ذيل تأريخ مدينة السلام - ج ٤

أبي عبد الله محمّد بن سعيد بن الدبيثي

ذيل تأريخ مدينة السلام - ج ٤

المؤلف:

أبي عبد الله محمّد بن سعيد بن الدبيثي


المحقق: الدكتور بشار عوّاد معروف
الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: دار الغرب الإسلامي ـ بيروت
الطبعة: ١
الصفحات: ٦٤٦

الحسن ، يعرف بابن العلبيّ.

من أهل الحريم الطّاهري ، والد شيخنا زكريا الذي قدّمنا ذكره (١).

سمع النّقيب أبا الفوارس طراد بن محمد الزّينبي وطبقته ، وحدّث عنهم. سمع منه أبو بكر محمد بن المبارك بن مشّق ، وأبو الفرج عبد الرحمن بن عيسى الواعظ ، وروى عنه القاضي عمر القرشي في «معجمه».

أنبأنا أبو المحاسن عمر بن عليّ بن الخضر ، قال : أخبرنا أبو الحسن عليّ ابن حسّان ابن العلبي ، قال : أخبرنا أبو الفوارس طراد بن محمد بن عليّ الزّينبي ، قال : أخبرنا أبو الحسين عليّ بن محمد بن بشران ، قال : أخبرنا أبو عليّ الحسين ابن صفوان ، قال : حدثنا أبو بكر عبد الله بن محمد بن أبي الدّنيا ، قال : حدثنا إسماعيل بن عبد الله بن زرارة ، قال : حدثنا حمّاد بن زيد ، قال : حدثنا أيوب ، عن عكرمة ، عن ابن عبّاس ، قال : لعن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم المخنّثين من الرّجال والمترجّلات من النّساء (٢).

قال القرشي : سألت أبا الحسن ابن العلبي عن مولده ، فقال : أظنّه سنة ثمان وسبعين وأربع مئة. وتوفي ليلة الاثنين رابع عشري شعبان سنة خمس وخمسين وخمس مئة.

٢٣٠١ ـ عليّ (٣) بن حجّاج بن أبي الحسن ، أبو الحسن المستعمل.

من أهل الحربية.

سمع من ... (٤) وروى شيئا يسيرا. سمع منه بعض الطّلبة.

__________________

(١) الترجمة ١٤٤٨.

(٢) حديث عكرمة عن ابن عباس في صحيح البخاري ٧ / ٢٠٥ (٥٨٨٦) و ٨ / ٢١٢ (٦٨٣٤) ، وينظر تمام تخريجه في تعليقنا على الترمذي (٢٧٨٥).

(٣) ترجمه المنذري في التكملة ٢ / الترجمة ١٢٤٠.

(٤) هكذا بيّض له المصنف في الأصل ، ولم يذكر المنذري ممن سمع ، بل اقتصر على قوله «حدث»!

٤٤١

وتوفي يوم الأربعاء عاشر جمادى الأولى سنة تسع وست مئة ، ودفن بباب حرب.

٢٣٠٢ ـ علي (١) بن حرّاز بن سليمان بن حرّاز العدويّ ، أبو الحسن.

من أهل واسط ، وأحد العدول بها ، والقضاة ببعض أعمالها ، هو ابن عم القاضي أبي عليّ يحيى بن الرّبيع بن سليمان الواسطي الفقيه.

قدم أبو الحسن بغداد غير مرّة وأقام بها للتفقه على مذهب الشّافعي رضي‌الله‌عنه ، وسمع بها من أبي منصور محمد بن أحمد بن الفرج الدّقّاق ، وأبي المظفّر عبد الصّمد بن الحسين الزّنجاني وغيرهما ، وعاد إلى بلده. ثم قدمها علينا بعد سنة عشر وست مئة ، وكتبت عنه بها.

سمعت أبا الحسن عليّ بن حرّاز يقول : كتب إليّ أبو الغنائم محمد بن عليّ ابن المعلّم كتابا فكان في أوله من قوله :

ما قطعت الكتاب عنك لهجر

لا ولا كان ذاكم عن تجافي

غير أنّ الأيام تجذب للمر

ء أمورا تنسيه كلّ مصافي

شيم مرّت اللّيالي عليها

واللّيالي قليلة الإنصاف

سألت أبا الحسن بن حرّاز عن مولده ، فقال : ولدت في يوم عرفة من سنة خمس وأربعين وخمس مئة.

٢٣٠٣ ـ عليّ (٢) بن الخطّاب بن مقلّد ، أبو الحسن الفقيه

__________________

(١) ترجمه ابن النجار في التاريخ المجدد ٣ / ٢٤٦ نقلا من هذا الكتاب. وذكر أنه توفي في السابع والعشرين من شهر ربيع الأول سنة ٦٢٩ بواسط ، ودفن بداوردان.

(٢) ترجمه المنذري في التكملة ٣ / الترجمة ٢٤٠٩ ، والذهبي في تاريخ الإسلام ١٣ / ٨٩٥ ، ومعرفة القراء الكبار ٢ / ٦٢٨ ، والصفدي في الوافي ٢١ / ٧٩ ، ونكت الهميان ٢١١ ، والسبكي في طبقات الشافعية الكبرى ٨ / ٢٩٤ ، والإسنوي في طبقات الشافعية ٢ / ٥٥٢ ، وابن الملقن في العقد المذهب ، الورقة ١٧١ ، وابن الجزري في غاية النهاية ١ / ٥٤١.

٤٤٢

الشافعي الضّرير.

من أهل واسط ، من قرية تعرف بالمحدث قريبة من شافيا.

حفظ القرآن الكريم في صباه وقدم واسطا ، وقرأ بها بالقراءات على شيخنا أبي بكر الباقلّاني ، وسمع بها من قدماء شيوخنا مثل أبي العبّاس ابن الجلخت ، وأبي طالب ابن الكتّاني ، وأبي بكر ابن الباقلّاني ، وغيرهم. وقدم بغداد ، وتفقه بها على الشّيخ أبي القاسم بن فضلان ، والقاضي أبي عليّ بن الرّبيع ، وحصّل معرفة المذهب والخلاف ، وتكلّم في المسائل ، وأفتى. وأعاد بالمدرسة الفخرية بعقد المصطنع لمدرسها محيي الدين محمد بن فضلان. وسمع بها من أبي الفتح ابن شاتيل ، وأبي المظفّر الرّيحاني المعروف بالبديع ، وأبي محمد ابن الصّابوني ، وغيرهم. وحدّث بالإجازة الشّريفة من سيّدنا ومولانا الإمام المفترض الطّاعة على كافة الأنام النّاصر لدين الله أبي العباس أحمد أمير المؤمنين ـ خلّد الله ملكه ـ. علّقت عنه شيئا من شعره. ومولده في سنة ستين وخمس مئة أو قبلها بيسير.

٢٣٠٤ ـ علي بن رستم بن أبي الرّجاء الأصبهانيّ الأصل البغداديّ المولد والدار ، أبو الفتوح المقرئ.

من أهل الجانب الغربي ، أخو شيخنا أبي شجاع زاهر الذي قدّمنا ذكره (١) ، وعليّ هذا الأكبر.

سمع أبا الفضل الأرموي ، وأبا الكرم المبارك بن الحسن ابن الشّهرزوري ، وغيرهما ، ولقّن القرآن الكريم لجماعة.

وتوفي شابا في سنة ثمان وستين وخمس مئة فيما قال أخوه زاهر ، ودفن بمقبرة الشّونيزي.

__________________

(١) الترجمة ١٤٥١.

٤٤٣

٢٣٠٥ ـ عليّ (١) بن رشيد (٢) بن أحمد بن محمد بن حسينا ، أبو الحسن.

ولد بحربى من نواحي دجيل ، ونشأ بها. ودخل بغداد ، وقرأ بها شيئا من الأدب ، وصحب أبا المعالي سعد بن عليّ الكتبي ، وكان أخا لأبيه من أمّه. وسمع بها الحديث من جماعة منهم : أبو القاسم نصر بن نصر العكبري ، وأبو الوقت السّجزي ، وغيرهما.

وشهد عند قاضي القضاة أبي الحسن عليّ بن أحمد ابن الدّامغاني في ولايته الثّانية في يوم الخميس ثاني جمادى الآخرة سنة إحدى وسبعين وخمس مئة ، وزكّاه العدلان أبو جعفر هارون بن محمد ابن المهتدي بالله الخطيب ، وأبو القاسم عبيد الله بن عليّ ابن الفرّاء. وتقدّم في خدمة الدّيوان العزيز مجّده الله ، ووكّله سيّدنا ومولانا الإمام النّاصر لدين الله أمير المؤمنين وأشهد بذلك العدول وأسكن بدار الخلافة المعظّمة قريبا من باب طراد الشّريف ، وانقطع إلى خدمة الباب الشّريف منفّذا لما يرسم له من الخدم والأشغال ، فكان على ذلك إلى أن عزل قبل وفاته بقليل.

وقد حدّث بشيء يسير. وكان ثقة ديّنا ، حسن الطّريقة ، حميد السّيرة.

توفي عشية السبت ثامن عشر شوّال سنة خمس وست مئة ، وصلّي عليه يوم الأحد ، ودفن بالجانب الغربي بمقبرة باب حرب ، وقد نيّف على الستين.

__________________

(١) ترجمه ياقوت في «حربى» من معجم البلدان ٢ / ٢٣٧ ، وابن نقطة في إكمال الإكمال ٢ / ١٣٠ و ٧٠٦ ، والمنذري في التكملة ٢ / الترجمة ١٠٧٤ ، وابن الساعي في الجامع المختصر ٩ / ٢٨١ ، وابن الفوطي في الملقبين بمجد الدين من تلخيص مجمع الآداب ٥ / الترجمة ٣٧١ ، والذهبي في تاريخ الإسلام ١٣ / ١١٧ ، والمختصر المحتاج ٣ / ١٢٥ ، والصفدي في الوافي ٢١ / ١٠٦ ، وابن رجب في الذيل على طبقات الحنابلة ٢ / ٤٧ ، وابن العماد في الشذرات ٥ / ١٧.

(٢) قيّده ابن نقطة والمنذري بفتح الراء وكسر الشين مكبرا.

٤٤٤

٢٣٠٦ ـ عليّ (١) بن روح بن أحمد بن الحسن بن عبد الكريم النّهروانيّ ، أبو الحسن المعروف بابن الغبيريّ (٢).

تفقّه على مذهب الشافعي رضي‌الله‌عنه على الشّيخ أبي النّجيب السّهروردي ، وصحبه ، وسمع منه ، ومن عمّته خديجة بنت أحمد النّهرواني وغيرهما. وقرأ الأدب على أبي الحسن عليّ بن عبد الرّحيم السّلمي المعروف بابن العطّار ، وغيره ، وصارت له بذلك معرفة حسنة.

وشهد عند قاضي القضاة أبي الفضائل القاسم بن يحيى ابن الشّهرزوري لما تولّى قضاء القضاة بمدينة السّلام في تاسع عشر شوّال سنة خمس وتسعين وخمس مئة ، وزكّاه العدلان أبو الحسن عليّ بن المبارك بن جابر وأبو الفتح محمد بن علي بن سراج ، واستنابه قاضي القضاة أبو القاسم ابن الدّامغاني بحريم دار الخلافة ـ شيّد الله قواعدها بالعز ـ وما يليها في ذي الحجة سنة أربع وست مئة ، وأذن له في الإسجال عنه ، وتقدم إلى الشّهود عنده وعليه. فكان على ذلك إلى أن عزل قاضي القضاة أبو القاسم المذكور في رجب سنة إحدى عشرة وست مئة ، وانعزل نوّابه.

ودرّس الفقه بمدرسة شيخه أبي النّجيب السّهروردي. سمعنا منه ، ونعم الشّيخ كان فضلا ودينا وثقة.

__________________

(١) ترجمه ابن نقطة في إكمال الإكمال ٤ / ٣٤٦ ، والمنذري في التكملة ٢ / الترجمة ١٦٢٥ ، وأبو شامة في ذيل الروضتين ١١٠ ، والذهبي في تاريخ الإسلام ١٣ / ٤٤٢ ، والمختصر المحتاج ٣ / ١٢٥ ، والمشتبه ٤٧٥ ، والصفدي في الوافي ٢١ / ١١٠ ، والسبكي في طبقات الشافعية الكبرى ٨ / ٢٩٤ ، والإسنوي في طبقات الشافعية ٢ / ٢٥١ ، وابن الملقن في العقد المذهب ، الورقة ٢٥٤ ، وابن ناصر الدين في توضيح المشتبه ٦ / ٣٧١ ، وابن حجر في تبصير المنتبه ٣ / ١٠٢٦ ، والعيني في عقد الجمان ١٧ / الورقة ٣٩١.

(٢) قيده المنذري في التكملة فقال : بضم الغين المعجمة وفتح الباء الموحدة وسكون الياء آخر الحروف وبعدها راء مهملة وياء النسب.

٤٤٥

قرأت على أبي الحسن عليّ بن روح بن أحمد ، قلت له : أخبرتكم عمّتك فخر النّساء خديجة بنت أحمد بن الحسن النّهروانيّ قراءة عليها وأنت تسمع ، فأقرّ بذلك ، قالت : أخبرنا أبو عبد الله الحسين بن أحمد بن محمد بن طلحة النّعالي قراءة عليه ، قال : أخبرنا أبو الحسن محمد بن أحمد بن رزقوية البزّاز ، قال : أخبرنا أبو سهل أحمد بن محمد بن عبد الله القطّان ، قال : حدثنا الحسن ابن عليّ بن سعيد الرّقي ، قال : حدثنا أبي ، قال : حدثنا محمد بن عبد الله الأنصاري ، عن ابن عون ، عن محمد ، عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «الأرواح جنود مجنّدة ، فما تعارف منها ائتلف وما تناكر منها اختلف» (١).

سألت أبا الحسن ابن النّهرواني عن مولده فذكر ما يدل أنّه في سنة سبع وثلاثين وخمس مئة تقريبا ، والله أعلم.

وتوفي يوم الأربعاء منتصف رمضان سنة خمس عشرة وست مئة.

٢٣٠٧ ـ عليّ بن زيد بن بكيت ، أبو الحسن الصائغ.

روى عنه أبو بكر بن كامل في «معجمه» أبياتا ذكر عليّ أنّه أنشده إياها عبد الباقي بن المحسّن الخطيب لنفسه. لم نر ذكره في غير ذلك ، والله أعلم.

٢٣٠٨ ـ عليّ بن سعيد بن الحسين بن حسّان ، أبو الحسن.

سمع أبا الحسن عليّ بن محمد الخطيب الأنباري ، وروى عنه. سمع المبارك بن كامل منه ، وأخرج عنه حديثا في «معجم شيوخه».

٢٣٠٩ ـ عليّ (٢) بن سعيد بن الحسن ابن العريف ، أبو الحسن ، يعرف بالبيع الفاسد.

__________________

(١) حديث صحيح تقدم الكلام على إسناده الغريب ومتنه الصحيح في الترجمة ٨٣ من هذا الكتاب.

(٢) ترجمه المنذري في التكملة ١ / الترجمة ٣٣٧ ، والذهبي في تاريخ الإسلام ١٢ / ٩٨١ ، والصفدي في الوافي ٢١ / ١٣٤ ، وابن كثير في البداية والنهاية ١٣ / ١٣ ، والعيني في عقد الجمان ١٧ / الورقة ٢٠٨.

٤٤٦

من ساكني المأمونية.

يقال : إنّه كان حنبليّ المذهب وصار شافعيا ، وصحب الشّيخ أبا القاسم ابن فضلان ، وتفقّه عليه ، وهو لقّبه بالبيع الفاسد.

سألت القاضي أبا عليّ يحيى بن الرّبيع عن سبب تلقيبه بهذا اللّقب ، فقال : كان قد حفظ مسألة البيع الفاسد هل يصح أم لا ، في الخلاف بين الشّافعي وأبي حنيفة ، وعلّقها عن ابن فضلان ، وكان يكثر تكرارها وذكرها والسّؤال فيها والاعتراض ، فلكثرة ذلك منه لقّب بها على عادة الفقهاء وتلقيب بعضهم بعضا.

قلت : وقد سمع عليّ هذا الحديث من جماعة منهم : أبو المعالي ابن المذاريّ (١) ، وأبو الفتح الكروخي ، وأبو الوقت السّجزي ، وغيرهم. وانتحل في آخر عمره مذهب الإمامية ، وما أعلم أنّه حدّث بشيء لأنّ مذهبهم ترك رواية الحديث.

توفي ليلة الجمعة تاسع جمادى الآخرة سنة اثنتين وتسعين وخمس مئة.

٢٣١٠ ـ عليّ (٢) بن سلمان بن سالم الكعكيّ ، أبو الحسن.

سمع الكثير بنفسه ، وكتب بخطّه ، ولازم الشّيوخ ، وداوم على الحضور بحلق الحديث ، وكان وافر الهمّة ، حسن الطّلب ، ولم يرزق الرّواية ، فمات قبل أوان الحاجة إليه.

سمع من أبي الفتح بن شاتيل ، وأبي السّعادات القزّاز ، وأبي العلاء بن عقيل ، وعمر ابن التّبّان ، وطبقتهم.

قرأت بخط تميم بن أحمد ابن البندنيجي : توفي عليّ بن سلمان الكعكي في ليلة الأربعاء مستهل رجب سنة خمس وثمانين وخمس مئة ، ودفن يوم

__________________

(١) منسوب إلى «المذار» وهي قصبة ميسان بين واسط والبصرة ، وهي المعروفة اليوم بالعمارة ، وهو أبو المعالي أحمد بن محمد بن أحمد ، كما في «المذار» من معجم البلدان ، والمنتظم لابن الجوزي ١٠ / ١٤٥.

(٢) ترجمه المنذري في التكملة ١ / الترجمة ٧٨ ، والذهبي في تاريخ الإسلام ١٢ / ٨٠٥.

٤٤٧

الأربعاء بباب حرب.

٢٣١١ ـ عليّ (١) بن سالم بن محمد العبادي ، أبو الحسن الشّاعر.

من أهل الحديثة.

قدم بغداد غير مرة ومدح بها الملك المعظم أبا الحسن علي ابن سيدنا ومولانا الإمام الناصر لدين الله أمير المؤمنين وخلع عليه وأجازه (٢) فسمعنا منه شيئا من شعره. أنشدنا أبو الحسن علي بن سالم العبادي لنفسه من قصيدة له :

وقد بليت بأقوام ذوي حمق

على الغبا ومعاداة النّهى جبلوا

أعدى عدوّ لهم في النّاس ذو أدب

ودونها فهمو أعداء ما جهلوا

عمي عن الخير مفتوح عيونهم

إلى معايب قوم عنهم شغلوا

والحرّ ممتحن بالأزنماء (٣) ...

وذو النّهى والعلى مغرى به السّفل

عداوة بين أهل العلم قاطبة

وضدّهم ليس في إصلاحها عمل

سألت عليّ بن سالم العبادي عن مولده فذكر ما يدلّ أنّه في سنة اثنتين وأربعين وخمس مئة تقديرا ، والله أعلم.

٢٣١٢ ـ عليّ بن سلامة بن سويد الموصليّ ، أبو الحسن.

سمع أبا منصور محمد بن أحمد بن عليّ المقرئ الخيّاط ، وروى عنه. سمع منه أبو بكر بن كامل وأخرج عنه حديثا في «معجمه».

٢٣١٣ ـ عليّ بن سرور ، أبو الحسن الفارقي.

ذكره ابن كامل وروى عنه إنشادا في «معجم شيوخه».

٢٣١٤ ـ عليّ (٤) بن سلطان بن سالم بن مسلم ، أبو الحسن الواعظ.

__________________

(١) ترجمه الصفدي في الوافي ٢١ / ١٢٦ ، وذكر القصيدة ولكنه لم يذكر هذه الأبيات الخمسة.

(٢) قوله : وأجازه ، يعني : منحه جائزة.

(٣) الأزنماء ـ بوزن أفعلاء ـ : اللئام ، والبيت منكسر لكلمة ساقطة من الأصل لم نقف عليها ، ولا وجدناها في مصدر آخر.

(٤) ترجمه المنذري في التكملة ١ / الترجمة ٨٧ ، وابن الفوطي في الملقبين بعماد الدين من

٤٤٨

وقد تقدم ذكر أبيه (١) ، كان يسكن بدرب المطبخ ، وله به رباط يتكلّم به في الوعظ.

سمع أبا الفتح محمد بن عبد الباقي بن سلمان ، وغيره. وما أظنّه حدّث بشيء.

توفي شابا في يوم الثلاثاء رابع عشري شوّال سنة خمس وثمانين وخمس مئة ، ودفن إلى جنب أبيه بصومعته قريبا من قبر السّبتي في الجانب الشّرقي.

٢٣١٥ ـ عليّ (٢) بن شهمان بن أحمد ، أبو الحسن المقرئ الحاجب.

من ساكني الظّفرية.

قرأ القرآن الكريم على جماعة من الشيوخ ببغداد ، وبواسط على شيخنا أبي بكر ابن الباقلّاني ، وسمع منه ، وببغداد من أبي الفتح بن شاتيل وغيره. وأقرأ القرآن ولقّنه.

وتوفي في العشر الأوسط من جمادى الأولى سنة سبع وتسعين وخمس مئة.

٢٣١٦ ـ عليّ (٣) بن صدقة بن عليّ بن صدقة ، أبو القاسم الوزير الملقّب قوام الدين.

ولّاه الإمام المقتفي لأمر الله صدرية المخزن المعمور في جمادى الأولى سنة سبع وثلاثين وخمس مئة ، ثم استوزره في يوم السّبت ثالث عشر جمادى الأولى سنة اثنتين وأربعين وخمس مئة ، وخلع عليه ، وركب إلى الدّيوان العزيز

__________________

تلخيص مجمع الآداب ٤ / الترجمة ١١٣٨.

(١) الترجمة ١٥٣٨.

(٢) ترجمه المنذري في التكملة ١ / الترجمة ٥٩٠.

(٣) ترجمه ابن الجوزي في المنتظم ١٠ / ١٧٨ ، وابن الطقطقى في الفخري ٣١١ ، وابن الفوطي في الملقبين بقوام الدين من تلخيص مجمع الآداب نقلا من تاريخه ابن النجار ٤ / الترجمة ٣٠٩٣ ، والذهبي في تاريخ الإسلام ١٢ / ٥١ ، والمختصر المحتاج ٣ / ١٢٦.

٤٤٩

ومعه أرباب المناصب والولاة. ولم يزل على ذلك إلى أن عزل في سنة أربع وأربعين وخمس مئة.

وقد سمع شيئا من الحديث من أبي غالب أحمد بن الحسن ابن البنّاء ، وغيره. وما أعلم أنّه حدّث بشيء لأنّ الرّواية لم تظهر عنه.

توفي يوم الجمعة ثالث عشري ، وقيل : خامس عشري ، جمادى الأولى سنة اثنتين وخمسين وخمس مئة ، وصلّي عليه في اليوم المذكور بجامع القصر الشّريف ، ودفن بالمشهد بالجانب الغربي بحضرة الإمام موسى بن جعفر عليهما‌السلام.

٢٣١٧ ـ عليّ بن طلحة بن عليّ بن محمد الزّينبي ، أبو الحسن ، نقيب نقباء الأسرة الشّريفة العبّاسيين ابن نقيب النّقباء أبي أحمد.

وقد تقدّم ذكر أبيه (١).

تولّى عليّ هذا النّقابة والصّلاة والخطبة بعد وفاة أبيه في أيام المستنجد بالله أبي المظفّر يوسف رضي‌الله‌عنه وأرضاه في يوم الأحد حادي عشري جمادى الآخرة سنة ثمان وخمسين وخمس مئة ، ولّاه ذلك الوزير أبو المظفّر يحيى بن محمد بن هبيرة ، وخلع عليه بالديوان العزيز ـ مجّده الله ـ ويقال : إنّ سنّه كانت يومئذ ثمانية عشرة سنة فكان على ولايته إلى أن عزل في عشيّة الأحد حادي عشر ذي الحجة من السنة المذكورة أيضا ، ولم يكن محمود الطّريقة.

٢٣١٨ ـ عليّ (٢) بن عبد الله بن أحمد بن عليّ بن المعمّر العلويّ الحسينيّ ، أبو الحسن ابن النّقيب أبي طالب ابن النّقيب أبي عبد الله ابن

__________________

(١) هذا في القسم الضائع من الكتاب حيث سقطت قطعة من المجلد الباريسي ، كانت هذه الترجمة من ضمنها ، ولم يذكره الذهبي في المختصر المحتاج ، فلم نستدركه في موضعه.

(٢) ترجمه المنذري في التكملة ١ / الترجمة ٤٩٢ ، والذهبي في تاريخ الإسلام ١٢ / ١٠٣٧ ، والصفدي في الوافي ٢١ / ١٨٨.

٤٥٠

النّقيب أبي الحسن ابن النقيب أبي الغنائم.

وهو أخو النّقيب أبي الفضل محمد الذي قدّمنا ذكره (١).

وعليّ هذا كان فيه فضل ويقول شعرا جيّدا. كتب النّاس عنه شيئا من شعره. وقد جالسته ، وسمع معنا من أبي الفرج عبد المنعم بن كليب وما علّقت عنه شيئا ، لأنّ ما سمعت منه جرى في مجلس السّماع على سبيل المذاكرة.

توفي يوم السّبت تاسع عشري شعبان سنة خمس وتسعين وخمس مئة ، ودفن في اليوم المذكور عند أبيه بمشهد الإمام موسى بن جعفر بالجانب الغربي.

٢٣١٩ ـ عليّ (٢) بن عبد الله بن فضل الله بن محمد بن محمد بن مخلد الأزديّ ، أبو المكارم بن أبي محمد بن أبي البركات بن أبي الحسن الشّاهد القاضي.

من أهل واسط ، ويعرف بابن الجلخت. من بيت معروف بالصلاح والعدالة والرّواية.

سمع بواسط من ابن عمّ أبيه أبي الكرم نصر الله بن محمد بن محمد بن مخلد ، ومن أبي عبد الله محمد بن عليّ ابن الجلّابي ، وغيرهما ، وروى عنهما.

وشهد عند القضاة بواسط سنين كثيرة ، وتولّى نيابة الحكم بها أيضا.

قدم بغداد مرارا ، وحدّث بها ، فسمع منه يوسف بن محمد بن بختيار الشّاعر ، ومحمد بن أحمد الزّهري ، وغيرهما. ورأيته بها ، وكتبت عنه بواسط.

وتوفي بها في يوم الاثنين ثاني شوّال سنة إحدى عشرة وست مئة ، وقد أناف على الثّمانين.

__________________

(١) الترجمة ٢٣٥.

(٢) ترجمه المنذري في التكملة ٢ / الترجمة ١٣٧١ ، والذهبي في تاريخ الإسلام ١٣ / ٣١٨ ، والمختصر المحتاج ٣ / ١٢٦.

٤٥١

٢٣٢٠ ـ عليّ (١) بن عبد الله بن سلمان ، أبو الحسن قاضي القضاة.

من أهل الحلّة السّيفية من سقي الفرات.

كان يتولّى القضاء ببلده ، ويقدم بغداد ، إلى أن تولّى قضاء القضاة شرقا وغربا في يوم الجمعة بعد الصّلاة الرّابع والعشرين من صفر سنة ثمان وتسعين وخمس مئة ، وخلع عليه الخلعة السّوداء وقرئ عهده بذلك بجامع القصر الشّريف بمحضر من العدول وجماعة من الأعيان ، وكان القارئ له القاضي أبو المظفّر ابن الرّطبي المحتسب على منبر ، وأسكن دار ابن الزّينبي بباب عليّان من دار الخلافة المعظّمة.

ولم يزل على حكمه وقضائه إلى أن عزل يوم الخميس رابع عشري جمادى الأولى سنة ست مئة بعد أن وقف على أشياء ارتكبها أوجبت عزله بمحضر من أرباب المناصب والفقهاء والأعيان (٢) ، فكانت ولايته سنتين وثلاثة أشهر ، فعاد إلى بلده ، ولازم منزله (٣).

٢٣٢١ ـ عليّ (٤) بن عبد الرحمن بن مبادر ، أبو الحسن المعدّل القاضي ، أخو أبي بكر أحمد الذي قدّمنا ذكره (٥).

من أهل باب الأزج.

تفقه على مذهب الشّافعي رضي‌الله‌عنه ، وحصّل معرفة المذهب

__________________

(١) ترجمه الذهبي في تاريخ الإسلام ١٣ / ٦٧٥ ، والمختصر المحتاج ٣ / ١٢٦ ، والصفدي في الوافي ٢١ / ٢٠١ ، والقرشي في الجواهر المضيئة ١ / ٣٦٤.

(٢) قال الصفدي ، ولعله ينقل عن ابن النجار : «وكان خبيث العقيدة ، يرتشي على الأحكام ، ويرتكب العظائم ... وقبض عليه ، وحمل إلى الحلة واعتقل بها مدة» (الوافي ٢١ / ٢٠٢).

(٣) وتوفي سنة ٦٢١ ، كما ذكر مترجموه.

(٤) ترجمه الذهبي في تاريخ الإسلام ١٢ / ٣٠٤ ، والمختصر المحتاج ٣ / ١٢٧ ، والسبكي في طبقات الشافعية الكبرى ٧ / ٢٢٥.

(٥) الترجمة ٧٣٣.

٤٥٢

والخلاف. وشهد عند قاضي القضاة أبي القاسم عليّ بن الحسين الزّينبي فيما أخبرناه أبو عبد الله محمد بن أحمد بن هبة الله المقرئ قراءة عليه ، قال : أخبرنا القاضي أبو العباس أحمد بن بختيار ابن المندائي قراءة عليه في كتاب «تاريخ الحكّام بمدينة السّلام» في ذكر من قبل قاضي القضاة أبو القاسم الزّينبي شهادته وأثبت تزكيته ، قال : وأبو الحسن عليّ بن عبد الرّحمن بن مبادر يوم السّبت ثامن شهر رمضان سنة إحدى وعشرين وخمس مئة ، وزكّاه العدلان أبو الفوارس منصور ابن هبة الله ابن الموصلي ، وأبو منصور سعيد بن محمد ابن الرّزّاز. وتولّى القضاء بباب الأزج بعد ذلك.

قال أبو الفضل أحمد بن صالح بن شافع في «تاريخه» : وكان فقيها حسنا قارئا للقرآن العزيز. وسمع الحديث في صغره قليلا ، وفي كبره كثيرا. آخر كلام ابن شافع.

قلت : وتولّى قضاء واسط في سنة سبع وخمسين وخمس مئة ، وصار إليها فأقام بها يحكم بين أهلها ويسجّل ويقبل الشّهود إلى أن عزل عنها في ذي الحجة سنة ثمان وخمسين وخمس مئة ، فعاد إلى بغداد ، فكان بها إلى أن توفي في العشر الأول من ربيع الآخر سنة ثلاث وستين وخمس مئة فيما ذكر صدقة النّاسخ في «تاريخه».

وقال أبو الفضل بن شافع : توفي القاضي عليّ بن مبادر يوم الجمعة ثامن عشري ربيع الأول سنة ثلاث وستين وخمس مئة ، وصلّي عليه يوم السّبت تاسع عشرين بباب الأزج ، ودفن بباب حرب.

٢٣٢٢ ـ عليّ (١) بن عبد الرحمن بن عليّ بن محمد بن عليّ ابن

__________________

(١) ترجمه سبط ابن الجوزي في مرآة الزمان ٨ / ٦٧٨ ، والمنذري في التكملة ٣ / الترجمة ٢٤٨٩ ، والذهبي في تاريخ الإسلام ١٣ / ٩٢٥ ، والمختصر المحتاج ٣ / ١٢٧ ، والعبر

٤٥٣

الجوزيّ ، أبو القاسم ، ابن شيخنا أبي الفرج بن أبي الحسن الواعظ.

سمع بإفادة أبيه في صباه ، وبنفسه ، من جماعة منهم : أبو الفتح محمد بن عبد الباقي بن سلمان المعروف بابن البطّي ، وأبو القاسم يحيى بن ثابت بن بندار البقّال ، وأبو زرعة طاهر بن محمد المقدسي ، ووالده ، وجماعة. وتكلّم في الوعظ ، ثم تركه. سمعنا منه.

قرأت على أبي القاسم عليّ بن عبد الرحمن بن عليّ ، قلت له : أخبركم أبو الفتح محمد بن عبد الباقي بن أحمد قراءة عليه وأنت تسمع ، فأقرّ به ، قال : أخبرنا أبو الفضل عبد الله بن عليّ بن زكري الدّقّاق قراءة عليه ، قال : أخبرنا أبو الفضل محمد بن عبد الله بن خميروية ، قال : حدثنا عليّ بن محمد بن عيسى ، قال : حدثنا أبو اليمان الحكم بن نافع ، قال : أخبرني شعيب بن أبي حمزة ، عن الزّهري ، قال : حدثني أبو سلمة بن عبد الرحمن أنّ أبا هريرة ، قال : سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يقول : «إنما تشدّ الرّحال إلى ثلاثة مساجد : إلى المسجد الحرام ، ومسجدكم هذا ، وإيلياء» (١).

قلت : إيلياء : بيت المقدس.

سمعت أبا القاسم ابن الجوزي يقول : مولدي في شوّال سنة إحدى

__________________

٥ / ١٢٠ ، والصفدي في الوافي ٢١ / ٢٢٣ ، ولم يذكره معين الدين ابن نقطة مع الجوزيين من أقربائه في إكمال الإكمال عند تناوله هذه المادة.

(١) حديث صحيح.

أخرجه الطحاوي في شرح مشكل الآثار (٥٨٨) عن ابن أبي داود ، عن أبي اليمان الحكم بن نافع ، به. وأخرجه أحمد ٢ / ٥٠١ ، والدارمي (١٤٢١) ، والطحاوي في شرح المشكل (٥٩٥) ، والبغوي (٤٥١) من طريق محمد بن عمرو بن علقمة ، عن أبي سلمة بلفظ مقارب.

وهو في الصحيحين من حديث الزهري عن سعيد بن المسيب ، عن أبي هريرة : البخاري ٢ / ٧٦ (١١٨٩) ، ومسلم ٤ / ١٢٦ (١٣٩٧).

٤٥٤

وخمسين وخمس مئة (١).

٢٣٢٣ ـ عليّ (٢) بن عبد الرّحيم بن محمد بن عليّ بن أبي موسى ، أبو المظفّر بن أبي القاسم الهاشميّ الخطيب ، والد شيخنا الأكمل بن عليّ بن عبد الرّحيم الذي تقدّم ذكره (٣).

من أهل باب البصرة.

كان أحد الخطباء ، سمع أباه ، وأبا محمد ابن المادح التّميمي وغيرهما. سمع منه أبو بكر محمد بن المبارك بن مشّق وذكره في «معجم شيوخه» وقال : توفي في سنة ثمان وخمسين وخمس مئة.

٢٣٢٤ ـ عليّ (٤) بن عبد الرّحيم بن الحسن السّلميّ ، أبو الحسن بن أبي الحسين الرّقي الأصل البغداديّ المولد والدار المعروف بابن العصّار اللّغويّ.

من ساكني دار الخلافة المعظّمة بالمطبّق.

شيخ فاضل له معرفة تامّة باللغة العربية. قرأ على أبي منصور ابن الجواليقي ، وعلى الشّريف أبي السّعادات ابن الشّجري ، ولازمهما حتى برع في

__________________

(١) وتأخرت وفاته إلى سنة ٦٣٠ كما في مصادر ترجمته.

(٢) ترجمه الذهبي في تاريخ الإسلام ١٢ / ١٥٠.

(٣) الترجمة ١٠٥٧.

(٤) ترجمه ياقوت في معجم الأدباء ٤ / ١٧٩٤ ، وابن نقطة في إكمال الإكمال ٤ / ٣٢٩ ، وابن الأثير في الكامل ١١ / ٤٦٩ ، والقفطي في إنباه الرواة ٢ / ٢٩١ ، وابن خلكان في وفيات الأعيان ٣ / ٣٣٨ ، والذهبي في تاريخ الإسلام ١٢ / ٥٨٧ ، والمختصر المحتاج ٣ / ١٢٨ ، وسير أعلام النبلاء ٢٠ / ٥٧٨ ، والمشتبه ٤٦٣ ، والعبر ٤ / ٢٢٩ ، والصفدي في الوافي ٢١ / ٢٣٢ ، واليافعي في مرآة الجنان ٣ / ٤٠٥ ، وابن ناصر الدين في توضيح المشتبه ٦ / ٢٨٣ ، وابن تغري بردي في النجوم ٦ / ٨٨ ، والسيوطي في بغية الوعاة ٢ / ١٧٥ ، وابن العماد في الشذرات ٤ / ٢٥٧.

٤٥٥

فنّه وصار المشار إليه في علمه.

وسمع الحديث من أبي عليّ محمد بن محمد ابن المهدي الخطيب ، وأبي العز أحمد بن عبيد الله بن كادش ، والقاضي أبي بكر محمد بن عبد الباقي الأنصاري ، وأبي الوقت السّجزي ، وغيرهم ، وروى عنهم.

وأقرأ النّاس مدة ، وتخرّج به في علم الأدب جماعة منهم : أبو سعد بن حمدون ، وشيخنا مصدّق بن شبيب النّحوي ، وأبو الحسن بن منصور اللّغوي ، والقاضي عليّ ابن النّهرواني ، وأبو القاسم بن نشتكين المعدّل ، وغيرهم. وسمع منه الحديث القاضي عمر القرشي ، وأحمد بن طارق التّاجر ، وأبو الفتوح ابن الحصري ، وغيرهم.

أخبرنا أبو الرّضا أحمد بن طارق بن سنان قراءة عليه ، قال : أخبرنا خالي أبو الحسن عليّ بن عبد الرّحيم بن الحسن السّلمي من لفظه ، قال : أخبرني أبو بكر محمد بن عبد الباقي بن محمد الفرضي.

قلت : وأخبرنيه عاليا أبو العز عبد المغيث بن زهير بن زهير بقراءتي عليه ، قلت له : أخبركم أبو بكر محمد بن عبد الباقي بن محمد بقراءتك عليه ، فأقرّ به ، قال : أخبرنا أبو إسحاق إبراهيم بن عمر بن أحمد البرمكي قراءة عليه وأنا حاضر أسمع ، قال : أخبرنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن إبراهيم بن أيوب البزّاز ، قال : أخبرنا أبو شعيب عبد الله بن الحسن الحرّاني ، قال : حدثني جدّي أحمد ابن أبي شعيب ، قال : حدثنا موسى بن أعين ، عن مطرّف ، عن أبي جعفر (١) ، عن أبي هريرة في هذه الآية (وَجاءَتْ كُلُّ نَفْسٍ مَعَها سائِقٌ وَشَهِيدٌ) [ق : ٢١] قال : السّائق : الملك ، والشهيد : العمل.

قال نصر بن محمد بن عليّ المقرئ : مولد أبي الحسن العصّار في سنة

__________________

(١) أبو جعفر هذا هو مولى أشجع ، نص عليه ابن كثير حين ساق هذه الرواية في تفسيره ١٦١٢ (طبعة بيت الأفكار بعناية صديقنا الشيخ حسان عبد المنان).

٤٥٦

ثمان وخمس مئة.

قلت : وتوفي يوم السبت بعد صلاة الظّهر ثالث محرم سنة ست وسبعين وخمس مئة ، وصلّى عليه الخلق الكثير يوم الأحد رابعه بجامع القصر الشّريف ، ومرّة أخرى بالمدرسة النّظامية ، ودفن بالجانب الغربي بمقبرة الشّونيزي إلى جنب قبر أبيه.

٢٣٢٥ ـ عليّ (١) بن عبد الجبار بن صالح ، أبو الحسن.

من أهل باب الأزج.

كان له تعلّق بخدمة الدّيوان العزيز ـ مجّده الله ـ وكان يتولّى حمل كسوة البيت الشّريف إلى مكة حرسها الله ونفقات أهل الحرمين الشّريفين والصّدقات ، ويوصل ذلك إلى أربابه ، تولّى ذلك سنين. وكان سريا جميلا ، مشكورا ، من أهل الخير والثّروة.

توفي عشية الأربعاء غرّة صفر سنة ست وست مئة ببغداد وكان قد قدمها من مكة قبل ذلك بيوم ، وتقدّم من الدّيوان العزيز إلى النّاس بحضور الصّلاة عليه بجامع القصر الشّريف فحضر النّاس تلك الليلة بالجامع وصلّي عليه وقت العشاء الآخرة بالشّموع والأضواء ، وردّ إلى باب الأزج ، فدفن في موضع كان قد عمله لنفسه على دجلة قريبا من دار البساسيري.

٢٣٢٦ ـ عليّ بن عبد الملك بن أبي طاهر ابن السّدنك ، أبو الفضائل.

من أهل الحريم الطّاهري.

سمع أبا القاسم إسماعيل بن أحمد ابن السّمرقندي ، وروى عنه.

٢٣٢٧ ـ عليّ (٢) بن عبد السّلام بن أحمد ، أبو الحسن بن أبي عليّ بن

__________________

(١) ترجمه المنذري في التكملة ٢ / الترجمة ١٠٩٣ ، وابن الساعي في الجامع المختصر ٩ / ٢٨٩.

(٢) ترجمه المنذري في التكملة ٢ / الترجمة ٩٧٣.

٤٥٧

أبي الخطّاب المؤدّب.

من أهل الحربية ، وقد تقدّم ذكرنا لأبيه (١).

سمع أبا المظفر هبة الله بن أحمد ابن الشّبلي القصّار ، وغيره ، وروى شيئا يسيرا.

وتوفي شابا في يوم الخميس ثالث عشري شعبان سنة ثلاث وست مئة ، ودفن بباب حرب.

٢٣٢٨ ـ عليّ بن عبد الرّزاق بن محمد بن محمد بن أحمد بن يحيى بن محمد ، أبو الحسن بن أبي أحمد بن الحسين.

من أهل البصرة ، يعرف بابن البازكلّي.

ذكره الحافظ أبو طاهر أحمد بن محمد بن سلفة الأصبهاني في «مشيخته البغداديّة» وقال : قدم بغداد واستوطنها إلى حين وفاته وحدّث بها عن أبي عبد الله محمد بن إبراهيم الطّحّان المعروف بالرّاضي ، وسمعت منه بها. وكان من بيت العلم والحديث ، ثقة ، صالحا ، ورعا ، عالما ، توفي في ذي القعدة من سنة أربع وتسعين وأربع مئة ببغداد. كل ذلك كلام ابن سلفة.

٢٣٢٩ ـ عليّ (٢) بن عبد الرّزاق بن عليّ بن محمد بن عليّ ابن الجوزي ، أبو الحسن بن أبي البقاء ، أخي الشّيخ أبي الفرج ابن الجوزي ، وقد تقدم ذكر أبيه (٣).

سمع عليّ هذا من أبي الفضل محمد بن عمر الأرموي ، وأبي حفص عمر ابن عبد الله الحربي ، وغيرهما. كتبنا عنه.

__________________

(١) الترجمة ١٩١٣.

(٢) ترجمه ابن نقطة في إكمال الإكمال ٢ / ٣٨٥ ، والمنذري في التكملة ٢ / الترجمة ١١٨٩ ، والذهبي في تاريخ الإسلام ١٣ / ١٩٤ ، والمختصر المحتاج ٣ / ١٢٨ ، والمشتبه ١٨٩ ، وابن ناصر الدين في توضيح المشتبه ٢ / ٥٢٠.

(٣) الترجمة ١٩٨٣.

٤٥٨

أخبرنا أبو الحسن عليّ بن عبد الرّزّاق ابن الجوزي قراءة عليه وأنا أسمع ، قيل له : أخبركم أبو حفص عمر بن عبد الله بن عليّ المقرئ قراءة عليه وأنت تسمع ، فأقرّ به ، قال : حدثنا النّقيب أبو الفوارس طراد بن محمد بن عليّ الزّينبي إملاء ، قال : أخبرنا أبو الحسن أحمد بن عليّ بن الحسن المقرئ ، قال : أخبرنا أبو محمد دعلج بن أحمد بن دعلج ، قال : حدثنا عليّ بن عبد العزير ، قال : حدثنا أبو عبيد القاسم بن سلّام ، قال : حدثنا ابن عليّة ، عن أيوب ، عن ابن سيرين ، عن أبي بكرة ، عن النّبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم أنّه قال في خطبته : «إنّ الزّمان قد استدار كهيئته يوم خلق الله السّموات والأرض ، السنة اثنا عشر شهرا منها أربعة حرم : ذو القعدة ، وذو الحجة ، والمحرّم ، ورجب مضر الذي بين جمادى وشعبان» (١).

توفي أبو الحسن بن أبي البقاء ابن الجوزي يوم الاثنين رابع عشري ربيع الأول سنة ثمان وست مئة.

٢٣٣٠ ـ عليّ بن عبد الباقي بن محمد ، أبو الحسن ، أخو أبي الفتح بن برهان الفقيه لأمّه.

أحد الشّهود المعدّلين بمدينة السّلام ؛ شهد عند قاضي القضاة أبي القاسم عليّ بن الحسين الزّينبي فيما أخبرنا أبو عبد الله محمد بن أحمد بن هبة الله

__________________

(١) قطعة من حديث صحيح ، وهذا إسناد منقطع فإن محمد بن سيرين لم يثبت سماعه من أبي بكرة ، لكن الواسطة معروفة وهو عبد الرحمن بن أبي بكرة ، وهي رواية حماد بن زيد وعبد الوهاب بن عبد المجيد الثقفي عن أيوب ، عن ابن سيرين ، عن عبد الرحمن بن أبي بكرة ، عن أبي بكرة ، وهي في الصحيحين : البخاري في العلم ١ / ٣٧ (١٠٥) وفي بدء الخلق ٤ / ١٣٠ (٣١٩٧) ، وفي المغازي ٥ / ٢٢٤ (٤٤٠٦) ، وفي التفسير ٦ / ٨٣ (٤٦٦٢) ، وفي الأضاحي ٧ / ١٢٩ (٥٥٥٠) ، وفي التوحيد ٩ / ١٦٣ (٧٤٤٧) ، ومسلم في الديات من صحيحه ٥ / ١٠٨ (١٦٧٩) (٢٩).

وأخرج الرواية المنقطعة : أحمد ٥ / ٣٧ ، وأبو داود (١٩٤٧) ، والنسائي في المجتبى ٧ / ١٢٧ ، وفي الكبرى (٣٥٩٥) ، والطبري في تفسيره ١٠ / ١٢٥ ، والطحاوي في شرح مشكل الآثار (١٤٥٦).

٤٥٩

النّحوي قراءة عليه ، قال : أخبرنا القاضي أبو العباس أحمد بن بختيار ابن المندائي قراءة عليه في كتاب «تاريخ الحكّام بمدينة السّلام» في ذكر من قبل قاضي القضاة أبو القاسم الزّينبي شهادته وأثبت تزكيته ، قال : وأبو الحسن عليّ ابن عبد الباقي بن محمد ، أخو ابن برهان لأمّه في رجب سنة خمس عشرة وخمس مئة ، وزكّاه العدلان أبو تمّام محمد بن محمد ابن المأمون وأبو بكر أحمد ابن محمد ابن الدّينوري.

توفي في رابع عشر ربيع الأوّل سنة ثمان عشرة وخمس مئة.

٢٣٣١ ـ عليّ بن عبد الباقي ، أبو الحسن الخيّاط.

سمع أبا الغنائم عبد الصّمد بن عليّ ابن المأمون ، وروى عنه. سمع منه أبو بكر المبارك بن كامل الخفّاف وأخرج عنه حديثا في «معجم شيوخه».

٢٣٣٢ ـ عليّ بن عبد الواحد بن محمد بن عليّ ابن الصّبّاغ ، أبو الحسن بن أبي المظفّر بن أبي غالب.

أحد الشّهود المعدّلين هو وأبوه وجده ، وهو والد عبد الواحد الذي تقدّم ذكره (١) ، ومن بيت العدالة والعلم ، وقد ذكرنا منهم في هذا الكتاب جماعة.

شهد عليّ هذا عند قاضي القضاة أبي القاسم الزّينبي فيما ذكر القاضي أبو العبّاس ابن المندائي وأخبرناه عنه أبو عبد الله محمد بن أحمد النّحوي ، قال في ذكر من قبل قاضي القضاة أبو القاسم شهادته وأثبت تزكيته : أبو الحسن عليّ بن عبد الواحد بن محمد ابن الصّبّاغ يوم السبت سادس عشري شعبان سنة اثنتين وعشرين وخمس مئة ، وزكّاه العدلان أبو الفوارس منصور بن هبة الله ابن الموصلي وأبو الفرج عبد الملك بن مسعود ابن الدّينوريّ.

وتوفي يوم الأحد تاسع شعبان سنة تسع وأربعين وخمس مئة.

٢٣٣٣ ـ عليّ بن عبد الصّمد بن محمد بن عليّ بن عبد الصّمد بن عليّ

__________________

(١) الترجمة ٢٠٥٣.

٤٦٠