ذيل تأريخ مدينة السلام - ج ٤

أبي عبد الله محمّد بن سعيد بن الدبيثي

ذيل تأريخ مدينة السلام - ج ٤

المؤلف:

أبي عبد الله محمّد بن سعيد بن الدبيثي


المحقق: الدكتور بشار عوّاد معروف
الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: دار الغرب الإسلامي ـ بيروت
الطبعة: ١
الصفحات: ٦٤٦

ابن المأمون ، أبو الحسن بن أبي الغنائم بن أبي غانم الهاشميّ.

من أهل الجانب الغربي ، وقد تقدّم ذكرنا لأبيه (١). وعلي هذا سمع جدّه أبا غانم محمد بن عليّ ، والقاضي أبا بكر الأنصاري ، وغيرهما. سمع منه القاضي أبو المحاسن الدّمشقي ، وقال : لم يسمع منه أحد سواي.

أنبأنا الحافظ عمر بن عليّ بن الخضر ، ومن خطّه نقلت ، قال : أخبرنا أبو الحسن عليّ بن عبد الصّمد بن محمد ابن المأمون ، قال : أخبرنا القاضي أبو بكر محمد بن عبد الباقي بن محمد بن عبد الله الأنصاري.

قلت : وأخبرنيه عاليا القاضي أبو العبّاس أحمد بن عليّ بن هبة الله بن الحسين ابن المأمون الهاشميّ قراءة عليه وأنا أسمع ، قال : أخبرنا القاضي أبو بكر محمد بن عبد الباقي بن محمد الأنصاري قراءة عليه ، قال : أخبرنا أبو إسحاق إبراهيم بن عمر بن أحمد البرمكي قراءة عليه وأنا حاضر أسمع ، قال : أخبرنا أبو محمد عبد الله بن إبراهيم بن ماسي البزّاز ، قال : أخبرنا أبو مسلم إبراهيم بن عبد الله البصري ، قال : حدثنا محمد بن عبد الله الأنصاري ، قال : حدثنا سليمان التّيمي ، عن أنس ، قال : قال النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «لا هجرة بين المسلمين فوق ثلاثة أيام أو قال : ثلاث ليال» (٢).

٢٣٣٤ ـ عليّ بن عبد الكريم بن الحسن الهمذانيّ ، أبو الكرم العطّار.

سكن الحريم الطّاهري ، وحدّث به عن أبي عليّ الحسن بن أحمد بن الحسن الحدّاد الأصبهاني ، وذكر أنّه سمع منه في سنة خمس عشرة وخمس مئة بأصبهان (٣). سمع منه أبو الفضل إلياس بن جامع الإربلي ، وأبو الفضل محمد بن محمد السّقسيني الفقيه.

__________________

(١) الترجمة ٢٠٥٩.

(٢) حديث صحيح تقدم تخريجه في الترجمة ١٩٤١.

(٣) وهي السنة التي توفي فيها أبو علي الحداد.

٤٦١

قال إلياس : وكتبت عنه في سنة خمس وسبعين وخمس مئة بالحريم الطّاهري.

٢٣٣٥ ـ عليّ (١) بن عبد الرّشيد بن عليّ بن بنيمان الحدّاد ، أبو الحسن القاضي.

من أهل همذان ، سبط الحافظ أبي العلاء ابن العطّار الهمذاني.

ولد بهمذان ، ونشأ بها ، وقرأ القرآن الكريم بشيء من القراءات على جدّه لأمّه أبي العلاء ، وسمع بها من جماعة منهم : جده المذكور ، وأبو الخير محمّد ابن أحمد ابن الباغبان ، وأبو الوقت السّجزي حضورا.

وقدم بغداد في صباه وتفقّه بها مدة بالمدرسة النظامية والمدرّس بها أبو الخير أحمد ابن إسماعيل القزويني ، وسمع منه واستملى عليه بالمدرسة النّظامية. وسمع أيضا من أبي الفرج محمد بن أحمد بن نبهان ، وأبي الفتح بن شاتيل ، وأبي السعادات بن زريق ، وعمر ابن التّبّان ، وخلق كثير.

وخرج إلى الشّام ، وديار مصر ، وكتب في سفره هذا عن جماعة ، وعاد إلى بلده ، وتولّى القضاء به من الدّيوان العزيز ، مجّده الله.

وفي سنة أربع وتسعين وخمس مئة قدم بغداد وتولّى قضاء الجانب الغربي منها جميعه وخلع عليه ، وتقدّم إلى الشّهود بحضور مجلسه والشهادة عليه وعنده ، وذلك في شهر ربيع الأوّل منها.

ولم يزل على حكمه وقضائه إلى أن خرج في خدمة الأميرين السيّدين : المؤيّد أبي عبد الله والموفّق أبي محمد ابني الأمير المعظّم قدّس الله روحه إلى تستر في محرم سنة ثلاث عشرة وست مئة ، وتولّى القضاء بها واستوطنها ، وحدّث ببغداد بالكثير ، وسمعنا منه بها.

__________________

(١) ترجمه المنذري في التكملة ٣ / الترجمة ١٩٧٠ ، والذهبي في تاريخ الإسلام ١٣ / ٦٧٥ ، والمختصر المحتاج ٣ / ١٢٨ ، والعبر ٥ / ٨٤ ، وابن العماد في الشذرات ٥ / ٩٥.

٤٦٢

قرأت على القاضي أبي الحسن عليّ بن عبد الرّشيد بن عليّ بمجلس حكمه بالجانب الغربي من مدينة السّلام ، قلت له : أخبركم أبو الوقت عبد الأوّل بن عيسى بن شعيب السّجزي قراءة عليه وأنت حاضر تسمع بهمذان ، فأقرّ به ، قال : حدثنا شيخ الإسلام أبو إسماعيل عبد الله بن محمد الأنصاري إملاء بهراة ، قال : حدثنا أبو سعد شعيب بن محمد بن إبراهيم المؤذن ، قال : أخبرنا أبو عليّ الرفّاء ، قال : أخبرنا أبو العبّاس الفضل بن محمد بن عبد الله الأنطاكي ، قال : حدثنا أحمد بن أبي الحواري ، قال : حدثنا حفص بن غياث ، عن مسعر ، وعن العوّام ابن حوشب عن إبراهيم السّكسكي ، عن أبي بردة ، عن أبي موسى ، قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «إذا مرض العبد أو سافر قال الله عزوجل لملائكته. اكتبوا لعبدي من الأجر مثلما كان يعمل وهو صحيح مقيم». أخرجه البخاري (١) عن مطر بن الفضل عن يزيد بن هارون عن العوّام بن حوشب.

بلغني أنّ مولد القاضي عليّ بن عبد الرّشيد في سنة ثمان وأربعين وخمس مئة.

وتوفي ... (٢).

٢٣٣٦ ـ عليّ بن عمر بن أحمد بن عبد الباقي بن بكري ، أبو الحسن ، خازن دار الكتب بالمدرسة النّظامية.

من أهل باب الأزج.

كانت له معرفة حسنة بالأدب. قرأ النّحو على الشّريف أبي السّعادات ابن الشّجري ، واللّغة العربية على الشّيخ أبي منصور ابن الجواليقي وغيرهما. وكان يكتب خطا جيّدا. تولّى الخزن سنين كثيرة.

__________________

(١) في الجهاد من صحيحه ٤ / ٧٠ (٢٩٩٦).

(٢) فراغ في الأصل ، ووفاته في التاسع والعشرين من صفر سنة ٦٢١ بتستر ، كما في تكملة المنذري.

٤٦٣

وتوفي يوم الثلاثاء ثامن عشري شهر رمضان سنة خمس وسبعين وخمس مئة.

٢٣٣٧ ـ عليّ بن عمر بن عبدوس ، أبو الحسن.

من أهل حرّان.

قدم بغداد ، وسمع بها من أبي الفضل بن ناصر ، وغيره ، وعاد إلى بلده ، وحدث به. سمع منه هناك القاضي أبو المحاسن الدّمشقي وروى عنه حديثا في «معجم شيوخه».

أنبأنا عمر بن عليّ بن الخضر القرشي ، قال : أخبرنا أبو الحسن عليّ بن عمر ابن عبدوس الحرّاني بها ، قال : أخبرنا أبو الفضل محمد بن ناصر بن محمد البغدادي بها ، قال : أخبرنا القاضي أبو الفضل جعفر بن يحيى الحكّاك ، قال : حدثنا محمد بن الحسين الأصبهاني ، قال : حدثنا محمد بن أحمد النّقوي ، قال :حدثنا إسحاق بن إبراهيم الدّبريّ ، قال : قرأنا على عبد الرّزاق ، عن معمر ، قال : قال ثمامة بن عبد الله بن أنس ، عن أنس : إنّ حرام بن ملحان ـ وهو خال أنس ـ طعن يومئذ ، فتلقّى دمه بكفّه ثم نضحه على رأسه ووجهه ، وقال : فزت ورب الكعبة.

٢٣٣٨ ـ عليّ (١) بن عمر بن فارس ابن الحدّاد ، أبو الفرج الباجسريّ الأصل البغداديّ.

من أهل باب الأزج ، كان يسكن بدرب العجم.

تفقه على أبي حكيم النّهرواني الحنبلي ، وقرأ الفرائض والحساب ، وخدم بتولية الدّيوان العزيز في عدّة خدمات أحدها : تولّي النّظر بالحلّة المزيدية وأعمالها ، وعزل قبل موته. ويقال : إنّه كان فيه فضل ومعرفة.

__________________

(١) ترجمه المنذري في التكملة ٢ / الترجمة ٩٧٠ ، وابن الفوطي في الملقبين بفخر الدين من تلخيص مجمع الآداب ٤ / الترجمة ٢٢٣٨ ، والذهبي في تاريخ الإسلام ١٣ / ٨٠ ، وابن رجب في الذيل على طبقات الحنابلة ٢ / ٣٩ ، وابن العماد في الشذرات ٥ / ١٠.

٤٦٤

توفي ليلة الاثنين رابع شعبان سنة ثلاث وست مئة ، ودفن يوم الاثنين بمشهد عبيد الله قريبا من السّبتي بالجانب الشّرقي.

٢٣٣٩ ـ عليّ (١) بن عمر بن عليّ بن بقاء السّقلاطوني ، أبو الحسن ، يعرف بابن نموذج ، وقد تقدّم ذكر أبيه (٢).

سمع أبا عليّ أحمد بن أحمد ابن الخرّاز ، وروى عنه. سمعنا منه.

قرأت على أبي الحسن عليّ بن عمر بن عليّ ، قلت له : أخبركم أبو عليّ أحمد بن أحمد بن عليّ ابن الخرّاز قراءة عليه وأنت تسمع ، فأقرّ به ، قال : أخبرنا أبو الغنائم محمد بن عليّ بن أبي عثمان الدّقّاق ، قال : أخبرنا أبو محمد عبد الله ابن عبيد الله بن يحيى البيّع ، قال : حدثنا القاضي أبو عبد الله الحسين بن إسماعيل المحامليّ ، قال : حدثنا أحمد بن منصور ، قال : حدثنا عبد الرّزّاق ، قال : أخبرنا ابن جريج ، قال : أخبرني يحيى بن عبيد مولى السّائب ، أنّ أباه أخبره أنّ عبد الله بن السّائب أخبره أنّه سمع رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يقول فيما بين ركن بني جمح والرّكن الأسود : «(رَبَّنا آتِنا فِي الدُّنْيا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنا عَذابَ النَّارِ) [البقرة : ٢٠١]» (٣). (٤).

٢٣٤٠ ـ عليّ (٥) بن عمر بن أبي الحسن الحمّاميّ ، أبو الحسن.

__________________

(١) ترجمه المنذري في التكملة ٣ / الترجمة ١٨٤٨ ، والذهبي في تاريخ الإسلام ١٣ / ٥٥٠ ، والمختصر المحتاج ٣ / ١٢٩.

(٢) الترجمة ٢١٦٧.

(٣) إسناده ضعيف ، وقد تقدم الكلام عليه وتخريجه في الترجمة ١٥٥٨ من هذا الكتاب.

(٤) يلاحظ أن النسخة قد خلت من ذكر وفاة المؤلف ، مع أنّ الإمام الذهبي ذكرها في مختصره المحتاج من غير أن ينسبها إلى نفسه أو يصرح بنقلها من مكان آخر مما يقوي احتمال أن تكون موجودة في النسخة التي اختصر منها ، ووفاته في أواخر شوال أو أوائل ذي القعدة في دجلة وهو منحدر من تكريت ، ودفن بباب حرب ، ذكر ذلك المنذري.

(٥) ترجمه المنذري في التكملة ٢ / الترجمة ١٦٤٥ ، والذهبي في المختصر المحتاج ٣ / ١٢٩.

٤٦٥

كان يسكن بالقريّة من دار الخلافة المعظّمة.

وسمع من أبي الفتح بن سلمان المعروف بابن البطّي ، وروى عنه. سمعنا منه ، ولم يكن من أهل هذا الشّأن ، لكن كتب أصحابنا عنه ، فكتبنا عنه.

أخبرنا أبو الحسن عليّ بن عمر الحمّامي قراءة عليه : أخبركم أبو الفتح محمد بن عبد الباقي بن أحمد بن سلمان ، قال : أخبرنا أبو طاهر عبد الغفّار بن محمد بن جعفر المؤدّب ، قال : أخبرنا أبو عليّ محمد بن أحمد بن الحسن ابن الصّوّاف ، قال : أخبرنا إسحاق بن الحسن الحربي ، قال : حدثنا حسين بن محمد ، قال : حدثنا شيبان ، عن قتادة ، قال : حدثنا أنس بن مالك ، عن أبي موسى الأشعري ، قال : قال نبيّ الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «مثل المؤمن الذي يقرأ القرآن كمثل الأترجّة طعمها طيّب وريحها طيّب ، ومثل المؤمن الذي لا يقرأ القرآن كمثل التّمرة طعمها طيّب ولا ريح لها ، ومثل الفاجر الذي يقرأ القرآن كمثل الرّيحانة طعمها مرّ وريحها طيّب ، ومثل الفاجر الذي لا يقرأ القرآن كمثل الحنظلة طعمها مرّ ولا ريح لها» (١).

توفي عليّ بن عمر هذا في سنة خمس عشرة وست مئة.

٢٣٤١ ـ عليّ بن عثمان بن محمد بن دلف ، أبو الحسن الدّينوريّ المقرئ البغداديّ ، خال أبي محمد ابن الخشّاب.

قرأت بخط ابن أخته أبي محمد ، قال : خالي أبو الحسن قرأ القرآن على الشّيخ أبي منصور الخيّاط بالقراءات الكثيرة ، وسمع منه. غرق في البحر وكان في تجارة ، وكان شابا.

٢٣٤٢ ـ عليّ بن عليّ بن محمد الخطيب ، أبو الحسن.

من أهل البصرة.

__________________

(١) حديث أنس عن أبي موسى الأشعري في الصحيحين : البخاري ٦ / ٢٣٤ (٥٠٢٠) و ٦ / ٢٤٤ (٥٠٥٩) و ٧ / ٩٩ (٥٤٢٧) و ٩ / ١٩٨ (٧٥٦٠) ، ومسلم ٢ / ١٩٤ (٧٩٧).

٤٦٦

قدم بغداد وحدّث بها عن أبي القاسم عبد الملك بن عليّ بن شغبة الحافظ البصري. سمع منه أبو بكر المبارك بن كامل ، وأخرج عنه حديثا في «معجم شيوخه».

٢٣٤٣ ـ عليّ بن عليّ بن عليّ ابن الفاخر ، أبو ... (١) العلويّ.

من ساكني مشهد الإمام موسى بن جعفر عليهما‌السلام بالجانب الغربي.

سمع القاضي أبا بكر محمد بن عبد الباقي الأنصاري وغيره ، وتولّى نقابة العلويين بالمشهد المذكور ، إلا أنّه عزل قبل موته ، وانتقل إلى الجانب الشّرقي فسكنه إلى أن توفي في يوم الجمعة سابع عشري ذي القعدة سنة أربع وستين وخمس مئة ، فصلّي عليه بالمدرسة النّظامية ، ودفن بالجانب الغربي بالمشهد المذكور.

٢٣٤٤ ـ عليّ (٢) بن عليّ بن الحسن النّيسابوريّ الأصل الواسطيّ المولد البغداديّ الدار ، أبو تراب ، الفقيه الشافعيّ.

أحد الشّهود المعدّلين. ولد بواسط ، وقدم بغداد واستوطنها ، وتفقه بها على مذهب الشافعي ، وصارت له معرفة حسنة بالمذهب ، وأعاد بالمدرسة النّظامية الدّرس لمدرسيها مدة ، وأمّ بها في الصّلوات.

وشهد عند قاضي القضاة أبي طالب روح بن أحمد ابن الحديثي في يوم الأحد خامس عشر ربيع الآخر سنة سبع وستين وخمس مئة. وكان يكتب خطا حسنا ، وزكّاه العدلان أبو جعفر محمد بن عبد الواحد ابن الصّبّاغ وأبو جعفر هارون بن محمد ابن المهتدي بالله.

وتوفي يوم الخميس ثالث عشري رجب سنة إحدى وسبعين وخمس مئة ، ودفن بالجانب الغربي بمقابر قريش.

__________________

(١) فراغ في الأصل.

(٢) ترجمه السبكي في طبقات الشافعية الكبرى ٧ / ٢٢٧.

٤٦٧

٢٣٤٥ ـ عليّ (١) بن عليّ بن هبة الله بن محمد ابن البخاري ، أبو طالب ابن أبي الحسن بن أبي البركات.

من بيت معروف بالعدالة والفقه.

وعليّ هذا تفقه في صباه على أبي القاسم بن فضلان ، وسافر عن بغداد إلى بلاد الرّوم ، لأنّ أباه كان قد خرج عن بغداد وأقام هناك ، وتولّى القضاء في بعض بلادها ، وأقام عند أبيه إلى أن توفي ، وتولّى بعده القضاء بالموضع الذي كان به ، وعزل بعد سنين ، فخرج إلى الشّام.

ثم عاد إلى بغداد بعد عشرين سنة من سفره عنها ، فكان قدومه إليها في ذي الحجة سنة إحدى وثمانين وخمس مئة ، وولي أقضى القضاة بها في صفر سنة اثنتين وثمانين وخمس مئة ، وتقدّم إلى الشّهود بمدينة السّلام بالشّهادة عنده وعليه فيما يسجله ، وأن يسجل عن الخدمة الشّريفة الإماميّة النّاصرية ، أعزّ الله أنصارها ، فسمع البيّنة وأسجل وقبل شهودا.

ولم يزل أمره يتزايد وحالته تنمو إلى أن توفّي قاضي القضاة أبو الحسن ابن الدّامغاني في آخر ذي القعدة سنة ثلاث وثمانين وخمس مئة ، فتولّى قضاء القضاة في سلخ ذي الحجّة من السنة المذكورة.

وفي شهر ربيع الأوّل سنة أربع وثمانين استنيب في الوزارة ، وحضر الدّيوان العزيز ومعه الحجّاب والولاة. ولم يزل على ولايته لقضاء القضاة ونيابة

__________________

(١) ترجمه ابن الأثير في الكامل ١٢ / ١٣٠ ، والمنذري في التكملة ١ / الترجمة ٣٩١ ، وابن الفوطي في الملقبين بعماد الدين ٤ / الترجمة ١١٤٥ ، والذهبي في تاريخ الإسلام ١٢ / ١٠٠٢ ، والعبر ٤ / ٢٨٢ ، والمختصر المحتاج ٣ / ١٢٩ ، والصفدي في الوافي ٢١ / ٣٣٧ ، والسبكي في طبقات الشافعية الكبرى ٧ / ٢٢٧ ، والإسنوي في طبقاته ٢ / ١٧٣ ، وابن كثير في البداية ١٣ / ١٥ ، وابن الملقن في العقد المذهب ، الورقة ١٦٣ ، والعيني في عقد الجمان ١٧ / الورقة ٢١٠ ، وابن تغري بردي في النجوم ٦ / ١٤٣ ، وابن العماد في الشذرات ٤ / ٣١٤.

٤٦٨

الدّيوان إلى أن عزل عن النّيابة بالدّيوان العزيز خاصّة في أوائل شعبان سنة أربع المذكورة ، ثم عزل عن قضاء القضاة في رابع شهر رمضان من السنة أيضا. فلزم منزله إلى أن أعيد متوليا لقضاء القضاة في يوم الاثنين خامس عشر شهر ربيع الآخر سنة تسع وثمانين وخمس مئة ، فكان على ذلك إلى أن وصل نعي الوزير أبي الفضل محمد بن عليّ ابن القصّاب من همذان في رابع عشر شعبان سنة اثنتين وتسعين وخمس مئة ، فاستنيب في الوزارة في خامس عشر شعبان المذكور ، فركب إلى الدّيوان العزيز على عادته المتقدّمة ، ولبث في ذلك جامعا بين قضاء القضاة والنّيابة بالدّيوان العزيز ، إلى أن عزل عن النّيابة خاصة في شوّال من السنة المذكورة ، وبقي على القضاء إلى أن توفي.

وكان فقيها مناظرا حسن الكلام في المسائل ، مطّلعا على العلوم الشّرعية. قد سمع الحديث من أبي الوقت السّجزي وغيره ، وما أعلم أنه حدّث بشيء لاستغراق وقته بغير ذلك.

مولده في سنة ثمان وثلاثين وخمس مئة. وتوفي ليلة الثلاثاء ثالث عشري جمادى الآخرة سنة ثلاث وتسعين وخمس مئة ، وصلّي عليه يوم الثلاثاء بجامع القصر الشّريف ، ودفن بالجانب الغربي بمشهد الإمام موسى بن جعفر عليه‌السلام.

٢٣٤٦ ـ عليّ (١) بن عليّ بن يحيى بن محمد بن محمد بن أحمد بن جعفر بن الحسن ، يعرف بابن ناصر بن عليّ بن الحسن بن عليّ بن عمر الأشرف بن عليّ بن الحسين بن عليّ بن أبي طالب عليه‌السلام ، أبو المجد

__________________

(١) ترجمه ابن الأثير في الكامل ١٢ / ١٣٩ ، وسبط ابن الجوزي في المرآة ٨ / ٤٥٧ ، والمنذري في التكملة ١ / الترجمة ٤٣١ ، وأبو شامة في ذيل الروضتين ١٤ ، والذهبي في تاريخ الإسلام ١٢ / ١٠١٨ ، والمختصر المحتاج ٣ / ١٣٠ ، والصفدي في الوافي ٢١ / ٣٣٨ ، والقرشي في الجواهر ١ / ٣٦٨ ، والأشرف الغساني في العسجد المسبوك ٢٤٧ ، والعيني في عقد الجمان ١٧ / الورقة ٢٢٢.

٤٦٩

ابن أبي الحسن بن أبي طالب العلويّ الحسينيّ الفقيه الحنفيّ.

شيخ صالح ، له معرفة بمذهب أبي حنيفة ، درّس بجامع السّلطان بعد وفاة الأمير السّيّد عليّ ابن المرتضى الحسني إلى أن توفي. وقد سمع الحديث من القاضي أبي بكر محمد بن عبد الباقي الأنصاريّ وغيره.

سمع منه قبلنا القاضي عمر بن عليّ القرشي وغيره. سمعنا منه.

قرأت على الشّريف أبي المجد عليّ بن عليّ بن يحيى العلوي ، قلت له : أخبركم القاضي أبو بكر محمد بن عبد الباقي بن محمد الأنصاري ، قراءة عليه وأنت تسمع ، فأقرّ به ، قال : أخبرنا أبو محمد الحسن بن علي بن محمد الجوهريّ ، قال : أخبرنا أبو القاسم عبد العزيز بن جعفر الخرقي ، قال : حدثنا أبو عليّ إسماعيل بن العباس الورّاق ، قال : حدثني محمد بن الحسن بن إشكاب ، قال : حدثنا عبد الصّمد بن عبد الوارث ، قال : حدثنا شعبة ، عن الأعمش ، عن أبي صالح ، عن أبي هريرة ، عن النّبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم : كان إذا لبس ثوبا بدأ بميامنه (١).

سألت الشّريف أبا المجد بن ناصر عن مولده ، فقال : في سنة خمس عشرة وخمس مئة بمحلة مشهد أبي حنيفة.

وتوفي في ليلة الخميس ثاني عشر شهر ربيع الأوّل سنة أربع وتسعين وخمس مئة ، وصلّي عليه يوم الخميس بالمدرسة النّظامية ، ودفن بمشهد

__________________

(١) حديث صحيح.

أخرجه أحمد ٢ / ٣٥٤ ، وأبو داود (٤١٤١) ، والترمذي (١٧٦٦) ، وابن ماجة (٤٠٢) ، والنسائي في الكبرى (٩٦٦٩) ، وابن خزيمة (١٧٨) ، وابن حبان (١٠٩٠) و (٥٤٢٢) ، والطبراني في الأوسط (١١٠١) ، والبغوي في شرح السنة (٣١٥٦).

قال الترمذي : «وقد روى غير واحد هذا الحديث عن شعبة بهذا الإسناد عن أبي هريرة موقوفا ، ولا نعلم أحدا رفعه غير عبد الصمد بن عبد الوارث عن شعبة».

قال بشار : هكذا قال ، وقد تابعه يحيى بن حماد ، وهو ثقة متقن ، فرواه عن شعبة مثل رواية عبد الصمد ، كما عند البغوي (٣١٥٦). كما أن شعبة توبع على رفعه أيضا ، كما بيناه مفصلا في تعليقنا على الترمذي.

٤٧٠

عبيد الله عند السّبتي بالجانب الشّرقي.

٢٣٤٧ ـ عليّ (١) بن عليّ بن بركة بن عبيدة (٢) ، أبو الحسن.

من ساكني الكرخ ، أخو أبي محمد الحسن المقرئ الذي قدّمنا ذكره (٣) ، وهذا الأصغر.

سمع مع أخيه شيئا من أبي البدر إبراهيم بن محمد الكرخي الفقيه ، ومن أبي بكر أحمد بن عليّ بن الأشقر.

ولم يكن من أهل هذا الشأن ؛ وسمعت جماعة يقذفونه بما لا تجوز الرّواية عنه ، تركت السّماع منه لما بلغني ذلك عنه ، وسمع منه بعض الطلبة ولذلك ذكرناه ، والله يغفر لنا وله.

وتوفي في سنة ثلاث أو أربع وست مئة ، والله أعلم.

٢٣٤٨ ـ عليّ (٤) بن عليّ بن منصور ، أبو القاسم المؤدّب.

من أهل الحلّة المزيدية ، يعرف بابن الخازن ، أخو أبي الفتوح النّحوي.

قدم بغداد وسكنها إلى أن توفي بها. وكان له مكتب يعلّم فيه الصّبيان الخطّ بدار الخلافة المعظّمة ، وكان فيه فضل ، ويقول الشّعر ، كتب النّاس عنه شيئا من شعره.

وتوفي ببغداد يوم الجمعة ثالث عشري شوّال سنة إحدى وست مئة.

__________________

(١) ترجمه ابن نقطة في إكمال الإكمال ٤ / ١٠٣ ، والمنذري في التكملة ٢ / الترجمة ١٠٤٣ ، والذهبي في تاريخ الإسلام ١٣ / ٩٩ ، والمختصر المحتاج ٣ / ١٣٠ ، وميزان الاعتدال ٣ / ١٤٦ ، وابن ناصر الدين في توضيح المشتبه ٦ / ١٣٧.

(٢) بفتح العين المهملة وكسر الباء الموحدة ، قيده ابن نقطة والمنذري.

(٣) الترجمة ١٢١١.

(٤) ترجمه المنذري في التكملة ٢ / الترجمة ٩٠٥ ، والصفدي في الوافي ٢١ / ٣٣٤ ، وابن أبي عذيبة في إنسان العيون ، الورقة ١٥٠.

٤٧١

٢٣٤٩ ـ عليّ (١) بن عليّ بن الحسن بن رزبهان بن باكيرا الفارسيّ الأصل البغداديّ المولد والدّار ، أبو المظفّر.

من ساكني باب المراتب.

شيخ مسنّ ، من بيت قديم أهل ولاية وتقدّم. وعليّ هذا تولّى وزارة السّلطان سليمان بن محمد لما قدم بغداد في سنة خمسين وخمس مئة. وكان فيه فضل وكتابة.

سمع أبا القاسم إسماعيل بن أحمد ابن السّمرقندي ، وروى عنه. سمعنا منه. قرئ على أبي المظفّر عليّ بن عليّ بن باكيرا بمنزله بباب المراتب ، قلت له : أخبركم أبو القاسم إسماعيل بن أحمد بن عمر ابن السّمرقندي قراءة عليه وأنت تسمع ، فأقرّ به ، قال : أخبرنا القاضي أبو منصور عبد الباقي بن محمد بن غالب ، قال : أخبرنا أبو طاهر محمد بن عبد الرحمن المخلّص ، قال : حدثنا أبو القاسم عبد الله بن محمد بن عبد العزيز البغوي ، قال : حدثنا داوود بن عمرو ومنصور ابن أبي مزاحم وأبو بكر بن أبي شيبة ، قالوا : أخبرنا أبو الأحوص ، (عن أبي حصين) (٢) عن أبي صالح ، عن أبي هريرة ، قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يؤذ جاره ، من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرا أو ليصمت» (٣).

__________________

(١) ترجمه المنذري في التكملة ٢ / الترجمة ٩٠٨ ، وابن الساعي في الجامع المختصر ٩ / ١٦٠ ، والذهبي في تاريخ الإسلام ١٣ / ٤٤ ، والمختصر المحتاج ٣ / ١٣٠ ، والصفدي في الوافي ٢١ / ٣٣٢.

(٢) ما بين الحاصرتين إضافة لا بد منها كأنها سقطت من الناسخ ، فأبو الأحوص يروي هذا الحديث عن أبي حصين عثمان بن عاصم ، عن أبي صالح ، به ، كما في مصنف ابن أبي شيبة الذي ينقل منه المصنف ٨ / ٥٤٦ ، والبخاري ٨ / ١٣ (٦٠١٨) ، بل قال ابن أبي شيبة : لم يرو أبو الأحوص عن أبي حصين غير هذا الحديث.

(٣) حديث صحيح ، وهو في البخاري ٨ / ١٣ (٦٠١٨) عن قتيبة بن سعيد ، عن أبي

٤٧٢

سألت أبا المظفّر بن باكيرا عن مولده ، فقال : في جمادى الآخرة سنة خمس عشرة وخمس مئة.

وتوفي حاجا بذات عرق في سابع ذي الحجة سنة إحدى وست مئة.

«آخر الجزء الرابع والأربعين من الأصل»

٢٣٥٠ ـ عليّ (١) بن عليّ بن سعادة بن الجنيس (٢) ، أبو الحسن الفارقيّ الفقيه الشافعيّ.

ولد بميّافارقين ونشأ بها ، وتفقه بتبريز على الفقيه أبي عمرو ، وسمع بها من أبي منصور محمد بن أسعد المعروف بحفدة.

ثم قدم بغداد وصحب أبا النّجيب السّهروردي ، وتكلّم في الوعظ مدة على ما حدثني هو عن نفسه. ثم سكن المدرسة النّظامية والمدّرس بها أبو المحاسن يوسف بن بندار الدّمشقي ، وعلّق عنه الخلاف ، وتكلّم في المسائل ، ونظر في المذهب حتى حصّل معرفته والأصول. وأعاد بالمدرسة النّظامية لمدرسيها سنين ، وأفتى ، وأشغل المتفقّهة. وكان حسن الطّريقة متوفّرا على الاشتغال بالعلم.

__________________

الأحوص ، به.

(١) ترجمه ابن نقطة في إكمال الإكمال ٢ / ٢٢٣ ، وابن الأثير في الكامل ١٢ / ٢٤٣ ، والمنذري في التكملة ٢ / الترجمة ٩٣٧ ، وابن الساعي في الجامع المختصر ٩ / ١٨٨ ، والذهبي في تاريخ الإسلام ١٣ / ٦٦ ، والمشتبه ٢٧٣ ، والمختصر المحتاج ٣ / ١٣١ ، والصفدي في الوافي ٢١ / ٣٣٣ ، والسبكي في طبقات الشافعية الكبرى ٨ / ٢٩٥ ، والإسنوي في طبقات الشافعية ٢ / ٢٨٥ ، وابن كثير في البداية والنهاية ١٣ / ٤٤ ، وابن الملقن في العقد المذهب ، الورقة ١٦٦ ، وابن ناصر الدين في توضيح المشتبه ٣ / ٤٦٧ ، والأشرف الغساني في العسجد المسبوك ٣٠٥ ، وابن حجر في تبصير المنتبه ٢ / ٥٤١ ، والعيني في عقد الجمان ١٧ / الورقة ٢٩.

(٢) قيده المنذري ، كما هنا ، بالتصغير.

٤٧٣

ولما تولّى أقضى القضاة أبو طالب ابن البخاري على ما سبق ذكره استنابه في الحكم عنه ، وقبل شهادته في يوم الأربعاء سادس ربيع الآخر سنة اثنتين وثمانين وخمس مئة ، وزكّاه العدلان : أبو جعفر هارون بن محمد ابن المهتدي بالله الخطيب ، وأبو العباس أحمد بن علي ابن المأمون الهاشمي ، فلم يزل ينوب عنه ويشهد إلى أن عزل نفسه يوم الثّلاثاء ثاني عشر ربيع الآخر سنة ثلاث وثمانين وخمس مئة عن النّيابة في الحكم ، وترك الدّخول في الشّهادات ، وتوفّر على إعادة المدرسة النّظامية ، ثم ناب في التّدريس بالنظامية بعد وفاة المدرّس ، كان بها ، الشّيخ أبو طالب المبارك بن المبارك الكرخي صاحب ابن الخلّ ، إلى أن درّس بمدرسة الجهة الشّريفة الرّحيمة والدة سيّدنا ومولانا الإمام المفترض الطّاعة على كافة الأنام النّاصر لدين الله أمير المؤمنين ، التي أنشأتها مجاورة لتربتها الشّريفة عند معروف الكرخي بالجانب الغربي في سنة اثنتين وتسعين وخمس مئة ، وسكنها إلى أن توفي بها.

وقد سمع ببغداد من أبي زرعة طاهر بن محمد المقدسي وغيره ، وحدّث أيضا عن حفدة وأبي زرعة ، ونعم الشيخ كان دينا وعلما وصلاحا.

توفي ليلة الاثنين يوم عرفة من سنة اثنتين وست مئة ، وصلّي عليه بالمدرسة الميمونة يوم الاثنين ، ودفن قريبا من التّربة ، رحمه‌الله وإيانا.

٢٣٥١ ـ عليّ (١) بن عليّ بن المبارك بن الحسين بن عبد الوهّاب بن الحسين بن نغوبا ، أبو المظفّر بن أبي الحسن بن أبي السّعادات الواسطيّ.

وقد تقدّم ذكر إخوته : عبد الله (٢) وعبيد الله (٣) ، وهذا الأوسط منهم.

__________________

(١) ترجمه ابن نقطة في إكمال الإكمال ١ / ٤٢٣ ، والمنذري في التكملة ٢ / الترجمة ١٣٦٤ ، والذهبي في تاريخ الإسلام ١٣ / ٣١٨ ، والمختصر المحتاج ٣ / ١٣١ ، وسير أعلام النبلاء ٢٢ / ٢٤.

(٢) الترجمة ١٦٧٣.

(٣) الترجمة ١٧٦٨.

٤٧٤

كان أحد العدول بواسط ، وسمع بها من أبي الكرم نصر الله بن محمد بن مخلد الأزدي ، وجده أبي السّعادات ابن نغوبا ، ومن القاضي أبي عبد الله محمد ابن عليّ ابن الجلّابي وغيره.

وقدم بغداد في صباه مع أبيه ، وسمع بها من القاضي أبي الفضل محمد بن عمر الأرموي ، وأبي منصور نشتكين الرّضواني ، وأبي البركات عبد الباقي بن أحمد ابن النّرسي المحتسب ، وأبي الفضل محمد بن ناصر الحافظ. وعاد إلى بلده ، وحدّث به ، وسمعت منه هناك.

ثم قدم بغداد وحدّث بها عن أبي عبد الله ابن الجلّابي وغيره ، فسمع منه أحمد بن طارق ، وتميم ابن البندنيجي ، وجعفر ابن العباسي ، وغيرهم. ثم عاد إلى بلده فتوفي به.

وسألته عن مولده ، فقال : ولدت في جمادى الآخرة سنة إحدى عشرة وخمس مئة ، وتوفي في يوم السّبت منتصف شهر رمضان سنة إحدى عشرة وست مئة بالمارستان بواسط.

٢٣٥٢ ـ عليّ (١) بن عليّ بن سالم ، أبو الحسن بن أبي البركات الشّاعر.

من أهل الكرخ ، يعرف بابن الشيخ ، ويلقّب هو بالمفيد.

قرأ شيئا من الأدب على أبي الفرج الجفتي المعروف بابن الدّبّاغ وغيره ، وقال الشّعر ، ومدح الخدمة الشّريفة الإمامية النّاصرية بقصائد كثيرة سمعناها منه ، وكان من شعراء الدّيوان العزيز ، مجّده الله.

أنشدنا أبو الحسن عليّ بن عليّ المفيد ، لنفسه :

__________________

(١) ترجمه ابن النجار في تاريخه كما في المستفاد ، الترجمة ١٤٨ ، والمنذري في التكملة ٣ / الترجمة ١٧٥١ ، والذهبي في المختصر المحتاج ٣ / ١٣٢ ، والصفدي في الوافي ٢١ / ٣٣٢.

٤٧٥

ما هذه الدّنيا لطالب رفدها

وعطائها إلّا شقى وعناء

يبني بها دارا ويعلم أنّه

يمضي ويسكن داره الأعداء

ولو ارعوى لم يبن فيها منزلا

ونهاه عن عمل الفناء فناء

كمثال دود القزّ ينفع غيره

ولنفسه بفعاله الضّرّاء

وانظر إلى المعنى بعين بصيرة

فاللّفظ للمعنى الجليل وعاء

ما الفرق في صور الرّجال وإنما

بالفضل قد تتميّز الأشياء

وإذا العبادة لم تكن من نية

لله من ذي القصد فهي هباء

من لم يكن في نفسه بمعظّم

لمّا يعظّم قدره العظماء

والحرّ يشبه كل حرّ مثلة

وكذا السّفيه نظيره السّفهاء

سألت المفيد الشاعر عن مولده فقال : مولدي في سنة سبع وخمسين وخمس مئة.

وتوفي يوم الثّلاثاء سابع رجب سنة سبع عشرة وست مئة.

٢٣٥٣ ـ عليّ بن عطيّة بن عليّ بن الحسن بن لا دخان ، أبو الحسن القيروانيّ.

من أهل المغرب.

قدم بغداد واستوطنها إلى حين وفاته ، وسكن بباب المراتب المحروس. وكان أحد الشّهود المعدّلين بمدينة السّلام ، شهد عند قاضي القضاة أبي الحسن عليّ بن محمد ابن الدّامغاني على ما أخبرنا أبو عبد الله محمد بن أحمد بن هبة الله النّحوي قراءة عليه ، قال : أخبرنا القاضي أبو العباس أحمد بن بختيار ابن المندائي قراءة عليه في «تاريخ الحكّام بمدينة السّلام» تأليفه ، في ذكر من قبل قاضي القضاة (أبو الحسن علي بن محمد بن الدامغاني شهادته وأثبت تزكيته) (١) : أبو الحسن عليّ بن عطية ابن لا دخان ، وابنه أبو محمد عطية جميعا ،

__________________

(١) ما بين الحاصرتين ساقط من الأصل الوحيد الذي بين يدي من تاريخ ابن الدبيثي ، ولا بد منه

٤٧٦

في رجب سنة أربع وتسعين وأربع مئة ، وزكاهما أبو محمد عبيد الله بن محمد بن طلحة الدامغاني وأبو البركات يحيى بن عبد الرّحمن بن حبيش الفارقي.

٢٣٥٤ ـ عليّ بن عطيّة بن نصر ، أبو بكر الرّصافيّ.

أظنه من رصافة الشّام.

سكن بغداد ، وكان أيضا أحد الشّهود المعدّلين بها. شهد عند قاضي القضاة أبي القاسم عليّ بن الحسين الزّينبي فيما أخبرنا أبو عبد الله النّحوي ، عن القاضي أبي العباس ابن المندائي ، قال : وممن قبل قاضي القضاة أبو القاسم الزّينبي شهادته وأثبت تزكيته بمدينة السلام : أبو بكر عليّ بن عطيّة الرّصافي في يوم السبت سابع شهر رمضان سنة أربع وثلاثين وخمس مئة ، وزكاه القاضيان : أبو القاسم عليّ بن عبد السّيّد ابن الصّبّاغ وأبو طاهر محمد بن أحمد ابن الكرخي.

وتوفي يوم الجمعة ثامن عشري محرم سنة تسع وخمسين وخمس مئة.

٢٣٥٥ ـ عليّ (١) بن عمران بن عليّ بن معروف بن المعلّى بن كردم بن يحيى بن صالح بن عمران بن صالح بن إسماعيل بن طلحة بن عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي بكر الصّدّيق صاحب رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم وخليفته ، أبو الحسن السّالار (٢) التّيميّ.

من أهل أصبهان.

سمع ببلده من أبي الفتح أحمد بن محمد الحدّاد ، وأبي مطيع محمد بن عبد الواحد المصري. قدم بغداد في سنة ستين وخمس مئة وحدث بها عنهما. سمع منه الشريف أبو الحسن الزّيدي ، والقاضي أبو المحاسن عمر بن عليّ ، وأبو

__________________

ليستقيم النص ، فكتبته على قاعدة المؤلف في أمثاله ، والله الموفق.

(١) ترجمه الذهبي في تاريخ الإسلام ١٢ / ٣٧٧.

(٢) يعني : سالار الحج ، أي المسؤول عن الركب.

٤٧٧

الخطاب عمر بن محمد العليمي الدّمشقيان. وروى لنا عنه أبو نصر بن محمد الصّوفي.

قرأت على عمر بن أبي بكر الصّوفي : أخبركم أبو الحسن عليّ بن عمران ابن عليّ البكري قراءة عليه وأنت تسمع ببغداد بعد رجوعه من الحج في ربيع الآخر سنة ستين وخمس مئة ، فأقرّ به ، قال : أخبرنا أبو مطيع محمد بن عبد الواحد بن عبد العزيز المصري قراءة عليه ، قال : أخبرنا أبو بكر أحمد بن موسى بن مردوية ، قال : حدثنا محمد بن علي بن دحيم ، قال : حدثنا أحمد بن حازم بن أبي غرزة ، قال : حدثنا يعلى بن عبيد ، قال : حدثنا محمد بن إسحاق ، عن نافع ، عن ابن عمر ، قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «كلّكم راع وكلكم مسؤول عن رعيّته ، الرّجل على أهل بيته ، والمرأة على أهل بيتها ، والعبد على مال سيّده. والإمام راع على الناس ، وكلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته» (١).

أنبأنا عمر القرشي قال : سألت عليّ بن عمران عن مولده ، فقال : في محرم سنة خمس وثمانين وأربع مئة (٢) بأصبهان (٣).

٢٣٥٦ ـ عليّ (٤) بن عساكر بن المرحّب بن العوّام ، أبو الحسن

__________________

(١) في إسناده محمد بن إسحاق وهو مدلس وقد عنعنه ، لكن هذا من صحيح حديثه ، فقد توبع ابن إسحاق ، وحديث نافع عن ابن عمر في الصحيحين : البخاري في العتق ٣ / ١٩٦ (٢٥٥٠) ، ومسلم في المغازي ٦ / ٨ (١٨٢٩).

(٢) شطح قلم الناسخ فكتب «خمس مئة» ، وليس بشيء.

(٣) لم يذكر المؤلف وفاته ، وذكر الذهبي أنّه توفي في ذي الحجة من سنة ٥٦٧.

(٤) ترجمه ابن الجوزي في المنتظم ١٠ / ٢٦٧ ، وياقوت في معجم الأدباء ٤ / ١٨١٩ ، وابن نقطة في إكمال الإكمال ٥ / ٣٢٤ ، وابن الأثير في الكامل ١١ / ٤٣٥ ، والقفطي في إنباه الرواة ٢ / ٢٩٨ ، والذهبي في تاريخ الإسلام ١٢ / ٥١٢ ، وسير أعلام النبلاء ٢٠ / ٥٤٨ ، والمختصر المحتاج ٣ / ١٣٢ ، والعبر ٤ / ٢١٥ ، ومعرفة القراء الكبار ٢ / ٥٤١ ، والمشتبه ٥٨٢ ، والصفدي في الوافي ٢١ / ٣١٤ ، ونكت الهميان ٢١٤ ، وابن كثير في البداية ١٢ / ٢٩٦ ، وابن رجب في الذيل على طبقات الحنابلة ١ / ٣٣٥ ، وابن الجزري

٤٧٨

المقرئ الضّرير.

من أهل البطائح ، والبطائح : ما بين واسط والبصرة.

سمعت أبا الحسن عليّ بن الحسن العبدي البصري يقول : قال لي أبو الحسن البطائحي ببغداد : أنا من عبد القيس ، ولدت بقرية تعرف بالمحمّدية ، قريبة من الصّليق بالبطائح.

قلت : وقدم البطائحيّ بغداد ، وحفظ بها القرآن الكريم ، وقرأه بالقراءات الكثيرة على أبي العزّ محمد بن الحسين بن بندار القلانسي الواسطي ، وعلى البارع أبي عبد الله الحسين بن محمد الدّبّاس ، وعلى أبي بكر محمد بن الحسين المزرفي ، وعلى أبي محمد عبد الله بن عليّ بن أحمد سبط أبي منصور الخيّاط ، وبالكوفة : على الشّريف عمر بن إبراهيم العلوي.

وسمع الحديث من أبي طالب عبد القادر بن محمد بن يوسف ، وأبي القاسم هبة الله بن محمد بن الحصين ، وأبي غالب أحمد بن الحسن ابن البنّاء ، وأبي بكر محمد بن عبد الباقي الأنصاري ، وأبي البركات عبد الوهّاب بن المبارك الأنماطي وغيرهم.

وحدّث بالكثير ، وكانت له حلقة بجامع القصر الشّريف يسمّع فيها كل جمعة ، وأقرأ النّاس القرآن الكريم بالقراءات سنين كثيرة. وكان ثقة ، صحيح السّماع والرّواية ، له معرفة حسنة بالنّحو ، روى لنا عنه جماعة وأثنوا عليه. قرأت على أبي محمد عبد العزيز بن محمود بن المبارك ، قلت له : أخبركم أبو الحسن عليّ بن عساكر بن المرحّب البطائحي بقراءتك عليه ، فأقرّ به ، قال : أخبرنا أبو طالب عبد القادر بن محمد بن عبد القادر بن يوسف ، قال : أخبرنا أبو محمد الحسن بن عليّ بن محمد الجوهري ، قال : أخبرنا أبو الحسين محمد بن المظفّر

__________________

في غاية النهاية ١ / ٥٥٦ ، وابن ناصر الدين في توضيح المشتبه ٨ / ١٠٩ ، وابن حجر في تبصير المنتبه ٤ / ١٢٧٥ ، وابن تغري بردي في النجوم ٦ / ٨٠ وغيرهم.

٤٧٩

ابن عيسى الحافظ ، قال : حدثنا محمد بن محمد بن سليمان ، قال : حدثنا عبد الله بن سليمان الجارودي ، قال : حدثنا أبو إسحاق الفزاري ، قال : حدثنا مسعر ، عن أبي فروة ، عن أبي الأحوص ، عن عبد الله ، أنّ النّبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم كان يقرأ في يوم الجمعة في صّلاة الصّبح (الم* تَنْزِيلُ) السجدة و (هَلْ أَتى عَلَى الْإِنْسانِ) [الإنسان : ١](١).

أنبأنا أبو المحاسن عمر بن عليّ بن الخضر ، قال : سألت عليّا البطائحي عن مولده ، فقال : في سنة تسعين وأربع مئة أو سنة تسع وثمانين وأربع مئة. قال : وتوفي ليلة الثلاثاء ثامن عشري شعبان سنة اثنتين وسبعين وخمس مئة.

قلت : ودفن بباب حرب.

٢٣٥٧ ـ عليّ بن عبّاس بن أبي غالب ، أبو الحسن ، يعرف بابن النّحّاس.

سمع أبا القاسم هبة الله بن الحصين ، وروى عنه. سمع منه القاضي أبو المحاسن عمر بن أبي الحسن الدّمشقي ، وأخرج عنه حديثا في «معجم شيوخه» : أنبأنا أبو المحاسن الدّمشقي في كتابه ، قال : أخبرني أبو الحسن عليّ بن عباس ابن النّحّاس ، قال : أخبرنا أبو القاسم هبة الله بن محمد بن الحصين.

وأخبرنيه عاليا أبو محمد عبد الغني بن الحسن بن أحمد العطّار ، قدم علينا من الحج ، بقراءتي عليه ، قلت له : أخبركم أبو القاسم هبة الله بن محمد بن الحصين قراءة عليه وأنت تسمع ، فأقرّ به ، قال : أخبرنا القاضي أبو الطّيّب طاهر ابن عبد الله بن طاهر الطّبري ، قال : أخبرنا أبو أحمد محمد بن أحمد بن

__________________

(١) حديث صحيح ، رجاله ثقات ، مسعر هو ابن كدام ، وأبو فروة هو مسلم بن سالم الجهني ، وأبو الأحوص هو عوف بن مالك بن نضلة الأشجعي الكوفي.

أخرجه ابن ماجة (٨٢٤) ، والمزي في تهذيب الكمال ٢٧ / ٥١٧ ، وهو في الصحيحين من حديث أبي هريرة : البخاري (٨٩١) و (١٠٦٨) ، ومسلم (٨٨٠).

٤٨٠