ذيل تأريخ مدينة السلام - ج ٤

أبي عبد الله محمّد بن سعيد بن الدبيثي

ذيل تأريخ مدينة السلام - ج ٤

المؤلف:

أبي عبد الله محمّد بن سعيد بن الدبيثي


المحقق: الدكتور بشار عوّاد معروف
الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: دار الغرب الإسلامي ـ بيروت
الطبعة: ١
الصفحات: ٦٤٦

وفي يوم الاثنين عاشر جمادى الأولى سنة ست وخمسين وخمس مئة نفّذ القاضي أبو عبد الله ابن الشّهرزوري رسولا من الدّيوان العزيز مجّده الله إلى أمير الموصل ، وجعل ابن أخيه أبا عليّ عبد القاهر نائبا عنه في القضاء ببغداد.

٢١٢١ ـ عبد القاهر بن محمد بن عبد القاهر بن عليّان ، أبو بكر.

من أهل الحربية ، أخو عبد الغني الذي قدّمنا ذكره (١) ، وهذا هو الأكبر ، والله أعلم.

سمع أبا القاسم بن الحصين ، وأبا الحسين ابن الفرّاء ، والقاضي أبا بكر الأنصاري ، وغيرهم ، وروى عنهم. سمع منه أبو العباس أحمد بن سلمان المعروف بالسّكّر ، وجماعة معه.

٢١٢٢ ـ عبد القاهر (٢) بن إبراهيم بن محمد بن إبراهيم بن مهران ، أبو القاسم بن أبي طاهر الفقيه الشافعيّ.

من أهل جزيرة ابن عمر ، من أولاد الشّيوخ الفقهاء والرّواة النّبلاء ، وقد ذكرنا أباه فيمن اسمه إبراهيم (٣).

وعبد القاهر هذا قدم بغداد ، وأقام بها مدة يتفقه على مذهب الشّافعي رضي‌الله‌عنه حتّى حصّل طرفا حسنا من معرفة المذهب والخلاف والأصول ، وسمع الكثير بها ، وصحب الحافظ أبا بكر محمد بن موسى الحازمي ، وسمع منه ، وقرأ عليه كتبه ، ونقلها. وكتب عن أصحاب ابن بيان ، وأبي طالب بن يوسف ، وأبي عليّ ابن المهدي ، وأبي القاسم بن الحصين. ورجع إلى بلده وروى شيئا يسيرا.

وتوفي شابا لليلتين بقيتا من شعبان سنة تسع وست مئة بالجزيرة.

__________________

(١) في هذا المجلد ، الترجمة ٢٠٨٠.

(٢) ترجمه المنذري في التكملة ٢ / الترجمة ١٢٥٨.

(٣) في المجلد الثاني ، الترجمة ٩٦٩.

٣٠١

ذكر الأسماء المفردة في العبيد

٢١٢٣ ـ عبد الأعلى بن عيسى بن أحمد بن أبي موسى الهاشميّ ، أخو أبي الفضل محمد الذي قدّمنا ذكره (١).

سمع أبا إسحاق إبراهيم بن أحمد البرمكيّ ، وأبا طالب العشاريّ ، وروى عنه. سمع منه أبو البركات هبة الله ابن السّقطي فيما ذكر القاضي عمر بن عليّ القرشي رحمه‌الله.

٢١٢٤ ـ عبد الهادي (٢) بن محمد بن عبد الله بن عمر بن مأمون ، أبو عروبة السّجزيّ الفقيه الصّوفيّ.

قدم بغداد حاجا فيما قال أبو يعقوب يوسف بن أحمد البغدادي في سنة إحدى وعشرين وخمس مئة ، وسمع بها من أبي القاسم هبة الله بن محمد بن الحصين ، والقاضي أبي بكر محمد بن عبد الباقي الأنصاري ، ومن في طبقتهما. وحدّث بها بشيء يسير ، وعاد إلى بلده ، وصار شيخ وقته. وتوفي في سنة اثنتين وستين وخمس مئة ؛ كلّ ذلك نقلته من خطّه ، أعني يوسف.

٢١٢٥ ـ عبد المعين بن هبة الله بن عبد المعين ، أبو محمد الحرّانيّ الأصل البغداديّ المولد والدّار.

من ساكني الحريم الطّاهري ، ختن أبي غالب ابن البنّاء زوج ابنته سعيدة.

ذكر القاضي أبو المحاسن عمر بن عليّ الدّمشقي أنّه قال له : سمعت من النقيب أبي الفوارس طراد بن محمد الزّينبي ، وأبي الحسين المبارك بن

__________________

(١) في المجلد الأول ، الترجمة ٣٩٥.

(٢) ترجمه ابن نقطة في إكمال الإكمال ٣ / ٣١٣ ، و ٤ / ١٤٨ ، وابن النجار في التاريخ المجدد ١ / ٤٢٢ ، والذهبي في تاريخ الإسلام ١٢ / ٢٧٧ ، وسير أعلام النبلاء ٢٠ / ٤٥٢ ، والمختصر المحتاج ٣ / ٩٤ ، وابن تغري بردي في النجوم ٥ / ٣٧٥.

٣٠٢

عبد الجبّار ابن الطّيوري ، وأبي الحسن ابن العلّاف ، وغيرهم. ويقتضي سنّه ذاك ، ووجدنا سماعه من حميّه أبي غالب ابن البنّاء ، فقرأت عليه شيئا يسيرا.

أخبرنا أبو المحاسن القرشي إذنا ، قال : قرأت على عبد المعين بن هبة الله : أخبركم أبو غالب أحمد بن الحسن بن أحمد ، فأقرّ به ، قال : أخبرنا أبو الغنائم عبد الصّمد بن عليّ ابن المأمون ، قال : أخبرنا أبو الحسن عليّ بن عمر الدّارقطني ، قال : أخبرنا أبو القاسم عبد الله بن محمد البغوي.

وأخبرناه عاليا أبو العباس أحمد بن يحيى بن بركة البزّاز بقراءتي عليه من أصل سماعه ، قلت له : أخبركم أبو البركات عبد الوهّاب بن المبارك ابن الأنماطي قراءة عليه ، فأقرّ به ، قال : أخبرنا أبو محمد عبد الله بن محمد الصّريفيني ، قال : أخبرنا أبو القاسم عبيد الله بن محمد بن حبابة ، قال : أخبرنا أبو القاسم البغوي ، قال : حدثنا عليّ بن الجعد ، قال : أخبرنا أبو غسّان وهو محمد بن مطرّف ، عن أبي حازم ، عن سهل بن سعد ، قال : سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يقول : «إنّ العبد ليعمل فيما بين النّاس بعمل أهل الجنّة وإنّه لمن أهل النّار ، وإنّ العبد ليعمل فيما بين النّاس بعمل أهل النّار وإنّه لمن أهل الجنّة ، وإنما الأعمال بالخواتيم» (١).

قال القرشيّ : وسألته ، يعني عبد المعين ، عن مولده ، فقال : بمدينة السّلام بالحريم الطّاهري في خامس عشر رمضان من سنة ثمان وسبعين وأربع مئة.

وقال غير القرشي : في ثالث عشر رمضان المذكور والله أعلم.

__________________

(١) قطعة من حديث صحيح أخرجه البخاري في القدر من صحيحه ٨ / ١٥٥ (٦٦٠٧) ، وفي الرقاق ٨ / ١٢٨ (٦٤٩٣) ، وأحمد ٥ / ٣٣٥ من طريق محمد بن مطرف ، به. وله طرق أخرى بيناها في تعليقنا على التحفة ٣ / ٦٥٠ هامش ٣.

٣٠٣

٢١٢٦ ـ عبد المغيث (١) بن زهير بن زهير بن علوي ، أبو العز بن أبي حرب.

من أهل الحربية.

شيخ مكثر عني بطلب الحديث وسماعه وجمعه من مظانه ، فسمع الكثير ، وقرأ على الشّيوخ ، وكتب وحصّل الأصول ، وخرّج ، وصنّف ، وجمع. وكان ثقة صالحا صاحب سنّة وطريقة حميدة ، منظورا إليه بعين الدّيانة والأمانة والمعرفة.

سمع أبا القاسم بن الحصين ، وأبا الحسين ابن الفرّاء ، وأبا العز بن كادش ، وأبا غالب ابن البنّاء ، وأبا القاسم الحريري ، وأبا الحسن عليّ بن أحمد ابن بكّار ، وأبا محمد عبد الرّحمن بن عليّ ابن الأشقر ، والقاضي أبا بكر الأنصاري ، وأبا منصور القزّاز ، وأبا القاسم بن يوسف ، وإسماعيل ابن السّمرقندي ، وعبد الوهّاب الأنماطي ، وخلقا من طبقتهم ، ومن بعدهم. وحدّث بالكثير ، وأفاد الطّلبة. سمعنا منه ، وكتبنا عنه ، ونعم الشّيخ كان.

حدثني أبو العز عبد المغيث بن زهير بن زهير من لفظه وكتابه على باب منزله بالحربية ، وهو أوّل حديث سمعته منه ، قال : حدثنا أبو القاسم زاهر بن طاهر بن محمد الشّحّامي النّيسابوري ، قدم علينا حاجا في غرّة ذي القعدة من سنة خمس وعشرين وخمس مئة ، وهو أوّل حديث سمعته منه ، قال : حدّثنا أبو

__________________

(١) ترجمه ابن عساكر في تاريخ دمشق ٣٧ / ٣٤ وتوفي قبله ، وابن نقطة في التقييد ٣٨٨ ، وفي إكمال الإكمال ٢ / ١٢٠ ، وابن الأثير في الكامل ١١ / ٢٣٠ ، وابن النجار في التاريخ المجدد ١ / ٢ ، والمنذري في التكملة ١ / الترجمة ١١ ، والنعال في مشيخته ٧٨ ، والذهبي في تاريخ الإسلام ١٢ / ٧٦٠ ، والعبر ٤ / ٢٤٩ ، والمختصر المحتاج ٣ / ٩٤ ، وسير أعلام النبلاء ٢١ / ١٥٩ ، والصفدي في الوافي ١٩ / ١٤٩ ، وابن كثير في البداية والنهاية ١٢ / ٣٢٨ ، وابن رجب في الذيل على طبقات الحنابلة ١ / ٣٥٤ ، والأشرف الغساني في العسجد المسبوك ٢٠٣ ، والعيني في عقد الجمان ١٧ / ٥١ ، وابن تغري بردي في النجوم ٦ / ١٠٦ ، وابن العماد في الشذرات ٤ / ٢٧٥.

٣٠٤

صالح أحمد بن عبد الملك المؤذّن ، وهو أول حديث سمعته منه ، قال : حدثنا أبو طاهر محمد بن محمد بن محمش الزّيادي ، وهو أول حديث سمعته منه ، قال : حدثنا أبو حامد أحمد بن محمد بن يحيى بن بلال البزّاز ، وهو أول حديث سمعته منه ، قال : حدثنا عبد الرّحمن بن بشر بن الحكم العبدي ، وهو أول حديث سمعته منه ، قال : حدثنا سفيان بن عيينة الهلالي ، وهو أول حديث سمعته منه ، عن عمرو بن دينار ، عن أبي قابوس مولى عبد الله بن عمرو بن العاص ، عن عبد الله بن عمرو بن العاص ، قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «الرّاحمون يرحمهم الرّحمن ، ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السّماء» (١).

أنشدني أبو العز عبد المغيث بن زهير جميع قصيدته في السّنّة ، ومنها (٢) :

أفق أخا اللّبّ من سكر الحياة فقد

آن الرّحيل وداعي الموت قد حضرا

وأنت تحرص فيما أنت تاركه

إن كنت تعقل يوما حقّق النّظرا

هل أنت إلا كآحاد الذين مضوا

بحسرة الفوت لما استيقن الحذرا (٣)

أيام عمرك كنز لا شبيه له

وأنت تشري به الحصباء والمدرا

سألت عبد المغيث عن مولده ، فقال : في سنة خمس مئة إن شاء الله.

وتوفي يوم الأحد ثالث عشري محرم سنة ثلاث وثمانين وخمس مئة ، وصلّى عليه الخلق الكثير يوم الأحد بالحربية ، ودفن بباب حرب في صفّ قبر أبي عبد الله أحمد بن حنبل رضي‌الله‌عنه.

٢١٢٧ ـ عبد المحمود (٤) بن أحمد بن عليّ ، أبو محمد الفقيه الشافعيّ.

__________________

(١) حديث صحيح تقدم تخريجه في الترجمة ١٠١٢.

(٢) اقتبسها ابن رجب فذكرها في الذيل نقلا من تاريخ ابن الدبيثي هذا.

(٣) في الذيل لابن رجب : «الخبرا».

(٤) ترجمه المنذري في التكملة ١ / الترجمة ١٠٥ ، والذهبي في تاريخ الإسلام ١٢ / ٨١٨ ، وابن الملقن في العقد المذهب ، الورقة ١٥٩.

٣٠٥

من أهل واسط ، يعرف بابن خندي.

ولد بقرية تعرف بالحدادية (١) ، وحفظ القرآن الكريم بها ، وتفقّه بواسط على أبي جعفر هبة الله بن يحيى ابن البوقي ، وسمع منه الحديث ومن غيره. ونظر في العربية والنّحو ، وصارت له معرفة حسنة بذلك ، وبالتفسير. وسمع بالبصرة من أبي جعفر المبارك بن محمد المواقيتي ، وبالكوفة من أبي العبّاس أحمد بن يحيى بن ناقة ، وبمكة شرّفها الله من أبي محمد المبارك بن علي ابن الطّبّاع.

ودرّس الفقه بواسط ، وذكر التّفسير ، وأفتى. وقدم بغداد وجالس العلماء بها ، وسمع من شيوخنا ، وكتب عن الشّيخ أبي الفرج ابن الجوزي شيئا من كتبه ، وعاد إلى بلده. وكان عالما عاملا ناسكا ، حسن الطّريقة.

توفي بواسط في ليلة الاثنين ثالث عشر شهر ربيع الأوّل سنة ست وثمانين وخمس مئة ، وحضرنا الصّلاة عليه يوم الاثنين بمصلّى العيد منها ، والجمع وافر ، ودفن بمقبرة مسجد زنبور ، وقد بلغ الستين أو أناف عليها ، والله أعلم.

٢١٢٨ ـ عبد المعيد (٢) بن عبد المغيث بن زهير ، أبو محمد.

من أهل الحربية ، وقد تقدّم ذكر أبيه (٣).

وعبد المعيد هذا أسمعه والده من جماعة منهم : أبو الوقت السّجزي ، وأبو محمد ابن المادح ، وأبو المظفّر ابن الشّبلي ، وأبو الفتح ابن البطّي وغيرهم. ولم تكن له عناية بهذا الشأن ، ولا رزق منه حظّا ، يقال : إنه روى شيئا يسيرا.

توفي في ثاني عشر جمادى الأولى سنة خمس وتسعين وخمس مئة ، فيما قيل ، والله أعلم.

__________________

(١) قال ياقوت : قرية كبيرة بالبطيحة من أعمال واسط ... رأيتها (معجم البلدان ٢ / ٢٢٧).

(٢) ترجمه المنذري في التكملة ١ / الترجمة ٤٨٠ ، والذهبي في تاريخ الإسلام ١٢ / ١٠٣٢.

(٣) الترجمة ٢١٢٦.

٣٠٦

٢١٢٩ ـ عبد المجيب (١) بن عبد الله بن زهير بن زهير ، أبو محمد بن أبي القاسم.

من أهل الحربية أيضا ؛ هو ابن عم عبد المعيد الذي ذكرناه آنفا.

شيخ صالح ، حافظ للقرآن الكريم كثير التّلاوة والإقراء له. سمع بإفادة عمّه عبد المغيث من أبي القاسم عبد الله بن أحمد بن يوسف ، وأبي العباس أحمد بن أبي غالب ابن الطّلّاية ، وجماعة ، وروى عنهم. سمعنا منه.

أخبرنا أبو محمد عبد المجيب بن أبي القاسم قراءة عليه وأنا أسمع ، قيل له : أخبركم أبو القاسم عبد الله بن أحمد بن عبد القادر قراءة عليه وأنت تسمع ، فأقرّ به ، قال : أخبرنا أبو جعفر محمد بن أحمد بن محمد ابن المسلمة المعدّل ، قال : أخبرنا أبو الفضل عبيد الله بن عبد الرحمن بن محمد الزّهري ، قال : أخبرنا أبو بكر جعفر بن محمد الفيريابي ، قال : حدثنا قتيبة بن سعيد ، قال : حدثنا إسماعيل بن جعفر ، عن أبي سهيل نافع بن مالك بن أبي عامر ، عن أبيه ، عن أبي هريرة ، أنّ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : «آية المنافق ثلاث : إذا حدّث كذب ، وإذا وعد أخلف ، وإذا ائتمن خان» (٢).

سألت عبد المجيب عن مولده ، فقال : في سنة سبع وعشرين وخمس مئة ، أو سئل عنه وأنا أسمع.

وخرج قبل وفاته بقليل إلى مصر وحدّث في طريقه ، وعاد متوجها إلى العراق ، فتوفي بحماة في يوم الأحد تاسع عشري محرم سنة أربع وست مئة ،

__________________

(١) ترجمه سبط ابن الجوزي في المرآة ٨ / ٥٣٧ ، والمنذري في التكملة ٢ / الترجمة ٩٩٩ ، وأبو شامة في ذيل الروضتين ٦٢ ، وابن الساعي في الجامع المختصر ٩ / ٢٥٤ ، والنجيب عبد اللطيف في مشيخته ٩٣ ، والذهبي في تاريخ الإسلام ١٣ / ٩٨ ، وسير أعلام النبلاء ٢١ / ٤٧٢ ، والعبر ٥ / ١٠ ، والمختصر المحتاج ٣ / ٩٥ ، والعيني في عقد الجمان ١٧ / الورقة ٣١٢ ، وابن تغري بردي في النجوم ٦ / ١٩٥ ، وابن العماد في الشذرات ٥ / ١٢.

(٢) حديث صحيح تقدم تخريجه في الترجمة ٥ ، وتكرر في الترجمتين ٦٩٠ و ١٥٨١.

٣٠٧

فدفن هناك.

٢١٣٠ ـ عبد المعز (١) بن عبد الله بن عبد المعز بن عبد الواسع بن عبد الهادي بن عبد الله بن محمد ، أبو القاسم الأنصاريّ.

من أهل هراة ، من بيت المشيخة بها ، والتّقدّم ، هو وسلفه ، ولهم الذّكر الجميل والوصف الحسن ، وإليهم الإشارة في التّصوّف.

سمع عبد المعز هذا بهراة أبا الفتح عبد الملك بن أبي القاسم الكروخي التّاجر وغيره. وقدم بغداد حاجا في سنة ست وثمانين وخمس مئة ، فحجّ وعاد إليها في سنة سبع وثمانين وخمس مئة ، ونزل بالرّباط الأرجواني بدرب زاخي ، وحدّث بها عن أبي الفتح الكروخي «بأربعين» جده الأعلى شيخ الإسلام عبد الله ابن محمد الأنصاري الهروي برواية الكروخي لها عنه. وعاد إلى بلده ، وكتب إلينا بالإجازة من هناك في سنة سبع وتسعين وخمس مئة.

وبلغنا أنّه توفي يوم الأربعاء ثاني عشر صفر سنة خمس وست مئة بهراة.

٢١٣١ ـ عبد المولى (٢) بن أبي تمّام بن أبي منصور بن باد الهاشميّ ، أبو الفضل.

من أهل الجانب الغربي ، كان يسكن محلة دار القز.

سمع أبا القاسم إسماعيل بن أحمد ابن السّمرقندي ، وأبا البركات المبارك ابن كامل بن حبيش الدّلّال ، وغيرهما ، وروى عنهم. كتبنا عنه ، وأضر في آخر عمره.

__________________

(١) ترجمه المنذري في التكملة ٢ / الترجمة ١٠٥٠ ، والذهبي في تاريخ الإسلام ١٣ / ١١٤ ، والمختصر المحتاج ٣ / ٩٦.

(٢) ترجمه ابن نقطة في إكمال الإكمال ١ / ٢١٧ ، وابن النجار في التاريخ المجدد ١ / ١٨١ ، والمنذري في التكملة ٢ / الترجمة ١٠٧٧ ، والذهبي في تاريخ الإسلام ١٣ / ١١٥ ، والمختصر المحتاج ٣ / ٩٦ ، وابن ناصر الدين في توضيح المشتبه ١ / ٣١٤ ، وابن حجر في تبصير المنتبه ١ / ٥٥.

٣٠٨

أخبرنا أبو الفضل عبد المولى بن تمّام بن باد الهاشميّ قراءة عليه وأنا أسمع ، قيل له : أخبركم أبو القاسم إسماعيل بن أحمد بن عمر الحافظ إملاء بجامع المنصور ، فأقرّ به ، قال : أخبرنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن عبد الله الخطيب الصّريفيني ، قال : أخبرنا أبو القاسم عبيد الله بن أحمد بن عليّ الصّيدلاني ، قال : أخبرنا أبو القاسم عبد الله بن محمد المروزي ، قال : حدثنا إسحاق بن أبي إسحاق الصّفّار ، قال : حدّثنا زكريا بن عدي قال : حدثنا عبيد الله ابن عمرو (١) ، عن عبد الملك بن عمير ، عن جندب البجلي ، قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «إنّ أفضل الصّلاة بعد المفروضة الصّلاة في جوف اللّيل ، وإنّ أفضل الصّيام بعد صيام رمضان شهر الله الذي جعله محرّما» (٢).

توفي عبد المولى بن باد في ليلة الجمعة سابع ذي الحجة من سنة خمس وست مئة ، ودفن يوم الجمعة بباب حرب ، وقد قارب التّسعين ، رحمه‌الله وإيانا.

٢١٣٢ ـ عبد العظيم (٣) بن عبد اللّطيف بن أبي نصر بن محمد بن سهل الشّرابي ، أبو المكارم بن أبي البركات القزّاز.

من أهل أصبهان.

سمع ببلده من جماعة منهم : أبوه ، وأبو الفضل شاكر بن عليّ الأسواري

__________________

(١) في النسختين : «محمد» وهو خطأ بيّن ، فهو عبيد الله بن عمرو الرقي الراوي عن عبد الملك ابن عمير.

(٢) حديث صحيح ، وهذا إسناد أخرجه النسائي في الكبرى (٢٩٠٤) ، وهو إسناد خطأ ، والصواب فيه أن عبد الملك بن عمير يرويه عن محمد بن المنتشر عن حميد بن عبد الرحمن الحميري ، عن أبي هريرة.

وحديث أبي هريرة هذا حديث صحيح تقدم تخريجه في الترجمة ١٠٥٣.

(٣) ترجمه المنذري في التكملة ٣ / الترجمة ١٧٧٤ ، وابن الفوطي في الملقبين بعميد الدين من تلخيص مجمع الآداب ٤ / الترجمة ١٣٧٦ ، والذهبي في تاريخ الإسلام ١٣ / ٥٠٩ ، والمختصر المحتاج ٣ / ٩٦.

٣٠٩

الصّوفي ، وأبو عبد الله الحسن بن العباس الرّستمي ، وأبو بكر محمد بن محمود الفارفاني ، وأبو الخير محمد بن أحمد الباغبان ، وأبو مسعود عبد الجليل بن محمد الملقّب كوتاه ، وغيرهم. وجمع له أبو عبد الله محمد بن محمد المؤدّب الأصبهاني «مشيخة» في جزء حدّث بها في بلده. وقدم بغداد وسكنها ، وسمعنا منه بها.

قرأت على أبي المكارم عبد العظيم بن عبد اللّطيف الأصبهاني ببغداد ، قلت له : أخبركم أبو الخير محمد بن أحمد بن محمد الباغبان ، وأبو بكر محمد ابن محمود بن إبراهيم الفارفاني قراءة عليهما وأنت تسمع بأصبهان ، فأقرّ بذلك ، قالا : أخبرنا أبو إسحاق إبراهيم بن محمد الطّيّان ، زاد الفارفاني : وأبو بكر السّمسار.

وقرأت عليه أيضا : أخبركم أبو عبد الله الحسن بن العبّاس بن عليّ بن أبي الطّيّب الرّستمي قراءة عليه وأنت تسمع بأصبهان ، فأقرّ به ، قال : أخبرنا أبو المظفّر المزكّي ؛ قالوا : أخبرنا أبو إسحاق إبراهيم بن عبد الله بن خرّشيد قوله ، قال : أخبرنا أبو محمد الحسن بن الرّبيع الأنماطي ، قال : حدثنا أحمد بن يحيى ، قال : حدثنا عبد الوهّاب ، عن حميد ، عن أنس ، عن النّبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، قال : «إذا جاء أحدكم الصّلاة فليمش على هينته ، فليصلّ ما أدرك وليقض ما سبق به» (١).

سألت عبد العظيم هذا عن مولده ، فقال : ولدت بأصبهان في شهر ربيع الأوّل سنة خمسين وخمس مئة ، بمحلة ملنج.

وتوفي ببغداد يوم الاثنين سابع عشري ذي الحجة سنة سبع عشرة وست مئة ، ودفن بباب أبرز.

__________________

(١) حديث صحيح.

أخرجه عبد الرزاق (٢٥٦١) ، وأحمد ٣ / ١٠٦ و ١٦٨ و ١٨٨ و ٢٢٩ و ٢٤٣ و ٢٥٢ ، والبخاري في القراءة خلف الإمام (١٦٦) ، والطحاوي في شرح المعاني ١ / ٣٩٧ ، والطبراني في الأوسط (٤٤٠٣).

٣١٠

ذكر من اسمه عمر

٢١٣٣ ـ عمر (١) بن أحمد بن أبي الأصابع ، أبو حفص.

من أهل الحربية.

سمع أبا العبّاس أحمد بن عليّ بن قريش ، وروى عنه ، وكان صالحا. سمع منه أبو المحاسن عمر بن أبي الحسن الدّمشقي ، وغيره.

أنبأنا عمر بن عليّ بن الخضر ، قال : أخبرنا أبو حفص عمر بن أحمد بن أبي الأصابع ، قال : أخبرنا أبو العبّاس أحمد بن عليّ بن الحسين بن قريش ، قال : أخبرنا أبو محمد الحسن بن عليّ بن محمد الجوهري ، قال : حدثنا أبو الفضل عبيد الله بن عبد الرّحمن الزّهدي ، قال : حدثنا محمد بن هارون بن المجدّر ، قال : حدثنا الحسن بن حمّاد سجّادة ، قال : حدثنا يحيى بن يعلى الأسلمي ، عن يزيد بن سنان ، عن الزّهري ، عن سعيد بن المسيّب ، عن أبي هريرة ، أنّ النّبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم صلّى على جنازة فكبّر ووضع يده اليمنى على يده اليسرى (٢).

قال القرشيّ : وتوفي عمر بن أبي الأصابع يوم الأحد سلخ ذي الحجة سنة ستين وخمس مئة ، ودفن يوم الاثنين مستهل محرم سنة إحدى وستين ، وقد جاوز الثّمانين ، ودفن بباب حرب.

٢١٣٤ ـ عمر (٣) بن أحمد بن عمر بن روشن (٤) الخطيبي ، أبو حفص الفقيه الواعظ.

__________________

(١) ترجمه ابن النجار في التاريخ المجدد ، الورقة ٨٦ (من مجلد باريس).

(٢) إسناده ضعيف ، لضعف يحيى بن يعلى الأسلمي وشيخه يزيد بن سنان أبي فروة الرّهاوي.

(٣) ترجمه ابن النجار في تاريخه ، الورقة ٨٩ (باريس) ، ومنصور بن سليم في الذيل على ابن نقطة ١ / ٢٦٩ ، والصفدي في الوافي ٢٢ / ٤١٨ ، والسبكي في طبقاته الكبرى ٧ / ٢٣٩ ، والإسنوي في طبقاته ١ / ٤٨٩ ، وابن ناصر الدين في توضيح المشتبه ٤ / ٢٢٩.

(٤) الضبط من النسخة الخطية.

٣١١

من أهل زنجان.

قدم بغداد في سنة إحدى وستين وخمس مئة ، وحدّث بها عن أبي الحسن عبيد الله بن محمد البيهقي ، فسمع منه أبو بكر محمد (١) بن المبارك بن مشّق ، وأبو المحاسن الدّمشقي ، وغيرهما.

أخبرنا أبو المحاسن عمر بن أبي الحسن الدّمشقي إذنا ، قال : أخبرنا أبو حفص عمر بن أحمد بن عمر الزّنجاني ، قدم علينا ، قال : أخبرنا أبو الحسن عبيد الله بن محمد بن أحمد بن الحسين البيهقي.

وأخبرناه عاليا القاضي أبو الفتح محمد بن أحمد بن بختيار الواسطي قراءة عليه بها ، قال : أخبرنا أبو الحسن عبيد الله بن محمد البيهقي قراءة عليه وأنا أسمع ببغداد ، قال : أخبرنا جدّي أبو بكر أحمد بن الحسين البيهقي ، قال : أخبرنا أبو الحسين عليّ بن محمد بن بشران ، قال : حدثنا إسماعيل بن محمد الصّفّار ، قال : حدثنا أحمد بن منصور الرّمادي ، قال : حدثنا عبد الرّزّاق ، قال : أخبرنا معمر ، عن أيوب ، عن ابن سيرين ، عن أبي هريرة ـ وعن همّام ، عن أبي هريرة ـ عن النّبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : «إنّ لله تسعة وتسعين اسما ، مئة إلا واحدا ، من أحصاها دخل الجنّة» (٢).

عاد هذا الشّيخ إلى بلده بعد سنة إحدى وستين وخمس مئة ، وتوفي به بعد ذلك ، رحمه‌الله وإيانا.

٢١٣٥ ـ عمر (٣) بن أحمد بن عليّ ، أبو حفص ، يعرف بابن الكبشيّ (٤).

__________________

(١) في المجلد الباريسي : «أبو بكر بن محمد» خطأ بيّن.

(٢) حديث صحيح ، تقدم الكلام عليه وتخريجه في الترجمة ٤٤٤ ، وتكرر في الترجمة ١٩٧٥.

(٣) ترجمه ياقوت في «الكبش والأسد» من معجم البلدان ٤ / ٤٣٤ ، وابن نقطة في إكمال الإكمال ٥ / ١٣٩ ، وابن النجار في التاريخ المجدد ، الورقة ٨٩ (باريس) ، والمنذري في التكملة ١ / الترجمة ١٩٩.

(٤) منسوب إلى الكبش والأسد وهما كما ذكر ياقوت : «شارعان عظيمان بمدينة السلام بغداد

٣١٢

من أهل الحربية.

سمع أبا القاسم عبد الله بن أحمد بن يوسف ، وغيره ، وروى عنه. سمع منه أبو العباس أحمد بن سلمان الحربي واستجازه لنا.

وتوفي يوم الخميس سادس عشر جمادى الأولى سنة تسع وثمانين وخمس مئة.

٢١٣٦ ـ عمر (١) بن أحمد بن الحسن بن عليّ بن عليّ بن عمر بن أحمد ابن الهيثم بن بكرون النّهروانيّ الأصل البغداديّ المولد والدّار ، أبو حفص بن أبي المعالي المقرئ.

أحد الشّهود المعدّلين والشّيوخ الثّقات المأمونين. قرأ القرآن الكريم بالقراءات على أبي الكرم المبارك بن الحسن ابن الشّهرزوري العطّار ، وغيره. وسمع منه ، ومن أبي الفضل محمد بن عمر الأرموي ، وأبي المعالي الفضل بن سهل الحلبي ، وأبي الفضل محمد بن ناصر السّلامي ، وأبي الوقت السّجزي ، وغيرهم ، وروى عنهم.

وشهد عند قاضي القضاة أبي الحسن عليّ بن أحمد الدّامغاني في ولايته الثّانية يوم الاثنين خامس عشري رجب سنة إحدى وسبعين وخمس مئة ، وزكّاه العدلان أبو جعفر هارون بن محمد ابن المهتدي بالله وأبو القاسم عبيد الله بن عليّ ابن الفرّاء ، وكان على عدالته إلى أن توفي. وأمّ بالنّاس في المدرسة النّظامية في الصّلوات سنين ، وتولّى خزن الدّيوان العزيز مجّده الله أيضا ، وحدّث بالقليل ، وما اتفق لي منه سماع.

__________________

بالجانب الغربي ، وهما الآن بر قفر ، وهما بين النصرية والبرية في طرفهما قبر إبراهيم الحربي».

(١) ترجمه ابن النجار في التاريخ المجدد ، الورقة ٨٦ (من مجلد باريس) ، والمنذري في التكملة ١ / الترجمة ٦٠٠ ، وابن الساعي في الجامع المختصر ٩ / ٥٩ ، والذهبي في تاريخ الإسلام ١٢ / ١١١٧ ، والمختصر المحتاج ٣ / ٩٧.

٣١٣

وسألته عن مولده فذكر لي أنّه ولد في شهر رمضان سنة ثلاث وعشرين وخمس مئة ، وانقطع في بيته قبل وفاته بمديدة ، وتوفي ليلة الاثنين عاشر رجب سنة سبع وتسعين وخمس مئة ، وحضرت الصّلاة عليه يوم الاثنين بالمدرسة النّظامية ، وحمل إلى الجانب الغربي ، فدفن بالموضع المعروف بمقابر الشّهداء ، من مقبرة باب حرب.

٢١٣٧ ـ عمر بن أحمد بن صلايا ، أبو حفص.

من أهل الجانب الغربي ، وساكني المحلّة المعروفة بالقريّة.

كان خيّرا ، يصحب الصّالحين. وعمل بالمحلة المذكورة رباطا للفقراء ولنفسه تربة ووقف عليهما شيئا من ملكه.

توفي في الرّابع والعشرين من شهر رمضان من سنة سبع وتسعين وخمس مئة ، ودفن بتربته المتّصلة برباطه.

٢١٣٨ ـ عمر (١) بن أحمد بن عبد الملك بن أبي عليّ ، أبو حفص بن أبي بكر الدّقّاق.

من أهل باب الأزج ، يعرف بابن صفيّة.

سمع شيئا يسيرا بإفادة أحمد بن عمر بن لبيدة من أبي الفضل محمد بن عمر الأرموي ، وروى عنه.

سمع منه بعض أصحابنا ، وطلبناه لنسمع منه ، فكان قد سافر إلى الموصل ثم بلغنا أنّه توفي بها بعد سنة ست مئة.

٢١٣٩ ـ عمر (٢) بن أحمد بن محمد بن عمر العلويّ الحسينيّ ، أبو البركات بن أبي العبّاس الزّيدي نسبا ، أخو أبي الحسن عليّ الزّيدي الزّاهد

__________________

(١) ترجمه ابن النجار في التاريخ المجدد ، الورقة ٨٨ (باريس).

(٢) ترجمه المنذري في التكملة ٢ / الترجمة ١٢٩٩ ، والذهبي في تاريخ الإسلام ١٣ / ٢٤٥ ، والمختصر المحتاج ٣ / ٩٧.

٣١٤

الذي يأتي ذكره ، وعمر هذا هو الأصغر.

سمع من جماعة مع أخيه بإفادته ، منهم : أبو بكر محمد بن عبيد الله بن نصر ابن الزّاغوني ، وأبو الفضائل أحمد بن هبة الله ابن الواثق الهاشميّ ، وأبو محمد محمد بن أحمد ابن المادح ، وأبو المظفّر هبة الله بن أحمد ابن الشّبلي ، وأبو المعالي عمر بن عليّ الصّيرفي ، وأبو بكر هبة الله بن أحمد الحفّار ، وأبو الفتح محمد بن عبد الباقي بن سلمان ، وأبو المعالي عمر وأبو العباس أحمد ابنا بنيمان ، وغيرهم. وكان سماعه في كتب أخيه صحيحا. وأمّ بالنّاس في المسجد المعروف بأخيه بدار دينار إلى حين وفاته. حدّث بالكثير ، وسمعنا منه ، وكان خيّرا.

قرأت على أبي البركات عمر بن أحمد بن محمد العلوي الزّيدي من أصل سماعه ، قلت له : أخبركم أبو الفضائل أحمد بن هبة الله بن أحمد ابن الواثق الهاشمي الخطيب ويعرف بالزّيتوني قراءة عليه وأنت تسمع ، فأقرّ بذلك ، قال : أخبرنا أبو المعالي ثابت بن بندار بن إبراهيم البقّال ، قال : أخبرنا أبو منصور محمد بن محمد بن عثمان السّوّاق ، قال : حدثنا أبو بكر أحمد بن جعفر بن حمدان القطيعي ، قال : حدثنا إسحاق بن الحسن الحربي ، قال : حدثنا أبو نعيم الفضل بن دكين ، قال : حدثنا عمر بن عبد الرحمن ، عن محمد بن عمّار بن سعد المؤذّن ، أنّه سمع أبا هريرة يذكر أنّ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : «إنّ الله يحشر المؤذّنين يوم القيامة أطول النّاس أعناقا بقولهم : لا إله إلا الله عزوجل» (١).

سألت عمر الزّيدي عن مولده ، فقال : في صفر سنة ثلاث وأربعين

__________________

(١) إسناده ضعيف ، محمد بن عمار المؤذن صدوق حسن الحديث ، والراوي عنه هو عمر بن عبد الرحمن بن أسيد بن عبد الرحمن بن زيد بن الخطاب ، ذكره ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل وقال : سمع منه أبو نعيم وعبد الله بن نافع ، ولم يذكر فيه جرحا ولا تعديلا (٦ / الترجمة ٦٦٠) ، وكذلك فعل البخاري في تاريخه الكبير (٦ / الترجمة ٢٠٧٨) ، وهو فيما أرى مجهول الحال. وينظر جمع الجوامع للسيوطي (٥٢٤٣).

٣١٥

وخمس مئة.

وتوفي فجاءة بعد أن صلّى العصر من يوم الاثنين العشرين من جمادى الأولى سنة عشر وست مئة ، وصلّي عليه يوم الثّلاثاء ، ودفن بمشهد الإمام موسى ابن جعفر عليهما‌السلام بالجانب الغربي ، رحمه‌الله وإيانا.

٢١٤٠ ـ عمر (١) بن أحمد بن سالم بن دردانة ، أبو حفص.

من أهل الحربية.

روى ، وحدّث ، وسمع منه بعض أصحابنا.

٢١٤١ ـ عمر (٢) بن إبراهيم بن عثمان التّركستانيّ الأصل الواسطيّ المولد والدّار ، أبو حفص الواعظ الصّوفيّ.

كان له لسان في الوعظ ، وقد سمع الحديث ببلده من جماعة منهم : أبو محمد عبد الرّحمن بن الحسين ابن الدّجاجي المقرئ ، وأبو طاهر أحمد بن محمد ابن البرخشي (٣) ، وأبو العبّاس هبة الله بن نصر الله ابن الجلخت ، وأبو

__________________

(١) ترجمه ابن النجار في التاريخ المجدد ، الورقة ٩٠ (باريس) ، والذهبي في وفيات سنة ٦٠١ من تاريخ الإسلام ونسباه «عمر بن أحمد بن عمر بن سالم ابن الدردانة» ، ونقل الذهبي ترجمته عن الشيخ الضياء المقدسي المتوفى سنة ٦٤٣ فقال : «بغدادي صالح عابد مقرئ ، من أهل الحربية ، روى عن أبي الفتح ابن البطي. روى عنه الحافظ الضياء وغيره ، وأجاز لشمس الدين عبد الرحمن وللفخر علي وإسماعيل العسقلاني ، وتوفي في رمضان. قال الضياء : لم أر ببغداد أحسن صلاة منه» (١٣ / ٤٥). وذكر الحافظ زكي الدين المنذري ابنه إبراهيم في وفيات سنة ٦٤٠ من التكملة ، وقيد الدّردانة بالحروف فقال : «بضم الدال المهملة وفتحها وفتح الدال المهملة وبعد الألف نون وتاء تأنيث» (٣ / الترجمة ٢٠٨٢) ومن عجب أنه لم يذكر أباه هذا ، ولعل ذلك بسبب الترجمة البائسة هذه التي ذكرها ابن الدبيثي له.

(٢) ترجمه ابن النجار في التاريخ المجدد ، الورقة ٨٤ (مجلد باريس) ، والمنذري في التكملة ٢ / الترجمة ٩٢١ ، وابن الساعي في الجامع المختصر ٩ / ١٨٤ ، والذهبي في تاريخ الإسلام ١٣ / ٦٧ ، وميزان الاعتدال ٣ / ١٨١ ، وابن حجر في لسان الميزان ٤ / ٢٨٢.

(٣) لعله منسوب إلى برخشان ، من قرى ما وراء النهر (معجم البلدان لياقوت ١ / ٣٧٥).

٣١٦

طالب محمد بن عليّ ابن الكتّاني ، وغيرهم.

وقدم بغداد مرارا كثيرة ، وسمع بها من أبي الثّناء محمد بن محمد ابن الزّيتوني الواعظ ، والكاتبة شهدة بنت أحمد بن الفرج الدّينوري ، والرّضي أبي الخير أحمد بن إسماعيل القزويني ، ومن بعدهم. وتكلّم بها واعظا ، وتولّى رباط الزوزني مشيخة ونظرا في وقفه. وسافر الكثير إلى الحجاز ، والجزيرة ، وديار بكر ، وخراسان ، وغزنة ، ونفّذ من الدّيوان العزيز مجده الله رسولا إلى شهاب الدين محمد بن سام ملك غزنة ، وأقام هناك مدة ، ولم تحمد طريقته. وعاد إلى شيراز فأقام بها وأدركه أجله بها.

وقد حدّث في أسفاره. وكان بذيئا كثير الوقيعة في النّاس مخلّطا.

توفي في شهر ربيع الآخر سنة اثنتين وست مئة.

٢١٤٢ ـ عمر (١) بن أسعد الصّوفيّ ، غير مكنّى.

روى عنه أبو بكر المبارك بن كامل في «معجمه» أبياتا من الشّعر ذكر أنّه أنشده إياها ، لم أر له ذكرا في غير ذلك.

٢١٤٣ ـ عمر (٢) بن أعز بن عمر بن محمد بن عمّوية ، أبو حفص بن أبي الحارث السّهرورديّ الأصل البغداديّ المولد والدار ، أخو محمد بن أعز المقدّم ذكره (٣).

سمع عمر هذا من أبي الوقت السّجزي ، وغيره. سمعنا منه.

قرأت على أبي حفص عمر بن أعز بن عمر : أخبركم أبو الوقت عبد الأوّل ابن عيسى بن شعيب الصّوفي قراءة عليه وأنت تسمع ، فأقرّ به ، قال : أخبرنا أبو

__________________

(١) ترجمه ابن النجار في التاريخ المجدد ، الورقة ٩٣ (باريس).

(٢) ترجمه ابن نقطة في إكمال الإكمال ١ / ١٤٧ ، وابن النجار في التاريخ المجدد ، الورقة ٩٣ (مجلد باريس) ، والمنذري في التكملة ٣ / الترجمة ٢١٥٢ ، والذهبي في تاريخ الإسلام ١٣ / ٧٧٦.

(٣) الترجمة ٨٧.

٣١٧

الحسن عبد الرحمن بن محمد بن المظفّر الدّاودي قراءة عليه ، قال : أخبرنا أبو محمد عبد الله بن أحمد بن حمّوية ، قال : أخبرنا أبو عبد الله محمد بن يوسف ابن مطر الفربري ، قال : أخبرنا أبو عبد الله محمد بن إسماعيل البخاري ، قال (١) : حدثنا قتيبة بن سعيد ، قال : حدّثنا حمّاد ، عن ثابت وشعيب بن الحبحاب ، عن أنس بن مالك ، أنّ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم أعتق صفيّة وجعل عتقها صداقها.

سألت عمر بن أعز عن مولده ، فقال : في رجب سنة اثنتين وأربعين وخمس مئة.

٢١٤٤ ـ عمر (٢) بن بنيمان بن عمر بن نصر المستعمل ، أبو المعالي.

من أهل الحريم الطّاهريّ.

شيخ ثقة صدوق ، سمع الكثير من أبي عبد الله الحسين بن عليّ ابن البسري ، وأبي المعالي ثابت بن بندار المقرئ ، وأبي عليّ أحمد بن محمد البرداني ، وأبي غالب محمد بن الحسن البقّال ، وأبي العز محمد بن المختار الهاشمي ، وغيرهم ، وحدّث عنهم.

سمع منه أبو إسحاق إبراهيم بن محمود ابن الشّعّار ، والشريف أبو الحسن الزّيدي ، والقاضي عمر القرشي ، وأبو بكر بن مشّق ، وعبد العزيز بن الأخضر ، وروى لنا عنه جماعة.

وذكره تاج الإسلام أبو سعد ابن السّمعاني في كتابه ، وذكرناه نحن لأنّ

__________________

(١) صحيح البخاري في النكاح ٧ / ٨ (٥٠٨٦) ، وهو عند مسلم ٤ / ١٤٦ (١٣٦٥) (٨٥) عن قتيبة بن سعيد أيضا. وينظر تمام تخريجه في تعليقنا على ابن ماجة (١٩٥٧).

(٢) ترجمه ابن النجار في التاريخ المجدد ، الورقة ٩٤ (مجلد باريس) ، والذهبي في تاريخ الإسلام ١٢ / ٣٠٤ ، والمختصر المحتاج ٣ / ٩٨ ، والعبر ٣ / ٣٥٦ ، وابن تغري بردي في النجوم ٥ / ٣٨٠ ، وابن العماد في الشذرات ٣ / ٤١٢.

٣١٨

وفاته تأخرت عن وفاته.

قرأت على أبي الحسن عليّ بن المبارك بن أحمد الطّاهري ، قلت له :أخبركم أبو المعالي عمر بن بنيمان بن عمر قراءة عليه وأنت تسمع ، فأقرّ بذلك ، قال : أخبرنا أبو عبد الله الحسين بن عليّ بن أحمد البندار قراءة عليه ، قال : أخبرنا أبو محمد عبد الله بن يحيى بن عبد الجبار السّكّري ، قال : أخبرنا أبو عليّ إسماعيل بن محمد الصّفّار ، قال : حدثنا الحسن بن عليّ بن عفّان ، قال : حدثنا يحيى بن آدم ، قال : حدثنا حفص بن غياث ، عن أشعث ، عن أبي الزّبير ، عن جابر بن عبد الله. قال يحيى بن آدم : وحدّثنا سفيان بن سعيد ، عن عمرو بن يحيى الأنصاري ، عن أبيه ، عن أبي سعيد ، عن النّبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم أنّه قال : «ليس فيما دون خمسة أوسق صدقة» (١).

أنبأنا أبو المحاسن عمر بن عليّ القرشي ، قال : توفي عمر بن بنيمان يوم الجمعة ثامن رجب سنة ثلاث وستين وخمس مئة ، ودفن يوم السّبت بمقبرة باب حرب.

٢١٤٥ ـ عمر (٢) بن ثابت بن عليّ ، أبو القاسم بن أبي منصور ، يعرف بابن الشّمحل.

سمع أبا منصور محمد بن أحمد المقرئ الخيّاط ، وأبا الحسن عليّ بن

__________________

(١) حديث صحيح ، عمرو بن يحيى هو ابن عمارة بن أبي حسن المازني الأنصاري المدني.

وحديث يحيى بن عمارة عن أبي سعيد الخدري في الصحيحين : البخاري في الزكاة ٢ / ١٣٣ و ١٤٣ و ١٤٤ و ١٥٦ (١٤٠٥) و (١٤٤٧) و (١٤٨٤) ، ومسلم في الزكاة أيضا ٣ / ٦٦ (٩٧٩). وتقدم تخريجه في الترجمة ٢٦ ، وتكرر في الترجمتين ٧٩٩ و ١٤٣٠.

أما حديث أبي الزبير عن جابر فإسناده ضعيف لضعف أشعث ، وهو أشعث بن سوار الكندي الأفرق الأثرم صاحب التوابيت قاضي الأهواز.

(٢) ترجمه ابن النجار في التاريخ المجدد ، الورقة ٩٥ (باريس) ، والذهبي في تاريخ الإسلام ١٢ / ٢٦٥ ، والمختصر المحتاج ٣ / ٩٨ ، والصفدي في الوافي ٢٢ / ٤٤٤.

٣١٩

محمد ابن العلّاف ، وأبا القاسم عليّ بن أحمد بن بيان ، وأبا عليّ محمد بن سعيد ابن نبهان ، وروى عنهم.

سمع منه القاضي عمر بن أبي الحسن الدّمشقي وغيره ، وكان يتولّى بعض خدم الدّيوان العزيز مجّده الله.

أنبأنا القاضي أبو المحاسن القرشي ، قال : أخبرنا أبو القاسم عمر بن ثابت ابن الشّمحل ، قال : أخبرنا أبو الحسن عليّ بن محمد ابن العلّاف ، قال : أخبرنا أبو الحسن عليّ بن أحمد الحمّامي ، قال : حدثنا جعفر بن نصير الخلدي ، قال : حدثنا الحارث بن محمد بن أبي أسامة ، قال : حدثنا يزيد بن هارون ، قال : حدثنا إسماعيل بن أبي خالد ، عن قيس بن أبي حازم ، عن أبي مسعود الأنصاري ، قال : أشار رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم نحو اليمن فقال : «الإيمان هاهنا ، ألا وإنّ القسوة وغلظ القلوب في الفدّادين أصحاب الإبل حيث يطلع قرن الشّيطان في ربيعة ومضر» (١).

قال القرشي : وتوفي عمر ابن الشّمحل يوم الأحد ثاني عشر ذي الحجة سنة إحدى وستين وخمس مئة.

وقال أبو الفضل أحمد بن شافع في «تاريخه» : توفي ليلة الاثنين ثالث عشر الشّهر المذكور ، ودفن بباب حرب.

٢١٤٦ ـ عمر بن ثابت بن عليّ بن أحمد بن هجرس التّغلبيّ ، أبو حفص المقرئ التّكريتيّ.

من شيوخ القاضي عمر القرشي الذين سمع منهم ، ذكره في «معجمه» هكذا.

__________________

(١) حديث قيس بن أبي حازم عن أبي مسعود البدري في الصحيحين : البخاري في بدء الخلق ٤ / ١٥٥ (٣٣٠٢) ، وفي مناقب قريش ٤ / ٢١٧ (٣٤٩٨) ، وفي المغازي ٥ / ٢١٩ (٤٣٨٧) ، وفي الطلاق ٧ / ٦٨ (٥٣٠٣) ، ومسلم في الإيمان ١ / ٥١ (٥١).

٣٢٠