ذيل تأريخ مدينة السلام - ج ٤

أبي عبد الله محمّد بن سعيد بن الدبيثي

ذيل تأريخ مدينة السلام - ج ٤

المؤلف:

أبي عبد الله محمّد بن سعيد بن الدبيثي


المحقق: الدكتور بشار عوّاد معروف
الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: دار الغرب الإسلامي ـ بيروت
الطبعة: ١
الصفحات: ٦٤٦

من أهل باب البصرة ، أخو بركة بن نزار الذي قدّمنا ذكره (١) ، وهذا الأصغر.

سمع أبا الحسن عليّ بن محمد بن أبي عمر الدّبّاس ، وأبا حفص عمر بن عبد الله الحربي ، وغيرهما. سمعنا منه شيئا يسيرا.

قرأت على أبي نزار عبد الواحد بن نزار بباب منزله بباب البصرة ، قلت له :أخبركم أبو الحسن بن أبي عمر وأبو حفص الحربي قراءة عليهما وأنت تسمع ، فأقرّ به ، قالا : حدثنا النّقيب أبو الفوارس طراد بن محمد الزّينبي إملاء ، قال : أخبرنا أبو الحسين عليّ بن محمد بن بشران ، قال : أخبرنا أبو عليّ إسماعيل بن محمد بن إسماعيل الصّفّار ، قال : أخبرنا أبو بكر أحمد بن منصور الرّمادي ، قال : أخبرنا عبد الرّزّاق بن همّام ، قال : أخبرنا معمر ، عن الزّهري ، قال : حدثني أنس بن مالك أنّ رجلا من الأعراب أتى النّبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم فقال : يا رسول الله ، متى السّاعة؟ فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «ما أعددت لها»؟ فقال الأعرابيّ : ما أعددت لها من كبير أحمد عليه نفسي ، إلا أنّي أحبّ الله ورسوله ، فقال له رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «فإنّك مع من أحببت» (٢).

سألت عبد الواحد بن نزار عن مولده ، فقال : في شهر رمضان سنة ثمان وثلاثين وخمس مئة (٣).

__________________

٢٧٥٠ ، ومنصور بن سليم في ذيله على ابن نقطة ١ / ٢٣٢ لتأخر وفاته عن وفاة ابن نقطة ، والذهبي في تاريخ الإسلام ١٤ / ١٤٧ ، والمختصر المحتاج ٣ / ٧٨ ، وابن ناصر الدين في توضيح المشتبه ١ / ٥١٣ و ٢ / ٤١٤ ، وابن حجر في تبصير المنتبه ١ / ٣٤٨.

(١) الترجمة ١٠٨٦.

(٢) حديث صحيح تقدم تخريجه في الترجمة ١٥٥٣.

(٣) لم يذكر المؤلف وفاته لتأخرها عن النشرة الأخيرة لكتابه ، وقد توفي عبد الواحد هذا في ليلة العاشر من شعبان سنة ٦٣٤ ، ودفن بمقبرة جامع المنصور ، ذكر ذلك المنذري وغيره.

٢٤١

٢٠٥٣ ـ عبد الواحد (١) بن عليّ بن عبد الواحد بن محمد بن عليّ ابن الصّبّاغ ، أبو القاسم بن أبي الحسن بن أبي المظفّر بن أبي غالب.

من ساكني الكرخ.

أحد الشّهود المعدّلين هو وأبوه وجده وجد أبيه ، ومن بيت الرّواية والتّحديث.

شهد عند قاضي القضاة أبي الحسن عليّ بن أحمد ابن الدّامغاني في ولايته الثانية يوم سابع عشر شوّال سنة سبع وسبعين وخمس مئة ، وزكّاه عمّه أبو جعفر محمد بن عبد الواحد ابن الصّبّاغ وأبو جعفر هارون بن محمد ابن المهتدي بالله.

وسمع أبا القاسم سعيد بن أحمد ابن البنّاء حضورا ، وأبا الفتح محمد بن عبد الباقي بن سلمان. سمعنا منه.

قرئ على أبي القاسم عبد الواحد بن عليّ ابن الصّبّاغ بمنزله بالكرخ وأنا أسمع ، قيل له : أخبركم أبو القاسم سعيد بن أحمد بن الحسن ابن البنّاء قراءة عليه وأنت حاضر تسمع في سنة ست وأربعين وخمس مئة ، قال : أخبرنا أبو الحسن عاصم بن الحسن بن محمد المقرئ ، قال : أخبرنا أبو الحسين أحمد بن محمد بن أحمد الواعظ ، قال : أخبرنا أبو الحسين عليّ بن محمد بن عبيد الحافظ ، قال : حدثنا عليّ بن سهل ، قال : حدثنا عليّ بن قادم ، قال : حدثنا عبد السّلام بن حرب ، عن أبي الجحّاف (٢) ، عن جميع بن عمير ، قال : دخلت مع عمّتي على عائشة ، فقالت عمّتي لعائشة : من كان أحبّ النّاس إلى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم؟ قالت : فاطمة عليها‌السلام. قالت : من الرجال؟ قالت : زوجها (٣).

__________________

(١) ترجمه ابن النجار في التاريخ المجدد ١ / ٢٦٥ ، والمنذري في التكملة ٣ / الترجمة ١٧٨٢ ، والذهبي في تاريخ الإسلام ١٣ / ٥٤٩ ، والمختصر المحتاج ٣ / ٧٨.

(٢) أبو الجحاف اسمه داود بن عوف.

(٣) إسناده ضعيف ، لضعف جميع بن عمير كما حررناه في تحرير التقريب ، وقد قال الحافظ ابن

٢٤٢

قال موسى بن عليّ ابن المسوحي الأنباري في تسميعه لأبي القاسم ابن الصّبّاغ هذا في سنة ست وأربعين وخمس مئة : وله من العمر يومئذ أربع سنين وشهران ، فيكون مولده على هذا القول في سنة اثنتين وأربعين وخمس مئة ، والله أعلم.

وتوفّي ليلة السّبت ثاني محرم سنة ثمان عشرة وست مئة ، ودفن يوم السّبت بباب حرب.

٢٠٥٤ ـ عبد الواحد (١) بن عبد العزيز بن علوان ، أبو محمد السّقلاطونيّ.

من أهل الحربية.

سمع أبو الفتح محمد بن عبد الباقي المعروف بابن البطّي ، وروى لنا عنه.

قرأت على أبي محمد عبد الواحد بن عبد العزيز بن علوان ، قلت له : أخبركم أبو الفتح محمد بن عبد الباقي بن أحمد بن سلمان قراءة عليه وأنت تسمع ، فأقرّ به ، قال : أخبرنا أبو الفضل حمد بن الحسن بن أحمد الحدّاد قراءة

__________________

حجر في التقريب : «صدوق يخطئ ويتشيع» ، وهو حكم غير دقيق فقد قال الإمام البخاري : فيه نظر ، وقال ابن نمير : من أكذب الناس. وقد سبر ابن عدي أحاديثه ، فقال : وما قاله البخاري كما قاله في أحاديثه نظر ، وعامة ما يرويه لا يتابعه عليه أحد ، على أنه قد روى عنه جماعة. وذكره ابن حبان في المجروحين ، وقال : كان رافضيا يضع الحديث ، وقال أبو حاتم وحده : محله الصدق ، صالح الحديث. قلت : فمن أين يأتيه الصدق بعد الذي ذكره البخاري وابن نمير وابن حبان وابن عدي؟

أخرجه الترمذي (٣٨٧٤) ، وقال : «حسن غريب» ، وأبو يعلى (٤٨٥٧) ، والحاكم ٣ / ١٥٤.

(١) ترجمه ابن النجار في التاريخ المجدد ١ / ٢٤٧ ، والمنذري في التكملة ٣ / الترجمة ٢٠٠٥ ، والذهبي في تاريخ الإسلام ١٣ / ٦٧٤.

٢٤٣

عليه ، قال : أخبرنا أبو نعيم أحمد بن عبد الله بن أحمد الحافظ ، قال : حدثنا محمد بن الحسن اليقطينيّ ، قال : حدثنا محمد بن محمد الباغندي ، قال : حدثنا أحمد بن عمرو بن السّرح ، قال : حدثنا ابن وهب ، قال : حدثنا سفيان بن عيينة ، عن مسعر بن كدام ، عن قيس بن مسلم ، عن طارق بن شهاب ، عن عبد الله بن مسعود ، عن أبي سعيد الخدري ، عن النّبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، قال : «من رأى منكم منكرا فليغيره بيده ، فإن لم يستطع فبلسانه ، فإن لم يستطع فبقلبه ، وذلك أضعف الإيمان» (١).

__________________

(١) حديث صحيح ، وهذا إسناد صحيح رجاله ثقات لكنه غريب جدا ، فلا أعرف في كتب الحديث رواية لعبد الله بن مسعود عن أبي سعيد الخدري ، وطارق بن شهاب يروي عن عبد الله بن مسعود عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، ويروي عن أبي سعيد الخدري عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، ولكنني لم أقف له على رواية عن عبد الله بن مسعود عن أبي سعيد عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم. ثم إنّ هذا إسناد نازل ، كما سيأتي بيانه.

وهذا الحديث له طريقان مشهوران عن أبي سعيد ، الأول طريق طارق بن شهاب ـ وهو البجلي الأحمسي الكوفي ، وله رؤية ـ عن أبي سعيد ، وقد رواه عنه قيس بن مسلم ، ورواه عن قيس جماعة من أصحابه منهم : سليمان بن مهران الأعمش ، وشعبة بن الحجاج ، وسفيان بن سعيد الثوري ، ومالك بن مغول (أخرجه أحمد ٣ / ١٠ و ٢٠ و ٤٩ و ٥٤ و ٩٢ ، ومسلم ١ / ٥٠ (٤٩) ، وأبو داود (١١٤٠) و (٤٣٤٠) ، والترمذي (٢١٧٢) ، وابن ماجة (١٢٧٥) و (٤٠١٣) ، والنسائي في المجتبى ٨ / ١١١ و ١١٢ ، وفي الكبرى (١١٧٣٩) و (١١٧٤٠) ، والمزي في تهذيب الكمال ٩ / ١٥٨.

وأما الطريق الثاني فهو طريق رجاء بن ربيعة عن أبي سعيد (وهو عند أحمد ٣ / ١٠ و ٥٢ ومسلم ١ / ٥٠ (٤٩) وغيرهم).

والذي يهمنا هو الطريق الأول ، أعني طريق طارق بن شهاب عن أبي سعيد ، فأنت ترى أن الإسناد الوارد في كتابنا هذا من طريق الباغندي هو إسناد نازل ، فضلا عن غرابة رواية عبد الله بن مسعود عن أبي سعيد ، ولعلي لا أجانب الصواب إذا غلّطت هذه الرواية ، والله أعلم.

٢٤٤

٢٠٥٥ ـ عبد الواحد (١) بن أبي المطهّر (٢) بن الفضل بن عبد الواحد الصّيدلانيّ ، أبو القاسم.

من أهل أصبهان.

سمع ببلده من أبي بكر محمد بن عليّ بن أبي ذر الصّالحانيّ ، وغيره. قدم بغداد حاجا في سنة ست وسبعين وخمس مئة ، فحجّ وعاد إليها سنة سبع وسبعين ، وحدّث بها عن أبي ذر المذكور ، فسمع منه جماعة منهم أبو الفتح محمد بن محمود ابن الحرّاني ، وأخرج عنه حديثا في «مشيخته» ، رحمه‌الله وإيانا (٣).

٢٠٥٦ ـ عبد الواحد (٤) بن أبي الفتح بن عبد الرّحمن بن عصيّة ، أبو محمد.

من أهل الحربية ، ابن عمّ عبد الرحمن بن عليّ بن عصيّة الذي قدّمنا ذكره (٥).

__________________

(١) ترجمه ابن النجار في التاريخ المجدد ١ / ٢٧٦ ، والذهبي في تاريخ الإسلام ١٣ / ١١٦ ، والعبر ٥ / ١٣ ، وابن العماد في الشذرات ٥ / ١٦.

(٢) ذكر ابن النجار أن اسمه القاسم.

(٣) لم يعرف المؤلف وفاته فلم يذكرها ولا ذكر مولده ، وقد ذكرهما محب الدين ابن النجار ، فنقل من خط عبد الوهاب بن بزغش ـ الذي تقدمت ترجمته ـ أنه سأله عن مولده ، فذكر له أنه سنة ٥١٤. ثم قال : «قرأت بخط صديقنا أبي العلاء عليّ بن الحسن القزويني ثم الأصبهاني ، قال : توفي أبو القاسم بن أبي المطهر الصيدلاني في يوم الأحد تاسع عشر جمادى الأولى سنة خمس وست مئة بأصبهان» (تاريخه ١ / ٢٧٨).

(٤) ترجمه ابن نقطة في إكمال الإكمال ٤ / ١٧٤ ، وابن النجار في التاريخ المجدد ١ / ٢٧٥ ، والمنذري في التكملة ١ / الترجمة ١١٣ ، والذهبي في تاريخ الإسلام ١٢ / ٨١٩ ، والمشتبه ٤٦٣ ، وابن ناصر الدين في توضيح المشتبه ٦ / ٢٨٩ ، وابن حجر في تبصير المنتبه ٣ / ٩٥٦.

(٥) الترجمة ١٨٢٨.

٢٤٥

قال أحمد بن سلمان الحربيّ المعروف بالسّكّر : توفي يوم الثلاثاء سابع عشري جمادى الأولى سنة ست وثمانين وخمس مئة.

٢٠٥٧ ـ عبد الواحد (١) بن أبي سالم بن جعفر ، أبو محمد الشّاعر.

من أهل مصر ، قدم بغداد وسكنها إلى حين وفاته ، وكان مقيما بالمدرسة النّظامية ، وله معرفة بالأدب ويقول الشّعر ، وله مدائح كثيرة في سيّدنا ومولانا الإمام المفترض الطّاعة على كافة الأنام النّاصر لدين الله أمير المؤمنين ـ خلّد الله ملكه ـ وكان أحد شعراء الدّيوان العزيز ، مجّده الله.

سمعت منه كثيرا من شعره ؛ أنشدنا أبو محمد عبد الواحد بن أبي سالم المصري لنفسه من قصيدة له :

بيضاء قد لعب الصّبا بقوامها

فأقام فيه مقامة العذّال

رأت انهمال مدامعي فتبسّمت

فنضت عقيقا عن عقود لآلي

وثنت معاطفها الوشاح فأسلمت

شمل العبير إلى هبوب شمال

أو ظنّ واشيها المضلّل أنني

سالي الهوى عن ريقها السّلسال

أو أنّ قلبي راح منها خاليا

أو من هواها في الزّمان الخالي

ما روح بلبالي غداة تحمّلت

في الظّاعنين مجدّد بل بالي

قد قوبلت بالحسن كلّ جهاتها

من حيث عنّت أقبلت بجمال

توفي عبد الواحد المصري ببغداد يوم الاثنين ثامن محرم سنة أربع عشرة وست مئة ، ودفن في يومه بالجانب الشّرقي بمقبرة درب الخبّازين ، رحمه‌الله وإيانا.

__________________

(١) ترجمه المنذري في التكملة ٢ / الترجمة ١٥١٦.

٢٤٦

٢٠٥٨ ـ عبد الواحد (١) بن أبي محمد (٢) بن منصور المستعمل ، أبو منصور.

من أهل الحريم الطّاهري.

سمع أبا الوقت عبد الأوّل بن عيسى الهروي ، وأبا المعالي محمد بن محمد ابن اللّحّاس العطّار ، وأبا عليّ أحمد بن أحمد ابن الخرّاز ، وغيرهم. سمعنا منه.

أخبرنا أبو منصور عبد الواحد بن أبي محمد ابن المستعمل بقراءتي عليه ، قلت له : أخبركم أبو المعالي محمد بن محمد بن محمد ابن الخبّاز العطّار قراءة عليه وأنت تسمع ، فأقرّ به ، قال : أخبرنا أبو محمد عبد الله بن عطاء الهروي ، قال : أخبرنا عبد الرّحمن بن محمد بن المظفّر ، قال : حدثنا عبد الله بن أحمد بن حمّوية ، قال : حدثنا إبراهيم بن خزيم (٣) ، قال : حدثنا عبد بن حميد ، قال : حدثني أبو الوليد ، قال : حدثني إسحاق بن (سعيد) (٤) بن عمرو بن سعيد بن العاص ، عن أبيه ، عن جدّه ، قال : كنت عند عثمان فدعا بطهور ، فقال : سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يقول : «ما من امرئ مسلم تحضره صلاة مكتوبة فيحسن وضوءها وخشوعها وركوعها ، إلا كانت كفّارة لما قبلها من الذّنوب ، ما لم يؤت كبيرة ، وذلك الدّهر كلّه» (٥).

توفي عبد الواحد هذا يوم الخميس خامس جمادى الآخرة سنة عشرين وست مئة ، ودفن يوم الجمعة بباب حرب.

«آخر الجزء التاسع والثلاثين من الأصل»

__________________

(١) ترجمه ابن النجار في التاريخ المجدد ١ / ٢٧٩ ، والمنذري في التكملة ٣ / الترجمة ١٩٣٢ ، والذهبي في تاريخ الإسلام ١٣ / ٦١٧ ، والمختصر المحتاج ٣ / ٧٨.

(٢) اسمه المبارك ، كما في تاريخ ابن النجار.

(٣) بالزاي ، وهو الشاشي صاحب عبد بن حميد ، قيده الأمير في الإكمال ٣ / ١٣٤.

(٤) ما بين الحاصرتين لابد منه قد أخلت به النسختان.

(٥) حديث صحيح.

أخرجه مسلم في الطهارة ١ / ١٤٢ (٢٢٨).

٢٤٧

ذكر من اسمه عبد الصّمد

٢٠٥٩ ـ عبد الصّمد (١) بن محمد بن عليّ بن عبد الصّمد بن عليّ بن محمد بن الحسن بن الفضل ابن المأمون ، أبو الغنائم بن أبي غانم الهاشميّ.

من أهل الجانب الغربي ، من بيت الحديث والرّواية والتّقدّم.

أنبأنا القاضي أبو المحاسن عمر بن عليّ القرشيّ ، ومن خطّه نقلت ، قال : عبد الصّمد بن محمد ابن المأمون ، سمع أبا عليّ محمد بن سعيد بن نبهان وجماعة بعده. كتبت عنه ، وكان صالحا ، قارئا لكتاب الله ، كثير الصّلاة والعبادة ، ثقة ، صحيح السّماع. أقام سنين يتقدّم في المواكب على جميع الهاشميين على عادة بينهم ، ثم انقطع وسكن رباطا في الجانب الغربي.

أخبرنا أبو العبّاس أحمد بن أحمد المعدّل بقراءتي عليه ، قلت له : أخبركم أبو الغنائم عبد الصّمد بن محمد بن عليّ ابن المأمون قراءة عليه فأقرّ به ، قال : أخبرنا أبو عليّ محمد بن سعيد بن إبراهيم بن نبهان الكاتب ، قال : أخبرنا أبو عليّ الحسن بن أحمد بن شاذان ، قال : حدثنا عثمان بن أحمد الدّقاق ، قال : حدثنا محمد بن عيسى بن حيّان ، قال : حدثنا الحسن بن قتيبة ، قال : حدثنا يونس بن أبي إسحاق ، عن أبي إسحاق ، عن البراء ، قال : كان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم إذا أراد أن ينام وضع يده اليمنى تحت خدّه الأيمن ، ثم يقول : «قني عذابك يوم تبعث عبادك» (٢).

ذكر أحمد بن أحمد هذا عبد الصّمد ابن المأمون فأثنى عليه ، وقال : كان صالحا.

__________________

(١) ترجمه ابن الفوطي في الملقبين بقوام الدين من تلخيص مجمع الآداب ٤ / الترجمة ٣٠٨٠ ، والذهبي في تاريخ الإسلام ١٢ / ٤٤٢ ، والمختصر المحتاج ٣ / ٧٨.

(٢) حديث صحيح تقدم تخريجه في الترجمة ٨٧٢.

٢٤٨

أخبرنا عمر بن عليّ القاضي إذنا ، قال : توفي أبو الغنائم ابن المأمون في رجب سنة سبعين وخمس مئة ، رحمه‌الله وإيانا.

٢٠٦٠ ـ عبد الصّمد (١) بن بديل (٢) الجيلي ، أبو محمد المقرئ.

قرأ القرآن ، وقدم بغداد واستوطنها إلى حين وفاته ، وصحب القاضي أبا يعلى محمد بن محمد ابن الفرّاء ، وتفقّه عليه.

قال أبو القاسم تميم بن أحمد ابن البندنيجي : توفي عبد الصّمد بن بديل الجيلي يوم السّبت سلخ ربيع الأوّل سنة إحدى وسبعين وخمس مئة ، ودفن بباب حرب.

٢٠٦١ ـ عبد الصّمد بن إبراهيم بن عبد الله الجوهريّ ، أبو محمد البارزيّ.

سمع أبا القاسم هبة الله بن محمد بن الحصين ، وغيره. سمع منه أبو المحاسن الدّمشقي ، وغيره.

أنبأنا أبو المحاسن بن أبي الحسن الدّمشقي ، قال : أخبرنا أبو محمد عبد الصّمد بن إبراهيم الجوهريّ ، قال : أخبرنا أبو القاسم هبة الله بن محمد بن الحصين.

وقرأته على القاضي أبي الفتح محمد بن أحمد بن بختيار الواسطي ، بها ، قلت له : أخبركم أبو القاسم بن الحصين قراءة عليه وأنت تسمع ، فأقرّ به ، قال : أخبرنا أبو طالب محمد بن محمد بن غيلان ، قال : حدثنا أبو بكر محمد بن عبد الله الشّافعي ، قال (٣) : حدثنا محمد بن مسلمة ، قال : حدثنا يزيد بن

__________________

(١) ترجمه ابن رجب في الذيل على طبقات الحنابلة ١ / ٣٢٩ نقلا من ابن القطيعي وابن النجار.

(٢) بديل : بفتح الباء الموحدة ، قيده القطيعي ، وهو مجود في النسختين أيضا ، ولم يذكره ابن نقطة في «بديل وبديل» فيستدرك عليه.

(٣) الغيلانيات (٣٤٢).

٢٤٩

هارون ، قال : حدثنا شريك ، عن عاصم بن كليب ، عن أبيه ، عن وائل بن حجر ، قال : رأيت النّبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم يضع ركبتيه قبل يديه ويرفع يديه قبل ركبتيه (١).

٢٠٦٢ ـ عبد الصّمد (٢) بن يوسف بن عيسى النّحويّ ، أبو محمد الضّرير.

من قرية من السّواد تعرف بزرفينيا (٣).

سكن بغداد ، وحفظ القرآن الكريم ، وقرأ النّحو على أبي محمد ابن الخشّاب ، ثم صار إلى واسط فسكنها إلى حين وفاته ، ورأيته بها ، وكان يقرئ النّحو. وحضر معنا سماع «صحيح البخاري» لمّا قرئ على شيخنا أبي طالب ابن الكتّاني ، وكان كثير التّلاوة للقرآن المجيد ، له أوراد من الصّلاة والذّكر.

توفي بواسط في ربيع الأوّل سنة ست وسبعين وخمس مئة ، ودفن بسكة الأعراب.

٢٠٦٣ ـ عبد الصّمد (٤) بن عليّ بن الحسن بن عليّ ، أبو القاسم

__________________

(١) إسناده ضعيف ، شريك هو ابن عبد الله النخعي سيئ الحفظ ، ولذلك فهو ضعيف عند التفرد ، وقد تفرد بهذا الحديث كما نص عليه الإمام الترمذي ، ومحمد بن مسلمة ضعيف أيضا ، لكنه متابع.

أخرجه الدارمي (١٣٢٦) ، وأبو داود (٨٣٨) ، والترمذي (٢٦٨) وفي العلل الكبير ١ / ١٤٨ ، والنسائي ٢ / ٢٠٦ و ٢٣٤ وفي الكبرى (٥٨٩) و (٦٥٣) ، وابن خزيمة (٦٢٦) و (٦٢٩) ، والطحاوي في شرح المعاني ١ / ٢٥٥ ، وابن حبان (١٩١٢) ، والطبراني في الكبير ٢٢ / حديث (٩٧) ، والدارقطني في السنن ١ / ٣٤٥ ، والحاكم ١ / ٢٢٦ ، والبيهقي ٢ / ٩٨.

(٢) ترجمه ياقوت في «زرفامية» من معجم البلدان ٣ / ١٣٧ ، والقفطي في إنباه الرواة ٢ / ١٧٨ ، والصفدي في الوافي ١٨ / ٤٦٣ ، ونكت الهميان ١٩٤ ، والسيوطي في بغية الوعاة ٢ / ٩٧.

(٣) سماها ياقوت : زرفامية ، ويقال : زرفانية ، بضم أوله وسكون ثانيه وبعد الألف ميم أو نون ثم ياء مثناة من تحت.

(٤) ترجمه الذهبي في تاريخ الإسلام ١٢ / ٦٠٠ ، والمختصر المحتاج ٣ / ٧٩.

٢٥٠

الحذّاء ، يعرف بابن الأخرم.

سمع أبا طالب عبد القادر بن محمد بن يوسف ، وأبا المعالي أحمد بن محمد ابن البخاري ، وأبا عليّ الحسن بن محمد الباقرحي ، وأبا سعد أحمد بن عبد الجبّار ابن الطّيوري ، وأبا الحسين محمد بن محمد ابن الفرّاء ، وغيرهم ، وروى عنهم.

سمع منه القاضي عمر القرشي وطبقته ، ورأيته وما اتفق لي منه سماع ، وقد أجاز لي في سنة أربع وسبعين وخمس مئة.

كتب إلينا عبد الصّمد بن عليّ ابن الأخرم بخطّه تحت إجازته لنا : ومولدي في سنة سبع وخمس مئة.

وتوفي فجاءة في ليلة الاثنين حادي عشري ذي الحجة سنة سبع وسبعين وخمس مئة ، يقال : وجد ميتا في بيته قاعدا ، رحمه‌الله وإيانا.

٢٠٦٤ ـ عبد الصّمد (١) بن الحسين بن عبد الغفّار الكلاهينيّ ، أبو المظفّر بن أبي عبد الله بن أبي الوفاء الزّنجانيّ الواعظ ، وكلاهين من نواحي زنجان ، يعرف بالبديع.

قدم بغداد في صباه واستوطنها إلى حين وفاته ، وصحب الشّيخ أبا النّجيب السّهروردي ، وأخذ عنه الوعظ. وسمع بها من أبي القاسم هبة الله بن محمد بن الحصين ، وأبي القاسم زاهر بن طاهر الشّحّامي ، وأبي بكر محمد بن عبد الله العامري وغيرهم. وحدّث بالكثير ، ووعظ سنين.

__________________

(١) ترجمه ياقوت في «كلاهين» وإن تحرفت فيه إلى «كلامين» ٤ / ٤٧٥ ، وابن نقطة في إكمال الإكمال ١ / ٢٥٠ ، والتقييد ٣٨٠ ، والمنذري في التكملة ، الورقة ٤ (من القطعة غير المنشورة) ، والذهبي في تاريخ الإسلام ١٢ / ٧٣٤ ، والمختصر المحتاج ٣ / ٧٩ ، والصفدي في الوافي ١٨ / ٤٤٤ ، والسبكي في طبقات الشافعية الكبرى ٧ / ١٧٠ ، وابن ناصر الدين في توضيح المشتبه ١ / ٤٩٢.

٢٥١

وكان له رباط يجلس فيه بقراح القاضي وعنده جماعة من الفقراء ، قصدناه للسّماع منه في سنة ست وسبعين وخمس مئة فاعتذر إلينا بشغل كان له يومئذ ، فلم يتّفق لي العود إليه ، وقد أجاز لي مرارا.

أنبأنا البديع أبو المظفّر عبد الصّمد بن الحسين الزّنجاني ، قال : قرئ على أبي القاسم هبة الله بن محمد بن الحصين ببغداد في سنة خمس وعشرين وخمس مئة وأنا أسمع.

وقرأته على أبي محمد عبد الغني بن الحسن بن أحمد ابن العطّار الهمذاني ، قدم علينا ، قلت له : أخبركم أبو القاسم هبة الله بن محمد بن الحصين (١) قراءة عليه وأنت تسمع ببغداد ، فأقرّ بذلك ، قال : أخبرنا القاضي أبو الطّيّب طاهر بن عبد الله بن طاهر الطّبري ، قراءة عليه وأنا أسمع ، قال : أخبرنا أبو أحمد محمد بن أحمد بن الغطريف العبدي بجرجان ، قال : أخبرنا أبو العباس أحمد بن عمر بن سريج ، قال : حدثنا أبو يحيى محمد بن سعيد الضّرير ، قال : حدثنا زيد بن الحباب ، قال : حدثنا سيف بن سليمان ، قال : أخبرني قيس بن سعد ، عن عمرو بن دينار ، عن ابن عبّاس ، قال : قضى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم بشاهد ويمين (٢).

توفي البديع الزّنجاني يوم الأحد رابع عشر شهر ربيع الآخر من سنة إحدى وثمانين وخمس مئة ، ودفن برباطه بقراح القاضي ، رحمه‌الله وإيانا وجميع المسلمين.

__________________

(١) حدث هنا تكرار في النسختين المنقولتين عن أصل واحد ، فقد جاء فيهما بعد هذا : «ببغداد في سنة خمس وعشرين وخمس مئة وأنا أسمع. وقرأته على أبي محمد عبد الغني بن الحسن ابن أحمد ابن العطّار الهمذاني قدم علينا ، قلت له : أخبركم أبو القاسم هبة الله بن محمد بن الحصين».

(٢) حديث صحيح تقدم تخريجه في الترجمة ٧٥١.

٢٥٢

٢٠٦٥ ـ عبد الصّمد (١) بن ظاعن بن محمد بن محمود الزّبيريّ ، أبو أحمد ابن شيخنا أبي محمد ، وقد تقدّم ذكر أبيه (٢).

سمع أبا الوقت السّجزي ، وأبا الفتح المعروف بابن البطّي ، وأبا محمد ابن المادح ، وأبا زرعة المقدسي ، وغيرهم. وما أظنه حدّث بشيء ، والله أعلم.

توفي يوم الأحد حادي عشري محرم سنة ثمان وتسعين وخمس مئة ، ودفن بالجانب الغربي بمشهد الإمام موسى بن جعفر عليهما‌السلام ، رحمه‌الله وإيانا.

٢٠٦٦ ـ عبد الصّمد (٣) بن عبد الخالق بن المبارك ، أبو القاسم الطّحّان.

واسطيّ الأصل بغداديّ المولد والدار ، ابن عمّ شيخينا عبد الرحمن والمبارك ابني سعد الله الواسطي.

سمع من أبي زرعة طاهر بن محمد المقدسي ، وروى شيئا يسيرا. سمع منه بعض أصحابنا.

توفي بسيواس في أحد الرّبيعين من سنة ثمان وست مئة ، رحمه‌الله وإيانا.

٢٠٦٧ ـ عبد الصّمد (٤) بن يوسف بن محمد بن عليّ البزّاز ، أبو محمد من ساكني دار البساسيريّ.

__________________

(١) ترجمه المنذري في التكملة ١ / الترجمة ٦٤١ ، والذهبي في تاريخ الإسلام ١٢ / ١١٤٨ ، والمختصر المحتاج ٣ / ٧٩.

(٢) الترجمة ١٦١٣.

(٣) ترجمه المنذري في التكملة ٢ / الترجمة ١١٩٣.

(٤) ترجمه المنذري في التكملة ٢ / الترجمة ١٢٥٠ ، وابن الفوطي في الملقبين بعفيف الدين من تلخيص مجمع الآداب ٤ / الترجمة ٧١٢ ، والذهبي في تاريخ الإسلام ١٣ / ٢١٧ ، والمختصر المحتاج ٣ / ٨٠.

٢٥٣

سمع أبا عبد الله محمد بن عبيد الله ابن الرّطبي ، وأبا الوقت السّجزيّ ، وغيرهم. وكان فيه عسر في الرّواية. سمعنا منه ، ولعله ما روى لغيرنا ، والله أعلم.

قرأت على أبي محمد عبد الصّمد بن يوسف بن محمد البزّاز ، قلت له : أخبركم أبو الوقت عبد الأوّل بن عيسى بن شعيب الصّوفي قراءة عليه وأنت تسمع ، فأقرّ به ، قال : أخبرنا أبو الحسن عبد الرحمن بن محمد بن المظفّر الدّاودي ، قال : أخبرنا أبو محمد عبد الله بن أحمد بن حمّوية السّرخسي ، قال : أخبرنا أبو عبد الله محمد بن يوسف الفربري ، قال : أخبرنا أبو عبد الله محمد بن إسماعيل البخاري ، قال (١) : حدثنا عصام بن خالد ، قال : حدثنا حريز بن عثمان ، أنّه سأل عبد الله بن بسر صاحب النّبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : أرأيت النّبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم كان شيخا؟ قال : كان في عنفقته شعرات بيض.

توفي عبد الصّمد بن يوسف البزّاز في أواخر جمادى الآخرة سنة تسع وست مئة ، ودفن بباب حرب.

* * *

__________________

(١) في صفة النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم من صحيحه ٤ / ٢٢٧ (٣٥٤٦) ، وهو عند أحمد ٤ / ١٨٧ و ١٨٨ و ١٩٠ ، وعبد بن حميد (٥٠٦) وغيرهما.

٢٥٤

ذكر من اسمه عبد القادر

٢٠٦٨ ـ عبد القادر (١) بن عليّ بن نومة (٢) ، أبو محمد الأديب الشّاعر.

من أهل واسط.

قدم بغداد في صباه ، وجالس الشّريف أبا السّعادات هبة الله بن عليّ ابن الشّجري ، والشّيخ أبا منصور موهوب بن أحمد ابن الجواليقي ، وغيرهما من أهل الأدب. وقال الشّعر ، ومدح الأئمة الخلفاء الرّاشدين المقتفي لأمر الله ومن بعده ، وكان حسن النّظم.

ذكره أبو المعالي سعد بن عليّ الحظيري في كتابه المسمّى «زينة الدّهر في ذكر لطائف شعراء العصر» وأورد عنه شيئا من شعره ، ورأيته بواسط إلا أني لم آخذ عنه شيئا.

أنشدني أبو الحسن ثعلب بن عثمان الشّاعر ، قال : أنشدني أبو محمد عبد القادر بن عليّ بن نومة لنفسه فيما ذكر ثعلب ، وأظنّها لغيره :

أصيب ببلوى الجسم أيوب فاغتدى

به تضرب الأمثال إذ يذكر الصّبر

فلما انتهى بلواه من بعد جسمه

إلى القلب نادى معلنا «مسّني الضّرّ»

وكلّ بلائي عند قلبي ولم أبح

بشكوى الذي ألقى ولم يظهر السّرّ (٣)

خرج عبد القادر بن نومة من واسط مسافرا في صفر سنة ست وسبعين

__________________

(١) ترجمه ابن الصابوني في تكملة إكمال الإكمال ٢١ ، والذهبي في تاريخ الإسلام ١٢ / ٦٠٠ ، والمختصر المحتاج ٣ / ٨٠ ، وكلاهما ينقل من المؤلف.

(٢) قيده ابن الصابوني بضم النون.

(٣) قال الإمام الذهبي بعد أن ذكر الأبيات : «هذا هذيان وقول من وراء العافية ، ومجرد دعوى كاذبة ، كما فشر من قال : «وكلّ بلاء أيوب بعض بليتي» ، ولكن الشعراء في كل واد يهيمون ، ويقولون ما لا يفعلون ، وكما قيل : أملح الشعر أكذبه (تاريخ الإسلام ١٢ / ٦٠١).

٢٥٥

وخمس مئة فغاب خبره ، ولم يظهر أثره (١).

٢٠٦٩ ـ عبد القادر (٢) بن هبة الله بن عليّ بن هبة الله ابن الغضائريّ ، أبو عليّ.

سمع أبا القاسم هبة الله بن محمد بن الحصين ، وأبا الحسين محمد بن محمد ابن الفرّاء ، وأبا البركات يحيى بن عبد الرحمن بن حبيش الفارقي ، وغيرهم. وحدّث عنهم ؛ سمع منه القاضي أبو المحاسن عمر بن عليّ الدّمشقي ، وأبو بكر محمد بن المبارك بن مشّق ، وأبو محمد عبد الرّحمن بن عمر الواعظ ، وعبد الله بن أبي بكر الخبّاز ، وقال : توفي في سنة ثمانين وخمس مئة ، رحمه‌الله وإيانا.

٢٠٧٠ ـ عبد القادر (٣) بن هبة الله بن عبد الملك بن غريب الخال ، أبو محمد ، أخو عبد الرحمن الذي قدّمنا ذكره (٤).

سمع من القاضي أبي بكر محمد بن عبد الباقي البزّاز فيما قيل ، وروى عنه. سمع منه بعض الطّلبة ، وما لقيته.

وتوفي في ليلة الخميس النّصف من رجب سنة خمس وتسعين وخمس مئة ، رحمه‌الله وإيانا.

٢٠٧١ ـ عبد القادر (٥) بن خلف بن أبي البركات ، أبو بكر المؤدّب.

__________________

(١) ذكره الذهبي في وفيات سنة ٥٧٧ نقلا كما يظهر من تاريخ ابن النجار ، فهو الذي ذكر وفاته في هذه السنة على التمريض كما يظهر من نقل الجمال ابن الصابوني.

(٢) ترجمه الذهبي في تاريخ الإسلام ١٢ / ٦٤١ ، والمختصر المحتاج ٣ / ٨٠.

(٣) ترجمه المنذري في التكملة ١ / الترجمة ٤٨٦ ، والذهبي في تاريخ الإسلام ١٢ / ١٠٣٢ ، والمختصر المحتاج ٣ / ٨١.

(٤) الترجمة ١٨٥٧.

(٥) ترجمه المنذري في التكملة ٢ / الترجمة ٨٤٣ ، والذهبي في تاريخ الإسلام ١٢ / ١٢١٨ ، والمختصر المحتاج ٣ / ٨١.

٢٥٦

وقد تقدّم ذكرنا لأبيه (١).

سمع أبا الفتح عبد الملك بن أبي القاسم الكروخي ، وأبا الفضل محمد بن ناصر البغدادي ، وأباه ، وغيرهم. سمعنا منه.

قرأت على أبي بكر عبد القادر بن خلف ، قلت له : أخبركم أبو الفتح عبد الملك بن عبد الله بن أبي سهل الهروي قراءة عليه وأنت تسمع ، فأقرّ به ، قال : أخبرنا أبو عامر محمود بن القاسم الأزدي ، قال : أخبرنا أبو محمد عبد الجبّار بن محمد بن عبد الله ، قال : أخبرنا أبو العباس محمد بن أحمد بن محبوب ، قال : حدثنا أبو عيسى محمد بن عيسى التّرمذي ، قال (٢) : حدثنا يحيى ابن أكثم وعليّ بن خشرم ، قالا : حدثنا عيسى بن يونس ، عن هشام بن عروة ، عن أبيه ، عن عائشة ، أنّ النّبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم كان يقبل الهديّة ويثيب عليها (٣).

__________________

(١) الترجمة ١٣٨٥.

(٢) الجامع الكبير (١٩٥٣).

(٣) هذا الحديث رجاله ثقات لكن عددا من العلماء أعلّوه بالإرسال ، كما سيأتي بيانه لاحقا.

أخرجه أحمد ٦ / ٩٠ ، وإسحاق بن راهوية (٧٧٣) ، وعبد بن حميد (١٥٠٣) ، والبخاري ٣ / ٢٠٦ (٢٥٨٥) ، وأبو داود (٣٥٣٦) ، والترمذي في الجامع كما تقدم ، وفي الشمائل (٣٥٠) ، وابن أبي الدنيا في مكارم الأخلاق (٣٥٥) ، والطبراني في الأوسط (٨٠٢٧) ، وأبو الشيخ في أخلاق النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم ٢٣٣ ، والبيهقي في السنن الكبرى ٦ / ١٨٠ ، والخطيب في تاريخه ٥ / ٣٦٧ (بتحقيقنا) ، وابن عبد البر في التمهيد ٢ / ١٢.

وقال الترمذي : «هذا حديث حسن صحيح غريب من هذا الوجه لا نعرفه مرفوعا إلا من حديث عيسى بن يونس عن هشام».

قال بشار : عيسى بن يونس هو ابن أبي إسحاق السبيعي أخو إسرائيل بن يونس ، وهو ثقة من رجال الشيخين ، لكن رواية هذا الحديث مرفوعا مما انتقد عليه خاصة ، إذ أكثر العلماء رووه مرسلا ، والمرسل هو المحفوظ عندهم ، فقال أبو بكر الأثرم عن أحمد بن حنبل : كان عيسى بن يونس يسند حديث الهدية والناس يرسلونه. وقال عباس الدوري عن يحيى بن معين : عيسى بن يونس يسند حديثا عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة أن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم كان يقبل الهدية ولا يأكل الصدقة ، والناس يحدثون به مرسلا (تهذيب الكمال ٢٣ / ٦٨

٢٥٧

توفي عبد القادر بن خلف هذا ليلة الأربعاء سادس ذي الحجة سنة ست مئة ، ودفن يوم الأربعاء بباب حرب.

٢٠٧٢ ـ عبد القادر (١) بن عبد الله بن عبد الرّحمن ، أبو محمد

__________________

٦٩). وقال الآجري : سألت أبا داود عنه فقال : تفرد بوصله عيسى بن يونس ، وهو عند الناس مرسل (فتح الباري عقيب حديث ٢٥٨٥). وقد ساقه البخاري من رواية عيسى بن يونس ، ثم قال : لم يذكر وكيع ومحاضر عن هشام عن أبيه عن عائشة (الصحيح ٣ / ٢٠٦) فأشار إلى تفرد عيسى بن يونس بوصله.

وهذا الحديث مما انتقده الدارقطني على البخاري في التتبع ص ٥١٣. وزعم الحافظ ابن حجر في هدي الساري وهو يرد على الدارقطني : أن البخاري رجّح الرواية الموصولة بحفظ رواتها.

قال بشار : تبين مما تقدم أن عيسى بن يونس قد خولف في وصل هذا الحديث ، وأن الآخرين رووه مرسلا ، ولذلك رجّح عدد من جهابذة العلماء المرسل على الموصول ، منهم : يحيى بن معين ، وأحمد بن حنبل ، وأبو داود ، والبزار ، والدارقطني ، وهو الصواب إن شاء الله تعالى. والظاهر لي أن الإمام البخاري حكم على متن الحديث ، فقد روي من طرق أخرى يصح بمجموعها ، وقد عقد البخاري بابا لقبول الهدية (٣ / ٢٠٣) ساق فيه حديث عائشة أن الناس كانوا يتحرون يومها (٢٥٧٤) ، وحديث ابن عباس وهدية خالته إلى النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم (٢٥٧٥) ، وحديث أبي هريرة في قبول النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم للهدية وعدم أكله من الصدقة (٢٥٧٦) ، وحديث أنس المشابه (٢٥٧٧) وأحاديث أخرى كثيرة. وإنما ساق البخاري حديث عيسى بن يونس من أجل عبارة «ويثيب عليها» لموافقتها الباب «المكافأة في الهبة» ، وليس عنده في هذا الباب سواه ، والله أعلم بالصواب.

(١) ترجمه ياقوت في «الرها» من معجم البلدان ٣ / ١٠٦ ، وابن نقطة في التقييد ٣٥٢ ، وابن المستوفي في تاريخ إربل ١ / ١٣١ ، وابن النجار في التاريخ المجدد ، كما دل عليه المستفاد (١٢٦) ، والمنذري في التكملة ٢ / الترجمة ١٣٩٩ ، وأبو شامة في ذيل الروضتين ٩٠ ، والذهبي في تاريخ الإسلام ١٣ / ٣٤١ ، وسير أعلام النبلاء ٢٢ / ٧١ ، وتذكرة الحفاظ ٤ / ١٣٨٧ ، ودول الإسلام ٢ / ٨٧ ، والمختصر المحتاج ٣ / ٨١ ، والعبر ٥ / ٤١ ، والصفدي في الوافي ١٩ / ٤٠ ، واليافعي في مرآة الجنان ٤ / ٢٣ ، وابن كثير في البداية ١٣ / ٦٩ ، وابن رجب في الذيل على طبقات الحنابلة ٢ / ٨٤ ، والفاسي في ذيل التقييد

٢٥٨

الرّهاويّ.

ولد بالرّها ، ونشأ بالموصل ، وكان مولى لبعض أهل الموصل فأعتقه. وطلب العلم ، وسمع الكثير ، ورحل في طلب الحديث من الجزيرة إلى الشّام وديار مصر وسمع بها ، وبالإسكندرية من الحافظ أبي طاهر بن سلفة.

ودخل العراق فسمع ببغداد من جماعة منهم : أبو محمد عبد الله بن أحمد ابن الخشّاب ، وأبو محمد عبد الله بن منصور ابن الموصلي ، وأبو طالب محمد ابن محمود الشّيرازي المعروف بابن العلوية ، وأبو عبد الرحمن أحمد بن مواهب صاحب ابن العلبي ، والكاتبة شهدة بنت أحمد الإبري ، وأبو الحسين عبد الحق ابن عبد الخالق بن يوسف ، وخلقا من أصحاب أبي الحسن ابن العلّاف وأبي القاسم بن بيان وأبي عليّ بن نبهان.

وخرج إلى أصبهان فسمع بها من أبي عبد الله الرّستمي ، ومحمود بن مسعود الملقّب فورّجة ، وأبي الفرج الثّقفي. وسمع بنيسابور من أبي بكر محمد ابن عليّ الطّوسي ، وبمرو من أبي الفتح مسعود بن محمد المسعودي ، وبهراة من أبي محمد عبد الجليل بن أبي سعد العدل وأبي الفتح نصر بن سيّار الصّاعدي وغيرهم.

وقدم واسط فسمع بها معنا من أبي العبّاس هبة الله بن مخلد الأزدي ، وأبي طالب محمد بن عليّ ابن الكتّاني ، وأبي البقاء هبة الكريم بن الحسن بن حبانش ، وأبي الفتح محمد بن عبد السّميع الهاشمي ، وأبي الفتح محمد بن أحمد ابن المندائي.

وعاد إلى الموصل ، وأقام بها بدار الحديث المظفّرية مدة يحدّث. وسكن

__________________

٢ / ١٣٨ ، وابن ناصر الدين في توضيح المشتبه ٤ / ٢٣٤ ، والعيني في عقد الجمان ١٧ / الورقة ٣٥٣ ، وابن تغري بردي في النجوم ٦ / ٢١٤ ، وابن العماد في الشذرات ٥ / ٥٠ وغيرهم كثير.

٢٥٩

بأخرة حرّان إلى أن توفي بها.

وكان صالحا ، كثير السّماع ثقة ، كتب النّاس عنه كثيرا ، وأجاز لنا مرارا.

بلغني أنّه كان يقول : مولدي في جمادى الآخرة سنة ست وثلاثين وخمس مئة بالرّها.

وتوفي بحرّان يوم السّبت ثاني جمادى الأولى سنة اثنتي عشرة وست مئة ، ودفن بها.

٢٠٧٣ ـ عبد القادر بن زنكي بن بنيمان ، أبو بكر.

من أهل الأشتر ، أحد البلاد الجبليّة.

قدم بغداد ، وتفقه بها على مذهب الشافعي رضي‌الله‌عنه على شيخنا أبي القاسم بن فضلان وغيره ، وحصل له معرفة طرف من المذهب والخلاف ، وتكلّم في المسائل ، وأعاد بالمدرسة النّظامية ، ودرّس بالمدرسة التي أنشأها فخر الدّولة أبو المظفر بن المطّلب بعقد المصطنع في أواخر سنة ثلاث وتسعين. ولم تحمد طريقته. وقد سمع شيئا من الحديث من أبي المعالي ابن الفراوي ، والرّضي أحمد القزويني ، وغيرهما. وما أعلم أنّه حدّث بشيء.

٢٠٧٤ ـ عبد القادر (١) بن داود بن محمد ، أبو محمد.

من أهل واسط.

أحد الفقهاء الشافعية من أصحابنا. تفقه بواسط على شيخنا مجير الدين محمود بن المبارك البغدادي. وقدم بغداد ، وأقام بالمدرسة النّظامية مدة يفتي ويقرأ عليه. وقد سمع بواسط من القاضي أبي طالب ابن الكتّاني ومن بعده. وقرأ القرآن بالقراءات على أبي بكر ابن الباقلاني. وهو مشكور على طريقة حميدة ، حدّث ، وروى ، والله الموفق.

__________________

(١) ترجمه المنذري في التكملة ٣ / الترجمة ١٨٧٣ ، والذهبي في تاريخ الإسلام ١٣ / ٥٧٨ ، والسبكي في طبقاته الكبرى ٨ / ٢٧٩ ، وابن كثير في البداية ١٣ / ٩٨.

٢٦٠