ذيل تأريخ مدينة السلام - ج ٤

أبي عبد الله محمّد بن سعيد بن الدبيثي

ذيل تأريخ مدينة السلام - ج ٤

المؤلف:

أبي عبد الله محمّد بن سعيد بن الدبيثي


المحقق: الدكتور بشار عوّاد معروف
الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: دار الغرب الإسلامي ـ بيروت
الطبعة: ١
الصفحات: ٦٤٦

٢٢٢٥ ـ عثمان (١) بن أبي نصر بن منصور ، أبو الفتوح الواعظ المسعوديّ.

منسوب إلى محلة تعرف بالمسعودة من نواحي المأمونية.

تفقه على أبي الفتح ابن المنّي ، وسمع منه ، ومن الكاتبة شهدة بنت أحمد ابن الفرج ، وغيرهما. وتكلّم في مسائل الخلاف والوعظ. وحدّث بجامع القصر الشّريف بإجازة سيّدنا ومولانا الإمام المفترض الطاعة على كافة الأنام النّاصر لدين الله أمير المؤمنين خلّد الله ملكه وأدام أيّامه ، له ، والله الموفق.

* * *

__________________

(١) ترجمه ياقوت في «المسعودة» من معجم البلدان ٥ / ١٢٦ وذكر أنه كان حيا عند تأليف الكتاب سنة ٦٢٢ في نشرته الأخيرة ، وابن نقطة في إكمال الإكمال ٦ / ١٦١ ، وابن النجار في التاريخ المجدد ٢ / ٢٤٣ ، والمنذري في التكملة ٣ / الترجمة ٢٨٧٣ ، والذهبي في تاريخ الإسلام ١٤ / ٢١٦ ، والصفدي في الوافي ١٩ / ٥١٣ ، وابن رجب في الذيل على طبقات الحنابلة ٢ / ٢١٧ ، وابن ناصر الدين في توضيح المشتبه ٩ / ١٧٣ ، وابن تغري بردي في النجوم ٦ / ٣١٤ ، وابن العماد في الشذرات ٥ / ١٨٠.

٣٨١

ذكر من اسمه عليّ

٢٢٢٦ ـ عليّ (١) بن أحمد بن سلامة بن ساعد الجهنيّ ، أبو الحسن المنجّم.

سمع من أبي الحسن الخبّاز الشّاعر البغدادي قصيدة من شعره عنه ، وسمعها منه أبو غالب شجاع بن فارس الذّهلي ؛ ذكر ذلك القاضي أبو المحاسن عمر بن عليّ القرشي فيما قرأت بخطّه ومنه نقلت.

٢٢٢٧ ـ عليّ (٢) بن أحمد بن محمد ، أبو الحسن المقرئ.

من أهل عكبرا ، يعرف بابن زلر (٣).

حدّث عن عمر بن محمد بن ميخائيل العكبري. سمع منه أبو البركات هبة الله بن المبارك السّقطي فيما قاله القرشي أيضا.

٢٢٢٨ ـ عليّ (٤) بن أحمد بن هارون المعّاز ، أبو الحسن.

من أهل الجانب الغربي ، كان يسكن درب المجوس قريبا من قبر معروف الكرخي.

روى عن أبي طالب عمر بن سعد الزّهري. سمع منه الحافظ أبو طاهر أحمد بن محمد بن سلفة الأصبهاني في ذي الحجة سنة ثمان وتسعين وأربع مئة ، وأخرج عنه حديثا في «مشيخته البغداديّة» وسمّى أباه أحمد بن هارون ، وذكره تاج الإسلام أبو سعد ابن السّمعاني ، فقال : عليّ بن هارون. والصواب ما ذكره

__________________

(١) ترجمه ابن النجار في التاريخ المجدد ٣ / ٦٢.

(٢) ترجمه ابن النجار في التاريخ المجدد ٣ / ١٤٠.

(٣) هكذا مجود في النسختين ، وفي المطبوع من تاريخ ابن النجار : «زفر».

(٤) ترجمه السمعاني في «المعاز» من الأنساب ، وتابعه ابن الأثير في اللباب وسمياه «علي بن هارون» ، والذهبي في المختصر المحتاج ٣ / ١١٣.

٣٨٢

ابن سلفة لمتابعة غيره عليه ، والله الموفق.

٢٢٢٩ ـ عليّ بن أحمد بن محمد بن عليّ بن يوسف بن يعقوب الكتّانيّ ، أبو الأزهر بن أبي بكر بن أبي يعلى بن أبي القاسم الشّاهد القاضي المحتسب.

من أهل واسط ، والد شيخنا أبي طالب محمد بن عليّ ابن الكتّاني الذي قدّمنا ذكره (١).

من بيت العدالة والرّواية. شهد بواسط عند القاضي أبي المفضّل محمد بن إسماعيل بن كماري في ليلة صفر سنة خمس وسبعين وأربع مئة ، وتولّى أيضا الحسبة بها. سمع من جماعة. وقدم بغداد غير مرّة وسمع بها أيضا.

قرأت على أبي الرّضا أحمد بن طارق بن سنان القرشي ، قلت له : أخبركم الحافظ أبو طاهر أحمد بن محمد بن سلفة الأصبهاني قراءة عليه وأنت تسمع بالإسكندرية ، فأقرّ به ، قال (٢) : سألت الحافظ أبا الكرم خميس بن عليّ الحوزي بواسط عن القاضي أبي الأزهر ابن الكتّاني ، فقال : سمع قاضي القضاة أبا عبد الله الدّامغاني ، ومن أبي الحسن كاتب الوقف ، وحضر معنا كثيرا مجالس أبي المفضّل ، يعني ابن الجلخت ، وولي الحسبة بواسط ، وشهد عند أبي المفضّل بن إسماعيل ، وهو اليوم أحد رؤساء واسط وأعيانها وذوي اليسار فيها.

قلت : وحدّث أبو الأزهر بواسط فسمع منه أبو الحسن عليّ بن المبارك بن نغوبا ، وأبو جعفر هبة الله بن يحيى ابن البوقي الفقيه ، وأبو طاهر أحمد بن محمد بن سلفة وغيرهم.

أنشدني أبو عليّ الحسن بن هبة الله بن يحيى بن الحسن بن أحمد بن عبد الباقي العطّار ، قال : أنشدني أبي ، قال : أنشدنا القاضي أبو الأزهر عليّ بن

__________________

(١) الترجمة ٣٥٨.

(٢) سؤالاته لخميس الحوزي ، رقم ٥٣.

٣٨٣

أحمد ابن الكتّاني ، قال : أنشدنا قاضي القضاة أبو عبد الله محمد بن عليّ بن محمد الدّامغاني ببغداد ، قال : أنشدنا أبو عبد الله محمد بن عليّ الصّوري ، قال : أنشدنا أبو محمد عبد المحسن بن محمد بن غلبون الصّوري لنفسه :

وتريك نفسك في معاندة الورى

رشدا ولست إذا فعلت براشد

شغلتك عن أفعالها أفعالهم

ألّا اقتصرت على عدوّ واحد

سألت أبا طالب محمد بن أبي الأزهر ابن الكتّاني عن وفاة أبيه ، فقال : توفّي في سنة ثلاث عشرة وخمس مئة عن ثلاث وستين سنة ، ودفن بداره بدرب الخطيب بواسط ، ونقل بعد ذلك إلى مقبرة داوردان بواسط فدفن بها.

٢٢٣٠ ـ عليّ (١) بن أحمد السّميرميّ ، أبو طالب الوزير ، وزير السّلطان محمود بن محمد بن ملكشاه السّلجوقي.

وسميرم المنسوب إليها : قرية من قرى أصبهان (٢).

قدم أبو طالب هذا بغداد مع السّلطان محمود ، وأقام بها مدة ، وبها كانت وفاته ، ركب يوما من داره قاصدا دار السّلطان فعرض له قوم من الباطنية فقتلوه فتكا وذلك في يوم الثّلاثاء سلخ صفر سنة ست عشرة وخمس مئة.

٢٢٣١ ـ عليّ (٣) بن أحمد ابن نظام الملك أبي عليّ الحسن بن عليّ بن إسحاق ، أبو الحسن ابن الوزير أبي نصر.

سمع أبا القاسم عليّ بن أحمد بن بيان ، وحدّث عنه في صفر سنة خمس

__________________

(١) ترجمه ابن الجوزي في المنتظم ٩ / ٢٣٩ ، وابن الأثير في الكامل ١٠ / ٦٠١ ، وسبط ابن الجوزي في مرآة الزمان ٨ / ١٠٧ ، والذهبي في تاريخ الإسلام ١١ / ٢٥٦ ، والعبر ٤ / ٣٨ ، وسير أعلام النبلاء ١٩ / ٤٣٢ ، وابن شاكر في عيون التواريخ ١٣ / ٤٠٤ ، وابن كثير في البداية ١٢ / ١٩١ ، والعيني في عقد الجمان ١٦ / الورقة ٨١٨ ، وابن العماد في الشذرات ٤ / ٥٠.

(٢) معجم البلدان لياقوت ٣ / ٢٥٧.

(٣) ترجمه ابن النجار في التاريخ المجدد ٣ / ٤٢.

٣٨٤

وأربعين وخمس مئة. وسمع منه أبو محمد عبد الله بن أحمد ابن الخشّاب ، فيما قرأت بخطّه.

«آخر الجزء الثاني والأربعين من الأصل»

٢٢٣٢ ـ عليّ (١) بن أحمد بن هبة الله بن محمد بن عليّ بن محمد بن عبيد الله بن عبد الصّمد ابن المهتدي بالله ، أبو الحسن بن أبي تمّام بن أبي الحسن بن أبي الحسين الهاشميّ الخطيب المعروف بابن الغريق.

أحد الشّهود المعدّلين ، ومن بيت الخطابة والقضاء هو وأبوه وجده ، كان يسكن بباب البصرة.

شهد عند قاضي القضاة أبي القاسم عليّ بن الحسين الزّينبي فيما أخبرنا أبو عبد الله محمد بن أحمد بن هبة الله النّحوي قراءة عليه ونحن نسمع ، قيل له : أخبركم القاضي أبو العباس أحمد بن بختيار ابن المندائي قراءة عليه وأنت تسمع في كتاب «تاريخ الحكّام بمدينة السّلام» جمعه في ذكر من قبل قاضي القضاة أبو القاسم الزّينبي شهادته وأثبت تزكيته ، قال : وأبو الحسن عليّ بن أحمد بن هبة الله ابن المهتدي بالله يوم السّبت مستهل شهر ربيع الآخر سنة ثلاث عشرة وخمس مئة ، وزكّاه العدلان الشريفان أبو تمّام محمد بن محمد ابن الزّوال الهاشمي وأبو الفضل محمد بن عبد الله ابن المهتدي بالله الخطيب. وتولّى الخطابة بجامع المنصور مدة. وقد سمع شيئا من الحديث إلا أنّ الرّواية عنه لم تظهر.

توفي فيما ذكر صدقة بن الحسين الحنبلي في «تاريخه» في يوم الاثنين ثاني عشر ربيع الآخر سنة خمس وثلاثين وخمس مئة ، ودفن بمقبرة الجامع ظاهر باب البصرة.

__________________

(١) ترجمه ابن النجار في التاريخ المجدد ٣ / ١٧٠.

٣٨٥

٢٢٣٣ ـ عليّ (١) بن أحمد الضّرير ، أبو الحسن.

من شيوخ أبي بكر المبارك بن كامل ، روى عنه في «معجمه» أبياتا من الشعر ذكر أنه أنشده إياها. لم يرفع في نسبه ولا رأيت له ذكرا في غير ذلك.

٢٢٣٤ ـ عليّ (٢) ابن الإمام المستظهر بالله أبي العباس أحمد ابن الإمام المقتدي بأمر الله أبي القاسم عبد الله ، أخو الإمام المقتفي لأمر الله أبي عبد الله محمد ابن المستظهر ، وكان عليّ الأصغر.

ذكره أبو الفضل أحمد بن صالح بن شافع في «تاريخه» ومنه نقلت ، فقال : كان ذا دين وأدب وتميّز وتسنّن. مولده في سنة إحدى وخمس مئة ، وتوفي يوم الجمعة ثامن عشر جمادى الأولى سنة اثنتين وخمسين وخمس مئة ، وصلّي عليه بباب الفردوس وأمّ النّاس الوزير أبو المظفّر يحيى بن محمد بن هبيرة ، وحمل إلى الرّصافة فدفن بالتّربة الشّريفة على ساكنيها السّلام ، وجلس أرباب الدّولة له في العزاء ببيت النّوبة ثلاثة أيام ، وحضر النّاس على طبقاتهم ، وبرز إليهم يوم الأحد العشرين من الشهر المذكور توقيع الإمام المقتفي لأمر الله بالنّهوض ، ويقال : تأثّر به كثيرا ، يعني المقتفي لأمر الله رضي‌الله‌عنه.

٢٢٣٥ ـ عليّ (٣) بن أحمد بن أحمد بن عبيد الله البغدادي ، أبو الحسن المعروف بقبلة الأدب.

من أهل باب المراتب ، سبط ابن كادش العكبري.

سمع نسيبه أبا العز أحمد بن عبيد الله بن كادش ، وروى عنه. وكان يقول الشعر ، وفيه فضل وتميّز. روى لنا عنه جماعة.

__________________

(١) ترجمه ابن النجار في التاريخ المجدد ٣ / ١٩٣.

(٢) ترجمه ابن النجار في التاريخ المجدد ٣ / ٧٩.

(٣) ترجمه ابن النجار في التاريخ المجدد ٣ / ٢٤ ، وابن الفوطي في حرف القاف مع الباء من تلخيص مجمع الآداب ٤ / الترجمة ٢٧٢٠.

٣٨٦

وقال لي أبو الحسن عليّ بن نصر الواعظ : كان يقول على البديهة شعرا حسنا.

أنشدني أبو محمد عبيد الله بن المبارك بن أحمد ، قال : أنشدني عمّي أبو الحسن عليّ بن أحمد بن أحمد لنفسه :

يا زمانا خلا من النّاس واستأ

صل بالقلع شأفة الأحرار

ليتني متّ إذ حللت بوادي

ك فقد عيل من أذاك اصطباري

حسبي الله لا سواه فما أب

عد خيرا يرجى من الأشرار

قال لي عبيد الله : توفي عمّي ، يعني قبلة الأدب ، في سنة سبعين وخمس مئة تقديرا.

٢٢٣٦ ـ عليّ (١) بن أحمد بن أحمد بن أحمد ابن الخشّاب ، أبو الحسن أخو أبي محمد عبد الله النّحوي الذي قدّمنا ذكره (٢).

سمع أبا بكر محمد بن الحسين المزرفي المقرئ ، وروى عنه ، سمع منه أبو عبد الله محمد بن عثمان العكبري الواعظ وأخرج عنه في جملة شيوخه الذين سمع منهم ، والله الموفق.

٢٢٣٧ ـ عليّ بن أحمد بن محمد ، أبو الحسن المظفّري ، عرف بذلك لأنّ أباه كان يخدم المظفر رئيس الرّؤساء فنسب إليه.

سمع أبا الحسن عليّ بن أحمد بن فتحان ، وروى عنه. سمع منه القاضي أبو المحاسن الدّمشقي وأخرج عنه حديثا في «معجم شيوخه».

أنبأنا الحافظ عمر بن عليّ القرشي ، قال : أخبرنا أبو الحسن عليّ بن أحمد ابن محمد المظفّري ، قال : أخبرنا أبو الحسن عليّ بن أحمد بن فتحان ، قال : حدثنا أبو القاسم عبد الملك بن محمد بن بشران ، قال : حدّثنا أبو سهل أحمد بن

__________________

(١) ترجمه ابن النجار في التاريخ المجدد ٣ / ٢٦.

(٢) الترجمة ١٦١٦.

٣٨٧

محمد بن زياد القطّان ، قال : حدثنا محمد بن إسماعيل التّرمذي ، قال : حدثنا الحميدي ، قال (١) : حدثنا سفيان ، قال : حدثنا الزّهري ، قال : أخبرني عروة بن الزّبير أنّه سمع أسامة بن زيد يقول : أشرف رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم من أطم من آطام المدينة فقال : «هل ترون ما أرى ، إني لأرى الفتن تقع خلال بيوتكم كمواقع القطر» (٢).

٢٢٣٨ ـ عليّ (٣) بن أحمد بن بركة بن عناق ، أبو الحسن المقرئ.

من أهل باب البصرة.

سمع أبا السّعود أحمد بن عليّ ابن المجلي ، وأبا البركات عبد الوهّاب بن المبارك الأنماطي وغيرهما. سمع منه أبو بكر محمد بن المبارك بن مشّق ، وأخرج عنه في «مشيخته».

أنبأنا محمد بن أبي طاهر البيّع ، قال : قرأت على أبي الحسن عليّ بن أحمد ابن عناق المقرئ ، قلت له : أخبركم أبو السّعود أحمد بن عليّ بن أحمد الواعظ ، قال : أخبرنا أبو عليّ الحسن بن عبد الودود الهاشمي ، قال : حدثنا أبو عمرو عثمان بن عيسى الباقلاني ، قال : حدثنا أبو بكر الفقيه الصّوفي ، قال : حدثنا حبيب ، قال : حدثنا إبراهيم بن عبد الله المخرّمي ، قال : حدثنا الفضل بن غانم ، قال : حدثنا مالك بن أنس ، عن جعفر بن محمد ، عن أبيه ، عن جدّه ، عن عليّ عليه‌السلام ، قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «من قال في كلّ يوم مئة مرّة : لا إله إلا الله الحقّ المبين ، كان له أمانا من الفقر ، وأو من من وحشة القبر ، واستجلب بها

__________________

(١) مسند الحميدي (٥٤٢).

(٢) هو في الصحيحين من حديث عروة بن الزبير عن أسامة : البخاري في الحج ٣ / ٢٧ (١٨٧٨) ، وفي المظالم ٣ / ١٧٤ (٢٤٦٧) ، وفي علامات النبوة ٤ / ٢٤٠ (٣٥٩٧) ، وفي الفتن ٩ / ٦٠ (٧٠٦٠) ، ومسلم في الفتن ٨ / ١٦٨ (٢٨٨٥).

(٣) ترجمه ابن النجار في التاريخ المجدد ٣ / ٣٣.

٣٨٨

الغنى ، واستفتح بها باب الجنّة» (١).

قال محمد بن مشّق : وتوفي أبو الحسن بن عناق يوم الاثنين تاسع عشر شهر ربيع الآخر سنة اثنتين وسبعين وخمس مئة ، ودفن بمقبرة جامع المنصور.

٢٢٣٩ ـ عليّ بن أحمد بن محمد ابن القاضي ، أبو الحسن.

هكذا رأيت اسمه ونسبه في كتاب عبيد الله بن عليّ بن نصر المارستاني ، وذكر أنّه حدثه عن أبي الحسين محمد بن عبد القادر ابن السّمّاك الشاهد ، والله أعلم.

٢٢٤٠ ـ عليّ (٢) بن أحمد بن محمد بن عمر بن الحسن بن هبة الله بن الحسن بن عليّ بن يحيى بن أحمد بن زيد بن الحسين بن عيسى بن زيد بن عليّ بن الحسين بن عليّ بن أبي طالب عليه‌السلام ، أبو الحسن بن أبي العبّاس العلويّ الزّيدي نسبا الشافعيّ مذهبا.

أحد الأعيان الأفراد الأخيار العلماء الزّهاد ، وممن جمع شرف الأبوّة وفضيلة العلم وطريقة النّسك ، حتى كان أوحد وقته ونسيج وحده وقريع دهره. حفظ القرآن الكريم واستظهره ، ونظر في الفقه وحصّله ، وكتب الحديث الكثير وسمعه وأكثر منه وجمعه. وكان من أحسن النّاس طريقة وأجمعهم لصفات الخير

__________________

(١) إسناده ضعيف ، الفضل بن غانم هو أبو علي الخزاعي ، ترجمه الخطيب في تاريخه ونقل تضعيفه ١٤ / ٣٢١ ـ ٣٢٤ ، والذهبي في الميزان ٣ / ٣٥٧ ، وابن حجر في اللسان ٤ / ٤٤٦. وروي عن مالك بأسانيد ضعيفة لا يصح منها شيء كما قال الحافظ ابن حجر.

أخرجه الخطيب في تاريخه ١٤ / ٣٢٢ ، والرافعي في التدوين ٤ / ٦٥.

(٢) ترجمه ابن الأثير في وفيات سنة (٥٧٥) من الكامل ، وابن النجار في التاريخ المجدد ٣ / ١٥٨ ، وسبط ابن الجوزي في المرآة ٨ / ٣٥٦ ، والذهبي في تاريخ الإسلام ١٢ / ٥٥٦ ، والمختصر المحتاج ٣ / ١١٤ ، وسير أعلام النبلاء ٢١ / ١٠٤ ، والسبكي في طبقاته الكبرى ٧ / ٢١٢ ، والأشرف الغساني في العسجد المسبوك ١٧٧ ، وابن تغري بردي في النجوم ٦ / ٨٦.

٣٨٩

وأنبلهم قدرا وأسماهم منزلة عند الخاص والعام.

سمعت شيخنا أبا محمد عبد العزيز بن محمود بن الأخضر يذكر الشّريف أبا الحسن الزّيدي فيعظّم شأنه ويثني عليه ويصف دينه وزهده وحسن طريقته ، وقال : أوّل سماعه الحديث في سنة سبع وأربعين وخمس مئة وما بعدها إلى آخر عمره. فقلت له : سمع من القاضي أبي الفضل الأرموي؟ فقال : لا.

قلت : وسمع الزّيدي من خلق كثير منهم : أبو الفضل محمد بن ناصر بن محمد البغدادي ، وأبو القاسم سعيد بن أحمد ابن البنّاء ، وأبو الكرم المبارك بن الحسن ابن الشّهرزوري ، وأبو بكر محمد بن عبيد الله ابن الزّاغوني ، وأبو عبد الله محمد بن عبيد الله ابن الرّطبي ، وأبو الوقت عبد الأوّل بن عيسى الهروي ، وأبو القاسم نصر بن نصر ابن العكبري ، والنّقيب أبو جعفر أحمد بن محمد العبّاسي المكي ، وأبو المظفّر محمد بن أحمد ابن التّريكي ، وأبو محمد محمد بن أحمد ابن المادح ، وأبو المظفّر هبة الله بن أحمد ابن الشّبلي ، وأبو البركات سعد الله بن محمد بن حمدي ، وأبو الفتح محمد بن عبد الباقي المعروف بابن البطّي ، وأبو بكر أحمد بن المقرّب الكرخي ، وجماعة سواهم يطول ذكرهم.

وخرّج لنفسه أحاديث في أجزاء ، وحدّث بها ، وسمع منه شيوخه وأقرانه تبركا به واعتمادا عليه ، فمن شيوخه : أبو الحسن سعد الله بن محمد بن طاهر الدّقّاق ، وأبو المحاسن محمد بن عبد الملك الهمذاني ، وأبو إسحاق إبراهيم بن محمود ابن الشّعّار ، وأبو محمد عمر بن محمد العليمي. وقد سمع من هؤلاء. ومن أقرانه : أبو حفص عمر بن أحمد بن بكرون ، وأبو المحاسن عمر بن عليّ القرشي الدّمشقي ، وأبو الخير صبيح بن عبد الله العطّاري ، وأبو العبّاس أحمد ابن أحمد الأرعنزي وغيرهم. وممن بعدهم : أبو الحسين عليّ وأبو الحسن هبة الله ابنا الحسن بن المظفّر ، وأبو أحمد داود بن عليّ بن المظفّر ، وأخوه أبو البركات عمر بن أحمد الزّيدي ، وأبو المعالي أحمد بن عمر بن بكرون. ومن

٣٩٠

الغرباء : محمد بن حامد ، وحمد بن عثمان ، ومحمد بن محمود بن جبّوية ، ومحمد بن محمد العطّار ، ومحمد بن عبد الواحد ؛ الأصبهانيون ، والحسن بن هبة الله بن صصرى الدّمشقي ، وجماعة يكثر ذكرهم.

وكان ثقة صدوقا ، حسن الأصول ، صحيح النّقل ، حجّة فيما يقول ويرويه. حدثنا عنه جماعة.

أخبرنا أبو أحمد داود بن عليّ بن محمد بقراءتي عليه ، قلت له : حدثكم الشّريف أبو الحسن عليّ بن أحمد بن محمد العلوي الزّيدي لفظا ، فأقرّ به ، قال : أخبرنا أبو بكر محمد بن عبيد الله بن نصر ابن الزّاغوني بقراءتي عليه ، قال : أخبرنا أبو نصر محمد بن محمد الزّينبي.

وأخبرناه عاليا أبو العبّاس أحمد بن محمد بن محمد القاضي بقراءتي عليه ، قلت له : أخبركم أبو القاسم سعيد بن أحمد بن الحسن البنّاء قراءة عليه وأنت تسمع ، فأقرّ به ، قال : أخبرنا أبو القاسم عليّ بن أحمد بن محمد ابن البسري ؛ قالا جميعا : أخبرنا أبو طاهر محمد بن عبد الرحمن المخلّص ، قال : حدثنا أبو القاسم عبد الله بن محمد البغوي ، قال : حدثنا أبو عبد الله أحمد بن محمد بن حنبل وعبيد الله بن عمر القواريري ، قالا : حدثنا معاذ بن هشام الدّستوائي ، قال : حدثني أبي ، عن قتادة ، عن عكرمة ، عن ابن عباس أنّ رجلا أتى النّبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم فقال : يا رسول الله ، إني شيخ كبير يشق عليّ القيام فمرني بليلة لعلّ الله يوفّقني فيها لليلة القدر ، فقال : «عليك بالسّابعة» (١).

وهذا لفظ أحمد بن حنبل.

قلت : ووقف الشّريف الزّيدي كتبه قبل موته على المسلمين كافة ، وجعلها في موضع بمسجده الذي كان يؤمّ فيه بالنّاس في أوقات الصّلوات بدرب دينار الصّغير بسوق الثّلاثاء من شرقي بغداد ، وشركه رفيقه صبيح بن عبد الله عتيق

__________________

(١) حديث صحيح تقدم تخريجه في الترجمة ٨٥٧.

٣٩١

نصر ابن العطّار في وقفه لها أيضا ، وكانت كثيرة انتفع النّاس بها تقبّل الله منهما (١).

سمعت أبا البركات عمر بن أحمد الزّيدي يقول : مولد أخي أبي الحسن عليّ في سنة تسع وعشرين وخمس مئة. وتوفي يوم الثّلاثاء وقت غروب الشّمس سادس عشري شوّال من سنة خمس وسبعين وخمس مئة ، وصلّي عليه سحرة الأربعاء السابع والعشرين من الشّهر المذكور بمنزله المجاور لمسجده ، ودفن فيه ، وتولّى غسله والصّلاة عليه رفيقاه عمر بن بكرون وصبيح العطّاري ، وصلّى النّاس على قبره ، ولم تخرج جنازته خوفا من العامة وكثرة فتنتهم ، وكان أبواه في الحياة يومئذ.

٢٢٤١ ـ عليّ (٢) بن أحمد بن عليّ بن محمد بن عليّ بن محمد بن عبد الملك الدّامغانيّ الأصل البغداديّ المولد والدار ، أبو الحسن قاضي القضاة ابن القاضي أبي الحسين ابن قاضي القضاة أبي الحسن ابن قاضي القضاة أبي عبد الله.

شيخ القضاة ، وكبير أهل بيته ، ومن أسكن النّاس وأعظمهم وقارا.

تولّى أولا القضاء بربع الكرخ من الجانب الغربي بعد وفاة أبيه فيما أخبرنا

__________________

(١) وفيها أوقف ياقوت الحموي فيما بعد كتبه.

(٢) ترجمه ابن الأثير في الكامل ١١ / ٥٦٣ ، وابن النجار في التاريخ المجدد ٣ / ١١٣ ، والمنذري في التكملة ١ / الترجمة ٢٧ ، وابن الفوطي في تلخيص مجمع الآداب ٤ / الترجمة ١١٣٠ ولقبه عماد الدولة ، والذهبي في تاريخ الإسلام ١٢ / ٧٦٢ ، والمختصر المحتاج ٣ / ١١٥ ، والعبر ٤ / ٢٤٩ ، وأبو الفدا في المختصر ٣ / ٧٨ ، والقرشي في الجواهر المضيئة ١ / ٣٥٠ ، وابن كثير في البداية ١٢ / ٣٢٩ ، والأشرف الغساني في العسجد المسبوك ٢٠٣ ، والعيني في عقد الجمان ١٧ / الورقة ٥٢ ، وابن تغري بردي في النجوم ٦ / ١٠٤ ، والتميمي في الطبقات السنية ٢ / الورقة ٦٤١ ، وابن العماد في الشذرات ٤ / ٢٧٦.

٣٩٢

أبو عبد الله محمد بن أحمد بن هبة الله النّحوي قراءة عليه ، قال : أخبرنا القاضي أبو العبّاس أحمد بن بختيار ابن المندائي قراءة عليه في كتاب «تاريخ الحكّام» تأليفه ، قال : وفي يوم الأحد خامس عشر جمادى الأولى سنة أربعين وخمس مئة استناب قاضي القضاة أبو القاسم عليّ بن الحسين الزّينبيّ أبا الحسن عليّ بن أبي الحسين ابن الدّامغاني في القضاء بربع الكرخ.

قلت : ولم يزل على ذلك إلى أن توفي قاضي القضاة أبو القاسم الزّينبي ، وتولّى بعده قضاء القضاة.

سمعت جماعة يذكرون أنّ قاضي القضاة الزّينبي مرض مرضه الذي توفي فيه ، وكان النّاس يعودونه وأبو الحسن ابن الدّامغاني ممن يعوده ، فدخل عليه يوما فسلّم عليه ودعا له وانصرف ، فلما قام جعل قاضي القضاة الزّينبي يتبعه بصره حتى خرج ، ثم التفت إلى من حضره وقال : يوشك أن يكون هذا قاضي القضاة ، يعني بعدي ، فكان كما قال.

قلت : وتولّى ، أعني أبا الحسن ابن الدّامغاني ، قضاء القضاة يوم الاثنين خامس عشر ذي الحجة من سنة ثلاث وأربعين وخمس مئة ، وعمره يومئذ ثلاثون سنة ، ولّاه نائب الوزارة يومئذ نقيب النّقباء أبو أحمد طلحة بن عليّ الزّينبي بالدّيوان العزيز ـ مجّده الله ـ وخلع عليه وقرئ عهده بالدّيوان العزيز وبجامع القصر الشريف بمحضر من العدول والفقهاء والأعيان. وسمع البيّنة يومئذ ، وحكم ، ثم انصرف إلى منزله ، واستناب في الحكم بحريم دار الخلافة وما يليها أخاه أبا منصور محمدا.

ولم يزل على حكمه وقضائه يقبل الشّهود ويسجل ويحكم إلى أن عزل عشيّة الثّلاثاء رابع عشر جمادى الآخرة سنة خمس وخمسين وخمس مئة. فكانت ولايته أحدى عشرة سنة وستة أشهر ، وانتقل إلى نهر القلّائين فسكن بدار أبيه وجدّه هناك متوفّرا على الاشتغال بالعلم إلى أن أعيد إلى قضاء القضاة يوم الأحد ثالث عشر شهر ربيع الأول من سنة سبعين وخمس مئة ، ولّاه ذلك نائب الوزارة

٣٩٣

يومئذ زعيم الدين أبو الفضل يحيى بن جعفر ، وخلع عليه أيضا ، وقرئ عهده بذلك ، فاستناب أخاه أبا المظفّر الحسين ، ثم توفي ، يعني أخاه ، فاستناب القاضي أبا محمد ابن السّاوي إلى حين وفاته. ولم يزل على حكمه وولايته إلى أن توفي.

وقد سمع الحديث من جماعة منهم : أبو القاسم هبة الله بن محمد بن الحصين ، وأبو الحسين محمد بن محمد ابن الفرّاء ، وأبو القاسم هبة الله بن عبد الله الشّروطي ، وأبو القاسم هبة الله بن أحمد الحريري ، وأبو البركات عبد الوهّاب بن المبارك الأنماطي وغيرهم ، وروى عنهم ، فسمع منه القاضي عمر القرشي ، وأبو جعفر محمد بن عبد الواحد ابن الصّبّاغ ، وأبو الفضل عبد الكريم بن المبارك البلدي ، وغيرهم.

وبلغني أنّ مولده في ذي الحجة سنة ثلاث عشرة وخمس مئة.

وتوفي عشية السّبت ثامن عشري ذي القعدة من سنة ثلاث وثمانين وخمس مئة ، وصلّي عليه يوم الأحد تاسع عشري الشّهر المذكور بجامع القصر الشّريف ، وحضر خلق كثير ، ودفن بالجانب الغربي بمقبرة الشّونيزي عند خاله أبي الفتح ابن السّاوي ، رحمه‌الله وإيانا.

٢٢٤٢ ـ عليّ (١) بن أحمد بن محمد بن أحمد ابن الحديثي ، أبو الحسن بن أبي نصر أخو قاضي القضاة أبي طالب روح الذي قدّمنا ذكره (٢).

سمع أبا شجاع عمر بن محمد البسطامي ، وحدّث عنه بمصر «بشمائل النّبي» صلى‌الله‌عليه‌وسلم. وكان تاجرا سافر إلى الشّام وديار مصر وروى هناك ، سمع منه عبد القوي بن عبد الخالق المسكي بمصر وغيره ، وتوجه عائدا إلى بغداد ، وتوفي ما بين الموصل وبغداد قبل أن يصلها ، رحمه‌الله وإيانا.

__________________

(١) ترجمه ابن النجار في التاريخ المجدد ٣ / ١٦٢ ، والذهبي في تاريخ الإسلام ١٢ / ٨٥٦.

(٢) الترجمة ١٤٣٣.

٣٩٤

٢٢٤٣ ـ عليّ (١) بن أحمد بن محمد بن العبّاس العطّار ، أبو الحسن بن أبي القاسم ، يعرف بابن الدّيناريّ.

من ساكني محلة مشهد أبي حنيفة رحمه‌الله ، أخو محمود ومحمد ومسعود ، وقد تقدم ذكرنا لمحمد منهم (٢).

سمع القاضي أبا بكر محمد بن عبد الباقي بن محمد الأنصاري ، وروى لنا عنه. سمعنا منه بسوق يحيى.

قرئ على أبي الحسن عليّ بن أحمد ابن الدّيناري العطّار بحانوته بسوق يحيى وأنا أسمع ، قيل له : أخبركم القاضي أبو بكر محمد بن عبد الباقي بن محمد البزّاز قراءة عليه وأنت تسمع ، فأقرّ بذلك ، قال : أخبرنا أبو محمد الحسن ابن عليّ بن محمد الجوهري ، قال : أخبرنا أبو القاسم عبد العزيز بن جعفر الخرقي ، قال : حدثنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن يزيد الدّقيقيّ ، قال : حدثنا حمدان بن عمر ، قال : حدثنا عارم ، قال : حدثنا حمّاد بن زيد ، عن أبان بن تغلب ، عن الأعمش ، عن أبي عمرو الشّيباني ، عن أبي مسعود ، قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «الدّال على الخير كفاعله» (٣).

__________________

(١) ترجمه ابن النجار في التاريخ المجدد ٣ / ١٦٤ ، والمنذري في التكملة ١ / الترجمة ٣٣٥ ، والذهبي في تاريخ الإسلام ١٢ / ٩٨١.

(٢) الترجمة ٤١.

(٣) حديث صحيح.

أخرجه الطيالسي (٦١١) ، وعبد الرزاق (٢٠٠٥٤) ، وأحمد ٤ / ١٢٠ و ٥ / ٢٧٢ و ٢٧٣ و ٢٧٤ ، والبخاري في الأدب المفرد (٢٤٢) ، ومسلم ٦ / ٤١ (١٨٩٣) ، وأبو داود (٥١٢٩) ، والترمذي (٢٦٧١) ، والطحاوي في شرح مشكل الآثار (١٥٤٦) ، وابن حبان (٢٨٩) و (١٦٦٨) ، والطبراني في الكبير ١٧ / حديث (٦٢٢) و (٦٢٣) و (٦٢٤) و (٦٢٥) و (٦٢٧) و (٦٢٨) و (٦٢٩) و (٦٣٠) و (٦٣١) و (٦٣٢) ، وأبو نعيم في الحلية ٦ / ٢٦٦ ، والبيهقي في السنن الكبرى ٩ / ٢٨ ، والخطيب في تاريخه ٨ / ٣٨١ (بتحقيقنا) ، وابن عبد البر في جامع بيان العلم ١ / ١٦ ، والبغوي (٣٦٠٨) ، ولم يصب العلامة الألباني حينما

٣٩٥

توفي أبو الحسن ابن الدّيناري يوم الجمعة ثاني جمادى الآخرة من سنة اثنتين وتسعين وخمس مئة ، ودفن بالمقبرة المعروفة بالخيزرانية (١) ، رحمه‌الله وإيانا.

٢٢٤٤ ـ عليّ (٢) بن أحمد بن العباس بن أبي طاهر الهاشميّ ، أبو الحارث بن أبي الرّضا الخطيب ، يعرف بابن الرّحا.

من أهل باب البصرة.

تولّى الخطابة بجامع المهدي مدة ، وسمع من أبي الوقت السّجزي وغيره ، وما أعلم أنّه حدّث بشيء. كبر وأسنّ.

توفي في سنة ثلاث أو أربع وتسعين وخمس مئة ، والله أعلم.

٢٢٤٥ ـ عليّ (٣) بن أحمد بن عليّ بن أحمد بن هبة الله بن محمد ابن المهتدي بالله ، أبو الحسن بن أبي تمّام بن أبي الحسن بن أبي تمّام بن أبي الحسن بن أبي الحسين الهاشميّ الخطيب ، يعرف بابن الغريق.

وقد تقدّم ذكر أبيه (٤) وجده (٥). من بيت الخطابة والعدالة ، كان يسكن

__________________

قال في الصحيحة (١٦٦٠): «وخالفهم أبان بن تغلب فقال : عن الأعمش ، عن أبي عمرو الشيباني ، عن عبد الله بن مسعود ... وأبان بن تغلب ثقة احتج به مسلم لكن رواية الجماعة أصح» ، يعني : عن أبي مسعود وليس عن ابن مسعود ، فإن رواية أبان بن تغلب صحيحة مثل رواية الآخرين ، أما ما جاء من طريقه أنه عن ابن مسعود فمما أخطأ فيه أحد الرواة ـ وهو الحسن بن عمرو العبدي ـ عن حماد ، كما بينه الخطيب في تاريخه ٨ / ٣٨١.

(١) هي مقبرة الأعظمية ، وفيها الوالد والأعمام ، رحمهم‌الله تعالى.

(٢) ترجمه ابن النجار في التاريخ المجدد ٣ / ٦٧ ، وابن الصابوني في تكملة إكمال الإكمال ١٤٨ ، وابن ناصر الدين في توضيح المشتبه ٤ / ١٥٠.

(٣) ترجمه ابن النجار في التاريخ المجدد ٣ / ١٧٠ ، والمنذري في التكملة ١ / الترجمة ٤٦٨ وسقط منه اسم أبيه وجده فيصحح ، والذهبي في تاريخ الإسلام ١٢ / ١٠٣٦ ، والمشتبه ٤٥٦ ، وابن ناصر الدين في توضيح المشتبه ٦ / ٢٥٣.

(٤) الترجمة ٧٨٣.

(٥) الترجمة ٢٢٣٢.

٣٩٦

بباب البصرة ، ويؤم بجامع المنصور في أوقات الصّلاة ويتولّى الخطابة بجامع الحربية. وكان خيّرا صالحا.

توفي في صفر سنة خمس وتسعين وخمس مئة ، ودفن بمقبرة جامع المنصور عند القبّة الخضراء ، رحمه‌الله وإيانا.

٢٢٤٦ ـ عليّ (١) بن أحمد بن وهب البزّاز ، أبو الحسن.

من ساكني باب الأزج.

سمع من أبي الفتح عبد الملك بن أبي القاسم الكروخي الهرويّ ، وأبوي الفضل : محمد بن عمر الأرموي ، ومحمد بن ناصر البغدادي ، وغيرهم ، وحدّث عنهم. سمع منه جماعة من أصحابنا ، وما اتفق لي السّماع منه. وقد أجاز لي.

توفي يوم الخميس ثامن جمادى الآخرة سنة سبع وتسعين وخمس مئة ، رحمه‌الله وإيانا.

٢٢٤٧ ـ عليّ (٢) بن أحمد بن الحسين بن أيوب (٣) ، أبو الحسن الكاتب.

من أهل الكرخ ، وقد تقدم ذكر أبيه (٤) وأخيه الحسين (٥). سكن الجانب الشّرقي.

__________________

(١) ترجمه ابن النجار في التاريخ المجدد ٣ / ١٦٨ ، والمنذري في التكملة ١ / الترجمة ٥٩٣ ، والذهبي في تاريخ الإسلام ١٢ / ١١١٦.

(٢) ترجمه ابن النجار في التاريخ المجدد ٣ / ٥٢ ، والمنذري في التكملة ٢ / الترجمة ٧٧٩ ، والنجيب عبد اللطيف الحراني في مشيخته ، الورقة ٥٧ ، والذهبي في تاريخ الإسلام ١٢ / ١٢٢١ ، والمختصر المحتاج ٣ / ١١٦.

(٣) هكذا نسبه ، وهو علي بن أحمد بن الحسين بن عبد الله بن أيوب ، كما تقدم في ترجمة أبيه ، وكما هو في مصادر ترجمته ، على أن مثل هذا جائز عند المؤرخين ، فقد فعل مثل ذلك في ترجمة أخيه الحسين أيضا.

(٤) الترجمة ٦٩٨.

(٥) الترجمة ١٢٧٥.

٣٩٧

سمع القاضي أبا بكر محمد بن عبد الباقي الأنصاري ، وأبا منصور عبد الرّحمن بن محمد القزّاز وغيرهما. كتبنا عنه أحاديث يسيرة.

قرأت على أبي الحسن عليّ بن أحمد بن أيوب الكاتب ، قلت له : أخبركم القاضي أبو بكر محمد بن أبي طاهر البزّاز قراءة عليه وأنت تسمع ، فأقرّ به ، قال : أخبرنا أبو إسحاق إبراهيم بن عمر بن أحمد البرمكيّ قراءة عليه وأنا حاضر أسمع ، قال : أخبرنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن ماسي ، قال : أخبرنا أبو مسلم إبراهيم بن عبد الله البصري ، قال : حدثنا محمد بن عبد الله الأنصاري ، قال : حدثنا سليمان التّيمي ، عن أنس ، قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «من كذب عليّ متعمّدا فليتبوأ مقعده من النّار» (١).

سألت أبا الحسن بن أيّوب عن مولده ، فقال : في صفر سنة ثلاث وعشرين وخمس مئة.

وتوفي في ليلة الأحد سلخ شهر ربيع الأول سنة ست مئة ، ودفن يوم الأحد بالجانب الشرقي بمقبرة باب أبرز ، رحمه‌الله وإيانا.

٢٢٤٨ ـ عليّ (٢) بن أحمد بن سعيد المقرئ ، أبو الحسن ، المعروف بابن الدّبّاس.

من أهل واسط ، أحد العدول بها.

قرأ القرآن الكريم بالقراءات الكثيرة بواسط على شيخه أبي محمد عبد الرّحمن بن الحسين ابن الدّجاجي ، ثم على أبي الفتح المبارك بن أحمد بن

__________________

(١) حديث صحيح تقدم تخريجه في الترجمة ١١٩٤ ، وتكرر في الترجمة ١٧٠٩.

(٢) ترجمه ابن النجار في التاريخ المجدد ٣ / ٥٨ (وهو في المستفاد منه ، الترجمة ١٣٤) ، والمنذري في التكملة ٢ / الترجمة ١١٦٠ ، والذهبي في تاريخ الإسلام ١٣ / ١٦٥ ، وميزان الاعتدال ٣ / ١١٣ ، والمختصر المحتاج ٣ / ١١٦ ، ومعرفة القراء ٢ / ٢٩٥ ، وابن الجزري في غاية النهاية ١ / ٥١٩ ، وابن حجر في اللسان ٤ / ١٩٧.

٣٩٨

زريق الحدّاد وغيرهما. ورحل إلى همذان فقرأ على الحافظ أبي العلاء ابن العطّار ، وبالموصل على أبي بكر يحيى بن سعدون القرطبي.

وقدم بغداد مرارا كثيرة ، وذكر أنّه قرأ بها على أبي الكرم ابن الشّهرزوري ، وأبي الفتح الخفّاف ، وأبي القاسم بن شيبة ، وأبي الحسن اليزدي. وأقرأ النّاس بجامع واسط صدرا به مع شيخنا أبي بكر ابن الباقلاني سنين.

واستوطن بغداد قبل وفاته بقليل ، وأقام بها إلى أن توفي. وأقرأ النّاس بالمسجد الجديد بسوق السّلطان الذي تقدّم ببنائه سيدنا ومولانا الإمام المفترض الطاعة على كافة الأنام النّاصر لدين الله أمير المؤمنين ، خلّد الله ملكه. وحدّث أيضا عن أبي المفضّل محمد بن محمد بن أبي زنبقة ، وأبي الحسن عليّ بن المبارك بن نغوبا ، وأبي طالب محمد بن عليّ ابن الكتّاني الواسطيين. وروى عن أبي طالب ابن الكتّاني ما لم نعرفه عنده ، وحدّث من غير أصل سماعه ؛ فسمع منه عبد العزيز بن هلالة الأندلسي كتاب «الحجّة للقراءات السّبع» تصنيف أبي عليّ الفارسي ، ورواه له عن أبي طالب ابن الكتّاني سماعا بإجازته من أبي الفضل أحمد بن الحسن بن خيرون ، وما علمنا للكتّاني من ابن خيرون إجازة ولا يبعد ذلك ، غير أنّه سمعه عليه من نسخة ليس فيها سماع ابن خيرون ، ولا قرئت عليه ولا عورضت بأصل سماعه ، ولا فيها سماعه من ابن الكتّاني. ولمّا تحقّق ابن هلالة ذلك ضرب على سماعه لهذا الكتاب ، وترك السّماع من هذا الشيخ.

وقال لي عبد العزيز بن عبد الملك الشّيباني الدّمشقي المقرئ : وقفت مع عليّ ابن الدّبّاس على رقعة فيها خطّ مزوّر على خطّ أبي الكرم ابن الشّهرزوري بقراءته عليه القرآن بكتابه المسمّى «بالمصباح» وهو مما لا أشكّ في تزويره. وقد كان هذا الشّيخ في غنى عن روايته لما يخالف فيه وادعائه لما ليس عنده ، ولو اقتصر على ما كان عنده من الصّحيح لكان فيه كفاية ، والله يعفو عنا وعنه.

كتبت عنه شيئا يسيرا.

أنشدني أبو الحسن عليّ بن أحمد ابن الدّبّاس بواسط ، قال : أنشدني أبو

٣٩٩

الكرم ابن الشّهرزوري المقرئ ببغداد في سنة سبع وأربعين وخمس مئة ، قال : أنشدني جعفر بن أحمد السّراج لنفسه :

وعدت بأن تزوري بعد شهر

فزوري قد تقضّى الشّهر ، زوري

وموعد بيننا نهر المعلّى

إلى البلد المسمّى شهرزور

فأشهر صدّك المحتوم حقّ

ولكن شهر وصلك شهر زور

سألت ابن الدّبّاس عن مولده بواسط فقال : في ذي الحجة سنة ثمان وعشرين وخمس مئة ، ثم سمعته ببغداد يقول : مولدي في سنة سبع وعشرين وخمس مئة.

وتوفي ببغداد في ليلة السّبت سابع عشري رجب سنة سبع وست مئة ، وصلّي عليه يوم السّبت بجامع السّلطان ، ودفن إلى جانب أبي موسى المكي الزّاهد محاذي جامع السّلطان في الحدّ الشّمالي.

٢٢٤٩ ـ عليّ (١) بن أحمد بن عمر بن الحسين بن خلف القطيعيّ ، أبو القاسم الصّفّار.

وقد تقدّم ذكر أبيه (٢) وأخيه محمد (٣). منسوب إلى قطيعة باب الأزج.

سمع أبا بكر محمد بن عبيد الله ابن الزّاغوني ، وأبا الوقت السّجزي ، والنّقيب أبا جعفر أحمد بن محمد العبّاسي المكي ، وروى عنهم. سمعت منه.

قرأت على أبي القاسم عليّ بن أحمد ابن القطيعي ، قلت له : أخبركم أبو بكر محمد بن عبيد الله بن نصر ابن الزّاغوني قراءة عليه وأنت تسمع ، فأقرّ به ، قال : أخبرنا أبو نصر محمد بن محمد بن عليّ الزّينبي ، قال : أخبرنا أبو طاهر

__________________

(١) ترجمه ابن النجار في التاريخ المجدد ٣ / ١٢٢ ، والمنذري في التكملة ٢ / الترجمة ١١٩٤ ، والذهبي في تاريخ الإسلام ١٣ / ١٩٤ ، والمختصر المحتاج ٣ / ١١٦.

(٢) الترجمة ٧٥٦.

(٣) الترجمة ٥٨.

٤٠٠