ذيل تأريخ مدينة السلام - ج ٤

أبي عبد الله محمّد بن سعيد بن الدبيثي

ذيل تأريخ مدينة السلام - ج ٤

المؤلف:

أبي عبد الله محمّد بن سعيد بن الدبيثي


المحقق: الدكتور بشار عوّاد معروف
الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: دار الغرب الإسلامي ـ بيروت
الطبعة: ١
الصفحات: ٦٤٦

الكشّي ، قال : حدثنا يزيد بن هارون وحبّان بن هلال ، قالا : حدثنا عامر بن صالح ، عن أيوب بن موسى (١) ، عن أبيه ، عن جدّه ، قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «ما نحل والد ولده أفضل من أدب حسن» (٢).

توفّي عليّ بن منصور هذا ليلة الاثنين ثالث ذي الحجة سنة ثمان وست مئة ، ودفن يوم الاثنين بالمقبرة المعروفة بالوردية.

٢٤٤٥ ـ عليّ (٣) بن منصور بن عبيد الله بن علي الخطيبي ، أبو الحسن الأصبهانيّ الأصل البغداديّ المولد والدار اللّغويّ.

شيخ فاضل ، له معرفة تامة بالأدب. قرأ على أبي الحسن عليّ بن عبد الرّحيم السّلمي المعروف بابن العصّار ، وعلى أبي البركات عبد الرحمن بن محمد الأنباري النّحوي ، وبرع في ذلك حتى صار يشار إليه في معرفة اللّغة

__________________

(١) هو أيوب بن موسى بن عمرو بن سعيد بن العاص.

(٢) إسناده ضعيف ، لضعف عامر بن صالح وهو ابن رستم ، ولإرساله أو انقطاعه ، فقد ذكره المزي في مسند سعيد بن العاص ، فإن كان هو المقصود بلفظة «جده» كما فهم المزي ، فهو منقطع ، وإن كان أراد بجده «عمرو بن سعيد بن العاص» فهذا ليس له صحبة ، والقدماء يستعملون المرسل بالمعنيين.

أخرجه أحمد ٤ / ٧٧ و ٧٨ ، والبخاري في تاريخه الكبير ١ / ٤٢٢ وقال : مرسل ، والترمذي (١٩٥٢) ، وقال : غريب ، لا نعرفه إلا من حديث عامر ... وهذا عندي مرسل ، والعقيلي في الضعفاء ٣ / ٣٠٨ ، وابن عدي في الكامل ٥ / ١٧٤٠ ، والحاكم ٤ / ٢٦٣ ، والبيهقي في الشعب (١٦٧٣) ، وفي السنن الكبرى ٢ / ١٨ ، وقال الحاكم : هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه!! فقال الذهبي : بل مرسل ضعيف في إسناده عامر بن صالح الخزاز واه.

(٣) ترجمه ياقوت في معجم الأدباء ٤ / ١٩٧٣ ، وابن النجار في التاريخ المجدد ، الورقة ٤٧ (باريس) ، والقفطي في إنباه الرواة ٢ / ٣٢١ ، وابن الشعار في قلائد الجمان ٤ / الورقة ٤٩٥ ، والذهبي في تاريخ الإسلام ١٣ / ٧١٤ ، والصفدي في الوافي ٢٢ / ٢٣٥ ، والإسنوي في طبقات الشافعية ٢ / ٣٦٩ ، والسيوطي في البغية ٢ / ٢٠٧.

٥٤١

العربية ونقلها حفظا وعلما ، مع حفظ للقرآن المجيد ، ومعرفة بالفقه على مذهب الشّافعي. وأقام بالمدرسة النّظامية سنين.

وسمع الحديث من عمّه أبي حنيفة محمد بن عبيد الله الخطيب الأصبهاني ببغداد لما قدمها ، ومن أبي عبد الله الحسين بن عبد الرحمن بن محبوب الغزّي ، وأبي المحاسن محمد بن عبد الملك الهمذاني وغيرهم ، إلا أنه كان يمتنع من الرّواية والتّعليم.

سألته عن مولده فقال : في سنة سبع وأربعين وخمس مئة ، أظنّه في شوال (١).

٢٤٤٦ ـ عليّ (٢) بن مسعود بن عليّ بن طليب ، أبو الحسن بن أبي السّعادات.

من أهل الحربية.

من شيوخ القاضي عمر القرشي ، ذكره في «معجمه» (٣).

٢٤٤٧ ـ عليّ (٤) بن مسعود بن أحمد ابن المقرئ ، أبو القاسم بن أبي البركات الحاجب.

أحد الحجّاب بالدّيوان العزيز ، أسماه الله وأجلّه ، من شيوخهم. سمع من أبي المعالي عبد الملك بن عليّ الطّبري المعروف بابن الهرّاسي ، وروى لنا عنه.

__________________

(١) أما ابن النجار فقال : «سألت علي بن منصور اللغوي عن مولده فقال : في صفر سنة سبع أو تسع وأربعين وخمس مئة ببغداد ، الشك منه. وتوفي ليلة الاثنين السابع والعشرين من ذي القعدة سنة اثنتين وعشرين وست مئة ، ودفن من الغد بالوردية.

(٢) ترجمه ابن النجار في التاريخ المجدد ، الورقة ٣٩.

(٣) قال ابن النجار : «توفي في يوم الخميس لسبع خلون من المحرم سنة ست وسبعين وخمس مئة».

(٤) ترجمه ابن النجار في التاريخ المجدد ، الورقة ٣٩ (باريس) ، والمنذري في التكملة ٣ / الترجمة ١٧٤٨ ، والذهبي في تاريخ الإسلام ١٣ / ٥١٢.

٥٤٢

قرأت على أبي القاسم عليّ بن مسعود ابن المقرئ ، قلت له : أخبركم أبو المعالي عبد الملك بن عليّ بن محمد الطّبري قراءة عليه وأنت تسمع ، فأقرّ به ، قال : أخبرنا أبو القاسم عليّ بن أحمد بن محمد بن بيان.

وأخبرناه عاليا أبو الفرج عبد المنعم بن عبد الوهّاب بن سعد التّاجر ، بقراءتي عليه ، قلت له : أخبركم أبو القاسم عليّ بن أحمد بن بيان قراءة عليه وأنت تسمع في ربيع الآخر سنة ست وخمس مئة ، فأقرّ به ، قال : أخبرنا أبو الحسن محمد بن محمد بن مخلد البزّاز قراءة عليه ، قال : أخبرنا أبو عليّ إسماعيل بن محمد بن إسماعيل الصّفّار ، قال : أخبرنا أبو عليّ الحسن بن عرفة قال : أخبرنا أبو النّضر هاشم بن القاسم ، عن سليمان بن المغيرة ، عن ثابت البناني ، عن أنس بن مالك قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «آتي يوم القيامة باب الجنّة ، فأستفتح ، فيقول الخازن : من أنت؟ فأقول : محمّد ، فيقول : بك أمرت أن لا أفتح لأحد قبلك» (١).

توفي عليّ ابن المقرئ يوم الاثنين ثاني جمادى الآخرة سنة سبع عشرة وست مئة ، ودفن في اليوم المذكور بباب أبرز.

٢٤٤٨ ـ عليّ بن موهوب بن عليّ ابن الخطيب ، أبو الحسن المخزوميّ الواسطيّ.

هكذا قرأت اسمه ونسبه بخطّه. ذكر أنّه سمع ببغداد من أبي العز أحمد بن عبيد الله بن كادش ، وقرأ الأدب على أبي منصور موهوب بن أحمد ابن الجواليقي ، وسمع بالمدائن من أبي القاسم ابن العجيمي قاضيها ، وبأصبهان من أبي سعيد صالح بن جهر ، وبشيراز من أبي سعيد المبارك بن أحمد بن حمدوية ، ذكره القاضي يحيى بن القاسم التّكريتي في شيوخه.

__________________

(١) حديث صحيح تقدم تخريجه في الترجمة ٢٣ ، وتكرر في التراجم ٣٥٨ و ٥٨٦ و ١٣٤١ و ١٦٥٨ و ٢١٠٩.

٥٤٣

٢٤٤٩ ـ عليّ (١) بن موهوب بن جامع بن عبدون ابن البنّاء ، أبو الحسن.

عمّ شيخنا محمد بن عبد الله بن موهوب ابن البنّاء الصّوفي. سمع أبا البركات يحيى بن عبد الرحمن بن حبيش الفارقي وغيره ، وروى عنه. سمع منه أبو الفتح عبد الوهّاب بن بزغش العيبي المقرئ في سنة أربع وسبعين وخمس مئة.

٢٤٥٠ ـ عليّ (٢) بن المعمّر بن محمد بن المعمّر ، أبو الحسن النّقيب الطاهر ابن النّقيب الطاهر أبي الغنائم العلويّ الحسينيّ ، والد أبي عبد الله أحمد الذي تقدّم ذكره (٣).

تولى عليّ هذا النقابة والإمارة على الطالبيّين بعد أخيه أبي أحمد حيدرة في سنة اثنتين وخمس مئة ولم يزل على ذلك. ولما خرج الإمام المسترشد بالله في سنة تسع وعشرين وخمس مئة ، للقاء مسعود بن محمد السّلجوقي ، كان في خدمته مع كافة أرباب دولته ، وأسر ، أعني عليّا هذا ، وحبس بقلعة من قلاع بلاد العجم ، وبقي بها شهورا ، ومرض فخلّي سبيله ، فنزل عنها وتوجّه إلى بغداد ، فتوفي في أوائل صفر سنة ثلاثين وخمس مئة. وكان مولده في سنة سبعين وأربع مئة.

وقد سمع من أبي الحسين المبارك بن عبد الجبار ابن الطّيوري ، ومن أبي عليّ محمد بن سعيد بن نبهان الكاتب. قال ذلك القاضي عمر القرشي.

وقال أبو الفضل أحمد بن صالح بن شافع في «تاريخه» : حبس النّقيب الطاهر أبو الحسن بن المعمّر بقلعة يقال لها : ماسرجهان ، وأطلق يوم الجمعة

__________________

(١) ترجمه ابن النجار في التاريخ المجدد ، الورقة ٥٤ (باريس).

(٢) ترجمه ابن النجار في التاريخ المجدد ، الورقة ٤٤ (باريس).

(٣) الترجمة ٧٧٦.

٥٤٤

تاسع عشري محرم سنة ثلاثين وخمس مئة وكان مريضا فتوفّي عشية هذا اليوم.

٢٤٥١ ـ عليّ (١) بن المعمّر بن أبي القاسم ، أبو (الحسن) (٢) المقرئ.

من أهل واسط.

قرأ القرآن الكريم بالقراءات بواسط على القاضي أبي الفضل هبة الله بن عليّ بن قسّام ، وعلى أبي بكر عبد الله بن منصور ابن الباقلّاني ، والنّحو على أبي الحسن بن أحمد الحويزي. وسمع بها الحديث من أبي القاسم علي بن محمد بن ماكن النّحوي ، وأبي طالب محمد بن عليّ ابن الكتّاني ، وأبي جعفر إقبال بن المبارك ابن العكبري وغيرهم.

وقدم بغداد ، وقرأ بها الأدب على أبي الحسن عليّ بن عبد الرّحيم ابن العصّار ، وأبي البركات عبد الرحمن بن محمد الأنباري. وسمع بها من الكاتبة فخر النّساء شهدة بنت أحمد بن الفرج الإبري وغيرها ، وعاد إلى بلده ، ثم قدمها قبل وفاته وسكنها إلى أن توفي بها. وقد حدّث بها عن أبي طالب ابن الكتّاني وغيره. وكان فيه فضل وصلاح.

كتبت عنه أناشيد ببغداد.

أنشدني أبو الحسن عليّ بن المعمّر الواسطي ببغداد لنفسه (٣) :

يا نهر عيسى إلى عيسى نسبت وما

نسبت إلّا بتحقيق وإيضاح

وإنه بك إحياء القلوب كما

عيسى المسيح به إحياء أرواح

ذكر لنا عليّ بن المعمّر ما يدلّ أنّ مولده في سنة ثمان وأربعين وخمس مئة.

وتوفي ببغداد يوم السبت ثاني شهر رمضان سنة تسع وست مئة ، ودفن في

__________________

(١) ترجمه ابن النجار في التاريخ المجدد ، الورقة ٤٣ (باريس).

(٢) سقطت من النسخة ، فاستدركتها من تاريخ ابن النجار.

(٣) رواها ابن النجار عن ابن الدبيثي إنشادا.

٥٤٥

هذا اليوم بالجانب الغربي بمقبرة معروف الكرخي.

٢٤٥٢ ـ عليّ (١) بن المختار بن عليّ ، أبو الحسن الهرثاني الواسطيّ.

منسوب إلى قرية من سواد واسط تعرف بالهرث ، خطيب قرية تسمّى جورجس ، قريبة من الهرث.

قدم بغداد وقرأ بها القرآن العزيز على الشيخ أبي منصور محمد بن أحمد الخيّاط ، وقرأ شيئا من علم الكلام على أبي عبد الله القيرواني. روى عنه أبو الفضل محمد بن ناصر الحافظ مناما رآه ببغداد ، وحدّث به عنه وأثنى عليه. وقد سمع ذلك المنام منه أيضا سعد الله بن نجا بن الوادي ، وأبو محمد المبارك بن عليّ ابن الطّبّاخ وغيرهما.

٢٤٥٣ ـ عليّ (٢) بن المختار بن الأشرف ابن فخر الملك أبي غالب محمد بن عليّ بن خلف الوزير ، أبو الحسن.

سمع أبا الحسن عليّ بن محمد ابن العلّاف وروى عنه. سمع منه أبو بكر المبارك بن كامل بن أبي غالب الخفّاف وأخرج عنه حديثا في «معجم شيوخه» الذين كتب عنهم.

٢٤٥٤ ـ علي (٣) بن مكي ، أبو الحسن الحلاوي.

روى عن أبي محمد عبد الله بن محمد الخطيب الصّريفيني. سمع منه أيضا أبو بكر بن كامل ، وروى عنه حديثا في «معجمه».

٢٤٥٥ ـ عليّ (٤) بن مكيّ بن محمد بن هبيرة ، أبو الحسن بن أبي جعفر.

__________________

(١) ترجمه ابن النجار في التاريخ المجدد ، الورقة ٣٧ (باريس).

(٢) ترجمه ابن النجار في التاريخ المجدد ، الورقة ٣٧ (باريس) أيضا.

(٣) ترجمه ابن النجار في التاريخ المجدد ، الورقة ٤٦ (باريس).

(٤) ترجمه ابن النجار في التاريخ المجدد ، الورقة ٤٦ (باريس).

٥٤٦

هو ابن أخي الوزير أبي المظفر يحيى بن محمد بن هبيرة ، يلقّب غرس الدولة. كان فيه فضل ، وله معرفة بالأدب وترسّل حسن. أنشأ رسالة في ذكر الصّيد وصفة آلاته قرئت عليه بمجلس عمّه الوزير ، فسمعها عليه جماعة منهم : عبد الرحمن بن عمر الواعظ وغيره.

وخدم عليّ هذا بعد وفاة عمّه بالدّيوان العزيز ، وتولّى ديوان الزّمام المعمور في شهر رمضان سنة أربع وثمانين وخمس مئة ، وعزل عنه في سادس عشري صفر سنة خمس وثمانين وخمس مئة.

وتوفي في سنة ثمان وثمانين وخمس مئة.

٢٤٥٦ ـ عليّ بن المحسّن ابن السّلماسي ، أبو الحسن البزّاز.

سمع أبا طالب محمد بن محمد بن غيلان وروى عنه. سمع منه أبو البركات المبارك بن هبة الله ابن السّقطي ، وأخرج عنه حديثا في «معجم شيوخه» فيما قال القاضي أبو المحاسن القرشي.

٢٤٥٧ ـ عليّ (١) بن معلّى بن أحمد ، أبو الحسن النّسّاج.

ذكر أبو بكر محمد بن المبارك بن مشّق أنه سمع أبا القاسم هبة الله بن أحمد الحريري ، وأنّه توفي ليلة الخميس تاسع عشري جمادى الأولى سنة خمس وسبعين وخمس مئة. أظنه سمع منه ، والله أعلم.

٢٤٥٨ ـ عليّ (٢) بن المرتضى بن عليّ بن محمد ابن الدّاعي بن زيد بن حمزة بن عليّ بن عبيد الله بن الحسن بن عليّ بن محمد بن الحسن بن جعفر

__________________

(١) ترجمه ابن النجار في التاريخ المجدد ، الورقة ٤٣ (باريس) ، ودكر أنه أهل باب البصرة.

(٢) ترجمه العماد الأصبهاني في القسم العراقي من الخريدة ١ / ١٩٥ ، وابن الأثير في الكامل ١٢ / ٩٤ ، وابن النجار في التاريخ المجدد ، الورقة ٣٨ ، والمنذري في التكملة ١ / الترجمة ١٦٩ ، وابن الفوطي في الملقبين بعز الدين من تلخيص مجمع الآداب ٤ / الترجمة ٢٤٥ ، والذهبي في تاريخ الإسلام ١٢ / ٨٥٧ ، والمختصر المحتاج ٣ / ١٤٤ ، والصفدي في الوافي ٢٢ / ١٩٠ ، والتميمي في الطبقات السنية ٢ / الورقة ٨٦٧.

٥٤٧

ابن الحسن بن الحسن بن أبي طالب ، أبو الحسن بن أبي الحسين العلوي الحسنيّ.

أصبهانيّ الأصل بغداديّ المولد والدّار ، يعرف بالأمير السّيّد. كانت له معرفة بالفقه على مذهب أبي حنيفة. درّس بجامع السّلطان مدة. وكان من أعيان النّاس وأماثلهم. سمع شيئا من الحديث من أبي سعد أحمد بن محمد ابن البغدادي وغيره. سمع منه القاضي عمر القرشي ، وروى عنه في «معجمه».

أنبأنا أبو المحاسن عمر بن عليّ الدّمشقي ، قال : أخبرنا أبو الحسن عليّ بن المرتضى العلوي ، قال : أخبرنا أبو سعد أحمد بن محمد بن أحمد بن الحسن بن عليّ بن أحمد بن سليمان الأصبهاني ، قال : أخبرنا أبي ، قال : أخبرنا أبي ، قال : أخبرنا أبي ، قال : أخبرنا أبي ، قال : حدثنا أبو حاتم الرّازي ، قال : حدثنا معاذ بن أسد ، قال : حدثنا الفضل بن موسى ، قال : حدثنا محمد بن عمرو ، عن أبي سلمة ، عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «أكثروا ذكر هاذم اللّذات .. الموت» (١).

سألت الأمير السّيّد أبا الحسن العلوي عن مولده فقال : في ليلة الثّلاثاء ثاني عشر ربيع الآخر سنة إحدى وعشرين وخمس مئة ببغداد.

قلت : وتوفي ليلة الجمعة ثاني عشر رجب سنة ثمان وثمانين وخمس مئة ، ودفن يوم الجمعة بمقابر قريش.

٢٤٥٩ ـ عليّ (٢) بن مصدّق بن شبيب بن الحسين ، أبو الحسن بن أبي الخير.

ولد بواسط ، وقدم بغداد مع أبيه ، فنشأ بها ، وحفظ القرآن المجيد ، وتفقه على مذهب الشافعي ، ونظر في شيء من العربية ، وسمع الحديث من جماعة ،

__________________

(١) حديث حسن تقدم تخريجه في الترجمة ٢١٩٩.

(٢) ترجمه المنذري في التكملة ١ / الترجمة ٦٥٣.

٥٤٨

منهم : أبو الفرج بن كليب وغيره ، وكان ساكنا.

توفي في ليلة السّبت خامس عشري صفر سنة ثمان وتسعين وخمس مئة ، ودفن يوم السّبت في الجانب الشرقي بالمقبرة المعروفة بالعطّافية.

٢٤٦٠ ـ عليّ (١) بن مكارم بن عبد العزيز الصّوفي ، أبو الحسن.

شيخ صالح حافظ لكتاب الله تعالى. أقام برباط فخر الدولة أبي المظفّر بن المطّلب المجاور لمدرسته المعروفة بدار الذّهب عند عقد المصطنع سنين ، متقدما على من به من الصّوفية ، ويحج في كلّ سنة عن الإمام المستضيء بأمر الله إلى أن رتّب إماما بالحرم الشّريف في مقام إبراهيم عليه‌السلام في سنة ثلاث عشرة وست مئة ، وأقام بمكة شرّفها الله ، ورأيته بها على أحسن طريقة.

وقد حدّث ببغداد بالإجازة الشّريفة له من سيّدنا ومولانا الإمام المفترض الطاعة على كافة الأنام ، النّاصر لدين الله أبي العباس أحمد أمير المؤمنين خلّد الله ملكه وأدام أيامه (٢).

٢٤٦١ ـ عليّ (٣) بن المقرّب بن منصور بن مقرّب بن الحسن بن عزيز (٤) الرّبعيّ ، أبو عبد الله.

__________________

(١) ترجمه ابن النجار في التاريخ المجدد ، الورقة ٤٦ (باريس) ، وقال : كان صديقنا.

(٢) لم يذكر المؤلف وفاته لتأخرها عن النشرة الأخيرة لكتابه ، وذكرها محب الدين ابن النجار فقال : «بلغنا أنه توفي بمكة في السادس من صفر سنة ثلاث وعشرين وست مئة».

(٣) هو المعروف بالعيوني الشاعر المشهور ، ترجمه ياقوت في «العيون» من معجم البلدان ٤ / ١٨١ وذكر أنه لقيه بالموصل في سنة ٦١٧ حين قدم إليها لمدح بدر الدين لؤلؤ وغيره من الأعيان ، وابن النجار في التاريخ المجدد ، الورقة ٤٤ ، وابن الشعار في قلائد الجمان ٥ / الورقة ٢٥٤ ، والمنذري في التكملة ٣ / الترجمة ٢٤٣٤ ، والذهبي في تاريخ الإسلام ١٣ / ٨٩٧ ، والمشبه ٣٨٨ ، والصفدي في الوافي ٢٢ / ٢٢٢ ، وابن ناصر الدين في توضيح المشتبه ٦ / ٤٣٨. وهو صاحب «الديوان» المشهور الذي طبع بالهند سنة ١٣١٠ ه‍ ثم أعاد طبعه محققا صديقنا الدكتور عبد الفتاح الحلو يرحمه‌الله.

(٤) قال المنذري : بفتح العين المهملة وكسر الزاي وبعدها ياء آخر الحروف ساكنة.

٥٤٩

من أهل البحرين. شاعر قدم بغداد في سنة ثلاث عشرة وست مئة وكتب النّاس عنه شيئا من شعره. علّقت عنه ، أنشدني أبو عبد الله عليّ بن المقرّب البحراني لنفسه من قصيدة :

وقائلة والعيس تحدج للنّوى

ودمع الجوا في الخدّ قد جال جائله

عليك بصبر واحتساب فإنّما

يفوت الثّنا من راح والصبر خاذله

ولا ترم بالأهوال نفسا عزيزة

فذا الدّهر قد أودى وقامت زلازله

فكم كربة في غربة ومنيّة

بأمنية والرّزق ذو العرش كافله

فقلت لها والعين سكرى بزفرة

أردّدها والصّدر جمّ بلابله

أبالموت مثلي ترهبين وبالنّوى

وعاجله عندي سواء وآجله

وللموت أحلى من حياة ببلدة

يرى الحرّ فيها الغبن من لا يشاكله

٢٤٦٢ ـ عليّ (١) بن نصر بن منصور بن الحسين ابن العطّار ، أبو الحسن الحرّانيّ الأصل البغداديّ المولد والدار ، التّاجر.

أخو عثمان الذي سبق ذكره (٢). سمع مع أخيه الأسنّ أبي بكر منصور من جماعة ، منهم : أبو الفضل محمد بن ناصر البغدادي ، وأبو الوقت عبد الأوّل بن عيسى الهروي ، ومن غيرهما ، وحدّث بشيء يسير.

وسافر قبل وفاته بقليل إلى الشام ومصر ، وروى هناك شيئا على ما قيل ، وعاد مريضا فتوفي ببغداد في ليلة الخميس ثالث عشر محرم سنة أربع وست مئة ، ودفن يوم الخميس بمقبرة باب حرب عند أبيه وإخوته.

٢٤٦٣ ـ عليّ (٣) بن نصر بن هارون المقرئ ، أبو الحسن.

__________________

(١) ترجمه ابن النجار في التاريخ المجدد ، الورقة ٥٨ (باريس) ، والمنذري في التكملة ٢ / الترجمة ٩٩٧ ، والذهبي في تاريخ الإسلام ١٣ / ١٠٠.

(٢) الترجمة ٢٢١٨.

(٣) ترجمه ابن الأثير في الكامل ١٢ / ٣٥٣ ، وابن النجار في التاريخ المجدد ، الورقة ٥٨

٥٥٠

من أهل الحلة المزيدية.

قدم بغداد في صباه واستوطنها ، وصحب صدقة بن وزير الواسطي ، وحفظ القرآن الكريم ، وقرأ شيئا من الأدب على أبي محمد ابن الخشّاب ، ثم على أبي البركات عبد الرّحمن بن محمد الأنباري ، وعلى أبي الحسن علي ابن العصّار اللّغوي.

وتكلّم في الوعظ ، وسمع الحديث من جماعة ، منهم : أبو المظفّر محمد ابن أحمد ابن التّريكي العبّاسي ، وأبو الفتح محمد بن عبد الباقي بن سلمان ، وأبو القاسم محمود بن عبد الكريم المعروف بفورّجة الأصبهاني وغيرهم. كتبنا عنه.

قرأت على أبي الحسن عليّ بن نصر بن هارون من أصل سماعه ، قلت له : أخبركم أبو المظفّر محمد بن أحمد بن عليّ بن عبد العزيز الهاشمي قراءة عليه وأنت تسمع ، فأقرّ به ، قال : أخبرنا أبو نصر محمد بن محمد بن عليّ الزّينبي ، قال : أخبرنا أبو بكر محمد بن عمر بن عليّ الورّاق ، قال : حدثنا أبو بكر عبد الله ابن سليمان بن الأشعث ، قال : حدثنا إسحاق بن الأخيل ، قال : حدثنا أبو سعد الأنصاري ، قال : حدثنا مسعر ، عن قتادة ، عن أنس ، قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «إنّ لكلّ نبيّ دعوة يدعو بها لأمّته ، وإني اختبأت دعوتي شفاعة لأمّتي يوم القيامة» (١).

أنشدني أبو الحسن عليّ بن نصر بن هارون من لفظه وكتابه ، قال : أنشدنا أبو عبد الله محمد بن عبد الملك الفارقي ، قال : أنشدنا أبو الفضل يحيى بن سلامة الحصكفي لنفسه في الغزل :

__________________

(باريس) ، والمنذري في التكملة ٢ / الترجمة ١٦٢٩ ، وأبو الفدا في المختصر ٣ / ١٢٧ ، والذهبي في تاريخ الإسلام ١٣ / ٤٤٣ ، والمختصر المحتاج ٣ / ١٤٤ ، والعيني في عقد الجمان ١٧ / الورقة ٣٩٠.

(١) حديث صحيح تقدم تخريجه في الترجمة ٥٠٨ ، وتكرر في الترجمة ٢٢٠٦.

٥٥١

أشكو إلى الله من نارين واحدة

في وجنتيه وأخرى منه في كبدي

ومن سقامين : سقم قد أحلّ دمي

من الجفون ، وسقم حلّ في جسدي

ومن نمومين : دمع حين أذكره

يذيع سرّي ، وواش فيه بالرّصد

ومن ضعيفين : صبري حين يهجرني

وودّه ويراه الناس طوع يدي

مهفهف رقّ حتى قلت من عجب

أخصره خنصري أم جلده جلدي

سألت عليّ بن نصر عن مولده ، فذكر ما يدل أنّه في سنة ثلاث وثلاثين وخمس مئة تقريبا ، وتوفي ببغداد في ليلة الاثنين حادي عشر شوّال سنة خمس عشرة وست مئة ، وحمل إلى الكوفة فدفن بها.

٢٤٦٤ ـ عليّ (١) بن النّفيس بن بورنداز بن الحسام ، أبو الحسن.

أحد الحجّاب بالدّيوان العزيز مجّده الله ، من ساكني المأمونية يؤمّ بها في مسجد يعرف بمصلّى مكي الغرّاد المحدث.

سمع أبا الوقت السّجزي ، وأبا نصر فورّجة ، وأبا المعالي عمر بن عليّ الصّيرفي ، وأبا الفتح ابن البطّي وجماعة أمثالهم وروى عنهم ، سمعنا منه.

قرأت على أبي الحسن عليّ بن النّفيس بن بورنداز ، قلت له : أخبركم أبو القاسم محمود بن عبد الكريم بن علي التّاجر قراءة عليه وأنت تسمع ، فأقرّ به ، قال : أخبرنا أبو بكر محمد بن أحمد بن ماجة ، قال : أخبرنا أبو جعفر محمد بن المرزبان الأبهري ، قال : أخبرنا أبو جعفر محمد بن إبراهيم الجزوري ، قال : حدثنا محمد بن سليمان لوين ، قال : حدثنا عبيد الله بن عمرو وغيره ، عن عبد الكريم الجزري ، عن زياد بن الجرّاح ، عن عبد الله بن معقل ، قال : دخلت مع أبي على عبد الله ، يعني ابن مسعود ، فقال أبي لعبد الله : أسمعت رسول الله

__________________

(١) ترجمه ابن النجار في التاريخ المجدد ، الورقة ٥٩ ، والمنذري في التكملة ٣ / الترجمة ٢١٣٠ ، والذهبي في تاريخ الإسلام ١٣ / ٧٤٥ ، والمختصر المحتاج ٣ / ١٤٥ ، وسير أعلام النبلاء ٢٢ / ٢٩٧ ، والعبر ٥ / ٩٤ ، وابن العماد في الشذرات ٥ / ١٠٩.

٥٥٢

صلى‌الله‌عليه‌وسلم يقول : «النّدم توبة»؟ قال : نعم.

سألت عليّ بن بورنداز عن مولده فقال : في سنة ثمان وثلاثين وخمس مئة (١).

٢٤٦٥ ـ عليّ (٢) بن نجاح بن سعود بن عبد الله اليوسفيّ ، أبو الحسن.

كان جدّه مولى لبني يوسف ، وعليّ هذا أخو محمد الذي تقدّم ذكره (٣).

سمع أبا العزّ أحمد بن عبيد الله بن كادش ، وروى عنه.

توفي ليلة الجمعة ثالث عشري ربيع الآخر سنة سبع وسبعين وخمس مئة.

٢٤٦٦ ـ عليّ (٤) بن نابت (٥) بن طالب ، أبو الحسن ، يعرف بابن الطّالبانيّ (٦).

من أهل باب الأزج. تفقه على مذهب أبي عبد الله أحمد بن حنبل ، وسمع من أبي محمد صالح بن المبارك ابن الرّخلة (٧) ، والكاتبة شهدة بنت أحمد الإبري. وسافر إلى الموصل وسمع بها من أبي الفضل عبد الله بن أحمد الطّوسي وتديّر برأس عين ، وروى هناك وبالشّام ، وما أعلم أنه حدّث ببغداد بشيء ؛ لأنّه

__________________

(١) وتوفي في ليلة السابع والعشرين من ذي القعدة سنة ٦٢٣ ، ودفن بمقبرة الإمام أحمد بباب حرب ، كما ذكر المنذري.

(٢) ترجمه ابن النجار في التاريخ المجدد ، الورقة ٥٦ (باريس).

(٣) الترجمة ٥٨٥.

(٤) ترجمه ابن نقطة في إكمال الإكمال ١ / ٥٢٥ ، وابن المستوفي في تاريخ إربل ١ / ٢٤٢ ، وابن النجار في التاريخ المجدد ، الورقة ٥٥ (باريس) ، والمنذري في التكملة ٣ / الترجمة ١٨٣٣ ، والذهبي في تاريخ الإسلام ١٣ / ٥٥١ ، والمختصر المحتاج ٣ / ١٤٥ ، والمشتبه ١٠٩ ، وابن رجب في الذيل على طبقات الحنابلة ٢ / ١٢٥ ، وابن ناصر الدين في توضيح المشتبه ٢ / ١٠ ، وابن حجر في تبصير المنتبه ١ / ٢١٦.

(٥) بالنون.

(٦) قيده المنذري بفتح الطاء المهملة واللام.

(٧) قيده الذهبي في المشتبه وضبطه كما ضبطناه بكسر الراء وسكون الخاء المعجمة (ص ٣١١).

٥٥٣

خرج منها وهو شاب ، والله أعلم (١).

٢٤٦٧ ـ علي (٢) بن هبة الله بن محمد بن عليّ بن المطّلب ، أبو المكارم الملقّب عزّ الدولة ابن الوزير أبي المعالي بن أبي سعد.

من بيت أهل تقدّم ورئاسة وخدمة للدّيوان العزيز ، وقد تقدّم ذكر أخيه فخر الدّولة أبي المظفّر الحسن (٣).

وعليّ تولّى أستاذية دار الخلافة المعظّمة في أيام الإمام المسترشد بالله ، وذلك في رجب سنة تسع عشرة وخمس مئة فيما قال أبو الحسن ابن الزّاغوني في «تاريخه» ، قال : وفي ذي القعدة من السنة المذكورة استنيب بالدّيوان العزيز لإصلاح السّواد والعمارات.

قلت : وقد سمع من أبي المعالي ثابت بن بندار البقّال ، وما أعلم أنّه روى شيئا. قال القاضي أبو العباس أحمد بن بختيار ابن المندائي في «تاريخه» : توفي أبو المكارم بن المطّلب يوم الجمعة سابع رجب سنة ثلاث وعشرين وخمس مئة.

٢٤٦٨ ـ عليّ (٤) بن هبة الله بن الحسين ابن المأمون ، أبو الحسن الهاشميّ ، ويعرف بابن الزّوال.

والد شيخنا أبي العباس أحمد الذي تقدّم ذكرنا له (٥).

كان يتولى ديوان الزّمام المعمور في خدمة الإمام المسترشد بالله ، وعزل عنه قبل وفاته.

__________________

(١) وتوفي في شعبان سنة ٦١٨ برأس العين ، ذكر ذلك المنذري وغيره.

(٢) ترجمه ابن الجوزي في المنتظم ١٠ / ١٤ ، وابن النجار في التاريخ المجدد ، الورقة ٦٦ ، وابن الفوطي في الملقبين بعز الدولة من تلخيص مجمع الآداب ٤ / الترجمة ٣٤٨ نقلا من تاريخ يمين الدين قثم بن طلحة الزينبي.

(٣) الترجمة ١٢٥٤.

(٤) ترجمه ابن النجار في التاريخ المجدد ، الورقة ٦١ (باريس).

(٥) الترجمة ٧٨٦.

٥٥٤

قال الشيخ أبو الفرج ابن الجوزي في «تاريخه» (١) : وصرف أبو الحسن ابن الزّوال عن ديوان الزّمام في يوم الثلاثاء تاسع جمادى الأولى سنة خمس عشرة وخمس مئة.

قلت : وعاش بعد عزله سنين.

٢٤٦٩ ـ علي (٢) بن هبة الله بن مسعود ، أبو الحسن بن أبي طاهر البزّاز ، يعرف بالمغفّل.

من أهل باب البصرة.

سمع الكثير بنفسه ، وكتب بخطّه ـ مع رداءته ـ كثيرا.

وكان فيه تغفّل وعدم معرفة ، وله حكايات في ذلك كثيرة ، منها : ما حكاه بعضهم ، قال : لقيته وهو يمشي بالسّوق ويداه مبسوطتان كأنّه يريد معانقة شيء ، فقلت : ما شأنك هكذا؟ فقال : إنّ أمّي طلبت مني إجّانة وقالت لي تكون قدر هذا ، وأنا أمضي أشتري لها ما طلبت بهذا القدر! فعجبت من قوله وتركته وانصرفت.

وقال آخر : لقيته ومعه كوز صغير فيه دهن بزر الكتّان الذي يستصبح به وهو يقطر من أسفله ، فقلت له : إنّ هذا الكوز يقطر منه مما فيه ، ولعلّ فيه موضعا منخرما يجري منه الدّهن. فلما سمع ذلك قلب الكوز من غير تلبّث وجعل ينظر إلى أسفله! وساح الدّهن على ثيابه وعلى الأرض ، فتركته وانصرفت.

سمع أبو الحسن المغفّل من جماعة ، منهم : أبو عليّ محمد بن محمد ابن المهدي ، وأبو القاسم هبة الله بن محمد بن الحصين ، والقاضي أبو بكر محمد بن عبد الباقي الأنصاري ، وإسماعيل بن أحمد ابن السّمرقندي وغيرهم. وما

__________________

(١) المنتظم ٩ / ٢٢٣.

(٢) ترجمه ابن النجار في التاريخ المجدد ، الورقة ٦٧ (باريس) ، والذهبي في المختصر المحتاج ٣ / ١٤٦ ، وتاريخ الإسلام ١١ / ٥٧٥.

٥٥٥

أعلم أنّه روى شيئا لأنه توفي شابا. وكان صالحا.

قال صدقة بن الحسين الحدّاد في «تاريخه» : وفي يوم الأحد مستهلّ محرم سنة اثنتين وثلاثين وخمس مئة توفي أبو الحسن المغفّل.

٢٤٧٠ ـ عليّ (١) بن هبة الله بن علي بن سهلان ، أبو الحسن البيّع.

سمع أبا طاهر الخبّاز ، وأبا نصر غالب بن أحمد الأدمي القارئ ، وأبا بكر محمد بن الحسين المقرئ المزرفي ، وروى عنهم. سمع منه أبو محمد عبد الله ابن أحمد ابن الخشّاب النّحوي ، والقاضي أبو المحاسن الدّمشقي وغيرهما.

أنبأنا عمر بن عليّ بن الخضر القرشي ، قال : قرأت على أبي الحسن علي ابن هبة الله بن سهلان ، قلت له : أخبركم أبو نصر غالب بن أحمد بن محمد القارئ وأبو بكر محمد بن الحسين بن عليّ المقرئ ، فأقرّ به ، قالا : حدّثنا أبو جعفر محمد بن أحمد بن محمد ابن المسلمة.

قلت : وقرأته عاليا على أبي القاسم يحيى بن أسعد بن يحيى التّاجر ، قلت له : أخبركم أبو الحسن محمد بن مرزوق بن عبد الرّزّاق الزّعفراني قراءة عليه ، فأقرّ به ، قال : حدثنا أبو جعفر محمد بن أحمد ابن المسلمة ، قال : أخبرنا أبو القاسم عيسى بن عليّ بن عيسى الوزير ، قال : حدثنا أبو القاسم عبد الله بن محمد بن عبد العزيز البغوي ، قال : حدثنا أبو الجهم العلاء بن موسى ، قال : حدثنا ليث بن سعد ، عن نافع ، عن ابن عمر ، قال : رأى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم نخامة في قبلة المسجد وهو يصلّي بين يدي النّاس ، فنحتها (٢) ثم قال حين انصرف من الصّلاة : «إنّ أحدكم قبل وجهه في الصّلاة» (٣).

__________________

(١) ترجمه ابن النجار في التاريخ المجدد ، الورقة ٦٥ (باريس).

(٢) هكذا في الأصل وقد ضبّب عليها المؤلف ، كما نقل الناسخ ، لأن الصواب : «فحتّها» أي : حكها.

(٣) حديث الليث بن سعد عن نافع عن ابن عمر هذا في الصحيحين باختلاف لفظي : البخاري ١ / ١٩١ (٧٥٣) ، ومسلم ٢ / ٧٥ (٥٤٧).

٥٥٦

قال القرشي : سألت أبا الحسن بن سهلان عن مولده فقال : في سنة سبع وسبعين وأربع مئة. ثم سألته مرّة أخرى فقال : في رجب سنة إحدى وثمانين وأربع مئة. وتوفي يوم الجمعة رابع عشري ذي الحجة سنة إحدى وستين وخمس مئة.

٢٤٧١ ـ علي (١) بن هبة الله بن أحمد بن يحيى بن رزين ، أبو القاسم الكاتب ، والد أبي منصور أحمد الذي قدّمنا ذكره (٢).

كان حافظا للقرآن ، حسن القراءة والأداء له ، يؤم ببني رئيس الرؤساء ، موصوفا بالخير. سمع الحديث من المتأخرين كأبي الوقت ونحوه. توفي يوم

__________________

(١) كتبت هذه الترجمة في حاشية النسخة ، وهي ترجمة أصلية ، وقد أجحف التصوير ببعض كلماتها فعرفتها من ترجمة ولده أبي منصور أحمد وترجمته هو في تاريخ ابن النجار ، حيث ترجمه في تاريخه المجدد ، الورقة ٦١.

(٢) هكذا قال ، ولم أجد ترجمة ابنه أبي منصور أحمد بن علي في هذا الكتاب ، فكأنه سها عنها ، إذ تحصلت عندي في الأحمدين نسختان مختلفتان من الكتاب ، وليس فيهما هذه الترجمة.

وأحمد بن علي هذا ترجمه ابن النجار في تاريخه كما يظهر من تصريح الصفدي بالنقل عنه في الوافي ٧ / ٢٢٩ ، قال : «أحمد بن علي بن هبة الله بن رزين أبو منصور الكاتب. كانت والدته قد حجت مع والده وهي حامل به فوضعته بمكة ، وقدم به والده رضيعا ، فاتفق أن الإمام الناصر ولد في رجب من تلك السنة (وهي سنة ٥٥٣) وأرضعته والدته مديدة ومرضت فأحضرت له المراضع فأبى أن يرضع من إحداهن ، فأحضرت والدة أبي منصور فقبل ثديها وأنس بها ، فربي مع الإمام الناصر في مكان واحد ، ولما ولي الخلافة عرف له ذلك وأنعم عليه بإنعامات كثيرة ورغب إليه في ولايات جليلة فامتنع من ذلك». وترجمه الزكي المنذري في وفيات سنة ٦٠٤ من التكملة ، فقال : «وفي ليلة التاسع من المحرم توفي الشيخ الربيب أبو منصور أحمد بن علي بن هبة الله البغدادي ، ببغداد ، ودفن من الغد بمشهد موسى بن جعفر عليهما‌السلام ، حدث عن أبي الفتح محمد بن عبد الباقي بن أحمد» (٢ / الترجمة ٩٩٥). كما ترجمه تاج الدين ابن الساعي في الجامع المختصر ٩ / ٢٤٣ وذكر أنه أخو أستاذ دار الخلافة يومئذ مجد الدين بن هبة الله بن علي ابن الصاحب ، وأن عمره نحوا من خمسين سنة. كما ترجمه الذهبي في تاريخ الإسلام ترجمة مختصرة (١٣ / ٩٠).

٥٥٧

السّبت ثامن عشري شهر رمضان سنة ثلاث وستين وخمس مئة.

٢٤٧٢ ـ علي (١) بن هبة الله بن محمد بن الحسن ابن الصّاحب ، أبو القاسم بن أبي الفضل.

من بيت معروف لهم تعلّق بخدمة الدّيوان العزيز. تولى حجابة باب النّوبي المحروس في أيام الإمام المقتفي لأمر الله وبعض أيام الإمام المستنجد بالله ، وذلك في سنة خمسين وخمس مئة إلى أن توفي عشية الأحد سلخ جمادى الأولى سنة أربع وستين وخمس مئة ، ودفن مستهلّ جمادى الآخرة من السنة بمشهد الإمام موسى بن جعفر عليه‌السلام.

٢٤٧٣ ـ عليّ (٢) بن هبة الله بن محمد بن عليّ ابن البخاريّ ، أبو الحسن بن أبي البركات ، والد قاضي القضاة أبي طالب عليّ بن عليّ الذي تقدّم ذكره (٣).

شيخ فاضل فقيه شافعيّ ، حسن الكلام في المناظرة ، بارع في ذلك. تفقّه على أسعد الميهني وغيره.

أحد الشّهود المعدّلين هو وأبوه وأخوه محمد ، وقد تقدم ذكره أيضا (٤). شهد عند قاضي القضاة أبي القاسم عليّ بن الحسين الزّينبي فيما أخبرناه أبو عبد الله محمد بن أحمد النّحوي ، قال : أخبرنا القاضي أبو العباس أحمد بن

__________________

(١) ترجمه ابن النجار في التاريخ المجدد ، الورقة ٦٧ (باريس).

(٢) ترجمه ابن النجار في التاريخ المجدد ، الورقة ٦٦ (باريس) ، وسبط ابن الجوزي في المرآة ٨ / ٢٨١ ، وابن الفوطي في الملقبين بعماد الدين من تلخيص مجمع الآداب ٤ / الترجمة ١١٥٧ نقلا من كتاب «الاقتفاء» لابن الساعي ، والذهبي في تاريخ الإسلام ١٢ / ٣٤١ ، والمختصر المحتاج ٣ / ١٤٦ ، والسبكي في طبقاته الكبرى ٧ / ٢٣٨.

(٣) الترجمة ٢٣٤٥.

(٤) هكذا قال ، ولم يتقدم شيء من ذلك ، لكن تقدمت ترجمة حفيده أحمد بن علي بن علي بن هبة الله ابن البخاري ، وقد شهد أيضا (الترجمة ٧٩٢).

٥٥٨

بختيار ابن المندائي قراءة عليه في كتاب «تاريخ الحكّام بمدينة السّلام» تصنيفه ، في ذكر من قبل قاضي القضاة أبو القاسم الزّينبي شهادته وأثبت تزكيته ، قال : وأبو الحسن عليّ بن هبة الله ابن البخاري يوم الثّلاثاء ثالث عشر شهر رمضان سنة تسع عشرة وخمس مئة ، وزكّاه أبو الفوارس منصور بن هبة الله ابن الموصلي وأبو جعفر محمد بن عبد المتكبّر ابن المهتدي بالله.

وسمع الحديث من أبي القاسم عليّ بن أحمد بن بيان ، وأبي عليّ محمد ابن سعد بن نبهان ، وجماعة. سافر عن بغداد قبل وفاته بسنين.

قال القاضي أبو المحاسن عمر بن عليّ الدمشقي : قدم علينا دمشق واجتمعت به ، وسمعت كلامه في النّظر ، ولم يتفق لي أن أسمع منه شيئا ، وقد أجاز لي. ودخل بلاد قونيا وولي القضاء بها.

قلت : وبها كانت وفاته.

قال صدقة بن الحسين النّاسخ في «تاريخه» : وفي أوائل محرم سنة خمس وستين وخمس مئة وصل الخبر ، يعني إلى بغداد ، بموت أبي الحسن ابن البخاري من بلاد الرّوم ، وكان قد تولّى القضاء هناك ، وكان فقيها حسنا.

٢٤٧٤ ـ عليّ (١) بن هبة الله بن العلاء بن منصور ، أبو الحسن بن أبي المعالي ، يعرف بابن الزّاهد.

أخو أحمد الذي تقدّم ذكره (٢) ، وعليّ هذا الأسنّ.

تفقّه على مذهب الشّافعي ، وسمع شيئا من الحديث من أبي الحسن محمد ابن أحمد بن صرما ، وأبي الوقت السّجزي وغيرهما ، واشتغل بخدمة الدّيوان العزيز ، ولم يحدّث بشيء فيما أعلم (٣) ، ولم يكن محمود الطّريقة.

__________________

(١) ترجمه ابن النجار في التاريخ المجدد ، الترجمة ٦٢ (باريس).

(٢) الترجمة ٩٠٦.

(٣) هكذا قال ، وقال ابن النجار : وحدث باليسير ، رأيته كبيرا ولم يقدر لي أن أكتب عنه شيئا.

٥٥٩

توفي بالبصرة سنة ثلاث وتسعين وخمس مئة أو نحوها (١).

٢٤٧٥ ـ عليّ (٢) بن هبة الله بن محمد بن عبد السّميع الهاشميّ ، أبو تمّام بن أبي الفخار الخطيب.

من ساكني الكرخ.

كان يتولّى الخطابة بجامع فخر الدّولة ابن المطّلب ، وشهد عند قاضي القضاة أبي القاسم عبد الله بن الحسين ابن الدّامغاني في يوم الأربعاء خامس محرم سنة أربع وست مئة ، وزكّاه العدلان : أبو الفضل محمد بن الحسن ابن الشّنكاتي ، وأبو الحسن عليّ بن روح ابن النّهرواني.

وقد سمع شيئا من الحديث من أبي الفتح محمد بن عبد الباقي بن سلمان وغيره. كتبت عنه شيئا يسيرا.

قرأت على أبي تمّام عليّ بن هبة الله ابن الخطيب ، قلت له : أخبركم أبو الفتح محمد بن عبد الباقي بن أحمد بن سلمان قراءة عليه وأنت تسمع ، فأقرّ به ، قال : أخبرنا أبو الفضل حمد بن أحمد بن الحسن (٣) الأصبهاني قدم علينا ، قال :

__________________

(١) هكذا قال وما أظنه أصاب إن كان ما جاء في النسخة الخطية صحيحا ، فقد قال ابن النجار بعد أن ذكر وظائفه : ذكر لي أبو الحسن ابن القطيعي أنه خرج عن البصرة منفيا عن بغداد في سنة ثمان وتسعين وخمس مئة ، فحبس هناك إلى أن بلغنا وفاته في شهر ربيع الأول سنة تسع وتسعين. قلت : ولعله قارب السبعين من عمره والله أعلم.

(٢) ترجمه ابن النجار في التاريخ المجدد ، الورقة ٦٧ (باريس) ، والمنذري في التكملة ٣ / الترجمة ٣١٢٣ ، والحسيني في صلة التكملة ، الورقة ٤ ، والذهبي في تاريخ الإسلام ١٤ / ٣٨٨ ، والعبر ٥ / ١٦٩ ، وسير أعلام النبلاء ٢٣ / ٩٠ ، والفاسي في ذيل التقييد ٢ / ٢٢٦ ، وابن تغري بردي في النجوم ٦ / ٣٤٩ ، وابن العماد في الشذرات ٥ / ٢١٢.

(٣) في الأصل : «أبو الفضل حمد بن الحسن بن أحمد» مقلوب اسم الأب والجد ، والصواب ما أثبتنا ، وهو أبو الفضل حمد بن أحمد بن الحسن الحداد الأصبهاني المتوفي سنة ٤٨٦ ه‍ ، قدم بغداد حاجا سنة خمس وثمانين وأربع مئة ، وحدّث «بالحلية» لأبي نعيم الأصبهاني ، عنه (تاريخ الإسلام للذهبي ١٠ / ٥٥٨) ، وهذا الحديث في حلية الأولياء من هذا الطريق ، كما

٥٦٠