ذيل تأريخ مدينة السلام - ج ٤

أبي عبد الله محمّد بن سعيد بن الدبيثي

ذيل تأريخ مدينة السلام - ج ٤

المؤلف:

أبي عبد الله محمّد بن سعيد بن الدبيثي


المحقق: الدكتور بشار عوّاد معروف
الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: دار الغرب الإسلامي ـ بيروت
الطبعة: ١
الصفحات: ٦٤٦

٢١٤٧ ـ عمر (١) بن حسن بن عليّ بن محمد بن فرج بن خلف بن قومس بن مزلال بن ملّال بن أحمد بن بدر بن دحية بن خليفة الكلبيّ صاحب رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، أبو الخطّاب ، سبط أبي عبد الله بن أبي البسّام العلويّ الحسينيّ.

هكذا أملى علينا نسبه من حفظه فكتبناه عنه ، وكان يسمّي نفسه : ذا النّسبين بين دحية والحسين (٢).

من أهل المغرب ، من أهل سبتة ، وأظنّه كان قاضيها.

شيخ فاضل ، له معرفة حسنة بالنّحو واللّغة العربية ، وأنسة بالحديث والفقه على مذهب مالك رحمه‌الله ، وكان يقول : أحفظ «صحيح مسلم» جميعه ، وقرأته على بعض الشّيوخ بالمغرب من حفظي. ويدّعي أشياء كثيرة!

خرج من المغرب إلى مكة شرّفها الله تعالى فحجّ ، ورحل إلى الشّام ، وورد العراق ودخل بغداد مجتازا ، وصار إلى أصبهان ، فسمع بها من عفيفة الفارفانية «معجم» الطّبراني. وخرج إلى خراسان فسمع بنيسابور «صحيح مسلم» من أصحاب أبي عبد الله الفراوي ، وانتهى إلى مرو. وعاد إلى بغداد ، وانحدر إلى واسط ، فسمع من القاضي أبي الفتح ابن المندائي «مسند» أبي عبد الله أحمد

__________________

(١) ترجمه ابن نقطة في إكمال الإكمال ٢ / ٦٠ ، وابن النجار في التاريخ المجدد ، الورقة ٩٧ (باريس) (وهو في المستفاد ، الترجمة ١٦٠) ، وسبط ابن الجوزي في المرآة ٨ / ٦٩٨ ، وابن الأبار في التكملة ٣ / ١٦٤ ، وأبو شامة في ذيل الروضتين ١٦٣ ، وابن خلكان في وفيات الأعيان ٣ / ٤٤٨ ، وابن الفوطي في تلخيص مجمع الآداب ٥ / الترجمة ٤٠٦ ، والذهبي في تاريخ الإسلام ١٤ / ١١٣ ، وسير أعلام النبلاء ٢٢ / ٣٨٩ ، وتذكرة الحفاظ ٤ / ١٤٢٠ ، ودول الإسلام ٢ / ١٠٣ ، والمشتبه ٥٠٢ ، وميزان الاعتدال ٢ / ٢٥٢ ، والعبر ٥ / ١٣٤ ، والصفدي في الوافي ٢٢ / ٤٥١ ، وغيرها من المصادر التي استوفيناها في تعليقنا على سير أعلام النبلاء.

(٢) قال الذهبي : «هكذا ساق نسبه ، وما أبعده عن الصحة والاتصال» (سير ٢٢ / ٣٨٩).

٣٢١

ابن حنبل رحمه‌الله.

وعاد إلى بغداد فلقيناه بها في الجانب الغربي ، وسمعنا منه شيئا يسيرا لم أعقله عنه. وأنشدني من حفظه في المذاكرة ، قال : أنشدني أبو بكر عبد الرّحمن ابن محمد بن مغاور السّلمي بالمغرب ، قال : أنشدني القاضي أبو عليّ الحسين ابن محمد الصّدفي ، قال : أنشدني أبو عبد الله محمد بن أبي نصر الحميدي بمنزله ببغداد لنفسه :

لقاء النّاس ليس يفيد شيئا

سوى الهذيان من قيل وقال

فأقلل من لقاء النّاس إلا

لأخذ العلم أو لصلاح مال

خرج ابن دحية عن بغداد إلى الشّام ، وصار إلى مصر فبلغنا أنّه أقام بها ملتحقا بأمرائها ، ولم يكن الثّناء عليه جميلا ، والله أعلم ، رحمه‌الله وإيانا.

٢١٤٨ ـ عمر (١) بن الحسن بن المبارك ابن البوّاب ، أبو القاسم بن أبي عليّ الأمين.

من أهل الحريم الطّاهريّ.

كان أمين القضاة بالحريم وما يليه هو وأبوه.

سمع أبا عليّ أحمد بن محمد ابن الرّحبي ، وأبا الحسن دهبل بن عليّ بن كاره وأخاه أبا محمد ، وأبا عبد الله محمد بن عليّ السّقّاء المقرئ ، وغيرهم ، وروى عنهم.

ذكر أنّ مولده في سنة ست وخمسين وخمس مئة.

وتوفي يوم الجمعة سابع عشر شعبان سنة سبع عشرة وست مئة ، ودفن يوم السبت ثامن عشر بباب حرب.

__________________

(١) ترجمه ابن النجار في التاريخ المجدد ، الورقة ٩٩ (باريس) ، والمنذري في التكملة ٣ / الترجمة ١٧٥٦ ، والذهبي في تاريخ الإسلام ١٣ / ٥١٢.

٣٢٢

٢١٤٩ ـ عمر (١) بن الحسين بن يحيى القزّاز ، أبو حفص ، يعرف بابن المعوّج.

من أهل الحريم الطّاهري ، أخو أبي بكر محمد الذي قدّمنا ذكره (٢).

سمع أبا منصور عبد الرحمن بن محمد بن زريق القزّاز ، وأبا البدر إبراهيم ابن محمد الكرخي ، وأبا بكر أحمد بن عليّ ابن الأشقر ، وأبا العبّاس أحمد بن أبي غالب ابن الطّلّاية ، وروى عنهم ، وأضرّ في آخر عمره ، وكان فقيرا صبورا. سمعنا منه.

قرأت على أبي حفص عمر بن الحسين ابن المعوّج ، قلت له : أخبركم أبو البدر إبراهيم بن محمد بن منصور الفقيه قراءة عليه وأنت تسمع ، فأقرّ به ، قال : أخبرنا أبو بكر أحمد بن عليّ بن ثابت الخطيب ، قال : قرأت على القاضي أبي عمر القاسم بن جعفر بن عبد الواحد الهاشميّ ، قلت له : أخبركم أبو عليّ محمد ابن أحمد بن عمر اللّؤلؤي ، قال : حدثنا أبو داود سليمان بن الأشعث السّجستاني ، قال (٣) : حدثنا قتيبة بن سعيد ، قال : أخبرنا محمد بن موسى ، عن يعقوب بن سلمة ، عن أبيه ، عن أبي هريرة ، قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «لا صلاة لمن لا وضوء له ، ولا وضوء لمن لم يذكر اسم الله عليه» (٤).

__________________

(١) ترجمه ابن نقطة في إكمال الإكمال ٥ / ١١٢ ، وابن النجار في التاريخ المجدد ، الورقة ٩٩ (باريس) ، والمنذري في التكملة ٢ / الترجمة ١٤٤١ ، والذهبي في تاريخ الإسلام ١٣ / ٣٤٧ ، والمختصر المحتاج ٣ / ١٠٠ ، وابن حجر في تبصير المنتبه ٣ / ١٢٠٤.

(٢) في المجلد الأول ، الترجمة ١٤٥.

(٣) سنن أبي داود (١٠١).

(٤) إسناده ضعيف ، يعقوب بن سلمة وأبوه مجهولان ، وقد فصلنا القول في تعليقنا على ابن ماجة ١ / ٣٣٩ ـ ٣٤٠ فراجعه.

أخرجه أحمد ٢ / ٤١٨ ، وأبو داود كما تقدم ، وابن ماجة (١٠١) ، والدولابي في الكنى ١ / ١٢٠ ، والدارقطني في السنن ١ / ٢٩ ، والطحاني في شرح المعاني ١ / ٢٧ ، والحاكم ١ / ١٤٦ ، والبيهقي في السنن الكبرى ١ / ٤٣ ، والبغوي في شرح السنة (٢٠٩) ،

٣٢٣

توفي عمر ابن المعوّج يوم الاثنين رابع ذي الحجة سنة اثنتي عشرة وست مئة.

٢١٥٠ ـ عمر (١) بن سعد الله بن عبد الله ، أبو حفص ، دلّال الدّور ، يعرف بابن الحنبليّ.

من ساكني البصليّة بباب الأزج.

سمع أبا الفضل عبد الملك بن عليّ بن يوسف ، وروى عنه. سمع منه بعض أصحابنا واستجازه لنا ، وما لقيته ، والله الموفق.

٢١٥١ ـ عمر (٢) بن عبد الله بن أحمد بن عبد الله بن سبعون القيروانيّ الأصل البغداديّ المولد والدار ، أبو حفص بن أبي محمد.

وقد تقدّم ذكر أبيه (٣).

سمع أبا محمد يحيى بن عليّ ابن الطّرّاح الوكيل ، وأبا البدر الكرخي ، وأبا بكر ابن الزّاغوني ، وحدّث عنهم.

بلغني أنّ مولده في سنة ست عشرة وخمس مئة.

وتوفي يوم الثلاثاء ثاني شعبان سنة اثنتين وتسعين وخمس مئة.

٢١٥٢ ـ عمر (٤) بن عبد الله بن أبي السّعادات الدّبّاس ، أبو حفص بن أبي بكر ، يعرف والده بقعوير.

كان حنبليا فانتقل إلى مذهب الشافعي رضي‌الله‌عنه ، وتولّى إشراف دار

__________________

والمزي في تهذيب الكمال ١١ / ٣٣٣.

(١) ترجمه ابن النجار في التاريخ المجدد ، الورقة ١٠٢ (باريس).

(٢) ترجمه ابن النجار في التاريخ المجدد ، الورقة ١٠٣ (باريس) ، والمنذري في التكملة ١ / الترجمة ٣٤٧ ، والذهبي في المختصر المحتاج ٣ / ٧١٠٠ ، وتاريخ الإسلام ١٢ / ٩٨١.

(٣) في المجلد الثالث ، الترجمة ١٦١٥.

(٤) ترجمه المنذري في التكملة ٢ / الترجمة ٨٩٢ ، وابن الساعي في الجامع المختصر ٩ / ١٦٠ ، والصفدي في الوافي ٢٢ / ٤٩١ ، والسيوطي في بغية الوعاة ٢ / ٢١٩.

٣٢٤

الكتب النّظامية بالمدرسة النّظامية. وقرأ طرفا من الأدب ، وسمع شيئا من الحديث على سبيل الاتفاق.

وتوفي شابا في ليلة الاثنين ثامن جمادى الآخرة سنة إحدى وست مئة ، ودفن يوم الاثنين بالجانب الغربي بمقبرة باب حرب.

٢١٥٣ ـ عمر بن عبد الرحيم بن إسماعيل بن أحمد النّيسابوريّ الأصل البغداديّ المولد والدّار ، أبو المحاسن ابن شيخ الشيوخ أبي القاسم ابن شيخ الشيوخ أبي البركات ابن شيخ الشيوخ أبي سعد.

أخو عبد المجيد وعبد الله اللّذين قدّمنا ذكرهما (١) ، وعمر هذا الأصغر.

كان شابا سريا ، جميل الأخلاق ، يرجع إلى فضل وتميّز.

توفي في حياة أبيه قبل أخيه عبد المجيد بخمسة عشر يوما ، وذلك في يوم الأربعاء خامس عشر شهر رمضان سنة خمس وسبعين وخمس مئة.

٢١٥٤ ـ عمر (٢) بن عبد العزيز بن عيسى الخردليّ ، أبو حفص.

من أهل الحربية.

سمع أبا القاسم سعيد بن أحمد ابن البنّاء ، وغيره ، وروى عنهم. سمع منه أحمد بن سلمان المعروف بالسّكّر وغيره من أصحابنا ، وما لقيته ، رحمه‌الله وإيانا.

٢١٥٥ ـ عمر (٣) بن عبد الباقي ابن التّبّان ، أبو حفص المقرئ.

ذكره أبو الفضل أحمد بن صالح بن شافع في «تاريخه» فقال : كان من قرأة

__________________

(١) مرت ترجمة عبد المجيد في هذا المجلد برقم ٢٠٣٣ ، وترجمة عبد الله في المجلد الثالث برقم ١٦٥٤.

(٢) ترجمه ابن النجار في التاريخ المجدد ، الورقة ١٠٦ ، والمنذري في التكملة ١ / الترجمة ٦١٣.

(٣) ترجمه ابن نقطة في إكمال الإكمال ١ / ٤٨٢ ، وابن النجار في التاريخ المجدد ، الورقة ١٠٥ (باريس).

٣٢٥

القرآن المجوّدين ، توفي في أحد الرّبيعين ، هكذا على الشّكّ ، من سنة اثنتين وستين وخمس مئة (١) بالسواد. لم يزد على ذلك.

٢١٥٦ ـ عمر (٢) بن عبد الواحد بن سعيد ، أبو القاسم المقرئ.

من أهل بعقوبا.

أحد قرّاء بغداد. سمع من أبي القاسم عليّ بن أحمد بن بيان ، وسافر عن بغداد ، وحدّث عنه بكرمان ، فسمع منه الحافظ يوسف بن أحمد البغدادي هناك ، وروى عنه حديثا في الأربعين التي جمعها لنفسه على البلدان.

أخبرنا يوسف بن أحمد بن إبراهيم بن عبد الله البغداديّ إجازة ، وقد سمعت منه ، قال : أخبرنا أبو القاسم عمر بن عبد الواحد بن سعيد البعقوبي بنرماجير (٣) ، قال : أخبرنا أبو القاسم عليّ بن أحمد بن محمد بن بيان.

وأخبرناه عاليا سماعا أبو طالب محمد بن عليّ بن أحمد المحتسب بواسط وأبو الفتح عبيد الله بن عبد الله بن محمد الدّبّاس ببغداد بقراءتي عليهما ، قلت لهما : أخبركما أبو القاسم بن بيان قراءة عليه وأنتما تسمعان ، فأقرّا بذلك ، قال : أخبرنا أبو الحسن محمد بن محمد بن مخلد البزّاز ، قال : أخبرنا أبو عليّ إسماعيل بن محمد الصّفّار ، قال : أخبرنا أبو عليّ الحسن بن عرفة ، قال : حدثنا أبو يزيد خالد بن حيّان الرّقّي ، عن فرات بن سلمان وعيسى بن كثير ، كليهما عن أبي رجاء ، عن يحيى بن أبي كثير ، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن ، عن جابر بن عبد الله الأنصاري ، قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «من بلغه عن الله عز جل شيء

__________________

(١) هكذا وقع في الأصل ، ووقع في إكمال ابن نقطة وتاريخ ابن النجار : «من سنة خمسين وخمس مئة» ومصدرهما هو مصدر المؤلف ، أعني ابن شافع ، فالمثبت أعلاه أقرب إلى الوهم ، والله أعلم.

(٢) ترجمه ابن النجار في التاريخ المجدد ، الورقة ١٠٩ (من مجلد باريس) ، والذهبي في المختصر المحتاج ٣ / ١٠٠.

(٣) هكذا في النسختين ، وسماها ياقوت «نرماسير» بالسين المهملة بدل الجيم ، وقال : «مدينة مشهورة من أعيان مدن كرمان» (معجم البلدان ٥ / ٢٨١).

٣٢٦

فيه فضيلة فأخذه إيمانا به ورجاء ثوابه أعطاه الله ذلك وإن لم يكن كذلك» (١).

٢١٥٧ ـ عمر (٢) بن عبد الكريم بن أبي غالب ، أبو حفص الحمّاميّ.

من أهل الحربية.

سمع أبا القاسم عبد الله بن أحمد بن يوسف ، وحدّث عنه ، وأجاز لنا.

أنبأنا عمر بن عبد الكريم الحمّامي ، قال : أخبرنا أبو القاسم عبد الله بن أحمد بن عبد القادر بن يوسف قراءة عليه وأنا أسمع.

قلت : وأخبرناه أبو عبد الله عبد الرّحمن بن هبة الله بن أبي نصر الحربي قراءة عليه وأنا أسمع ، قال : أخبرنا أبو القاسم عبد الله بن أحمد بن يوسف قراءة عليه وأنا أسمع ، قال : أخبرنا أبو الحسين أحمد بن محمد بن أحمد ابن النّقّور ، قال : أخبرنا أبو طاهر محمد بن عبد الرحمن بن العباس المخلّص ، قال : أخبرنا رضوان بن أحمد الصّيدلاني ، قال : أخبرنا أحمد بن عبد الجبّار العطاردي قال : حدثنا يونس بن بكير ، عن هشام بن سعد ، عن أبي حازم ، عن سهل بن سعد السّاعدي ، أنّ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : «الرّوحة يروحها العبد والغدوة يغدوها العبد في سبيل الله خير من الدّنيا وما فيها» (٣).

توفي عمر هذا يوم الأربعاء سادس عشري شعبان سنة سبع وتسعين وخمس مئة ، ودفن بباب حرب.

٢١٥٨ ـ عمر (٤) بن عثمان بن عمر ، أبو حفص الحلّاج.

__________________

(١) حديث ضعيف تقدم الكلام عليه وتخريجه في الترجمة ٧١٧ ، وتكرر في الترجمة ٩٢٥.

(٢) ترجمه ابن النجار في التاريخ المجدد ، الورقة ١٨٨ (باريس) ، والمنذري في التكملة ١ / الترجمة ٦٠٤ ، والذهبي في تاريخ الإسلام ١٢ / ١١١٧ ، والمختصر المحتاج ١٢ / ١١١٧.

(٣) حديث صحيح تقدم تخريجه في الترجمة ٥٨ ، وتكرر في الترجمة ٦٠٥ باختلاف لفظي يسير.

(٤) ترجمه ابن النجار في التاريخ المجدد ، الورقة ١١١ (باريس) ، والمنذري في التكملة ٢ / الترجمة ١٠٤٢ ، والذهبي في تاريخ الإسلام ١٣ / ١٠١ ، وابن ناصر الدين في توضيح المشتبه ٢ / ٥٦١.

٣٢٧

من أهل باب البصرة.

شيخ صالح ، سمع أبا الوقت عبد الأوّل بن عيسى الهرويّ ، وأبا القاسم مقبل بن أحمد ابن الصّدر ، وغيرهما. سمع منه بعض أصحابنا.

وتوفي في سنة أربع وست مئة ، ودفن بمقبرة جامع المنصور ، رحمه‌الله وإيانا.

٢١٥٩ ـ عمر (١) بن عليّ بن نصر الصّيرفيّ ، أبو المعالي الخفّاف.

حدث عن أبي محمد رزق الله بن عبد الوهّاب التّميمي. سمع منه إبراهيم ابن الشّعّار ، والشّريف عليّ الزّيدي ، والقاضي عمر القرشيّ ، وعبد الرحمن بن عمر الواعظ ، وعبد الوهّاب بن عبد الله القصّار ، وغيرهم.

قرأت على أبي الحسن عبد الوهّاب بن عبد الله بن هبة الله الصّوفي ، قلت له : أخبركم أبو المعالي عمر بن عليّ بن نصر الخفّاف قراءة عليه وأنت تسمع ، فأقرّ به ، قال : أخبرنا أبو محمد رزق الله بن عبد الوهّاب بن عبد العزيز التّميمي ، قال : أخبرنا أبو الحسين أحمد بن محمد بن حمّاد الواعظ ، قال : حدثنا القاضي أبو عبد الله الحسين بن إسماعيل المحاملي ، قال : حدثنا الفضل بن سهل ، قال : حدثنا محمد بن بشر ، قال : حدثنا عبيد الله بن عمر ، عن نافع ، عن ابن عمر ، عن النّبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : «إذا نصح العبد لسيّده وأحسن عبادة ربّه كان له الأجر مرّتين» (٢).

أنبأنا القاضي عمر بن عليّ القرشي ، قال : توفي أبو المعالي عمر بن عليّ الصّيرفي يوم الاثنين سادس عشر شهر ربيع الأوّل سنة تسع وخمسين وخمس مئة.

__________________

(١) ترجمه ابن النجار في التاريخ المجدد ، الورقة ١١٥ (باريس) ، والذهبي في تاريخ الإسلام ١٢ / ١٦٠ ، والمختصر المحتاج ٣ / ١٠١.

(٢) حديث صحيح تقدم تخريجه في الترجمة ٢٠٨٤.

٣٢٨

٢١٦٠ ـ عمر (١) بن عليّ بن عليّ بن بهليقا ، أبو حفص ، والد أحمد الذي قدّمنا ذكره (٢).

من أهل الجانب الغربي ، كان يسكن المحلة المعروفة بالقريّة وإليه ينسب الجامع المعروف بجامع ابن بهليقا ، وهو جامع العقبة ، وكان مسجدا فاشترى ما حوله وبناه جامعا ، وأقيمت الجمعة فيه في شعبان سنة ثمان وثلاثين وخمس مئة.

وتوفي يوم الاثنين ثامن عشر ذي القعدة من سنة ستين وخمس مئة ، ودفن بالجامع المذكور.

٢١٦١ ـ عمر (٣) بن عليّ بن إبراهيم ، أبو حفص ، يعرف بابن نعيجة ، أخو أبي البركات المبارك الذي يأتي ذكره.

من شيوخ القاضي أبي المحاسن القرشي ، ذكره في «معجمه». سمع من أبي القاسم هبة الله بن محمد بن الحصين ، وروى عنه.

٢١٦٢ ـ عمر (٤) بن عليّ بن الخضر بن عبد الله بن عليّ ، أبو المحاسن ابن أبي الحسن بن أبي الحسين القرشي.

__________________

(١) ترجمه ابن الجوزي في المنتظم ١٠ / ٢١٢ ، وابن النجار في التاريخ المجدد ، الورقة ١١٤ (باريس) وسبط ابن الجوزي في مرآة الزمان ٨ / ٢٥٣ ، والذهبي في تاريخ الإسلام ١٢ / ١٧٤ ، وابن كثير في البداية والنهاية ١٢ / ٢٤٩.

(٢) في المجد الثاني ، الترجمة ٧٥٩.

(٣) ترجمه ابن النجار في التاريخ المجدد ، الورقة ١١١ (باريس).

(٤) ترجمه ابن نقطة في إكمال الإكمال ٦ / ٢٦٣ ، وابن الأثير في الكامل ١١ / ٤٦١ ، وابن النجار في التاريخ المجدد ، الورقة ١١٣ (باريس) ، وابن الفوطي في تلخيص مجمع الآداب ٥ / الترجمة ١٤٨٣ ، والذهبي في تاريخ الإسلام ١٢ / ٥٥٧ ، والمختصر المحتاج ٣ / ١٠١ ، والعبر ٤ / ٢٢٤ ، وتذكرة الحفاظ ٤ / ١٣٦٥ ، وسير أعلام النبلاء ٢١ / ١٠٥ ، والمشتبه ٦٧٠ ، والأشرف الغساني في العسجد المسبوك ١١٧ ، وابن ناصر الدين في توضيح المشتبه ٩ / ٢٤٤ ، وابن حجر في تبصير المنتبه ٤ / ١٤٩٧ ، وابن تغري بردي في النجوم ٦ / ٨٦ ، وابن العماد في الشذرات ٤ / ٢٥٢.

٣٢٩

من أهل دمشق.

حافظ ، عالم ، ثقة ، عني بطلب الحديث وسماعه من صباه ، وكتابته وجمعه ؛ فسمع الكثير بدمشق ، وحلب ، وحرّان ، والموصل ، وبغداد ، والكوفة ، ومكة والمدينة شرفهما الله وغيرها ، ورزق فيه الحفظ والفهم.

فسمع بدمشق أبا الدّر ياقوت بن عبد الله التّاجر مولى ابن البخاري ، وأبا القاسم الحسين بن الحسن الأسدي ، وأبا طاهر الخضر بن هبة الله بن طاووس ، وأبا المعالي عليّ بن هبة الله بن خلدون ، وأبا يعلى حمزة بن أحمد السّلمي وجماعة. وبحلب أبا طالب عبد الرّحمن بن الحسن ابن النّجمي وغيره ، وبحرّان أبا الفضل حامد بن محمود بن أبي الحجر ، وبالموصل أبا الفضل عبد الله بن أحمد ابن الطوسي.

وقدم بغداد يوم الأربعاء ثالث عشر جمادى الأولى سنة ثلاث وخمسين وخمس مئة ، واستوطنها ، وسمع بها أبا الوقت السّجزي ، والنّقيب أبا جعفر أحمد بن محمد العبّاسي المكيّ ، والشريف أبا المظفّر محمد بن أحمد ابن التّريكي ، وأبا محمد ابن المادح ، وأبا المظفّر ابن الشّبلي ، وأبا القاسم بن الفضل ، وسعد الله بن حمدي ، والقاضي أبا يعلى ابن الفرّاء ، والشّيخ عبد القادر بن أبي صالح الجيلي ، وأبا بكر ابن المقرّب ، وأبا الفتح ابن البطّي ، وخلقا يطول شرحهم.

وصحب الشّيخ أبا النّجيب السّهروردي ، والتحق ببني رئيس الرّؤساء ، وسمع معهم ، وقرأ لهم على الشّيوخ ، وانقطع إليهم.

وشهد عند قاضي القضاة أبي طالب روح بن أحمد ابن الحديثي في أول ولايته يوم السّبت ثاني عشري ربيع الآخر سنة ست وستين وخمس مئة ، وزكّاه العدلان أبو بكر محمد بن عبد الملك ابن الدّينوري ، وأبو جعفر محمد بن عبد الواحد ابن الصّبّاغ. وولّاه ، أعني قاضي القضاة ، القضاء بحريم دار الخلافة المعظّمة شيّد الله قواعدها بالعز. ونفّذ رسولا من الدّيوان العزيز ـ مجّده الله ـ

٣٣٠

إلى نور الدين محمود بن زنكي أمير الشّام ، وعاد إلى بغداد ، وحج مرارا منها.

وحدّث بها في سنة ثلاث وخمسين وخمس مئة وما كان بلغ الثّلاثين سنة من عمره وما بعدها ، وسمع النّاس منه لعلمه وحفظه ومعرفته ، منهم : الشريف أبو الحسن عليّ بن أحمد الزّيدي ، والحافظ أبو بكر محمد بن أبي غالب الباقداري ، وأبو الخير صبيح بن عبد الله العطّاري ، وأبو جعفر محمد بن عبد الواحد ابن الصّبّاغ ، وأبو العبّاس أحمد بن أحمد البندنيجي ، وأبو نصر عمر ابن محمد بن جابر الصّوفي ، وابنه أبو بكر عبد الله ، أعني القرشي. ومن الغرباء : الحسين بن عبد الصّمد الزّنجاني ، وحميد بن عثمان الأصبهاني ، وعليّ ابن خلف التّلماسي ، وغيرهم.

وسألت عنه أبا الفتوح نصر بن أبي الفرج الحصري بمكة ، فقال : كان ثقة صحيح النّقل ، وأثنى عليه.

أجاز لي جميع ما يرويه في شعبان سنة أربع وسبعين وخمس مئة ، وحدّثني عنه عمر بن أبي بكر الصّوفي.

قرأت على أبي نصر عمر بن محمد بن أحمد بن الحسن الدّينوري قلت له : حدّثكم القاضي أبو المحاسن عمر بن عليّ بن الخضر القرشيّ من لفظه في جمادى الآخرة سنة اثنتين وستين وخمس مئة ، فأقرّ به.

وأخبرنا القرشي إجازة ، قال : أخبرنا أبو يعلى حمزة بن أحمد بن فارس السّلمي ، قال : حدثنا أبو القاسم نصر بن إبراهيم المقدسي ، قال : حدّثنا أبو الفتح سليم بن أيوب الرّازي ، قال : حدثنا أبو أحمد عبيد الله بن محمد بن أحمد الفرضي ، قال : حدثنا أبو بكر يوسف بن يعقوب بن إسحاق ، قال : حدثني جدّي ، قال : حدّثنا ضمرة ، عن حمزة وهو النّصيبي ، عن عمرو بن دينار ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عبّاس ، قال : كان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ينزل عليه القرآن ، فإذا نزل عليه بسم الله الرحمن الرّحيم عرف أنّ السورة قد فصلت (١).

__________________

(١) إسناده تالف ، فإن حمزة بن أبي حمزة الجزري النّصيبي متروك متهم بالوضع ، كما في

٣٣١

سمعت أبا بكر عبد الله بن عمر القرشيّ يقول : قال والدي : مولدي بدمشق في ليلة السّبت ثالث عشري شعبان سنة ست وعشرين وخمس مئة.

وتوفي ببغداد في يوم الأحد سادس ذي الحجة سنة خمس وسبعين وخمس مئة ، وصلّي عليه يوم الاثنين سابع ، ودفن بالجانب الغربي بمقبرة الشّونيزي ، في صفّة رويم الصّوفي.

٢١٦٣ ـ عمر (١) بن عليّ بن خليفة بن طيّب ، أبو حفص.

من ساكني الحربية ، والد شيخنا محمد بن عمر العطّار.

سمع أبا القاسم هبة الله بن محمد بن الحصين ، وأبا بكر محمد بن منصور القصري ، وغيرهما. سمع منه ابنه أبو الفضل محمد وابن أخيه عليّ بن أبي الأزهر ، وأبو بكر بن مشّق ، وأحمد بن سلمان ، وغيرهم ، رحمهم‌الله.

٢١٦٤ ـ عمر (٢) بن عليّ بن عبد السّيّد بن عبد الكريم ، أبو حفص بن أبي الحسن الصّفّار.

من أهل باب البصرة.

سمع أبا القاسم بن الحصين ، وأبا القاسم هبة الله بن أحمد الحريري ، وأبا القاسم إسماعيل بن أحمد ابن السّمرقندي ، وغيرهم ، وروى عنهم. سمع منه قبلنا القاضي عمر القرشيّ ورفقته ، وسمعنا منه.

__________________

«التقريب». لكن رواه أبو داود (٧٨٨) عن قتيبة بن سعيد عن سفيان بن عيينة عن عمرو بن دينار ، به. ولكن قتيبة قد خولف فيه فرواه أحمد بن محمد المروزي وأبو الطاهر بن السرح (أبو داود ٧٨٨) والحميدي في مسنده (٥٢٨) ـ وهو من أثبت الناس في سفيان بن عيينة ـ عن سفيان ، عن عمرو بن دينار ، عن سعيد بن جبير مرسلا ليس فيه «ابن عباس». وينظر كتابنا : المسند الجامع ٩ / ٤١٠ حديث ٦٨٠٣.

(١) ترجمه ابن النجار في التاريخ المجدد ، الورقة ١١٤ (باريس).

(٢) ترجمه ابن النجار في التاريخ المجدد ، الورقة ١١٤ (باريس) ، والمنذري في التكملة ١ / الترجمة ٤٤١ ، والذهبي في المختصر المحتاج ٣ / ١٠٢ ، وتاريخ الإسلام ١٢ / ١٠١٩.

٣٣٢

قرأت على عمر بن أبي الحسن الصّفّار ، قلت : حدّثكم أبو القاسم إسماعيل بن أحمد بن عمر السّمرقندي إملاء ، فأقرّ به ، قال : أخبرنا أبو الحسين أحمد بن محمد ابن النّقّور ، قال : أخبرنا أبو طاهر محمد بن عبد الرحمن المخلّص ، قال : حدثنا أبو القاسم عبد الله بن محمد البغوي ، قال : حدثنا اللّيث وهو ابن حمّاد ، قال : حدّثنا أبو عوانة ، عن قتادة ، عن زرارة ، عن أبي هريرة ، قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «إنّ الله تجاوز لأمتي عن النّسيان ، وما حدّثت به أنفسها ما لم يتكلّموه ويعملوه» (١).

سألت عمر الصّفّار عن مولده ، فقال : في سنة خمس عشرة وخمس مئة.

وتوفي يوم السبت ثاني جمادى الآخرة من سنة أربع وتسعين وخمس مئة ، ودفن بمقبرة باب البصرة.

٢١٦٥ ـ عمر (٢) بن عليّ بن محمد بن عليّ ، أبو حفص الإسكيف.

من أهل الحربية.

روى عن أبي القاسم بن يوسف (٣). سمع منه أبو العباس بن أبي شريك ، واستجازه لنا (٤).

أنبأنا عمر بن عليّ الإسكيف ، قال : أخبرنا أبو القاسم عبد الله بن أحمد ابن يوسف قراءة عليه.

وأخبرنا عبد الرحمن بن أبي القاسم المقرئ قراءة عليه ، قال : قرئ على أبي القاسم بن يوسف وأنا أسمع ، قال : أخبرنا أبو الحسين أحمد بن محمد

__________________

(١) حديث صحيح تقدم تخريجه في الترجمة ٩٧٥.

(٢) ترجمه ابن النجار في التاريخ المجدد ، الورقة ١١٤ (باريس) ، والمنذري في التكملة ٢ / الترجمة ٧٨٢ ، والذهبي في تاريخ الإسلام ١٢ / الورقة ١٢٢١.

(٣) هو أبو القاسم عبد الله بن أحمد بن عبد الخالق بن يوسف.

(٤) من عجب أن المؤلف لم يذكر وفاته ، وقد ذكرها ابن النجار والمنذري وأنها كانت في ربيع الآخر من سنة ٦٠٠.

٣٣٣

البزّاز ، قال : أخبرنا أبو طاهر المخلّص ، قال : أخبرنا رضوان بن أحمد ، قال : حدثنا أحمد بن عبد الجبّار العطاردي ، قال : حدثنا يونس بن بكير ، قال : حدثنا عثمان بن عبد الرحمن ، عن عائشة بنت سعد ، عن أبيها سعد بن أبي وقّاص ، قال : دفع إليّ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يوم أحد ما في كنانته من السّهام ثم قال لي : ارم سعد فداك أبي وأمي» وما جمعهما رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم لغيري قبلي ولا بعدي منذ بعثه الله عزوجل (١).

٢١٦٦ ـ عمر (٢) بن عليّ بن عمر ، أبو عليّ الواعظ ، ويقول الشّعر.

سمع من أبي القاسم بن الحصين ، وأبي الحسين ابن الفرّاء ، والقاضي أبي بكر الأنصاري ، وغيرهم. كتبنا عنه.

أخبرنا أبو عليّ عمر بن عليّ الواعظ قراءة عليه وأنا أسمع ، قيل له : أخبركم أبو القاسم هبة الله بن محمد بن عبد الواحد بن الحصين قراءة عليه وأنت تسمع ، فأقرّ بذلك ، قال : أخبرنا أبو عليّ الحسن بن عليّ بن محمد

__________________

(١) حديث صحيح من غير هذا الوجه ، وهذا إسناد ضعيف جدا ، فإن عثمان بن عبد الرحمن وهو ابن عمر بن سعد بن أبي وقاص الزهري الوقاصي متروك وكذبه يحيى بن معين ، كما في «التقريب».

على أن متن الحديث في الصحيحين من حديث سعيد بن المسيب عن سعد بن أبي وقاص : البخاري ٥ / ٢٧ (٣٧٢٥) و ٥ / ١٢٤ (٤٠٥٥) و (٤٠٥٦) و (٤٠٥٧) ، ومسلم ٧ / ١٢٥ (٢٤١٢). وهو في الصحيحين أيضا من حديث عبد الله بن شداد عن عليّ : البخاري ٤ / ٤٦ (٢٩٠٥) و ٥ / ١٢٤ (٤٠٥٨) و ٨ / ٥٢ (٦١٨٤) ومسلم ٧ / ١٢٥ (٢٤١١).

(٢) ترجمه ابن نقطة في إكمال الإكمال ١ / ٤٧١ ، وابن النجار في التاريخ المجدد ، الورقة ١١٤ (باريس) ، وسبط ابن الجوزي في المرآة ٨ / ٥٠٣ ، والمنذري في التكملة ١ / الترجمة ٦١٨ ، وابن الساعي في الجامع المختصر ٩ / ٧٠ ، والذهبي في تاريخ الإسلام ١٢ / ١١١٧ ، وسير أعلام النبلاء ٢١ / ٣٥٣ ، والعبر ٤ / ٢٩٨ ، والمختصر المحتاج ٣ / ١٠٢ ، وابن ناصر الدين في توضيح المشتبه ٢ / ٧٥ ، وابن العماد في الشذرات ٤ / ٣٢٩.

٣٣٤

الواعظ ، قال : أخبرنا أبو بكر أحمد بن جعفر القطيعي ، قال : أخبرنا أبو عبد الرّحمن عبد الله بن أحمد بن حنبل ، قال : حدثني أبي ، قال : حدثنا الوليد ابن مسلم ، قال : أخبرنا الأوزاعي ، قال : حدثني حسّان بن عطيّة ، قال : حدثني أبو كبشة السّلولي ، أنّ عبد الله بن عمرو بن العاص حدّثه ، أنّه سمع رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يقول : «بلّغوا عني ولو آية ، وحدّثوا عن بني إسرائيل ولا حرج ، ومن كذب عليّ متعمّدا فليتبوأ مقعدة من النّار» (١).

أنشدني أبو عليّ عمر بن عليّ الواعظ لنفسه :

إنّ المنايا لم تبق من أحد

وليس يبقى حيّ سوى الصّمد

نعدّ جيراننا الذين مضوا

وعن قريب نصير في العدد

إنّا إلى الله راجعون إلى

أرأف من والد على ولد

سألت عمر الواعظ عن مولده ، فقال : ولدت في صفر سنة أربع عشرة وخمس مئة.

وتوفي يوم الأحد رابع عشر شوال سنة سبع وتسعين وخمس مئة ، ودفن بباب حرب.

٢١٦٧ ـ عمر (٢) بن عليّ بن بقاء السّقلاطونيّ ، أبو حفص ، يعرف بابن نموذج.

من أهل الحريم الطّاهريّ.

سمع أبا القاسم بن الحصين ، وروى عنه. سمع منه القاضي القرشي ، وكتبنا عنه.

قرأت على أبي حفص عمر بن عليّ بن نموذج ، قلت له : أخبركم أبو

__________________

(١) حديث صحيح تقدم تخريجه في الترجمة ١٠٢٨.

(٢) ترجمه ابن النجار في التاريخ المجدد ، الورقة ١١٢ (باريس) ، والمنذري في التكملة ١ / الترجمة ٦٣٧ ، والذهبي في تاريخ الإسلام ١٢ / ١١٥٢ ، والمختصر المحتاج ٣ / ١٠٣.

٣٣٥

القاسم هبة الله بن محمد بن عبد الواحد قراءة عليه وأنت تسمع ، فأقرّ به ، قال : أخبرنا أبو عليّ الحسن بن عليّ بن محمد التّميمي ، قال : أخبرنا أبو بكر أحمد بن جعفر القطيعي ، قال : أخبرنا أبو عبد الرحمن عبد الله بن أحمد بن حنبل ، قال : حدثني أبي ، قال (١) : حدثني يعقوب ، قال : حدثني أبي ، عن ابن إسحاق ، قال : حدثني محمد بن مسلم الزّهري ، عن عروة بن الزّبير ، عن زيد بن خالد الجهني ، قال : سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يقول : «من مسّ فرجه فليتوضّأ» (٢).

قال القاضي عمر القرشي : سألت عمر بن نموذج عن مولده ، فذكر ما يدل أنّه في سنة اثنتي عشرة وخمس مئة.

قلت : وتوفي يوم الجمعة ثاني عشر محرم سنة ثمان وتسعين وخمس مئة ، ودفن بباب حرب.

٢١٦٨ ـ عمر (٣) بن عيسى بن عليّ البزوريّ ، أبو حفص.

من أهل باب البصرة ، وهو أخو عبد الرحمن بن عيسى الذي قدّمنا ذكره (٤) ، وهذا الأصغر.

شيخ صالح ، سمع مع أخيه من أبي المعالي محمد بن محمد ابن الجبّان

__________________

(١) المسند ٥ / ١٩٤.

(٢) إسناده حسن من أجل ابن إسحاق فإن حديثه عند التفرد لا يرتقي إلى مراتب الصحة ، وباقي رجاله ثقات.

أخرجه إضافة إلى أحمد : ابن أبي شيبة ١ / ١٦٣ ، والبزار في مسنده (٣٧٦٢) ، والطحاوي في شرح المعاني ١ / ٧٣ ، والطبراني في الكبير (٥٢٢١) ، وابن عدي في الكامل ٦ / ٢١٢٥.

(٣) ترجمه ابن نقطة في إكمال الإكمال ١ / ٤٠١ ، وابن النجار في التاريخ المجدد ، الورقة ١١٥ (باريس) ، والمنذري في التكملة ٣ / الترجمة ١٨٢٨ ، والذهبي في تاريخ الإسلام ١٣ / ٥٥٢ ، والمختصر المحتاج ٣ / ١٠٣.

(٤) الترجمة ١٨٣٠.

٣٣٦

العطّار ، وأبي محمد عبد الله بن أحمد ابن الخشّاب ، وعبد الله بن محمد بن جرير وغيرهم. كتبنا عنه.

قرأت على أبي حفص عمر بن عيسى ، قلت له : أخبركم أبو المعالي محمد ابن محمد بن محمد العطّار ـ ويعرف بابن اللّحّاس ـ قراءة عليه وأنت تسمع ، فأقرّ به ، قال : أخبرنا أبو القاسم عليّ بن أحمد بن محمد ابن البسري إجازة عن أبي طاهر محمد بن عبد الرّحمن المخلّص.

قال عمر بن عيسى : وأخبرناه أبو محمد عبد الله بن محمد بن جرير القرشي قراءة عليه ، قال : أخبرنا أبو منصور عبد الرحمن بن محمد بن عبد الواحد الشّيباني قراءة عليه ، قال : أخبرنا أبو الحسين أحمد بن محمد البزّاز ، قال : أخبرنا أبو طاهر المخلّص ، قال : أخبرنا رضوان بن أحمد الصّيدلاني ، قال : أخبرنا أحمد بن عبد الجبار العطاردي ، قال : حدثنا يونس بن بكير ، قال : حدثنا محمد بن إسحاق ، قال : حدثني الزّهري ، عن محمد بن جبير ابن مطعم ، عن أبيه ، قال : سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يقول : «لي خمسة أسماء : أنا محمد ، وأحمد ، وأنا الماحي الذي يمحو الله به الكفر ، وأنا العاقب ، والحاشر الذي يحشر النّاس على قدميه» (١).

توفي عمر هذا ليلة الأحد ثامن شعبان سنة ثمان عشرة وست مئة ، ودفن يوم الأحد بمقبرة جامع المنصور ، رحمه‌الله.

٢١٦٩ ـ عمر (٢) بن غانم بن عليّ بن الحسين ابن التّبّان ، أبو حفص المقرئ.

__________________

(١) حديث صحيح تقدم تخريجه في الترجمة ١٦٨٨.

(٢) ترجمه ابن نقطة في إكمال الإكمال ١ / ٤٨٢ ، وابن النجار في التاريخ المجدد ، الورقة ١١٥ (باريس) ، والمنذري في التكملة ، الورقة ١٣ (من القسم غير المنشور) ، والنعال في مشيخته ٧٥ ، والذهبي في تاريخ الإسلام ١٢ / ٧٥٣ ، وابن ناصر الدين في توضيح المشتبه ٢ / ١٢.

٣٣٧

من ساكني المأمونية.

هكذا سمّى أباه القاضي عمر القرشي غانما ، وقد لقيت هذا الشّيخ ، فما كان يسمّي أباه قطّ ، ولا يكتب إلا عمر بن أبي بكر ، وهكذا في كلّ سماعاته اسم أبيه أبو بكر ، وسنذكره في آخر التّرجمة ممن اسمه عمر في كنى الآباء على ما نحقّقه بأتمّ من هذا إن شاء الله تعالى ، جمعا بين قوله وقولنا في ذلك ، والله الموفق.

«آخر الجزء الحادي والأربعين من الأصل»

٢١٧٠ ـ عمر بن فارس بن أبي نصر ، يعرف بابن الأصباغي ، أبو حفص ، وقيل : أبو نصر.

من أهل باب البصرة.

سمع الكثير ، وكان حريصا على حضور مجلس القراءة على الشّيوخ من صباه إلى آخر عمره. سمع من أبي القاسم هبة الله بن محمد بن الحصين ، وأبي غالب أحمد بن الحسن ابن البنّاء ، وأبي القاسم إسماعيل بن أحمد السّمرقندي ، ومن بعدهم ، وما روى إلا القليل.

سمع منه أبو بكر محمد بن المبارك بن مشّق وغيره ، وقال : توفي رفيقي عمر ابن الأصباغي في العشرين من ذي الحجة سنة ثمان وسبعين وخمس مئة ، وكان ثقة ، ودفن بباب حرب.

٢١٧١ ـ عمر (١) بن كرم بن عليّ ، أبو حفص بن أبي المجد الحمّاميّ ،

__________________

(١) ترجمه ابن نقطة في إكمال الإكمال ٢ / ٣٦٤ ، وفي التقييد ٣٩٩ ، وابن النجار في التاريخ المجدد ، الورقة ١١٧ (باريس) ، والمنذري في التكملة ٣ / الترجمة ٢٤٠٠ ، والذهبي في تاريخ الإسلام ١٣ / ٨٩٨ ، وسير أعلام النبلاء ٢٢ / ٣٢٥ ، والمختصر المحتاج ٣ / ١٠٣ ، والعبر ٥ / ١١٦ ، وتذكرة الحفاظ ٤ / ١٤١٤ ، والفاسي في ذيل التقييد ٢ / ٢٤٩ ، وابن ناصر الدين في توضيح المشتبه ٣ / ٢٩٨ ، وابن تغري بردي في النجوم ٦ / ٢٧٩ ، وابن العماد في الشذرات ٥ / ١٣٢.

٣٣٨

دينوريّ الأصل بغداديّ المولد والدّار.

من ساكني الجعفرية ، كان سبط عبد الوهّاب ابن الصّابوني الخفّاف.

سمع أبا الوقت السّجزي ، وأبا القاسم نصر بن نصر العكبري ، وجدّه لأمّه عبد الوهّاب الخفّاف وغيرهم. وكان يثني عليه خيرا. سمعنا منه (١).

أخبرنا أبو حفص عمر بن كرم الحمّامي قراءة عليه من أصل سماعه وأنا أسمع ، قيل له : أخبركم أبو القاسم نصر بن نصر بن عليّ الواعظ قراءة عليه وأنت تسمع ، فأقرّ به ، قال : أخبرنا أبو القاسم عليّ بن أحمد بن محمد ابن البسري ، قال : أخبرنا أبو طاهر محمد بن عبد الرحمن المخلّص ، قال : حدثنا يحيى بن محمد بن صاعد ، قال : حدثنا الرّبيع بن سليمان ، قال : حدثنا أيوب بن سويد الرّملي ، قال : حدّثني أمية بن يزيد ، عن أبي مصبّح الحمصي ، عن ثوبان مولى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «رأس الدّين النّصيحة» قلنا : يا رسول الله : لمن؟ قال : «لله عزوجل ، ولدينه ، ولكتابه ، ولأئمة المسلمين ، وللمسلمين عامة» (٢).

__________________

(١) لم يذكر المؤلف وفاته لتأخرها عن النشرة الأخيرة لكتابه ، ووجدتها مقيدة عند ترجمته بخط الحافظ عبد العظيم المنذري في حاشية نسخته ، قال : «قلت : توفي الشيخ عمر بن كرم رضي‌الله‌عنه ببغداد في ليلة السادس من رجب سنة تسع وعشرين وست مئة ، ودفن من الغد. ومولده في السابع والعشرين من شهر رمضان سنة تسع وثلاثين وخمس مئة». وكذلك قال في التكملة.

(٢) إسناده ضعيف ، لضعف أيوب بن سويد الرملي كما بيناه مفصلا في تحرير التقريب ١ / ١٦١. أما أمية بن يزيد شيخه فهو أمية بن يزيد بن أبي عثمان القرشي الأموي ، ذكره ابن عساكر في تاريخ دمشق ٩ / ٣٠٦ ، وعنه الذهبي في تاريخ الإسلام ٣ / ٦١٨ ، وهو مستور.

أخرجه الطبراني في الأوسط (١٢٠٦) ، وقال : «لا يروى هذا الحديث عن ثوبان إلا بهذا الإسناد ، تفرد به أيوب».

قلت : صح الحديث من غير طريق ثوبان ، فقد رواه مسلم ١ / ٥٣ ـ ٥٤ (٥٥) من حديث تميم الداري.

٣٣٩

٢١٧٢ ـ عمر (١) بن محمد بن عمر المطرّز ، أبو حفص.

من أهل أصبهان.

قدم بغداد سنة أربع عشرة وخمس مئة فيما ذكر أبو بكر المبارك بن كامل ، وحدّث بها عن أبي القاسم عبد الرّحمن بن محمد بن مندة الأصبهاني. سمع منه أبو بكر بن كامل وأخرج عنه حديثا في «معجم شيوخه».

٢١٧٣ ـ عمر بن محمد بن محمد بن عبد الله ابن القاضي ، أبو حفص.

روى عن مالك البانياسي في سنة ثلاث وأربعين وخمس مئة. سمع منه أبو محمد ابن الخشّاب النّحوي.

٢١٧٤ ـ عمر بن محمد بن أحمد بن نقاقا ، أبو حفص النّجّار. من أهل باب الأزج.

سمع أبا القاسم بن الحصين فيما ذكر تميم بن أحمد ابن البندنيجي ، وحدّث عنه بشيء من أماليه. سمع منه تميم المذكور وغيره.

٢١٧٥ ـ عمر (٢) بن محمد بن عبد الله بن الخضر بن معمر (٣) العليميّ ، أبو الخطّاب التّاجر.

من أهل دمشق ، يعرف بابن حوائج كش.

كان أحد من عني بطلب الحديث وجمعه وسماعه وكتابته بالشام ، ومصر ، والإسكندرية ، وبلاد الجزيرة ، وبالعراق ، وخراسان ، وغير ذلك من البلاد.

__________________

(١) ترجمه ابن النجار في التاريخ المجدد ، الورقة ١١٨ (باريس).

(٢) ترجمه ابن النجار في التاريخ المجدد ، الورقة ١٣٢ (باريس) ، والذهبي في تاريخ الإسلام ١٢ / ٥٤٢ ، وسير أعلام النبلاء ٢١ / ٤٩ ، والعبر ٤ / ٢٢٠ ، والمختصر المحتاج ٣ / ١٠٤ ، وابن تغري بردي في النجوم ٦ / ٨٤ ، ابن العماد في الشذرات ٤ / ٢٤٨.

(٣) هكذا في النسخ والمختصر المحتاج ، وفي كتب الذهبي : «مسافر».

٣٤٠