تاريخ مدينة دمشق - ج ٣٦

أبي القاسم علي بن الحسن ابن هبة الله بن عبد الله الشافعي [ ابن عساكر ]

تاريخ مدينة دمشق - ج ٣٦

المؤلف:

أبي القاسم علي بن الحسن ابن هبة الله بن عبد الله الشافعي [ ابن عساكر ]


المحقق: علي شيري
الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع
الطبعة: ٠
الصفحات: ٥٠٣
الجزء ١ الجزء ٢ الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧ الجزء ٨ الجزء ٩ الجزء ١٠ الجزء ١١ الجزء ١٢ الجزء ١٣ الجزء ١٤ الجزء ١٥ الجزء ١٦ الجزء ١٧ الجزء ١٨ الجزء ١٩ الجزء ٢٠ الجزء ٢١ الجزء ٢٢ الجزء ٢٣ الجزء ٢٤ الجزء ٢٥ الجزء ٢٦ الجزء ٢٧ الجزء ٢٨ الجزء ٢٩ الجزء ٣٠ الجزء ٣١ الجزء ٣٢ الجزء ٣٣ الجزء ٣٤ الجزء ٣٥ الجزء ٣٦ الجزء ٣٧ الجزء ٣٨ الجزء ٣٩ الجزء ٤٠ الجزء ٤١ الجزء ٤٢ الجزء ٤٣ الجزء ٤٤ الجزء ٤٥ الجزء ٤٦ الجزء ٤٧ الجزء ٤٨ الجزء ٤٩ الجزء ٥٠ الجزء ٥١ الجزء ٥٢ الجزء ٥٣ الجزء ٥٤ الجزء ٥٥ الجزء ٥٦ الجزء ٥٧ الجزء ٥٨ الجزء ٥٩ الجزء ٦٠ الجزء ٦١ الجزء ٦٢ الجزء ٦٣ الجزء ٦٤ الجزء ٦٥ الجزء ٦٦ الجزء ٦٧ الجزء ٦٨ الجزء ٦٩ الجزء ٧٠ الجزء ٧١ الجزء ٧٢ الجزء ٧٣ الجزء ٧٤ الجزء ٧٥ الجزء ٧٦ الجزء ٧٧ الجزء ٧٨ الجزء ٧٩ الجزء ٨٠

أنبأنا أبو الغنائم محمّد بن علي ، ثم نا أبو الفضل ، أنا أبو الحسين ، وأبو الغنائم ـ واللفظ له ـ وأبو الفضل بن خيرون ، قالوا : أنا عبد الوهاب بن محمّد ـ زاد ابن خيرون : ومحمّد بن الحسن قالا : أنا أحمد بن عبدان ، أنا محمّد بن سهل ، أنا محمّد بن إسماعيل ، قال (١) :

عبد العزيز بن عبد الله (٢) بن عمر بن الخطّاب القرشي العدوي ، روى عنه عبد العزيز الماجشون ، وابن أبي ذئب ، وابن المبارك ، سمع محمّد بن أبي بكر بن عمرو بن حزم ، وهو والد عبد الله المدني (٣) أبو محمّد.

أخبرنا أبو الحسين هبة الله بن الحسن ـ إذنا ـ وأبو عبد الله الخلال ـ شفاها ـ أنا أبو القاسم بن منده ، أنا أبو علي ـ إجازة ـ.

ح قال : وأنا أبو طاهر ، أنا علي قالا : أنا أبو محمّد بن أبي حاتم قال (٤) :

عبد العزيز بن عبد الله (٥) بن عمر القرشي روى عنه عبد العزيز الماجشون ، ووهيب ، وابن المبارك ، سمعت أبي يقول ذلك.

أخبرنا أبو الحسن بن قبيس ، نا أبو منصور بن زريق ، أنا أبو بكر الخطيب ، قال (٦) : عبد العزيز بن عبد الله بن عبد الله بن عمر بن الخطاب العدوي المديني ، سمع محمّد بن أبي بكر بن عمرو بن حزم ، روى عنه عبد العزيز الماجشون ، وابن أبي ذئب ، وابن المبارك ، وكان عبد العزيز نبيها في آل عمر وجيها عندهم ، وكان من أحسن الناس صورة وأبرعهم جمالا.

أخبرنا أبو غالب ، وأبو عبد الله قالا (٧) : أنا أبو جعفر بن المسلمة ، أنا أبو طاهر المخلّص ، نا أحمد بن سليمان ، نا الزبير بن بكّار.

حدثني محمّد بن عبد العزيز العمري عن عيسى بن محمّد بن عبد العزيز العمري ، قال : قال عبد العزيز بن عبد الله.

خرجت على بغلتي ، فلما انحدرت من المنارتين لقيت عبّاد بن عبد الله بن الزبير نازلا

__________________

(١) التاريخ الكبير للبخاري ٣ / ٢ / ١٣.

(٢) كذا بالأصل : وهو عبد العزيز بن عبد الله بن عبد الله بن عمر كما في التاريخ الكبير ، وهو صاحب الترجمة.

(٣) التاريخ الكبير : المديني.

(٤) الجرح والتعديل ٥ / ٣٨٦.

(٥) كذا بالأصل والجرح والتعديل ، انظر الحاشية التي سبقت الحاشيتين السابقتين.

(٦) تاريخ بغداد ١٠ / ٤٣٤ ـ ٤٣٥.

(٧) الأصل : قالوا.

٣٠١

من العقيق بين جاريتين له كأنهما طاوسان وقد أربى عن الثمانين ، فاستحييت منه وانحزت إلى شق الحرة الآخر ، فقال : هلم إليّ يا ابن أخي ، فدنوت منه ، فقال : إني خرجت بين جاريتي هاتين لا يريان بي شيئا ، فلما رأياك وشيا بك .... (١) أبصارهما ، وهما حرتان إن خرجنا من المنزل ما كنت حيا ، وكان آل عبد الله بن عبد الله إذا خاصمهم أحد من بني عمهم في ولاية الصدقة .... (٢) بعبد العزيز ويقولون : نبايض بعبد العزيز عزائمنا.

قال : ونا الزبير ، حدثني محمّد بن عبد الرّحمن أحد بني عامر بن لؤي ، قال : قال ... (٣) الضحى : الموضع وأباي عبد العزيز نبايض به عزائمنا.

قوله : نبايض به : يفاخر به في أيامه البيض وأخباره البيض.

أخبرنا أبو الحسن بن قبيس ، نا ـ وأبو منصور بن زريق ، أنا ـ أبو بكر الخطيب (٤) ، أنا علي بن أبي علي ، نا محمّد بن عبد الرّحمن المخلّص ، وأحمد بن عبد الله الدوري.

ح وأخبرناه عاليا أبو غالب ، وأبو عبد الله ابنا أبي علي قالا : أنا أبو جعفر بن المسلمة ، أنا أبو طاهر المخلص.

قالا : نا أحمد بن سليمان الطوسي ، نا الزبير بن بكّار (٥) ، حدثني مصعب بن عثمان ، ومحمّد بن الضحاك الحزامي ، ومحمّد بن الحسن المخزومي وغيرهم أن عبد العزيز كان ممن أشرف (٦) مع محمّد بن عبد الله بن الحسن ، فلما قفل محمّد حمل عبد العزيز إلى أمير المؤمنين المنصور في حديد ، فلما أدخل عليه قال : ما رضيت أن خرجت عليّ حتى خرجت معك بثلاثة أسياف من ولدك؟ فقال له عبد العزيز : يا أمير المؤمنين صل رحمي ، واعف عني ، واحفظ فيّ عمر بن الخطّاب ، فقال : أفعل ، فعفا عنه ، فقال له عبد الله بن الربيع المداني : يا أمير المؤمنين اضرب عنقه لا تطمع فيك فتيان قريش ، فقال له أمير المؤمنين المنصور : إذا قتلت هذا ـ زاد أبو جعفر : وأشباهه ، فقالا : على من ـ فعلى من أحبّ أن أتأمّر؟

قال (٧) : ونا الزبير ، حدثني عبد الرّحمن بن عبد الله بن عبد العزيز الزهري ، عن أبي

__________________

(١) كلمة غير مقروءة بالأصل.

(٢) رسمها بالأصل : هرعون.

(٣) كلمة لم أتبينها رسمها : «لومة».

(٤) تاريخ بغداد ١٠ / ٤٣٥.

(٥) ومن طريقه رواه المزي في تهذيب الكمال ١١ / ٥٠٨.

(٦) في تاريخ بغداد : أسر.

(٧) القائل : أحمد بن سليمان الطوسي. والخبر في تاريخ بغداد ١٠ / ٤٣٥ وتهذيب الكمال ١١ / ٥٠٩.

٣٠٢

هريرة بن جعفر المخزومي (١) مولى أبي هريرة أن الديباج محمّد بن عبد الله بن عمرو بن عثمان ، وعبد العزيز بن عبد الله بن عبد الله بن عمر بن الخطاب خطبا امرأة من قريش فاختلف عليها في جمالهما ، فجعلت تسأل وتستبحث إلى أن خرجت تريد صلاة العتمة في المسجد ، فرأتهما قائمين في القمر يتعاتبان في أمرها ، ووجه عبد العزيز إليها وظهر محمّد إليها ، فنظرت إلى بياض عبد العزيز وطوله ، فقالت : ما نسأل عن هذين وتزوّجت عبد العزيز ، فجمع الناس وأولم لدخولها ، فبعث إلى محمّد بن عبد الله بن عمرو فدعاه فيمن دعا ، فأكرمه وأجلسه في مجلس شريف ، فلما فرغ الناس برّك له محمّد وخرج وهو يقول :

بينا أرجّي أن أكون وليّها

رميت بعرق من وليمتها سخن

أخبرنا أبو غالب ، وأبو عبد الله قالا : أنا أبو جعفر بن المسلمة ، أنا أبو طاهر ، نا أحمد بن سليمان ، نا الزبير ، حدثني عمي مصعب بن عبد الله قال :

خرج عبد العزيز بن عبد الله بن عبد الله إلى الحجّ وهو حديث عهد بعرس ، فلما كان يوم النفر الأول يسرع شوقا إلى أهله ، فسبق المسبق إلى العرس فاستحيا أن يدخل نهارا ، فإذا بسفيان بن عاصم بن عبد العزيز بن مروان قد جاء على بغلة له يتوشى أخبار الموسم ، فلما رأى عبد العزيز قال : ما لك يا ابن أخي لا تدخل المدينة؟ فقال : أستحيي أن أدخلها نهارا أول الناس ، فقال له : أقسمت عليك إلّا ركبت راحلتك ، وأنا معك تشوّقت إلى أهلك وأنت حديث عهد بعرس ، وتجلس عنهم وقد بلغت هذا الموضع ، وقد أخبره عبد العزيز بعرسه ، وتشوقه ، فركب عبد العزيز راحلته ومضى معه سفيان بن عاصم حتى دخلا المدينة ، فدخل عبد العزيز على أهله وقال لهم : عتبوا الراحلة ولا يعلم بمقدمي أحد ، فلم ينشب أن أجعل الناس يستأذنون ، فأذن لهم ، وقال : من الذي أخبركم بمقدمي؟ قال : هاتيك راحلتك قد حلق رأسها وجلّلت ملحفة مصفرة يطاف بها في السوق ، فدخل على زوجته فقال : ما هذا الذي فعلت؟ قالت : تشوقت إليّ وسرّعت وأردت أن أكتم ذاك ، أردت والله أن أظهر للناس حظوتي عندك.

٤١١٢ ـ عبد العزيز بن عبد الحميد اللّخمي الدّاراني

حدّث عن الأوزاعي.

روى عنه يزيد بن محمّد بن عبد الصمد.

__________________

(١) تاريخ بغداد : المحرري.

٣٠٣

أخبرنا أبو الحسن بن قبيس ، أنا أبي أبو العباس الفقيه ، والقاضي أبو عبد الله الحسين بن محمّد بن أبي الرضا ، قالا : أنا أبو محمّد بن أبي نصر ، نا الحسن بن حبيب ، نا يزيد بن عبد الصمد ، نا (١) عبد العزيز ، نا.

ح وأخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنا أبو طاهر محمّد بن أحمد بن محمّد ، أنا أبو إبراهيم أحمد بن القاسم بن ميمون بن حمزة العلوي ، نا جدي أبو القاسم الميمون بن حمزة بن الحسين ـ إملاء ـ نا الحسن بن آدم ، حدثني يزيد بن عبد الصمد ، نا عبد العزيز بن عبد الحميد اللّخمي من أهل داريا ، نا الأوزاعي ، عن مقاتل ، عن أبي بردة ، عن أبيه قال :

أتى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم جبريل في صورة أعرابيّ ، ورسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم لا يعرفه ، فقال : يا محمّد ما الإيمان؟ قال : «تؤمن ـ وفي حديث ابن السّمرقندي : أن تؤمن ـ بالله واليوم الآخر ، والملائكة ، والكتاب ، والنبيّين ، والبعث بعد الموت ، والقدر خيره وشرّه» ، قال : إذا فعلت هذا ـ وفي حديث ابن السّمرقندي : ذلك ـ فأنا مؤمن؟ قال : «نعم» ، قال : صدقت ، قال : فما الإسلام؟ قال : «تشهد أن ـ وفي حديث ابن السّمرقندي : شهادة ـ أن لا إله إلّا الله وأنّ محمّدا رسول الله ، وتقيم الصلاة ، وتؤتي الزكاة ، وتحجّ البيت ، وتصوم شهر رمضان» ، قال : فإذا فعلت ذلك فأنا مسلم؟ قال : «نعم» ، قال : صدقت ـ زاد ابن السّمرقندي : قال : فما الإحسان؟ ـ قال : «تعبد الله كأنك تراه ، فإن لم تره فهو يراك» ، قال : صدقت ، قال : فالتفت النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم يطلب الرجل فلم يقدر عليه ، فقال النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «هذا جبريل جاءكم يعلّمكم دينكم» ـ وفي حديث ابن قبيس : قال ثم انصرف ثم طلبه النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم فلم يقدره عليه قال : ثم قال : «هذا جبريل يعلّمكم أمر دينكم» [٧٣٤٥].

٤١١٣ ـ عبد العزيز بن عبد الرّحمن بن أحمد بن إبراهيم

أبو الحسن ـ وقيل : أبو القاسم ـ القزويني الفقيه الشافعي (٢)

قدم دمشق ، وحدّث بها وبصور عن أبيه ، وأبي القاسم كامل بن علي بن محمّد بن سلم القصري ، والقاضي أبي محمّد عبد الله بن أبي زرعة القزويني الحافظ (٣) الفقيه ، وأبي علي حمد بن عبد الله بن محمّد بن عبد الرّحمن الأصفهاني ، وأبي جعفر محمّد بن عبد الله بن

__________________

(١) بالأصل : نا العباس عبد العزيز نا.

(٢) انظر التدوين في أخبار قزوين ٣ / ١٩١.

(٣) مطموسة بالأصل.

٣٠٤

عبد السلام الأبهري ، وأبي عبد الله الحسين بن علي بن محمّد بن زنجويه القطان ، وأبي الحسن علي بن الحسن الصيقلي القزويني ، وأبي العباس أحمد بن محمّد بن الحسين البصير الرازي ، وأبي عمر بن مهدي.

روى عنه أبو إسحاق إبراهيم بن علي بن العباني ، وأبو حفص عمر بن الحسن بن عيسى .... (١) ، وأبو طالب عبد الرّحمن بن محمّد بن عبد الرّحمن الشيرازي الصوفيون ، وأبو الحسن بن أبي الحديد ، وابنه أبو عبد الله الحسن بن أحمد ، وأبو البشر المؤمل بن الحسن بن أحمد الطائي ، ونجا بن أحمد العطّار.

ونا عنه أبو القاسم النسيب بحكايتين.

أخبرنا أبو الحسين بن أبي الحديد ، أنا جدي أبو عبد الله ، أنا الفقيه أبو القاسم عبد العزيز بن عبد الرّحمن بن أحمد القزويني قدم علينا دمشق في شهر رمضان سنة ست وعشرين وأربعمائة ـ قيل له : حدّثك أبوك عبد الرّحمن بن أحمد ، أنا أبو الحسن محمّد بن هارون الزّنجاني (٢) ، نا موسى بن هارون ، نا قتيبة ، نا حفص بن ميسرة أبو عمر الصنعاني ، نا ابن أبي مليكة ، عن عائشة قالت :

مات رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم في بيتي بين ليلتي ويومي ، بين سحري ونحري (٣) ، وخلطت ريقي بريقه ، قيل : يا أم المؤمنين كيف خلطت ريقك بريقه؟ قالت : دخل عبد الرّحمن وبيده سواك ، فنظر إليه النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم فعلمت أنه قد اشتهاه ، فأخذت السواك فكسرته ثم مضغته ، ثم ناولته النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم فاستاك به.

قال ... (٤) عمران : قال لنا قتيبة في هذا الحديث نا حفص بن ميسرة ، نا ابن أبي مليكة قال : سمعت عائشة تقول ، فجعلته : أنا عائشة ، لأن عمر بن سعيد بن أبي حسن أدخل بين ابن أبي مليكة وبين عائشة في إسناد هذا الحديث : ذكر أن أبا عمرو.

رواه نافع بن عمر ، وعبد الجبار بن الورد ، وأبو [أيوب] السختياني ، عن ابن أبي مليكة ، عن عائشة كما رواه حفص بن ميسرة إلّا انهم لم يذكروا لفظ الخبر فيه.

__________________

(١) غير واضحة بالأصل من سوء التصوير ، ولم أتبينها.

(٢) إعجامها مضطرب بالأصل ، والمثبت عن الأنساب.

(٣) أي مات وهو مستند إلى صدرها ، وما يحاذي سحرها منه (النهاية).

(٤) كلمة غير واضحة قراءتها بالأصل.

٣٠٥

فأما حديث نافع.

فأخبرناه أبو بكر بن المزرفي (١) ، نا أبو الحسين بن المهتدي ، أنا عيسى بن علي ، أنا أبو القاسم البغوي ... (٢).

أخبرتنا أم المجتبى فاطمة بنت ناصر ، قالت أنا إبراهيم بن منصور ، أنا أبو بكر بن المقرئ ، أنا أبو يعلى الموصلي ، قالا : نا ... (٣) بن عمر وهو الضبي ، نا نافع بن عمر الجمحي ، عن ابن [أبي](٤) مليكة قال : قالت عائشة :

توفي رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم في بيتي وفي يومي ، وبين سحري ونحري ، وجمع الله بين ريقي (٥) وريقه. قالت عائشة : دخل عبد الرّحمن بن أبي بكر بسواك ... (٦) وفي حديث البغوي : فكسف عند النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فأخذته فمضغته ثم ... (٧) به ، وفي حديث أبي يعلى : له.

وأما حديث عبد الجبار.

فأخبرتنا به أم المجتبى العلوية قالت : أنا إبراهيم بن منصور ، أنا أبو بكر بن المقرئ ، أنا أبو يعلى ، نا عبد الأعلى ، وهو ابن حماد ، نا عبد الجبار بن الورد قال : سمعت ابن أبي مليكة يقول : كانت عائشة تقول :

إن من نعم الله تبارك وتعالى أمات رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم في بيتي وفي يومي ، وبين سحري ونحري ، وأن الله جمع بين ريقي وريقه ؛ دخل عليّ عبد الرحمن بن أبي بكر ومعه سواك ..... (٨) فرأيت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ينظر إليه ، فقلت : يا عبد الرحمن .... (٩) ، فقصمه ثم ناولنيه ومضغته حتى إذا لان ناولته النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم .... (١٠) فذهب يرفعه فلم .... (١١) يده ، وشخص بصره فقال : «اللهم ألحقني بالرفيق الأعلى» [٧٣٤٦].

وأما حديث أيوب.

__________________

(١) الأصل : المرزقي ، تصحيف. تقدم التعريف به.

(٢) كلة غير واضحة من سوء التصوير.

(٣) كلمة غير واضحة بالأصل من سوء التصوير ، وقد ذكر المزي في تهذيب الكمال ١٩ / ٢٦ ترجمة نافع بن عمر الجمحي من الرواة عنه : داود بن عمرو الضبي.

(٤) زيادة لازمة للإيضاح.

(٥) كلمة غير مقروءة من سوء التصوير ، واللفظة المثبتة باعتبار السياق ، وهو ما يتفق مع الرواية السابقة.

(٦) كلمة غير واضحة من سوء التصوير.

(٧) كلمة غير واضحة من سوء التصوير.

(٨) كلمتان غير مقروءتين من سور التصوير.

(٩) كلمات غير مقروءة. لم أتبينها.

(١٠) غير واضحة من التصوير.

(١١) غير واضحة من التصوير.

٣٠٦

فأخبرناه أبو عبد الله الفراوي ، أنا أبو عبد الله محمّد بن علي بن محمّد ، وأبو سهل .... (١) بن أحمد بن عبيد الله ، قالا : أنا أبو الهيثم محمّد بن المكي.

[ح وأخبرنا] أبو عبد الله الفراوي قال : نا أبو عثمان سعيد بن أحمد بن محمّد العيّار ، أنا أبو علي محمّد بن عمر بن شبّويه (٢) ، قالا : أنا محمّد بن يوسف ، نا أبو عبد الله محمّد بن إسماعيل ، نا سليمان بن حرب ، نا حمّاد بن زيد ، عن أيوب ، عن ابن أبي (٣) مليكة ، عن عائشة قالت :

توفي النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم في بيتي ويومي ، وبين سحري ونحري ، وكان أحدنا يعوده بدعاء إذا مرض ، فذهبت أعوده ، فرفع رأسه إلى السماء وقال : «في الرفيق الأعلى ، في الرفيق الأعلى» ، ومر عبد الرّحمن بن أبي بكر وفي يده جريدة رطبة ، فنظر إليه النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم فظننت أنه له بها حاجة فأخذتها فمضغت رأسها و... (٤) فرفعتها إليه ، فاستن بها كأحسن ما كان مستنا ، ثم ناولنيها فسقطت يده أو سقطت من يده ـ فجمع الله بين ريقي وريقه في آخر يوم من الدنيا وأوّل يوم من أيام الآخرة [٧٣٤٧].

وأمّا حديث ابن أبي حسن الذي زاد في إسناده : أبا عمرو.

فأخبرناه أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنا أبو الحسين بن النقور ، أنا عيسى بن علي ، أنا أبو القاسم البغوي ، نا داود بن عمرو ، نا عيسى بن يونس ، نا عمر بن سعيد بن أبي حسن المكي ، نا ابن أبي مليكة ، أنا أبا عمرو مولى عائشة أخبره أن عائشة قالت :

إنّ مما أنعم الله عليّ بن أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم قبض في بيتي ، وبين سحري ونحري ، وجمع الله بين ريقي وريقه عند الموت ، دخل علي أخي عبد الرّحمن ، وأنا مسندة رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، وبيده سواك ، فجعل ينظر إليه ، وكنت أعرف أنه يعجبه السواك ويؤلفه ، فقلت : آخذه لك؟ فأومأ برأسه أن نعم ، فناولته إيّاه فأدخله في فيه ، فاشتد (٥) عليه فتناولته وقلت : ألينه لك؟ فأومأ برأسه أن نعم ، فليّنته له ، فأمرّه وبين يديه ركوة ـ أو قالت : عليه ـ شك ابن أبي حسن ـ فيها ماء ، فجعل يدخل يده فيها ويمسح بها وجهه ويقول : «لا إله إلّا الله ، إنّ للموت

__________________

(١) غير واضحة من التصوير.

(٢) الأصل : شيبويه ، ترجمته في سير أعلام النبلاء ١٦ / ٤٢٣.

(٣) كتبت بين السطرين بالأصل.

(٤) غير مقروءة بالأصل.

(٥) بدون إعجام بالأصل ، ولعل الصواب ما ارتأيناه.

٣٠٧

لسكرات» ، ثم نصب يده وأشار ابن أبي حسن باصبعه يقول : «الرفيق الأعلى ، الرفيق الأعلى» حتى قبض ، ومالت يده [٧٣٤٨].

وقد أخرج البخاري حديث نافع ، وأيوب ، وابن أبي حسن (١) في صحيحه.

وجدت بخط أبي الفرج (٢) غيث بن علي :

قرأت على ظهر جزء بخط عبد الرّحمن القزويني : ولد ابني عبد العزيز عشية الخميس ليلة الجمعة لعشر خلون من جمادى الآخرة سنة تسع وسبعين وثلاثمائة.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني ، نا عبد العزيز الكتاني ، قال :

ورد الخبر أن القاضي أبا القاسم عبد العزيز بن عبد الرّحمن القزويني الفقيه الشافعي توفي بصور في جمادى الأولى سنة إحدى وخمسين وأربعمائة ، وكان فقيها على مذهب الشافعي رحمه‌الله. وحدّث بشيء يسير عن والده عبد الرّحمن ، عن ابن سلمة القطان ، عن أبي حاتم ، وعن الصيقلي ، ولم يكن عنده إلّا شيء يسير ، وكان ثقة ، مضى على سداد وأمر جميل.

وذكر أبو الفرج غيث بن علي فيما قرأته بخطه : أن وفاته كانت يوم الخميس الحادي عشر من جمادى الأولى ، وقال : حدث عن والده عبد الرّحمن ، وأبي محمّد عبد الله بن أبي زرعة الفقيه الحافظ ، وأبي علي حمد بن عبد الله بن علي الأصبهاني ، وأبي عبد الله بن زنجويه القطان ، وأبي الحسن الصّيقلي ، وأبي العباس البصير الرازي وغيرهم من شيوخ قزوين والري ، وطاف البلاد حتى سمع وطاف حتى سمع منه ، نا عنه جماعة ، وما علمت من حاله إلّا خيرا.

٤١١٤ ـ عبد العزيز بن عبد الرّحمن بن عبد الملك

ابن حرب بن عبد الرّحمن بن الحكم بن أبي العاص الأموي

كان يسكن المصّيصة (٣) من بيت لهيا.

ذكره أبو الحسن بن أبي العجائز ، وذكر ابنته أم عثمان بنت عبد العزيز رضيع بيص (٤)

__________________

(١) بالأصل : حسين.

(٢) بالأصل : الفراج ، تصحيف.

(٣) المصيصة : قرية من قرى دمشق قرب بيت لهيا.

وبيت لهيا بكسر اللام وسكون الهاء. قرية مشهورة بغوطة دمشق.

(٤) كذا.

٣٠٨

٤١١٥ ـ عبد العزيز بن عبد الرّحمن بن الوليد بن عبد الملك

ابن مروان بن الحكم الأموي

من ساكني قصر يزيد.

ذكره أحمد بن حميد بن أبي العجائز في تسمية من كان بدمشق من بني أمية.

وذكر ابنا له اسمه : يزيد بن عبد العزيز فطيم ، وذكر بنات له أم العباس بنت عبد العزيز عاتق ، وأم عبد الله بنت عبد العزيز عاتق ، وعزيزة بنت عبد العزيز عاتق.

فقصر يزيد هذا من إقليم بيت الأبّار (١).

٤١١٦ ـ عبد العزيز بن عبد الرّحمن

ـ ويقال : ابن عبد الرحيم ـ اليحصبي

له ذكر في شهود أشهدهم سليمان بن عبد الملك عليه في نهر يزيد.

تقدم الخبر الذي فيه ذكره.

٤١١٧ ـ عبد العزيز بن عبد الرّحيم بن محمّد بن علي

أبو القاسم الأنصاري الدّاراني المؤذن

حكى عن أبيه ، وروى عن أبي محمّد عبد الصمد بن عبد الله بن عبد الصمد.

روى عنه تمّام بن محمّد.

أخبرنا أبو محمّد عبد الكريم بن حمزة ، نا عبد العزيز بن أحمد ، أنا تمام بن محمّد ، نا أبو زرعة ، وأبو بكر محمّد وأحمد ابنا عبد الله بن عبد (٢) الله بن عمر النصري ، وأبو القاسم عبد العزيز بن عبد الرّحيم بن محمّد المؤذن بداريا ودمشق ـ وكان ضريرا ـ قالوا : حدثنا أبو محمّد عبد الصمد بن عبد الله بن عبد الصمد ، نا أبو موسى إسحاق بن موسى الأنصاري ، نا تليد (٣) بن سليمان ، عن عبد الملك بن عمير ، عن الزهري ، عن مالك بن أوس بن الحدثان ، قال :

__________________

(١) وبيت الأبار قرية يضاف إليها كورة من غوطة دمشق فيها عدة قرى.

(٢) كذا بالأصل ، انظر ترجمته في سير أعلام النبلاء ١٧ / ٥٠ وذكر اسمه فيها : محمّد بن عبد الله بن أبي دجانة عمرو بن عبد الله بن صفوان ، أبو زرعة الدمشقي الصغير. روى عنه تمام بن محمّد.

(٣) بدون إعجام بالأصل ، ترجمته في تهذيب الكمال ٣ / ٢٠٨ وهو تليد بن سليمان المحاربي ، أبو سليمان.

٣٠٩

أتى العباس وعلي أبا بكر لما استخلف ، فجاء عليّ يطلب نصيب فاطمة ، وجاء العباس يطلب عصبته مما كان في يد رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، وكان في يده نصف خيبر ثمانية عشر سهما ، وكانت ستة وثلاثين سهما وأرض بني قريظة (١) وفدك ، فقالا : ادفعها إلينا ، فإنها كانت في يد رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فقال لهما أبو بكر : لا أرى ذلك ، إن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم كان يقول : «إنّا معاشر الأنبياء لا نورّث ، ما تركنا فهو صدقة» [٧٣٤٩] ، فقام قوم من أصحاب رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم فشهدوا بذلك ، قالا : فدعها تكون في أيدينا تجري على ما كانت في يد رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، قال : لا أرى ذلك أنا الوالي من بعده ، وأنا أحقّ بذلك منكما ، أضعها في موضعها الذي كان النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم يضعها فيه ، فأبى أن يدفع إليهما شيئا.

فلما ولي عمر أتياه قال : فإنّي لعند عمر وقد أتاه مال ، قال : فقال : خذ هذا المال فاقسمه في قومك بني فلان إذ جاء الآذن ، فقال : بالباب أناس من أصحاب رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، قال : ائذن ، فدخلوا ، قال : ثم أتاه فقال : عليّ والعباس بالباب ، فقال : ائذن لهما ، فدخلا فقال عمر : ما جاء بكما إليّ؟ قد طلبتماه من أبي بكر فدفعته (٢) إليكما قال : فترددوا عليه فيها فلما رأى ذلك قال : أدفعها إليكما على أن آخذ عليكما عهد الله وميثاقه أن تعملا فيها كما كان يعمل رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فخذاها ، فأعطاهما ، فقيضاها ، ثم مكثا ما شاء الله ، ثم إنّهما اختصما فيما بينهما ـ فيها ، قال : فجاءا (٣) عمر وعنده أناس من أصحاب النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فاختصما بين يديه ، فقالا ما شاء الله أن يقولا ، فقال بعض أصحاب النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم : يا أمير المؤمنين اقض بينهما ، وارح كلّ واحد منهما من صاحبه ، فقال : والله لا أقضي فيها أبدا إلّا قضاء قد قضيته ، فإن عجزتما عنها فرداها إليّ كما دفعتها إليكما ، فقاما من عنده.

فلما ولي عثمان أتياه فيها وأنا عنده فقال : أنا أولى ، وأنا أحقّ بها منكما جميعا ، فلما سمع ابن عباس قوله أخذ بيد أبيه فقال : قم هاهنا ، فقال : أين تقيمني ، قال : بلى ، قم أكلمك ، فإن قبلت وإلّا رجعت إلى مكانك ، فقام معه ، فقال له : دعها تكون في يد ابن أخيك فهو خير لك من أن تكون في بعض بني أمية ، فخلّاها العباس ، ودفعها إلى عليّ ، فلم تزل في يد ولده حتى انتهت إلى عبد الله.

__________________

(١) الأصل : قريضة.

(٢) كذا بالأصل ، وفي المختصر ١٥ / ١٤٤ «فأبى أن يدفعه إليكما» وهو الأظهر.

(٣) الأصل : «فجا».

٣١٠

٤١١٨ ـ عبد العزيز بن عبد العزيز بن أبان بن مروان

ابن الحكم بن أبي العاص الأموي

له ذكر.

٤١١٩ ـ عبد العزيز بن عبد الغفّار بن إسماعيل بن عبيد الله

ابن أبي المهاجر المخزومي

حكى عن مسلمة بن يعقوب بن إبراهيم بن الوليد بن عبد الملك بن مروان القائم على أبي العميطر.

حكى عنه أبو جعفر محمّد بن أحمد بن أبي خراسان.

٤١٢٠ ـ عبد العزيز بن عبد القريب

أبو يعلى ـ ويقال : أبو العلاء ـ الحرّاني المقرئ

حدّث بدمشق عن ابن عمّه إسحاق بن عبد الخالق الحرّاني.

روى عنه أبو نصر بن الجبّان ، وأبو الحسن بن السمسار.

أخبرنا أبو الحسن بن قبيس ، أنا أبي ، أنا أبو نصر بن الجبّان ، أنا أبو يعلى عبد العزيز بن عبد القريب الحرّاني المقرئ ـ قراءة عليه ـ حدثني ابن عمي إسحاق بن عبد الخالق الحرّاني ، نا أبو بكر أحمد بن مروان المالكي ، حدثني إبراهيم النهاوندي ، حدثني عتيق بن يعقوب الزبيري ، قال :

قدم هارون الرشيد المدينة ، وكان قد بلغه أن مالك بن أنس عنده الموطّأ يقرأه على الناس ، فوجّه إليه البرمكي ، فقال : أقرئه السلام وقل له ، يحمل إليّ الكتاب فيقرأه عليه ، فأتاه البرمكي فأخبره ، وكان عنده أبو يوسف القاضي ، فقال : يا أمير المؤمنين يبلغ أهل العراق أنك وجهت إلى مالك بن أنس في أمر فخالفك ، اعزم عليه ، فبينا هو كذلك إذ دخل مالك بن أنس ، فسلّم وجلس ، فقال : يا ابن أبي عامر ، أبعث إليك فتخالفني ، فقال مالك : يا أمير المؤمنين أخبرني الزهري ، وذكره عن خارجة بن زيد بن ثابت عن أبيه قال : كنت أكتب بين يدي النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم : (لا يَسْتَوِي الْقاعِدُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ)(١) قال : وابن أم مكتوم عند النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم فقال : يا

__________________

(١) سورة النساء ، الآية : ٩٥.

٣١١

رسول الله إني رجل ضرير ، وقد أنزل الله عزوجل في فضل الجهاد ما قد علمت ، فقال النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «لا أدري» وقلمي رطب ما جفّ حتى وقع فخذ النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم على فخذي ، ثم أغمي على النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم ثم جلس فقال : «يا زيد ، اكتب : (غَيْرُ أُولِي الضَّرَرِ)(١)» [٧٣٥٠]

يا أمير المؤمنين ، حرف واحد ، بعث فيه جبريل والملائكة من مسيرة خمسين ألف عام ، لا ينبغي لي أن أعزه وأجله؟ وإن الله تعالى رفعك وجعلك في هذا الموضع بعلمك ، فلا تكن بأول من يضع عن العلم فيضع الله عزّك. قال : فقال الرشيد فمشى مع مالك بن أنس إلى منزله ، فسمع منه الموطّأ ، وأجلسه معه على المنصة ، فلما أراد أن يقرأه على مالك قال : تقرأه عليّ؟ قال : ما قرأته على أحد منذ زمان ، قال : فتخرج الناس عني ، حتى أقرأه أنا عليك. فقال : إن العلم إذا منع من العامة لأجل الخاصة لم ينفع الله به الخاصة. فأمر له معن بن عيسى القرآن ليقرآه عليه فلما بدا ليقرأه قال مالك بن أنس لهارون الرشيد : يا أمير المؤمنين ، أدركت أهل العلم ببلدنا وأنهم يحبون التواضع للعلم ، فنزل هارون عن المنصة فجلس بين يديه.

٤١٢١ ـ عبد العزيز بن عبد الملك بن أبي عبيدة بن الوليد

ابن عبد الملك بن مروان الأموي

كان يسكن قرية العبادلة من إقليم بيت الأبّار.

ذكره أبو الحسن بن أبي العجائز ، وذكر أباه عبد الملك بن أبي عبيدة في تسمية من كان بدمشق وبغوطتها من بني أميّة.

٤١٢٢ ـ عبد العزيز بن عبد الملك بن نصر

أبو الأصبغ الأموي الأندلسي (٢)

سمع بمكّة ودمشق ، ومصر ، والعراق ، وخراسان ، وسمع بالأندلس سنة ثمان وعشرين وثلاثمائة.

وأدرك بدمشق أصحاب هشام بن عمّار.

وسمع خيثمة بن سليمان ، وأبا سعيد بن الأعرابي ، وأبا جعفر محمّد بن عمرو بن البختري (٣) ، وإسماعيل بن محمّد الصفار ، وعبد الله بن جعفر بن أحمد بن فارس

__________________

(١) سورة النساء ، الآية : ٩٥.

(٢) انظر أخباره في تاريخ علماء الأندلس لابن الفرضي ص ٢٧٨ رقم ٨٣٤.

(٣) ترجمته في سير أعلام النبلاء ١٥ / ٣٨٥.

٣١٢

الأصبهاني (١) ، وسليمان بن أحمد بن يحيى ، ومحمّد بن نوح بن عبد الله الجنديسابوري (٢) ، وأبا بكر محمّد بن العبّاس بن فضيل البغدادي ـ بحلب ـ وأبا العباس أحمد بن محمّد بن هارون البردعي.

روى عنه الحاكم أبو عبد الله.

حدثني أبو القاسم محمود بن عبد الرّحمن البستي (٣) ـ لفظا ـ أنا أبو بكر بن خلف ، أنا الحاكم أبو عبد الله الحافظ ، حدثني عبد العزيز بن عبد الملك الأموي ، نا سليمان بن أحمد بن يحيى ، نا محمود بن الربيع العامري ، نا حمّاد بن عيسى غريق الجحفة (٤) ، حدثنا (٥) طاهرة بنت عمرو بن دينار ، حدثني أبي ، عن جابر بن عبد الله ، قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم :

«إنّ لكلّ بني أب عصبة ينتمون إليها ، إلّا ولد فاطمة ، فأنا وليّهم ، وأنا عصبتهم ، وهم عترتي ، خلقوا من طينتي ، ويل للمكذّبين بفضلهم ، من أحبهم أحبّه الله ، ومن أبغضهم أبغضه الله» [٧٣٥١].

أخبرنا أبو المعالي محمّد بن إسماعيل ، أنا أبو بكر أحمد بن الحسين ، أنا أبو عبد الله الحافظ ، حدثني عبد العزيز بن عبد الملك الأموي ببخاري ، أنا أبو العباس أحمد بن محمّد البردعي ، حدثني محمّد بن أبي مهزول بالمصّيصة ، نا يوسف بن سعيد بن مسلم ، نا إسحاق بن عيسى بن الطباع ، قال : قال عبد الله بن المبارك :

كنت عند مالك بن أنس وهو يحدّثنا ، فجاء عقرب فلدغته (٦) ست عشرة مرة ، ومالك يتغير لونه ويتصبّر ، ولا يقطع حديث رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فلما فرغ من المجلس وتفرّق الناس قلت له : يا أبا عبد الله لقد رأيت منك عجبا ، قال : نعم ، أنا صبرت إجلالا لحديث رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم.

أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر ـ إجازة إن لم يكن سماعا ـ أنا أبو الحسن عبد الله

__________________

(١) ترجمته في سير أعلام النبلاء ١٥ / ٥٥٣.

(٢) ترجمته في سير أعلام النبلاء ١٥ / ٣٤.

(٣) الحرف الأول بدون إعجام بالأصل ، انظر المشيخة ٢٣٧ / أ.

(٤) هو حماد بن عيسى بن عبيدة بن الطفيل الجهني.

غرق في وادي الجحفة سنة ٢٠٨ ، والجحفة كانت قرية كبيرة ذات منبر على طريق المدينة من مكة.

(تهذيب الكمال ٥ / ١٩٤ ، وانظر معجم البلدان : الجحفة).

(٥) كذا.

(٦) كذا ، والعقرب واحدة العقارب من الهوامّ ، يذكر ويؤنث بلفظ واحد ، والغالب عليه التأنيث.

٣١٣

وأبو (١) محمّد بن الحميد ، أنشدنا أبو سهل بن زياد ابنا عبد الرحمن البحيري (٢) ، قالا : أنا أبو عبد الله الحافظ ، أنشدني عبد العزيز بن عبد الملك الأموي ببخارى ، أنشدنا ثعلب :

أنا من قبل بينهم محزون

كيف إن خفق الفراق أكون

أمرضت عينه .... (٣) قلبي

إنما يمرض القلوب الجفون

قرأت على أبي القاسم زاهر بن طاهر ، عن أبي بكر البيهقي ، أنا أبو عبد الله الحافظ ، قال :

عبد العزيز بن عبد الملك بن نصر الأموي مولاهم أبو الأصبغ الأندلسي أحد المذكورين في الدنيا من الرحّالة في طلب الحديث ، فأدرك بمصر : أصحاب يونس ، وأحمد بن عبد الرّحمن ، وأدرك بالشام : أصحاب هشام بن عمّار ، ومحمّد بن عزيز الأيلي ، وأكثر بها عن خيثمة بن سليمان وأقرانه ، وسمع بمكة من : أبي سعيد بن الأعرابي وأقرانه ، وبالعراق من أبي جعفر الرزّار ، وأبي علي الصفّار وأقرانهم ، وبأصفهان من عبد الله بن جعفر بن فارس ، ثم جاءنا من أصبهان في شهر رمضان من سنة اثنتين وأربعين ، وسألني عن أبي العباس الأصم فأخبرته بسلامته ، فقال : قد نعي (٤) إلينا منذ أشهر ، فقلت : لا ... (٥) ورد عليّ خراسان ، فسمع من أبي العباس أكثر حديثه ، وبقي بنيسابور إلى سنة خمس وأربعين ، ثم خرج إلى مرو وإلى ابن خنب (٦) ببخارى ، ثم إلى كشانية (٧) إلى علي بن محتاج ، وأبي يعلى النسفي ، وأبي الحسن بن البحيري ، فأكثر عنهم ودخل الشّاش ومنها إلى إسبيجاب وكتب بها الكثير ثم انصرف إلى بخارى واستوطنها وتسرى بها ، وولدت له بنته ، ولم يدنس نفسه بشيء قط مما يشين العلم وأهله.

ولد بالمغرب (٨) وتوفي ببخارى من المشرق في رجب من سنة خمس وستين وثلاثمائة.

__________________

(١) كذا ما بين الرقمين السند بالأصل ، والاضطراب ظاهر في سياقه ولم أحله.

(٢) كذا ما بين الرقمين السند بالأصل ، والاضطراب ظاهر في سياقه ولم أحله.

(٣) غير مقروءة بالأصل.

(٤) الأصل : نعا.

(٥) كلمة لم أتبينها بالأصل ، ورسمها : ونعننه.

(٦) هو محمّد بن أحمد ، أبو بكر البخاري البغدادي الدهقان ، ترجمته في سير أعلام النبلاء ١٥ / ٥٢٣.

(٧) كشانية : بالفتح ثم التخفيف ، ... وياء خفيفة ، بلدة بنواحي سمرقند شمالي وادي الصغد.

(٨) في المختصر ١٥ / ١٤٥ نقلا عن أبي عبد الله الحافظ : «ولد بقرطبة» وفي تاريخ علماء الأندلس لابن الفرضي ص ٢٧٨ من أهل قرطبة.

٣١٤

قال الحاكم أبو عبد الله :

رأيت أبا الأصبغ في المنام وهو يمشي بزّي أحسن ما يكون ، فقلت له : أنت أبو الأصبغ؟ قال : نعم ، قلت : ادع الله أن يجمعني وإيّاك في الجنة ، فقال : إنّ إمام الجنة هؤلاء ثم رفع يديه فقال : اللهمّ اجمعه معي في الجنّة بعد عمر طويل.

ورأيت أبا الأصبغ مرة أخرى في بستان فيه خضرة ومياه جارية وفرش كثيرة ، وكأني أقول الهالة فقلت : يا أبا الأصبغ بما ذا وصلت إليه أبالحديث؟ فقال : أي والله ، وهل نجوت إلّا بالحديث.

٤١٢٣ ـ عبد العزيز بن عبد الواحد المذحجي دمشقي

حدّث عن الحارث بن سعد.

روى عنه سلمة بن بشر الدمشقي.

قاله أبو عبد الله بن منده فيما حكاه أبو الفضل المقدسي عنه.

٤١٢٤ ـ عبد العزيز بن عثمان بن محمّد

أبو القاسم القرقساني (١) الصوفي

شيخ الشام.

سكن دمشق ، وحدّث عن أبي الحسن الفضل بن إسحاق بن صالح التّنوخي المنبجي ، وأبي الحسن النوزي (٢) الوكيل الحرّاني.

روى عنه : أبو الحسن الحنائي (٣) ، وعلي بن محمّد بن شجاع الرّبعي ، وأبو علي الأهوازي ، وعبد الله بن جعفر أبو محمّد الحنازي (٤) الطبري.

وكتب عنه رشأ بن نظيف.

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم ـ قراءة ـ أنا أبو علي الحسن بن علي بن إبراهيم بن

__________________

(١) القرقساني بفتح القافين بينهما راء ساكنة (اللباب) هذه النسبة إلى قرقيسيا ، بلدة بالجزيرة على ستة فراسخ من رحبة مالك.

(٢) كذا رسمها.

(٣) الأصل : الجياني ، تصحيف ، والصواب ما أثبت ، وهو علي بن محمّد بن إبراهيم بن حسين ، أبو الحسن الدمشقي ترجمته في سير أعلام النبلاء ١٧ / ٥٦٥.

(٤) كذا.

٣١٥

يزداد الأهوازي (١) المقرئ ، نا أبو القاسم عبد العزيز بن عثمان بن محمّد الصوفي ، نا أبو الحسن الفضل بن إسحاق بن صالح التنوخي ، نا أبو علي الحسن بن أحمد بن حبيب الكرماني ، نا أبو محمّد عبد الله بن محمّد بن واقد الباهلي ، نا أبو حبيب الغنوي ، عن بهز بن حكيم ، عن أبيه ، عن جدّه قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم :

«ثلاثة لا ترى أعينهم النار يوم القيامة : عين بكت من خشية الله ، وعين حرست في سبيل الله ، وعين غضّت عن محارم الله عزوجل» [٧٣٥٢].

أنا أبو القاسم نصر بن أحمد بن مقاتل ، أنا جدي أبو محمّد ، أنا أبو الحسن علي بن محمّد بن شجاع الربعي ـ إجازة ـ أنا أبو القاسم عبد العزيز بن عثمان بن محمّد الصوفي ، أنا أبو بكر أحمد بن كامل بن شجرة القاضي (٢) ، نا أبو جعفر محمّد بن جرير الطبري ، نا موسى بن سهل الرملي ، وأحمد بن منصور بن يسار الرّمادي ، قالا : نا عبد الله بن صالح ، حدثني نافع بن يزيد ، عن زهرة بن معبد ، عن سعيد بن المسيّب ، عن جابر قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم :

«إنّ الله اختار أصحابي على جميع العالمين سوى النبيّين والمرسلين ، واختار من أصحابي أربعة : أبا بكر ، وعمر ، وعثمان ، وعليا ، فجعلهم خير أصحابي ، وفي كلّ أصحابي خير ، واختار أمّتي على سائر الأمم ، واختار من أمّتي أربعة قرون من بعد أصحابي : القرن الأول ، والثاني ، والثالث تترى (٣) ، والقرن الرابع فرادى» [٧٣٥٣].

قرأت على أبي القاسم نصر بن أحمد ، عن جده مقاتل بن مطكود ، أنا أبو علي الأهوازي ، قال :

مات (٤) القرقساني يوم الجمعة الثالث عشر من شوال من سنة سبع وأربعمائة ، وصلّى عليه العصر من يومه القاضي النّصيبي في جمع كثير ، ودفن بمقبرة باب كيسان ـ رحمه‌الله ، وإيانا إذا صرنا مصيره.

وكذا وجدت بخط الأهوازي سنة سبع إلّا أنه قال : ليلة الجمعة.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني ، نا عبد العزيز الكتّاني ، قال :

__________________

(١) ترجمته في سير أعلام النبلاء ١٨ / ١٣.

(٢) ترجمته في سير أعلام النبلاء ١٥ / ٥٤٤.

(٣) جاء القوم تترى أي متتابعين.

(٤) أقحم بعدها بالأصل : يوم.

٣١٦

توفي شيخنا أبو القاسم عبد العزيز بن عثمان القرقساني في شوال سنة سبع وأربعمائة ، حدّث بكتب محمّد بن جرير : «التفسير» ، وغيره عن أحمد بن كامل بن شجرة من غير أصل ، لم أسمع منه.

وقال أبو بكر الحداد : كان أشعريّ المذهب.

٤١٢٥ ـ عبد العزيز بن علي بن الحسن

أبو القاسم الشّهرزوري المالكي

عابر الأحلام

دخل دمشق ، وحدّث.

سمع أبا علي حمد بن عبد الله العدل الأصبهاني بالري ، وعلي بن وصيف بن عبد الله البصري ، ومحمّد بن عدي بن علي بن عدي ، وأبا بكر محمّد بن الحسن بن محمّد بن محمويه الحنّائي البغدادي الماوردي بالبصرة ، وأبا حاتم محمّد بن عبد الواحد بن محمّد بن زكريا اللبان الرازي ، وأبا العباس أحمد بن محمّد بن الحسين البصير بالري ، وأبا (١) المظفر منصور بن حامد الشاشي التنكتي ، وأبا بكر محمّد بن صالح بن محمّد الشاشي ، ويوسف بن محمّد بن أحمد بن عبد الله بن عبد الرّحمن البغدادي بالرّقّة ، وأبا بكر محمّد بن عبد الرّحمن بن وهب المعروف بابن المشتري بالبصرة ، وأبا علي الحسن بن عبد الله بن سعيد الحرّاني بحلب ، وأبا الحسن عبد الله بن محمّد بن دينار البصري ، وأبا محمّد عبد الله بن محمّد الإمام بعرابان (٢) ، وأبا الحسن علي بن عبد العزيز بن زيت النار ، وأبا عبد الله الحسين بن بكر بن محمّد بن حمران الورّاق المعروف بالهراس ، وابنه أبا (٣) القاسم عمر بن الحسين بن بكر بالبصرة.

روى عنه أبو العباس بن قبيس ، وأبو علي الحسين بن أحمد بن أبي حريصة ، وعبد العزيز الكتّاني ، وعلي بن محمّد بن شجاع.

أخبرنا أبو الحسن بن قبيس ، أخبرني أبي أبو العباس ، نا الشيخ أبو القاسم عبد العزيز بن علي الشّهرزوري المالكي ـ إملاء ـ بجامع دمشق ، نا أبو بكر محمّد بن الحسن بن محمويه الحنّائي المعروف بالماوردي بالبصرة ، نا يحيى بن محمّد بن صاعد ، نا

__________________

(١) الأصل : وأبو.

(٢) كذا رسمها بالأصل.

(٣) الأصل : وأبو.

٣١٧

يوسف بن موسى ، نا جرير ـ يعني ابن حازم ـ عن يحيى بن سعيد الأنصاري ، عن يزيد مولى المنبعث عن أصحاب رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال :

جاء رجل إلى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم فقال : يا رسول الله كيف ترى في اللّقطة (١)؟ فقال : «أعرف عددها ووكاءها ، ثم عرّفها (٢) سنة ، فإن جاء صاحبها وإلّا فاستنفقها (٣) تكون عندك وديعة» ، قال : فضالّة الغنم؟ قال : «خذها فإنما هي لك ، أو لأخيك ، أو للذئب وتعرّفها» ، قال : فضالّة الإبل؟ قال : «دعها فإنّ معها سقاءها وحذاءها ، ترد الماء ، وتأكل الشجر حتى يقدم صاحبه» [٧٣٥٤].

رواه جماعة عن يحيى بن سعيد ، فقالوا : عن يزيد بن زيد بن خالد الجهني.

أنشدنا أبو الحسن بن قبيس ، أنشدنا أبي أبو العباس ، أنشدنا عبد العزيز بن علي ، أنشدنا أبو حاتم محمّد بن عبد الواحد بن محمّد بن زكريا اللبان الرازي بالري ، أنشدنا الحسن بن عبد الله بن سعيد الحكيمي ، أنشدنا أحمد بن جعفر البرمكي ، أنشدنا أحمد بن الطّيّب ، صاحب الكندي ، قال : أنشدنا يعقوب بن إسحاق الكندي ـ رحمه‌الله ـ لنفسه :

أناب الدبابي على الارس

فغمض جفونك أو نكّس

وضائل سوادك واقبض يديك

وفي خفر بنيك فاستجلس

وعند ملكيك فابغي العلو

وبالوحدة اليوم فاستأنس

فإن الغنا في قلوب الرجال

وإن التقزز للأنفس

وكائن ترى من أخي عسرة

غني ودنئ ثروة مفلس

ومن قائم شخصه ميت على

انه بعد لم يرمس

وذكر لي أبو محمّد بن الأكفاني عن حيدة بن علي بن الحسين أن عبد العزيز بن علي كان يحفظ من علم الرؤيا عشرة آلاف ورقة.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني ، نا عبد العزيز الكتّاني ، حدثني أبو بكر محمّد بن علي الحداد ، قال : بلغنا وفاة أبي القاسم عبد العزيز بن علي الشّهرزوري ، وذكر لي أن الروم قتلوه بالمغرب ـ رحمه‌الله ـ سنة سبع وعشرين وأربعمائة.

وذكر أبو علي الأهوازي أنه قتل يوم عيد الفطر في موضع يقال بونة.

__________________

(١) مرّ شرحها قريبا.

(٢) أي عرّف بها الناس ، وأطلعهم عليها ، لعل أحدهم يتعرّف عليها أو يعرف صاحبها أو أصحابها.

(٣) استنفقها أي انتفع بها ، وقد خالف أبو عبيد الرأي القائل بالانتفاع بها.

٣١٨

٤١٢٦ ـ عبد العزيز بن علي بن الحسين بن محمّد بن عبد الرّحمن

ابن الوليد بن القاسم بن الوليد

أبو محمّد القرشي المعروف بابن الصائغ

سمع أبا الفرج الهيثم بن أحمد الصباغ الفقيه إمام مسجد سوق اللؤلؤ ، وأبا محمّد بن أبي نصر.

وسمع الكثير ولا أراه حدّث.

روى لنا ابن ابنه العاصي أبو المفضل يحيى بن علي عن وجوده في سماعه.

أخبرنا جدي القاضي أبو المفضّل يحيى بن علي ، قال : وجدت في سماع جدي أبي محمّد عبد العزيز بن علي القرشي ، نا أبو الفرج الهيثم بن أحمد الصباغ الفقيه ، أنا أبو القاسم علي بن يعقوب بن إبراهيم بن أبي العقب ، نا أبو عبد الملك أحمد بن إبراهيم القرشي ، نا محمّد بن عائذ ، حدثني الوليد بن مسلم ، حدثني إبراهيم بن عثمان ، عن الحكم (١) ، عن مقسم (٢) ، عن ابن عباس قال :

صلّى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم على شهداء أحد ، صلّى على حمزة بن عبد المطلب.

٤١٢٧ ـ عبد العزيز بن علي بن عبد الله

أبو القاسم الكازروني (٣)

حدّث بدمشق عن أبي الفضل أحمد بن علي الرازي الحافظ

وسمع بها أبو الحسن بن أبي الحديد.

روى عنه أبو الحسن الفقيه ، أنشدنا أبو الحسن بن المسلّم الفقيه ـ فيما أرى ـ أنشدنا أبو القاسم عبد العزيز بن علي الكازروني ، أنشدنا أبو الفضل أحمد بن علي الرازي الحافظ يوم الجمعة بكازرون :

وعين الرضى عن كلّ عيب كليلة

ولكن عين السّخط تبدي المساويا

__________________

(١) هو الحكم بن عتيبة ، أبو محمّد الكندي ترجمته في تهذيب الكمال ٥ / ٩٤.

(٢) هو مقسم بن بجرة ، أبو القاسم ، ترجمته في تهذيب الكمال ١٨ / ٣٥٤.

(٣) الأصل بتقديم الراء ، والمثبت والضبط عن الأنساب ، نسبة إلى كازرون إحدى بلاد فارس.

٣١٩

فلست ترى عينا لذي الودّ كلة

ولا نغضه (١) يوما إذا كنت راضيا

كذا قال ، والمحفوظ : برأي عيب ذي الودّ.

٤١٢٨ ـ عبد العزيز بن علي بن محمّد بن عمر

أبو حامد البيّع

أصله من الدّينور.

وولد ببغداد ، وسمع أبا محمّد الجوهري وغيره.

وروى ببغداد فسمع منه : أخي أبو الحسين الحافظ وغيره.

وقدم دمشق رسولا واستجازه بها أبو محمّد بن صابر ، وسأله عن مولده فقال : ببغداد في صفر سنة ست وأربعين وأربعمائة.

٤١٢٩ ـ عبد العزيز بن علي

حكى عن : الحسن بن القاسم بن عبد الرّحمن بن إبراهيم دحيم الدمشقي.

روى عنه : أبو محمّد الحسن بن إسماعيل بن الضرّاب.

أنبأنا أبو الحسن الفقيه ـ ونقلته من خطه ـ قال : أخبرني أبو عبد الله محمّد بن المبارك البزّاز ، أخبرني أبو الحسن رشأ بن نظيف المقرئ ـ إجازة ـ قال : قرأت على أبي محمّد الحسن بن إسماعيل بن محمّد المصري ، حدثني عبد العزيز بن علي الدّمشقي ، نا الحسن بن القاسم الدمشقي ، أنشدني عبد الله بن عبد الكريم :

إن دام إفلاسي على ما أرى

جعلت أهل النّسك أصحابي

وبعت أثوابي وإن بعتها

بقيت بين الدار والبابي

وألزم المسجد أبكي على

لهوي ولذّاتي واطرابي

وإن أجد يوما سبيل الفتى

فوجه من أهواه محرابي

ولست زنديقا ولكنني

أصبو وربي يعذر الصابي

كذا قال الدمشقي ، وهو عبد العزيز بن علي بن محمّد بن الفرج ، أظنه مصريا ، والله أعلم.

__________________

(١) كذا رسمها بالأصل.

٣٢٠