ذيل تأريخ مدينة السلام - ج ٤

أبي عبد الله محمّد بن سعيد بن الدبيثي

ذيل تأريخ مدينة السلام - ج ٤

المؤلف:

أبي عبد الله محمّد بن سعيد بن الدبيثي


المحقق: الدكتور بشار عوّاد معروف
الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: دار الغرب الإسلامي ـ بيروت
الطبعة: ١
الصفحات: ٦٤٦

أنبأنا أبو المحاسن عمر بن عليّ بن الخضر القرشي ، قال : أخبرنا أبو طالب عبد الرحمن بن الحسن بحلب ، قال : أخبرنا أبو القاسم عليّ بن أحمد بن محمد بن بيان ببغداد.

وأخبرنيه عاليا أبو الفضل وفاء بن أسعد بن نفيس قراءة عليه وأنت تسمع ، قيل له : أخبركم أبو القاسم عليّ بن أحمد بن بيان قراءة عليه وأنت تسمع ، فأقرّ به ، قال : أخبرنا أبو القاسم طلحة بن عليّ ابن الصّقر الكتّاني ، قال : حدثنا أحمد ابن عثمان الأدمي ، قال : حدثنا أبو قلابة ، قال : حدثنا عمرو بن مرزوق ، قال : حدثنا شعبة ، عن عبد العزيز بن صهيب ، عن أنس أنّ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : «إذا دخل أحدكم الخلاء فليقل : اللهمّ إني أعوذ بك من الخبث والخبائث» (١).

بلغني أنّ مولد أبي طالب ابن العجميّ في ذي الحجة سنة ثمانين وأربع مئة بحلب.

كتب إلينا أبو المواهب الحسن بن هبة الله بن صصرى من دمشق يذكر لنا أنّ أبا طالب ابن العجمي توفي في نصف شعبان سنة إحدى وستين وخمس مئة. وقال غيره : يوم الخميس بعد الظّهر.

١٧٩٥ ـ عبد الرّحمن (٢) بن الحسين بن الخضر بن عبدان ، أبو الحسين القرشيّ.

من أهل دمشق ، كان أحد العدول بها ، ومن بيت مشهور بالعدالة والرّواية.

__________________

(١) حديث عبد العزيز بن صهيب عن أنس في الطهارة من صحيح البخاري ١ / ٤٨ (١٤٢) ، وفي الدعوات منه أيضا ٨ / ٨٨ (٦٣٢٢) وفي كتاب الحيض من صحيح مسلم ١ / ١٩٥ (٣٧٥) وفيهما أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم كان إذا دخل الخلاء ... ثم ذكرا الدعوة. وينظر تمام تخريجه في تعليقنا على الترمذي (٥).

(٢) ترجمه ابن عساكر في تاريخ دمشق ٣٤ / ٣٠٩ وتوفي قبله ، والمنذري في التكملة ١ / الترجمة ٤٨ ، وابن الفوطي في تلخيص مجمع الآداب ٤ / الترجمة ٢٤٠ ، والذهبي في تاريخ الإسلام ١٢ / ٧٨١.

٢١

قدم بغداد ، وسمع بها من أبي الفضل محمد بن عمر الأرموي ، وأبي محمد المبارك بن المبارك ابن التّعاويذي وغيرهما. وعاد إلى بلده ، وحدّث هناك.

وذكره الحسن بن صصرى في «معجم شيوخه» ، فقال : كان مولده في محرم سنة عشرين وخمس مئة. وسمع كثيرا بدمشق وبغداد ، وشهد عند القضاة. وتوفي ليلة الاثنين سادس عشر شعبان سنة أربع وثمانين وخمس مئة ، ودفن بكهف جبريل.

١٧٩٦ ـ عبد الرّحمن (١) بن الحسين بن عبد الله ابن النّعمانيّ ، أبو منصور.

من أهل النّيل ، يعرف بشريح ، وهو لقب له لا اسم.

قدم بغداد واستوطنها ، وشهد بها عند قاضي القضاة أبي الحسن محمد بن جعفر العبّاسي في يوم الأربعاء تاسع ذي القعدة من سنة خمس وثمانين وخمس مئة ، وزكّاه العدلان أبو الحسن عليّ بن المبارك بن جابر وأبو محمد عبد الله بن أحمد ابن الماخون. وقد كان يتولّى قضاء بلده أيضا ، والتحق بأمير الحاج طاشتكين وخدمه مدة متوليا لأشغاله.

وكان فيه فضل وتميز ، وله ترسّل. لم يعن بالحديث ولا سمعه. كتب عنه أنا شيد ونوادر.

أنشدني القاضي أبو منصور المعروف بشريح من حفظه للصاحب إسماعيل ابن عبّاد في الاعتزال :

__________________

(١) ترجمه ابن الشعار في قلائد الجمان ٣ / الورقة ٢١٤ ، والسبط في مرآة الزمان ٨ / ٥٣١ ، والمنذري في التكملة ٢ / الترجمة ٩٥٨ ، وأبو شامة في ذيل الروضتين ٥٨ ، وابن الساعي في الجامع المختصر ٩ / ٢٠٧ ، والذهبي في تاريخ الإسلام ١٣ / ٧٧ ، وابن كثير في البداية والنهاية ١٣ / ٤٦ ، وابن ناصر الدين في توضيح المشتبه ١ / ٦٨٧ ، والعيني في عقد الجمان ١٧ / الورقة ٢٩٩ ، والسخاوي في الألقاب ، الورقة ٨٢.

٢٢

قلت يوما وذاك مما دهاني

ما احتيالي فيما قضى ما احتيالي

فجفاني وقال ما وصل من

قال بخلق الأفعال من أفعالي

كان لي في هواك رأي فلما

قلت بالجبر في هواي بدالي

وأنشدني أيضا مذاكرة من حفظه :

كم قلت للخاطر انجدني بنادرة

فقال سومك مني نصرة خرق

ما دمت أجنى ولا أسقى فلا ثمر

يبقى لجانيّ في عودي ولا ورق

توفي القاضي شريح النّيلي ببغداد ليلة الخميس ثامن عشري شهر ربيع الأول سنة ثلاث وست مئة ، ودفن يوم الخميس بداره بالقبيبات بشرقي بغداد.

١٧٩٧ ـ عبد الرّحمن بن خداش بن عبد الصّمد بن خداش ، أبو الفتح الخداشيّ النّائب في الحكم بالموصل.

سمع أبا بكر محمد بن عبد الباقي القاضي الأنصاري ببغداد ، وحدّث عنه بالموصل.

قال أبو المواهب الحسن بن هبة الله بن صصرى الدّمشقي : وتوفي ، يعني الخداشي ، بالموصل في سنة إحدى وسبعين وخمس مئة في سابع شعبان ، وقد جاوز السّتين.

١٧٩٨ ـ عبد الرّحمن بن دينار بن شبيب بن عبد الله ، أبو عليّ الرّزّاز.

من أهل باب الأزج.

سمع أبا الفضل عبد الملك بن عليّ بن يوسف ، وروى عنه. سمع منه بعض الطّلبة من أصحابنا ، وما لقيته.

توفي بعد سنة تسعين وخمس مئة ، والله أعلم.

١٧٩٩ ـ عبد الرحمن (١) بن سعد الله بن قنان بن حامد ابن الطّبيب ،

__________________

(١) ترجمه الذهبي في تاريخ الإسلام ١٢ / ٣٧٣ ووقع فيه «قبان» بدلا من «قنان» من غلط الطبع

٢٣

أبو القاسم بن أبي المواهب.

كان يسكن برحبة جامع القصر ، وكان ابن خال الكاتبة شهدة بنت الإبري.

سمع أبا غالب محمد بن الحسن البقّال. وكانت له إجازة من النّقيب طراد ابن محمد الزّينبي ، وروى عنهما. سمع منه القاضي عمر القرشي ، وأبو بكر محمد بن المبارك بن مشّق ، وغيرهما.

أنبأنا أبو المحاسن عمر بن عليّ القاضي ، قال : أخبرنا أبو القاسم عبد الرّحمن بن سعد الله بن قنان ، قال : أخبرنا أبو غالب محمد بن الحسن بن أحمد البقّال ، قال : أخبرنا أبو القاسم عبد الملك بن محمد بن بشران ، قال : حدثنا جعفر بن أحمد بن الحكم ، قال : حدثنا جعفر بن محمد المؤدّب ، قال : حدثنا أبو عبيد القاسم بن سلّام ، قال : حدثنا حجّاج ، عن ابن جريج ، قال : أخبرني ابن شهاب أنّ صفوان بن عبد الله حدّثه عن أمّ الدّرداء ، عن كعب بن عاصم الأشعري ، قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «ليس من البرّ الصّيام في السّفر» (١).

قال القاضي أبو المحاسن : سألت أبا القاسم بن قنان عن مولده فقال : في

__________________

فيصحح ، والمختصر المحتاج ٢ / ١٩٧.

(١) حديث صحيح.

أخرجه الشافعي في المسند ١ / ٢٧٢ ، وفي السنن المأثورة (٣١١) ، والطيالسي (١٣٤٣) ، وعبد الرزاق في المصنف (٤٤٦٧) و (٤٤٦٩) ، والحميدي (٨٦٤) ، وابن أبي شيبة في المصنف ٣ / ١٤ ، وأحمد من ثلاث طرق ٥ / ٤٣٤ ، والدارمي (١٧١٧) و (١٧١٨) ، وابن ماجة (١٦٦٤) ، والنسائي في المجتبى ٤ / ١٧٤ ـ ١٧٥ ، وفي الكبرى (٢٥٦٣) و (٢٥٦٤) ، وابن خزيمة (٢٠١٦) ، والطحاوي في شرح المعاني ٢ / ٦٣ ، وابن قانع في معجم الصحابة ٢ / ٣٧٧ ، والطبراني في الكبير ١٩ / حديث ٣٨٥ و ٣٨٦ و ٣٨٧ و ٣٨٨ و ٣٨٩ إلى ٣٩٩ ، وفي الأوسط (٣٢٧٣) و (٧٦٢٢) و (٩١٨٩) ، وفي مسند الشاميين (١٨١٣) ، وابن عدي في الكامل ٥ / ١٧٣٥ ، والحاكم في المستدرك ١ / ٤٣٣ ، والبيهقي في السنن الكبرى ٤ / ٢٤٢ ، والخطيب في تاريخه ١٤ / ٣٨٦ بتحقيقنا ، وفي موضح أوهام الجمع والتفريق ٢ / ٣٧٥ وغيرهم من طرق عن الزهري ، به.

٢٤

ذي القعدة سنة ثلاث وتسعين وأربع مئة.

قلت : وهذا القول فيه تجوّز وسهو لأنّ طرادا الزّينبيّ توفي في سلخ شوّال سنة إحدى وتسعين وأربع مئة ودفن مستهل ذي القعدة من السنة ، فإن كان المولد صحيحا فإجازته من طراد باطلة وإن كانت الإجازة صحيحة فالمولد قبل ذي القعدة سنة ثلاث وتسعين ، والله أعلم.

قال القرشي : وتوفي ، يعني عبد الرّحمن بن قنان في سنة سبع وستين وخمس مئة. قال غيره : في جمادى الأولى من السّنة المذكورة.

وقال محمد بن المبارك بن مشّق : توفي يوم الاثنين ثامن عشر جمادى الأولى من السنة.

قلت : ودفن بباب أبرز.

١٨٠٠ ـ عبد الرّحمن (١) بن سعد الله بن إبراهيم البيّع ، أبو عليّ ، يعرف بابن دبّوس.

من ساكني قطيعة باب الأزج.

سمع أبا الفضل محمد بن ناصر البغدادي ، وأبا الوقت السّجزي ، وروى عنهما. سمعنا منه.

قرأت على أبي عليّ عبد الرّحمن بن سعد الله البيّع ، قلت : أخبركم أبو الفضل محمد بن ناصر بن محمد بن عليّ قراءة عليه وأنت تسمع ، فأقرّ به ، قال : أخبرنا أبو القاسم حمزة بن محمد بن الحسن الزّبيري ، قال : أخبرنا أبو القاسم عبد الرّحمن بن عبيد الله الحرفي ، قال : حدثنا حمزة بن محمد بن العباس ، قال : حدثنا أحمد بن عبد الجبار العطاردي ، قال : حدثنا أبو معاوية ، عن إسماعيل بن أبي خالد ، عن قيس بن أبي حازم ، عن سعد بن أبي وقّاص ، قال :

__________________

(١) ترجمه المنذري في التكملة ٢ / الترجمة ١٤٠٨ ، والذهبي في تاريخ الإسلام ١٣ / ٣٣٩ ، والمختصر المحتاج ٢ / ١٩٧.

٢٥

قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «لا تزال طائفة من أمّتي ظاهرة على الدّين عزيزة إلى يوم القيامة» (١).

سألت عبد الرّحمن بن دبّوس عن مولده فقال لي : ولدت يوم الخميس سابع شعبان سنة سبع وثلاثين وخمس مئة بمحلة القطيعة.

وتوفي في ثالث رجب سنة اثنتي عشرة وست مئة ، ودفن بالمقبرة المعروفة بالوردية بالجانب الشّرقي.

١٨٠١ ـ عبد الرحمن (٢) بن سعد الله بن المبارك بن بركة الواسطيّ الأصل البغداديّ المولد والدّار ، أبو الفضل الطّحّان.

سمع أبا الفضل بن ناصر ، وأبا المحاسن عبد الملك بن عليّ الهمذاني وغيرهما. وكانت له إجازة من إسماعيل ابن السّمرقندي ، وعبد الوهاب الأنماطي ، وأبي منصور بن خيرون ، وجماعة. سمعنا منه.

قرأت على أبي الفضل عبد الرّحمن بن سعد الله الدّقّاق من أصل سماعه ، قلت له : حدّثكم أبو الفضل محمد بن ناصر بن محمد إملاء من لفظه ، قال : أخبرنا أبو القاسم عليّ بن أحمد بن محمد ابن البسري قراءة عليه وأنا أسمع ، قال : أخبرنا أبو طاهر محمد بن عبد الرّحمن بن العباس المخلّص ، قال : حدثنا أبو القاسم عبد الله بن محمد البغوي ، قال : حدثنا عبد الجبار بن عاصم

__________________

(١) إسناده حسن ، أحمد بن عبد الجبار العطاردي صدوق حسن الحديث كما بيناه مفصلا في تحرير التقريب ١ / ٦٧ ـ ٦٨ ، وباقي رجاله ثقات ، أبو معاوية هو محمد بن خازم الضرير.

ومتن الحديث محفوظ عن عدد من الصحابة باختلاف لفظي ، وهو عن المغيرة بن شعبة في الصحيحين : البخاري ٤ / ٢٥٢ (٣٦٤٠) و ٩ / ١٢٥ (٧٣١١) و ٩ / ١٦٦ (٧٤٥٩) ، ومسلم ٦ / ٥٣ (١٩٢١) ، وكذلك عن معاوية في الصحيحين ، وعن ثوبان وجابر وعقبة بن عامر عند مسلم ، وعن غيرهم في الموارد الأخرى.

(٢) ترجمه المنذري في التكملة ٢ / الترجمة ١٥٨٢ ، وابن الساعي في جهات الأئمة الخلفاء ٥٧ ، والذهبي في تاريخ الإسلام ١٣ / ٤٣٨ ، والمختصر المحتاج ٢ / ١٩٨.

٢٦

النّسائي ، قال : حدثني عبيد الله بن عمرو ، عن زيد بن أبي أنيسة ، عن عدي بن ثابت الأنصاري ، عن أبي حازم الأشجعي ، عن أبي هريرة ، قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «من تطهّر في بيته ثم مشى إلى بيت من بيوت الله عزوجل ليقضي فريضة من فرائض الله عزوجل كانت خطاه إحداهما تحطّ خطيئة والأخرى ترفع درجة» (١).

سمعت عبد الرّحمن ابن الواسطي سئل عن مولده فقال : في شعبان سنة خمس وثلاثين وخمس مئة ببغداد.

وتوفي يوم الأربعاء ثالث ربيع الأوّل سنة خمس عشرة وست مئة ، ودفن بباب حرب.

١٨٠٢ ـ عبد الرّحمن (٢) بن سعود بن سرور بن الحسين الملّاح ، أبو محمد.

من أهل الجانب الغربي ، سكن بقصر عيسى بن عليّ الهاشمي.

سمع من أبي القاسم بن الحصين ، وأبي غالب ابن البنّاء ، وإسماعيل ابن السّمرقندي ، وروى عنهم. سمعنا منه.

قرئ على أبي محمد عبد الرحمن بن سعود بن سرور وأنا أسمع ، قيل له : أخبركم أبو غالب أحمد بن الحسن بن أحمد قراءة عليه وأنت تسمع في سنة ست عشرة وخمس مئة ، قال : أخبرنا أبو الحسين محمد بن أحمد ابن الآبنوسي ، قال : أخبرنا أبو الحسن عليّ بن عمر بن أحمد الدّار قطني ، قال : حدثنا أبو عبد الله الحسين بن محمد بن سعيد البزّاز ، قال : حدثنا عبد الرّحمن بن الحارث جحدر ، قال : حدثنا بقيّة بن الوليد ، عن الأوزاعي ، عن الزّهري ، عن عروة ، عن عائشة ، قالت : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «الجنّة دار الأسخياء» (٣).

__________________

(١) حديث صحيح تقدم تخريجه في الترجمة ١٠١٨.

(٢) ترجمه المنذري في التكملة ٢ / الترجمة ٣٣٩ ، والذهبي في تاريخ الإسلام ١٢ / ٩٧٩ ، والمختصر المحتاج ٢ / ١٩٨.

(٣) موضوع ، وآفته عبد الرحمن بن الحارث المعروف بجحدر ، وهو ممن يسرق الحديث

٢٧

توفي عبد الرحمن بن سعود في يوم الأحد خامس عشري جمادي الآخرة من سنة اثنتين وتسعين وخمس مئة.

١٨٠٣ ـ عبد الرّحمن (١) بن سلطان بن أحمد ، أبو بكر المقرئ.

كان يسكن بالظّفرية ، ويؤم في مسجد ابن عقيل بها.

سمع من أبي الفتح محمد بن عبد الباقي ابن البطّي ، وروى عنه فيما بلغني. وسمع منه بعض أصحابنا.

توفي شابا في ليلة الثلاثاء يوم عيد الفطر من سنة ست مئة.

١٨٠٤ ـ عبد الرّحمن (٢) بن شجاع بن الحسن بن الفضل ، أبو الفرج الفقيه الحنفيّ.

من أهل باب الطّاق وساكني محلة مشهد أبي حنيفة رحمة الله عليه ، وقد تقدّم ذكرنا لأبيه (٣).

تفقه عبد الرحمن هذا على أبيه وغيره. وكانت له معرفة حسنة بمذهب أبي

__________________

ويروي المناكير كما يقول ابن عدي (الكامل ١ / ١٩٠ باسم أحمد بن عبد الرحمن جحدر ، ويلاحظ وقوع سقط في المطبوع من كامل ابن عدي حيث وضع عنوان آخر لترجمة جحدر) ، وأعاده فيمن اسمه عبد الرحمن بن الحارث (٤ / ١٦٢٨) وقال : «يسرق الحديث» وساق الحديث في الموضعين. وذكره الذهبي في الميزان ٢ / ٥٥٥ نقلا من ابن عدي وقال : «هذا حديث منكر ، ما آفته سوى جحدر» ، قال بشار : ولعله سرقه من بعض الوضاعين. وقد ساقه ابن الجوزي في الموضوعات (٩٣٨).

(١) ترجمه المنذري في التكملة ٢ / الترجمة ٨٢٣.

(٢) ترجمه المنذري في التكملة ٢ / الترجمة ١٢٥٧ ، وابن الساعي في الجامع المختصر ٩ / ٢٠٨ ، وابن الفوطي في تلخيص مجمع الآداب ٤ / الترجمة ٢٤٤ ، والذهبي في تاريخ الإسلام ١٣ / ٢١٦ ، والمختصر المحتاج ٢ / ١٩٩ ، والصفدي في الوافي ١٨ / ١٥٢ ، والقرشي في الجواهر المضيئة ١ / ٣٠١ ، والتميمي في الطبقات السنية ٢ / الورقة ٤٢٩.

(٣) الترجمة ١٥٤٣.

٢٨

حنيفة وكلام جيّد في المناظرة (١). وأفتى ودرّس بمشهد أبي حنيفة مدة نيابة عن المدرّسين به. وكان خيّرا أضر في آخر عمره.

سمع أبا الفضل محمد بن ناصر السّلامي ، وأبا العباس أحمد بن يحيى بن ناقة الكوفي ، وغيرهما. سمعنامه.

أخبرنا أبو الفرج عبد الرحمن بن شجاع الحنفيّ قراءة عليه وأنا أسمع ، قيل له : أخبركم أبو العباس أحمد بن يحيى بن أحمد بن ناقة الكوفيّ ، قدم عليكم قراءة عليه وأنت تسمع ببغداد ، فأقرّ به وعرف ذلك ، قال : أخبرنا أبو عليّ الحسن ابن محمد بن عبد العزيز قراءة عليه ، قال : أخبرنا أبو عليّ الحسن بن أحمد بن شاذان ، قال : أخبرنا أبو بكر أحمد بن سلمان بن الحسن النّجّاد ، قال : قرئ على الحسن بن مكرم وأنا أسمع ، قال : حدثنا عليّ بن عاصم ، قال : حدثنا خالد الحذّاء وهشام بن حسّان ، عن محمد بن سيرين ، عن أبي هريرة ، قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «إذا جاء أحدكم إلى الصّلاة فلا يسع ولكن يمشي وعليه السّكينة والوقار فليصلّ ما أدرك وليقض ما سبقه» (٢).

سألت عبد الرّحمن بن شجاع عن مولده فقال : في ذي القعدة سنة تسع وثلاثين وخمس مئة.

وتوفي يوم الاثنين سادس عشر شعبان سنة تسع وست مئة ، ودفن يوم الثلاثاء بمقبرة الخيزران عند مشهد أبي حنيفة ، رحمه‌الله.

١٨٠٥ ـ عبد الرّحمن (٣) بن صدقة بن عبدون الطّحّان ، أبو عبد الرحيم

__________________

(١) إلى هنا ينتهي السقط من مجلد باريس ، وكان الاعتماد فيما تقدم على مجلد كيمبرج لوحده.

(٢) حديث صحيح.

أخرجه أحمد ٢ / ٤٢٧ ، والبخاري في القراءة خلف الإمام (١٨٧) و (١٨٩) ، ومسلم ٢ / ١٠٠ (٦٠٢) (١٥٤) ، وأبو عوانة ٢ / ٨٣ و ٨٤ ، والطحاوي في شرح المعاني ١ / ٣٩٦ ، والبيهقي في السنن الكبرى ٢ / ٢٩٨ من طرق عن هشام بن حسان.

(٣) ترجمه المنذري في التكملة ٢ / الترجمة ٩٧٤ ، والذهبي في تاريخ الإسلام ١٣ / ٧٧.

٢٩

الرّفّاء ، سبط أبي البقاء يحيى بن علي الهمذاني المؤدّب.

سمع أبا الفضل محمد بن ناصر السّلامي ، وأظنّه روى عنه شيئا يسيرا. وذكر لي بعض أصحابنا أنّه سمع منه ، وأنّه أجاز لنا.

توفي يوم الثلاثاء سادس شعبان سنة ثلاث وست مئة ، ودفن بالجانب الشّرقي بباب أبرز.

١٨٠٦ ـ عبد الرّحمن (١) بن طاهر بن محمد بن طاهر الشّيبانيّ ، أبو طاهر البزّاز.

من أهل باب البصرة.

سمع أبا الحسن سعد الخير بن محمد الأنصاري ، وروى عنه. كتبنا عنه أحاديث.

قرأت على أبي طاهر عبد الرّحمن بن محمد الشّيباني بباب البصرة ، قلت له : أخبركم أبو الحسن سعد الخير بن محمد بن سهل الأنصاري قراءة عليه وأنت تسمع ، فأقرّ به ، قال : أخبرنا أبو سعد محمد بن محمد المطرّز بأصبهان ، قال : أخبرنا أبو نعيم أحمد بن عبد الله بن أحمد الحافظ ، قال : حدثنا أبو بكر بن خلّاد ، قال : حدثنا الحارث بن أبي أسامة ، قال : حدثنا سليمان بن حرب ، قال : حدثنا أبو هلال ، قال : حدثنا غيلان بن جرير ، عن عبد الله بن معبد الزّمّاني ، عن أبي قتادة أنّ عمر سأل رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم عن صوم يوم الاثنين فقال : «ذلك يوم ولدت فيه ويوم أنزلت عليّ فيه النّبوة» (٢).

سألت عبد الرّحمن هذا عن مولده فقال : في سنة عشرين وخمس مئة.

وتوفي في رجب أو شعبان من سنة عشر وست مئة.

__________________

(١) ترجمه المنذري في التكملة ٢ / الترجمة ١٣٠٤ ، والذهبي في تاريخ الإسلام ١٣ / ٢٤١ ، والمختصر المحتاج ٢ / ٢٠٠.

(٢) قطعة من حديث صحيح أخرجه مسلم ٣ / ١٦٧ (١١٦٢) (١٩٨) ، والنسائي في الكبرى (٢٧٧٧).

٣٠

١٨٠٧ ـ عبد الرّحمن بن عبد الصّوفيّ.

أحد شيوخ أبي بكر بن كامل. ذكره في «معجم شيوخه» ، وقال : أنشدني :

ليلي وليلى نفى نومي اختلافهما

بالحبّ والنّوم طابا لي لو اعتدلا

يجود بالطّول ليلي كلّما بخلت

بالطّول ليلى وإن جادت به بخلا

١٨٠٨ ـ عبد الرّحمن بن عبد الله التّركيّ ، أبو محمد ، عتيق الرّكاب سلار.

كان يسكن باب البصرة.

وكان حافظا للقرآن الكريم خيّرا. سمع شيئا من الحديث من أبي الفتح ابن البطّي وغيره. وما أعلم أنّه روى شيئا.

توفي ليلة الخميس سابع شهر ربيع الأوّل سنة ست وست مئة ، ودفن يوم الخميس بمقبرة باب حرب ، رحمه‌الله وإيانا.

١٨٠٩ ـ عبد الرّحمن (١) بن عبد الله ، أبو محمد (٢) ، عتيق أبي الفتح ابن باقا (٣) البزّاز البغداديّ.

سمع من أبي الوقت عبد الأول بن عيسى السجزيّ ببغداد. وكان تاجرا سافر إلى الشّام وديار مصر وحدّث هناك.

وبلغنا أنّه توفي بمصر في ذي القعدة من سنة ثمان وست مئة (٤).

__________________

(١) ترجمه ابن نقطة في التقييد ٣٤٤ ، والمنذري في التكملة ٢ / الترجمة ١٢١٥ ، والذهبي في تاريخ الإسلام ١٣ / ١٩٢ ، والمختصر المحتاج ٢ / ٢٠٢ ، والعبر ٥ / ٢٨ ، والسيوطي في حسن المحاضرة ١ / ١٧٦ ، وابن العماد في الشذرات ٥ / ٣٣.

(٢) في تكملة المنذري وتاريخ الإسلام للذهبي : أبو القاسم.

(٣) اسمه أحمد بن عمر بن باقا.

(٤) كانت وفاته في الحادي والعشرين منه كما ذكر المنذري ، ودفن بسفح المقطم وقرأ عليه المنذري صحيح البخاري.

٣١

١٨١٠ ـ عبد الرّحمن (١) بن عبد الله بن عبد القادر الجيليّ ، أبو محمد.

كان محضرا بباب القضاة عاميّا مبغضا للحديث ولأهله. قد سمع شيئا في صباه من أبي المظفّر ابن الشّبلي القصّار ، وقيل نصر بن نصر العكبري أيضا. لا يسمّع إلا لمن يعطيه شيئا. تركت السّماع منه عمدا لما رأيت من كراهيته لذلك.

بلغني أنّ عمّه عبد الرزاق بن عبد القادر قال : مولده ، أعني عبد الرحمن ، هذا في سنة ثلاث وأربعين وخمس مئة ، وتوفي يوم الجمعة سادس عشري محرم سنة أربع عشرة وست مئة ، ودفن يوم السّبت.

١٨١١ ـ عبد الرّحمن (٢) بن عبد الله بن علوان ، أبو القاسم الحلبيّ ، يعرف بابن الأستاذ.

قدم بغداد قافلا من الحج في سنة أربع وخمسين وخمس مئة ، وسمع بها من النّقيب أبي جعفر أحمد بن محمد العبّاسي المكي. وعاد إلى بلده ، وحدّث به عنه وعن غيره ، وكتب لنا إجازة من هناك. سمع منه جماعة من أصحابنا بحلب (٣).

١٨١٢ ـ عبد الرّحمن (٤) بن عبد الله الرّوميّ ، كان اسمه ياقوت فسمّى

__________________

(١) ترجمه المنذري في التكملة ٢ / الترجمة ١٥١٧ ، والذهبي في تاريخ الإسلام ١٣ / ٤١٠ ، والمختصر المحتاج ٢ / ٢٠٠.

(٢) ترجمه المنذري في التكملة ٣ / الترجمة ٢١٠٥ ، والذهبي في تاريخ الإسلام ١٣ / ٧٤٠ ، وسير أعلام النبلاء ٢٢ / ٢٠٣ ، والمشتبه ١٩ ، والمختصر المحتاج ٢ / ٢٠١ ، والعبر ٥ / ٩٤ ، وابن كثير في البداية والنهاية ١٣ / ١١٤ ، وابن الملقن في العقد المذهب ، الورقة ١٧١ ، والغساني في العسجد المسبوك ٤٢٥ ، وابن ناصر الدين في توضيح المشتبه ١ / ١٩٥ ، وابن المعاد في الشذرات ٥ / ١٠٨.

(٣) ذكر المنذري أنه توفي في ليلة العاشر من جمادى الآخرة سنة ٦٢٣ ه‍.

(٤) ترجمه ياقوت في معجم الأدباء ٦ / ٢٨٠٤ ، وابن الشعار في قلائد الجمان ٩ / الورقة ٣٤٩ ،

٣٢

نفسه عبد الرحمن ، وكنيته أبو الدّر ، مولى أبي منصور الجيليّ التّاجر.

نشأ ببغداد ، وحفظ القرآن العزيز ، وقرأ شيئا من الأدب ، وكتب خطّا حسنا ، وقال الشعر ، وأكثر النّظم منه في الغزل والتّصابي وذكر المحبّة ، وراق شعره وتحفّظه النّاس ، وسكن النّظامية ببغداد مدة. علّقت عنه أقطاعا من شعره ، وسمعتها منه ، فمن ذلك ما أنشدني لنفسه :

خليليّ لا والله ما جنّ غاسق

وأظلم إلا حنّ أو جنّ عاشق

أحبّ سواد الليل حبّا لشادن

يواصلني ليلا وصبحا يفارق

إذا سمت قلبي الصّبر زاد تشوّقا

فقلبي مشوق واصطباري شائق

وما الصّبر بالمشتاق عمّن يحبّه

وإن ساءه منه خلائق لائق

بروحي ، من روحي تساق إذا حدا

مطاياه حادي البين أو ساق سائق

مفارقة الأحباب لولاك لم يذب

فؤاد ولا شابت لصبّ مفارق

أمنت الجوى والبين غبّ فراقه

فلست أبالي بعده من أفارق

وأنكحت أجفاني السّهاد لبعده

وقلت لنومي بعده أنت طالق

١٨١٣ ـ عبد الرّحمن بن عبد الرحيم بن محمد بن محمد ابن الفرّاء ، أبو الفتوح بن أبي محمد ، يعرف والده بالعلبة.

من بيت معروف بالعدالة والرّواية ، وسيأتي ذكر أبيه.

سمع عبد الرحمن هذا من جماعة منهم والده ، وأبو الفتح بن شاتيل ، ويحيى بن بوش ، وغيرهم.

__________________

والمنذري في التكملة ٣ / الترجمة ٢٠٤١ ، وابن خلكان في وفيات الأعيان ٦ / ١٢٢ ، والذهبي في تاريخ الإسلام ١٣ / ٧٢٨ ، وسير أعلام النبلاء ٢٢ / ٢٠٨ ، والمختصر المحتاج ٢ / ٢٠١ ، والصفدي في الوافي ١٨ / ١٦٩ و ٢٨ / ٤٣ ، وابن الفرات في تاريخه ١٠ / الورقة ١٦٩ ، وابن تغري بردي في النجوم ٥ / ٢٨٣ ، وابن العماد في الشذرات ٥ / ١٠٥.

٣٣

وتوفي شابا قبل أوان الرّواية في شهر ربيع الأول سنة سبع وست مئة ، ودفن بباب حرب.

١٨١٤ ـ عبد الرّحمن (١) بن عبد الملك بن عثمان اللّخميّ ، أبو القاسم المعلّم ، مغربيّ الأصل بغداديّ المولد والدّار.

كان يسكن بدار الخلافة المعظمة ـ شيّد الله قواعدها بالعزّ ـ وله بها مكتب يعلّم فيه الصّبيان الخطّ.

سمع أبا القاسم بن بيان ، وأبا علي بن نبهان ، وأبا الخطّاب الكلوذانيّ ، وغيرهم ، وحدّث عنهم.

سمع منه الشريف أبو الحسن عليّ بن أحمد الزّيدي ، وأبو بكر محمد بن أبي طاهر بن مشّق. وروى لنا عنه أبو محمد بن الأخضر. وللقاضي عمر القرشي فيه كلام وقفت عليه بخطّه يقول : كتبنا عنه وكان غير ثقة ، سألناه عن نسبه فقال : أنا من ولد النّعمان بن المنذر الملك اللّخمي ، وعدّ بعد جده عثمان ثلاثة أو أربعة إلى النّعمان. وكان يذكر أنّ له إجازة من أبي عبد الله الحميدي فطلبناها منه فأخرج لنا إجازة منه لأبيه وعمّه ليس له فيها اسم. وقال مرّة أخرى : لي إجازة من أبي زكريا التّبريزيّ فطلبناها منه فأخرج لنا استجازة لأبيه ، وقد ألحق اسمه وأسماء جماعة بخطّه الذي لا أشك فيه ، وقد غيّر التّاريخ في خطّ أبي زكريا. وقال : سمعت من أبي حامد الغزّالي شيئا من كتبه سمّاه ولا يتصوّر سماعه منه لأنّ الغزّالي لما كان ببغداد كان هذا أصغر من أن يسمع منه. هذا آخر كلام القرشيّ فيه ، والله أعلم.

١٨١٥ ـ عبد الرّحمن (٢) بن عبد الجبار بن عبد الخالق بن زاهر بن

__________________

(١) ترجمه الذهبي في الميزان ٢ / ٥٧٨.

(٢) ترجمه ابن نقطة في إكمال الإكمال ٢ / ٤٦٧ ، والمنذري في التكملة ٢ / الترجمة ١٥١٩ ، والذهبي في تاريخ الإسلام ١٣ / ٤١٠ ، والمختصر المحتاج ٢ / ٢٠٣.

٣٤

طاهر بن محمد الشّحّاميّ ، أبو الخير بن أبي سعيد بن أبي منصور بن أبي القاسم بن أبي عبد الرحمن المزكّي.

من أهل نيسابور ، من بيت مشهور بالعلم والرّواية والعدالة والتّزكية ببلده.

سمع بنيسابور من أبي الأسعد هبة الرّحمن بن عبد الواحد القشيري ، وأبي حفص عمر بن أحمد الصّفّار ، وأبي الفتح مسعود بن محمد الخطيب وغيرهم. وقدم بغداد حاجا في سنة ثلاث عشرة وست مئة ، وحدّث بها ، فسمعنا منه.

أخبرنا أبو الخير عبد الرحمن بن عبد الجبار بن عبد الخالق الشّحّامي قدم علينا قراءة عليه وأنا أسمع من أصل سماعه بالجانب الغربي من مدينة السّلام ، قيل له : أخبركم أبو الأسعد هبة الرّحمن بن عبد الواحد بن عبد الكريم القشيري قراءة عليه وأنت تسمع بنيسابور في رجب سنة خمس وأربعين وخمس مئة ، فأقرّ به ، قال : أخبرنا أبو بكر يعقوب بن أحمد بن محمد الصّيرفي قراءة عليه ، قال : حدثنا أبو بكر محمد بن أحمد بن عبدوس المزكّي ، قال : حدثنا أبو بكر محمد بن حمدوية بن سهل المروزي ، قال : حدثنا عبد الله بن حمّاد الآملي ، قال : حدثنا يحيى بن صالح ، قال : حدثنا محمد بن عبد الملك ، قال : حدثنا نافع ، عن ابن عمر ، قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «طلب العلم فريضة على كلّ مسلم» (١).

حجّ أبو الخير في سنة ثلاث عشرة وست مئة ، وعاد إلى بغداد من مكّة في صفر سنة أربع عشرة فتوفي بها في ليلة السّبت ثاني عشر صفر المذكور ، ودفن بمقبرة الخيزران بالجانب الشّرقي في جوار مشهد أبي حنيفة ، رحمه‌الله.

__________________

(١) إسناده تالف ، محمد بن عبد الملك هو الأنصاري المديني يكنى أبا عبد الله ، قال الإمام أحمد : كان أعمى وكان يضع الحديث وكان يكذب ، كما في الكامل لابن عدي ٦ / ٢١٦٦ ـ ٢١٦٧ والميزان ٢ / ٦٣١ وغيرهما.

أخرجه ابن عدي في الكامل ٦ / ٢١٦٨ من طريق يحيى بن صالح ، عن محمد بن عبد الملك ، به ، وقال بعد أن ساق أحاديث غير هذا الحديث : «وهذه الأحاديث عن محمد ابن المنكدر وعن نافع كلها غير محفوظة وعامتها لا يرويها غير محمد بن عبد الملك».

٣٥

١٨١٦ ـ عبد الرّحمن (١) بن عبد السّلام بن إسماعيل بن عبد الرّحمن بن الحسن ابن اللّمغانيّ ، أبو الفضل الفقيه الحنفي.

أحد الشّهود المعدّلين ؛ شهد عند قاضي القضاة أبي القاسم عبد الله بن الحسين الدّامغاني في يوم الخميس ثالث عشر محرم سنة أربع وست مئة ، وزكّاه العدلان أبو الفضل محمد بن الحسن ابن الشّنكاتي العبّاسي وأبو نصر أحمد بن صدقة بن زهير. ودرّس بعد وفاة أبيه بالمدرسة المعروفة بزيرك بسوق العميد. وناب في الحكم عن القاضي محمود بن أحمد الزّنجاني بدار الخلافة المعظّمة ـ شيّد الله قواعدها بالعز ـ وأجاز له سيّدنا ومولانا الإمام المفترض الطاعة على كافة الأنام النّاصر لدين الله ـ خلّد الله ملكه ـ وحدث عنه بجامع القصر الشريف (٢).

١٨١٧ ـ عبد الرّحمن بن عبد الواحد الخطيب ، غير مكنّى.

ذكره أبو بكر بن كامل في «معجمه» وقال : أنشدني :

كتبت إليه بماء الجفون

وطرفي بماء الهوى يشرب

فكفّي يخطّ وقلبي يملّ

وعيناي تمحو الذي أكتب

١٨١٨ ـ عبد الرّحمن (٣) بن عبد الواحد بن أحمد بن محمد ابن

__________________

(١) ترجمه الحسيني في صلة التكملة ، الورقة ٦٥ ، وابن الفوطي في تلخيص مجمع الآداب ٥ / الترجمة ١٩٥ ، والذهبي في تاريخ الإسلام ١٤ / ٦٢٠ ، وسير أعلام النبلاء ٢٣ / ٢٥٠ ، والصفدي في الوافي ١٨ / ١٥٨ ، والقرشي في الجواهر المضيئة ١ / ٣٠١ ، وابن كثير في البداية والنهاية ١٣ / ١٨١ ، والغساني في العسجد المسبوك ٥٨٤.

(٢) تأخرت وفاته إلى ما بعد وفاة المؤلف باثني عشر عامّا حيث توفي في سنة ٦٤٩ كما في مصادر ترجمته.

(٣) ترجمه المنذري في التكملة ١ / الترجمة ٥٧٥ ، وابن الساعي في الجامع المختصر ٩ / ٥٦ ، والذهبي في تاريخ الإسلام ١٢ / ١١٠٠ ، والتميمي في الطبقات السنية ٢ / الورقة ٤٣٣.

٣٦

الثّقفيّ ، أبو محمد ابن قاضي القضاة أبي جعفر ، أخو عبد الله الذي قدّمنا ذكره (٤).

(١) من أولاد القضاة والعدول والبيوت المعروفة بالولاية والرّواية.

سمع من أبيه ، ومن أبي الوقت السّجزي ، ومن أبي العباس بن ناقة الكوفي ، وغيرهم. وما أعلم أنّه حدّث بشيء.

تولّى قضاء نهر عيسى بن عليّ الهاشمي قبل وفاته بقليل ، وتوفي وهو على ذلك في ليلة السّبت سابع عشر محرم سنة سبع وتسعين وخمس مئة ، ودفن يوم السّبت المذكور عند أبيه بمقبرة الصّوفية المجاورة لرباط الزّوزني المقابل لجامع المنصور.

١٨١٩ ـ عبد الرّحمن بن عبد السّيّد بن صدقة البورانيّ ، أبو محمد.

من أهل الحربية.

سمع أبا بكر محمد بن منصور القصري ، وروى عنه. سمع منه أبو العباس أحمد بن سلمان الحربي المعروف بالسّكّر وغيره من أصحابنا ، وما قدّر لنا لقاؤه ، ولعله أجاز لنا.

١٨٢٠ ـ عبد الرّحمن (٢) بن عبد الغني بن محمد بن سعد (٣) ابن الحنبليّ ، أبو القاسم بن أبي محمد.

وتقدّم ذكرنا لجده (٤) ، فأما أبوه فليس من شرطنا.

__________________

(١) الترجمة ١٦٥٧.

(٢) ترجمه ابن نقطة في إكمال الإكمال ٤ / ٣٢٣ في «الغسّال» ، والمنذري في التكملة ٢ / الترجمة ١٥٤٧ ، والذهبي في تاريخ الإسلام ١٣ / ٤١٠ ، والمختصر المحتاج ٢ / ٢٠٤ ، والمشتبه ١٤٢ ، وابن ناصر الدين في توضيح المشتبه ٢ / ٢٢٩ و ٦ / ٢٦٤ ، وابن حجر في تبصير المنتبه ٣ / ١٠٠٩.

(٣) في المختصر المحتاج : «سعيد» محرف.

(٤) الترجمة ١٨٤.

٣٧

سمع عبد الرحمن هذا من أبي الفضل محمد بن عمر الأرموي ، وأبي الفضل محمد بن ناصر السّلامي ، وأبي القاسم سعيد بن أحمد ابن البنّاء ، وأبي الوقت السّجزي ، وعبد اللطيف بن أبي سعد البغدادي ، وغيرهم ، وروى عنهم. سمعنا منه.

قرأت على أبي القاسم عبد الرحمن بن عبد الغني بن محمد ، قلت له : أخبركم أبو القاسم سعيد بن أحمد بن الحسن قراءة عليه وأنت تسمع ، فأقرّ بذلك ، قال : أخبرنا أبو نصر محمد بن محمد بن عليّ الزّينبي ، قال : أخبرنا أبو بكر محمد بن عمر بن زنبور الورّاق ، قال : أخبرنا أبو بكر عبد الله بن سليمان بن الأشعث ، قال : حدثنا عيسى بن حمّاد زغبة ، قال : حدثنا اللّيث بن سعد ، عن هشام بن عروة ، عن وهب بن كيسان ، عن محمد بن عمرو ، عن عطاء ، عن ابن عبّاس ، قال : رأيت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يأكل عرقا (١) من شاة ثم صلّى ولم يتمضمض ولم يمس ماء» (٢).

سألت أبا القاسم ابن الحنبلي عن مولده فقال : في ليلة الاثنين تاسع عشري صفر سنة أربعين وخمس مئة.

وتوفي يوم الأربعاء سادس شعبان سنة أربع عشرة وست مئة ، ودفن بباب حرب.

١٨٢١ ـ عبد الرّحمن بن عبد الكريم بن الليث ، أبو القاسم الشّافعيّ.

أظنه من أهل البصرة.

__________________

(١) العرق : هو العظم عليه قليل من اللحم.

(٢) حديث صحيح ، وهذا إسناد حسن من أجل محمد بن عمرو فإنه حسن الحديث.

وقد أخرجه البخاري ١ / ٦٣ (٢٠٧) ، ومسلم ١ / ١٨٨ (٣٥٤) وغيرهما من حديث مالك عن زيد بن أسلم ، عن عطاء ، عن ابن عباس ، عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم بلفظ : «إن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم أكل كتف شاة ثم صلّى ولم يتوضأ». وأخرجه مسلم (٣٥٤) من حديث علي بن عبد الله بن عباس ، عن أبيه بلفظ : «أن النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم أكل عرقا ثم صلّى ولم يتوضأ ولم يمس ماء».

٣٨

سمع الشّريف أبا طالب الحسين بن محمد الزّينبي ، وروى عنه. سمع منه أبو الحسن عليّ بن الحسن العبدي البصري ، وحدّثنا عنه.

قرأت على أبي الحسن عليّ بن الحسن بن إسماعيل العروضيّ ، قلت له : أخبركم أبو القاسم عبد الرّحمن بن عبد الكريم بن اللّيث الشّافعي بقراءتك عليه ، فأقرّ به ، قال : أخبرنا الشّريف أبو طالب الحسين بن محمد الزّينبي قراءة عليه في شهر رمضان سنة اثنتين وخمس مئة وأنا أسمع.

وأخبرنيه عاليا القاضي أبو طالب محمد بن عليّ بن أحمد الواسطي قراءة عليه وأنا أسمع ، قيل له : أخبركم الشّريف أبو طالب الزّينبي قراءة عليه في شهر رمضان سنة ثمان وخمس مئة وأنت تسمع ، فأقرّ به ، قال : أخبرتنا أم الكرام كريمة بنت أحمد بن محمد المروزية ، قالت : أخبرنا أبو الهيثم محمد بن مكي الكشميهني ، قال : أخبرنا أبو عبد الله محمد بن يوسف الفربري ، قال : أخبر محمد بن إسماعيل البخاري ، قال (١) : حدثنا مسدّد ، قال : حدثنا حمّاد (٢) ، عن ثابت ، عن أنس أنّ النّبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم دعا بإناء من ماء فأتي بقدح رحراح فيه شيء من ماء فوضع أصابعه فيه ، قال أنس : فجعلت أنظر إلى الماء ينبع من بين أصابعه فيه. قال أنس : فحزرت من توضأ ما بين السّبعين إلى الثّمانين.

١٨٢٢ ـ عبد الرّحمن بن عبد الكافي بن سلمان بن بكران ، أبو القاسم الحرّانيّ.

سمع أبا الفضل محمد بن ناصر بن محمد البغدادي ، وروى عنه. سمع منه عبد الله محمد بن عثمان الواعظ ، وأخرج عنه حديثا في «معجم شيوخه» الذين سمع منهم.

__________________

(١) البخاري ١ / ٦١ (٢٠٠) ، وهو عند مسلم أيضا ٧ / ٥٩ (٢٢٧٩) عن أبي الربيع الزهراني ، عن حماد ، به.

(٢) هو حماد بن زيد بن درهم الأزدي.

٣٩

١٨٢٣ ـ عبد الرّحمن (١) بن عمر بن أبي نصر بن عليّ بن عبد الدّائم ، أبو محمد المعروف بابن الغزّال.

سمع الكثير بإفادة أبيه في صباه وبنفسه ، وقرأ على الشّيوخ ، وكتب أكثر سماعاته بخطّه ، وتكلّم في الوعظ. وكان سماعه من أبي الفضل بن ناصر ، وسعيد ابن البنّاء ، وأبي بكر ابن الزّاغوني ، ونصر ابن العكبري ، والشّريف أبي جعفر المكّي ، وأبي الوقت السّجزي ، وأبي المظفّر ابن الشّبلي ، وأبي محمد ابن المادح ، وأبي الفتح ابن البطّي وجماعة من أمثالهم ، ومن بعدهم.

وكان كثير الشّيوخ ، صحيح السّماع إلا أنّ أبا الفتوح نصر بن أبي الفرج الحصري كان سيء القول فيه يحذّر النّاس منه ويمنعهم من السماع منه ، ولم أعثر له بما يمنع السّماع منه ويوجب ترك الرّواية عنه ، فسمعت منه.

حدثنا عبد الرّحمن بن عمر الواعظ لفظا ، قال : أخبرنا أبو القاسم سعيد بن أحمد ابن البنّاء قراءة عليه وأنا أسمع ، قال : أخبرنا أبو نصر محمد بن محمد الزّينبي ، قال : أخبرنا أبو بكر محمد بن عمر الورّاق ، قال : حدثنا أبو محمد يحيى بن محمد بن صاعد ، قال : حدثنا محمد بن أصبغ ، قال : حدثنا أبي ، قال : حدثنا ابن وهب ، قال : حدثنا هشام بن سعد ، عن زيد بن أسلم أنّ أبا بكر خطب النّاس فقال : يا أيها النّاس إني سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم على هذه الأعواد عام أوّل ، ثم غلبته العبرة ، ثم قال : سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يقول : «ما أعطي أحد مثل اليقين والعافية في الدّنيا والآخرة» (٢).

__________________

(١) ترجمه ابن نقطة في إكمال الإكمال ٥ / ٤٧١ ، والتقييد ٣٤٥ ، والمنذري في التكملة ٢ / الترجمة ١٦١٤ ، والذهبي في تاريخ الإسلام ١٣ / ٤٣٩ ، والمشتبه ٦٢٠ ، والمختصر المحتاج ٢ / ٢٠٤ ، وابن رجب في الذيل على طبقات الحنابلة ٢ / ١٠٦ ، وابن ناصر الدين في توضيح المشتبه ٨ / ٣٠٤ ، وابن حجر في تبصير المنتبه ٤ / ١٣٣٠ ، وابن العماد في الشذرات ٥ / ٦٤ ، والقنوجي في التاج المكلل ٢٢٧.

(٢) حديث صحيح ، وهذا إسناد ضعيف لضعف هشام بن سعد ، كما بيناه مفصلا في تحرير التقريب ٤ / ٣٩. على أن متن الحديث صحيح من حديث أوسط البجلي عن أبي بكر ،

٤٠