تاريخ مدينة دمشق - ج ٣٦

أبي القاسم علي بن الحسن ابن هبة الله بن عبد الله الشافعي [ ابن عساكر ]

تاريخ مدينة دمشق - ج ٣٦

المؤلف:

أبي القاسم علي بن الحسن ابن هبة الله بن عبد الله الشافعي [ ابن عساكر ]


المحقق: علي شيري
الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع
الطبعة: ٠
الصفحات: ٥٠٣
الجزء ١ الجزء ٢ الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧ الجزء ٨ الجزء ٩ الجزء ١٠ الجزء ١١ الجزء ١٢ الجزء ١٣ الجزء ١٤ الجزء ١٥ الجزء ١٦ الجزء ١٧ الجزء ١٨ الجزء ١٩ الجزء ٢٠ الجزء ٢١ الجزء ٢٢ الجزء ٢٣ الجزء ٢٤ الجزء ٢٥ الجزء ٢٦ الجزء ٢٧ الجزء ٢٨ الجزء ٢٩ الجزء ٣٠ الجزء ٣١ الجزء ٣٢ الجزء ٣٣ الجزء ٣٤ الجزء ٣٥ الجزء ٣٦ الجزء ٣٧ الجزء ٣٨ الجزء ٣٩ الجزء ٤٠ الجزء ٤١ الجزء ٤٢ الجزء ٤٣ الجزء ٤٤ الجزء ٤٥ الجزء ٤٦ الجزء ٤٧ الجزء ٤٨ الجزء ٤٩ الجزء ٥٠ الجزء ٥١ الجزء ٥٢ الجزء ٥٣ الجزء ٥٤ الجزء ٥٥ الجزء ٥٦ الجزء ٥٧ الجزء ٥٨ الجزء ٥٩ الجزء ٦٠ الجزء ٦١ الجزء ٦٢ الجزء ٦٣ الجزء ٦٤ الجزء ٦٥ الجزء ٦٦ الجزء ٦٧ الجزء ٦٨ الجزء ٦٩ الجزء ٧٠ الجزء ٧١ الجزء ٧٢ الجزء ٧٣ الجزء ٧٤ الجزء ٧٥ الجزء ٧٦ الجزء ٧٧ الجزء ٧٨ الجزء ٧٩ الجزء ٨٠

جسر ابن شوّاس الذي لم يزل

فيه العيون النّجل (١) تسبيني

ونشر عطر ناعم لم أزل

أموت من توق فيحييني

وكان قلبي في الهوى طائعي

وعاصيا من كان يغويني

ولم يجبه للذي سامه

من الخنا قلبي فيصبيني

فسرت عنهن سري مسرع

مخافة منها على دين

فالحمد لله الذي لم يزل

إلى سبيل الرشد يهدين

قال : وكتب إلي أخي (٢) ـ رحمه‌الله ـ :

وقفت على كتابك فاستراحت

إليه النفس من حرق اشتياقي

وظلّت كربة في القلب تطفي

دموعي من جفوني والمآقي

ولست أشك في قصد الأعادي

وإنّ مقالهم عين النفاق

(٣) أتوا وقلوبهم حسدا وحقدا

يجيش فذدتهم ذود الحقاق

أرادوا بالخصام فساد حقّ

به أفتى الحجازي والعراقي

آخر الجزء الثالث والعشرين من النسخة الجديدة بعد الأربعمائة.

ذكر لي القاضي أبو اليسر أنه كتب إلى أخيه عبد الكريم في شهر ربيع الآخر سنة تسع وثلاثين وخمسمائة من الرافقة (٤) :

سلام الله عزوجل يغشى

ويطرق حتى تمسي أو تفادي

تحية مغرم صب بصنو

نفا عن جفنه طيب الرقاد

تعطر (٥) كلما مرت عليه

ويعم نشرها وسع البلاد

ترقّ لها القلوب إذا وعتها

وإن كانت من الصم الصلاد

على من غاب عن عيني برغمي

وحلّ على الحقيقة في فؤادي

على معطي الكرائم في العطايا

ونافي البؤس في السنة الحمادي

__________________

(١) النجل جمع نجلاء ، وعين نجلاء واسعة.

(٢) في المختصر ١٥ / ١٧٨ وكتب إلى أخيه أبي اليسر.

(٣) إلى هنا ينتهي السقط في م ، والبيت التالي موجود فيها.

(٤) الرافقة بلد متصل البناء بالرقة. وهما على ضفة الفرات بينها مقدار ثلاثمائة ذراع (معجم البلدان).

(٥) في مّ يعطر.

٤٤١

وباذل نفسه في الروع حقا

وصائن عرضه عند الجلاد

شكوتك لا أربع سوى وداد

ومن لي أن تساعف (١) بالوداد

وكتبك فهي أبهى ما أراه

وأجلب للسرور إلى الفؤاد

وأحلى من لذيذ الأمن عندي

ومن حط الخطايا في المعاد

فواصلني بها في كلّ وقت

مضمنة حوائجك البوادي

ولا تبخل بقرطاس عليه

حروف جاريات بالمداد

سقت دارا خلفت (٢) بها قطينا

سواري الغيث والسحب الفوادي

ولم أر نظرة (٣) تقلت جيبا (٤)

سواه إلى السويدا من سوادي

هجوت لذائذ الدنيا وفاله

فعدوت منه في جهاد

ليعلم من وفيت له بأنّي

وفيت له على حال البعاد

ولا زالت سعودك في ترق

وجدّك كلّ يوم في ازدياد

وعشت مبلغا ما تشتهيه

من الدنيا على رغم الأعادي

سبقت الناس كلهم إلى ما

تحوز به الثناء دون العباد

لك النار التي يعلو سناها

ذوائب ساطعات في السدادي

إذا ضربوا بيوتهم بوهد

ضربت لك القباب على النجاد

وقد أكثرت فاحتمل انبساطي

وعاف أخاك من سوء انتقاد

ولا تقطع فداك أخوك برا

تواصله على وجه افتقاد

ستنشد فيك من مدحي قواف

تهاداها الحواضر والبوادي (٥)

فأجابه أخوه أبو الفضائل :

أبا اليسر الميسّر كلّ صعب

من النّكبات والنّوب الشّداد

__________________

(١) في م : تساعد. (٢) في م : حللت.

(٣) م : قطرة.

(٤) تقرأ في م : حبيبا.

(٥) بعده في م :

وإن يك في المقال عليّ بعض

فأنت نظيف فضل مستزاد

وإن أخطأت فيما قلت فيه

فإن عليّ بعدك اعتمادي

فعش متمتعا بالعمر واسلم

على الأيام مسرور الفؤاد

ولا تعدم خلائق مكرمات

سبقت بها الورى سبق الجواد

٤٤٢

ومن تدنو المسرّة حين يدنو

إليّ به ، وتبعد بالبعاد

فديتك من أخ برّ شقيق

لنفس صديقه (١) بالنفس فاد

ذكرت اسمي فرحت به ارتياحا

ينادي : لا عدمتك من منادي

أتتني منك أبيات حسان

بأعجاز مناسبة الهوادي

بديعات المعاني رائقات (٢)

تضمّن حسن رأي واعتقاد

تخبّر عن حنين واشتياق

وتشهد بالمحبّة والوداد

فبحت بشكر ما أوليت منها

إليّ من الفوارق والأيادي

وها أنا قد كتبت إليك أشكو

روائح من همومي أو غوادي

فانعم بالجواب علي إنّي

إليه ، وما تسطّر فيه صادي

أشر بالأمر أفعله وشيكا

فإنك لم تزل خدن السداد (٣) وإن يك في المقال عليّ نقص

فأنت حليف فضل مستزاد

وإن أخطأت فيما قلته فيه

فإنّ علي تغمّدك اعتمادي

فعش متمتعا بالعمر واسلم

على الأيام مسرور الفؤاد

ولا تعدم خلائق مكرمات

سبقت بها الورى سبق الجواد

سمعت أبا طاهر الفقيه الحموي يثني على عبد الكريم هذا ويصفه بالديانة والكرم.

وقال لي أخوه أبو اليسر : كان مرضه عشرة أيام بالسّعال ونفث (٤) الدم العبيط ، ومات ميتة سهلة ، قال لي : قد وجدت الساعة راحة عظيمة ، ولذة تشبه لذة النوم ، ولم يبق عندي ألم من شيء ، فقلت له : فعن إذنك أمضي إلى المسجد الجامع فأصلّي الجمعة وأعود إليك ، قال : نعم ، فمضيت ، فأدركتني امرأة فقالت : أدرك أخاك فقد أشخص (٥) ، فعدت إليه ، فقضى نحبه وقت الظهر من يوم الجمعة السابع من شهر ربيع الآخر سنة خمس وخمسين وخمسمائة ، ودفن بجبل قاسيون.

__________________

(١) الأصل وم : صديقة.

(٢) كذا بالأصل وم ، وفي المختصر ١٥ / ١٧٨ رائعات.

(٣) الأبيات الأربعة التالية وردت في م باختلاف بعض الألفاظ من جملة أبيات قصيدة أبي اليسر ، وقد أشرنا إليها وأثبتناها بالحاشية قريبا ، راجعها.

(٤) بدون إعجام بالأصل والمثبت عن م.

(٥) شخص الرجل ببصره عند الموت يشخص شخوصا : رفعه فلم يطرف.

٤٤٣

وكان قال لأخيه في مرضه : قد حضرني قوم حسان الوجوه والزي ، نظاف اللباس ، طيّبو (١) الرائحة مستبشرين (٢) ، فقال له أخوه : هذه أوصاف الملائكة.

٤١٩٢ ـ عبد الكريم بن عبد الرّحمن بن بكران

أبو الفضل بن أبي القاسم الدّربندي

خال شيخنا أبي القاسم بن السّمرقندي.

ولد بدمشق ، وسمع بها : أبا بكر محمّد بن الحرمي الصوفي.

وحدّث ببغداد حدثنا عنه أبو الفضل بن عطاف ، وأثنى عليه خيرا.

حدثني أبو الفضل محمّد بن محمّد بن محمّد بن عطاف الفقيه (٣) من لفظه ، قال : قرأت على الشيخ الصالح أبي الفضل عبد الكريم بن عبد الرّحمن بن بكران الدّربندي الأصل ، الدمشقيّ المولد والمنشأ بجامع القصر ببغداد ، قلت له : أخبركم أبو بكر محمّد بن الحرمي بدمشق سنة إحدى وثلاثين وأربعمائة ، نا عبد الرّحمن بن العباس بن الوليد بن محمّد بن الدّرفس ، نا أحمد بن محمّد بن عمر بن يونس ، نا عمرو بن يزيد ، نا محمّد بن الحسن ، عن منذر الأفطس (٤) ، عن وهب بن منبّه ، عن ابن عباس قال :

قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «من قرأ كلّ ليلة (إِذا وَقَعَتِ الْواقِعَةُ)(٥) لم يصبه فقر أبدا ، ومن قرأ كلّ ليلة (لا أُقْسِمُ بِيَوْمِ الْقِيامَةِ)(٦) لقي الله يوم القيامة ووجهه كالقمر ليلة البدر» [٧٣٩٦].

كذا حدثنيه ، وقد أسقط من إسناده شيخ ابن الحرمي ، وأظنه الفضل بن جعفر ، والله أعلم.

٤١٩٣ ـ عبد الكريم بن علي بن أبي نصر

أبو سعيد القزويني

سمع بدمشق أبا بكر محمّد بن الحرمي ، وبمصر أبا الحسن علي بن بقاء بن محمّد

__________________

(١) في م : طيّبون ، تحريف.

(٢) اللفظة بدون إعجام بالأصل ، والمثبت عن م.

(٣) المشيخة ٢١٢ / أ.

(٤) في م : الأقطش ، تصحيف ، والصواب ما أثبت ، انظر ترجمة وهب بن منبه في تهذيب الكمال ١٩ / ٤٨٨ وفيها : روى عنه المنذر بن النعمان الأفطس.

(٥) سورة الوقعة.

(٦) سورة القيامة.

٤٤٤

الخشّاب ، وأبا الحسن عبد الملك بن محمود بن مسكين ، وأبا العباس أحمد بن عيسى بن عبد الوهاب النّصيبي والد أبي الفضل السعدي ، وأبا العباس أحمد بن حجّاج بن علي المعافري ، وأبا عبد الله بن نظيف الفراء ، وأبا القاسم صلة بن المؤمّل بن خلف البغدادي.

روى عنه : أبو الفتح الزاهد.

أخبرنا أبو الفتح نصر الله بن محمّد الشافعي ، نا نصر بن إبراهيم ، أنا أبو سعيد عبد الكريم بن علي القزويني ـ قراءة عليه ـ بجامع القدس ، أنا أبو بكر محمّد (١) بن الحرمي بن الحسين الحمصي (٢) ـ بدمشق ـ نا أبو القاسم الرّبيع بن عمرو الحمصي ، نا أبو علي محمّد بن هارون بن شعيب الأنصاري ، حدثني صالح بن روزبه الجلّاب ، وسالم بن معاذ ، قالا : نا سليمان بن الربيع الكوفي ، نا عبد الحميد بن صالح البرجمي ، نا زكريا بن عبد الله بن زيد الأصبهاني ، عن أبيه ، عن كميل بن زياد ، عن علي بن أبي طالب قال :

سبحان الله ، ما أزهد كثيرا من الناس في الخير ، عجبت لرجل يجيئه أخوه المسلم في حاجة لا يرى نفسه للخير أهلا ، لكان ينبغي لنا أن نطلب مكارم الأخلاق ، فإنّها مما يدل على سبل النجاح» ، فقام رجل فقال : سمعت هذا من رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم؟ فقال : نعم ، وما هو خير منه ، لما أتانا سبايا طيء وقعت جارية جمّاء ، حواء لعساء عيطاء ، شمّاء الأنف (٣) ، معتدلة القامة ، درماء (٤) الكعبين ، خدلجة الساقين ، لفا الفخذين (٥) ، خميصة الخصرين ، ضامرة الكشحين ، مصقولة المتنين ، فلمّا رأيتها أعجبت بها ، وقلت : لأطلبنّ إلى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم أن يجعلها من فيئي ، فلمّا تكلّمت نسيت جمالها لما رأيت من فصاحتها ، فقالت : يا محمّد إن رأيت أن تخلي عنّي ، ولا تشمت بي أحياء العرب ، فإني بنت سراة قومي ، كان أبي يفكّ العاني ، ويفرج عن المكروب ، ويطعم الطعام ، ويفشي السلام ، ولم يردّ طالب حاجة من حاجة قط ، أنا ابنة حاتم طيء ، فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «هذه صفة المؤمنين حقا ، لو كان أبوك إسلاميا لترحّمنا عليه ،

__________________

(١) «محمّد» ليست في م.

(٢) رسمها بالأصل : «الحرصى» والمثبت عن م.

(٣) الجماء : الكثيرة الشعر.

والحواء : الحوة : سمرة في الشفة ، يقال : امرأة حواء وشفة حواء : حمراء تضرب إلى سواد.

واللعساء : يقال جارية لعساء : في لونها أدنى سواد ، مشربة من الحمرة.

والعيطاء : العيط : محركة : طول العنق ، وجارية عيطاء : طويلة العنق.

(٤) درماء الكعبين : أي لا تبين من اللحم ، وامرأة درماء أي لا تستبين كعوبها ومرافقها.

(٥) لفاء الفخذين : أي الضخمة الفخذين.

٤٤٥

خلّوا عنها فإنّ أباها كان يحبّ مكارم الأخلاق ، والله تعالى يحب مكارم الأخلاق».

فقام أبو بردة بن نيار فقال : يا رسول الله تحبّ مكارم مكارم الأخلاق ، فقال : «نعم يا أبا بردة ، لا يدخل أحد الجنة إلّا بحسن خلقه» [٧٣٩٧].

أخبرنا أبو الفتح ناصر بن عبد الرّحمن بن محمّد ، نا نصر بن إبراهيم ، أنا أبو سعيد عبد الكريم بن علي بن أبي نصر القزويني ، حدثني أبو الحسن (١) علي بن الحسن (٢) بن محمّد الفارسي ، أنشدني أبو محمّد الأديب ـ بأصبهان ـ أنشدني علي بن أحمد (٣) بن سلمة ، أنشدني أبو عمر الزاهد ، أنشدني اليزيدي :

وعجبت من فرح الغنيّ بنواله

وأرى الزمان كما ينيل سيسلب

يعطي ويأخذ ما أفاد وإنّما

شيم الزّمان تعسّف وتنكّب

يا طالب سبب الفتى حتى متى

في حقّ غيرك دائنا تتقلب

اليأس أسهل مطلبا وأعزّ من

طلب يذلّ به الكريم ويعطب

فاصرف همومك في العلوم وجمعها

فالعلم خير ذخيرة تتكسّب

٤١٩٤ ـ عبد الكريم بن محمّد بن أبي الفضل بن محمّد بن عبد الواحد

أبو الفضائل الأنصاري الحرستاني (٤) الفقيه الشافعي

ولد يوم السبت الثاني أو الثالث وعشرين من شوال سنة سبع عشرة وخمسمائة.

وسمع الحديث بدمشق من الفقيهين أبوي الحسن : بن قبيس ، وابن المسلّم ، والفقيه نصر الله ، ثم رحل إلى بغداد ، وسمع درس أبي منصور بن الرّزّاز ومضى إلى خراسان وسمع درس محمّد بن يحيى ، ثم رجع إلى الشام ، وانضم إلى أبي سعد بن أبي عصرون الفقيه الشافعي ، فاستنابه في التدريس في الزاوية القريبة ، وضم إليه المدرسة الأمينية ، فكان يدرّس في الموضعين.

وتوفي يوم السبت الثاني من شهر رمضان في أوّل وقت العصر من سنة إحدى وستين وخمسمائة ، ودفن بكرة يوم الأحد بجبل قاسيون.

__________________

(١) في م : «الحسين» في الموضعين.

(٢) في م : «الحسين» في الموضعين.

(٣) «بن أحمد» سقط من م.

(٤) الحرستاني بفتح الحاء والراء وسكون السين ، نسبة إلى حرستا قرية على باب دمشق قريبة منها ، وينسب إليها أيضا بالحرستي.

٤٤٦

٤١٩٥ ـ عبد الكريم بن محمّد بن منصور بن محمّد بن عبد الجبار

ابن أحمد بن محمّد بن جعفر بن أحمد بن عبد الجبار

ابن الفضل بن الربيع بن مسلم بن عبد الله

أبو سعد بن أبي بكر بن أبي المظفر التّميمي

المروزي السّمعاني الفقيه الشافعي

الحافظ الواعظ الخطيب (١)

ولد بمرو يوم الاثنين حادي وعشرين شعبان سنة ست وخمسمائة ، وأحضره أبوه بنيسابور عند عبد الغفار بن محمّد الشيروي (٢) ، وأبي العلاء عبيد بن محمّد بن عبيد القشيري (٣) ، وسهل بن إبراهيم السّبعي (٤).

وسمع بمرو : أبا منصور محمّد بن علي بن محمود ، ونافلة الكراعي (٥) وغيره ، ثم رحل وهو رجل إلى نيسابور ، فسمع بها أبا عبد الله الفراوي ، وأبا محمّد السّيّدي ، وأبا المظفّر القشيري ، وأبا القاسم الشّحّامي ، وجماعة كثيرة ، ثم توجّه إلى أصبهان ، فسمع أبا الفرج سعيد بن أبي الرجاء الصيرفي ، وأبا عبد الله الخلّال ، وخلقا سواهما ، ثم رحل إلى بغداد ، فسمع أبا بكر قاضي البيمارستان ، وأبا القاسم بن السّمرقندي ، وأبا منصور بن زريق ، وغيرهما ، ثم حجّ وقدم علينا دمشق ، فسمع الفقيه نصر الله ، والقاضي أبا المعالي ، وأبا طالب بن أبي عقيل وغيرهم ، وسمع بمكة ، والكوفة ، والبصرة ، وواسط ، وحلب وغيرها من البلاد ، وكتب فأكثر وحصّل النسخ الكثيرة ، واجتمع به بنيسابور وببغداد ، وبدمشق ، وسمع بقراءتي ، وسمعت بقراءته ، وكتب عني ، وكتبت عنه ، وكان متصونا (٦) ، عفيفا ، حسن الأخلاق.

وعاد إلى بغداد وذيّل تاريخ بغداد ، وسمعه بها ، وعاد إلى خراسان ، ودخل هراة ،

__________________

(١) انظر أخباره في :

الكامل في التاريخ بتحقيقنا (الفهارس) والبداية والنهاية بتحقيقنا «الفهارس» المستفاد من ذيل تاريخ بغداد ١٧٢ طبقات الشافعية للسبكي ٧ / ١٨٠ تذكرة الحفاظ ٤ / ١٣١٦ النجوم الزاهرة ٥ / ٣٧٥ العبر ٤ / ١٧٨ شذرات الذهب ٤ / ٢٠٥ وسير أعلام النبلاء ٢٠ / ٤٥٦.

(٢) ترجمته في سير أعلام النبلاء ١٩ / ٢٤٦.

(٣) ترجمته في سير أعلام النبلاء ١٩ / ٢٩٣.

(٤) ترجمته في سير أعلام النبلاء ١٩ / ٥٢٣.

(٥) هو أبو منصور محمّد بن علي بن الكراعي.

(٦) عن م وسير أعلام النبلاء ٢٠ / ٤٦٠ وبالأصل : متصوفا.

٤٤٧

وبلخ ، ومصر إلى ما وراء النهر ، وطوف فاستفاد ، وحدّث فأفاد ، وأحيا ذكر سلفه ، وأبقى ثناء صالحا لخلفه ، وآخر ما ورد عليّ من أخباره كتاب كتبه بخطه وأرسل به إليّ سمّاه : «كتاب فرط الغرام إلى ساكني الشام» في ثمانية أجزاء ، كتبه سنة ستين وخمسمائة يدلّ على صحة ودّه ، ودوامه على حسن عهده ، ضمّنه قطعة من الأحاديث المسانيد ، وأودعه جملة من الحكايات والأناشيد ، فذكرني حسن صحبته ، ودلّني على صحة محبته ، وهو الآن شيخ خراسان غير مدافع عن صدق ومعرفة وكثرة (١) سماع لأجزاء ، وكتب مصنفة ، والله يبقيه لنشر السنة ، ويوفقه لأعمال أهل الجنة.

حدثنا أبو سعد (٢) بن السمعاني بدمشق في الجامع ، أنا أبو بكر عبد الغفار بن محمّد الشيروي فيما قرئ عليه وأنا حاضر بنيسابور ، أنا القاضي أبو بكر أحمد بن الحسن الحرشي (٣) ، نا أبو العباس محمّد بن يعقوب الأصم ، نا أبو يحيى زكريا بن يحيى ، نا سفيان بن عيينة ، عن الزهري ، عن أنس بن مالك ، قال (٤) :

قال رجل : يا رسول الله متى الساعة؟ قال : «وما أعددت لها؟» فلم يذكر كثيرا (٥) إلّا أنه يحب الله ورسوله ، قال : «فأنت مع من أحببت» [٧٣٩٨].

أنبأنا أبو سعد الإمام الخطيب ، أنشدنا أبو عبد الله محمّد بن عبد الواحد بن محمّد الدقاق الحافظ من لفظه بمرو ، أنشدنا الرئيس أبو الكفاة معمر بن علي الكرماني لنفسه :

أجيران بيتنا السلام عليكم

تحية مشتاق بحقّ إليكم

لكم عاد تأخير لأهل ودادكم

دعاء وخير فاحفظوا لنا ذاتكم

وردوا عليّ القلب حينا فإنني

أعيش بلا قلب ، وقلبي لديكم

كتب إليّ أبو سعد بخطه لنفسه :

نسيم صبا الوجد بلغ سلامي

إلى ساكني أرض نجد وشآم

وذكرهم زورة الطاريين حلولا

حلولا بأذيال تلك الخيام

زمانا نعمنا بروضات عيش

سقتها الغوادي دموع الغمام

__________________

(١) في سير أعلام النبلاء ٢٠ / ٤٦٠ نقلا عن ابن عساكر : وكثرة رواية وتصانيف.

(٢) في م : سعيد ، تصحيف.

(٣) ترجمته في سير أعلام النبلاء ١٧ / ٣٥٦.

(٤) رواه الذهبي في سير أعلام النبلاء ٢٠ / ٤٦٣ وانظر تخريجه فيه.

(٥) كذا بالأصل وم ، وفي سير أعلام النبلاء : كبيرا.

٤٤٨

مررنا بها زائرين ولكن

أطال الأحبة فيها مقامي

فكم خلف القلب فيهم غريما

يذيق من الهجر كأس الغرام

فما دام عليهم إذا ما قنعنا

برجع التحايا ورد السلام

حدثنا أبو عبد الله محمّد بن عبد الرحمن بن محمّد المسعودي الفقيه ، أن أبا سعد توفي بمرو في شهر ربيع الأول سنة اثنتين وستين (١) وخمسمائة.

٤١٩٦ ـ عبد الكريم بن محمّد اللّخمي

من أهل نوى (٢).

روى عن عروة بن رويم ، وعبّاد بن الرّيّان اللّخميين.

روى عنه سليمان بن عبد الرّحمن.

أنبأنا أبو علي الحداد ، وحدثني أبو مسعود عبد الرحيم بن علي بن حمد عنه ، أنا أبو نعيم الحافظ ، أنا أبو علي أحمد بن مسلّم بن محمّد بن إسماعيل القاضي ، نا جدي محمّد بن إسماعيل ، نا أبو سيّار محمّد بن عبد الله بن المستورد ، نا سليمان بن عبد الرّحمن بن بنت شرحبيل ، نا عبد الكريم بن محمّد اللّخمي ، قال : سمعت عروة بن رويم اللّخمي أنه سمع أنس بن مالك يحدث الخليفة بالجابية.

ح وأخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر بن محمّد أنا (٣) أحمد بن الحسن بن محمّد ، أنا الحسن بن أحمد بن محمّد ، أنا أبو بكر محمّد بن حمدون بن خالد ، نا يزيد بن عبد الصمد ، نا عبد الكريم بن محمّد اللّخمي ، قال : سمعت عروة بن رويم يحدّث عن أنس بن مالك أنه سمعه يحدث الخليقة أنه سمع رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يقول : «الإيمان يمان ، والحكمة (٤) يمانية في هذين الحيين من لخم وجذام» [٧٣٩٩].

سقط منه سليمان بن عبد الرّحمن ـ يعني سليمان بن عبد الرّحمن بين يزيد وعبد الكريم ، ولا بد منه ، وكان في الأصل قبله حديث ليزيد ، عن سليمان ، فأدرج هذا

__________________

(١) ذكر ابن كثير في البداية والنهاية أنه توفي سنة ٥٠٦ وهو وهم ، وأورده ابن الأثير في الكامل في وفيات سنة ٥٦٣ ، وأورده ابن تغري بردي في النجوم الزاهرة في وفيات السنتين ، ٥٦٢ و ٥٦٣.

(٢) نوى : بليدة من أعمال حوران ، وقيل هي قصبتها ، بينها وبين دمشق منزلان (معجم البلدان).

(٣) عن م وبالأصل «بن» انظر ترجمة وجيه بن طاهر في سير أعلام النبلاء ٢٠ / ١٠٩.

(٤) عن م وبالأصل : والحكم.

٤٤٩

الحديث بعده فظنه أبو عمرو محمّد بن أحمد البحيري الذي انتخب فوائد المخلدي عن يزيد ، عن عبد الكريم لقلة معرفته بحديث أهل الشام.

ورواه غيره عن سليمان فسماه عبد الملك بن عمير ، وسيأتي في موضعه.

أنبأنا أبو الغنائم محمّد بن علي ، ثم حدثنا أبو الفضل بن ناصر ، أنا أحمد بن الحسن ، والمبارك بن عبد الجبار ، ومحمّد بن علي ـ واللفظ له ـ قالوا : أنا أبو أحمد ـ زاد أحمد وأبو الحسين قالا : ـ أنا أحمد بن عبدان ، أنا محمّد بن سهل ، أنا محمّد بن إسماعيل ، قال :

قال سليمان بن عبد الرّحمن : حدثني عبد الكريم بن محمّد اللّخمي ، نا عروة بن رويم ، سمعت أنسا ، سمعت النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم بهذا ـ يعني : «الإيمان يمان» ـ.

قال محمّد بن إسماعيل (١) :

عبد الكريم بن محمّد اللّخمي من قرية بدمشق ، عن عروة بن رويم ، سمع منه سليمان بن عبد الرّحمن.

٤١٩٧ ـ عبد الكريم بن مالك

أبو سعيد الجزري الحرّاني (٢)

مولى بني أمية.

أصله من اصطخر ، وسكن حرّان.

رأى أنس بن مالك.

حدث عن سعيد بن المسيّب ، وسعيد بن جبير ، وطاوس ، ومجاهد ، وعكرمة ، ونافع مولى ابن عمر ، وزياد بن الجرّاح.

روى عنه الثوري ، ومالك ، وابن عيينة ، وابن جريح ، ومعمر ، وعبيد الله بن عمرو الأسدي ، والفرات بن سلمان.

__________________

(١) التاريخ الكبير ٣ / ٢ / ٩١.

(٢) انظر أخباره في :

تهذيب الكمال ١٢ / ٨ تهذيب التهذيب ٣ / ٤٨٤ وميزان الاعتدال ٢ / ٦٤٥ تذكرة الحفاظ ١ / ١٤٠ التاريخ الكبير ٣ / ٢ / ٨٨ سير أعلام النبلاء ٦ / ٨٠ شذرات الذهب. ١ / ١٧٣.

وفي م : أبو سعيد الخزرجي.

٤٥٠

أخبرنا أبو القاسم هبة الله بن محمّد ، أنا أبو طالب محمّد بن محمّد ، أنا أبو بكر محمّد بن عبد الله بن إبراهيم الشافعي ـ إملاء ـ نا أحمد بن عبيد الله الفرسي ، نا عبيد الله بن موسى ، نا أبو جعفر الرازي ، عن عبد الكريم ، عن مقسم ، عن ابن عباس ، عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم.

في الذي يقع على امرأته وهي حائض ، قال : «إن كان الدم عبيطا فليتصدّق بدينار ، وإن كان صفرة فليتصدق بنصف دينار» [٧٤٠٠].

أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر ، أنا سعيد بن أبي عمرو بن أبي الحسين المزكي ، أنا أبو علي زاهر بن أحمد.

ح (١) وأخبرنا أبو القاسم أيضا ، أنا أبو سعد محمّد بن (٢) عبد الرّحمن ، أنا أبو أحمد محمّد بن محمّد بن أحمد الحافظ.

ح (٣) وأخبرنا أبو الفتح محمّد بن علي ، وأبو محمّد عبد السلام بن أحمد ، وأبو نصر عبيد الله بن أبي عاصم الصوفي ، وأبو عبد الله سمرة ، وأبو محمّد عبد القادر ابنا جندب ، قالوا : أنا أبو عبد الله محمّد بن عبد العزيز الفارسي.

ح وأخبرنا (٤) أبو بكر وجيه بن طاهر ، وأبو الفتح محمّد بن الموفق الوكيل ، وعبد الجبار بن أبي سعيد ، وأبو العلاء صاعد بن أبي الفضل.

قالوا : أخبرتنا بيبي بنت عبد الصمد ، قالا : أنا أبو محمّد عبد الرّحمن بن أحمد الأنصاري قالوا : أنا.

ح (٥) وأخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد ، وأبو (٦) نصر أحمد بن محمّد بن أحمد بن عبد الله ـ زاد إسماعيل (٧) : وعبد الله بن محمّد الصّريفيني قالا : أنا أبو القاسم عبيد الله بن محمّد بن حبابة ، نا أبو القاسم البغوي ، نا مصعب بن عبد الله.

ح (٨) وأخبرنا أبو محمّد هبة الله بن سهل ، أنا سعيد بن محمّد بن أحمد ، أنا زاهر بن أحمد ، أنا إبراهيم بن عبد الصمد ، نا أبو مصعب الزهري ، قالا : نا ـ وفي حديث سعيد : حدثني ـ مالك بن عبد الكريم بن مالك الجزري ، ولم ينسبه أبو أحمد ـ وزاد أبو أحمد عن

__________________

(١) «ح» حرف التحويل سقط من م.

(٢) في م : أبو سعد عبد الرحمن.

(٣) «ح» حرف التحويل سقط من م.

(٤) في م : «أخبرنا» بدل «ح وأخبرنا».

(٥) «ح» حرف التحويل سقط من م.

(٦) ما بين الرقمين سقط من م.

(٧) ما بين الرقمين سقط من م.

(٨) ما بين الرقمين سقط من م.

٤٥١

مجاهد ـ ثم اتفقوا ، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى ، عن كعب بن عجرة.

أنه كان مع النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ وقال أبو مصعب : مع رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ فآذاه القمل في رأسه ، فقال له رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ وقال أبو أحمد : النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ : «احلق رأسك وصم» ـ وفي حديث أبي مصعب : فأمره رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم أن يحلق رأسه ، وقال : «صم ثلاثة أيام ، أو أطعم ستة مساكين ، مدّين مدّين لكلّ إنسان ، أو انسك شاة» [٧٤٠١].

كذا رواه أبو أحمد ، عن البغوي ، ووهم في قوله عن مجاهد ، فإنّ مصعبا لم يذكره في روايته عن مالك ، وقد وافق مصعبا وأبا مصعب على إسقاط مجاهد من هذا الإسناد جماعة من أصحاب مالك ، سمعوه منه بأحسن ، منهم محمّد بن إدريس الشافعي.

أخبرنا بحديثه أبو محمّد عبد الجبار بن أحمد البيهقي ، أنا أبو بكر أحمد بن الحسين الحافظ ، أنا أبو إسحاق إبراهيم بن محمّد الأرموي ، أنا أبو النصر شافع بن محمّد ، أنا أبو جعفر الطحاوي ، أنا إسماعيل بن يحيى المزني ، ومحمّد بن عبد الله بن عبد الكريم ، قالا : أنا الشافعي ، عن مالك ، عن عبد الكريم الجزري ، عن عبد الرّحمن بن أبي ليلى ، عن كعب بن عجرة ، فذكره.

قال الشافعي : غلط مالك في هذا الحديث ، الحفاظ حفظوه عن عبد الكريم ، عن مجاهد ، عن عبد الرّحمن بن أبي ليلى ، عن كعب بن عجرة.

يعني الشافعي بالحفاظ : سفيان بن عيينة وغيره ممن رواه عن عبد الكريم كذلك.

وبلغني عن أبي جعفر الطحاوي أنه قال : لم يخطئ مالك فيه وإنّما أخطأ فيه الشافعي ، لأن ابن وهب رواه عن مالك على الصواب.

وهذا وهم من الطحاوي ، فإنّ جماعة قد رووه كما رواه الشافعي ، وإنّما الأمر فيه من مالك ، فإنّه كذلك ، رواه أخيرا ، ولعله عارضه ، شك في ذكر مجاهد فتركه ، وكذلك كانت عادة مالك.

وكذا رواه أشهب بن عبد العزيز ، وعبد الله بن مسلمة القعنبي ، وسعيد بن كثير بن عفير ، وعبد الله بن يوسف ، ويحيى بن عبد الله بن بكير.

ورواه عن مالك جماعة من أصحابه سمعوه منه قديما فذكروا مجاهدا في إسناده ، منهم عبد الله بن وهب ، وعبد الرّحمن بن مهدي ، وإبراهيم بن طهمان ، والحسين بن الوليد

٤٥٢

النيسابوري ، ومحمّد بن الحسن الشيباني ، صاحب أبي حنيفة.

فأمّا حديث ابن وهب.

فأخبرناه أبو القاسم زاهر بن طاهر ، أنا أبو بكر أحمد بن الحسن ، أنا أبو زكريا بن أبي إسحاق.

ح (١) وأخبرناه أبو الفتح محمّد بن عبد الرحمن بن أبي بكر الصوفي ـ بمرو ـ أنا أبو الفضل محمّد بن أحمد بن أبي الحسن (٢) العارف الميهني.

ح (٣) وأخبرناه أبو طاهر محمّد بن عبد الله بن أبي سهل الخطيب ، أنا أبو علي نصر الله بن أحمد بن عثمان الفقيه قالا : أنا القاضي أبو بكر أحمد بن الحسن بن أحمد قالا : نا أبو العباس محمّد بن يعقوب ، أنا محمّد بن عبد الله بن عبد الحكم ، أنا ابن وهب ، أخبرني مالك بن أنس ، عن عبد الكريم الجزري ، عن مجاهد بن جبر ، عن عبد الرّحمن بن أبي ليلى ، عن كعب بن عجرة.

أنه كان مع رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم محرما فآذاه القمل ، فأمره رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم أن يحلق رأسه ، وقال : «صم ثلاثة أيام ، وأطعم ستة مساكين مدّين مدّين ، أو انسك شاة ، أيّ ذلك فعلت أجزأ عنك» [٧٤٠٢].

وأما حديث ابن مهدي.

فأخبرناه أبو القاسم هبة الله بن محمّد بن الحصين ، أنا أبو علي بن المذهب ، أنا أحمد بن جعفر ، نا عبد الله بن أحمد (٤) ، حدثني أبي قال : قرأت على عبد الرّحمن : مالك ، عن عبد الكريم بن مالك الجزري ، عن مجاهد ، عن عبد الرّحمن بن أبي ليلى ، عن كعب بن عجرة.

أنه كان مع رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم فآذاه القمل في رأسه ، فأمره رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم أن يحلق رأسه وقال : «صم ثلاثة أيام ، أو أطعم ستة مساكين مدّين مدّين لكلّ إنسان ، أو انسك بشاة ، أيّ ذلك فعلت أجزأ عنك» [٧٤٠٣].

__________________

(١) «ح» حرف التحويل سقط من م.

(٢) في م : الحسين ، تصحيف ، قارن مع مشيخة ابن عساكر ١٩٣ / أ.

(٣) «ح» حرف التحويل سقط من م.

(٤) مسند أحمد بن حنبل ٦ / ٣٢٠ رقم ١٨١٢٩.

٤٥٣

وأما حديث إبراهيم بن طهمان.

فأخبرناه أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنا أبو محمّد الصّريفيني (١) ، وأبو الحسين بن النّقّور.

ح (٢) وأخبرناه أبو البركات عبد الوهاب بن المبارك ، أنا عبد الله بن محمّد.

ح (٣) وأخبرنا أبو الحسن محمّد بن أحمد بن توبة ، أنا أحمد بن محمّد بن النقور.

قالا : أنا أبو بكر محمّد بن الحسن بن عبدان الصيرفي ، نا أبو بكر النيسابوري ، نا أحمد بن حفص بن عبد الله ، حدثني أبي ، نا إبراهيم بن طهمان ، عن مالك ، عن عبد الكريم الجزري ، عن مجاهد ، عن عبد الرّحمن بن أبي ليلى ، عن كعب بن عجرة.

أنه كان مع رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فذكر مثله.

وأمّا حديث الحسين.

فأخبرناه أبو عبد الله محمّد بن الفضل ، أنا أحمد بن منصور بن خلف ، أنا محمّد بن عبد الله الجوزقي ، أنا الحسن بن الحسين بن منصور ، أنا أبو أحمد محمّد بن عبد الوهاب.

ح (٤) وأخبرناه أبو القاسم زاهر بن طاهر ـ واللفظ له ـ أنا أحمد بن الحسين بن علي ، أنا أبو أحمد عبد الله بن محمّد بن الحسن العدل ، نا أبو عبد الله محمّد بن يعقوب الشيباني ، نا (٥) محمّد بن عبد الوهاب ، أنا الحسين بن الوليد عن ـ وفي حديث الشيباني (٦) : نا ـ مالك بن أنس ، عن عبد الكريم الجزري ، عن مجاهد ، عن عبد الرّحمن بن أبي ليلى ، عن كعب بن عجرة.

أنه كان مع رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم محرما فأذاه القمل في رأسه ، فأمره رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم أن يحلق رأسه ، وقال : «صم ثلاثة أيام ، أو أطعم ستة مساكين لكلّ مسكين مدّين شعيرا (٧) ، أو انسك شاة ، أيّ ذلك فعلت أجزأ عنك» ، تفرد الحسن بذكر الشعير [٧٤٠٤].

وأما حديث محمّد بن الحسن.

فأخبرناه أبو عبد الله الحسين بن محمّد بن خسرو ، أنا أبو الفضل أحمد بن

__________________

(١) كذا بالأصل ، وبدون إعجام في م ، وفوقها ضبة.

(٢) «ح» حرف التحويل سقط من م.

(٣) «ح» حرف التحويل سقط من م.

(٤) «ح» حرف التحويل سقط من م.

(٥) ما بين الرقمين سقط من م ، فاختل السند فيها.

(٦) ما بين الرقمين سقط من م ، فاختل السند فيها.

(٧) الأصل : شعير ، والمثبت «شعيرا» عن م.

٤٥٤

الحسين (١) بن خيرون ، وأبو الحسن علي بن الحسين بن علي بن أيوب البزاز ، قالا : أنا أبو طاهر عبد الغفار بن محمّد بن جعفر المؤدب ، أنا أبو علي بن الصواف ، نا بشر بن موسى ، نا أبو جعفر أحمد بن محمّد بن مهران ، نا محمّد بن الحسين (٢) ، أنا مالك بن أنس ، أنا عبد الكريم الجزري ، عن مجاهد ، عن عبد الرّحمن بن أبي ليلى ، عن كعب بن عجرة.

أنه كان مع رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم محرما فآذاه القمل في رأسه ، فأمره رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم أن يحلق رأسه ، وقال : «صم ثلاثة أيام ، أو أطعم ستة مساكين بمدّين مدّين ، أو انسك شاة ، أيّ ذلك فعلت أجزأ عنك» [٧٤٠٥].

وهكذا أخرجه النسائي عن محمّد بن سلمة ، والحارث بن مسكين عن ابن القاسم ، عن مالك ، وهكذا رواه عن مالك عبد الرّحمن بن القاسم ، والوليد بن مسلم الدّمشقي ، وإسحاق بن سليمان الرازي ، ومكي بن إبراهيم البلخي ، وبشر بن عمر الزهراني البصري ، ومطرّف بن عبد الله اليساري المديني (٣).

وهكذا رواه سفيان بن عيينة ، عن عبد الكريم.

أخبرناه أبو العباس عمر بن عبد الله بن أحمد الأرغياني الفقيه ، وأبو بكر وجيه بن طاهر بن محمّد الشحامي المعدّل ـ بنيسابور ـ قالا : أنا أبو حامد أحمد بن الحسن الأزهري ، أنا الحسن بن أحمد المخلدي ، أنا محمّد بن إسحاق السّرّاج ، نا محمّد بن يحيى بن أبي عمر ، نا سفيان ، عن أيوب ، وابن أبي نجيح ، وعبد الكريم ، عن مجاهد ، عن عبد الرّحمن بن أبي ليلى ، عن كعب بن عجرة.

أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم مرّ به وهو بالحديبية قبل أن يقدم مكة وهو محرم ، يوقد تحت قدر له ، والقمل يتهافت على وجهه ، فقال : «أيؤذي هوامك هذه؟» قال : نعم ، قال : «فاحلق رأسك ، وأطعم فرقا بين ستة مساكين ـ والفرق ثلاثة آصع (٤) ـ أو صم ثلاثة أيام ، أو انسك نسيكة» ـ قال ابن أبي نجيح : واذبح شاة ـ.

__________________

(١) في م : الحسن.

(٢) في م : الحسن.

(٣) ترجمته في تهذيب الكمال ١٨ / ١٤٤ وفي م : النيسابوري بدل اليساري تصحيف.

(٤) الفرق ويحرك مكيال بالمدينة يسع ثلاثة آصع ، أو يسع ستة عشر رطلا ، أو أربعة أرباع (تاج العروس بتحقيقنا : مادة فرق).

٤٥٥

أخرجه مسلم (١) والتّرمذي (٢) عن ابن أبي عمر.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي ، وأبو العز الكيلي ، قالا : أنا أبو طاهر ـ زاد الأنماطي وأبو الفضل بن خيرون قالا : ـ أنا محمّد بن الحسن ، أنا أبو الحسين الأهوازي ، نا أبو حفص ، نا خليفة قال (٣) :

عبد الكريم بن مالك يكنى أبا سعيد هو ابن عم خصيف (٤) لحّا (٥) نزل حرّان.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي ، أنا أبو الفضل بن خيرون ، أنا أبو العلاء الواسطي ، أنا أبو بكر البابسيري ، أنا الأحوص (٦) بن المفضّل ، أنا أبي ، نا الجزري ، ولقبه بفاطمة ـ قال خصيب بن عبد الرّحمن : وعبد الملك بن مالك موليان لبني أمية ، وقال لي غيرهما : وأصلهما من اليمامة من الخضارمة ، وأخذوا سبيا.

أخبرنا أبو البركات أيضا ، أنا أبو طاهر ، أنا يوسف بن رباح ، أنا أبو بكر المهندس ، أنا أبو بشر الدولابي ، نا معاوية بن صالح ، عن يحيى بن معين قال في تسمية محدثي أهل الجزيرة : عبد الكريم الجزري.

قرأت على أبي الفضل بن ناصر ، عن جعفر بن يحيى ، أنا أبو نصر الوائلي ، أنا الخصيب بن عبد الله ، أخبرني عبد الكريم بن أبي عبد الرّحمن ، أخبرني أبي ، نا معاوية بن صالح ، عن يحيى بن معين قال : عبد الكريم الجزري هو ابن مالك ، ثبت.

وقال مرة أخرى : عبد الكريم الجزري ، ثقة.

أخبرنا أبو غالب الماوردي ، أنا أبو الفضل بن خيرون.

ح وأخبرنا أبو البركات الأنماطي ، أنا ثابت بن بندار.

قالا : أنا عبيد الله بن أحمد بن عثمان الأزهري ، أنا عبيد الله بن أحمد بن يعقوب ، أنا العباس بن العباس ، أنا صالح بن أحمد ، حدثني أبي قال : عبد الكريم الجزري أبو سعيد.

__________________

(١) صحيح مسلم ، كتاب الحج رقم ١٢٠١.

(٢) سنن الترمذي رقم ٩٥٣.

(٣) طبقات خليفة بن خيّاط ص ٥٨٦ رقم ٣٠٧٤.

(٤) في م وطبقات خليفة : حصيف بالحاء المهملة ، والصواب ما أثبت موافقا لتهذيب الكمال وفيه : خصيف بن عبد الرحمن الجزري ، ترجمته في سير أعلام النبلاء ٦ / ١٤٥.

(٥) لحا ، يقال هو ابن عمي لحا إذا كان لاصقا في النسب.

(٦) في م : الأخوص ، تصحيف.

٤٥٦

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنا أبو طاهر محمّد بن أحمد بن أبي الصقر ، أنا هبة الله بن إبراهيم بن عمر ، نا أبو بكر أحمد بن محمّد بن إسماعيل ، نا أبو بشر محمّد بن أحمد بن حماد ، نا عبد الله بن أحمد بن حنبل ، قال : سمعت أبي يقول : عبد الكريم الجزري ، كنيته أبو سعيد.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن شجاع ، أنا أبو عمرو بن منده ، أنا (١) الحسن بن محمّد بن يوسف ، أنا أحمد بن محمّد بن عمر (٢) ، نا أبو بكر بن أبي الدنيا (٣) ، نا محمّد بن سعد قال

عبد الكريم بن مالك الجزري ، ويكنى أبا سعيد ، مولى لعثمان بن عفّان أو لمعاوية ، كان من أهل إصطخر ، ثم صار إلى حرّان ، وهو ابن عم خصيف لحا ، مات سنة سبع وعشرين ومائة.

قرأت على أبي غالب بن البنّا ، عن أبي محمّد الجوهري ، أنا أبو عمر بن حيّوية ، أنا أحمد بن معروف ، نا الحسين بن الفهم ، نا محمّد بن سعد قال (٤) :

عبد الكريم (٥) بن مالك الجزري ، ويكنى أبا سعيد ، مولى محمّد بن مروان بن الحكم ، من أهل حرّان ، وكان من أهل إصطخر ، صار إلى حرّان ، وهو ابن عم خصيف لحا ، وكان ثقة ، كثير الحديث.

قرأت على أبي الفضل بن قرّة ، عن أبي الحسين بن الطّيّوري ، أنا أبو بكر عبد الكريم بن عمر الشيرازي ، أنا عبد الرّحمن بن عمر الخلال ، أنا أبو بكر محمّد بن أحمد بن يعقوب ، نا جدي يعقوب بن شيبة ، قال : عبد الكريم هو ابن مالك الجزري ، مولى لمعاوية بن أبي سفيان ، وقد قالوا : لعثمان بن عفّان ، كان يكنى أبا سعيد ، وكان من أهل إصطخر ، ثم صار إلى حران ، وهو ابن عم خصيف الجزري لحا ، توفي سنة سبع وعشرين ومائة ، سمعت الحسن بن عثمان يذكر ذلك.

أخبرنا أبو الحسن علي بن محمّد الخطيب ، أنا أبو منصور النهاوندي ، أنا أبو العباس النهاوندي ، أنا أبو القاسم بن الأشقر ، أنا أبو عبد الله البخاري ، قال : يقال :

__________________

(١) في م : أنا الحسن بن محمّد بن عمر.

(٢) في م : أنا الحسن بن محمّد بن عمر.

(٣) الخبر برواية ابن أبي الدنيا ليس في الطبقات الكبرى المطبوع لابن سعد.

(٤) طبقات ابن سعد ٧ / ٤٨١ وفيه : عبد الله بن مالك. وانظر تهذيب الكمال ١٢ / ٩ وسير أعلام النبلاء ٦ / ٨١.

(٥) طبقات ابن سعد ٧ / ٤٨١ وفيه : عبد الله بن مالك. وانظر تهذيب الكمال ١٢ / ٩ وسير أعلام النبلاء ٦ / ٨١.

٤٥٧

مات (١) عبد الكريم بن مالك الجزري أبو سعيد مولى لعثمان بن عفان أو معاوية من إصطخر ، تحول إلى حران ، ابن عمّ خصيف سنة سبع وعشرين ومائة.

أنبأنا أبو الغنائم الحافظ ، ثم حدثنا أبو الفضل الحافظ ، أنا أبو الفضل الباقلاني ، وأبو الحسين الصيرفي ، وأبو الغنائم ـ واللفظ له ـ قالوا : أنا أبو أحمد عبد الوهاب بن محمّد ـ زاد الباقلاني : ومحمّد بن الحسن قالا : ـ أنا أبو بكر الشيرازي ، أنا أبو الحسن المقرئ ، أنا أبو عبد الله البخاري قال (٢) :

عبد الكريم بن مالك الجزري أبو سعيد ، سمع سعيد بن جبير ، ومجاهدا وعكرمة ، روى عنه الثوري ، ومالك.

وقال علي : عن ابن عيينة : لم أر مثله ، إن شئت قلت عراقي ، إنّما يقول : سمعت وسألت ، يقال : مولى لعثمان أو معاوية ، أصله من إصطخر ، تحول إلى حرّان ، ابن عمّ خصيف لحا ، مات سنة تسع (٣) وعشرين ومائة.

أخبرنا أبو عبد الله الأديب ـ شفاها ـ أنا أبو القاسم العبدي ، أنا أبو علي ـ إجازة ـ.

ح (٤) قال : وأنا أبو طاهر ، أنا علي قالا : أنا أبو محمّد ، قال (٥) :

عبد الكريم بن مالك الجزري أبو سعيد ، كان أصله من إصطخر ، تحوّل إلى حرّان ، وهو ابن عم خصيف ، رأى أنس بن مالك ، وروى عن سعيد بن المسيّب ، وطاوس ، وسعيد بن جبير ، روى عنه الثوري فمن دونه ، سمعت أبي يقول ذلك.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن العباس ، أنا أبو بكر أحمد بن منصور ، أنا أبو سعيد بن حمدون ، أنا مكي بن عبدان قال : سمعت مسلم بن الحجّاج يقول :

أبو سعيد عبد الكريم بن مالك الجزري ، سمع مجاهدا ، وسعيد بن جبير ، روى عنه الثوري ، وابن عيينة.

قرأت على أبي الفضل بن ناصر ، عن جعفر بن يحيى ، أنا أبو نصر الوائلي ، أنا الخصيب بن عبد الله ، أخبرني عبد الكريم بن أبي عبد الرّحمن ، أخبرني أبي قال :

__________________

(١) «مات» سقطت من م.

(٢) التاريخ الكبير للبخاري ٣ / ٢ / ٨٨.

(٣) كذا بالأصل هنا ، وسقطت اللفظة من م ، وفي التاريخ الكبير. سبع.

(٤) «ح» حرف التحويل سقط من م.

(٥) الجرح والتعديل ٦ / ٥٨.

٤٥٨

أبو سعيد عبد الكريم بن مالك الجزري ، ثقة.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنا أبو طاهر بن أبي الصقر ، أنا أبو بكر المهندس ، نا أبو بشر الدولابي ، قال (١) :

أبو سعيد عبد الكريم بن مالك الجزري.

قرأت على أبي الحسن الفقيه ، عن أبي عبد الله الرازي.

أنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد ، أنا أبو القاسم إسماعيل بن مسعدة ، أنا حمزة بن يوسف ، أنا أبو أحمد بن عدي قال (٢) :

سمعت الحسين بن أبي معشر يقول : عبد الكريم بن مالك من أهل حران (٣) خضرمي (٤) ، كنيته أبو سعيد.

وفي رواية الأذني : كان ينزل (٥) : حران ، وهو خضرمي ، قرية من قرى اليمامة ، ينسبون إليها وهو ثبت عند العارفين بالنقل ، حدّث عنه الثوري ، ومالك ، وابن جريج ، وابن عيينة وغيرهم.

أنبأنا أبو جعفر محمّد بن أبي علي ، أنا أبو بكر الصفّار ، أنا أحمد بن علي بن منجويه ، أنا أبو أحمد الحاكم قال :

أبو سعيد عبد الكريم بن مالك الأموي القرشي مولى لعثمان أو معاوية ، ابن عم خصيف بن عبد الرحمن ، أصله من إصطخر ، تحوّل إلى حرّان ، ويقال : الخضرمي ، وهي قرية من قرى اليمامة ينسبون إليها ، رأى أنس بن مالك ، وسعيد بن جبير ، ومجاهد بن جبر ، روى عنه مالك بن أنس ، وعبد الملك بن جريج ، والثوري ، كنّاه لنا أبو عروبة ، ليس بالحافظ عندهم.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي ، أنا محمّد بن طاهر ، أنا مسعود بن ناصر ، أنا عبد الملك بن الحسن ، أنا أبو نصر الحافظ قال :

__________________

(١) الكنى والأسماء للدولابي ١ / ١٨٧.

(٢) الكامل في ضعفاء الرجال لابن عدي ٥ / ٣٤١.

(٣) الأصل : «حرام» تصحيف ، والصواب عن م وابن عدي.

(٤) خضرمي ، بالخاء ، نسبة إلى خضرمة قرية باليمامة نسبوا إليها راجع سير أعلام النبلاء ٦ / ٨١.

(٥) عن م وبالأصل : يقول.

٤٥٩

عبد الكريم بن مالك أبو سعيد مولى عثمان بن عفّان ، أو معاوية بن أبي سفيان الأموي الجزري ، أصله من إصطخر ، تحوّل إلى حرّان ، وهو ابن عم خصيف ، وخصّاف ابني عبد الرّحمن لحا ، سمع مجاهدا ، وعكرمة ، ومقسما ، روى عنه ابن جريج ومعمر ، والثوري في تفسير : (اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ) ، وتفسير سورة النساء ، والحج (١) ، ومواضع ، مات سنة سبع وعشرين ومائة.

وقال كاتب الواقدي (٢) مثله.

قرأت على أبي محمّد السّلمي ، عن أبي زكريا عبد الرحيم بن أحمد بن نصر.

ح وأخبرنا أبو القاسم بن السّوسي ، أنا أبو إسحاق إبراهيم بن يونس ، أنا أبو زكريا.

ح وأخبرنا أبو الحسين أحمد بن سلامة ، أنا سهل بن بشر ، أنا رشأ بن نظيف.

قالا : نا عبد الغني بن سعيد قال : فأما الخضرمي بالخاء المعجمة المجرورة ، وضاد معجمة فهم عدد يكون بأرض الجزيرة ، منهم : عبد الكريم الجزري ، وهو ابن مالك ، يكنى أبا سعيد.

أخبرنا أبو السعود بن المجلي ، أنا أبو بكر الخطيب ، قال :

عبد الكريم بن مالك أبو سعيد الجزري ، رأى أنس بن مالك ، وحدث عن خلق من التابعين ، روى عنه ابن جريج ، ومالك ، وسفيان الثوري ، وسفيان بن عيينة وغيرهم.

قرأت على أبي محمّد السّلمي ، عن أبي نصر بن ماكولا قال (٣) :

أما الخضرمي بكسر الخاء وسكون الضاد المعجمة : أبو سعيد عبد الكريم بن مالك الجزري.

قال أبو الوليد بن الفرضي الأندلسي : أصلهم من قرية من قرى اليمامة يقال لها : خضرمة.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي ، أنا أبو محمّد الجوهري ، أنا أبو عمر بن حيّوية ، أنا أحمد بن معروف ، نا الحسين بن الفهم ، نا محمّد بن سعد ، أنا كثير بن هشام ، أنا

__________________

(١) انظر صحيح البخاري الأحاديث رقم ٣٩٥٤ و ٤٥٩٥ و ٤٩٥٨.

(٢) يعني محمّد بن سعد. وقد نقل قوله المزي في تهذيب الكمال ١٢ / ١٠.

(٣) الاكمال لابن ماكولا ٣ / ٢٥٨ و ٢٥٩.

٤٦٠