ذيل تأريخ مدينة السلام - ج ٤

أبي عبد الله محمّد بن سعيد بن الدبيثي

ذيل تأريخ مدينة السلام - ج ٤

المؤلف:

أبي عبد الله محمّد بن سعيد بن الدبيثي


المحقق: الدكتور بشار عوّاد معروف
الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: دار الغرب الإسلامي ـ بيروت
الطبعة: ١
الصفحات: ٦٤٦

القاسم عليّ بن عبد السّيّد ابن الصّبّاغ وأبو الفضل عطية بن عليّ بن لا دخان.

قال القاضي أبو المحاسن عمر بن عليّ بن الخضر القرشي فيما وجدت بخطّه ومنه نقلت : سمع أبو الفضل ابن المخرّمي من أبي بكر أحمد بن الحسين ابن سوسن التّمّار ، وحدّث عنه. سمع منه حمزة بن علي ابن القبّيطي وغيره ، وتوفي ليلة الأحد حادي عشري شوّال سنة اثنتين وخمسين وخمس مئة.

٢٤١٩ ـ عليّ (١) بن المبارك بن الحسين بن عبد الوهّاب بن نغوبا ، أبو الحسن بن أبي السّعادات الواسطيّ.

أحد العدول بها ، ومن بيت الرّواية والحديث هو وأبوه وإخوته ، وقد تقدم ذكر بنيه : عبد الله (٢) ، وعبيد الله (٣) ، وعليّ (٤).

سمع أبو الحسن هذا بواسط من أبي نعيم محمد بن إبراهيم الجمّاري ، وأبي نعيم محمد بن عليّ بن زبزب ، وأبي الأزهر عليّ بن أحمد ابن الكتّاني ، والنّقيب أبي عبد الله الحسين بن محمد الرّشيدي ، وأخيه أبي البقاء المؤمّل ، وأبي سعيد محمد بن كمار بن الحسن ، وأبي الكرم خميس بن علي الحوزي ، وأبي الفضل محمد بن أحمد ابن العجمي وجماعة آخرين.

وقدم بغداد في صباه ، وسمع بها من أبي البركات عبد الوهّاب بن المبارك الأنماطي ومن بعده ، مثل : أبي البركات عبد الباقي بن أحمد ابن النّرسي ، وأبي الفضل محمد بن عمر بن يوسف الأرموي ، وأبي منصور نشتكين بن عبد الله الرّضواني ، وأبي الفضل محمد بن ناصر السّلامي وغيرهم. ثم عاد إليها ،

__________________

(١) ترجمه ابن نقطة في إكمال الإكمال ١ / ٤٢١ ، والتقييد ٤١٦ ، والذهبي في تاريخ الإسلام ١٢ / ٣٩٦ ، والمختصر المحتاج ٣ / ١٣٩ ، وابن ناصر الدين في توضيح المشتبه ، وابن حجر في التبصير ١ / ١٦٥.

(٢) الترجمة ١٦٧٣.

(٣) الترجمة ١٧٦٨.

(٤) الترجمة ٢٣٥١.

٥٢١

وحدث أيضا بها بالكثير ، فسمع منه أبو الحسن صدقة بن الحسين بن وزير الواعظ ، وأبو الفضل أحمد بن صالح بن شافع ، وأبو إسحاق إبراهيم بن محمود ابن الشّعّار ، والشّريف أبو الحسن عليّ بن أحمد الزّيدي العلوي ، والقاضي أبو المحاسن عمر ابن عليّ الدّمشقي ، وأبو الرّضا أحمد بن طارق بن سنان الكركي. وروى لنا عن جماعة ، منهم : أبو محمد عبد العزيز بن محمود بن الأخضر وغيره.

قرأت على أبي محمد عبد العزيز بن محمود بن المبارك من «كتابه» قلت له : أخبركم أبو الحسن عليّ بن المبارك بن الحسين بن نغوبا الواسطيّ قدم عليكم بغداد بقراءتك عليه ، فأقرّ به ، قال : أخبرنا أبو نعيم محمد بن إبراهيم بن محمد ابن خلف الجمّاري قراءة عليه وأنا أسمع بواسط.

قلت : وأخبرنيه أبو طالب محمد بن عليّ بن أحمد ابن الكتّاني قراءة عليه وأنا أسمع ، قيل له : أخبركم أبو نعيم محمد بن إبراهيم بن محمد الجمّاري قراءة عليه وأنت تسمع ، فأقرّ به ، قال : أخبرنا أبو الحسن أحمد بن المظفّر بن أحمد العطّار ، قال : أخبرنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن عثمان المزني ، قال : أخبرنا أبو خليفة الفضل بن الحباب الجمحي ، قال : حدثنا مسدّد ، قال : حدثنا عبد الوارث ، عن يونس ، عن عمرو بن سعيد ، عن أبي زرعة ، عن جرير بن عبد الله ، قال : بايعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم على السّمع والطّاعة والنّصح لكل مسلم (١).

أنبأنا محمد بن المبارك بن مشّق قال : مولد أبي الحسن بن نغوبا يوم الأحد سابع عشر ذي الحجة سنة ست وثمانين وأربع مئة. قلت : وغرق في دجلة ما بين

__________________

(١) إسناده صحيح ، رجاله ثقات ، مسدّ هو ابن مسرهد ، وعبد الوارث هو ابن سعيد التنوري ، ويونس هو ابن عبيد ، وعمرو بن سعيد هو الثقفي ، وأبو زرعة هو ابن عمرو بن جرير.

أخرجه أحمد ٤ / ٣٦٤ ، وأبو داود (٤٩٤٥) ، والنسائي في المجتبى ٧ / ١٤٠ ، وفي الكبرى (٧٧٧٨) وابن حبان (٤٥٤٦) ، وأبو نعيم في الحلية ٨ / ٢٦٢ ، والبيهقي في السنن الكبرى ٥ / ٢٧١ ، من طرق عن يونس ، به.

٥٢٢

بغداد وواسط وكان منحدرا إلى واسط في ذي القعدة سنة ثمان وستين وخمس مئة ، وأخرج ميتا ، وحمل إلى واسط فدفن بها.

٢٤٢٠ ـ عليّ بن المبارك بن المبارك السّامرّيّ الأصل البغداديّ المولد والدّار ، أبو الحسن بن أبي الفرج ، القاضي المحتسب المعروف بابن المعّاز.

من أهل باب الأزج.

أحد الشّهود المعدّلين الموصوفين بالفضل والتّمييز والدّين. شهد عند قاضي القضاة أبي الحسن علي بن أحمد ابن الدّامغاني في ولايته الأوّلة يوم الثّلاثاء سابع جمادى الآخرة سنة خمسين وخمس مئة ، وزكّاه العدلان أبو طاهر محمد بن أحمد ابن الكرخي وأبو عبد الله محمد بن عبد الله ابن الحرّاني. ثم تولّى القضاء بربع باب الأزج والحسبة بجميع مدينة السّلام بعد أبيه ، وكان يتولّى ذلك ، أعني إياه ، في رجب سنة ثمان وستين وخمس مئة. وكان فيه صرامة وله هيبة ، وعنده كثرة وسواس في الطّهارة والصّلاة.

توفي يوم الأحد عاشر جمادى الآخرة سنة سبعين وخمس مئة ضحى نهاره ، وصلّي عليه عشية اليوم المذكور ودفن بداره بباب الأزج ، ولم ير أحد جنازته ، وكان شابا ، ذكر ذلك كلّه صدقة بن الحسين في «تاريخه».

٢٤٢١ ـ عليّ (١) بن المبارك بن أحمد بن محمد بن بكري ، أبو الحسن.

من أهل الحريم الطّاهري ، من بيت مشهور ، قد روى منهم جماعة.

سمع أبا عليّ محمد بن محمد ابن المهدي ، وأبا الغنائم محمد بن

__________________

(١) ترجمه العماد في القسم العراقي من الخريدة ٢ / ٣٤٩ ، وابن النجار في التاريخ المجدد لمدينة السلام كما دل عليه المستفاد ، الترجمة ١٥٠ ، والذهبي في تاريخ الإسلام ١٢ / ٥٠١ ، والمختصر المحتاج ٣ / ١٤٠ ، والصفدي في الوافي ٢١ / ٣٩٦.

٥٢٣

محمد ابن المهتدي بالله ، وأبا القاسم هبة الله بن محمد بن الحصين وغيرهم ، وروى عنهم. سمع منه أبو الحسن الزّيدي ورفيقه صبيح العطّاري ، والقاضي أبو المحاسن الدّمشقي وأبو بكر بن مشّق ، وعمر بن محمد العليمي الدّمشقي وغيرهم.

أنبأنا أبو بكر محمد بن المبارك بن محمد ، قال : أخبرنا أبو الحسن عليّ بن المبارك بن أحمد بن بكري قراءة عليه وأنا أسمع ، قال : أخبرنا أبو عليّ محمد بن محمد ابن المهدي ، قال : أخبرنا أبو طالب محمد بن محمد بن غيلان.

وأخبرناه عاليا أبو القاسم يحيى بن أسعد بن يحيى بقراءتي عليه ، قلت له : أخبركم أبو سعد أحمد بن عبد الجبار بن أحمد الصّيرفي قراءة عليه ، فأقرّ به ، قال : أخبرنا أبو طالب محمد بن محمد بن غيلان ، قال : أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن إبراهيم الشافعي ، قال (١) : حدثنا عبد الله بن روح المدائني ومحمد ابن ربح (٢) البزّاز ، قالا : حدثنا يزيد بن هارون ، قال : حدثنا يحيى بن سعيد الأنصاري ، عن محمد بن إبراهيم التّيمي ، أنّه سمع علقمة بن وقّاص اللّيثي يقول : سمعت عمر بن الخطّاب يقول : سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يقول : «إنما الأعمال بالنّيّة ، وإنما لامرىء ما نوى ، فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله فهجرته إلى الله وإلى رسوله ، ومن كانت هجرته إلى دنيا يصيبها أو امرأة يتزوّجها فهجرته إلى ما هاجر إليه» (٣).

أنبأنا محمد بن أبي طاهر ، قال : مولد أبي الحسن بن بكري في ثامن عشر جمادى الآخرة سنة تسع وخمس مئة. وتوفي في جمادى الأولى سنة إحدى

__________________

(١) الغيلانيات (٣٣٦).

(٢) وقع في المطبوع من الغيلانيات : «رمح» سبق قلم ، لأن المحقق ذكره على الصواب في مواضع أخرى وفي الفهرس.

(٣) حديث صحيح تقدم في التراجم ٢٥ و ٣٢٠ و ٣٤٤ و ٩٧٠ و ١٠١٥ و ٢١٨٤.

٥٢٤

وسبعين وخمس مئة.

٢٤٢٢ ـ عليّ بن المبارك بن المبارك بن أحمد بن جوانوية ، أبو الحسن بن أبي المظفّر.

أحد الشّهود المعدّلين هو وأبوه ، شهد عند قاضي القضاة أبي الحسن عليّ ابن أحمد ابن الدّامغاني في ولايته الأوّلة ، وذلك في يوم السّبت ثالث محرم سنة ثلاث وخمسين وخمس مئة ، وزكّاه العدلان : أبو عبد الله محمد بن عبد الله ابن الحرّاني وأبو المظفّر محمد بن أحمد ابن التّريكي الهاشمي الخطيب ، وسمع شيئا من الحديث من أبي الوقت السّجزي وغيره ، وسافر عن بغداد إلى دمشق وسكنها إلى أن توفي بها ، وما أعلم أنّه حدّث ببغداد.

٢٤٢٣ ـ عليّ بن المبارك بن أبي الفضل ، أبو الحسن بن أبي المعالي ابن الأحدب ، يعرف بابن غريبة.

من أهل الجانب الغربي ، من ساكني محلة دار القز ، وانتقل إلى المحلة المعروفة بالعتّابيّين.

كانت له معرفة بالفقه على مذهب أبي عبد الله أحمد بن حنبل ، وسمع الحديث من أبي القاسم بن الحصين وأبي غالب أحمد بن الحسن ابن البنّاء ، والقاضي أبي بكر محمد بن عبد الباقي الأنصاري وغيرهم.

سمع منه أبو الفرج عبد الرحمن بن عيسى البزوري الواعظ ، وأبو بكر محمد بن المبارك بن مشّق ، وروى لنا عنه أبو الحسن عليّ بن الحسن البصري ، وذكر أنّه سمع منه ببغداد.

قرأت على أبي الحسن عليّ بن الحسن بن إسماعيل العبدي ، قدم علينا من البصرة ، قلت له : أخبركم أبو الحسن عليّ بن أبي المعالي ابن الأحدب قراءة عليه ، فأقرّ به ، قال : أخبرنا القاضي أبو بكر محمد بن عبد الباقي ابن محمد البزّاز.

قلت : وأخبرنيه عاليا الشّيخ أبو الفرج عبد الرحمن عليّ بن محمد ابن

٥٢٥

الجوزي بقراءتي عليه من أصل سماعه بواسط ، قلت له : أخبركم القاضي أبو بكر محمد بن عبد الباقي بن محمد قراءة عليه وأنت تسمع ، فأقرّ به ، قال : أخبرنا أبو إسحاق إبراهيم بن عمر بن أحمد البرمكي قراءة عليه وأنا حاضر أستمع ، قال : أخبرنا أبو محمد عبد الله بن إبراهيم بن ماسي البزّاز ، قال : حدثنا أبو مسلم إبراهيم بن عبد الله الكجّي ، قال : حدثنا محمد بن عبد الله الأنصاري ، قال : حدثنا سليمان التيمي ، عن أنس بن مالك قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «لا هجرة بين المسلمين فوق ثلاثة أيام» أو قال : «ثلاثة أيام» (١).

توفي أبو الحسن ابن غريبة في يوم الأحد حادي عشري جمادى الأولى سنة ثمان وخمسين وخمس مئة فيما ذكر تميم ابن البندنيجي.

٢٤٢٤ ـ عليّ بن المبارك بن عليّ بن خطّاب ، أبو الحسن بن أبي الثناء البزّاز.

سمع أبا القاسم بن الحصين ، وروى عنه. سمع منه القاضي عمر القرشي وروى عنه حديثا في «معجم شيوخه».

أنبأنا أبو المحاسن عمر بن أبي الحسن الدّمشقي ، قال : أخبرنا أبو الحسن ابن أبي الثّناء البزّاز ، قال : أخبرنا أبو القاسم هبة الله بن محمد بن عبد الله بن الحصين.

وأخبرناه القاضي أبو الفتح محمد بن أحمد بن بختيار الواسطي ، قال : أخبرنا أبو القاسم بن الحصين ، قال : أخبرنا أبو عليّ الحسن بن علي بن محمد ابن المذهب ، قال : أخبرنا أبو بكر أحمد بن جعفر بن حمدان ، قال : أخبرنا أبو عبد الرحمن عبد الله بن أحمد بن حنبل ، قال : حدثني أبي ، قال (٢) : حدثني عفّان ، قال : حدثنا أبو عوانة ، قال : حدثنا عبد الأعلى الثّعلبي ، عن أبي

__________________

(١) حديث صحيح تقدم تخريجه في الترجمة ١٩٤١ ، وتكرر في الترجمة ٢٣٣٣.

(٢) المسند ١ / ١٠١.

٥٢٦

عبد الرحمن السّلمي ، عن عليّ ، عن النّبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، قال : «من كذب في الرؤيا (١) متعمّدا كلّف عقد شعيرة يوم القيامة» (٢).

قال القرشيّ : سألته ، يعني أبا الحسن بن أبي الثّناء ، عن مولده ، فقال : في رجب سنة أربع عشرة وخمس مئة.

قلت : وتوفي في سنة ثمانين وخمس مئة ، فيما أظن ، والله أعلم.

٢٤٢٥ ـ عليّ بن المبارك بن المبارك ابن القطّان ، أبو الحسن بن أبي الكرم بن أبي العزّ.

أظنّه كان من وكلاء القضاة ، يسكن بباب الأزج.

سمع أبا الحسن سعد الخير بن محمد الأنصاري ، وأبا الفضل محمد بن عمر الأرموي ، والنّقيب أبا جعفر أحمد بن محمد بن عبد العزيز العبّاسي ، وروى عنهم. سمع منه جماعة منهم : عبد الله بن أبي بكر الخبّاز ومحمد بن عبد الغني المقدسي ، وكان في سنة ست وثمانين وخمس مئة حيّا.

٢٤٢٦ ـ عليّ (٣) بن المبارك بن محمد ابن الجلاجليّ ، أبو الحسن.

والد أبي الفتوح محمد الذي قدّمنا ذكره (٤). كان يسكن بدار الخلافة المعظّمة عند باب عليّان.

بلغني أنه سمع من أبي منصور محمد بن عبد الملك بن خيرون ، وأبي

__________________

(١) في الأصل : «من كذب عليّ» ولا يصح البتة ، فكأنه سبق قلم من الناسخ لشهرة العبارة ، ومن هنا من المسند ومصادر التخريج ، والله الموفق.

(٢) إسناده ضعيف ، لضعف عبد الأعلى الثعلبي. عفان هو ابن مسلم ، وأبو عوانة هو الوضاح ابن عبد الله اليشكري ، وأبو عبد الله الرحمن السلمي اسمه عبد الله بن حبيب.

أخرجه أحمد ١ / ٧٦ و ٩٠ و ٩١ و ١٠١ وعبد بن حميد (٨٦) ، والبزار (٥٩٥) ، وابنه عبد الله في زياداته على مسند أبيه ، والترمذي (٢٢٨٢) ، والحاكم ٤ / ٣٩٢.

(٣) ترجمه المنذري في التكملة ١ / الترجمة ٣٢٠.

(٤) الترجمة ٣٨٤.

٥٢٧

القاسم هبة الله بن الحسين ابن الحاسب ، وما أعلم أنّه حدّث بشيء.

سمعت أبا الفتوح محمد بن عليّ ابن الجلاجلي يقول : كان مولد والدي في سنة سبع عشرة وست مئة.

قلت : وتوفي يوم الاثنين عاشر ربيع الأول سنة اثنتين وتسعين وخمس مئة ، ودفن بالجانب الغربي بمقبرة الشّونيزي.

٢٤٢٧ ـ عليّ (١) بن المبارك بن هبة الله بن المعمّر بن عليّ الهاشميّ ، أبو المعالي بن أبي المعمّر بن أبي محمد القصريّ.

سمع أبا القاسم بن الحصين ، وأبا منصور عبد الرحمن بن محمد القزّاز ، وأبا الحسن محمد بن أحمد بن صرما ، وأبا البركات عبد الباقي بن أحمد ابن النّرسي ، وأبا الفضل محمد بن عمر الأرموي ، وروى عنهم. سمع منه القاضي عمر القرشي ، وتميم ابن البندنيجي ، وجماعة من أصحابنا.

توفي يوم الخميس عاشر ربيع الآخر سنة أربع وتسعين وخمس مئة ، ودفن بمقبرة الخلّال بباب الأزج.

٢٤٢٨ ـ عليّ (٢) بن المبارك بن أحمد بن هبة الله ابن المكشوط الهاشميّ ، أبو الحسن بن أبي المظفّر بن أبي الرّضا الخطيب.

شابّ طلب الحديث ، وسمع الكثير من شيوخنا مثل : أبي الفتح بن شاتيل ، وأبي السّعادات بن زريق ، وأبي الفتح البرداني ، وأمثالهم. وتولّى الخطابة بجامع فخر الدّولة أبي المظفّر بن المطّلب بالجانب الغربي. ونفّذ من الدّيوان العزيز إلى غزنة خطيبا ، فوصلها وخطب بها مديدة ، وعاد منها متوجها إلى بغداد فعرض له من الملاحدة بكرمان فقتلوه وأخذوا ما كان معه ، وذلك في

__________________

(١) ترجمه المنذري في التكملة ١ / الترجمة ٤٣٤ ، والذهبي في تاريخ الإسلام ١٢ / ١٠١٩ ، والمختصر المحتاج ٣ / ١٤٠.

(٢) ترجمه المنذري في التكملة ١ / الترجمة ٤٦١.

٥٢٨

شهور سنة أربع وتسعين وخمس مئة.

٢٤٢٩ ـ عليّ (١) بن المبارك بن عبد الباقي بن بانويه (٢) ، أبو الحسن النّحويّ ، يعرف بابن الزّاهدة.

من ساكني الظّفرية.

قرأ النّحو على الشّريف أبي السّعادات ابن الشّجري العلوي ، وعلى أبي جعفر المعروف بالتّكريتي مدة ، وتخرّج به فيه جماعة ، منهم : أبو البركات محمد ابن محمد الشّهرستاني ثم البغدادي وغيره. ولقيته قبل وفاته بقليل ، وكان منقطعا في منزله. سمع منه جماعة من رفقائنا.

وتوفي في يوم الثلاثاء ثالث ذي الحجة سنة أربع وتسعين وخمس مئة ، ودفن عند والدته الزّاهدة برباط لهم بدرب البقر بالظّفريّة.

٢٤٣٠ ـ عليّ (٣) بن المبارك بن محمد بن جابر بن الحسن بن محموية ، أبو الحسن بن أبي المظفّر بن أبي العز بن أبي الحسن.

__________________

(١) ترجمه ياقوت في معجم الأدباء ٤ / ١٨٤٤ ، وابن نقطة في إكمال الإكمال ١ / ٢١٣ ، والقفطي في إنباه الرواة ٢ / ٣١٨ ، والمنذري في التكملة ١ / الترجمة ٤٥٣ ، والذهبي في تاريخ الإسلام ١٢ / ١٠١٩ ، والمشتبه ٣٩ ، والصفدي في الوافي ٢١ / ٣٩٩ ، وابن ناصر الدين في توضيح المشتبه ١ / ٣٠٦ ، وابن حجر في تبصير المنتبه ١ / ٥٦ ، والسيوطي في بغية الوعاة ٢ / ١٨٥.

(٢) قيده ابن نقطة والمنذري بفتح النون والواو ، كونه نحويا وهم يقيدون هذه الأسماء هكذا ، أما المحدثون فيقيدون مثل هذه الأسماء بضم النون وسكون الواو وبالتاء ثالث الحروف في آخرها بدل الهاء. ولذلك ذكر الذهبي هذا بضم الباء وسكون الواو على قاعدة المحدثين ، وكذلك فعل صاحب «القاموس» ومن ثم فإن اعتراض العلامة ابن ناصر الدين على الذهبي (في توضيح المشتبه ١ / ٣٠٦) فيه نظر حين فرّق بين الضبطين ، فكلاهما جائز.

(٣) ترجمه المنذري في التكملة ١ / الترجمة ٥٣٤ ، والنعال في مشيخته ١٣٨ وهو الشيخ السادس والأربعون فيها ، وابن الساعي في الجامع ٩ / ٢٩ ، والذهبي في تاريخ الإسلام ١٢ / ١٠٨٣ ، والمختصر المحتاج ٣ / ١٤١.

٥٢٩

أحد الشهود المعدّلين ؛ شهد عند قاضي القضاة أبي طالب روح بن أحمد ابن الحديثي في يوم الأحد ثالث عشر جمادى الآخرة ستة ست وستين وخمس مئة ، وزكّاه العدلان أبو جعفر هارون بن محمد ابن المهتدي بالله ، وأبو العباس أحمد بن محمد ابن الطّيبي. وسمع الحديث من أبي القاسم هبة الله بن محمد بن الحصين ، وأبي نصر الحسن بن محمد بن إبراهيم اليونارتي الأصبهاني ، وغيرهما. سمع منه قبلنا القاضي عمر بن عليّ القرشي ، وسمعنا منه.

قرأت على أبي الحسن عليّ بن المبارك بن محمد بن جابر ، قلت له : أخبركم أبو القاسم هبة الله بن محمد بن عبد الواحد بن الحصين الكاتب قراءة عليه وأنت تسمع ، فأقرّ به ، قال : أخبرنا أبو عليّ الحسن بن عليّ بن محمد الواعظ ، قال : أخبرنا أبو بكر أحمد بن جعفر بن حمدان ، قال : أخبرنا أبو عبد الرحمن عبد الله بن أحمد بن حنبى ، قال : حدثني أبي ، قال : حدثنا عبد الرّزّاق ، قال : أخبرنا سفيان ، عن ابن أبي ليلى ، عن عطاء ، عن أبي هريرة ، قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «تسحّروا فإنّ في السّحور بركة» (١).

سألت أبا الحسن بن جابر عن مولده فقال : في شهر ربيع الأول سنة عشر وخمس مئة. وسأله قبلي القرشي فقال : في سابع عشر صفر من السنة المذكورة.

قلت : وتوفي ليلة الاثنين سابع عشر جمادى الآخرة سنة ست وتسعين وخمسن مئة ، ودفن يوم الاثنين بمقبرة باب حرب.

٢٤٣١ ـ عليّ (٢) بن المبارك بن أحمد القارئ ، أبو الحسن ، المعروف بابن المؤذّن.

سمع القاضي أبا بكر محمد بن عبد الباقي بن محمد الفرضي ، وأبا سعد

__________________

(١) حديث صحيح ، وهذا إسناد ضعيف ، تقدم الكلام عليه وتخريجه في الترجمة ١٩٠٦.

(٢) ترجمه المنذري في التكملة ٢ / الترجمة ٨٧٤ ، والذهبي في تاريخ الإسلام ١٣ / ٤٤ ، والمختصر المحتاج ٣ / ١٤١.

٥٣٠

أحمد بن محمد ابن البغدادي وغيرهما. سمعنا منه.

قرأت على أبي الحسن عليّ بن المبارك بن أحمد المؤذّن ، قلت له : قرئ على القاضي أبي بكر محمد بن عبد الباقي الفرضي وأنت تسمع ، فأقرّ به ، قال : حدثنا أبو محمد الحسن بن عليّ بن محمد الجوهري ، قال : أخبرنا أبو محمد عبيد الله بن أحمد بن ماهبزذ الأصبهاني ، قال : حدثنا أبو القاسم عبد الله بن محمد البغوي ، قال : حدثنا داود بن رشيد ، قال : حدثنا بقية بن الوليد ، عن عاصم بن سعيد ، قال : حدثني ابن لأنس بن مالك عن أبيه قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «من أحيا سنّتي فقد أحبّني ، ومن أحبني كان معي في الجنة» (١).

سألت أبا الحسن ابن المؤذّن عن مولده فقال : في جمادى الآخرة سنة ست عشرة وخمس مئة.

وتوفي ليلة الجمعة سابع عشر ربيع الأول سنة إحدى وست مئة ، ودفن يوم الجمعة بالجانب الغربي بمقبرة الشّونيزي.

__________________

(١) إسناده ضعيف ، لضعف بقية بن الولد ، وشيخه عاصم بن سعيد لم أقف له على ترجمة في كتب العلم فهو من شيوخ بقية المجهولين ، ثم جهالة ابن أنس بن مالك. وابن أنس هذا سمي في ترجمة خالد بن أنس من الضعفاء ٢ / ٣ للعقيلي من طريق إسحاق بن راهويه عن بقية بن الوليد ، به ، وساق هذه القطعة منه وقال : «مختصر من حديث طويل لا يتابع عليه ، وفي هذا الباب أسانيد لينة من غير هذا الوجه. ثم تناوله الذهبي في ترجمة خالد بن أنس من الميزان ١ / ٦٢٧ ، وقال : «خالد بن أنس ، عن أنس بن مالك لا يعرف ، وحديثه منكر جدا ، وهو : من أحيا سنتي فقد أحبني ، ومن أحبني كان معي في الجنة ، رواه بقية عن عاصم بن سعيد ، مجهول ، عنه».

وهذا الحديث قطعة من حديث طويل يروى من طريق علي بن زيد بن جدعان عن سعيد بن المسيب عن أنس ، وعلي بن زيد ضعيف ، وقال الترمذي بعد ساق هذه القطعة منه في جامعه (٢٦٧٨): «وذاكرت به محمد بن إسماعيل (البخاري) فلم يعرفه ، ولم يعرف لسعيد بن المسيب عن أنس هذا الحديث ولا غيره.

٥٣١

٢٤٣٢ ـ عليّ (١) بن المبارك بن عليّ ، أبو الحسن الخبّاز.

من أهل باب البصرة ، يعرف بابن أخي الحريص (٢).

سمع أبا القاسم سعيد بن أحمد ابن البنّاء ، وروى عنه. سمع منه أصحابنا ، وطلبناه لنسمع منه فكان قد توفي عن قرب ، وكانت وفاته بين العيدين من سنة ستّ أو سبع وست مئة.

٢٤٣٣ ـ عليّ (٣) بن المبارك بن صافي بن عبد الله ، أبو الحسن بن أبي الفرج الصّوفي.

أحد الصّوفية برباط شيخ الشيوخ هو وأبوه ، وجدّه صافي يعرف بالخرقي ، كان مولى لأبي جعفر ابن الخرقي القاضي فأعتقه وزوّجه ابنته. وقد روى أيضا عليّ هذا. سمع جدّه صافيا ، وأبا الوقت السّجزي ، وأبا المظفّر ابن الشّبلي ، وروى عنهم. سمعنا منه.

قرأت على أبي الحسن عليّ بن المبارك بن صافي ، قلت له : أخبركم أبو الوقت عبد الأوّل بن عيسى بن شعيب الصّوفي قراءة عليه وأنت تسمع ، فأقرّ به ، قال : أخبرنا أبو الحسن عبد الرحمن بن محمد بن المظفّر الدّاوودي ، قال : أخبرنا أبو محمد عبد الله بن أحمد بن حمّوية السّرخسي ، قال : أخبرنا أبو عبد الله محمد بن يوسف بن مطر الفربري ، قال : أخبرنا أبو عبد الله محمد بن إسماعيل البخاري قال : حدثنا أبو عاصم ومكي بن إبراهيم (٤) ، قالا : حدثنا يزيد

__________________

(١) ترجمه المنذري في التكملة ٢ / الترجمة ١١٣٤ ، والذهبي في تاريخ الإسلام ١٣ / ١٣٣ ، والمختصر المحتاج ٣ / ١٤١.

(٢) قيده المنذري فقال : بفتح الحاء وكسر الراء المهملتين وسكون الياء آخر الحروف وبعدها صاد مهملة.

(٣) ترجمه المنذري في التكملة ٢ / الترجمة ١٢٦١ ، والذهبي في تاريخ الإسلام ١٣ / ٢٢٠ ، والمختصر المحتاج ٣ / ١٤٢.

(٤) لم يجمعهما البخاري في إسناد واحد ، بل فرقهما ، فروى حديث أبي عاصم الضحاك بن

٥٣٢

ابن أبي عبيد ، عن سلمة بن الأكوع ، قال : أمر النّبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم رجلا من أسلم : «أن أذّن في الناس : من كان أكل فليصم بقية يومه ، ومن لم يكن أكل فليصم ، فإنّ اليوم يوم عاشوراء» (١).

سألت أبا الحسن بن صافي عن مولده ، فقال : في سنة خمس وثلاثين وخمس مئة.

وتوفي فجاءة يوم الخميس رابع عشر شهر رمضان سنة تسع وست مئة ، وصلّي عليه بقية اليوم المذكور ، ودفن بالجانب الغربي بمقبرة باب حرب.

٢٤٣٤ ـ عليّ (٢) بن المبارك بن عليّ بن بشير الشّيبانيّ ، أبو الحسن المطرّز.

من ساكني المأمونية ودرب الكوّازة. شيخ صالح ، حافظ لكتاب الله ، كثير التّلاوة له ، حسن الطّريقة. سمع أبا المعالي ابن البقلي المقرئ ، وعمر بن التّبّان ، وأبا ياسر بن أبي حبّة وذاكر بن كامل بن أبي غالب الخفّاف وجماعة من شيوخنا. وكتب بخطّه الكثير ، ولم يرو إلا القليل. علّقت عنه أناشيد.

أنشدني أبو الحسن عليّ بن المبارك الشيباني ، قال : أنشدني بعض شيوخنا :

خلقت من التّراب فصرت حيا

بصيرا بالكلام وبالجواب

وعدت إلى التّراب فصرت فيه

كأنّي ما برحت من التّراب

وأنشدني أيضا لبعضهم :

احفظ لسانك لا تبح بثلاثة

دين ومال ما حييت ومذهب

__________________

مخلد النبيل في الصوم ٣ / ٣٨ (١٩٢٤) ، ثم روى بعد ذلك حديث مكي بن إبراهيم في الصوم أيضا ٣ / ٥٨ (٢٠٠٧).

(١) تقدم هذا الحديث الصحيح في الترجمتين ٢٣٨ و ٥٥٩.

(٢) ترجمه المنذري في التكملة ٢ / الترجمة ١٥٥٤ ، والذهبي في تاريخ الإسلام ١٣ / ٤١٦.

٥٣٣

فعلى الثلاثة تبتلى بثلاثة

بمكفّر وبحاسد ومكذّب

سمعت أبا الحسن المطرّز يقول : ولدت في العشر الأول من محرم سنة ست وخمسين وخمس مئة.

وتوفي ليلة الأربعاء ثالث شوّال سنة أربع عشرة وست مئة ، ودفن يوم الأربعاء بباب حرب.

٢٤٣٥ ـ عليّ (١) بن المبارك بن عبد الواحد بن محمد بن يوسف بن الحسين بن غيلان ، أبو الحسن بن أبي المعالي الصّبّاغ.

من أهل باب الأزج ، من بيت قديم ، كان منهم عدول وقضاة بباب الأزج.

سمع أبا القاسم سعيد بن أحمد ابن البنّاء وغيره. سمعنا منه.

قرأت على أبي الحسن عليّ بن المبارك بن غيلان ، قلت له : أخبركم أبو القاسم سعيد (٢) بن أحمد بن الحسن ابن البنّاء قراءة عليه وأنت تسمع ، فأقر به ، قال : أخبرنا أبو نصر محمد بن محمد بن عليّ الزّينبي ، قال : أخبرنا أبو طاهر محمد بن عبد الرحمن المخلّص ، قال : أخبرنا أبو القاسم عبد الله بن محمد بن عبد العزيز البغوي ، قال : حدثنا عبد الجبّار بن عاصم ، قال : حدثني عبيد الله ابن عمرو ، عن زيد بن أبي أنيسة ، عن عديّ بن ثابت الأنصاري ، عن أبي حازم الأشجعي ، عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «من تطهّر في بيته ثم مشى إلى بيت من بيوت الله ليقضي فريضة من فرائض الله كانت خطاه إحداهما تحطّ خطيئة والأخرى ترفع درجة» (٣).

__________________

(١) ترجمه المنذري في التكملة ٢ / الترجمة ١٦٤١ ، والذهبي في تاريخ الإسلام ١٣ / ٤٤٣ ، والمختصر المحتاج ٣ / ١٤٢ ، والمشتبه ٦٢٣ ، وابن ناصر الدين في توضيح المشتبه ٨ / ٣١٥.

(٢) في الأصل : «سعد» وليس بشيء.

(٣) حديث صحيح تقدم تخريجه في الترجمة ١٠١٨ ، وتكرر في الترجمة ١٨٠١.

٥٣٤

وتوفي علي هذا في ثامن عشري ذي الحجة سنة ست عشرة وست مئة ، ودفن بباب حرب.

٢٤٣٦ ـ عليّ (١) بن المبارك بن علي بن محمد بن جعفر بن هرثمة ، أبو الحسن بن أبي القاسم البيّع.

من أهل الكرخ ، كان يسكن بالقطيعة.

قرأ القرآن المجيد على أبي محمد بن عبيدة ، وشيئا من الأدب على الكمال أبي البركات عبد الرحمن بن محمد الأنباري النّحوي ، ثم على أبي الفرج محمد ابن الحسين المعروف بابن الدّبّاغ وغيرهما. وشهد عند قاضي القضاة أبي الحسن محمد بن جعفر العباسي في يوم الثلاثاء تاسع رمضان سنة أربع وثمانين وخمس مئة ، وزكّاه أبو الفتح محمد بن محمود ابن الحرّاني وأبو عبد الله محمد ابن أحمد ابن حمّاد الأنباري ، إلّا أنه عزل بعد قليل.

أنشدني مذاكرة للمتنبي :

وذي الدار أخون من مومس

وأختل من كفّة الحابل

تفانى الرجال على حبّها

وما يحصلون على طائل

وسمعته يقول : مولدي في ذي الحجة سنة أربع وخمسين وخمس مئة.

٢٤٣٧ ـ عليّ (٢) بن المبارك بن أحمد بن أحمد بن محمد ابن الطّاهريّ ، أبو الحسن بن أبي المجد.

من أهل الحريم الطّاهري ، يقال : إنّه من ولد طاهر بن الحسين الخزاعي.

سمع من أبي المعالي محمد بن محمد ابن اللّحّاس ، وأبي الفتح محمد بن عبد الباقي المعروف بابن البطّي ، وأبي المعالي عمر بن بنيمان المستعمل وأخيه

__________________

(١) ترجمه الصفدي في الوافي ٢١ / ٤٠٠.

(٢) ترجمه المنذري في التكملة ٣ / الترجمة ١٧٣٣ ، والذهبي في تاريخ الإسلام ١٣ / ٥١١ ، والمختصر المحتاج ٣ / ١٤٢.

٥٣٥

محمد ، وأبي المكارم محمد بن أحمد ابن الطّاهري وغيرهم. وصحب أبا السعود بن الشّبل الزّاهد. كتبنا عنه وعن أبيه.

قرأت على أبي الحسن عليّ بن المبارك بن أحمد ابن الطّاهري ، قلت له : أخبركم أبو المعالي محمد بن محمد ابن اللّحّاس قراءة عليه وأنت تسمع ، فأقرّ به ، قال : أخبرنا أبو القاسم عليّ بن أحمد بن محمد ابن البسري إجازة قال : أخبرنا أبو طاهر محمد بن عبد الرحمن المخلّص ، قال : أخبرنا أبو القاسم عبد الله بن محمد البغوي ، قال : حدثنا محمد بن حميد ، قال : حدثنا محمد بن إسماعيل ، قال : حدثنا زياد بن خيثمة ، عن أبي داود ، عن عبد الله بن سخبرة ، عن سخبرة ، قال : قال النّبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «من ابتلي فصبر ، وأعطي فشكر ، وظلم فاستغفر ، وظلم فغفر» ثم سكت ، قالوا : ما له؟ فقال : (أُولئِكَ لَهُمُ الْأَمْنُ وَهُمْ مُهْتَدُونَ) [الأنعام : ٨٢](١).

توفي عليّ هذا ليلة الخميس ثاني عشري ربيع الآخر سنة سبع عشرة وست مئة ، ودفن يوم الخميس بباب حرب.

٢٤٣٨ ـ عليّ (٢) بن المبارك بن عليّ بن فارس ، أبو الحسن بن أبي السّعادات يعرف بابن الوارث.

سمع الكثير بنفسه وكتب بخطّه الكتب الكبار والصّغار ، ولازم حلق الحديث من صباه إلى كهوليّته. وكتب عن جماعة ، منهم : أبو الرّبيع سليمان بن مروان ، وعتيق بن عيشون ، وأبو محمد عبد الله بن أحمد ابن الخشّاب النّحوي ، وأبو القاسم يحيى بن ثابت بن بندار ، وأبو محمد عبد الله بن منصور ابن

__________________

(١) إسناده ضعيف جدا ، أبو داود هو نفيع بن الحارث الأعمى مشهور بكنيته وهو متروك كذبه يحيى بن معين ، وعبد الله بن سخبرة مجهول.

أخرجه ابن أبي الدنيا في الشكر (٧٩) ، وهو في كنز العمال (٥٦١٦).

(٢) ترجمه المنذري في التكملة ٣ / الترجمة ١٩٤١ ، والذهبي في تاريخ الإسلام ١٣ / ٦١٧ ، والمختصر المحتاج ٣ / ١٤٢.

٥٣٦

الموصلي ، وأبو العباس أحمد بن المبارك ابن المرقّعاتي ، وأبو عبد الله مسلم بن ثابت بن جوالق ، وعمر بن هديّة السّمسار ومن بعدهم ، وحدّث عنهم. وكان صدوقا صحيح السماع.

سألته عن مولده فقال : في ذي الحجة سنة تسع وأربعين وخمس مئة.

وتوفي (في السادس والعشرين من شهر رمضان سنة عشرين وست مئة ، ودفن من يومه بمقبرة الزرادين) (١).

٢٤٣٩ ـ عليّ بن المبارك بن هبة الله بن محمد ابن الوزير أبي طالب محمد بن أيوب ، أبو الحسن بن أبي نصر بن أبي المظفّر بن أبي نصر بن أبي طالب الحاجب بالديوان العزيز ، مجّده الله.

من ساكني باب المراتب ، من بيت قديم أهل وزارة وتقدّم ، وجد جده أبو طالب بن أيوب كان وزير الإمام القائم بأمر الله رضي‌الله‌عنه.

وعليّ هذا سمع من جماعة ، منهم : أبو عبد الله محمد بن محمد بن السّكن ، وأبو الفتح عبيد الله بن عبد الله بن شاتيل ، وأبو منصور عبد الله بن محمد بن حمديّة ، وأبو القاسم هبة الله بن الحسن ابن السّبط وغيرهم ، وحدّث عنهم.

سألته عن مولده فقال : في سحرة الاثنين عاشر شعبان سنة اثنتين وخمسين وخمس مئة.

٢٤٤٠ ـ عليّ (٢) بن المبارك بن الحسن بن أحمد بن إبراهيم ، أبو

__________________

(١) ما بين الحاصرتين فراغ في الأصل ، وقد ذكر الذهبي وفاته في المختصر المحتاج منسوبا إلى المؤلف ، فقال : «توفي في رمضان سنة عشرين وست مئة» على عادته في الاختصار ، وما أثبتناه مستفاد من تكملة المنذري الذي ينقل من المؤلف عادة.

(٢) ترجمه المنذري في التكملة ٣ / الترجمة ٢٦٠٤ ، وأبو شامة في ذيل الروضتين ١٦٣ ، والذهبي في تاريخ الإسلام ١٤ / ٧٥ ، والمختصر المحتاج ٣ / ١٤٣ ، ومعرفة القراء ٢ / ٦٢٢ ، وتذكرة الحفاظ ٤ / ١٤٥٨ ، والصفدي في الوافي ٢١ / ٣٩٨ ، وابن الجزري

٥٣٧

الحسن بن أبي الفتح المقرئ الفقيه الشافعيّ.

من أهل واسط ، يعرف بابن باسوية (١) ، وهو لقب لأحمد جدّ أبيه. من أهل برجوني (٢) ، وهي محلة بشرقي واسط.

قرأ القرآن وتلقّنه من أحمد بن سالم البرجوني. ثم قرأ بالقراءات العشر على شيخنا أبي الحسن عليّ بن المظفّر خطيب شافيا ، وأبي بكر عبد الله بن منصور ابن الباقلاني. وسمع الحديث معنا بواسط من أبي طالب ابن الكتّاني ، وأبي نصر بن محمين البزّاز ، ومسعود بن عليّ بن قطرون ، وأحمد بن سالم وغيرهم.

وقدم بغداد وأقام بها للتفقه مدة على الشّيخ أبي طالب صاحب ابن الخل ، وبعده على الشّيخ أبي القاسم يعيش بن صدقة الفراتي بالمدرسة الكمالية بباب العامة المحروس. وسمع بها أيضا من جماعة ، منهم : أبو الفتح بن شاتيل ، وأبو المعالي ابن الفراوي النّيسابوري ، وغيرهما.

وسافر إلى الشّام ، وسكن بدمشق ، وأقرأ الناس القرآن الكريم بجامعها ، وحدّث بها ، وهو الآن هناك على طريقة حسنة (٣).

٢٤٤١ ـ عليّ (٤) بن المظفّر بن عليّ بن الحسين ، أبو القاسم ، يعرف

__________________

في غاية النهاية ١ / ٥٦٢ ، وابن تغري بردي في النجوم ٦ / ٢٩٢ ، والنعيمي في الدارس ١ / ٤٢١ ، وابن العماد في الشذرات ٥ / ١٤٩.

(١) قيده المنذري على قاعدة المحدثين في تقييد مثل هذه الأسماء ، يخالفون فيها النحويين ، فقال : بالباء بواحدة وبعد الألف سين مهملة مضمومة وبعد الواو الساكنة ياء آخر الحروف مفتوحة وبعدها تاء تأنيث.

(٢) هكذا سماها المؤلف ، وهو أعرف ببلده ، وسماها المنذري «برجونة» وقيدها بالحروف. أما ياقوت فسماها «برجونية» وقيدها بالحروف أيضا.

(٣) وتوفي في الثامن من شعبان سنة ٦٣٢ بدمشق ، ودفن بمقبرة باب الصغير ، كما ذكر المنذري.

(٤) ترجمه ابن النجار في التاريخ المجدد ، الورقة ٤١ (باريس) ، والذهبي في تاريخ الإسلام

٥٣٨

بابن الظّهيريّ.

من ساكني باب المراتب ، والد الأعزّ بن علي الذي قدّمنا ذكره (١).

سمع أبا عبد الله هبة الله بن أحمد الموصلي وأبا الغنائم محمد بن عليّ بن ميمون النّرسي وغيرهما ، وحدّث عنهم.

سمع منه القاضي أبو المحاسن عمر بن عليّ القرشي ، وأبو القاسم تميم بن أحمد ابن البندنيجي ، وروى لنا عنه أبو محمد بن الأخضر وغيرهم.

قرأت على أبي محمد عبد العزيز بن محمود بن المبارك ، قلت له : أخبركم أبو القاسم عليّ بن المظفّر بن عليّ ابن الظّهيري قراءة عليه ، قال : أخبرنا أبو عبد الله هبة الله بن أحمد ابن الموصلي ، قال : أخبرنا أبو القاسم عبد الملك بن محمد بن بشران ، قال : أخبرنا أبو سهل أحمد بن محمد بن زياد القطّان ، قال : حدثنا عبد الكريم بن الهيثم ، قال : حدثنا أبو اليمان ، قال : أخبرنا شعيب ، عن الزّهري ، عن جابر بن عبد الله الأنصاري ، أنّ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم كان يقوم يوم الجمعة إلى جذع منصوب في المسجد ، حتى إذا بدا له أن يتّخذ المنبر شاور فيه ذوي الرّأي من المسلمين ، فرأوا أن يتخذه ، فأعدّه رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، حتى جلس على المنبر. فلمّا فقده ذلك الجذع حنّ حنينا ، فقام رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم من مجلسه حتى جاءه فقام إليه فمسّه فهدأ ، ثم لم يسمع منه حنين بعد ذلك اليوم (٢).

قال أبو محمد ابن الخشّاب : سألته عن مولده فقال : في جمادى سنة خمس وتسعين وأربع مئة ، لم يحقّق أيّ جمادين.

أنبأنا الحافظ عمر بن عليّ بن الخضر القرشي ، قال : توفي أبو القاسم ابن

__________________

١٢ / ٥٠١ ، والمختصر المحتاج ٣ / ١٤٣.

(١) الترجمة ١٠٦٤.

(٢) إسناده ضعيف لانقطاعه ، فإن الزهري لم يسمع من جابر. على أن الحديث صحيح من حديث أنس وغيره (ينظر جامع الترمذي ٣٦٢٧ وتعليقنا عليه).

٥٣٩

الظّهري يوم الجمعة عاشر جمادى الآخرة سنة إحدى وسبعين وخمس مئة ، وكان خارجا من بيته إلى الجامع فجلس على دكّة في طريقه فمات فجاءة.

٢٤٤٢ ـ علي بن المظفر بن أحمد ابن البنّاء ، أبو الحسن الخيّاط الصّوفي.

كان يقيم برباط المأمونية. وقد سمع كثيرا من شيوخنا وصحب الصّوفية ، وسافر إلى الشّام ، وأقام بدمشق ، ودخل القدس. ثم عاد إلى بغداد وأقام بها إلى أن توفي ، وما بلغ أوان الرواية ، في يوم الجمعة تاسع عشري شعبان سنة ثمان وتسعين وخمس مئة ، ودفن في ذلك اليوم بمقبرة باب أبرز بالجانب الشرقي.

٢٤٤٣ ـ علي (١) بن منصور بن كوسا ، أبو الحسن الضّرير.

سمع أبا الحسين ابن الطّيوري وحدّث عنه في سنة إحدى وأربعين وخمس مئة. سمع منه أبو محمد ابن الخشّاب النّحوي.

٢٤٤٤ ـ عليّ (٢) بن منصور بن المظفّر الجوهريّ ، أبو الحسن ، يعرف بابن الزّاهدة.

من أهل باب الأزج. سمع من أبي الوقت السّجزي ، وأبي الفتح محمد بن عبد الله المعروف بابن البطّي وغيرهما. وروى شيئا يسيرا ، ولم يكن بذاك ، سامحه الله. كتبنا عنه أحاديث.

قرأت على أبي الحسن عليّ بن منصور ابن الزّاهدة : أخبركم أبو الوقت عبد الأوّل بن عيسى بن شعيب قراءة عليه ، فأقرّ به ، قال : أخبرنا أبو الحسن عبد الرحمن بن محمد الدّاوودي ، قال : أخبرنا أبو محمد عبد الله بن أحمد بن حمّوية ، قال : أخبرنا إبراهيم بن خريم الشّاشي ، قال : حدثنا عبد بن حميد

__________________

(١) ترجمه ابن النجار في التاريخ المجدد ، الورقة ٤٨ (باريس).

(٢) ترجمه ابن النجار في التاريخ المجدد ، الورقة ٤٨ (باريس) ، والمنذري في التكملة ٢ / الترجمة ١٢١٦ ، والذهبي في تاريخ الإسلام ١٣ / ١٩٥ ، والمختصر المحتاج ٣ / ١٤٤.

٥٤٠