ذيل تأريخ مدينة السلام - ج ٤

أبي عبد الله محمّد بن سعيد بن الدبيثي

ذيل تأريخ مدينة السلام - ج ٤

المؤلف:

أبي عبد الله محمّد بن سعيد بن الدبيثي


المحقق: الدكتور بشار عوّاد معروف
الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: دار الغرب الإسلامي ـ بيروت
الطبعة: ١
الصفحات: ٦٤٦

قال : أخبرنا أبو الحسن أحمد بن محمد ابن الصّلت ، قال : حدثني أبو إسحاق إبراهيم بن عبد الصّمد بن موسى الهاشمي إملاء ، قال : حدثنا أبو مصعب أحمد ابن أبي بكر الزّهري ، عن مالك بن أنس ، عن ابن شهاب ، عن سالم ، عن أبيه ، أنّ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم مرّ على رجل وهو يعظ أخاه في الحياء فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «الحياء من الإيمان» (١).

سمعت أبا طالب بن عبد السّميع يقول : سمعت أبا حميد عبد العزيز بن عليّ بن محمد السّماتي الأندلسي يقول : قال الشّيخ أبو منصور اليزيدي : اطّلعت على الطّرق إلى الله تعالى كلّها فما رأيت طريقا أقرب إلى الله من التّعظيم لأمر الله والشّفقة على خلق الله ، وإيصال الرّاحة إلى قلوب النّاس ، وإدخال المشقّة على النّفس مع احتمال أذاهم.

أنشدني أبو طالب عبد الرحمن بن محمد ، قال : أنشدني أبو الفرج العلاء ابن عليّ بن محمد الواسطي لنفسه :

أخادع نفسي وهي غير غبيّة

لتحيا ومن بعد الحياة تموت

وأعجب ما حاولت من ذاك أنني

أروم أمورا تنقضي وتفوت

سألت أبا طالب عبد الرّحمن بن عبد السميع عن مولده فقال : في يوم الاثنين عاشر شهر رمضان سنة ثمان وثلاثين وخمس مئة.

وتوفي بواسط في سادس محرم من سنة إحدى وعشرين وست مئة.

١٨٤٥ ـ عبد الرّحمن (٢) بن محمد بن بدر بن جامع بن سعيد ، أبو

__________________

(١) حديث صحيح تقدم تخريجه في الترجمة ١٩ ، وتكرر من هذا الوجه في التراجم : ٧٧ و ١٤٧ و ٢٥٤ و ٢٨٣ و ٦٦٦ و ٦٧٤ و ٨٠٢ و ٩٧٦ و ١٣٧٤ و ١٥٩٠ و ١٥٩١.

(٢) ترجمه المنذري في التكملة ٣ / الترجمة ٢٣٦٤ ، وابن الفوطي في الملقبين بكمال الدين من تلخيص مجمع الآداب ٥ / الترجمة ٣٩٨ ، والذهبي في تاريخ الإسلام ١٣ / ٨٦٢ ، والمختصر المحتاج ٣ / ١٧ ، والصفدي في الوافي ١٨ / ٢٤٦ ، والسبكي في طبقات الشافعية ٨ / ١٣٦.

٦١

القاسم بن أبي منصور الواسطيّ الفقيه الشافعيّ ، كان والده يعرف بابن المعلّم.

من أهل برجوني (١) : محلة بشرقي واسط.

تفقه بواسط على القاضي أبي عليّ بن الرّبيع ، ثم قدم بغداد واستوطنها ، وتفقّه بها على الشّيخ أبي القاسم بن فضلان ، ثم على أبي الحسن عليّ بن عليّ الفارقي ، وأعاد له درسه بمدرسة والدة سيّدنا ومولانا الإمام المفترض الطّاعة على كافة الأنام النّاصر لدين الله أمير المؤمنين ـ خلّد الله ملكه وقدّس روحها ـ التي أنشأتها مجاورة لتربتها بالجانب الغربي ، ودرّس بها بعد وفاته في يوم السّبت غرّة المحرم سنة أربع وست مئة (٢).

وقد كان سمع معنا بواسط من أبي طالب ابن الكتّاني ، وأبي نصر بن محمين ، وأحمد بن سالم البرجوني وغيرهم. وببغداد من أبي الفتح بن شاتيل ، وعبد الرحمن ابن البنّاء ، وأبي السّعادات بن زريق وجماعة. وأجاز له سيّدنا ومولانا الإمام النّاصر لدين الله أعزّ الله أنصاره ، وحدّث عنه.

ومولده تقريبا في سنة ستين وخمس مئة أو بعدها بقليل ، والله أعلم (٣).

١٨٤٦ ـ عبد الرّحمن بن محمد بن أحمد بن حمدان الطّيبيّ ، أبو القاسم الفقيه الشّافعيّ.

نشأ بواسط ، وتفقه بها على مجير الدّين أبي القاسم محمود بن المبارك البغدادي لما قدمها ، ودرّس بها. وقدم بغداد ، وأقام بالمدرسة النّظامية مدة وحصّل طرفا حسنا من معرفة المذهب والخلاف ، وأعاد بالمدرسة المذكورة

__________________

(١) سماها ياقوت «برجونية».

(٢) ينظر الجامع المختصر لابن الساعي ٩ / ٢١٧.

(٣) وتوفي سنة ٦٢٨ كما في مصادر ترجمته ، ولم يذكر المؤلف وفاته لأنه ختم تاريخه بمن توفي في أوائل سنة ٦٢١.

٦٢

للمدرّس بها القاضي أبي عليّ بن الرّبيع ، ومن بعده. وأجاز له سيّدنا ومولانا الإمام النّاصر لدين الله أمير المؤمنين ـ أدام الله أيامه ـ وروى عنه ضاعف الله جلاله.

١٨٤٧ ـ عبد الرّحمن (١) بن المبارك بن أحمد بن سكّينة ، أبو القاسم ابن أبي عبد الله ، أخو شيخنا عبد الله ، وكان الأسن.

سمع ... (٢) وغيره. وما أعلم أنّه حدّث بشيء.

قال أبو الفضل بن شافع : توفي يوم الخميس خامس ربيع الأول سنة خمس وخمسين وخمس مئة ، ودفن يوم الجمعة سادسه ، رحمه‌الله وإيانا.

١٨٤٨ ـ عبد الرّحمن (٣) بن المبارك بن أحمد بن منصور ، أبو محمد ، يعرف بابن الشّاطر الدّلال.

ذكر أبو القاسم تميم بن أحمد ابن البندنيجي أنّه سمع من أبي القاسم هبة الله بن محمد بن الحصين ، وحدّث عنه ، وأنّه توفي في رجب سنة إحدى وتسعين وخمس مئة. وقال غيره : يوم الأحد رابع عشر الشهر المذكور.

وبلغني أنه أجاز لجماعة ، والله الموفق.

١٨٤٩ ـ عبد الرّحمن (٤) بن المبارك بن عليّ بن إبراهيم ، أبو محمد بن أبي البركات ، يعرف بابن نعيجة.

من أولاد الشيوخ المقرئين والرّواة المذكورين ، وسيأتي ذكر أبيه وعمّه

__________________

(١) ذكر ابن نقطة في إكمال الإكمال أباه وأخاه عبد الله ولم يذكره لقلة شأنه (إكمال الإكمال ٣ / ١٨٦).

(٢) فراغ في الأصلين ، مما يدل أن المؤلف تركه هكذا ولم يعد إليه.

(٣) ترجمه المنذري في التكملة ١ / الترجمة ٢٨١ ، والذهبي في تاريخ الإسلام ١٢ / ٩٦٣ ، والمختصر المحتاج ٣ / ١٨.

(٤) ترجمه المنذري في التكملة ٢ / الترجمة ١٠٢٤ ، والذهبي في تاريخ الإسلام ١٣ / ٩٧ ، والمختصر المحتاج ٣ / ١٨.

٦٣

فيما بعد إن شاء الله.

وعبد الرحمن هذا ابن أخت أبي الفتح ابن المنّي الفقيه. سمع القاضي أبا بكر محمد بن عبد الباقي الأنصاري ، وروى لنا عنه.

قرأت على أبي محمد عبد الرّحمن بن المبارك ابن نعيجة قلت له : أخبركم القاضي أبو بكر محمد بن عبد الباقي بن محمد بن عبد الله الفرضي قراءة عليه وأنت تسمع ، فأقرّ به ، قال : أخبرنا أبو الغنائم محمد بن عليّ ابن الدّجاجي ، قال : أخبرنا أبو مسلم إسماعيل بن سعيد بن سويد المعدّل ، قال : قرئ على أبي عليّ الحسين بن القاسم الكوكبي وأنا أسمع ، قال : حدثنا أحمد بن زهير ، قال : حدثنا محمد بن زياد ، قال : قال بعض الحكماء : اثنان ظالمان يأخذان غير حقّهما : رجل وسّع له في مجلس فترفّع وانتفخ ، وآخر أهديت له نصيحة فجعلها ذنبا.

توفي عبد الرّحمن ابن نعيجة يوم الاثنين مستهل رجب سنة أربع وست مئة ، ودفن في يومه بالمقبرة المعروفة بالوردية في الجانب الشّرقي.

١٨٥٠ ـ عبد الرّحمن (١) بن المبارك بن محمد بن أحمد بن إبراهيم ابن كندرتا ، أبو محمد بن أبي البركات ، يعرف بابن المشتري.

سمع أبا الفضل محمد بن عمر الأرموي ، وأبا الفضل محمد بن ناصر البغدادي ، وأبا القاسم سعيد بن أحمد ابن البنّاء ، وأبا الوقت السّجزي ، وجماعة آخرين ، وحدّث عنهم. سمعنا منه ، وكان سماعه في الأصول صحيحا.

أخبرنا أبو محمد ابن المشتري قراءة عليه وأنا أسمع ، قيل له : أخبركم أبو

__________________

(١) ترجمه ابن نقطة في التقييد ٣٤٤ ، وإكمال الإكمال ٥ / ٥٦٩ ، وابن المستوفي في تاريخ إربل ١ / ٢٣٩ ، والمنذري في التكملة ٣ / الترجمة ١٨٩٧ ، والذهبي في تاريخ الإسلام ١٣ / ٥٧٦ ، والمختصر المحتاج ٣ / ١٨ ، والمشتبه ٥٩٣ ، وابن ناصر الدين في توضيح المشتبه ٨ / ١٧٥ ، وابن حجر في تبصير المنتبه ٤ / ١٣٦٦.

٦٤

الفضل محمد بن عمر بن يوسف الأرموي قراءة عليه وأنت تسمع ، فأقرّ به ، قال : أخبرنا أبو بكر أحمد بن عليّ بن ثابت الخطيب قراءة عليه وأنا أسمع في شعبان سنة ثلاث وستين وأربع مئة ، قال : أخبرنا أبو الحسن محمد بن أحمد بن رزقوية البزّاز ، قال : حدثنا جعفر بن محمد الخلدي ، قال : حدثنا أحمد بن محمد بن مسروق ، قال : حدثنا محمد بن منصور الطّوسي ، قال : حدثنا الحسين بن محمد ، قال : حدثنا سلّام بن سليمان ، عن إسماعيل بن رافع ، عن خالد بن المهاجر ، عن ابن عمر ، قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «يا ابن آدم ، عندك ما يكفيك وأنت تطلب ما يطغّيك ، يا ابن آدم لا بقليل تقنع ولا من كثير تشبع ، يا ابن آدم إذا أصبحت آمنا في سربك معافى في بدنك عندك قوت يومك فعلى الدّنيا العفاء» (١).

سألت عبد الرّحمن هذا عن مولده فذكر أنّه في رجب سنة خمس وثلاثين وخمس مئة ، والله أعلم.

توفّي بإربل في رابع عشري (٢) شوّال من سنة تسع عشرة.

١٨٥١ ـ عبد الرّحمن بن مسعود بن عبد الله بن أبي يعلى الشّيرازيّ

__________________

(١) إسناده ضعيف ، لضعف إسماعيل بن رافع ، وهو ابن عويمر الأنصاري المدني نزيل البصرة ، والراوي عنه سلّام بن سليمان بن سوّار المدائني نزيل دمشق.

أخرجه الشجري في أماليه ٢ / ١٧٠ من حديث إسماعيل بن رافع.

وأخرجه ابن السني في القناعة (٩) ، وابن عدي في الكامل ٤ / ١٤٥٨ ، والبيهقي في شعب الإيمان (١٠٣٦٠) ، والخطيب في تاريخه ١٣ / ٥٤٢ (بتحقيقنا) من طريق أسد بن موسى ، عن أبي بكر الداهري ، عن ثور بن يزيد ، عن خالد بن المهاجر ، به ، وإسناده ضعيف لضعف أبي بكر الداهري.

وأخرجه الطبراني في الأوسط (٨٨٧٠) ، وأبو نعيم في الحلية ٦ / ٩٨ ، وفي الأربعين على مذهب المتحققين من الصوفية ، له (٣٨) من طريق أسد بن موسى ، لكنه قال : «عن عمر» بدل عبد الله بن عمر!

(٢) ذكر ابن نقطة أن وفاته في رابع شوال ، ورجّحه المنذري على الرابع والعشرين.

٦٥

الأصل البغداديّ المولد والدّار ، أبو المعالي المقرئ البوّاب ، أخو أبي القاسم عبد الله الذي قدّمنا ذكره (١).

سمع أبا القاسم هبة الله بن محمد بن الحصين وروى عنه ، سمع منه أبو الفتح محمد بن محمود ابن الحرّاني ، وخرّج عنه حديثا في «مشيخته».

١٨٥٢ ـ عبد الرحمن بن مروان بن سالم ، أبو محمد المعرّي.

ذكره أبو بكر بن كامل في «معجم شيوخه» وقال : أنشدني :

حبيب لست أنظره بعيني

وفي قلبي له حبّ شديد

أريد وصاله ويريد هجري

فأترك ما أريد لما يريد

١٨٥٣ ـ عبد الرّحمن (٢) بن معالي بن أبي نصر ، أبو ... (٣).

من أهل باب البصرة ، يعرف بابن العلّيق (٤).

روى عن أبي القاسم يحيى بن ثابت بن بندار. سمع منه بعض أصحابنا (٥).

١٨٥٤ ـ عبد الرّحمن (٦) بن نصر الله ، ويقال : ابن نصر بن موسى بن الفضل بن شبزق ـ بالشين المعجمة وبعدها باء منقوطة بواحدة من تحتها يتلوها زاي ـ أبو القاسم.

__________________

(١) الترجمة ١٧١٧.

(٢) ترجمه المنذري في التكملة ٣ / الترجمة ١٧٩٥ ، والذهبي في تاريخ الإسلام ١٣ / ٥٤٥.

(٣) بيّض المؤلف لكنيته ، ولم يعد إليها ، ولا ذكرها المنذري ولا الذهبي في تاريخ الإسلام ، لكنهما ذكرا أنه يعرف بابن الأحمر أيضا.

(٤) قيده المنذري فقال : بضم العين المهملة وتشديد اللام وكسرها وبعدها ياء آخر الحروف ساكنة وقاف.

(٥) لم يذكر المؤلف وفاته مع أنها ضمن نطاقه ، إذ توفي في النصف من شهر ربيع الأول سنة ٦١٨ ، كما في تكملة المنذري ، فكأنه لم يقف عليها.

(٦) ترجمه المنذري في التكملة ١ / الترجمة ٣٠٦ ، والذهبي في تاريخ الإسلام ١٢ / ٩٧٩ ، والمختصر المحتاج ٣ / ١٩.

٦٦

وقد تقدم ذكر أخيه عبد الله (١) ، وسيأتي ذكر أبيهما.

سمع عبد الرّحمن هذا من أبي الحسن عليّ بن عبد الواحد الدّينوري ، وأبي القاسم هبة الله بن محمد بن الحصين ، وأبي بكر محمد بن الحسين المزرفي ، وأبي القاسم إسماعيل بن أحمد ابن السّمرقندي ، وغيرهم. وكان سماعه صحيحا. سمع منه قبلنا القاضي أبو المحاسن القرشي ، وكتبنا نحن عنه.

أخبرنا أبو القاسم عبد الرّحمن بن نصر الله بن موسى ويعرف بابن فضائل الرّفّاء قراءة عليه وأنا أسمع ، قيل له : أخبركم أبو الحسن عليّ بن عبد الواحد بن أحمد الدّينوري قراءة عليه وأنت تسمع ، فأقرّ به ، قال : حدثنا أبو محمد الحسن ابن محمد بن الحسن الخلّال إملاء ، قال : حدثنا عبد الله بن موسى الهاشمي ، قال : حدثنا محمد بن محمد بن سليمان (٢) ، قال : حدثنا عبد الله بن عبد الصّمد ابن أبي خداش ، قال : حدثنا عيسى بن يونس ، عن محمد بن عمرو ، عن أبي سلمة ، عن أبي هريرة ، قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم لمعاذ بن جبل : «إذا كنت إماما فخفّف على النّاس فإنّه يقوم وراءك الضّعيف والكبير وذو الحاجة ، وإذا صلّيت وحدك فأطل ما شئت» (٣).

سألت أبا القاسم ابن فضائل عن مولده ، فقال : في سنة اثنتي عشرة وخمس مئة. وتوفي في رابع عشري محرم سنة اثنتين وتسعين وخمس مئة.

__________________

(١) الترجمة ١٧٢٦.

(٢) هو الباغندي.

(٣) إسناده حسن ، من أجل عبد الله بن عبد الصمد وعيسى بن يونس ومحمد بن عمرو فإن حديثهم لا يرتقي إلى مراتب الصحة ، وهم صدوقون حسنو الحديث. ومتن الحديث صحيح من حديث أبي سلمة عن أبي هريرة ، أخرجه مسلم (٤٦٦) (١٨٥) دون قوله : «وإذا صليت وحدك فأطل ما شئت» ، ومن غير قوله : إنه قال لمعاذ بن جبل. على أن معنى : «وإذا صلّيت وحدك فأطل ما شئت» ثبت من حديث الأعرج عن أبي هريرة ، وحديث همام عن أبي هريرة كما في صحيح مسلم (٤٦٧) (١٨٣) و (١٨٤).

٦٧

١٨٥٥ ـ (١) (عبد الرّحمن بن نجم بن عبد الوهّاب الأنصاريّ ، أبو القاسم ابن الحنبليّ الدّمشقيّ.

سمع ببغداد من شهدة وغيرها. وسمع بأصبهان الحافظ أبا موسى المديني. وكتبت عنه بإربل : أخبرتكم شهدة ، أخبرنا النّعالي ، أخبرنا ابن بشران ، أخبرنا الصفار ، حدثنا عبد الله بن شاكر ، حدثنا أبو أسامة ، حدثنا سعيد ابن أبي عروبة ، عن قتادة ، عن أنس ، قال : كان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم أخف النّاس صلاة في تمام (٢).

قال لي : ولدت في شوال سنة خمس وخمسين وخمس مئة).

١٨٥٦ ـ عبد الرّحمن بن هبة الله بن محمد ، أبو محمد ، يعرف بابن الخص ، أخو عبد الله الذي تقدّم ذكره (٣).

__________________

(١) هذه الترجمة من المختصر المحتاج ٣ / ٢٠ وهي ساقطة من نسخة باريس ونسخة كيمبرج ، لكن ذاتية المؤلف ظاهرة فيها ، ومعلوم أن الذهبي اختصر الكتاب من غير هاتين النسختين. على أنّ الذهبي حين ترجمه في تاريخ الإسلام ١٤ / ١٤٢ ـ ١٤٣ وسير أعلام النبلاء ٢٣ / ٦ ـ ٧ ذكر أن ابن الدبيثي حدّث عنه ، ثم ساق له حديث هشام بن عمار في المعازف وقال : «أخرجه البخاري تعليقا لهشام ، ورواه ابن الدبيثي في تاريخه عن الناصح. مع أنه ساق حديث أنس في صلاة رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم في المختصر المحتاج كما نقلنا ، فهل ذكر له حديثين في ترجمته؟ وليس ذلك من عادته!

وعبد الرحمن بن نجم هذا يعرف بالناصح ، وتأخرت وفاته إلى سنة ٦٣٤ ، وترجمته في مرآة الزمان ٨ / ٧٠٠ ، وتكملة المنذري ٣ / الترجمة ٢٦٨٨ ، وذيل الروضتين لأبي شامة ١٦٤ ، والوافي للصفدي ١٨ / ٢٩١ ، والبداية والنهاية لابن كثير ١٣ / ١٤٦ ، والذيل لابن رجب ٢ / ١٩٣ ، والشذرات لابن العماد ٥ / ١٦٤ وغيرها.

(٢) إسناده صحيح.

أخرجه أحمد ٣ / ١٧٠ و ٢٣١ و ٢٣٤ ، وأبو يعلى (٣٠٦٨) و (٣١٦٨) ، وأبو عوانة ٢ / ٨٩ ، والبيهقي في السنن الكبرى ٣ / ١١٥ من طريق سعيد ، به. وله طرق أخرى عن قتادة ، فراجع تعليقنا على جامع الترمذي (٢٣٧) حيث فصلنا هناك طرقه المتعددة.

(٣) الترجمة ١٧٣١.

٦٨

كان يسكن الظفرية ، وكانت له معرفة بتعبير الرّؤيا على ما قيل. سمع أبا عليّ أحمد بن أحمد ابن الخزّاز السّقطلاطوني ، وأبا الوقت السّجزي ، وغيرهما.

وروى شيئا يسيرا ، سمع منه بعض أصحابنا ، ولم ألقه.

١٨٥٧ ـ عبد الرّحمن (١) بن هبة الله بن عبد الملك ابن غريب الخال ، أبو القاسم.

من أهل الحريم الطّاهري ، سكن الجانب الشّرقي نحو تلّ الزّبيبيّة. من بيت قديم ، أهل تقدّم وولاية ؛ لأنّ غريب الخال هو خال الإمام المقتدر بالله ، وأولاده كان لهم تقدّم في أيام المقتدر رضي‌الله‌عنه ، وقد حدّث من بني غريب الخال جماعة.

وعبد الرحمن هذا يقال : إنّه سمع من إسماعيل بن أحمد ابن السّمرقندي ، وعرّف النّاس به عبد الله الخبّاز المقرئ وسمع منه ، وسمع جماعة منه وتكلّم في سماعه من إسماعيل هذا ، واستبعد له ذلك ؛ لأنّ سنه لم يكن يدلّ على سماعه في التّاريخ الذي وجد فيه اسمه مذكورا في السّماع ، فتركنا السّماع منه لأجل هذه الشّبهة. وقد سمع عليه غيرنا ، وكتب عنه جماعة من الغرباء قبل الكلام فيه.

توفي في ليلة الجمعة خامس عشر جمادى الأولى سنة سبع وست مئة ، ودفن يوم الجمعة بالجانب الغربي بمقبرة باب حرب.

١٨٥٨ ـ عبد الرّحمن (٢) بن هبة الله بن أبي نصر المقرئ ، أبو عبد الله ابن أبي القاسم.

__________________

(١) ترجمه المنذري في التكملة ٢ / الترجمة ١١٥١ ، والذهبي في تاريخ الإسلام ١٣ / ١٦٢ ، والمختصر المحتاج ٣ / ٢١.

(٢) ترجمه ابن نقطة في إكمال الإكمال ٢ / ٧١٢ ، والمنذري في التكملة ٢ / الترجمة ١١٧٦ ، والذهبي في تاريخ الإسلام ١٣ / ١٦٢ ، والمختصر المحتاج ٣ / ٢١.

٦٩

من أهل الحربية ، يعرف بابن دقيقة (١) ، أخو إسماعيل الذي سبق ذكره (٢) ، وعبد الرحمن هذا الأصغر.

سمع أبا القاسم عبد الله بن أحمد بن يوسف ، وأبا البدر إبراهيم بن محمد الكرخي ، وغيرهما. سمعنا منه.

قرأت على أبي عبد الله عبد الرّحمن بن أبي القاسم الحربي وأنا أسمع ، قيل له : أخبركم أبو القاسم عبد الله بن أحمد بن عبد القادر بن يوسف قراءة عليه وأنت تسمع فأقر بذلك ، قال : أخبرنا أبو الحسين أحمد بن محمد ابن النّقّور ، قال : أخبرنا أبو طاهر محمد بن عبد الرحمن بن العباس المخلّص ، قال : حدثنا أبو محمد رضوان بن أحمد الصّيدلاني ، قال : حدثنا أحمد بن عبد الجبار العطاردي ، قال : حدثنا يونس بن بكير ، قال : أخبرنا هشام بن سنبر ، عن قتادة ، عن سالم بن أبي الجعد ، عن أبي نجيح السّلمي ، قال : سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يقول : «من رمى بسهم في سبيل الله فهو عدل محرّر ، ومن شاب شيبة في سبيل الله كانت له نورا يوم القيامة» (٣).

سألت عبد الرّحمن هذا عن مولده فقال : في سنة سبع وعشرين وخمس

__________________

(١) قيده ابن نقطة والمنذري ، فقال المنذري : بفتح الدال المهملة وقافين الأولى مكسورة والثانية مفتوحة وبينهما ياء آخر الحروف.

(٢) الترجمة ١٠٢٢.

(٣) قطعة من حديث صحيح ، وهذا إسناد حسن من أجل يونس بن بكير فهو صدوق حسن الحديث ، وباقي رجاله ثقات.

أخرجه مطولا ومختصرا : الطيالسي (١١٥٤) ، وأحمد ٤ / ١١٣ و ٣٨٤ ، وأبو داود (٣٩٦٥) ، والترمذي (١٦٣٨) ، والنسائي في المجتبى ٦ / ٢٨ ، وفي الكبرى (٤٣٥١) ، والحاكم ٢ / ٩٥ و ١٢١ و ٣ / ٤٩ ، والبيهقي في السنن ١٠ / ٢٧٢ ، وفي شعب الإيمان (٤٣٤١) ، وفي دلائل النبوة ٥ / ١٥٩ من طرق عن هشام بن أبي عبد الله الدستوائي ، عن قتادة ، وقال الترمذي : حديث صحيح.

٧٠

مئة ، وتوفي عصر يوم الأحد حادي عشري ذي الحجة سنة سبع وست مئة ، وصلّي عليه ، ودفن يوم الاثنين ثالثه بمقبرة باب حرب ، رحمه‌الله وإيانا.

١٨٥٩ ـ عبد الرّحمن (١) بن هبة الله بن أبي الفرج ، أبو الفرج الخبّاز.

سمع أبا جعفر المكي ، وغيره. وحدّث بشيء يسير.

توفي ليلة الاثنين رابع عشر شوّال سنة ست عشرة وست مئة.

١٨٦٠ ـ عبد الرّحمن (٢) بن يحيى بن عبد الباقي بن عبد الواحد ، أبو محمد بن أبي القاسم الزّهري المعروف بابن شقران ، أخو أبي الفضائل أحمد (٣) وأبي المظفّر أحمد (٤) وأبي تمّام محمد (٥) الذين قدّمنا ذكرهم.

من بيت أهل رواية وفقه ووعظ.

سمع أبا عبد الله الحسين بن محمد السّرّاج ، وأبا الفضل أحمد بن الحسن ابن خيرون ، وأبا منصور عبد المحسن بن محمد الشّيحي ، وأبا الحسن هبة الله ابن عبد الرّزّاق الأنصاري ، وأبا المعالي ثابت بن بندار البقّال ، وأبا محمد عبد الله بن جابر بن ياسين.

سمع منه الشّريف أبو الحسن العلوي الزّيدي ، والقاضي أبو المحاسن القرشي ، وأبو الرّضا بن طارق الكركي. وحدثنا عنه عبد العزيز بن الأخضر ، وجماعة. ولأبي الفضل بن شافع فيه كلام يغمزه به.

قرأت على أبي محمد عبد العزيز بن محمود بن المبارك ، قلت له : أخبركم أبو محمد عبد الرّحمن بن يحيى بن شقران الزّهري قراءة عليه ، فأقرّ به ، قال :

__________________

(١) ترجمه المنذري في التكملة ٢ / الترجمة ١٧٠٦ ، والذهبي في تاريخ الإسلام ١٣ / ٤٧٥ ، والمختصر المحتاج ٣ / ٢١.

(٢) ترجمه الذهبي في تاريخ الإسلام ١٢ / ٢٧٣ ، والمختصر المحتاج ٣ / ٢٢.

(٣) تقدمت ترجمته برقم ٩١٥.

(٤) تقدمت ترجمته برقم ٩١٦.

(٥) تقدمت ترجمته برقم ٦١٧.

٧١

أخبرنا أبو عبد الله الحسين بن محمد السّرّاج ، قال : أخبرنا أبو عليّ الحسن بن أحمد بن شاذان ، قال : حدثنا عثمان ، يعني ابن السّمّاك ، قال : حدثنا عبد الملك ابن محمد ، قال : حدثني أبي ، قال : حدثنا سعيد بن سماك بن حرب ، قال : حدثني أبي ولا أعلمه إلا عن جابر بن سمرة ، قال : كان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يقرأ في صلاة المغرب ليلة الجمعة (قُلْ يا أَيُّهَا الْكافِرُونَ) و (قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ) وكان يقرأ في صلاة عشاء الآخرة ليلة الجمعة سورة الجمعة والمنافقين (١).

أنبأنا القاضي أبو المحاسن عمر بن عليّ القرشيّ ، قال : سألت عبد الرحمن بن شقران عن مولده فقال : في سنة سبع وسبعين وأربع مئة.

وقال محمد بن المبارك بن مشّق مثل ذلك وزاد : في سادس ربيع الأوّل.

قال القرشي : وتوفي يوم الأربعاء ثامن عشر ذي الحجة سنة اثنتين وستين وخمس مئة ، عفا الله عنا وعنه.

قرأت بخط أبي الفضل أحمد بن صالح بن شافع في «تاريخه» ومنه نقلت وفاته نحو ذلك ، قال : ودفن عند أخيه بمقبرة درب الخبّازين ، وكان قد خلّط على نفسه ، ولم يكن من أهل هذا الشأن.

١٨٦١ ـ عبد الرّحمن (٢) بن يحيى بن الرّبيع بن سليمان ، أبو القاسم بن أبي عليّ بن أبي الفضل الفقيه الشافعيّ.

ولد بواسط ، ونشأ بها ، وصار إلى بغداد وهو صبيّ مع أبيه وسكناها. وهو

__________________

(١) إسناده ضعيف جدا ، فإن سعيد بن سماك بن حرب متروك الحديث كما قال أبو حاتم الرازي (الجرح والتعديل ٤ / الترجمة ١٣٣ ، وميزان الاعتدال ٢ / ١٤٣).

(٢) ترجمه المنذري في التكملة ٢ / الترجمة ٩٢٩ ، وابن الساعي في الجامع المختصر ٩ / ١٨٧ ، وابن الفوطي في الملقبين بفخر الدين من تلخيص مجمع الآداب ٤ / الترجمة ٢١٦٣ ، والذهبي في تاريخ الإسلام ١٣ / ٦٣ ، والصفدي في الوافي ١٨ / ٣٠١ ، والسبكي في طبقاته ٨ / ١٨٨ ، والإسنوي في طبقاته ٢ / ٥٤٩ ، وابن الملقن في العقد المذهب ، الورقة ١٧١.

٧٢

من بيت العلم والعدالة والقضاء بواسط وببغداد.

تفقه على أبيه ، وعلى أبي القاسم بن فضلان ، وحصّل طرفا جيّدا من معرفة مذهب الشافعي ومسائل الخلاف ، وأفتى وناظر ، وكان حسن الكلام.

سمع ببغداد من أبي محمد الحسن بن عبد الجبار ابن البردغولي ، وأبي الفضل منوجهر بن محمد بن تركانشاه ، وأبي العز محمد بن محمد ابن الخراساني وغيرهم. وأجاز له أبو الفتح ابن البطّي وجماعة. وحدّث بخراسان لمّا نفّذ رسولا من الدّيوان العزيز مجّده الله إلى ملك غزنة فيما ذكر لي.

وسألته عن مولده فقال : في جمادى الآخرة من سنة ستين وخمس مئة بواسط.

وتوفي بغامز من نواحي أرّجان (١) في يوم الأربعاء ثالث عشري شهر رمضان سنة اثنتين وست مئة ، ودفن هناك ، وذلك في حياة والده رحمهما‌الله وإيانا.

١٨٦٢ ـ عبد الرّحمن (٢) بن يحيى بن مقبل بن بركة ابن الصّدر ، أبو محمد بن أبي طاهر ، يعرف والده بالأبيض أو ابن الأبيض.

من أهل الحريم الطاهري ، من بيت قد روى منهم جماعة ، وسيأتي ذكر أبيه وأخيه عبد الخالق إن شاء الله.

سمع عبد الرحمن هذا من أبي الوقت السّجزي ، ومن بعده.

وبلغني أنّه حدّث بشيء يسير ، وقد رأيته وما قصدت السّماع منه.

__________________

(١) هكذا في النسختين ، وقد علق أحدهم على النسخة الباريسية بقوله : «هذا خطأ ، فإن غامز من ولاية خوزستان». قلت : الصحيح «رامهرمز» كما في الجامع المختصر لابن الساعي وتلخيص ابن الفوطي وغيرهما ، وقال ياقوت في «رامهرمز» من معجم البلدان : «وهي مدينة مشهورة بنواحي خوزستان ، والعامة يسمونها رامز كسلا منهم عن تتمة اللفظة بكمالها اختصارا». معجم البلدان ٣ / ٢٠١٧. فرامز وغامز قريبتان في اللفظ.

(٢) ترجمه المنذري في التكملة ٢ / الترجمة ١٠٧٦ ، والذهبي في تاريخ الإسلام ١٣ / ١١٣.

٧٣

توفي في ذي القعدة سنة خمس وست مئة ، ودفن عند أبيه بمقبرة باب حرب.

١٨٦٣ ـ عبد الرحمن بن يوسف بن خمرتاش ، أبو محمد الكاتب.

من ساكني الظّفرية.

سمع أبا المظفّر عبد الملك بن عليّ الهمذاني البزّاز ، وحدّثنا عنه.

قرأت على أبي محمد عبد الرحمن بن يوسف بن خمرتاش من أصل سماعه ، قلت له : أخبركم أبو المظفر عبد الملك بن عليّ بن محمد الهمذانيّ قراءة عليه وأنت تسمع ببغداد ، فأقرّ به ، قال : أخبرنا أبو العلاء حمد بن نصر الحافظ بهمذان ، قال : أخبرنا الحسين بن أحمد الأبهري ، قال : حدثنا أحمد بن الحسين بنهاوند ، قال : حدثنا عبيد الله بن شيبة القاضي ، قال : حدثنا جعفر بن محمد ويعرف بدبيس ، قال : حدثنا محمد بن عليّ بن شقيق المروزي ، قال : حدثنا إبراهيم بن الأشعث ، قال : حدثني فضيل بن عياض ، عن هشام ، عن الحسن ، عن عمران بن حصين ، قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «من انقطع إلى الله كفاه كلّ مؤنة ورزقه من حيث لا يحتسب ، ومن انقطع إلى الدّنيا وكله الله إليها» (١).

سألت عبد الرّحمن بن يوسف بن خمرتاش عن مولده ، فقال : ولدت في ثالث عشر شهر ربيع الآخر سنة ثلاث وثلاثين وخمس مئة.

١٨٦٤ ـ عبد الرّحمن (٢) بن يوسف بن أبي السّعادات بن صعنين ، أبو محمد.

من أهل الحريم الطّاهري.

__________________

(١) إسناده ضعيف ، لضعف إبراهيم بن الأشعث ، وتدليس الحسن.

أخرجه الطبراني في الأوسط (٣٣٨٣) من طريق إبراهيم بن الأشعث ، به.

(٢) ترجمه المنذري في التكملة ٢ / الترجمة ١٧٢٠.

٧٤

سمع أبا محمد لاحق بن عليّ بن كاره وغيره ، وكتبنا عنه أحاديث.

قرئ على أبي محمد عبد الرّحمن بن يوسف بن صعنين من أصل سماعه وأنا أسمع ، قيل له : أخبركم أبو محمد لاحق بن عليّ بن منصور قراءة عليه ، فأقرّ به ، قال : أخبرنا أبو عليّ محمد بن سعيد بن إبراهيم بن نبهان الكاتب ، قال : أخبرنا أبو عليّ الحسن بن أحمد بن شاذان.

وأخبرناه عاليا أبو السّعادات نصر الله بن عبد الرحمن بن محمد القزّاز قراءة عليه وأنا أسمع ، قيل له : أخبركم أبو عليّ محمد بن سعيد بن نبهان قراءة عليه وأنت تسمع ، فأقرّ به ، قال : أخبرنا أبو عليّ بن شاذان ، قال : أخبرنا أبو عمرو عثمان بن أحمد ابن السّمّاك الدّقّاق ، قال : أخبرنا محمد بن الحسين الحنيني ، قال : حدثنا أبو غسّان ، قال : حدثنا جعفر الأحمر ، عن عيسى بن عمر ، عن السّدي ، عن رفاعة بن شدّاد ، قال : أخبرنا عمرو بن الحمق ، قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «أيّما رجل أمن رجلا على دمه فقتله فأنا من القاتل بريء وإن كان المقتول كافرا» (١).

توفي هذا ، أعني عبد الرحمن بن صعنين في سنة ستّ عشرة وست مئة رحمه‌الله وإيانا.

__________________

(١) إسناده حسن من أجل السّدي واسمه إسماعيل بن عبد الرحمن ، فهو صدوق حسن الحديث ، وباقي رجاله ثقات.

أخرجه الطيالسي (١٢٨٥) ، وأحمد ٥ / ٢٢٣ ، والبخاري في تاريخه الكبير ٣ / الترجمة ١٠٩٣ ، ويعقوب بن سفيان في المعرفة والتاريخ ٣ / ١٩٢ و ١٩٣ ، وابن أبي عاصم في السنة (٢٣٤٣) ، والبزار في مسنده (٢٣٠٨) و (٢٣٠٩) ، والطحاوي في شرح المشكل (٢٠٣) ، وابن قانع في معجم الصحابة ٢ / ٢٠٢ ، وابن حبان (٥٩٨٢) ، والطبراني في الصغير (٥٨٤) ، وأبو نعيم في الحلية ٩ / ٢٤ ، والبيهقي في السنن الكبرى ٩ / ١٤٢ ، والمزي في تهذيب الكمال ٩ / ٢٠٥ من طرق عن السدي ، به.

٧٥

١٨٦٥ ـ عبد الرّحمن (١) بن يوسف بن عبد الرحمن النّقيب ، أبو يوسف.

من ساكني الظّفرية.

روى عن يحيى بن ثابت بن بندار. سمع منه بعض أصحابنا ، ولم أظفر بشيء من مسموعاته لأكتب عنه ، والله الموفق.

وتوفي يوم الأربعاء خامس عشري شعبان سنة ثمان عشرة وست مئة.

١٨٦٦ ـ عبد الرّحمن بن يعيش بن سالم ، أبو محمد الغضائريّ ، يعرف بابن الهويترة.

من أهل باب البصرة.

سمع الكثير من أبي القاسم بن الحصين ، ومن بعده كأبي القاسم ابن السّمرقندي ، وعبد الوهّاب الأنماطي وغيرهم. وقيل : إنّه حدّث بشيء إلا أنّ الرّواية عنه لم تظهر ، والله الموفّق.

١٨٦٧ ـ عبد الرّحمن بن يعيش بن سعد بن الحسن ، أبو القاسم بن أبي محمد ، المعروف بابن القواريريّ.

من أهل باب البصرة.

شيخ صالح من أهل الرّواية هو وأخوه عليّ وأبوهما. سمع الكثير بإفادة أبيه ثم بنفسه ، وقرأ على الشيوخ ، وكتب بخطّه عن أبي القاسم هبة الله بن محمد ابن الحصين ، وأبي السعود أحمد بن عليّ ابن المجلي ، وأبي الحسن عليّ بن عبيد الله ابن الزّاغوني ، وأبي السّعادات أحمد بن أحمد المتوكّلي ، والقاضي أبي بكر الأنصاري ، وأبي الفضل الإسكيف المقرئ ، وغيرهم ، وحدّث عنهم.

سمع منه الحافظ عمر بن عليّ الدّمشقي ، وأبو بكر محمد بن المبارك بن

__________________

(١) ترجمه المنذري في التكملة ٣ / الترجمة ١٨٣١ ، والذهبي في تاريخ الإسلام ١٣ / ٥٤٥.

٧٦

مشّق ، وأبو عبد الله محمد بن عثمان العكبري ، وأبو عمرو عثمان بن مقبل الواعظان ، وغيرهم.

أنبأنا أبو بكر محمد بن أبي طاهر البيّع ، ومن خطّه نقلت ، قال : ولد عبد الرحمن ابن القواريري في سنة اثنتي عشرة وخمس مئة ، وتوفي في شعبان سنة ست وسبعين وخمس مئة.

١٨٦٨ ـ عبد الرّحمن بن أبي بكر ابن الشّيرجيّ ، غير مكنّى.

من شيوخ أبي بكر بن كامل ، ذكره في «معجم شيوخه» ، وقال : أنشدني :

لو أنّ كلّ العالمين معاندي

ما ضرّ بي بعد تكون مساعدي

لم أر ذكره في غير «معجم» ابن كامل هذا ، والله أعلم.

١٨٦٩ ـ عبد الرحمن بن أبي الدّلف بن أبي الخطاب بن أبي عبد الله ابن عمارة ، أبو الفرج.

من أهل الحربية.

ممن أجاز لنا بإفادة أحمد بن أبي شريك المعروف بالسّكّر. وكان سماعه من أبي القاسم ابن الحصين وغيره ، وكتب لنا خطّه سنة سبع وثمانين وخمس مئة.

١٨٧٠ ـ عبد الرّحمن (١) بن أبي الفوارس بن أحمد بن شيران (٢) ، أبو الفتوح السّمسار ، يعرف بابن قرطف.

سمع أبا غالب محمد بن عليّ ابن الدّاية ، وأبوي الفضل : محمد بن عمر الأرموي ، ومحمد بن ناصر السّلامي ، وأبا بكر محمد بن عبيد الله الزاغوني ، وغيرهم. سمعنا منه ، ولم يكن من أهل هذا الشّأن.

__________________

(١) ترجمه المنذري في التكملة ٢ / الترجمة ١٢٥٤ ، والذهبي في تاريخ الإسلام ١٣ / ٢١٧ ، والمختصر المحتاج ٣ / ٢٣.

(٢) قيده المنذري بكسر الشين المعجمة وسكون الياء.

٧٧

قرأت على أبي الفتوح بن أبي الفوارس ، قلت له : أخبركم أبو الفضل الأرموي قراءة عليه وأنت تسمع ، فأقرّ به ، قال : أخبرنا أبو الحسين أحمد بن محمد ابن النّقّور البزّاز ، قال : أخبرنا أبو الحسن عليّ بن محمد بن عمر السّكّري ، قال : حدثنا أبو عبد الله أحمد بن عبد الجبار الصّوفي ، قال : حدثنا يحيى بن معين ، قال : حدثنا ابن عيينة ، عن حميد الأعرج ، عن سليمان بن عتيق ، عن جابر بن عبد الله ، أنّ النّبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم أمر بوضع الجوائح ، ونهى عن بيع السّنين (١).

سألت عبد الرّحمن بن أبي الفوارس عن مولده فذكر ما يدلّ أنّه في سنة سبع عشرة وخمس مئة ، والله أعلم.

وتوفي يوم الثّلاثاء ثاني عشري رجب سنة تسع وست مئة ، ودفن يوم الأربعاء ثالث عشري بالمقبرة التي برأس المختارة بالجانب الشّرقي.

__________________

(١) حديث صحيح.

أخرجه أبو داود (٣٣٧٤) عن يحيى بن معين بإسناده ومتنه. وأخرجه الشافعي ٢ / ١٥١ ، وأحمد ٣ / ٣٠٩ ، والدارقطني ٣ / ٣١ ، والبيهقي في السنن الكبرى ٥ / ٣٠٦ ، والبغوي (٢٠٨٣) من طريق سفيان بن عيينة.

وأخرج شطره الأول الشافعي ٢ / ١٥٢ ، والحميدي (١٢٨٠) ، ومسلم ٥ / ٢٩ (١٥٥٤) (١٧) ، والنسائي في المجتبى ٧ / ٢٦٥ ، وابن الجارود (٦٤٠) ، وأبو يعلى (٢١٣٢) ، والحاكم ٢ / ٤٠ ، والبيهقي في سننه الكبرى ٥ / ٣٠٦ من طريق سفيان بن عيينة.

وأخرج شطره الثاني من طريق سفيان بن عيينة أيضا : الشافعي في مسنده ٢ / ١٤٥ ، والحميدي (١٢٨١) ، وابن أبي شيبة ٧ / ٣٢٠ ، ومسلم ٥ / ٢٠ (١٥٣٦) (١٠١) ، وابن ماجة (٢١١٨) ، والنسائي ٧ / ٢٦٦ و ٢٩٤ ، وأبو يعلى (١٨٤٤) ، وابن الجارود (٥٩٧) ، والطحاوي في شرح المعاني ٤ / ٢٥ ، وابن حبان (٤٩٩٥) ، والبيهقي في سننه الكبرى ٥ / ٣٠٢.

٧٨

١٨٧١ ـ عبد الرّحمن (١) بن أبي سعد بن أحمد ، أبو محمد ، سبط ابن السّواديّة ، يعرف بابن تميرة (٢).

من أهل الحربية.

سمع أبا العباس أحمد بن أبي غالب ابن الطّلّاية الزّاهد وغيره. سمعنا منه.

قرأت على أبي محمد عبد الرّحمن بن أبي سعد ابن تميرة الحربي بها ، ورأيته ضريرا ، قلت له : أخبركم أبو العباس أحمد بن أبي غالب الورّاق قراءة عليه وأنت تسمع ، فأقرّ به ، قال : أخبرنا أبو القاسم عبد العزيز بن عليّ بن أحمد الأنماطي ، قال : أخبرنا أبو طاهر محمد بن عبد الرّحمن بن العبّاس المخلّص ، قال : أخبرنا أبو القاسم عبد الله بن محمد بن عبد العزيز البغوي ، قال : حدثنا داود بن رشيد ، قال : حدثنا الوليد بن مسلم ، عن الأوزاعي ، عن قرّة ، عن ابن شهاب ، عن أبي سلمة ، عن أبي هريرة ، قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «كلّ أمر ذي بال لا يبدأ فيه بحمد الله أقطع» (٣).

توفي عبد الرّحمن هذا يوم الخميس تاسع ربيع الآخر سنة خمس عشرة وست مئة ، ودفن بباب حرب.

١٨٧٢ ـ عبد الرحمن (٤) بن أبي العز بن أبي البركات ، أبو محمد المقرئ الخيّاط ، يعرف بابن الخبّازة.

__________________

(١) ترجمه المنذري في التكملة ٢ / الترجمة ١٥٨٩ ، والذهبي في تاريخ الإسلام ١٣ / ٤٣٩ ، والمختصر المحتاج ٣ / ٢٣.

(٢) قيده المنذري فقال : بضم التاء ثالث الحروف ، وفتح الميم وسكون الياء آخر الحروف وبعدها راء مهملة وتاء تأنيث.

(٣) حديث ضعيف ، تقدم الكلام عليه وتخريجه في الترجمة ٤٩٤ ، وتكرر في التراجم : ٧٦٢ و ٨٧٨ و ١٧٢٤.

(٤) ترجمه الذهبي في المختصر المحتاج ٣ / ٢٣.

٧٩

كان يسكن في درب الخبّازين ويؤمّ فيه بمسجد.

قرأ القرآن على أبي الفرج دلف بن كرم العكبري ، وسمع من أبي الوقت السّجزي ، وروى لنا عنه.

قرأت على أبي محمد عبد الرّحمن بن أبي العز ابن الخبّازة قلت له : أخبركم أبو الوقت عبد الأوّل بن عيسى بن شعيب الصّوفي قراءة عليه وأنت تسمع ، فأقرّ بذلك ، قال : أخبرنا أبو عاصم الفضيل بن يحيى بن الفضيل ، قال : أخبرنا أبو محمد عبد الرّحمن بن أحمد بن أبي شريح الأنصاري ، قال : حدثنا إسماعيل بن العباس الورّاق ، قال : حدثنا الحسن بن عرفة ، قال : حدثنا الوليد بن بكير ، عن سلّام الخزّاز ، عن أبي إسحاق السّبيعي ، عن الحارث ، عن عليّ ، عن النّبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، قال : «ما دعاء إلا بينه وبين السّماء حجاب حتّى يصلّى على محمد وعلى آله ، فإذا صلّي على النّبي انخرق الحجاب واستجيب الدّعاء ، وإذا لم يصلّ على النّبي لم يستجب الدّعاء» (١).

١٨٧٣ ـ عبد الرّحمن بن أبي شاكر بن عبد الرّحمن الصّوفيّ ، أبو محمد.

من أهل الحربية.

__________________

(١) إسناده ضعيف لضعف الحارث الأعور ، وكذلك الوليد بن بكير شيخ الحسن بن عرفة. أما سلّام الخزاز فلم أعرفه ، وقد نص المزي في التهذيب ٣١ / ٥ على رواية الوليد بن بكير عنه. وقد رواه الطبراني في الأوسط (٧٢٥) من طريق عامر بن سيار عن عبد الكريم الخزاز ، عن أبي إسحاق الهمداني عن الحارث وعاصم بن ضمرة ، وعبد الكريم الخزاز واهي الحديث جدا كما قال الأزدي ، ونقله ابن الجوزي في الضعفاء ٢ / الترجمة ١٩٧٣ ، والذهبي في الميزان ٢ / ٦٤٧ ، وقد قال الطبراني بعد سياقته لهذا الحديث : «لم يرو هذا الحديث عن أبي إسحاق إلا عبد الكريم الخزاز» ، ولا يستبعد أن يكون «سلام الخزاز» هو «عبد الكريم الخزاز» ، والله أعلم.

٨٠