ذيل تأريخ مدينة السلام - ج ٤

أبي عبد الله محمّد بن سعيد بن الدبيثي

ذيل تأريخ مدينة السلام - ج ٤

المؤلف:

أبي عبد الله محمّد بن سعيد بن الدبيثي


المحقق: الدكتور بشار عوّاد معروف
الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: دار الغرب الإسلامي ـ بيروت
الطبعة: ١
الصفحات: ٦٤٦

٢١٠٤ ـ عبد المحسن (١) بن أحمد بن الحسين الدّقّاق ، واسمه طاوس وهو المشهور من اسمه.

وقد ذكرناه في حرف الطّاء ، وأعدنا ذكره هاهنا جمعا بين الاسمين ، والله الموفق (٢).

٢١٠٥ ـ عبد المحسن (٣) بن عبد الله بن أحمد بن محمد بن عبد القاهر ، أبو القاسم بن أبي الفضل بن أبي نصر المعروف بابن الطّوسي.

من أهل الموصل ، وخطيب الجامع العتيق بها ، هو وأبوه وجده ، ومن بيت العدالة والرّواية والتّحديث ، وتقدّم ذكرنا لأبيه (٤).

سمع بالموصل أباه ، وعمّه أبا محمد عبد الرحمن ، والقاضي أبا عبد الله الحسين بن نصر بن خميس ، وغيرهم.

__________________

(١) ترجمه ابن نقطة في إكمال الإكمال ٢ / ٢٥٣ ، والمنذري في التكملة ٢ / الترجمة ١٢٩٣ ، والذهبي في تاريخ الإسلام ١٣ / ٢٣٩ ، والمشتبه ٢٣٥ ، وابن ناصر الدين في توضيح المشتبه ٣ / ٢٣٢ ، وابن حجر في تبصير المنتبه ١ / ٤٣٩.

(٢) هذا الاسم في القسم الساقط من مجلد باريس ، ولم نذكره هناك لأن الذهبي لم يختره في المختصر المحتاج ، ولأنه أعاده هنا ، وقد نقل الزكي المنذري زبدة الترجمة في التكملة ، فقال في وفيات سنة ٦١٠ : «وفي غرة جمادى الأولى توفي الشيخ أبو الحسن طاووس بن أحمد بن الحسين البغدادي الأزجي الصوفي الدقاق ، ببغداد ، ودفن بباب حرب. ومولده في سنة تسع وثلاثين وخمس مئة. حفظ القرآن الكريم ، وسمع من أبي المعمّر عبد الله بن سعد المعروف بخزيفة ، ومن أبي طالب المبارك بن عليّ بن خضير ، وغيرهما. وحدث. وكان يسمي نفسه عبد المحسن طاووسا ، وكان الغالب عليه الذي لا يعرف إلا به هو طاووس.

والحسن : بضم الحاء وتسكين السين المهملتين».

(٣) ترجمه تلميذه عز الدين ابن الأثير في الكامل ١٢ / ٤٤٨ ، والمنذري في التكملة ٣ / الترجمة ٢٠٢٣ ، والذهبي في تاريخ الإسلام ١٣ / ٧١٢ ، والمختصر المحتاج ٣ / ٨٨ ، وابن تغري بردي في النجوم ٦ / ٢٦٣ ، وابن العماد في الشذرات ٤ / ١٦٢.

(٤) الترجمة ١٦٢٠.

٢٨١

قدم بغداد في سنة خمسين وخمس مئة ، وسمع بها من أبي الكرم المبارك ابن الحسن ابن الشّهرزوري المقرئ ، وعاد إلى بلده ، وحدّث عنه. ثم قدم علينا بغداد حاجا في سنة عشر وست مئة ، فكتبنا عنه ونعم الشّيخ كان.

قرأت على أبي القاسم عبد المحسن بن عبد الله ابن الطّوسي ببغداد بالجانب الغربي من أصل سماعه ، قلت له : أخبركم أبو الكرم المبارك بن الحسن ابن أحمد المقرئ قراءة عليه وأنت تسمع ببغداد في رمضان سنة خمسين وخمس مئة ، فأقرّ بذلك وعرفه ، قال : أخبرنا أبو محمد رزق الله بن عبد الوهّاب بن عبد العزيز التّميمي قراءة عليه ، قال : أخبرنا أبو عمر عبد الواحد بن محمد بن مهدي ، قال : أخبرنا أبو عبد الله محمد بن مخلد العطّار ، قال : حدثنا طاهر بن خالد بن نزار ، قال : حدثنا أبي ، قال : أخبرني إبراهيم بن طهمان ، عن قتادة ، عن خلاس بن عمرو ، عن أبي رافع ، عن أبي هريرة ، أنّه قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «من قام ليلة القدر إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدّم من ذنبه» (١).

أنشدنا أبو القاسم عبد المحسن بن أبي الفضل الخطيب ببغداد من حفظه ، قال : أنشدني أبو الفضل عبد الله بالموصل ، قال : أنشدني أبي أبو نصر أحمد ، قال : أنشدنا الشّيخ أبو إسحاق إبراهيم بن عليّ بن يوسف الشّيرازي رحمه‌الله لنفسه :

سألت النّاس عن خلّ وفيّ

فقالوا : ما إلى هذا سبيل

تمسّك إن ظفرت بودّ حرّ

فإنّ الحرّ في الدّنيا قليل

سألت عبد المحسن ابن الطّوسي عن مولده ، فقال : ولدت في ليلة الثّلاثاء عاشر رجب سنة ثمان وثلاثين وخمس مئة بالموصل (٢).

__________________

(١) إسناده صحيح رجاله ثقات ، لكنه غريب جدا من حديث أبي رافع عن أبي هريرة ، ولم أقف عليه من هذا الوجه في كتاب معتبر. والحديث في صحيح البخاري من حديث أبي سلمة عن أبي هريرة ٣ / ٣٣ (١٩٠١) ، ومن حديث الأعرج عن أبي هريرة ١ / ١٥ (٣٥).

(٢) لم يذكر المؤلف وفاته لتأخرها عن النشرة الأخيرة لكتابه ، وهي أوائل سنة ٦٢١ ، فقد توفي

٢٨٢

٢١٠٦ ـ عبد المحسن (١) بن أبي العميد ـ وسألته عن اسمه فقال : فرامرز ـ بن خالد بن عبد الغفّار بن إسماعيل بن أحمد الخفيفيّ ، أبو طالب الفقيه الصّوفي.

من أهل أبهر زنجان.

تفقه بهمذان على مذهب الشافعي على أبي القاسم عبد الله بن حيدر القزويني. وقدم بغداد في سنة ثمان وسبعين وخمس مئة ، وتفقه بها على الفخر محمد بن أبي علي النّوقاني ، وعلّق عنه تعليقة فيما ذكر لي. وسمع ببلده الحديث من أبي الفتوح عبد الكافي بن عبد الغفّار الخطيب ، وبهمذان من أبي المحاسن عبد الرّزّاق بن إسماعيل القومساني ، وبأصبهان من الحافظ أبي موسى محمد بن عمر المديني ولبس منه خرقة التّصوف ، وببغداد أبا الفضل بن شامل وأبا السّعادات ابن زريق ، وبدمشق أبا محمد عبد الرّحمن بن عليّ الخرقي ، وبمصر أبا القاسم هبة الله بن سعود البوصيري وفاطمة بنت سعد الخير الأنصاري ، وبالإسكندرية أبا عبد الله محمد بن عبد الرحمن الحضرمي وغيرهم.

وعاد إلى بغداد ، وأقام برباط الخليفة ـ خلّد الله ملكه ـ بالجانب الغربي على دجلة سنين ، وأمّ فيه بالجماعة في أوقات الصّلوات. وأكثر الحجّ ، وداوم الصّوم ، ولم يزل على طريقة حميدة وسيرة جميلة.

__________________

في ربيع الأول من سنة ٦٢٢ كما في مصادر ترجمته.

(١) ترجمه المنذري في التكملة ٣ / الترجمة ٢١٤٧ ، والذهبي في تاريخ الإسلام ١٣ / ٧٧٤ ، وسير أعلام النبلاء ٢٢ / ٢٥٩ ، والعبر ٥ / ٩٩ ، والمختصر المحتاج ٣ / ٨٨ ، والصفدي في الوافي ١٩ / ١٣٧ ، والسبكي في طبقاته الكبرى ٨ / ٣١٤ ، والفاسي في العقد الثمين ٥ / ٤٩٣. وذكره القرشي في الجواهر المضيئة ١ / ٣٢٩ حين ظنه حنفيا ، تصحفت عليه «الخفيفي» إلى «الحنفي» كما بينه التميمي في الطبقات السنية.

٢٨٣

حدّث ببغداد ، ومكة والمدينة شرّفهما الله ، وبالبصرة ، وغيرها من البلاد.

وسألته عن مولده ، فقال : ولدت يوم الأربعاء ثالث عشري رجب سنة ست وخمسين وخمس مئة بأبهر (١).

* * *

ذكر من اسمه عبد المنعم

٢١٠٧ ـ عبد المنعم (٢) بن محمد بن طاهر بن سعيد بن فضل الله بن أبي الخير الميهنيّ ، وميهنة : بلدة قريبة من نيسابور ، أبو الفضائل بن أبي البركات بن أبي الفتح بن أبي طاهر بن أبي سعيد الصّوفيّ.

الشيخ الصّالح ، من بيت التّصوّف والتّقدّم وخدمة الفقراء ، هو وأبوه وجده وسلفه كلّهم ، وهم مشهورون بين أهل الطّريقة ، مقدّمون في كلّ موضع.

وأبو الفضائل هذا والد محمد وأحمد اللّذين قدّمنا ذكرهما (٣) ، ويقال : اسمه المفضّل أيضا ، وسنذكره في حرف الميم جمعا بين القولين.

سمع أباه أبا البركات ، وحجّة الإسلام أبا حامد محمد بن محمد الغزّالي ، وأبا الفتح عبيد الله بن محمد الهشامي المروزي ، وغيرهم. وقدم بغداد ، واستوطنها إلى حين وفاته ، وسكن رباط ابن المحلبان المعروف برباط البسطامي بالجانب الغربي على دجلة ، وخدم فيه الفقراء ، وروى بها الحديث.

__________________

(١) وذكر المنذري أنه توفي ليلة السابع من صفر سنة ٦٢٤ بمكة المكرمة ، ودفن بالمعلى.

(٢) ترجمه ابن النجار في التاريخ المجدد ١ / ١٧٧ ، والذهبي في تاريخ الإسلام ١٢ / ٣٣٩ ، والمختصر المحتاج ٣ / ٨٩.

(٣) ترجمة محمد في المجلد الأول برقم ٢٩٧ ، وترجمة أحمد في المجلد الثاني برقم ٧٥٣.

٢٨٤

سمع منه ابناه أبو البركات محمد ، وأبو الفضل أحمد ، وإبراهيم بن محمود ابن الشّعّار ، والشّريف عليّ الزّيدي وأخوه عمر ، وأحمد بن هبة الله الزّاهد وغيرهم. وروى لنا عنه ابنه أحمد وعمر ابن أحمد العلوي.

قرأت على أبي الفضل أحمد بن عبد المنعم بن محمد الصّوفي ، قلت له : أخبركم والدك أبو الفضائل عبد المنعم بن محمد قراءة عليه وأنت تسمع ، فأقرّ به ، قال : أخبرنا الحاكم أبو الفتح عبيد الله بن محمد بن أردشير الهشاميّ قراءة عليه وأنا أسمع بمرو ، قال : أخبرنا جدّي أردشير بن محمد ، قال : أخبرنا أبو محمد الحسن بن محمد بن حليم المروزي ، قال : أخبرنا أبو الموجه محمد بن عمرو الفزاري ، قال : أخبرنا أحمد بن يونس ، قال : حدثنا زهير ، عن عاصم بن عبيد الله ، عن عبد الله بن عامر بن ربيعة ، عن أبيه ، عن عمر بن الخطّاب ، أنّ النّبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : «تابعوا بين الحجّ والعمرة ، فإنهما ينفيان الفقر والذّنوب كما ينفي الكير خبث الحديد» (١).

قال أبو الفرج صدقة بن الحسين الفرضي في «تاريخه» : ومات أبو الفضائل شيخ رباط البسطامي في يوم الجمعة ثالث عشر محرم سنة خمس وستين وخمس مئة ، وقت الصّلاة ، وصلّي عليه بقية يومه ، ودفن بعد المغرب ، وكانت الصّلاة عليه بجامع ابن بهليقا. وكان له سماع بالحديث وعمره ثمان وسبعون سنة. آخر كلام صدقة.

قلت : ودفن بمقبرة الشّونيزي في صفّة الجنيد مقابل قبر الجنيد ، رحمه‌الله وإيانا.

٢١٠٨ ـ عبد المنعم (٢) بن عبد الله بن محمد بن الفضل بن أحمد

__________________

(١) حديث صحيح ، وهذا إسناد ضعيف ، تقدم الكلام عليه وتخريجه في الترجمة ٧٥٣.

(٢) ترجمه ابن النجار في التاريخ المجدد ١ / ١٥٦ (وهو في المستفاد ، الترجمة ١٣٠) ، والمنذري في التكملة ١ / الترجمة ١٤٨ ، والنعال في مشيخته ١٠٧ ـ ١٠٨ ، والذهبي في

٢٨٥

الصّاعديّ ، أبو المعالي بن أبي البركات بن أبي عبد الله بن أبي مسعود الفراويّ الأصل النّيسابوريّ المولد والدار.

الشيخ الثّقة المحدّث ابن الشّيخ الثّقة المحدّث ابن الشّيخ الثّقة المحدّث ، من بيت مشهور بالعدالة والتّزكية ، ورواية الحديث.

سمع ببلده أبا نصر عبد الرّحيم بن عبد الكريم بن هوازن القشيري ، وعبد الغفّار بن محمد الشّيرويي ، وأبا الفضل العباس بن أبي العباس الشّقّاني ، وجده أبا عبد الله الفراوي ، وأباه أبا البركات ، وغيرهم ، وحدّث عنهم.

قدم بغداد حاجا في سنة تسع وسبعين وخمس مئة ، وحدّث بها قبل حجّه وبعد عوده ، وكنت حاجا في تلك السّنة ، فسمعت منه بمكة والمدينة شرّفهما الله وبالطّريق.

قرأت على أبي المعالي عبد المنعم بن عبد الله بن محمد النّيسابوري بمسجد رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، قلت له : أخبركم أبو بكر عبد الغفّار بن محمد بن الحسين الشّيرويي التّاجر قراءة عليه وأنت تسمع بنيسابور في شهر رمضان سنة اثنتين وخمس مئة ، فأقرّ بذلك ، قال : أخبرنا أبو بكر أحمد بن الحسن بن أحمد الحيري قراءة عليه ، قال : حدثنا أبو العبّاس محمد بن يعقوب بن يوسف الأصم ، قال : حدثنا أبو يحيى زكريا بن يحيى المروزي ، قال : حدثنا سفيان بن عيينة ، عن الزّهري ، عن أنس بن مالك ، قال : قال رجل : يا رسول الله ، متى السّاعة؟ قال : «ما أعددت لها؟» فلم يذكر كبيرا إلا أنّه يحبّ الله ورسوله ، فقال : «أنت مع من أحببت» (١).

__________________

تاريخ الإسلام ١٢ / ٨٣٥ ، وسير أعلام النبلاء ٢١ / ١٧٩ ، والعبر ٤ / ٢٦٢ ، ودول الإسلام ٢ / ٧٣ ، واليافعي في مرآة الجنان ٣ / ٤٣٣ ، وابن تغري بردي في النجوم ٦ / ١١٦ ، وابن العماد في الشذرات ٤ / ٢٨٩.

(١) حديث صحيح تقدم تخريجه في الترجمة ١٥٥٣ ، وتكرر في الترجمة ٢٠٥٢.

٢٨٦

سألت أبا المعالي ابن الفراوي عن مولده ، فقال : ولدت في شهر ربيع الأوّل سنة سبع وتسعين وأربع مئة.

وبلغنا أنّه توفي بنيسابور في شعبان سنة سبع وثمانين وخمس مئة.

٢١٠٩ ـ عبد المنعم (١) بن عبد الوهّاب بن سعد بن صدقة بن الخضر ابن كليب ، أبو الفرج بن أبي الفتح الحرّانيّ الأصل البغداديّ المولد والدّار التاجر.

كان يسكن درب الآجر.

شيخ حسن ، عمّر وأسنّ حتى انفرد بالرّواية عن جماعة من الشّيوخ سماعا وإجازة وألحق الصّغار بالكبار في علو الإسناد.

سمع أبا القاسم عليّ بن أحمد بن بيان ، وأبا بكر أحمد بن عليّ بن بدران الحلواني ، وأبا عليّ محمد بن سعيد بن نبهان الكاتب ، وأبا الخير المبارك بن الحسين الغسّال ، وأبا منصور محمد بن أحمد بن حمد الخازن ، وأبا طالب الحسين بن محمد الزّينبي. ومن الغرباء : أبا عثمان إسماعيل بن محمد بن ملّة الأصبهاني ، وأبا العلاء صاعد بن سيّار الإسحاقي الهرويّ. وانفرد بالرّواية عن هؤلاء في الدّنيا. وكان سماعه صحيحا ، وروايته مستقيمة ، وذهنه وحواسّه إلى أن مات صحيحة. سمعنا منه الكثير ، ونعم الشيخ كان.

__________________

(١) ترجمه ابن نقطة في التقييد ٣٧٧ ، وابن الأثير في الكامل ١٢ / ١٥٩ ، وابن النجار في التاريخ المجدد ١ / ١٦٦ ، والمنذري في التكملة ١ / الترجمة ٥٢٣ ، وأبو شامة في ذيل الروضتين ١١ ، وابن الساعي في الجامع المختصر ٩ / ٢٦ ، وابن خلكان في وفيات الأعيان ٣ / ٢٢٧ ، والذهبي في تاريخ الإسلام ١٢ / ١٠٨٠ ، وسير أعلام النبلاء ٢١ / ٢٥٨ ، والمختصر المحتاج ٣ / ٩٠ ، ودول الإسلام ٢ / ٧٨ ، والعبر ٤ / ٢٩٣ ، والصفدي في الوافي ١٩ / ٢٢٢ ، وابن كثير في البداية ١٣ / ٢٣ ، والأشرف الغساني في العسجد المسبوك ٢٥٩ ، والعيني في عقد الجمان ١٧ / الورقة ٢٤١ ، وابن تغري بردي في النجوم ٦ / ١٥٩ ، وابن العماد في الشذرات ٤ / ٣٢٧.

٢٨٧

قرأت على أبي الفرج عبد المنعم بن عبد الوهّاب بن كليب وابني أبو المعالي سعيد يسمع ، قلت له : أخبركم أبو القاسم عليّ بن أحمد بن محمد بن بيان الرّزّاز قراءة عليه وأنت تسمع في شهر ربيع الآخر سنة ست وخمس مئة ، فأقرّ بذلك ، قال : أخبرنا أبو الحسن محمد بن محمد بن محمد بن مخلد البزّاز قراءة عليه وأنا أسمع ، قال : أخبرنا أبو عليّ إسماعيل بن محمد بن إسماعيل الصّفّار ، قال : أخبرنا أبو عليّ الحسن بن عرفة بن يزيد العبدي ، قال : حدثنا أبو النّضر هاشم بن القاسم ، عن سليمان بن المغيرة ، عن ثابت ، عن أنس ، قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «آتي يوم القيامة باب الجنّة فاستفتح فيقول الخازن : من أنت؟ فأقول : محمد ، فيقول : بك أمرت أن لا أفتح لأحد قبلك».

قلت : تفرّد بإخراجه مسلم ، فرواه عن عمرو النّاقد والحسن بن عليّ الحلواني (١) ، كليهما عن أبي النّضر (٢).

وأخبرنا أبو الفرج عبد المنعم بن عبد الوهّاب قراءة عليه ونحن نسمع ، قيل له : أخبركم أبو عليّ محمد بن سعيد بن إبراهيم بن نبهان الكاتب قراءة عليه وأنت تسمع في سنة تسع وخمس مئة ، فأقرّ به ، قال : أخبرنا أبو عليّ الحسن بن أحمد بن إبراهيم بن شاذان البزّاز قراءة عليه وأنا أسمع ، قال : أخبرنا أبو بكر محمد بن الحسن بن مقسم ، قال : حدثنا أبو العبّاس أحمد بن يحيى ثعلب (٣) ، قال : أنشدني عبد الله بن شبيب ، قال : أنشدني محمد بن الحسن العقيلي رحمه‌الله :

ما استضحك الحسن إلا من نواحيك

ولا اغتذى الطّيب إلا من تراقيك

__________________

(١) هكذا في النسختين ، وهو غلط محض ، فمسلم يرويه عن عمرو الناقد وزهير بن حرب ، كما في صحيح مسلم (١٩٧) ، وتحفة الأشراف ١ / ٩٢ ، حديث رقم ٤١٤ (بتحقيقنا).

(٢) حديث صحيح تقدم تخريجه في الترجمة ٢٣ ، وتكرر في التراجم ٣٥٨ و ٥٨٦ و ١٣٤١ و ١٦٥٨.

(٣) في الأصلين : «بن ثعلب» خطأ بيّن.

٢٨٨

عن مقلتيك رأينا السّحر مبتسما

دهرا كما ابتسم المرجان من فيك

يا بهجة الشّمس ردّي غير صاغرة

عليّ قلبا ثوى رهنا بحبّيك

ما استحسنت مقلتي شيئا فأعجبها

إلا رأيت الذي استحسنته فيك

إذ منك يبتسم الإقبال عن غصن

لدن ويضحك عن دعص يواليك

سألت أبا الفرج بن كليب عن مولده ، فقال : في صفر سنة خمس مئة.

وتوفي ليلة الاثنين سابع عشري شهر ربيع الأوّل سنة ست وتسعين وخمس مئة ، وصلّي عليه يوم الاثنين ، وحمل إلى مقبرة باب حرب ، فدفن عند أبيه وأهله ، رحمه‌الله وإيانا.

٢١١٠ ـ عبد المنعم (١) بن هبة الكريم بن خلف البيّع ، أبو الفضل ، يعرف بابن الحنبلي.

من أهل سوق الثّلاثاء.

سمع أبا الفضل محمد بن عمر بن يوسف الأرموي ، وروى عنه. سمع منه أصحابنا ، وما اتفق لي منه سماع ، وقد رأيته ، وأجاز لي.

أخبرنا أبو الفضل عبد المنعم بن هبة الكريم فيما أذن لنا أن نرويه عنه ، قال : أخبرنا أبو الفضل محمد بن عمر بن يوسف الأرموي قراءة عليه وأنا أسمع.

قلت : وأخبرناه أبو محمد إسماعيل بن سعد الله بن محمد البزّاز بقراءتي عليه ، قلت له : أخبركم أبو الفضل محمد بن عمر الأرموي قراءة عليه وأنت تسمع ، فأقرّ به ، قال : أخبرنا أبو القاسم عليّ بن أحمد بن محمد ابن البسري قراءة عليه ، قال : أخبرنا أبو أحمد عبيد الله بن محمد بن أبي مسلم الفرضي ، قال : حدثنا أبو بكر محمد بن جعفر الصّيرفي ، قال : حدثنا بشر بن مطر ، قال : حدثنا سفيان بن عيينة ، عن الزّهري ، عن أبي بكر بن عبد الرحمن بن الحارث ،

__________________

(١) ترجمه ابن النجار في التاريخ المجدد ١ / ١٨٠ ، والمنذري في التكملة ٢ / الترجمة ٨٤٠ ، والذهبي في تاريخ الإسلام ١٢ / ١٢١٩ ، والمختصر المحتاج ٣ / ٩٢.

٢٨٩

عن أبي مسعود ، أنّ النّبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم نهى عن ثمن الكلب ومهر البغيّ وحلوان الكاهن (١).

بلغني أنّ عبد المنعم ابن الحنبلي قال : مولدي في ربيع الأوّل سنة خمس وثلاثين وخمس مئة.

وتوفي في العشر الأخر من ذي القعدة من سنة ست مئة (٢).

٢١١١ ـ عبد المنعم (٣) بن يحيى بن أحمد بن عبيد الله بن هبة الله ، أبو محمد بن أبي المعمّر.

من ساكني درب الأعراب بباب الأزج ، أخو أحمد وزيد اللذين قدمنا ذكرهما (٤) ، وهذا الأوسط.

سمع أبا الفاضل محمد بن ناصر البغدادي ، وأبا الوقت السّجزي ، وطبقتهما. وروى شيئا يسيرا فيما بلغني ، والله أعلم.

توفي في ثامن عشر ذي القعدة سنة ست مئة يوم أحد ، ودفن بباب حرب ، رحمه‌الله وإيانا.

٢١١٢ ـ عبد المنعم (٥) بن عليّ بن نصر ابن الصّيقل الحرّانيّ ،

__________________

(١) حديث صحيح تقدم تخريجه في الترجمة ١١١١.

(٢) ذكر ابن النجار أنه توفي يوم السبت الرابع والعشرين من ذي القعدة من السنة.

(٣) ترجمه ابن النجار في التاريخ المجدد ١ / ١٨٠ ، والمنذري في التكملة ٢ / الترجمة ٤٣٦ ، والذهبي في تاريخ الإسلام ١٢ / ١٢١٩.

(٤) تقدمت ترجمة أحمد في المجلد الثاني برقم ٩١٨ ، وترجمة زيد في المجلد الثالث برقم ١٤٤٦.

(٥) ترجمه ابن النجار في التاريخ المجدد ١ / ١٧٢ ، وسبط ابن الجوزي في مرآة الزمان ٨ / ٥٢٤ ، والمنذري في التكملة ٢ / ٨٧٣ ، وأبو شامة في ذيل الروضتين ٥١ ، وابن الساعي في الجامع المختصر ٣ / ٩٢ ، والذهبي في تاريخ الإسلام ١٣ / ٣٨ ، والعبر ٥ / ٢ ، والمختصر المحتاج ٣ / ٩٢ ، وابن رجب في الذيل على طبقات الحنابلة ٢ / ٣٦ ، والعيني في عقد الجمان ١٧ / الورقة ٢٨١ ، وابن تغري بردي في النجوم ٦ / ١٨٧ ، وابن العماد في الشذرات ٥ / ٣ ، والقنّوجي في التاج المكلل ٢١٧.

٢٩٠

أبو محمد.

قدم بغداد فيما ذكر لي أوّل قدومه في سنة ثمان وسبعين وخمس مئة ، وتفقه بها على مذهب أبي عبد الله أحمد بن حنبل رحمه‌الله على أبي الفتح ابن المنّيّ ، وسمع بها من أبي الفتح بن شاتيل ، وأبي السّعادات القزّاز ، ومن بعدهما. وعاد إلى بلده وأقام مدة ثم قدمها قبل وفاته بقليل ، وسكن درب نصير ، ووعظ ، وروى شيئا قليلا.

وتوفي بها في يوم الخميس سادس عشر شهر ربيع الأوّل سنة إحدى وست مئة ، ودفن يوم الجمعة بالجانب الغربي بمقبرة باب حرب ، رحمه‌الله وإيانا.

٢١١٣ ـ عبد المنعم (١) بن عبد العزيز ابن النّطرونيّ ، أبو الفضل المالكيّ.

من أهل الإسكندرية.

قدم بغداد ، واستوطنها ، وتوفي بها. وكان فيه فضل ، وله شعر حسن. ورد بغداد مسترفدا على عادة الشّعراء فمدح الخدمة الشّريفة الإمامية النّاصرية ـ خلّد الله ملكها ـ بقصائد وأنعم عليه بجوائز ، وتعلّق بخدمة الديوان العزيز ، مجّده الله ، وولي رباطا بالجانب الغربي يعرف برباط العميد شيخا للصّوفية الذين به وناظرا في وقفه.

وفي سنة ست وتسعين وخمس مئة ورد إلى الدّيوان العزيز أجلّه الله رسولا من يحيى بن غانية المايرقي الدّاعي إلى الدّولة القاهرة العبّاسية ، ثبّتها الله ، بالمغرب ، وقضيت أشغاله ، ونفّذ عبد المنعم هذا معه من الدّيوان العزيز بعد أن

__________________

(١) ترجمه ابن الأثير في الكامل ١٢ / ٢٥٨ ، وابن النجار في تاريخه المجدد ١ / ١٥٨ ، (وهو في المستفاد للدمياطي ، الترجمة ١٣١) ، والمنذري في التكملة ٢ / الترجمة ٩٦٤ ، وابن الساعي في الجامع المختصر ٩ / ٢١٠ ، والصفدي في الوافي ١٩ / ٢٢٠ ، وابن شاكر في فوات الوفيات ٢ / ٤٠٥ ، والأشرف الغساني في العسجد المسبوك ٣١٣.

٢٩١

شرّف بخلع عليه وأعطي كراعا ورحلا يصحبه.

وتوجه بطريق الشّام ومصر فكانت سفرته إلى أن عاد ثلاث سنين وشهورا.

ولما وصل إلى بغداد رتّب ناظرا في أوقاف المارستان العضدي ، فكان على ذلك إلى أن توفي في ليلة السّبت خامس جمادى الآخرة سنة ثلاث وست مئة بالجانب الغربي ، وصلّي عليه بجامع ابن المطّلب ، ودفن بمقبرة الشّونيزي ، رحمه‌الله وإيانا.

٢١١٤ ـ عبد المنعم (١) بن عمر بن حسّان الغسّانيّ ، أبو الفضل المغربيّ.

من أهل الأندلس ، من أهل قرية يقال لها : جليانة من قرى غرناطة.

كان صاحب رياضة وحكمة ، وله معرفة بالطّبّ وتصانيف في علم الرياضات والتّشريح ، وله شعر حسن.

قدم بغداد قافلا من الحجّ في صفر سنة إحدى وست مئة ، ونزل بالمدرسة النّظامية ، ولقيناه بها ، وكتبنا عنه أقطاعا من شعره.

أنشدنا أبو الفضل عبد المنعم بن عمر المغربي ببغداد لنفسه :

عجبت لحظوة حصلت لقوم

تعاف سلوكهم همم الرّجال

لهم زيّ وألقاب عظام

وهم في الجدّ من همج الرّذال

ونالوا ما أرادوا بالدّعاوى

كما نال المبرّز في الخصال

__________________

(١) ترجمه ياقوت الحموي في «جليانة» من معجم البلدان ٢ / ١٥٧ ، وابن النجار في التاريخ المجدد ١ / ١٧٤ ، وابن الأبار في التكملة لكتاب الصلة ٣ / ١٢٩ ، وابن الشعار في قلائد الجمان ٤ / الورقة ١٢٧ ، وابن أبي أصيبعة في عيون الأنباء ٦٣٠ ، والذهبي في تاريخ الإسلام ١٣ / ٧٨ و ٢٥٩ ، وسير أعلام النبلاء ٢١ / ٤٧٦ ، والمختار من تاريخ ابن الجزري ٨٩ ، والصفدي في الوافي ١٩ / ٢٢٤ ، وابن شاكر في فوات الوفيات ٢ / ٤٠٧ ، والمقري في نفح الطيب ٢ / ٦٥٤.

٢٩٢

فقد ضاع اجتهاد أخي التحري

إذا حصل التّقدّم بالمحال

وأنشدنا أيضا لنفسه :

قالوا نراك عن الأكابر تعرض

وسواك زوّار لهم متعرّض

قلت الزيارة للزّمان إضاعة

وإذا مضى وقت فما يتعوّض

إن كان يوما لي إليهم حاجة

فبقدر ما ضمن القضاء يقيّض

سألت عبد المنعم الغسّاني عن مولده ، فقال : ولدت يوم الثّلاثاء سابع محرم سنة إحدى وثلاثين وخمس مئة بقرية يقال لها جليانة من قرى غرناطة بالأندلس.

وخرج عن بغداد في الشّهر الذي قدم فيه إلى دمشق ، حماها الله ، وبلغنا أنّه توفي بها (١). رحمه‌الله وإيانا.

٢١١٥ ـ عبد المنعم (٢) بن عبد الرّحيم بن محمد بن محمد بن الحسين ابن الفرّاء ، أبو طالب بن أبي محمد.

وقد تقدّم ذكرنا لأبيه (٣) وأخيه عبد الرّحمن (٤).

وعبد المنعم هذا سمع أباه ، ومن بعده كأبي القاسم بن بوش ، وأبي منصور بن حمدوية ، وأبي محمد ابن الصّابوني ، وأبي الفرج بن كليب وغيرهم.

ولم يبلغ أوان الرّواية لأنّه توفي شابا في يوم الأربعاء ثاني عشر جمادى

__________________

(١) لم يذكر المؤلف وفاته لعدم وقوفه عليها ، وقد ذكر ابن النجار وتبعه الصفدي أنه توفي في ذي القعدة من سنة ٦٠٢. وذكر القوصي في معجمه أنّه توفي في ذي الحجة سنة ثلاث ، وذكر ابن الأبار أنه توفي سنة ثلاث وست مئة أو نحوها فيما بلغه. وترجمه الذهبي في وفيات سنة ٦٠٣ من تاريخ الإسلام ، وذكره في المتوفين على التقريب من أصحاب الطبقة الحادية والستين ، والأرجح ما ذكره ابن النجار ومن تبعه ، والله أعلم.

(٢) ترجمه ابن النجار في تاريخه ١ / ١٥٧ ، والمنذري في التكملة ٢ / الترجمة ١٠١٦.

(٣) الترجمة ١٨٧٩.

(٤) الترجمة ١٨١٣.

٢٩٣

الأولى سنة أربع وست مئة ، ودفن بباب حرب ، رحمه‌الله وإيانا.

٢١١٦ ـ عبد المنعم (١) بن محمد بن الحسين بن سليمان ، أبو محمد ابن أبي نصر ، الفقيه الحنبليّ.

من أهل باجسرا أحد قرى السّواد.

سكن بغداد ، وتفقه بها على أبي الفتح ابن المنّي ، وحصل له طرف حسن من معرفة المذهب والخلاف ، وتكلّم في المسائل ، ودرّس في مسجد شيخه ابن المنّي بعد وفاته.

وشهد عند قاضي القضاة أبي الفضائل القاسم بن يحيى ابن الشّهرزوري يوم الثلاثاء حادي عشري شهر ربيع الأول سنة ست وتسعين وخمس مئة ، وزكّاه العدلان أبو نصر أحمد بن صدقة بن زهير وأبو العباس أحمد بن عليّ ابن المهتدي بالله الخطيب.

وسمع من الكاتبة شهدة بنت أحمد بن الفرج الإبري وغيرها. كتبت عنه أحاديث يسيرة.

قرأت على أبي محمد عبد المنعم بن محمد الباجسرائيّ ، قلت له : أخبرتكم الكاتبة فخر النّساء شهدة بنت أحمد بن الفرج قراءة عليها وأنت تسمع ، فأقرّ به ، قالت : أخبرنا النّقيب أبو الفوارس طراد بن محمد بن عليّ الزّينبي ، قال : أخبرنا أبو الحسين عليّ بن محمد بن بشران ، قال : أخبرنا أبو الحسين أحمد بن محمد بن جعفر الجوزي ، قال : أخبرنا أبو بكر عبد الله بن محمد بن أبي الدّنيا ، قال : حدثنا أبو خيثمة ، قال : حدثنا معاذ بن معاذ ، قال : حدثنا محمد

__________________

(١) ترجمه ابن النجار في التاريخ المجدد ١ / ١٧٦ ، والمنذري في التكملة ٢ / الترجمة ١٤٠٣ ، والذهبي في تاريخ الإسلام ١٣ / ٣٤٤ ، والصفدي في الوافي ١٩ / ٢٢٧ ، وابن رجب في الذيل على طبقات الحنابلة ٢ / ٨٦ ، وابن العماد في الشذرات ٥ / ٥١ ، والقنوجي في التاج المكلل ٢٢٤.

٢٩٤

ابن عمرو ، عن أبي سلمة ، عن ابن عمر ، عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : «كلّ مسكر خمر وكل مسكر حرام» (١).

سألت عبد المنعم هذا عن مولده ، فقال : في سنة خمسين وخمس مئة تقديرا.

وتوفي يوم الاثنين سابع عشر جمادى الأولى سنة اثنتي عشرة وست مئة ، ودفن يوم الثّلاثاء ثامن عشره بمقبرة باب حرب ، رحمه‌الله وإيانا.

«آخر الجزء الأربعين من الأصل»

* * *

__________________

(١) حديث صحيح ، وهذا إسناد حسن من أجل محمد بن عمرو فهو صدوق حسن الحديث.

أخرجه الطيالسي (١٩١٦) ، وأحمد ٢ / ١٦ و ٢٩ و ٣١ و ١٠٤ ، والترمذي (١٨٦٤) ، وابن ماجة (٣٣٩٠) ، والنسائي ٨ / ٢٩٧ و ٣٢٤ ، وفي الكبرى (٥٠٩٧) و (٥٢١٠) ، وابن الجارود (٨٥٩) ، والطحاوي في شرح المعاني ٤ / ٢١٥ و ٢١٦ ، وأبو يعلى (٥٦٢١) و (٥٦٢٢) ، وابن حبان (٥٣٦٩) ، والدارقطني ٤ / ٢٤٩. قال الترمذي : «هذا حديث حسن. وقد روي عن أبي سلمة عن أبي هريرة عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، وكلاهما صحيح ، رواه غير واحد عن محمد بن عمرو عن أبي سلمة عن أبي هريرة عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم نحوه ، وعن أبي سلمة ، عن ابن عمر ، عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم».

وقد تقدم تخريجه من طريق نافع عن ابن عمر في الترجمة ١٠٥٨ فراجعه.

٢٩٥

ذكر من اسمه عبد القاهر

٢١١٧ ـ عبد القاهر (١) بن الفضل بن سهل بن بشر بن أحمد الأسفرايينيّ الأصل الدّمشقيّ المولد ، أبو المجد بن أبي المعالي بن أبي الفرج ، يعرف والده بالأثير الحلبي.

قدم عبد القاهر هذا بغداد مع أبيه ، واستوطنها ، وحدّثا بها. أما عبد القاهر فروى عن جدّه أبي الفرج سهل ، وكان سماعه منه بدمشق صحيحا. ولكن لم يكن محمود الطّريقة ولا مرضي السّيرة.

سألت عنه شيخنا أبا محمد عبد العزيز بن محمود بن الأخضر فأساء القول فيه وفي أبيه ، وقال : لم أسمع منهما ، وذكر عبد القاهر بما لا تجوز الرّواية عنه معه ، وقال : ومع ذلك أظنّه روى شيئا.

قلت : وقد سمع منه قوم ، ولعلّهم ما علموا من حاله ما علم ابن الأخضر ، والله أعلم.

٢١١٨ ـ عبد القاهر (٢) بن عبد الله بن محمد بن عبد الله بن سعد بن

__________________

(١) ترجمه الذهبي في ميزان الاعتدال ٢ / ٦٤٢ وتبعه ابن حجر في لسان الميزان ٤ / ٤٥.

(٢) ترجمه السمعاني في «السهروردي» من الأنساب ، وصاحبه ابن عساكر في تاريخ دمشق ٣٦ / ٤١٢ ، وابن الجوزي في المنتظم ١٠ / ٢٢٥ ، وياقوت في «سهرورد» من معجم البلدان ٣ / ٢٨٩ ، وابن نقطة في إكمال الإكمال ١ / ٢٤٢ و ٢ / ٥٥٥ ، وابن الأثير في الكامل ١١ / ٣٣٣ ، وفي «السهروردي» من اللباب ، وابن المستوفي في تاريخ إربل ١٠٧ ، وابن خلكان في وفيات الأعيان ٣ / ٢٠٤ ، وابن الفوطي في تلخيص مجمع الآداب ٥ / الترجمة ٧٩٥ ، والذهبي في تاريخ الإسلام ١٢ / ٣٠٠ ، وسير أعلام النبلاء ٢٠ / ٤٧٥ ، والمختصر المحتاج ٣ / ٩٢ ، والعبر ٤ / ١٨١ ، والمشتبه ٥٤ و ٤٠٢ ، والصفدي في الوافي ١٩ / ٤٨ ، واليافعي في مرآة الجنان ٣ / ٣٧٢ ، والسبكي في طبقاته الكبرى ٧ / ١٧٣ ، والإسنوي في طبقاته ٢ / ٦٤ ، وابن كثير في البداية ١٢ / ٢٥٤ ، وابن ناصر الدين في

٢٩٦

الحسين بن القاسم بن النّضر بن القاسم بن سعد بن النّضر بن عبد الرّحمن ابن القاسم بن محمد بن أبي بكر الصّدّيق صاحب رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم وخليفته ، أبو النّجيب.

نقلت نسبه هذا من خطّه. وعبد الله بن سعد جد أبيه ، يكنى أبا جعفر ، ويعرف بعمّوية من أهل سهرورد.

قدم بغداد في صباه في سنة سبع وخمس مئة واستوطنها ، وتفقه بها على مذهب الشّافعي رضي‌الله‌عنه على أسعد بن أبي نصر الميهني وغيره. وسمع بها من أبي عليّ محمد بن سعيد بن نبهان ، وأبي القاسم هبة الله بن محمد بن الحصين ، وأبي القاسم زاهر بن طاهر الشّحّامي النّيسابوري ، والقاضي أبي بكر محمد بن عبد الباقي الأنصاري ، وأبي منصور عبد الرّحمن بن محمد القزّاز ، وأبي القاسم إسماعيل بن أحمد ابن السّمرقندي ، وأبي سعد أحمد بن محمد ابن البغدادي ، وخلق يطول ذكرهم.

وقرأ شيئا من الأدب على أبي الحسن بن أبي زيد الفصيحي النّحوي. وصحب الشّيخ حمّاد بن مسلم الدّبّاس ، وآثر طريق التّصوّف والرياضة والتّفرّد. وحج على التّجريد ، وقصد أحمد بن محمد الغزّالي ، وأقام عنده مدة ، وفتح عليه باب الخير ، وعلّت حاله.

وعاد إلى بغداد ، وتكلّم في الوعظ ، وظهر له القبول الكثير من أهل زمانه ، وكثر له المريدون ، وانتفع به خلق كثير ، ودرّس بالمدرسة النّظامية الفقه ، وظهرت بركته على المتفقّهة. ثم عاد إلى مدرسته ، وتوفّر على التّدريس بها والوعظ ، ولزوم طريقة التّصوّف ، وإملاء الحديث حتّى صار المشار إليه في علم

__________________

توضيح المشتبه ١ / ٣٩٢ و ٥ / ٣٧٣ ، وابن حجر في تبصير المنتبه ١ / ٦٨ و ٢ / ٨١٨ ، وابن قاضي شهبة في طبقات الشافعية ١ / ٣٤٣ ، وابن تغري بردي في النجوم ٥ / ٣٨٠ ، وابن العماد في الشذرات ٤ / ٢٠٨ ، وغيرهم. وأحفاده من عوائل بغداد الكريمة إلى يوم الناس هذا.

٢٩٧

الطّريقة ، والمتوحّد في سلوكها على الحقيقة ، وله في ذلك مصنّفات.

ذكره تاج الإسلام أبو سعد ابن السّمعاني في كتابه ، وذكرناه نحن لأنّ وفاته تأخرت عن وفاته.

وحدثنا عنه جماعة ، وأثنوا عليه ، ووصفوه بما يطول شرحه من العلم والحلم والمداراة وحسن الخلق والرّفق والسّماحة.

أخبرنا القاضي أبو زكريا يحيى بن القاسم الشّافعي بقراءتي عليه ، قلت له : أخبركم الشّيخ أبو النّجيب عبد القاهر بن عبد الله بن محمد السّهروردي قراءة عليه وأنت تسمع ، فأقرّ به ، قال : أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر بن محمد النّيسابوري قراءة عليه وأنا أسمع ، قال : أخبرنا أبو الحسن المؤمّل بن محمد بن عبد الواحد ، قال : أخبرنا أبو عبد الله محمد بن عبد الله الحافظ ، قال : أخبرنا أبو محمد الفاكهيّ بمكة ، قال : حدثنا يحيى بن أبي مرّة المكيّ ، قال : حدثنا أبو عبد الرّحمن المقرئ وعثمان اليماني ، قالا : حدثنا موسى بن عليّ بن رباح ، قال : سمعت أبي يحدّث عن عقبة بن عامر ، أنّ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : «إنّ يوم عرفة ويوم النّحر وأيام التّشريق عيدنا أهل الإسلام ، وهنّ أيام أكل وشرب» (١).

أنشدنا أبو طالب عبد الرّحمن بن محمد بن عبد الله الهاشميّ ، قال : أنشدنا الشّيخ أبو النّجيب السّهروردي في أماليه لنفسه :

أداء الحقوق دليل الكرم

وفي ذاك مرضاة مولى الأمم

__________________

(١) حديث صحيح.

أخرجه ابن أبي شيبة ٣ / ١٠٤ و ٤ / ٢١ ، وأحمد ٤ / ١٥٢ ، والدارمي (١٧٧١) ، وأبو داود (٢٤١٩) ، والترمذي (٧٧٣) ، والنسائي في المجتبى ٥ / ٢٥٢ ، وابن خزيمة (٢١٠٠) ، والطحاوي في شرح مشكل الآثار (٢٩٦٤) ، وفي شرح المعاني ٢ / ٧١ ، وابن حبان (٣٦٠٣) ، والطبراني في الكبير ١٧ / حديث رقم (٨٠٣) ، وفي الأوسط (٣٢٠٩) ، والحاكم ١ / ٤٣٤ ، والبيهقي ٤ / ٢٩٨ ، والبغوي ١٧٩٦ ، وقال الترمذي : حديث عقبة بن عامر حديث حسن صحيح.

٢٩٨

ومن قام لله في خلقه

بحسن الرّعاية حاز النّعم

أنبأنا القاضي عمر بن عليّ القرشي ، قال : ذكر الشيخ أبو النّجيب أنّه ولد في سنة تسعين وأربع مئة بسهرورد. قال : وتوفي ببغداد في ليلة السّبت ثامن عشر جمادى الآخرة سنة ثلاث وستين وخمس مئة ، ودفن من الغد.

وقال صدقة بن الحسين : توفي عشية الجمعة ثامن عشر الشّهر المذكور ، وصلّي عليه يوم السّبت ، ودفن برباطه ، رحمه‌الله وإيانا.

٢١١٩ ـ عبد القاهر (١) بن محمد بن عبد الله بن يحيى ابن الوكيل ، أبو الفتوح بن أبي البركات القاضي ، يعرف بابن الشّطويّ.

من أهل الجانب الغربي ومحلة الكرخ.

شهد أولا عند قاضي القضاة أبي القاسم عليّ بن الحسين الزّينبي فيما أخبرنا أبو عبد الله محمد بن أحمد بن هبة الله النّحويّ قراءة عليه وأنا أسمع في كتاب «تاريخ الحكّام بمدينة السّلام» تصنيفه ، في ذكر من قبل قاضي القضاة أبو القاسم الزّينبي شهادته وأثبت تزكيته ، قال : وأبو الفتوح عبد القاهر بن محمد بن عبد الله الدّبّاس يوم السّبت تاسع ربيع الآخر سنة تسع وعشرين وخمس مئة ، وزكّاه القاضي أبو القاسم عليّ بن عبد السّيّد ابن الصّبّاغ والعدل أبو بكر أحمد بن محمد الدّينوري.

قلت : وولي الحسبة بالجانب الغربي ، والقضاء بربع الكرخ بعد ذلك.

وسمع من أبيه ومن أبي الفضل محمد بن عبد السّلام الأنصاري ، ومن أبي بكر أحمد بن المظفّر بن سوسن التّمّار ، وغيرهم. وحدّث عنهم. سمع منه القاضي عمر القرشي ، وأبو بكر بن مشّق ، وعمر بن محمد بن طبرزد ، وغيرهم.

قرأت على أبي حفص عمر بن محمد بن المعمّر المؤدّب ، قلت له :

__________________

(١) ترجمه الذهبي في تاريخ الإسلام ١٢ / ٣٠٢ ، والمختصر المحتاج ٣ / ٩٤ ، والصفدي في الوافي ١٩ / ٤٩.

٢٩٩

أخبركم القاضي أبو الفتوح عبد القاهر بن محمد ابن الوكيل قراءة عليه وأنت تسمع ، فأقرّ به ، قال : أخبرنا أبو بكر أحمد بن المظفّر بن الحسين بن سوسن التّمّار ، قال : حدثنا أبو القاسم عبد الرّحمن بن عبيد الله الحرفي ، قال : حدثنا حمزة بن محمد بن العباس ، قال : حدثنا محمد بن عيسى المديني ، قال : حدثنا سفيان ، عن منصور ، عن همّام ، عن حذيفة ، قال : سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يقول : «لا يدخل الجنّة قتّات» (١).

قلت : القتّات : النّمّام.

أنبأنا أبو المحاسن عمر بن عليّ القرشيّ ، قال : سألت أبا الفتوح ابن الشّطوي عن مولده ، فقال : في ذي الحجة من سنة إحدى وثمانين وأربع مئة.

وقال محمد بن مشّق : في سابع الشّهر المذكور.

قال القرشي : وتوفي يوم الاثنين العشرين من ذي القعدة من سنة ثلاث وستين وخمس مئة.

وقال ابن مشّق : يوم الاثنين حادي عشرين ، ودفن يوم الثّلاثاء بمقبرة الشّونيزي.

٢١٢٠ ـ عبد القاهر بن الحسن بن عليّ بن القاسم ابن الشّهرزوري ، أبو عليّ بن أبي الحسن.

من أهل الموصل ، من بيت معروف بالقضاء والتقدّم ، وقد ذكرنا عمّه الحسين بن عليّ وقدومه بغداد وتوليته القضاء بها في سنة ست وخمسين وخمس مئة (٢) ، وعبد القاهر هذا قدمها معه.

قال أبو الفضل أحمد بن صالح بن شافع في «تاريخه» ، ومن خطّه نقلت :

__________________

(١) حديث سفيان عن منصور ، في صحيح البخاري ٨ / ٢١ (٦٠٥٦). ورواه مسلم ١ / ٧١ (١٠٥) (١٦٩) من طريق جرير عن منصور ، به.

(٢) في المجلد الثالث ، الترجمة ١٢٩٤.

٣٠٠