ذيل تأريخ مدينة السلام - ج ٤

أبي عبد الله محمّد بن سعيد بن الدبيثي

ذيل تأريخ مدينة السلام - ج ٤

المؤلف:

أبي عبد الله محمّد بن سعيد بن الدبيثي


المحقق: الدكتور بشار عوّاد معروف
الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: دار الغرب الإسلامي ـ بيروت
الطبعة: ١
الصفحات: ٦٤٦

المذكور بعد عوده من الحج فيما ذكر لي أبو محمد عبد الرحمن بن عمر الواعظ ، وقال لي : سمعت منه ، وقد رأيت عبد الرزاق عند أبيه لمّا سمعت منه ، أعني أباه ، وما سمعت من عبد الرزاق شيئا ، لأنّه كان شابا في ذلك الوقت ، وعاد إلى نيسابور ، وتوفي بها ، والله الموفق.

١٩٨٤ ـ عبد الرزاق (١) بن عليّ بن محمد ابن الجوزي ، أبو البقاء ، أخو شيخنا أبي الفرج.

يقال : إنّه سمع شيئا من الحديث ، وروى ، وما لقيته.

توفي ليلة الأربعاء حادي عشر محرم سنة خمس وثمانين وخمس مئة ، رحمه‌الله وإيانا.

١٩٨٥ ـ عبد الرّزّاق بن عبد الرحمن بن هبة الرّحمن بن عبد الواحد ابن عبد الكريم بن هوازن القشيريّ ، أبو الفتوح بن أبي خلف بن أبي الأسعد ابن أبي سعيد بن أبي القاسم الصّوفيّ.

من أهل نيسابور ، من بيت مشهور بالتّصوف والدّين والخطابة والرّواية.

سمع أبو الفتوح هذا ببلده من أبي محمد أحمد بن عثمان العارف وعبد الرحمن الأكّافي ، وغيرهما.

قدم بغداد حاجا في سنة تسع وثمانين وخمس مئة فحج ، وعاد ، ونزل برباط شيخ الشيوخ ، وحدّث بها ، فسمع منه جماعة من الصّوفية والغرباء ، وعاد إلى بلده ، وكتب إلينا بالإجازة من هناك في سنة ست وتسعين وخمس مئة.

١٩٨٦ ـ عبد الرّزّاق (٢) بن النّفيس بن الحسين ، أبو شجاع الخرزيّ.

__________________

(١) ترجمه ابن نقطة في إكمال الإكمال ٢ / ٣٨٥ ، والمنذري في التكملة ١ / الترجمة ٧٠ ، والذهبي في تاريخ الإسلام ١٢ / ٨٠٤ ، والمختصر المحتاج ٣ / ٦١ ، والمشتبه ١٨٩ ، وابن ناصر الدين في توضيح المشتبه ٢ / ٥٢٠.

(٢) ترجمه المنذري في التكملة ١ / الترجمة ٢٤٤ ، والذهبي في تاريخ الإسلام ١٢ / ٩١١.

١٨١

من أهل واسط ، يعرف بابن الخيمي.

قدم بغداد ، وأقام بها للتفقه بالمدرسة النّظامية ، وذكر لي أنه سمع بها من أبي منصور العبّادي الواعظ ، وأبي الوقت الهروي ، ومحمد بن عبد الملك الفارقي ، وغيرهم. كتبت عنه إنشادات.

أنشدني أبو شجاع الخرزي بجامع واسط ، قال : أنشدنا أبو عبد الله محمد ابن عبد الملك ببغداد بجامع القصر يوم جمعة بعد الصّلاة مما أظنه له :

إذا أفادك إنسان بفائدة

من العلوم فأكثر شكره أبدا

وقل فلان جزاه الله صالحة

أفادنيها وألق الكبر والحسدا

فالحرّ يشكر صنعا للمفيد له

علما ويذكره إن قام أو قعدا

توفي أبو شجاع هذا بواسط في اليوم الحادي والعشرين من شوّال سنة تسعين وخمس مئة ، ودفن بمقبرة مسجد زنبور ، رحمه‌الله وإيانا.

١٩٨٧ ـ عبد الرّزّاق بن عليّ الخطيب ، أبو المعمّر المؤدّب.

كان يسكن بالمأمونية ، وله هناك مكتب يعلّم فيه الصّبيان الخطّ. وكان فيه فضل ، وله معرفة بالأدب. وقد سمع شيئا من الحديث ، وما أظنه روى شيئا ، والله أعلم.

١٩٨٨ ـ عبد الرّزّاق (١) بن محمد بن أبي محمد بن المقرون ، أبو بكر ابن أبي شجاع المقرئ.

شابّ خيّر ، قرأ القرآن الكريم على أبيه. وسمع من أبي الفتح محمد بن عبد الباقي بن سلمان ، وأبي عبد الله محمد بن نسيم العيشوني ، ومن أبيه. وسافر إلى الحجاز والشّام وديار مصر ، وما أظنه حدّث بشيء لأنه توفي قبل أوان الرّواية ببغداد في ليلة الأربعاء رابع عشري محرم من سنة ثمان وتسعين وخمس مئة ، ودفن بالجانب الغربي بمقبرة باب حرب.

__________________

(١) ترجمه المنذري في التكملة ١ / الترجمة ٦٦٤ ، والذهبي في تاريخ الإسلام ١٢ / ١١٤٧.

١٨٢

١٩٨٩ ـ عبد الرّزّاق (١) بن عبد السّميع بن محمد بن شجاع بن عبيد الله ، أبو الكرم بن أبي المظفّر الهاشميّ.

أحد الأشراف المرتّبين لخدمة التّاج الشّريف ، وقد تقدّم ذكر أخيه عبد السّلام (٢) ، كان يسكن الرّيّان.

سمع أبا القاسم هبة الله بن أحمد الحريري ، والقاضي أبا بكر محمد بن عبد الباقي الأنصاري ، وغيرهما. كتبنا عنه.

قرأت على أبي الكرم عبد الرّزّاق بن عبد السّميع الهاشمي من أصل سماعه ، قلت له : أخبركم أبو القاسم هبة الله بن أحمد بن عمر المقرئ قراءة عليه ، فأقرّ به ، قال : أخبرنا أبو إسحاق إبراهيم بن عمر بن أحمد البرمكي ، قال : حدثنا عبد الله بن إبراهيم بن بنان ، قال : حدثنا جعفر بن محمد الفيريابي ، قال : حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة ، قال (٣) : حدثنا عبدة بن سليمان الكلابي ، عن عبد الملك بن أبي سليمان ، عن عطاء ، عن جابر ، عن النّبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : «إنّ المرأة تنكح على دينها ومالها وجمالها ، فعليك بذات الدّين تربت يداك» (٤).

سألت أبا الكرم بن عبد السّميع عن مولده فقال : في سنة سبع عشرة وخمس مئة.

وتوفي في يوم الثلاثاء ثالث عشري ربيع الآخر من سنة ست مئة ، ودفن بمقبرة الزّرّادين بالمأمونية.

__________________

(١) ترجمه المنذري في التكملة ٢ / الترجمة ٧٩١ ، والذهبي في تاريخ الإسلام ١٢ / ١٢٠٢ ، والمختصر المحتاج ١٢ / ١٢٠٢.

(٢) الترجمة ١٩١١.

(٣) المصنف ٤ / ٣١٠.

(٤) قطعة من حديث صحيح أخرجها الترمذي في النكاح من جامعه (١٠٨٦) عن أحمد بن محمد ابن موسى ، عن إسحاق بن يوسف الأزرق ، عن عبد الملك ، به ، وقال : حسن صحيح. وهي عند أحمد ٣ / ٣٠٢ ، والبيهقي ٧ / ٨٠.

١٨٣

١٩٩٠ ـ عبد الرّزّاق (١) بن عبد القادر بن أبي صالح الجيليّ ، أبو بكر.

وقد تقدم ذكر جماعة من إخوته.

كان فقيها صالحا ، قد سمع الكثير بإفادة أبيه في صباه وبنفسه ، وكتب عن الشيوخ ، وكان ثقة.

سمع أبا الحسن محمد بن أحمد بن صرما الدّقّاق ، وأبا الفضل محمد بن عمر الأرموي ، وأبا الفضل أحمد بن طاهر الميهني ، وأبا الكرم المبارك بن الحسن الشّهرزوري ، وأبا الفضل محمد بن ناصر البغدادي ، وأبا القاسم سعيد ابن أحمد ابن البنّاء ، وأبا بكر محمد بن عبيد الله ابن الزّاغوني ، وأبا الوقت السّجزي ، والنّقيب أبا جعفر المكي ، وجماعة آخرين. وحدّث عنهم. سمعنا منه.

أخبرنا أبو بكر عبد الرّزّاق بن عبد القادر الجيلي قراءة عليه وأنا أسمع ، قيل له : أخبركم أبو الحسن محمد بن أحمد بن محمد بن إبراهيم الصّائغ قراءة عليه وأنت تسمع ، فأقرّ به ، قال : أخبرنا أبو الحسين أحمد بن محمد بن أحمد ابن النّقّور البزّاز ، قال : حدثنا أبو القاسم عيسى بن عليّ بن عيسى ابن الجرّاح ، قال : قرئ على أبي القاسم عبد الله بن محمد البغوي وأنا أسمع ، قال : حدثنا أبو

__________________

(١) ترجمه ابن نقطة في إكمال الإكمال ٢ / ٤٩١ ، والتقييد ٣٥١ ، والمنذري في التكملة ٢ / الترجمة ٩٨٠ ، والنعال في مشيخته ١٤٣ ، وأبو شامة في ذيل الروضتين ٥٨ ، وابن الساعي في الجامع المختصر ٩ / ٢١٤ ، والنجيب عبد اللّطيف في مشيخته ، الورقة ٨٧ ، والذهبي في تاريخ الإسلام ١٣ / ٧٨ ، وتذكرة الحفاظ ٤ / ١٣٨٥ ، والعبر ٥ / ٦ ، وسير أعلام النبلاء ٢١ / ٤٢٦ ، والصفدي في الوافي ١٨ / ٤٠٨ ، وابن كثير في البداية ١٣ / ٤٦ ، وابن رجب في الذيل على طبقات الحنابلة ٢ / ٤٠ ، وابن ناصر الدين في توضيح المشتبه ٣ / ٢٩٠ ، والعيني في عقد الجمان ١٧ / الورقة ٢٩٨ ، والتادفي في قلائد الجواهر ٤٣ ، وابن تغري بردي في النجوم ٦ / ١٩٢ ، وابن العماد في الشذرات ٥ / ٩.

١٨٤

بكر بن أبي شيبة ، قال (١) : حدثنا خالد بن مخلد ، قال : حدثنا موسى بن يعقوب الزّمعي ، قال : أخبرني عبد الله بن كيسان ، قال : أخبرني عبد الله بن شدّاد بن الهاد ، عن أبيه ، عن ابن مسعود ، قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «إنّ أولى النّاس بي يوم القيامة أكثرهم عليّ صلاة» (٢).

سألت شيخنا عبد الرّزّاق بن عبد القادر عن مولده فقال : في سنة ثمان وعشرين وخمس مئة.

وتوفي ليلة السّبت سادس شوّال سنة ثلاث وست مئة ، وصلّي عليه يوم السّبت المذكور ظاهر باب الحلبة بمصلّى العيد ، وحمل إلى مقبرة باب حرب ، فدفن بها ، رحمه‌الله وإيانا وجميع المسلمين.

١٩٩١ ـ عبد الرّزّاق (٣) بن طاهر بن زاهر بن طاهر بن محمد بن محمد الشّحّاميّ ، أبو المكارم بن أبي محمد بن أبي القاسم.

من أهل نيسابور ، من بيت مشهور بالعدالة والتّزكية والرّواية ببلده.

سمع أبا الأسعد هبة الرّحمن بن عبد الواحد القشيريّ ، وأبا عثمان إسماعيل بن عبد الرّحمن العصائدي ، وغيرهما.

__________________

(١) المصنف ١١ / ٥٠٥.

(٢) إسناده ضعيف ، خالد بن مخلد هو القطواني ضعيف عند التفرد ، وإنما يعتبر به عند المتابعة ، وكذلك حال شيخه موسى بن يعقوب الزمعي. أما عبد الله بن كيسان فهو الزهري مولى طلحة بن عبد الله بن عوف ، وهو مجهول ، فقد تفرد بالرواية عنه موسى بن يعقوب الزمعي ، وذكره ابن حبان وحده في الثقات ، وقال ابن القطان : لا يعرف ، ولذلك ذكره الذهبي في الميزان ، أعني لجهالته.

أخرجه ابن حبان (٩١١) ، وابن عدي في الكامل ٦ / ٢٣٤٢.

وأخرجه البخاري في تاريخه الكبير ٥ / الترجمة ٥٥٩ والترمذي (٤٨٤) ، وأبو يعلى (٥٠١١) ، والبغوي (٦٨٦) من طريق الزمعي ، عن عبد الله بن كيسان ، عن عبد الله بن شداد ، عن ابن مسعود ، ليس فيه «عن أبيه».

(٣) اختاره الذهبي في المختصر المحتاج ٣ / ٦٢.

١٨٥

قدم بغداد علينا حاجا في سنة ثلاث عشرة وست مئة ، فكتبنا عنه قبل حجّه ، وكان أميا لا يكتب.

قرئ على أبي المكارم عبد الرّزّاق بن طاهر بن زاهر النّيسابوري ببغداد في الجانب الغربي من أصل سماعه وأنا أسمع ، قيل له : أخبركم أبو الأسعد هبة الرّحمن بن عبد الواحد بن عبد الكريم القشيري قراءة عليه وأنت تسمع بنيسابور في خانقاه أبي عليّ الدّقّاق ، فأقرّ به ، قال : أخبرنا أبو صالح أحمد بن عبد الملك بن عليّ المؤذّن ، قال : أخبرنا أبو طاهر الزّيادي محمد بن محمد ، قال : حدثنا أبو العبّاس عبد الله بن يعقوب الكرماني ، قال : حدثنا محمد بن يعقوب ، قال : حدثنا غندر محمد بن جعفر ، قال : حدثنا شعبة ، عن سماك ، عن عبد الرحمن بن عبد الله بن مسعود ، عن أبيه ، عن النّبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، قال : «نضّر الله امرءا سمع منّا حديثا فحفظه حتى يبلّغه فربّ مبلّغ أوعى له من سامع» (١).

١٩٩٢ ـ عبد الرّزّاق (٢) بن عبد الوهّاب بن عليّ بن عليّ بن عبيد الله ،

__________________

(١) حديث صحيح كما قال الترمذي ، وهذا إسناد حسن من أجل سماك بن حرب فإنه صدوق حسن الحديث ، وهذا من صحيح حديثه.

أخرجه الشافعي في مسنده ١ / ١٤ ، وفي الرسالة (١١٠٢) ، والحميدي (٨٨) ، وأحمد ١ / ٤٣٦ ، والترمذي (٢٦٥٧) ، وابن ماجة (٢٣٢) ، وأبو يعلى (٥١٢٦) و (٥٢٩٦) ، وابن حبان (٦٦) و (٦٨) و (٦٩) ، والشاشي (٢٧٥) و (٢٧٦) و (٢٧٧) ، والرامهرمزي في المحدث الفاصل (٦) و (٧) و (٨) ، والحاكم في معرفة علوم الحديث (٣٢٢) ، وأبو نعيم في الحلية ٧ / ٣٣١ ، والبيهقي في دلائل النبوة ١ / ٢٣ و ٦ / ٥٤٠ ، وفي المعرفة له (٤٤) و (٤٦) ، والخطيب البغدادي في الكفاية (٢٩) و (١٧٣) ، وابن عبد البر في جامع بيان العلم وفضله ٤٥ ، والبغوي (١١٢). وله طرق أخرى عن ابن مسعود بيناها في تعليقنا على الترمذي.

(٢) ترجمه المنذري في التكملة ٣ / الترجمة ٢٨٠٧ ، والذهبي في تاريخ الإسلام ١٤ / ١٨٠ ، والمختصر المحتاج ٣ / ٦٣ ، وسير أعلام النبلاء ٢٣ / ١٩ ، والعبر ٥ / ١٤٤ ، والصفدي في الوافي ١٨ / ٤٠٨ ، وابن دقماق في نزهة الأنام ، الورقة ٣٣ ، والأشرف الغساني في

١٨٦

أبو الفضائل بن أبي أحمد المعروف بابن سكينة.

وقد تقدّم ذكر والده (١). من بيت التّصوف والقدمة والرّواية.

سمع من أبي الفتح محمد بن عبد الباقي بن سلمان حضورا ، ومن بعده كالكاتبة فخر النّساء شهدة بنت أحمد بن الفرج الإبري ، وجده لأمّه شيخ الشّيوخ أبي القاسم عبد الرّحيم بن إسماعيل النّيسابوري ، وغيرهم. وروى عنهم ، وتولّى رباط جدّه المذكور ، والنّظر في المارستان العضدي. ثم توفّر على الرّباط المذكور وخدمة الصّوفية به.

مولده في سنة تسع وخمسين وخمس مئة ، وفقنا الله وإياه (٢).

ذكر من اسمه عبد السميع

١٩٩٣ ـ عبد السّميع (٣) بن عبد العزيز بن غلّاب ، أبو محمد المقرئ.

من أهل واسط ، يعرف بسبط ابن الدّباس ، وهو ابن أخت عليّ ابن الدّبّاس المقرئ الواسطي الذي يأتي ذكره.

وعبد السّميع هذا قرأ القرآن الكريم على خاله هذا بواسط ، وعلى القاضي أبي الفضل هبة الله بن عليّ بن قسّام ، وسمع الحديث بها من القاضي أبي طالب محمد بن عليّ ابن الكتّاني ، ومن بعده. وقدم بغداد غير مرّة ، وذكر لي أنّه قرأ بها القرآن العزيز بقراءة أبي عمرو بن العلاء على عبد الله بن عبد الله الجوهري عتيق جعفر بن سليمان الطّيبي التّاجر ، وعاد إلى بلده ، وروى عنه. وكانت له معرفة

__________________

العسجد المسبوك ٤٨٣ ، وابن تغري بردي في النجوم ٦ / ٣٠١ ، وابن العماد في الشذرات ٥ / ١٧١.

(١) الترجمة ١٩٧٤.

(٢) لم يذكر المؤلف وفاته لتأخرها عن النشرة الأخيرة له ، فقد توفي عبد الرزاق هذا في الثاني والعشرين من جمادى الأولى سنة ٦٣٥ كما ذكر المنذري في التكملة.

(٣) ترجمه ابن نقطة في إكمال الإكمال ٤ / ٣٩١ ، والمنذري في التكملة ٣ / الترجمة ١٨٣٥ ، والذهبي في المشتبه ٤٨٩ ، والجزري في غاية النهاية ١ / ٣٨٩ ، وابن ناصر الدين في توضيح المشتبه ٦ / ٤٤٤ ، وابن حجر في تبصير المنتبه ٣ / ١٠٤٨.

١٨٧

بالفرائض وقسمة التّركات.

أقرأ بجامع واسط بعد خاله عليّ ابن الدّبّاس ، وكان ديّنا ، حسن الطّريقة.

توفي بواسط ليلة الجمعة ثاني عشر شهر رمضان سنة ثمان عشرة وست مئة ، ودفن بداره بدرب الحربية.

* * *

ذكر من اسمه عبد اللّطيف

١٩٩٤ ـ عبد اللّطيف (١) بن محمد بن عبد اللّطيف بن محمد بن ثابت الخجنديّ الأصل الأصبهانيّ المولد والدّار ، أبو إبراهيم بن أبي بكر الفقيه الشافعيّ.

رئيس أهل العلم ببلده. وهو والد محمد بن عبد اللّطيف الذي قدّمنا ذكره (٢) ، يلقّب صدر الدّين. من بيت العلم والفضل والتّدريس والتّقدّم ، هو وأبوه وجده ، ولهم الجاه والنّعمة والحكم بأصبهان.

تفقّه على أبيه ، ودرّس بعده ، وأفتى ، ووعظ. سمع من أبي سعد أحمد بن محمد ابن البغدادي حضورا ومن بعده. وقدم بغداد حاجا في سنة تسع وسبعين وخمس مئة في جمع من أهله وأصحابه وتجمّل كثير ، فحجّ. وكنت في تلك السنة حاجا ، فسمعت منه بفيد ، وسمع معي بمدينة الرّسول صلى‌الله‌عليه‌وسلم من أبي المعالي

__________________

(١) ترجمه ابن الأثير في الكامل ١١ / ٥٠٩ ، والذهبي في تاريخ الإسلام ١٢ / ٦٤١ ، والعبر ٤ / ١٦٩ ، والصفدي في الوافي ١٩ / ١٠٤ ، وابن شاكر في فوات الوفيات ٢ / ٣٨٣ ، والسبكي في طبقاته الكبرى ٧ / ١٨٦ ، والإسنوي في طبقاته ١ / ٤٩١ ، والأشرف الغساني في العسجد المسبوك ١٩٣ ، وابن العماد في الشذرات ٤ / ١٦٢.

(٢) الترجمة ٣٠٢.

١٨٨

ابن الفراوي ، وجلس للوعظ ، وعاد إلى بغداد ، وجلس بباب بدر الشّريف ، وخلع عليه من الدّيوان العزيز مجّده الله. وكان جميلا سريا متواضعا.

أخبرنا صدر الدّين أبو إبراهيم عبد اللّطيف بن محمد بن عبد اللطيف الخجنديّ بقراءة الحافظ يوسف بن أحمد البغداديّ عليه بفيد (١) وأنا أسمع ، قال له : أخبركم أبو سعد أحمد بن محمد بن أحمد البغدادي قراءة عليه وأنت حاضر تسمع ، فأقرّ به ، قال : أخبرنا إبراهيم بن محمد بن إبراهيم ، قال : أخبرنا إبراهيم ابن عبد الله بن محمد ، قال : حدثنا عبد الله بن محمد بن زياد ، قال : حدثنا أبو زرعة ، قال : حدثنا عمر بن عليّ ، قال : حدثنا الصّبّاح بن محارب ، عن سالم المرادي ، عن حميد الحمصي ، عن أبي عمرو الشّيباني ، عن أبي هريرة ،

قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «ثلاث من كنّ فيه يستكمل إيمانه : رجل لا يخاف في الله لومة لائم ، ولا يرائي بشيء من عمله ، ومن إذا عرض عليه أمران أحدهما للدّنيا والآخر للآخرة آثر أمر الآخرة على الدّنيا» (٢).

بلغنا أنّ أبا إبراهيم عبد اللّطيف بن محمد الخجندي توفي بهمذان قبل وصوله إلى بيته لمّا عاد من الحج في سابع عشر شهر ربيع الأوّل سنة ثمانين وخمس مئة ، عن ثمان وأربعين سنة ، وأنّه حمل إلى أصبهان فدفن بها.

١٩٩٥ ـ عبد اللطيف (٣) بن إسماعيل بن أحمد بن محمد النّيسابوريّ

__________________

(١) شطح قلم ناسخ المجلد الباريسي فكتب «ببغداد» ، وما أثبتناه من مجلد كيمبرج ، وهو الصواب الذي ليس فيه ارتياب.

(٢) إسناده ضعيف ، حميد الحمصي مجهول كما في التقريب ، والراوي عنه سالم المرادي ضعيف ، كما بيناه في تحرير التقريب ٢ / ٧. أبو عمرو الشيباني اسمه سعد بن إياس الكوفي.

(٣) ترجمه ابن نقطة في إكمال الإكمال ٢ / ٥٤٧ ، وسبط ابن الجوزي في المرآة ٨ / ٤٧٣ ، والمنذري في التكملة ١ / الترجمة ٥٥٨ ، وأبو شامة في ذيل الروضتين ١٧ ، وابن الساعي في الجامع المختصر ٩ / ٣٧ ، والذهبي في تاريخ الإسلام ١٢ / ١٠٧٩ ، وسير أعلام

١٨٩

الأصل البغداديّ المولد والدّار ، أبو الحسن ابن شيخ الشّيوخ أبي البركات ابن أبي سعد الصّوفي ، أخو شيخنا عبد الرّحيم الذي قدّمنا ذكره (١) ، وهذا الأصغر.

من أولاد المشايخ ، ومن بيت التّصوّف ، إلا أنّه كان بليدا ذا شهوة لا يفهم شيئا. أسمعه والده في صغره من جماعة منهم : والده ، والقاضي أبو بكر محمد ابن عبد الباقي الأنصاري ، وأبو القاسم إسماعيل بن أحمد ابن السّمرقندي وغيرهم. وسمع منه قوم لا يبحثون عن أحوال الشّيوخ ، ولا ينظرون في أهلية الرّواية تكثيرا للعدد. وقد رأيته وتركت السّماع منه.

وقد حدّثني بعض طلبة الحديث من أصحابنا أنّه أتاه بجزء فيه سماعه ليقرأه عليه ، فصادفه في شغل من عمارة رباط والده ، فوقف ينتظر فراغه ، فلما طال عليه الوقوف قال له الشيخ ، أعني عبد اللطيف : امض إلى ضياء الدين عبد الوهّاب ، يعني ابن سكينة ليسمعك إياه عنّي فإني مشغول ، فعلمت أنّه لا يدري قاعدة هذا الأمر ولا يفهمه ، وأنّه لا تصح فيه النّيابة ، فتركته ومضيت.

تولّى رباط والده بعد وفاة أخيه عبد الرّحيم ، وخرج حاجا فحجّ وعدل من مكة إلى مصر وصار منها إلى الشّام ، فتوفي بدمشق في رابع عشر ذي الحجة سنة ست وتسعين وخمس مئة ، ودفن بمقابر الصّوفية هناك.

وكان ذكر لي شيخنا عبد الوهّاب ابن سكينة أنه ولد في ذي القعدة سنة ثلاث وعشرين وخمس مئة ، والله أعلم.

__________________

النبلاء ٢١ / ٣٣٤ ، والمختصر المحتاج ٣ / ٦٣ ، والعبر ٤ / ٢٩٣ ، والعيني في عقد الجمان ١٧ / الورقة ٢٤٧ ، وابن تغري بردي في النجوم ٦ / ١٥٩ ، وابن العماد في الشذرات ٤ / ٣٢٧.

(١) الترجمة ١٨٨٨.

١٩٠

١٩٩٦ ـ عبد اللّطيف (١) بن هبة الله بن محمد بن محمد بن أبي الحديد ، أبو محمد.

من أهل المدائن ، وهو ابن القاضي أبي الحسين قاضي المدائن.

شابّ تفقه على مذهب الشّافعي رضي‌الله‌عنه ، ونظر في علم الكلام والأدب ، وكان فيه فضل وتميّز.

توفي ببغداد ليلة الأربعاء لثمان خلون من شهر ربيع الأوّل سنة إحدى وست مئة ، وصلّي عليه بالجانب الغربي ، ودفن بمشهد الإمام موسى بن جعفر عليهما‌السلام عند أخيه محمد المقدّم ذكره (٢).

١٩٩٧ ـ عبد اللّطيف (٣) بن نصر الله بن عليّ بن منصور بن عليّ بن الحسين ، أبو المحاسن القاضي الحنفي ابن القاضي أبي الفتح ، المعروف بابن الكيّال.

من أهل واسط.

تولّى القضاء ببلده مدة بعد أبيه ، وكان أيضا قاضيا به ، والإشراف بالدّيوان المعمور بواسط. وكان فيه فضل ، وله معرفة بالفقه على مذهب أبي حنيفة رحمه‌الله.

تفقه على أبيه وغيره ، ودرّس بواسط بعد والده في مدرسة بها للحنفيّة.

قدم بغداد مرارا كثيرة ، وأقام بها ، وتولّى التّدريس بمشهد أبي حنيفة ، وخلع عليه من الدّيوان العزيز ، فذكر به الدّرس في يوم السّبت تاسع شوّال سنة

__________________

(١) ترجمه المنذري في التكملة ٢ / الترجمة ٨٧١ ، والذهبي في تاريخ الإسلام ١٣ / ٣٨.

(٢) في المجلد الثاني ، الترجمة ٦٠٠.

(٣) ترجمه المنذري في التكملة ٢ / الترجمة ١٠٦٨ ، وابن الساعي في الجامع المختصر ٩ / ٢٨٠ ، والذهبي في تاريخ الإسلام ١٣ / ١١٤ ، والصفدي في الوافي ١٩ / ١٠٦ ، والقرشي في الجواهر المضيئة ١ / ٣٢٨ ، والتميمي في الطبقات السنية ٢ / الورقة ٥٥٢.

١٩١

أربع وتسعين وخمس مئة ، وفوّض إليه النّظر في الوقوف عليه ، وعلى غيره من المدارس الحنفيّة. وعاد إلى واسط قاضيا ، واستناب في التّدريس عنه شيخنا أبا الفرج عبد الرّحمن بن شجاع الحنفي ، فعزل عن التّدريس والنّظر ، أعني ابن الكيّال ، في جمادى الآخرة سنة ست وتسعين وخمس مئة. وفي المحرم سنة ثمان وتسعين وخمس مئة أذن له من الدّيوان العزيز مجّده الله بالإسجال عن الخدمة الشّريفة الإماميّة النّاصرية خلّد الله ملكها بواسط ، وقبول الشهود بها ، فكان على ذلك إلى أن عزله قاضي القضاة أبو القاسم عبد الله بن الحسين الدّامغاني عن القضاء في سلخ شوّال سنة ثلاث وست مئة ، وبقي مشرفا بالدّيوان المعمور بها إلى أن صرف قبل وفاته بقليل.

وتوفي في النّصف من شعبان سنة خمس وست مئة بواسط.

١٩٩٨ ـ عبد اللّطيف (١) بن عبد القاهر بن عبد الله بن محمد بن عبد الله ، وعبد الله هذا يلقّب عمّوية ، السّهرورديّ الأصل البغداديّ المولد ، أبو محمد بن أبي النّجيب الفقيه الشّافعيّ الصّوفيّ.

كان والده شيخ وقته في التصوّف وعلم الطّريقة وسيأتي ذكره.

وعبد اللّطيف هذا تفقّه على أبيه وغيره ، ورحل إلى خراسان ، ولقي العلماء. وسمع ببغداد من القاضي أبي القاسم عليّ بن عبد السّيّد ابن الصّبّاغ ، وأبي غالب محمد بن عليّ ابن الدّاية المؤذّن ، وأبي الفضل محمد بن عمر الأرموي ، وأبي الوقت السّجزي ، وغيرهم. وحدّث بالعراق والشّام والسّاحل. وكان كثير التّنقّل في البلاد.

__________________

(١) ترجمه ابن نقطة في إكمال الإكمال ١ / ٢٤٣ ، وفي التقييد ٣٨١ ، وابن المستوفي في تاريخ إربل ١ / ١٧١ ، والمنذري في التكملة ٢ / الترجمة ١٢٩٥ ، والذهبي في تاريخ الإسلام ١٣ / ٢٤٢ ، والمختصر المحتاج ٣ / ٦٤ ، والصفدي في الوافي ١٩ / ١٠٣ ، والسبكي في الطبقات الكبرى ٨ / ٣١٢ ، والإسنوي في طبقاته ٢ / ٦٦ ، وابن الملقن في العقد المذهب ، الورقة ١٤٩.

١٩٢

بلغني أنه ولد في ثاني رجب سنة أربع وثلاثين وخمس مئة. وتوفي بإربل في جمادى الأولى سنة عشر وست مئة ، ودفن هناك ، رحمه‌الله وإيانا.

١٩٩٩ ـ عبد اللّطيف بن عبد الخالق بن عبد الوهّاب بن محمد ابن الصّابوني ، أبو القاسم بن أبي محمد ، وقد تقدّم ذكر أبيه (١).

من أولاد الشّيوخ المقرئين والرّواة المحدّثين. سمع أباه ، وأبا القاسم ذاكر ابن كامل بن أبي غالب ، وجماعة من أقرانهما. وتوفي قبل أوان الرّواية في شهر رمضان سنة اثنتي عشرة وست مئة.

٢٠٠٠ ـ عبد اللّطيف (٢) بن يحيى بن عليّ بن خطّاب الدّينوريّ الأصل البغداديّ المولد والدّار ، أبو منصور بن أبي المظفّر ، يعرف بابن الخيمي.

من ساكني سوق الثّلاثاء.

سمع أباه وعمّه أبا شجاع محمد بن عليّ ، وأبا الوقت السّجزي ، وأبا النّجيب السّهروردي ، وأبا الفتح ابن البطّي ، وغيرهم. سمعنا منه.

قرأت على أبي منصور عبد اللّطيف بن يحيى بن عليّ بن خطّاب من أصل سماعه ، قلت له : أخبركم عمّك أبو شجاع محمد بن عليّ بن خطّاب قراءة عليه وأنت تسمع ، فأقرّ به ، قال : أخبرنا أبو الفضل أحمد بن الحسن بن خيرون ، قال : حدثنا أبو القاسم عبد الرّحمن بن عبيد الله الحرفي ، قال : حدثنا محمد بن عبد الله الشّافعي ، قال : حدثنا محمد بن الوليد بن برد ، قال : حدثنا الهيثم بن جميل ، قال : حدثنا عيسى بن يونس ، عن أبيه ، عن أبي إسحاق ، عن أبي بردة ، عن أبي موسى ، قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «لا نكاح إلا بولي» (٣).

__________________

(١) الترجمة ١٩٥٧.

(٢) ترجمه المنذري في التكملة ٢ / الترجمة ١٦٢٨ ، والذهبي في تاريخ الإسلام ١٣ / ٤٤١ ، والمختصر المحتاج ٣ / ٦٤.

(٣) حديث صحيح تقدم تخريجه في الترجمة ٣٤٠.

١٩٣

سألت عبد اللّطيف ابن الخيمي عن مولده ، فقال : في جمادى الآخرة من سنة اثنتين وثلاثين وخمس مئة.

وتوفي يوم الثلاثاء خامس شوّال سنة خمس عشرة وست مئة.

٢٠٠١ ـ عبد اللّطيف (١) بن المعمّر (٢) بن عسكر بن القاسم المخرّميّ ، أبو محمد المؤدّب.

من أهل باب الأزج. كان جدّه عسكر صاحبا للقاضي أبي سعد المخرّمي فنسب إليه.

سمع عبد اللّطيف هذا من أبي الوقت السّجزي ، وروى عنه ، وكان سماعه صحيحا ، ولكن كان صاحب لهو وخلاعة. كتبنا عنه على ذكر حاله!

أخبرنا أبو محمد عبد اللّطيف بن المعمّر المؤدّب والقاضي أبو عليّ يحيى ابن الرّبيع بن سليمان بقراءتي عليهما ، قلت لهما : أخبركما أبو الوقت عبد الأوّل ابن عيسى بن شعيب الصّوفي قراءة عليه وأنتما تسمعان ، فأقرّا بذلك ، قال : حدثنا أبو الحسن عبد الرحمن بن محمد بن المظفّر الدّاوديّ قراءة عليه وأنا أسمع ، قال : أخبرنا أبو محمد عبد الله بن أحمد بن حمّوية السّرخسي ، قال : أخبرنا أبو عبد الله محمد بن يوسف الفربري ، قال : أخبرنا أبو عبد الله محمد بن إسماعيل البخاري ، قال (٣) : حدثنا مكّي بن إبراهيم ، عن يزيد بن أبي عبيد ، عن سلمة ابن الأكوع ، قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «من يقل عليّ ما لم أقل فليتبوأ مقعده من النّار» (٤).

__________________

(١) ترجمه ابن نقطة في إكمال الإكمال ٤ / ١٧٢ و ٥ / ٣٨٣ ، والمنذري في التكملة ٣ / الترجمة ٢٠٠٤ ، والذهبي في تاريخ الإسلام ١٣ / ٦٧٣ ، والمختصر المحتاج ٣ / ٦٥ ، وابن حجر في تبصير المنتبه ٤ / ١٣٠٥.

(٢) قيده المنذري فقال : بضم الميم وفتح العين المهملة وتشديد الميم وفتحها وآخره راء مهملة.

(٣) صحيح البخاري ١ / ٣٨ (١٠٩).

(٤) حديث صحيح تقدم تخريجه في الترجمة ٥٦٩ ، وتكرر في التراجم ٨٠٠ و ٨٦٠ و ٨٦٣ و ١٠٥٥.

١٩٤

سألت عبد اللّطيف ابن المخرّمي عن مولده ، فقال : ولدت يوم الجمعة العشرين من محرم سنة ثلاث وأربعين وخمس مئة (١).

٢٠٠٢ ـ عبد اللّطيف (٢) بن عبد الوهّاب بن محمد بن عبد الغني الطّبريّ ، أبو محمد بن أبي جعفر القارئ.

وقد تقدم ذكر أبيه (٣).

سمع أبا محمد محمد بن أحمد ابن المادح ، وأبا المظفّر هبة الله بن أحمد ابن الشّبلي ، وأبا الفتح محمد بن عبد الباقي بن سلمان ، وغيرهم. سمعنا منه.

قرأت على أبي محمد عبد اللّطيف بن عبد الوهّاب القارئ ، قلت له : أخبركم أبو محمد محمد بن أحمد بن عبد الكريم التّميميّ قراءة عليه وأنت تسمع ، فأقرّ به ، قال : أخبرنا أبو نصر محمد بن محمد بن عليّ الزّينبي قراءة عليه وأنا أسمع ، قال : أخبرنا أبو بكر محمد بن عمر بن خلف الورّاق ، قال : حدثنا أبو محمد يحيى بن محمد بن صاعد ، قال : حدثنا أبو هشام محمد بن يزيد الرّفاعي ، قال : حدثنا حفص بن غياث ، عن مسعر ، عن منصور ، عن إبراهيم (٤) ، عن علقمة ، عن عبد الله ، يعني ابن مسعود ، عن النّبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : «إذا شكّ أحدكم في صلاته فليتحرّ وليسجد سجدتين» (٥).

__________________

(١) لم يذكر المؤلف وفاته ، وذكرها المنذري وغيره ، وهي في السابع عشر من ذي القعدة سنة ٦٢١.

(٢) ترجمه المنذري في التكملة ٣ / الترجمة ٢٤٠٧ ، والذهبي في تاريخ الإسلام ١٣ / ٨٨٨ ، والعبر ٥ / ١١٥ ، والمختصر المحتاج ٣ / ٦٥ ، وابن تغري بردي في النجوم ٦ / ٢٧٩ ، وابن العماد في الشذرات ٥ / ١٣٢.

(٣) الترجمة ١٩٧٢.

(٤) مسعر هو ابن كدام ، ومنصور هو ابن المعتمر ، وإبراهيم هو ابن يزيد النخعي.

(٥) حديث علقمة ، وهو ابن قيس النخعي ، عن ابن مسعود في الصحيحين : البخاري ١ / ١١٠ (٤٠١) و ٨ / ١٧٠ (٦٦٧١) ، ومسلم ٢ / ٨٤ حديث ٥٧٢. وينظر تمام تخريجه في

١٩٥

سألت عبد اللّطيف بن عبد الوهّاب القارئ عن مولده ، فذكر ما يدلّ أنّه في سنة إحدى وخمسين وخمس مئة تقريبا.

٢٠٠٣ ـ عبد اللّطيف (١) بن يوسف بن محمد بن عليّ بن أبي سعد الموصليّ الأصل البغداديّ المولد ، أبو محمد ابن أخي سليمان الموصليّ.

أديب فاضل له معرفة بالنّحو واللّغة والعربية وعلم الكلام والطّبّ. أسمعه والده في صباه من جماعة منهم : أبو الفتح محمد بن عبد الباقي المعروف بابن البطّي ، وأبو زرعة طاهر بن محمد المقدسي ، وأبو القاسم يحيى بن ثابت الوكيل ، وغيرهم. وغلب عليه علم الطّبّ والأدب وبرع فيهما.

خرج عن بغداد إلى الشّام وديار مصر وأقام هناك وقرأ عليه النّاس هناك وسمعوا منه وانتفعوا به.

بلغني أنّ مولده في سنة سبع وخمسين وخمس مئة (٢).

٢٠٠٤ ـ عبد اللّطيف (٣) بن محمد بن عليّ بن حمزة بن فارس الحرّانيّ

__________________

تعليقنا على ابن ماجة (١٢١١).

(١) ترجمه ابن نقطة في التقييد ٣٨٢ ، وابن النجار في تاريخه كما دلّ عليه المستفاد ، الترجمة ١٢٨ ، والقفطي في إنباه الرواة ٢ / ١٩٣ ، والمنذري في التكملة ٣ / الترجمة ٢٣٦٨ ، وابن أبي أصيبعة في عيون الأنباء ٦٨٣ ، والذهبي في تاريخ الإسلام ١٣ / ٨٨٩ ، وسير أعلام النبلاء ٢٢ / ٣٢٠ ، والعبر ٥ / ١١٥ ، وتذكرة الحفاظ ٤ / ١٤١٤ ، والمختصر المحتاج ٣ / ٦٥ ، وابن مكتوم في تلخيصه ، الورقة ١١٤ ، والصفدي في الوافي ١٩ / ١٠٧ ، وابن شاكر في الفوات ٢ / ٣٨٥ ، واليافعي في مرآة الجنان ٤ / ٦٨ ، والسبكي في طبقاته الكبرى ٨ / ٣١٣ ، والإسنوي في طبقاته ١ / ٢٧٣ ، وابن الملقن في العقد المذهب ، الورقة ١٧١ ، وابن تغري بردي في النجوم ٦ / ٢٧٩ ، والسيوطي في بغية الوعاة ٢ / ١٠٦ ، وحسن المحاضرة ١ / ٥٤١ ، وابن العماد في الشذرات ٥ / ١٣٢ وغيرهم.

(٢) وتوفي في الثاني عشر من المحرم سنة ٦٢٩ ، ذكر ذلك المنذري وغيره.

(٣) ترجمه ابن نقطة في إكمال الإكمال ٥ / ٦٩ والتقييد ٣٨٢ ، والمنذري في التكملة ٣ /

١٩٦

الأصل البغداديّ المولد والدّار ، أبو طالب بن أبي الفرج بن أبي الحسن ، يعرف بابن القبّيطيّ (١).

سمع أبا الفتح محمد بن عبد الباقي المعروف بابن البطّي ، وأبا الحسن سعد الله بن نصر ابن الدّجاجي الواعظ ، وأبا زرعة طاهر بن محمد المقدسي ، ومن بعدهم ، وروى عنهم. سمع منه بعض الطّلبة في هذا الوقت.

ذكر لي عمّه أبو يعلى حمزة بن عليّ المقرئ أنّه ولد في سنة أربع وخمسين وخمس مئة ، والله الموفق (٢).

«آخر الجزء الثامن والثلاثين من الأصل ولله المنة»

٢٠٠٥ ـ عبد اللّطيف (٣) بن عليّ بن عليّ بن هبة الله بن محمد ابن البخاريّ ، أبو الفتوح ابن قاضي القضاة أبي طالب ابن العدل أبي الحسن ابن العدل أبي البركات.

من بيت العدالة والقضاء والولاية ، ولي أولا القضاء بربع باب الأزج يوم الثّلاثاء عاشر شوّال سنة إحدى وست مئة ، ثم ولي القضاء والحكم بجميع شرقي مدينة السّلام في يوم الاثنين عاشر شعبان سنة ثمان وست مئة ، وأذن له في

__________________

الترجمة ٣١٢٦ ، والحسيني في صلة التكملة ، الورقة ٦ ، والذهبي في تاريخ الإسلام ١٤ / ٣٨٣ ، وسير أعلام النبلاء ٢٣ / ٨٧ ، والعبر ٥ / ١٦٨ ، والمختصر المحتاج ٣ / ٦٦ ، والصفدي في الوافي ١٩ / ١٠٦ ، وابن تغري بردي في النجوم ٦ / ٣٤٩.

(١) قال المنذري : بضم القاف وتشديد الباء الموحدة وفتحها وياء آخر الحروف ساكنة وبعدها طاء مهملة مكسورة وياء النسبة.

(٢) وتأخرت وفاته إلى ما بعد وفاة المؤلف بأربع سنوات ، حيث توفي في السادس من جمادى الآخرة سنة ٦٤١.

(٣) ترجمه المنذري في التكملة ٣ / الترجمة ١٧٣٤ ، والذهبي في تاريخ الإسلام ١٣ / ٥١٠ ، والمختصر المحتاج ٣ / ٦٦.

١٩٧

الإسجال عن الخدمة الشّريفة الإماميّة النّاصرية ـ أعزّ الله أنصارها وضاعف اقتدارها ـ وتقدّم إلى الشّهود بحضور مجلسه والشهادة عنده وعليه فيما يسجله. وردّ إليه النّظر في دجيل من أعمال السّواد فحكم في اليوم المذكور ، وسمع البيّنة وأسجل. ولم يزل على ذلك إلى أن ولّي صدرية المخزن المعمور والنّظر في أعماله في يوم السّبت ثالث عشري شهر ربيع الأوّل سنة إحدى عشرة وست مئة ، وخلع عليه ، وركب إلى المخزن المعمور في جمع كثير ، وذلك مضافا إلى ما كان إليه من الأعمال بالسّواد. ثم أضيف إلى نظره واسط والبصرة وتكريت والحلّة المزيدية. فكان على ولايته والأعمال المذكورة مبسوطة بنظره إلى أن عزل عن الجميع يوم الأربعاء ثاني جمادى الآخرة سنة أربع عشرة وست مئة. ثم أعيد إلى النّظر بالمخزن المعمور ليلة الخميس عاشر شعبان سنة خمس عشرة وست مئة.

ثم توفّي ليلة الجمعة ثالث عشري ربيع الآخر سنة سبع عشرة وست مئة ، ودفن بالمشهد عند أبيه.

* * *

١٩٨

ذكر من اسمه عبد الجليل

٢٠٠٦ ـ عبد الجليل بن ناصر بن محمد ، أبو الجليل النّقّاش.

من أهل أصبهان.

قدم بغداد في سنة ست وخمس مئة ، وحدّث بها عن أبي زكريا يحيى بن عبد الوهّاب بن مندة. سمع منه أبو بكر المبارك بن كامل بن أبي غالب الخفّاف ، وأخرج عنه حديثا في معجم شيوخه ، وقال : حدّثني من لفظه.

قلت : ويحيى بن مندة كان في ذلك الوقت حيا.

٢٠٠٧ ـ عبد الجليل (١) بن عبد الله بن عبد الجليل النّيسابوري الأصل البغداديّ الدّار ، أبو الغنائم.

كان من أولاد التّجّار ، كان حافظا للقرآن المجيد. قد تفقّه على مذهب الشّافعي رضي‌الله‌عنه ، وسمع الحديث ، وخالط الصّوفية إلا أنّه كان موسوسا صاحب خيالات وتوهّمات باطلة. روى عن أبي المعالي عبد الملك بن عليّ الهرّاسي. علّقت عنه أحاديث يسيرة ، وذكر لي ما يدلّ أنّ مولده في سنة خمسين وخمس مئة ، أو نحوها والله أعلم.

توفي يوم الخميس رابع عشري شعبان سنة خمس عشرة وست مئة بالمارستان العضدي ، ودفن بمقبرته.

* * *

__________________

(١) ترجمه المنذري في التكملة ٢ / الترجمة ١٦١٧.

١٩٩

ذكر من اسمه عبد الكريم

٢٠٠٨ ـ عبد الكريم بن محمد بن عبد الله ، أبو محمد التّميميّ.

من أهل باب البصرة ، يعرف بابن المادح. وهو جدّ أبي محمد محمد بن أحمد ابن المادح الذي تقدّم ذكره (١).

سمع عبد الكريم هذا من أبي الحسن عليّ بن دلّان شعر أبي الحسن السّكّري بروايته له عنه. وسمع من عبد الكريم أبو العز المبارك بن الحسن ابن الأطنش. وكان حيا في سنة ست وتسعين وأربع مئة ، أعني ابن المادح ، ذكر ذلك القاضي عمر القرشيّ فيما قرأت بخطّه ، رحمه‌الله وإيانا.

٢٠٠٩ ـ عبد الكريم بن عبد الصّمد بن ناصر الهرويّ ، أبو المكارم البوشنجيّ.

قدم بغداد ، وسمع بها من أبي عبد الله مالك بن أحمد البانياسيّ ، وحدّث عنه بها أيضا.

سمع منه المبارك بن كامل ، وأخرج عنه حديثا في «معجمه» رواه له عن مالك المذكور.

٢٠١٠ ـ عبد الكريم (٢) بن عبد الرّحمن بن أحمد بن الحسين ، أبو عبد الله.

من أهل الجانب الغربي.

سمع أبا المعالي ثابت بن بندار البقّال ، وروى عنه حديثا أبو حفص عمر ابن محمد ابن طبرزد المؤدّب.

__________________

(١) الترجمة ١٩.

(٢) اختاره الذهبي في المختصر المحتاج ٣ / ٦٧.

٢٠٠