ذيل تأريخ مدينة السلام - ج ٤

أبي عبد الله محمّد بن سعيد بن الدبيثي

ذيل تأريخ مدينة السلام - ج ٤

المؤلف:

أبي عبد الله محمّد بن سعيد بن الدبيثي


المحقق: الدكتور بشار عوّاد معروف
الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: دار الغرب الإسلامي ـ بيروت
الطبعة: ١
الصفحات: ٦٤٦

أخبرنا أبو القاسم حمزة بن محمد الزّبيري قراءة عليه ، قال : أخبرنا أبو القاسم عبد الرّحمن بن عبيد الله بن عبد الله الحرفي ، قال : أخبرنا أبو سعيد أحمد بن محمد بن أبي عثمان النّيسابوري ، قال : حدثنا أحمد بن محمد بن الأزهر ، قال : حدثنا محمد ابن عبد الله بن بزيع ، قال : حدثنا معتمر بن سليمان ، قال : حدثنا أبي ، عن زائدة ، عن عطاء بن السّائب ، عن أبيه ، عن عبد الله بن عمرو ، قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «الرّاحمون يرحمهم الرّحمن ، ارحم من في الأرض يرحمك من في السّماء» (١).

أنشدني أبو الحسن عليّ بن جابر لفظا ، قال : أنشدني أبي ، قال : أنشدني أبو محمد القاسم بن عليّ ابن الحريري البصري بها لنفسه :

لا تخطونّ إلى خطء ولا خطإ

من بعد ما الشّيب في فوديك قد وخطا

فأيّ عذر لمن شابت ذوائبه

إذا سعى في ميادين الصّبا وخطا

سألت عليّ بن جابر البطائحي عن مولده فقال : ولدت في شهر رمضان سنة تسع وعشرين وخمس مئة.

وتوفي منحدرا من بغداد إلى واسط في سنة أربع وتسعين وخمس مئة فيما بلغنا ، والله أعلم.

٢٢٧٧ ـ عليّ (٢) بن جابر بن عليّ ، أبو الحسن المغربيّ التّاجر.

من أهل طرابلس الغرب.

قدم بغداد واستوطنها ، وسكن بدار الخلافة المعظّمة ، شيّد الله قواعدها بالعز ، نحو باب العامّة. وكان من أهل اليسار والثّروة ، وله ميل إلى أهل الخير والصّلاح ، وتعهد لذوي الحاجات ، حافظا للقرآن العزيز ، كثير التّلاوة عليه ،

__________________

(١) إسناده صحيح ، عطاء بن السّائب وإن اختلط لكن سماع زائدة بن قدامة منه قبل الاختلاط ، وباقي رجاله ثقات.

(٢) ترجمه ابن النجار في التاريخ المجدد ٣ / ٢٣٤.

٤٢١

مشكور الطّريقة ، ينتحل مذهب مالك بن أنس رحمة الله عليه. أجاز له سيّدنا ومولانا الإمام المفترض الطاعة على كافة الأنام الناصر لدين الله أبو العباس أحمد أمير المؤمنين خلّد الله ملكه وحدّث عنه بجامع القصر الشّريف «بموطأ» مالك بن أنس وغيره ، وسمع النّاس منه.

٢٢٧٨ ـ عليّ (١) بن الحسن بن عليّ ابن الأخرم ، أبو الحسن ، والد عبد الصّمد الذي تقدّم ذكره (٢).

سمع أبا عبد الله مالك بن أحمد البانياسي ، وحدّث عنه. سمع منه ابنه أبو القاسم عبد الصّمد ، وأبو بكر المبارك بن كامل الخفّاف وأخرج عنه حديثا في «معجم شيوخه».

٢٢٧٩ ـ عليّ بن الحسن بن محمد بن أحمد بن كردي ، أبو الحسن بن أبي محمد.

أحد الشّهود المعدّلين هو وأبوه ، وهو والد أبي البقاء أحمد الشّاهد القاضي الذي ذكرناه (٣). شهد عند قاضي القضاة أبي القاسم عليّ بن الحسين الزّينبي فيما أخبرنا أبو عبد الله محمد بن أحمد النّحوي ، قال : أخبرنا القاضي أبو العباس ابن المندائي في كتاب «تاريخ الحكّام» تأليفه في ذكر من قبل قاضي القضاة أبو القاسم الزّينبي شهادته وأثبت تزكيته ، قال : وأبو الحسن عليّ بن الحسن بن كردي يوم الأحد خامس عشر شوّال سنة أربع وعشرين وخمس مئة ، وزكّاه العدلان : أبو المعالي صالح بن شافع وأبو بكر أحمد بن محمد الدّينوري.

وتوفي يوم الأحد سابع عشري ذي الحجة سنة ستين وخمس مئة ، رحمه‌الله وإيانا.

__________________

(١) ترجمه ابن النجار في التاريخ المجدد ٣ / ٣٠٢.

(٢) الترجمة ٢٠٦٣.

(٣) الترجمة ٨٠٢.

٤٢٢

٢٢٨٠ ـ عليّ (١) بن الحسن بن عليّ ، أبو الحسن المشرف.

روى عنه أبو بكر بن كامل في «معجمه» أبياتا من الشعر ذكر أنّه أنشده إياها.

٢٢٨١ ـ عليّ (٢) بن الحسن بن عليّ البزّاز ، أبو الحسن ، يعرف بابن الشّيخ.

سمع أباه ، وأبا العز محمد بن المختار الهاشمي ، وأبيّا النّرسي ، وروى عنهم. سمع منه أبو الفضل أحمد بن صالح بن شافع ، والشّريف أبو الحسن عليّ ابن أحمد الزّيدي ، وأبو بكر محمد بن أبي غالب الباقداريّ ، وأبو الفرج المبارك ابن عبد الله ابن النّقّور ، وصبيح بن عبد الله العطّاري.

قال ابن شافع : وتوفي يوم الاثنين منتصف جمادى الآخرة سنة ثلاث وخمسين وخمس مئة.

٢٢٨٢ ـ عليّ (٣) بن الحسن بن سلامة بن ساعد المنبجيّ الأصل البغداديّ المولد والدار ، أبو الحسن بن أبي عليّ الحنفي ، أخو أبي العباس أحمد وأبي الرّضا يحيى ، وقد تقدّم ذكر أحمد منهما (٤).

سمع عليّ هذا من أبي القاسم بن بيان ، وروى عنه. سمع منه القاضي عمر القرشي ، وأخرج عنه حديثا في «معجمه».

أنبأنا أبو المحاسن بن أبي الحسن الدّمشقي ، قال : أخبرنا أبو القاسم عليّ

__________________

(١) ترجمه ابن النجار في التاريخ المجدد ٣ / ٣٠٣.

(٢) ترجمه ابن نقطة في إكمال الإكمال ٣ / ٤٨٦ ، وابن النجار في التاريخ المجدد ٣ / ٣٠٥.

(٣) ترجمه السمعاني في «المنبجي» من الأنساب ، وتابعه ابن الأثير في اللباب. وترجمه ابن النجار في التاريخ المجدد ٣ / ٢٦٦ ، والذهبي في تاريخ الإسلام ١٢ / ٣٠٣ ، والمختصر المحتاج ٣ / ١٢١ ، والقرشي في الجواهر المضيئة ١ / ٣٥٦.

(٤) الترجمة ٦٨٨.

٤٢٣

ابن أحمد بن محمد بن بيان.

وأخبرنيه عاليا أبو الفرج عبد المنعم بن عبد الوهّاب بن سعد التّاجر في آخرين قراءة عليهم ، قالوا : حدثنا أبو القاسم بن بيان قراءة عليه ونحن نسمع ، قال : أخبرنا أبو الحسن محمد بن محمد بن مخلد البزّاز ، قال : أخبرنا أبو عليّ إسماعيل بن محمد الصّفّار ، قال : حدثنا الحسن بن عرفة ، قال : حدثني قتيبة بن سعيد ، عن ليث بن سعد ، عن معاوية بن صالح ، عن يونس بن سيف (١) ، عن الحارث بن زياد صاحب رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم أنّ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم دعا لمعاوية فقال : «اللهم علّمه الكتاب والحساب وقه العذاب» (٢).

قال القرشي : سألت أبا الحسن ابن المنبجي عن مولده ، فقال : في سنة أربع وخمس مئة ، أظنه في شوّال. قال : وتوفي يوم الثلاثاء ثالث عشر صفر سنة ثلاث وستين وخمس مئة.

وقال أبو الفضل أحمد بن صالح بن شافع مثل ذلك ، وزاد : ودفن بمقبرة الشّونيزية.

__________________

(١) هو يونس بن سيف الكلاعي الحمصي.

(٢) هذا إسناد خطأ ، فالحارث بن زياد الذي يروي هذا الحديث ليس هو الحارث بن زياد الساعدي الصحابي ، بل هو رجل مجهول يقال فيه الحارث بن زياد الشامي ، تفرد يونس بن سيف بالرواية عنه ولم يوثقه أحد سوى ذكر ابن حبان إياه في الثقات ، وهو شبه لا شيء ، وقال ابن عبد البر : مجهول منكر الحديث. وقال الذهبي في الميزان : مجهول. وهذا الحديث معروف به ، فهو يرويه عن أبي رهم (أحزاب بن أسيد السمعي) وهو مخصرم ، عن العرباض بن سارية ، وهو من حديث العرباض في مصنف ابن أبي شيبة ٣ / ٩ ، ومسند أحمد ٤ / ١٢٧ ، والمعرفة والتاريخ ليعقوب بن سفيان ٢ / ٣٤٥ ، وفي المجتبى للنسائي ٤ / ١٤٥ وفي الكبرى (٢٤٧٣) له ، وصحيح ابن خزيمة (١٩٣٨) وشرح مشكل الآثار للطحاوي (٥٥٠٣) ، وصحيح ابن حبان (٣٤٦٥) ، والسنن الكبرى للبيهقي ٤ / ٢٣٦ وغيرهم ، وإسناده ضعيف لجهالة الحارث بن زياد.

٤٢٤

٢٢٨٣ ـ عليّ (١) بن الحسن بن عليّ ، أبو الحسن الفقيه الشافعيّ ، ويعرف بابن الرّميلي.

كانت له معرفة تامة بالفقه والأدب ، وله خطّ حسن. تفقه بالمدرسة النّظامية ، وصار أحد المعيدين بها. وكان حسن الكلام في المناظرة والفتوى ، وله شعر جيّد.

سمع الحديث من القاضي أبي الفضل محمد بن عمر الأرموي ، وأبي الوقت السّجزي وغيرهما. وروى القليل لأنّه مات شابا. وكان مترشّحا لقضاء القضاة أو التّدريس بالمدرسة النّظامية ، فاخترمته المنيّة قبل بلوغ الأمنية. وكان يتولّى إشراف الوقف على النّظامية.

أنشدني أبو محفوظ معروف بن مسعود بن عليّ المقرئ لفظا ، قال : أنشدني أبو الحسن عليّ بن الحسن ابن الرّميلي الفقيه لنفسه ، رحمه‌الله وإيانا :

وليس عجيبا أن تدانت منيّة

لحيّ ولكنّ العجيب بقاؤه

ومن جمع أضداد نظام وجوده

فأوجب شيء في الزّمان فناؤه

فسبحان من لا يعتريه تغيّر

ومن بيديه نقضه وبناؤه

توفي ابن الرّميلي يوم الجمعة العشرين من جمادى الأولى سنة تسع وستين وخمس مئة.

قال صدقة بن الحسين في «تاريخه» : وصلّي عليه بجامع القصر بعد الصّلاة ، ودفن بالمقبرة المعروفة بالوردية بالجانب الشّرقي. وكان شابا حسنا ، وكان يترشّح للتّدريس بالنّظامية والقضاء.

__________________

(١) ترجمه ابن النجار في التاريخ المجدد ٣ / ٣٠٧ ، والذهبي في تاريخ الإسلام ١٢ / ٤١٢ ، والمختصر المحتاج ٣ / ١٢١ ، والسبكي في طبقات الشافعية الكبرى ٧ / ٢١٤ ، وابن ناصر الدين في توضيح المشتبه ٤ / ٢٢٦ ، والسيوطي في البغية ٢ / ١٥٦.

٤٢٥

٢٢٨٤ ـ عليّ (١) بن الحسن بن عليّ بن أبي الأسود ، أبو الحسن المعروف بابن البلّ ، عم شيخنا أبي المعالي هبة الله بن الحسين ابن البلّ البيّع.

سمع عليّ هذا من أبي القاسم عليّ بن الحسين الرّبعي ، وأبي القاسم بن بيان وغيرهما ، وحدّث عنهم. سمع منه أبو الحسن صدقة بن الحسين الواعظ الواسطي ، والشّريف أبو الحسن الزّيدي ، والقاضي عمر القرشي. وروى لنا عنه أبو محمد بن الأخضر ، والنّقيب أبو القاسم عليّ بن محمد العلوي ، وغيرهما.

قرأت على النّقيب أبي القاسم عليّ بن محمد بن عدنان من أصل سماعه ، قلت له : أخبركم أبو الحسن عليّ بن الحسن ابن البل قراءة عليه وأنت تسمع ببغداد ، فأقر بذلك ، قال : أخبرنا أبو القاسم عليّ بن الحسين بن عبد الله الرّبعي ، قال : أخبرنا أبو الحسن محمد بن محمد بن مخلد ، قال : حدثنا أبو محمد دعلج بن أحمد المعدّل ، قال : حدثنا الحسن بن سهل أبو عليّ المجوّز ، قال : حدثنا قرّة بن حبيب ، (عن) (٢) المسعودي ، عن علقمة بن مرثد ، عن (أبي) (٣) الرّبيع اليشكري ، عن أبي هريرة ، قال : كان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يقول : «اللهم اغفر لي ما قدّمت وما أخّرت ، وما أسررت وما أعلنت ، وإسرافي ، وما

__________________

(١) ترجمه ابن نقطة في إكمال الإكمال ١ / ٣١٥ ، وابن النجار في التاريخ المجدد ٣ / ٣٠٨ ، والذهبي في تاريخ الإسلام ١٢ / ٤١٢ ، والمختصر المحتاج ٣ / ١٢١ ، والمشتبه ١١٥ ، وابن ناصر الدين في توضيح المشتبه ٢ / ٥٥ ، وابن حجر في تبصير المنتبه ١ / ١٩٩.

(٢) في النسختين : «قرة بن حبيب المسعودي» ، وهو غلط محض ، فقرة بن حبيب هو القنوي أبو علي البصري ، وهو يروي عن المسعودي ، واسمه عبد الرحمن بن عبد الله ، كما في ترجمة قرة من تهذيب الكمال ، وترجمة المسعودي من التهذيب أيضا.

(٣) سقطت من النسختين ، ولا بد منها ، فهو أبو الربيع المدني ، من رجال التهذيب ، وقد نص المزي في ترجمته من التهذيب على أنه يروي عن أبي هريرة ، وأن علقمة بن مرثد يروي عنه (٣٣ / ٣٠٤) ، وهو صدوق حسن الحديث ، كما بيناه في «تحرير التقريب».

٤٢٦

أنت أعلم به منّي ، أنت المقدّم وأنت المؤخّر ، لا إله إلا أنت» (١).

أنبأنا عمر بن عليّ القاضي ، قال : توفي أبو الحسن ابن البلّ يوم الجمعة في العشر الأول من ذي الحجة سنة تسع وستين وخمس مئة ، رحمه‌الله وإيانا.

٢٢٨٥ ـ عليّ (٢) بن الحسن بن هبة الله بن عبد الله بن الحسين بن عساكر ، أبو القاسم بن أبي محمد الحافظ.

من أهل دمشق ، ممن اشتهر فضله وعلمه ، وشاع ذكره وحفظه ، وعرف إتقانه وصدقه.

سمع الكثير ببلده والعراق والحجاز وخراسان ، وكتب الكثير ، وحصّل ما لم يحصّله غيره ، ورزقه الله حسن التّوفيق فيما صنّفه وألّفه ، فجمع تاريخا للشّام وبسطه وأجاد في جمعه وحسّنه ، وغيره من الكتب في علم الحديث وفنونه.

__________________

(١) إسناده حسن ، المسعودي وإن اختلط لكن رواه أحمد ٢ / ٢٩١ ـ ٢٩٢ من طريق يزيد بن هارون ، عنه ، ورواه البخاري في الأدب المفرد (٦٧٣) من طريق خالد بن الحارث ، عنه ، وكلاهما ممن سمع منه قبل اختلاطه.

وأخرجه أيضا إسحاق بن راهوية في مسنده (٣٠٨) ، وأحمد ٢ / ٥١٤ و ٥٢٦ ، والطبراني في الدعاء (١٧٩٦) ، وطريق قرة هذا عند الطبراني.

(٢) ترجمه العماد في القسم الشامي من الخريدة ١ / ٢٧٤ ، وابن الجوزي في المنتظم ١٠ / ٢٦١ ، وياقوت في معجم الأدباء ٤ / ١٦٩٧ ، وابن نقطة في التقييد ٤٠٥ ، وابن الأثير في الكامل ١١ / ٤٣٥ ، وابن النجار في تاريخه كما في المستفاد ، الترجمة ١٤١ ، وسبط ابن الجوزي في مرآة الزمان ٨ / ٢١٢ ، وأبو شامة في الروضتين ٢ / ٢٦١ ، وابن خلكان في وفيات الأعيان ٣ / ٣٠٩ ، والذهبي في كتبه ومنها : تاريخ الإسلام ١٢ / ٤٩٣ ، والمختصر المحتاج ٣ / ٥٩ ، والعبر ٤ / ٢١٢ ، وتذكرة الحفاظ ٤ / ١٣٢٨ ، وسير أعلام النبلاء ٢٠ / ٥٥٤ وفيه مزيد مصادر لترجمته فراجعه إن شئت استزادة.

٤٢٧

وقدم بغداد مرّتين ؛ أولاهما في سنة عشرين وخمس مئة ، وسمع بها فيهما الكثير من أبي القاسم بن الحصين ، والبارع أبي عبد الله الدّبّاس ، وأبي العز بن كادش ، وأبي غالب ابن البنّاء وخرّج له «مشيخة» في نحو عشرة أجزاء وتكلّم على أحاديثها وأحسن ، ومن أبي بكر المزرفي ، وأبي القاسم الشّروطي ، وأبي القاسم الحريري ، وأبي منصور بن زريق ، والقاضي أبي بكر الأنصاري ، وإسماعيل ابن السّمرقندي ، وعبد الوهّاب الأنماطي رحمهم‌الله ، وخلق يطول ذكرهم. وسمع بنيسابور من زاهر الشّحّامي ، وأخيه وجيه ، وأبي عبد الله الفراوي وغيرهم.

وعاد إلى بلده ، وحدّث بالكثير ، وسمع النّاس منه سنين ، وبنى له نور الدين محمود بن زنكي أمير الشّام دار الحديث بدمشق ، ووقف عليها وقفا تصرف غلته إلى المشتغلين عليه بالحديث فيها. وكان موفّقا في أفعاله وتصنيفه.

حدّثنا عنه أبو جعفر أحمد بن عليّ القرطبي بمكة ، وغيره.

وذكره تاج الإسلام أبو سعد ابن السّمعاني في كتابه الذي كتابنا هذا مذيّل عليه ، فوصفه بالفضل والحفظ والإتقان ، وروى عنه فيه الكثير. وذكرناه نحن لأنّ وفاته تأخرت عن وفاة ابن السّمعاني على ما شرطناه.

حدثنا أبو جعفر أحمد بن عليّ بن عتيق المقرئ لفظا بالمسجد الحرام في حجّتنا الأولى سنة تسع وسبعين وخمس مئة ، قال : أخبرنا الحافظ أبو القاسم عليّ بن الحسن بن عساكر قراءة عليه بدمشق قال : أخبرنا أبو الحسن مكي بن أبي طالب البروجردي بقراءتي عليه بمنى ، قال : أخبرنا أبو الحسن عليّ بن أحمد بن محمد الصّيدلاني بنيسابور ، قال : أخبرنا أبو طاهر محمد بن محمد بن محمش الزّيادي ، قال : حدثنا أحمد بن محمد بن يحيى بن بلال ، قال : حدثنا يحيى بن الرّبيع المكي ، قال : حدثنا سفيان بن عيينة ، عن أيوب بن موسى ، عن نبيه بن وهب ، عن أبان بن عثمان ، عن عثمان رضي‌الله‌عنه يبلغ به النّبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : «لا

٤٢٨

ينكح المحرم ولا يخطب» (١).

أنبأنا أبو المحاسن عمر بن عليّ بن الخضر الدّمشقي ، قال : سألت الحافظ أبا القاسم ابن عساكر عن مولده ، فقال : في محرم سنة تسع وتسعين وأربع مئة. وتوفي في حادي عشري رجب سنة إحدى وسبعين وخمس مئة بدمشق.

وقال غيره : في ليلة الاثنين ، وصلّي عليه يوم الاثنين ، ودفن عند أبيه وأهله ، رحمه‌الله.

«آخر الجزء الثالث والأربعين من الأصل» (٢)

٢٢٨٦ ـ عليّ بن الحسن بن عبد الله بن هبة الله بن المظفّر ابن رئيس الرّؤساء أبي القاسم عليّ بن الحسن ابن المسلمة ، أبو الحسين بن أبي عليّ ابن أبي الفتوح بن أبي الفرج بن أبي الفتح ، وقد تقدم ذكر أبيه (٣).

سمع أبا الوقت عبد الأوّل بن عيسى الصّوفي ، ومن بعده. وكان شابا سريّا متميزا ، توفي قبل أوان الرّواية في يوم الاثنين خامس عشري شوّال سنة خمس وسبعين وخمس مئة ، ودفن بالجانب الغربي عند أبيه وأهله مقابل جامع المنصور.

__________________

(١) حديث صحيح.

أخرجه مالك في الموطأ (٩٩٧ برواية الليثي) ، والشافعي ١ / ٣١٥ ، والطيالسي (٧٤) ، والحميدي (٣٣) ، وأحمد ١ / ٥٧ و ٦٤ و ٦٥ و ٦٨ و ٦٩ ، والدارمي (١٨٣٠) و (٢٢٠٤) ، ومسلم ٤ / ١٣٦ ـ ١٣٧ (١٤٠٩) ، وأبو داود (١٨٤١) و (١٨٤٢) ، والترمذي (٨٤٠) ، وابن ماجة (١٩٦٦) ، والبزار (٣٦١) ، وابن الجارود (٤٤٤) ، وابن خزيمة (٢٦٤٩) ، والطحاوي في شرح المعاني ٢ / ٢٦٨ ، وابن حبان (٤١٢٣) وغيرهم ، وبعضهم لا يذكر «ولا يخطب» وهي زيادة صحيحة.

(٢) هذا هو آخر مجلد باريس رقم (٥٩٢٢) ، ومن هنا إلى آخر حرف العين ينفرد المجلد المحفوظ بمكتبة جامعة كيمبرج ، والحمد لله أولا وآخرا.

(٣) الترجمة ١١٨٩.

٤٢٩

٢٢٨٧ ـ عليّ (١) بن الحسن بن إسماعيل بن الحسن بن أحمد بن معروف بن جعفر بن محمد بن صالح بن حسّان بن حصن بن معلّى بن أسد ابن عمرو بن مالك بن عامر بن معاوية بن عبد الله بن مالك بن عامر بن الحارث بن أنمار بن عمرو بن وديعة بن لكيز بن أفصى بن عبد القيس بن أفصى بن دعميّ بن جديلة بن أسد بن ربيعة بن نزار بن معد بن عدنان ، أبو الحسن العبدي ، من أهل البصرة ، يعرف بابن المعلّمة.

هكذا أملى عليّ نسبه على ما سقته.

شيخ فاضل له معرفة بالأدب والعروض ، وله في ذلك مصنّفات ، ويقول الشّعر ، ويترسّل. سمع بالبصرة أبا محمد جابر بن محمد الأنصاري ، وأبا العز طلحة بن عليّ بن عمر المالكي ، وأبا الحسن عليّ بن عبد الله بن عبد الملك الواعظ ، وأبا إسحاق إبراهيم بن عطية الشافعي إمام جامع البصرة ، وغيرهم. وقرأ الأدب بها على أبي عليّ ابن الأحمر ، وأبي العباس ابن الحريري ، وأبي العز ابن أبي الدّنيا.

وقدم بغداد مرارا ، وسمع بها من أبي الكرم المبارك بن الحسن ابن الشّهرزوري ، وأبي الفضل محمد بن ناصر ، وأبي بكر ابن الزّاغوني ، ونصر بن نصر العكبري ، والنّقيب أبي جعفر المكي ، وأبي الفتح المعروف بابن البطّي ، وجماعة.

وعاد إلى بلده وخرّج لنفسه فوائد في عدّة أجزاء عن شيوخه ، وحدّث بها ،

__________________

(١) ترجمه ياقوت في معجم الأدباء ٤ / ١٧٠٤ ، ووقع في نسبه سقط وغلط مع أنه نقلها من هذا الكتاب ، والقفطي في إنباه الرواة ٢ / ٢٤٢ ، وسبط ابن الجوزي في مرآة الزمان ٨ / ٥١٦ ، والمنذري في التكملة ١ / الترجمة ٧٤١ ، وأبو شامة في ذيل الروضتين ٣٥ ، وابن الساعي في الجامع المختصر ٩ / ١١٢ ، والذهبي في تاريخ الإسلام ١٢ / ١٧٦ ، والمختصر المحتاج ٣ / ١٢٣ ، والصفدي في الوافي ١٢ / الورقة ٣٤ ، وابن تغري بردي في النجوم ٦ / ١٨٤.

٤٣٠

وأقرأ النّاس الأدب والعروض. وقدم إلى واسط ، ولقيته بها ، وكتبت عنه ، ونعم الشّيخ كان فضلا وثقة.

قرأت على أبي الحسن عليّ بن الحسن بن إسماعيل العبدي ، قلت له : أخبركم أبو بكر محمد بن عبيد الله بن نصر ابن الزّاغوني بقراءتك عليه ببغداد ، فأقرّ به ، قال : أخبرنا أبو القاسم عليّ بن أحمد ابن البسري ، قال : أخبرنا أبو طاهر محمد بن عبد الرحمن المخلّص ، قال : حدثنا أبو القاسم عبد الله بن محمد بن عبد العزيز البغوي ، قال : أخبرنا نصر بن عليّ ، قال : حدثنا جرير بن عبد الحميد ، عن يعقوب ، عن جعفر ، عن سعيد بن جبير ، قال : قال جبريل عليه‌السلام : «يا رسول الله ، اقرأ على عمر السّلام وأخبره أنّ رضاه حكم وأن غضبه عزّ».

أنشدني أبو الحسن عليّ بن الحسن العبدي لنفسه :

شيمتي أن أغض طرفي في الدا

ر إذا ما دخلتها لصديق

وأصون الحديث أودعه صو

ني سرّي ولا أخون رفيقي

وأنشدني أيضا لنفسه :

لا تسلك الطّرق إذا أخطرت

لو أنها تفضي إلى المملكة

قد أنزل الله تعالى «ولا

تلقوا بأيديكم إلى التّهلكه»

سألت أبا الحسن العبدي عن مولده ، فقال : ولدت في شهر ربيع الأوّل سنة أربع وعشرين وخمس مئة بالبصرة.

وتوفي بها في اليوم الرابع عشر من شعبان سنة تسع وتسعين وخمس مئة.

٢٢٨٨ ـ عليّ (١) بن الحسن بن عنتر بن ثابت ، أبو الحسن الحلّي

__________________

(١) ترجمه ياقوت في معجم الأدباء ٤ / ١٦٨٩ ، وابن نقطة في إكمال الإكمال ٢ / ١٤٥ و ٤ / ١٠٦ ، وابن النجار في التاريخ المجدد ٣ / ٣١١ ، والقفطي في إنباه الرواة ٢ / ٢٤٣ ، والمنذري في التكملة ٢ / الترجمة ٨٨٣ ، وأبو شامة في ذيل الروضتين ٥٢ ، وابن الساعي

٤٣١

الأديب ، يلقّب شميم.

قدم بغداد وأقام مدّة ، فقرأ النّحو على أبي محمد ابن الخشّاب وغيره من الأدباء ، حتّى حصّل طرفا جيّدا من النّحو واللّغة العربية ، وحفظ جملا من أشعار العرب. وسافر عنها إلى الموصل ، فأقام بها إلى أن توفي. ودخل بلاد الشام ومدح أمراءها. وكان يقول شعرا جيّدا. وجمع من شعره كتابا سمّاه «الحماسة» وكان مع فضله مهووسا ضعيف العقيدة ؛ سمعت جماعة يسيئون الثّناء عليه.

ومن شعره في «حماسته» :

لا تسرحنّ الطّرف في بقر المها

فمصارع الآجال في الآجال (١)

كم نظرة أردت وما أخذت يد ال

مصمي لمن قتلت أداة قتال

سنحت وما سمحت بتسليم وإغ

لال التّحية فعلة المغتال (٢)

أضللت قلبي عندهنّ ورحت أن

شده بذات الضّال ضلّ ضلالي

ألوي بألوية العقيق على الطلو

ل مسائلا من لا يجيب سؤالي

تربت يدي في مقصدي من لا يدي

قودي وأولى لي بها أولى لي (٣)

يا قاتل الله الدّمى كم من دم

أجرين حلّا كان غير حلال

أشلين ذلّ اليتم في الأشياء لي

وفتكن بالآساد في الأغيال

ونفرن حين ذكرن إقبالي ولو

أني نفرت لكان من إقبالي

لكن أبى رعيي ذمام الحبّ أن

أدلي الوفاء قطيعة من قالي

__________________

في الجامع المختصر ٩ / ١٥٧ ، وابن خلكان في وفيات الأعيان ٣ / ٣٣٩ ، والذهبي في كتبه ومنها : تاريخ الإسلام ١٣ / ٤٠ ، والمشتبه ١٦٨ و ٤٧٤ ، والعبر ٥ / ٢ ، وسير أعلام النبلاء ٢١ / ٤١١ وفيه مزيد مصادر لترجمته.

(١) الآجال الثانية جمع إجل ، وهو قطيع البقر.

(٢) الإغلال : الخيانة والسرقة.

(٣) يدي : يدفع الدية ، والقود : الدية.

٤٣٢

توفي شميم بالموصل في ... (١).

٢٢٨٩ ـ عليّ (٢) بن الحسن بن إسماعيل بن عطاء ، أبو الحسن بن أبي سعيد الفقيه الشافعيّ.

من بيت قديم قد كان منهم فقهاء ووعّاظ.

تفقه أبو الحسن هذا على الشّيخ أبي طالب صاحب ابن الخل ، ولازمه سنين. وسمع من أبي الوقت السّجزي وغيره ، وحدّث عنه. سمع منه جماعة من أصحابنا ، ورأيته وما اتفق لي منه السّماع.

توفي ليلة الاثنين ثاني عشر محرم سنة خمس وست مئة.

٢٢٩٠ ـ عليّ (٣) بن الحسن بن أحمد بن رشيد (٤) ، أبو الحسن بن أبي محمد البزّاز.

سمع أبا محمد عبد الواحد بن الحسين البارزيّ ، وأبا القاسم يحيى بن ثابت بن بندار الوكيل ، وغيرهما. سمعنا منه.

أخبرنا أبو الحسن عليّ بن الحسن البزّاز قراءة عليه وأنا أسمع ، قال : أخبرنا أبو محمد عبد الواحد بن الحسين بن عبد الواحد البزّاز قراءة عليه وأنا أسمع ، قال : أخبرنا أبو عبد الله الحسين بن أحمد بن محمد بن طلحة النّعالي ، قال : أخبرنا أبو الحسين عليّ بن محمد بن عبد الله بن بشران ، قال : أخبرنا أبو

__________________

(١) هكذا في النسخة ، ووفاته في شهر ربيع الأول من سنة ٦٠١ على ما ذكره ابن النجار.

(٢) ترجمه ابن النجار في التاريخ المجدد ٣ / ٢٧٣ ، والمنذري في التكملة ٢ / الترجمة ١٠٤٦ ، والذهبي في تاريخ الإسلام ١٣ / ١١٦ ، والمختصر المحتاج ٣ / ١٢٣.

(٣) ترجمه ابن نقطة في إكمال الإكمال ٢ / ٧٠٦ ، وابن النجار في التاريخ المجدد ٣ / ٢٦٢ ، والمنذري في التكملة ٣ / الترجمة ٢٥٨١ ، والذهبي في تاريخ الإسلام ١٤ / ٧٤ ، وسير أعلام النبلاء ٢٢ / ٣٨٢ ، والمشتبه ٣١٧ ، وابن ناصر الدين في توضيح المشتبه ٤ / ١٩٤ ، وابن حجر في تبصير المنتبه ٢ / ٦٠٤.

(٤) قيدته كتب المشتبه والمنذري بفتح الراء وكسر الشين المعجمة.

٤٣٣

عليّ إسماعيل بن محمد بن إسماعيل الصّفّار ، قال : حدثنا العبّاس بن محمد بن حاتم الدّوري ، قال : حدثنا أبو غسّان مالك بن إسماعيل ، قال : حدثنا عبد السّلام بن حرب ، عن أبي خالد الدّالاني ، عن إبراهيم الصّائغ ، عن نافع ، عن ابن عمر ، قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «إذا بلغ مال أحدكم خمس أواقي ، مئتي درهم ، ففيها خمسة دراهم» (١).

٢٢٩١ ـ عليّ بن الحسين بن القاسم ، أبو الحسن المطرّز.

من أهل شارع دار الرّقيق.

حدث عن أبي الحسن عليّ بن عمر القزويني الزّاهد ، وسمع منه أبو غالب شجاع بن فارس الذّهلي وغيره في سنة ثلاث وتسعين وأربع مئة.

٢٢٩٢ ـ عليّ بن الحسين بن أبي الفرج ، أبو الحسن القرشيّ.

من أهل الكوفة.

روى عنه أبو بكر المبارك بن كامل في «معجم شيوخه» حكاية سمعها منه.

٢٢٩٣ ـ عليّ بن الحسين بن محمد بن محمد ، أبو الحسن ، المعروف بابن المعلّم ، أخو أبي منصور محمد الذي قدّمنا ذكره (٢).

وعليّ هذا أحد الشّهود المعدّلين بمدينة السّلام ، شهد عند قاضي القضاة أبي القاسم عليّ بن الحسين الزّينبي.

أخبرنا أبو عبد الله محمد بن أحمد بن هبة الله النّحوي قراءة عليه ، قال : أخبرنا أبو العباس أحمد بن بختيار ابن المندائي قراءة عليه في «تاريخ الحكّام بمدينة السلام» تصنيفه في ذكر من قبل قاضي القضاة أبو القاسم الزّينبي شهادته وأثبت تزكيته ، قال : وأبو الحسن عليّ بن محمد بن المعلّم في يوم الاثنين سادس

__________________

(١) إسناده حسن ، أبو خالد الدالاني صدوق ، وإبراهيم الصائغ هو ابن ميمون ، صدوق حسن الحديث أيضا.

(٢) الترجمة ١٤٠.

٤٣٤

عشر ذي الحجة سنة ثلاث وثلاثين وخمس مئة ، وزكّاه القاضيان : أبو طاهر محمد ابن أحمد ابن الكرخي وأبو منصور إبراهيم بن محمد الهيتي.

قال صدقة بن الحسين الناسخ الفرضي : وتوفي أبو الحسن ابن المعلّم في ربيع الآخر سنة ثلاث وخمسين وخمس مئة ، ودفن بالجانب الشّرقي بالمقبرة المعروفة بالوردية.

٢٢٩٤ ـ عليّ (١) بن الحسين بن قنان الأنباريّ الأصل البغداديّ المولد والدّار ، أبو الحسن الرّبّي.

سمع أبوي القاسم : هبة الله بن عبد الله الشّروطي وهبة الله بن أحمد الحريري ، وزاهر بن طاهر الشّحّامي ، وعبد الوهّاب بن المبارك الأنماطي ، وغيرهم ، وروى عنهم. سمع منه أصحابنا ، وأجاز لنا غير مرة.

أنبأنا أبو الحسن عليّ بن الحسين بن قنان ، قال : أخبرنا أبو القاسم هبة الله ابن أحمد بن عمر الحريري قراءة عليه وأنا أسمع.

وأخبرنيه أبو القاسم يحيى بن أسعد بن يحيى التّاجر بقراءتي عليه ، قلت له : أخبركم أبو القاسم هبة الله بن أحمد الحريري قراءة عليه ، فأقرّ به ، قال : أخبرنا أبو إسحاق إبراهيم بن عمر بن أحمد البرمكي قراءة عليه ، قال : أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن بخيت الدّقّاق ، قال : حدثنا إسماعيل بن موسى بن إبراهيم ، قال : حدثنا إبراهيم بن محمد الذّارع ، قال : حدثنا أبو عوانة ، عن أبي بشر ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عبّاس ، قال : جاءت امرأة من جهينة إلى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم فقالت : إنّ أمّي نذرت أن تحج فلم تحج حتى ماتت أفأحج عنها؟ فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «أرأيت إن كان على أمّك دين ، أكنت قاضيته؟» قالت : نعم.

__________________

(١) ترجمه ابن نقطة في إكمال الإكمال ٢ / ٧٣١ ، والمنذري في التكملة ١ / الترجمة ٢٢١ ، والذهبي في المختصر المحتاج ٣ / ١٢٣ ، وتاريخ الإسلام ١٢ / ٨٨١ ، وابن ناصر الدين في توضيح المشتبه ٤ / ١٣١.

٤٣٥

قال : فحجي عن أمّك ، اقضي الله الذي له عليكم فإنّه أحقّ بالقضاء» (١).

توفي عليّ بن قنان ليلة السّبت ثامن عشري ذي الحجة سنة تسع وثمانين وخمس مئة ، ودفن بباب حرب قريبا من قبر أبي الحسين بن سمعون الواعظ.

٢٢٩٥ ـ عليّ (٢) بن الحسين بن عليّ بن نصر ابن البلّ الدّوريّ ، أبو الحسن بن أبي عبد الله المجلّد.

هو ابن أخي أبي المظفّر محمد بن عليّ الدّوري الواعظ الذي قدّمنا ذكره (٣) ، منسوب إلى الدّور : قرية بدجيل من سواد بغداد.

ولد عليّ هذا بصريفين بدجيل ، ونشأ ببغداد ، وسمع بها من أبي العباس ابن الطّلّاية ، وأبي الفضل بن ناصر ، وأبي الوقت السّجزي ، وغيرهم ، وروى عنهم. سمعنا منه ، وكان سماعه صحيحا ، وكان فيه دعابة.

قرأت على أبي الحسن عليّ بن الحسين الدّوري ، قلت له : أخبركم أبو العباس أحمد بن أبي غالب ابن الطّلّاية الزّاهد قراءة عليه وأنت تسمع ، فأقرّ به ، قال : أخبرنا أبو القاسم عبد العزيز بن عليّ بن أحمد الأنماطي قراءة عليه وأنا أسمع ، قال : أخبرنا أبو طاهر محمد بن عبد الرحمن بن العباس المخلّص ، قال :

__________________

(١) حديث أبي عوانة ـ واسمه الوضاح بن عبد الله اليشكري ـ عن أبي بشر ـ وهو جعفر بن إياس اليشكري ـ عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس في الحج من صحيح البخاري ٣ / ٢٢ (١٨٥٢) ، وفي الاعتصام منه ٩ / ١٢٥ (٧٣١٥). وهو عنده أيضا في النذور ٨ / ١٧٧ (٦٦٩٩) عن آدم بن أبي إياس العسقلاني ، عن شعبة بن الحجاج ، عن أبي بشر جعفر بن إياس ، به. وينظر تمام تخريجه في كتابنا المسند الجامع ٩ / ١٩ حديث (٦٢١٢).

(٢) ترجمه ابن نقطة في إكمال الإكمال ١ / ٣١٦ ، والمنذري في التكملة ٢ / الترجمة ١٢٤١ ، والذهبي في تاريخ الإسلام ١٣ / ٢١٩ ، وسير أعلام النبلاء ٢٢ / ٧٦ ، والمختصر المحتاج ٣ / ١٢٤ ، وابن ناصر الدين في توضيح المشتبه ٢ / ٥٥ ، وابن حجر في تبصير المنتبه ١ / ٢٠٠.

(٣) الترجمة ٣٣٨.

٤٣٦

أخبرنا أبو القاسم عبد الله بن محمد البغوي ، قال : حدثنا داود بن رشيد الخوارزمي ، قال : حدثنا الوليد بن مسلم ، عن الأوزاعي ، عن قرّة ، عن ابن شهاب ، عن أبي سلمة ، عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «كلّ أمر ذي بال لا يبدأ فيه بحمد الله أقطع» (١).

سألت أبا الحسن المجلّد عن مولده فقال لي : ولدت في بكرة يوم السّبت خامس عشر شعبان سنة تسع وثلاثين وخمس مئة بصريفين من دجيل.

وتوفي ببغداد في ليلة الأربعاء تاسع عشر جمادى الأولى سنة تسع وست مئة ، وصلّينا عليه يوم الأربعاء ، ودفن بالوردية قريبا من قراح القاضي.

٢٢٩٦ ـ عليّ (٢) بن الحسين بن عليّ بن أبي البدر ، أبو الحسن بن أبي الفضائل الكاتب ، واسطيّ الأصل بغداديّ الدار.

من بيت معروف بالكتابة وخدمة الدّيوان العزيز.

شهد عند قاضي القضاة أبي القاسم عبد الله بن الحسين الدّامغاني ، فقبل شهادته وأثبت تزكيته في يوم الثّلاثاء سابع عشري صفر سنة إحدى عشرة وست مئة ، وزكّاه العدلان : أبو نصر أحمد بن صدقة بن زهير وأبو القاسم عبد الواحد ابن عليّ ابن الصباغ. وقد سمع شيئا من الحديث من شيوخنا ببغداد.

وتوفي ... (٣).

__________________

(١) حديث ضعيف تقدم الكلام عليه وتخريجه في الترجمة ٤٩٤ ، وتكرر في التراجم : ٧٦٢ و ٨٧٨ و ١٧٢٤ و ١٨٧١.

(٢) ترجمه المنذري في التكملة ٣ / الترجمة ١٩٣٠ ، وابن الفوطي في الملقبين بعز الدين من تلخيص مجمع الآداب ٤ / الترجمة ٣١٥ ونسبه : «علي بن الحسن بن الحسين بن أبي البدر» نقلا من كتاب شيخه ابن الساعي «بغية القاصدين في معرفة القضاة والمعدلين».

(٣) هكذا فراغ في الأصل ، وذكر وفاته الزكي المنذري في التكملة ، وبيّن أنها في السادس والعشرين من جمادى الأولى سنة ٦٢٠ ، وأنه دفن من الغد في مقبرة الزرادين بالمأمونية.

٤٣٧

٢٢٩٧ ـ عليّ (١) بن حمزة بن فارس بن محمد بن عبيد ، أبو الحسن الحرّانيّ ، يعرف بابن القبّيطي ، والد شيخينا حمزة (٢) ومحمد (٣) ، وقد تقدّم ذكرهما.

قدم بغداد واستوطنها إلى أن توفي بها. سمعت أبا يعلى حمزة بن عليّ ابن القبّيطي يقول : قدم والدي بغداد في سنة ست عشرة وخمس مئة واستوطنها ، وقرأ بها القرآن الكريم على أبي العز محمد بن الحسين القلانسي الواسطي. وسمع بها من أبي بكر محمد بن الحسين المزرفي المقرئ ، وحدّث عنه.

سمع منه ابناه أبو يعلى حمزة وأبو الفرج محمد ، والقاضي أبو المحاسن القرشي.

أنبأنا عمر بن عليّ بن الخضر ، قال : أخبرنا أبو الحسن عليّ بن حمزة ابن القبّيطي ، قال : أخبرنا أبو بكر محمد بن الحسين بن عليّ الفرضي ، قال : أخبرنا أبو الحسين أحمد بن محمد ابن النّقّور البزّاز ، قال : أخبرنا أبو طاهر محمد بن عبد الرّحمن بن العباس المخلّص ، قال : حدثنا أحمد بن عبد الله بن سيف ، قال : حدثنا السّري بن يحيى ، قال : حدثنا شعيب بن إبراهيم ، قال : حدثنا سيف ابن عمر ، عن عطية ، عن الضّحّاك ، عن ابن عباس ، قال : كان الذي أقام عليه رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم في قراءة الصّبح أوساط المفصّل وألحّ على (يا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ) [المزمل : ١] فإذا مرّ ب (إِنَّ لَدَيْنا أَنْكالاً وَجَحِيماً* وَطَعاماً ذا غُصَّةٍ وَعَذاباً أَلِيماً) [المزمل : ١٢ ـ ١٣] أنغض رأسه (٤).

__________________

(١) ترجمه ابن نقطة في إكمال الإكمال ٥ / ٦٧ ، والذهبي في تاريخ الإسلام ١٢ / ٣٩٦ ، والمختصر المحتاج ٣ / ١٢٤ ، والصفدي في الوافي ٢١ / ٧٥.

(٢) الترجمة ١٣٤٤.

(٣) الترجمة ٣٨١.

(٤) إسناده تالف فهو مسلسل بالضعفاء والمتروكين ، سيف بن عمر ، وعطية العوفي ، والضحاك ابن مزاحم الخراساني. وانغض رأسه : حرّكه.

٤٣٨

سألت حمزة بن عليّ ابن القبّيطي عن وفاة أبيه ، فقال : توفي في سنة ثمان وستين وخمس مئة.

وأنبأنا القرشي ، قال : توفي عليّ ابن القبّيطي ليلة الأحد خامس جمادى الآخرة سنة ثمان وستين وخمس مئة.

وقال صدقة بن الحسين الفرضي : توفي يوم السبت رابع الشّهر المذكور ، وصلّي عليه يوم الأحد بالنّظامية ، ودفن بمقبرة أحمد ، يعني بباب حرب.

٢٢٩٨ ـ عليّ (١) بن حمزة بن عليّ بن طلحة ، أبو الحسن بن أبي الفتوح.

وقد تقدّم ذكر أبيه (٢). من بيت أهل تقدّم وولاية وفضل وإحسان. تولّى عليّ هذا حجابة باب النّوبي المحروس في أيام الإمام المستضيء بأمر الله أبي محمد الحسن رضي‌الله‌عنه ، وعزل ، ثم سافر إلى الشّام وأقام هناك مدة ، وصار إلى مصر فقطن بها إلى أن توفي.

سمع ببغداد من أبي القاسم هبة الله بن محمد بن الحصين ، وروى عنه. وحدّث أيضا بالشام ومصر. سمع منه ببغداد القاضي عمر الدّمشقي ، وروى عنه.

أنبأنا أبو المحاسن بن أبي الحسن الدّمشقي ، قال : أخبرنا أبو الحسن عليّ ابن حمزة بن عليّ بن طلحة ، قال : أخبرنا أبو القاسم هبة الله بن محمد بن

__________________

(١) ترجمه ياقوت في معجم الأدباء ٤ / ١٧٥٦ ، والمنذري في التكملة ١ / الترجمة ٧٣٩ ، وابن الساعي في الجامع المختصر ٩ / ١٠٦ ، وابن الفوطي في الملقبين بعلم الدين من تلخيص مجمع الآداب ٤ / الترجمة ٨٦٨ ، والذهبي في تاريخ الإسلام ١٢ / ١١٧٦ ، وسير أعلام النبلاء ٢١ / ٣٩٦ ، والمختصر المحتاج ٣ / ١٢٤ ، والعبر ٤ / ٣٠٨ ، والصفدي في الوافي ٢١ / ٧٤ ، والسيوطي في حسن المحاضرة ١ / ١٧٦ ، وابن العماد في شذرات الذهب ٤ / ٣٤٢.

(٢) الترجمة ١٣٤١.

٤٣٩

عبد الواحد قراءة عليه.

وأخبرنيه عاليا القاضي أبو الفتح محمد بن أحمد بن بختيار الواسطي ، وأبو الحسن علي بن محمد بن عليّ بن يعيش الكاتب بقراءتي عليهما ، قلت لهما : أخبركما أبو القاسم هبة الله بن محمد بن الحصين قراءة عليه وأنتما تسمعان ، فأقرّا بذلك ، قال : أخبرنا أبو طالب محمد بن محمد بن غيلان قراءة عليه ، قال : حدثنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن إبراهيم الشافعي ، قال (١) : حدثنا محمد بن غالب ، قال : حدثنا عبد الصّمد بن النّعمان ، قال : حدثنا ورقاء ، عن سليمان ، عن الشّعبي ، عن عائشة ، عن النّبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، قال : «الولاء لمن أعتق» (٢).

قال القرشي : سألت أبا الحسن بن طلحة عن مولده ، فقال : في سنة خمس عشرة وخمس مئة. وقال غيره : توفي بمصر في يوم الثلاثاء غرّة شعبان سنة تسع وتسعين وخمس مئة ، والله أعلم.

٢٢٩٩ ـ عليّ (٣) بن حمزة بن عليّ ابن البزوريّ ، أبو الحسن بن أبي الرّضا.

من أهل الكرخ.

حدّث في مرض موته بشيء يسير رواه عن سعيد بن أحمد ابن البنّاء حضورا ، فسمع منه بعض الطّلبة.

وتوفي ليلة الخميس ثالث ذي القعدة سنة تسع وست مئة.

٢٣٠٠ ـ عليّ (٤) بن حسّان بن عليّ بن الحسين بن عبد الله ، أبو

__________________

(١) الغيلانيات (٣٦٧).

(٢) حديث صحيح ، وهذا إسناد ضعيف لانقطاعه بين الشعبي وعائشة ، وقد تقدم الكلام عليه وتخريجه في الترجمة ١٥٤.

(٣) ترجمه المنذري في التكملة ٢ / الترجمة ١٢٦٧ ، والذهبي في تاريخ الإسلام ١٣ / ٢١٩.

(٤) ترجمه ابن نقطة في إكمال الإكمال ٤ / ٣٣٩ ، وابن النجار في التاريخ المجدد ٣ / ٢٥١ ، والذهبي في تاريخ الإسلام ١٢ / ٩٤ ، والمختصر المحتاج ٣ / ١٢٥.

٤٤٠