ذيل تأريخ مدينة السلام - ج ٤

أبي عبد الله محمّد بن سعيد بن الدبيثي

ذيل تأريخ مدينة السلام - ج ٤

المؤلف:

أبي عبد الله محمّد بن سعيد بن الدبيثي


المحقق: الدكتور بشار عوّاد معروف
الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: دار الغرب الإسلامي ـ بيروت
الطبعة: ١
الصفحات: ٦٤٦

لأمر الله أبي عبد الله محمد.

سمع مع أخيه الإمام المقتفي لأمر الله من مؤدّبهما أبي الفرج عبد الوهّاب ابن هبة الله ابن السّيبي. وكانت له إجازة من أبي علي الحسن بن أحمد الحدّاد الأصبهاني ، روى بها عنه في سنة ست وثلاثين وخمس مئة ، فسمع منه ولده الأمير أبو محمد يحيى ، ومرجان بن عبد الله الراشدي ، وأبو الحسن عليّ بن عساكر البطائحي المقرئ ، وحدّث البطائحي عنه.

توفي الأمير أبو طالب هذا يوم الأربعاء سابع عشري شهر رمضان سنة أربع وستين وخمس مئة ، ودفن من يومه بالتّرب الشّريفة بالرّصافة ، وحضر جنازته سائر أرباب المناصب.

٢٥١١ ـ العباس بن ردّاد بن عمر البندنيجيّ ، أبو الفضل النّحويّ.

كانت له معرفة حسنة بالنّحو ، قرأ على أبي الغنائم حبشي بن محمد الواسطي الضّرير النّحوي ، ثم على أبي محمد عبد الله بن أحمد ابن الخشّاب ، وأقرأ النّاس ، وتخرّج به جماعة.

أنشدني أبو الفتوح محمد بن محمد الحنفي ، قال : أنشدني أبو الفضل العباس بن ردّاد البندنيجي غلام حبشي النّحوي لبعضهم :

أقبلت في غلالة زرقاء

لا زورديّة كلون السّماء

فتأمّلت في الغلالة منها

قمر الصّيف في ليالي الشتاء

٢٥١٢ ـ العبّاس بن عبد الوهّاب بن إبراهيم بن بركات البصريّ ثم البغداديّ ، أبو أحمد.

من ساكني دار الخلافة المعظّمة بالموضع المعروف بالصّاغة.

أحد من عني بجمع الحديث وطلبه وسماعه من صباه إلى حين وفاته.

سمع الكثير وكتب بخطه ، ورحل إلى البلاد ولقي الشيوخ ، حتى صار يعدّ في الحفّاظ له والعارفين به.

٥٨١

سمع ببغداد من أبي الوقت السّجزي ، وأبي المظفّر ابن الشّبلي ، وأبي محمد ابن المادح ، وأبي بكر أحمد بن المقرّب الكرخي ، وأبي الفتح محمد بن عبد الباقي بن سلمان ، وأبي محمد عبد الله بن عبد الصّمد السّلمي ، وشهدة بنت أحمد الإبري ، وأبي الحسين عبد الحق بن عبد الخالق بن يوسف ، وجماعة آخرين. ويقال : إنه رحل إلى خراسان وسمع بها ـ وفي طريقه ـ من جماعة.

وعاد إلى بغداد وشهد بها عند قاضي القضاة أبي الحسن عليّ بن أحمد ابن الدّامغاني في ولايته الثانية يوم السبت سادس صفر سنة اثنتين وسبعين وخمس مئة ، وزكّاه العدلان : أبو محمد الحسن بن أحمد ابن الدّامغاني ، وأبو المظفر أحمد بن أحمد بن حمدي.

وكانت له حلقة بجامع القصر الشّريف يقرأ فيها الحديث إلى حين وفاته.

سألت عنه شيخنا عبد العزيز بن الأخضر فلم يصفه بشيء ، فقلت له : إنه كان يوصف بالحفظ والمعرفة ، فنظر إليّ كالمتعجّب ، أو لم يعجبه ذلك.

حدّث أبو أحمد بشيء يسير ، وشرع في جمع تاريخ للبصرة ، ووضع منه تراجم ، فمات قبل إتمامه ، في آخر نهار الأربعاء رابع ذي القعدة سنة خمس وسبعين وخمس مئة ، ودفن يوم الخميس خامسه بالجانب الشرقي بالمقبرة المعروفة بالعطّافية ، وقيل : المقبرة المعروفة بالدّبنكيّة مقابل العطّافية.

٢٥١٣ ـ العباس (١) بن محمد بن الحسن الهاشميّ ، أبو الفضل الزّاهد.

صاحب الرّباط بالموضع المعروف بالقيصرية ، قريب من الرّيّان. رجل صالح حسن الطّريقة. أصابه مرض في آخر عمره ، فقصره في منزله ومنعه من الحركة. وكان عنده في رباطة جماعة من الفقراء والمنقطعين.

سمع أبا الفتح محمد بن عبد الباقي المعروف بابن البطّي ، ومن بعده.

__________________

(١) ترجمه المنذري في التكملة ٢ / الترجمة ١٦١٢ ، والذهبي في تاريخ الإسلام ١٣ / ٤٣٦ ، والمختصر المحتاج ٣ / ١٥١.

٥٨٢

سمعنا منه. أخبرنا أبو الفضل العبّاس بن محمد بن الحسن الهاشمي قراءة عليه وأنا أسمع ، قيل له : أخبركم أبو الفتح محمد بن عبد الباقي بن أحمد بن سلمان قراءة عليه وأنت تسمع ، فأقرّ به ، قال : أخبرنا أبو محمد جعفر بن أحمد بن الحسين السّرّاج قراءة عليه ، قال : أخبرنا أبو الحسين أحمد بن عليّ بن الحسين التّوّزي ، قال : أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عمر بن مسرور القوّاس ، قال : قرئ على محمد بن مخلد العطّار وأنا أسمع ، قيل له : حدّثكم محمد بن بشر بن مطر أبو بكر أخو خطّاب ، قال : حدثنا عقبة بن مكرم ، قال : حدثنا عبد الله بن خراش ، عن العوّام بن حوشب ، عن إبراهيم التّيمي ، عن أبيه ، عن أبي ذر ، قال : قلت : يا رسول الله ، أوصني. فقال : «أوصيك بحسن الخلق ، وحسن الصّمت» ، قلت : زدني ، قال : «هما أخف الأعمال على الأبدان وأثقلهما في الميزان» (١).

توفي العباس هذا يوم الأربعاء تاسع شعبان سنة خمس عشرة وست مئة ، وصلّي عليه برباطه ، ودفن بباب حرب.

* * *

__________________

(١) إسناده ضعيف ، عبد الله بن خراش ضعيف وأطلق عليه ابن عمار الكذب.

أخرجه ابن عدي في ترجمته من الكامل ٤ / ١٥٢٦ ضمن أحاديثه المستنكرة.

٥٨٣

ذكر من اسمه عيسى

٢٥١٤ ـ عيسى بن عليّ ، أبو موسى الأسدي.

من شيوخ أبي بكر المبارك بن كامل ، روى عنه في «معجمه» أبياتا من الشّعر أنشده إياها.

٢٥١٥ ـ عيسى ابن الأمير أبي جعفر ـ واسمه إسماعيل ، أخي (١) الإمام المقتفي لأمر الله أبي عبد الله محمد ـ ابن الإمام المستظهر بالله.

توفي يوم الأربعاء حادي عشر ربيع الأول سنة اثنتين وخمسين وخمس مئة. ويقال : كان عمره ثمان عشرة سنة ، ودفن بباب أبرز بالمشهد ذي المنارة ، ومشى في جنازته الوزير أبو المظفّر بن هبيرة وسائر أرباب المناصب من دار الخلافة شيّد الله قواعدها بالعز إلى المشهد المذكور. وقد تقدم ذكرنا لوالده فيما سبق (٢).

٢٥١٦ ـ عيسى (٣) بن محمد بن عليّ بن عبد العزيز ، أبو نصر الكلوذانيّ.

سمع أبا القاسم عليّ بن أحمد بن بيان وغيره ، وروى عنهم.

ذكره تاج الإسلام أبو سعد ابن السّمعاني في كتابه فقال : ما اتفق لي منه سماع ، وحدث بعد خروجي من بغداد عن أبي القاسم بن بيان. وذكرناه لأنّ وفاته تأخرت عن وفاته. روى لنا عنه أبو محمد بن الأخضر.

قرأت على أبي محمد عبد العزيز بن محمود بن الأخضر ، قلت له : أخبركم أبو نصر عيسى بن محمد بن عليّ الكلوذاني بقراءتك عليه ، فأقرّ به ،

__________________

(١) في الأصل : «ابن» ولا يستقيم لأن إسماعيل هو ابن المستظهر ، كما تقدم في الترجمة ٩٨٨.

(٢) الترجمة ٩٨٨.

(٣) ترجمه الذهبي في تاريخ الإسلام ١٢ / ٣٢٥ ، والمختصر المحتاج ٣ / ١٥٢.

٥٨٤

قال : أخبرنا أبو القاسم عليّ بن أحمد بن محمد بن بيان ، قال : أخبرنا أبو الحسن محمد بن محمد بن مخلد ، قال : أخبرنا أبو عليّ إسماعيل بن محمد الصّفّار ، قال : حدثنا أبو عليّ الحسن بن عرفة ، قال : حدثنا عيسى بن يونس بن أبي إسحاق السّبيعي ، عن الأوزاعي ، عن يحيى بن أبي كثير ، عن أبي قلابة ، عن أبي المهاجر ، عن بريدة الأسلمي ، قال : كان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم في بعض غزواته قال : «بكّروا بالصّلاة في يوم الغيم ، فإنه من ترك الصّلاة حبط عمله» (١).

حدثنا القرشي عمر بن عليّ ، قال : سألت عيسى بن محمد الكلوذاني عن

__________________

(١) هكذا وقع في هذه الرواية : «من ترك الصلاة حبط عمله» ، والمحفوظ : «من ترك صلاة العصر حبط عمله».

والحديث صحيح من حديث أبي المليح عامر بن أسامة الهذلي عن بريدة الأسلمي بلفظ : «من ترك صلاة العصر حبط عمله» والباقي فمن كلام أبي المليح وبريدة ، كما في البخاري ١ / ١٤٥ (٥٥٣): «عن أبي المليح قال : كنّا مع بريدة في غزوة في يوم ذي غيم ، فقال : بكروا في صلاة العصر فإن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : «من ترك صلاة العصر حبط عمله». وأعاده في باب «التبكير بالصلاة في يوم غيم» ١ / ١٥٤ (٥٩٤).

وحديث الأوزاعي هذا وهم هو في إسناده ومتنه ، فقد جعله عن أبي المهاجر عن بريدة بدلا من أبي المليح عن بريدة ، وقد تعقبه المزي في ترجمة أبي المهاجر من تهذيب الكمال ٣٤ / ٣٢٦ فقال : «هكذا يقول الأوزاعي ، وغيره لا يذكر أبا المهاجر» وأشار إلى الرواية المحفوظة وهي رواية هشام الدستوائي عن يحيى بن أبي كثير ، عن أبي قلابة الجرمي ، عن أبي المليح. وأما الوهم في المتن فهو جعله «بكروا بالصلاة في يوم الغيم» من كلام النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، وقد ذكرنا أن يوم الغيم كان من رواية أبي المليح ضمن القصة ، و «بكروا بالصلاة» من كلام بريدة.

أخرج حديث الأوزاعي : ابن أبي شيبة ١ / ٣٤٢ و ٢ / ٢٣٧ ، وأحمد ٥ / ٣٦١ ، وابن ماجة (٦٩٤) ، وابن المنذري في الأوسط ٢ / ٣٦٦ و ٣٨١ ، وابن حبان (١٤٧٠) ، والبيهقي في الكبرى ١ / ٤٤٤ ، وابن النجار في التاريخ المجدد ٣ / ١٤٥ وهو عنده من طريق الحسن بن عرفة كما هنا. ويصحح تعليقي على ابن ماجة ، بما ذكرته هنا ، والله الموفق.

٥٨٥

مولده فقال : في رجب سنة خمس مئة وتوفي في صفر سنة أربع وستين وخمس مئة.

٢٥١٧ ـ عيسى (١) بن أحمد بن محمد بن عبيد الله بن إسماعيل بن حمزة بن عبد الله بن إبراهيم بن محمد ـ ويلقّب دوشاب (٢) ـ بن عليّ بن عيسى بن موسى بن محمد بن عليّ بن عبد الله بن العباس بن عبد المطلب ابن هاشم الهاشميّ ، يكنى أبا هاشم ، يعرف بالدّوشابيّ ، منسوب إلى محمد دوشاب بن عليّ أحد أجداده.

كان هرّاسا يسكن بباب الأزج.

روى عن أبي عبد الله الحسين بن علي ابن البسري ، وما أظنه سمع من غيره. سمع منه تاج الإسلام أبو سعد ابن السمعاني ، وروى عنه في كتابه ، وذكرناه لأنّ وفاته تأخّرت عن وفاته ، وأدركناه نحن ، وأجاز لنا.

أخبرنا أبو هاشم عيسى بن أحمد بن محمد الهاشمي ، فيما أجازه لنا في صفر سنة خمس وسبعين وخمس مئة ، قال : قرئ على أبي عبد الله الحسين بن عليّ بن أحمد ابن البسري وأنا أسمع.

قلت : وقرأته على أبي الفتح عبيد الله بن عبد الله بن شاتيل الدّبّاس ، قلت له : أخبركم أبو عبد الله الحسين بن عليّ بن أحمد ابن البسري ، قراءة عليه وأنت تسمع ، فأقرّ به ، قال : أخبرنا أبو محمد عبد الله بن يحيى بن عبد الجبار السّكّري ، قال : قرئ على أبي عليّ إسماعيل بن محمد الصّفّار وأنا أسمع ، قال : حدثنا عبّاس بن عبد الله التّرقفي ، قال : حدثنا روّاد بن الجرّاح أبو عاصم

__________________

(١) ترجمه السمعاني في «الدوشابي» من الأنساب ، وتابعه ابن الأثير في «اللباب» ، والذهبي في تاريخ الإسلام ١٢ / ٥٥٨ ، والعبر ٤ / ٢٢٥ ، والمختصر المحتاج ٣ / ١٥٢ ، وابن تغري بردي في النجوم ٦ / ٨٦ ، وابن العماد في الشذرات ٤ / ٢٥٢.

(٢) ينظر نزهة الألباب لابن حجر ١ / ٢٦٩ والدوشاب هو الدبس.

٥٨٦

العسقلاني ، قال : حدّثنا أبو سعد السّاعدي ، عن أنس بن مالك ، قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «من ألقى جلباب الحياء فلا غيبة له» (١).

توفي أبو هاشم الدّوشابي ليلة الأربعاء حادي عشر رجب سنة خمس وسبعين وخمس مئة ، ودفن يوم الأربعاء بمقبرة الخلّال بباب الأزج.

٢٥١٨ ـ عيسى (٢) بن عبد الرّحمن بن زيد بن الفضل الورّاق ، أبو شجاع بن أبي محمد ، سبط أبي السّعود أحمد بن علي ابن المجلي.

من أهل الجانب الغربي ، كان يسكن محلة العتّابيين ، من أبناء المحدّثين وأولاد الشيوخ المذكورين من قبل أبيه وأمه.

سمع عيسى هذا من جده لأمّه أبي السّعود ابن المجلي ، وأبي القاسم هبة الله بن محمد بن الحصين ، وأبي المواهب أحمد بن محمد بن ملوك الورّاق وغيرهم ، وروى عنهم.

وكان صالحا صاحب نسك وعبادة ، يديم الصّيام ، مشكورا. سمع منه القاضي عمر بن عليّ القرشي ، وأبو بكر محمد بن المبارك بن مشّق ، وأجاز لنا.

أنبأنا أبو شجاع عيسى بن عبد الرّحمن بن زيد الورّاق ، قال : أخبرنا أبو السّعود أحمد بن عليّ بن أحمد الواعظ ، قراءة عليه وأنا أسمع ، في رجب سنة ثلاث وعشرين وخمس مئة ، قال : أخبرنا القاضي أبو الحسين محمد بن عليّ ابن المهتدي بالله ، قال : أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عمر القوّاس ، قال : قرئ على أبي القاسم ابن (بنت) (٣) منيع وأنا أسمع ، قيل له : حدثكم محمد بن حميد ،

__________________

(١) إسناده ضعيف ، تقدم الكلام عليه وتخريجه في الترجمة ١٧٥٧.

(٢) ترجمه المنذري في التكملة ١ / الترجمة ٢١٩ ، والذهبي في تاريخ الإسلام ١٢ / ٨٨١ ، والمختصر المحتاج ٣ / ١٥٢.

(٣) ما بين الحاصرتين إضافة مني لا يصح الاسم إلا بها فهو أبو القاسم البغوي : عبد الله بن محمد بن عبد العزيز المعروف بابن بنت أحمد بن منيع المتوفى سنة ٣١٧. (تاريخ الخطيب ١١ / ٣٢٥ ، وسير أعلام النبلاء ١٤ / ٤٤٠ وغيرهما).

٥٨٧

يعني الرّازي ، قال : حدثنا ابن المبارك ، عن حرملة بن أبي عمران ، عن يزيد بن أبي حبيب ، عن مرثد بن عبد الله ، عن عقبة بن عامر ، عن النّبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : «المؤمن في ظلّ صدقته يوم القيامة» (١).

توفي عيسى بن عبد الرحمن الورّاق في يوم الثلاثاء ثالث ذي الحجة سنة تسع وثمانين وخمس مئة ، ودفن بباب حرب. قال القرشي : سألته عن مولده فذكر ما يدل أنه في سنة خمس عشرة وخمس مئة.

٢٥١٩ ـ عيسى (٢) بن نصر بن منصور بن الحسن النّميريّ ، أبو المعالي ابن أبي المرهف ، الشّاعر.

شابّ كان فيه فضل وتميّز ويقول الشّعر. سمع معنا من أبيه وغيره ، كتب عنه قوم شيئا من شعره. توفي يوم الاثنين تاسع عشري رمضان سنة سبع وتسعين وخمس مئة.

٢٥٢٠ ـ عيسى بن عبد الجليل بن عبد الباقي الوزّان.

من أهل سوق الثلاثاء.

شيخ روى عن شيخنا أبي السّعادات نصر الله بن عبد الرّحمن القزّاز.

سمع منه بعض الطلبة شيئا يسيرا.

٢٥٢١ ـ عيسى بن أبي محمد الحلاويّ.

من أهل الحربية.

ذكر أحمد بن سلمان الحربي ، فيما قرأت بخطه ، أنّه توفي يوم الجمعة سادس ذي الحجة سنة أربع وتسعين وخمس مئة ، ودفن بباب حرب.

__________________

(١) إسناده ضعيف ، لضعف محمد بن حميد الرازي ، وتقدم بلفظ مقارب في الترجمة ٧٨ و ٣٥٨ و ١٣٩٥ بإسناد صحيح.

(٢) ترجمه ابن الأثير في الكامل ١٢ / ١٧١ ، والمنذري في التكملة ١ / الترجمة ٦١٤ ، وابن الساعي في الجامع المختصر ٩ / ٦٩ ، والذهبي في تاريخ الإسلام ١٢ / ١١١٨ ، والغساني في العسجد المسبوك ٢٦٩.

٥٨٨

ذكر من اسمه عتيق

٢٥٢٢ ـ عتيق بن محمد بن سعدون بن المرجّى العبدريّ ، أبو بكر بن أبي عامر ، واسمه أيضا عبد الله.

كان والده يكتب له في سماعاته : أبو بكر عبد الله عتيق ، يجمع بين الاسمين معا. ذكرناه فيمن اسمه عبد الله مستوفى (١) ، وأعدنا ذكره هاهنا جمعا بين الاسمين ، والله الموفق.

٢٥٢٣ ـ عتيق (٢) بن عبد العزيز بن عليّ بن صيلا ، أبو بكر الخبّاز.

من أهل الحربية ، والد عبد الرحمن الذي سمعنا منه.

ذكره تاج الإسلام أبو سعد في كتابه في موضعين ، أحدهما : فيمن اسمه محمد واسم أبيه عبد العزيز ، والآخر : فيمن اسمه المبارك. وفي كلا الموضعين وهم ، بل اسمه عتيق ، هكذا ذكر اسمه جماعة سمعوا منه ونقلوا عنه ، ولم يختلفوا في ذلك ، منهم : أبو المحاسن عمر بن عليّ الدّمشقي ، وأبو العباس أحمد بن سلمان الحربي ، وأبو بكر محمد بن المبارك بن مشّق ، وأبو محمد عبد العزيز بن محمود بن الأخضر وغيرهم. والصّواب ما قالوه ، لاجتماعهم على ذلك من غير اختلاف ، ولأنّهم أهل بلده وأعلم باسمه ، والله الموفق.

سمع عتيق هذا من أبي الحسين أحمد بن عبد القادر بن يوسف ، وعبد الواحد بن علوان الشّيباني.

قرأت على أبي محمد عبد العزيز بن أبي نصر البزّاز ، قلت له : أخبركم أبو بكر عتيق بن عبد العزيز بن عليّ بن صيلا ، بقراءتك عليه ، فأقرّ به ، قال : أخبرنا

__________________

(١) الترجمة ١٦٨١.

(٢) ترجمه ابن النجار في التاريخ المجدد ٢ / ١٨٧ ، والذهبي في تاريخ الإسلام ١٢ / ٥٢٥ ، والمختصر المحتاج ٣ / ١٥٣.

٥٨٩

أبو الفتح عبد الواحد بن علوان الشّيباني ، قال : حدثنا أبو عمرو عثمان بن محمد ابن دوست ، قال : أخبرنا أبو بكر أحمد بن سلمان النجّاد إملاء ، قال : قرئ على يحيى بن جعفر ، قال : حدثنا علي بن عاصم ، قال : حدثنا حصين (١) ، عن الشّعبي ، عن محمد بن صيفي الأنصاري ، أنّ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال يوم عاشوراء : «هل منكم أحد طعم اليوم؟» قالوا : منّا ، ومنّا من لم يطعم ، قال : «فأتمّوا بقيّة يومكم» ، وأرسل إلى أهل العروض (٢) أن يتمّوا بقية يومهم (٣).

بلغني أنّ مولد عتيق بن صيلا في سنة ثمان وثمانين وأربع مئة.

وقال أبو بكر محمد بن المبارك بن مشّق : توفي يوم السبت النصف من ربيع الآخر سنة ثلاث وسبعين وخمس مئة.

٢٥٢٤ ـ عتيق (٤) بن محمد بن عثمان البندنيجيّ الأصل البغداديّ المولد والدّار ، أبو بكر بن أبي الفضل ، سبط أحمد بن معالي الحربي.

من أهل باب الأزج ، وقد تقدم ذكر أبيه (٥). هكذا اسمه في كل سماعاته ، وكان يعرف بمعتوق.

كان من أبناء الشّيوخ ، حافظا للقرآن المجيد. سمع من الشّيخ عبد القادر

__________________

(١) هو حصين بن عبد الرحمن السّلمي.

(٢) أهل العروض ، بفتح العين وضم الراء ، هم أهل المدينة وما حولها ، وقيل : أهل مكة أيضا وما حولها.

(٣) إسناده صحيح.

أخرجه ابن أبي شيبة ٣ / ٥٤ ، وأحمد ٤ / ٣٨٨ ، وابن ماجة (١٧٣٥) ، والنسائي في المجتبى ٤ / ١٩٢ ، وفي الكبرى (٢٦٢٩) ، وابن خزيمة (٢٠٩١) ، والطحاوي في شرح مشكل الآثار (٢٢٧٧) ، وابن قانع في معجم الصحابة ٣ / ٢٠ ، وابن حبان (٣٦١٧) ، والطبراني في الكبير ١٩ / حديث رقم (٥٣٠) و (٥٣١) ، والمزي في ترجمة صحابيه من تهذيب الكمال ٢٥ / ٤٠٣.

(٤) ترجمه المنذري في التكملة ٢ / الترجمة ٩٧٥ ، والذهبي في تاريخ الإسلام ١٣ / ٨٠.

(٥) الترجمة ٣٢٠.

٥٩٠

ابن أبي صالح الجيلي ، ومن أبيه ، وغيرهما ، وما أعلم أنّه حدّث بشيء.

قرأت بخط تميم بن أحمد ابن البندنيجي ، قال : ولد عتيق بن محمد البندنيجي ليلة رابع ربيع الآخر سنة ثلاث وخمسين وخمس مئة.

قلت : وتوفي في شعبان سنة ثلاث وست مئة.

٢٥٢٥ ـ عتيق (١) بن عليّ بن الحسن الحميديّ (٢) ، أبو بكر الصّنهاجيّ.

من أهل المغرب.

قدم بغداد بعد سنة ثمانين وخمس مئة ، وأقام بها متفقها على مذهب الشافعي رضي‌الله‌عنه مشتغلا بالأدب ، وسمع بها من أبي السعادات بن زريق ، وأبي محمد ابن الصّابوني ، وأبي أحمد ابن سكينة. وقرأ الأدب على القاضي أبي العباس ابن المأمون وغيره. وكان فيه فضل وتميز. عمل مقامة في وصف بغداد وقدومه إليها سمعت منه ، وعاد متوجها إلى بلده ، فمات قبل دخوله المغرب ، ويقال : توفي بمصر ، والله أعلم (٣).

٢٥٢٦ ـ عتيق (٤) بن عبد الكريم بن كرّاز ، أبو بكر.

ذكره أبو بكر محمد بن المبارك بن مشّق في شيوخه الذين أجازوا له ، وكتبه في «معجمه».

٢٥٢٧ ـ عتيق (٥) بن بدل بن هلال بن حيدر بن منصور ، أبو بكر

__________________

(١) ترجمه ابن النجار في التاريخ المجدد ٢ / ١٨٩ ، والذهبي في المشتبه ٢٥٠ ، وابن ناصر الدين في توضيح المشتبه ٣ / ٣٢٩ ، وابن القاضي في جذوة الاقتباس فيمن حل من الأعلام بمدينة فاس (طبع فاس ١٣٠٩) ٢٧٨.

(٢) بفتح الحاء المهملة وكسر الميم ، قيده ابن النجار في تاريخه والذهبي في المشتبه.

(٣) هكذا قال ، وهو لا علم به ، فقد استقر بمراكش سنة ٥٨٨ ، وتوفي بها سنة ٥٩٥ كما في جذوة الاقتباس.

(٤) ترجمه ابن النجار في التاريخ المجدد ٢ / ١٨٨.

(٥) ترجمه المنذري في التكملة ٣ / الترجمة ١٨٥٤ ، والذهبي في تاريخ الإسلام ١٣ / ٥٤٩ ،

٥٩١

الزّنجانيّ الأصل المكيّ المولد والدار.

قدم بغداد مع أبيه في سنة إحدى وستين وخمس مئة من مكة شرّفها الله ، وسمع بها من أبي الفتح محمد بن عبد الباقي بن سلمان ، وأبي الحسن سعد الله ابن محمد بن طاهر الدّقّاق ، وأبي بكر عبد الله بن محمد ابن النّقّور وغيرهم. ثم خرج منها إلى همذان فسمع بها من الحافظ أبي العلاء الحسن بن أحمد العطّار. ثم صار إلى زنجان ، فسمع بها من أبي حفص عمر بن أحمد الخطيبي الزّنجاني. وعاد إلى مكة وأقام بها ، ولقيته بها وكتبت عنه.

قرأت على أبي بكر عتيق بن بدل بن هلال الزّنجاني بمكة ، قلت له : أخبركم أبو الحسن سعد الله بن محمد بن طاهر المقرئ قراءة عليه ببغداد وأنت تسمع في سنة إحدى وستين وخمس مئة ، فأقرّ بذلك وعرفه ، قال : أخبرنا أبو الحسن محمد بن مرزوق بن عبد الرزاق الزّعفراني ، قال : أخبرنا أبو بكر أحمد ابن عليّ بن ثابت الخطيب ، قال : أخبرنا أبو بكر أحمد بن الحسن الحيري بنيسابور ، قال : حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب الأصم ، قال : حدثنا الرّبيع ابن سليمان ، قال : حدثنا الشّافعي.

وأخبرناه عاليا أبو القاسم يحيى بن عليّ بن الفضل الفقيه بقراءتي عليه ، قلت له : أخبركم أبو حفص عمر بن أحمد بن منصور الصّفّار قراءة عليه بنيسابور وأنت تسمع ، فأقرّ به ، قال : أخبرنا أبو عليّ نصر الله بن أحمد الخشناني ، وأبو الحسن علي بن أحمد المديني ، قالا : أخبرنا القاضي أحمد بن حسن الحيري أبو بكر ، قال : أخبرنا أبو العباس الأصم ، قال : حدثنا الرّبيع ، قال : أخبرنا الشّافعي ، قال : حدثنا سفيان ، عن عمرو بن دينار ، عن محمد بن جبير ، عن ابن عباس ، قال : عجبت ممن يتقدّم الشّهر ، وقال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «لا تصوموا

__________________

والمختصر المحتاج ٣ / ١٥٣ ، والفاسي في العقد الثمين ٦ / ١٥ ، وابن فهد في إتحاف الورى ٣ / الورقة ٧٣.

٥٩٢

حتى تروه ، ولا تفطروا حتى تروه» (١).

وأخبرنا عتيق بن بدل بقراءتي عليه بمكة ، قلت له : أخبركم أبو الفتح محمد بن عبد الباقي بن أحمد بن سلمان قراءة عليه ببغداد في شهر ربيع الآخر سنة إحدى وستين وخمس مئة ، فأقرّ به ، قال : أنشدنا أبو عبد الله محمد بن أبي نصر الحميدي ، قال : أنشدنا أبو محمد عليّ بن أحمد لنفسه :

سلام على دهر التّلاقي مردّدا

ولا لقي التفريق أهلا ولا سهلا

ويا بين بن عنا ذميما مبعّدا

ويا دهر قرب كالذي نعهد الوصلا

أقول وقد همّ الفؤاد برحلة

ولكن رجاء الوصل قال له مهلا

لعلّ الذي يدني ويبعد والذي

قضى بفراق الشمل أن يجمع الشّملا

سألت عتيق بن بدل عن مولده ، فذكر ما يدل أنه في سنة ست وأربعين وخمس مئة بمكة ، والله أعلم. (وتوفي سنة ثمان عشرة وست مئة) (٢).

* * *

__________________

(١) إسناده صحيح إن كان الراوي عن ابن عباس هو محمد بن جبير بن مطعم ، فهو ثقة ، وهو ما رآه المزي في تهذيب الكمال ٢٥ / ١٢٠ ، وتحفة الأشراف ٤ / ٦٩٦ ، وقد جاء كذلك في كثير من النسخ العتيقة التي اطلع عليها المؤلف من سنن النسائي ومسند أحمد ، وهو كذلك في مسند أحمد ١ / ٣٦٧. وجاء في بعض النسخ والمصادر «محمد بن حنين» ، وهو مجهول ، وغلّط المزي من قال به ، لكن العلامة علاء الدين مغلطاي تعقب المزي في ذلك ، وأخذه منه العراقي وابن حجر ، فذكروا أنّه جاء مجودا في إحدى نسخ مسند أحمد «محمد بن حنين» وكذلك وقع في بعض نسخ النسائي وغيرها كما بيناه في تعليقنا على تحفة الأشراف ٤ / ٦٩٦ فراجعه.

أخرجه عبد الرزاق (٧٣٠٢) ، وأحمد ١ / ٣٦٧ ، والنسائي في المجتبى ٤ / ١٣٥ ، وفي الكبرى (٢٤٣٥) ، وابن الجارود في المنتقى (٣٧٥) ، والخطيب في تلخيص المتشابه ١ / ٤٢٠ وغيرهم.

(٢) ما بين الحاصرتين من المختصر المحتاج ، وكأنه في الأصل الذي نقل منه الذهبي ، لذلك أثبتاه في النص.

٥٩٣

ذكر من اسمه عمارة

٢٥٢٨ ـ عمارة (١) بن محمد بن عمارة ، أبو الدّلف الباجسرائيّ.

سمع أبا سعد أحمد بن محمد بن شاكر البزّاز وحدّث عنه. سمع منه القاضي عمر القرشي ، والشّريف أبو الحسن الزّيدي ، وأبو بكر الباقداري ، وأبو الفتوح ابن الحصري.

أنبأنا أبو المحاسن بن أبي الحسن الدّمشقي ، قال : أخبرنا أبو الدّلف عمارة ابن محمد بن عمارة ، قال : أخبرنا أبو سعد أحمد بن محمد بن شاكر ، قال : أخبرنا أبو الحسن عليّ بن عمر بن محمد القزويني ، قال : حدثنا عبد الله بن عثمان الصّفّار ، قال : حدثنا عبد الله بن سليمان الفامي ، قال : حدثنا إبراهيم بن هانئ ، قال : حدثنا عبيد الله بن موسى ، قال : أخبرنا الأوزاعي ، عن قرّة ، عن الزّهري ، عن أبي سلمة ، عن أبي هريرة ، قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «كلّ أمر ذي بال لا يبدأ فيه بحمد الله أقطع» (٢).

قال القرشي : توفي عمارة بن محمد الباجسرانيّ يوم الأحد خامس عشري رجب سنة ثمان وخمسين وخمس مئة.

٢٥٢٩ ـ عمارة (٣) بن محمد بن الحسن بن عمارة ، أبو نصر البغدادي.

تولّى ديوان الزّمام المعمور لسيدنا ومولانا الإمام النّاصر لدين الله أمير المؤمنين أبي العباس أحمد في شهر ربيع الأوّل سنة أربع وثمانين وخمس مئة ،

__________________

(١) ترجمه ابن النجار في التاريخ المجدد ، الورقة ٨١ (باريس).

(٢) حديث ضعيف تقدم الكلام عليه وتخريجه في الترجمة ٤٩٤ ، وتكرر في التراجم رقم ٧٦٢ و ٨٧٨ و ١٧٢٤ و ١٨٧١ و ٢٢٩٥. وقد ساقه ابن النجار في ترجمة المترجم بسنده ومتنه (تاريخه ، الورقة ٨١ من مجلد باريس).

(٣) ترجمه المنذري في التكملة ٢ / الترجمة ٩٧٧.

٥٩٤

وخدم فيه إلى أن عزل في شهر رمضان من السّنة المذكورة ، وكان فيه فضل وكتابة ، وله شعر.

حدثني أخوه أبو طاهر أحمد قال : كان مولد أخي أبي عمارة في سنة ثمان وعشرين وخمس مئة ، وتوفي بواسط في ليلة السبت ثاني عشري رمضان سنة ثلاث وست مئة بالمارستان ، ودفن بها.

* * *

ذكر من اسمه عرفة

٢٥٣٠ ـ عرفة (١) بن علي بن الفضل (٢) ، أبو المعالي المقرئ ، يعرف بابن البقلي.

من ساكني المأمونية.

شيخ صالح ، حافظ لكتاب الله ، منقطع إلى تلقين القرآن وإقرائه. سمع شيئا من الحديث من أبي الفتح عبد الملك بن أبي القاسم الكروخي ، وأبي الفتح ابن البطّي وغيرهما ، وحدّث بشيء قليل. سمع منه أبو الحسن عليّ بن المبارك المطرّز وغيره.

توفي ليلة الاثنين ثامن ذي القعدة سنة ثمان وثمانين وخمس مئة ، ودفن بباب حرب بدكّة بشر بن الحارث إلى جنب كرم الزّاهد.

__________________

(١) ترجمه ابن النجار في التاريخ المجدد ٢ / ٢٥٠ ، والمنذري في التكملة ١ / الترجمة ١٧٨ ، وابن الساعي في أخبار الزهاد ، الورقة ٨٤ ، والذهبي في تاريخ الإسلام ١٢ / ٨٥٦.

(٢) هكذا في الأصل ، وهو الذي كتبه ابن الدبيثي بدلالة نقل المنذري له في التكملة. أما في تاريخ ابن النجار ومن نقل عنه مثل ابن الساعي والذهبي فهو : «أبو الفضل».

٥٩٥

٢٥٣١ ـ عرفة (١) بن عليّ بن الحسن بن عليّ بن الحسين بن أحمد بن محمد بن عيسى بن محمد بن حمدوية بن دينار بن شبلمة بن قذهرمز بن آه ابن آوه بن أشك بن شكدك بن زاذان بن فرّوخ بن نيغان بن زاذان فرّوخ الأكبر ، أخو يزذجرد بن هرمز بن نوشروان ملك الفرس ، أبو المكارم البندنيجي ، يعرف بابن بصلا.

وبصلا : لقب لمحمد بن حمدوية ، أحد أجداده. هكذا أملى عليّ نسبه هذا من حفظه.

شيخ صالح ، قدم بغداد من صباه ، وسكنها إلى حين وفاته. وتفقّه على مذهب الشّافعي بالمدرسة النّظامية ، وصحب الشّيخ أبا النّجيب السّهروردي ولازمه. وسمع الحديث من أبي صابر عبد الصّبور بن عبد السّلام الهروي ، والقاضي أبي الفضل محمد بن عمر الأرموي ، وأبي بكر أحمد بن المقرّب الكرخي وغيرهم.

وبقي سنين يتغذّى بشرب اللّبن ولا يطعم الخبز (٢). وكان شيخا مشتغلا بنفسه لا يخالط النّاس ، يتردّد إلى رباط الجهة الشّريفة والدة سيّدنا ومولانا الإمام النّاصر لدين الله أمير المؤمنين بالمأمونية. سمعنا منه ، ونعم الشّيخ كان.

__________________

(١) ترجمه ابن الأثير في الكامل ١٢ / ٢٤٣ ، وابن النجار في التاريخ المجدد ٢ / ٢٤٨ ، والمنذري في التكملة ٢ / الترجمة ٩١٨ ، وابن الساعي في الجامع المختصر ٩ / ١٧٩ ، وابن الصابوني في تكملة إكمال الإكمال ٢٨٧ ، وابن الفوطي في الملقبين بعفيف الدين من تلخيص مجمع الآداب ٤ / الترجمة ٧٢١ ، والذهبي في تاريخ الإسلام ١٢ / ٨٥٦ ، والمختصر المحتاج ٣ / ١٥٣ ، والمشتبه ٥٦٢ ، والسبكي في طبقاته الكبرى ٨ / ٢٩٣ ، وابن الملقن في العقد المذهب ، الورقة ٢٥٢ ، وابن ناصر الدين في توضيح المشتبه ١ / ٥٦٦ ، و ٧ / ٧٣٧٨ وابن حجر في تبصير المنتبه ٣ / ١٢٣٧ ، والسيد الزبيدي في «لبن» من تاج العروس.

(٢) لذلك عرف باللّبني ، كما في مصادر ترجمته.

٥٩٦

قرأت على أبي المكارم عرفة بن الحسن البندنيجي ، قلت له : أخبركم القاضي أبو الفضل محمد بن عمر بن يوسف الأرموي قراءة عليه وأنت تسمع ، فأقرّ به ، قال : أخبرنا أبو الغنائم عبد الصّمد بن عليّ بن محمد ابن المأمون ، قال : أخبرنا أبو الحسن عليّ بن عمر بن أحمد الدّارقطني ، قال : أخبرنا القاضي أبو يعقوب إسحاق بن محمد الحلبي ، قال : حدثنا سليمان بن سيف ، قال : حدثنا سعيد بن سلّام ، قال : حدثنا عمر بن محمد ، عن أبي الزّناد ، عن أبان ابن عثمان بن عفّان ، عن أبيه ، عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : «المحرم لا ينكح ولا ينكح» (١).

توفي عرفة بن عليّ البندنيجي ببغداد في ليلة الاثنين تاسع ربيع الأول سنة اثنتين وست مئة عن سبع وسبعين سنة ، ودفن يوم الاثنين بالجانب الغربي بمقبرة الشّونيزي.

__________________

(١) حديث صحيح تقدم تخريجه في الترجمة ٢٢٨٥.

٥٩٧

ذكر من اسمه عوض

٢٥٣٢ ـ عوض بن سلمان بن بركة بن خليفة ، أبو محمد المقرئ.

روى عن أبي غالب أحمد بن الحسن ابن البنّاء.

سمع منه القاضي عمر القرشي وأخرج عنه حديثا في «معجم شيوخه».

أنبأنا أبو المحاسن عمر بن أبي الحسن الدّمشقي ، قال : أخبرنا أبو محمد عوض بن سلمان بن بركة ، قال : أخبرنا أبو غالب أحمد بن الحسن بن أحمد ، قال : أخبرنا أبو محمد الحسن بن عليّ بن محمد الجوهري ، قال : حدثنا أبو عمر ابن حيّوية ، قال : حدثنا يحيى بن صاعد ، قال : حدثنا الحسين بن الحسن ، قال : حدثنا ابن المبارك ، قال : حدثنا سفيان (١) ، عن جعفر بن محمد ، عن أبيه ، عن جابر ، قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «بعثت أنا والساعة كهاتين» ، وكان إذا ذكر الساعة احمرّت وجنته وعلا صوته واشتدّ غضبه ، كأنه نذير جيش : صبّحتكم مسّيتكم (٢).

قال القرشي : ذكر لي عوض بن سلمان ، في سنة أربع وسبعين وخمس مئة ، أنّ له من العمر ستا وسبعين سنة ، قلت : فيكون مولده في سنة ثمان وتسعين وأربع مئة.

٢٥٣٣ ـ عوض (٣) بن إبراهيم بن علي بن خلف البردانيّ ، أبو

__________________

(١) هو ابن سعيد الثوري.

(٢) حديث صحيح.

أخرجه أحمد ٣ / ٣١٠ و ٣١٩ و ٣٣٧ و ٣٧١ ، والدارمي (٢١٢) ، ومسلم ٣ / ١١ (٨٦٧) ، والنسائي في المجتبى ٣ / ١٨٨ ، وفي الكبرى (١٧٨٦) و (٥٨٩٢) ، وابن ماجة (٤٥) ، وابن خزيمة (١٧٨٥) وغيرهم.

(٣) ترجمه المنذري في التكملة ، الورقة ١١ (من القسم غير المنشور) ، والذهبي في تاريخ الإسلام ١٢ / ٧٥٣ ، والمختصر المحتاج ٣ / ١٥٤.

٥٩٨

محمد المقرئ.

من ساكني باب المراتب. قرأ القرآن الكريم بالقراءات على البارع أبي عبد الله الحسين بن محمد ابن الدباس ، وعلى أبي بكر محمد بن الحسين المزرفي ، وسمع منهما ، ومن أبي القاسم هبة الله بن محمد بن الحصين ، والقاضي أبي بكر محمد بن عبد الباقي الأنصاري وغيرهم ، وأقرأ بالقراءات وحدث ، وكان أميّا لا يكتب.

قرأت عليه بعض القرآن المجيد بالقراءات العشر التي رواها البارع ابن الدباس ولم أتممه ، وقد أجاز لي.

توفي يوم السبت ثامن عشر رجب سنة اثنتين وثمانين وخمس مئة.

٢٥٣٤ ـ عوض (١) بن عبد الرحمن بن عليّ بن أبي غالب ، أبو محمد البزّاز.

سمع أبا البركات يحيى بن عبد الرّحمن بن حبيش الفارقي ، وروى لنا عنه.

قرأت على أبي محمد عوض بن عبد الرّحمن بن عليّ ، قلت له : أخبركم أبو البركات يحيى بن عبد الرّحمن بن حبيش قراءة عليه وأنت تسمع ، فأقرّ به ، قال : أخبرنا أبو القاسم عبد العزيز بن عليّ بن أحمد الأنماطي ، قال : أخبرنا أبو طاهر محمد بن عبد الرحمن المخلّص ، قال : حدثنا أبو القاسم عبد الله بن محمد البغوي ، قال : حدثنا سويد بن سعيد ، قال : حدثنا فضيل ، عن الأعمش ، عن خيثمة ، عن عديّ بن حاتم ، قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «اتّقوا النّار ولو بشقّ تمرة» (٢).

__________________

(١) ترجمه المنذري في التكملة ١ / الترجمة ٥٧٣ ، والذهبي في تاريخ الإسلام ١٢ / ١١١٨ ، والمختصر المحتاج ٣ / ١٥٤.

(٢) حديث صحيح ، وهذا إسناد حسن ، وقد تقدم تخريجه في الترجمة ٦٠٣ ، وتكرر في

٥٩٩

توفي عوض بن عبد الرّحمن يوم الأربعاء سابع محرم سنة سبع وتسعين وخمس مئة.

٢٥٣٥ ـ عوض (١) بن سلامة الغرّاد (٢).

من ساكني قطيعة باب الأزج (٣).

شيخ خيّر له رباط بالقطيعة يسكنه الفقراء. لم يكن الحديث من شغله وإن كان سمع شيئا فيسيرا.

توفي يوم الثّلاثاء سابع عشري ذي الحجة سنة ست وتسعين وخمس مئة.

* * *

__________________

الترجمة ٩٩٥ و ١٢٣٩ و ١٦٤٥.

(١) ترجمه المنذري في التكملة ١ / الترجمة ٥٥٩ ، وابن الساعي في الجامع المختصر ٩ / ٤٤ ، والذهبي في تاريخ الإسلام ١٢ / ١٠٨٤.

(٢) قيده المنذري فقال : بفتح الغين المعجمة وفتح الراء المهملة وبعد الألف دال مهملة.

(٣) هي المعروفة بقطيعة العجم.

٦٠٠