تاريخ مدينة دمشق - ج ٣٦

أبي القاسم علي بن الحسن ابن هبة الله بن عبد الله الشافعي [ ابن عساكر ]

تاريخ مدينة دمشق - ج ٣٦

المؤلف:

أبي القاسم علي بن الحسن ابن هبة الله بن عبد الله الشافعي [ ابن عساكر ]


المحقق: علي شيري
الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع
الطبعة: ٠
الصفحات: ٥٠٣
الجزء ١ الجزء ٢ الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧ الجزء ٨ الجزء ٩ الجزء ١٠ الجزء ١١ الجزء ١٢ الجزء ١٣ الجزء ١٤ الجزء ١٥ الجزء ١٦ الجزء ١٧ الجزء ١٨ الجزء ١٩ الجزء ٢٠ الجزء ٢١ الجزء ٢٢ الجزء ٢٣ الجزء ٢٤ الجزء ٢٥ الجزء ٢٦ الجزء ٢٧ الجزء ٢٨ الجزء ٢٩ الجزء ٣٠ الجزء ٣١ الجزء ٣٢ الجزء ٣٣ الجزء ٣٤ الجزء ٣٥ الجزء ٣٦ الجزء ٣٧ الجزء ٣٨ الجزء ٣٩ الجزء ٤٠ الجزء ٤١ الجزء ٤٢ الجزء ٤٣ الجزء ٤٤ الجزء ٤٥ الجزء ٤٦ الجزء ٤٧ الجزء ٤٨ الجزء ٤٩ الجزء ٥٠ الجزء ٥١ الجزء ٥٢ الجزء ٥٣ الجزء ٥٤ الجزء ٥٥ الجزء ٥٦ الجزء ٥٧ الجزء ٥٨ الجزء ٥٩ الجزء ٦٠ الجزء ٦١ الجزء ٦٢ الجزء ٦٣ الجزء ٦٤ الجزء ٦٥ الجزء ٦٦ الجزء ٦٧ الجزء ٦٨ الجزء ٦٩ الجزء ٧٠ الجزء ٧١ الجزء ٧٢ الجزء ٧٣ الجزء ٧٤ الجزء ٧٥ الجزء ٧٦ الجزء ٧٧ الجزء ٧٨ الجزء ٧٩ الجزء ٨٠

سمع نصر بن إبراهيم الفقيه بصور.

وانتقل إلى دمشق فسكنها إلى أن مات بها ، وكان مستورا ، ولم يكن الحديث من شأنه. سمعت منه.

أخبرنا أبو أحمد عبد السّلام بن الحسن ، نا أبو الفتح نصر بن إبراهيم الزاهد ـ بصور ـ في ذي الحجة سنة خمس وسبعين وأربعمائة ، أنا أبو القاسم عبد الرّحمن بن عبد العزيز السّرّاج ، أنا أبو بكر محمّد بن الحسين السبعي ، نا المنذر بن محمّد القابوسي ، نا أبي ، أنا يحيى بن محمّد السّجزي ، نا عبد الله بن محمّد بن عمر بن علي ، عن أبيه ، عن جده ، عن علي بن أبي طالب ، قال :

مر النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم بقبرين يعذبان فقال : «إنّهما يعذبان وما يعذّبان في كبير (١) ، أمّا أحدهما فكان لا ينثر (٢) عن بوله ، وأما الآخر فكان يمشي بالنميمة».

قال لنا أبو أحمد بن زرعة : ولد في سنة سبع وخمسين وأربعمائة بصور ، ومات في ذي القعدة سنة تسع وخمسين وخمسمائة ، ودفن في مقبرة باب الصغير.

٤٠٥٠ ـ عبد السّلام بن رغبان بن عبد السّلام بن حبيب

ابن عبد الله بن رغبان بن يزيد بن تميم

أبو محمّد الشاعر المعروف بديك الجنّ (٣)

من أهل حمص ، شاعر مطبوع ، له شعر حسن.

وحدّث عن دعبل بن علي الشاعر.

روى عنه : محمّد بن حفص الصفار الشاعر ، وعلي بن الحسن الطّرسوسي.

قدم دمشق ، ومدح بها ابن المدبّر ، وكان جده تميم من أهل مؤتة (٤) ، فأسلم على يد

__________________

(١) بالأصل : كثير ، والمثبت عن صحيح مسلم ، كتاب الطهارة رقم ٢٩٢ وفي تأويلها ذكر العلماء فيها تأويلين

أحدهما أنه ليس بكبير في زعمهما ، والثاني : أنه ليس بكبير تركه عليهما. وحكى فيها القاضي عياض فيها تأويلا

ثالثا : أي ليس بأكبر الكبائر.

(٢) في صحيح مسلم : لا يستتر من بوله. وفيها رواية : لا يستنزه والمعنى : أنه لا يتجنبه ويتحرز منه.

(٣) ترجمته وأخباره في الأغاني ١٤ / ٥١ ووفيات الأعيان ٣ / ١٨٤ وتجريد الأغاني ص ١٥٤١ وسير أعلام النبلاء ١١ / ١٦٣ والوافي بالوفيات ١٨ / ٤٢٢.

(٤) مؤتة : قرية من قرى البلقاء بمشارق الشام.

٢٠١

حبيب بن مسلمة الفهري ، ويقال : إنه مولى لطيّئ.

أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلّم الفقيه ، نا عبد العزيز بن أحمد ، نا عبد الوهاب بن عبد الله بن عمر المرّي ، نا أبو سليمان محمّد بن عبد الله بن زبر الرّبعي الحافظ ، نا عثمان بن عبد الرّحمن البزار ـ ببغداد ـ نا علي بن إبراهيم الشاعر ، نا محمّد بن حفص الشاعر ، نا عبد السّلام بن رغبان ديك الجن الشاعر ، نا دعبل بن علي الشاعر ، نا أبو يونس الحسن بن هانئ الشاعر ، نا والبة بن الحباب الشاعر ، نا الكميت بن زيد الشاعر ، حدثني خالي همّام بن غالب أبو فراس الفرزدق الشاعر ، نا الطّرمّاح بن عدي الشاعر قال : لقيت نابغة بني جعدة الشاعر ، فقلت له : لقيت النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : نعم ، وأنشدته قصيدتي التي أقول فيها :

بلغنا السماء مجدا وجدودنا

وإنّا لنرجو فوق ذلك مظهرا

فقال : «إلى أين يا أبي ليلى؟» قلت : إلى الجنة يا رسول الله ، قال : «إلى الجنة إن شاء الله» [٧٣٠٢].

أخبرنا أبو الفرج غيث بن علي ، وحدثني عنه أبو الفضل أحمد بن الحسين الكاملي ، نا أبو بكر أحمد بن علي الخطيب ، أنا أبو محمّد جعفر بن محمّد الأبهري الشاعر ـ بهمذان ـ أنا أبو بكر عبد الله بن أحمد بن محمّد الفارسي الشاعر ، نا أبو عثمان سعيد بن زيد بن خالد مولى بني هاشم الشاعر بحمص ، نا عبد السّلام بن رغبان الشاعر ، ديك الجن ، حدثني دعبل بن علي الشاعر ، حدثني أبو نواس الحسن بن هانئ الشاعر ، حدثني والبة بن الحباب الشاعر ، حدثني الكميت بن زيد الشاعر ، حدثني خالي الفرزدق الشاعر ، حدثني الطّرمّاح الشاعر ، قال :

لقيت نابغة بني جعدة الشاعر ، فقلت له : لقيت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم؟ قال : نعم ، وأنشدته قصيدتي التي أقول فيها :

بلغنا السماء مجدنا وسنانا

وإنّا لنرجو فوق ذلك مظهرا

قال : فرأيت وجه النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم قد تغير وبدا الغضب فيه ، فقال : «إلى أين يا أبا ليلى؟» فقلت : إلى الجنة يا رسول الله ، قال : «إلى الجنة إن شاء الله» [٧٣٠٣].

قرأت بخط أبي عبد الله الحميدي ، قال الصولي : نا محمّد بن موسى أبو موسى مولى بني هاشم بالبصرة سنة ثمان وسبعين ومائتين ، قال : كنت عند أحمد بن المدبّر بدمشق وهو يليها وأعمالا مضافة إليها لابن طولون ، فقدم علينا عبد السّلام بن رغبان المعروف بديك

٢٠٢

الجن ، فدفع إليّ شعرا ، وقال : توصله إلى أبي الحسن ، وكان قد أقام ببابه أياما فلم يصله ، فأوصلته ، فقرأه أحمد ، فإذا فيه :

إني ببابك لاودّي يقرّبني

ولا (١) أبي ولا نسبي

إن كان عرفك مدخور الذي سبب

فاضمم يديك على جراحي سببا (٢)

أو كنت واقفة يوما على نسب

فاقبض يديك فإنّي لست بالعربي

إنّي امرؤ نازل في ذروتي شرف

لقيصر ولكسرى محتدي وأبي

فإن تجد تجد النّعمى وتحظ بها

وإن تضق لا يضق في الأرض مضطربي

حرف أمون ورأي غير مشترك

وصارم من سيوف الهند ذو شطب

وخوض ليل تهاب الجنّ لجّته

وينطوي جيشها عن جيشه اللّجب

ما الشعرى وسليك في مغيبة

إلّا رضيعا لبان في حمى أشب

والله رب النبي المصطفى قسما

برا وحق مني والبيت ذي الحجب

والخمسة الغرّ أصحاب الكساء معا

خير البرية من عجم ومن عرب

ما شدّة الحرص من شأني ولا طلبي

ولا المكاسب من همّي ولا إربي

لكن نوائب نابتني وحادثة

والدهر يطرق بالأحداث والنّوب

وليس يعرف لي قدري ولا أدبي

إلّا امرؤ كان ذا قدر وذا أدب

لا يفلتنك شكري إن ظفرت به

فإنّها فرصة وافتك من كتب

واعلم بأنك ما ... (٣) من حسن

عندي أنا حسن أنقى من الذهب

قال : فلما قرأ أحمد بن محمّد بن المدبّر الشاعر قال : أريد أن أتولع به ، فوقّع في ظهر الرقعة :

ما عندنا شيء فنعطيه ولا

نعي بالشكر شكريه

فإن رضي بالشعر عن شعره

عارضت في حسن قوافيه

وإن يكن نعنعه؟؟؟ (٤) دعوة

دعوت ربي أن يعافيه

وإن رضي منا بميسورنا

أمرت بححا (٥) أن نعديه

__________________

(١) بياض بالأصل.

(٢) في البيت إقواء.

(٣) غير مقروءة بالأصل ورسمها : «انسديت؟؟؟».

(٤) كذا رسمها بالأصل.

(٥) كذا رسمها.

٢٠٣

وأمرني بإخراج الأبيات إليه ، فلما قرأها قال : والله لأصيرن باطن أمه ظاهرها ، فقلت : لا تعجل ، فإنه مازحك وسترى ، ثم أذن له وخلع عليه وعاشره وأحسن إليه ، وتتابعت صلاته له ، وانصرف وهو أشكر الناس له.

وقد وقعت لي هذه الحكاية مسموعة ، وفيها خلاف لهذه الرواية في مواضع ، وسأوردها في ترجمة محمّد بن موسى إن شاء الله.

أخبرنا أبو الفرج غيث بن علي في كتابه ، وحدثني أبو إسحاق إبراهيم بن طاهر بن بركات عنه ، أنا أبو طاهر المشرف بن علي بن الخضر بن التّمّار ـ إجازة ـ أنا أبو خازم (١) محمّد بن الحسين بن الفراء ، أنشدني أبو القاسم الحسن بن علي بن أبي (٢) أسامة ـ بحلب ـ أنشدني أبو الحسن سعيد بن يزيد الحمصي ، قال :

دخلت على ديك الجنّ وكنت أختلف إليه ، اكتب عنه شعره ، فرأيته وقد شابت لحيته وحاجباه ، وشعر يديه ، وكانت عيناه خضراوان (٣) ولذلك سمّي ديك الجنّ (٤) ، وقد صبغ لحيته وحاجبه بالزنجار خضرا ، وعليه ثياب خضر ، وكان حسن الغناء بالطنبور ، وبين يديه صينية الشراب وهو يغني بشعر نفسه :

أقصيتموني من بعد فرقتكم

فخبّروني : علام إقصائي؟

عذّبني الله بالصدود ، ولا

فرّج عني هموم بلوائي

إن كنت أحببت حبّكم أحدا

أو كان ذاك الكلام من رائي

فلا تصدّوا ، فليس ذا حسنا

أن تشمتوا بالصّدود أعدائي

أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد ، أنا أبو القاسم إسماعيل بن مسعدة بن إسماعيل ، أنا أبو القاسم حمزة بن يوسف ، أنا أبو عبد الله بن عدي الجرجاني ، أنا أبو الأعز أحمد بن أحمد بن النجم المصلطي بالموصل ، نا بفصان بن سلامة ، قال : قلنا لأبي تمّام :

لو أنبهت لنا ديك الجن مما هو فيه ولك عشرة آلاف درهم ، قال أبو تمّام : فدخلت عليه وهو مطروح على حصير سكران ، وغلام على رأسه يروّحه ، فلمّا رآني الغلام قال له : مولاي أبو تمّام قال : ويلك حبيب قال : نعم ، فقام فلبّبني ، وقال : أتحسن تقول مثلي (٥) ثم أنشدني :

__________________

(١) بالأصل حازم بالحاء المهملة تصحيف ، والصواب ما أثبت ، مرّ التعريف به.

(٢) كتبت بين السطرين بالأصل.

(٣) بالأصل : خضراوين.

(٤) ديك الجن : دويبة توجد في البساتين (انظر حياة الحيوان للدميري).

(٥) بالأصل : «وقال : الحسن يقول مثلي».

٢٠٤

أما ترى راهب الأسحار قد هتفا

وحثّ تغريده لمّا علا الشّعفا (١)

أو في بصبغ أبي قابوس مفرّقة

كعزة التاج لمّا علا الشّرفا

مشنّف بعقيق فوق مذبحه

هل كنت في غير أذن تعرف الشّنفا (٢)

لما أزاحت رعاه الليل غاوية

من الكواكب كانت ترتقي الشرفا

هزّ اللواء على ما كان من سنة

فارتجّ ثم علا ، واهتزّ ثم هفا

ثم استمرّ كما غنّى على طرب

مزيج شرب على تغريده وصفا

إذا استهل استهلّت فوقه عصب

كالحيّ صيح صياحا فيه فاختلفا

فاصرف بصرفك صرف الماء نومك ذا

حتى ترى نائما منهم ومنصرفا

وقام محتلق كالبدر مطّلعا

والريح ... (٣) والغصن منقطعا

رقت غلالة خديه فلو رميا

باللحظ أو بالمنى هما بأن يكفا

كأنّ قافا أدبرت فوق وجنته

واختطّ كاتبها من فوقها ألفا

واستلّ راحا كبيض وافقت حفا

حلالنا أو كنار صادقت شغفا

صفراء أوقد فاصفرت فأنت ترى

دربا من التبر رصّوا فوقه الشّرفا

فلم أزل من ثلاث واثنتين ومن

خمس وستّ وما استعلا وما قطفا

واشترى سمط ودّ في لؤلؤ برد

عذب وأرشف ثغرا قلّ ما رشفا

حتى توهّمت ... (٤) أن لي خولا

وخلت أن نديمي عاشر الحلفا

قال : فلم أزل به حتى نوّمته وخرجت ، فقيل لي : إنّما قلنا لك : أنبهه ولم نقل لك نوّمه ، قال : قلت لهم : دع ذا ينام فإنه إن انتبه يحرمنا عشرة آلاف كثيرة.

أنبأنا أبو الحسن علي بن محمّد بن العلاف ، وأخبرني أبو المعمر المبارك بن أحمد عنه.

ح وأخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي ، أنا أبو علي بن أبي جعفر ، وأبو الحسن بن العلّاف.

قالا : أنا أبو القاسم عبد الملك بن محمّد ، أنا أحمد بن إبراهيم الكندي ، نا محمّد بن

__________________

(١) الشعف جمع شعفة رأس الجبل.

(٢) الشّنف من حلي الأذن ، بإسكان النون ، وحركت هنا لاستقامة الوزن.

(٣) كلمة غير مقروءة.

(٤) كلمة غير مقروءة بالأصل.

٢٠٥

جعفر الخرائطي ، نا علي بن عبد الله الأنماطي ، حدثني جماعة من شيوخ حمص قالوا :

كان عبد السّلام بن رغبان الملقّب بديك الجن شاعرا أديبا ذا نغمة حسنة ، وكان له غلام كالشمس ، وجارية كالقمر ، وكان يهواهما جميعا ، فدخل يوما منزله فوجد الجارية معانقة للغلام تقبّله ، فشدّ عليهما فقتلهما ، ثم جلس عند رأس الجارية فبكاها طويلا ثم قال (١) :

يا طلعة طلع الحمام عليها

وجنى لها ثمر الرّدى بيديها

روّيت من دمها الثّرى ولطال ما

روّى الهوى شفتيّ من شفتيها

فأجلت (٢) سيفي في مجال خناقها

ومدامعي تجري على خديها

فو حقّ عينيها فما وطئ الثّرى

شيء أعزّ علي من عينيها (٣)

ما كان قتلها لأنّي لم أكن

أبكي إذا سقط الغبار (٤) عليها

لكن بخلت على سواي بحسنها (٥)

وأنفت من نظر الغلام (٦) إليها

ثم جلس عند رأس الغلام فبكى ، وأنشأ يقول (٧) :

أشفقت أن يرد الزمان بغدره

أو ابتلى بعد الوصال بهجره

قمر أنا استخرجته من دجنه

بمودتي (٨) وجنيته من خدره

فقتلته وله عليّ كرامة

ملء الحشا وله الفؤاد بأسره

__________________

(١) الأبيات في الأغاني ١٤ / ٥٧ ووفيات الأعيان ٣ / ١٨٦.

وقال أبو الفرج الأصفهاني أنها تروى لغير ديك الجن ، لرجل من غطفان يقال له السّليك بن مجمّع. وذكر قصة هذه الأبيات.

(٢) في وفيات الأعيان : «مكّنت سيفي» وصدره في الأغاني :

قد بات سيفي في مجال وشاحها.

(٣) روايته في الأغاني ووفيات الأعيان :

فو حق نعليها وما وطئ الحصى ... من نعليها

(٤) الأغاني : الذباب.

(٥) وفيات الأعيان : «بحبها.» وصدره في الأغاني :

لكن ضننت على العيون بحسنها

(٦) الأغاني : الحسود.

(٧) الأبيات في الأغاني ١٤ / ٥٨ ـ ٥٩ قالها في المقتولة. ووفيات الأعيان ٣ / ١٨٧.

(٨) عجزه في الأغاني ووفيات الأعيان :

لبليتي وجلوته من خدره

في الوفيات : ورفعته بدل وجلوته.

٢٠٦

عهدي به ميتا كأحسن نائم (١)

والدمع (٢) ينحر مقلتي في نحره

لو كان يدري الميت ما ذا بعده

بالحيّ منه (٣) بكى له في قبره

غصص تكاد تفيظ (٤) منها نفسه

وتكاد تخرج قلبه من صدره

وقد رويت هذه القصة على وجه آخر.

أنبأنا بها أبو محمّد بن الأكفاني ، نا عبد العزيز الكتاني ، أنا عبد الله بن أحمد الصيرفي ـ إجازة ـ ، أنا أبو عمر بن حيّوية ، أنا محمّد بن خلف بن المرزبان ، حدثني أبو عبد الله الثمامي ، عن العتبي ، عن أبيه ، قال :

كان رجل من العرب تحته ابنة عم له ، وكان لها عاشقا ، وكانت امرأة جميلة ، وكان من عشقه لها أنه كان يقعد في دهليز ابن عمّ مع ندمائه ، ثم يدخل ساعة بعد ساعة ينظر إليها ثم يرجع إلى أصحابه عشقا لها ، فطبق لها ابن عم لها ، فاكترى دارا إلى جنبه ، ثم لم يزل يراسلها حتى أجابته إلى ما أراد ، فاختالت فتدلّت إليه ، ودخل الزوج لعادته لينظر إليها فلم يرها ، فقال لأمها : أين فلانة ، قالت : تقضي حاجة ، فطلبها في الموضع فلم يجدها ، فإذا هي قد نزلت وهو ينظر إليها ، فقال لها : ما وراءك ، والله لتصدقيني ، قالت : والله لأصدقنك من الأمر كيت وكيت ، فأقرّت له ، فسلّ السيف ، فضرب عنقها وقتل أمّها وهرب وأنشأ يقول :

يا طلعة طلع الحمام عليها

وجنت لها ثمر الرّدى بيديها

روّيت من دمها الثرى ولربما

روّى الهوى شفتي من شفتيها

حكّمت سيفي في مجال خناقها

ومدامعي تجري على خدّيها

ما كان قتلها لأنّي لم أكن

أبكي إذا سقط الغبار عليها

لكن بخلت عن العيون بحسنها

وشفقت من نظر الغلام إليها

قرأت بخط أبي الحسن رشأ بن نظيف ، وأنبأنيه أبو القاسم علي بن إبراهيم ، وأبو الوحش سبيع بن المسلم عنه ، أنا أبو أحمد عبد الله بن أحمد الفرضي ، نا أبو بكر محمّد بن يحيى بن عبد الله الصولي ، أنشدني محمّد بن موسى مولى بني هاشم ، أنشدني عبد السّلام بن رغبان لنفسه وهو المعروف بديك الجن :

__________________

(١) عن المصدرين ، وبالأصل : نائما.

(٢) عجزه في الأغاني : والحزن يسفح عبرتي في نحره.

(٣) الأغاني : حلّ.

(٤) الأصل : تفيض ، والمثبت عن المصدرين.

٢٠٧

يا سميّ المقتول بالطّفّ (١) خير الناس

طرّا حاشى أبيه وجده

عنّفوني إن ذاب فيك فؤادي

أوما ذاك من شقاوة جدّه

أنا أفدي من المكاره من دمعي

عليه أرقّ من ورد خدّه

أنبأنا أبو عبد الله الفراوي وغيره ، عن أبي عثمان الصابوني ، أنا أبو القاسم بن حبيب المعشر ، أنشدنا أبو الحسين محمّد بن علي القزّاز لديك الجن :

قم يا غلام عنان طرفك فاحوه

عني فقد حوت الشمول عناني

سكران سكر هوى وسكر مدامة

فمتى يفيق فتى به سكران

ما الشأن ويحك في فراق فريقهم

أنساد ويحك في حنون حناني

أنبأنا أبو الفرج غيث بن علي ، نا أبو بكر الخطيب ، وأبو منصور عبد المحسن بن محمّد ، قالا : أنا أبو الفتح أحمد بن علي بن محمّد الحلبي النحاس ـ بحلب ـ نا أبو القاسم الحسين بن علي بن عبيد الله بن محمّد بن أبي أسامة ، أنشدنا سعيد بن زيد الحمصي ، قال : أنشدنا ديك الجن لنفسه :

وعزيز بين الدلال وبين الملك

فارقته على رغم أنفي

لم أكن أعلم الزمان مجيبه

فيجني فيه عليّ بصرف

صنت عن اكترى هواه فما

يعلم ما بي إلّا فؤادي وطرفي

أنبأنا أبو الحسن علي بن محمّد بن العلّاف ، وأخبرني أبو المعمّر الأنصاري عنه.

وأنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنا أبو علي بن المسلمة ، وأبو الحسن بن العلاف.

قالا : أنا عبد الملك بن محمّد بن بشران ، أنا أحمد بن إبراهيم الكندي ، أنا محمّد بن جعفر الخرائطي ، أنشدني أبو صخر الأموي لديك الجن :

نديم عيني بعدك الكوكب

ولوعة انسانها يلهب

ودمعة في الخد مسفوحة

كأنها من جمرة تحلب

ما امتنع الدمع وإسباله

علي لما امتنع المطلب

إن تكن الأيام قد أديبت

فيك فإنّ الدّمع لا يديب

__________________

(١) الطف بالفتح والفاء المشددة ، أرض من ضاحية الكوفة ، في طريق البرية ، فيها كان مقتل الحسين بن علي رضي‌الله‌عنهما (معجم البلدان).

٢٠٨

كتب إلينا أبو سعد بن السمعاني ، أنا القاضي أبو الفضائل محمّد بن عبد الله بن أبي يعمر الكشي ـ قراءة عليه بسمرقند ـ أنا أبو علي الحسن بن عبد الملك النّسفي في كتابه ، نا أبو العباس جعفر بن محمّد بن المعتمر المستغفري ، أنشدنا أبو عمر لاحق بن الحسين المقدسي ، أنشدنا علي بن نصر بن علي النحوي الأسيوطي ، أنشدنا غانم بن محمّد بن زيد الفرضي ، أنشدني جدي زيد بن غانم ، أنشدني عبد السّلام بن رغبان الديك لنفسه :

أما لي على الشوق اللّجوج معين

إذا نزحت دار وخفّ قطين

إذا ذكروا ذكر الشام استقادني

إلى من بأكناف الشآم حنين

تطاول هذا الليل حتى كأنما

عليّ نجمه أن لا يعود يمين

فو الله ما فارقتها عن قلى لها

ولكنما يقضي فسوف يكون

٤٠٥١ ـ عبد السّلام بن العباس بن الوليد بن الزبير الحضرمي الحمصي

سمع بدمشق.

محمّد بن يعقوب بن حبيب الغساني ، وهشام بن عمّار ، وأبا محمّد عبد الرّحمن بن عبد الله الدمشقيين ، وبحمص : عمرو بن عثمان بن سعيد بن كثير بن دينار (١) ، وأبا عبد الله محمّد بن عبد العزيز بن عفير ، ومحمّد بن مصفّى ، وأبا خالد يزيد بن أبي قرّة المؤذن الحضرمي ، وأبا حاتم الرازي ، وأبا عبد الله محمّد بن الوزير الواسطي وعبد الرّحمن بن أيوب السّكوني الحمصي.

روى عنه القاضي عبد الصمد بن سعيد الحمصي ، وسليمان الطّبراني.

أنبأنا أبو علي الحداد وجماعة قالوا : أنا أبو بكر محمّد بن عبد الله بن محمّد بن إبراهيم ، أنا سليمان بن أحمد الطبراني ، نا عبد السلام بن العباس بن الوليد الحمصي ، نا عبد الرّحمن بن أيوب السّكوني الحمصي ، نا عطّاف بن خالد (٢) ، عن نافع ، عن ابن عمر قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم :

«لو أذن الله في التجارة لأهل الجنة لاتّجروا في البزّ والعطر» [٧٣٠٤].

قال الطبراني : لم يروه عن نافع إلّا عطّاف ، وتفرد به ابن أيوب.

__________________

(١) ترجمته في سير أعلام النبلاء ١٢ / ٣٠٥.

(٢) ترجمته في تهذيب الكمال ١٣ / ٨٦.

وعطاف بتشديد الطاء ، كما في تقريب التهذيب.

٢٠٩

٤٠٥٢ ـ عبد السّلام بن عبد الرّحمن

أبو القاسم الحرداني (١)

روى عن : أبيه ، وشعيب بن شعيب بن إسحاق.

روى عنه : يحيى بن عبد الله بن الحارث القرشي ، وإبراهيم بن محمّد بن صالح.

أخبرنا أبو محمّد عبد الكريم بن حمزة ، نا عبد العزيز بن أحمد ـ لفظا ـ أنا تمام بن محمّد ، نا يحيى بن عبد الله بن الحارث بن الزّجاج ، نا أبو القاسم عبد السلام بن عبد الرّحمن الحرداني بقرية حردان (٢) ، نا شعيب بن شعيب بن إسحاق ، نا أبو المغيرة عن الأوزاعي مثل حديث الأوزاعي ، حدثني عبد الله بن عامر ، حدثني زيد بن أسلم عن أبيه ، عن أبي هريرة عن هذه الآية (وَإِذا قُرِئَ الْقُرْآنُ فَاسْتَمِعُوا لَهُ وَأَنْصِتُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ)(٣) ، قال : نزلت في رفع الأصوات وهم خلف رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم في الصلاة.

أنبأنا أبو محمّد بن الأكفاني ونقلته من خطه ، أنا أبو الحسن علي بن الحسين بن أحمد بن صصري ، أنا تمام بن محمّد ، أخبرني أبو بكر يحيى بن عبد الله بن الحارث ، نا أبو القاسم عبد السّلام الحرداني (٤) سنة تسع وثمانين ومائتين ، ومات سنة تسعين ، بحديث ذكره.

٤٠٥٣ ـ عبد السّلام بن عبد القدوس بن حبيب

أبو محمّد الكلاعي (٥)

روى عن أبيه ، وابن جريج ، والأوزاعي ، وثور بن يزيد ، والأعمش ، وهشام بن عروة ، وإبراهيم بن أبي عبلة.

روى عنه : ابنه عبد القدوس بن عبد السّلام ، وعثمان بن إسماعيل ، وعمرو بن عثمان ، وأبو روح الربيع بن روح ، وكثير بن عبيد ، وأبو التّقي ، وعباس بن الوليد الخلّال

__________________

(١) هذه النسبة إلى حردان بالضم ثم السكون والدال مهملة ، قرية من قرى دمشق. (معجم البلدان) وقد ورد بالأصل : الجرداني ، بالجيم ، وقد صوبناها هنا وفي الترجمة بالحاء المهملة عن معجم البلدان. ذكره ياقوت ونقل أخباره عن ابن عساكر.

(٢) بالأصل : الجرداني ، بقرية جردان ، انظر الحاشية السابقة.

(٣) سورة الأعراف ، الآية : ٢٠٤.

(٤) الأصل : الجرداني.

(٥) ترجمته وأخباره في تهذيب الكمال ١١ / ٤٦٨ وتهذيب التهذيب ٣ / ٤٥٢ وميزان الاعتدال ٢ / ٦١٧ ولسان الميزان ٣ / ١٤ والكامل لابن عدي ٥ / ٣٣٠.

٢١٠

وهشام بن عمّار ، وسليمان بن سلمة الخبائري.

أخبرنا أبو محمّد عبد الكريم بن حمزة ، نا عبد العزيز بن أحمد ، أنا تمام بن محمّد ، أنا أبو عبد الله محمّد بن إبراهيم بن عبد الرّحمن ، نا أحمد بن المعلّى ، نا عثمان بن إسماعيل ، نا عبد السلام بن عبد القدوس ، أخبرني أبي ، نا بلال بن سعد السّكوني ، عن أبيه قال :

دخلت على معاوية بن أبي سفيان فقال : سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يقول :

«من شرب مخمرا مسكرا مستحلا له بعد تحريمه ، لم يتب ولم ينزع ، فليس مني ، ولا أنا منه يوم القيامة» [٧٣٠٥].

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنا أبو القاسم بن مسعدة ، أنا حمزة بن يوسف ، أنا أبو أحمد بن عدي (١) ، نا عمرو (٢) بن سنان ، نا عباس بن الوليد الخلّال ، نا عبد السلام بن عبد القدوس ، نا هشام بن عروة ، عن أبيه ، عن عائشة قالت : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم :

«أربع لا يشبعن من أربع : أرض من مطر ، وأنثى من ذكر ، وعين من نظر ، وطالب علم من علم» [٧٣٠٦].

قال ابن عدي : لا يرويه عن هشام غير عبد السّلام هذا ، وهو بهذا الإسناد منكر ، ولعبد السّلام غير ما ذكرت ، وعامة ما يرويه غير محفوظ ، وقد روى عبد السّلام هذا عن الأعمش أحاديث مناكير.

أخبرنا أبو محمّد عبد الرّحمن بن أبي الحسن ، أنا سهل بن بشر ، ثنا أبو بكر الخليل بن هبة الله بن الخليل ، أنا عبد الوهاب الكلابي ، نا أبو الجهم أحمد بن الحسين بن طلّاب ، نا العباس بن الوليد بن صبح الخلّال ، أنا عبد السلام بن عبد القدوس ، أبو محمّد الكلاعي ، نا ثور بن يزيد ، عن خالد بن معدان ، عن أبي أمامة الباهلي ، قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم :

«لا تذهب الأيام والليالي حتى تشرب طائفة من أمّتي الخمر ، ويسمّونها بغير اسمها» (٣) [٧٣٠٧].

__________________

(١) الكامل لابن عدي ٥ / ٣٣٠ وميزان الاعتدال ٢ / ٦١٧.

(٢) في ابن عدي : عمر.

(٣) تهذيب الكمال ١١ / ٤٦٩.

٢١١

أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر ، أنا أبو حامد أحمد بن الحسن ، أنا أبو سعيد محمّد بن عبد الله بن حمدون ، أنا أبو حامد بن الشّرقي ، نا محمّد بن يحيى الذهلي ، نا الربيع بن روح ، نا عبد السلام بن عبد القدوس الدّمشقي ، عن أبيه (١) ، عن أبيه ، عن الزهري بحديث ذكره.

أخبرنا أبو الحسين هبة الله بن الخلّال ـ إذنا ـ وأبو عبد الله الخلّال ـ شفاها ـ أنا أبو القاسم بن منده ، أنا أبو علي ـ إجازة ـ.

ح قال : وأنا أبو طاهر بن سلمة ، أنا علي بن محمّد.

قالا : أنا أبو (٢) محمّد بن أبي حاتم ، قال (٣) :

عبد السّلام بن عبد القدوس روى عن هشام بن عروة ، روى عنه عمرو بن عثمان ، سألت أبي عنه فقال : هو وأبوه ضعيفان.

أنبأنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي وغيره ، عن أبي إسحاق إبراهيم بن عمر ، عن محمّد بن العباس بن الفرات ، أنا محمّد بن العباس بن أحمد الضّبّي ، أنا يعقوب بن إسحاق بن محمود الهروي ، أنا صالح بن محمّد الحافظ ، قال (٤) :

عبد السّلام بن عبد القدوس بن حبيب دمشقي ضعيف ، وأبوه (٥) عبد القدوس أضعف منه ، و... (٦) كان يكنيه بأبي سعيد الوحاظي (٧) ، وكان يكنى أيضا بأبي عبد السّلام ، وله كنيتان ، وأبو المغيرة عبد القدوس بن الحجاج ثقة (٨).

أخبرنا أبو البركات الأنماطي ، أنا أبو بكر الشامي ، أنا أبو الحسن العتيقي ، أنا يوسف بن أحمد ، أنا أبو جعفر العقيلي ، قال (٩) : عبد السّلام بن عبد القدوس شامي ، عن ابن جريج ، وهشام بن عروة لا يتابع على شيء من حديثه ، وليس ممن (١٠) يقيم الحديث.

__________________

(١) كذا بالأصل : عن أبيه ، مكرر. والأظهر حذفها ، فقد ذكر الذهبي في سير أعلام النبلاء ٨ / ١٣٦ ابن شهاب الزهري من شيوخ عبد القدوس عبد القدوس بن حبيب أبي سعيد الكلاعي ، والد عبد السّلام.

(٢) بالأصل : «أبو حاتم محمّد ...».

(٣) انظر الجرح والتعديل لأبي محمّد عبد الرحمن بن أبي حاتم ٦ / ٤٨.

(٤) تهذيب الكمال ١١ / ٤٦٨.

(٥) بالأصل : وأبو ، خطأ ، والصواب عن تهذيب الكمال.

(٦) لفظة بدون إعجام بالأصل ورسمها : «؟؟؟».

(٧) انظر ترجمته في سير أعلام النبلاء ٨ / ١٣٥.

(٨) ترجمته في تهذيب التهذيب ٣ / ٤٨١.

(٩) الضعفاء الكبير للعقيلي ٣ / ٦٧.

(١٠) عن الضعفاء الكبير وبالأصل : من.

٢١٢

أنبأنا أبو جعفر محمّد بن أبي علي ، أنا أبو بكر الصفار ، أنا أحمد بن علي بن منجويه ، أنا أبو أحمد الحاكم ، قال :

أبو محمّد عبد السّلام بن عبد القدوس الكلاعي الدمشقي يروي عن هشام بن عروة ، وأبي خالد ثور بن يزيد الرحبي أحاديث منكرة ، روى عنه أبو الحسن كثير بن عبيد بن نمير المذحجي ، وأبو الفضل العباس بن الوليد بن صبح الخلّال الدمشقي ، كنّاه لي أبو الجهم أحمد بن الحسين بن طلّاب القرشي ، نا عباس بن الوليد.

أنبأنا أبو سعد المطرّز ، وأبو علي الحداد ، قالا (١) : قال لنا إبراهيم الحافظ :

عبد السّلام بن عبد القدوس الشامي ، عن إبراهيم بن أبي عبلة ، روى عنه هشام بن عمّار ، لا شيء.

٤٠٥٤ ـ عبد السّلام بن عبد الواحد بن سليمان

ابن عبد الملك بن مروان بن الحكم بن أبي العاص الأموي

له ذكر.

٤٠٥٥ ـ عبد السّلام بن عتيق بن حبيب بن أبي عتيق

أبو هشام العنسي (٢) ـ ويقال : السلمي ـ مولاهم (٣)

كانت داره بناحية باب السلامة (٤).

روى عن بقية بن الوليد ، وأبي مسهر ، ومحمّد بن المبارك الصّوري ، ومروان بن محمّد ، والوليد بن الوليد العبسي (٥) ، ومحمّد بن عيسى بن الطّبّاع ، وأبي الحارث العباس بن عبد الرّحمن بن الوليد بن نجيح ، وأبي توبة (٦) الربيع بن نافع ، وعلي بن عياش ، ومسرور بن صدقة ، وعبد الله بن مسلمة القعنبي (٧) ، وآدم بن أبي اياس ، وأبي صفوان القاسم بن يزيد بن

__________________

(١) بالأصل : قال.

(٢) عن تهذيب الكمال وتهذيب التهذيب ، وبالأصل إعجامها مضطرب.

(٣) ترجمته وأخباره في تهذيب الكمال ١١ / ٤٦٩ تهذيب التهذيب ٣ / ٤٥٢ والجرح والتعديل ٦ / ٤٩.

(٤) كذا بالأصل وتهذيب الكمال وفي المختصر ١٥ / ١١٦ : باب السلام.

(٥) في تهذيب الكمال : القلانسي.

(٦) بدون إعجام بالأصل ، والمثبت عن تهذيب الكمال.

(٧) غير مقروءة بالأصل من سوء التصوير ، والمثبت عن تهذيب الكمال.

٢١٣

عوانة الكلابي ، ومحمّد بن بكار بن بلال ، ومنبّه بن عثمان ، وهشام بن عمّار ، وأحمد بن أبي الحواري ، ودحيم وغيرهم.

روى عنه أبو الحسن بن جوصا ، وأبو حاتم الرازي ، وأبو داود في سننه ، وأبو بكر بن أبي داود ، والقاسم بن عيسى القصار ، وإبراهيم بن عبد الرّحمن بن مروان ، وأبو الحارث أحمد بن سعيد ، وأبو الدحداح ، ومحمّد بن خريم (١) ، وسليمان بن أيوب بن حذلم ، وأبو عبد الرّحمن النّسائي ، وعلي بن سعيد بن بشير الرازي ، وأبو علي محمّد بن سليمان بن الحسين الصّرفندي ، ويوسف بن موسى المروذي ، والحسن بن علي بن شبيب المعمري.

أخبرنا أبو الحسن علي بن الحسن بن الحسين الموازيني (٢) ، أنا أبو القاسم بن الفرات ، أنا عبد الوهاب الكلابي ، أنا أبو الحسن بن جوصا ، نا عبد السلام بن عتيق ، وأبو زرعة بن عمرو ، قالا : نا أبو مسهر ، نا ابن سماعة ، أنا الأوزاعي ، حدثني الزهري ، عن أبي سلمة بن عبد الرّحمن ، عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «سيكون بعدي خلقا (٣) يعملون بما يعلمون ، ويفعلون ما يؤمرون ، وسيكون من بعدهم خلقا (٤) يعملون بما لا يعلمون ويفعلون بما لا يؤمرون ، فمن أنكر عليهم برئ ، ومن أمسك يده سلم ، ولكن من رضي وتابع» [٧٣٠٨].

أخبرنا أبو الحسين القاضي ـ إذنا ـ وأبو عبد الله الأديب ـ شفاها ـ أنا أبو القاسم بن منده ، أنا أبو علي ـ إجازة ـ.

ح (٥) قال : وأنا أبو طاهر بن سلمة ، أنا علي بن محمّد.

قالا : أنا أبو محمّد بن أبي حاتم ، قال (٦) :

عبد السّلام بن عتيق الدمشقي يروي عن مروان بن محمّد الطّاطري ، ومحمّد بن المبارك الصّوري ، وأبي مسهر.

كتب عنه أبي بدمشق في الرحلة الثالثة (٧) ، وروى عنه ، سئل أبي عنه فقال : صدوق.

__________________

(١) بالأصل : حريم ، تصحيف والصواب عن تهذيب الكمال ، وهو أبو بكر محمّد بن خريم بن محمّد بن عبد الملك بن مروان العقيلي ، تقدم التعريف به.

(٢) ترجمته في سير أعلام النبلاء ١٩ / ٤٣٧.

(٣) كذا بالأصل ، وفي المختصر : خلفاء ، وهو أظهر.

(٤) كذا بالأصل ، وفي المختصر : خلفاء ، وهو أظهر.

(٥) «ح» حرف التحويل سقط من الأصل ، والسند معروف.

(٦) الجرح والتعديل ٦ / ٤٩.

(٧) في الجرح والتعديل : الثانية.

٢١٤

أنبأنا أبو جعفر الهمذاني (١) ، أنا أبو بكر الصفار ، أنا أحمد بن علي بن منجويه ، أنا أبو أحمد الحاكم ، قال :

أبو هشام عبد السّلام بن عتيق الدمشقي ، سمع أبا مسهر عبد الأعلى بن مسهر الغسّاني ، وأبا عبد الله محمّد بن مبارك الصّوري ، حدّث عنه أبو بكر عبد الله بن سليمان بن الأشعث ، وأبو الحسن أحمد بن عمير الدمشقي ، كنّاه أبو بكر بن أبي داود.

أخبرني أبو القاسم هبة الله بن عبد الله بن أحمد ، أنا أبو بكر الخطيب ، قال :

عبد السّلام بن عتيق الدمشقي ، حدّث عن مسرور بن صدقة ، وأبي مسهر الغسّاني ، ومحمّد بن المبارك الصّوري ، روى عنه أبو داود السّختياني ، وأبو الحسن بن جوصا وغيرهما.

قرأت على أبي محمّد السّلمي ، وعن أبي نصر بن ماكولا ، قال (٢) :

أما عتيق بفتح العين : عبد السّلام بن عتيق الدمشقي ، روى عن مسرور بن صدقة ، وأبي مسهر الغسّاني ، ومحمّد بن المبارك الصّوري ، حدّث عنه أبو داود السختياني (٣) ، والحسن بن جوصا وغيرهما.

دفع إلى أبي الحسن سعد الخير بن محمّد بن سهل الأنصاري جزءا وكان فيه عن محمّد بن أحمد بن شاكر ، أنا أبو عيسى عبد الرّحمن بن إسماعيل بن عبد الله الخولاني ، قال : أملى علينا أبو عبد الرّحمن أحمد بن شعيب بن علي النسائي أسماء شيوخه الذين روى عنهم فقال :

عبد السّلام بن عتيق صالح ، دمشقي.

قرأت على أبي محمّد السلمي ، عن أبي محمّد التميمي ، أنا مكي بن محمّد بن الغمر ، أنا أبو سليمان بن زبر ، قال : سمعت أبا الدحداح يقول :

فيها ـ يعني سنة سبع وخمسين ومائتين ـ توفي أبو هشام عبد السّلام بن عتيق (٤).

__________________

(١) بالأصل : الهمداني ، بالدال المهملة ، والصواب بالذال المعجمة ، والسند معروف.

(٢) الاكمال لابن ماكولا ٦ / ١٠٩ و ١١٢.

(٣) في الاكمال : السجستاني؟.

(٤) تهذيب الكمال ١١ / ٤٧٠.

٢١٥

٤٠٥٦ ـ عبد السّلام بن محمّد بن عبد الصمد بن لاوي

أبو الحسن الطّرابلسي المعروف بالزرافي

حدّث بتنّيس عن أبيه أبي عبد الله.

سمع منه : أبو محمّد عبد الله بن الحسن التّنّيسي المعروف بابن النحاس.

أخبرنا أبو محمّد هبة الله بن الأكفاني ـ شفاها ـ ونقلته من خطّه ـ أنا أبو محمّد عبد الله بن الحسن بن طلحة بن النحاس التّنّيسي ـ رحمه‌الله إجازة ـ أنا أبو الحسن عبد السلام بن محمّد بن عبد الصمد بن لاوي الزرافي ، مولى المقتدر بالله أمير المؤمنين ـ بقراءتي عليه بتنّيس ـ في شهور سنة إحدى وأربعين وأربعمائة ، أنا أبي أبو عبد الله محمّد بن عبد الصمد ـ قراءة عليه ـ أنا خيثمة بن سليمان بن حيدرة الأطرابلسي ، أنا إسحاق بن سيّار ، نا ابن عاصم ، عن موسى بن عبيدة ، عن محمّد بن عمرو بن عطاء ، عن ابن عباس.

أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم كان يقرأ في العيدين ب (سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى)(١) و (هَلْ أَتاكَ حَدِيثُ الْغاشِيَةِ)(٢).

الصواب ابن عمرو.

٤٠٥٧ ـ عبد السّلام بن محمّد بن أبي موسى

أبو القاسم البغدادي المخرّمي (٣) الصّوفي (٤)

سمع أحمد بن عمير ، والحسن بن حبيب الحصائري بدمشق ، وعلي بن عبد الله بن علي بن السّقّا ببيروت ، وأحمد بن عبد الوارث بن جرير الغسّال بمصر ، وأبا بكر بن أبي داود ببغداد ، وأبا عروبة ، وزيد بن عبد العزيز الموصلي ، وأحمد بن محمّد بن أبي شيخ الرافقي (٥) بالجزيرة ، ومحمّد بن جعفر بن أيوب الأنصاري ، وأبا سعيد بن الأعرابي بمكة ، وأبا بكر محمّد بن الحسن بن أحمد الجواربي.

روى عنه : أبو الحسن بن جهضم ، وأبو نعيم الأصبهاني ، وأبو أسامة محمّد بن أحمد بن محمّد بن القاسم الهروي (٦) ، وعلي بن سعيد بن عثمان الثغري ، وأحمد بن

__________________

(١) سورة الأعلى.

(٢) سورة الغاشية.

(٣) بالأصل : المحرمي ، تصحيف ، والصواب عن تاريخ بغداد.

(٤) ترجمته وأخباره في تاريخ بغداد ١١ / ٥٦.

(٥) بالأصل : الرافعي ، والمثبت عن تاريخ بغداد.

(٦) ترجمته في سير أعلام النبلاء ١٧ / ٣٦٤.

٢١٦

محمّد بن زكريا النسوي ، وأبو الحسن محمّد بن العباس بن عبد الملك بن العباس الأموي المعدل.

وسكن مكة ، وحدّث بها ، وكان شيخ الحرم في وقته في التصوف.

أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد الفقيه ، نا ـ وأبو منصور بن خيرون ، أنا ـ أبو بكر الخطيب (١) ، نا أبو نعيم الحافظ ، نا عبد السّلام بن محمّد البغدادي الصوفي ، نزيل مكة بها ، نا أحمد بن عمير ، نا إبراهيم بن سعيد الجوهري ، نا أبو أسامة ، نا مسعر بن كدام ، عن منصور ، عن إبراهيم ، عن علقمة ، عن عبد الله بن مسعود ، قال النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم :

«إذا شكّ أحدكم في صلاته فليتحرّ الصواب ثم يسجد (٢) سجدتي السهو» [٧٣٠٩].

أنبأنا أبو علي الحداد ، أنا أبو نعيم ، نا عبد السّلام بن محمّد البغدادي الصوفي ، نا محمّد بن زيان ، نا حرملة ، نا الشافعي ، أنا مالك ، عن نافع ، عن ابن عمر أن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال :

«الحمّى من فيح جهنم فأطفئوها بالماء» [٧٣١٠].

أخبرنا أبو الحسن بن قبيس ، وأبو منصور بن خيرون ، قالا : قال لنا أبو بكر الخطيب (٣) :

عبد السّلام بن محمّد بن أبي موسى أبو القاسم المخرّمي (٤) الصوفي ، سافر الكثير ، ولقي الشيوخ من أهل الحديث والصوفية ، وسكن مكة ، وحدّث بها عن أبي بكر بن أبي داود ، وأبي عروبة الحرّاني ، وزيد بن عبد العزيز الموصلي ، وأبي الحسن بن جوصا الدمشقي ، وأحمد بن عبد الوارث المصري ، وأحمد بن محمّد بن أبي شيخ الرافقي ، وأقرانهم ولقي من شيوخ الصوفيّة محمّد بن علي الكتاني (٥) ، وأبا علي الرّوذباري ونحوهما ، نا عنه أبو نعيم الأصبهاني ، وكان ثقة.

قال الخطيب (٦) : بلغني عن أبي العباس أحمد بن محمّد بن زكريا التستري قال : عبد السّلام بن محمّد أبو القاسم المخرّمي البغدادي شيخ الحرم في وقته ، جمع بين علم

__________________

(١) تاريخ بغداد ١١ / ٥٦ ـ ٥٧.

(٢) تاريخ بغداد : ليسجد.

(٣) تاريخ بغداد ١١ / ٥٦.

(٤) بالأصل : المحرمي ، والمثبت عن تاريخ بغداد ، وضبطت اللفظة عن الأنساب وهذه النسبة إلى المخرّم وهي محلة ببغداد مشهورة.

(٥) عن تاريخ بغداد وبالأصل : الكناني.

(٦) تاريخ بغداد ١١ / ٥٧.

٢١٧

الشريعة ، وعلم الحقيقة ، والفتوة ، وحسن الخلق ، وأقام بمكة سنين ، وبها مات سنة أربع وستين وثلاثمائة.

٤٠٥٨ ـ عبد السّلام بن محمّد بن محمّد بن يوسف

أبو يوسف القزويني المتكلم على مذهب المعتزلة (١)

مصنّف مشهور.

سكن أطرابلس مدة ، ثم عاد إلى بغداد وسكنها إلى أن توفي بها.

حدّث عن : أبي عمر بن مهدي ، والقاضي عبد الجبار بن أحمد الهمذاني (٢) ، وأبي محمّد عبيد الله بن محمّد النيسابوري.

روى عنه : أبو طاهر إبراهيم بن محمّد بن عبد الرزاق الحنفي ، وحدثنا عنه أبو غالب بن البنّا ، وأبو محمّد بن طاوس ، وأبو محمّد محمود بن محمّد بن مالك المزاحمي الرّحبي (٣).

أخبرنا أبو محمّد محمود بن محمّد بن مالك بن محمّد بن عبد الرّحمن بن بسطام الرّحبي المزاحمي ـ بقراءتي عليه برحبة مالك بن طوق في الجامع ، أنا القاضي أبو يوسف عبد السّلام بن محمّد [نا](٤) ابن مهدي ، نا القاضي أبو عبد الله الحسين بن إسماعيل المحاملي ، نا يعقوب ـ وهو ابن إبراهيم الدورقي ـ نا ابن عليّة ، نا أيوب ، عن حميد بن هلال ، عن هشام بن عامر قال :

شكونا إلى النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم القرح (٥) يوم أحد فقلنا : كيف تأمرنا بقتلانا؟ قال : «احفروا

__________________

(١) أخباره في الكامل في التاريخ لابن الأثير ـ بتحقيقنا (راجع الفهارس) ، والبداية والنهاية بتحقيقنا (الجزء الثاني عشر : الفهارس) وتذكرة الحفاظ ٤ / ١٢٠٨ والعبر ٣ / ٣٢١ ولسان الميزان ٤ / ١١ والتدوين في تاريخ قزوين ٣ / ١٧٨ شذرات الذهب ٣ / ٣٨٥ الوافي بالوفيات ١٨ / ٤٣٣ سير أعلام النبلاء ١٨ / ٦١٦.

(٢) بالأصل : الهمداني ، بالدال المهملة ، تصحيف والصواب بالذال المعجمة ترجمته في سير أعلام النبلاء ١٧ / ٢٤٤.

(٣) قارن مع مشيخة ابن عساكر ٢٣٨ / ب.

(٤) سقطت من الأصل ، وزيادتها لازمة للإيضاح ، راجع ترجمة أبي عمر عبد الواحد بن محمّد ... بن مهدي في سير أعلام النبلاء ١٧ / ٢٢١ وفيها أنه سمع كثيرا من القاضي المحاملي ، وحدّث عنه : أبو يوسف عبد السّلام بن محمّد القزويني المفسر.

وانظر ترجمة الحسين بن إسماعيل المحاملي في سير أعلام النبلاء ١٥ / ٢٦٠.

(٥) القرح : عض السلاح ، والجرح.

٢١٨

وأوسعوا ، وعمّقوا ، وادفنوا في القبر اثنين والثلاثة ، وقدّموا أكثرهم قرآنا» [٧٣١١].

قال هشام : فقدم أبي بين يدي اثنين.

أخبرنا أبو غالب أحمد بن الحسن (١) بن البنا ، أنا القاضي أبو يوسف عبد السّلام بن محمّد بن يوسف القزويني الحنفي سنة سبع وسبعين وأربعمائة ببغداد ، أنا قاضي القضاة أبو (٢) الحسن عبد الجبار بن أحمد ـ قراءة عليه بقزوين ـ نا أبو بكر أحمد بن محمّد بن عمرو الحنفي بالبصرة ، نا يحيى بن أبي طالب ، نا عمرو بن عبد الغفار ، نا الأعمش ، وفطر ، عن إسماعيل بن رجاء (٣) ، عن أوس بن ضمعج (٤) ، عن أبي مسعود الأنصاري ، قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم :

«ليؤمّ القوم أقرأهم لكتاب الله ، فإن كانوا في القراءة سواء فأعلمهم بالسنّة ، فإن كانوا في العلم وفي السنة سواء فأقدمهم هجرة ، فإن كانوا في الهجرة سواء فأكبرهم سنا ، ولا يؤمّ رجلا في بيته ولا في سلطانه ولا يجلس على تكرمته إلّا بإذنه» [٧٣١٢].

سمعت أبا عبد الله الحسين بن محمّد البلخي يحكي أن أبا يوسف صنّف : «تفسير القرآن» في ثلاثمائة ونيف مجلدا ، وقال : من قرأه عليّ وهبت له النسخة ، فلم يقرأه عليه أحد (٥).

وسمعت أبا محمّد بن طاوس يقول : استأذنت على أبي يوسف ببغداد فدخلت عليه فقال : من أي بلد أنت؟ فقلت : من دمشق ، فقال : بلد النّصب (٦) ، فسمعت منه شيئا يسيرا ، وكان قد أقعد.

وسمعت من يحكي عنه أنه كان بأطرابلس ، فقال له ابن البرّاج متكلم الرافضة : ما تقول في الشيخين؟ فقال : سفلتان ساقطان ، فقال له ابن البراج : من تعني؟ فقال : أنا وأنت (٧).

__________________

(١) بالأصل : الحسين ، تصحيف ، ترجمته في سير أعلام النبلاء ١٩ / ٦٠٣.

(٢) بالأصل : «بن» تصحيف ، تقدم قريبا التعريف به.

(٣) بالأصل : دحا ، تصحيف ، والصواب ما أثبت ، فقد ذكره المزي في شيوخ فطر بن خليفة (تهذيب الكمال ١٥ / ١٢٣).

(٤) إعجامها مضطرب بالأصل ، والصواب ما أثبت ، فقد ذكره المزي في شيوخ إسماعيل بن رجاء الزبيدي ٢ / ١٦٧.

(٥) نقله الذهبي من طريق ابن عساكر في سير أعلام النبلاء ١٨ / ٦١٧.

(٦) بلد النصب ، يعني بهم الناصبة وهم الذين يبغضون الإمام علي بن أبي طالب رضي‌الله‌عنه.

(٧) انظر سير أعلام النبلاء ١٨ / ٦١٧ ـ ٦١٨ ولسان الميزان ٤ / ١٢.

٢١٩

فقيل له في ذلك ، فقال : ما كنت لأجيبه عما سأل فيقال : إنه تكلم في أبي بكر وعمر رضي‌الله‌عنهما.

قال لنا أبو غالب بن البنّا : ولد القاضي أبو يوسف سنة ثلاث (١) وتسعين وثلاثمائة ، ومات في ذي القعدة سنة ثمان (٢) وثمانين وأربعمائة.

٤٠٥٩ ـ عبد السّلام بن محمّد

أبو بكر العقيلي

حدّث بداريّا عن أبي الحسن بن جوصا.

روى عنه : أبو الحسن علي بن محمّد بن طوق.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني ـ بقراءتي عليه ـ نا عبد العزيز بن أحمد ، أنا أبو الحسن علي بن محمّد بن طوق بن عبد الله بن الفاخوري الطبراني الدّاراني ، نا أبو بكر عبد السّلام بن محمّد العقيلي القطان ـ بداريا ـ نا أحمد بن عمير بن يوسف بن جوصا ، نا عمرو بن عثمان بن كثير بن دينار ، نا إسماعيل بن عياش ، عن صالح بن كيسان ، عن الأعرج ، عن أبي هريرة قال :

كان النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم يرفع يديه حذو منكبيه حين يكبّر ، ويفتتح الصلاة ، وحين يركع ، وحين يسجد.

٤٠٦٠ ـ عبد السّلام بن المبارك بن عبد السّلام بن سوّار

أبو عمر الإيادي الحمصي الخطيب

سمع الخطيب.

سمع الفرج بن عامر الحموي بحماة.

روى عنه أبو نصر بن الجبّان.

٤٠٦١ ـ عبد السّلام بن مسلم

حدّث عن أبي البختري وهب بن وهب.

__________________

(١) ومثله في سير أعلام النبلاء ، وفي التدوين في أخبار قزوين ٣ / ١٨٠ ولد سنة إحدى وتسعين وثلاثمائة.

(٢) ومثله في والتدوين في أخبار قزوين ، وفي طبقات المفسرين للداودي ١ / ٣٠٢ أنه توفي سنة ٤٨٣ وذكر أبو سعد السمعاني أنه توفي سنة ٥٠٤ كما في التدوين في أخبار قزوين.

٢٢٠