ذيل تأريخ مدينة السلام - ج ٤

أبي عبد الله محمّد بن سعيد بن الدبيثي

ذيل تأريخ مدينة السلام - ج ٤

المؤلف:

أبي عبد الله محمّد بن سعيد بن الدبيثي


المحقق: الدكتور بشار عوّاد معروف
الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: دار الغرب الإسلامي ـ بيروت
الطبعة: ١
الصفحات: ٦٤٦

قال الشّيخ أبو الفرج عقيب هذا الحديث : ولد شيخنا أبو الحسين سنة أربع وتسعين وأربع مئة. وكان حافظا لكتاب الله ديّنا ثقة ، قد سمع الحديث الكثير ، وحدّث ، وهو من بيت المحدّثين ، وتوفي يوم الأحد خامس عشري جمادى الأولى سنة خمس وسبعين وخمس مئة ، ودفن بمقبرة أحمد.

٢٠٢٩ ـ عبد الحق (١) بن محمد بن عبد الله ابن المقرون ، أبو محمد ابن شيخنا أبي شجاع المقرئ ، وهو أخو عبد الرّزّاق الذي قدّمنا ذكره (٢).

سمع أبا محمد محمد بن أحمد ابن المادح ، وأبا المظفّر هبة الله بن أحمد ابن محمد ابن الشّبلي ، وأبا الفتح محمد بن عبد الباقي بن سلمان ، وأبا الوفاء محمود بن أبي القاسم بن حمكان الأصبهاني ، وغيرهم. وحدّث ببغداد ، وبدمشق ، وفي سفره. وشهد قبل وفاته بقليل عند القاضي محمود بن أحمد الزّنجاني النّائب في الحكم بمدينة السّلام في يوم الاثنين سابع عشر محرم سنة اثنتي عشرة وست مئة ، وزكّاه العدلان : أبو القاسم ابن الصّبّاغ ونصر بن عبد القادر الجيلي.

مولده في شهر رمضان سنة خمسين وخمس مئة.

وتوفي ليلة الثلاثاء تاسع شهر ربيع الأول سنة خمس عشرة وست مئة ، ودفن يوم الثلاثاء بالجانب الغربي عند أبيه بمقبرة باب حرب.

٢٠٣٠ ـ عبد الحق (٣) بن الحسن بن سعد الله بن نصر ابن الدّجاجيّ ،

__________________

(١) ترجمه المنذري في التكملة ٢ / الترجمة ١٥٨٦ ، والذهبي في تاريخ الإسلام ١٣ / ٤٣٧ ، والمختصر المحتاج ٣ / ٧١.

(٢) الترجمة ١٩٨٨.

(٣) ترجمه ابن نقطة في إكمال الإكمال ٢ / ٥٢٥ ، وابن المستوفي في تاريخ إربل ١ / ٢٨٤ ، والمنذري في التكملة ٣ / الترجمة ٢٠٥٢ ، والذهبي في تاريخ الإسلام ١٣ / ٧٠٩ ، والمختصر المحتاج ٣ / ٧٢ ، والمشتبه ٢٧٩ و ٣٣٥ ، وابن ناصر الدين في توضيح المشتبه ٣ / ٤٩٨ ، وابن حجر في تبصير المنتبه ٢ / ٥٥٥ و ٦٥٧.

٢٢١

أبو طالب بن أبي القاسم بن أبي الحسن الواعظ.

سمع جدّه أبا الحسن ، وروى عنه. سمعنا منه.

قرأت على أبي طالب عبد الحق بن الحسن ابن الدّجاجي : أخبركم جدّك سعد الله بن نصر قراءة عليه ، فأقرّ به ، قال : أخبرنا أبو منصور محمد بن أحمد ابن عليّ المقرئ الخيّاط ، قال : حدثنا أبو طاهر عبد الغفّار بن محمد المؤدّب ، قال : أخبرنا أبو عليّ محمد بن أحمد ابن الصّوّاف ، قال : حدثنا بشر بن موسى الأسدي ، قال : حدثنا عبد الله بن الزّبير الحميدي ، قال (١) : حدثنا الوليد بن مسلم الدّمشقي ، قال : سمعت عبد الرحمن بن يزيد بن جابر يقول : سمعت سليم بن عامر يقول : سمعت أوسط البجلي يقول : سمعت أبا بكر الصّدّيق يقول وهو على منبر رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يقول : سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، ثم خنقته العبرة ، ثم قال : سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يقول عام الأوّل : «سلوا الله العفو والعافية ، فإنّه ما أوتي عبد بعد يقين شيئا خيرا من العافية» (٢).

سألت عبد الحق هذا عن مولده فذكر ما يدل أنّه في سنة ست وخمسين أو سبع وخمسين وخمس مئة ، رحمه‌الله وإيانا (٣).

* * *

__________________

(١) مسند الحميدي (٢).

(٢) حديث صحيح تقدم تخريجه في الترجمة ٨٦٥ ، وتكرر في الترجمة ١٠٥٢.

(٣) لم يذكر المؤلف وفاته لتأخرها عن النشرة الأخيرة لكتابه ، وقد توفي في التاسع من رجب سنة ٦٢٢ ، كما ذكر المنذري.

٢٢٢

ذكر من اسمه عبد المجيد

٢٠٣١ ـ عبد المجيد بن عبد الله بن الفرج ابن السّبّاك ، أبو محمد.

من أهل واسط.

قدم بغداد قبل سنة خمس مئة ، وسمع بها من أبي محمد جعفر بن أحمد السّرّاج ، وأبي الغنائم محمد بن عليّ بن ميمون النّرسي ، وغيرهما. وعاد إلى بلده. وقد كان سمع به من جماعة.

روى عنه أبو الفضل محمد بن ناصر وفاة أبي الحسن بن أبي الصّقر الواسطيّ فقال فيما قرأت بخطه : حدثني عبد المجيد بن عبد الله ابن السّبّاك ـ شابّ كان يسمع معنا ـ أنّ أبا الحسن بن أبي الصّقر توفي في جمادى الأولى سنة ثمان وتسعين وأربع مئة.

٢٠٣٢ ـ عبد المجيد بن خليفة بن عبد السّلام البضاويّ ، أبو البقاء الفارسيّ.

وبيضاء المنسوب إليها : أحد بلاد فارس.

قال القاضي عمر القرشيّ : قدم بغداد ، وحدّث بها بشيء من «زهد» هنّاد (١). قال : وحدّث عنه محمد بن ناصر ، والله الموفق.

٢٠٣٣ ـ عبد المجيد بن عبد الرّحيم بن إسماعيل بن أحمد النّيسابوريّ الأصل البغداديّ المولد والدّار ، أبو المجد ابن شيخ الشّيوخ أبي القاسم.

شابّ سريّ فيه تميّز وكيس. سمع أبا زرعة طاهر بن محمد المقدسي وغيره.

وتوفي في حياة أبيه يوم الجمعة يوم عيد الفطر من سنة خمس وسبعين

__________________

(١) يريد كتاب «الزهد» لهناد بن السري ، وهو مطبوع منتشر مشهور.

٢٢٣

وخمس مئة ، رحمه‌الله وإيانا.

٢٠٣٤ ـ عبد المجيد (١) بن الحسن بن الحسين بن العلاء ، أبو الفضل النّهاونديّ الأصل البغداديّ المولد والدّار.

سمع أبا البدر إبراهيم بن محمد الكرخي ، وأبا القاسم عليّ بن عبد السّيّد ابن الصّبّاغ ، وأبا غالب محمد بن عليّ ابن الدّاية ، وغيرهم. وكان سماعه مع أبيه صحيحا ، ولم يكن محمود الطّريقة ، ولا من أهل هذا الشأن. كتبنا عنه مع البراءة من عهدته!

قرأت على أبي الفضل عبد المجيد بن الحسن النّهاوندي ، قلت له : أخبركم أبو القاسم عليّ بن عبد السّيّد بن محمد ابن الصّبّاغ قراءة عليه وأنت تسمع ، فأقرّ به ، قال : أخبرنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن عبد الله الصّريفيني الخطيب ، قال : أخبرنا أبو بكر محمد بن عمر بن عليّ الورّاق ، قال : حدثنا أبو بكر عبد الله بن أبي داود سليمان بن الأشعث السّجستاني ، قال : حدثنا كثير بن عبيد ، قال : حدثنا بقية ، عن إسحاق بن مالك الألهاني ، قال : حدّثني يحيى بن الحارث الذّماري ، عن القاسم بن عبد الرّحمن ، عن أبي أمامة ، قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «السّواك مطهرة للفم مرضاة للربّ عزوجل» (٢).

سألت عبد المجيد ابن النّهاوندي عن مولده فقال : في رابع شهر رمضان سنة إحدى وثلاثين وخمس مئة.

وتوفي في ليلة الجمعة ثاني شهر رمضان سنة اثنتي عشرة وست مئة.

__________________

(١) ترجمه المنذري في التكملة ٢ / الترجمة ١٤٢٤ ، وابن الفوطي في تلخيص مجمع الآداب ٥ / الترجمة ٣٤١ ، والذهبي في تاريخ الإسلام ١٣ / ٣٤٣.

(٢) إسناده ضعيف ، لضعف بقية ، وهو ابن الوليد ، فإنه كان يدلس تدليس التسوية وهو أمر قادح في عدالته ، ولضعف شيخه إسحاق بن مالك الألهاني ، كما في الميزان للذهبي ١ / ١٩٦. على أن متن الحديث صحيح من حديث عائشة رضي‌الله‌عنها الذي أخرجه الحميدي (١٦٢) وأحمد ٦ / ٤٧ و ٦٢ و ١٦٤ و ٢٣٨ ، والنسائي ١ / ١٠ وغيرهم.

٢٢٤

ذكر من اسمه عبد الواحد

٢٠٣٥ ـ عبد الواحد (١) بن شنيف بن محمد بن عبد الواحد ، أبو الفرج الأمين.

من أهل محلة دار القز ، من بيت معروف بالرّواية والأمانة.

وأبو الفرج هذا كانت له معرفة بالفقه على مذهب أبي عبد الله أحمد بن حنبل رحمه‌الله ، وكان أمين الحكّام بمحلّته. وقد سمع الحديث لكنّ الرّواية عنه لم تظهر.

حدّثني أبو عبد الله الحسين بن سعيد بن الحسين بن شنيف الأمين ، قال : توفي عمّ أبي أبو الفرج في شعبان سنة ثمان وعشرين وخمس مئة ، ودفن بمقبرة باب حرب ، رحمه‌الله وإيانا.

٢٠٣٦ ـ عبد الواحد (٢) بن محمد بن أحمد بن جردة ، أبو نصر بن أبي عبد الله ، وقد تقدّم ذكر أبيه (٣).

من أهل باب المراتب ، من بيت مشهور باليسار وذوي الأحوال.

سمع أبا محمد الحسن بن عليّ الجوهري ، وغيره ، وما أظنّه روى شيئا ، والله أعلم.

أنبأنا أبو طالب محمد بن عليّ بن أحمد الكتّاني قال : وفيما كتب إلينا أبو عليّ أحمد بن محمد البرداني الحافظ ، قال : توفي أبو نصر عبد الواحد بن محمد

__________________

(١) ترجمه ابن الجوزي في المنتظم ١٠ / ٣٩ ، وابن النجار في تاريخه المجدد ١ / ٢٣٨ ، وسبط ابن الجوزي في مرآة الزمان ٨ / ١٥٠ ، والذهبي في تاريخ الإسلام ١١ / ٤٧٧ ، وابن رجب في الذيل على طبقات الحنابلة ١ / ١٨٥ ، وابن العماد في الشذرات ٤ / ٨٥.

(٢) ترجمه ابن النجار في تاريخه ١ / ٢٨٦.

(٣) الترجمة ٢.

٢٢٥

ابن جردة ليلة الأحد عاشر جمادى الآخرة سنة ثلاث وتسعين وأربع مئة ، ودفن بالحربية عند أبيه ، وكان قد سمع كثيرا من الجوهري.

٢٠٣٧ ـ عبد الواحد (١) بن الحسين بن محمد ، أبو تمّام الدّبّاس.

من أهل الكرخ ، والد أبي المظفّر أحمد الذي قدّمنا ذكره (٢).

سمع من أبي البركات محمد بن عبد الله الوكيل ، وكان يقول الشعر فيما قال القاضي عمر بن عليّ القرشي.

قلت : وقد روي عنه شيء من شعره ، والله أعلم.

٢٠٣٨ ـ عبد الواحد (٣) بن عليّ بن عبد الواحد بن أحمد بن العباس الدّينوريّ الأصل البغداديّ المولد والدار ، أبو القاسم بن أبي الحسن.

من أهل باب البصرة ، من أولاد المحدّثين ، كان والده زاهدا صالحا مسندا ، روى لنا عنه غير واحد.

وعبد الواحد هذا حدّث عن أبيه. سمع منه القاضي عمر بن أبي الحسن الدّمشقي ، وأخرج له حديثا في «معجم شيوخه».

أنبأنا أبو المحاسن عمر بن عليّ بن الخضر ، قال : أخبرنا أبو القاسم عبد الواحد بن عليّ بن عبد الواحد الدّينوري ، قال : أخبرنا أبي ، قال : أخبرنا أبو محمد الحسن بن عليّ بن محمد الجوهري ، قال : حدثنا عليّ بن محمد بن كيسان ، قال : حدثنا يوسف بن يعقوب القاضي ، قال : حدثنا أبو الرّبيع ، قال : حدثنا فليح بن سليمان ، عن سهيل بن أبي صالح ، عن عطاء بن يزيد اللّيثي أنّه قال : قال أبو هريرة : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «من سبّح ثلاثا وثلاثين وكبّر ثلاثا

__________________

(١) ترجمه ابن النجار في تاريخه ١ / ٢٢٦ ، وابن حجر في نزهة الألباب ١ / ١٠٨.

(٢) الترجمة ٧٤٤.

(٣) ترجمه ابن النجار في تاريخه ١ / ٢٦٤ ، والذهبي في تاريخ الإسلام ١٢ / ٢٦٤ ، والمختصر المحتاج ٣ / ٧٢.

٢٢٦

وثلاثين وحمد ثلاثا وثلاثين وقال : لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، له الملك وله الحمد وهو على كلّ شيء قدير ، خلف الصّلاة ، غفر له ذنبه ولو كان أكثر من زبد البحر» (١).

أنبأنا القرشيّ ، قال : سألته ، يعني عبد الواحد ابن الدّينوري ، عن مولده في سنة ست وخمسين وخمس مئة فقال : لي الآن ثمانون سنة إلّا سنة واحدة.

قلت : فيكون مولده على هذا القول في سنة سبع وسبعين وأربع مئة ، والله أعلم.

قال القرشي : وتوفي في ليلة الجمعة ثامن عشر صفر سنة إحدى وستين وخمس مئة.

٢٠٣٩ ـ عبد الواحد (٢) بن الحسين بن عبد الواحد ، أبو محمد البزّاز ، يعرف بابن البارزيّ.

سمع أبا عبد الله الحسين بن أحمد بن طلحة النّعاليّ ، وأبا الخطّاب نصر ابن أحمد ابن البطر ، وأبا المعالي ثابت بن بندار البقّال ، وغيرهم ، وحدّث عنهم.

سمع منه القاضي عمر القرشي ، والشّريف أبو الحسن عليّ بن أحمد الزّيدي. وحدثنا عنه أبو طالب عبد الرّحمن بن محمد الهاشمي ، وأبو الحسن عليّ بن الحسن بن رشيد ، وغيرهما.

حدثنا أبو طالب عبد الرحمن بن محمد بن أبي المظفّر الهاشميّ لفظا ،

__________________

(١) حديث صحيح تقدم تخريجه في الترجمة ٧٠٩.

(٢) ترجمه ابن نقطة في إكمال الإكمال ١ / ٣٤٦ ، وابن النجار في تاريخه ١ / ٢٢٤ ، وابن مسلمة في مشيخته ، الترجمة ٣٥ ، والذهبي في تاريخ الإسلام ١٢ / ٢٧٦ ، وسير أعلام النبلاء ٢٠ / ٤٦٨ ، والمختصر المحتاج ٣ / ٧٢.

٢٢٧

قال : قرأت على أبي محمد عبد الواحد بن الحسين البزّاز : أخبركم أبو عبد الله الحسين بن أحمد بن محمد بن طلحة ، فأقرّ به ، قال : أخبرنا أبو الحسين عليّ بن محمد بن بشران ، قال : حدثنا أبو عليّ إسماعيل بن محمد الصّفّار ، قال : حدثنا جعفر بن محمد بن الفضل الورّاق الواسطي ، قال : حدثنا عامر بن أبي الحسين الدّبّاغ ، قال : حدثنا حجّاج بن محمد ، عن إسماعيل (١) ، عن عبد الله ابن أبي أوفى ، قال : آخر جنازة صلّيت عليها مع رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم كبّر عليها أربعا.

أخبرنا عمر بن أبي الحسن الواعظ إذنا ، قال : سألت عبد الواحد ابن البارزيّ عن مولده ، فقال ما يدل أنّه في سنة ثمانين وأربع مئة.

وتوفي يوم الأحد خامس عشري شوّال سنة اثنتين وستين وخمس مئة.

وقال أبو الفضل أحمد بن صالح بن شافع ، وأبو بكر محمد بن المبارك بن مشّق مثل ذلك ، وزاد : ودفن بمقبرة الشّونيزي ، رحمه‌الله وإيانا.

٢٠٤٠ ـ عبد الواحد (٢) بن عبد الملك بن محمد بن أبي سعد الفضلوسيّ الصّوفي أبو نصر.

من أهل كرج ، أحد الشّيوخ المعروفين المذكورين بالزّهد والرّياضة والمجاهدة.

أنبأنا أبو المحاسن بن أبي الحسن الدّمشقي ، ومن خطّه نقلت ، قال : عبد الواحد بن عبد الملك الكرجيّ صاحب رياضات ومجاهدات ، سافر الكثير ، وصحب الشّيوخ الكبار ، وسمع الكثير بأصبهان ، وببغداد من أبي القاسم بن

__________________

(١) هو إسماعيل بن أبي خالد البجلي أبو عبد الله الكوفي الثقة.

(٢) ترجمه السمعاني في «الكرجي» من الأنساب ، وابن النجار في تاريخه ١ / ٢٥٣ ، ومنصور ابن سليم في ذيل إكمال الإكمال ٢ / ٥٤١ ، والذهبي في تاريخ الإسلام ١٢ / ٤١٠ ، والمختصر المحتاج ٣ / ٧٣.

٢٢٨

الحصين ، ومن بعده ، وبمصر ، وبالإسكندرية ، وروى عن أبي عبد الله محمد ابن أحمد الرّازي الإسكندراني. وكان كثير الحجّ ، وربّما حجّ منفردا متوكّلا. رأيته ببغداد ، وسمعت عليه عن الرازي وابن الحصين. وكان أبو الفرج ابن النّقّور قد كتب عنه عجائب ذكر أنه رآها في طريق الحجّ من رؤية الجنّ وما جرى له معهم ورؤية الخضر بمكة وأشياء أخر ، وسمعنا ذلك منه (١). وكان له ببغداد قبول ولكنه نقص بعد ذلك. آخر كلام القرشي.

قلت : وقد ذكره تاج الإسلام أبو سعد ابن السّمعاني في كتابه وقال : ورد بغداد وحدّث بها عن أبي عبد الله الرّازي.

أخبرنا القاضي عمر بن عليّ بن الخضر فيما أذن لنا أن نرويه عنه ، قال : أخبرنا أبو نصر عبد الواحد بن عبد الملك الكرجيّ قراءة عليه وأنا أسمع ببغداد ، قال : أخبرنا أبو عبد الله محمد بن أحمد بن إبراهيم الرّازي بالإسكندرية ، قال : أخبرنا أبو الحسين محمد بن الحسين ابن الطّفّال بمصر ، قال : حدثنا أبو محمد الحسن بن رشيق ، قال : حدثني أبو عبد الرحمن أحمد بن شعيب النّسائي ، قال (٢) : حدثنا قتيبة بن سعيد ، عن مالك بن أنس ، عن سميّ ، عن أبي صالح ، عن أبي هريرة ، أنّ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال (٣) : «من اغتسل يوم الجمعة غسل الجنابة ثم راح ، فكأنّما قرّب بدنة ، ومن راح في الساعة الثّانية فكأنّما قرّب بقرة ، ومن راح في الساعة الثّالثة فكأنما قرّب كبشا ، ومن راح في الساعة الرّابعة فكأنّما قرّب دجاجة ، ومن راح في السّاعة الخامسة فكأنّما قرّب بيضة ، فإذا خرج الإمام حضرت الملائكة يستمعون الذّكر» (٤).

__________________

(١) لا يشك عاقل أن ذلك مما كان يتهيأ له في حال وحدته أو جوعه.

(٢) في المجتبى ٣ / ٩٩ ، وفي الكبرى (١٦٢٢).

(٣) وهو في الموطأ (٢٦٦ برواية الليثي) وخرّجناه هناك مستوعبا.

(٤) حديث أبي صالح ذكوان السمان هذا في الصحيحين : البخاري ٢ / ٣ (٨٨١) ، ومسلم ٣ / ٤ (٨٥٠).

٢٢٩

قال القرشيّ : وسألته ، يعني أبا نصر الكرجي ، عن مولده فقال : في سنة أربع وتسعين وأربع مئة.

وقال غيره : توفي بكرج في سنة تسع وستين وخمس مئة ، والله الموفق.

٢٠٤١ ـ عبد الواحد (١) بن أحمد بن عليّ العقيليّ ، أبو القاسم بن أبي نصر الطّحّان ، يعرف بابن الكرونانيّ (٢).

سمع أبا الكرم المبارك بن فاخر النّحوي ، وحدّث عنه. سمع منه القاضي أبو المحاسن الدّمشقي وغيره ، وروى لنا عنه عبد العزيز بن الأخضر.

قرأت على أبي محمد عبد العزيز بن أبي نصر من كتابه ، قلت له : أخبركم أبو القاسم عبد الواحد بن أبي نصر الطّحّان قراءة عليه فأقرّ به ، قال : أخبرنا أبو الكرم المبارك بن فاخر بن يعقوب النّحوي ، قال : أخبرنا أبو محمد الحسن بن عليّ الجوهري ، قال : أخبرنا أبو بكر أحمد بن جعفر بن حمدان القطيعي ، قال : حدثنا بشر بن موسى ، قال : حدثنا أبو نعيم (٣) ، قال : حدثنا الأعمش ، عن أبي صالح ، عن أبي هريرة ، قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «قال الله عزوجل : الصّوم لي وأنا أجزي به ، يدع شهوته من أجلي ، وشرابه من أجلي. والصّوم جنّة ، وللصائم فرحتان : فرحة حين يفطر ، وفرحة حين يلقى ربّه ، ولخلوف فم الصّائم أطيب عند الله من ريح المسك» (٤).

أنبأنا القرشيّ قال : سألت عبد الواحد ابن الكرونانيّ عن مولده فقال ما يدلّ أنّه في سنة ثمانين وأربع مئة ، رحمه‌الله وإيانا.

__________________

(١) ترجمه ابن النجار في تاريخه ١ / ٢٠١ ، والذهبي في المختصر المحتاج ٣ / ٧٤.

(٢) لم أقف على هذه النسبة ، وهي مجودة في النسختين ، وفي تاريخ ابن النجار أيضا.

(٣) هو الفضل بن دكين.

(٤) حديث صحيح ، فهو في البخاري عن أبي نعيم ، به (٩ / ١٧٥ حديث ٧٤٩٢). وهو من هذا الوجه عند أحمد ٢ / ٣٩٣ ، والدارمي (١٧٧٨).

٢٣٠

٢٠٤٢ ـ عبد الواحد (١) بن محمد بن هبيرة أبو الرّضا ، أخو الوزير أبي المظفّر.

من أهل الدّور ، من نواحي دجيل.

سمع أبا الوقت السّجزي وغيره. ذكره أبو بكر محمد بن المبارك بن مشّق البيّع في «معجم شيوخه» وقال : أجاز لي.

٢٠٤٣ ـ عبد الواحد (٢) بن عبد الماجد بن عبد الواحد بن عبد الكريم ابن هوازن القشيريّ ، أبو محمد بن أبي المحاسن بن أبي سعيد بن أبي القاسم.

من أهل نيسابور ، من بيت التّصوف والتّقدّم والخطابة ببلده.

سمع أبا بكر عبد الغفّار بن محمد الشّيرويي النّيسابوريّ وغيره. قدم بغداد في سنة خمس وخمسين وخمس مئة ، وحدّث بها. سمع منه أبو نصر عمر بن محمد الدّينوري ، وأبو المحاسن الدّمشقي وغيرهما.

قرأت على أبي نصر عمر بن محمد بن أحمد الصّوفي ، قلت له : أخبركم أبو محمد عبد الواحد بن عبد الماجد بن عبد الواحد القشيريّ قدم عليكم بغداد قراءة عليه بها وأنت تسمع ، فأقرّ به ، قال : أخبرنا أبو بكر عبد الغفّار بن محمد ابن عليّ الشّيرويي قراءة عليه ، قال : أخبرنا أبو إسحاق إبراهيم بن أحمد بن رجاء العدل ، قال : حدثنا أبو قريش محمد بن جمعة الحافظ ، قال : حدثنا الزّبير ابن بكّار ، قال : حدثنا مصعب بن عبد الله ، عن هشام بن عبد الله ، عن عكرمة ، عن هشام (٣) ، عن أبيه ، عن عائشة أنّ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : «ابتغوا الرّزق في

__________________

(١) ترجمه ابن النجار في تاريخه ١ / ٢٩٩.

(٢) ترجمه ابن عساكر في تاريخ دمشق ٣٧ / ٢٥٦ ، وابن النجار في تاريخه ١ / ٢٥٢ ، والذهبي في تاريخ الإسلام ١٢ / ٤١٠ ، والمختصر المحتاج ٣ / ٧٤.

(٣) هو هشام بن عروة بن الزبير بن العوام.

٢٣١

خبايا الأرض» (١).

أخبرنا عمر بن عليّ القاضي في كتابه ، قال : سألت عبد الواحد ابن القشيري عن مولده ، فقال : في سنة إحدى وخمس مئة ، رحمه‌الله وإيانا (٢).

٢٠٤٤ ـ عبد الواحد (٣) بن عليّ بن محمد بن حمّوية الجوينيّ ، وجوين من أعمال نيسابور ، أبو سعد بن أبي الحسن بن أبي عبد الله الصّوفيّ النّيسابوريّ.

أحد شيوخ الصّوفية المعروفين بالبيت والقدمة والخطابة.

سمع ببلده من أبي بكر وجيه بن طاهر الشّحّامي ، وقدم بغداد في سنة ثلاث وخمسين وخمس مئة ، وسمع بها من أبي الوقت السّجزي ، وعاد إلى بلده. ثم قدمها حاجا في سنة سبع وثمانين وخمس مئة ، فحجّ وعاد إليها في سنة ثمان وثمانين ، وحدّث بها عن وجيه المذكور ، فسمع منه جماعة منهم : أبو عبد الله محمد بن أبي الوفاء النّحوي الموصلي وغيره ، وذكر أنّه ولد في رجب سنة تسع وعشرين وخمس مئة.

__________________

(١) إسناده ضعيف ، وقد تقدم الكلام عليه وتخريجه في الترجمة ١٤٤٨ ، وتكرر في الترجمة ١٦٤٩.

(٢) لم يذكر المصنف وفاته ، وذكرها صديقه محب الدين ابن النجار فقال : «قرأت بخط أبي المواهب الحسن بن هبة الله بن محفوظ بن صصرى التغلبي الشاهد الدمشقي في معجم شيوخه ، قال : توفي أبو محمد عبد الواحد بن عبد الماجد القشيري في محرم سنة تسع وستين وخمس مئة بمدينة جي القديمة المعروفة بشهرستان ، ودفن ظاهرها ، وكنت إذ ذاك بأصبهان المحدثة» (تاريخه ١ / ٢٥٣).

(٣) ترجمه ابن النجار في تاريخه المجدد ١ / ٢٧٣ ، والمنذري في التكملة ١ / الترجمة ١٨١ ، وابن الصابوني في تكملة إكمال الإكمال ٨٠ ، والذهبي في تاريخ الإسلام ١٢ / ٨٥٤ ، والمختصر المحتاج ٣ / ٧٦ ، وابن الملقن في العقد المذهب ، الورقة ١٥٩ ، وابن الفرات في تاريخه ٨ / الورقة ٤٠.

٢٣٢

وخرج إلى الشّام وعاد قاصدا نيسابور فتوفي بالرّي في هذه السّنة ، أعني سنة ثمان وثمانين وخمس مئة ، فيما بلغنا ، والله أعلم.

٢٠٤٥ ـ عبد الواحد (١) بن مسعود بن عبد الواحد بن محمد بن عبد الواحد بن أحمد بن العبّاس بن الحصين الشّيبانيّ ، أبو غالب بن أبي منصور بن أبي غالب الكاتب.

من بيت أهل رواية وإسناد.

سمع أبا الكرم المبارك بن الحسن ابن الشّهرزوريّ المقرئ ، وأبا الوقت السّجزي ، وأباه ، والوزير أبا المظفّر بن هبيرة ، وغيرهم. وسمع معنا بواسط من القاضيين أبي طالب ابن الكتّاني ، وأبي الفتح ابن المندائي. وتولّى الأعمال الواسطية نظرا وإشرافا ، وخرج إلى الشّام في سنة سبع وسبعين وخمس مئة ، وحدّث هناك ، وتردّد ما بين مصر ودمشق سنين ، ثم سكن حلب إلى أن توفي بها ، وما أعلم أنّه حدّث بالعراق شيئا.

كان يقول : إنّ مولده في سنة خمس وثلاثين وخمس مئة.

وتوفي بحلب في ثاني عشر شهر رمضان سنة سبع وتسعين وخمس مئة ، ودفن بها على ما بلغنا ، رحمه‌الله وإيانا وجميع المسلمين.

٢٠٤٦ ـ عبد الواحد (٢) بن سعد بن يحيى الصّفّار ، أبو الفتح.

من أهل نهر القلّائين ، سكن درب شمّاس.

شيخ صالح ، سمع القاضي أبا بكر محمد بن عبد الباقي البزّاز ، وأبا

__________________

(١) ترجمه ابن النجار في تاريخه المجدد ١ / ٣٠١ ، والمنذري في التكملة ١ / الترجمة ٦١٠ ، والذهبي في تاريخ الإسلام ١٢ / ١١١٦ ، والمختصر المحتاج ٣ / ٧٤ ، والصفدي في الوافي ١٩ / ٢٧٦.

(٢) ترجمه ابن النجار في تاريخه ١ / ٢٣٦ ، والمنذري في التكملة ٢ / الترجمة ٧٦٠ ، والذهبي في تاريخ الإسلام ١٢ / ١٢٢٠ ، والمختصر المحتاج ٣ / ٧٥.

٢٣٣

منصور عبد الرّحمن بن محمد بن زريق القزّاز ، وأبا البركات عبد الوهّاب بن المبارك الأنماطي ، وأبا سعد أحمد بن محمد ابن الزّوزني الصّوفي ، وأبا محمد عبد الجبّار بن أحمد بن توبة الأسدي وغيره. كتبنا عنه.

قرأت على أبي الفتح عبد الواحد بن سعد الصّفّار بمنزله بالجانب الغربي ، قلت له : أخبركم القاضي أبو بكر محمد بن عبد الباقي بن محمد بن عبد الله الأنصاري قراءة عليه وأنت تسمع ، فأقرّ به ، قال : أخبرنا أبو محمد الحسن بن عليّ بن محمد الجوهري قراءة عليه ، قال : أخبرنا أبو عبد الله الحسين بن محمد ابن عبيد العسكريّ ، قال : حدثنا أبو بكر محمد بن يحيى المروزي ، قال : حدثنا أبو عبيد القاسم بن سلّام ، قال : حدثنا عبد الله بن صالح ، عن اللّيث ، عن أبي الزّبير ، عن سفيان بن عبد الرّحمن ، عن عاصم بن سفيان الثّقفي ، عن أبي أيّوب الأنصاري ، قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «من توضّأ كما أمر وصلّى كما أمر ، غفر له ما تقدّم من عمل» (١).

سألت عبد الواحد الصّفّار عن مولده ، فقال : في شوّال سنة ثمان عشرة وخمس مئة. وأضرّ قبل موته ، وتوفي عصر يوم الجمعة رابع محرم سنة ست مئة ، ودفن يوم السبت خامسه بمقبرة الشّونيزي بالجانب الغربي.

__________________

(١) حديث صحيح ، وهذا إسناد ضعيف ، سفيان بن عبد الرحمن بن عاصم بن سفيان روى عنه اثنان وذكره ابن حبان وحده في الثقات ، فهو مقبول حيث يتابع وإلا فضعيف ، ولم يتابع. على أن معنى الحديث صحيح من حديث عثمان رضي‌الله‌عنه ، فهو في الصحيحين : البخاري ١ / ٥١ (١٥٩) و (١٦٠) ، ومسلم ١ / ١٤١ (٢٢٦).

وحديث أبي أيوب أخرجه أحمد ٥ / ٤٢٣ ، وعبد بن حميد (٢٢٧) ، والدارمي (٧١٧) ، وابن ماجة (١٣٩٦) ، والنسائي في المجتبى ١ / ٩٠ ، وفي الكبرى (١٤٠) ، والشاشي (١١٣١) ، وابن حبان (١٠٤٢) ، والطبراني في الكبير (٣٩٩٤) ، والمزي في تهذيب الكمال ١١ / ١٧٢.

٢٣٤

٢٠٤٧ ـ عبد الواحد (١) بن معالي بن غنيمة بن الحسن بن منينا ، أبو أحمد ، أخو عبد العزيز الذي قدّمنا ذكره (٢).

سمع أبا البدر إبراهيم بن محمد بن عمر الكرخي ، وروى عنه ، سمعنا منه.

قرأت على أبي أحمد عبد الواحد بن معالي بن منينا ، قلت له : أخبركم أبو البدر إبراهيم بن محمد بن عمر الفقيه قراءة عليه وأنت تسمع ، فأقرّ به ، قال : حدّثنا أبو القاسم إسماعيل بن مسعدة بن إسماعيل الجرجاني قدم علينا حاجا ، قال : أخبرنا أبو القاسم حمزة بن يوسف السّهمي ، قال : أخبرنا عبد الله بن عدي الجرجاني ، قال : أخبرنا عليّ بن سعيد بن نسير ، قال : حدثنا سهل بن زنجلة وابن حميد ، قالا : حدثنا الصّبّاح بن محارب ، عن عمر بن عبد الله بن مرّة ، عن أبيه ، عن جده ، قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «من كذب عليّ متعمّدا ليضلّ به فليتبوأ مقعده من النّار» (٣).

توفي عبد الواحد بن منينا في ليلة الجمعة ثاني عشر صفر سنة إحدى وست مئة ، ودفن يوم الجمعة المذكور.

__________________

(١) ترجمه ابن نقطة في إكمال الإكمال ٤ / ٢٧ و ٥ / ٣٥٢ ، وابن النجار في تاريخه ١ / ٣٠٤ ، والمنذري في التكملة ٢ / الترجمة ٨٦٨ ، والذهبي في تاريخ الإسلام ١٣ / ٣٩ ، والمشتبه ٥٩١ ، والمختصر المحتاج ٣ / ٧٥ ، وابن ناصر الدين في توضيح المشتبه ٦ / ١٩٥ و ٨ / ١٦٣ ، وابن حجر في تبصير المنتبه ٣ / ١٠٥٠ و ٤ / ١٢٩٠. وغنيمة ومنينا قيدهما المنذري بالحروف كما قيدناهما بالقلم.

(٢) الترجمة ١٩٤١.

(٣) إسناده ضعيف ، لضعف عمر بن عبد الله بن يعلى بن مرة (وقد ينسب إلى جده كما في هذا الإسناد) ، ولفظة «ليضل به» لفظة منكرة اتكأ عليها بعض الجهلة من الصالحين في جواز وضع الحديث ترغيبا للناس في الطاعة وزجرا لهم عن المعصية.

أخرجه ابن الجوزي في مقدمة كتابه «الموضوعات» ٢ / ١٠٨ (طبعة القيسية) وقال : لا يصح ، وأعله بالصباح بن محارب ، وفاته أن يعله بعمر بن عبد الله.

٢٣٥

٢٠٤٨ ـ عبد الواحد (١) بن محمد بن عبد الواحد الدّاريج (٢) ، أبو السّعود بن أبي طاهر ، يعرف بابن الطّرّاح.

من ساكني القطيعة بباب الأزج.

سمع أبا البركات يحيى بن عبد الرّحمن بن حبيش الفارقي ، وأبا الفضل عبد الملك بن عليّ بن يوسف ، والقاضي أبا بكر محمد بن عبد الباقي الأنصاري وغيرهم ، وروى عنهم. وكان سماعه صحيحا في الأصول ، وإن لم يكن من أهل المعرفة بهذا الشأن ، وكان خيّرا يكثر الصّوم. سمعنا منه.

قرأت على أبي السّعود عبد الواحد بن محمد الدرايج ، قلت له : أخبركم أبو البركات يحيى بن عبد الرحمن بن حبيش قراءة عليه وأنت تسمع ، فأقرّ به ، قال : أخبرنا أبو الحسين أحمد بن محمد ابن النّقّور ، قال : أخبرنا أبو الحسين محمد بن عبد الله ابن أخي ميمي ، قال : أخبرنا أبو القاسم عبد الله بن محمد البغوي ، قال : حدثنا داود بن رشيد ، قال : حدثنا سويد بن عبد العزيز ، قال : حدثنا سعيد الجريري ، عن أبي نضرة ، عن جابر ، قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «أيّها النّاس ، من ظلم منكم مظلمة في الدّنيا لم يرض صاحبها منها اقتصّ الله تعالى منه يوم القيامة» (٣).

سألت عبد الواحد ابن الطّرّاح عن مولده ، فقال : في سنة عشرين

__________________

(١) ترجمه ابن نقطة في إكمال الإكمال ٢ / ٦٣٦ ، وابن النجار في التاريخ المجدد ١ / ٢٩٣ ، والمنذري في التكملة ٢ / الترجمة ٩٨٦ ، والذهبي في تاريخ الإسلام ١٣ / ٧٩ ، والمختصر المحتاج ٣ / ٧٦ ، وابن ناصر الدين في توضيح المشتبه ٤ / ٧٤ ، وابن حجر في تبصير المنتبه ٢ / ٥٧٧.

(٢) قيده المنذري فقال : بفتح الدال المهملة وبعد الألف راء مهملة مكسورة وياء آخر الحروف ساكنة وجيم.

(٣) إسناده ضعيف ، سويد بن عبد العزيز هو الدمشقي وهو ضعيف ، وسعيد بن إياس الجريري اختلط بأخرة ، ولا يعلم أن سويد بن عبد العزيز قد سمع منه قبل اختلاطه.

٢٣٦

وخمس مئة.

وتوفي يوم الاثنين خامس ذي الحجّة سنة ثلاث وست مئة بقرية من قرى طريق خراسان ، ودفن هناك على ما بلغنا ، والله أعلم.

٢٠٤٩ ـ عبد الواحد (١) بن عبد السّلام بن سلطان البيّع ، أبو الفضل العدل.

من أهل باب الأزج ، كان يسكن بدرب ثمل.

أحد الشّهود المعدّلين ، ومن أهل الصّلاح وأهل الدّين ، حافظ لكتاب الله تعالى. قد قرأ بالقراءات الكثيرة على جماعة منهم : محمد بن عبد الله بن عليّ ابن أحمد سبط الخيّاط ، وأبو الكرم المبارك بن الحسن ابن الشّهرزوري العطّار ، وغيرهما. وسمع منهما ، ومن أبي بكر محمد بن أبي حامد البيّع ، وأبي الفضل محمد بن عمر الأرموي ، وأبي الفضل محمد بن ناصر ، وغيرهم.

وشهد عند قاضي القضاة أبي الحسن عليّ بن أحمد ابن الدّامغاني في ولايته الثانية يوم الأحد ثاني عشري ذي القعدة من سنة ثلاث وثمانين وخمس مئة ، وزكّاه العدلان أبو محمد عبيد الله بن محمد ابن السّاوي ، وأبو البقاء أحمد ابن عليّ بن كردي. وهو آخر شاهد قبل قاضي القضاة أبو الحسن ابن الدّامغاني شهادته لأنّه شهد عنده قبل وفاته بسبعة أيام. وشهد عبد الواحد بعده عند القضاة والحكّام إلى أن توفي. وأقرأ النّاس بالقراءات ، وحدّث سنين. وكان مشكورا. سمعنا منه.

__________________

(١) ترجمه ابن النجار في تاريخه ١ / ٢٤٥ ، والمنذري في التكملة ٢ / الترجمة ١٠٠٦ ، والنجيب عبد اللطيف في مشيخته ، الورقة ٩٥ ، وابن الساعي في الجامع المختصر ٩ / ٢٤٦ ، والذهبي في تاريخ الإسلام ١٣ / ٩٩ ، والمختصر المحتاج ٣ / ٧٦ ، ومعرفة القراء ٢ / ٥٨٤ ، والعبر ٥ / ١٠ ، وابن الجزري في غاية النهاية ١ / ٤٧٤ ، وابن تغري بردي في النجوم ٦ / ١٩٥ ، وابن العماد في الشذرات ٥ / ٤١٣.

٢٣٧

أخبرنا أبو الفضل عبد الواحد بن عبد السّلام بن سلطان المعدّل قراءة عليه وأنا أسمع ، قيل له : أخبركم أبو الفضل محمد بن عمر بن يوسف الأرموي قراءة عليه وأنت تسمع ، فأقرّ به ، قال : أخبرنا أبو الغنائم عبد الصّمد بن عليّ ابن المأمون ، قال : أخبرنا أبو الحسن عليّ بن عمر بن أحمد الدّارقطني ، قال : أخبرنا أبو محمد عبد الله بن أحمد بن عنان العبدي ، قال : حدثنا عبّاس بن أبي طالب ، قال : حدثنا عمرو بن محمد بن الحسن البصري ، قال : حدثنا حسام بن مصك ، عن ثابت ، عن أنس ، قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «طوبى لمن أسلم وكان عيشه كفافا» (١).

قال الدّارقطني : تفرّد به عمرو بن محمد ، عن ثابت ، وهو غريب من حديث حسام بن مصك.

سألت أبا الفضل عبد الواحد بن عبد السّلام هذا عن مولده ، فقال : في محرم سنة إحدى وعشرين وخمس مئة.

وتوفي يوم الأحد خامس شهر ربيع الأوّل سنة أربع وست مئة ، ودفن يوم الاثنين بالجانب الغربي بمقبرة باب حرب.

__________________

(١) إسناده تالف ، حسام بن مصك ضعيف يكاد يترك ، والراوي عنه عمرو بن محمد بن الحسن البصري هو الزمن المعروف بالأعسم بصري سكن بغداد ، قال الدارقطني : منكر الحديث (السنن ١ / ٣٨) ، وقال في موضع آخر : كان ضعيفا كثير الوهم (تاريخ الخطيب ١٤ / ١١٣) ، وذكره ابن حبان في المجروحين ٢ / ٧٤ وقال : يروي عن الثقات المناكير ويضع أسامي المحدثين!

على أن معنى الحديث صحيح من غير هذا الوجه ، فهو صحيح من حديث أبي عبد الرحمن الحبلي عن عبد الله بن عمرو بن العاص ، وهو في صحيح مسلم (١٠٤٥) وقال الترمذي بعد أن ساقه في جامعه (٢٣٤٨) : حسن صحيح. وهو صحيح أيضا من حديث فضالة بن عبيد بلفظ : «طوبى لمن هدي إلى الإسلام وكان عيشه كفافا وقنع» ، فهو في الزهد للإمام أحمد ٨ ، وفي مسنده ٦ / ١٩ ، وعند الترمذي (٢٣٤٩) وقال : صحيح. وينظر تمام تخريجهما في تعليقنا على جامع الترمذي.

٢٣٨

٢٠٥٠ ـ عبد الواحد (١) بن عبد الوهّاب بن عليّ بن عليّ بن عبيد الله ، أبو الفتوح ابن شيخنا أبي أحمد المعروف بابن سكينة الصّوفي.

سمع أبا الفتح محمد بن عبد الباقي بن سلمان المعروف بابن البطّي ، وأبا زرعة طاهر بن محمد المقدسي ، وجدّه لأمّه شيخ الشيوخ أبا القاسم عبد الرّحيم ابن إسماعيل النّيسابوري ، وغيرهم.

وسافر عن بغداد مدة طويلة تردّد ما بين الجزيرة والشّام ومصر ، وعاد إلى بغداد في حياة أبيه ، وتولّى رباط جدّه شيخ الشيوخ (٢) مشيخة ونظرا في وقفه. وحدّث بشيء يسير.

بلغني أنّ مولده في سنة اثنتين وخمسين وخمس مئة. ونفّذ من الدّيوان العزيز ـ مجّده الله ـ إلى أمير جزيرة قيس رسولا مع رسول كان وصل منه ، فوصل إليه وقضى شغله ، فأدركه أجله هناك ، فتوفي بها في ثاني شعبان سنة ثمان وست مئة ، فدفن بها ، رحمه‌الله وإيانا.

٢٠٥١ ـ عبد الواحد (٣) بن محمود بن محمد البيّع ، أبو الفتح ، يعرف

__________________

(١) ترجمه ابن الأثير في الكامل ١٢ / ٢٩٨ وقال : «وكان من أصدقائنا ، وبيننا وبينه مودة متأكدة ، وصحبة كثيرة ، وكان من عباد الله الصالحين» ، وابن النجار في التاريخ المجدد ١ / ٢٥٦ وأثنى عليه ثناء عاطرا ، والمنذري في التكملة ٢ / الترجمة ١٢٠١ ، وأبو شامة في ذيل الروضتين ٧٩ ، وابن الفوطي في تلخيص مجمع الآداب ٥ / الترجمة ١٤٧١ ، والذهبي في تاريخ الإسلام ١٣ / ١٩٣ ، والمختصر المحتاج ٣ / ٧٧ ، والصفدي في الوافي ١٩ / ٢٦٠ ، والنعيمي في الدارس ٢ / ١٤٤ ، والعيني في عقد الجمان ١٧ / الورقة ٣٣٧ ، وابن تغري بردي في النجوم ٦ / ٢٠٣.

(٢) يعني : جده لأمه.

(٣) ترجمه ابن نقطة في إكمال الإكمال ٣ / ٤٢٥ و ٣ / ٥٨١ ، وابن النجار في التاريخ المجدد ١ / ٢٩٩ ، والمنذري في التكملة ٢ / الترجمة ١٦٤٣ ، والذهبي في تاريخ الإسلام ١٣ / ٤٤١ ، والمشتبه ٤١١ ، والمختصر المحتاج ٣ / ٧٨ ، وابن ناصر الدين في توضيح المشتبه ٥ / ٣٤٧ و ٤٢٨ ، وابن حجر في تبصير المنتبه ٢ / ٧٨٦ و ٣ / ٨٣٦.

٢٣٩

بابن صعترة (١).

كان يسكن بسوق العميد.

شيخ مسنّ ، سمع في شبابه من أبي الفتح بن سلمان ، وأبي زرعة المقدسي ، وأبي محمد ابن الخشّاب ، وأمثالهم. سمعنا منه.

قرأت على أبي الفتح عبد الواحد بن محمود ابن صعترة ، قلت له : أخبركم أبو الفتح محمد بن عبد الباقي بن أحمد قراءة عليه وأنت تسمع ، فأقرّ به ، قال : أخبرنا أبو عبد الله مالك بن أحمد بن عليّ الفرّاء قراءة عليه ، قال : أخبرنا أبو الحسن أحمد بن محمد بن الصّلت القرشي ، قال : حدثنا أبو إسحاق إبراهيم بن عبد الصّمد الهاشمي ، قال : حدثنا خلّاد بن أسلم ، قال : حدثنا النّضر ، قال : حدثنا النّهّاس ، عن أبي عمّار ، عن أبي هريرة ، قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «من حافظ على سبحة (٢) الضّحى غفرت ذنوبه وإن كانت مثل زبد البحر» (٣).

سألت عبد الواحد ابن صعترة عن مولده ، فقال : في سنة ثلاثين وخمس مئة.

وتوفي في أواخر ذي الحجة سنة خمس عشرة وست مئة.

٢٠٥٢ ـ عبد الواحد (٤) بن نزار بن عبد الواحد ابن الجمّال ، أبو نزار.

__________________

(١) ويقال فيه : «سعترة» بالسين ، وبالصاد أصح ، كما قال ابن نقطة والمنذري.

(٢) هكذا في النسختين ، وفي مصادر التخريج : «شفعة» وهي بمعنى.

(٣) إسناده ضعيف ، النهاس هو ابن قهم وهو ضعيف ، وابن عمار اسمه شداد بن عبد الله القرشي ، مولاهم ، لم يسمع من أبي هريرة فهو منقطع أيضا.

أخرجه ابن أبي شيبة ٢ / ٤٠٦ ، وإسحاق بن راهوية (٣٢٩) و (٤٦٢) ، وأحمد ٢ / ٤٤٣ و ٤٩٧ و ٤٩٩ ، وعبد بن حميد (١٤٢٢) ، والترمذي (٤٧٦) ، وابن ماجة (١٣٨٢) ، وابن عدي في الكامل ٧ / ٢٥٢٣.

(٤) ترجمه ياقوت في «تستر» من معجم البلدان ٢ / ٣١ ، وابن نقطة في إكمال الإكمال ١ / ٤١٣ ، وابن النجار في التاريخ المجدد ١ / ٣٠٥ ، والمنذري في التكملة ٣ / الترجمة

٢٤٠