ذيل تأريخ مدينة السلام - ج ٤

أبي عبد الله محمّد بن سعيد بن الدبيثي

ذيل تأريخ مدينة السلام - ج ٤

المؤلف:

أبي عبد الله محمّد بن سعيد بن الدبيثي


المحقق: الدكتور بشار عوّاد معروف
الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: دار الغرب الإسلامي ـ بيروت
الطبعة: ١
الصفحات: ٦٤٦

توفي في ليلة الأربعاء سادس عشري ربيع الآخر سنة تسع عشرة وست مئة ، ودفن يوم الأربعاء بمقابر الشّهداء.

٢٠٧٥ ـ عبد القادر (١) بن عبيد الله بن أحمد بن هبة الله ابن المنصوريّ ، أبو طالب بن أبي الفضل بن أبي العبّاس الهاشميّ ، من ولد المنصور رضي‌الله‌عنه.

أحد الخطباء في الجمع على عادة أبيه وجده. خطب مدة بجامع المدينة المعروف بجامع السّلطان مناوبة مع أخيه عبد الخالق وغيره. وهو من بيت معروف بذلك ، وقد تقدم ذكر جماعة منهم (٢).

٢٠٧٦ ـ عبد القادر بن أبي المظفّر ، أبو محمد المقرئ.

شيخ لأبي بكر بن كامل ، روى عنه في «معجمه» أبياتا من الشّعر ذكر أنّه أنشده إياها.

٢٠٧٧ ـ عبد القادر بن أبي بكر بن أبي القاسم ، أبو عبد الجليل ، يعرف بابن المندوف.

من أهل شارع دار الرّقيق.

ذكره أبو بكر محمد بن المبارك بن مشّق في «معجم شيوخه» الذين سمع منهم. قال : وتوفي يوم الثّلاثاء تاسع عشر رجب من سنة ست وسبعين وخمس مئة.

* * *

__________________

(١) ترجمه المنذري في التكملة ٣ / الترجمة ٢٨٤٠ ، والذهبي في تاريخ الإسلام ١٤ / ١٨١.

(٢) لم يذكر وفاته لتأخرها ، فقد توفي في ليلة الخامس والعشرين من ذي القعدة سنة ٦٣٥ ، على ما ذكر المنذري.

٢٦١

ذكر من اسمه عبد الغني

٢٠٧٨ ـ عبد الغني (١) بن الحسن بن أحمد بن الحسن بن أحمد بن سهل العطّار ، أبو محمد ابن الحافظ أبي العلاء.

بغداديّ المولد همذانيّ الدار والوفاة. من أبناء الشّيوخ المذكورين بالحفظ والعلم والرّواية.

وعبد الغني هذا سمع الكثير بإفادة أبيه ببغداد وبهمذان وأصبهان. ورحل إلى خراسان ، وأقام بنيسابور سنين وتفقه على الشّيخ محمد بن يحيى ، وعاد إلى همذان بعد وفاة أبيه ، وكان له قبول عند أهلها.

سمع ببغداد من أبي القاسم بن الحصين ، وأبي غالب ابن البنّاء وأخيه أبي عبد الله ، وأبي بكر المزرفي ، والقاضي أبي بكر الأنصاري ، وأبي منصور بن زريق ، وإسماعيل ابن السّمرقندي ، وأبي عبد الله ابن السّلّال ، وغيرهم. وبهمذان من الحافظ أبي جعفر محمد بن الحسن الهمذاني ، ومن أبي نصر عبد الملك بن مكي بن بنجير ، ومن أبي بكر هبة الله المعروف بابن أخت الطّويل وغيرهم ، وبأصبهان من أبي الفضل جعفر بن عبد الواحد الثّقفي ، ومن أبي القاسم غانم بن خالد البيّع. وكانت له إجازة من أبي عليّ الحدّاد سمعنا عليه بها.

قدم بغداد حاجا في سنة إحدى وثمانين وخمس مئة ، فحجّ ، وعاد إليها وحدّث بها ، سمعنا منه بعد عوده ، ونعم الشيخ كان.

قرأت على أبي محمد عبد الغني ابن الحافظ أبي العلاء ، قلت له : أخبركم أبو القاسم هبة الله بن محمد بن عبد الواحد بن الحصين قراءة عليه وأنت تسمع

__________________

(١) ترجمه المنذري في التكملة (الورقة ١٦ من القسم غير المنشور) ، والذهبي في تاريخ الإسلام ١٢ / ٧٥٢ ، والمختصر المحتاج ٣ / ٨٢.

٢٦٢

ببغداد ، فأقرّ بذلك ، قال : أخبرنا أبو عليّ الحسن بن عليّ بن محمد الواعظ ، قال : أخبرنا أبو بكر أحمد بن جعفر بن حمدان ، قال : أخبرنا أبو عبد الرحمن عبد الله بن أحمد بن حنبل ، قال : حدثني أبي ، قال (١) : حدثنا وكيع ، قال : حدثنا معرّف (٢) ، عن محارب بن دثار ، عن ابن بريدة ، عن أبيه ، قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «نهيتكم عن زيارة القبور فزوروها فإنّ في زيارتها تذكرة» (٣).

سألت أبا محمد عبد الغني ابن العطّار الهمذاني عن مولده فقال : ولدت ببغداد بكرة يوم الخميس ثالث عشر محرم سنة خمس عشرة وخمس مئة.

وتوفي بهمذان في ثامن شهر رمضان سنة اثنتين وثمانين وخمس مئة ، وقيل : في يوم الخميس ثالث عشره ، وقيل : في ثالث عشرين منه ، والله أعلم ، رحمه‌الله وإيانا.

٢٠٧٩ ـ عبد الغني (٤) بن عبد الواحد بن عليّ بن سرور بن رافع بن

__________________

(١) الأشربة (٢٠١).

(٢) هو معرّف بن واصل السعدي الكوفي الثقة ، من رجال مسلم.

(٣) حديث صحيح.

أخرجه من هذا الوجه ، أعني من طريق معرّف ، به : مسلم في الأشربة ٦ / ٩٨ (٩٧٧) (٦٥) ، وأبو داود (٣٦٩٨) ، والطحاوي في شرح المعاني ٤ / ١٨٥ و ٢٢٨ ، والبيهقي في السنن الكبرى ٤ / ٧٧ ، والبغوي في شرح السنة (١٥٥٣). وله طرق أخرى كثيرة.

(٤) هو من شيوخ المقادسة المذكورين وعلمائهم المشهورين صاحب كتاب «الكمال في معرفة الرجال» الذي هذّبه جمال الدين المزي في «تهذيب الكمال» ، وغيره من المؤلفات النافعة ، وترجمته في معظم الكتب المستوعبة لعصره ، وممن ترجمه الإمام ابن نقطة في التقييد ٣٧٠ ، وابن النجار في التاريخ المجدد كما دلّ عليه المستفاد (١٢٤) ، وسبط ابن الجوزي في المرآة ٨ / ٥١٩ ، والمنذري في التكملة ٢ / الترجمة ٧٧٨ ، وأبو شامة في ذيل الروضتين ٤٦ ، وابن الساعي في الجامع المختصر ٩ / ١٤٠ ، والذهبي في تاريخ الإسلام ١٢ / ١٢٠٣ ، وسير أعلام النبلاء ٢١ / ٤٤٣ ، وتذكرة الحفاظ ٤ / ١٣٧٢ ، والعبر ٤ / ٣١٣ ، والمختصر المحتاج ٣ / ٨٢ ، والصفدي في الوافي ١٩ / ٢٩ ، واليافعي في مرآة الجنان ٣ / ٤٩٩ ،

٢٦٣

حسن بن جعفر المقدسيّ الأصل الدّمشقيّ ، أبو محمد.

أحد من عني بسماع الحديث وطلبه ، ورحل فيه إلى البلدان. سمع بدمشق أبا المكارم عبد الواحد بن محمد بن هلال الأزدي ، ومن في طبقته ، وبمصر من أصحاب أبي صادق مرشد بن يحيى ، وبالإسكندرية من الحافظ أبي طاهر السّلفي ، وبالموصل من أبي الفضل الطّوسي.

وقدم بغداد سنة ستين وخمس مئة ، وبعدها ، وسمع بها من أبي بكر أحمد ابن المقرّب ، وأبي الفتح بن سلمان ، وأبي بكر ابن النّقّور ، وأبي الحسن الخبّاز ، وأبي محمد ابن الخشّاب ، وأبي القاسم يحيى بن ثابت بن بندار ، وعبد الله ابن الموصلي ، وجماعة. ثم خرج إلى أصبهان فسمع بها من أصحاب : أبي سعد المطرّز ، وغانم البرجي ، وأبي الحسين بن فاذشاه ، وأبي عليّ الحدّاد.

وعاد إلى بغداد وحدّث بها في سنة ثمان وسبعين وخمس مئة بالجانب الغربي ، فسمع منه يعيش بن ريحان الأنباري ، وغيره. وصار إلى دمشق ، وحدّث بها مدة ، وسمع منه بها جماعة من أهلها والواردين إليها. وكان له حفظ ومعرفة. كتب إلينا بالإجازة مرارا.

وخرج من دمشق قبل وفاته بقليل إلى مصر وسكنها إلى أن مات بها في يوم الاثنين رابع عشري شهر ربيع الأوّل سنة ست مئة فيما بلغنا ، والله أعلم.

٢٠٨٠ ـ عبد الغني بن محمد بن عليّان ، أبو محمد.

وهو عبد الله أيضا وقد تقدّم ذكره فيمن اسمه عبد الله (١) ، وهو الصحيح ، وأعدنا ذكره هاهنا جمعا بين الاسمين كما كان يكتب هو بخطّه ، وفيما سبق كفاية عن إعادته ، والله الموفق.

__________________

وابن كثير في البداية ١٣ / ٣٨ ، وابن رجب في الذيل على طبقات الحنابلة ٢ / ٥ ـ ٣٤ وهي ترجمة جامعة رائقة ، وغيرهم.

(١) الترجمة ١٦٩٧.

٢٦٤

٢٠٨١ ـ عبد الغني (١) بن عبد العزيز بن هبة الله بن القاسم ابن البندار ، أبو الفتح بن أبي القاسم بن أبي البقاء.

أخو عبد الرّحيم وعبد الملك اللذين قدّمنا ذكرهما (٢) ، وهذا الأوسط منهم. كان يسكن بالحريم الطّاهري بدرب الأشقر في دار جده.

سمع أبا الوقت السّجزي ، وأبا جعفر الطّائي وأبا المعالي ابن اللّحّاس ، وغيرهم. سمعنا منه.

قرأت على أبي الفتح عبد الغني بن عبد العزيز البندار ، قلت له : أخبركم أبو الوقت عبد الأوّل بن عيسى بن شعيب الهروي قراءة عليه وأنت تسمع ببغداد في الجانب الغربي ، فأقرّ به ، قال : أخبرنا أبو عبد الله محمد بن عبد العزيز الفارسي قراءة عليه ، قال : أخبرنا أبو محمد عبد الرّحمن بن أحمد الأنصاري ، قال : أخبرنا أبو القاسم عبد الله بن محمد البغوي ، قال : حدثنا أبو الجهم العلاء ابن موسى الباهليّ ، قال : أخبرنا اللّيث بن سعد ، عن أبي الزّبير ، عن جابر ، أنّ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : «من رآني في المنام فقد رآني ، فإنّه لا ينبغي للشّيطان أن يتمثّل في صورتي» (٣).

سألت عبد الغني ابن البندار عن مولده ، فقال : ولدت في محرم سنة أربع وأربعين وخمس مئة بأردبيل.

وتوفي ببغداد يوم السّبت تاسع صفر سنة إحدى وعشرين وست مئة ، ودفن يوم الأحد بباب حرب.

٢٠٨٢ ـ عبد الغني (٤) بن المبارك بن المبارك بن عبيد الله بن هبة الله

__________________

(١) ترجمه المنذري في التكملة ٣ / الترجمة ١٩٦٨ ، والذهبي في تاريخ الإسلام ١٣ / ٦٧٠ ، والمختصر المحتاج ٣ / ٨٣.

(٢) تقدم الأول منهما في الترجمة ١٨٨٣ ، والثاني في الترجمة ١٩٠٦.

(٣) حديث صحيح تقدم تخريجه في الترجمة ١٣٢٦.

(٤) ترجمه المنذري في التكملة ٣ / الترجمة ٢٤٠٨ ، والذهبي في تاريخ الإسلام ١٣ / ٨٨٨.

٢٦٥

أبو القاسم بن أبي السعادات بن أبي محمد ، سبط أبي منصور يونس بن أحمد ابن هبة الله.

من بيت العدالة والرّواية ، وسيأتي ذكر أبيه وجده.

سمع جماعة من أصحاب أبي القاسم بن الحصين ، وغيرهم. وتولّى إشراف الدّيوان العزيز ـ مجّده الله ـ في يوم الخميس ثاني عشري صفر سنة إحدى عشرة وست مئة ، وصرف في آخر نهار الخميس رابع صفر سنة اثنتي عشرة وست مئة ، وأعيد إلى ذلك يوم الثلاثاء من جمادى الآخرة سنة أربع عشرة وست مئة ، وصرف في جمادى الأولى سنة سبع عشرة وست مئة (١).

٢٠٨٣ ـ عبد الغني (٢) بن أبي بكر الفقير ، يعرف بابن نقطة.

كان منقطعا في مسجد قريب من تلّ الزّبيبيّة (٣) ، وعنده جماعة من الفقراء يخدمهم بما يفتح الله عليه ويدّان لهم إذا قلّت الفتوح ، ويبذل جهده ، وكان فيه سماحة وإيثار ، وله حال حسنة بين أهل طريقته.

توفي يوم الثّلاثاء رابع جمادى الآخرة سنة ثلاث وثمانين وخمس مئة ، ودفن في يومه بموضع مجاور لمسجده ، رحمه‌الله وإيانا.

__________________

(١) لم يذكر المؤلف وفاته لتأخرها عن النشرة الأخيرة لكتابه ، فقد ذكر المنذري أنه توفي في الرابع من شعبان سنة ٦٢٩.

(٢) ترجمه المنذري في التكملة ١ / الترجمة ١٨ ، وأبو شامة في ذيل الروضتين ٢٨ ، وابن الفوطي في تلخيص مجمع الآداب ٥ / الترجمة ٦٨٦ ، والذهبي في تاريخ الإسلام ١٢ / ٧٦٠ ، وتذكرة الحفاظ ٤ / ١٤١٣ ، والمشتبه ٥٦١ ، والمختصر المحتاج ٣ / ٨٤ ، والصفدي في الوافي ١٩ / ٣٣ ، وابن رجب في الذيل على طبقات الحنابلة ٢ / ١٨٤ ، وابن العماد في الشذرات ٤ / ٢٧٨.

(٣) ذكرها ياقوت في معجم البلدان ٢ / ٤٢ ، وقال : منسوب إلى امرأة منسوبة إلى الزبيب يبس العنب ، محلة في طرف بغداد الشرقي من نهر معلى ، وهي محلة دنيئة يسكنها الأراذل!

٢٦٦

٢٠٨٤ ـ عبد الغني (١) بن أبي سعيد بن محمد بن عبد الغني الطّبريّ الأصل البغداديّ المولد والدّار ، أبو القاسم القارئ.

وقد تقدّم ذكر عمّه عبد الوهاب (٢) وابنه (٣) عبد اللّطيف (٤).

سمع عبد الغني هذا من أبي سعيد عبد اللّطيف بن أبي سعد الأصبهاني ، وغيره. سمعنا منه.

قرأت على أبي القاسم عبد الغني بن أبي سعيد بن محمد الطّبري ، قلت له : أخبركم أبو سعيد عبد اللطيف بن أحمد بن محمد الأصبهاني ويعرف بابن البغدادي ، قدم عليكم ، قراءة عليه وأنت تسمع ، فأقرّ به ، قال : أخبرنا أبو الفتح أحمد بن محمد بن أحمد ، قال : أخبرنا أبو سعيد محمد بن عليّ بن مهدي ، قال : حدثنا محمد بن عبد الله ، قال : حدثنا معاذ بن المثنّى ، قال : حدثنا مسدّد ، قال : حدثنا يحيى ، عن عبيد الله (٥) ، قال : حدّثني نافع ، عن عبد الله بن عمر ، عن النّبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، قال : «إذا نصح العبد لسيّده وأحسن عبادة ربّه كان له أجره مرّتين» (٦).

سألت عبد الغني القارئ عن مولده فقال : في ذي الحجة سنة سبع وعشرين وخمس مئة.

وتوفي يوم الأربعاء خامس عشر شهر ربيع الأوّل سنة سبع وست مئة.

* * *

__________________

(١) ترجمه المنذري في التكملة ٢ / الترجمة ١٢٣٥ ، والذهبي في المختصر المحتاج ٣ / ٨٤.

(٢) الترجمة ١٩٧٢.

(٣) يعني : ابن عبد الوهاب.

(٤) الترجمة ٢٠٠٢.

(٥) مسدد هو ابن مسرهد ، ويحيى هو ابن سعيد القطان ، وعبيد الله هو ابن عمر العمري ، وكلهم ثقات من رجال الشيخين.

(٦) حديث يحيى بن سعيد القطان في الصحيحين : البخاري في العتق ٣ / ١٩٦ (٢٥٥٠) ، ومسلم في النذور ٥ / ٩٤ (١٦٦٤).

٢٦٧

ذكر من اسمه عبد الباقي

٢٠٨٥ ـ عبد الباقي بن عمر ابن الحبّال ، أبو محمد المقرئ.

سمع أبا عليّ بن زينة الدّقّاق ، وروى عنه. سمع منه أبو بكر المبارك بن كامل الخفّاف وأخرج عنه حديثا في «معجم شيوخه».

٢٠٨٦ ـ عبد الباقي بن هلال ابن السّقّاء ، أبو محمد.

سمع أبا عبد الله الحسين بن أحمد بن طلحة النّعالي ، وحدّث عنه. روى عنه أيضا أبو بكر بن كامل في «معجمه» حديثا.

٢٠٨٧ ـ عبد الباقي بن عبد الله ، أبو محمد الضّرير.

روى عن أبي عليّ البندنيجي الشّاعر شيئا من شعره ، وعن أبي منصور القنّائي أيضا.

قال ابن كامل : وأنشدني عن أبي عليّ لنفسه :

أأيامي بذي الأثلاث عودي

ليورق في ربا الأثلاث عودي (١)

فإنّ شميم ذاك الشّيح أذكى

لديّ من انتشاقي نشر عودي

وإنّ تجاوب النّغمات أحلى

بسمعي فيه من نغمات عودي

٢٠٨٨ ـ عبد الباقي (٢) بن وفاء ـ يقال : ابن أبي الوفاء ـ بن أبي القاسم ، أبو الموفّق الصّوفي.

من أهل همذان.

قدم بغداد وسكنها إلى حين وفاته. وكان مقيما بالرّباط الأرجواني بدرب زاخي ، وسمع بها من أبي القاسم عليّ بن أحمد بن بيان الرّزّاز ، وحدّث عنه.

__________________

(١) الأثل : نوع من النبات الصحراوي ، يتنزه عنده في العراق.

(٢) ترجمه الذهبي في تاريخ الإسلام ١٢ / ٣٣٩ ، والمختصر المحتاج ٣ / ٨٤.

٢٦٨

سمع منه الشّريف أبو الحسن عليّ بن أحمد العلوي الزّيدي ، والقاضي أبو المحاسن عمر بن عليّ الدّمشقي ، وأبو محمد عبد العزيز بن محمود بن الأخضر ، وغيرهم. وكان شيخا حسن الهيئة معروفا بين الصّوفية.

قرأت على أبي محمد عبد العزيز بن أبي نصر البزّاز : أخبركم أبو الموفّق عبد الباقي بن وفاء الصّوفي قراءة عليه ، فأقرّ به ، قال : أخبرنا أبو القاسم عليّ بن أحمد بن بيان قراءة عليه وأنا أسمع.

وأخبرناه عاليا أبو الفتح عبيد الله بن عبد الله بن محمد الدّبّاس بقراءتي عليه ، قلت له : أخبركم أبو القاسم عليّ بن أحمد بن بيان وعليّ بن الحسين الرّبعي قراءة عليهما ، فأقرّ به ، قالا : حدثنا أبو الحسن محمد بن محمد بن محمد ابن مخلد البزّاز ، قال : أخبرنا أبو عليّ إسماعيل بن محمد الصّفّار ، قال : حدثنا الحسن بن عرفة ، قال : حدثنا سلم بن سالم البلخي ، عن نوح بن أبي مريم ، عن ثابت البناني ، عن أنس بن مالك ، قال : سئل رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم عن هذه الآية : (لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنى وَزِيادَةٌ) [يونس : ٢٦] قال : «للذين أحسنوا العمل في الدّنيا الحسنى وهي الجنّة ، قال : والزّيادة النّظر إلى وجه الله عزوجل» (١).

قرأت بخط الشريف أبي الحسن عليّ بن أحمد الزّيدي ومنه نقلت : توفي أبو الموفّق عبد الباقي بن وفاء الهمذاني يوم السّبت ، ودفن فيه ، السادس عشر من ذي القعدة من سنة خمس وستين وخمس مئة بالشّونيزي بعد أن صلّي عليه برباط درب زاخي. سمع ابن بيان وروى عنه ، سمعت منه ، وكان شيخا حسن الهيئة ، وقد صحب المشايخ.

٢٠٨٩ ـ عبد الباقي بن عليّ بن أحمد ابن الأخوّة ، أبو السّعود.

من أهل الحريم الطّاهريّ.

__________________

(١) إسناده تالف ، نوح بن أبي مريم كذاب ، والراوي عنه سلم بن سالم ضعيف ، وتقدم الكلام عليه في الترجمة ١٧١ ، وتكرر في الترجمة ٨٣٣.

٢٦٩

سمع أبا القاسم إسماعيل بن أحمد ابن السّمرقندي وغيره. سمع منه أبو بكر المبارك بن مشّق البيّع وذكره في «معجم شيوخه» ، قال : توفي يوم الجمعة خامس عشر محرم سنة سبعين وخمس مئة.

٢٠٩٠ ـ عبد الباقي (١) بن عبد الجبّار بن عبد الباقي الحرضيّ (٢) ، أبو أحمد الصّوفي.

من أهل هراة ، والحرض المنسوب إليه : الأشنان.

كان صاحبا لأبي الوقت السّجزي ، صحبه من بلده ، وسمع منه ، ومن أبي الخير محمد بن أحمد الباغبان الأصبهاني وغيرهما. وقدم مع أبي الوقت بغداد واستوطنها إلى أن مات بها. وحدّث عن أبي الوقت ، وغيره ، وسكن رباط الأرجواني بدرب زاخي سنين ، فلما فتح رباط الخليفة ـ خلّد الله ملكه ـ الذي أنشأه بالجانب الغربي مجاورا لتربة جهته النّبوية السّلجوقية عند مشهد عون ومعين انتقل إليه وأقام به إلى حين وفاته.

سمع منه أصحابنا ، وما كتبت عنه ، وقد أجاز لي.

توفي في ثالث عشري ذي القعدة سنة ست مئة ، ودفن بمقبرة الشّونيزي ، رحمه‌الله وإيانا.

٢٠٩١ ـ عبد الباقي (٣) بن عثمان بن محمد بن جعفر بن يوسف بن

__________________

(١) ترجمه ابن نقطة في إكمال الإكمال ٢ / ٣٧٤ ، والمنذري في التكملة ٢ / الترجمة ٨٣٨ ، والذهبي في تاريخ الإسلام ١٢ / ١٢٠١ ، والمختصر المحتاج ٣ / ٨٥ ، وابن ناصر الدين في توضيح المشتبه ٣ / ١٧٩.

(٢) قيدها المنذري فقال : بضم الحاء وسكون الراء المهملتين وآخره ضاد معجمة. قال بشار : وهذه النسبة لم يذكرها السمعاني في الأنساب ولا استدركها عليه عز الدين ابن الأثير في اللباب.

(٣) ترجمه ابن نقطة في التقييد ٣٨٩ ، والمنذري في التكملة ٢ / الترجمة ٩٤٣ ، والذهبي في تاريخ الإسلام ١٣ / ٦٢ ، والمختصر المحتاج ٣ / ٨٥ ، والعبر ٥ / ٥ ، وابن العماد في

٢٧٠

صالح ، أبو العز الصّوفي.

من أهل همذان.

سمع ببلده من أبي المناقب محمد بن حمزة العلوي ، وأبي عبد الله محمد ابن حامد ابن الجرّاح ، وأبي القاسم زاهر بن طاهر الشّحّامي النّيسابوري وغيرهم. وقدم بغداد حاجا في سنة تسعين وخمس مئة ، وحدّث بها ، وسمع منه جماعة من أصحابنا ، وكنت مسافرا ولم ألقه ، وقد كتب إلينا بالإجازة من همذان غير مرّة.

توفي بهمذان في سنة اثنتين وست مئة ، فيما اتّصل بنا من خبره ، والله أعلم.

٢٠٩٢ ـ عبد الباقي (١) بن أبي العز بن عبد الباقي الكوّاز ، أبو يوسف الصّوفي يعرف بابن القوّالة.

من ساكني الجانب الشّرقي بمحلة الجعفرية.

حدث عن أبي الحسين المبارك بن عبد الجبّار ابن الطّيوري. سمع منه الشّريف أبو الحسن الزّيدي ، والقاضي عمر القرشي ، والعدل عمر بن بكرون ، وأبو بكر بن مشّق ، وروى لنا عنه أبو محمد بن الأخضر ، وغيره.

قرأت على أبي محمد عبد العزيز بن محمود بن المبارك من كتابه ، قلت له : أخبركم عبد الباقي بن أبي العزّ الصّوفي قراءة عليه ، فأقرّ به ، قال : أخبرنا أبو الحسين المبارك بن عبد الجبّار بن أحمد الصّيرفي ، قال : أخبرنا أبو الحسن محمد بن عبد العزيز بن إسماعيل ، قال : أخبرنا أحمد بن جعفر القطيعي ، قال :

__________________

الشذرات ٥ / ٨.

(١) ترجمه ابن الفوطي في الملقبين بعون الدين من تلخيص مجمع الآداب ٤ / الترجمة ١٤٦٠ ، والذهبي في تاريخ الإسلام ١٢ / ٥٢٤ ، والمختصر المحتاج ٣ / ٨٥ ، وابن ناصر الدين في توضيح المشتبه ٧ / ١٢٣.

٢٧١

حدّثنا إبراهيم بن عبد الله البصري ، قال : حدثنا حجّاج بن منهال ، قال : حدثنا حمّاد ، عن الكلبي ، عن سعيد بن زيد ، أنّ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : «عشرة من قريش في الجنة : أبو بكر ، وعمر ، وعثمان ، وعليّ ، وطلحة ، والزّبير ، وعبد الرّحمن ابن عوف ، وسعد بن مالك ، وأبو عبيدة بن الجراح ، ولو شئت أن أسمّي العاشر لسمّيت» فيرون أنّه سعيد بن زيد رضي‌الله‌عنهم.

أرسله الكلبي عن سعيد بن زيد ، وغيره قد أسنده (١).

أنبأنا أبو المحاسن عمر بن أبي الحسن الحافظ ، قال : توفي عبد الباقي ابن القوّالة يوم الجمعة حادي عشري شهر ربيع الآخر سنة ثلاث وسبعين وخمس مئة. وقال أبو بكر بن مشّق : يوم الجمعة سادس عشري الشّهر المذكور.

* * *

__________________

(١) إسناده تالف ، الكلبي واسمه محمد بن السائب بن بشر ، متهم بالكذب ، وهو بعد ذلك منقطع. على أن متن الحديث صحيح من حديث سعيد بن زيد ، لا سيما من حديث عبد الله ابن ظالم المازني عنه ، وهو حديث أخرجه الطيالسي (٢٣٥) ، والحميدي (٨٤) ، وأحمد ١ / ١٨٨ و ١٨٩ ، وأبو داود (٤٦٤٨) والترمذي (٣٧٥٧) وغيرهم ، وقال الترمذي : «حديث حسن صحيح» ، وتقدم من حديث حميد بن عبد الرحمن بن عوف عن سعيد في الترجمة ٨٣٩.

٢٧٢

ذكر من اسمه عبد الرّشيد

٢٠٩٣ ـ عبد الرّشيد بن الحسين بن عبد الرّحمن المقرئ ، أبو محمد الحصريّ.

كان يؤمّ في الصّلوات بمسجد صدقة النّاسخ بباب البدريّة الشّريفة. أجاز لجماعة في سنة ثمان وسبعين وخمس مئة ، ولم أقف على شيء من سماعه ، وعاش بعد الإجازة إلى بعد سنة تسعين وخمس مئة.

٢٠٩٤ ـ عبد الرّشيد (١) بن محمد بن عليّ ، أبو محمد الميبذيّ.

وميبذ المنسوب إليها بلدة قريبة من يزد.

سمع بأصبهان الكثير ، وصحب أبا موسى الحافظ ، وكتب عنه ، وعن طبقته. وقدم بغداد حاجا ، وسمع بها من جماعة من أصحاب ابن بيان وابن المهدي وابن الحصين ، وحدّث بها عن أبي العبّاس أحمد بن أحمد بن ينال الملقّب بترك.

سمع منه بعض الطلبة ، وعاد إلى بلده ، وحدّث هناك. وكان له فضل ومعرفة ، وفيه فضل وتميّز.

توفي في سنة ثمان وست مئة ، فيما بلغنا ، ببلده.

٢٠٩٥ ـ عبد الرشيد (٢) بن محمد بن عبد الرّشيد بن ناصر بن عليّ بن أحمد بن رجاء الرّجائيّ ، أبو محمد بن أبي الفضل الصّوفيّ الواعظ.

من أهل أصبهان ، من أولاد المشايخ المحدّثين ، وقد تقدّم ذكر أبيه (٣).

__________________

(١) ترجمه ياقوت في «ميبذ» من معجم البلدان ٥ / ٢٤٠ ، والمنذري في التكملة ٢ / الترجمة ١٢٢١ ، والذهبي في تاريخ الإسلام ١٣ / ١٩٢ و ٢١٧.

(٢) ترجمه الذهبي في تاريخ الإسلام ١٣ / ٦٧٠ ، والمختصر المحتاج ٣ / ٨٦.

(٣) في المجلد الأول ، الترجمة ٢٩٤.

٢٧٣

قدم عبد الرّشيد هذا بغداد في صباه مع أبيه ، وسمع بها من أبي المظفّر هبة الله بن أحمد ابن الشّبلي ، وأبي القاسم هبة الله بن الحسن بن هلال الدّقّاق ، وأبي طالب المبارك بن عليّ بن خضير ، وأبي الفتح محمد بن عبد الباقي بن سلمان وغيرهم. وسمع بالكوفة من أبي العبّاس أحمد بن يحيى بن ناقة ، وعاد إلى بلده. ثم قدمها حاجا في سنة سبع وست مئة ، فحج وعاد إليها ، فكتبنا عنه بها.

قرأت على أبي محمد عبد الرّشيد بن محمد الرّجائي ، قلت له : أخبركم أبو المظفّر هبة الله بن أحمد بن محمد الدّقّاق قراءة عليه وأنت تسمع ببغداد ، فأقرّ به ، قال : أخبرنا أبو نصر محمد بن محمد بن عليّ الزّينبي ، قال : أخبرنا أبو طاهر محمد بن عبد الرحمن المخلّص ، قال : أخبرنا أبو القاسم عبد الله بن محمد البغوي ، قال : حدثنا عبد الجبّار بن عاصم ، قال : حدثنا بقيّة بن الوليد ، عن بحير بن سعد ، عن خالد بن معدان ، عن كثير بن مرّة ، عن عمرو بن عبسة ، أنّه حدّثهم قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «من أعتق نفسا مسلمة كانت فديته من جهنّم ، ومن شاب شيبة في سبيل الله كانت له نورا يوم القيامة» (١).

سألت عبد الرّشيد هذا عن مولده ، فقال : ولدت في ذي القعدة سنة خمسين وخمس مئة بأصبهان (٢).

* * *

__________________

(١) قطعة من حديث صحيح ، وهذا إسناد ضعيف لضعف بقية بن الوليد ، وقد تقدم الكلام عليه وتخريجه في الترجمة ١٧٦٨.

(٢) وتوفي بأصبهان في ذي القعدة من سنة ٦٢١ ، على ما ذكره الذهبي.

٢٧٤

ذكر من اسمه عبد السّيّد

٢٠٩٦ ـ عبد السّيّد (١) بن عليّ بن محمد بن الطّيّب بن مهدي المتكلّم ، أبو جعفر ، المعروف بابن الزّيتوني.

قرأ علم الكلام والفقه على مذهب أبي عبد الله أحمد بن حنبل رحمه‌الله على أبي الوفاء عليّ بن عقيل ثم صار حنفيا ، فقرأ على خلف بن أحمد الضّرير مدرّس مشهد أبي حنيفة رحمه‌الله. وكان يذبّ عن مذهب المعتزلة.

سمعت شيخنا مجير الدّين أبا القاسم محمود بن المبارك البغدادي يذكر عبد السّيّد ابن الزّيتوني ويصفه بمعرفة علم الكلام ، وقال : قرأت عليه ، وروى لنا عنه إنشادا كتبناه عنه.

أنشدنا مجير الدين أبو القاسم محمود بن المبارك ، قال : أنشدنا عبد السّيّد ابن الزّيتوني لبعضهم :

من أراد الرّوح من همّ طويل

فليكن فردا من النّاس ويرضى بالقليل

ويرى أنّ قليلا نافعا غير قليل

ويداوي مرض الوحدة بالصّبر الجميل

أيّ عيش لامرئ يصبح في حال ذليل

بين قصد من عدوّ ومداراة جهول

أو مماشاة بغيض أو مقاساة ثقيل

أفّ من معرفة النّاس على كلّ سبيل

وتمام الأمر لا يعرف سمحا من بخيل

فإذا أكمل هذا كان في ملك جليل

قال صدقة بن الحسين في «تاريخه» : توفي عبد السّيّد ابن الزّيتوني في شوّال سنة اثنتين وأربعين وخمس مئة ، وكان متكلّما ، وله مصنّفات ، ودفن بمقبرة أحمد ، رحمه‌الله وإيانا.

__________________

(١) ترجمه ابن الجوزي في المنتظم ١٠ / ١٢٨ ، والذهبي في تاريخ الإسلام ١١ / ٨٠٩ ، وتذكرة الحفاظ ٤ / ١٢٩٤ ، والمختصر المحتاج ٣ / ٨٦ ، والصفدي في الوافي ١٨ / ٤٤١ ، والقرشي في الجواهر المضيئة ٢ / ٤٢٤.

٢٧٥

٢٠٩٧ ـ عبد السّيّد (١) بن عليّ بن عبد السّيّد بن محمد بن عبد الواحد ابن أحمد بن جعفر ابن الصّبّاغ ، أبو نصر بن أبي القاسم بن أبي نصر بن أبي طاهر.

من بيت العلم والعدالة ، هو وأبوه وجده وجد أبيه. شهد أبو نصر هذا عند قاضي القضاة أبي القاسم عليّ بن الحسين الزّينبي فيما أخبرنا أبو عبد الله محمد ابن أحمد بن هبة الله النّحوي قراءة عليه ، قال : أخبرنا القاضي أبو العبّاس أحمد ابن بختيار ابن المندائي قراءة عليه في «تاريخ الحكّام بمدينة السّلام» له في ذكر من قبل قاضي القضاة أبو القاسم الزّينبي شهادته وأثبت تزكيته ، قال : وأبو نصر عبد السّيّد بن عليّ بن عبد السّيّد ابن الصّبّاغ يوم الأربعاء ثامن عشر شهر رمضان سنة أربع وثلاثين وخمس مئة ، وزكّاه القاضي إبراهيم بن سالم الهيتي والشّيخ أبو منصور سعيد بن محمد ابن الرّزاز.

قلت : وعزل بعد ذلك بقليل.

وقد سمع من أبي القاسم عليّ بن أحمد بن بيان ، وأبي عليّ محمد بن سعيد بن نبهان ، وأبي طالب عبد القادر بن محمد بن يوسف. وسمع منه القاضي أبو المحاسن بن الخضر القرشيّ ، وأخرج عنه حديثا في «معجم شيوخه».

أنبأنا عمر بن عليّ القرشيّ ، قال : أخبرنا أبو نصر عبد السّيّد بن علي ابن الصّبّاغ ، قال : أخبرنا أبو القاسم عليّ بن أحمد بن محمد بن نبهان.

وأخبرنا عاليا أبو السّعادات نصر الله بن عبد الرحمن بن محمد القزّاز بقراءتي عليه ، قلت له : أخبركم أبو القاسم بن بيان قراءة عليه وأنت تسمع ، فأقرّ به ، قال : أخبرنا أبو الحسن محمد بن محمد بن مخلد البزّاز ، قال : أخبرنا أبو عليّ إسماعيل بن محمد الصّفّار ، قال : أخبرنا أبو عليّ الحسن بن عرفة ، قال :

__________________

(١) ترجمه الذهبي في تاريخ الإسلام ١٢ / ٢٩٩ ، والمختصر المحتاج ٢ / ٨٧ ، والصفدي في الوافي ١٨ / ٤٤١.

٢٧٦

حدثنا ابن عليّة ، عن يزيد ، عن مطرّف بن عبد الله بن الشّخّير ، عن عمران بن حصين ، قال : قال رجل : يا رسول الله ، أعلم أهل الجنّة من أهل النار؟ قال :

«نعم» ، قال : ففيم يعمل العاملون؟ قال : «اعملوا ، فكلّ ميسّر» ، أو كما قال (١).

قال القرشيّ : سألته ، يعني أبا نصر ابن الصّبّاغ ، عن مولده ، فقال : في يوم الأربعاء رابع عشر شوّال سنة اثنتين وخمس مئة.

قال أحمد بن شافع : وتوفي بنصيبين في سنة ثلاث وستين وخمس مئة ، وجاء الخبر بموته في ذي الحجة من السنة.

* * *

ذكر من اسمه عبد المحسن

٢٠٩٨ ـ عبد المحسن (٢) بن تريك بن عبد المحسن بن تريك ، أبو الفضل بن أبي غالب البيّع.

من أهل باب الأزج ، وساكني درب ثمل ، أخو إبراهيم المقدّم ذكره (٣).

سمع أبا القاسم عليّ بن أحمد بن بيان ، وأبا الغنائم محمد بن عليّ بن ميمون النّرسي ، وأبا عبد الله محمد بن عبد الباقي الدّوري ، وأبا القاسم هبة الله ابن محمد بن الحصين ، وغيرهم. وحدّث عنهم.

__________________

(١) حديث صحيح تقدم تخريجه في الترجمة ١٤١٦ ، وتكرر في الترجمة ١٦٨٦.

(٢) ترجمه ابن نقطة في إكمال الإكمال ١ / ٤٤٥ ، والذهبي في تاريخ الإسلام ١٢ / ٥٥٥ ، والمختصر المحتاج ٣ / ٨٧ ، والمشتبه ١١٣ ، والعبر ٤ / ٢٢٤ ، وابن ناصر الدين في توضيح المشتبه ٢ / ٣٩ ، وابن حجر في تبصير المنتبه ١ / ٨١ ، وابن العماد في شذرات الذهب ٤ / ٢٥١ ، والسيد الزبيدي في «ترك» من التاج.

(٣) في المجلد الثاني ، الترجمة ٩٤٢.

٢٧٧

سمع منه القرشي ، وأحمد وتميم ابنا أحمد ابن البندنيجي ، وروى لنا عنه عبد العزيز بن الأخضر.

أخبرنا أبو محمد عبد العزيز بن أبي نصر البزّاز بقراءتي عليه ، قلت له : أخبركم أبو الفضل عبد المحسن بن تريك البيّع بقراءتك عليه ، فأقرّ به. قال : أخبرنا أبو الغنائم محمد بن عليّ ابن النّرسي ، قال : أخبرنا أبو عبد الله محمد بن عليّ بن عبد الرحمن العلوي ، قال : حدثنا أحمد بن عليّ بن الحسن ، قال : حدثنا أحمد بن جعفر بن أصرم ، قال : حدثنا عليّ بن المنذر ، قال : حدثنا ابن فضيل ، قال : حدثنا عبيدة بن معتّب ، عن إبراهيم (١) ، قال عبيدة : تزوّجت ولم يعلم إبراهيم فأخبرته ، قال : ألا أخبرتني حتّى أعلّمك كيف كانوا يصنعون؟ فقلت : ألم أخبرك؟ قال : ما أخبرتني ، إنّ أصحاب محمد صلى‌الله‌عليه‌وسلم كانوا لا يقربون نساءهم حتى تصلّي المرأة خلف زوجها ، فإن أبت أن تصلّي خلفك ، فصلّ أنت ركعتين ، ثم قل : اللهم بارك لي في أهلي وبارك لأهلي فيّ ، اللهم ارزقني منها وارزقها منّي ، اللهم اجمع بيننا ما جمعت في خير ، وفرّق بيننا إذا فرّقت إلى خير (٢).

توفي عبد المحسن بن تريك يوم الأربعاء يوم عرفة من سنة خمس وسبعين وخمس مئة.

٢٠٩٩ ـ عبد المحسن بن يوسف بن عمر بن الحسين المقرئ ، أبو الفضل ، وقيل : أبو القاسم.

من أهل الحربية ، من أبناء الشّيوخ الصّالحين الرّواة.

سمع عبد المحسن هذا من أبي القاسم هبة الله بن محمد بن الحصين ، وأبي العز أحمد بن عبيد الله ابن كادش ، وأبي الحسين محمد بن محمد ابن

__________________

(١) هو إبراهيم النخعي.

(٢) إسنادها ضعيف ، لضعف عبيدة بن معتب.

٢٧٨

الفرّاء ، وأبي القاسم عبد الله بن أحمد بن يوسف ، وغيرهم ، وروى عنهم.

سمع منه أحمد بن سلمان الحربي ، وأبو بكر بن مشّق البيّع ، وعبد الله بن أبي بكر الخبّاز ، وجماعة آخرون.

قال ابن مشّق : وتوفي ليلة الجمعة خامس عشري ذي الحجة سنة خمس وسبعين وخمس مئة ، ودفن بكرة الجمعة عند أبيه بباب حرب.

٢١٠٠ ـ عبد المحسن (١) بن ختلغ بن عبد الله أبو محمد ، ويسمّى طغدي ، وهو المشهور من اسمه.

ربّاه عليّ بن عساكر البطائحي ، وقرأ عليه القرآن الكريم بالقراءات ، وسمّعه من جماعة منهم : أبو الفضل محمد بن ناصر السّلامي ، وأبو القاسم سعيد بن أحمد ابن البنّاء ، وأبو الوقت عبد الأوّل بن عيسى الهرويّ وغيرهم ، وروى عنهم.

وحدّث بالجانب الغربي في جامع العقبة سنة ثمان وسبعين وخمس مئة ، سمع منه أبو نصر محمد بن عبد السّيّد ابن الزّيتوني وغيره. وخرج إلى الشام ، واستوطن دمشق إلى أن توفي بها ، وحدّث في طريقه.

سألته عن مولده ، فقال : في سنة أربع وثلاثين وخمس مئة.

وتوفي بدمشق في محرم سنة تسع وثمانين وخمس مئة ، ودفن بها.

٢١٠١ ـ عبد المحسن (٢) بن عبد الله بن عبد المحسن ، أبو الحسين العبسميّ (٣).

__________________

(١) ترجمه المنذري في التكملة ١ / الترجمة ١٨٦ ، والذهبي في تاريخ الإسلام ١٢ / ٨٧٨ (باسم طغدي) ، والمختصر المحتاج ٣ / ٨٧ ، وابن رجب في الذيل على طبقات الحنابلة ١ / ٣٧٨.

(٢) ترجمه ابن نقطة في إكمال الإكمال ٤ / ٢٥٧ ، وابن ناصر الدين في توضيح المشتبه ٦ / ١٢٣ ، وابن حجر في تبصير المنتبه ٣ / ٩٨٩.

(٣) بفتح العين المهملة وبعد الباء الموحدة الساكنة سين مهملة مفتوحة وبعد الميم ياء النسبة ،

٢٧٩

من أهل أبهر زنجان.

كان فقيها شافعيا ، تفقه ببلده على أبيه وعمّه. وقدم بغداد ، وتفقه بها على أسعد بن أبي نصر الميهني ، وسمع بها من القاضي أبي بكر محمد بن عبد الباقي الأنصاري ، وعاد إلى بلده وتولّى القضاء به ، ودرّس الفقه ، وحدّث ؛ ذكر لي ذلك كلّه عبد المحسن بن فرامرز الصّوفي ، قال : وتوفي قبل سنة تسعين وخمس مئة بيسير.

٢١٠٢ ـ عبد المحسن (١) بن عليّ بن محمد ، أبو منصور بن أبي الحسن.

من أهل الجانب الغربي ، ومحلة النّصريّة ، يعرف بابن الفرّاش.

مقرئ ، سمع أبا القاسم هبة الله بن محمد بن الحصين ، وروى عنه ، سمع منه القاضي عمر القرشي ومن بعده ، وأجاز لنا ، وما قدّر لي لقاؤه.

توفي بعد سنة تسعين وخمس مئة بقليل.

٢١٠٣ ـ عبد المحسن (٢) بن أحمد بن وهب البزّاز ، أبو منصور ، يعرف بالزّابيّ.

من ساكني سوق الكتّان بباب الأزج.

سمع أبا البركات يحيى بن عبد الرّحمن بن حبيش ، وأبا سعد أحمد بن محمد الأصبهاني ، وأبا الفضل عبد الملك بن عليّ بن يوسف وغيرهم ، وحدّث عنهم. سمع منه أصحابنا واستجازوه لنا.

توفي ليلة الجمعة رابع عشر رجب سنة سبع وتسعين وخمس مئة ، رحمه‌الله وإيانا.

__________________

هذه النسبة إلى «عبد السلام» : اسم جد له.

(١) اختاره الذهبي في المختصر المحتاج ٣ / ٨٧.

(٢) ترجمه المنذري في التكملة ١ / الترجمة ٦٠١ ، والذهبي في المختصر المحتاج ٣ / ٨٧.

٢٨٠