ذيل تأريخ مدينة السلام - ج ٤

أبي عبد الله محمّد بن سعيد بن الدبيثي

ذيل تأريخ مدينة السلام - ج ٤

المؤلف:

أبي عبد الله محمّد بن سعيد بن الدبيثي


المحقق: الدكتور بشار عوّاد معروف
الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: دار الغرب الإسلامي ـ بيروت
الطبعة: ١
الصفحات: ٦٤٦

الغطريف الجرجاني بها ، قال : أخبرنا أبو العباس أحمد بن عمر بن سريج الفقيه ، قال : حدثنا محمد بن عبد الملك الدّمشقي ، قال : حدثنا أبو عليّ الحنفي ، قال : حدثنا عمر بن أبي زائدة ، قال : حدثنا أبو إسحاق الهمداني ، عن سعيد بن أبي كرب ، عن جابر ، قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «ويل للأعقاب من النّار» (١).

٢٣٥٨ ـ عليّ (٢) بن عيسى بن هبة الله ابن النّقّاش ، أبو الحسن بن أبي عبد الله البغداديّ.

سكن دمشق ، وتوفي بها.

سمع ببغداد من أبي القاسم بن الحصين وحدث عنه. سمع منه القاضي عمر القرشي ، وروى عنه حديثا في «معجمه».

وعليّ هذا كانت له معرفة بعلم الطبّ ، ولم يكن محمود الطّريقة في دينه على ما بلغنا ، والله أعلم.

أخبرنا أبو المحاسن عمر بن عليّ بن الخضر في كتابه ، قال : أخبرنا أبو الحسن عليّ بن عيسى ابن النّقّاش ، قال : أخبرنا أبو القاسم هبة الله بن محمد بن الحصين.

وأخبرنيه عاليا القاضي أبو الفتح محمد بن أحمد بن بختيار الواسطي بقراءتي عليه بها ، قلت له : قرئ على أبي القاسم هبة الله بن محمد بن عبد الواحد وأنت تسمع ، فأقرّ بذلك ، قال : أخبرنا أبو طالب محمد بن محمد بن غيلان البزّاز ، قال : حدثنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن إبراهيم الشّافعي ،

__________________

(١) حديث صحيح.

أخرجه الطيالسي (١٧٩٧) ، وابن أبي شيبة ١ / ٢٦ ، وأحمد ٣ / ٣٦٩ و ٣٩٠ ، وابن ماجة (٤٥٤) ، وأبو يعلى (٢٠٦٥) و (٢١٤٥) ، والطحاوي في شرح المعاني ١ / ٣٨ ، والطبراني في الأوسط (٢٨٥١) و (٥٦٤٦) ، والمزي في تهذيب الكمال ١١ / ٤٣.

(٢) ترجمه ابن أبي أصيبعة في عيون الأنباء ٢ / ١٦٢ ، والذهبي في تاريخ الإسلام ١٢ / ٥٤١ ، والصفدي في الوافي ٢١ / ٣٧٧.

٤٨١

قال (١) : حدثنا أبو سهل الأهوازي ، قال : حدثتنا أم الوليد بنت يحيى بن الوليد ، قالت : حدثني خالي قزعة بن سويد الباهلي ، قال : سمعت محمد بن المنكدر ، عن جابر بن عبد الله ، قال : بسط للنبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم تحت صور (٢) ، ثم أتي بخبز ولحم فأكل وصلّى ولم يتوضا (٣).

توفي أبو الحسن ابن النقاش بدمشق في يوم السبت ثاني عشر محرم سنة أربع وسبعين وخمس مئة ، ودفن بها.

٢٣٥٩ ـ عليّ بن عرفة بن عيّاش ، أبو القاسم الوقاياتي.

من أهل الكرخ.

من شيوخ أبي بكر محمد بن المبارك بن مشّق البيّع ، ذكره في «معجمه» ، وقال : سمعت منه.

٢٣٦٠ ـ عليّ بن عتيق بن عليّ بن عطّاف ، أبو الحسن الضّرير البغداديّ.

أظنه من أهل باب البصرة.

سمع أبا الوقت السّجزي ، وخرج إلى الموصل فسكنها إلى حين وفاته ، وحدّث بها عن أبي الوقت ، وتوفي بعد سنة ست مئة بقليل بالموصل ، ودفن بها.

٢٣٦١ ـ عليّ بن غنيمة الصّرصري ، أبو الحسن.

سمع أبا عليّ الحسن بن أحمد ابن البنّاء وأبا الحسن أحمد بن محمد الزّعفراني فيما ذكر أبو بكر المبارك بن كامل الخفّاف ، وقال : وكان قد جاوز التّسعين.

__________________

(١) الغيلانيات (٦٩٠).

(٢) الصور : النخل المجتمع الصغار.

(٣) إسناده ضعيف ، لضعف قزعة بن سويد الباهلي ، وأم الوليد بنت يحيى بن الوليد مجهولة لا تعرف.

٤٨٢

٢٣٦٢ ـ عليّ (١) بن غنيمة بن عليّ المقرئ ، أبو الحسن الضّرير المشتركيّ.

منسوب إلى موضع يعرف بالمشترك من أعمال الحلّة المزيدية.

قدم بغداد وحفظ القرآن الكريم وقرأه بشيء من القراءات على أبي محمد عبد الله بن عليّ سبط أبي منصور الخيّاط ، وعلى أبي الكرم المبارك بن الحسن ابن الشّهرزوري العطّار ، وغيرهما. وأمّ بالنّاس في الصّلوات بمسجد يانس بالرّيحانيين سنين ، ولقّن فيه خلقا القرآن ، وأقرأ. وهو الذي لقّن أبا يعلى حمزة ابن عليّ ابن القبّيطي وأبا العز مشرّف بن عليّ الخالصي وخلقا غيرهما.

وسمع شيئا من الحديث من أبي محمد سبط الخيّاط وغيره. وكان بالإقراء أشهر منه بالتّحديث.

توفي ليلة الأحد سابع عشر شهر رمضان سنة اثنتين وسبعين وخمس مئة ، وصلّي عليه بكرة الأحد بالمدرسة النّظامية ، ودفن بالجانب الشّرقي بالمقبرة المعروفة بالعطّافية في تربة بني نزار إلى جانب أخيه نعيم.

٢٣٦٣ ـ عليّ بن فارس بن أبي تراب ، أبو تراب الكيّال.

من أهل باب الأزج.

هكذا سمّاه أبو القاسم تميم بن أحمد ابن البندنيجي ، ومن خطّه نقلته ، وقال : سمع أبا القاسم عليّ بن أحمد بن بيان.

وقال محمد بن عثمان العكبري الواعظ : اسمه القاسم ، وروى عنه حديثا في «معجم شيوخه» ، وسنذكره فيمن اسمه القاسم جمعا بين القولين إن شاء الله.

قال تميم : توفي عليّ بن فارس الكيّال في سنة ست وسبعين وخمس مئة.

__________________

(١) ترجمه ياقوت في «المشترك» من معجم البلدان ٥ / ١٣٢ نقلا من هذا الكتاب كما يظهر.

٤٨٣

وسمع منه بعض أصحابنا.

٢٣٦٤ ـ عليّ (١) بن فضائل بن عليّ التّكريتيّ الأصل ، أبو الحسن البغداديّ الملّاح.

من ساكني دار البساسيري بباب الأزج.

سمع أبا بكر محمد بن أبي حامد البيّع ، وروى لنا عنه ، وكان سماعه صحيحا.

قرأت على أبي الحسن عليّ بن فضائل التكريتي ، قلت له : أخبركم أبو بكر محمد بن عبد العزيز بن عليّ بن عمر البيّع المعروف بابن أبي حامد قراءة عليه وأنت تسمع ، فأقرّ به وعرفه ، قال : أخبرنا أبو الحسين عاصم بن الحسن بن محمد المقرئ ، قال : أخبرنا أبو عمر عبد الواحد بن محمد بن مهدي ، قال : حدثنا القاضي أبو عبد الله الحسين بن إسماعيل المحاملي ، قال : حدثنا هارون ابن إسحاق ، قال : حدثنا ابن إدريس ، عن أبيه وعمّه ، عن جدّه ، عن أبي هريرة قال : سئل رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : ما أكثر ما يدخل النّاس النار؟ قال : «الأجوفان : الفم والفرج» (٢).

توفي عليّ بن فضائل هذا في شهر ربيع الأوّل سنة اثنتي عشرة وست مئة.

٢٣٦٥ ـ عليّ (٣) بن محمد بن الوزير ، أبو (الحسن) (٤) المستعمل.

سمع أبا محمد الحسن بن محمد الخلّال ، وروى عنه. سمع منه أبو البركات هبة الله بن المبارك بن موسى السّقطي ، وأخرج عنه حديثا في «معجم

__________________

(١) ترجمه المنذري في التكملة ٢ / الترجمة ١٣٩١ ، والذهبي في تاريخ الإسلام ١٣ / ٣٤٧ ، والمختصر المحتاج ٣ / ١٣٣.

(٢) قطعة من حديث حسن تقدم الكلام عليه وتخريجه في الترجمة ١٧٦٩.

(٣) ترجمه ابن النجار في التاريخ المجدد ، الورقة ٢٩ (باريس) وذكر أنه من أهل النصرية.

(٤) ما بين الحاصرتين سقطت من الأصل ، واستفدتها من تاريخ ابن النجار.

٤٨٤

شيوخه» فيما حكاه القاضي أبو المحاسن القرشي ، ونقلته من خطّه.

٢٣٦٦ ـ عليّ بن محمد بن إبراهيم بن نجا الهاشميّ ، أبو الحسن.

من أهل بعقوبا.

سمع من القاضي أبي المظفّر هنّاد بن إبراهيم النّسفي قاضي بعقوبا وروى عنه. سمع منه المبارك بن كامل وأخرج عنه حديثا في «معجم شيوخه».

٢٣٦٧ ـ عليّ بن محمد بن عليّ بن أحمد بن عبيد الله ، أبو الحسن الكاتب.

من أهل واسط ، يعرف بابن السّوادي ، والد الحسن الذي قدّمنا ذكره (١) وأخيه العلاء الشاعر.

سمع بواسط من القاضي أبي تمّام عليّ بن محمد العبدي قاضيها. ويقال : إنه قرأ القرآن العزيز على أبي علي غلام الهرّاس. وكان فيه فضل وتميّز ، وله شعر حسن. كتب عنه بواسط خميس بن علي الحوزي ، وأبو الفضل محمد بن محمد بن عطّاف الموصلي وغيرهما.

قدم بغداد في سنة سبع وتسعين وأربع مئة ، وحدّث بها عن أبي تمّام القاضي ، فسمع منه أبو عبد الله الحسين بن محمد بن خسرو البلخي البزّاز ، وبها توفي.

قرأت بخطّ أبي الفضل بن عطّاف : توفي أبو الحسن ابن السّوادي ببغداد يوم الجمعة ثاني ذي القعدة سنة تسع وتسعين وأربع مئة ، ودفن بباب أبرز.

٢٣٦٨ ـ عليّ (٢) بن محمد بن محمد بن جهور ، أبو الكرم الحاجب.

من أهل واسط أيضا ، من بيت معروف ببلده بالعدالة والقضاء والفضل والرئاسة.

__________________

(١) الترجمة ١٢٠٧.

(٢) ترجمه ابن النجار في التاريخ المجدد ، الورقة ٢٠ (باريس).

٤٨٥

وعليّ هذا كان أحد الحجّاب بالديوان المعمور بواسط. سمع القاضي أبا تمّام بن أبي خازم العبدي قاضي واسط وغيره.

وقدم بغداد وحدّث بها في رجب سنة سبع وتسعين وأربع مئة ، فسمع منه أبو عبد الله بن خسرو البزاز فيما قرأت بخطّه ، وغيره.

٢٣٦٩ ـ علي بن محمد بن أبي السعلى الهمداني ، أبو الحسن الكوفيّ.

قدم بغداد في سنة إحدى عشرة وخمس مئة ، وحدّث بها عن القاضي أبي عمر محمد بن أحمد ابن النّهاوندي قاضي البصرة ، فسمع منه فارس بن أبي القاسم الحفّار الحربي وروى عنه ، وغيره.

٢٣٧٠ ـ عليّ (١) بن محمد بن عليّ ، أبو الحسن بن أبي زيد النّحويّ المعروف بالفصيحي (٢).

من أهل أستراباذ ؛ بلدة من أطراف خراسان.

قرأ النّحو على عبد القاهر الجرجاني ، وبرع فيه حتى صار من أعرف أهل زمانه به. قدم بغداد واستوطنها إلى أن توفي بها. ودرّس النحو بالمدرسة النّظامية مدة وأخذ عنه النّاس وتخرّج به جماعة. وحدّث عن أبي الحسن عليّ بن محمد الخطيب الأنباري. سمع منه أبو طاهر أحمد بن محمد بن سلفة الأصبهاني ببغداد وقال : جالسته وسألته عن أحرف من العربية ، وروى عنه في «مشيخته البغداديين» وسمّى أباه محمدا ، وهو بكنيته أبا زيد أشهر.

__________________

(١) ترجمه ابن الأنباري في نزهة الألباء ٢٢٤ ، وياقوت في معجم الأدباء ٥ / ١٩٦٤ ، وابن النجار في التاريخ المجدد ، الورقة ٣ (باريس) ، والقفطي في إنباه الرواة ٢ / ٣٠٦ ، وابن خلكان في وفيات الأعيان ٣ / ٣٣٧ ، والذهبي في تاريخ الإسلام ١١ / ٢٥٨ ، والصفدي في الوافي ٢٢ / ٨٥ ، وابن شاكر في عيون التواريخ ١٢ / ١٥٣ ، والسيوطي في بغية الوعاة ٢ / ١٩٧ ، وابن العماد في الشذرات ٥ / ٧٠.

(٢) عرف بذلك لولعه بكتاب «الفصيح» لثعلب.

٤٨٦

وقال غير ابن سلفة : توفي الفصيحي يوم الأربعاء ثالث عشر ذي الحجة سنة ست عشرة وخمس مئة ببغداد.

٢٣٧١ ـ علي بن محمد بن زيد ، أبو الحسن الوقاياتيّ.

حدّث عن أبي منصور محمد بن محمد بن عبد العزيز العكبري ، فسمع منه أبو طالب المبارك بن عليّ بن خضير الصّيرفي فيما قال القاضي عمر القرشي.

٢٣٧٢ ـ عليّ بن محمد بن الحسين بن إبراهيم بن يعيش الأنباري الأصل ، أبو الحسن بن أبي نصر البيّع ، والد محمد الذي قدّمنا ذكره (١).

وعليّ هذا أحد الشهود المعدّلين بمدينة السّلام ، شهد عند قاضي القضاة أبي الحسن عليّ بن محمد الدّامغاني هو وابنه في يوم واحد. أخبرنا أبو عبد الله محمد بن أحمد النحوي قراءة عليه ، قال : أخبرنا القاضي أبو العباس أحمد بن بختيار ابن المندائي قراءة عليه في كتاب «تاريخ الحكّام بمدينة السلام» في ذكر من قبل قاضي القضاة أبو الحسن ابن الدّامغاني شهادته وأثبت تزكيته ، قال : وأبو الحسن عليّ بن محمد بن يعيش وابنه أبو عبد الله محمد جميعا في شعبان سنة أربع وخمس مئة ، وزكاهما : أبو البركات عبد الرحمن بن حبيش الفارقي وأبو سعد المبارك بن علي المخرّمي.

قلت : وتوفي أبو الحسن بن يعيش هذا في ذي القعدة سنة ثمان عشرة وخمس مئة.

٢٣٧٣ ـ عليّ (٢) بن محمد بن منصور الأسدي ، أبو الحسن ، المعروف بابن العمراني.

قال أبو بكر بن كامل : هو من ولد المعافى بن عمران.

قلت : أظنّه من أهل آمد ، قدم العراق ، وكان بينه وبين القاضي أبي عليّ بن

__________________

(١) الترجمة ٣٣٣.

(٢) ترجمه ابن النجار في التاريخ المجدد ، الورقة ٢٤ (باريس).

٤٨٧

برهون الفارقي قاضي واسط مصاهرة ، وقد كان بواسط ، وأظنه روى بها.

سمع منه ببغداد أبو بكر بن كامل ، وروى عنه في «معجمه» ما نقلته من خطّه ، قال : سمعت أبا الحسن ابن العمراني يقول : سمعت أبي يقول : رأيت النّبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم في المنام في مسجدي بآمد ، فقلت : يا رسول الله ، روّينا عنك أنك قلت : «ما زال جبريل يوصيني بالجار حتى ظننت أنه سيورّثه» ، فقال لي : نعم.

٢٣٧٤ ـ علي (١) بن محمد بن القاسم ، أبو الثناء الكلواذيّ.

منسوب إلى كلواذى ؛ بلدة قديمة تحت بغداد بيسير ، ينسب إليها : كلواذي على غير قياس ، قد جاء منهم جماعة من العلماء.

وعليّ هذا سمع الكثير ببغداد وواسط ، والرواية عنه قليلة. سمع منه أبو بكر بن كامل وأورد عنه في «معجمه» بيتين من الشعر ذكر أنه أنشده إياهما لنفسه ، وهما :

قد خلت الدّنيا من النّاس

أين أولو المعروف والباس

لا أحد يرجى ولا يتّقى

الحمد لله على الياس

٢٣٧٥ ـ عليّ (٢) بن محمد بن محمد بن عليّ بن أحمد بن عامر ، أبو الحسن ، المعروف بابن الوكيل.

والد أبي الفضل محمد (٣) وأبي الفتح أحمد (٤) اللذين تقدّم ذكرهما. من بيت قديم ، كان منهم وكيل للإمام القائم بأمر الله.

وعليّ هذا كان حاجب الحجاب في أيام الإمام المسترشد بالله. سمع أبا عبد الله الحسين بن أحمد بن طلحة النّعالي ، وروى عنه. سمع منه المبارك بن

__________________

(١) ترجمه ابن النجار في التاريخ المجدد ، الورقة ١٦ (باريس).

(٢) ترجمه ابن النجار في التاريخ المجدد ، الورقة ٢١ (باريس).

(٣) تقدمت ترجمته برقم ٣٤٢.

(٤) تقدمت ترجمته برقم ٧٧٤.

٤٨٨

كامل ، وأخرج عنه حديثا في «معجم شيوخه» (١).

٢٣٧٦ ـ عليّ بن محمد بن عبد الله البزّاز ، أبو الحسن بن أبي بكر ، المعروف بابن القيّار.

وقد تقدم ذكر أبيه (٢). سمع أبا الحسن علي بن محمد بن العلّاف وروى عنه. سمع منه المبارك بن كامل أيضا وروى عنه حديثا في «معجمه».

٢٣٧٧ ـ عليّ بن محمد بن محمد بن الحسين بن عبد الله ، أبو الحسن ، يعرف بابن الخراسانيّ.

من ساكني باب المراتب. سمع أبا بكر أحمد بن سياوش التّمّار ، وروى عنه. سمع منه أبو محمد عبد الله بن أحمد بن أحمد ابن الخشّاب النّحوي في سنة ثمان وثلاثين وخمس مئة فيما قرأت بخطّه ، وقال : سألته عن مولده ، فقال : في سنة ست وثمانين وأربع مئة.

٢٣٧٨ ـ عليّ بن محمد بن عليّ ، أبو الحسن ، المعروف بالدّشت.

أظنه من أهل الجانب الغربي.

شيخ مجهول ، روى عنه أحمد بن يحيى ابن الدّبيقي ، وذكر أنّه روى له بإجازته من أبي العباس الهكّاري ، وتكلّم النّاس في أحمد هذا من أجله وكونه لا يعرف برواية ، وابن الدّبيقي ضعيف لا يعوّل على ما يرويه منفردا عفا الله عنا وعنه.

٢٣٧٩ ـ عليّ (٣) بن محمد بن عليّ ابن القوّاس ، أبو الفوارس ، يعرف بابن القابلة.

__________________

(١) قال ابن النجار : بلغني أنه توفي يوم السبت لسبع خلون من شعبان سنة ثمان عشرة وخمس مئة.

(٢) الترجمة ٢١٢.

(٣) ترجمه ابن النجار في التاريخ المجدد ، الورقة ٦ (باريس).

٤٨٩

من أهل الجانب الغربي.

شيخ صالح ، كان يجاور بجامع المنصور ويقيم بسقاية الرّاضي ؛ موضع متّصل بالجامع. سمع شيئا من الحديث ، وانقطع إلى العبادة.

ذكره أبو الفضل أحمد بن صالح بن شافع في «تاريخه» فقال : توفي أبو الفوارس ابن القابلة يوم الاثنين ثالث عشري جمادى الآخرة سنة ثلاث وأربعين وخمس مئة ، وصلّي عليه بجامع المنصور ، ودفن بباب الجامع المذكور. وكان زاهدا صالحا على طريقة حسنة.

٢٣٨٠ ـ عليّ (١) بن محمد بن محمد بن ودعان ، أبو الحسن الموصليّ الأصل البغداديّ الدار ، سبط الوزير أبي منصور محمد بن محمد بن جهير.

سمع ببغداد من أبي عبد الله الحسين بن أحمد بن طلحة النّعالي فيما ذكر أحمد بن صالح بن شافع ، قال : وتوفي ببغداد ليلة السبت حادي عشري ذي الحجة سنة أربع وأربعين وخمس مئة ، وصلّي عليه بجامع القصر الشريف يوم السّبت ، ودفن بتربة جدّه أبي منصور بن جهير ، وما أظنه حدّث. وكان من ذوي البيوتات القديمة. كلّه كلام ابن شافع.

٢٣٨١ ـ عليّ (٢) بن محمد بن عليّ ابن الكوفي ، أبو سعد الوكيل بباب القضاة ، يعرف بابن القارئ.

سمع من الوزير أبي منصور محمد بن محمد بن جهير ، وروى عنه. سمع منه أبو محمد ابن الخشّاب النّحوي في سنة ست وخمسين وخمس مئة فيما قرأت بخطّه.

٢٣٨٢ ـ عليّ بن محمد بن أبي الصّيغ ، أبو الحسن.

__________________

(١) ترجمه ابن النجار في التاريخ المجدد ، الورقة ٢١ (باريس) ، والذهبي في المختصر المحتاج ٣ / ١٣٤.

(٢) ترجمه ابن النجار في التاريخ المجدد ، الورقة ٧ (باريس).

٤٩٠

من أهل الحربية.

حدث عن أبي العباس أحمد بن عليّ بن قريش المقرئ. سمع منه القاضي عمر بن عليّ القرشي ، وروى عنه في «معجم شيوخه».

أنبأنا أبو المحاسن بن أبي الحسن القرشي ، قال : أخبرنا أبو الحسن عليّ ابن محمد بن أبي الصّيغ ، قال : أخبرنا أبو العباس أحمد بن عليّ بن قريش ، قال : أخبرنا أبو محمد الحسن بن عليّ بن محمد الجوهري ، قال : حدثنا علي بن محمد بن كيسان ، قال : حدثنا يوسف بن يعقوب القاضي ، قال : حدثنا محمد بن أبي بكر ، يعني المقدّمي ، ومسدّد ، قالا : حدثنا حمّاد بن زيد ، عن يحيى بن سعيد ، عن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم ، عن عمرة ، عن عائشة ، عن النّبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : «ما زال جبريل يوصيني بالجار حتى ظننت أنّه سيورّثه» (١).

٢٣٨٣ ـ عليّ (٢) بن محمد بن علي ، أبو طالب الدّواتي ، صاحب كمال الدين أبي الفتوح بن طلحة (٣).

سمع أبا القاسم هبة الله بن الحصين ، وروى عنه شيئا من المجالس التي قرئت عليه بالدّيوان العزيز ، تخريج أبي الفضائل عبد الله بن محمد ابن الخاضبة وقراءته.

قال القرشي : توفي أبو طالب الدّواتي بعد صاحبه أبي الفتوح بن طلحة بشيء يسير.

قلت : وكانت وفاة ابن طلحة في صفر سنة ست وخمسين وخمس مئة.

__________________

(١) حديث عمرة عن عائشة في الصحيحين : البخاري في الأدب من صحيحه ٨ / ١٢ (٦٠١٤) ، ومسلم في البر والصلة ٨ / ٣٦ (٢٦٢٤). وينظر تمام تخريجه في تعليقنا على جامع الترمذي (١٩٤٢). وتقدم في الترجمة ١٧٨٥ من طريق مجاهد عن عائشة.

(٢) ترجمه ابن النجار في التاريخ المجدد ، الورقة ٧ (باريس).

(٣) كان ابن طلحة صاحب المخزن المعمور.

٤٩١

٢٣٨٤ ـ عليّ بن محمد بن إبراهيم الخبّاز ، أبو الحسن الأزجيّ.

وقد تقدّم ذكره (١) ، وأعدناه فيمن اسم أبيه محمد كما وعدنا بذكره جمعا بين القولين في اسم أبيه ، إذ كنّا ذكرنا أنّ اسم أبيه ثابت على ما بلغنا ، والله أعلم.

٢٣٨٥ ـ عليّ (٢) بن محمد بن عليّ بن أحمد بن أبي بكر بن أبي مسلم ، أبو الحسن الكرجيّ ، المعروف بالدّنّيك.

قدم بغداد حاجّا ، وحدّث بها عن أبي القاسم غانم بن خالد بن عبد الواحد التّاجر ، وأبي القاسم إسماعيل بن الفضل الخيّاط ، وأبي منصور أحمد بن محمد ابن ينال الصّوفي الأصبهانيين. سمع منه جماعة منهم : أبو نصر عمر بن أبي بكر الدّينوري ، وروى لنا عنه.

قرأت على أبي نصر عمر بن محمد بن الحسن الصّوفي ، قلت له : أخبركم أبو الحسن عليّ بن محمد بن عليّ الكرجي قدم عليكم حاجا قراءة عليه وأنت تسمع ، فأقرّ به ، قال : أخبرنا أبو نصر بن أبي الرّجاء المؤذّن الأصبهاني ، قال : أخبرنا أبو القاسم عبد الرّحمن بن محمد بن إسحاق بن مندة ، قال : أخبرنا أبو عليّ زاهر بن أحمد السّرخسي ، قال : حدثنا عبد الله بن محمد البغوي ، قال : حدثنا أحمد بن حنبل ، قال : حدثنا روح ، قال : حدثنا ابن جريج ، قال : أخبرني موسى بن عقبة ، عن نافع ، عن ابن عمر ، قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «كلّ مسكر خمر وكلّ خمر حرام» (٣).

قال المصنّف : قرأت بخط القاضي عمر القرشي ، وقد أجاز لنا ، قال : أخبرنا أنّ عليّ ابن الدّنّيك توفي بمنى يوم عيد الأضحى سنة ثلاث وستين وخمس

__________________

(١) الترجمة ٢٢٧١.

(٢) ترجمه ابن النجار في التاريخ المجدد ، الورقة ٧ (باريس).

(٣) حديث صحيح ، تقدم تخريجه في الترجمة ١٠٥٨.

٤٩٢

مئة ، وقالوا : كان ثقة صالحا مكثرا.

٢٣٨٦ ـ عليّ (١) بن محمد بن يحيى بن عليّ بن عبد العزيز بن عليّ القرشيّ ، أبو الحسن بن أبي المعالي بن المفضّل ، المعروف بالقاضي الزّكيّ.

من أهل دمشق.

تولّى قضاء بلده هو وأبوه وجدّه. وكان رجلا خيّرا ديّنا ، ثم استعفى من القضاء فأعفي ، فخرج إلى مكة حاجّا ، فحج وعاد إلى العراق ، وقدم بغداد في صفر سنة ثلاث وستين وخمس مئة ، وأقام بها سنة وشهورا ، فأدركه أجله بها.

وقد كان سمع بدمشق من جماعة ، منهم : أبو طالب عليّ بن عبد الرحمن ابن أبي عقيل ، وأبو الحسن عليّ بن المسلّم الشّهرزوري ، وعبد الكريم بن حمزة السّلمي. وسمع ببغداد لما قدمها على كبره من جماعة ، منهم : أبو الفتح محمد ابن عبد الباقي المعروف بابن البطّي وغيره. وحدّث بها عن المذكورين وغيرهم ، فسمع منه جماعة ، منهم : أبو محمد عبد الله بن أحمد ابن الخشّاب ، وأبو بكر الباقداري ، وإبراهيم ابن الشّعّار ، وأحمد بن يحيى بن هبة الله ، وأبو الحسن الزّيدي ، والقاضي أبو المحاسن الدّمشقي ، وأبو طالب عبد الرّحمن بن محمد الهاشمي ، وأبو محمد عبد العزيز بن محمود بن الأخضر وغيرهم.

حدثنا أبو طالب عبد الرّحمن بن محمد بن عبد الله الهاشمي ، من لفظه أولا ، وبقراءتي عليه ثانيا ، قال : أخبرنا القاضي أبو الحسن عليّ بن محمد بن

__________________

(١) ترجمه ابن النجار في التاريخ المجدد ، الورقة ٣١ (باريس) ، وابن خلكان في وفيات الأعيان ٤ / ٢٣٦ عند ذكر ترجمة ابنه محمد ، والذهبي في تاريخ الإسلام ١٢ / ٣٢٤ ، والعبر ٤ / ١٨٨ ، والمختصر المحتاج ٣ / ١٣٤ ، والصفدي في الوافي ٢٢ / ١٥٥ ، والسبكي في طبقات الشافعية ٧ / ٢٣٥ ، واليافعي في مرآة الجنان ٣ / ٣٧٤ ، وابن العماد في الشذرات ٤ / ٢١٣.

٤٩٣

يحيى القرشي قراءة عليه ببغداد وأنا أسمع في صفر سنة ثلاث وستين وخمس مئة ، قال : أخبرنا أبو الحسن عليّ بن المسلّم بن محمد السّلمي قراءة عليه بدمشق وأنا أسمع ، قال : أخبرنا أبو الحسن أحمد بن عبد الواحد بن أبي الحديد ، قال : أخبرنا أبو بكر محمد بن أحمد بن عثمان بن أبي الحديد ، قال : أخبرنا أبو بكر محمد بن جعفر بن سهل الخرائطي ، قال : حدثنا نصر بن داود ، قال : حدثنا أبو الربيع الزّهراني ، قال : حدثنا إسماعيل بن زكريا ، عن برد بن سنان ، عن مكحول ، عن واثلة بن الأسقع ، عن أبي هريرة ، قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «كن ورعا تكن أعبد الناس ، وكن قنعا تكن أشكر النّاس ، وأحبّ للنّاس ما تحبّ لنفسك تكن مؤمنا» (١).

قال أبو الفرج صدقة بن الحسين الحدّاد في «تاريخه» : وتوفي زكي الدين أبو الحسن عليّ بن محمد القرشي قاضي دمشق ببغداد يوم الخميس ثامن عشري شوّال سنة أربع وستين وخمس مئة ، وصلّي عليه بجامع القصر ، ودفن بمقبرة أحمد ، يعني بباب حرب.

وقال الزّيدي مثل ذلك ، وزاد : وكان نزها حسن الخلق ذا وقار وتدين وعلم.

__________________

(١) في إسناده مقال ، إسماعيل بن زكريا ليس بذاك القوي فهو صدوق يخطئ ، ومكحول كان مدلسا وقد نص الترمذي على سماعه من واثلة (٢٥٠٦) ، على أن بعض العلماء قد شك في سماعه منه ، كما في ترجمته من تهذيب الكمال (٢٨ / ٤٧٠) ، وقد نقل ابن أبي حاتم عن أبيه قوله : سألت أبا مسهر : هل سمع مكحول من أحد من أصحاب النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم؟ فقال : ما صح عندنا ، إلا أنس بن مالك. قلت : واثلة؟ فأنكره. وقال : سألت أبي عن مكحول ، عن واثلة؟ فقال : مكحول لم يسمع من واثلة ، دخل عليه» (المراسيل ٢١١ ـ ٢١٣).

أخرجه البخاري في الأدب المفرد (٢٥٢) ، وابن ماجة (٤٢١٧) ، وأبو يعلى (٥٨٦٥) ، وأبو نعيم في حلية الأولياء ١٠ / ٣٦٥ ، والمزي في تهذيب الكمال ١٠ / ٢٦١.

وأخرجه أحمد ٢ / ٣١٠ ، والترمذي (٢٣٠٥) ، وأبو يعلى (٦٢٤٠) من طريق الحسن عن أبي هريرة ، وإسناده ضعيف.

٤٩٤

٢٣٨٧ ـ عليّ (١) بن محمد بن بركة الزّجّاج ، أبو الحسن بن أبي بكر الواسطيّ الأصل البغداديّ المولد والدّار.

من أبناء الشيوخ المحدّثين. سمع أبا الغنائم محمد بن علي بن ميمون النّرسيّ وغيره ، وروى عنه. سمع منه القاضي أبو المحاسن القرشي ، ومكيّ بن أبي القاسم الغرّاد ، وأبو القاسم تميم بن أحمد ابن البندنيجي ، وأبو بكر بن مشّق ، وروى لنا عنه جماعة.

قرأت على أبي الحسن محمد بن عبد الله بن محمد الهاشمي ، قلت له : أخبركم أبو الحسن عليّ بن محمد بن بركة الزّجّاج قراءة عليه وأنت تسمع ، فأقر به ، قال : أخبرنا أبو الغنائم محمد بن عليّ بن ميمون النّرسي ، قال : أخبرنا القاضي أبو الطّيّب طاهر بن عبد الله بن طاهر الطّبري ، قال : أخبرنا أبو أحمد محمد بن أحمد بن الغطريف ، قال : أخبرنا عليّ بن داهر الورّاق ، قال : حدثني أبو عبد الله أحمد بن محمد ابن بنت سليمان بن حرب ، قال : حدثنا بشر (٢) بن عبد الوهاب الأموي ، قال : حدثنا وكيع بن الجرّاح ، قال : حدثنا سفيان الثّوري ، قال : حدثنا ابن جريج ، قال : حدثنا عطاء بن أبي رباح ، قال : حدثنا ابن عباس ، قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «من قرأ القرآن فكأنما شافهته به» ثم قرأ : (وَأُوحِيَ إِلَيَّ هذَا الْقُرْآنُ لِأُنْذِرَكُمْ بِهِ وَمَنْ بَلَغَ) [الأنعام : ١٩](٣).

أنبأنا عمر بن عليّ القرشي ، قال : توفي أبو الحسن الزّجّاج يوم ثلاثاء في محرم سنة خمس وستين وخمس مئة. وقال غيره : يوم الثلاثاء رابع عشري محرم

__________________

(١) ترجمه الذهبي في تاريخ الإسلام ١٢ / ٣٤٠ ، والمختصر المحتاج ٣ / ١٣٤.

(٢) ويقال فيه «بشير» أيضا (الذهبي : تاريخ الإسلام ٦ / ٥٧).

(٣) لم أقف على تراجم بعض رجال الإسناد ، لكن روى علي بن داهر الوراق ، عن ابن بنت سليمان عن بشر بن عبد الوهاب الأموي ، عن وكيع حديثا موضوعا هو حديث بمسلسل العيد (ينظر ميزان الذهبي ١ / ٣٣٠). وقد روى الطبري في تفسيره هذا المعنى من طريق أبي معشر عن محمد بن كعب قوله (٧ / ١٦٣).

٤٩٥

المذكور ، ودفن بباب حرب.

٢٣٨٨ ـ عليّ (١) بن محمد بن الحسن القزّاز ، أبو الحسن الكوفيّ الأصل ، من ساكني الكرخ ، يعرف بابن كنكلة (٢).

سمع أبا الحسين المبارك بن عبد الجبّار ابن الطّيوري ، وأبا الحسن عليّ بن محمد ابن العلّاف وغيرهما ، وروى عنهم. سمع منه أبو الفضل أحمد بن صالح ابن شافع ، وأبو الفتوح عبد السّلام بن يوسف الدّمشقي ، وتميم ابن البندنيجي.

وحدّثنا عنه إسماعيل بن إبراهيم الصّوفي وغيره.

قرأت على أبي محمد إسماعيل بن إبراهيم بن محمد الصّوفي ، قلت له : أخبركم أبو الحسن عليّ بن محمد بن الحسن المعروف بابن كنكلة قراءة عليه وأنت تسمع ، فأقرّ به ، قال : أخبرنا أبو الحسن عليّ بن محمد بن علي ابن العلاف ، قال : أخبرنا أبو الحسن عليّ بن أحمد بن عمر الحمّامي ، قال : أخبرنا أبو جعفر محمد بن عليّ بن دحيم الصّائغ ، قال : حدثنا القاضي إبراهيم بن إسحاق الزّهري ، قال : حدثنا محمد بن عبيد ، عن الأعمش ، عن أبي صالح ، عن أبي سعيد ، قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «أبردوا بالظّهر ، فإنّ شدّة الحرّ من فيح جهنم» (٣).

قرأت بخط تميم بن أحمد ومنه نقلت ، قال : توفي أبو الحسن بن كنكلة الكرخي في جمادى الآخرة سنة ست وستين وخمس مئة ..

٢٣٨٩ ـ علي بن محمد القاينيّ ، أبو الحسن الحاجب.

__________________

(١) اختاره الذهبي في المختصر المحتاج ٣ / ١٣٤.

(٢) هكذا مجودة التقييد والضبط في النسخة الكيمبرجية ، ووقع بخط الذهبي في المختصر المحتاج : «كيكلة».

(٣) حديث الأعمش ، عن أبي صالح ، عن أبي سعيد في صحيح البخاري ١ / ١٤٢ (٥٣٨) و ٤ / ١٤٦ (٣٢٥٩) ، وينظر تمام تخريجه في تعليقنا على ابن ماجة (٦٧٩).

٤٩٦

أحد حجّاب الدّيوان العزيز ، وكان يحضر في الجامع مع الخطيب ، ويعرف بحاجب المقصورة. كان شيخا مسنّا ، خدم الخلفاء الرّاشدين سنين كثيرة.

قال أبو بكر عبيد الله بن عليّ المارستاني : إنه ولد في سنة سبع وثمانين وأربع مئة ، وإنه توفي يوم الأحد رابع عشر صفر سنة أربع وسبعين وخمس مئة عن سبع وثمانين سنة ، ودفن بمقابر قريش.

٢٣٩٠ ـ علي (١) بن محمد بن المبارك بن بكروس ، أبو الحسن بن أبي بكر.

وقد تقدّم ذكر أبيه (٢) وأخيه أحمد (٣) ، كان يسكن درب القيّار.

شيخ صالح ، سمع الكثير بنفسه. وبإفادته سمع شيخنا عبد العزيز بن الأخضر عوالي مسموعاته. وروى عن أبي القاسم بن الحصين ، وأبي غالب ابن البنّاء ، وأبي بكر المزرفي ، وأبي القاسم الشّروطي ، والقاضي أبي بكر الفرضي ، وغيرهم. وسمع منه قبلنا القاضي أبو المحاسن الدّمشقي ، وإلياس بن جامع الإربلي ، وسمعنا منه.

أخبرنا أبو الحسن عليّ بن محمد بن بكروس قراءة عليه بمنزله وأنا أسمع ، قيل له : أخبركم أبو بكر محمد بن الحسين بن عليّ المقرئ المعروف بالمزرفي قراءة عليه وأنت تسمع ، فأقرّ به ، قال : أخبرنا أبو الحسن عليّ بن الحسين بن سكّينة إجازة ، قال : أخبرنا أبو الحسن عليّ بن أحمد بن عمر المقرئ ، قال : أخبرنا أبو الحسين أحمد بن عثمان بن يحيى الأدمي ، قال : حدثنا محمد بن عيسى بن حيّان ، قال : حدثنا محمد بن الفضل ، يعني ابن عطيّة ، قال : حدثنا

__________________

(١) ترجمه ابن النجار في التاريخ المجدد ، الورقة ١٧ (باريس) ، والذهبي في المختصر المحتاج ٣ / ١٣٥.

(٢) الترجمة ٥٢٧.

(٣) الترجمة ٨٣٩.

٤٩٧

محمد بن واسع ، عن ابن سيرين ، عن أبي هريرة ، عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : «يحرم على النّار كلّ هيّن ليّن سهل قريب» (١).

بلغني أنّ مولد عليّ بن بكروس في ذي الحجة سنة أربع وخمس مئة.

وتوفي ليلة الاثنين ثالث ذي الحجة سنة ست وسبعين وخمس مئة ، ودفن يوم الاثنين بالجانب الغربي بمقبرة باب حرب عند أبيه وأخيه.

٢٣٩١ ـ عليّ (٢) بن محمد بن الحسن ابن المستوفي ، أبو المفاخر البيهقيّ.

وبيهق من أعمال نيسابور.

شيخ فاضل ، واعظ ، صوفيّ ، صاهر أبا منصور العبادي الواعظ وصحبه ولغيره من المشايخ. وسمع بنيسابور من أبي عبد الله محمد بن الفضل الفراوي ، والقاضي أبي سعيد محمد بن أحمد بن صاعد ، وأبي القاسم زاهر بن طاهر الشّحّامي ، وأخيه أبي بكر وجيه ، وأبي الحسن عبد الغافر بن إسماعيل الفارسي ، وأبي محمد عبد الجبّار بن محمد الخواري وغيرهم.

وقدم العراق ، وأقام ببغداد مدّة بدرب زاخي برباط الأرجواني يعظ ويحدّث. وصار إلى واسط ، وحدث بها ، وسمع منه جماعة من أهلها. وعاد إلى بغداد ، وكتب إلينا بالإجازة منها في سنة خمس وسبعين وخمس مئة.

أخبرنا أبو المفاخر عليّ بن محمد بن الحسن البيهقي ـ فيما كتبه إلينا بخطّه وأذن لنا في روايته عنه ـ قال : أخبرنا أبو سعيد محمد بن أحمد بن صاعد ، قال : أخبرنا أبو عثمان سعيد بن أبي سعيد العيّار ، قال : أخبرنا عبد الرّحمن بن الحسن الأنصاري ، قال : حدثنا عبد الله بن محمد البغوي.

قلت : وأخبرنيه أبو القاسم ذاكر بن كامل بن الحسين البغدادي قراءة عليه

__________________

(١) إسناده تالف ، تقدم الكلام عليه وتخريجه في الترجمة ٢٢٥٦.

(٢) اختاره الذهبي في المختصر المحتاج ٣ / ١٣٥.

٤٩٨

وأنا أسمع ، قال : أخبرنا أبو سعد أحمد بن عبد الجبار بن أحمد الصّيرفي قراءة عليه وأنا أسمع ، قال : أخبرنا أبو الفتح عبد الكريم بن أحمد بن محمد المحاملي ، قال : أخبرنا أبو بكر أحمد بن إبراهيم بن الحسن بن شاذان ، قال : أخبرنا أبو القاسم عبد الله بن محمد البغوي ، قال : أخبرنا أبو عثمان طالوت بن عبّاد الصّيرفي من «كتابه» ، قال : حدثنا فضّال بن جبير ، قال : سمعت أبا أمامة الباهلي يقول : سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يقول : «اكفلوا لي بستّ أكفل لكم بالجنّة : إذا حدّث أحدكم فلا يكذب ، وإذا ائتمن فلا يخن ، وإذا وعد فلا يخلف ، غضّوا أبصاركم ، وكفّوا أيديكم ، واحفظوا فروجكم» (١).

بلغني أنّ أبا المفاخر البيهقي سافر عن بغداد قبل وفاته بقليل ، وأنّه توفي في شعبان سنة سبع وسبعين وخمس مئة ، وحمل إليها ، ودفن بمقبرة الخيزران ظاهر مشهد أبي حنيفة بالجانب الشّرقي عند أبي بكر الشّبلي الصّوفي (٢).

٢٣٩٢ ـ عليّ (٣) بن محمد بن محمد بن أفلح ، أبو الحسن بن أبي البشائر بن أبي البركات.

سمع من أبي القاسم هبة الله بن الحصين ، وروى عنه. سمع منه القاضي أبو المحاسن الدّمشقي وأخرج عنه حديثا في «معجمه».

أنبأنا عمر بن عليّ بن الخضر القرشي ، قال : أخبرنا أبو علي الحسن بن عليّ بن المذهب ، قال : أخبرنا أبو بكر أحمد بن جعفر بن حمدان ، قال : حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل ، قال : (حدثنا أبي) (٤) ، قال (٥) : حدثنا أبو معاوية ،

__________________

(١) إسناده تالف ، وقد تقدم الكلام عليه في الترجمة ١١٢٣.

(٢) لا يزال قبر أبي بكر الشبلي ظاهرا إلى يوم الناس هذا.

(٣) ترجمه ابن النجار في التاريخ المجدد ، الورقة ٢٢ (باريس).

(٤) ما بين الحاصرتين إضافة لا بد منها ، لأن الحديث حديث أحمد ، وليس من زيادات ابنه عبد الله.

(٥) مسند أحمد ١ / ١٣٤.

٤٩٩

قال : حدثنا ابن أبي ليلى ، عن عمرو بن مرّة ، عن عبد الله بن سلمة ، عن عليّ ، قال : كان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يقرئنا القرآن ما لم (يكن) (١) جنبا (٢).

قال المصنّف : قال القرشي : سألت أبا الحسن بن أبي البشائر عن مولده ، فقال : في حادي عشري شهر رمضان سنة ثمان عشرة وخمس مئة.

٢٣٩٣ ـ عليّ (٣) بن محمد بن محمد بن عبد الكريم ، أبو منصور بن أبي الفرج بن أبي عبد الله ، المعروف بابن الأنباريّ الكاتب.

صاحب ديوان الإنشاء ؛ تولى ذلك بعد وفاة أبيه ، وكان أيضا يتولّاه ،

__________________

(١) سقطت من الأصل.

(٢) إسناده ضعيف لضعف ابن أبي ليلى واسمه عبد الرحمن ، لكن تابعه شعبة عند أحمد ١ / ٨٣ فرواه عن عمرو بن مرة. على أن علّة الحديث هو عبد الله بن سلمة فقد صرّح شعبة راوي الحديث عن عمرو بن مرة عنه بأنه روى هذا الحديث خاصة بعد ما كبر (تهذيب الكمال ١٥ / ٥٣) وقد قال البخاري فيه : «لا يتابع في حديثه». وذكر الإمام الشافعي هذا الحديث وقال : «لم يكن أهل الحديث يثبتونه» ، قال البيهقي : وإنما توقف الشافعي في هذا الحديث لأن مداره على عبد الله بن سلمة الكوفي ، وكان قد كبر ، وأنكر من حديثه وعقله بعض النكرة ، وإنما روى هذا الحديث بعد ما كبر. وذكر الخطّابي أن الإمام أحمد كان يوهن حديث علي هذا ويضعف أمر عبد الله بن سلمة. وإنما أطلت في هذا لأن الإمام الترمذي والحاكم وابن السكن والبغوي قد صححوا هذا الحديث. أما الحافظ ابن حجر فاقتصر في الفتح ١ / ٣٤٨ على تحسينه ، وقد أشبعت القول فيه في تعليقي على الترمذي.

أخرجه الطيالسي (١٠١) ، والحميدي (٥٧) ، وابن أبي شيبة ١ / ١٠١ و ١٠٢ ، وأحمد ١ / ٨٣ و ٨٤ و ١٠٧ و ١٢٤ و ١٣٤ ، وأبو داود (٢٢٩) ، والترمذي (١٤٦) ، وابن ماجة (٥٩٤) ، والنسائي في المجتبى ١ / ١٤٤ ، وفي الكبرى (٢٥٣) و (٢٥٤) ، وأبو يعلى (٢٨٧) و (٣٤٨) ، و (٤٠٦) و (٥٢٤) و (٥٧٩) و (٦٢٣) ، وابن خزيمة (٢٠٨) ، وابن الجارود (٩٤) ، وابن حبان (٧٩٩) ، والدارقطني ١ / ١١٩ ، والحاكم ٤ / ١٠٧ ، والبيهقي في السنن الكبرى ١ / ٨٨ و ٨٩ ، والبغوي (٢٧٣) ، وابن النجار في التاريخ المجدد ، الورقة ٢٢ (باريس) ، والمزي في تهذيب الكمال ١٥ / ٥٥.

(٣) ترجمه ابن النجار في التاريخ المجدد ، الورقة ٢٢ (باريس).

٥٠٠