلظة (النهاية : فدد).

٢١٣

اجتاز بدمشق او باعمالها.

أخبرنا أبو القاسم العلوي ، أنا رشأ بن نظيف ، أنا الحسن بن إسماعيل ، أنا أحمد بن مروان ، نا الحارث بن أبي أسامة ، نا داود بن المحبّر (١) ، نا عبد الواحد بن الخطّاب ، قال :

أقبلنا قافلين من بلد الروم نريد البصرة حتى إذا كنا بين الرّصافة وحمص سمعنا صائحا يصيح من بين تلك الرمال ـ تسمعه الآذان ولم تره الأعين ـ يقول : يا مستور ، يا محفوظ ، اعقل في سرّ من أنت فاتن الدنيا فإنها غرّارة ، فإن كنت لا تعقل كيف تتقيها فصيّرها شوكا ، ثم انظر أين تضع قدميك منها.

رواه أحمد بن خالد بن مهران ، عن داود بن المحبّر ، عن عبد الواحد الخطاب.

وقد روي نحو هذا اللفظ من وجه آخر عن عبد الواحد بن زيد وهو في ترجمة محمّد بن واسع ومالك بن دينار ، يأتي إن شاء الله.

أنبأنا أبو السعود أحمد بن علي بن المجلي ، أنا أبو عبد الله أحمد بن أحمد بن سليمان بن علي الواسطي ، أنا أبو أحمد عبيد الله بن محمّد بن أحمد بن أبي مسلم (٢) ، نا جعفر بن محمّد بن نصير الخلدي ، نا أحمد بن محمّد بن مسروق ، نا أبو جعفر محمّد بن الحسين البرجلاني ، نا داود بن محبّر ، نا عبد الواحد الخطاب وكان من القوامين بحقوق الله ، فذكر نحو هذه الحكاية.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن شجاع ، أنا أبو عمرو بن منده ، أنا الحسن بن محمّد ، أنا أحمد بن محمّد ، نا أبو بكر بن أبي الدنيا ، حدثني محمّد بن الحسين ، نا داود بن محبّر ، نا عبد الواحد الخطاب قال :

سمعت زياد النّميري ونحن في جنازة فذكروا القيامة ، فقال زياد : من مات فقد قامت قيامته.

__________________

(١) غير واضحة بالأصل والصواب ما أثبت ، ترجمته في تهذيب الكمال ٦ / ٤٢ وفيها : روى عن عبد الواحد بن زياد.

(٢) ترجمته في سير أعلام النبلاء ١٧ / ٢١٢.

٢١٤

٤٣١٧ ـ عبد الواحد بن رزق الله بن عبد الوهاب

ابن عبد العزيز بن الحارث بن أسيد (١) بن الليث بن سليمان

ابن الأسود بن سفيان بن يزيد بن أكينة (٢) بن عبد الله

أبو القاسم بن أبي محمّد التّميمي البغدادي الحنبلي

قدم دمشق رسولا من الخليفة المستظهر بالله.

سمع أباه أبا محمّد.

حكى عنه أبو محمّد بن صابر ، واستجاز منه لنفسه وغيره.

قرأت بخط أبي محمّد بن صابر ، قال لي : أبو القاسم عبد الواحد بن رزق الله بن عبد الوهاب التميمي البغدادي ، توفي أبي في اليوم الرابع عشر من جمادى الأولى سنة ثمان وثمانين وأربعمائة.

قال : وسألته عن مولده فقال : مولدي في يوم الخميس سابع رجب من سنة سبع وثلاثين وأربعمائة ببغداد في الجانب الغربي.

قرأت بخط أبي البركات أحمد بن عبد الله بن طاوس :

وصل أبو القاسم عبد الواحد بن التميمي وهو الأصفر إلى دمشق في رسالة من الخليفة المستظهر بالله في يوم الاثنين الرابع وعشرين من جمادى الآخرة سنة تسعين وأربعمائة ، وخرج الوزير والعسكر وأهل البلد فاستقبلوه ، وجاء في صحبته خلع للملك دقاق ، وللوزير ، ولطغتكين ، ولغسيان صاحب انطاكية ، وأنزل في حارة الخاطب.

قرأت بخط أبي المعمر المبارك بن أحمد الأنصاري : مات أبو القاسم عبد الواحد بن أبي محمّد رزق الله بن عبد الوهاب التميمي في يوم الأحد سابع عشر جمادى الآخرة سنة ثلاث وتسعين وأربعمائة ، ودفن من الغد في مقبرة باب حرب عند أخيه أبي الفضل.

٤٣١٨ ـ عبد الواحد بن زيد

أبو عبيدة البصري الزاهد (٣)

كان يسرح في الشام ، وقدم دمشق.

__________________

(١) غير واضحة بالأصل ونميل إلى قراءتها : أسد.

(٢) كذا رسمها بالأصل ، واللفظة غير مقروءة في م من سوء التصوير.

(٣) انظر أخباره في :

٢١٥

روى عن الحسن البصري ، وعطاء بن أبي رباح ، وعبادة بن نشيّ ، وأبي عبد الله القرشي صاحب أبي الدّرداء ، وعبد الله بن راشد مولى عثمان بن عفّان ، وأسلم الكوفي ، وأبي خالد زيد بن أسلم.

روى عنه زيد بن الحباب ، والنّضر بن شميل ، وأبو عبيدة الحداد ، وأبو داود الطيالسي ، وعبد الصمد بن عبد الوارث ، وقرّة بن حبيب ، ومسلم بن إبراهيم ، وقثم العابد ، ومحمّد بن صبيح السماك الواعظ ، والهيثم بن حميد الدمشقي ، وأبو سليمان الدّاراني ، وداود بن المحبّر ، ومسمع بن عاصم ، ووكيع بن الجرّاح.

أخبرنا أبو المظفّر بن القشيري ، وأبو القاسم تميم بن أبي سعيد بن أبي العباس ، قالا : أنا أبو سعد الأديب ، أنا أبو عمرو بن حمدان.

ح وأخبرنا أبو عبد الله الحسين بن عبد الملك ، أنا أبو طاهر أحمد بن محمود ، أنا أبو بكر بن المقرئ ، قالا : أنا أبو يعلى الموصلي ، نا يحيى بن معين ، نا أبو عبيدة الحداد ، عن عبد الواحد بن زيد ، عن فرقد السّبخي (١) ، عن مرّة الطّيّب ، عن زيد بن أرقم ، عن أبي بكر الصدّيق أن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال :

«لا يدخل الجنة جسد غذّي بحرام» [٧٤٦١].

هكذا جاء في هذه الرواية ، وقد أسقط من إسناده رجل ، وفيه رجل مزيد ، والرجل الذي سقط اسمه هو أسلم الكوفي.

وقرأت على أبي (٢) سهل بن سعدوية ، أنا إبراهيم بن منصور ، أنا أبو بكر بن المقرئ ، أنا أبو يعلى ، نا يحيى بن معين ، نا أبو عبيدة الحداد ، عن عبد الواحد بن زيد ، عن أسلم ، عن فرقد السّبخي (٣) ، عن مرّة الطّيّب ، عن زيد بن أرقم ، عن أبي بكر.

أن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : «لا يدخل الجنّة جسد غذّي بحرام».

زاد أبو يعلى الموصلي في هذا الإسناد فرقد السّبخي ، ولا أعرف أحدا تابعه على ذلك.

__________________

حلية الأولياء ٦ / ١٥٥ ميزان الاعتدال ٢ / ٦٧٢ والضعفاء الكبير للعقيلي ٣ / ٥٤ تاريخ الإسلام (حوادث سنة ١٤١ ـ ١٦٠ ص ٥٠٩) سير أعلام النبلاء ٧ / ١٧٨.

(١) الأصل : السنجي ، تصحيف ، والصواب ما أثبت ، ترجمته في تهذيب الكمال ١٥ / ٤٦.

(٢) الأصل : «أبو».

(٣) الأصل : السنجي ، تصحيف ، والصواب ما أثبت ، ترجمته في تهذيب الكمال ١٥ / ٤٦.

٢١٦

وقد رواه أبو عبد الله الصوفي ، عن يحيى بن معين على الصواب.

أخبرنا أبو الفرج قوام بن زيد بن عيسى المري (١) ، وأبو القاسم بن السّمرقندي ، قالا : أنا أبو الحسين بن النّقّور ، أنا علي بن عمر بن محمّد بن الحسن الحربي ، نا أبو عبد الله أحمد بن الحسن بن عبد الجبّار الصوفي ، نا يحيى بن معين ، نا أبو عبيدة الحداد ، عن عبد الرّحمن بن زيد ، عن أسلم ، عن مرّة ، عن زيد بن أرقم ، عن أبي بكر ، قال :

قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «لا يدخل الجنة جسد غذّي بحرام» [٧٤٦٢].

تابعه إسحاق بن إبراهيم المروزي عن أبي عبيدة على إسناده ، ورواه أتمّ منه.

أخبرناه أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنا أبو القاسم عبد الله بن الحسن بن محمّد بن الحسن بن الخلّال (٢) ، أنا أبو الحسن محمّد بن عثمان بن محمّد بن عثمان بن شهاب الدّقّاق النّقّري (٣) ، نا أبو عثمان سعيد بن محمّد بن أحمد أخو زبير الحافظ ، نا أبو يعقوب إسحاق بن إبراهيم المروزي ، نا عبد الواحد بن واصل نا عبد الواحد بن زيد عن أسلم عن مرة الطيب ، عن زيد بن أرقم قال : كان لأبي بكر غلام يأتيه بغلته طعام. قال : وكان لا يأكل حتى يسائله من أين أصابه؟ من أين جاء به؟ حتى إذا كان ليلة جاء بطعام وضرب بيده ، فأكل لقمة من غير أن يسأله ، فقال الغلام : يا أبا بكر مالك كنت تسألني كل ليلة ، غير أنك الليلة لم تسألني؟ قال : الجوع حملني عليه ، ويحك! أخبرني من أين جئت به؟ قال : رقيت الناس في الجاهلية ، فوعدوني عليه عدة. فرأيت عندهم وليمة ، فذكرت عدتهم التي وعدوني ، فأعطوني هذا الطعام. فاسترجع عند ذلك ، ثم أخذ يتقيأ ، فكابد وجاهد بنفسه على أن ينزع اللقمة من بطنه ، فلم يقدر ، فلما رأوا ما تلقى من المعالجة قالوا : يا أبا بكر لو شربت عليه قدحا من ماء ، فأتوه بعس ، فشرب ، ثم تقيأ ، فما زال يعالج نفسه حتى نبذه.

قالوا له : يا أبا بكر ، أكل هذا من أجل هذه اللقمة؟ قال : إني سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يقول : «إن الله عزوجل حرم الجنة على كل جسد غذي بحرام» [٧٤٦٣].

__________________

(١) مشيخة ابن عساكر ١٦٦ / أ.

(٢) ترجمته في سير أعلام النبلاء ١٨ / ٣٦٨.

(٣) ضبطت «النفري» بكسر النون وفتح الفاء المشددة ، هذه النسبة إلى النفر ، قال السمعاني ظني أنها موضع بالبصرة ذكره وترجم له في الأنساب باسم محمد بن عثمان بن محمد بن شهاب.

٢١٧

ورواه أبو داود سليمان بن داود الطيالسي عن عبد الواحد ، بهذا الإسناد مختصرا إلّا أنه اختلف فيه عنه في نسب عبد الواحد بن زيد.

أخبرنا أبو القاسم الحسين بن علي بن الحسين القرشي الزهري ، وأبو عبد الله محمد بن العمركي بن نصر المتّوثي ، وأبو الفتح المختار بن عبد الحميد بن المنتصر ، وأبو المحاسن أسعد بن علي بن الموفق بن زياد قالوا :

أنا أبو الحسن عبد الرحمن بن محمد بن المظفر الداودي ، أنا أبو محمد عبد الله بن أحمد بن حيويه السرخسي ـ قراءة عليه ـ أنا أبو إسحاق إبراهيم بن خزيم ، نا أبو محمد عبد بن حميد بن نصر ، نا أبو داود سليمان بن داود عن عبد الرحمن بن زيد عن أسلم الكوفي عن مرة عن زيد بن أرقم عن أبي بكر الصديق قال : سمعت النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم يقول : «إن الله ـ عزوجل ـ حرم على الجنة جسدا غذّي بحرام» [٧٤٦٤].

أخبرنا أبو سهل محمد بن إبراهيم ، أنا إبراهيم بن منصور ، أنا أبو بكر بن المقرئ ، أنا أبو يعلى ، نا موسى بن حبان نا أبو داود نا عبد الواحد بن سليمان عن زيد عن أسلم عن مرة عن زيد بن أرقم قال : سمعت أبا بكر يقول : إن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال :

«لا يدخل الجنة جسد غذي بحرام» [٧٤٦٥].

خالفه غيره.

أخبرناه أبو القاسم إسماعيل بن محمد بن الفضل ، نا سليمان بن إبراهيم الحافظ ، نا عثمان بن أحمد البرجي ، نا محمد بن عمر بن حفص ، أنا إسحاق بن إبراهيم يعني شاذان الفارسي (١) ، نا أبو داود ، نا عبد الواحد بن زياد عن أسلم الكوفي عن مرة الهمذاني عن زيد بن أرقم عن أبي بكر الصديق عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال :

«لا يدخل الجنة جسد غذي بحرام» [٧٤٦٦].

وهكذا روي عن قرة بن حبيب عن عبد الواحد.

أخبرناه أبو الفضل محمد بن إسماعيل الفضيلي ، وأبو المحاسن مسعود بن محمد بن غانم الغانمي الفقيه بهراة ، أنا أبو القاسم أحمد بن محمد بن محمد الخليلي ، أنا أبو القاسم علي بن أحمد بن محمد بن الحسن ، أنا أبو سعيد الهيثم بن كليب الشاشي ببخارى ، نا أبو

__________________

(١) ترجمته في سير أعلام النبلاء ١٢ / ٣٨٢.

٢١٨

قلابة عبد الملك بن محمد الرقاشي ، حدثني قرة بن حبيب نا عبد الواحد يعني ابن زياد عن أسلم الكوفي عن مرة عن زيد بن أرقم عن أبي بكر الصديق أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال :

«لا يدخل الجنة لحم نبت من سحت» [٧٤٦٧].

والصواب رواية إسحاق بن إبراهيم المروزي عن أبي عبيدة ، وإنما وهم أبو يعلى في ذكر فرقد في إسناده ، لأن فرقدا روى عن مرة بن شراحيل الطيب الهمداني عن أبي بكر نفسه حديثا غير هذا.

أخبرنا أبو محمد عبد الكريم بن حمزة ، نا عبد العزيز بن أحمد ، أنا تمام بن محمد ، أنا أبو العباس أحمد بن عتبة نا عبد الله بن عتّاب ، نا عيسى الفاخوري ، نا ضمرة ، نا روح بن مسلمة (١) ، عن قثم العابد ، أخبرني عبد الواحد بن زيد ، قال :

هبطت داريّا فإذا أنا براهب قد حبس نفسه في بعض مقابر داريا بالقرب منها ، فراعني ، وأوحشت منه ، فقلت : أجنّيّ أنت أم أنسي؟ فقال : وكيف يتخوّف من غير الله ، أنا رجل أوبقته ذنوبه ، فهرب منها إلى ربه ، لست بجنّيّ ولكني إنسي مغرور ، فقلت : ما أنسك؟ قال : الوحش ، قلت : ما طعامك؟ قال : ثمار الأشجار ، ونبات الأرض ، قلت : أما تحن وتشتاق إلى الناس؟ قال : منهم أفر ، قلت : فعلى الإسلام أنت؟ قال : ما أعرفه ، غير أنّ المسيح أمرنا بالانفراد عند فساد الناس.

وفي غير هذه الرواية : ما أعرف غيره.

وروي من وجه آخر ، وفيه : هبطت واديا بدل داريّا.

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم ، أنا رشأ بن نظيف ، أنا الحسن بن إسماعيل ، أنا أحمد بن مروان ، نا محمّد بن يحيى بن عبد الرّحمن الأزدي ، نا روح بن أسلم (٢) ، نا قثم العابد ، قال : سمعت عبد الواحد بن زيد يقول :

هبطت مرة واديا في بعض أسفاري ، فإذا براهب قد حبس نفسه في بعض غيرانه (٣) ، فراعني ذلك ، فقلت : إنسي أو جنّي؟ فقال لي : وفيما الخوف من غير الله؟ أنا رجل أوبقته

__________________

(١) كذا بالأصل وم ، وسيأتي في الخبر التالي : روح بن أسلم.

(٢) مرّ في الخبر السابق : مسلمة.

(٣) غيران جمع غار ومغارة ومغار وهو الكهف ، أو البيت في الجبل أو المنخفض فيه ، أو الجحر يأوي إليه الوحشي ، ويجمع أيضا على أغوار (القاموس المحيط).

٢١٩

ذنوبه ، فهرب إلى ربه ، ليس بجنّي ولكني إنسي مغرور ، قلت : مذ كم أنت هاهنا؟ قال : مذ ثلاثين سنة ، قلت : من أنيسك؟ قال : الوحش ، قلت : فما طعامك؟ قال : البهار (١) ـ يعني نبات الأرض ـ قلت : أما تشتاق إلى الناس؟ قال : منهم هربت ، قلت : أفعلى الإسلام؟ قال : ما أعرف غيره ، إنّ المسيح عليه‌السلام أمر في بعض الكتب بالعزلة والانفراد عند فساد الناس.

قال عبد الواحد : فحسدته والله على مكانه ذلك.

أخبرنا أبو سعد أحمد بن محمّد بن البغدادي ، أنا أبو العباس أحمد (٢) بن محمّد بن القاسم الطّهراني ، وأبو عمرو عبد الوهاب بن محمّد بن إسحاق ، قالا : أنا الحسن بن محمّد بن أحمد (٣) ، أنا أحمد بن محمّد بن عمر ، نا عبد الله بن محمّد بن أبي الدنيا ، حدثني محمّد بن الحسين ، حدثني عمّار بن عثمان الحلبي ، حدثني حصين بن القاسم الورّاق ، قال : سمعت عبد الواحد بن زيد يقول :

خرجت إلى الشام في طلب العبّاد ، فجعلت أجد الرجل بعد الرجل شديد الاجتهاد ، حتى قال لي رجل : قد كان هاهنا رجل من النحو الذي تريد ، ولكنا فقدنا من عقله ، فلا ندري يريد أن يحتجز عن الناس بذلك أو هو شيء أصابه ، قلت : وما أنكرتم منه؟ قال : إذا كلّمه أحد ، قال الوليد وعاتكة : لا يزيد عليه قال : قلت : فكيف لي به؟ قال : هذه مدرجته ، فانتظرته فإذا برجل واله ، كريه الوجه ، كريه المنظر ، وافر الشعر ، متغير اللون ، وإذا الصبيان حوله وخلفه ، وهو ساكت يمشي ، وهم خلفه سكوت يمشون ، عليه أطمار له دنسة (٤) ، قال : فتقدمت إليه ، فسلّمت عليه ، فالتفت إليّ فردّ عليّ السلام ، قلت : رحمك الله إنّي أريد أن أكلمك ، قال الوليد وعاتكة : قلت : قد أخبرت بقصتك ، قال الوليد وعاتكة : ثم مضى حتى دخل المسجد ، ورجع الصبيان الذين كانوا يتبعونه ، فاعتزل إلى سارية ، فركع فأطال الركوع ، ثم سجد فأطال السجود ، فدنوت منه ، فقلت : رجل غريب يريد أن يكلمك ويسألك عن شيء ، فإن شئت فأطل ، وإن شئت فأقصر ، فلست ببارح أو تكلمني ، قال : وهو في سجوده يدعو ويتضرع ، قال : فقمت (٥) عنه وهو ساجد وهو يقول : سترك ، سترك ، قال : فأطال السجود حتى سئمت ، قال : فدنوت منه ، فلم أسمع له نفسا ولا حركة ، قال : فحركته ، فإذا هو

__________________

(١) البهار : نبت طيب الريح (القاموس المحيط).

(٢) ما بين الرقمين سقط من م.

(٣) ما بين الرقمين سقط من م.

(٤) أي وسخة ، يقال : دنس الثوب يدنس دنسا : توسخ.

(٥) مضطربة بالأصل ، وتقرأ : ففهمت؟.

٢٢٠