ذيل تأريخ مدينة السلام - ج ٤

أبي عبد الله محمّد بن سعيد بن الدبيثي

ذيل تأريخ مدينة السلام - ج ٤

المؤلف:

أبي عبد الله محمّد بن سعيد بن الدبيثي


المحقق: الدكتور بشار عوّاد معروف
الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: دار الغرب الإسلامي ـ بيروت
الطبعة: ١
الصفحات: ٦٤٦

وذلك في ذي القعدة سنة خمس وسبعين وخمس مئة. وكان سريّا جميلا ، من بيت أهل فضل وعلم وكتابة ، وقد سبق ذكر أبيه (١) وجده (٢) في هذا الكتاب.

توفي شابا في سنة ثمان وسبعين وخمس مئة (٣).

٢٣٩٤ ـ علي (٤) بن محمد بن عبد الله بن هبة الله بن المظفّر ابن رئيس الرّؤساء أبي القاسم عليّ بن الحسن ابن المسلمة ، أبو نصر ابن الوزير أبي الفرج بن أبي الفتوح بن أبي الفرج بن أبي الفتح.

وقد تقدّم ذكر أبيه (٥) وجماعة من أهله.

وأبو نصر هذا أحبّ طريقة الصّوفية ومخالطتهم والتّزيي بلباسهم ، وبنى لهم رباطا بالقصر من دار الخلافة ، شيّد الله قواعدها بالعز ، وكان فيه جماعة منهم ، لم يدخل في شيء من الولايات.

سمع الحديث في صباه من القاضي أبي الفضل محمد بن عمر الأرموي وأبي الوقت السّجزي ومن بعدهما ، وحدّث بالقليل ؛ سمع منه أبو القاسم تميم ابن أحمد ابن البندنيجي ، وأبو المظفّر المبارك بن طاهر الخزاعي الصّوفي وابنه عبد الله ، وأبو محمد عبد القادر بن عبد الله الرّهاوي ، وأبو الفرج ابن الحصري ، وعليّ بن الوارث.

__________________

(١) الترجمة ٤٦٣.

(٢) الترجمة ٢٧٣.

(٣) قال ابن النجار : توفي في يوم السبت الخامس عشر من جمادى الآخرة سنة ثمان وسبعين وخمس مئة.

(٤) ترجمه العماد الأصفهاني في القسم العراقي من الخريدة ١ / ١٦٦ ، وسبط ابن الجوزي في المرآة ٨ / ٢٥٠ ، والمنذري في التكملة (الورقة ١٤ من القسم غير المنشور) ، وابن الفوطي في تلخيص مجمع الآداب ٤ / الترجمة ١١٩٤ ، والذهبي في تاريخ الإسلام ١٢ / ٧٥٣ ، والمختصر المحتاج ٣ / ١٣٥ ، والصفدي في الوافي ٢٢ / ٤٧.

(٥) الترجمة ٢٢٢.

٥٠١

وخرج قبل وفاته عن بغداد إلى الشّام ، وسكن دمشق ، فتوفي بها في يوم الاثنين ثاني عشري جمادى الآخرة سنة اثنتين وثمانين وخمس مئة ، ودفن عند جبل قاسيون ظاهر البلد عن أربع وأربعين سنة.

٢٣٩٥ ـ عليّ (١) بن محمد بن عليّ ، أبو الحسن المقرئ البراندسيّ.

منسوب إلى قرية تسمّى براندس ، من قرى نهر عيسى.

كانت له معرفة بالفقه على مذهب أبي عبد الله أحمد بن حنبل رحمه‌الله. وقد سمع الحديث من أبي القاسم بن الحصين ، وأبي غالب ابن البنّاء ، وإسماعيل ابن السّمرقندي ، وعبد الوهاب الأنماطي. وعمّر حتى بلغ أكثر من مئة سنة من عمره على ما قيل.

وحدّث ، وأقرأ النّاس ؛ روى عنه القاضي القرشي في «معجمه» وأبو بكر ابن مشّق ، وسمع مه جماعة من أصحابنا.

أنبأنا القاضي عمر بن عليّ القرشي ، قال : أخبرني أبو الحسن عليّ بن محمد البراندسيّ ، قال : أخبرنا أبو القاسم هبة الله بن محمد بن الحصين قراءة عليه.

قلت : وأخبرنيه عاليا أبو محمد عبد الخالق بن عبد الوهّاب ابن الصّابوني وأبو منصور يحيى بن عليّ بن الخرّاز وأبو فراس يحيى بن عليّ بن كرسا وأبو القاسم دلف بن أحمد بن قوفا وجماعة ، قراءة عليهم ، قالوا : أخبرنا أبو القاسم ابن الحصين قراءة عليه ونحن نسمع ، قال : أخبرنا أبو عليّ الحسن بن عليّ بن المذهب ، قال : أخبرنا أبو بكر أحمد بن جعفر بن حمدان قال : أخبرنا

__________________

(١) ترجمه ابن نقطة في التقييد ٤١٥ ، وابن النجار في التاريخ المجدد ، الورقة ٧ (باريس) ، والمنذري في التكملة ١ / الترجمة ٧١٠٦ والنعال في مشيخته ٩٥ وهو الشيخ الثالث والعشرون فيها ، والذهبي في تاريخ الإسلام ١٢ / ٨٢٠ ، والمختصر المحتاج ٣ / ١٣٦ ، وابن رجب في الذيل على طبقات الحنابلة ١ / ٣٦٦.

٥٠٢

أبو عبد الرحمن عبد الله بن أحمد بن حنبل ، قال : حدثني أبي ، قال (١) : حدثنا (عفان ، قال : حدثنا) (٢) همّام ، قال : حدثنا ثابت ، عن أنس ، قال : قال أبو بكر للنّبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم وهما في الغار : يا رسول الله ، لو نظر أحدهم تحت قدميه لأبصرنا ، قال : «يا أبا بكر ، ما ظنّك باثنين الله ثالثهما؟» (٣).

أنبأنا أبو بكر محمد بن أبي طاهر البيّع ومن خطّه نقلت ، قال : كان مولد أبي الحسن البراندسي في سنة ثمانين وأربع مئة (٤).

قلت : وتوفي يوم الاثنين سادس عشر ربيع الأول سنة ست وثمانين وخمس مئة ، ودفن عند قبلة جامع المنصور تحت القبّة الخضراء.

٢٣٩٦ ـ عليّ (٥) بن محمد بن حبشي (٦) ، أبو الحسن الرّفّاء.

من أهل باب الأزج.

__________________

(١) مسند أحمد ١ / ٤.

(٢) سقطت من الأصل ، وما أثبتناه من المسند.

(٣) حديث صحيح تقدم تخريجه في الترجمة ١٤١٤ ، وتكرر في الترجمة ١٧٤٢ و ١٩٧٠ و ٢١٨٥.

(٤) نقله المنذري في التكملة ، وتعقبه ابن رجب في الذيل فقال : «وأما قوله ـ يعني المنذري ـ أن مولده سنة ثمانين وأربع مئة فغلط محض ، فإنه على قوله يكون قد جاوز المئة بست سنين ، فأين آثار ذلك من تفرده عن أقرانه بالسماع من الشيوخ». ونقل ابن النجار عن ابن الجوزي وابن مشق أنه ولد في سنة ست وثمانين وأربع مئة. ورجح ابن رجب أن يكون مولده سنة ٤٩٨ مستندا في ذلك على قوله حين سأله القطيعي عن مولده فقال : «ما أعلم ولكنني ختمت القرآن سنة ثمان وخمس مئة» (ينظر تعليقي على التكملة).

(٥) ترجمه ابن نقطة في إكمال الإكمال ٢ / ٢٢٨ ، والمنذري في التكملة ١ / الترجمة ٣٧٤ ، والذهبي في تاريخ الإسلام ١٢ / ١٠٠٣ ، والمشتبه ٢١٠ ، وابن ناصر الدين في توضيح المشتبه ٣ / ٧٠ ، وابن رجب في تبصير المنتبه ١ / ٣٩٩.

(٦) قيدته كتب المشتبه والمنذري بفتح الحاء المهملة وسكون الباء الموحدة وكسر الشين المعجمة وآخره ياء آخر الحروف.

٥٠٣

سمع من أبي سعد أحمد بن محمد ابن البغداديّ الأصبهاني ، وروى عنه. سمع منه بعض الطّلبة ، وما لقيته. توفي في خامس عشر محرم سنة ثلاث وتسعين وخمس مئة.

٢٣٩٧ ـ عليّ (١) بن محمد بن الحسن بن الطّيّب ، أبو القاسم الزّهريّ.

من أهل الكوفة ، أحد عدولها ، يعرف بابن غنج. ذكر لي أنه من ولد عبد الرحمن بن عوف الزّهري صاحب رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم.

سمع بالكوفة من الشّريف عمر بن إبراهيم العلوي الزّيدي ، وأبي العباس ابن ناقة ، وغيرهما.

قدم علينا بغداد وطلبنا منه أصلا من مسموعاته فلم يكن معه شيء فكتبنا عنه حكايات حدّثنا بها من حفظه ، ثم وقفت بعد ذلك على سماعه لكتاب «الدّعاء» جمع محمد بن فضيل على الشريف عمر الزّيدي.

سمعت أبا القاسم عليّ بن محمد بن غنج يقول من لفظه ببغداد : سمعت الشّريف أبا البركات عمر بن إبراهيم بن محمد العلوي بالكوفة يقول : حدثني خالي عبد الجبّار بن معيّة العلوي ، قال : خرج قوم من أهل الكوفة يطلبون الأحجار الغرويّة يجمعونها لأيّام الزّيارات والمعيشة بها ، وبالكوفة من يعمل ذلك إلى اليوم ، وأبعدوا في الطّلب في النّجف ، وساروا فيه حتى خافوا التّيه ، فوجدوا ساجة كأنها سكّان مركب عتيقة ، وإذا عليها كتابة ، فجاءوا بها إلى الكوفة ، فقرأناها فإذا عليها مكتوب : «سبحان مجري القوارب ، وخالق الكواكب ، المبتلي بالشّدّة امتحانا ، والمجازي بالإحسان إحسانا ، ركبت في البحر في طلب الغنى ففاتني الغنى ، وكسر بي ، فأفلتّ على هذه السّاجة ،

__________________

(١) ترجمه المنذري في التكملة ١ / الترجمة ٥٨٦ ، والذهبي في تاريخ الإسلام ١٢ / ١١١٧ ، والمختصر المحتاج ٣ / ١٣٦.

٥٠٤

وقاسيت أهوال البحر وأمواجه ، ومكثت عليها سبعة أيام ، ثم ضعفت عن مسكها ، فكتبت قصّتي بمدية كانت في خريطتي ، فرحم الله عبدا وقعت هذه السّاجة إليه ، فبكى لي وامتنع عن مثل حالي». قال : فعجبنا من ذلك ، وعلمنا أنّه كان في الزّمان الأوّل الماء في النّجف ، وأنّ المحن قديمة ، وأحوال الدّنيا عجيبة ، والكتابة خرش ، كأنّه في تلك الخشبة نقش.

سألت أبا القاسم بن غنج عن مولده ، فقال : في رمضان سنة ثلاث وعشرين وخمس مئة.

وبلغنا أنّه توفي بالكوفة في شهر ربيع الأول سنة سبع وتسعين وخمس مئة.

٢٣٩٨ ـ عليّ (١) بن محمد بن عليّ بن محمد بن الحسين بن إبراهيم بن يعيش ، أبو الحسن بن أبي عبد الله بن أبي الحسن بن أبي نصر.

سبط قاضي القضاة أبي الحسن عليّ بن محمد الدّامغاني ، وقد تقدّم ذكرنا لأبيه (٢) وجدّه (٣) وأخيه عبد الرحمن (٤).

سمع عليّ هذا من أبي القاسم هبة الله بن محمد بن الحصين وأبي القاسم زاهر بن طاهر الشّحّامي ، وأبي القاسم هبة الله بن أحمد الحريري ، والقاضي أبي بكر محمد بن عبد الباقي الأنصاري ، وأبي البركات عبد الوهّاب بن المبارك الأنماطي ، وروى عنهم على كره منه. سمع منه قبلنا القاضي عمر القرشي

__________________

(١) ترجمه ابن النجار في التاريخ المجدد ، الورقة ٧ (باريس) ، والمنذري في التكملة ١ / الترجمة ٦٤٩ ، والنعال في مشيخته ١٤٢ وهو الشيخ التاسع والأربعون فيها ، وابن الساعي في الجامع المختصر ٩ / ٨٧ ، والذهبي في تاريخ الإسلام ١٢ / ١١٥٢ ، والمختصر المحتاج ٣ / ١٣٦ ، والعبر ٤ / ٣٠٤ ، وابن العماد في الشذرات ٤ / ٣٣٦.

(٢) الترجمة ٣٣٣.

(٣) الترجمة ٢٣٧٢.

(٤) الترجمة ١٨٣٧.

٥٠٥

وغيره ، وكتبنا عنه.

قرأت على أبي الحسن عليّ بن محمد بن عليّ بن يعيش ، قلت له : أخبركم أبو القاسم هبة الله بن محمد بن عبد الواحد الكاتب قراءة عليه وأنت تسمع ، فأقرّ به ، قال : أخبرنا أبو طالب محمد بن محمد بن غيلان ، قال : أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن إبراهيم الشّافعي ، قال (١) : حدثنا إسماعيل بن الفضل البلخي ، قال : حدثنا محمد بن أبان الواسطي ، قال : حدثنا محمد بن يزيد الواسطي (٢) ، عن سفيان بن حسين ، عن الزّهري ، عن عليّ بن الحسين ، عن عمرو بن عثمان ، عن أسامة بن زيد ، عن النّبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : «لا يتوارث أهل ملّتين ، ولا يرث مسلم كافرا ، ولا كافر مسلما» وقرأ : (وَالَّذِينَ كَفَرُوا بَعْضُهُمْ أَوْلِياءُ بَعْضٍ) [الأنفال : ٧٣](٣).

سألت أبا الحسن بن يعيش عن مولده ، فقال : ولدت يوم الاثنين وقت إسفار الصّبح مستهلّ شعبان سنة تسع عشرة وخمس مئة.

وتوفي عشية السّبت حادي عشر صفر سنة ثمان وتسعين وخمس مئة ، ودفن يوم الأحد ثاني عشره بالجانب الغربي بمشهد الإمام موسى بن جعفر عليهما‌السلام.

٢٣٩٩ ـ عليّ (٤) بن محمد بن عليّ بن المسلّم ، أبو الحسن السّلميّ.

__________________

(١) الغيلانيات (٤٧).

(٢) قوله : «حدثنا محمد بن يزيد الواسطي» سقط من المطبوع من الغيلانيات.

(٣) حديث صحيح ، وهذا إسناد ضعيف لضعف سفيان بن حسين في الزهري خاصة.

أخرجه الحاكم ٢ / ٢٤٠ ، وابن عبد البر في التمهيد ٩ / ١٧١ ، وتقدم عن علي بن الحسين عن أسامة في الترجمة ١٦٢٨.

(٤) ترجمه ابن النجار في التاريخ المجدد ، الورقة ٨ (باريس) ، والمنذري في التكملة ٢ / الترجمة ٩٢٤ ، وأبو شامة في الذيل على الروضتين ٥٤ ، والذهبي في تاريخ الإسلام ١٣ / ٦٦ ، والمختصر المحتاج ٣ / ١٣٧ ، وسير أعلام النبلاء ٢١ / ٤٢٣ ، والصفدي في

٥٠٦

من أهل دمشق ، يعرف بابن الشّهرزوري ، الفقيه الشافعي. من بيت العلم والتّدريس ، وجده عليّ يلقّب جمال الإسلام وكان فقيها شافعيا مدرسا راوية للحديث ، وأبوه محمد أيضا فقيه.

وعليّ هذا تفقه بدمشق وقدم بغداد في صباه وسمع بها من الكاتبة شهدة بنت أحمد بن الفرج الإبري وغيرها ، وعاد إلى بلده ودرّس به الفقه ، وتقدّم. وقد كان سمع بدمشق من القاضي أبي القاسم الحسين بن الحسن الأسدي المعروف بابن البنّ وغيره ، ثم قدم بغداد في سنة إحدى وست مئة ، وسكن بالجانب الغربي برباط الزّوزني ، وحدّث بها بشيء يسير ، فسمع منه بعض أصحابنا.

وعاد إلى الشّام فتوفي في طريقه قبل وصوله إلى دمشق بحمص في سنة إحدى وست مئة المذكورة. ويقال : إنّ مولده في محرم سنة أربع وأربعين وخمس مئة ، والله أعلم.

٢٤٠٠ ـ علي (١) بن محمد بن عليّ بن أحمد ابن الخرّاز ، أبو الحسن ابن أبي محمد.

من أهل الحريم الطاهري ، وقد تقدم ذكر أبيه (٢).

سمع أبا العباس أحمد بن أبي غالب ابن الطّلّاية الزّاهد ، وأبا القاسم سعيد ابن أحمد ابن البنّاء وغيرهما ، وروى شيئا قليلا. سمع منه بعض الطّلبة ، وخرج إلى الحج في ذي القعدة سنة ثلاث وست مئة ، فانقطع قريبا من العسيلة بأطراف

__________________

الوافي ٢٢ / ٩٦ ، والسبكي في طبقات الشافعية الوسطى (كما في هامش الكبرى ٨ / ٢٩٨) ، والإسنوي في طبقاته ٢ / ٤٢٩ ، وابن كثير في البداية ١٣ / ٤٤ ، وابن الملقن في العقد المذهب ، الورقة ١٥٣ ، والنعيمي في الدارس ١ / ١٨٢ ، والعيني في عقد الجمان ١٧ / الورقة ٢٩٠ وغيرهم.

(١) ترجمه ابن النجار في التاريخ المجدد ، الورقة ٨ ، والمنذري في التكملة ٢ / الترجمة ٩٨٣ ، والذهبي في تاريخ الإسلام ١٣ / ٨١ ، والمختصر المحتاج ٣ / ١٣٧.

(٢) الترجمة ٣٣٧.

٥٠٧

الحجاز في آخر هذا الشّهر ، فوجد ميتا هناك لما عاد الحاج.

٢٤٠١ ـ عليّ (١) بن محمد بن علي الجرجانيّ ، أبو الحسن بن أبي بكر ، التّاجر.

من ساكني دار الخلافة المكرّمة ، شيّد الله قواعدها بالعز.

بلغني أنّه ولد بجرجان وقدم بغداد في صباه واستوطنها إلى أن مات بها.

كان أحد التجار المعروفين بكثرة الأسفار ؛ دخل الشّام وخراسان ، وركب البحر ، ودخل الصين. وسمع ببغداد من أبي الفتح محمد بن عبد الباقي بن أحمد المعروف بابن البطّي وغيره. ويقال : إنه حدّث بدمشق عنه ، فأما ببغداد ما أعلم أنه روى شيئا ، وما ظفرنا بسماعه في حياته لنكتب عنه.

قال لي من سمعه يقول : مولدي في سنة تسع وعشرين وخمس مئة بجرجان.

قلت : وتوفي ببغداد في ليلة السّبت سابع عشري رجب سنة أربع وست مئة ، ودفن يوم السّبت في الجانب الغربي بمشهد الإمام موسى بن جعفر عليه‌السلام.

٢٤٠٢ ـ عليّ (٢) بن محمد ابن الطّبيب ، أبو الحسن.

من أهل المدائن ، يعرف بابن سدير ، وسدير : لقب لأبيه فيما قال لي أبو الحسين بن أبي الحديد قاضي المدائن واسمه محمد.

وعليّ هذا كانت له معرفة بعلم الطّبّ والمداواة ، ويقول الشعر ، وكان فيه

__________________

(١) ترجمه ابن النجار في التاريخ المجدد ، الورقة ٨ (باريس) ، والمنذري في التكملة ٢ / الترجمة ١٠٢٦ ، والذهبي في تاريخ الإسلام ١٣ / ١٠٠.

(٢) ترجمه ابن النجار في التاريخ المجدد ، الورقة ٩ (باريس) وابن الشعار في قلائد الجمان ٤ / الورقة ٥٤٥ ، والمنذري في التكملة ٢ / الترجمة ١١٢٠ ، وابن الساعي في الجامع المختصر ٩ / ٣٠٨ ، وابن أبي أصيبعة في عيون الأنباء ١ / ٣٠٤ ، والصفدي في الوافي ٢٢ / ٥٠.

٥٠٨

دماثة ودعابة. سمعت منه شيئا من شعره ببغداد وبالمدائن.

أنشدني أبو الحسن بن سدير لنفسه بالمدائن ، وقد سمعتها منه أيضا ببغداد (١) :

أيا منقذي من معشر زاد لؤمهم

فأعيا دوائي واستكان له طبيّ

إذا اعتلّ منهم واحد فهو صحتي

وإن ظلّ حيّا كدت أقضي به نحبي

أداويهم إلّا من اللؤم إنه

ليعيي علاج الحاذق الفطن الطبّ

توفي ابن سدير بالمدائن فجاءة في العشر الأخر من رمضان سنة ست وست مئة.

٢٤٠٣ ـ عليّ (٢) بن محمد ، أبو الحسن البوّاب.

من ساكني المأمونية ، في البستان الكبير.

كانت له معرفة بتعبير الرّؤيا. وقد سمع شيئا من الحديث من أبي محمد عبد الله بن منصور ابن الموصلي ، وأبي الحسين عبد الحق بن عبد الخالق بن يوسف ، وغيرهما. وأظنّه روى شيئا يسيرا. توفي فجاءة بعد أن صلّى العشاء الآخرة في ليلة الخميس سابع عشري جمادى الآخرة سنة سبع وست مئة ، ودفن يوم الخميس بالجانب الغربي بمقبرة باب حرب.

٢٤٠٤ ـ عليّ (٣) بن محمد بن أبي منصور بن أبي الغنائم ـ ويعرف بصاحب الخاتم ـ بن أبي غالب واسمه محمد بن أحمد بن محمد بن الحسن ابن عليّ بن الحسن بن عيسى ـ ويعرف بالرّومي ـ بن محمد الأزرق بن

__________________

(١) الأبيات في الوافي للصفدي ٢٢ / ٥٠.

(٢) ترجمه ابن النجار في التاريخ المجدد ، الورقة ٩ ، والمنذري في التكملة ٢ / الترجمة ١١٥٥.

(٣) ترجمه ابن النجار في التاريخ المجدد ، الورقة ٢٤ (باريس) ، والمنذري في التكملة ٢ / الترجمة ١٢٢٢ ، وابن الفرات في تاريخه ٩ / ٤٦.

٥٠٩

عيسى الرّومي بن محمد بن عليّ العريضي بن جعفر بن محمد بن عليّ بن الحسين بن عليّ بن أبي طالب عليه‌السلام ، أبو الغنائم العلوي.

من أهل المدائن ، يعرف بابن صاحب الخاتم.

سكن بغداد في الجانب الغربي بالمشهد ، وكان شاعرا مكثرا ، وله المدائح الكثيرة في أهل البيت عليهم‌السلام وغيرهم ، وشعر كثير مدوّن قد سمعه منه جماعة ، وكتبوا عنه ، وكان يسجع بالشّعر.

بلغني أنه توفي بالحلّة المزيدية في سنة ثمان وست مئة أو نحوها ، والله أعلم.

٢٤٠٥ ـ عليّ (١) بن محمد بن يحيى بن محمد بن هبيرة ، أبو الحسن بن أبي عبد الله ابن الوزير أبي المظفّر.

من بيت معروف بالرئاسة والتّقدم والرواية. سمع أبا الفتح محمد بن عبد الباقي بن سلمان وغيره ، وسافر عن بغداد قبل وفاته بسنين نحو الشّام ، وتردّد في بلادها ، ثم عاد إلى آمد فتوفي بها في يوم الجمعة ثامن جمادى الأولى سنة تسع وست مئة.

٢٤٠٦ ـ عليّ (٢) بن محمد بن عليّ بن أبي سعد الموصليّ الأصل البغداديّ المولد والدار ، أبو الحسن بن أبي البركات الخيّاط.

أخو سليمان بن محمد المقدّم ذكره (٣) ، وهذا الأصغر.

سمع الكثير بإفادة أخيه الأكبر يوسف من جماعة ، منهم : أبو البركات

__________________

(١) ترجمه ابن النجار في تاريخه ، الورقة ٣٢ (باريس) ، والمنذري في التكملة ٢ / الترجمة ١٢٣٩ ، والذهبي في تاريخ الإسلام ١٣ / ٢٢٠.

(٢) ترجمه ابن النجار في تاريخه المجدد ، الورقة ٩ ، والمنذري في التكملة ٢ / الترجمة ١٥٤٠ ، والذهبي في تاريخ الإسلام ١٣ / ٤١٦ ، والمختصر المحتاج ٣ / ١٣٧.

(٣) الترجمة ١٥١٩.

٥١٠

عبد الوهّاب بن المبارك الأنماطي وأبو عبد الله الحسين بن علي الخيّاط ، وأبو منصور محمد بن عبد الملك بن خيرون ، وأبو إسحاق إبراهيم بن نبهان الرّقّي ، وأبو عبد الله محمد بن محمد السّلّال ، وأبو البدر إبراهيم بن محمد الكرخي ، وأبو حفص عمر بن أحمد الصّفّار النّيسابوري وغيرهم ، وحدّث عنهم. وكان سماعه صحيحا مع أخويه يوسف وسليمان. سمعنا منه.

قرأت على أبي الحسن عليّ بن محمد بن عليّ الموصلي ، قلت له : أخبركم أبو عبد الله محمد بن محمد بن أحمد السّلال قراءة عليه وأنت تسمع ، فأقرّ به ، قال : أخبرنا أبو عليّ محمد بن وشاح بن عبد الله مولى الزّينبي ، قال : أخبرنا أبو القاسم عيسى بن عليّ بن عيسى الوزير ، قال : أخبرنا أبو القاسم عبد الله بن محمد البغوي ، قال : حدثنا كامل بن طلحة أبو يحيى الجحدري ، قال : حدثنا مالك بن أنس ، عن ابن شهاب الزّهري ، عن أبي سلمة بن عبد الرّحمن ، عن أبي هريرة ، قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «من أدرك ركعة من الصّلاة فقد أدرك الصّلاة» (١).

توفي عليّ بن محمد الموصلي يوم الأربعاء سادس عشر جمادى الآخرة سنة أربع عشرة وست مئة ، ودفن يوم الخميس سابع عشره بالجانب الغربي بمقبرة الشّونيزي بجنب أبيه ، وقد نيّف على الثمانين.

٢٤٠٧ ـ عليّ (٢) بن محمد بن عليّ بن محمد ، أبو الحسن بن أبي عبد الله المقرئ.

__________________

(١) حديث صحيح تقدم تخريجه في الترجمة ٣٨١ ، وتكرر في الترجمة ١٠١٧.

(٢) ترجمه ياقوت في «خصا» من معجم البلدان ٢ / ٣٧٤ لكن التبس عليه اسمه باسم أبيه أو انقلب عليه فسماه «محمد بن علي» ، وابن النجار في التاريخ المجدد ، الورقة ٩ (باريس) ، والنعال في مشيخته ١٤٦ وهو آخر شيخ فيها ، والذهبي في تاريخ الإسلام ١٣ / ٥٥٠ ، والمختصر المحتاج ٣ / ١٣٨.

٥١١

كان والده يعرف بالسّقّاء. من أهل الحريم الطاهري ، وقد تقدّم ذكر أبيه (١).

سمع أبا محمد المبارك بن أحمد الكندي ، وأبا القاسم سعيد بن أحمد ابن البنّاء ، وأبا عليّ أحمد بن أحمد بن الخرّاز ، وأبا الوقت وغيرهم ، وحدّث عنهم.

وسكن حربى ، من نواحي دجيل ، وكان يقدم بغداد في بعض الأوقات ويسمع منه.

قرأت على أبي الحسن عليّ بن محمد السّقّاء ، قلت له : أخبركم أبو محمد المبارك بن أحمد بن بركة الكندي ، وأبو القاسم سعيد بن أحمد أبو الحسن ابن البنّاء قراءة عليهما وأنت تسمع ، فأقرّ به ، قالا : أخبرنا أبو نصر محمد بن محمد ابن عليّ الزّينبي ، قال : أخبرنا أبو طاهر محمد بن عبد الرحمن بن العباس المخلّص ، قال : أخبرنا أبو القاسم عبد الله بن محمد البغوي ، قال : حدثنا أبو الرّبيع ، قال : حدثنا هشيم ، قال : حدثنا عليّ بن زيد ، عن محمد بن المنكدر ، عن جابر بن عبد الله ، قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «ما بين منبري وحجرتي روضة من رياض الجنّة ، وإنّ منبري على ترعة من ترع الجنّة» (٢).

سألت عليّ ابن السّقّاء عن مولده فقال : في يوم الجمعة سادس ذي الحجة سنة ثلاث وثلاثين وخمس مئة ، وتوفي (٣) (في رمضان سنة ثمان عشرة وست مئة بقرية حربى).

٢٤٠٨ ـ عليّ (٤) بن محمد بن عدنان بن عبد الله بن عمر ، ويعرف

__________________

(١) الترجمة ٣٤٨.

(٢) حديث صحيح ، وهذا إسناد ضعيف ، تقدم الكلام عليه وتخريجه في الترجمة ٥٤٥.

(٣) من هنا بياض في الأصل ، والظاهر أنه من فعل الناسخ ، وإلا فإن الذهبي ذكر الوفاة في المختصر المحتاج كما ذكرناها بين الحاصرتين منسوبة إلى المؤلف كما يظهر.

(٤) اختاره الذهبي في المختصر المحتاج ٣ / ١٣٨.

٥١٢

بالمختار (١) ، أبو القاسم بن أبي جعفر بن أبي نزار بن أبي الفضائل بن أبي عليّ العلويّ الحسينيّ.

من أهل الكوفة ، ونقيب العلويين بها ، أخو أبي الحسين محمد المقدم ذكره (٢) ، وهذا الأصغر.

قدم بغداد مرارا كثيرة ، وسمع بها من أبي الفتح محمد بن عبد الباقي بن سلمان وأبي الحسن عليّ بن الحسن بن البلّ وغيرهما ، وروى لنا عنهما. كتبت عنه ببغداد.

قرأت على أبي القاسم عليّ بن محمد بن عدنان العلوي ، قلت له : أخبركم أبو الفتح محمد بن عبد الباقي بن أحمد بن سلمان قراءة عليه وأنت تسمع ، فأقرّ به ، قال : أخبرنا أبو عبد الله مالك بن أحمد بن علي ابن الفرّاء قراءة عليه ، قال : أخبرنا أبو الحسن أحمد بن محمد بن موسى بن الصّلت ، قال : حدثنا أبو إسحاق إبراهيم بن عبد الصّمد بن موسى الهاشمي ، قال : حدثنا أبو مصعب أحمد بن أبي بكر الزّهري ، قال (٣) : حدثنا مالك بن أنس ، عن ابن شهاب ، عن سالم ، عن أبيه ، أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم مرّ على رجل يعظ أخاه في الحياء ، فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «الحياء من الإيمان» (٤).

قال المصنف : سألت أبا القاسم بن المختار عن مولده فقال : في سنة ست وثلاثين وخمس مئة.

__________________

(١) المقصود أن المعروف بالمختار هو «عمر» ، أما المترجم فهو «ابن المختار» ، ووقع في المختصر المحتاج : «أبو المختار» ولا شك أنه من غلط الطبع.

(٢) الترجمة ٤٩٨.

(٣) الموطأ ، برواية الزهري (١٨٩٠).

(٤) حديث صحيح تقدم تخريجه في الترجمة ١٩ ، وتكرر في التراجم رقم : ٧٧ و ١٤٧ و ٢٥٤ و ٢٨٣ و ٦٦٦ و ٦٧٤ و ٨٠٢ و ٩٧٦ و ١٣٧٤ و ١٥٩٠ و ١٥٩١ و ١٨٤٤ و ٢١٩٠ من طرق عن الزهري.

٥١٣

٢٤٠٩ ـ (عليّ (١) بن محمد بن أحمد ابن العمري.

سمع أبا الوقت. سمع منه بعض أصحابنا.

توفي في رمضان سنة تسع عشرة وست مئة).

٢٤١٠ ـ عليّ (٢) بن محمد بن عبد الله بن محمد بن المعمّر بن جعفر ، أبو طالب بن أبي المظفر بن أبي القاسم.

من بيت الولاية والتّقدّم ، وقد سبق ذكر أبيه (٣).

وعليّ هذا تولّى حجابة باب المراتب مدة. وسمع من أبي المعالي أحمد ابن عبد الغني بن حنيفة ، وسعد الله ابن الدّجاجي الواعظ ، وأبي الفتح بن سلمان ، وأبي محمد ابن الخشّاب ، وأسعد بن يلدرك وغيرهم ، وروى عنهم. سمعنا منه.

قرأت على أبي طالب عليّ بن محمد بن عبد الله بن جعفر من أصل

__________________

(١) هذه الترجمة أخلت بها النسخة الكيمبرجية ، وهي ثابتة بخط الذهبي في المختصر المحتاج ٣ / ١٣٨ وما أثبتناه بين الحاصرتين منه. وترجمه المنذري في التكملة ، فقال في وفيات سنة ٦١٩ : «وفي الخامس من شهر رمضان توفي الشيخ أبو الحارث علي بن أبي الكرم ابن العمري ، البغدادي ، من أهل باب البصرة بها ، ودفن من الغد بمقبرة جامع المنصور. سمع من أبي الوقت عبد الأول بن عيسى ، وحدث» (٣ / الترجمة ١٨٩٤). ولا أشك أن كثيرا من هذه المعلومات كانت في الترجمة التي كتبها ابن الدبيثي في الأصل من نحو كونه من أهل باب البصرة ، وأنه توفي في الخامس من الشهر ، وأنه دفن من الغد بمقبرة جامع المنصور. على أننا اقتصرنا على اختصار الذهبي في مثل هذه التراجم الساقطة خوفا مما يقع من تجوز ، والله الموفق. وترجمه الذهبي في وفيات السنة المذكورة من تاريخ الإسلام ترجمة مختصرة فقال : «علي بن أبي الكرم ابن العمري ، البغدادي. حدث عن أبي الوقت» (١٣ / ٥٨١) فعلم أنه نقلها من تكملة المنذري.

(٢) ترجمه المنذري في التكملة ٣ / الترجمة ٢١٢٢ ، والذهبي في تاريخ الإسلام ١٣ / ٧٤٥ ، والمختصر المحتاج ٣ / ١٣٩.

(٣) الترجمة ٢١٨.

٥١٤

سماعه ، قلت له : أخبركم أبو الفتح محمد بن عبد الباقي بن أحمد بن سلمان قراءة عليه وأنت تسمع ، فأقرّ به ، قال : أخبرنا أبو القاسم عليّ بن الحسين بن عبد الله الرّبعي ، قال : حدثنا أبو القاسم عبد الملك بن محمد بن عبد الله بن بشران الواعظ إملاء ، قال : حدثنا أبو بكر محمد بن الحسين بن عبد الله الآجرّي بمكة ، قال : حدثنا أبو العباس أحمد بن عيسى بن السّكين البلدي ، قال : حدثنا عليّ بن حرب الموصلي ، قال : حدثني عبد السّلام بن صالح الخراساني ، قال : حدثنا الرّضا عليّ بن موسى ، عن أبيه ، عن جعفر بن محمد ، عن أبيه ، عن عليّ ابن الحسين ، عن أبيه ، عن عليّ بن أبي طالب قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «الإيمان إقرار باللّسان ، وعمل بالأركان ، ويقين بالقلب» (١).

سألت أبا طالب بن جعفر عن مولده فقال : في بكرة الثلاثاء ثامن عشر جمادى الأولى سنة خمس وأربعين وخمس مئة (٢).

٢٤١١ ـ عليّ (٣) بن محمد بن محمد بن عبد الكريم بن عبد الواحد ،

__________________

(١) موضوع ، وضعه عبد السلام بن صالح بن سليمان أبو الصلت الهروي أحد الروافض الكذابين (تنظر ترجمته في تهذيب الكمال ١٨ / ٧٣ ـ ٨٢) ، وكل من رواه عن علي بن موسى الرضا عليه‌السلام فقد سرقه منه ، قال الإمام الدارقطني : «وهو متهم بوضعه لم يحدث به إلا من سرقه منه ، فهو الابتداء في هذا الحديث» ، وهو معروف في كتب الموضوعات.

أخرجه ابن ماجة (٦٥) ، وأبو نعيم في أخبار أصبهان ١ / ١٣٨ ، وابن الجوزي في الموضوعات (٣٦). وينظر تاريخ الخطيب بتحقيقنا ٢ / ٦٧ و ٣ / ٤٢١ و ١١ / ٢٨ و ١٢ / ٥٨ و ٣١٧ و ٣٢٢.

(٢) لم يذكر المؤلف وفاته لتأخرها عن النشرة الأخيرة لكتابه ، فقد توفي في ليلة السادس عشر من شوال سنة ٦٢٣ على ما ذكره الزكي المنذري في التكملة.

(٣) شيخ المؤرخين في عصره ، ترجمته مشهورة في الكتب المستوعبة لعصره ، نذكر بعض من ترجمه على سبيل المثال لا الحصر ، فمنهم : ابن نقطة في إكمال الإكمال ١ / ١٢٣ ، والمنذري في التكملة ٣ / الترجمة ٢٤٨٤ ، وأبو شامة في ذيل الروضتين ١٦٢ ، وابن

٥١٥

أبو الحسن بن أبي الكرم ، يعرف بابن الأثير.

ولد بجزيرة ابن عمر ونشأ بها ، ثم صار إلى الموصل وسكنها. وسمع بها من أبي الفضل عبد الله بن أحمد ابن الطّوسي الخطيب وطبقته ، وقدم بغداد مرارا : حاجا ورسولا إلى الديوان العزيز من أمير الموصل. وسمع بها من الشيخين : أبي قاسم يعيش بن صدقة الفقيه الشافعي ، وأبي أحمد عبد الوهّاب بن عليّ الصّوفي وغيرهما. ورحل إلى الشّام والقدس وسمع هناك من جماعة ، وعاد إلى بلده ولزم بيته منقطعا إلى الاشتغال بالخير والتّوفّر على النّظر في العلم ، وعنده مجتمع أهل الفضل من أهل الموصل والواردين إليها. لقيته بها وكتبت عنه ، ونعم الرّجل رأيته.

أنشدني بمنزله بدرب درّاج بالموصل لبعضهم :

ما مرّ يوم على حرّ ولا ابتكرا

إلّا رأى عبرا فيه إن اعتبرا

ولا انقضت ساعة في الدّهر وانصرفت

حتى تؤثّر في قوم لها أثرا

سألته عن مولده ، فقال لي : ولدت بالجزيرة ، يعني جزيرة ابن عمر ، في رابع جمادى الأولى سنة خمس وخمسين وخمس مئة (١).

٢٤١٢ ـ عليّ (٢) بن محمد بن عبد الله بن الحسين ابن السّكن ، أبو الحسن بن أبي سعد الحاجب ، يعرف بابن المعوّج.

__________________

خلكان في وفيات الأعيان ٣ / ٣٤٨ ، وابن الفوطي في تلخيص مجمع الآداب ٤ / الترجمة ٣٣٧ ، والذهبي في كتبه لا سيما في تاريخ الإسلام ١٣ / ٩٢٥ ، وسير أعلام النبلاء ٢٢ / ٣٥٣ ، والصفدي في الوافي ٢٢ / ١٣٦ ، والسبكي في طبقاته الكبرى ٨ / ٢٩٩ ، وغيرهم ممن ذكرنا في تعليقنا على السير وغيره.

(١) وتوفي في شعبان سنة ٦٣٠ كما في مصادر ترجمته.

(٢) ترجمه ابن الفوطي في الملقبين بغرس الدين من تلخيص مجمع الآداب ٤ / الترجمة ١٧٢٣ ، والذهبي في المختصر المحتاج ٣ / ١٣٩.

٥١٦

وقد تقدم ذكر أبيه (١).

وعليّ هذا أحد الحجّاب بالدّيوان العزيز. سمع من أبي عبد الله محمد بن محمد بن عليّ ابن السّكن نسيبه ، وروى عنه. سمعنا منه.

قرئ على أبي الحسن عليّ بن أبي سعد الحاجب وأنا أسمع ، قيل له : أخبركم أبو عبد الله محمد بن محمد ابن السّكن قراءة عليه وأنت تسمع ، فأقرّ به ، قال : أخبرنا أبو الخطاب نصر بن أحمد بن عبد الله القارئ ، ويعرف بابن البطر ، قال : أخبرنا أبو محمد عبد الله بن عبيد الله بن يحيى البيّع ، قال : حدثنا القاضي أبو عبد الله الحسين بن إسماعيل المحاملي ، قال : حدثنا محمد بن عمرو بن حنان ، قال : حدثنا بقيّة ، قال : حدثنا ابن زياد ، قال : سمعت أبا أمامة ، قال : سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يوصي بالجار حتى ظننت أنّه سيورّثه (٢). هكذا وقع هذا الحديث في هذه الرّواية بهذا اللّفظ ، والمحفوظ : «لم يزل جبريل يوصيني بالجار حتى ظننت أنّه سيورّثه».

سئل أبو الحسن ابن السّكن عن مولده وأنا أسمع فقال : ولدت في سنة ثمان وخمسين وخمس مئة (٣).

٢٤١٣ ـ عليّ (٤) بن محمد بن أحمد بن بختيار بن عليّ ابن المندائي ، أبو جعفر ابن شيخنا القاضي أبي الفتح ابن القاضي أبي العبّاس.

من أهل واسط ، وقد تقدّم ذكر والده (٥).

__________________

(١) الترجمة ٢٢٣.

(٢) حديث ضعيف تقدم الكلام عليه وتخريجه في الترجمة ٤٤٩.

(٣) ذكر ابن الفوطي أنه توفي في شهر ربيع الأول من سنة ٦٢٣ ، ودفن بمقابر قريش.

(٤) ترجمه المنذري في التكملة ٣ / الترجمة ٢٤٩٧ ، والذهبي في تاريخ الإسلام ١٣ / ٩٢٧.

(٥) الترجمة ٥٣.

٥١٧

وعليّ هذا سمع بواسط من أبي محمد الحسن بن عليّ بن محمد ابن السّوادي ، وجدّه لأمّه أبي العباس هبة الله بن نصر الله بن مخلد الأزدي ، والقاضي أبي طالب محمد بن علي ابن الكتّاني ، وأبي الفضّل الرّبيع بن سليمان العدوي ، وغيرهم. وقدم بغداد مرارا كثيرة ، وأقام بها ، وسمع من أبي الفرج بن كليب ووالده وجماعة. وحدّث بها عن أبي محمد ابن السّوادي ، وأبي طالب ابن الكتّاني المذكورين ، فسمع منه بعض الطّلبة من أصحابنا.

وسمعت والده يقول : مولد ابني أبي جعفر في صفر سنة تسع وخمسين وخمس مئة (١).

«آخر الجزء الخامس والأربعين من الأصل»

* * *

__________________

(١) وتوفي في ليلة عرفة من سنة ٦٣٠ ، كما ذكر الزكي المنذري.

٥١٨

ذكر من اسمه عليّ واسم أبيه محمود

٢٤١٤ ـ عليّ (١) بن محمود بن عبد الله القطّان ، أبو الحسن.

من ساكني الظّفرية.

سمع أبا حفص عمر بن ظفر بن أحمد المغازلي ، وروى عنه. سمع منه بعض أصحابنا.

وتوفي في سنة خمس وست مئة (٢).

٢٤١٥ ـ علي (٣) بن محمود بن الحسن ابن النّجّار ، أبو الحسن البزّاز.

أخو أبي عبد الله محمد الذي قدّمنا ذكره (٤) ، وعليّ هذا الأسنّ.

سمع شيئا من الحديث من شيوخنا ، وعرف علم الفرائض وقسمة التّركات ، وولّاه قاضي القضاة أبو القاسم عبد الله بن الحسين الدّامغاني أمين الحكم بمدينة السّلام ، وكان يعتمد عليه فيما يخبر به من التّركات وغيرها. كتبت عنه إنشادات ، وذكر لي أنه ولد في محرم سنة أربع وستين وخمس مئة ، ووجد

__________________

(١) ترجمه ابن النجار في التاريخ المجدد ، الورقة ٣٧ (باريس) وقال : جارنا بالظفرية ونسبه أيضا : سمسارا ، والمنذري في التكملة ٢ / الترجمة ١٠٨٢ ، والذهبي في تاريخ الإسلام ١٣ / ١١٨.

(٢) هكذا ذكر وفاته في السنة من غير تحديد وتابعه المنذري في التكملة لأنه ينقل منه ، أما ابن النجار فقد ذكر مولده ووفاته بتفصيل ، قال : «سألت أبا الحسن السمسار عن مولده فقال : في جمادى الآخرة أو رجب سنة أربع وثلاثين وخمس مئة. وتوفي في سحرة يوم الجمعة الخامس والعشرين من شهر ربيع الآخر سنة خمس وست مئة».

(٣) ترجمه أخوه محب الدين في التاريخ المجدد ، الورقة ٣٦ (باريس) وأثنى عليه ثناء جميلا وذكر أنه هو الذي ربّاه وعلّمه ، والذهبي في تاريخ الإسلام ١٣ / ٣٢٠ ، والصفدي في الوافي ٢٢ / ١٨١.

(٤) الترجمة ٥٢٥.

٥١٩

مقتولا في صبيحة الجمعة لأربع عشرة خلون من شهر رمضان سنة إحدى عشرة وست مئة ، ويقال : قتل نفسه (١) ، ودفن عشيّة الجمعة المذكور بباب أبرز عند أبيه.

٢٤١٦ ـ عليّ بن المبارك بن يوسف بن برهان ، أبو الحسن الوالبيّ.

حدث عن أبي طاهر أحمد بن عليّ السّوّاق. سمع منه أبو محمد عبيد الله ابن نصر ابن الزّاغوني وجماعة في سنة تسع وثمانين وأربع مئة.

٢٤١٧ ـ عليّ بن المبارك بن بحر القطّان ، أبو الحسن.

سمع أبا محمد رزق الله بن عبد الوهّاب التّميمي ، وروى عنه. سمع منه أبو بكر المبارك بن كامل بن أبي غالب الخفّاف ، وروى عنه أبياتا سمعها منه أنشده إياها التّميمي المذكور.

٢٤١٨ ـ عليّ بن المبارك بن علي ابن المخرّمي ، أبو الفضل ابن القاضي أبي سعد.

أحد الشّهود المعدّلين ، ومن بيت القضاء والعدالة والرّواية المذكورين. شهد عند قاضي القضاة أبي القاسم عليّ بن الحسين الزّينبي فيما أخبرنا أبو عبد الله محمد بن أحمد بن هبة الله النّحوي قراءة عليه ، قال : أخبرنا القاضي أبو العباس أحمد بن بختيار الواسطي قراءة عليه ، قال : ذكر من قبل قاضي القضاة أبو القاسم الزّينبي شهادته وأثبت تزكيته ، ومنهم : أبو الفضل عليّ بن المبارك ابن المخرّمي في مستهل صفر سنة ست وعشرين وخمس مئة ، وزكّاه القاضي أبو

__________________

(١) هكذا قال المؤلف ، ولعل هذه هي الرواية الرسمية لمن قتله ، فإن هذا الرجل قبض عليه بعد عزل أبي القاسم ابن الدامغاني وأهلك في الحبس كما يظهر من قول أخيه : «وعند الله تجتمع الخصوم» ، وقول الصلاح الصفدي : «فلما عزل القاضي قبض عليه وأهلك» ، وذكر المنذري أنه قتل شهيدا ووصفه بالديانة الثخينة وأنه كان عفيفا نزها مواظبا على الطاعات وفعل البر ، وذكر أنه قدم عليهم مصر تاجرا ، فمثل هذا يصعب تصديق القول فيه : إنه قتل نفسه ، وإنما هي من اختراعات الظلمه.

٥٢٠