تاريخ مدينة دمشق - ج ٣٦

أبي القاسم علي بن الحسن ابن هبة الله بن عبد الله الشافعي [ ابن عساكر ]

تاريخ مدينة دمشق - ج ٣٦

المؤلف:

أبي القاسم علي بن الحسن ابن هبة الله بن عبد الله الشافعي [ ابن عساكر ]


المحقق: علي شيري
الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع
الطبعة: ٠
الصفحات: ٥٠٣
الجزء ١ الجزء ٢ الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧ الجزء ٨ الجزء ٩ الجزء ١٠ الجزء ١١ الجزء ١٢ الجزء ١٣ الجزء ١٤ الجزء ١٥ الجزء ١٦ الجزء ١٧ الجزء ١٨ الجزء ١٩ الجزء ٢٠ الجزء ٢١ الجزء ٢٢ الجزء ٢٣ الجزء ٢٤ الجزء ٢٥ الجزء ٢٦ الجزء ٢٧ الجزء ٢٨ الجزء ٢٩ الجزء ٣٠ الجزء ٣١ الجزء ٣٢ الجزء ٣٣ الجزء ٣٤ الجزء ٣٥ الجزء ٣٦ الجزء ٣٧ الجزء ٣٨ الجزء ٣٩ الجزء ٤٠ الجزء ٤١ الجزء ٤٢ الجزء ٤٣ الجزء ٤٤ الجزء ٤٥ الجزء ٤٦ الجزء ٤٧ الجزء ٤٨ الجزء ٤٩ الجزء ٥٠ الجزء ٥١ الجزء ٥٢ الجزء ٥٣ الجزء ٥٤ الجزء ٥٥ الجزء ٥٦ الجزء ٥٧ الجزء ٥٨ الجزء ٥٩ الجزء ٦٠ الجزء ٦١ الجزء ٦٢ الجزء ٦٣ الجزء ٦٤ الجزء ٦٥ الجزء ٦٦ الجزء ٦٧ الجزء ٦٨ الجزء ٦٩ الجزء ٧٠ الجزء ٧١ الجزء ٧٢ الجزء ٧٣ الجزء ٧٤ الجزء ٧٥ الجزء ٧٦ الجزء ٧٧ الجزء ٧٨ الجزء ٧٩ الجزء ٨٠

وإبراهيم بن حمزة بن أبي يحيى الرملي.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنا أبو بكر بن الطبري ، أنا أبو الحسين بن الفضل ، أنا عبد الله بن جعفر ، نا يعقوب بن سفيان (١) ، نا محمّد بن عبد العزيز الرملي ، نا عبد الغني بن نعيم الأزدي (٢) ، قال : خرجت علينا جنازة سليمان بن عبد الملك ، ورجاء بن حيوة (٣) آخذ بمقدم السرير.

أخبرنا أبو عبد الله الحسين بن عبد الملك (٤) ـ شفاها ـ أنا أبو القاسم بن منده ، أنا أبو علي ـ إجازة ـ.

ح قال : وأنا أبو طاهر بن سلمة ، أنا علي بن محمّد ، قالا : أنا أبو محمّد بن أبي حاتم ، قال (٥) :

عبد الغني بن عبد الله بن نعيم الدمشقي روى عن أبيه ، عن الضحاك بن عبد الرّحمن بن عرزب ، وعن أبيه ، عن عمر بن عبد العزيز ، وروى هو عن المفضّل بن الفضل (٦) ، عن عمر بن عبد العزيز ، روى عنه إبراهيم بن حمزة بن أبي يحيى الرملي.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني ، نا عبد العزيز الكتاني (٧) ، أنا أبو القاسم تمام بن محمّد ، أنا أبو عبد الله الكندي ، نا أبو زرعة قال : في ذكر نفر أهل زهد وفضل : وعبد الغني بن نعيم ـ وفي نسخة عبد الغني بن عبد الله بن نعيم ـ وذكره مع جماعة كلهم من أهل الرملة ، ذكر فيهم أباه فقال : وعبد الغني بن نعيم الأزدي.

أخبرنا أبو غالب بن البنّا ، أنا أبو الحسين بن الآبنوسي ، أنا أبو القاسم بن عتّاب ، أنا أحمد بن عمير ـ إجازة ـ.

ح وأخبرنا أبو القاسم بن السّوسي ، أنا أبو عبد الله بن أبي الحديد ، أنا أبو الحسن الرّبعي ، أنا عبد الوهاب الكلابي ، أنا أحمد بن عمير ـ قراءة ـ قال :

سمعت أبا الحسن بن سميع يقول في الطبقة الرابعة :

__________________

(١) المعرفة والتاريخ ١ / ٢٢٣.

(٢) كذا بالأصل وم ، وفي المعرفة والتاريخ : الأردني.

(٣) بالأصل وم : حيويه.

(٤) في الأصل : عبد الله ، تصحيف ، والمثبت عن م.

(٥) الجرح والتعديل ٦ / ٥٥.

(٦) كذا بالأصل وم والجرح والتعديل ، انظر ما مرّ بشأنه قريبا.

(٧) في م : الكناني ، تصحيف.

٤٠١

عاصم بن عبد الغني بن نعيم هو القيني (١) ، وقال الكلابي هو أردنّي ، وأخوه عبد الغني بن عبد الله بن نعيم حدّث عنه ابن وهب.

قرأت على أبي محمّد السّلمي ، عن أبي زكريا البخاري.

ح وأخبرنا أبو القاسم بن السّوسي ، أنا أبو إسحاق إبراهيم بن يونس بن محمّد ، أنا أبو زكريا.

ح وأخبرنا أبو الحسين أحمد بن سلامة بن يحيى ، أنا أبو الفرج الإسفرايني ، أنا رشأ بن نظيف قالا : نا عبد الغني بن سعيد الحافظ.

ح وقرأت على أبي محمّد السلمي ، عن أبي نصر الحافظ ، قال (٢) :

وأما القيني بالقاف والياء المعجمة باثنتين من تحتها ، والنون ـ وقال أبو نصر : ثم نون ـ فمنهم : عبد الغني بن عبد الله بن نعيم القيني ، روى عن أبيه ، حدّث عنه داود بن رشيد.

__________________

(١) القيني بقاف ، وبعد التحتانية الساكنة نون. (تقريب التهذيب).

(٢) الاكمال لابن ماكولا ٦ / ٣٧٢.

٤٠٢

ذكر من اسمه عبد القادر

٤١٧٢ ـ عبد القادر بن إبراهيم بن كبيبة (١) النجار

يأتي ذكره في باب من اسمه عبيد الله.

٤١٧٣ ـ عبد القادر بن عبد الكريم بن الحسين بن إسماعيل

أبو البركات الخطيب

أصلهم (٢) من الأنبار.

وخطب في دولة المصريين والعباسيين.

وسمع أبا الحسن محمّد بن عوف بن أحمد بن محمّد المزني (٣) ، وأبا علي الحسين بن أحمد بن المظفّر بن أحمد بن أبي حريصة ، وعلي بن الخضر السّلمي.

سمع منه أبو الحسن الفقيه ، وأبو القاسم ، وأبو محمّد ابنا صابر ، ومعالي (٤) بن هبة الله بن الحبوبي (٥).

وحدثنا عنه أبو القاسم بن عبدان ، وابن السّوسي.

__________________

(١) في م : «لبيده» والصواب ما أثبت ، وضبطت بالتصغير عن تبصير المنتبه ٣ / ١١٨٥ وفيه : عبيد الله بن إبراهيم بن كبيبة الدمشقي.

(٢) في م : أصله ، وهو الأظهر.

(٣) الأصل : المري ، وفي م : المرسي ، كلاهما تصحيف ، والصواب ما أثبت ، ترجمته في سير أعلام النبلاء ١٧ / ٥٥٠.

(٤) الأصل : معال ، والمثبت عن م ، له ذكر في ترجمة ابن أخيه أبي يعلى حمزة بن علي في سير أعلام النبلاء ٢٠ / ٣٥٧.

(٥) الأصل : «الحبوي» وبدون إعجام في م ، والصواب ما أثبت ، انظر الحاشية السابقة.

٤٠٣

أخبرنا أبو القاسم نصر بن أحمد ، أنا الشيخ الخطيب أبو البركات عبد القادر بن عبد الكريم بن إسماعيل سنة اثنتين وثمانين ، أنا محمّد بن عوف بن أحمد المزني (١) قال : قرئ على أبي هاشم عبد الجبار بن عبد الصمد بن إسماعيل السّلمي (٢) وأنا أسمع ، حدثكم أبو خزيمة عبد الوهاب بن يحيى الصنعاني بمكة ، نا أحمد بن عبد الله بن عروة النبوي الصنعاني نا عبد الملك بن الصباح الصنعاني (٣) عن سفيان الثوري عن الأعمش عن أبي سفيان عن جابر عن السّليك (٤) قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «إذا جاء أحدكم والإمام يخطب فليصلّ ركعتين» [٧٣٨٢].

أخبرنا أبو القاسم الخضر بن الحسين بن عبد الله بن عبدان ، أنا الشيخ أبو البركات عبد القادر بن عبد الكريم بن الحسين بن إسماعيل الخطيب ـ بقراءتي عليه ـ نا أبو الحسن علي (٥) بن الخضر بن سليمان السلمي ، أنا الشيخ أبو القاسم عبد الرحمن بن عمر بن نصر ، نا أبو يوسف يعقوب بن مسدد ، نا عبد الله بن محمّد بن مودن كنده ، نا النضر بن عبد الجبار ، نا نوح بن عباد ، عن ثابت ، عن أنس بن مالك ، قال قال النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «إن العبد ليبلغ بحسن خلقه درجات (٦) الآخرة ، وشرف النازل ، وإنه لضعيف العبادة ، وإنه ليبلغ بسوء خلقه درجة جهنم وإنه لعابد».

أنبأنا أبو الحسن الفقيه ، أنشدنا الشيخ أبو البركات عبد القادر بن إسماعيل الخطيب لبعضهم :

بعد رفيع القوم من كان عاقلا

وإن لم يكن في قومه بحسيب

وإن حل أرضا عاش فيها بعقله

وما عاقل في بلده بغريب

ذكر أبو محمّد بن صابر أنه سأله عن مولده فقال :

ولدت سنة تسع عشرة وأربعمائة بدمشق في ذي الحجة ، ثقة ، لم يكن الحديث من شأنه.

__________________

(١) الأصل : المري ، وفي م : المرسي ، كلاهما تصحيف ، والصواب ما أثبت ، ترجمته في سير أعلام النبلاء ١٧ / ٥٥٠.

(٢) ترجمته في سير أعلام النبلاء ١٦ / ١٥٢.

(٣) في م : الصغاني.

(٤) في م : «جابر بن السليم» تحريف ، والصواب ما أثبت. انظر ترجمة السليك في الإصابة ٢ / ٧٢.

(٥) «علي» سقطت من م.

(٦) في كنز العمال رقم ٥١٤٩ : عظيم درجات الآخرة.

٤٠٤

ذكر أبو محمّد بن الأكفاني ولم أسمعه منه قال :

وفيها ـ يعني سنة ست وثمانين وأربعمائة ـ توفي أبو البركات عبد القادر بن عبد الكريم بن الحسين بن إسماعيل في يوم الجمعة الثاني عشر من ذي الحجة ـ بدمشق ـ.

وذكر أبو عبد الله بن قبيس.

أنه في العشر الثاني من المحرم سنة ست وثمانين.

وذكر أبو القاسم بن صابر.

أنه كان شيخا صالحا ، ولم يكن الحديث من شأنه.

٤١٧٤ ـ عبد القادر بن تمام بن أحمد

أبو محمّد الرّبعي القيرواني

قدم دمشق وحدّث بها : عن أبي الحسين محمّد بن عثمان القاضي النّصيبي.

روى عنه : علي بن محمّد الحنّائي ، وأبو نصر عبد الوهاب بن عبد الله المرّي.

قرأت على أبي القاسم نصر بن أحمد السّوسي ، عن علي بن محمّد بن أبي العلاء ، أنا أبو نصر عبد الوهاب بن عبد الله بن عمر الحافظ ـ إجازة ـ نا أبو محمّد عبد القادر بن تمّام بن أحمد الرّبعي القيرواني قدم علينا ، نا أبو الحسين محمّد بن عثمان النّصيبي (١) بالبصرة ، نا أبو بكر أحمد بن مروان الخزاعي ، نا علي بن عبد العزيز ، قال : سمعت علي بن المديني يقول :

ذكر لسفيان بن عيينة حديث رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «يضرب الناس آباط الإبل ، فلا يجدون عالما أعلم من عالم أهل المدينة» ، فقال لي سفيان : هو مالك بن أنس [٧٣٨٣].

قرأت بخط أبي الحسن الحنّائي ، أنا أبو محمّد عبد القادر بن تمام ، قدم علينا ـ قراءة عليه ـ نا أبو الحسين محمّد بن عثمان القاضي ، نا أبو بكر أحمد بن مروان ، نا أبو بكر أحمد بن عبد الرّحمن المكي ، نا مصعب بن عبد الله ، قال :

قدم أمير المؤمنين هارون الرشيد المدينة ، فدخل عليه مالك بن أنس ، وإذا أبو يوسف جالس عنده ، فسلّم ، وذكر حكاية في مناظرة مالك مع أبي يوسف لم يذكرها الحنّائي في معجم شيوخه ، وذكرها في جزء جمعه في أخبار أبي حنيفة.

__________________

(١) الأنساب (النصيبي).

٤٠٥

٤١٧٥ ـ عبد القادر بن علي بن محمّد بن أحمد بن يحيى

أبو الفضل الشريف الواسطي

ذكر أنه قرأ القرآن بواسط بروايات ، وكان أديبا (١) شاعرا.

واتصل بمحمّد بن بوري (٢) صاحب بعلبك ، وكان يعلّم ولده آبق ابن محمّد الملقّب بالمجير (٣).

وقدم دمشق وكانت له في دولة محمّد ودولة ابنه آبق وجاهة ، ثم غضب آبق عليه فنفاه من دمشق ، وبعث إليه من قتله في طريقه ، وكان قليل الدين ، ومما وقع إلي من شعره قوله :

غرام وهل بعد المشيب غرام؟

وسقم ، وهل بعد الفناء سقام؟!

تولى الشباب الجون واعتضت بالصّبا

مشيبا ، ونور (٤) العارضين ظلام

وقالوا : وقار ، قلت : لا واو في اسمه

على أوجه تشنى به وتذام (٥)

وما شعرات الشيب إلّا نوابل

لها في سويداء الفؤاد سهام

سقى الله ريعان (٦) الشيبة ريّه

فبي (٧) منذر وإني إليه أوام (٨)

ونار التي بانت ذوابل حبّها

مورقة والسامرون نيام

لها حين تذكي بالأبيرق مضرم

وبين ضلوعي بالغوير (٩) ضرام

تسام بحباب القلوب وإنما

بأوهامها دون العيون تشام

فما كودادي (١٠) للشباب تودد

ولا كغرامي بالغوير غرام

وبين قباب الحي من آل عامر

شموس ضحى أفلا كهن خيام

لهن شروق في حشاها ومغرم

ومنها إليها رحلة ومقام

وله :

__________________

(١) في م : دينا.

(٢) أخباره في سير أعلام النبلاء ٢٠ / ٥١ والوافي بالوفيات ٢ / ٢٧٣.

(٣) أخباره في سير أعلام النبلاء ٢٠ / ٣٦٥ والوافي بالوفيات ٦ / ١٨٨.

(٤) النور : الزهر الأبيض.

(٥) في م : وتلام.

(٦) الأصل : ريعانة ، والمثبت «ريعان» عن م للوزن.

(٧) الأصل : في ، والمثبت عن م.

(٨) الأوام : العطش.

(٩) في م : «بالعوير» وكلاهما موضع.

انظر معجم البلدان عوير ٤ / ١٧٠ والغوير ٢ / ٢٢٠.

(١٠) في م : لودادي.

٤٠٦

لها بمعالم (١) العلمين دار

سقى أقطار ساحتها القطار

ثماد (٢) تنشرها الأشجار طيبا

ويكسي نور بهجتها البهار

يمر نسيمها خضرا فتسقي

ببرد نداه أكباد حرار

في سلف الركائب ذات بعر

تشوب سلافة أرى مشار

وخدّ يجتني التّفّاح منه

وترمي الورد فيه الجلّنار

تريني اللثم إنّ الكل ماء

ونور الحسن إنّ الجلّ نار

على شمس الضحى منها لثام

وفوق الليل منسدل خمار

يريبك لقطها لينا ويأبى

لها الفحشاء عقبها النوار

أقول وطال من ليلى بليلي

ترقّبها وللبدر ابتدار

فما جادت وقد وجدت سبيلا

ولا زارت وقد قرب المزار

نشدتك يا مكان السرّ مني

أللأقمار كامنة سرار

فخلها لا تمن إلّا بمني

وهبها ما تزور أما تزار

قتل عبد القادر بن علي الواسطي في شهور سنة ثمان وأربعين وخمسمائة.

٤١٧٦ ـ عبد القادر بن محمّد بن يوسف بن محمّد بن يوسف

أبو القاسم البغدادي (٣)

أصبهاني الأصل.

سمع أبا القاسم بن حبابة ، وأبا طاهر المخلّص.

روى عنه أبو بكر الخطيب.

واجتاز بدمشق أو نواحيها عند توجهه إلى بيت المقدس للحجّ.

أخبرنا أبو الحسن بن قبيس ، وأبو منصور بن خيرون ، قالا : قال لنا أبو بكر الخطيب (٤) :

عبد القادر بن محمّد بن يوسف بن محمّد بن يوسف أبو القاسم.

__________________

(١) في م : بعالم.

(٢) تقرأ بالأصل : «نقاد» وفي م : يعاد وفيها : «يعاد بنشرها» ولعل الصواب ما ارتأيناه.

(٣) تاريخ بغداد ١١ / ١٤١.

(٤) تاريخ بغداد ١١ / ١٤١.

٤٠٧

سمع أبا القاسم بن حبابة ، وأبا طاهر (١) المخلّص ـ.

كتبت عنه شيئا يسيرا ، وكان من أهل الأمانة والصدق ، والدين الفضل ، حسن الصوت بالقرآن ، مات عبد القادر ببيت المقدس لخمس خلون من ذي الحجة سنة ست وثلاثين وأربعمائة ، وكان خرج إلى الشام يقصد (٢) الحج ، فأدركه أجله هناك.

أخبرنا أبو الحسن بن قبيس ، نا ـ وأبو منصور بن خيرون ، أنا ـ أبو بكر الخطيب (٣) ، أنا عبد القادر بن محمّد ، نا أبو القاسم عبيد الله بن محمّد بن إسحاق بن حبابة البزاز (٤)

ح وأخبرنا عاليا أبو بكر بن المزرفي (٥) ، نا أبو الحسين بن المهتدي.

ح وأخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنا أبو الحسين بن النّقّور ، قالا : أنا عيسى بن علي ، قالا : نا عبد الله بن محمّد بن عبد العزيز ، نا خلف بن هشام البزّاز ، نا أبو الأحوص ، عن منصور ، عن الشعبي ، عن أم سلمة زوج النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم قالت :

كان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم إذا خرج من بيته قال : «بسم الله ، اللهم إنّي أعوذ بك أن أزلّ ، أو أضلّ ، أو أن أظلم أو أظلم ، أو أن أبغي أو أن يبغى عليّ» [٧٣٨٤].

__________________

(١) أقحم بعدها بالأصل : «هو» والمثبت يوافق عبارة م وتاريخ بغداد.

(٢) كذا بالأصل وم ، وفي تاريخ بغداد : فقصد.

(٣) الخبر في تاريخ بغداد ١١ / ١٤١.

(٤) كذا بالأصل ، وفي م وتاريخ بغداد هنا : «البزار» وترجمته في سير أعلام النبلاء ١٦ / ٥٤٨ وتاريخ بغداد ١٠ / ٣٧٧ وفيهما «البزاز».

(٥) الأصل وم : المورقي ، تصحيف والصواب ما أثبت ، مرّ التعريف به.

٤٠٨

ذكر من اسمه عبد القاهر

٤١٧٧ ـ عبد القاهر بن عبد الله بن الحسين

أبو الفرج الشّيباني الحلبي النّحوي

الشاعر المعروف بالوأواء (١)

أصله من بزاعا (٢).

ونشأ بحلب ، وتأدّب بها ، وكانت بينه وبين أبي عبد الله الطّليطلي النحوي ـ نزيل شيزر (٣) ـ مكاتبات ، وتردّد إلى دمشق غير مرة ، وكان يقرئ بها النحو ، ويشرح شعر المتنبي ويعربه ، وامتدح بها جماعة رأيته وجالسته ، ولكن لم أسمع منه شيئا ، فأنشدني له ابنه أبو محمّد عبد الصمد ، قال : أنشدني أبي لنفسه (٤) :

أظنّوا أنهم بانوا

وهم في القلب سكّان

تولّى القوم (٥) إذ ولّوا

وكان العيش إذ كانوا

أناديهم وقد حثّوا

ودمع العين هتّان

أحب البعد أحباب

وخان العهد إخوان

__________________

(١) انظر أخباره في :

بغية الوعاة ٢ / ١٠٦ وإنباه الرواة ٢ / ١٨٦ وتاريخ الإسلام (وفيات سنة ٥٥١) وشذرات الذهب ٤ / ١٥٨ والنجوم الزاهرة ٥ / ٣٢٢ وكشف الظنون ٨١٢ والاعلام للزركلي ٤ / ٤٩.

(٢) الأصل : بزاغا ، وفي : برغا ، والمثبت عن بغية الوعاة وإنباه الرواة.

وفي معجم البلدان : بزاعة ، بالضم والكسر (يعني : الباء) ومنهم من يقول : بزاعا بالقصر. وهي بلدة من أعمال حلب في وادي بطنان بين منبج وحلب.

(٣) شيزر : قلعة تشتمل على كورة بالشام قرب المعرة.

(٤) الأبيات في إنباه الرواة ٢ / ١٨٧.

(٥) الأصل وم ، وفي إنباه الرواة : النوم.

٤٠٩

وقالوا شفّك الدهر

وهم للدهر أعوان

ويحيى المرء إن راعته

أحداق وأجفان

وأغيد فاتن الألحاظ

صاح وهو نشوان

وريان من الحسن

إلى الأنفس ظمآن

إذا لاح فما البدر

وإن ماس فما البان

قال : وأنشدني أبي لنفسه :

خلوت بمن أهواه بعد تفرق

بأرض أبي صوت الندى أن يصوبها

فكان عويلي رعدها وابتسامه

وميضا وأهوى القلوب جنوبها

وجاد غمام من دموعي لروضها

فضوع الناس الخزامى وطيبها

وقرب مني الدهر حبا رجوته

وأبعدت الأيام عني رقيبها

تواصله كالبدر أبدى ضياء

وأعراضه كالشمس أبدت غروبها

غدوت أمني بعد وصل لقائه

إذ أتعس محزون (١) تمنت حبيبها

وكنا نرى الأيام قد ما تصيبنا

فما بالنا صرنا الغداة نصيبها

قال وأنشدني لنفسه :

هلال بدي نقضي لفرط تمامه

وحتفي دنا من لحظه لا حسامه

إذا ما ادلهمّ الليل من لام صدغه

أتى الصبح حثّا من يروق ابتسامه

تكاد تقوم (٢) النائحات بشجوها

علي إذا عاينت حسن قوامه

فأضعف عن رد الكلام لسائل

إذا صدّ عني مانعا لكلامه

سقاني وقال : الخمر أودت بلبه

وسكري من عينيه لا من مدامه

وطال عذابي إذ فنيت لشقوتي

ممن ليس يرضاني غلام غلامه

ظلوم رشفت الظلم من فيه لاهجا

به ، ولثمت البدر تحت لثامه

قال : وأنشدني أبي لنفسه :

أبي زمني أن يستقر بي الدار

وأقسم لا يقضى لنفسي أوطار

أخلائي كيف العدل والدهر حاكم

وكيف دنوي والحقد وأقدار

__________________

(١) في م : محبوب.

(٢) في م : تقول.

٤١٠

فما غبتم عن ناظري فيراكم

ولم ينسكم قلبي فيحدث تذكار

لئن عفتم نصري إذا حل حادث

فلي من دموعي في الحوادث أنصار

وإن غربت شمس النهار فمنكم

شموس بقلبي لا تغيب وأقمار

ولي فرق باد إذا ما تفرقوا

ولي مدمع جار إذا ما هم جاروا

وتوجد نفسي حين تلقى عصا النوى

وتفقد إن شدت على العيس أكوار

وإن يك إقلالا تواصل كتبكم

ففي حسراتي نحوكم لي إكثار

وما شئوني صاب عن نار مهجتي

فمن تحيري هل يجمع الماء والنار

نحو لي شهيد عن حنيني إليكم

وإن حضر الأشهاد لم تعق إنكار

لحد حسام الدهر في مضارب

بدت ولذاك الأثر في القلب آثار

نفاني عن الأوطان ما لم أبح به

فصرت كفعل ظاهر فيه إضمار

وكنت كغصن مات يمنع ريه

وقد رويت حولي من الماء أشجار

فقلت ألا إنّ الممات بغربة

لا فضل عند الضيم والناس أطوار

وعوّضت من صحبي أناسا بهم غدا

بعيد ذو فضل وبعيد دينار (١)

فعندهم ذو الفضل من فاق طمره

ترى عند حسن القول تنطق أطيار (٢)

وأعسر ذا للفتى في حياته

قتير بدا في العارضين واقتار

وكم نالت الخسران عند طلابها

بصائر في كسب الحظوظ وأبصار

فإن يغلط الدهر استعدت وصالكم

وإلّا فكيف الوصل والدهر غدّار

وان نحو ما دار شكوت إليكم

صروفا وإلّا فالقبور لنا دار

وأنشدني أبو محمّد ، قال : أنشدني أبي يرثي صبيا :

أضرمت نيرانا بغير زناد

فبدا تأججها على الأكباد

وأتى الطبيب فما شفى لك علّة (٣)

ولطال ما قد كنت تشفي الصاد

قد كان لي عين وكنت سوادها

فاليوم لي عين بغير سواد

قال عبد الصمد بن أبي الفرج :

توفي والدي أبو الفرج في آخر شوال سنة إحدى وخمسين وخمسمائة بحلب.

__________________

(١) في المختصر ١٥ / ١٧٠ يبعد ذو فضل ويعبد دينار.

(٢) في م : ترى عند حسن القول أطمار.

(٣) الأصل وم : «غلة» وما أثبتناه هنا موافق للسياق.

٤١١

٤١٧٨ ـ عبد القاهر بن عبد الله بن محمّد (١) بن سعد بن الحسن (٢)

ابن القاسم (٣) بن (٤) النضر بن القاسم بن محمّد بن عبد الله

ابن عبد الرّحمن بن القاسم (٥) بن محمّد بن أبي بكر الصدّيق

أبو النّجيب التّيمي القرشي البكري السّهروردي (٦)

الفقيه الصوفي الواعظ (٧)

قدم بغداد وهو شاب ، وسمع بها الحديث من أبي علي بن نبهان (٨) ، واشتغل بدرس الفقه على الشيخ الإمام أسعد الميهني وغيره ، ثم لمّا قدم عليهم شيخنا أبي القاسم زاهر بن طاهر الشّحّامي سمع منه قطعة طالحة.

وذكر لي أنه سمع بأصبهان أبا علي الحسن بن أحمد الحداد المقرئ ، واشتغل بالزهد والمجاهدة مدة حتى أنه كان يستقي الماء ببغداد ، ويأكل من كسبه ، ثم اشتغل بالتذكير ، وحصل له فيه قبول ، وبني له ببغداد رباطات للصوفية من أصحابه ، وولي المدرسة النظاميّة ببغداد ، وأملى ببغداد الحديث.

وقدم علينا دمشق سنة ثمان وخمسين وخمسمائة عازما على زيارة بيت المقدس ، فلم ينفق له ذلك لانفساخ الهدنة بين المسلمين والعدو فأكرم (٩) الملك العادل نور الدين ـ أدام الله أيامه ـ مقدمه ، واحترمه ، وكرّمه ، وأقام بدمشق مديدة يسيرة ، وعقد بها المجلس.

وحدّث بشيء يسير ، وعاد إلى بغداد.

سمعت منه (١٠).

__________________

(١) بعدها في سير أعلام النبلاء : عمويه.

(٢) في وفيات الأعيان وطبقات السبكي : الحسين.

(٣) «بن القاسم» سقط من طبقات الشافعية للسبكي.

(٤) في سير أعلام النبلاء : بن علقمة بن النضر بن معاذ بن الفقيه عبد الرحمن بن القاسم.

(٥) في سير أعلام النبلاء : بن علقمة بن النضر بن معاذ بن الفقيه عبد الرحمن بن القاسم.

(٦) السهروردي نسبة إلى سهرورد ، وهي بلدة عند زنجان.

(٧) انظر أخباره في :

الكامل في التاريخ بتحقيقنا (الفهارس) ، البداية والنهاية بتحقيقنا (الجزء ١٢ انظر الفهارس) ، وفيات الأعيان ٣ / ٢٠٤ العبر ٤ / ١٨١ ، طبقات الشافعية للسبكي ٧ / ١٧٣ النجوم الزاهرة ٥ / ٣٨٠ شذرات الذهب ٤ / ٢٠٨.

(٨) هو محمّد بن سعيد بن إبراهيم بن سعيد بن نبهان ، أبو علي البغدادي الكرخي ترجمته في سير أعلام النبلاء ١٩ / ٢٥٥.

(٩) بالأصل : بأكرم ، والمثبت عن م.

(١٠) ليس له ذكر في مشيخة ابن عساكر.

٤١٢

أخبرنا أبو النجيب عبد القاهر بن عبد الله ، أنا أبو علي محمّد بن سعيد بن نبهان ـ ببغداد وأجازه لي (١) أبو علي ، أنا أبو علي الحسن (٢) بن أحمد بن إبراهيم بن شاذان البزّاز ، أنا أبو محمّد دعلج بن أحمد السّجستاني ، أنا أبو الحسن علي بن عبد العزيز البغوي ، أنا أبو عبيد القاسم بن سلّام ، نا هشيم ، نا أبو بشر ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس.

أن رجلا كان واقفا مع النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم فوقصت به دابته ـ أو راحلته ـ وهو محرم فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «غسّلوه وكفّنوه ، ولا تخمّروا وجهه ـ أو رأسه ـ فإنّه يبعث يوم القيامة ملبيا ـ أو قال ملبدا (٣) ـ».

قال غير هشيم : فوقصت (٤) به ناقته في أخاقيق جرذان.

قال الأصمعي : إنما هو لخاقيق واحدها لخقوق ، وهي شقوق الأرض.

يسأله ابني (٥) القاسم بمكة عن مولده ، فقال : سنة تسعين وأربعمائة بسهرورد ، وتوفي ليلة السبت الثامن عشر من جمادى الآخرة سنة ثلاث وستين وخمسمائة ببغداد ، على ما ذكر لي أبو بكر محمّد (٦) بن علي الداني.

٤١٧٩ ـ عبد القاهر بن عبد العزيز بن إبراهيم بن علي

أبو الحسين الأزدي المقرئ الشاهد الصائغ الجوهري

ذكر لي أبو محمّد بن الأكفاني.

أنه قرأ القرآن بقراءة أبي عمرو بن العلاء على أبي بكر أحمد بن عثمان بن أبي الفضل بن بكير الرّبعي البغدادي المعروف بغلام السباك (٧) ، وقرأ بقراءة عبد الله بن عامر على أبي الحسن محمّد بن النضر المعروف بابن الأخرم (٨) ، وعلى أبي العباس أحمد بن محمّد بن أبي الفتح بن خاقان المعروف بابن النّجّاد العابد ، وعلى أبي علي الحسين بن محمّد بن

__________________

(١) «لي أبو علي أنا» سقط من م.

(٢) في م : الحسين ، تصحيف ، ترجمته في سير أعلام النبلاء ١٧ / ٤١٥.

(٣) ملبدا : التلبيد : يجعل المحرم في رأسه شيئا من صمغ ليتلبد شعره بقيا عليه لئلا يشعث في الإحرام ، ويقمل إيقاء على الشعر ، وإنما يلبد من طول مكثه في الإحرام (اللسان).

(٤) الوقص : كسر العنق.

(٥) في م : أبو القاسم ، تحريف.

(٦) في م : أبو محمّد بكر بن علي الداني.

(٧) ترجمته في تاريخ بغداد ٤ / ٢٩٩ ومعرفة القراء للذهبي ١ / ٣١١ وفيها : أحمد بن عثمان بن الفضل.

(٨) ترجمته في معرفة القراء الكبار ١ / ٢٩٠ وغاية النهاية ٢ / ٢٧٠.

٤١٣

علي بن عتّاب الدمشقيين ، وكلهم قرءوا على أبي عبد الله هارون بن موسى الأخفش الدّمشقي بباب الجابية.

قال الأكفاني :

وقرأ أيضا على أبي هاشم عبد الجبار بن عبد الصمد السّلمي الدمشقي ، وقرأ أبو هاشم على أبي عبيدة أحمد بن عبد الله بن أحمد بن بشير بن ذكوان ، وقرأ أبو عبيدة على أبيه (١) أبي عمرو عبد الله بن أحمد.

وحدّث عن أبي القاسم بن أبي العقب ، وأبي بكر أحمد بن محمّد بن سعيد بن فطيس ، وأبي علي بن أبي الزّمزام الفرائضي (٢) ، وأبي الحسن بن حذلم (٣).

روى عنه أبو الحسن علي الحنّاني ، وعلي بن الخضر ، وأبو محمّد الحسن بن علي اللبّاد ، وعبد العزيز بن أحمد.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني ، نا أبو محمّد الكتاني ، أنا أبو الحسين عبد القاهر بن عبد العزيز بن إبراهيم الأزدي الصائغ ، نا أبو القاسم علي بن يعقوب بن أبي العقب ، نا أبو زرعة عبد الرّحمن بن عمرو ، نا يحيى بن صالح (٤) ، نا معاوية بن سلام ، عن يحيى ـ يعني ابن أبي كثير ـ عن محمّد بن عبد الرّحمن أن خالد (٥) بن عبد الله أخبره : أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم كان يصلّي التطوع وهو راكب في غير القبلة ، فإذا أراد أن يصلّي المكتوبة نزل فصلّى نحو القبلة.

الصواب جابر بن عبد الله.

أخبرنا أبو محمّد ، نا أبو محمّد قال :

توفي شيخنا أبو الحسين عبد القاهر بن عبد العزيز بن إبراهيم بن علي الأزدي الصائغ

__________________

(١) بالأصل وم : «ابنه» تصحيف ، انظر ترجمته في معرفة القراء للذهبي ١ / ١٩٨ وتهذيب التهذيب ٥ / ١٤٠.

(٢) هو الحسين بن إبراهيم بن جابر ، أبو علي الدمشقي الفرائضي ، ترجمته في سير أعلام النبلاء ١٦ / ١٤٠ و ٣٠٥.

(٣) هو أحمد بن سليمان بن أيوب ، أبو الحسن مفتي دمشق ، ترجمته في سير أعلام النبلاء ١٥ / ٥١٤.

(٤) هو يحيى بن صالح أبو زكريا الوحاظي الدمشقي ترجمته في سير أعلام النبلاء ١٠ / ٤٥٣.

(٥) بالأصل وم : خالد ، تصحيف والصواب جابر ، فقد ذكره المزي في تهذيب الكمال ١٦ / ٤٨٣ من شيوخ محمّد بن عبد الرحمن بن ثوبان القرشي العامري ، وفيها : روى عنه يحيى بن أبي كثير.

وسينبه المصنف في آخر الخبر إلى الصواب.

٤١٤

ـ رحمه‌الله ـ المعروف بالجوهري يوم الأربعاء لستّ وعشرين ليلة خلت من ذي الحجة سنة إحدى عشرة وأربعمائة.

حدّث عن أحمد بن سليمان بن حذلم ، وعلي بن يعقوب بن أبي العقب ، وجد له بلاغ.

وذكر أنه أدرك ابن جوصا ولم يسمع منه ، ولا من غيره ممن كان في طبقته ، ولم يسمع إلّا ممن ذكرنا ومن غيرهم ممن هو في طبقتهم.

وذكر الحداد : أنه توفي سنة عشر وأربعمائة ، فالله أعلم.

٤١٨٠ ـ عبد القاهر الزاهد

من أعمال دمشق.

حكى عنه أبو عبد الله القفّاف.

ذكر أبو أحمد عبد الله بن بكر الطّبراني (١) قال : وذكر أبو عبد الله القفاف قال : كان نجيب ولد أبي عبيد ـ يعني البسري ـ يقول : إنّي أرى قوما يطلعون في هذا السلم ويبولون ، فكان رجل يعرف بعبد القاهر من خيار الشيوخ وأفاضلهم ، فقال له رجل : يا عبد القاهر رأيت ـ يعني في النوم ـ وقد جاءك نجيب فأخذ بيدك ، فمضيت معه ، فقال : الحمد لله مع أبي عبيد وورثته لا مع سواهم.

وكان لعبد القاهر أريضة (٢) يزرعها ، فكان يحصد وسط كلّ حقل يجعله ناحية ، ويحصد أطراف الحقول يجعلها ناحية ، لا يخلط هذا بهذا ، ويقول : الناس يجاورنا (٣) فإذا بذروا ربما وقع من بذارهم في أرضنا فأكره أن أجعله في القوت.

__________________

(١) ترجمته في سير أعلام النبلاء ١٧ / ١٠٦.

(٢) أرض أريضة إذا كانت لينة الموطئ ، طيبة المقعد ، كريمة جيدة النبات ، وقيل هي الأرض خليفة للخير وللنبات (تاج العروس بتحقيقنا : أرض).

(٣) كذا بالأصل وم.

٤١٥

ذكر من اسمه عبد القدّوس

٤١٨١ ـ عبد القدّوس بن حبيب

أبو سعيد الكلاعي الوحاظي (١)

روى عن عكرمة ، وعطاء ، والحسن ، وأبي عبد الله الشّرعبي (٢) ، وعاصم بن عبد الله البجلي ، ونافع ، ومجاهد ، وعامر الشعبي ، ومكحول ، وبلال بن سعد ، وحمّاد بن أبي (٣) سليمان ، وأبي الأشعث الصّنعاني ، والزهري ، وعروة بن رويم.

روى عنه حيوة بن شريح ، وعمرو بن الحارث المصريان ، وسفيان الثوري ، وعبد الرزّاق بن همّام ، وسعيد بن أبي أيوب ، وإبراهيم بن طهمان ، وروّاد بن الجرّاح العسقلاني ، ومحمّد بن يحيى بن أبي عمر ، والوليد بن مسلم ، وعلي بن الجعد ، وإسحاق بن أبي إسرائيل ، وابنه عبد السلام بن عبد القدّوس ، وصالح بن مالك الخوارزمي ، وعامر بن سيّار ، ومحمّد بن شعيب بن شابور ، وأبو سعيد عثمان بن عتيق الغافقي المصري ، وعثمان بن عمارة وغيرهم.

أخبرنا أبو محمّد عبد الكريم بن حمزة ، نا عبد العزيز بن أحمد ، أنا أبو محمّد بن أبي نصر ، أنا خيثمة بن سليمان ، نا عباس بن محمّد ، أنا ابن شعيب.

ح وأخبرنا أبو الحسين بن الفرّاء ، وأبو غالب بن البنّا ، قالا : أنا أبو يعلى بن الفرّاء ،

__________________

(١) انظر أخباره في :

الميزان للذهبي ٢ / ٦٤٣ والكامل لابن عدي ٥ / ٣٤٢ والضعفاء للعقيلي ٣ / ٩٦ رقم ١٠٦٩ ولسان الميزان ٤ / ٤٨ والتاريخ الكبير ٣ / ٢ / ١١٩ وتاريخ بغداد ١١ / ١٢٦.

(٢) الأصل : «الشرعي» والمثبت عن م.

(٣) «أبي» كتبت فوق الكلام بين السطرين في الأصل.

٤١٦

أنا أبو محمّد بن أبي نصر ، أنا خيثمة ، أخبرني العباس ، أنا محمّد بن شعيب.

أخبرني عبد القدّوس بن حبيب أنه سمع الحسن يحدّث عن سمرة بن جندب أنه قال :

أوصى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم بعض أصحابه فقال : «أوصيكم بتقوى الله عزوجل ، والقرآن فإنه نور الظّلمة ، وهدى النهار ، فاتلوه على ما كان من جهد وفاقة ، فإن عرض لك بلاء فاجعل مالك دون دمك ، فإن جاوزك ـ وفي حديث ابن الفراء : يجاوزك ـ البلاء ، فاجعل مالك ودمك دون دينك ، فإنّ المسلوب من سلب دينه ، والمحروب من حرب (١) دينه ، إنه لا فاقة بعد الجنة ، ولا غنى بعد النار ، إنّ النار لا يستغني فقيرها ولا يفكّ أسيرها» [٧٣٨٥].

ومما وقع لي عاليا من حديثه ما.

أخبرنا أبو القاسم بن الحصين ، أنا أبو طالب بن غيلان ، أنا أبو بكر الشافعي ، نا أبو حفص عمر بن الحسن القاضي ، نا عامر بن سيّار ، نا عبد القدّوس ـ يعني ابن حبيب ـ عن عامر الشعبي ، عن ابن عباس ، قال :

أتي رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم بدلو من ماء زمزم ، فشرب وهو قائم.

أخبرنا أبو غالب بن البنّا ، أنا أبو محمّد بن الجوهري ، نا أبو حفص عمر بن محمّد بن علي بن الزيات (٢) ، نا أبو حفص عمر بن الحسن بن نصر القاضي الحلبي (٣) ، نا عامر بن سيّار ، نا عبد القدوس بن حبيب ، عن عكرمة ، عن ابن عباس قال :

قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «يا معشر إخواني تناصحوا في العلم ، ولا يكتم بعضكم بعضا ، فإنّ خيانة الرجل في علمه أشدّ من خيانته في ماله» [٧٣٨٦].

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنا أبو الحسين بن النّقّور ، أنا عيسى بن علي (٤) ، أنا عبد الله.

ح وأخبرنا أبو القاسم أيضا ، وأبو الفضل أحمد بن الحسن بن هبة الله بن العالمة (٥) ، وأبو منصور علي بن علي بن عبيد الله بن سكينة (٦).

__________________

(١) حربه حربا كطلبه طلبا : سلب ماله ، فهو محروب وحريب ج حربى وحرباء (تاج العروس بتحقيقنا ، والقاموس المحيط : حرب).

(٢) ترجمته في سير أعلام النبلاء ١٦ / ٣٢٣.

(٣) ترجمته في سير أعلام النبلاء ١٤ / ٢٥٤.

(٤) بالأصل : نا عيسى بن علي بن عبيد الله.

(٥) المشيخة ٥ / أ.

(٦) ترجمته في سير أعلام النبلاء ٢٠ / ٤٩ والمشيخة ١٤٧ / أ.

٤١٧

قالوا : أنا أبو محمّد الصّريفيني ، أنا أبو القاسم بن حبابة ، نا عبد الله بن محمّد ، نا علي بن الجعد ، أنا عبد القدّوس ، عن أبي الأشعث الصّنعاني ، عن شدّاد بن أوس ، عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال :

«من قرض بيت شعر بعد العشاء لم يقبل الله له صلاة حتى يصبح» [٧٣٨٧].

أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد ، أنا إسماعيل بن مسعدة ، أنا حمزة بن يوسف ، أنا أبو أحمد بن عدي (١) ، نا هارون بن يوسف ، نا ابن أبي عمر ، نا عبد القدوس بن حبيب الدمشقي ، عن عكرمة بحديث ذكره (٢).

أنبأنا أبو الغنائم محمّد بن علي ، ثم حدّثنا أبو الفضل بن ناصر ، أنا أحمد بن الحسن ، والمبارك بن عبد الجبار ، ومحمّد بن علي ـ واللفظ له ـ قالوا : أنا أبو أحمد ـ زاد أحمد وأبو الحسين الأصبهاني قالا : ـ أنا أحمد بن عبدان ، أنا محمّد بن سهل ، أنا محمّد بن إسماعيل ، قال (٣) :

عبد القدّوس بن حبيب ، عن أبي عبد الله الشّرعبي (٤) قاله ابن وهب عن حيوة ، وقال إسحاق بن أبي إسرائيل ، نا عبد القدّوس بن حبيب الكلاعي عن عكرمة ، عن ابن عباس ، عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم بحديث منكر.

وقال (٥) إبراهيم بن طهمان عن عبد القدّوس بن حبيب الشامي ، عن عاصم بن عبد الله البجلي مرسل ، ويروي عبد القدّوس ، عن نافع ، ومجاهد (٦) ، والشعبي ، ومكحول ، وعطاء أحاديث مقلوبة.

فمن قال عبد القدّوس عن الحسن بن أبي الحسن ، سمع منه سعيد بن أبي أيوب إن لم يكن ابن حبيب لا أدري.

__________________

(١) الكامل لابن عدي ٥ / ٣٤٣.

(٢) كذا ونصه فيه :

قال قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ؛ ما من مسلم يصبح ووالده عنه راضيان إلّا كان له بابان من الجنة ، وإن كان واحدا فواحدا ، وما من مسلم يصبح ووالداه عليه ساخطان إلّا كان له بابان من النار وإن كان واحدا فواحدا.

(٣) التاريخ الكبير للبخاري ٣ / ٢ / ١١٩.

(٤) بالأصل : الشرعي ، تصحيف والصواب عن م والتاريخ الكبير والجرح والتعديل.

(٥) كذا بالأصل وم ، وفي التاريخ الكبير : وروى.

(٦) في التاريخ الكبير : عن مجاهد. تصحيف فيه «الواو» «عن».

٤١٨

وهو (١) هو ، والله أعلم.

أخبرنا أبو الحسين القاضي ـ إذنا ـ وأبو عبد الله الخلال ـ شفاها ـ قالا : أنا أبو القاسم بن منده ، أنا أبو علي ـ إجازة ـ.

ح قال : وأنا أبو طاهر بن سلمة ، أنا أبو الحسن قالا : أنا عبد الرّحمن بن أبي حاتم ، قال (٢) :

عبد القدّوس بن حبيب الكلاعي الشامي ، أبو سعيد ، روى عن عطاء ، وعكرمة ، والحسن ، وأبي عبد الله الشرعبي (٣) ، روى عنه حيوة بن شريح ، وسعيد بن أبي أيوب ، وإبراهيم بن طهمان ، والوليد بن مسلم ، وعلي بن الجعد ، سمعت أبي يقول ذلك.

أخبرنا أبو الحسن بن قبيس ، نا ـ وأبو منصور محمّد بن عبد الملك ، أنا ـ أبو بكر الخطيب (٤) ، أنا أبو حازم العبدوي ، قال : سمعت محمّد بن عبد الله الجوزقي يقول : قرئ على مكي بن عبدان قيل له سمعت.

ح وأخبرنا أبو بكر محمّد بن العباس ، أنا أحمد بن منصور بن خلف ، أنا أبو سعيد بن حمدون ، أنا مكّي بن عبدان ، قال : سمعت مسلم بن الحجّاج يقول :

أبو سعيد عبد القدّوس الشّامي ذاهب الحديث.

قرأت على أبي الفضل بن ناصر ، عن جعفر بن يحيى ، أنا أبو نصر الوائلي ، أنا الخصيب بن عبد الله ، أخبرني عبد الكريم بن أبي عبد الرّحمن ، أخبرني أبي قال :

أبو سعيد عبد القدّوس بن حبيب الشّامي دمشقي ، ليس بثقة ولا مأمون ، سكتوا عنه.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنا أبو طاهر الخطيب ، أنا هبة الله بن إبراهيم بن عمر ، أنا أبو بكر المهندس ، نا أبو بشر الدولابي ، قال (٥) :

أبو سعيد عبد القدّوس بن حبيب الدّمشقي متروك الحديث.

__________________

(١) «وهو هو» ليس من كلام البخاري ، تعقيب المصنف على كلام البخاري : «فلا أدري».

(٢) الجرح والتعديل ٦ / ٥٥.

(٣) بالأصل : الشرعي ، تصحيف والصواب عن م والتاريخ الكبير والجرح والتعديل.

(٤) تاريخ بغداد ١١ / ١٢٨.

(٥) الكنى والأسماء للدولابي ١ / ١٨٧.

٤١٩

أنبأنا أبو جعفر الهمذاني (١) ، أنا أبو بكر الصفّار ، أنا أحمد بن علي بن منجويه ، أنا أبو أحمد الحاكم قال (٢) :

أبو سعيد عبد القدّوس بن حبيب الشامي الدّمشقي عن مكحول ، روى عنه الثوري ، وحيوة ، أراه ابن شريح ، سمعت محمّد بن صالح يقول (٣) : سمعت الحسن بن محمّد يقول : سمعت محمّد بن يحيى يقول (٤) : حدثنا محمّد بن يوسف ، نا النعمان ، عن أبي سعيد قال ابن يحيى : عبد القدّوس عن مكحول ، قال : وأنا أبو العباس الهمداني ، قال : عبد القدّوس بن حبيب الدمشقي أبو سعيد.

أخبرنا أبو الحسن بن قبيس ، وأبو منصور بن خيرون ، قالا : قال لنا أبو بكر الخطيب (٥) :

عبد القدّوس بن حبيب أبو سعيد (٦) الوحاظي شامي ، سكن بغداد ، وحدّث بها عن عكرمة مولى ابن عباس ، وعطاء بن أبي رباح ، ومجاهد بن جبر ، ومكحول الشامي ، روى عنه سفيان الثوري ، وإبراهيم بن طهمان ، وعمرو بن الحارث ، وحيوة بن شريح المصريان ، والعلاء بن موسى الباهلي ، وجماعة آخرهم إسحاق بن أبي إسرائيل.

أخبرنا أبو عبد الله محمّد بن الفضل ، أنا أبو الحسين (٧) عبد الغافر بن محمّد بن عبد الغافر ، أنا أبو أحمد محمّد بن أحمد الجلودي ، أنا إبراهيم بن محمّد بن سفيان ، نا مسلم بن الحجّاج ، نا حسن الحلواني ، قال : سمعت شبابة يقول : كان عبد القدّوس يحدثنا فيقول : سويد بن غفلة ، قال شبابة : وسمعت عبد القدّوس يقول : نهى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم أن تتخذ الروح غرضا ، قال : فقيل له : أي شيء هذا؟ قال : يعني حائط ليدخل عليه الروح.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي ، أنا ثابت بن بندار ، أنا محمّد بن علي بن يعقوب ، أنا محمّد بن أحمد بن محمّد ، أنا الأحوص بن المفضّل ، نا أبي قال : سمعت يحيى ، عن عبد القدوس ـ يحدث عن عطاء وعن مكحول ـ فقال : شيخ شامي ، مطروح الحديث.

__________________

(١) بالأصل وم : الهمداني ، بالدال المهملة ، تصحيف ، والسند معروف.

(٢) الكنى والأسماء للدولابي ١ / ١٨٧.

(٣) ما بين الرقمين في م : يقول : سمعت الحسن بن محمّد بن يحيى يقول.

(٤) ما بين الرقمين في م : يقول : سمعت الحسن بن محمّد بن يحيى يقول.

(٥) تاريخ بغداد ١١ / ١٢٦.

(٦) بالأصل : سعد ، تصحيف ، والصواب عن م وتاريخ بغداد.

(٧) في م : بن عبد الغافر.

٤٢٠