ذيل تأريخ مدينة السلام - ج ٤

أبي عبد الله محمّد بن سعيد بن الدبيثي

ذيل تأريخ مدينة السلام - ج ٤

المؤلف:

أبي عبد الله محمّد بن سعيد بن الدبيثي


المحقق: الدكتور بشار عوّاد معروف
الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: دار الغرب الإسلامي ـ بيروت
الطبعة: ١
الصفحات: ٦٤٦

سمع بدمشق من أبي الفتح نصر الله بن محمد بن عبد القويّ المصّيصي ، وأبي العشائر محمد بن الخليل بن فارس ، وأبي القاسم نصر بن أحمد بن مطكود السّوسي ، وأبي القاسم الحسين بن الحسن الأسدي ، وأبي يعلى حمزة بن عليّ ابن الحبوبي ، وغيرهم ، وبمصر من أبي الفتوح ناصر بن الحسن الزّيدي وغيره ، وبالإسكندرية من أبي طاهر أحمد بن محمد السّلفي ، وبحلب من أبي الحسن عليّ بن عبد الله العقيلي ، وبالموصل من أبي عبد الله الحسين بن نصر بن خميس وأبي محمد عبد الرحمن وأبي الفضل عبد الله ابني أحمد ابن الطّوسي.

وورد بغداد مرّتين ؛ أولاهما : في سنة تسع وخمسين وخمس مئة ، فسمع بها من أبي عبد الله محمد بن عبد الله ابن الحرّاني ، وأبي المعمّر عبد الله بن سعد المعروف بخزيفة ، وأبي بكر أحمد بن المقرّب الكرخي ، وأبي شجاع محمد بن الحسين المادرائي ، وأبي الفتح محمد بن عبد الباقي المعروف بابن البطّي ، وأبي بكر عبد الله بن محمد ابن النّقّور. والثّانية في سنة ثمان وستين وخمس مئة ، فسمع بها أيضا من النّقيب أبي عبد الله أحمد بن عليّ بن المعمّر العلوي ، وأبي طاهر هبة الله بن بكر الفزاري ، والكاتبة شهدة بنت أحمد ابن الفرج الإبري ، وأبي الحسين عبد الحق بن عبد الخالق بن يوسف ، وأبي الفتح عبيد الله بن عبد الله بن شاتيل ومولاه خطلخ ، وغيرهم.

وسمع بالرّي من أبي الفتوح أحمد بن عبد الوهّاب الصّيرفي ، وبنيسابور من أبي الأسعد عبد الرّحمن بن عبد الواحد القشيري وأبي البركات عبد الله بن محمد الفراوي وأبي القاسم منصور بن محمد بن صاعد وأبي طالب محمد بن عبد الرحمن الكنجروذي ، وبهراة من أبي القاسم منصور بن حاتم الحبيبي وأبي النّضر عبد الرّحمن بن عبد الجبّار الحافظ والشّريف أبي القاسم عبيد الله بن حمزة الموسوي ، وبمرو من أبي طاهر محمد بن محمد السّنجي ، وبسرخس من أبي عليّ الحسن بن محمود السّرمرد ، وببغشور من عبد الله بن محمد البغوي وغيرهم. ودخل خوارزم ، وكتب بها عن جماعة ، وحدّث بها وببغداد ، ودمشق ،

٣٤١

وبلاد كثيرة في سفره.

فسمع منه بدمشق أخوه أبو الفضل عبد الله وأبو جعفر أحمد بن عليّ الفنكي ، وببغداد الشّريف أبو الحسن الزّيديّ وصبيح العطّاري وعمر بن بكرون وعبد العزيز بن الأخضر وغيرهم.

وكان يرحل إلى البلاد وللتّجارة ، ويكتب عن أهلها. وكان حسن الخطّ ، جيّد الأصول ، ذكره شيخنا عبد العزيز بن الأخضر فأثنى عليه وروى عنه في مصنّفاته ، وحدّثنا عنه.

قرأت على أبي محمد عبد العزيز بن محمود بن المبارك ، قلت : حدّثكم رفيقك الحافظ أبو الخطّاب عمر بن محمد بن عبد الله العليمي من لفظه وكتبه لكم بخطّه ، قال : أخبرنا عبد الله بن محمد البغوي ببغشور ، قال : أخبرنا أبو بكر عبد الغفّار بن محمد بن الحسين الجنابذي بنيسابور ، قال : أخبرنا أبو سعيد محمد بن موسى بن الفضل ، قال : حدثنا أبو العباس الأصم ، قال : حدّثنا محمد بن هشام ، قال : حدثنا مروان بن معاوية ، قال : حدثنا حميد ، قال : قال أنس : لما نزلت هذه الآية (لَنْ تَنالُوا الْبِرَّ حَتَّى تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ) [آل عمران : ٩٢]. قال أبو طلحة : يا رسول الله ، حائطي بكذا وكذا هو لله عزوجل ، ولو استطعت أن أسرّه لم أعلنه ، فقال : «اجعله في فقراء أهلك وقرابتك» (١).

رجع العليمي إلى دمشق قبل وفاته ، وأقام بها إلى أن مات بها ، ووقف كتبه وأوصى أن تكون بمسجد الشّريف الزّيدي ببغداد فنفّذها ورثته إلى

__________________

(١) حديث صحيح.

أخرجه من حديث حميد عن أنس : أحمد ٣ / ١١٥ و ١٧٤ و ٢٦٢ ، وعبد بن حميد (١٤١٣) ، والترمذي (٢٩٩٧) ، وأبو يعلى (٣٧٣٢) و (٣٨٦٥) ، والطبري في تفسيره ٣ / ٣٤٨ ، وابن خزيمة (٢٤٥٨) و (٢٤٥٩) ، والطحاوي في شرح المعاني ٣ / ٢٨٩ ، والدارقطني ٤ / ١٩١. وهو في الصحيحين من حديث إسحاق بن أبي طلحة عن أنس ؛ فانظر طرقه في تعليقنا على الترمذي.

٣٤٢

بغداد ، وجعلت في خزانة مسجد الزّيدي مع كتبه الوقف وهي الآن على ذلك (١).

٢١٧٦ ـ عمر بن محمد بن رزبة القلانسيّ ، أبو حفص.

من أهل همذان.

ذكر عبد الله بن أحمد الخبّاز أنّه قدم بغداد حاجا في سنة ثمانين وخمس مئة ، وأنّه حدّثه بها عن أبي الفضل بن بنيمان الهمذاني ، والله أعلم.

٢١٧٧ ـ عمر (٢) بن محمد بن عليّ ، أبو حفص القزّاز ، يعرف بابن العجيل.

من أهل الحريم الطّاهري ، أخو أبي بكر المقدّم ذكره.

شيخ خيّر ، سمع أبا القاسم بن الحصين ، وروى عنه. سمعنا منه.

أخبرنا أبو حفص عمر بن محمد ابن العجيل قراءة عليه وأنا أسمع ، قيل له : أخبركم أبو القاسم هبة الله بن محمد بن عبد الواحد قراءة عليه وأنت تسمع ، فأقرّ به ، قال : أخبرنا أبو عليّ الحسن بن عليّ بن محمد ابن المذهب ، قال : أخبرنا أبو بكر أحمد بن جعفر بن حمدان ، قال : أخبرنا أبو عبد الرحمن عبد الله بن أحمد بن حنبل ، قال : حدثني أبي ، قال (٣) : حدثنا يحيى بن سعيد ،

__________________

(١) لم يذكر ابن الدبيثي مولده ولا ذكر وفاته ، ووجدتهما في حاشية المجلد الباريسي بخط الحافظ عبد العظيم المنذري الذي أعرفه ، وهذه النسخة ملكه ، قال : «توفي عمر العليمي رضي‌الله‌عنه بدمشق في شوال سنة أربع وسبعين وخمس مئة ، قاله شيخنا أبو البركات الحسن بن محمد الشافعي (زين الأمناء ابن عساكر المتوفي سنة ٦٢٧) ، قال : وسمعته يقول : مولدي في سنة عشرين وخمس مئة بدمشق ، رضي‌الله‌عنه». وينظر بلا بد تعليقي على السير ٢١ / ٥٠ هامش ٢.

(٢) ترجمه المنذري في التكملة ١ / الترجمة ٣٧٥ ، والذهبي في المختصر المحتاج ٣ / ١٠٦ ، وتاريخ الإسلام ١٢ / ١٠٠٣.

(٣) مسند أحمد ٥ / ١٩٢ ، وهو عنده من غير هذا الطريق أيضا ٤ / ١١٤ و ١١٦.

٣٤٣

عن عبد الملك (١) ، عن عطاء ، عن زيد بن خالد الجهني ، قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «صلّوا في بيوتكم ولا تتخذوها قبورا» (٢).

توفي عمر ابن العجيل في سادس صفر سنة ثلاث وتسعين وخمس مئة ، وقد أناف على الثّمانين ، رحمه‌الله وإيانا.

٢١٧٨ ـ عمر بن محمد بن أحمد بن أحمد ابن اليعسوب ، أبو عليّ بن أبي الغنائم.

من شارع دار الرّقيق.

ذكره أبو بكر محمد بن أبي طاهر بن مشّق في «معجم شيوخه» وقد أجاز لي. وقد تقدّم ذكر أبيه (٣) وأخيه أبي طالب محمد بن محمد (٤).

٢١٧٩ ـ عمر (٥) بن محمد بن عمر الأنصاري ، أبو محمد العاقليّ ، وقيل : العقيليّ ، منسوب إلى جدّ من أجداده.

__________________

(١) في النسختين : «عبد المنذر» وهو خطأ بين ، فهو عبد الملك بن أبي سليمان العرزمي ، وشيخه عطاء هو ابن أبي رباح.

(٢) إسناده ضعيف لانقطاعه ، فإن عطاء بن أبي رباح لم يسمع من زيد بن خالد الجهني.

أخرجه ابن أبي شيبة ٢ / ٢٥٥ وعبد بن حميد (٢٧٥) ، والبزار في مسنده (٣٧٧٧) ، والطبراني في الكبير (٥٢٧٨) و (٥٢٧٩) و (٥٢٨٠).

وأخرجه عبد الرزاق (١٥٣) و (٤٠١٢) عن ابن جريج عن عطاء عن زيد بن خالد موقوفا.

(٣) الترجمة ٤٠.

(٤) الترجمة ٤٨٩.

(٥) ترجمه ابن النجار في التاريخ المجدد ، الورقة ١١٧ (باريس) ، والمنذري في التكملة ١ / الترجمة ٥٢٤ ، والذهبي في تاريخ الإسلام ١٢ / ١٠٨٣ ، والمشتبه ٤٦٧ ، والقرشي في الجواهر المضيئة ١ / ٣٩٧ ، وابن ناصر الدين في توضيح المشتبه ٦ / ٣١٢ ، وابن حجر في تبصير المنتبه ٣ / ١٠١٦ ، والتميمي في الطبقات السنية ٢ / الورقة ٩٥٩ ، والكنوي في الفوائد البهية ١٠٥.

٣٤٤

من أهل بخارى.

فقيه فاضل حنفيّ المذهب ، أحد المدرّسين ببلده ، موصوف بالزّهد والصّلاح. قدم بغداد حاجا في سنة ثمان وثمانين وخمس مئة ، فحج وحدّث بمكة شرّفها الله ، فسمع منه هناك أبو محمد القاسم بن عليّ بن عساكر الدّمشقي ، وأبو الخير بدل بن أبي المعمّر التّبريزي ، وغيرهما. وعاد إلى بغداد فحدّث بها عن أبي بكر بن محمد بن الحسن الحدّادي ، وأبي حفص عمر بن محمد العوفي ، سمع منه القاضي أبو الكرم المظفّر بن المبارك الحنفي وجماعة.

وعاد إلى بلده وكتب إلينا بالإجازة من هناك في سنة إحدى وتسعين وخمس مئة. وحدثني محمود بن أحمد ابن الصّابوني البخاري أنّه توفي ببخارى في شهر ربيع الأوّل سنة ست وتسعين وخمس مئة ، ودفن بمقبرة كلاباذ بها.

٢١٨٠ ـ عمر (١) بن محمد بن أبي الجيش (٢) ، أبو محمد الصّوفيّ.

من أهل سداو (٣) : بلدة قريبة من همذان كان له بها رباط يخدم الفقراء والمجتازين به ، ويكثر الحجّ من صباه إلى أن شاخ.

لقيته ببغداد في رباط المأمونية ، وسألته عن شيء من مسموعاته ، فأخرج لي جزاءا قد سمعه بهمذان من أبي المعالي محمد بن عثمان المؤدّب فانتقيت منه أحاديث قرأتها عليه. وذكر لي أيضا أنّه سمع من الحافظ أبي العلاء ابن العطّار وغيره ، وكان ظاهره الصّدق.

قرأت على أبي محمد عمر بن محمد الصّوفي ، قلت له : أخبركم أبو المعالي محمد بن عثمان بن أبي بكر المؤدّب قراءة عليه وأنت تسمع بهمذان ، فأقرّ به ، قال : أخبرنا أبو ثابت مجير بن منصور ، قال : أخبرنا أبو محمد جعفر بن

__________________

(١) ترجمه المنذري في التكملة ١ / الترجمة ٦٢٩ ، وعنه ابن الصابوني في تكملة إكمال الإكمال ١١٨ ، والذهبي في تاريخ الإسلام ١٢ / ١١١٨.

(٢) قيده ابن الصابوني.

(٣) لم يذكرها ياقوت في معجم البلدان.

٣٤٥

محمد بن الحسين الأبهري ، قال : حدثنا عبد الله بن أحمد بن رزبة ، قال : حدثنا عبد العزيز بن محمد التّميمي ، قال : حدثنا أبي ، قال : حدثنا عبد العزيز بن معاوية ، قال : حدثنا مهدي بن جعفر ، قال : حدثنا الوليد بن مسلم ، عن طلحة بن عمرو ، عن عطاء ، عن أبي هريرة ، أنّ النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : «زر غبّا تزدد حبّا» (١).

وبالإسناد : أخبرنا أبو محمد جعفر بن محمد بن الحسين الأبهري ، قال : أنشدني أبو الحسن الخضر بن عبد الله الواسطي ، قال : أنشدني عليّ بن عبد الله ابن موسى لنفسه :

إلى كم أداوي القلب والقلب ذاهب

وحتّى متى هذي الدّموع السّواكب

فيا نفس صبرا لست أول وامق

ورفقا فإنّ الحبّ فيه عجائب

كريم أصابته من الدّهر نكتة

وأيّ كريم لم تصبه النّوائب

عاد عمر بن محمد السّداوي إلى بلده بعد أن كتبت عنه ، وبلغنا أنّه توفي به في سنة سبع وتسعين وخمس مئة ، والله أعلم.

٢١٨١ ـ عمر (٢) بن محمد بن الحسن القطّان ، أبو حفص ، يلقّب

__________________

(١) إسناده ضعيف جدا ، فإن طلحة بن عمرو متروك ، وهو حديث ضعيف من جميع طرقه ، لا يسلم له طريق ، كما بيناه مفصلا في تعليقنا على تاريخ مدينة السلام للخطيب البغدادي ٦ / ٥٦٤.

أخرجه من طريق طلحة : ابن أبي الدنيا في الإخوان (١٠٤) ، والبزار كما في كشف الأستار (١٩٢٢) ، والعقيلي في الضعفاء الكبير ٢ / ٢٢٤ ، وابن حبان في المجروحين ١ / ٣٨٣ ، وابن عدي في الكامل ٤ / ١٤٢٧ ، وأبو الشيخ في الأمثال (١٥) ، وأبو نعيم في الحلية ٣ / ٣٢٢ ، وفي أخبار أصبهان ٢ / ١٨٥ ، والقضاعي في مسند الشهاب (٦٢٩) والخطيب في تاريخه ٦ / ٥٦٤ ، وابن الجوزي في العلل المتناهية (١٢٣٥).

(٢) ترجمه ابن نقطة في إكمال الإكمال ٢ / ٣٨ ، وابن النجار في التاريخ المجدد ، الورقة ١٣٠ (باريس) ، والمنذري في التكملة ٢ / الترجمة ٧٩٨ ، والذهبي في تاريخ الإسلام

٣٤٦

جريرة (١).

من أهل باب الأزج.

من أولاد الموسرين ، افتقر واحتاج ووجد سماعه في شيء من أمالي أبي القاسم بن الحصين منه ، فسمع منه قوم من الطّلبة ، ولم يكن من أهل هذا الفن. سمعنا منه شيئا يسيرا.

قرأت على عمر بن محمد بن الحسن : أخبركم أبو القاسم هبة الله بن محمد بن الحصين إملاء ، قال : أخبرنا أبو عليّ الحسن بن عليّ بن محمد الواعظ ، قال : أخبرنا أبو بكر أحمد بن جعفر القطيعي ، قال : حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل ، قال : حدثني أبي ، قال (٢) : حدثنا سفيان ، عن عمرو ، عن عكرمة ، عن ابن عبّاس في قوله تعالى : (وَما جَعَلْنَا الرُّؤْيَا الَّتِي أَرَيْناكَ إِلَّا فِتْنَةً لِلنَّاسِ) [الإسراء : ٦٠] قال : هي رؤيا عين أريها النّبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم ليلة أسري به (٣).

توفي عمر بن محمد بن جريرة ليلة الأحد سابع عشري جمادي الأولى سنة ست مئة ، ودفن يوم الأحد بباب المختارة ، رحمه‌الله وإيانا.

٢١٨٢ ـ عمر (٤) بن محمد بن ثابت ابن السّمّاك ، أبو القاسم المورّق.

__________________

١٢ / ١٢٢٢ ، والمختصر المحتاج ٣ / ١٠٦ ، والعبر ٤ / ٣١٤ ، والمشتبه ١٥١ ، وابن ناصر الدين في توضيح المشتبه ٢ / ٢٩٦ ، وابن حجر في تبصير المنتبه ١ / ٢٥١ ، والزبيدي في تاج العروس ٣ / ٩٧.

(١) تصغير «جرّة» قيدته كتب المشتبه.

(٢) مسند أحمد ١ / ٢٢٠.

(٣) إسناده صحيح ، سفيان هو ابن عيينة ، وعمرو هو ابن دينار.

أخرجه البخاري في المبعث ٥ / ٦٩ (٣٨٨٨) ، وفي التفسير ٦ / ١٠٧ (٤٧١٦) ، وفي القدر ٨ / ١٥٦ (٦٦١٣) ، وابن أبي عاصم في السنة (٤٦٢) ، والترمذي (٣١٣٤) وفيه تمام تخريجه.

(٤) ترجمه ابن نقطة في إكمال الإكمال ٣ / ٢١٣ ، والمنذري في التكملة ٢ / الترجمة ١١٢٨ ،

٣٤٧

كان يسكن بباب العامة من دار الخلافة المعظّمة ، شيّد الله قواعدها بالعز في الجنينات ، ويورّق ، معاشه من ذلك.

سمع أبا الوقت السّجزي وغيره. سمعنا منه ، وكان سماعه صحيحا شاهدناه في الأصول.

قرأت على أبي القاسم عمر بن محمد ابن السّمّاك ، قلت له : أخبركم أبو الوقت عبد الأوّل بن عيسى بن شعيب الصّوفي قراءة عليه وأنت تسمع ، فأقرّ بذلك ، قال : أخبرنا أبو الحسن عبد الرحمن بن محمد الدّاودي ، قال : أخبرنا أبو محمد عبد الله بن أحمد السّرخسي ، قال : أخبرنا أبو عبد الله محمد بن يوسف الفربري ، قال : أخبرنا أبو عبد الله محمد بن إسماعيل البخاري ، قال (١) : أخبرنا مكي بن إبراهيم ، عن يزيد بن أبي عبيد ، عن سلمة بن الأكوع ، قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «من يقل عليّ ما لم أقل فليتبوأ مقعده من النّار» (٢)

توفي عمر ابن السّمّاك في العشر الأوسط من ذي الحجة من سنة ست وست مئة ، ودفن بباب حرب ، رحمه‌الله وإيانا.

٢١٨٣ ـ عمر (٣) بن محمد بن يحيى الزّبيديّ الأصل البغداديّ المولد والمنشأ ، أبو حفص بن أبي عبد الله الواعظ.

من أهل الحريم الطّاهري ، أخو شيخنا أبي بكر المبارك وأخويه إسماعيل وعثمان ، من بيت معروف بالصّلاح والخير.

خرج عن بغداد قديما نحو الجزيرة ، وقطن هناك إلى أن توفي.

__________________

والذهبي في المختصر المحتاج ٣ / ١٠٦.

(١) صحيح البخاري ١ / ٣٨ (١٠٩).

(٢) حديث صحيح تقدم تخريجه في الترجمة ٥٦٩ ، وتكرر في التراجم : ٨٠٠ و ٨٦٠ و ٨٦٣ و ١٠٥٥ و ١٧١٢ و ٢٠٠١.

(٣) ترجمه ابن النجار في التاريخ المجدد ، الورقة ١٢٢ (باريس).

٣٤٨

سئل عن مولده فقال : في صبيحة الجمعة غرّة صفر سنة اثنتين وعشرين وخمس مئة.

٢١٨٤ ـ عمر (١) بن محمد بن معمّر بن أحمد بن يحيى بن حسّان ، أبو حفص بن أبي بكر المؤدّب ، يعرف بابن طبرزد.

من أهل الجانب الغربي ، من ساكني محلة دار القزّ ، أخو أبي البقاء محمد الذي قدّمنا ذكره (٢) ، وهذا الأصغر.

سمع الكثير بإفادة أخيه من جماعة وبنفسه ، وعمّر حتى حدّث سنين ، وحفظ الأصول إلى وقت الحاجة إليها ، وكانت بخطّ أخيه إلا القليل.

سمع من أبي القاسم بن الحصين ، وأبي المواهب بن ملوك ، وأبي الحسن ابن الزّاغوني ، وأبي غالب ابن البنّاء ، وأبي القاسم الشّروطي ، وأبي القاسم الحريري ، وأبي بكر وعمر ابني أحمد بن دحروج ، وأبي الحسن وأبي الفضل ابني عبد الواحد القزّاز ، والقاضي أبي بكر بن صهر هبة ، وأبي منصور بن زريق ،

__________________

(١) ترجمه ياقوت في «دار القز» من معجم البلدان ٢ / ٤٢٢ ، وابن نقطة في إكمال الإكمال ٤ / ١٤ و ٥ / ١٨٢ ، والتقييد ٣٩٧ ، وابن الأثير في الكامل ١٢ / ٢٩٥ ، وابن المستوفي في تاريخ إربل ١ / ١٥٩ ، وابن النجار في التاريخ المجدد ، الورقة ١١٩ (باريس) (وهو في المستفاد للدمياطي ، الترجمة ٢٦٢) ، والمنذري في التكملة ٢ / الترجمة ١١٥٨ ، وأبو شامة في ذيل الورضتين ٧٠ ، والنجيب عبد اللطيف الحراني في مشيخته ، الورقة ١٠٦ ، وابن خلكان في وفيات الأعيان ٣ / ٤٥٢ ، والذهبي في تاريخ الإسلام ١٣ / ١٦٧ ، وسير أعلام النبلاء ٢١ / ٥٠٧ ، والمختصر المحتاج ٣ / ١٠٦ ، والعبر ٥ / ٢٤ ، ودول الإسلام ٢ / ٨٥ ، والمشتبه ٦٠٤ ، وميزان الاعتدال ٣ / ٢٢٣ ، وابن كثير في البداية والنهاية ١٣ / ٦١ ، وابن الفرات في تاريخه ٩ / الورقة ٤٨ ، وابن ناصر الدين في توضيح المشتبه ٨ / ٢٢٥ ، وابن حجر في تبصير المنتبه ٤ / ١٣٠٤ ، والعيني في عقد الجمان ١٧ / الورقة ٣٣١ ، وبن تغري بردي في النجوم ٦ / ٢٠١ ، وابن العماد في الشذرات ٥ / ٢٦.

(٢) الترجمة ٤٣٤.

٣٤٩

وأبي محمد ابن الطّرّاح ، وإسماعيل ابن السّمرقندي ، وعبد الوهّاب الأنماطي ، وخلق يطول ذكرهم.

وكان سماعه صحيحا على تخليط فيه. سافر في آخر عمره إلى الشام ، وحدّث في طريقه بإربل والموصل وحرّان وحلب ودمشق وغيرها من المنازل والقرى ، وعاد إلى بغداد قبل وفاته وحدّث بها.

وجمعت له «مشيخة» عن ثلاثة وثمانين شيخا ، وبقي من شيوخه من لم يقع إليّ حديثه ، وقرئت عليه ببغداد وفي سفره مرارا لا تحصى. سمعنا منه مدة وأملى علينا مجالس بجامع المنصور ، فكتبناها عنه.

قرأت على أبي حفص عمر بن محمد ابن طبرزد ، قلت له : أخبركم أبو القاسم هبة الله بن محمد بن عبد الواحد بن الحصين قراءة عليه وأنت تسمع ، فأقرّ بذلك ، قال : أخبرنا أبو طالب محمد بن محمد بن إبراهيم بن غيلان قراءة عليه ، قال : حدثنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن إبراهيم الشافعي ، قال (١) : حدثنا عبد الله بن روح المدائني ومحمد بن رمح ، قالا : حدثنا يزيد بن هارون ، قال : حدثنا يحيى بن سعيد ، عن محمد بن إبراهيم التّيمي أنّه سمع علقمة بن وقّاص يقول : سمعت عمر بن الخطّاب يقول : سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يقول : «الأعمال بالنّيّة ، وإنما لامرئ ما نوى ، فمن كان هجرته إلى الله ورسوله فهجرته إلى الله ورسوله ، ومن كان هجرته إلى دنيا يصيبها أو امرأة يتزوّجها فهجرته إلى ما هاجر إليه».

قلت : أخرجه مسلم عن أبي بكر بن أبي شيبة (٢) ، عن يزيد بن هارون هكذا (٣).

__________________

(١) الغيلانيات (٣٣٤).

(٢) هكذا في النسخ ، وهو غلط محض صوابه : «محمد بن عبد الله بن نمير» ، كما في صحيح مسلم (١٩٠٧) ، وقد ضبّب المنذري عليه وأشار إلى الصواب.

(٣) حديث صحيح تقدم تخريجه في الترجمة ٢٥ ، وتكرر في التراجم ٣٢٠ و ٣٤٥ و ٩٧٠ و ١٠١٥.

٣٥٠

أنشدنا عمر بن أبي بكر المؤدّب إملاء بجامع المنصور ، قال : أنشدنا أبو الحسن عليّ بن هبة الله بن عبد السّلام ، قال : أنشدنا الأمير أبو نصر عليّ بن هبة الله بن ماكولا لنفسه :

قوّض خيامك عن دار أهنت بها

وجانب الذّلّ إنّ الذّلّ مجتنب

وارحل إذا كانت الأوطان مضيعة

فالمندل الرّطب في أوطانه حطب

سألت عمر ابن طبرزد عن مولده ، فقال : في ذي الحجة سنة ست عشرة وخمس مئة.

وتوفي عصر يوم الثلاثاء تاسع رجب سنة سبع وست مئة ، وصلّي عليه ظهر يوم الأربعاء عاشره بين دار القزّ والشّارسوك (١) ، وحمل إلى مقبرة باب حرب ، فدفن عند أخيه عن تسعين سنة وسبعة أشهر.

٢١٨٥ ـ عمر (٢) بن محمد بن هارون المقرئ ، أبو حفص.

من أهل واسط ، من جانبها الشّرقي.

حفظ بها القرآن الكريم وقرأه على جماعة من الشّيوخ ، وصحب صدقة بن وزير الواعظ الواسطيّ ، وقدم معه بغداد في سنة ثلاث وخمسين وخمس مئة في جماعة من أصحابه ، واستوطنها إلى حين وفاته ، وأمّ بالنّاس في مسجد الطّيوريين سنين. وكان خيّرا ، لقّن القرآن العزيز جماعة ، وسمع ببغداد من أبي الوقت السّجزي ، وغيره. كتبنا عنه.

قرأت على أبي حفص عمر بن محمد بن هارون الواسطي ببغداد ، قلت له : أخبركم أبو الوقت عبد الأوّل بن عيسى بن شعيب السّجزي قراءة عليه وأنت

__________________

(١) يعني : الجهارسوك ، وهي المربعة.

(٢) ترجمه ابن النجار في التاريخ المجدد ، الورقة ١٢١ (باريس) ، والمنذري في التكملة ٢ / الترجمة ١٣١٢ ، وابن الفوطي في الملقبين بفخر الدين من تلخيص مجمع الآداب ٤ / الترجمة ٢٢٦٩ ، والذهبي في تاريخ الإسلام ١٣ / ٢٤٦ ، والمختصر المحتاج ٣ / ١٠٧.

٣٥١

تسمع ، فأقرّ به ، قال : أخبرنا أبو الحسن عبد الرحمن بن محمد بن المظفّر الدّاودي ، قال : أخبرنا أبو محمد عبد الله بن أحمد بن حمّوية السّرخسي ، قال : حدثنا إبراهيم بن خزيم الشّاشيّ ، قال : حدثنا عبد بن حميد ، قال : حدثنا حبّان (١) ابن هلال ، قال : حدثنا همّام بن يحيى ، قال : حدثنا ثابت البناني ، قال : حدثنا أنس بن مالك ، أنّ أبا بكر الصّدّيق قال : نظرت إلى أقدام المشركين ونحن في الغار وهم على رؤوسنا ، فقلت : يا رسول الله ، لو أنّ أحدهم نظر إلى قدميه لأبصرنا تحت قدميه ، فقال : «يا أبا بكر ، ما ظنّك باثنين الله ثالثهما؟» (٢).

توفي عمر بن محمد الواسطي ببغداد يوم الجمعة قبل صلاتها لأربع خلون من شهر رمضان سنة عشر وست مئة ، ودفن يوم السبت خامسه بالجانب الغربي بمقبرة الشّونيزي.

٢١٨٦ ـ عمر (٣) بن محمد بن عمر بن يوسف المزارع ، أبو حفص بن أبي المجد.

من أهل باب البصرة ، وقد تقدّم ذكر أبيه (٤).

سمع من أبي الفتح محمد بن عبد الباقي بن أحمد بن سلمان المعروف بابن البطّي ، وروى عنه. سمعنا منه أحاديث يسيرة.

قرأت على أبي حفص عمر بن محمد بن عمر ، قلت له : أخبركم أبو الفتح محمد بن عبد الباقي بن سلمان قراءة عليه وأنت تسمع ، فأقرّ به ، قال : أخبرنا أبو الحسن عليّ بن محمد بن محمد الخطيب الأنباري ، قال : أخبرنا أبو عمر

__________________

(١) حبان هذا بفتح الحاء المهملة ، من رجال التهذيب.

(٢) حديث صحيح تقدم تخريجه في الترجمة ١٤١٤ ، وتكرر في الترجمتين ١٧٤٢ و ١٩٧٠.

(٣) ترجمه ابن النجار في التاريخ المجدد ، الورقة ١١٩ (باريس) ، والمنذري في التكملة ٢ / الترجمة ١٤٧٦ ، والذهبي في تاريخ الإسلام ١٣ / ٣٧٧ ، ومختصر المحتاج ٣ / ١٠٧.

(٤) الترجمة ٣١١.

٣٥٢

عبد الواحد بن محمد بن مهدي ، قال : حدثنا أبو عبد الله محمد بن مخلد العطّار ، قال : حدثنا طاهر بن خالد بن نزار ، قال : حدثنا أبي ، قال : أخبرني إبراهيم بن طهمان ، قال : حدثني الحجّاج ، عن قتادة ، عن خلاس بن عمرو ، عن أبي رافع ، عن أبي هريرة ، قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «من قام ليلة القدر إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدّم من ذنبه» (١).

توفي عمر ابن المزارع ليلة الاثنين رابع عشري رجب سنة ثلاث عشرة وست مئة ، ودفن يوم الاثنين بمقبرة جامع المنصور.

٢١٨٧ ـ عمر (٢) بن محمد بن عبد الواسع بن أسعد ، أبو حفص الصّفّار.

من أهل هراة.

سمع ببلده أبا الفتوح سعيد بن محمد اليعقوبي ، وأبا بكر عبد الواسع بن عبد السّلام التّاجر ، وغيرهما. قدم بغداد حاجا في سنة اثنتين وسبعين وخمس مئة ، فحج وعاد إليها ، وسمع بها من الكاتبة فخر النساء شهدة بنت أحمد بن الفرج الإبري وصار إلى بلده وحدث عنها بنسخة هلال بن جعفر الحفّار ، وسمع منه أهل بلده والواردون إليه ، وكان يوصف بالصّلاح.

سئل عن مولده فقال : ولدت في ليلة الجمعة ثاني عشر ربيع الأوّل سنة ثمان وثلاثين وخمس مئة بهراة.

٢١٨٨ ـ عمر (٣) بن محمد بن عبد الله بن محمد بن عبد الله ،

__________________

(١) حديث صحيح تقدم تخريجه في الترجمة ٢١٠٥.

(٢) اختاره الذهبي في المختصر المحتاج ٣ / ١٠٧.

(٣) ترجمته مشهورة استوعبتها أكثر الكتب التي تناولت عصره ، منهم : ياقوت في «سهرورد» من معجم البلدان ٣ / ٢٩٠ ، وابن نقطة في إكمال الإكمال ٣ / ٥٥٥ ، ابن النجار في التاريخ المجدد ، الورقة ١٣٣ (باريس) وهو في المستفاد للحسامي الدمياطي ، الترجمة ١٦١ ، وابن المستوفي في تاريخ إربل ١ / ١٩٢ ، وسبط ابن الجوزي في المرآة ٨ / ٦٧٩ ، والمنذري

٣٥٣

وعبد الله هذا يعرف بعمّوية ، أبو حفص ، وقيل : أبو عبد الله ، الصّوفيّ الواعظ السّهرورديّ المولد البغداديّ الدّار ، وهو ابن أخي الشّيخ أبي النّجيب السّهروردي الذي قدّمنا ذكره (١).

وعمر هذا صحب عمّه أبا النجيب ، وعنه أخذ التّصوف والوعظ. وهو شيخ فاضل له قدم ثابت في الطّريقة ، ولسان ناطق بكلام القوم ، وتصنيف حسن في شرح أحوالهم.

سمع ببغداد من جماعة منهم : أبو المظفّر هبة الله بن أحمد ابن الشّبلي ، وأبو الفتح محمد بن عبد الباقي بن سلمان ، وأبو زرعة طاهر بن محمد المقدسي ، وعمّه أبو النّجيب عبد القاهر بن عبد الله السّهروردي وغيرهم. وحدّث عنهم ، وتكلّم في الوعظ ، وتولّى عدّة ربط للصّوفية وغيرهم ، ونفّذ من الدّيوان العزيز ـ مجّده الله تعالى ـ رسولا إلى عدة جهات. سمعنا منه وكتبنا عنه ، ونعم الشيخ كان.

قرأت على أبي حفص عمر بن محمد السّهروردي ، قلت له : أخبركم أبو الفتح محمد بن عبد الباقي بن أحمد بن سلمان البغدادي بها قراءة عليه وأنت تسمع ، فأقرّ به ، قال : أخبرنا أبو عبد الله مالك بن أحمد بن عليّ البانياسي قراءة عليه وأنا أسمع ، قال : أخبرنا أبو الفتح محمد بن أحمد بن أبي الفوارس الحافظ ، قال : أخبرنا أبو بكر أحمد بن يوسف بن خلّاد النّصيبي ، قال : حدثنا أبو عبد الله أحمد بن إبراهيم بن ملحان ، قال : حدثنا يحيى بن عبد الله بن بكير ،

__________________

في التكملة ٣ / الترجمة ٢٥٦٥ ، وأبو شامة في ذيل الروضتين ١٦٣ ، وابن الساعي في أخبار الزهاد ، الورقة ٩٥ ، وابن خلكان في وفيات الأعيان ٣ / ٤٤٦ ، والكتاب المسمى بالحوادث ١٠٢ (بتحقيقنا) ، والذهبي في تاريخ الإسلام ١٤ / ٧٨ ، والمختصر المحتاج ٣ / ١٠٨ ، وتذكرة الحفاظ ٤ / ١٤٥٨ ، وسير أعلام النبلاء ٢٢ / ٣٧٣ واستوعبنا فيه الكثير من مصادر ترجمته فراجعه إن شئت استزادة.

(١) الترجمة ٢١١٨.

٣٥٤

قال : حدثني اللّيث بن سعد ، عن خالد بن يزيد ، عن سعيد بن أبي هلال ، عن زيد بن أسلم ، عن رجل أخبره ، عن أبي هريرة ، عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم أنّه قال : «الدّين النّصيحة» قال : قلنا : لمن يا رسول الله؟ قال : «لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامّتهم» (١).

سألت عمر بن محمد السّهروردي عن مولده ، فقال : في أواخر رجب أو أوائل شعبان سنة تسع وثلاثين وخمس مئة بسهرورد ، الشك منه (٢).

٢١٨٩ ـ عمر (٣) بن محمد بن عمر بن أبي الرّيّان ، أبو حفص بن أبي بكر الكاغديّ.

من أهل دار القز.

سمع من أبي الوقت السّجزي ، وأبي الفتح بن سلمان المعروف بابن البطّي ، وغيرهما. كتبنا عنه.

قرأت على عمر بن أبي بكر الكاغدي ، قلت له : أخبركم أبو الوقت عبد الأوّل بن عيسى بن شعيب الهروي قراءة عليه وأنت تسمع ، فأقرّ به ، قال : أخبرنا أبو عبد الله محمد بن عبد العزيز الفارسي قراءة عليه وأنا أسمع ، قال : أخبرنا أبو محمد عبد الرحمن بن أحمد بن أبي شريح الأنصاري ، قال : أخبرنا أبو القاسم عبد الله بن محمد بن عبد العزيز البغوي ، قال : حدثنا أبو الجهم العلاء ابن موسى الباهلي إملاء من كتابه قال : حدثنا اللّيث بن سعد ، عن أبي الزّبير ، عن أبي صالح مولى حكيم بن حزام أنّ حكيم بن حزام سأل النّبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم : أيّ

__________________

(١) حديث صحيح ، وهذا إسناد ضعيف تقدم الكلام عليه وتخريجه في الترجمة ١٦٣٨.

(٢) وتوفي في مستهل المحرم من سنة ٦٣٢ ، كما ذكر غير واحد ممن ترجم له ، ومنهم الزكي المنذري في التكملة.

(٣) ترجمه ابن نقطة في إكمال الإكمال ٢ / ٧٢٤ ، وابن النجار في التاريخ المجدد ، الورقة ١١٩ (باريس) ، والمنذري في التكملة ٣ / الترجمة ٢٠٠٦ ، والذهبي في تاريخ الإسلام ١٣ / ٦٧٨ ، والمختصر المحتاج ٣ / ١٠٩.

٣٥٥

الصّدقة أفضل ، قال : «ابدأ بمن تعول ، والصّدقة عن ظهر غنى» (١).

سألت عمر بن أبي الرّيّان عن مولده ، فقال : ولدت في شهر ربيع الأوّل سنة خمس وأربعين وخمس مئة (٢).

٢١٩٠ ـ عمر (٣) بن محمد بن أحمد بن الحسن بن جابر الدّينوريّ الأصل البغداديّ المولد والدار ، أبو نصر بن أبي بكر الصّوفيّ.

وقد تقدم ذكر أبيه (٤) ، وهو من أصحاب الشّيخ أبي النّجيب السّهروردي ، وممن أخذ عنه التّصوف وسمع معه ومنه.

وعمر هذا شيخ حافظ لكتاب الله تعالى ، جميل ، حسن الأخلاق ، حميد الطريقة. سمع في صغره بإفادة أبيه وبنفسه من جماعة منهم : أبو الوقت السّجزي ، وأبو محمد ابن المادح ، وأبو الفتوح حمزة بن عليّ بن طلحة ، وأبو

__________________

(١) حديث صحيح ، وهذا إسناد ضعيف ، لجهالة أبي صالح مولى حكيم بن حزام ، قال الذهبي في الميزان (٤ / ٥٣٩): «لا يعرف ، يقع حديثه عاليا في نسخة أبي الجهم ، متنه : ابدأ بمن تعول». وهو يشير هنا إلى هذا الإسناد.

أخرجه الطبراني من هذا الوجه في معجمه الكبير (٣١٢٩).

وأخرجه أحمد ٣ / ٤٠٢ و ٤٣٤ ، والدارمي (١٦٦٠) ، ومسلم ٣ / ٩٤ (١٠٣٤) ، والطبراني في الكبير (٣١٢٠) ، والقضاعي في مسند الشهاب (١٢٢٧) ، والبيهقي في السنن ٤ / ١٨٠ من حديث موسى بن طلحة بن عبيد الله عن حكيم بن حزام ، وإسناده صحيح.

وهو عند البخاري ٢ / ١٣٩ (١٤٢٧) بمعناه من حديث عروة بن الزبير عن حكيم بن حزام.

(٢) وتوفي في ليلة العشرين من ذي قعدة سنة ٦٢١ ه‍ ، كما ذكر المنذري.

(٣) ترجمه ابن نقطة في التقييد ٣٩٨ ، وابن النجار في التاريخ المجدد ، الورقة ١٢٨ (باريس) ، والمنذري في التكملة ٢ / الترجمة ١٦٥٧ ، وابن الصابوني في تكملة إكمال الإكمال ٧٤ ، والذهبي في تاريخ الإسلام ١٣ / ٤٨٢ ، والمختصر المحتاج ٣ / ١٠٩ ، وابن ناصر الدين في توضيح المشتبه ٢ / ١٢٧.

(٤) الترجمة ٢٥.

٣٥٦

المظفّر هبة الله بن أحمد ابن الشّبلي ، وأبو عبد الله محمد بن عبد الله ابن البيضاوي ، وأبو بكر سلامة بن أحمد ابن الصّدر ، وأبو الحارث الأعز بن عمر السّهرورديّ ، وغيرهم ، وحدّث عنهم. وكان سماعه صحيحا ، وفي نفسه صدوقا.

قرأت على أبي نصر عمر بن محمد الصّوفي ، قلت له : أخبركم أبو محمد محمد بن أحمد بن عبد الكريم التّميمي ويعرف بابن المادح قراءة عليه وأنت تسمع ، فأقرّ بذلك ، قال : أخبرنا أبو نصر محمد بن محمد بن عليّ الزّينبي قراءة عليه وأنا أسمع ، قال : أخبرنا أبو بكر محمد بن عمر بن زنبور الورّاق ، قال : حدثنا أبو القاسم عبد الله بن محمد بن عبد العزيز البغوي ، قال : حدثنا أحمد بن حنبل وجدّي وزهير بن حرب وسريج بن يونس وابن المقرئ ، قالوا : حدثنا سفيان بن عيينة ، عن الزّهري ، عن سالم ، عن أبيه عبد الله بن عمر ، قال : مرّ النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم برجل يعظ أخاه في الحياء فقال النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «الحياء من الإيمان» (١).

سألت عمر بن محمد هذا عن مولده ، فقال : في ثامن عشر ربيع الأوّل سنة خمس وأربعين وخمس مئة.

وتوفي يوم الخميس تاسع عشري صفر سنة ست عشرة وست مئة ، ودفن بالعطّافية.

٢١٩١ ـ عمر (٢) بن المبارك بن أحمد بن سهلان ، أبو حفص النّعاليّ.

من أهل شارع دار الرّقيق.

سمع الكثير وطلب بنفسه من جماعة منهم : أبو عليّ محمد بن محمد بن عبد العزيز ابن المهدي ، وأبو القاسم هبة الله بن محمد بن الحصين ، وأبو العز

__________________

(١) حديث صحيح تقدم تخريجه في الترجمة ١٩ ، وتكرر في التراجم ٧٧ و ١٤٧ و ٢٥٤ و ٢٨٣ و ٦٦٦ و ٦٧٤ و ٨٠٢ و ٩٧٦ و ١٣٧٤ و ١٥٩٠ و ١٥٩١ و ١٨٤٤.

(٢) ترجمه ابن النجار في التاريخ المجدد ، الورقة ١١٧ (باريس) ، والذهبي في تاريخ الإسلام ١٢ / ٥٥٧ ، والمختصر المحتاج ٣ / ١١٠.

٣٥٧

أحمد بن عبيد الله بن كادش ، والقاضي أبو بكر محمد بن عبد الباقي الأنصاري ، وغيرهم.

قال القاضي أبو المحاسن عمر بن عليّ الدّمشقيّ : وحدث باليسير ، كتبت عنه ، وكان صدوقا ، ولد في صفر سنة خمس مئة.

قلت : وذكره تاج الإسلام أبو سعد ابن السّمعاني في «كتابه» ، وذكرناه نحن لأنّ وفاته تأخرت عن وفاته.

أنبأنا أبو بكر محمد بن أبي طاهر البيّع ، ومن خطّه نقلت ، قال : توفي عمر ابن سهلان يوم الأربعاء رابع ذي القعدة سنة خمس وسبعين وخمس مئة ، ودفن يوم الخميس ، رحمه‌الله وإيانا.

٢١٩٢ ـ عمر (١) بن المبارك بن أبي الفضل بن أبي سعد بن حمزة ، أبو حفص بن أبي محمد العاقوليّ ثم البغداديّ ، يعرف بابن طرّوية.

من أهل باب الأزج.

سمع من أبي القاسم هبة الله بن محمد بن الحصين ، وأبي البركات يحيى ابن عبد الرّحمن بن حبيش الفارقي وغيرهما ، وروى عنهم. سمع منه القاضي عمر القرشي ، وتميم ابن البندنيجي ، وجماعة من أصحابنا.

توفي في رابع عشري ذي الحجة من سنة إحدى وتسعين وخمس مئة. وكان مولده في سنة إحدى عشرة وخمس مئة فيما ذكر القرشي أنّه سأله فقال ذلك.

٢١٩٣ ـ عمر (٢) بن المبارك بن إسماعيل ، أبو حفص بن أبي البركات المعروف بابن الحصري.

__________________

(١) ترجمه المنذري في التكملة ١ / الترجمة ٣٠١ ، والذهبي في تاريخ الإسلام ١٢ / ٩٦٤ ، والمختصر المحتاج ٣ / ١١٠.

(٢) ترجمه ابن النجار في التاريخ المجدد ، الورقة ١١٨ (باريس) وسماه : «عليّ بن المبارك بن الحسين بن إسماعيل».

٣٥٨

أخو أبي بكر محمد الذي قدّمنا ذكره (١) ، كان يسكن درب القيّار.

سمع أبا بكر محمد بن الحسين المزرفي المقرئ ، وغيره. سمع منه جماعة منهم رفيقنا أبو الفضل إلياس بن جامع الإربلي ، وروى عنه ، رحمه‌الله وإيانا.

٢١٩٤ ـ عمر (٢) بن مسعود بن أبي العز الفرّاش ، أبو القاسم البزّاز الزّاهد.

من أصحاب الشّيخ عبد القادر الجيلي ، أحد الشيوخ الموصوفين بالزّهد والعبادة وحسن الطّريقة. كان من أهل الجانب الشّرقي ، وسكن قبل وفاته الجانب الغربي بموضع يعرف بالمربّعة قريب من دجلة وبنى لنفسه رباطا سكنه جماعة من الفقراء ، وكان له زاوية قريبة منه. وكان له قبول عند الناس يغشونه ويزورونه ، سمع شيئا من الحديث من أبي الفضل الأرموي ، وأبي القاسم ابن البنّاء ، ومحمد بن ناصر ، وأبي الوقت السّجزي. كتبنا عنه.

قرأت على أبي القاسم عمر بن مسعود البزّاز بمنزله في الجانب الغربي ، قلت له : أخبركم أبو القاسم سعيد بن أحمد بن الحسن ابن البنّاء قراءة عليه وأنت تسمع ، فأقرّ به ، قال : أخبرنا أبو القاسم عليّ بن أحمد بن محمد ابن البسري قراءة عليه ، قال : أخبرنا أبو طاهر محمد بن عبد الرحمن المخلّص ، قال : حدثنا أبو القاسم عبد الله بن محمد بن عبد العزيز البغوي ، قال : حدثنا أبو الرّبيع سليمان بن داود الزهراني ، قال : حدثنا أبو شهاب ، عن قيس ، عن ابن مسعود ،

__________________

(١) الترجمة ٥٢٩.

(٢) ترجمه ابن الأثير في الكامل ١٢ / ٢٩٩ ، وابن النجار في التاريخ المجدد ، الورقة ١٢٣ (باريس) ، والمنذري في التكملة ٢ / الترجمة ١٢١٠ ، والنعال في مشيخته ١٤٥ ـ ١٤٦ ، وابن الساعي في أخبار الزهاد ، الورقة ١٠٢ ، والذهبي في تاريخ الإسلام ١٣ / ١٩٦ ، والمختصر المحتاج ٣ / ١١٠ ، وابن الفرات في تاريخه ٩ / الورقة ٤٦ ، والتادفي في قلائد الجواهر ١٢٠.

٣٥٩

قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «لا يحل لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاثة أيّام» (١).

سألت عمر البزّاز عن مولده فذكر ما يدل أنّه في سنة اثنتين أو ثلاث وثلاثين وخمس مئة.

وتوفي بكرة يوم السّبت رابع عشر شهر رمضان سنة ثمان وست مئة ، وصلّي عليه ظهر اليوم المذكور بالجانب الغربي عند جامع العقبة ، وحضر الصّلاة عليه خلق كثير ، ودفن برباطه.

٢١٩٥ ـ عمر (٢) بن هديّة بن سلامة بن جعفر الصّوّاف ، أبو حفص السّمسار.

سمع أبا القاسم عليّ بن أحمد بن بيان ، وأبا الخطّاب محفوظ بن أحمد بن الحسن الكلوذاني ، وغيرهما ، وروى عنهم.

سمع منه القاضي أبو المحاسن الدّمشقي وطبقته. وروى لنا عنه الشّيخ أبو الفرج ابن الجوزي في «مشيخته» ، وقال : كان ثقة.

قرأت على الشّيخ أبي الفرج عبد الرحمن بن عليّ بن محمد الواعظ قلت له : أخبركم أبو حفص عمر بن هديّة البزّاز قراءة عليه ، فأقرّ به ، قال : أخبرنا أبو القاسم عليّ بن أحمد بن بيان.

وأخبرناه عاليا القاضي أبو طالب محمد بن عليّ بن أحمد ابن الكتّاني بقراءتي عليه ، قلت له : أخبركم أبو القاسم عليّ بن أحمد بن بيان قراءة عليه وأنت تسمع في سنة أربع وخمس مئة ، فأقرّ به ، قال : أخبرنا أبو الحسن محمد بن محمد بن مخلد البزّاز ، قال : أخبرنا أبو عليّ إسماعيل بن محمد الصّفّار ، قال :

__________________

(١) حديث صحيح تقدم تخريجه في الترجمة ١٧١١.

(٢) ترجمه ابن الجوزي في مشيخته ١٨١ ، وابن نقطة في إكمال الإكمال ٦ / ١٩٥ ، وابن النجار في التاريخ المجدد ، الورقة ١٢٥ (باريس) ، والذهبي في تاريخ الإسلام ١٢ / ٥٠٢ ، والمشتبه ٦٥٢ ، والمختصر المحتاج ٣ / ١١١ ، وابن ناصر الدين في توضيح المشتبه ٩ / ١٤١ ، وابن حجر في تبصير المنتبه ٤ / ١٤٥٠.

٣٦٠