ذيل تأريخ مدينة السلام - ج ٤

أبي عبد الله محمّد بن سعيد بن الدبيثي

ذيل تأريخ مدينة السلام - ج ٤

المؤلف:

أبي عبد الله محمّد بن سعيد بن الدبيثي


المحقق: الدكتور بشار عوّاد معروف
الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: دار الغرب الإسلامي ـ بيروت
الطبعة: ١
الصفحات: ٦٤٦

حدثنا أبو عليّ الحسن بن عرفة ، قال : حدثنا جرير بن عبد الحميد ، عن عمارة بن القعقاع ، عن أبي زرعة ، عن أبي هريرة ، قال : سئل رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : أيّ الصّدقة أفضل؟ قال : «أن تصّدّق وأنت صحيح شحيح تأمل البقاء وتخاف الفقر ولا تمهل حتى إذا بلغت الحلقوم ، قلت : لفلان كذا ولفلان كذا ، ألا وقد كان لفلان» (١).

قال الشيخ أبو الفرج : أخرجه البخاري (٢) عن موسى ، عن عبد الواحد بن زياد ، وأخرجه مسلم (٣) عن زهير بن حرب ، كلاهما ، عن عمارة بن القعقاع. قال : وولد أبو حفص عمر بن هديّة في ربيع الأوّل سنة اثنتين وثمانين وأربع مئة ، وتوفي يوم الخميس سادس عشري ربيع الآخر سنة إحدى وسبعين وخمس مئة.

٢١٩٦ ـ عمر (٤) بن هبة الله بن عبد الله بن نقاقا النّجّار ، أبو حفص.

كذا نسبه أبو الفتح محمد بن محمود ابن الحرّاني في «مشيخته» ، وقال : سمعت منه عن أبي القاسم بن الحصين. وقد تقدم ذكرنا لعمر بن محمد بن أحمد ابن نقاقا النّجّار (٥) على ما نحقّقه ، فإن كان هذا غير ذلك وإلا فابن الحرّاني قد وهم فيه ، والله أعلم.

٢١٩٧ ـ عمر (٦) بن يوسف بن محمد بن نيروز بن عبد الجبار المقرئ ، أبو حفص ، ختن شيخنا محمود ابن الشّعّار.

__________________

(١) حديث صحيح تقدم تخريجه في الترجمة ٨٧١.

(٢) البخاري ٢ / ١٣٧ (١٤١٩).

(٣) مسلم ٣ / ٩٣ (١٠٣٢) (٩٢).

(٤) ترجمه ابن النجار في التاريخ المجدد ، الورقة ١٢٥ (باريس).

(٥) الترجمة ٢١٧٤.

(٦) ترجمه ابن النجار في التاريخ المجدد ، الورقة ١٢٥ (باريس) ، والمنذري في التكملة ٢ / الترجمة ١٣٣٨ ، وابن الفوطي في الملقبين بقوام الدين من تلخيص مجمع الآداب ٤ / الترجمة ٣١٠٦ ، والذهبي في تاريخ الإسلام ١٣ / ٣٢٣ ، والمختصر المحتاج ٣ / ١١١ ، وابن الجزري في غاية النهاية ١ / ٥٩٩.

٣٦١

شيخ حافظ لكتاب الله تعالى. قد قرأ بالقراءات الكثيرة على أبي الحسن عليّ بن عساكر البطائحي وغيره. وسمع من أبي الفتح محمد بن عبد الباقي المعروف بابن البطّي ، وأبي القاسم يحيى بن ثابت الوكيل ، وأبي الخير بن موسى وأبي حنيفة الخطيبي الأصبهانيين ، والكاتبة شهدة بنت أبي نصر الإبري وغيرهم. وأمّ بالناس في المسجد الذي أنشأته الجهة الشّريفة والدة سيّدنا ومولانا الإمام المفترض الطاعة على كافة الأنام النّاصر لدين الله أمير المؤمنين ـ خلّد الله ملكه ورضي عنها ـ بمشرعة المزمّلات سنين إلى حين وفاته.

وكان خيّرا ، ثقة ، حسن الطّريقة. سمعنا منه.

قرأت على أبي حفص عمر بن يوسف بن محمد المقرئ ، قلت له : أخبركم أبو الفتح محمد بن عبد الباقي بن أحمد بن سلمان قراءة عليه وأنت تسمع ، فأقرّ به ، قال : أخبرنا أبو الفضل عبد الله بن عليّ بن زكري الدّقّاق قراءة عليه وأنا أسمع ، قال : حدثنا أبو الفضل عمر بن أبي سعد بن إبراهيم الهروي ، قدم علينا للحج ، قال : حدثنا أبو بكر أحمد بن إبراهيم الإسماعيلي ، قال : حدثنا محمد بن عثمان الذّارع ، قال : حدثنا أبو حذيفة ، قال : حدثنا سفيان ، عن عثمان بن حكيم ، عن عبد الرحمن بن أبي عمرة ، عن عثمان بن عفان ، عن النّبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : «من صلّى العشاء في جماعة فكأنّما قام نصف ليلة ، ومن صلّى الصّبح في جماعة فكأنما قام ليلة».

أخرجه مسلم (١) عن ابن رافع ، عن عبد الرزاق ، عن سفيان الثّوري ، عن عثمان بن حكيم.

سألت عمر بن يوسف هذا عن مولده فقال : في سنة إحدى وأربعين وخمس مئة.

وتوفي في ليلة الثّلاثاء تاسع جمادى الأولى سنة إحدى عشرة وست مئة ، ودفن يوم الثّلاثاء بالجانب الغربي بمقبرة معروف الكرخي.

__________________

(١) مسلم ٢ / ١٢٥ حديث رقم (٦٥٦).

٣٦٢

٢١٩٨ ـ عمر (١) بن يحيى (بن عيسى) (٢) بن الحسن بن إدريس ، أبو حفص.

من أهل الأنبار ، أخو شيخنا علي ، وعمر الأكبر.

سمع الحديث ، وكتب بخطّه الكثير. ذكره أبو بكر محمد بن المبارك بن مشّق في «معجم شيوخه» وقال : أجاز لي ، رحمه‌الله وإيانا.

٢١٩٩ ـ عمر بن أبي البركات ويقال : اسمه محمد بن أحمد ابن السّدنك ، والسّدنك لقب لجده ، أبو حفص ، وقيل : أبو القاسم.

سمع أبا منصور عبيد الله بن عثمان بن دوست. روى لنا عنه عبد العزيز ابن الأخضر.

قرأت على أبي محمد عبد العزيز بن محمود بن المبارك ، قلت له : أخبركم أبو حفص عمر بن أبي البركات ابن السّدنك بقراءتي عليه ، فأقرّ به ، قال : أخبرنا أبو منصور عبيد الله بن عثمان بن دوست ، قال : أخبرنا أبو عبد الله الحسين بن الحسن بن محمد الغضائري ، قال : حدثنا أبو بكر محمد بن يحيى الصّولي إملاء ، قال : حدثنا هشام بن عليّ العطّار ، قال حدثنا عثمان بن طالوت ، قال : حدثنا العلاء بن محمد ، عن محمد بن عمرو ، عن أبي سلمة ، عن أبي هريرة ، قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «أكثروا ذكر هاذم اللّذّات» ، قالوا : يا رسول الله ، وما هاذم اللذات؟ قال : «الموت» (٣).

__________________

(١) ترجمه ابن النجار في التاريخ المجدد ، الورقة ١٢٥ (باريس).

(٢) ما بين الحاصرتين أخلت به النسخة ، ولا بد منه ، وهو كما أثبتنا في ترجمة أخيه علي الآتية في موضعها من هذا الكتاب ، وكذلك في تاريخ ابن النجار.

(٣) إسناده حسن كما قال الإمام الترمذي ، من أجل محمد بن عمرو بن علقمة ، فإن حديثه لا يرتقي إلى مراتب الصحة.

أخرجه أحمد ٢ / ٢٩٢ ، والترمذي (٢٣٠٧) ، وابن ماجة (٤٢٥٨) ، والنسائي في المجتبى ٤ / ٤ ، وابن حبان (٢٩٩٢) و (٢٩٩٣) و (٢٩٩٤) ، وابن عدي في الكامل ٥ / ١٨٦٤ ، والحاكم ٤ / ٣٢١ ، والقضاعي في مسند الشهاب (٦٦٨) و (٦٦٩) و (٦٧٠) ،

٣٦٣

٢٢٠٠ ـ عمر بن أبي القاسم بن محمد بن الحسن ابن الأخرس ، أبو البركات ، يعرف بابن الطّويلة.

عم شيخنا أبي محمد عبد الله بن أبي بكر ابن الطّويلة (١) ، قال لي أبو محمد : والطّويلة لقب لجدي أبي القاسم.

سمع عمر هذا من أبي العز محمد بن المختار الهاشمي. وكان يسكن محلة دار القز بالجانب الغربي. روى عنه القاضي عمر بن عليّ القرشي حديثا في «معجمه».

أنبأنا أبو المحاسن عمر بن أبي الحسن بن الخضر الدّمشقي ، قال : أخبرنا أبو البركات عمر بن أبي القاسم ابن الأخرس ، قال : أخبرنا أبو العز محمد بن المختار بن محمد الهاشمي ، قال : أخبرنا أبو الحسن عليّ بن عمر بن محمد القزويني ، قال : حدثنا أبو حفص عمر بن محمد الزّيّات ، قال : حدّثنا محمد بن صالح بن ذريح ، قال : حدثنا عبد الأعلى بن حمّاد ، قال : حدثنا عبد الوهّاب ، عن خالد ، عن عكرمة ، عن ابن عباس ، قال : ضمّني رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم وقال : «اللهم علّمه الحكمة» (٢).

قال القرشيّ : سألت عمر ابن الطّويلة عن مولده فذكر ما يدل أنّه في سنة إحدى وثمانين وأربع مئة. وتوفي في ليلة الثّلاثاء رابع عشري ذي الحجة من سنة أربع وخمسين وخمس مئة.

٢٢٠١ ـ عمر (٣) بن أبي بكر بن عليّ بن الحسين المقرئ ، أبو حفص

__________________

والخطيب في تاريخه ٢ / ٢٦٦ و ١١ / ١٤٢ (بتحقيقنا). وهاذم اللذات : قاطع اللذات.

(١) تقدمت ترجمته في المجلد الثالث ، الترجمة ١٧١٠.

(٢) عبد الوهاب هو ابن عبد المجيد الثقفي أبو محمد البصري ، وخالد هو ابن مهران الحذاء.

وحديث خالد عن عكرمة عن ابن عباس في صحيح البخاري ١ / ٢٩ (٧٥) ، ٥ / ٣٤ (٣٧٥٦) و ٩ / ١١٣ (٧٢٧٠) ، واستوعبنا تخريجه في تعليقنا على الترمذي (٣٨٢٤) وابن ماجة (١٦٦).

(٣) تقدمت ترجمته في الرقم ٢١٦٩ وخرجنا مصادر ترجمته هناك.

٣٦٤

المعروف بابن التّبّان.

من ساكني المأمونية بالبستان الصّغير ، وله مسجد مقابل للدّرب المذكور يؤمّ فيه بالنّاس في أوقات الصّلوات.

شيخ ساكن ، مقبل على شأنه.

سمع بنفسه من جماعة ، وكتب بخطّه. وكانت أصوله فيها بعض السّقم ، وكان سماعه صحيحا. سمع أبا القاسم بن الحصين ، وأبا غالب ابن البنّاء ، وأبا بكر المزرفي ، والقاضي أبا بكر الأنصاري ، وأبا نصر اليونارتي ، وأبا القاسم الشّحّامي ، وغيرهم.

سمع منه قبلنا القاضي القرشي وسمّى أباه غانما ، وقد تقدم ذكرنا له بذلك ، وأعدنا ذكره هاهنا على ما هو المشهور من اسم أبيه والذي نتحقّقه ، والله الموفق.

قرأت على أبي حفص عمر بن أبي بكر ابن التّبّان من أصل سماعه ، قلت له : أخبركم أبو القاسم هبة الله بن محمد بن عبد الواحد بن الحصين قراءة عليه وأنت تسمع ، فأقرّ به ، قال : أخبرنا القاضي أبو القاسم عليّ بن المحسّن بن علي التّنوخي قراءة عليه ، قال : أخبرنا الحسين بن محمد بن عبيد الدّقّاق والحسن بن جعفر الخرقي ، قالا : حدثنا محمد بن يحيى بن سليمان قال : حدثنا عاصم بن عليّ ، قال : حدثنا المسعودي ، عن يزيد الرّقاشي ، عن أنس بن مالك ، قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «لا يردّ الدّعاء بين الأذان والإقامة» (١).

سألت عمر ابن التّبّان عن مولده ، فقال : ولدت في رجب سنة سبع وخمس مئة.

__________________

(١) إسناد ضعيف لضعف يزيد ـ وهو ابن أبان ـ الرقاشي ، أخرجه من حديثه : الطيالسي (١٢٦٠) ، وأبو يعلى (٤١٠٩) ، وأبو نعيم في حلية الأولياء ٣ / ٥٤ ، والخطيب في تاريخه ٥ / ٥٧٠ (بتحقيقنا). ولنا كلام جيّد على هذا الحديث في تعليقنا على تاريخ الخطيب ٥ / ٥٣٠ ـ ٥٣١ فراجعه تجد فائدة إن شاء الله تعالى.

٣٦٥

وتوفي يوم الثّلاثاء عاشر جمادى الأولى سنة اثنتين وثمانين وخمس مئة.

٢٢٠٢ ـ عمر (١) بن أبي السّعادات بن محمد بن مكابر السّقلاطونيّ ، أبو حفص الوكيل بباب القضاة.

من أهل الجانب الغربي.

سمع من أبي القاسم بن الحصين ، والقاضي أبي بكر محمد بن عبد الباقي البزّاز ، وغيرهما ، وروى عنهم.

سمع منه القاضي أبو المحاسن الدّمشقي وقال : سألته عن مولده فقال ما يدلّ أنّه في سنة ست عشرة وخمس مئة.

وقد سمع منه أصحابنا ، وأجاز لنا ، وما قدّر لي لقاؤه.

وتوفي في شهر رمضان سنة إحدى وتسعين وخمس مئة ، ودفن بباب حرب ، رحمه‌الله وإيانا.

٢٢٠٣ ـ عمر (٢) بن أبي الحسن بن فارس ، أبو حفص الطّينيّ ، بنون بعد الياء.

من أهل الجانب الغربي.

سمع أبا الوقت وطبقته ، وحدّث باليسير.

توفي في رجب سنة خمس وتسعين وخمس مئة.

__________________

(١) ترجمه ابن النجار في التاريخ المجدد ، الورقة ١٠٤ (باريس) وسمى أباه «عبد الله» ، والمنذري في التكملة ١ / الترجمة ٢٨٦ ، والذهبي في تاريخ الإسلام ١٢ / ٩٦٤ ، والمختصر المحتاج ٣ / ١١١.

(٢) ترجمه ابن نقطة في إكمال الإكمال ٤ / ٦٩ وسمى أباه عليّا ، وابن النجار في التاريخ المجدد ، الورقة ٩٨ (باريس) ، والمنذري في التكملة ١ / الترجمة ٤٨٧ ، والذهبي في تاريخ الإسلام ١٢ / ١٠٣٧ وسمّى أباه عليا كذلك ، والمشتبه ٤٢٣ ، وابن ناصر الدين في توضيح المشتبه ٦ / ٣٩ ، وابن حجر في تبصير المنتبه ٣ / ٨٧٨.

٣٦٦

٢٢٠٤ ـ عمر (١) بن أبي بكر ابن الوسطاني ، أبو حفص.

قال عبد الله بن أبي بكر الخبّاز : كان يسكن بباب الأزج ، وسمع أبا غالب ابن البنّاء ، وروى لنا عنه. وأخرج عنه في «مشيخته» حديثا عن أبي غالب المذكور ، رحمه‌الله وإيانا.

٢٢٠٥ ـ عمر (٢) بن أبي السّعادات بن أبي الحسن واسمه محمد بن أحمد بن صرما ، أبو حفص الإسكيف.

من أهل باب الأزج ، ابن عم محمد وأحمد ابني يوسف بن محمد بن صرما ، هكذا وجدنا اسم أبيه مكنّيا (٣).

سمع من أبي الفضل محمد بن ناصر البغدادي شيئا من أماليه ، وروى لنا عنه.

قرأت على عمر بن أبي السّعادات بن صرما ، قلت له : أخبركم أبو الفضل محمد بن ناصر بن محمد السّلامي إملاء ، فأقرّ به ، قال : أخبرنا أبو القاسم عليّ ابن أحمد بن محمد ابن البسري قراءة عليه وأنا أسمع ، قال : أخبرنا أبو طاهر محمد بن عبد الرحمن المخلّص ، قال : حدثنا أبو القاسم عبد الله بن محمد البغوي ، قال : حدثنا أبو الرّبيع الزّهراني ، قال : حدثنا حمّاد بن زيد ، عن أيوب ، عن نافع ، عن ابن عمر ، عن بلال ، أنّ النّبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم صلّى بين العمودين تلقاء وجهه في جوف الكعبة (٤).

__________________

(١) ترجمه ابن النجار في التاريخ المجدد ، الورقة ٩٤ (باريس).

(٢) ترجمه ابن نقطة في إكمال الإكمال ٣ / ٥٧٨ ، وابن النجار في التاريخ المجدد ، الورقة ١٠٥ ، والمنذري في التكملة ٣ / الترجمة ١٩٠١ ، والذهبي في تاريخ الإسلام ١٣ / ٥٨٢.

(٣) سمّاه ابن النجّار : عبد الله.

(٤) حديث ابن عمر عن بلال في الصحيحين : البخاري في الصلاة ١ / ١٠٩ (٣٩٧) و ١ / ١٢٦ (٤٦٨) و ١ / ١٣٤ (٥٠٤) و (٥٠٥) و (٥٠٦) و ٢ / ٧١ (١١٦٧) ، وفي الحج ٢ / ١٨٣ (١٥٩٨) و ٢ / ١٨٤ (١٥٩٩) ، وفي الجهاد ٤ / ٦٨ (٢٩٨٨) ، وفي المغازي ٥ / ٢٢٢

٣٦٧

توفي عمر بن صرما يوم الاثنين العشرين من ذي القعدة سنة تسع عشرة وست مئة ، ودفن بباب حرب ، رحمه‌الله وإيانا.

٢٢٠٦ ـ عمر (١) بن أبي العز بن عمر ، أبو حفص ، يعرف بابن البحريّ (٢).

من أهل الحربية.

سمع أبا الفتح محمد بن عبد الباقي المعروف بابن البطّي ، وروى عنه. سمعنا منه شيئا يسيرا.

قرأت على عمر بن أبي العز ابن البحري : أخبركم محمد بن عبد الباقي بن أحمد قراءة عليه ، قال : أخبرنا أبو الفضل حمد بن أحمد بن الحسن الحدّاد ، قال : أخبرنا أبو نعيم أحمد بن عبد الله الحافظ ، قال : أخبرنا إبراهيم بن أحمد ابن أبي حصين ، قال : حدثنا محمد بن عبد الله الحضرمي ، قال : حدثنا عمرو ابن عبد الله الأودي ، قال : حدثنا مسعر ، عن قتادة ، عن أنس ، قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «لكلّ نبيّ دعوة يدعو بها في أمّته ، وإني جعلت دعوتي شفاعة لأمتي» (٣).

توفي عمر ابن البحري يوم الأحد مستهل ذي القعدة سنة خمس عشرة وست مئة ، ودفن بباب حرب.

٢٢٠٧ ـ عمر (٤) بن أبي القاسم بن بندار بن محمد بن عبد الرّحيم

__________________

(٤٤٠٠) ، ومسلم في الحج من صحيحه (١٣٢٩).

(١) ترجمه ابن نقطة في إكمال الإكمال ١ / ٣٦٦ ، وابن النجار في التاريخ المجدد ، الورقة ٩٩ (باريس) ، والمنذري في التكملة ٢ / الترجمة ١٦٣٣ ، والذهبي في تاريخ الإسلام ١٣ / ٤٤٤ ، والمختصر المحتاج ٣ / ١١٢ ، وابن ناصر الدين في توضيح المشتبه ١ / ٣٩٠.

(٢) سأله ابن النجار عن هذه النسبة فقال : كان والدي تاجرا يسافر ويطول في أسفاره فلقب بالبحري.

(٣) حديث صحيح تقدم تخريجه في الترجمة ٥٠٨.

(٤) ترجمه ابن النجار في التاريخ المجدد ، الورقة ١١٧ (باريس) ، والمنذري في التكملة ٢ /

٣٦٨

التّبريزيّ ، أبو حفص.

قدم بغداد متفقها ، وأقام بالمدرسة النّظامية مدة ، وصحب الصّوفية ، وسافر إلى الحجاز واليمن ومصر ، وعاد إليها ، وتولّى الحجابة بالمخزن المعمور ، ونفّذ من الدّيوان العزيز ـ مجّده الله ـ رسولا إلى جهات ، وحمدت خدمته ، وتولّى حجابة الحجّاب في جمادى الآخرة سنة إحدى وست مئة.

وقد سمع بتبريز من أبي منصور محمد بن أسعد الطّوسي المعروف بحفدة العطّاري. وأجاز له سيّدنا ومولانا الإمام المفترض الطاعة على كافة الأنام النّاصر لدين الله أمير المؤمنين ـ خلّد الله ملكه وأدام أيامه ـ وروى عنه ببغداد ، والله الموفق للصواب.

وتوفي يوم الاثنين مستهل ذي الحجة سنة خمس عشرة وست مئة ، ودفن يوم الثّلاثاء عند جامع السّلطان.

٢٢٠٨ ـ عمر (١) ، يعرف بالكميماتيّ.

كان يسكن بالقطيعة بباب الأزج ، وكان يوصف بالصّلاح والخير.

توفي يوم الجمعة ثاني عشر صفر سنة ثلاث وتسعين وخمس مئة ، ودفن بمقبرة مجاورة للقطيعة بباب الأزج ، رحمه‌الله وإيانا.

* * *

__________________

الترجمة ١٦٣٨ ، والذهبي في تاريخ الإسلام ١٣ / ٤٤٤.

(١) ترجمه ابن النجار في التاريخ المجدد ، الورقة ١٢٣ (باريس) ، والمنذري في التكملة ١ / الترجمة ٣٧٦ ، وابن الساعي في أخبار الزهاد ، الورقة ٩٠ ، والذهبي في تاريخ الإسلام ١٢ / ١٠٠٣.

٣٦٩

ذكر من اسمه عثمان

٢٢٠٩ ـ عثمان (١) بن أبي الفرج بن الحسين ، أبو عمرو النّهربينيّ.

منسوب إلى قرية تسمى النّهربين بين بغداد ونهروان (٢). كان يسكن القطيعة بباب الأزج ، وكان من الصالحين العابدين.

ذكره أبو الفضل أحمد بن صالح بن شافع في «تاريخه» وقال : كان من العبّاد ، سمع أبا القاسم بن الحصين ، وأبا غالب ابن البنّاء ، وغيرهما.

أنبأنا أبو بكر محمد بن المبارك بن مشّق ، قال : توفي عثمان النّهربيني يوم الاثنين تاسع ربيع الآخر سنة ثلاث وستين وخمس مئة.

٢٢١٠ ـ عثمان (٣) بن محمد بن أحمد بن محمد بن نقاقا ، أبو عمرو النّجّار ، أخو عمر الذي قدّمنا ذكره (٤).

من أهل باب الأزج.

سمع أبا الخطّاب محفوظ بن أحمد الكلوذاني ، وأبا طالب عبد القادر بن محمد بن يوسف ، وغيرهما. سمع منه أبو القاسم تميم بن أحمد ابن البندنيجي ، وأبو بكر محمد بن المبارك بن مشّق ، وغيرهما.

قال تميم بن أحمد ابن البندنيجي : وتوفي عثمان بن نقاقا في سنة ست وستين وخمس مئة ، ودفن بمقبرة الفيل بباب الأزج. وخالفه في ذلك القاضي عمر بن عليّ بن الخضر القرشي فقال : توفي يوم الجمعة ثامن عشر محرم سنة

__________________

(١) ترجمه ابن النجار في التاريخ المجدد ٢ / ٢٢١.

(٢) ويقال فيها «نهربيل» باللام في آخرها بدلا من النون ، ذكرها ياقوت في معجم البلدان ٥ / ٣١٨.

(٣) ترجمه ابن النجار في التاريخ المجدد ٢ / ٢٢٥ ، والذهبي في تاريخ الإسلام ١٢ / ٣٤٠.

(٤) الترجمة ٢١٧٤.

٣٧٠

خمس وستين وخمس مئة ؛ ذكر ذلك لي الشّريف الزيدي لأنني كنت في الحج.

قلت : والأظهر أنّ هذا هو الأصح ، والله أعلم ، رحمه‌الله وإيانا.

٢٢١١ ـ عثمان (١) بن عبد الملك بن عثمان اللّخميّ ، أبو عمرو الصّفّار ، أخو عبد الرحمن المقدّم ذكره (٢).

مغربي الأصل بغداديّ المولد والدار.

سمع أبا الحسن عليّ بن أحمد بن فتحان ، وأبا القاسم عليّ بن أحمد بن بيان ، وأبا عليّ محمد بن سعيد بن نبهان ، وأبا الخطّاب محفوظ بن أحمد الفقيه ، والشّريف أبا طالب الحسين بن محمد الزّينبي ، وغيرهم.

سمع منه أبو المحاسن عمر بن أبي الحسن الدّمشقي وطبقته ، وحدّثنا عنه عبد العزيز بن الأخضر.

قرأت على أبي محمد عبد العزيز بن محمود بن المبارك ، قلت له : أخبركم أبو عمرو عثمان بن عبد الملك اللّخمي قراءة عليه ، فأقرّ به ، قال : أخبرنا أبو القاسم عليّ بن أحمد بن محمد بن بيان.

وأخبرناه عاليا أبو السّعادات نصر الله بن عبد الرحمن بن محمد القزّاز بقراءتي عليه ، قلت له : قرئ على أبي القاسم عليّ بن أحمد بن بيان وأنت تسمع ، فأقرّ به ، قال : أخبرنا أبو الحسن محمد بن محمد بن مخلد ، قال : أخبرنا أبو عليّ إسماعيل بن محمد الصّفّار ، قال : حدثنا الحسن بن عرفة ، قال : حدثنا إسماعيل بن عيّاش ، عن عبد الرحمن بن الحارث ، عن عمرو بن شعيب ، عن أبيه عن جدّه ، قال : نهى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم عن نتف الشيب وقال : «هو نور الإسلام» (٣).

__________________

(١) ترجمه ابن النجار في التاريخ المجدد ٢ / ٢١١ ، والذهبي في تاريخ الإسلام ١٢ / ٤٩٣ ، والمختصر المحتاج ٣ / ١١٢.

(٢) الترجمة ١٨١٤.

(٣) حديث صحيح ، وهذا إسناد حسن ، تقدم تخريجه في الترجمة ٨٢٩.

٣٧١

أنبأنا عمر بن عليّ بن الخضر ، قال : توفي عثمان بن عبد الملك اللخمي في سنة إحدى وسبعين وخمس مئة ، أوسطها.

٢٢١٢ ـ عثمان (١) بن أحمد بن محمد بن يحيى بن أبي ياسر ، أبو عمرو الصّوفي.

سمع القاضي أبا بكر محمد بن عبد الباقي بن محمد الأنصاري ، وروى عنه ، سمع منه الحافظ عمر بن أبي الحسن الدّمشقي ، وأخرجه عنه حديثا في «معجم شيوخه».

أنبأنا أبو المحاسن عمر بن عليّ بن الخضر ، قال : أخبرنا أبو عمرو عثمان ابن أحمد بن محمد الصّوفي ، قال : أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الباقي بن محمد البزّاز ، قال : أخبرنا أبو محمد الحسن بن عليّ بن محمد الجوهري ، قال : حدثنا محمد بن عبيد الله ابن الشّخّير ، قال : حدثنا عثمان بن جعفر ، قال : حدثني محمد بن عبد الوهّاب أبو قرصافة ، قال : حدثنا آدم بن أبي إياس ، قال : حدثنا شعبة ، عن موسى بن عقبة ، عن الزّهري ، عن أبي بكر بن عبد الرحمن ، عن أبي هريرة ، قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «من باع سلعة لم يكن قبض من ثمنها شيئا فهي له ، وإن كان قبض منها شيئا فهو أسوة الغرماء» (٢).

__________________

(١) ترجمه ابن النجار في التاريخ المجدد ٢ / ١٩٧.

(٢) حديث صحيح.

رواه ابن النجار في تاريخه ٢ / ١٩٨ بسنده ومتنه ، وأخرجه بلفظ مقارب أبو داود في سننه من حديث إسماعيل بن عياش عن الزبيدي عن الزهري (٣٥٢٢) ، وهو إسناد ضعيف. ورواه من طريق مالك عن الزهري مرسلا (٣٥٢٠) و (٣٥٢١). وذكر أن حديث مالك المرسل أصح ، وهو كذلك في الموطأ (١٩٧٩ برواية الليثي وتعليقنا عليها). على أنّ ابن عبد البر أشار إلى اختلاف أصحاب الزهري في رواية هذا الحديث عليه موصولا ومرسلا ، فرواه صالح بن كيسان ويونس بن يزيد ومعمر بن راشد عنه مرسلا كما رواه مالك. قال : «ورواه موسى بن عقبة عن ابن شهاب ، عن أبي بكر بن عبد الرحمن ، عن أبي هريرة عن

٣٧٢

قال القرشي : توفي عثمان هذا يوم الأربعاء ثامن عشري جمادى الآخرة سنة ثلاث وسبعين وخمس مئة.

٢٢١٣ ـ عثمان (١) بن أبي بكر بن محمد ، أبو عمرو المغربيّ.

أديب ، له شعر حسن. قدم بغداد ، وكتب عنه أبو المعالي سعد بن عليّ الحظيري الكتبي شيئا من شعره ، وذكره في كتابه المسمى «زينة الدّهر في الطائف شعراء العصر» ، قال : من شعره ما أنشدني لنفسه ببغداد :

كأنّ رياض ساحته سماء

وناجم زهرها زهر النجوم

نزلنا من رباه فويق هام

معمّمة من النّبت العميم

تعطّرنا الرياح به كأنا

نشمّ المسك من كفّ النّسيم

٢٢١٤ ـ عثمان (٢) بن محمد بن الحسن الدّقّاق ، أبو عمرو المعروف

__________________

النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم مسندا ، حدث به هشام بن عمار ، عن إسماعيل بن عياش عن موسى بن عقبة ، عن الزهري ، عن أبي بكر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام عن أبي هريرة ، عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، قال : أيما رجل باع سلعة ... ذكره بقي بن مخلد ومحمد بن يحيى النيسابوري وغيرهما عن هشام هكذا ، وإسماعيل بن عياش فيما روى عن أهل المدينة ليس بالقوي. ورواه الزبيدي ، واسمه محمد بن الوليد حمصي يكنى أبا الهذيل ، عن الزهري ، عن أبي بكر عن أبي هريرة مسندا ، كما رواه موسى بن عقبة (التمهيد ٨ / ٤٠٦ ـ ٤٠٨).

قال بشار : حديث هشام بن عمار عن إسماعيل ، عن موسى بن عقبة أخرجه ابن ماجة (٢٣٥٩) وإسناده ضعيف كما بين ابن عبد البر. أما هذه الرواية فصحيحة رجالها رجال البخاري إن كان محمد بن عبد الوهاب العسقلاني قد حفظه وهي مهمة جدا لأنها من غير طريق هشام بن عمار عن إسماعيل ، وهي الرواية المعلولة ، وبها يصح الحديث إن شاء الله تعالى.

(١) ترجمه ابن النجار في تاريخه المجدد ١ / ١٩٩ وكنّاه أبا بكر ونسبه قليعا ، نقلا عن الحظيري أيضا.

(٢) ترجمه ابن النجار في التاريخ المجدد ٢ / ٢٣٢ ، والمنذري في التكملة ١ / الترجمة ١٠٠ ، والذهبي في تاريخ الإسلام ١٢ / ٨٢٠.

٣٧٣

بابن قديرة ، والد شيخينا : عبد الله ويوسف ابني عثمان.

من أهل باب البصرة.

سمع أبا البدر إبراهيم بن محمد الكرخي ، وغيره ، وحدّث عنه. سمع منه أبو بكر محمد بن المبارك بن مشّق ، وأبو المعالي محمد بن أحمد بن شافع ، ويعيش بن مالك الفقيه وجماعة.

أنبأنا أبو بكر محمد بن أبي طاهر البيّع ، قال : مولد عثمان بن محمد الدّقّاق في سنة ست وخمس مئة.

وتوفي يوم الثلاثاء خامس محرم سنة ست وثمانين وخمس مئة.

٢٢١٥ ـ عثمان (١) بن سعادة بن غنيمة المعّاز ، أبو عمرو اللّبّان.

من شيوخ عبد الله بن أحمد الخبّاز ، ذكر أنّه سمع من أبي الفضل بن ناصر ، وأبي الوقت السّجزي ، وأنّه سمع منه ، وأخرج عنه حديثا في «مشيخته» وقال : توفي في سنة ست وثمانين وخمس مئة.

٢٢١٦ ـ عثمان (٢) بن إبراهيم التّركستانيّ الأصل الواسطيّ المولد ، أبو عمرو الواعظ الصّوفيّ ، أخو عمر المقدّم ذكره (٣) ، يعرف بابن التّركيّ.

كان حافظا للقرآن المجيد ، حسن القراءة جيّد الأداء ، قد قرأ على جماعة من الشيوخ ، وسمع شيئا من الحديث ، وتكلّم في الوعظ ، وخالط الصّوفية ، وغلب عليه طريقهم.

قدم بغداد ، واستوطنها إلى أن توفي بها ، وسكن برباط بهروز ، وما حدّث

__________________

(١) ترجمه ابن النجار في التاريخ المجدد ٢ / ٢٠٤ ، والمنذري في التكملة ١ / الترجمة ١٢٨ ، والذهبي في تاريخ الإسلام ١٢ / ٨٢٠.

(٢) ترجمه المنذري في التكملة ١ / الترجمة ٢١٣ ، وابن الفوطي في الملقبين بعلاء الدين من تلخيص مجمع الآداب ٤ / الترجمة ١٥٣٢ نقلا صريحا من هذا الكتاب.

(٣) الترجمة.

٣٧٤

بشيء لأنّه توفي شابا في ذي القعدة من سنة تسع وثمانين وخمس مئة ، ودفن بالجانب الغربي بمقبرة الصّوفية المجاورة لرباط الزّوزني مقابل جامع المنصور.

٢٢١٧ ـ عثمان (١) بن أبي بكر ، وسألته عن اسمه فقال : إبراهيم ، ابن جلدك القلانسيّ.

من أهل الموصل.

طلب الحديث بنفسه ، وسمع الكثير ببلده وبالشّام والعراق وأصبهان وغيرها من البلاد. وكتب بالموصل عن أبي الفضل عبد الله بن أحمد ابن الطّوسي ، وأبي الرّبيع سليمان بن محمد بن خميس ، وأبي منصور بن مكارم المؤدّب ، وبدمشق عن أبي طاهر بركات بن إبراهيم الخشوعي وغيره ، وبأصبهان عن أبي موسى الحافظ وجماعة من أصحاب أبي عليّ الحدّاد ، وببغداد عن أصحاب أبي القاسم بن بيان وأبي طالب بن يوسف وأبي سعد ابن الطّيوري ، وبواسط عن القاضي أبي الفتح ابن المندائي وأبي الفرج بن نغوبا ، وبالبصرة عن أبي الحسين ابن البرذعي وفيّاض بن أحمد الحداد وغيرهم. وأقام ببغداد مدة للتفقه على الشّيخ أبي القاسم بن فضلان. وكان فيه فضل ، وله شعر ، كتب عنه شيء من شعره وعلّقت عنه.

أنشدني أبو عمرو عثمان بن أبي بكر الموصلي لنفسه وكتبه لي بخطّه (٢) :

ما العزم أن تشتهي شيئا وتتركه

حقيقة العزم منك الجدّ والطّلب

كم سوّفت خدع الآمال ذا أرب

حتّى قضى قبل أن يقضى له أرب

نلهو ونلعب والأقدار جارية

فينا ونأمل والأعمار تقتضب

وما تقلّب دنيانا بنا عجب

لكنّ آمالنا فيها هي العجب

__________________

(١) ترجمه ابن المستوفي في تاريخ إربل ١٨٢ ، والمنذري في التكملة ١ / الترجمة ٣٧٠ ، والذهبي في تاريخ الإسلام ١٢ / ٩٨٠ ، وابن الملقن في العقد المذهب ، الورقة ١٦٣.

(٢) هذه الأبيات نقلها ابن المستوفي من تاريخ ابن الدبيثي هذا.

٣٧٥

بلغنا أنّ عثمان بن أبي بكر هذا توفي بالموصل في آخر سنة اثنتين وتسعين وخمس مئة (١) ، والله أعلم.

٢٢١٨ ـ عثمان (٢) بن نصر بن منصور بن الحسين ابن العطّار ، أبو عمرو بن أبي القاسم الحرّانيّ الأصل البغداديّ المولد والدار.

سمع مع أخيه الأكبر أبي بكر منصور من جماعة منهم : أبو الوقت السّجزي ، وأبو الفتح المعروف بابن البطّي ، وأبو الرّضا بن بدر الشّيحي ، وأبو محمد ابن الخشّاب ، وغيرهم. وما أعلم أنّه حدّث بشيء. وكان دمثا متواضعا سهل الأخلاق.

توفي في ليلة الأحد تاسع عشر ذي القعدة من سنة خمس وتسعين وخمس مئة ، ودفن يوم الأحد بالجانب الغربي بمقبرة باب حرب عند أبيه وأهله.

٢٢١٩ ـ عثمان (٣) بن الحسين بن محمد بن الحكيم ، أبو عمرو بن أبي عبد الله.

من أهل الحريم الطّاهري ، أخو أبي بكر محمد المقدّم ذكره (٤).

سمع أبا القاسم هبة الله بن محمد بن الحصين ، وروى عنه. سمع منه قبلنا القاضي عمر بن عليّ القرشي ، وأحمد بن طارق ، وسمعنا منه.

قرأت على أبي عمرو عثمان بن الحسين بن الحكيم ، قلت له : أخبركم أبو

__________________

(١) ذكر ابن المستوفي وفاته بالموصل في يوم الاثنين رابع عشر شوال من السنة ، ودفن بمقبرة باب الجصاصة.

(٢) ترجمه ابن النجار في التاريخ المجدد ٢ / ٢٤٣ ، والمنذري في التكملة ١ / الترجمة ٥٠٣ ، وابن الساعي في الجامع المختصر ٩ / ١٤ ، والذهبي في تاريخ الإسلام ١٢ / ١٠٣٦.

(٣) ترجمه ابن نقطة في إكمال الإكمال ٢ / ٢٦٧ ، وابن النجار في التاريخ المجدد ٢ / ٢٠٢ ، والمنذري في التكملة ١ / الترجمة ٥٥٣ ، والذهبي في تاريخ الإسلام ١٢ / ١٠٨٢ ، والمختصر المحتاج ٣ / ١١٢.

(٤) الترجمة ١٤٣.

٣٧٦

القاسم هبة الله بن محمد بن الحصين قراءة عليه وأنت تسمع ، فأقرّ به ، قال : أخبرنا أبو عليّ الحسن بن عليّ بن محمد ابن المذهب قراءة عليه ، قال : أخبرنا أبو بكر أحمد بن جعفر بن حمدان القطيعي ، قال : أخبرنا عبد الله بن أحمد بن حنبل ، قال : حدثني أبي ، قال (١) : حدثنا ربعي بن إبراهيم ، قال : حدثنا عبد الرحمن بن إسحاق ، عن محمد بن عبد الله (٢) بن عمرو بن هشام ، عن بسر ابن سعيد ، عن زيد بن خالد الجهني ، قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «لا تمنعوا إماء الله مساجد الله وليخرجن تفلات» (٣).

أنبأنا القاضي عمر بن عليّ القرشي ، قال : سألت عثمان بن الحكيم عن مولده فقال ما يدل أنّه في سنة خمس عشرة وخمس مئة.

قلت : وتوفي في ذي القعدة من سنة ست وتسعين وخمس مئة.

٢٢٢٠ ـ عثمان (٤) بن أبي سعد بن عبد الوهّاب ، أبو عمرو الخبّاز.

__________________

(١) المسند ٥ / ١٩٣.

(٢) في النسختين : «عبد الملك» وهو غلط محض لم يقل به أحد ، وما أثبتناه من المسند وغيره من مصادر التخريج.

(٣) حديث صحيح ، وهذا إسناد فيه مقال ، فقد تفرد به عبد الرحمن بن إسحاق ، وهو ابن عبد الله بن الحارث المدني ، وهو وإن كان صدوقا لكنه يخطئ ، وقد خولف في هذا الإسناد فرواه إبراهيم بن سعد عن أبيه وعن صالح بن كيسان ، عن محمد بن عبد الله بن عمرو بن هشام ، عن بكير بن عبد الله بن الأشج ، عن بسر بن سعيد ، عن زينب الثقفية امرأة عبد الله ابن مسعود أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم أمرها أن لا تمس طيبا إذا خرجت إلى العشاء الآخرة ، كما عند الطيالسي (١٦٥٢) ، ومسند أحمد ٦ / ٣٦٣ ، والنسائي ٨ / ١٥٥ وابن حبان (٢٢١٢) وغيرهم ، وإبراهيم بن سعد أوثق من عبد الرحمن بن إسحاق ، فهو ثقة من رجال الشيخين. وأيضا فإن الحديث في صحيح مسلم (٤٤٣) من رواية بسر بن سعيد عن زينب امرأة عبد الله ، وهو الصواب إن شاء الله. وهو في الصحيحين من حديث ابن عمر من غير قوله «وليخرجن تفلات» ومعناه : تاركات للطيب.

(٤) ترجمه ابن النجار في التاريخ المجدد ٢ / ٢٠٥.

٣٧٧

ذكر عبد الله بن أبي بكر الخبّاز أنّه حدّث عن أبي القاسم سعيد بن أحمد ابن البنّاء ، وأخرج عنه حديثا رواه له عن سعيد المذكور ، رحمه‌الله وإيانا.

٢٢٢١ ـ عثمان (١) بن عمر الصّوفي ، أبو عمرو.

من أهل همذان.

أحد الصّوفية المعروفين بين أهل الطّريقة. قدم بغداد ، وأقام بها إلى أن توفي بها ، ولقيته برباط المأمونية. وكان شيخا حسنا ، مواظبا على العبادات والأوراد ، حافظا لقواعد القوم. وانتقل إلى رباط الشّونيزية متقدّما فيه ، وخادما للفقراء الساكنين به ، وناظرا في وقفه ، فعمر الموضع ، وظهر من توفّر همّته على مصالحه ما شهد بحسن نيّته وحمد عليه. ولم يزل مقيما به إلى أن توفي ليلة الاثنين سادس عشر شهر ربيع الأول سنة خمس وست مئة ، ودفن يوم الاثنين بمقبرة الشّونيزي مقابل الرّباط.

٢٢٢٢ ـ عثمان (٢) بن إبراهيم بن فارس بن مقلّد ، أبو عمرو الخبّاز يعرف بابن السّيبي.

من أهل باب الأزج ، أخو إسماعيل الذي قدّمنا ذكره (٣).

سمع من أبوي الفضل : محمد بن يوسف الأرموي ومحمد بن ناصر بن محمد البغدادي ، وغيرهما. وخرج عن بغداد قديما ، ولم يحدّث بها. ونزل الموصل ، وأقام بها إلى أن توفي ، وروى هناك.

وسمع منه جماعة من أهل الموصل والقادمين إليها ، وكان سماعه صحيحا

__________________

(١) ترجمه المنذري في التكملة ٢ / الترجمة ١٠٥٣ ، وابن الساعي في الجامع المختصر ٩ / ٢٧٣ ، والذهبي في تاريخ الإسلام ١٣ / ١١٦.

(٢) ترجمه ابن نقطة في إكمال الإكمال ٣ / ٣٠٧ ، والتقييد ٤٠٠ ، وابن النجار في التاريخ المجدد ٢ / ١٩٢ ، والمنذري في التكملة ٢ / الترجمة ١٢٩٧ ، والذهبي في تاريخ الإسلام ١٣ / ٢٤٣ ، وابن حجر في تبصير المنتبه ٢ / ٧١٧.

(٣) الترجمة ٩٩٤.

٣٧٨

في أصول البغداديين وإن لم يكن يعرف شيئا. كتب إلينا بالإجازة من الموصل غير مرّة.

توفي في سنة عشر وست مئة ، أو نحوها ، رحمه‌الله وإيانا.

٢٢٢٣ ـ عثمان (١) بن المظفّر بن محمد ، أبو عمرو ، يعرف بابن البازيار.

من أهل شارع دار الرّقيق.

شيخ مسنّ لم يسمع في صباه. روى لنا عن أبي الفتح محمد بن عبد الباقي المعروف بابن البطّي ، وعن أبي محمد لاحق بن عليّ بن كاره.

قرأت على أبي عمرو عثمان بن المظفّر ابن البازيار ، قلت له : أخبركم أبو الفتح محمد بن عبد الباقي بن أحمد المعروف بابن البطّي قراءة عليه وأنت تسمع ، فأقرّ به ، قال : أخبرنا أبو بكر أحمد بن عليّ بن الحسين الطّريثيثي قراءة عليه ، قال : أخبرنا أبو عليّ الحسن بن أحمد بن شاذان ، قال : حدثنا أبو محمد إسماعيل بن عليّ بن إسماعيل الخطبي ، قال : حدثنا معاذ بن المثنّى ، قال : حدثنا عبد الرحمن بن المبارك ، قال : حدثنا وهيب ، عن معمر ، عن الزّهري ، عن سالم ، عن أبيه ، قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «من باع عبدا وله مال فإنّ ماله للبائع إلا أن يشترط المبتاع» (٢).

__________________

(١) ترجمه ابن النجار في التاريخ المجدد ٢ / ٢٣٩ ، والمنذري في التكملة ٢ / الترجمة ١٧٢١ ، والذهبي في تاريخ الإسلام ١٣ / ٤٧٨.

(٢) حديث صحيح.

أخرجه من طريق معمر : عبد الرزاق في المصنف (١٤٦٢٠) ، وأحمد ٢ / ٨٢ و ١٥٠ ، والنسائي في العتق من الكبرى (٤٩٩٢) ، وفي الشروط منها كما في تحفة الأشراف ٥ / ١٦٢ حديث ٦٩٧٠.

وأخرجه الحميدي (٦١٣) ، وابن أبي شيبة ٧ / ١١٢ ، وأحمد ٢ / ٩ ، ومسلم ٥ / ١٧ (١٥٤٣) ، والنسائي في المجتبى ٧ / ٢٩٧ وفي الكبرى (٤٩٩١) ، وابن ماجة

٣٧٩

توفي عثمان هذا في سنة ست عشرة وست مئة.

٢٢٢٤ ـ عثمان (١) بن مقبل بن قاسم الياسريّ ، أبو عمرو الواعظ.

من أهل الياسرية : قرية من قرى نهر عيسى.

قدم بغداد ، واستوطنها ، وتفقه بها على مذهب أبي عبد الله أحمد بن حنبل رحمه‌الله ، وتكلّم في الوعظ ، وسمع من أبي محمد ابن الخشّاب ، والكاتبة شهدة بنت أبي نصر الإبريّ ، وغيرهما. سمعنا منه أحاديث قليلة.

قرأت على أبي عمرو الياسري ، قلت له : أخبرتكم فخر النّساء شهدة بنت أحمد ابن الفرج الدّينوري قراءة عليها وأنت تسمع ، فأقرّ بذلك ، قالت : أخبرنا النقيب أبو الفوارس طراد بن محمد بن عليّ الزّينبي قراءة عليه ، قال : أخبرنا أبو الحسين عليّ بن محمد بن بشران ، قال : أخبرنا أبو الحسين أحمد بن محمد بن جعفر الجوزي ، قال : أخبرنا أبو بكر عبد الله بن محمد بن عبيد ، قال : حدثنا أبو خيثمة ، قال : حدّثنا معاذ بن معاذ ، قال : حدثنا محمد بن عمرو ، عن أبي سلمة ، عن ابن عمر ، عن النّبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : «كلّ مسكر خمر وكل مسكر حرام» (٢).

توفي يوم الخميس حادي عشري ذي الحجة سنة ست عشرة وست مئة ، ودفن يوم الجمعة بباب حرب.

__________________

(٢٢١١) وغيرهم من طريق سفيان بن عيينة عن الزهري. وله طرق أخرى عن الزهري ، فانظر جامع الترمذي والتعليق عليه (١٢٤٤).

(١) ترجمه ياقوت في (الياسرية) من معجم البلدان ٥ / ٤٢٥ ، وابن نقطة في إكمال الإكمال ٦ / ٢٩٤ ، وابن النجار في التاريخ المجدد ٢ / ٢٤٠ ، والمنذري في التكملة ٢ / الترجمة ١٧١٥ ، والذهبي في تاريخ الإسلام ١٣ / ٤٧٨ ، والمختصر المحتاج ٣ / ١١٣ ، والمشتبه ٤٢ ، والصفدي في الوافي ١٩ / ٥١٢ ، وابن رجب في الذيل على طبقات الحنابلة (١٢٢) ، وابن ناصر الدين في توضيح المشتبه ١ / ٣٢٥ ، وابن حجر في تبصير المنتبه ١ / ١٢١ ، وابن العماد في شذرات الذهب ٥ / ٦٩.

(٢) حديث صحيح ، وهذا إسناد حسن ، تقدم تخريجه في الترجمة ٢١١٦.

٣٨٠