ذيل تأريخ مدينة السلام - ج ٤

أبي عبد الله محمّد بن سعيد بن الدبيثي

ذيل تأريخ مدينة السلام - ج ٤

المؤلف:

أبي عبد الله محمّد بن سعيد بن الدبيثي


المحقق: الدكتور بشار عوّاد معروف
الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: دار الغرب الإسلامي ـ بيروت
الطبعة: ١
الصفحات: ٦٤٦

سألت عبد الرّحمن ابن الغزّال عن مولده فقال : في جمادى الآخرة سنة أربع وأربعين وخمس مئة.

وتوفي في ليلة الثّلاثاء يوم النّصف من شعبان سنة خمس عشرة وست مئة ، ودفن يوم الثلاثاء بباب حرب ، رحمه‌الله وإيانا.

١٨٢٤ ـ عبد الرّحمن (١) بن عليّ بن عبد الله ابن الأشقر ، أبو محمد المعروف بابن البرنيّ ، والد أبي طاهر محمد الذي سبق ذكره (٢).

من أهل الحربية.

سمع أبا الفتح نصر بن الحسن التّنكتي (٣) لما قدم بغداد ، وحدّث بها وروى عنه. سمع منه عبد المغيث بن زهير الحربي ، وثناء بن (أحمد) (٤) الجمعي. وحدّثنا عنه سبطه أبو منصور المظفر بن إبراهيم المقرئ.

قرأت على أبي منصور المظفّر بن إبراهيم بن محمد الحربي من أصل سماعه ، قلت له : أخبرك جدّك لأمّك أبو محمد عبد الرّحمن بن عليّ بن عبد الله قراءة عليه وأنت تسمع في سنة ثلاثين وخمس مئة ، فأقرّ به ، قال : أخبرنا أبو الفتح نصر بن الحسن الشّاشي قراءة عليه وأنا أسمع ، قال : أخبرنا أبو بكر أحمد ابن منصور بن خلف النّيسابوري ، قال : حدثنا محمد بن صالح بن هانئ ، قال : حدثنا السّريّ بن خزيمة ، قال : حدثنا أحمد بن أسد الكوفي قال : حدثنا محمد

__________________

وحديث أوسط أخرجه الطيالسي (٥) ، والحميدي (٧) ، وابن أبي شيبة ٨ / ٥٣٠ ، وأحمد ١ / ٣ ، والبخاري في الأدب المفرد (٧٢٤) ، وابن ماجة (٣٨٤٩) وتمام تخريجه فيه.

(١) ترجمه ابن نقطة في إكمال الإكمال ١ / ٣٧٥ ، والذهبي في المشتبه ٨٥ وسماه : علي بن عبد الرحمن ، انقلب عليه ، وابن ناصر الدين في توضيح المشتبه ١ / ٤١٧ ، وابن حجر في تبصير المنتبه ١ / ١٣٣.

(٢) الترجمة ٢٥١.

(٣) منسوب إلى «تنكت» مدينة من مدن الشاش.

(٤) ما بين الحاصرتين فراغ في الأصل ، وهو ثناء بن أحمد بن محمد بن علي البغدادي الآجري الملاء الجمعي المتوفى سنة ٦٠٥ ، وقد تقدمت ترجمته في هذا الكتاب ، الترجمة ١١٣٩.

٤١

ابن فضيل ، عن يحيى بن سعيد ، عن أبي سلمة ، عن أبي هريرة ، قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «من صام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له كلّ ذنب» (١).

١٨٢٥ ـ عبد الرّحمن (٢) بن عليّ بن عليّ بن عبد الله الأمين ، أبو محمد بن أبي منصور المعروف بابن سكينة ، أخو أبي أحمد عبد الوهّاب ، وعبد الرحمن هذا هو الأسن.

سمع أباه وجدّه لأمّه شيخ الشّيوخ أبا البركات إسماعيل بن أحمد النّيسابوري ، وأبا القاسم هبة الله بن محمد بن الحصين ، وزاهر بن طاهر الشّحّامي ، ومحمد بن حمّوية الجويني وغيرهم. وأقام برباط بهروز مدة يخدم الصّوفية فيه. ثم سافر عن بغداد ، وما أعلم أنّه حدّث بها ، نحو الشّام ، فتوفي في سفره بحلب أو بغيرها. ومولده في محرم سنة سبع عشرة وخمس مئة فيما ذكر أخوه عبد الوهاب.

قال صدقة بن الحسين النّاسخ في «تاريخه» : وفي يوم الأربعاء ثامن عشري صفر سنة ثلاث وستين وخمس مئة وردت الأخبار بموت عبد الرّحمن بن سكينة في الغربة.

١٨٢٦ ـ عبد الرّحمن (٣) بن عليّ ابن الشّرابيّ ، أبو محمد الزّاهد.

من أهل الحريم الطّاهريّ.

كان منقطعا في مسجد على دجلة بمشرعة باب الطّاق يتعبّد فيه ، وربّما كان ينسخ في وقت ويغشاه النّاس على طريقة حميدة.

بلغني أنّه سمع من أبي الوقت السّجزي ، حدثني عنه بعض أصحابنا حكاية ، وما كتبت عنه شيئا.

__________________

(١) حديث صحيح تقدم تخريجه في الترجمة ٣١٦ ، وتكرر في الترجمة ١١٣٩ أيضا.

(٢) ترجمه الذهبي في تاريخ الإسلام ١٢ / ١٩٩ ، والمختصر المحتاج ٢ / ٢٠٥.

(٣) ترجمه المنذري في التكملة ١ / الترجمة ٤٠٢.

٤٢

حدثني أبو يعقوب يوسف بن عمر الفقير ، قال : سمعت عبد الرحمن بن عليّ ابن الشّرابي بمسجده بباب الطّاق يقول : ذكر القاضي أبو الحسين ابن الفرّاء في كتاب «طبقات أصحاب أحمد بن حنبل رحمه‌الله» (١) أنّ ابن بطّة العكبري اجتاز بالأحنف العكبري فقام له ، فكره ابن بطّة قيامه له ، وأنكره فأنشأ الأحنف يقول :

لا تلمني على القيام فحقّي

حين تبدو أن لا أملّ القياما

أنت من أكرم البريّة عندي

ومن الحقّ أن أجلّ الكراما

توفي عبد الرّحمن ابن الشّرابي في ليلة يوم الفطر سنة ثلاث وتسعين وخمس مئة ، ودفن بباب حرب.

١٨٢٧ ـ عبد الرّحمن (٢) بن عليّ بن محمد بن عليّ بن عبيد الله بن عبد الله بن حمّادي بن أحمد بن محمد بن جعفر الجوزي بن عبد الله بن القاسم بن النّضر بن القاسم بن محمد بن عبد الله بن عبد الرحمن بن القاسم ابن محمد بن أبي بكر الصّدّيق ، أبو الفرج بن أبي الحسن القرشيّ التّيميّ الفقيه الحنبليّ الواعظ الحافظ.

صاحب التّصانيف في فنون العلم (٣) من التّفسير ، وعلم النّاسخ والمنسوخ والفقه والحديث والوعظ والتّاريخ وغير ذلك من أنواع العلوم ، وإليه انتهت معرفة الحديث وعلومه والوقوف على صحيحه وسقيمه ، وفهم معانيه وفقهه ، وله في المصنّفات المفيدة من المسانيد والأبواب ومعرفة ما يحتجّ به في أبواب الفقه وما لا يحتجّ به من الأحاديث الواهية والموضوعات وغير ذلك ما يحتاج

__________________

(١) الطبقات ٢ / ١٤٧ (ط. دار المعرفة).

(٢) ترجم له الجم الغفير استوعبنا الكثير منهم في تعليقنا على التكملة للحافظ المنذري ١ / الترجمة ٦٠٨ ، وسير أعلام النبلاء ٢١ / ٣٦٥ ، فراجعهما.

(٣) ألف صديقنا الأديب الأريب العالم عبد الحميد العلوجي ـ يرحمه‌الله ـ كتابا في مصنفاته طبع ببغداد سنة ١٩٦٥.

٤٣

إليه من معرفة الرّجال والرّواة والأسماء والكنى والألقاب. وله أيضا في الوعظ المؤلّفات الحسنة والكتب المفيدة بالعبارة الرّائقة والإشارة الفائقة ، والمعاني الدّقيقة ، والاستعارة الرّشيقة. وكان من أحسن النّاس في ذلك كلاما ، وأعذبهم لسانا ، وأجودهم بيانا.

تفقه على أبي بكر الدّينوري. وقرأ الوعظ على الشّريف أبي القاسم العلوي الهروي ، وعلى أبي الحسن ابن الزّاغوني. وقرأ الأدب على أبي منصور ابن الجواليقي.

وسمع الحديث من أبي الحسن عليّ بن عبد الواحد الدّينوريّ ، والبارع أبي عبد الله ابن الدّبّاس ، وأبي القاسم بن الحصين ، وأبي غالب ابن البنّاء ، وأبي بكر المزرفي ، والشريف أبي السّعادات المتوكّلي ، وأبي غالب الماوردي البصري ، وأبي عبد الله بن خسرو البلخي ، وأبي منصور القزّاز ، والقاضي أبي بكر الفرضي ، وإسماعيل ابن السّمرقندي. ومن الغرباء مثل الشريف أبي القاسم عليّ ابن يعلى العلوي ، وأبي سعد إسماعيل بن أبي صالح المؤذّن ، وعبيد الله بن أبي عاصم الهروي ، وأبي نصر بن مندة ، وأبي الفتح الكروخي ، وأبي الوقت السّجزي ، وخلق غير هؤلاء.

وجمع لنفسه «مشيخة» (١) ذكر فيها شيوخه وأحوالهم وروى فيها عن كلّ واحد حديثا ، وبورك له في علمه وسنّه ، فروى الكثير ، وسمع النّاس منه أكثر من أربعين سنة ، وحدّث بمصنّفاته مرارا. سمعت منه كثيرا ، وكتبت عنه ، ونعم الشّيخ كان ثقة ومعرفة وصدقا.

قرأت على الشّيخ أبي الفرج عبد الرحمن بن عليّ بن محمد ابن الجوزي

__________________

(١) حققها محمد محفوظ ، ونشرتها الشركة التونسية للتوزيع سنة ١٩٧٧ حيث طبعت بتونس على نفقة دولة قطر. كما طبعت ببغداد أيضا.

٤٤

في «مشيخته» (١) قلت له : أخبركم أبو الحسن عليّ بن عبد الواحد بن أحمد الدّينوري بقراءة الشّيخ أبي الفضل بن ناصر عليه وأنت تسمع في جمادى الآخرة من سنة عشرين وخمس مئة ، فأقرّ بذلك ، قال : أخبرنا أبو الحسن عليّ بن عمر ابن محمد القزويني ، قال : أخبرنا أبو بكر أحمد بن إبراهيم بن شاذان ، قال : أخبرنا أبو القاسم عبد الله بن محمد بن عبد العزيز البغوي ، قال : حدثنا أبو عبد الله أحمد بن محمد بن حنبل ، قال : حدثنا يحيى بن سعيد ، عن شعبة ، قال : حدثني أبو جمرة (٢) ، قال : سمعت ابن عبّاس يقول : إنّ وفد عبد القيس لما قدموا على رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم أمرهم بالإيمان بالله ، قال : أتدرون ما الإيمان بالله؟

قالوا : الله ورسوله أعلم. قال : شهادة أن لا إله إلّا الله وأنّ محمدا رسول الله ، وإقام الصّلاة ، وإيتاء الزّكاة ، وصوم رمضان ، وأن تعطوا الخمس من المغنم».

قال شيخنا أبو الفرج : أخرجه البخاري (٣) عن عليّ بن الجعد عن شعبة ، وأخرجه مسلم (٤) عن أبي بكر بن أبي شيبة (٥) عن غندر عن شعبة.

أنشدنا الشّيخ أبو الفرج ابن الجوزي بواسط لنفسه :

يا ساكن الدّنيا تأهّب

وانتظر يوم الفراق

وأعدّ زادا للرّحي

ل فسوف يحدى بالرّفاق

وابك الذّنوب بأدمع

تنهلّ من سحب المآق

يا من أضاع زمانه

أرضيت ما يفنى بباق

__________________

(١) المشيخة ، الشيخ الخامس ٧٠ فما بعد ، وقد سقط منها إسناد الحديث.

(٢) اسمه نصر بن عمران بن عصام الضبعي البصري.

(٣) البخاري في الإيمان من صحيحه ١ / ٢٠ (٥٣) وفي خبر الواحد منه ٩ / ١١١ (٧٢٦٦) ، وله طرق أخرى عنده عن غير علي بن الجعد.

(٤) مسلم ١ / ٣٥ (١٧) (٢٤).

(٥) وهو في مصنفه ١١ / ٦ و ١٢ / ٢٠٢ وقرن به أبا موسى ومحمد بن بشار بندار ، ثلاثتهم عن غندر.

٤٥

وأنشدنا أيضا لغيره :

إذا رضيت بميسور من القوت

أصبحت في النّاس حرّا غير ممقوت

يا قوت نفسي إذا ما درّ جلفك لي

فلست آسي على درّ وياقوت

سألت الشّيخ أبا الفرج ابن الجوزي عن مولده غير مرّة وفي كلها يقول : ما أحققه ولكن يكون تقريبا في سنة عشر وخمس مئة.

وقال القاضي عمر بن عليّ القرشي : سألت أبا محمد ابن الجوزي عن مولد أخيه أبي الفرج فقال ما يدل أنه في سنة ثمان وخمس مئة ، والله أعلم.

وتوفي بعد صلاة المغرب من ليلة الجمعة ثاني عشر شهر رمضان من سنة سبع وتسعين وخمس مئة بالجانب الغربي من مدينة السّلام في دار له قريبة من قبر معروف الكرخي بمحلة قطفتا ، ونودي بالصّلاة عليه في جانبي بغداد يوم الجمعة ، فحضر خلق كثير من الفقهاء والعلماء والأكابر عند داره ، وحضرت الصّلاة عليه ضحى اليوم المذكور بين التّربة والرّباط ، تربة الجهة الشّريفة والدة سيّدنا ومولانا الإمام النّاصر لدين الله أمير المؤمنين قدّس الله روحها ، وتقدّم في الصّلاة ولده الأسن أبو القاسم عليّ ، وحمل جنازته النّاس إلى جامع المنصور فصلّي عليه مرّة ثانية ، ثم حمل إلى مقبرة باب حرب ، فدفن هناك ، وتبع جنازته خلق كثير ، رحمه‌الله وإيانا.

١٨٢٨ ـ عبد الرّحمن (١) بن عليّ بن عبد الرحمن ، أبو القاسم البيّع ، وجدّه يعرف بعصيّة (٢) ، وعبد الرحمن هذا يعرف بابن أبي

__________________

(١) ترجمه ابن نقطة في إكمال الإكمال ٤ / ١٧٥ ، والمنذري في التكملة ٢ / الترجمة ٨٨٧ ، والنجيب عبد اللطيف الحراني في مشيخته ، الورقة ٨٢ ـ ٨٣ ، والذهبي في تاريخ الإسلام ١٣ / ٣٧ ، والمختصر المحتاج ٢ / ٢٠٨ ، والمشتبه ٤٦٣ ، وابن ناصر الدين في توضيح المشتبه ٦ / ٢٨٩ ، وابن حجر في تبصير المنتبه ٣ / ٩٥٦.

(٢) قال المنذري : بفتح العين وكسر الصاد المهملتين ، وتشديد الياء آخر الحروف وفتحها وبعدها تاء تأنيث.

٤٦

اللّيّات (١).

من أهل الحربية.

سمع القاضي أبا بكر محمد بن عبد الباقي الأنصاريّ ، وأبا منصور عبد الرحمن بن محمد بن زريق ، وأبا محمد يحيى بن عليّ ابن الطّرّاح ، وأبا القاسم عبد الرّحمن بن طاهر الميهني ، وأبا منصور محمد بن عبد الملك بن خيرون ، وأبا الفتح عبد الملك بن أبي القاسم الكروخي ، وروى عنهم. سمعنا منه.

قرأت على أبي القاسم عبد الرحمن بن عليّ بن عبد الرحمن بمنزله بالحربية ، قلت له : أخبركم القاضي أبو بكر محمد بن عبد الباقي بن محمد الفرضي قراءة عليه وأنت تسمع ، فأقرّ به ، قال : حدثنا أبو محمد الحسن بن عليّ ابن محمد الجوهري إملاء ، قال : حدثنا أبو عبد الله الحسين بن عمر بن عمران الضّرّاب ، قال : حدثنا محمد بن محمد بن سليمان الباغندي ، قال : حدثنا أبو بكر ابن أبي شيبة ، قال : حدثنا محمد بن الفضيل ، عن يحيى بن سعيد ، عن أبي سلمة ، عن أبي هريرة ، قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «من صام رمضان وقامه غفر له ذنبه» (٢).

توفي عبد الرحمن بن عصيّة يوم الأحد سادس عشر جمادى الأولى سنة إحدى وست مئة ، ودفن يوم الاثنين سابع عشره بباب حرب ، وقد نيّف على السّبعين.

١٨٢٩ ـ عبد الرّحمن (٣) بن عليّ بن أحمد ابن التّانرايا (٤) ، أبو

__________________

(١) قال المنذري : بكسر اللام وتشديدها وبعد الألف تاء ثالث الحروف.

(٢) حديث صحيح تقدم تخريجه في الترجمة ٣١٦ ، وتكرر في الترجمتين ١١٣٩ و ١٨٢٤.

(٣) ترجمه ابن المستوفي في تاريخ إربل ٣١٧ ، والمنذري في التكملة ٣ / الترجمة ٢٢٤٧ ، والذهبي في تاريخ الإسلام ١٣ / ٨١٣ ، وابن رجب في الذيل على طبقات الحنابلة ٢ / ١٧٣ ، وابن العماد في الشذرات ٥ / ١١٩.

(٤) في تاريخ الإسلام بالزاي بدل الراء ، ونقل ابن رجب عن عبد الصمد بن أبي الجيش قوله :

٤٧

محمد الواعظ.

تفقه على مذهب أبي عبد الله أحمد بن حنبل رحمه‌الله على أبي الفتح ابن المنّي ، وقرأ الوعظ على أبي الفرج ابن الجوزي ، وسمع منهما ، ومن أبي محمد عبد الغني بن الحسين ابن العطّار الهمذاني ، وغيرهم. وتولّى رباط الزّوزني مشيخة ونظرا. وروى عن سيّدنا ومولانا الإمام المفترض الطاعة على كافة الأنام النّاصر لدين الله أمير المؤمنين ـ خلّد الله ملكه ـ بالإجازة له منه ، وحدّث بجامع القصر الشّريف ، والله الموفق (١).

١٨٣٠ ـ عبد الرّحمن (٢) بن عيسى بن عليّ البزوريّ ، أبو الفرج الواعظ.

من أهل باب البصرة.

صحب الشّيخ أبا الفرج ابن الجوزي ، وأخذ عنه الوعظ ، وقرأ عليه شيئا من تصانيفه ، وتكلّم على الأعواد بكلامه ثم هجره وفارقه بعد أن عرف به.

سمع أبا الوقت السّجزي ، وأبا المظفّر ابن الشّبلي ، وأبا المعالي ابن اللّحّاس العطّار ، وأبا الحسن ابن العلبي ، وجماعة سواهم. وحدّث بجامع المنصور مدة ،

__________________

كان أصله من العجم ، وسبب هذا اللقب أن بعض أجداده كان يقول : إن بيتنا في التاني رايا ، فلقب هذا اللقب.

(١) وتوفي في ليلة الخامس والعشرين من جمادى الآخرة سنة ٦٢٦ ، ودفن بمقبرة باب حرب ، كما ذكر المنذري وغيره.

(٢) ترجمه ابن نقطة في إكمال الإكمال ١ / ٤٠١ ، وسبط ابن الجوزي في مرآة الزمان ٨ / ٥٣٧ ، والمنذري في التكملة ٢ / الترجمة ١٠٢٨ ، وأبو شامة في ذيل الروضتين ٦٢ ، وابن الساعي في الجامع المختصر ٩ / ٢٤٩ ، والذهبي في تاريخ الإسلام ١٣ / ٩٧ ، والمختصر المحتاج ٢ / ٢٠٨ ، وابن كثير في البداية والنهاية ١٣ / ٥٠ ، وابن رجب في الذيل على طبقات الحنابلة ٢ / ٤١ ، والعيني في عقد الجمان ١٧ / الورقة ٣١٢ ، وابن العماد في الشذرات ٥ / ١٧ ، والقنوجي في التاج المكلل ٢١٨.

٤٨

وسمع منه جماعة من أصحابنا. وقد سمع معنا من جماعة من شيوخنا.

توفي في ليلة الاثنين سادس شعبان سنة أربع وست مئة ، وصلّي عليه يوم الاثنين بجامع المنصور ، وحمل إلى مقبرة باب حرب ، فدفن هناك.

١٨٣١ ـ عبد الرّحمن بن عرفة ، غير منسوب ولا مكنّى.

ذكره أبو بكر بن كامل في شيوخه ، وقال : أنشدني للوزير ربيب الدّولة أبي منصور الحسين ابن الوزير أبي شجاع الرّوذراوري :

ولمّا أتاني بعد يأس كتابه

وصرّح بالشّوق المبرّح ما أكنى

ترشّفته حتّى توهّمت أنّه

كتابي وقد أوتيته بيدي اليمنى

١٨٣٢ ـ عبد الرّحمن بن فتيان بن الحسن بن عمر بن محمد بن إسماعيل الفارقيّ الأصل البغداديّ المولد والدّار ، أبو محمد ، وقيل : أبو الحسين ، الحدّاد.

سمع أبا القاسم هبة الله بن محمد بن الحصين ، وأبا الحسن عليّ بن عبيد الله ابن الزّاغوني ، وغيرهما.

سمع منه القاضي عمر بن عليّ القرشيّ وأمثاله ، ومن بعده أبو عبد الله محمد بن عثمان الواعظ ، وأبو بكر عبد الله بن أحمد الخبّاز وغيرهما.

١٨٣٢ ـ عبد الرّحمن (١) بن محمد (٢) بن حميلة العجّان ، أبو الفضل المجلّد.

سمع أبا عثمان إسماعيل بن محمد بن ملّة الأصبهاني ، وروى عنه. سمع منه القاضي أبو المحاسن الدّمشقي وأخرج عنه حديثا في «معجم شيوخه».

__________________

(١) ترجمه ابن نقطة في إكمال الإكمال ٢ / ٥٦ ، والذهبي في المشتبه ١٧٧ ، وابن ناصر الدين في توضيح المشتبه ٢ / ٤٥٠ ، وابن حجر في تبصير المنتبه ١ / ٢٦٦.

(٢) هكذا في النسختين ، وهو اختيار المؤلف ، يدل عليه ترتيب أسماء الآباء ، وفي إكمال ابن نقطة ومن نقل عنه : «علي».

٤٩

أنبأنا أبو المحاسن بن أبي الحسن الحافظ ، قال : أخبرنا أبو الفضل عبد الرّحمن بن محمد بن حميلة ، قال : حدثنا أبو عثمان إسماعيل بن محمد بن ملّة ، قال : حدثنا عبد العزيز بن أحمد بن فاذوية ، قال : حدثنا عبد الله بن محمد ابن حبّان ، قال : حدثنا أبو يعلى أحمد بن عليّ الموصلي ، قال : حدثنا محمد بن يحيى بن سعيد القطّان ، قال : حدثنا أبي ، قال : حدثنا عبيد الله بن عمر ، قال : حدثنا سعيد بن أبي سعيد المقبري ، عن أبيه ، عن أبي هريرة ، قال : قيل يا رسول الله من أكرم النّاس؟ قال : أتقاهم لله. قالوا : ليس عن هذا نسألك. قال : فيوسف نبيّ الله ابن نبي الله ابن نبيّ الله ابن خليل الله. قالوا : ليس عن هذا نسألك. قال : فعن معادن العرب ، قال : خيارهم في الجاهلية خيارهم في الإسلام إذا فقهوا (١).

قال القرشيّ : سألت أبا الفضل بن حميلة عن مولده فقال : في سنة خمس مئة.

وتوفي في ليلة الثلاثاء ثامن عشري ذي القعدة سنة اثنتين وستين وخمس مئة.

١٨٣٤ ـ عبد الرّحمن بن محمد بن حمزة بن يوسف ، أبو بكر بن أبي محمد الصّوفيّ يعرف بابن الشّروطي.

كان يسكن بقراح ظفر ، وله هناك رباط يقيم فيه ويزوره النّاس ، وربّما وعظ وتكلّم على طريقة القوم. وصحب الشّيخ حمّادا الدّبّاس الزاهد وعلّق عنه كلامه ، وانتفع بخدمته.

قال القاضي عمر بن عليّ القرشي : وكان يرجع إلى مجاهدة ، يعني عبد الرحمن هذا ، وصلاح. وقد سلك الطريق على قاعدة القوم ، وفتح عليه ،

__________________

(١) حديث سعيد المقبري عن أبي هريرة في الصحيحين : البخاري ٤ / ١٧٠ (٣٣٥٣) و ٤ / ٢١٦ (٣٤٩٠) ، ومسلم ٧ / ١٠٣ (٢٣٧٨).

٥٠

وصنّف ، ووعظ النّاس ، وانتفع به. وقد سمع طرفا من الحديث من أبيه ، ومن أبي عليّ بن قنين ، وأبي بكر محمد بن عبد الله البغدادي الواعظ ، وغيرهم ، وحدّث. آخر كلام القرشي.

قلت : وقد سمع منه القاضي عمر القرشي ، وأبو طالب عبد الرحمن بن محمد الهاشمي ، وغيرهما.

أنشدني أبو طالب عبد الرّحمن بن محمد بن أبي المظفّر الهاشمي لفظا ، قال : أنشدني أبو بكر عبد الرحمن بن محمد بن حمزة المعروف بابن الشّروطي الصّوفي برباطه بقراح ظفر في صفر سنة سبع وخمسين وخمس مئة ، وذكر أنّه فتح له وهتف به :

كم بين ساق العرش من ساق الثّرى

هيهات طال تفكّري وعجابي

اللّوح والقمر المنير تعجّبا

من نشر آياتي وبث خطابي

إيّها عبيد فقهت عنّي فاعلمن

انبيك من لدّني بكل صواب

قال لي أبو طالب عبد الرّحمن بن محمد الهاشميّ : سألت أبا بكر ابن الشّروطي عن مولده ، فقال : في سنة تسع وسبعين وأربع مئة في ربيع الأول.

وأخبرني القاضي عمر بن عليّ الحافظ إذنا ، ومن خطّه نقلت ، قال : توفي أبو بكر ابن الشّروطي في أوائل سنة سبع وستين وخمس مئة.

١٨٣٥ ـ عبد الرّحمن بن محمد بن عبد الرّحمن ، أبو بكر الحمّاميّ.

أظنه من أهل الجانب الغربي.

سمع أبا القاسم هبة الله بن أحمد الحريري ، وروى عنه. سمع منه القاضي عمر القرشيّ وأخرج عنه حديثا في «معجم شيوخه».

أنبأنا أبو المحاسن عمر بن أبي الحسن الدّمشقي ، قال : أخبرنا أبو بكر عبد الرحمن بن محمد الحمّامي ، قال : أخبرنا أبو القاسم هبة الله بن أحمد بن عمر المقرئ ، قال : أخبرنا أبو الحسن عليّ بن أحمد الهكّاري ، قال : حدثنا أبو

٥١

القاسم عبد الملك بن محمد بن بشران ، قال : حدثنا أحمد بن الفضل بن خزيمة ، قال : حدثنا أحمد بن موسى بن أبي عمران ، قال : حدثنا قرّة بن حبيب ، قال : حدثنا اليمان بن المغيرة ، عن عكرمة ، عن ابن عبّاس ، قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «كلّ شيء جاوز الكعب من الإزار فهو في النّار» (١).

قال القرشي : سألته ، يعني عبد الرحمن الحمّامي ، عن مولده فقال : في سنة ثلاث وعشرين وخمس مئة تقريبا.

١٨٣٦ ـ عبد الرّحمن بن محمد بن عبد الرّحمن بن عبد الكريم ، أبو مسلم.

من أهل البصرة ، ويعرف بابن النّهاونديّ.

شابّ صالح ، طلب الحديث ، فسمع ببلده عن أبي جعفر المبارك بن محمد الكتّاني وغيره ، وبواسط من أبي طالب محمد بن علي المحتسب وغيره.

وقدم بغداد في سنة ثلاث وسبعين وخمس مئة وسمع بها الكثير بنفسه. وقرأ على الشّيوخ كأبي محمد لاحق بن علي بن كاره ، وأبي شاكر يحيى بن يوسف صاحب ابن بالان ، والكاتبة شهدة بنت أحمد الإبري ، وتجنّي بنت عبد الله الوهبانية ، وأبي الحسين عبد الحق بن عبد الخالق بن يوسف وجماعة من أمثالهم. وكتب بخطّه ، وكان حسن الخطّ ، جيّد النّقل ، له فهم.

وعاد إلى بلده ، وأظنه حدّث هناك بشيء. ولقيته بواسط ، وسمع معي بها ، وكان لي صديقا. وتوجه منها منحدرا إلى البصرة مريضا ، فتوفي قبل وصوله إليها في ذي القعدة من سنة خمس وسبعين وخمس مئة ، وحمل ميتا فدفن بها ، وما أظنّه بلغ الأربعين من عمره ، والله أعلم.

__________________

(١) إسناده ضعيف لضعف اليمان بن المغيرة.

أخرجه الطبراني كما في مجمع الزوائد ٥ / ١٥٤ حديث (٨٥٢٧).

٥٢

١٨٣٧ ـ عبد الرّحمن (١) بن محمد بن عبيد الله بن أبي سعيد الأنباريّ ، أبو البركات الملقّب بالكمال النّحويّ ، الشّيخ الصّالح صاحب التّصانيف الحسنة المفيدة في النّحو وغيره.

كان فاضلا عالما زاهدا ، سكن بغداد من صباه إلى أن توفي بها. وتفقّه على مذهب الشافعي رضي‌الله‌عنه على الشّيخ أبي منصور ابن الرّزّاز بالمدرسة النّظامية ، ويقال : أعاد الدّرس لمدرسيها. وقرأ النّحو على النّقيب أبي السّعادات ابن الشّجري وغيره إلا أنّه لم يكن ينتمي في الأدب إلا إليه. وقرأ اللّغة على الشّيخ أبي منصور ابن الجواليقي.

وبرع في الأدب وصار شيخ وقته فيه ، ودرّس بالمدرسة النّظامية النّحو ، وأقرأ النّاس بها مدة. ثم انقطع في منزله مشتغلا بالعلم والعبادة ، وأقرأ النّاس العلم على طريقة سديدة وسيرة جميلة من الورع والمجاهدة والتّقلّل والنّسك وترك الدّنيا ومجانبة أهلها.

واشتهرت تصانيفه ، وظهرت مؤلفاته ، وتردّد الطّلبة إليه وأخذوا عنه واستفادوا منه.

وروى الحديث عن أبيه ، وعن أبي الفوارس خليفة بن محفوظ الأنباري ، وعن أبي بكر محمد بن عبد الله بن حبيب العامريّ ، وعن أبي الفضل محمد بن محمد بن عطّاف ، وأبي بكر محمد بن القاسم ابن الشّهرزوري ، وأبي منصور

__________________

(١) ترجمه ابن الأثير في الكامل ١١ / ٤٧٧ ، والقفطي في إنباه الرواة ٢ / ١٧١ ، وسبط ابن الجوزي في المرآة ٨ / ٣٦٨ ، وابن خلكان في وفيات الأعيان ٣ / ١٣٩ ، وابن الفوطي في تلخيص مجمع الآداب نقلا من هذا الكتاب ٥ / الترجمة ٣٩٥ ، والذهبي في تاريخ الإسلام ١٢ / ٥٩٩ ، وسير أعلام النبلاء ٢١ / ١١٣ ، والعبر ٤ / ٢٣١ ، والمختصر المحتاج ٢ / ٢٠٩ ، والصفدي في الوافي ١٨ / ٢٤٧ ، والسبكي في طبقاته الكبرى ٧ / ١٥٥ ، والإسنوي في طبقاته ١ / ٢٠ ، وابن كثير في البداية ١٢ / ٣١٠ ، والعيني في عقد الجمان ١٦ / الورقة ٦٤١ ، والسيوطي في البغية ٢ / ٨٦ ، وابن العماد في الشذرات ٤ / ٢٥٨.

٥٣

محمد بن عبد الملك بن خيرون ، والأمير أبي نصر أحمد ابن نظام الملك الحسن ابن عليّ بن إسحاق الطّوسي ، وأبي الفضل أحمد بن طاهر الميهني ، وغيرهم.

وسمع منه جماعة من أقرانه مثل أبي المحاسن محمد بن عبد الملك الهمذاني وغيره. وكتب عنه أيضا القاضي عمر بن عليّ القرشي ، والحافظ أبو بكر محمد بن موسى الحازميّ ، وغيرهما. وسمعت منه وكتبت عنه شيئا من شعره ، وأجاز لي رواية كلّ ما كان عنده ، ونعم الشّيخ كان.

أنشدني الشّيخ أبو البركات عبد الرّحمن بن محمد الأنباريّ من لفظه برباطه بشرقي بغداد في الخاتونية الخارجة في سنة ست وسبعين وخمس مئة لنفسه (١) :

تدرّع بجلباب القناعة والياس

وصنه عن الأطماع في أكرم النّاس

وكن راضيا بالله تحيا منعّما

وتنج من الضّرّاء والبؤس والباس

فلا تنس ما أوصيته من وصيّة

أخيّ ، وأيّ النّاس من ليس بالنّاسي

وأنشدني أيضا لنفسه في التّصوّف (٢) :

دع الفؤاد بما فيه من الحرق

ليس التّصوّف بالتّلبيس والخرق

بل التّصوّف صفو القلب من كدر

ورؤية الصّفو فيه أعظم الخرق

وصبر نفس على أدنى مطاعمها (٣)

وعن مطامعها في الخلق بالخلق

وترك دعوى بمعنى فيه حقّقه

فكيف دعوى بلا معنى ولا خلق

أنبأنا عمر بن عليّ بن الخضر الحافظ ، قال : سألت عبد الرحمن الأنباري عن مولده فقال : في شهر ربيع الآخر سنة ثلاث عشرة وخمس مئة.

قلت : وتوفي في ليلة الجمعة تاسع شعبان سنة سبع وسبعين وخمس مئة ، ودفن يوم الجمعة بباب أبرز بتربة الشيخ أبي إسحاق الشّيرازي.

__________________

(١) الأبيات في إنباه الرواة ٢ / ١٧٠ ـ ١٧١.

(٢) الأبيات في الإنباه أيضا ٢ / ١٧١.

(٣) في الإنباه : «مطامعها» ، وما هنا أحسن.

٥٤

١٨٣٨ ـ عبد الرّحمن بن محمد بن النّفيس ابن الخطيب ، أبو الفتح الشّاهد.

من أهل الأنبار ؛ من بيت العدالة والخطابة والرّواية بالأنبار.

شهد ببغداد عند قاضي القضاة أبي الحسن عليّ بن أحمد ابن الدّامغاني في ولايته الثّانية يوم الأربعاء حادي عشر ذي القعدة سنة خمس وسبعين وخمس مئة ، وزكّاه العدلان أبو جعفر محمد بن عبد الواحد ابن الصّبّاغ وأبو جعفر هارون بن محمد ابن المهتدي بالله الخطيب ، وأظنّه تولّى قضاء الأنبار أيضا ، والله أعلم.

١٨٣٩ ـ عبد الرّحمن (١) بن محمد بن عبد القادر بن محمد بن عبد القادر بن يوسف ، أبو الفرج بن أبي الحسن بن أبي طالب بن أبي بكر.

من بيت مشهور بالرّواية والتّحديث والثّقة والصّلاح. وقد تقدّم ذكر أبيه (٢).

وعبد الرحمن هذا أحد الشّهود المعدّلين ؛ شهد أيضا عند قاضي القضاة أبي الحسن ابن الدّامغاني في الولاية الثانية يوم الثلاثاء تاسع صفر سنة اثنتين وسبعين وخمس مئة ، وزكّاة العدلان أبو المظفّر أحمد بن أحمد بن حمدي والخطيب أبو جعفر ابن المهتدي بالله.

وقد سمع الحديث من جماعة منهم : أبو القاسم هبة الله بن محمد بن الحصين ، وأبو القاسم هبة الله بن أحمد ابن الطّبر الحريري ، وغيرهما. سمع منه القاضي عمر القرشي وجماعة من أصحابنا ، ولقيته واستجزته ولم يتفق لي منه سماع.

__________________

(١) ترجمه المنذري في التكملة ١ / الترجمة ٢٣٣ ، والأنجب النعال في مشيخته ١١٨ وهو الشيخ الرابع والثلاثون فيها ، والذهبي في تاريخ الإسلام ١٢ / ٩١١ ، والمختصر المحتاج ٢ / ٢١١.

(٢) الترجمة ٢٨٠.

٥٥

أنبأنا أبو المحاسن الدّمشقي ، ومن خطّه نقلت ، قال : سألت أبا الفرج بن يوسف عن مولده فقال : في سنة ست عشرة وخمس مئة يوم الاثنين مستهل رجب.

قلت : وتوفي في مستهل جمادى الأولى سنة تسعين وخمس مئة ، رحمه‌الله وإيانا.

١٨٤٠ ـ عبد الرّحمن (١) بن محمد بن أبي ياسر ، أبو الفرج بن أبي الكرم القصريّ ، يعرف بابن ملّاح الشّط.

من أهل الجانب الغربي وساكني قصر عيسى.

سمع أبا القاسم بن الحصين ، وأبا غالب ابن البنّاء ، وأبا الحسن ابن الزّاغوني ، وأبا البركات ابن حبيش الفارقي ، وإسماعيل بن أحمد ابن السّمرقندي ، وروى عنهم. وكان حريصا على الرّواية محبّا أن يسمع منه.

صار في آخر عمره بوابا بمدرسة والدة سيّدنا ومولانا الإمام المفترض الطاعة على كافة الأنام الناصر لدين الله أمير المؤمنين المجاورة لتربتها بالجانب الغربي إلى أن توفي.

رأيته وما سمعت منه شيئا ، وقد أجاز لي.

توفي يوم الثلاثاء خامس عشري صفر سنة سبع وتسعين وخمس مئة.

«آخر الجزء الخامس والثلاثين من الأصل»

__________________

(١) ترجمه المنذري في التكملة ١ / الترجمة ٥٨١ ، والنجيب عبد اللطيف الحراني في مشيخته ، الورقة ١٢ ، والذهبي في تاريخ الإسلام ١٢ / ١١١٤ ، وسير أعلام النبلاء ٢١ / ٣١٠ ، والعبر ٤ / ٢٩٨ ، والمختصر المحتاج ٢ / ٢١٢ ، وابن العماد في الشذرات ٤ / ٣٣١.

٥٦

١٨٤١ ـ عبد الرّحمن (١) بن محمد بن عليّ بن زيد ، أبو محمد بن أبي بكر ، يعرف بابن اللّتّي.

من أهل شارع دار الرّقيق.

سمع أبا الوقت السّجزي وطبقته ، وروى شيئا يسيرا.

توفي شابا في أواخر سنة ست مئة أو أوائل سنة إحدى وست مئة ، على الشك ، والله أعلم.

١٨٤٢ ـ عبد الرّحمن (٢) بن محمد بن أبي القاسم ابن العجميّ ، أبو القاسم القطّان.

من أهل باب الأزج ، يعرف بابن الكافوري.

سمع أبا البدر إبراهيم بن محمد الكرخي ، وأبا الفضل محمد بن ناصر البغدادي ، وأبا الوقت السّجزي ، وغيرهم ، وحدّث عنهم. سمع منه بعض أصحابنا ، وما لقيته ، وقد أجاز لنا.

أنبأنا أبو القاسم عبد الرحمن بن محمد ابن العجمي القطّان ، قال : قرئ على أبي البدر إبراهيم بن محمد بن منصور الفقيه وأنا أسمع في شهر ربيع الأوّل سنة سبع وثلاثين وخمس مئة ، قال : أخبرنا أبو بكر أحمد بن عليّ بن ثابت الخطيب قراءة عليه وأنا أسمع.

وأخبرناه أبو طالب محمد بن عليّ بن أحمد الكتّاني قراءة عليه وأنا أسمع ، قال : أخبرنا القاضي أبو عليّ الحسن بن إبراهيم بن عليّ الفارقي قراءة عليه وأنا أسمع ، قال : قرئ على أبي بكر أحمد بن علي الخطيب ببغداد وأنا أسمع ،

__________________

(١) ترجمه المنذري في التكملة ٢ / الترجمة ٨٥٣ ، والذهبي في تاريخ الإسلام ١٢ / ١٢٠٢ ، والمختصر المحتاج ٣ / ١٥.

(٢) ترجمه المنذري في التكملة ٢ / الترجمة ٩٦٢ ، والذهبي في تاريخ الإسلام ١٣ / ٧٨ ، والمختصر المحتاج ٣ / ١٥.

٥٧

قال (١) : أخبرنا القاضي أبو عمر القاسم بن جعفر بن عبد الواحد الهاشميّ بقراءتي عليه بالبصرة ، قال : أخبرنا أبو عليّ محمد بن أحمد بن عمرو اللّؤلؤي ، قال : حدثنا أبو داود سليمان بن الأشعث السّجستاني ، قال (٢) : حدّثنا القعنبي ، قال : حدثنا مالك (٣) ، عن عبد الرحمن بن القاسم ، عن أبيه ، عن عائشة أنّ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم أفرد الحجّ (٤).

بلغني أنّ أبا القاسم ابن العجمي كان مولده في سنة خمس وعشرين وخمس مئة.

وتوفي في جمادي الآخرة سنة ثلاث وست مئة ، رحمه‌الله وإيانا.

١٨٤٣ ـ عبد الرّحمن (٥) بن محمد بن عليّ بن محمد بن الحسين بن إبراهيم بن يعيش الأنباريّ الأصل البغداديّ المولد والدّار ، أبو الفرج بن أبي عبد الله بن أبي الحسن سبط قاضي القضاة أبي الحسن علي بن محمد الدّامغانيّ.

وقد تقدّم ذكرنا لأبيه (٦).

__________________

(١) ورواه الخطيب في تاريخه ٧ / ١٠٨ (بتحقيقنا) عن ابن مخلد ، عن الباغندي ، عن سويد بن سعيد ، عن مالك ، عن محمد بن عبد الرحمن ، عن عروة ، عن عائشة ، به.

(٢) سنن أبي داود (١٧٧٧).

(٣) وهو في الموطأ (٩٤٣) برواية الليثي ، وفيه تخريجه عن جميع الرواة عن مالك.

(٤) حديث صحيح.

أخرجه أحمد ٦ / ٣٦ و ١٠٤ و ١٠٧ ، ومسلم ٤ / ٣١ (١٢١١) (١٢٢) ، وابن ماجة (٢٩٦٤) ، والترمذي (٨٢٠) ، والنسائي (٥ / ١٤٥) ، والطحاوي في شرح المعاني ٢ / ١٣٩ ، والبيهقي في السنن الكبرى (٥ / ٣) من طرق عن مالك به.

(٥) ترجمه المنذرى في النكملة؟؟؟ والذهبي في تاريخ الإسلام ١٣ / ٤٧٥ ، والمختص المح؟؟؟ في النجوه؟؟؟ وابن العماد في الشذرات ٥ / ٦٩.

(٦) الترجمة ٣٣٣.

٥٨

وعبد الرّحمن هذا كان يقول : اسمي عبد الله وعبد الرحمن ، وقد ذكرناه فيمن اسمه عبد الله (١) ، وأعدنا ذكره هاهنا لأنّ عبد الرحمن هو الظّاهر من اسمه وهو المكتوب في سماعاته.

سمع أبا البركات عبد الوهّاب بن المبارك الأنماطي ، والشريف أبا المظفّر محمد بن أحمد ابن التّريكي وغيرهما ، وروى عنهما. سمعنا منه.

قرأت على أبي الفرج عبد الرّحمن بن محمد بن يعيش الكاتب ، قلت له : أخبركم أبو البركات عبد الوهّاب بن المبارك بن أحمد الأنماطي قراءة عليه وأنت تسمع ، فأقرّ به ، قال : أخبرنا أبو الحسين أحمد بن محمد بن أحمد ابن النّقّور ، قال : أخبرنا أبو الحسين محمد بن عبد الله بن الحسين الدّقّاق ، قال : حدثنا أحمد بن محمد ابن الضرّاب ، قال : حدثنا هارون بن موسى ، قال : حدثنا محمد ابن سعيد بن سابق ، قال : حدثنا أبو جعفر الرّازي ، عن حميد الطّويل ، عن أنس ، قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «رؤيا المؤمن جزء من ستة وأربعين جزءا من النّبوة» (٢).

سألت أبا الفرج بن يعيش عن مولده ، فقال : في شهر ربيع الأوّل سنة ست وعشرين وخمس مئة ، وقرأت بخطّه بعد ذلك أنّه في مستهل الشّهر المذكور.

وتوفي يوم الثلاثاء ثامن عشر شعبان سنة ست عشرة وست مئة ، ودفن بباب أبرز.

١٨٤٤ ـ عبد الرّحمن (٣) بن محمد بن عبد السّميع بن عبد الله بن

__________________

(١) الترجمة ١٧٠٣.

(٢) حديث صحيح تقدم تخريجه في الترجمة ٦٧٩.

(٣) ترجمه ابن نقطة في التقييد ٣٤٥ ، وابن الشعار في عقود الجمان ٣ / الورقة ١٧٦ ، والمنذري في التكملة ٣ / الترجمة ١٩٦٢ ، وتاريخ الإسلام ١٣ / ٦٦٩ ، وسير أعلام النبلاء ٢٢ / ١٨٥ ، والعبر ٥ / ٨٣ ، ومعرفة القراء ٢ / ٦١١ ، والمختصر المحتاج ٣ / ١٦ ، والصفدي في الوافي ١٨ / ٢٣٨ ، وابن الجزري في غاية النهاية ١ / ٣٧٧ ، وابن تغري

٥٩

عبد السّميع الهاشميّ ، أبو طالب بن أبي الفتح بن أبي المظفّر بن أبي تمّام.

من أهل واسط ، أحد العدول بها ، من بيت صالحين مقرئين ورواة مشهورين.

سمع عبد الرحمن هذا بواسط من جدّه أبي المظفّر عبد السميع ، ومن أبي المفضّل محمد بن محمد بن أبي زنبقة الشّاهد ، وأبي يعلى حيدرة بن بدر الرّشيدي ، وأبي الغنائم محمد بن مسعود ابن الأغلاقي ، وأبي محمد عبد الرحمن بن الحسين ابن الدّجاجي ، وأبي محمد الحسن بن عليّ السّوادي وجماعة كثيرين.

وقرأ القرآن الكريم بها على أبي السّعادات أحمد بن عليّ بن خليفة ، وعلى أبي حميد عبد العزيز بن عليّ السّماتي المغربي لمّا قدم واسطا ، وعلى غيرهما.

وقدم بغداد مرارا كثيرة ، وسمع بها من أبي المظفّر هبة الله بن أحمد ابن الشّبلي ، وأبي البركات سعد الله بن محمد بن حمدي ، وأبي المعمّر عبد الله بن سعد المعروف بخزيفة ، والقاضي أبي يعلى ابن الفرّاء ، والشيخ عبد القادر الجيلي ، وأبي المعالي بن حنيفة ، وأبي بكر بن المقرّب ، وأبي الفتح ابن البطّي ، وأبي الحسن ابن تاج القرّاء ، وخلق يطول ذكرهم.

وعاد إلى بلده ، وكتب الكثير بخطه لنفسه وللناس. وكان حسن النّقل ثقة صدوقا ، حدّث بالكثير ، وحمل النّاس عنه رواية جمّة ، وله مصنّفات حسان في الحديث وغيره. سمعنا منه ، وكتبنا عنه ، وسمع مني ، وهو أكبر منّي.

حدّثنا الشّريف أبو طالب عبد الرّحمن بن محمد بن عبد السّميع الهاشميّ لفظا من كتابه ، قال : أخبرني أبو الحسن عليّ بن عبد الرّحمن بن محمد بن رافع الطّوسي وأبو الفتح محمد بن عبد الباقي بن أحمد البغداديّ بقراءتي عليهما ببغداد ، قلت لهما : أخبركما أبو عبد الله مالك بن أحمد بن علي البانياسي ،

__________________

بردي في النجوم ٦ / ٢٦٠ ، وابن العماد في الشذرات ٥ / ٩٤.

٦٠