ذيل تأريخ مدينة السلام - ج ٤

أبي عبد الله محمّد بن سعيد بن الدبيثي

ذيل تأريخ مدينة السلام - ج ٤

المؤلف:

أبي عبد الله محمّد بن سعيد بن الدبيثي


المحقق: الدكتور بشار عوّاد معروف
الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: دار الغرب الإسلامي ـ بيروت
الطبعة: ١
الصفحات: ٦٤٦

قرأت على عمر بن محمد بن المعمّر : أخبركم أبو عبد الله عبد الكريم بن عبد الرحمن بن أحمد قراءة عليه وأنت تسمع ، فأقرّ به ، قال : أخبرنا أبو المعالي ثابت بن بندار بن إبراهيم المقرئ ، قال : أخبرنا أبو عليّ الحسن بن أحمد البزّاز ، قال : حدثنا القاضي أبو بكر أحمد بن كامل ، قال : حدثنا عبد الله بن روح ، قال : حدثنا شبابة ، قال : حدثنا المغيرة بن مسلم ، عن أبي الزّبير ، عن جابر ، قال : كان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم لا ينام حتى يقرأ تنزيل السّجدة وتبارك الذي بيده الملك ، وكان يقول : «هما تفضلان كل سورة في القرآن سبعين حسنة ، ومن قرأهما كتب له سبعون حسنة ومحي عنه سبعون سيّئة ورفع له سبعون درجة» (١).

٢٠١١ ـ عبد الكريم (٢) بن محمد بن أبي الفضل بن محمد بن عبد الواحد ، أبو الفضائل الأنصاريّ.

من أهل دمشق ، يعرف بابن الحرستانيّ ، أخو القاضي عبد الصّمد قاضي دمشق.

فقيه فاضل شافعيّ المذهب ، قدم بغداد في صباه ، وأقام بها بالمدرسة

__________________

(١) إسناده ضعيف ، فإن أبا الزبير ـ وهو محمد بن مسلم بن تدرس المكي ـ مدلس ، وقد عنعنه ، وقد صرّح في موضع آخر بأنه لم يسمع هذا الحديث من جابر مباشرة ، بل سمعه من رجل اسمه صفوان أو ابن صفوان ـ وصفوان هو ابن عبد الله بن صفوان ، ينسب إلى أبيه وجده ، وهو ثقة ـ فيبقى هذا الإسناد المذكور هنا منقطعا ، لكن الحديث يصح من الوجه المذكور. ينظر جامع الترمذي ٥ / ١٨ ، والعلل لابن أبي حاتم رقم (١٦٦٨).

أخرجه ابن أبي شيبة ١٠ / ٤٢٤ ، وأحمد ٣ / ٣٤٠ ، وعبد بن حميد (١٠٤٠) ، والدارمي (٣٤١١) ، والبخاري في الأدب المفرد (١٢٠٧) و (١٢٠٩) ، والترمذي (٢٨٩٢) و (٣٤٠٤) ، وابن الضريس في فضائل القرآن (٢٣٨) ، والنسائي في عمل اليوم والليلة (٧٠٨) ، والطبراني في الدعاء (٢٦٦) و (٢٦٧) و (٢٦٩) و (٢٧٠) و (٢٧١) و (٢٧٢) ، والطبراني في الأوسط (١٥٠٦) ، وابن السني (٦٦٩) ، والحاكم ٢ / ٤١٢ وغيرهم.

(٢) ترجمه ابن عساكر في تاريخ دمشق ٣٦ / ٤٤٦ ، والذهبي في تاريخ الإسلام ١٢ / ٢٦٤ ، والسبكي في طبقات الشافعية الكبرى ٧ / ١٨٦ ، والإسنوي في طبقاته ١ / ٤٤٦.

٢٠١

النّظامية متفقّها ، والمدرّس بها أبو منصور ابن الرّزّاز. ثم خرج منها إلى نيسابور ، فأقام عند محمد بن يحيى متفقها مدة وبرع في الفقه. وعاد إلى دمشق ودرّس بها بالزّاوية الغربية بجامعها نيابة عن القاضي أبي سعد ابن أبي عصرون ، ولم يزل على ذلك إلى حين وفاته.

وقد سمع بدمشق من أبي الحسن بن أبي قبيس ، وأبي الحسن عليّ بن المسلّم الشّهرزوري ، وأبي الفتح نصر الله بن عبد القوي المصّيصي ، وغيرهم.

بلغني أنّ مولده في يوم السّبت ثالث عشري شوّال سنة سبع عشرة وخمس مئة.

وتوفي بدمشق عصر نهار السّبت ثاني شهر رمضان سنة إحدى وستين وخمس مئة ، ودفن بجبل قاسيون ، رحمه‌الله وإيانا.

٢٠١٢ ـ عبد الكريم (١) بن محمد بن منصور بن محمد بن عبد الجبّار ابن أحمد بن محمد بن جعفر بن عبد الجبار بن المفضّل بن الرّبيع بن مسلم ابن عبد الله بن عبد المجيد التّميمي ، أبو سعد بن أبي بكر بن أبي المظفّر ، المعروف بابن السّمعاني.

من أهل مرو. حافظ فاضل عالم مشهور بالرّحلة والطّلب ، من بيت

__________________

(١) ترجمه الجم الغفير ، ومنهم رفيقه ابن عساكر في تاريخ دمشق ٣٦ / ٤٤٧ ، وابن الجوزي في المنتظم ١٠ / ٢٢٤ ، وابن الأثير في الكامل ١١ / ٣٣٣ ، واللباب ١ / ١٣ ، وابن نقطة في التقييد ٣٦٧ ، وابن النجار في تاريخه ، كما في المستفاد ، الترجمة ١٢٧ ، وأبو شامة في ذيل الروضتين ١ / ١٤٩ ، وابن خلكان في وفيات الأعيان ٣ / ٢٠٩ ، والذهبي في تاريخ الإسلام ١٢ / ٢٧٤ ، وسير أعلام النبلاء ٢٠ / ٤٥٦ ، والعبر ٤ / ١٧٨ ، وتذكرة الحفاظ ٤ / ١٣١٦ ، والمختصر المحتاج ٣ / ٦٧ ، والصفدي في الوافي ١٩ / ٨٨ ، واليافعي في مرآة الجنان ٣ / ٣٧١ ، والسبكي في طبقاته الكبرى ٧ / ١٨٠ ، والإسنوي في طبقاته ٢ / ٥٥ ، وابن كثير في البداية ١٢ / ٢٥٤ ، وابن تغري بردي في النجوم ٥ / ٣٧٥ ، وابن العماد في الشذرات ٤ / ٢٠٥ وغيرهم. وتنظر مقدمات كتبه لا سيما : التحبير في المعجم الكبير ، والأنساب.

٢٠٢

معروف بالفضل والعلم والتّقدّم.

سمع الكثير في صباه ، وطلب بنفسه ، ورحل في طلب الحديث من خراسان إلى ما وراء النّهر ، ثم إلى العراق والحجاز والشام وبلاد الجبال ، وسمع من عامة شيوخ هذه البلاد ، وكتب بخطّه.

وكان وافر الهمّة ، حسن الفهم ، جيّد الخطّ والضّبط. حصّل الكثير ، وجمع الشيوخ ، والمعاجم ، والكتب الكثيرة.

ورد بغداد في سنة اثنتين وثلاثين وخمس مئة وأقام بها مدة وحجّ منها مرّتين ، وعاد إليها ، وانحدر إلى واسط والبصرة ، وسمع بهما ، وعاد إليها. وخرج إلى الشّام وسمع هناك ، ثم عاد ، وكتب عن عامة شيوخ بغداد في وقته ، وبحث عن أحوالهم ، وذاكر حفّاظها ، وجمع لها «تاريخا» جعله مذيّلا على تاريخ أبي بكر أحمد بن عليّ بن ثابت الخطيب لها في عشر مجلدات بيّضه في بلده بعد عوده إليه ، ووقفه ونفّذ به إلى بغداد ، وجعله برباط شيخ الشّيوخ. وكتابنا هذا مذيّل عليه وتال له.

سمع ببغداد القاضي أبا بكر محمد بن عبد الباقي البزّاز ، وأبا منصور عبد الرّحمن بن محمد بن زريق ، وأبا القاسم إسماعيل بن أحمد السّمرقندي ، وأبا البركات عبد الوهّاب بن المبارك الأنماطي ، وأبا محمد يحيى بن عليّ ابن الطّرّاح ، وأبا الحسن عليّ بن هبة الله بن عبد السّلام ، وأبا البدر إبراهيم بن محمد الكرخي ، وأبا منصور محمد بن عبد الملك بن خيرون ، وأبا منصور موهوب بن أحمد ابن الجواليقي ، وشيخ الشيوخ أبا البركات إسماعيل بن أحمد النّيسابوري ، وخلقا يطول ذكرهم.

وحدث بها ، فسمع منه جماعة منهم : أبو بكر المبارك بن كامل الخفّاف. وروى لنا عنه أبو أحمد عبد الوهّاب بن علي الأمين ، وأثنى عليه ، ووصفه بالحفظ وعلوّ الهمّة ، وكثرة الاشتغال ، وعبد العزيز بن معالي بن منينا وغيرهما.

قرأت على أبي أحمد عبد الوهّاب بن عليّ بن عليّ البغدادي ، قلت له :

٢٠٣

حدثكم أبو سعد عبد الكريم بن محمد بن منصور ابن السّمعاني من لفظه ببغداد في شعبان سنة اثنتين وثلاثين وخمس مئة ، فأقرّ به ، قال : أخبرنا أبو منصور محمد بن عليّ بن محمد الكراعي ، قال : أخبرنا جدّي أبو غانم أحمد بن عليّ بن الحسين ، قال : أخبرنا أبي أبو الحسين عليّ بن الحسين ، قال : أخبرنا أبو عبد الرحمن عبد الله بن محمود بن سليمان السّعدي ، قال : حدثنا يوسف بن عيسى ، قال : حدثنا الفضل بن موسى ، قال : أخبرنا الحسين بن واقد ، عن عبد الله بن بريدة ، عن أبيه ، قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «العهد الذي بيننا وبينهم الصّلاة ، فمن تركها فقد كفر» (١).

وأنشدنا أبو أحمد بن أبي منصور الصّوفي (٢) من حفظه ، قال : أنشدني أبو سعد ابن السّمعاني في أصحاب الحديث لبعضهم :

يا سادة لهم بالمصطفى نسب

رفقا بقوم لهم بالمصطفى حسب

أهل الحديث هم أهل النّبيّ وإن

لم يصحبوا نفسه أنفاسه صحبوا

أنبأنا أبو المحاسن عمر بن عليّ بن الخضر القرشي ، قال : ولد عبد الكريم ابن السّمعاني غداة يوم الاثنين الحادي والعشرين من شعبان سنة ست وخمس مئة بمرو.

وأخبرنا أبو المظفّر عبد الرّحيم بن عبد الكريم بن محمد فيما أذن لنا في روايته عنه ، قال : توفي والدي في غرّة شهر ربيع الأوّل سنة اثنتين وستين وخمس مئة.

__________________

(١) حديث صحيح كما قال الإمام الترمذي.

أخرجه ابن أبي شيبة ١١ / ٣٤ ، وأحمد ٥ / ٣٤٦ و ٣٥٥ ، والترمذي (٢٦٢١) ، وابن ماجة (١٠٧٩) ، والنسائي في المجتبى ١ / ٢٣١ وفي الكبرى (٣٢٩) ، وابن حبان (١٤٥٤) ، وابن عدي في الكامل ٣ / ٨٩٦ ، والدارقطني في السنن ٢ / ٥٢ ، والحاكم ١ / ٧ ، والبيهقي في سننه الكبرى ٣ / ٣٦٦.

(٢) هو عبد الوهاب ابن سكينة ، يدلسه.

٢٠٤

قلت : وبمرو توفي ، ودفن بها.

٢٠١٣ ـ عبد الكريم (١) بن سعيد بن أحمد بن سليمان المالكيّ ، أبو الفائز ابن أبي الحسن المقرئ النّهر فضليّ الأصل البغداديّ.

من أهل الرّصافة ، من أبناء الشّيوخ الصّالحين.

سمع أباه ، وأبا المعالي صالح بن شافع ، وصحب أبا المعالي الصالح.

ذكره أبو بكر محمد بن المبارك بن مشّق في «معجم شيوخه» وقال : أجاز لي.

وقال أبو الفضل أحمد بن صالح بن شافع في «تاريخه» : كان مولده في سنة تسع وثمانين وأربع مئة ، وتوفي آخر نهار الجمعة ثالث عشر صفر سنة أربع وستين وخمس مئة ، رحمه‌الله وإيانا.

٢٠١٤ ـ عبد الكريم (٢) بن أحمد بن أحمد بن عبد الواحد الهاشميّ ، أبو تمّام بن أبي السّعادات المعروف بابن شفنين (٣).

من أهل الجانب الغربي ، من أهل المحلّة المعروفة بالتّوثة. من أولاد الشّيوخ المحدّثين ، وقد حدّثنا عن أبيه غير واحد.

سمع عبد الكريم هذا من أبيه ، وغيره. وروى عنهم. سمع منه القاضي أبو المحاسن الدّمشقي ، وأخرج عنه حديثا في «معجم شيوخه».

أنبأنا عمر بن عليّ القاضي ، قال : أخبرنا أبو تمّام عبد الكريم بن أحمد بن أحمد ابن المتوكّل على الله ، قال : حدثنا القاضي أبو يعلى محمد بن الحسين ابن الفرّاء ، قال : حدثنا أبو الحسن عليّ بن عمر السّكّري ، قال : حدثنا أحمد بن الحسن بن عبد الجبار الصّوفي ، قال : حدثنا الحارث بن سريج ، قال : حدثنا

__________________

(١) ترجمه ياقوت في «نهر الفضل» من معجم البلدان ٥ / ٣٢٢ نقلا عن المؤلف.

(٢) ترجمه ابن نقطة في إكمال الإكمال ٣ / ١٧٣ ، والذهبي في المختصر المحتاج ٣ / ٦٧.

(٣) قيده ابن ماكولا كما قيدناه.

٢٠٥

عبد الله بن المبارك ، قال (١) : حدثنا أبو بكر بن أبي مريم ، عن ضمرة بن حبيب ، عن شدّاد بن أوس ، قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «الكيّس من دان نفسه وعمل لما بعد الموت ، والعاجز من أتبع نفسه هواها وتمنّى على الله عزوجل» (٢).

قال القرشيّ : وتوفي عبد الكريم ابن شفنين ليلة الجمعة ثامن عشر ذي الحجة سنة أربع وستين وخمس مئة.

وقال صدقة بن الحسين الفرضي في «تاريخه» : وفي يوم الجمعة ثامن عشر ذي الحجة سنة أربع وستين وخمس مئة توفي الشّريف ابن شفنين المصلّي بمشهد معروف ، وصلّي عليه هناك ، ودفن هناك.

٢٠١٥ ـ عبد الكريم بن عبد الواحد بن إلياس ، أبو الفتح البالسيّ الأصل البغداديّ ، عمّ شيخنا أبي المحاسن محمد بن منصور بن عبد الواحد البالسيّ.

وبالس المنسوب إليها من بلاد الشّام.

سمع أبا طالب الحسين بن محمد بن عليّ الزّينبي. روى عنه عليّ بن عبيد الله بن الحسن بن بانوية الأصبهاني إجازة.

٢٠١٦ ـ عبد الكريم (٣) بن إسماعيل بن أحمد بن محمد النّيسابوريّ الأصل البغداديّ المولد والدّار ، أبو منصور ابن شيخ الشّيوخ أبي البركات بن أبي سعد الصّوفي ، أخو شيخنا شيخ الشيوخ عبد الرّحيم.

سمع أباه وأبا القاسم بن الحصين ، والقاضي أبا بكر الأنصاريّ ، وأبا

__________________

(١) الزهد ، له (١٧١).

(٢) إسناده ضعيف لضعف ابن أبي مريم ، وقد تقدم الكلام عليه وتخريجه في المجلد الأول ، الترجمة ٣٢ ، وتكرر في الترجمة ١١٣١.

(٣) ترجمه ابن الفوطي في الملقبين بفخر الدين من تلخيص مجمع الآداب ٤ / الترجمة ٢١٨٥ ، والذهبي في تاريخ الإسلام ١٢ / ٣٧٣ ، والمختصر المحتاج ٣ / ٦٨.

٢٠٦

عبد الله محمد بن حمّوية الجويني ، وأبا القاسم زاهر بن طاهر الشّحّامي. وحدّث بالقليل. سمع منه القاضي عمر القرشيّ وأخرج عنه حديثا في «معجم شيوخه».

أنبأنا أبو المحاسن عمر بن عليّ الدّمشقي ، قال : أخبرنا أبو منصور عبد الكريم بن إسماعيل بن أحمد النّيسابوري ، قال : أخبرنا أبو عبد الله محمد ابن حمّوية بن محمد الجويني ، قدم علينا قراءة عليه وأنا أسمع.

وأخبرناه أبو أحمد عبد الوهّاب بن عليّ بن عليّ البغداديّ بقراءتي عليه ، قلت له : أخبركم أبو عبد الله محمد بن حمّوية الجويني قراءة عليه وأنت حاضر تسمع ، فأقرّ به ، قال : أخبرتنا عائشة بنت القاضي أبي عمر محمد بن الحسين البسطامي ، قالت : حدثنا أبو الحسين أحمد بن محمد الخفّاف ، قال : حدثنا أبو العباس محمد بن إسحاق السّرّاج ، قال : حدثنا قتيبة بن سعيد ، عن اللّيث وبكر ابن مضر ، عن ابن الهاد (١) ، عن محمد بن إبراهيم التّيمي ، عن أبي سلمة ، عن أبي هريرة ، أنّ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : «أرأيتم لو أنّ نهرا بباب أحدكم يغتسل منه كلّ يوم خمس مرّات هل يبقى من درنه شيء؟» قالوا : لا. قال : «فذلك مثل الصّلوات الخمس : يمحو الله بهنّ الخطايا» (٢).

توفي عبد الكريم أخو شيخ الشّيوخ في سنة سبع وستين وخمس مئة ، ودفن عند جده بمقبرة باب أبرز.

٢٠١٧ ـ عبد الكريم (٣) بن يوسف بن محمد بن العبّاس ، أبو نصر

__________________

(١) هو يزيد بن عبد الله بن الهاد.

(٢) حديث ابن الهاد في الصحيحين : البخاري ١ / ١٤٠ (٥٢٨) ، ومسلم ٢ / ١٣١ (٦٦٧).

وينظر تمام تخريجه في تعليقنا على الترمذي (٢٨٦٨).

(٣) ترجمه المنذري في التكملة ١ / الترجمة ٣٨٧ ، والذهبي في تاريخ الإسلام ١٢ / ١٠٠٠ ، والمختصر المحتاج ٣ / ٦٨ ، والقرشي في الجواهر المضيئة ١ / ٣٢٧ ، والتميمي في الطبقات السنية ٢ / الورقة ٥٤٧.

٢٠٧

الحنفيّ ، يعرف بابن الدّيناريّ.

من ساكني باب الطّاق ومشهد أبي حنيفة رحمه‌الله.

سمع أبا القاسم هبة الله بن محمد بن الحصين ، وروى عنه. سمع منه قبلنا القاضي أبو المحاسن القرشي ، وسمعنا منه.

قرأت على أبي نصر عبد الكريم بن يوسف الفقيه بباب مدرسة الحنفيين (١) بسوق يحيى من باب الطّاق ، قلت له : أخبركم أبو القاسم هبة الله بن محمد بن عبد الواحد قراءة عليه وأنت تسمع ، فأقرّ بذلك ، وقال : نعم ، ورفع بها صوته ، قال : أخبرنا أبو عليّ الحسن بن عليّ بن محمد ابن المذهب الواعظ قراءة عليه وأنا أسمع ، قال : أخبرنا أبو بكر أحمد بن جعفر بن حمدان القطيعي ، قال : أخبرنا أبو عبد الرحمن عبد الله بن أحمد بن حنبل ، قال : حدثني أبي أحمد بن محمد بن حنبل ، قال (٢) : حدثنا عمّار بن محمد ، عن إبراهيم ، عن أبي الأحوص ، عن عبد الله بن مسعود ، قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «ليق (٣) أحدكم وجهه النّار ولو بشقّ تمرة» (٤).

__________________

(١) هي أول مدرسة أنشئت ببغداد ، فقد تم افتتاحها قبل النظامية سنة ٤٥٩ ، وهي مدرسة أبي حنيفة ، باقية إلى يوم الناس هذا ، ومكانها الآن كلية صدام لإعداد الأئمة والخطباء ، وتحت جدارها الشمالي قبر والدي وقبور أعمامي ، رحمهم‌الله تعالى.

(٢) مسند أحمد ١ / ٣٨٨.

(٣) في المطبوع من المسند : «ليتق» ، وما أثبتناه ثابت في النسختين.

(٤) إسناده ضعيف لضعف إبراهيم بن مسلم الهجري ، على أن متنه صحيح من حديث عدي بن حاتم فهو في الصحيحين ، كما تقدم في التراجم ٦٠٣ و ٩٩٥ و ١٢٣٩ و ١٦٤٥ ونصه : «اتقوا النار ولو بشق تمرة».

وحديث ابن مسعود هذا أخرجه إضافة إلى أحمد : أبو نعيم في الحلية ٨ / ٢١٤ ، وأورده الهيثمي في مجمع الزوائد ٣ / ٢٠٧ حديث ٤٥٨٠ وقال : رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح. هكذا قال وهو وهم بيّن.

٢٠٨

سألت عبد الكريم ابن الدّيناري عن مولده ، فقال : في سنة سبع عشرة وخمس مئة.

وتوفي في جمادى الأولى سنة ثلاث وتسعين وخمس مئة.

٢٠١٨ ـ عبد الكريم (١) بن المبارك بن محمد بن عبد الكريم البلديّ الأصل البغداديّ ، أبو الفضل الفقيه الحنفيّ ، يعرف بابن الصّيرفي.

من ساكني قراح أبي الشّحم.

تفقه على أبي الخير مسعود بن الحسين اليزدي الحنفي ، ودرّس بعده في المدرسة المعروفة بالمغيثية على دجلة ، وناب في الحكم عن قاضي القضاة أبي الفضائل ابن الشّهرزوري قبل وفاته بيسير.

سمع أبا سعد أحمد بن محمد ابن الزّوزني الصّوفي ، وأبا البدر إبراهيم ابن محمد الكرخي ، وأبا الفضل محمد بن عمر الأرموي ، وغيرهم. سمعنا منه.

قرأت على أبي الفضل عبد الكريم بن المبارك الحنفي ، قلت له : أخبركم أبو البدر إبراهيم بن محمد بن منصور الكرخي قراءة عليه وأنت تسمع ، فأقرّ به ، قال : أخبرنا أبو القاسم يوسف بن محمد بن أحمد المهرواني ، قال : حدثنا أبو الحسن أحمد بن محمد بن موسى بن الصّلت ، قال : حدثنا محمد بن جعفر المطيري ، قال : حدثنا عليّ بن حرب ، قال : حدثنا أبو معاوية ، عن عاصم الأحول ، عن عبد الله بن الحارث ، عن عائشة ، قالت : كان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم إذا سلّم من الصّلاة قال : «أنت السّلام ومنك السّلام تباركت

__________________

(١) ترجمه المنذري في التكملة ١ / الترجمة ٥٣٦ ، وابن الفوطي في تلخيص مجمع الآداب ٥ / الترجمة ١٧٣٠ ، والذهبي في تاريخ الإسلام ١٢ / ١٠٧٩ ، والمختصر المحتاج ٣ / ٦٨ ، والصفدي في الوافي ١٩ / ٨٨ ، والقرشي في الجواهر ١ / ٣٢٦ ، والتميمي في الطبقات السنية ٢ / الورقة ٥٤٥.

٢٠٩

يا ذا الجلال والإكرام» (١).

سألت عبد الكريم ابن الصّيرفي عن مولده ، فقال : ولدت في يوم الاثنين تاسع ربيع الأوّل سنة خمس وعشرين وخمس مئة.

وتوفي يوم السّبت تاسع عشري جمادى الآخرة سنة ست وتسعين وخمس مئة ، رحمه‌الله وإيانا.

٢٠١٩ ـ عبد الكريم (٢) بن عليّ بن عبد الكريم البسطاميّ ثم الكرمانيّ ، أبو القاسم الفقيه الشافعيّ.

قدم بغداد حاجا ، ونزل برباط المأمونية. كتبت عنه أحاديث عن أبي الحسن مسعود بن أبي منصور الجمّال الأصبهاني.

قرأت على أبي القاسم عبد الكريم بن عليّ البسطامي ، قلت له : أخبركم أبو الحسن مسعود بن أبي منصور بن محمد قراءة عليه بأصبهان وأنت تسمع ، فأقرّ به.

وأخبرنيه مسعود هذا في كتابه إلينا من أصبهان ، قال : أخبرنا أبو عليّ الحسن بن أحمد بن الحسن الحدّاد ، قال : أخبرنا أبو نعيم أحمد بن عبد الله بن أحمد الحافظ ، قال : حدثنا محمد بن أحمد بن الحسن ، قال : حدثنا بشر بن

__________________

(١) حديث صحيح ، أبو معاوية هو محمد بن خازم الضرير.

أخرجه الطيالسي (١٥٥٨) ، وابن أبي شيبة ١ / ٣٠٢ و ٣٠٤ ، وأحمد ٦ / ٦٢ و ١٨٤ و ٢٣٥ ، والدارمي (١٣٤٥) ، ومسلم ٢ / ٩٤ (٥٩٢) ، وأبو داود (١٥١٢) ، والترمذي (٢٩٨) و (٢٩٩) ، وابن ماجة (٩٢٤) ، والنسائي في المجتبى ٣ / ٦٩ ، وفي الكبرى (١٢٦١) و (٧٧١٧) و (٩٩٢٤) و (٩٩٢٥) ، وأبو يعلى (٤٧٢١) ، وأبو عوانة ٢ / ٢٤١ و ٢٤٢ ، وابن حبان (٢٠٠٠) و (٢٠٠١) ، وابن السني في عمل اليوم والليلة (١٠٧) ، والبيهقي في السنن الكبرى ٢ / ١٨٣ ، والبغوي في شرح السنة (٧١٣). وله طرق أخرى عن عائشة هذا أصحها.

(٢) اختاره الذهبي في المختصر المحتاج ٣ / ٦٩.

٢١٠

موسى ، قال : حدثنا الحميدي ، قال (١) : حدثنا سفيان ، عن الزّهري ، عن سعيد ابن المسيّب ، عن أبي هريرة ، قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «صلاة في مسجدي هذا خير من ألف صلاة فيما سواه من المساجد إلا المسجد الحرام» (٢).

حجّ هذا الشّيخ وعاد إلى بلده وغاب عنّا خبره.

٢٠٢٠ ـ عبد الكريم (٣) بن محمد بن أحمد بن أبي عليّ الأصبهاني الأصل البغداديّ المولد والدار ، أبو علي بن أبي بكر ، يعرف والده بالسّيّدي ، وقد تقدّم ذكره (٤).

وعبد الكريم هذا سمع الكثير بإفادة والده وبنفسه من جماعة من شيوخ بغداد وممن قدمها مثل أبي الفتح محمد بن عبد الباقي بن سلمان ، وأبي بكر أحمد بن المقرّب الكرخي ، وأبي القاسم هبة الله بن الحسن الدّقّاق ، وأبي المعالي أحمد بن عبد الغني بن حنيفة ، وأبي الحسن عليّ بن يحيى (٥) الطّوسي ، وأبي عبد الله خلف بن أبي البركات المشاهر ، وأبي بكر عبد الله بن محمد ابن النّقّور ، والطاهر أبي عبد الله بن المعمّر النّقيب ، وأبي الحسين بن يوسف. ومن الغرباء : أبي حنيفة محمد بن عبيد الله الخطيبيّ ، وأبي الخير عبد الرّحيم بن

__________________

(١) مسند الحميدي (٩٤٠).

(٢) حديث صحيح.

أخرجه أحمد ٢ / ٢٣٩ و ٢٧٧ ، والدارمي (١٤٢٧) ، ومسلم ٤ / ١٢٤ (١٣٩٤) (٥٠٥) ، وابن ماجة (١٤٠٤ م) ، وأبو يعلى (٥٨٥٧).

(٣) ترجمه ابن نقطة في إكمال الإكمال ٣ / ٣٥٦ ، والتقييد ٣٦٨ ، والمنذري في التكملة ٣ / الترجمة ١٨٣٧ ، والذهبي في تاريخ الإسلام ١٣ / ٥٤٦ ، والمختصر المحتاج ٣ / ٦٩ ، والمشتبه ١ / ٣٧٣ ، وابن ناصر الدين في توضيح المشتبه ٥ / ١٨٩ ، وابن حجر في تبصير المنتبه ٢ / ٧٥٣.

(٤) الترجمة ٣٤.

(٥) ضبب عليه الناسخ.

٢١١

محمد بن موسى الأصبهانيين ، وأبي عبد الرحمن محمد بن محمد الكشميهني ، وابنه أبي المحامد محمود ، وغيرهم. وروى عنهم ، وكان سماعه صحيحا وأصوله جيّدة. سمعنا منه.

قرأت على أبي عليّ عبد الكريم بن محمد بن أحمد السّيّدي ، قلت له : أخبركم أبو القاسم هبة الله بن الحسن بن هلال الدّقّاق قراءة عليه وأنت تسمع ، فأقرّ به ، قال : أخبرنا أبو الحسين عاصم بن الحسن بن محمد المقرئ قراءة عليه.

وقرأت أيضا على أبي عليّ عبد الكريم بن محمد بن أحمد ، قلت له : أخبركم أبو الفتح محمد بن عبد الباقي بن أحمد بن سلمان قراءة عليه ، فأقرّ به ، قال : أخبرنا أبو الحسن عليّ بن محمد بن محمد الخطيب الأنباري قراءة عليه ؛ قالا جميعا : أخبرنا أبو عمر عبد الواحد بن محمد بن مهدي الدّيباجي ، قال : أخبرنا أبو عبد الله محمد بن مخلد بن حفص العطّار ، قال : حدثنا طاهر بن خالد ابن نزار ، قال : حدثني أبي ، قال : أخبرني إبراهيم بن طهمان ، قال : حدثني عبد العزيز بن رفيع ، عن أنس بن مالك ، قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «تسحّروا فإنّ في السّحور بركة» (١).

__________________

(١) حديث صحيح.

ورواية هذا الحديث من طريق عبد العزيز بن رفيع رواية غريبة ذكرها أبو عوانة في مسنده على ما ذكره الحافظ المزي في تحفة الأشراف ١ / ٤٧٦ ، وأشار الحافظ ابن حجر في إتحاف المهرة ٢ / ١١٠ حديث رقم ١٣٢٥ أنه في نسخة من مسند أبي عوانة ، وفي نسخة : عبد العزيز بن صهيب ، وقول المزي أثبت.

وهذا الحديث معروف من رواية عبد العزيز بن صهيب عن أنس ، رواه عنه ستة من أصحاب عبد العزيز بن صهيب في الأقل وهم : شعبة بن الحجاج ، وهشيم بن بشير ، وإسماعيل بن علية ، وحماد بن زيد ، وحماد بن سلمة ، وعبد الوارث بن سعيد ، كما بيناه مفصلا في المسند الجامع ١ / ٤٦٩ حديث ٦٨٧ ، وهو عند مسلم من حديث عبد العزيز بن

٢١٢

وقرأت على عبد الكريم بن أبي بكر : أخبركم أبو بكر أحمد بن المقرّب بن الحسين الصّوفي قراءة عليه ، قال : أنشدنا أبو غالب شجاع بن فارس الذّهلي ، قال : أنشدني أبو عليّ محمد بن وشاح الزّينبي ، مولاهم ، قال : أنشدنا أبو الحسن محمد بن عبد الله بن سكّرة الهاشمي ، قال : أنشدني الوزير أبو محمد الحسن بن محمد المهلّبي لنفسه :

أتاني في قميص اللاذ يمشي

عدوّ لي يلقّب بالحبيب

فقلت له : فديتك كيف هذا

بلا واش أتيت ولا رقيب

فقال : الشّمس أهدت لي قميصا

رقيق الجسم من شفق الغروب

فثوبي والمدام ولون جسمي

قريب من قريب من قريب

سألت عبد الكريم ابن السّيّدي عن مولده ، فقال : في ذي الحجة سنة ست وأربعين وخمس مئة.

وتوفي ليلة الأربعاء سابع عشر رمضان سنة ثمان عشرة وست مئة ، ودفن يوم الأربعاء بمقبرة معروف.

٢٠٢١ ـ عبد الكريم (١) بن إبراهيم بن عبد الله الدّبّاس ، أبو البركات.

من أهل الحريم الطّاهري.

سمع أبا المعالي عمر بن بنيمان المستعمل ، وأخاه أبا العباس أحمد ، وأبا المكارم محمد بن أحمد ابن الطّاهري ، وأبا الحسن دهبل بن عليّ بن كاره ، وأخاه أبا محمد ، وجماعة. سمعنا منه شيئا يسيرا.

أخبرنا أبو البركات عبد الكريم بن إبراهيم بن عبد الله الحلاوي قراءة عليه وأنا أسمع ، قال : أخبرنا أبو الحسن دهبل بن عليّ بن منصور الفقيه قراءة عليه

__________________

صهيب ٣ / ١٣٠ (١٠٩٥).

(١) ترجمه المنذري في التكملة ٢ / الترجمة ١٦٠٠ ، والذهبي في تاريخ الإسلام ١٣ / ٤٤٠.

٢١٣

وأنا أسمع ، قال : أخبرنا أبو عليّ محمد بن سعيد بن إبراهيم بن نبهان قراءة عليه.

وأخبرناه عاليا أبو السّعادات نصر الله بن عبد الرّحمن بن محمد القزّاز قراءة عليه وأنا أسمع في شوّال سنة ست وسبعين وخمس مئة ، قيل له : أخبركم أبو عليّ محمد بن سعيد بن نبهان قراءة عليه وأنت تسمع ، فأقرّ به ، قال : أخبرنا أبو عليّ الحسن بن أحمد بن شاذان البزّاز ، قال : أخبرنا أبو عمرو عثمان بن أحمد بن عبد الله ابن السّمّاك ، قال : حدثنا محمد بن عيسى بن حيّان ، قال : حدثنا محمد بن الفضل ، قال : حدثنا سالم الأفطس ، عن ابن المسيّب ، عن عمر ، عن النّبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، قال : «من اشترك في دم رجل مسلم بشطر كلمة لقي الله عزوجل مكتوب بين عينية : آيس من رحمتي» (١).

سألت عبد الكريم هذا عن مولده ، فقال : في جمادى الآخرة سنة أربعين وخمس مئة.

وتوفي يوم الثلاثاء حادي عشري جمادى الآخرة سنة خمس عشرة وست مئة.

* * *

__________________

(١) إسناده تالف ، محمد بن عيسى بن حيان ضعيف ، كما في تاريخ الخطيب ٣ / ٦٩٤ ـ ٦٩٨ وميزان الاعتدال ٣ / ٦٧٨ ، وشيخه محمد بن الفضل هو ابن عطية بن عمر العبدي ، مولاهم ، الكوفي نزيل بخارى : كذاب ، وهو من رجال التهذيب.

٢١٤

ذكر من اسمه عبد الودود

٢٠٢٢ ـ عبد الودود (١) بن هبة الله بن محمد ابن المهتدي بالله ، أبو محمد.

من أهل باب البصرة.

أحد الأشراف الهاشميين ، وهو والد عبيد الله بن عبد الودود الذي قدّمنا ذكره (٢).

أجاز لنا ، وذكر أنّه سمع من جماعة ، ولم أظفر بشيء من مسموعاته ، ولم يكن عنده أصول نقف عليها.

وتوفي يوم ثالث وعشرين شوّال سنة ثمان عشرة وست مئة ، ودفن بمقبرة جامع المنصور.

٢٠٢٣ ـ عبد الودود (٣) بن محمود بن المبارك بن عليّ بن المبارك بن الحسن الواسطيّ الأصل البغداديّ المولد والدّار ، أبو المظفّر بن أبي القاسم ابن أبي الفتح الفقيه الشافعيّ.

كان والده يلقّب مجير الدين ، وسيأتي ذكره.

__________________

(١) ترجمه المنذري في التكملة ٣ / الترجمة ١٨٤٦.

(٢) الترجمة ١٧٧٢.

(٣) ترجمه ابن النجار في تاريخه المجدد ١ / ٣١١ ، والمنذري في التكملة ٣ / الترجمة ١٨١٩ ، والذهبي في تاريخ الإسلام ١٣ / ٥٤٩ ، والصفدي في الوافي ١٩ / ٢٨٩ ، والسبكي في طبقات الشافعية الكبرى ٨ / ٣١٧ ، والإسنوي في طبقاته ١ / ٢٧٢ ، وابن كثير في البداية ١٣ / ٩٧ ، وابن الملقن في العقد المذهب ، الورقة ٧٣ ، والعيني في عقد الجمان ١٧ / الورقة ٤٢٧.

٢١٥

وأبو المظفر هذا تفقّه على والده ، وقرأ عليه علم الأصول والكلام ، ودرّس بالمدرسة الثّقثيّة بباب الأزج ، وتولّى سبيل الفقير بطريق مكة وحمد في خدمته.

وفي شوال من سنة ست وست مئة وكّله سيّدنا ومولانا الإمام المفترض الطّاعة على كافّة الأنام النّاصر لدين الله أمير المؤمنين ـ خلّد الله ملكه ـ ثم أجاز له ، فروى عنه ، وتوفّر على خدمته منقطعا إلى ما هو إليه من الخدمة بباب طراد الشّريف وغيره ، مع حسن طريقة ووفور عقل ودين ، والله الموفق.

توفي في منامه ليلة الجمعة سلخ جمادى الآخرة سنة ثمان عشرة وست مئة ، ودفن يوم الجمعة بباب حرب.

* * *

ذكر من اسمه عبد الحميد

٢٠٢٤ ـ عبد الحميد (١) بن أحمد بن الحسين بن مكندا ، أبو أحمد المقرئ.

من أهل أوانا ، وإمام الجامع بها.

سمع ببغداد من أبي الفضل محمد بن ناصر البغدادي وأبي الوقت السّجزي ، وغيرهما ، وحدّث عنهما. كتب إلينا بالإجازة من بلده.

أخبرنا أبو أحمد عبد الحميد بن أحمد بن مكندا الأواني في كتابه إلينا منها في سنة ثمان وسبعين وخمس مئة ، قال : أخبرنا أبو الوقت عبد الأوّل بن عيسى ابن شعيب السّجزي قراءة عليه وأنا أسمع ، قال : أخبرنا أبو الحسن عبد الرحمن ابن محمد الدّاودي ، قال : حدثنا أبو محمد عبد الله بن أحمد السّرخسي ، قال :

__________________

(١) ترجمه ابن نقطة في إكمال الإكمال ١ / ٢٠٩ ، وابن ناصر الدين في توضيح المشتبه ١ / ٢٧٩.

٢١٦

أخبرنا أبو عبد الله محمد بن يوسف الفربري ، قال : أخبرنا أبو عبد الله محمد بن إسماعيل البخاري.

وأخبرنا القاضي أبو طالب محمد بن عليّ بن أحمد الواسطيّ قراءة عليه بها وأنا أسمع قيل له : أخبركم الشّريف أبو طالب الحسين بن محمد بن علي الزّينبي قراءة عليه ببغداد وأنا أسمع ، قال : أخبرتنا أمّ الكرام كريمة بنت أحمد المروزية ، قالت : أخبرنا أبو الهيثم محمد بن مكي الكشميهني ، قال : أخبرنا أبو عبد الله محمد بن يوسف الفربري ، قال : أخبرنا أبو عبد الله محمد بن إسماعيل البخاري ، قال (١) : حدثنا محمد بن منهال ، قال : حدثنا يزيد بن زريع ، قال : حدثنا عمر بن محمد ، عن أبيه ، عن ابن عمر ، قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «ما زال جبريل يوصيني بالجار حتّى ظننت أنه سيورّثه» (٢).

٢٠٢٥ ـ عبد الحميد بن عبد الله الموسويّ ، منسوب إلى جدّ له اسمه موسى لا إلى موسى بن جعفر عليه‌السلام.

فقيه شافعيّ فاضل من أهل أبهر زنجان ، قدم بغداد ، وتفقّه بها على أسعد ابن أبي نصر الميهني ، وسمع بها من القاضي أبي بكر محمد بن عبد الباقي الأنصاري المعروف بقاضي المارستان. وعاد إلى بلده ، وروى عنه. سمع منه هناك صديقنا أبو طالب الأبهريّ فيما ذكر لي ، وأثنى عليه خيرا.

٢٠٢٦ ـ عبد الحميد (٣) بن محمد بن المبارك بن محمد بن محمد ابن الخطيب ، أبو منصور القاضي ابن أبي المعالي بن أبي منصور.

من أهل المدائن ، وقاضيها هو وأبوه وجدّه ، من بيت معروف بالخطابة

__________________

(١) البخاري ٨ / ١٢ (٦٠١٥).

(٢) حديث صحيح تقدم في الترجمة ٤٨٥.

(٣) ترجمه المنذري في التكملة ١ / الترجمة ٦٧٦ ، وابن الساعي في الجامع المختصر ٩ / ٩٢ ، والصفدي في الوافي ١٨ / ٨٥.

٢١٧

والقضاء ببلده ، وقد تقدم ذكر أبيه (١).

كان عبد الحميد هذا خيّرا ديّنا نزها عفيفا ، فيه فضل وتميّز ، وله شعر حسن. لقيته ببغداد وبالمدائن ، وكتبت عنه أناشيد.

أنشدني القاضي أبو منصور عبد الحميد بن محمد ابن الخطيب بمنزله بالمدائن لنفسه :

العلم يرفع من قد كان متّضعا

من قبله فتراه زائد الحال

إنّ النّصارى عنوا بالطّب فامتثلت

طوعا أوامرهم من غير إهمال

واهتمّ قوم بعلم النّقد فارتفعوا

وهم يهود وعزّوا بعد إذلال

فهؤلاء وإن كانوا ذوي ضعة

فالعلم حكّمهم في النّفس والمال

سألت عبد الحميد هذا عن مولده فقال : في سنة ستين وخمس مئة.

وتوفي في عاشر رمضان (٢) سنة ثمان وتسعين وخمس مئة بالمدائن ، وصلّي عليه بها ، وحمل إلى كربلاء ، فدفن عند مشهد الحسين بن عليّ عليهما‌السلام.

٢٠٢٧ ـ عبد الحميد (٣) بن عبد الرّشيد بن عليّ بن بنيمان ، أبو بكر.

من أهل همذان ، سبط الحافظ أبي العلاء ابن العطّار الهمذاني.

قدم بغداد وأقام بها وتفقه على مذهب الشافعي رضي‌الله‌عنه بالمدرسة النّظامية مدة ، وتكلّم في مسائل الخلاف ، وسمع بها من أبي العز عبد المغيث بن

__________________

(١) الترجمة ٥٣٣.

(٢) في الجامع المختصر لابن الساعي أنه توفي في شعبان من السنة.

(٣) ترجمه المنذري في التكملة ٣ / الترجمة ٢٩٥٢ ، ومنصور بن سليم في ذيل إكمال الإكمال ١ / ١٨٧ ، والذهبي في تاريخ الإسلام ١٤ / ٢٤١ ، وسير أعلام النبلاء ٢٣ / ٦٦ ، والصفدي في الوافي ١٨ / ٧٣ ، والإسنوي في طبقات الشافعية ٢ / ٣٠١ ، وابن دقماق في نزهة الأنام ، الورقة ١٨٢ ، وابن الملقن في العقد المذهب ، الورقة ١٧٤ ، والفاسي في ذيل التقييد ٢ / ١١٧.

٢١٨

زهير الحربي وغيره ، وناب عن أخيه في القضاء بالجانب الغربي ، وحدّث بشيء من مسموعه ، وهو خيّر حسن الطّريقة (١).

* * *

ذكر من اسمه عبد الحق

٢٠٢٨ ـ عبد الحق (٢) بن عبد الخالق بن أحمد بن عبد القادر بن محمد بن يوسف ، أبو الحسين بن أبي الفرج بن أبي الحسين بن أبي بكر.

الشيخ الثّقة ابن الشّيخ الثّقة ابن الشّيخ الثّقة. من بيت الرّواية والتّحديث والنّقل والأمانة.

سمع الكثير بإفادة أبيه وبنفسه ، وعمّر حتى حدّث بمسموعاته في حياته. سمع من أبي محمد جعفر بن أحمد السّرّاج القارئ ، وأبي الحسين المبارك بن عبد الجبار ابن الطّيوري ، وأبي سعد محمد بن عبد الكريم بن خشيش ، وأبي الحسن عليّ بن محمد ابن العلّاف ، وأبي القاسم عليّ بن أحمد بن بيان ، وأبي عليّ محمد بن سعيد بن نبهان ، وعمّه أبي طاهر عبد الرحمن بن أحمد بن

__________________

(١) تأخرت وفاته إلى ما بعد وفاة المؤلف ، حيث توفي بعده بستة أشهر في السابع من شوال سنة ٦٣٧ ، كما في تكملة المنذري وغيره.

(٢) ترجمه ابن الجوزي في مشيخته ١٨٦ ، وابن نقطة في التقييد ٣٨٨ ، وإكمال الإكمال ٦ / ٣١١ ، وابن الأثير في الكامل ١١ / ٤٦١ ، وابن مسلمة في المشيخة البغدادية ، الترجمة ٢٦ ، والذهبي في تاريخ الإسلام ١٢ / ٥٥٤ ، وسير أعلام النبلاء ٢٠ / ٥٥٢ ، والعبر ٤ / ٢٢٤ ، والمختصر المحتاج ٣ / ٧٠ ، ودول الإسلام ٢ / ٨٨ ، والمشتبه ٦٦ ، والأشرف الغساني في العسجد المسبوك ١٧٦ ، والفاسي في ذيل التقييد ٢ / ١١٥ ، وابن ناصر الدين في توضيح المشتبه ١ / ٤٥٥ ، وابن حجر في تبصير المنتبه ١ / ١٤١ ، وابن تغري بردي في النجوم ٦ / ٨٦ ، وابن العماد في الشذرات ٤ / ٢٥١.

٢١٩

يوسف ، وابن عمّ أبيه أبي طالب عبد القادر بن محمد بن يوسف ، وأبي الحسن محمد بن مرزوق الزّعفراني ، وجماعة كثيرة.

سمع منه أبو الفضل أحمد بن صالح بن شافع ، والقاضي عمر بن عليّ القرشيّ ، والشريف أبو الحسن الزّيدي ، وأبو بكر الباقداري ، وأبو أحمد البصري ، والشّيخ أبو الفرج ابن الجوزي ، وأبو محمد بن الأخضر ، وغيرهم.

وذكره تاج الإسلام أبو سعد ابن السّمعاني ، وذكرناه نحن لأنّ وفاته تأخرت عن وفاته.

سمعت أبا محمد عبد العزيز بن محمود بن الأخضر يقول ، وقد ذكر أبا الحسين عبد الحق بن يوسف فقال : كان أبو الفضل بن شافع يقول : هو أثبت أقرانه. قال شيخنا عبد العزيز : وكان عبد الحق لا يحدّث بما سمعه حضورا قبل أن يصح سماعه ، وترك ذلك تورّعا.

قرأت على الشّيخ أبي الفرج عبد الرحمن بن عليّ بن محمد ابن الجوزي في «مشيخته» ، قلت له : أخبركم أبو الحسين عبد الحق بن عبد الخالق بن أحمد ابن يوسف قراءة عليه وأنت تسمع في جمادى الآخرة سنة سبع وخمسين وخمس مئة ، قال : أخبرنا عمّي أبو طاهر عبد الرحمن بن أحمد بن عبد القادر بن يوسف ، قال : أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الملك بن بشران ، قال : حدثنا أبو الحسن عليّ بن عمر بن أحمد الدّارقطني ، قال : حدثنا أبو بكر النّيسابوري ، قال : حدثنا محمد بن مصعب الصّوري ، قال : حدثنا مؤمّل ، قال : حدثنا سفيان ، عن أبي الزّبير ، عن جابر ، عن النّبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم أنّه قال : «ليس بين العبد وبين الكفر إلا ترك الصّلاة» (١).

__________________

(١) حديث صحيح ، مؤمل هو ابن إسماعيل ، وسفيان هو ابن سعيد الثوري ، وأبو الزبير اسمه محمد بن مسلم بن تدرس المكي.

أخرجه أبو عوانة في مسنده ١ / ٦١.

٢٢٠