ذيل تأريخ مدينة السلام - ج ٤

أبي عبد الله محمّد بن سعيد بن الدبيثي

ذيل تأريخ مدينة السلام - ج ٤

المؤلف:

أبي عبد الله محمّد بن سعيد بن الدبيثي


المحقق: الدكتور بشار عوّاد معروف
الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: دار الغرب الإسلامي ـ بيروت
الطبعة: ١
الصفحات: ٦٤٦

سمع أبا الفتح محمد بن عبد الباقي المعروف بابن البطّي ، وروى عنه ، سمع منه بعض أصحابنا ، وطلبناه لنسمع منه فكان قد توفي في سنة عشر وست مئة فيما ذكر لنا ، والله أعلم ، رحمه‌الله وإيانا.

* * *

ذكر من اسمه عبد الرّحيم

١٨٧٤ ـ عبد الرّحيم بن هبة الله ابن المعوّذ ابن المعراض التّاجر ، أبو الفضل الحرّانيّ الأصل البغداديّ الدّار.

سمع الكثير بنفسه ، وكتب بخطّه عن خلق من الشيوخ ببغداد والبصرة ونيسابور وغيرها من البلاد. وكتب ببغداد عن أبي بكر محمد بن الحسين المزرفي ، وأبي عبد الله يحيى بن الحسن ابن البنّاء ، وأبي منصور محمد بن عبد الملك بن خيرون. وبالبصرة عن جابر بن محمد الأنصاري. وسمع بنيسابور أبا عبد الله محمد بن الفضل الفراوي ، وأبا الحسن عبد الغافر بن إسماعيل الفارسيّ ، وأبا القاسم زاهر بن طاهر الشّحّامي ، وأخاه أبا بكر وجيها ، وغيرهم.

وحدّث بالبصرة في سنة ثمان وعشرين وخمس مئة ، وببغداد أيضا ؛ سمع منه ببغداد أبو بكر المبارك بن كامل الخفّاف ، وأبو الفتح محفوظ بن بركة الخبّاز ، وأبو الحسن عليّ بن ياقوت الدّقّاق ، وغيرهم.

قرأت بخط أبي محمد يحيى بن عليّ ابن الطّرّاح المدير في «تاريخه» قال : توفي عبد الرحيم ابن المعراض يوم الخميس ثاني عشري رجب سنة إحدى وثلاثين وخمس مئة ، ودفن بمقبرة أحمد ، يعني بباب حرب.

١٨٧٥ ـ عبد الرّحيم (١) بن حمد بن عبد الرّحيم ابن المهتر ، أبو

__________________

(١) ترجمه ابن نقطة في إكمال الإكمال ٥ / ٤٩١ ، والذهبي في المشتبه ٦١٩ ، وابن ناصر الدين

٨١

البدر الفقيه.

من أهل نهاوند ، قدم بغداد ، وأقام للتفقه على مذهب الشّافعي رضي‌الله‌عنه سنين بالمدرسة النّظامية ، وسمع بها الحديث من جماعة منهم : أبو الفتح مفلح الدّومي ، وأبو الفضل محمد بن عمر الأرموي ، وأبو الفضل أحمد بن طاهر الميهني ، وأبو الفضل محمد بن ناصر السّلامي ، وأبو الوقت السّجزي ، وغيرهم. وحدّث بها أيضا في سنة تسع وأربعين وخمس مئة ؛ فسمع منه محمد ابن عليّ بن محمد ابن الهمذاني الفقيه وغيره.

١٨٧٦ ـ عبد الرّحيم (١) بن محمد بن أحمد بن موسى ، أبو الخير.

من أهل أصبهان.

شيخ فطن له عناية بالحديث ومعرفة به. سمع ببلده من أبي عليّ الحسن ابن أحمد الحدّاد ، وأبي القاسم غانم بن محمد البرجي ، وأبي الفضل جعفر بن عبد الواحد الثّقفي ، وأبي الفرج سعيد بن أبي الرّجاء الصّيرفي ، وأبي طاهر عبد الكريم بن عبد الرّزّاق الحسناباذي ، وفاطمة بنت عبد الله الجوزدانية ، وأبي العباس أحمد بن طاهر السّمناني وخلق يطول ذكرهم.

وقدم بغداد في صباه ، وسمع بها من أبي القاسم بن الحصين ، وأبي العز ابن كادش ، والقاضي أبي بكر محمد بن عبد الباقي الأنصاري وغيرهم. وعاد إلى أصبهان وأقام بها مدّة يحدّث ويملي.

ثم قدم بغداد حاجا في سنة اثنتين وستين وخمس مئة ، فحدّث عند قدومه

__________________

في توضيح المشتبه ٨ / ٣٠٠ ، وابن حجر في تبصير المنتبه ٤ / ١٣٢٨.

(١) ترجمه ابن النجار في تاريخه كما في المستفاد ، الترجمة (١١٤) ، والذهبي في تاريخ الإسلام ١٢ / ٣٩٥ نقلا من تاريخ ابن النجار. وفي سير أعلام النبلاء ٢٠ / ٥٧٣ ، وتذكرة الحفاظ ٣ / ١٣٢١ ، والمختصر المحتاج ٣ / ٢٣ ، وابن حجر في لسان الميزان ٤ / ٧ ، وابن العماد في الشذرات ٤ / ٢٢٨.

٨٢

وبعد عوده من الحج ؛ فسمع منه أبو الفضل أحمد بن صالح بن شافع ، وأبو إسحاق إبراهيم بن محمود ابن الشّعّار ، والحافظ أبو بكر محمد بن أبي غالب الباقداريّ ، والشريف أبو الحسن عليّ بن أحمد الزّيدي ، والقاضي أبو المحاسن القرشيّ ، وأبو الخير صبيح بن عبد الله العطّاري ، وأبو الرّضا أحمد بن طارق ، وأبو المعالي أحمد بن يحيى بن هبة الله. وحدثنا عنه أبو طالب عبد الرّحمن بن محمد الهاشمي بواسط وغيره ببغداد. وأملى مجالس بجامع القصر الشّريف ، وكتب النّاس عنه باستملاء شيخنا عبد العزيز بن الأخضر.

سمعت أبا طالب عبد الرّحمن بن محمد الهاشمي يقول : سمعت أبا الخير عبد الرحيم بن محمد بن موسى الأصبهاني ببغداد يقول : سمعت أبا عبد الله محمد بن عبد الواحد الدّقّاق يقول : سمعت أحمد بن الحسن بن موسى ، قال : سمعت محمد بن عليّ بن عمرو الحافظ ، قال : سمعت أبا الحسين محمد بن محمد بن عمرو ، قال : سمعت الحسن بن علّوية الدّامغاني ، قال : أنشدنا يحيى ابن معاذ الرازي رحمه‌الله :

أشكو إليك ذنوبا لست أنكرها

وقد رجوتك ياذا المنّ تغفرها

من قبل تسألني في الحشر يا أملي

يوم الجزاء على الأحوال تذكرها

أرجوك تغفرها في الحشر يا أملي

إذ كنت في الأرض قبل اليوم تسترها

قرأت بخط أبي الخير بن موسى : مولدي في ثامن صفر سنة خمس مئة (١).

١٨٧٧ ـ عبد الرّحيم بن عبد القاهر بن عبد الله بن عمّوية السّهرورديّ الأصل البغداديّ المولد والدّار ، أبو الرّضا بن أبي النّجيب الفقيه الصّوفيّ الواعظ.

تفقه على أبيه ، وصحبه ، وسمع معه من جماعة منهم : القاضي أبو بكر محمد بن عبد الباقي الأنصاري ، وأبو منصور عبد الرحمن بن محمد القزّاز ،

__________________

(١) لم يذكر المؤلف وفاته ، وذكرها ابن النجار ومنه نقل الذهبي ، فهي في سنة ٥٦٨.

٨٣

وأبو القاسم إسماعيل بن أحمد ابن السّمرقندي ، وأبو الفضل محمد بن عمر الأرموي ، وأبو الوقت عبد الأوّل بن عيسى الهروي ، وأبو المظفر هبة الله بن أحمد ابن الشّبلي ، وأبو الفتح محمد بن عبد الباقي ابن البطّي ، وأبو زرعة طاهر ابن محمد المقدسي ، وغيرهم.

ودرّس الفقه بعد وفاة والده بمدرسته ، وما أعلم أنّه حدّث بشيء ، وخرج إلى الشام وزيارة بيت المقدس فتوفي بدمشق في سنة سبع وستين وخمس مئة أو نحوها ، والله أعلم ، ودفن هناك ، وكان شابا.

١٨٧٨ ـ عبد الرّحيم (١) بن عبد الخالق بن أحمد بن عبد القادر بن محمد بن يوسف ، أبو نصر بن أبي الفرج بن أبي الحسين.

من بيت معروف بالرّواية والتحديث والنّقل والإسناد مع الثّقة والصّلاح.

ذكر عبد الرحيم هذا القاضي أبو المحاسن القرشي فيما رسمه من «التاريخ» ، ومن خطّه نقلت وقد أجاز لنا ، فقال : عبد الرحيم بن عبد الخالق بن يوسف. حدّث عن أبي القاسم بن بيان ، وأبي عليّ بن نبهان ، وعمّه أبي طاهر بن يوسف وابن عمّ أبيه أبي طالب بن يوسف ، وأبي الحسن ابن الزّعفراني ، وسمع من غيرهم. كتبت عنه ، وكان خيّاطا خيّرا ذا مروءة تامة وكرم نفس وحسن مواساة على قلّة ذات يده. آخر كلام القرشي.

قلت : وقد سمع منه أيضا الشّريف أبو الحسن الزّيدي ورفقاؤه : إبراهيم ابن الشّعّار ، وصبيح العطّاري ، وأبو بكر الباقداري ، وأبو نصر ابن رئيس الرّؤساء وغيرهم. وحدّثنا عنه عبد العزيز بن الأخضر.

قرأت على أبي محمد عبد العزيز بن أبي نصر البزّاز : أخبركم أبو نصر عبد الرّحيم بن عبد الخالق بن أحمد بن يوسف قراءة عليه ، فأقرّ به ، قال : أخبرنا

__________________

(١) ترجمه ابن نقطة في التقييد ٣٥٧ ، والذهبي في تاريخ الإسلام ١٢ / ٥٤١ ، والمختصر المحتاج ٣ / ٢٤ ، والعبر ٤ / ٢٢٠ ، وسير أعلام النبلاء ٢١ / ٤٨ ، وابن العماد في شذرات الذهب ٤ / ٢٤٨.

٨٤

أبو القاسم عليّ بن أحمد بن محمد بن بيان.

وأخبرناه عاليا أبو طالب محمد بن عليّ بن أحمد ابن الكتّاني بواسط وأبو السّعادات نصر الله بن عبد الرّحمن بن محمد القزّاز ببغداد بقراءتي على كلّ واحد منهما ، قلت له : أخبركم أبو القاسم عليّ بن أحمد بن بيان قراءة عليه وأنت تسمع ، فأقرّ به ، قال : أخبرنا أبو الحسن محمد بن محمد بن مخلد البزّاز قراءة عليه وأنا أسمع ، قال : أخبرنا أبو عليّ إسماعيل بن محمد بن إسماعيل الصّفّار ، قال : أخبرنا أبو عليّ الحسن بن عرفة العبدي ، قال : حدثنا إسماعيل بن عيّاش الحمصي ، عن بحير بن سعد الكلاعي ، عن خالد بن معدان ، عن كثير بن مرّة الحضرمي ، عن عقبة بن عامر الجهني ، قال : سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يقول : «الجاهر بالقرآن كالجاهر بالصّدقة ، والمسرّ بالقرآن كالمسرّ بالصّدقة» (١).

أنبأنا أبو المحاسن عمر بن عليّ القرشيّ ، ومن خطّه كتبت ، قال : سألت أبا نصر بن يوسف عن مولده ، فقال : في سنة خمس وخمس مئة.

وقال غيره : وتوفي بمكة في سنة أربع وسبعين وخمس مئة.

١٨٧٩ ـ عبد الرّحيم (٢) بن محمد بن محمد بن الحسين ابن الفرّاء ، أبو محمد بن أبي خازم بن أبي يعلى.

من ساكني باب المراتب ، يلقّب بالعلبة ، من بيت مشهور بالعدالة والقضاء والعلم والرّواية ، وقد تقدم ذكرنا لأخيه القاضي أبي يعلى محمد (٣) ولجماعة من أهله.

سمع عبد الرّحيم هذا من أبيه ، ومن عمّه أبي الحسين ، ومن أبي القاسم بن الحصين ، وغيرهم ، وروى عنهم.

__________________

(١) حديث صحيح تقدم تخريجه في الترجمة ١٤٨٨.

(٢) ترجمه الذهبي في تاريخ الإسلام ١٢ / ٦١٦.

(٣) الترجمة ٤٤١.

٨٥

سمع منه ابناه أبو طالب عبد المنعم وأبو الفتوح عبد الرّحمن ، والقاضي عمر القرشي ، وغيرهم.

أنبأنا أبو المحاسن الدّمشقي ، قال : سألت أبا محمد ابن الفرّاء عن مولده فقال : في سنة عشر وخمس مئة.

قلت : وتوفي في ذي الحجة سنة ثمان وسبعين وخمس مئة ، ودفن بباب حرب.

١٨٨٠ ـ عبد الرّحيم (١) بن إسماعيل بن أحمد بن محمد بن دوست النّيسابوري الأصل البغداديّ المولد والدار ، أبو القاسم ، شيخ الشيوخ ابن شيخ الشيوخ أبي البركات ابن شيخ الشيوخ أبي سعد الصّوفي.

الشيخ الفاضل ، شيخ وقته ، والمقدّم في زمانه ، والرئيس على أقرانه. من بيت صالحين أهل تصوّف وتقدّم وخدمة الفقراء ، وذوي برّ وصلة مع خصائص تفرّد بها عبد الرّحيم هذا من حفظ القرآن الكريم ، ومعرفة حسنة بالفقه والأدب ، وحسن عبارة في التّرسل والنّظم ، وسماع كثير للحديث من جماعة من الشيوخ مثل : أبيه أبي البركات ، وأبي القاسم هبة الله بن محمد بن الحصين ، وأبي منصور عليّ بن عليّ الأمين ، والقاضي أبي بكر محمد بن عبد الباقي ، وأبي بكر محمد ابن عبد الله بن حبيب العامري ، وجماعة من الغرباء منهم : أبو عبد الله محمد ابن حمّوية الجويني وأخوه عبد الصّمد ، وأبو القاسم زاهر بن طاهر الشّحّامي وجماعة غيرهم.

وحدّث بالكثير ببغداد ، ومكّة شرّفها الله ، وبالمدينة على ساكنها أفضل الصّلاة والسّلام ، وبدمشق ، ومصر وغيرها من البلاد في أسفاره. وكان وجيها

__________________

(١) ترجمه ابن الأثير في الكامل ١١ / ٥٠٩ ، والذهبي في تاريخ الإسلام ١٢ / ٦٤٠ ، والمختصر المحتاج ٣ / ٢٥ ـ ٢٧ ، والصفدي في الوافي ١٨ / ١٢١. والمقريزي في السلوك ١ / ١ / ٨٤ ، وابن تغري بردي في النجوم ٦ / ٩٧.

٨٦

عند الخاص والعام محترما عند القريب والبعيد. نفّذ من الدّيوان العزيز ، مجّده الله ، رسولا إلى جهات عدّة. وكان مشكور الطّريقة ، حسن السّفارة ، محمود الأمور. سمعت منه ، ونعم الشّيخ كان.

قرئ على صدر الدين شيخ الشّيوخ أبي القاسم عبد الرّحيم بن إسماعيل بن أحمد برباطه بشرقي بغداد وأنا أسمع في شهر ربيع الآخر من سنة ست وسبعين وخمس مئة ، قيل له : أخبركم أبو القاسم زاهر بن طاهر بن محمد النّيسابوري قدم علينا حاجا قراءة عليه وأنت تسمع ، فأقرّ به ، قال : أخبرنا أبو سعد محمد بن عبد الرحمن الجنزروذي ، قال : أخبرنا الحاكم أبو أحمد محمد بن محمد بن إسحاق الحافظ ، قال : أخبرنا أبو القاسم عبد الله بن محمد البغوي ببغداد ، قال : حدثنا مصعب بن عبد الله الزّبيري قال : حدثنا مالك ، عن سهيل بن أبي صالح ، عن أبيه ، عن أبي هريرة أنّ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : «من حلف على يمين فرأى خيرا منها فليكفّر عن يمينه ، وليفعل الذي هو خير» (١).

أنشدنا الشيخ أبو أحمد عبد الوهّاب بن عليّ بن عليّ البغدادي لفظا ، قال : أنشدني خالي شيخ الشيوخ أبو القاسم عبد الرّحيم بن إسماعيل لنفسه :

قد عشت في الدّنيا مليا يا فتى

وغدا تغادر ثاويا في الرّمس

إن كنت ذا طلب لأسباب الهدى

ورزقت حظا من ضياء الحسّ

سافر بهمّك في مقامات الرّضى

واسرح بقلبك في رياض الأنس

تصفو صفاتك من كدورات الهوى

وتعيش فردا بين جمع الإنس

شمّر فقد وضح الطّريق إلى الهدى

والحرّ موعده زوال اللّبس

من عاف شهوته وعفّ ضميره

فهو المعافى من عيوب النّفس

قال لنا شيخنا عبد الوهّاب بن عليّ بعد إنشاده لنا هذه الأبيات : ولد خالي في ذي الحجة سنة ثمان وخمس مئة ، وتوفي في رجب سنة ثمانين وخمس مئة ،

__________________

(١) حديث صحيح تقدم تخريجه في الترجمة ١٣٠٤.

٨٧

ودفن برحبة الشّام.

قال لنا غيره : توفي في يوم الخميس العشرين من رجب المذكور.

١٨٨١ ـ عبد الرّحيم (١) بن عبد الرّحمن بن سعد الله بن قنان ، أبو محمد الكاتب.

وقد تقدّم ذكر أبيه (٢).

سمع عبد الرحيم هذا شيئا من أبيه ، ومن الكاتبة فخر النّساء شهدة بنت أحمد بن الفرج الدّينوري. وتولّى الكتابة بديوان المقاطعات المعمور مدة.

وتوفي شابا في يوم الثلاثاء سابع عشري ذي الحجة سنة ست وتسعين وخمس مئة ، وما روى شيئا.

١٨٨٢ ـ عبد الرّحيم (٣) بن المبارك بن كرم بن غالب البندنيجيّ الأصل البغداديّ المولد والدّار ، أبو الفرج بن أبي البركات الخازن.

سمع أبا الفضل محمد بن عمر الأرموي ، وأبا العبّاس أحمد بن أبي غالب ابن الطّلّاية ، وأبا الوقت السّجزي ، وغيرهم. وروى شيئا يسيرا ، وسمع منه بعض الطّلبة ، ورأيته وما سمعت منه. وقد أجاز لنا.

وتوفي في يوم الجمعة ثامن المحرم سنة تسع وتسعين وخمس مئة ودفن بالجانب الغربي بمقبرة باب حرب.

١٨٨٣ ـ عبد الرّحيم (٤) بن عبد العزيز بن هبة الله بن القاسم ابن

__________________

(١) ترجمه المنذري في التكملة ١ / الترجمة ٥٦٠ ، وابن الساعي في الجامع المختصر ٩ / ٣٨ ، والذهبي في تاريخ الإسلام ١٢ / ١٠٧٣.

(٢) الترجمة ١٧٩٩.

(٣) ترجمه المنذري في التكملة ١ / الترجمة ٥٠٧ ، والذهبي في تاريخ الإسلام ١٢ / ١١٧١.

(٤) ترجمه المنذري في التكملة ١ / الترجمة ٧٢٥ ، والذهبي في تاريخ الإسلام ١٢ / ١١٧٢ ، والمختصر المحتاج ٣ / ٢٩.

٨٨

البندار ، أبو محمد بن أبي القاسم بن أبي البقاء الخيّاط.

من أهل الحريم الطّاهري ، وسكن الجانب الشّرقي ، وأقام برباط المأمونية مدة ، وهو من أهل بيت قد حدّث منهم جماعة ، وسيأتي ذكر أبيه وعمّيه وأخويه إن شاء الله.

ولد بأردبيل من بلاد أذربيجان ، وقدم بغداد وهو صبيّ ، فسمع بها من أبي الوقت السّجزي ، وأبي جعفر محمد بن محمد الطّائي وأبي الفتح ابن البطّي وغيرهم. سمعنا منه.

قرأت على أبي محمد عبد الرّحيم بن أبي القاسم ابن البندار من أصل سماعه ، قلت له : أخبركم أبو الوقت عبد الأوّل بن عيسى بن شعيب قراءة عليه وأنت تسمع ، فأقرّ به ، قال : أخبرنا أبو عبد الله محمد بن عبد العزيز الفارسي قراءة عليه وأنا أسمع بهراة ، قال : أخبرنا أبو محمد عبد الرّحمن بن أحمد بن أبي شريح الأنصاري ، قال : حدثنا أبو القاسم عبد الله بن محمد البغوي ، قال : حدثنا أبو الجهم العلاء بن موسى الباهليّ ، قال : حدثنا اللّيث بن سعد ، عن أبي الزّبير ، عن جابر ، قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «لا يدخل أحد ممن بايع تحت الشّجرة النّار» (١).

سألت عبد الرّحيم ابن البندار عن مولده ، فقال : ولدت بأردبيل في سنة إحدى وأربعين وخمس مئة في أحد الجماديين.

وتوفي ببغداد في ليلة الأحد لثلاث خلون من جمادى الأولى سنة تسع وتسعين وخمس مئة عقيب سكتة لحقته فمات بها في آخر اليوم الثالث وحمل إلى مقبرة باب حرب ، فدفن بها.

١٨٨٤ ـ عبد الرّحيم (٢) بن عبد الرّزّاق بن عبد القادر الجيليّ ،

__________________

(١) حديث صحيح تقدم تخريجه في الترجمة ٣٨٢ ، وتكرر في الترجمتين ١١٤٩ و ١٢٤٦.

(٢) ترجمه المنذري في التكملة ٢ / الترجمة ١٠٩٦ ، والذهبي في تاريخ الإسلام ١٣ / ١٣٢ ،

٨٩

أبو القاسم.

من أولاد الشّيوخ المشهورين بالصّلاح والرّواية.

سمع عبد الرّحيم هذا من أبي الفتح ابن البطّي ، وخديجة بنت أحمد ابن النّهرواني ، والكاتبة شهدة بنت أبي نصر الإبري ، وغيرهم. وحدّث بشيء قليل.

توفي يوم الخميس سابع شهر ربيع الأوّل سنة ست وست مئة ، وصلّي عليه ، ودفن في اليوم المذكور بباب حرب.

١٨٨٥ ـ عبد الرّحيم (١) بن محمد بن أحمد بن عبيد الله ، أبو محمد بن أبي المعالي الغزّال.

من ساكني الخاتونية الخارجة.

سمع من أبي الوقت السّجزي ، وروى لنا عنه في مرض موته أحاديث لم يحدّث بغيرها.

قرئ على أبي محمد عبد الرحيم بن أبي المعالي الغزّال بمنزله من أصل سماعه وأنا أسمع ، قيل له : أخبركم أبو الوقت عبد الأوّل بن عيسى بن شعيب الصّوفي قراءة عليه وأنت تسمع ، فأقرّ به ، قال : أخبرنا أبو عاصم الفضل بن يحيى الفضيلي ، قال : أخبرنا أبو محمد عبد الرحمن بن أحمد بن أبي شريح الأنصاري ، قال : حدثنا أبو سهل أحمد بن محمد الزّيادي ، قال : حدثنا الحسن ابن الهيثم الرّازي ، قال : حدثنا هشام بن عمّار ، قال : حدثنا الرّبيع بن بدر ، قال : حدثنا الأعمش ، عن شقيق بن سلمة ، عن ابن مسعود ، قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «القرآن شافع مشفّع وماحل مصدّق ، فمن جعله أمامه قاده إلى الجنّة ، ومن جعله وراءه ساقه إلى النّار» (٢).

__________________

والتادفي في قلائد الجواهر ٤٦.

(١) ترجمه الذهبي في المختصر المحتاج ٣ / ٢٦.

(٢) إسناده ضعيف جدّا ، فإن الربيع بن بدر متروك كما في التقريب.

٩٠

سألنا عبد الرّحيم الغزّال عن مولده فذكر ما يدل أنّه في سنة اثنتين وأربعين وخمس مئة.

وتوفي في ليلة الأربعاء سادس شعبان سنة ست وست مئة ، ودفن يوم الأربعاء بالجانب الغربي بمقبرة جامع المنصور.

١٨٨٦ ـ عبد الرحيم (١) بن المبارك بن الحسن بن طراد الباماورديّ الأصل البغداديّ المولد والدّار ، أبو الفضل ابن أبي النّجم ، المعروف بابن القابلة.

من ساكني قطيعة باب الأزج.

شيخ خيّر من أبناء الشّيوخ ، وسيأتي ذكر أبيه ، وهو أخو عبيد الله الذي ذكرناه (٢) ، وعبد الرّحيم هذا هو الأسن.

سمع أبا القاسم عليّ بن عبد السّيّد ابن الصّبّاغ ، وأبا المعالي الفضل بن سهل المعروف بالحلبي ، وأبا الفضل محمد بن ناصر البغدادي وغيرهم. سمعنا منه ، وكانت له من القاضي أبي بكر محمد بن عبد الباقي الأنصاري إجازة بالمسموعات خاصة.

أخبرنا أبو الفضل عبد الرحيم بن المبارك ابن القابلة قراءة عليه بداره بالقطيعة من باب الأزج وأنا أسمع قيل له : أخبركم أبو المعالي الفضل بن سهل ابن بشر الإسفراييني الأصل قراءة عليه ببغداد وأنت تسمع ، فأقرّ به ، قال : أخبرنا أبي أبو الفرج سهل بن بشر قراءة عليه وأنا أسمع ، قال : أخبرنا أبو الحسن عليّ ابن منير بن أحمد الخلّال ، قال : حدثنا الحسن بن رشيق ، قال : حدثنا الحسين

__________________

أخرجه الطبراني في الكبير (١٠٤٥).

(١) ترجمه ياقوت في «باماورد» من معجم البلدان ١ / ٣٣٠ ، والمنذري في التكملة ٢ / الترجمة ١٣١٣ ، والذهبي في تاريخ الإسلام ١٣ / ٢٤١ ، والمختصر المحتاج ٣ / ٢٧.

(٢) الترجمة ١٧٦٩.

٩١

ابن حميد العكّي ، قال : حدثنا يحيى بن بكير ، قال : حدثنا يعقوب بن عبد الرحمن ، عن موسى بن عقبة ، عن عبد الله بن دينار ، عن عبد الله بن عمر ، قال : كان من دعاء النّبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «اللهم إني أعوذ بك من زوال نعمتك ومن تحوّل عافيتك ، ومن فجاءة نقمتك ، ومن جميع سخطك وغضبك».

أخرجه مسلم (١) عن أبي زرعة الرّازي ، عن يحيى بن بكير.

توفّي عبد الرحيم بن أبي النّجم ابن القابلة يوم الجمعة لإحدى عشرة ليلة خلت من شهر رمضان سنة عشر وست مئة ، ودفن يوم السّبت بباب حرب ، وقد نيّف على السّبعين.

١٨٨٧ ـ عبد الرّحيم (٢) بن عبد الكريم بن محمد بن منصور بن عبد الجبّار ابن السّمعانيّ ، أبو المظفّر بن أبي سعد بن أبي بكر بن أبي المظفّر.

من أهل مرو ، وقد تقدم ذكر والده (٣) وأخيه محمد (٤) ، وعبد الرّحيم هذا أسن ولد أبيه.

ولد بنيسابور ، ونشأ بمرو ، وسمع الكثير بإفادة والده بمرو وبنيسابور

__________________

(١) مسلم ٢ / ٨٨ (٢٧٣٩) ، وهو عند البخاري في الأدب المفرد (٦٨٥).

(٢) ترجمه ابن نقطة في التقييد ٣٥٨ ، وابن الفوطي في الملقبين بفخر الدين من تلخيص مجمع الآداب ٤ / الترجمة ٢١٦٨ ، والذهبي في تاريخ الإسلام ١٣ / ٥٠٥ ، وسير أعلام النبلاء ٢٢ / ١٠٧ ، والعبر ٥ / ٦٨ ، وميزان الاعتدال ٢ / ٦٠٦ ، والمختصر المحتاج ٣ / ٢٨ ، والمشتبه ٣٧٢ ، والإسنوي في طبقات الشافعية ٢ / ٦٢ ، وابن قاضي شهبة في طبقات الشافعية ٢ / ٣٨٨ ، وابن ناصر الدين في توضيح المشتبه ٥ / ١٧٦ ، وابن حجر في لسان الميزان ٤ / ٦ ، وابن العماد في شذرات الذهب ٥ / ٧٥.

(٣) هذا سبق قلم من المؤلف رحمه‌الله ، فإن والده عبد الكريم لم يتقدم ذكره ، بل سيأتي فيمن اسمه عبد الكريم.

(٤) الترجمة ٢٧٨.

٩٢

وهراة وبلخ وبخارى وسمرقند وغير ذلك من البلاد والنّواحي. وجمع له والده معجما في ثمانية عشر جزءا ذكر فيه شيوخه وما سمع منهم ومواليد بعضهم ووفاة بعضهم ، وأجاد فيه وأحسن (١).

وقدم عبد الرّحيم هذا بغداد حاجا في سنة خمس وسبعين وخمس مئة ، وحجّ ، وعاد إليها في سنة ست وسبعين فنزل رباط شيخ الشّيوخ ، وحدّث بها في ذلك الوقت ؛ فسمع منه أبو بكر محمد بن موسى الحازميّ ، وأبو بكر محمد بن أحمد السّيّديّ ، وأبو الفضل إلياس بن جامع الإربليّ ، ومحمد بن لطف الله الأصبهاني وغيرهم. وروى لهم عن أبيه ، وعن أبي الحسن عليّ بن محمد بن عبد الكريم السّمرقندي. وعاد إلى بلده ، وحدّث به بالكثير وبغيره من البلدان ، وكتب إلينا بالإجازة منه عدّة مرار.

قال والده : ولد ابني عبد الرّحيم بنيسابور ليلة الجمعة لسبع عشرة ليلة خلت من ذي القعدة سنة سبع وثلاثين وخمس مئة (٢).

١٨٨٨ ـ عبد الرّحيم (٣) بن محمد بن محمد بن ياسين ، أبو الرّضّى بن أبي البركات بن أبي نصر ، سبط الشّيخ أبي القاسم بن فضلان.

تفقه على جدّه ببغداد ، وعلى أبي حامد محمد بن يونس بالموصل ، وأقام عنده مديدة ، وعاد إلى بغداد ، وأعاد بالمدرسة النّظامية والمدرّس بها القاضي أبو عليّ ابن الرّبيع ومن بعده.

وشهد عند قاضي القضاة أبي القاسم عبد الله بن الحسين ابن الدّامغاني في

__________________

(١) كان هذا المعجم من مصادر الذهبي الرئيسة في تاريخ الإسلام.

(٢) لم يذكر المؤلف وفاته لعدم وقوفه عليها ، وقد عدم في غزو المغول لبلاد الإسلام ، ودخولهم نيسابور أواخر سنة ٦١٧ أو أوائل سنة ٦١٨ ، مع أخيه محمد المقدم ذكره.

(٣) ذكره ابن الساعي في الجامع المختصر (ص ٢١٨) بسبب شهادته عند قاضي القضاة ابن الدامغاني في ثاني محرم سنة ٦٠٤ ، ولكن وقع فيه اسمه «عبد الرحمن» ، فلعله من غلط الطبع.

٩٣

يوم الأحد ثاني محرم سنة أربع وست مئة وزكّاه أبو محمد عبد الله بن أحمد ابن المأمون وأبو القاسم عبد الواحد بن عليّ ابن الصّبّاغ ، وأجاز له سيّدنا ومولانا الإمام المفترض الطاعة على كافة الأنام النّاصر لدين الله أمير المؤمنين خلّد الله ملكه ، وروى عنه أدام الله أيامه.

بلغني أنّ مولده في محرم سنة ثمان وستين وخمس مئة.

١٨٨٩ ـ عبد الرّحيم (١) بن النّفيس بن هبة الله بن وهبان ، أبو نصر الحديثيّ (٢) مولدا البغداديّ منشأ ودارا.

من أولاد الشّيوخ الرّواة ، وسيأتي ذكر أبيه.

سمع عبد الرّحيم هذا ببغداد من أبي الفتح عبيد الله بن عبد الله بن شاتيل ، وأبي السّعادات نصر الله بن عبد الرّحمن القزّاز ، وأبي ياسر عبد الوهّاب ابن هبة الله بن أبي حبّة ، وأبي سعد فارس بن أبي القاسم الحفّار ، ويحيى بن أسعد بن بوش ، وأبي الفرج عبد المنعم بن عبد الوهّاب بن كليب وجماعة آخرين ، وبواسط من القاضي أبي الفتح محمد بن أحمد ابن المندائي وغيره.

ورحل إلى الجزيرة ، والشّام ، وديار مصر ، وهمذان ، وأصبهان ، ونيسابور ، وهراة ، ومرو ، وما وراء النّهر. وسمع من جماعة في هذه الأسفار ، وحدّث في سفره. وهو حسن الطّريقة له فهم ومعرفة بهذا الشأن (٣).

__________________

(١) ترجمه ابن المستوفي في تاريخ إربل ٢٣٤ ، وابن النجار في تاريخه كما دل عليه المستفاد للحسامي الدمياطي ٢٩٢ ، والمنذري في التكملة ٣ / الترجمة ١٨٥٨ ، والذهبي في تاريخ الإسلام ١٣ / ٥٤٥ ، والمختصر المحتاج ٣ / ٣٠ ، وسير أعلام النبلاء ٢٢ / ١٤٨ ، وابن رجب في ذيل طبقات الحنابلة ٢ / ١٢٨ ، وابن العماد في الشذرات ٥ / ٨٠.

(٢) منسوب إلى مدينة حديثة : على الفرات في غربي العراق ، وقد عاث فيها الكفار الصليبيون تخريبا في هذا العام ١٤٢٦ ، نسأل الله سبحانه أن يتقبل أهلها في الشهداء.

(٣) لم يذكر المؤلف وفاته لعدم وقوفه عليها ، وذكر المنذري وغيره أنه عدم في غزو المغول لخراسان سنة ٦١٨.

٩٤

١٨٩٠ ـ عبد الرّحيم بن نصر الله بن عليّ بن منصور ابن الكيّال ، أبو الفضل ابن القاضي أبي الفتح.

من أهل واسط ، من بيت القضاء بها ؛ والده (١) وأخوه (٢). واستخلفه أخوه على القضاء أيام ولايته.

قدم عبد الرّحيم هذا بغداد وأقام بها مدة ، وتولّى النّظر بديوان التّركات الحشرية بها في سنة عشر وست مئة ، وصرف عنه في رجب سنة إحدى عشرة وست مئة.

ومولده في شهر ربيع الأوّل سنة خمس وستين وخمس مئة بواسط.

__________________

(١) توفي والده نصر الله سنة ٥٨٦.

(٢) أخوه هو أبو المحاسن عبد اللطيف المتوفى سنة ٦٠٥ وسيأتي ذكره في هذا الكتاب.

٩٥

ذكر من اسمه عبد الملك

١٨٩١ ـ عبد الملك (١) بن أحمد بن عليّ ابن الشّهرزوريّ ، أبو البركات.

ذكر القاضي أبو المحاسن عمر بن عليّ الدّمشقيّ أنّه سمع أبا علي الحسن ابن علي ابن المذهب الواعظ ، وروى عنه ، وأن أبا القاسم مكيّ بن عبد السلام المقدسي سمع منه ، رحمه‌الله وإيانا.

١٨٩٢ ـ عبد الملك (٢) بن مسعود بن عليّ ابن الدّينوريّ ، أبو الفرج.

أحد الشّهود المعدّلين بمدينة السّلام ، وهو والد أبي القاسم إسماعيل (٣) وأبي بكر محمد (٤) اللذين قدّمنا ذكرهما.

شهد أبو الفرج هذا عند قاضي القضاة أبي الحسن عليّ بن محمد الدّامغاني فيما أخبرنا أبو عبد الله محمد بن أحمد بن هبة الله النّحوي قراءة عليه من أصل سماعه وأنا أسمع ، قيل له : أخبركم القاضي أبو العباس أحمد بن بختيار ابن المندائي قراءة عليه وأنت تسمع في كتاب «تاريخ الحكّام بمدينة السّلام» ، تأليفه ، قال في ذكر من قبل قاضي القضاة أبو الحسن ابن الدّامغاني شهادته وأثبت تزكيته : وأبو الفرج عبد الملك بن مسعود بن عليّ ابن الدّينوري في رجب سنة خمس وتسعين وأربع مئة ، وزكّاة أبو عليّ محمد بن محمد ابن المهدي وأبو

__________________

(١) ترجمه محب الدين ابن النجار في تاريخه (١ / ٢٣ ـ ٢٦) ترجمة أحسن من هذه ، فذكر عددا من شيوخه ، ونقل أنه ولد سنة ٤٠٤ ، وأنه توفي يوم الأربعاء الثاني والعشرين من شعبان سنة ٤٧٧.

(٢) ترجمه ابن النجار في تاريخه ١ / ١٤٣ نقلا من هذا الكتاب ولم يزد عليه.

(٣) الترجمة ١٠٠٠.

(٤) الترجمة ٢٦٠.

٩٦

البركات يحيى بن عبد الرّحمن بن حبيش الفارقي.

١٨٩٣ ـ عبد الملك (١) بن عبد السّلام بن عبد الملك ابن الصّدر ، أبو محمد التّيميّ.

وقد تقدّم ذكر نسبه إلى طلحة بن عبيد الله التّيميّ صاحب رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم.

من أهل الحريم الطاهري ، من بيت مشهور بالرّواية ، قد ذكرنا منهم جماعة.

وعبد الملك هذا سمع أبا عبد الله الحسين بن محمد السّرّاج ، وروى عنه ، سمع منه القاضي عمر القرشيّ وغيره.

أنبأنا أبو المحاسن عمر بن أبي الحسن الدّمشقي ، قال : أخبرنا أبو محمد عبد الملك بن عبد السّلام ابن الصّدر ، قال : أخبرنا أبو عبد الله الحسين بن محمد بن الحسين السّرّاج ، قال : حدثنا أبو القاسم عبد الرّحمن بن عبيد الله الحرفي ، قال : حدثنا أبو بكر أحمد بن سلمان الفقيه ، قال : قرئ على يحيى بن جعفر وأنا أسمع ، قال : حدثنا حمّاد بن مسعدة ، قال : حدثنا ابن أبي ذئب ، عن سعيد بن أبي سعيد ، عن عبد الله بن وديعة ، عن سلمان الفارسي ، أنّ النّبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : «من اغتسل يوم الجمعة وتطهّر بما استطاع من الطّهور ، ثم ادّهن من دهنه ، وتطيّب من طيب بيته أو أهله ، ثم راح فلم يفرّق بين اثنين ، فإذا خرج الإمام انصت ، غفر له ما بينه وبين الجمعة الأخرى» (٢).

__________________

(١) ترجمه ابن النجار في تاريخه ١ / ١٠٤ ، والذهبي في المختصر المحتاج ٣ / ٣٠ ، وتاريخ الإسلام ١٢ / ١١٤.

(٢) حديث صحيح ، وهذا إسناد فيه كلام ، فالمحفوظ أنّ ابن أبي ذئب يرويه عن سعيد بن أبي سعيد المقبري ، عن أبيه ، عن عبد الله بن وديعة ، كما في صحيح البخاري ٢ / ٤ (٨٨٣) ، و ٢ / ٩ (٩١٠) ، ومصنف ابن أبي شيبة ٢ / ١٥٢ ، والدارمي (١٥٤١) ، ومسند أحمد ٥ / ٤٣٨ ، وغيرها.

وهذا الإسناد حسن إن كان يحيى بن جعفر ضبطه ففي يحيى كلام ليس بالهيّن (ينظر تاريخ الخطيب ١٦ / ٣٢٣ ـ ٣٢٤ بتحقيقنا) ، ورواه كذلك يعقوب بن الوليد المدني ـ وهو

٩٧

قال القرشيّ ، ومن خطه نقلت : توفي عبد الملك ابن الصّدر في شهر رمضان من سنة ست وخمسين وخمس مئة.

١٨٩٤ ـ عبد الملك (١) بن عليّ بن محمد بن عليّ بن إبراهيم الطّبريّ الأصل البغداديّ المولد والدّار ، أبو المعالي بن أبي الحسن المعروف والده

__________________

كذاب ـ عن ابن أبي ذئب ومالك بن أنس ، عن سعيد ، عن عبد الله بن وديعة ، به (تحفة الأشراف ٣ / ٥٤١ عقيب حديث رقم ٤٤٩٣). كما أخرجه الطبراني في الكبير (٦١٨٩) من طريق الضحاك بن عثمان ، عن سعيد المقبري ، عن عبد الله ، كما في هذه الرواية ، وهذا إسناد حسن إن شاء الله ؛ فإن الضحاك بن عثمان صدوق حسن الحديث ، كما بيناه في تحرير التقريب ٢ / ١٤٨. ومع أنني لم أجد رواية لسعيد المقبري عن عبد الله بن وديعة في تهذيب الكمال ، لكن ذلك لا يمنع أن يكون الرجل قد سمعه منه ومن أبيه ، وقد أشار ابن أبي حاتم إلى الروايتين في كتاب «العلل» (حديث ٥٨٠) ولم يعترض على هذه ، وإن كان أشار إلى روايته للحديث من طريق شيخ البخاري آدم بن أبي إياس العسقلاني ، وفيها : عن «أبيه» ، فهذا هو الأصح إن شاء الله تعالى.

أما رواية أبي داود الطيالسي (٦٥٩) لهذا الحديث عن ابن أبي ذئب ، عن سعيد المقبري ، عن أبيه ، عن عبيد الله بن عدي بن الخيار ، فقد غلّطها أبو حاتم الرازي وحمّل أبا داود الغلط فيها ، كما نقل ابنه عبد الرحمن في العلل (٥٨٠). ورواه محمد بن عجلان ، عن سعيد المقبري ، عن أبيه ، عن عبد الله بن وديعة ، عن أبي ذر (أحمد ٥ / ١٧٧ ، وابن ماجة ١٠٩٧ ، وابن خزيمة ١٧٦٤ و ١٨١٢ ، والحاكم ١ / ٢٩٠ ، والمزي في تهذيب الكمال ١٦ / ٢٦٥). وهذه الرواية قد خولف فيها محمد بن عجلان ـ وهو صدوق لا يرتقي إلى مراتب التوثيق ـ خالفه ابن أبي ذئب ، وهو أوثق منه وأتقن ، فرواية ابن عجلان مرجوحة ، ولم يحسن الإمام الدارقطني بتتبع طريق ابن أبي ذئب عن سعيد المقبري ، عن أبيه ، عن عبد الله بن وديعة ، بحجة أنه اختلف فيه على سعيد المقبري حين استدل برواية ابن عجلان المذكورة (التتبع ٢٩٦ ـ ٢٩٩) فهذا ليس من الاختلاف ، لكنه ، والله أعلم ، من أوهام محمد ابن عجلان ، وقد رجح أبو حاتم الرازي الرواية عن سلمان ، كما في العلل لابنه عبد الرحمن (رقم ٥٨٠) وينظر بلا بد تعليقي على ابن ماجة (١٠٩٧).

(١) ترجمه ابن النجار في تاريخه ١ / ١٢٠ ، والذهبي في تاريخ الإسلام ١٢ / ٣٧٣ ، والمختصر المحتاج ٣ / ٣٠ ، والصفدي في الوافي ١٩ / ١٨٢.

٩٨

بالكيا الهرّاسيّ.

كان والده فقيها عالما مدرّسا بالنّظامية ببغداد. وعبد الملك هذا سمع أبا القاسم عليّ بن أحمد بن بيان ، وروى عنه. سمع منه جماعة منهم : ابنه أبو الفتوح يحيى ، وأبو عليّ الحسن بن أحمد ابن الوكيل ، وأبو الحسن محمد بن محمد الوظائفي. وروى لنا عنه أبو محمد ابن الأخضر وجماعة.

قرأت على أبي محمد عبد العزيز بن محمود بن المبارك ، قلت له : أخبركم أبو المعالي عبد الملك بن عليّ بن محمد الطّبري قراءة عليه ، قال : أخبرنا أبو القاسم عليّ بن أحمد بن بيان قراءة عليه وأنا أسمع.

وأخبرناه عاليا أبو الفرج عبد المنعم بن عبد الوهّاب بن سعد التّاجر بقراءتي عليه ، قلت له : أخبركم أبو القاسم عليّ بن أحمد بن بيان قراءة عليه وأنت تسمع في ربيع الآخر سنة ست وخمس مئة ، فأقرّ به ، قال : أخبرنا أبو الحسن محمد بن محمد بن مخلد البزّاز قراءة عليه وأنا أسمع ، قال : أخبرنا أبو عليّ إسماعيل بن محمد بن إسماعيل الصّفّار ، قال : حدثنا الحسن بن عرفة العبدي ، قال : حدثنا محمد بن فضيل ، عن الأعمش وابن أبي ليلى وكثير النّوّاء وعبد الله بن صهبان ؛ كلّهم عن عطيّة العوفي ، عن أبي سعيد الخدري ، قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «إنّ أهل الدّرجات العلى ليراهم من تحتهم كما يرى النّجم الطّالع في أفق من آفاق السّماء ، وإنّ أبا بكر وعمر منهم ، وأنعما» (١).

تولّى أبو المعالي هذا حجابة باب النّوبي المحروس في أيام الإمام المقتفي لأمر الله رضي‌الله‌عنه وذلك في سنة خمسين وخمس مئة ، وعزل عن قرب ، فكانت ولايته أربعين يوما ، وكان له اختصاص وتقدّم عند الإمام المقتفي رضي‌الله‌عنه.

__________________

(١) إسناده ضعيف ، وقد تقدم الكلام عليه وتخريجه في الترجمة ٧٥٠ ، كما تكرر في الترجمة ١١٠٥.

٩٩

توفّي ابن الهرّاسي في شهر ربيع الأوّل سنة سبع وستين وخمس مئة ، ودفن بمقبرة الشّونيزي.

١٨٩٥ ـ عبد الملك (١) بن محمد بن يوسف المقرئ ، أبو الحسن يعرف بابن باتانة.

من أهل الحريم الطّاهري ، والد شيخنا أحمد الذي تقدّم ذكرنا له (٢).

كان شيخا صالحا حافظا للقرآن الكريم ، قد قرأ بالقراءات ، وسمع الحديث من جماعة ، منهم : أبو البركات يحيى بن عبد الرّحمن بن حبيش الفارقي ، والقاضي أبو بكر محمد بن عبد الباقي الأنصاريّ ، وأبو منصور محمد ابن عبد الملك بن خيرون ، وغيرهم. سمع منه ابنه أبو العباس أحمد ، وأبو بكر محمد بن المبارك بن مشّق البيّع وابنه أبو نصر محمد وجماعة.

أنبأنا أبو بكر محمد بن أبي طاهر ، ومن خطّه نقلت ، قال : توفي عبد الملك ابن باتانة يوم الثلاثاء ثاني عشري شهر ربيع الأوّل سنة سبع وستين وخمس مئة ، ودفن يوم الأربعاء بمقبرة باب حرب.

«آخر الجزء السادس والثلاثين من الأصل»

__________________

(١) ترجمه ابن النجار في تاريخه المجدد ١ / ١٣٩ ، والذهبي في تاريخ الإسلام ١٢ / ٣٧٣.

(٢) الترجمة ٧٣٩.

١٠٠