ذيل تأريخ مدينة السلام - ج ٤

أبي عبد الله محمّد بن سعيد بن الدبيثي

ذيل تأريخ مدينة السلام - ج ٤

المؤلف:

أبي عبد الله محمّد بن سعيد بن الدبيثي


المحقق: الدكتور بشار عوّاد معروف
الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: دار الغرب الإسلامي ـ بيروت
الطبعة: ١
الصفحات: ٦٤٦

أخبرنا أبو عبد الرحمن عبد الخالق بن عبد الرّحمن الصّيّاد بقراءتي عليه ، قلت له : أخبركم أبو العبّاس أحمد بن أبي غالب الزاهد قراءة عليه وأنت تسمع ، فأقرّ به ، قال : أخبرنا أبو القاسم عبد العزيز بن عليّ بن أحمد الأنماطي ، قال : أخبرنا أبو طاهر محمد بن عبد الرحمن بن العباس المخلّص ، قال : حدثنا أبو حامد محمد بن هارون الحضرمي ، قال : حدثنا سليمان بن عمر ، قال : حدثنا بقيّة ، عن شعبة ، عن قتادة ، عن أنس ، قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «من نام عن صلاة أو نسيها فإنّ كفّارتها أن يصليها إذا ذكرها» (١).

__________________

(١) حديث صحيح ، وهذا إسناد ضعيف لضعف بقية ، وهو ابن الوليد ، فإنه يدلس تدليس التسوية وهو أمر قادح في عدالته. لكن الحديث يرويه سعيد بن أبي عروبة ـ وهو أثبت الناس في قتادة ـ وغيره ، عن قتادة.

أخرجه من طريق سعيد عن قتادة : أحمد ٣ / ١٠٠ ، والدارمي (١٢٣٢) ، ومسلم ٢ / ١٤٢ (٦٨٤) (٣١٥) ، والنسائي في الشروط من الكبرى كما في تحفة الأشراف ١ / ٥٤٣ حديث ١١٨٩ ، وأبو يعلى (٣١٠٩) و (٣١٧٧) ، وابن خزيمة (٩٩٢) ، والطحاوي في شرح المشكل (٤٥٠) ، وفي شرح المعاني ١ / ٤٦٦ ، وأبو عوانة ١ / ٣٨٥ و ٢ / ٢٦٠ ، والبيهقي في السنن الكبرى ٢ / ٤٥٦ ، والبغوي في شرح السنة (٣٩٥).

وأخرجه ابن أبي شيبة ٢ / ٦٣ ، وابن عدي ١ / ٣٤٦ ، وأبو نعيم في أخبار أصبهان ١ / ١١٩ من طريق أبي العلاء القصاب عن قتادة.

وأخرجه ابن عدي ٣ / ١٢٥٨ من طريق سويد أبي حاتم عن قتادة.

وأخرجه أحمد ٣ / ١٨٤ من طريق المثنى بن سعيد عن قتادة.

وأخرجه أحمد ٣ / ٢١٦ من طريق هشام بن أبي عبد الله الدستوائي عن قتادة.

وأخرجه أحمد ٣ / ٢٤٣ ، ومسلم (٦٨٤) (٣١٤) ، والترمذي (١٧٨) ، وابن ماجة (٦٩٦) ، والنسائي في المجتبى ١ / ٢٩٣ ، وأبو يعلى (٢٨٥٤) ، وأبو عوانة ٢ / ٢٥٢ ، وابن حبان (١٥٥٥) وغيرهم من طريق أبي عوانة الوضاح بن عبد الله اليشكري ، عن قتادة.

وأخرجه أحمد ٣ / ٢٦٧ ، وابن ماجة (٦٩٥) ، والنسائي ١ / ٢٩٣ ، وأبو يعلى (٣٠٦٥) ، وابن خزيمة (٩٩١) ، وأبو عوانة ١ / ٣٨٥ من طريق حجاج الأحول عن قتادة. وله طرق أخرى عن قتادة غير التي ذكرناها.

١٦١

سألت عبد الخالق هذا عن مولده فذكر ما يدل أنّه في سنة سبع وعشرين وخمس مئة تقريبا.

وتوفي يوم السّبت سابع عشري شهر رمضان سنة ثمان عشرة وست مئة ، ودفن بباب حرب ، رحمه‌الله وإيانا.

* * *

ذكر من اسمه عبد الغفّار

١٩٦٤ ـ عبد الغفّار (١) بن محمد بن الحسين بن عليّ بن شيروية بن عليّ بن الحسن الجنابذيّ ، أبو بكر التّاجر المعروف بالشّيروييّ : منسوب إلى جدّ جدّه شيروية المذكور ، وجنابذ المنسوب إليها : قرية من قرى نيسابور ، النّيسابوريّ.

شيخ عمّر وروى ، وكان أسند أهل زمانه ، وأقدمهم سماعا.

سمع منه جماعة وأبناؤهم وأبناء أبنائهم. روى عن القاضي أبي بكر أحمد ابن الحسن الحرشي ، وأبي سعيد محمد بن موسى الصّيرفي ، وأبي حسّان محمد ابن أحمد المزكّي ، وأبي عبد الله محمد بن إبراهيم ابن المرزبان الكرماني ، وغيرهم. وحدّث عنهم بنيسابور وأصبهان وغيرهما من البلاد.

__________________

(١) ترجمه عبد الغافر الفارسي في السياق (كما في منتخبه ٣٦٤) ، والسمعاني في «الشيرويي» و «الجنابذي» من الأنساب ، وفي التحبير ١ / ٤٦٤ ، وياقوت في «جنابذ» من معجم البلدان ٢ / ١٦٥ ، وابن نقطة في التقييد ٣٧٦ ، وابن النجار في تاريخه كما في المستفاد ، الترجمة (١٢٣) ، والذهبي في تاريخ الإسلام ١١ / ١٣٦ ، وسير أعلام النبلاء ١٩ / ٢٤٦ ، والعبر ٤ / ٢٠ ، والمختصر المحتاج ٣ / ٥٦ ، ودول الإسلام ٢ / ٣٧ ، واليافعي في مرآة الجنان ٥ / ٢١٣ ، وابن العماد في الشذرات ٤ / ٢٧ وغيرهم.

١٦٢

وذكر القاضي أبو المحاسن عمر بن عليّ بن الخضر القرشي وأبو بكر محمد بن المبارك بن مشّق البيّع أنّ أبا محمد عبد الرّحمن بن يحيى بن عبد الباقي الزّهري المعروف بابن شقران روى لهما عنه ، أعني عبد الغفار الشّيرويي ، وقال : سمعت منه ببغداد ، قال القرشي : وابن شقران ضعيف.

قلت : ولم يتابع ابن شقران على قوله هذا ، ولم يرو عن الشّيرويي غيره من أهل بغداد ، ولا ذكر أحد قدومه إليها غيره ، وما ابن شقران ممن تقوم به حجة ولا يعتمد على قوله ، والله الموفق.

أخبرنا أبو المعالي عبد المنعم بن عبد الله بن محمد الفراوي من أهل نيسابور ، قدم علينا حاجا بقراءتي عليه ، قال : ولد شيخنا أبو بكر الشّيرويي في ذي الحجة سنة أربع عشرة وأربع مئة ، وتوفي في ذي الحجة سنة عشر وخمس مئة وله ست وتسعون سنة ، وسمع منه جدّي وأبي وإخوتي وأنا معهم ، رحمهم‌الله وإيانا.

١٩٦٥ ـ عبد الغفّار (١) بن محمد بن عبد الواحد أبو سعد الأعلميّ القومسانيّ.

وقومسان : من أعمال همذان ، وأعلم من نواحيها.

قدم بغداد ، وأقام بها للتّفقه مدة ، وسمع بها من أبي حفص عمر بن أبي الحسين الأشتري المقرئ ، وقرأ الأدب على الكمال أبي البركات عبد الرحمن ابن محمد الأنباري ، وصار إلى الموصل فاستوطنها ، ولقيته بها ، وكتبت عنه هناك.

قرأت على أبي سعد عبد الغفّار بن محمد بن عبد الواحد القومساني بالموصل ، قلت له : حدّثكم أبو حفص عمر بن أبي الحسين بن أبي الفتح الأشتري من لفظه ببغداد ، فأقرّ بذلك ، قال : أخبرنا أبو مقاتل مناور بن فرّكوية

__________________

(١) ترجمه القرشي في الجواهر المضيئة ١ / ٣٢٢ ولقبه سراج الدين.

١٦٣

اليزديّ ، قال : أخبرنا أبو محمد الحسين بن مسعود البغوي ، قال : أخبرنا عبد الواحد بن أحمد المليحي ، قال : أخبرنا أحمد بن عبد الله النّعيمي ، قال : أخبرنا محمد بن يوسف ، قال : أخبرنا محمد بن إسماعيل ، قال : حدثنا عبيد الله ابن موسى ، قال : أخبرنا حنظلة بن أبي سفيان ، عن عكرمة بن خالد ، عن ابن عمر ، قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «بني الإسلام على خمس : شهادة أن لا إله إلا الله وأنّ محمدا رسول الله ، وإقام الصّلاة ، وإيتاء الزّكاة ، والحجّ ، وصوم رمضان» (١).

* * *

__________________

(١) حديث عكرمة بن خالد بن هشام المخزومي عن ابن عمر في الصحيحين : البخاري ١ / ٩ (٨) ، ومسلم ١ / ٣٤ (١٦) (١٩). وينظر تمام تخريجه في تعليقنا على الترمذي (٢٦٠٩).

وقد تقدم من طريق محمد بن زيد عن ابن عمر في الترجمتين ٧٧٦ و ٩٩٣.

١٦٤

ذكر من اسمه عبد الوهّاب

١٩٦٦ ـ عبد الوهّاب (١) بن حمزة بن عمر ، أبو سعد الفقيه الحنبليّ ، صاحب أبي الخطّاب الكلوذانيّ.

تفقّه على أبي الخطّاب المذكور وعرف به ، وشهد عند قاضي القضاة أبي الحسن عليّ بن محمد الدّامغاني فيما أخبرنا أبو عبد الله محمد بن أحمد بن هبة الله النّحوي قراءة عليه ، قال : أخبرنا القاضي أبو العبّاس أحمد بن بختيار ابن المندائي قراءة عليه في كتاب «تاريخ الحكّام بمدينة السّلام» تصنيفه في ذكر من قبل قاضي القضاة أبو الحسن ابن الدّامغاني شهادته وأثبت تزكيته ، قال : وأبو سعد عبد الوهّاب بن حمزة بن عمر في رجب سنة تسع وخمس مئة ، وزكّاه أبو الخطّاب محفوظ بن أحمد الكلوذاني وأبو الفوارس منصور بن هبة الله ابن الموصلي.

قلت : وقرأت في كتاب أبي الحسن عليّ بن عبيد الله ابن الزّاغوني بخطّه : توفي أبو سعد بن حمزة صاحب أبي الخطّاب في ليلة الثّلاثاء ثالث شعبان سنة خمس عشرة وخمس مئة ، ولم يرو شيئا إلا اليسير.

١٩٦٧ ـ عبد الوهّاب (٢) بن رزق الله ابن النّفيس ، أبو محمد الشّاهد القاضي.

من أهل الأنبار.

شهد بمدينة السّلام عند القاضي أبي طالب روح بن أحمد ابن الحديثي لمّا

__________________

(١) ترجمه ابن الجوزي في المنتظم ٩ / ٢٢٩ ، وابن النجار في تاريخه المجدد ١ / ٣٣١ ، والذهبي في تاريخ الإسلام ١١ / ٢٤٠ ، وابن رجب في الذيل على طبقات الحنابلة ١ / ١٧٢ ، والعيني في عقد الجمان ١٦ / الورقة ٧٩٤ ، وابن العماد في الشذرات ٤ / ٤٧.

(٢) ترجمه ابن النجار في تاريخه المجدد ١ / ٣٣٥.

١٦٥

كان ينوب في القضاء بمدينة السّلام قبل ولايته لقضاء القضاة في يوم الجمعة ثالث جمادى الأولى من سنة خمس وستين وخمس مئة ، وزكّاه أبو العبّاس أحمد ابن محمد ابن الطّيبي وأبو القاسم عبيد الله بن عليّ ابن الفرّاء ، وولّاه قضاء الأنبار بدلا من ابن الخلّال أبي العبّاس أحمد بن محمد ، والله أعلم.

توفي عبد الوهّاب هذا يوم الأحد ثالث عشري شعبان سنة خمس وسبعين وخمس مئة ببغداد ، وحمل إلى الأنبار فدفن بها.

١٩٦٨ ـ عبد الوهّاب (١) بن محمد بن عبد الوهّاب بن هبة الله ابن السّيبي ، أبو الفرج بن أبي عبد الله بن أبي الفرج ابن القاضي أبي الحسن.

من بيت معروف بالفضل والتّقدّم.

سمع أبا الحسن محمد بن أحمد بن توبة الأسديّ ، وأبا الوقت السّجزيّ ، وأبا المظفّر ابن التّريكي. وحدّث عن ابن توبة.

سمع منه القاضي أبو المحاسن الدّمشقي في سنة أربع وسبعين وخمس مئة ، وتوفي بعد ذلك بيسير ، رحمه‌الله وإيانا.

١٩٦٩ ـ عبد الوهّاب (٢) بن أحمد بن محمد بن عبد القاهر ابن الطّوسيّ ، أبو منصور بن أبي نصر ، أخو أبي الفضل عبد الله وعبد الرحمن اللّذين قدّمنا ذكرهما (٣) ، وكان أصغر إخوته.

سمع من أبي محمد جعفر بن أحمد السّرّاج ، وغيره ، وروى عنه. سمع منه تاج الإسلام أبو سعد ابن السّمعاني وذكره في كتابه ، وذكرناه نحن لأنّ وفاته تأخرت عن وفاته.

__________________

(١) ترجمه ابن النجار في تاريخه المجدد ١ / ٣٩٩.

(٢) ترجمه ابن النجار في تاريخه ١ / ٣٢١ ، والذهبي في تاريخ الإسلام ١٢ / ٤٤٢ ، والمختصر المحتاج ٣ / ٥٧.

(٣) الأول في الترجمة ١٦٢٠ ، والثاني في الترجمة ١٧٧٩.

١٦٦

أنبأنا القاضي عمر بن عليّ القرشيّ ، قال : توفي عبد الوهّاب ابن الطّوسي في شوّال سنة سبعين وخمس مئة.

١٩٧٠ ـ عبد الوهّاب (١) بن هبة الله بن عبد الوهّاب بن أبي حبّة ، أبو ياسر الطّحّان.

من أهل باب البصرة.

سمع الكثير من أبي القاسم بن الحصين ، وأبي الحسين ابن الفرّاء ، وأبي السّعود ابن المجلي ، وأبي بكر المزرفي ، وأبي غالب ابن البنّاء ، وأخيه أبي عبد الله ، وأبي القاسم الحريري ، وزاهر بن طاهر الشّحّامي ، والقاضي أبي بكر الأنصاري ، وإسماعيل ابن السّمرقندي ، وجماعة يطول ذكرهم ، وحدّث عنهم.

سمع منه القاضي القرشي ، وأبو بكر بن مشّق ، وجماعة من أصحابنا ، وما قدّر لنا السّماع منه ، وقد أجاز لنا مرارا. وكان فقيرا ، صبورا ، صحيح السّماع ، احتاج في آخر عمره فانتفع بالرّواية.

أنبأنا أبو ياسر بن أبي حبّة ، قال : قرئ على أبي القاسم هبة الله بن محمد ابن عبد الواحد بن الحصين ، وأنا أسمع. وأخبرناه أبو منصور يحيى بن عليّ بن أحمد ابن الخرّاز ، وأبو فراس يحيى بن عليّ بن كرسا ، وأبو القاسم دلف بن أحمد بن قوفا ، وأبو محمد عبد الخالق بن هبة الله ابن البندار بقراءتي عليهم ، قلت لهم : أخبركم أبو القاسم هبة الله بن محمد بن الحصين قراءة عليه وأنتم تسمعون ، فأقرّوا بذلك ، قال : أخبرنا أبو عليّ الحسن بن عليّ ابن المذهب ،

__________________

(١) ترجمه ابن نقطة في إكمال ٢ / ٢١٧ ، وفي التقييد ٣٧٢ ، وابن النجار في تاريخه المجدد ١ / ٤١٠ ، والمنذري في التكملة ١ / الترجمة ١٦٥ ، والنعال في مشيخته ١١٠ ، والذهبي في تاريخ الإسلام ١٢ / ٨٥٥ ، وسير أعلام النبلاء ٢١ / ٢٢٧ ، والمختصر المحتاج ٣ / ٥٧ ، والمشتبه ٢١٣ ، والعبر ٤ / ٢٦٦ ، وابن ناصر الدين في توضيح المشتبه ٣ / ٧٩ ، وابن حجر في تبصير المنتبه ١ / ٤٠٥ ، وابن العماد في الشذرات ٤ / ٢٩٣ ، والسيد الزبيدي في «حب» من التاج.

١٦٧

قال : أخبرنا أبو بكر أحمد بن جعفر بن حمدان القطيعي ، قال : أخبرنا أبو عبد الرحمن عبد الله بن أحمد بن حنبل ، قال : حدثني أبي ، قال : حدثنا عفّان ، قال : حدثنا همّام ، قال : أخبرنا ثابت ، عن أنس ، أنّ أبا بكر حدّثه قال : قلت للنبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم وهو في الغار ، وقال مرة : ونحن في الغار : لو أنّ أحدهم نظر إلى قدميه لأبصرنا تحت قدميه ، قال : فقال : «يا أبا بكر ، ما ظنّك باثنين الله ثالثهما» (١).

أنبأنا أبو بكر محمد بن أبي طاهر البيّع ، قال : مولد أبي ياسر بن أبي حبّة في رجب سنة ست عشرة وخمس مئة.

قلت : وخرج قبل وفاته من بغداد متوجها إلى الشّام وحدّث بالموصل وما بعدها من البلاد ، فلما بلغ حرّان أدركه أجله بها فتوفي في يوم الاثنين حادي عشري شهر ربيع الأوّل سنة ثمان وثمانين وخمس مئة ، ودفن ظاهر البلد.

١٩٧١ ـ عبد الوهّاب (٢) بن عبد القادر بن أبي صالح الجيليّ الأصل البغداديّ المولد والدّار ، أبو عبد الله بن أبي محمد.

من ساكني باب الأزج.

شيخ فاضل له معرفة بالفقه على مذهب أبي عبد الله أحمد بن حنبل رحمه‌الله ، تفقه على والده ودرّس بعده في مدرسته بباب الأزج. وله لسان في الوعظ وخاطر حادّ.

سمع من أبي غالب أحمد بن الحسن ابن البنّاء ، وأبي منصور عبد الرّحمن

__________________

(١) حديث صحيح تقدم تخريجه في الترجمة ١٤١٤ ، وتكرر في الترجمة ١٧٤٢.

(٢) ترجمه ابن نقطة في إكمال الإكمال ٢ / ٤٩١ ، وابن النجار في تاريخه ١ / ٣٤٧ ، وسبط ابن الجوزي في مرآة الزمان ٨ / ٤٥٤ ، والمنذري في التكملة ١ / الترجمة ٤٠٣ ، والنعال في مشيخته ١٣٢ ، وأبو شامة في ذيل الروضتين ١٢ ، والذهبي في تاريخ الإسلام ١٢ / ١٠٠٠ ، والمختصر المحتاج ٣ / ٥٧ ، والصفدي في الوافي ١٩ / ٣٠٦ ، وابن رجب في الذيل على طبقات الحنابلة ١ / ٣٨٨ ، والتادفي في قلائد الجواهر ٤٢ ، والعيني في عقد الجمان ١٧ / الورقة ٢١٤ ، وابن العماد في الشذرات ٢١٢ ، وغيرهم.

١٦٨

ابن محمد القزّاز ، وأبي الحسن محمد بن أحمد بن صرما ، وأبي الفضل محمد ابن عمر الأرموي ، وأبي القاسم سعيد بن أحمد ابن البنّاء ، وأبي الوقت عبد الأوّل بن عيسى السجزي ، وغيرهم. وحدّث ، وروى ، ووعظ سنين كثيرة. وسمعنا منه.

قرأت على أبي عبد الله عبد الوهّاب بن عبد القادر بن أبي صالح ، قلت له : أخبركم أبو الحسن محمد بن أحمد بن محمد بن إبراهيم الدّقّاق قراءة عليه وأنت تسمع ، فأقرّ به ، قال : أخبرنا أبو الحسين أحمد بن محمد ابن النّقّور البزّاز ، قال : أخبرنا أبو حفص عمر بن إبراهيم بن كثير الكتّاني ، قال : حدثنا الحسين بن إسماعيل المحاملي ، قال : حدّثنا زيد بن أخزم ، قال : حدثنا عبد الرّحمن بن مهدي ، قال : حدثنا سفيان ، عن عبد الله بن السّائب ، عن زاذان ، عن عبد الله بن مسعود ، عن النّبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، قال : «إنّ لله ملائكة سيّاحين يبلّغوني عن أمّتي السّلام» (١).

سألت عبد الوهّاب بن عبد القادر عن مولده فقال : في شعبان سنة اثنتين وعشرين وخمس مئة.

وتوفي ليلة الأربعاء خامس عشري شوّال سنة ثلاث وتسعين وخمس مئة ، وحضرنا الصّلاة عليه يوم الأربعاء بمدرسة أبيه والخلق كثير ، ودفن بمقبرة الحلبة قريبا من السّور.

١٩٧٢ ـ عبد الوهّاب (٢) بن محمد بن عبد الغني الطّبريّ الأصل البغداديّ المولد والدّار ، أبو جعفر المقرئ.

من ساكني درب فراشا.

__________________

(١) حديث صحيح تقدم تخريجه في الترجمة ١٥٤٨.

(٢) ترجمه ابن النجار في تاريخه المجدد ١ / ٣٨٨ ، والمنذري في التكملة ٢ / الترجمة ٩٨٢ ، والذهبي في تاريخ الإسلام ١٣ / ٨٠.

١٦٩

أحد قرّاء الدّيوان العزيز ـ مجّده الله ـ سمع في شبابه لا في صباه من أبي سعيد عبد اللّطيف بن أحمد الأصبهاني ، وأبي المظفّر هبة الله بن أحمد ابن الشّبلي ، وأبي الفتح محمد بن عبد الباقي بن سلمان ، وحدّث بشيء قليل. سمع منه بعض أصحابنا.

وتوفي ليلة السّبت ثالث عشر شوّال سنة ثلاث وست مئة ، ودفن يوم السّبت بالجانب الغربي بمقبرة باب حرب ، وكان أضرّ قبل وفاته.

١٩٧٣ ـ عبد الوهّاب (١) بن عليّ بن أحمد ، ويقال : عبد الوهاب بن عبد الرّحمن بن أحمد ابن الأخوّة ، أبو محمد بن أبي القاسم الوكيل بباب القضاة.

سمع أبا يعقوب يوسف بن عمر الحربي ، وأبا الفرج عبد الخالق بن أحمد ابن يوسف ، وغيرهما. أجاز لنا ، ولم أسمع منه.

أخبرنا عبد الوهّاب بن أبي القاسم ابن الأخوّة إجازة ، قال : قرئ على أبي يعقوب يوسف بن عمر بن الحسين المقرئ بالحربية ونحن نسمع ، قال : أخبرنا أبو الحسين أحمد بن عبد القادر بن محمد بن يوسف ، قال : أخبرنا عبد العزيز بن عليّ الأزجي ، قال : حدثنا الحسن بن جعفر بن الوضّاح ، قال : حدثنا جعفر بن محمد الفيريابي ، قال : حدثنا عبد الرّحمن بن إبراهيم ، قال : حدثنا ابن أبي فديك ، قال : حدثني كثير بن زيد والضحاك بن عثمان ، عن المطّلب بن عبد الله ، عن أبي هريرة أنّ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : «إذا دخل أحدكم المسجد فلا يجلس حتّى يصلّي ركعتين» (٢).

__________________

(١) ترجمه ابن النجار في تاريخه المجدد ١ / ٣٤٣ ، والمنذري في التكملة ٢ / الترجمة ١٠٦٣ ، والذهبي في تاريخ الإسلام ١٣ / ١١٦ ، والمختصر المحتاج ٣ / ٥٨.

(٢) إسناده ضعيف لانقطاعه ، فإن المطلب بن عبد الله لم يلق أبا هريرة. على أن متن الحديث صحيح من حديث أبي قتادة الأنصاري. أخرجه ابن ماجة (١٠١٢) ، وابن خزيمة (١٣٢٥).

وأما حديث أبي قتادة فهو في الصحيحين من رواية عمرو بن سليم الزرقي عنه ، وينظر

١٧٠

توفي عبد الوهّاب ابن الأخوّة ليلة الخميس سابع عشري رجب سنة خمس وست مئة ، ودفن يوم الخميس بمقبرة باب حرب ، رحمه‌الله وإيانا.

١٩٧٤ ـ عبد الوهّاب (١) بن عليّ بن عليّ بن عبيد الله الأمين ، أبو أحمد بن أبي منصور المعروف بابن سكينة الصّوفي ، أخو عبد الرحمن الذي سبق ذكره (٢) ، وهذا الأصغر ، سبط شيخ الشّيوخ أبي البركات إسماعيل بن أحمد النّيسابوريّ.

شيخ فاضل عالم عامل من أهل التّصوّف والنّسك والعبادة وحسن الطّريقة.

سمع الكثير في صباه وبنفسه ، ورافق تاج الإسلام أبا سعد ابن السّمعاني ببغداد ، وسمع معه من جماعة. ثم قرأ بنفسه ، وحصّل المسموعات الحسنة من المشايخ ، كوالده ، وأبي القاسم ابن الحصين ، وأبي غالب محمد بن الحسن الماوردي ، والقاضي أبي بكر محمد بن عبد الباقي الأنصاري ، وأبي منصور

__________________

تمام تخريجه في تعليقنا على ابن ماجة (١٠١٣) والترمذي (٣١٦).

(١) ترجمه ابن نقطة في إكمال الإكمال ٣ / ١٨٣ ، والتقييد ٣٧٣ ، وابن الأثير في الكامل ١٢ / ٢٩٥ ، وابن النجار في تاريخه المجدد ١ / ٣٥٤ ، والمنذري في التكملة ٢ / الترجمة ١١٤٦ ، وأبو شامة في ذيل الروضتين ٧٠ ، وابن الساعي في أخبار الزهاد ، الورقة ٩٢ ، والنجيب عبد اللطيف في مشيخته ، الورقة ١٠١ ، والذهبي في تاريخ الإسلام ١٣ / ١٦٣ ، وسير أعلام النبلاء ٢١ / ٥٠٢ ، والمختصر المحتاج ٣ / ٥٨ ، ومعرفة القراء ٢ / ٥٨٢ ، ودول الإسلام ٢ / ٨٥ ، والعبر ٥ / ٢٣ ، والصفدي في الوافي ١٩ / ٣٠٩ ، والسبكي في طبقات الشافعية الكبرى ٨ / ٣٢٤ ، والإسنوي في طبقاته ٢ / ٦٠ ، وابن كثير في البداية والنهاية ١٣ / ٦١ ، وابن الجزري في غاية النهاية ١ / ٤٨٠ ، وابن الملقن في العقد المذهب ، الورقة ١٦٥ ، والأشرف الغساني في العسجد المسبوك ٣٣٥ ، والعيني في عقد الجمان ١٧ / الورقة ٣٢٩ ، وابن تغري بردي في النجوم ٦ / ٢٠١ ، وابن العماد في الشذرات ٥ / ٢٥.

(٢) الترجمة ١٨٢٥.

١٧١

عبد الرّحمن بن محمد القزّاز ، وأبي القاسم إسماعيل بن أحمد بن عمر السّمرقندي ، وأبي البركات عبد الوهّاب بن المبارك الأنماطي ، والشريف أبي الفضل محمد بن عبد الله ابن المهتدي ، وأبي منصور محمد بن عبد الملك بن خيرون ، وجده لأمّه شيخ الشّيوخ إسماعيل بن أحمد النّيسابوري. ومن الغرباء ، من أبي عبد الله محمد وأبي سعد عبد الصّمد ابني حموّية الجويني ، وأبي القاسم زاهر بن طاهر الشّحّامي ، وأبي الفتح عبد الملك بن أبي القاسم الكروخي ، وأبي الوقت عبد الأوّل بن عيسى السّجزي ، وأبي شجاع عمر بن أبي الحسن البسطامي ، وغيرهم. وبالكوفة من الشّريف أبي البركات عمر بن إبراهيم العلوي ، وأبي الحسن محمد بن محمد بن غبرة الحارثي. وبمنى من والدته آمنة بنت إسماعيل بن أحمد الصّوفي ، وخلق يطول ذكرهم.

وقرأ القرآن الكريم بالقراءات على أبي محمد عبد الله بن محمد النّحوي سبط أبي منصور الخيّاط ، وعلى أبي العلاء الحسن بن أحمد ابن العطّار الهمذاني ببغداد ، وغيرهما.

وحدّث بالكثير ببغداد ، والشّام ، وديار مصر ، ومكة ، والمدينة شرّفهما الله. وكان ثقة صالحا ، حسن الأصول ، فهما ، ذا سكينة ووقار. سمع النّاس منه أكثر من أربعين سنة. سمعنا منه وكتبنا عنه ، ونعم الشّيخ كان.

قرأت على الشّيخ أبي أحمد عبد الوهّاب بن عليّ بن عليّ ، قلت له : أخبركم والدك أبو منصور عليّ بن عليّ بن عبيد الله قراءة عليه وأنت تسمع في جمادى الآخرة سنة ثمان وعشرين وخمس مئة ، فأقرّ بذلك ، قال : أخبرنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن عبد الله الصّريفيني قراءة عليه ، قال : أخبرنا أبو القاسم عبيد الله بن محمد بن إسحاق بن حبابة ، قال : حدثنا أبو القاسم عبد الله ابن محمد بن عبد العزيز البغوي ، قال : حدثنا أبو الحسن عليّ بن الجعد بن عبيد الجوهري ، قال : حدثنا زهير ، عن الأعمش ، عن زيد بن وهب ، قال : سمعت عبد الله بن مسعود يقول : حدّثنا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم وهو الصّادق المصدوق : «إنّ

١٧٢

خلق أحدكم يجمع في بطن أمّه أربعين يوما ، ثم يكون نطفة مثل ذلك ، ثم يكون علقة مثل ذلك ، ثم يكون مضغة مثل ذلك ، ثم يبعث الله إليه الملك بأربع كلمات فيكتب رزقه وأجله وشقيا أو سعيدا. قال : وإنّ أحدكم ليعمل بعمل أهل الجنّة حتى ما يكون بينه وبينها غير ذراع فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل أهل النّار فيدخلها ، وإنّ أحدكم ليعمل بعمل أهل النّار حتى ما يكون بينه وبينها غير ذراع فيعمل بعمل أهل الجنّة فيدخلها» (١).

أنشدنا شيخنا أبو أحمد عبد الوهّاب بن عليّ بن عليّ من لفظه وحفظه ، قال : أنشدنا أبو شجاع عمر بن محمد البسطامي ، وكان من الصالحين ، لبعضهم :

تعرّضت الدّنيا بلذة مطعم

وزينة موشيّ وريّق رائق

أرادت سفاها أن تموّه قبحها

على فكر خاضت بحار الدّقائق

فلا تخدعينا بالسّراب فإننا

قتلنا نهاها في طلاب الحقائق

وأنشدنا أيضا ، قال : أنشدنا أبو محمد المبارك بن المبارك بن عليّ السّراج لبعضهم :

سررت بهجرك لمّا علمت

بأنّ لقلبك فيه سرورا

ولو لا سرورك ما سرّني

ولا كان قلبي عليه صبورا

ولكن أرى كلّ ما ساءني

إذا كان يرضيك سهلا يسيرا

سألت الشّيخ أبا أحمد ابن سكينة عن مولده ، فقال : ولدت في ليلة الجمعة عاشر شعبان سنة تسع عشرة وخمس مئة.

وتوفي في ليلة الاثنين العشرين من شهر ربيع الآخر من سنة سبع وست

__________________

(١) حديث زيد بن وهب عن ابن مسعود في الصحيحين : البخاري في بدء الخلق ٤ / ١٣٥ (٣٢٠٨) ، وفي خلق آدم ٤ / ١٦١ (٣٣٣٢) ، وفي القدر ٨ / ١٥٢ (٦٥٩٤) ، وفي التوحيد ٩ / ١٦٥ (٧٤٥٤) ، ومسلم في القدر ٨ / ٤٤ (٢٦٤٣) ، وينظر تمام تخريجه في تعليقنا على الترمذي (٢١٣٧).

١٧٣

مئة ، وحضرنا الصّلاة عليه يوم الاثنين المذكور بجامع القصر الشّريف والجمع كثير ، وشيّعنا جنازته إلى دجلة ، وحمل إلى الجانب الغربي ، فصلّي عليه هناك بجامع المنصور ، ودفن عند جدّه شيخ الشّيوخ إسماعيل بباب رباط الزّوزني ، رحمه‌الله وإيانا.

١٩٧٥ ـ عبد الوهّاب (١) بن بزغش بن عبد الله ، أبو الفتح بن أبي محمد المقرئ ، ختن الشّيخ أبي الفرج ابن الجوزي.

أحد القرّاء الموصوفين بالحفظ وجودة القراءة للقرآن الكريم. قرأ بالقراءات الكثيرة على جماعة منهم : أبو الفتح عبد الوهّاب بن محمد ابن الصّابوني الخفّاف ، وأبو الحسن عليّ بن عساكر البطائحيّ ، وأبو الفضل أحمد بن محمّد بن شنيف ، وأبو المحاسن محمد بن الضّجّة ، وإسماعيل بن عليّ الغسّاني الدّمشقي ، وغيرهم.

وسمع الحديث من أبي الوقت السّجزي ، وأبي الفتح المعروف بابن البطّي ، وأبي زرعة المقدسي ، وأبي القاسم بن ثابت البقّال ، وأبي الخير بن موسى الأصبهاني وجماعة آخرين ، وروى عنهم.

وأقرأ القرآن الكريم ، وأمّ بالنّاس في الصّلوات بالمسجد الذي أنشأته بنفشا عند عقد الحديد (٢) سنين كثيرة. سمعت منه.

__________________

(١) ترجمه ابن نقطة في إكمال الإكمال ٤ / ٢٦٢ و ٦٤٠ و ٦ / ٢٤٧ ، والتقييد ٣٧٣ ، وابن النجار في تاريخه المجدد ١ / ٣٢٩ ، والمنذري في التكملة ٢ / الترجمة ١٤٣٦ ، والذهبي في تاريخ الإسلام ١٣ / ٣٤٤ ، والمختصر المحتاج ٣ / ٥٩ ، ومعرفة القراء الكبار ٢ / ٦٠٢ ، والمشتبه ٤٤٣ ، وابن رجب في الذيل على طبقات الحنابلة ٢ / ٨٨ ، وابن الجزري في غاية النهاية ١ / ٤٧٨ ، وابن ناصر الدين في توضيح المشتبه ٦ / ١٦٢ و ٧ / ٢٣٠ و ٩ / ٢١٢ ، وابن حجر في تبصير المنتبه ٣ / ٩٩٣ ، ونزهة الألباب ٢ / ٩٥ ، وابن العماد في الشذرات ٥ / ٥١.

(٢) بالحاء المهملة ، وجدته مجود التقييد في المجلد الباريسي حيث وضع الناسخ حاء تحت

١٧٤

قرأت على أبي الفتح عبد الوهّاب بن بزغش من أصل سماعه ، قلت له : أخبركم أبو الوقت عبد الأوّل بن عيسى بن شعيب قراءة عليه وأنت تسمع ، فأقرّ به ، قال : أخبرنا أبو عبد الله محمد بن عبد العزيز الفارسي ، قال : أخبرنا أبو محمد عبد الرّحمن بن أحمد بن أبي شريح الأنصاري ، قال : قرئ على أبي محمد يحيى بن محمد بن صاعد وأنا أسمع ، قال : حدثنا أبو أميّة محمد بن إبراهيم الطّرسوسي ، قال : حدثنا روح بن عبادة ، عن ابن عون ، عن محمد بن سيرين ، عن أبي هريرة ، عن النّبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : «إنّ لله أسماء مئة غير واحد ، من أحصاها دخل الجنّة» (١).

توفي عبد الوهّاب بن بزغش ليلة الخميس خامس ذي القعدة من سنة اثنتي عشرة وست مئة ، ودفن يوم الخميس.

١٩٧٦ ـ عبد الوهّاب (٢) بن المظفّر بن أحمد بن المعمّر بن جعفر ، أبو الغنائم.

من ساكني دار الخلافة المعظّمة شيّد الله قواعدها بالعز.

شيخ مسنّ ، من بيت معروف بالكتابة وخدمة الدّيوان العزيز مجّده الله ، لم يكن سماعه في صباه. روى لنا عن أبي المظفّر هبة الله بن عبد الله ابن السّمرقندي.

أخبرنا أبو الغنائم عبد الوهّاب بن المظفّر بن جعفر قراءة عليه وأنا أسمع ، قيل له : أخبركم أبو المظفّر هبة الله بن عبد الله بن أحمد الوكيل قراءة عليه وأنت تسمع ، فأقرّ به ، قال : أخبرنا أبو محمد جعفر بن أحمد السّرّاج وأبو زكريا يحيى

__________________

الحرف علامة الإهمال.

(١) حديث صحيح تقدم تخريجه في الترجمة ٤٤٤.

(٢) ترجمه ابن النجار في التاريخ المجدد ١ / ٤٠٤ ، والمنذري في التكملة ٢ / الترجمة ١٥٨٣ ، والذهبي في تاريخ الإسلام ١٣ / ٤٤١ ، والمختصر المحتاج ٣ / ٦٠.

١٧٥

ابن علي اللّغوي ، قالا : أخبرنا أبو الحسين محمد بن محمد بن المظفّر السّرّاج ، قال : أخبرنا أبو الفضل عبيد الله بن عبد الرحمن الزّهري ، قال : حدثنا عبد الله ابن محمد البغوي ، قال : حدثنا سليمان بن داود صاحب البصري ، قال : حدثنا أبو عوانة ، عن قتادة ، عن شهر بن حوشب ، عن عبد الرّحمن بن غنم ، عن عمرو ابن خارجة ، قال : سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يقول : «لا وصيّة لوارث» (١).

سألنا أبا الغنائم بن جعفر هذا عن مولده ، فقال : في رابع عشر شوّال سنة ثمان وعشرين وخمس مئة.

وتوفي يوم الخميس رابع ربيع الأوّل سنة خمس عشرة وست مئة ، ودفن بالوردية.

١٩٧٧ ـ عبد الوهّاب (٢) بن عبد الله بن هبة الله بن عبد الله بن الحسن القصّار ، أبو الحسن بن أبي محمد الصّوفيّ.

من أهل باب الأزج.

سمع أبا محمد محمد بن أحمد ابن المادح (٣) ، وأبا المعالي عمر بن عليّ الصّيرفي وغيرهما. كتبنا عنه.

__________________

(١) حديث صحيح كما قال الإمام الترمذي ، وهذا إسناد ضعيف لضعف شهر بن حوشب.

أخرجه أحمد ٤ / ١٨٦ ـ ١٨٧ ، والترمذي (٢١٢١) ، وابن أبي عاصم في الآحاد والمثاني (٧٨٦) و (٢٤٨١) ، والنسائي في المجتبى ٦ / ٢٤٧ ، وأبو يعلى (١٥٠٨) ، والطبراني في الكبير ١٧ / حديث رقم ٦١ من طرق عن أبي عوانة ـ الوضاح اليشكري ـ به. وتخريجه مستوعب في تعليقنا على الترمذي ، وابن ماجة ٤ / ٢٧٧.

(٢) ترجمه ابن نقطة في إكمال الإكمال ٤ / ٣٣١ ، وابن النجار في تاريخه المجدد ١ / ٣٤٠ ، والمنذري في التكملة ٣ / الترجمة ١٧٦٢ ، والذهبي في تاريخ الإسلام ١٣ / ٥١٠ ، والمختصر المحتاج ٣ / ٦٠.

(٣) في الأصل : «الملّاح» ، وضبّب عليها الناسخ لأنها خطأ ، والصواب ما أثبتنا كما سيأتي في السند.

١٧٦

قرأت على أبي الحسن عبد الوهّاب بن عبد الله القصّار ، قلت له : أخبركم أبو محمد محمد بن أحمد بن عبد الكريم ابن المادح قراءة عليه وأنت تسمع ، فأقرّ به ، قال : أخبرنا أبو نصر محمد بن محمد بن عليّ الزّينبي ، قال : أخبرنا أبو بكر محمد بن عمر بن خلف الورّاق ، قال : حدثنا أبو محمد يحيى بن محمد بن صاعد ، قال : حدثنا أحمد بن عبد المؤمن المروزي ، قال : حدثنا عليّ بن الحسن ابن شقيق ، قال : حدثنا أبو حمزة ، عن منصور ، عن إبراهيم ، عن علقمة ، عن عبد الله ، يعني ابن مسعود ، قال : كان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم إذا قال سمع الله لمن حمده قال : ربّنا ولك الحمد (١).

توفي عبد الوهّاب القصّار الصّوفي ليلة الثلاثاء سادس عشري رمضان سنة سبع عشرة وست مئة ، ودفن يوم الثلاثاء بباب حرب.

١٩٧٨ ـ عبد الوهّاب (٢) بن عبد الله بن عبد الوهّاب بن أحمد بن حمزة ، أبو البدر بن أبي المظفّر الصّفّار.

من أهل نهر القلّائين.

سمع أبا الفتح محمد بن عبد الباقي بن سلمان وغيره. سمعنا منه شيئا يسيرا (٣).

قرئ على عبد الوهّاب بن أبي المظفّر الصّفّار بحانوته بالجانب الغربي وأنا أسمع ، قيل له : أخبركم أبو الفتح محمد بن عبد الباقي بن أحمد بن سلمان قراءة عليه ، فأقرّ به ، قال : أخبرنا أبو الحسن عليّ بن الحسين بن عليّ بن أيوب البزّاز ، قال : أخبرنا أبو عليّ الحسن بن أحمد بن شاذان ، قال : أخبرنا أبو بكر أحمد بن

__________________

(١) حديث صحيح تقدم تخريجه في الترجمة ٥٠٥.

(٢) ترجمه ابن النجار في تاريخه المجدد ١ / ٣٣٨ ، والذهبي في تاريخ الإسلام ١٣ / ٦٧٥.

(٣) لم يذكر المؤلف وفاته ، وذكرها ابن النجار وأنها كانت في يوم الاثنين لثلاث خلون من ذي الحجة سنة إحدى وعشرين وست مئة ، وقد ناهز السبعين أو بلغها (تاريخه ١ / ٣٣٩).

١٧٧

سلمان بن الحسن النّجّاد ، قال : حدثنا إسماعيل ، قال : حدثنا عبد الله بن سلمة ، قال : حدثنا عبد الله بن عمر ، عن نافع ، عن ابن عمر ، عن عمر ، أنّ النّبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : «إنّ الله ينهاكم أن تحلفوا بآبائكم ، ليحلف حالف بالله أو ليصمت» (١).

١٩٧٩ ـ عبد الوهّاب (٢) بن أزهر بن عبد الوهّاب بن أحمد بن حمزة ، أبو البركات بن أبي جعفر السّبّاك ، ابن عمّ عبد الوهّاب المقدّم ذكره (٣).

وعبد الوهّاب هذا يعرف بابن الغيم ، وهو سبطه ، من أهل نهر القلّائين ، سكن الجانب الشّرقيّ. أحد الوكلاء بباب القضاة ، وهو أخو عبد العزيز وأحمد ابني أزهر اللذين قدّمنا ذكرهما (٤) ، وهو الأصغر.

كانت له معرفة حسنة بكتابة الشّروط وصناعة الوكالة وإثبات الكتب وكتب السّجلّات. وتولّى الوكالة لوكيل الخدمة الشّريفة المقدّسة الإماميّة النّاصرية أدام الله أيّامها.

سمع مع أبيه من أبي الفتح محمد بن عبد الباقي بن أحمد المعروف بابن البطّي ، وغيره ، وروى عنه.

__________________

(١) حديث صحيح ، وهذا إسناد فيه عبد الله بن عمر العمري وهو ضعيف ، لكنه توبع فرواه الثقات عن نافع ، به.

أخرجه عبد الرزاق (١٥٩٢٤) ، ومسلم ٥ / ٨١ (١٦٤٦) (٤) ، وأبو داود (٣٢٤٩). وينظر تعليقنا على تحفة الأشراف ٧ / ٢٥١ ، والحديث يروى عن ابن عمر عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم أيضا.

(٢) ترجمه ابن نقطة في إكمال الإكمال ٣ / ١١١ و ١١٤ ، وابن النجار في تاريخه المجدد ١ / ٣٢٤ ، والمنذري في التكملة ٣ / الترجمة ٢٣٨٣ ، وابن الفوطي في الملقبين بفخر الدين من تلخيص مجمع الآداب ٤ / الترجمة ٢١٩٠ ، والذهبي في تاريخ الإسلام ١٣ / ٨٩٤ ، والمختصر المحتاج ٣ / ٦٠ ، وابن ناصر الدين في توضيح المشتبه ١ / ٦٢٣ و ٥ / ٦.

(٣) يعني في الترجمة السابقة ، رقم ١٩٧٨.

(٤) تقدمت ترجمة عبد العزيز في الرقم ١٩٣٨ ، وترجمة أحمد في الرقم ٦٧٩.

١٧٨

ذكر لي أخوه أبو محمد أحمد أنه ولد في ليلة النّصف من شعبان من سنة سبع وخمسين وخمس مئة بنهر القلّائين (١).

١٩٨٠ ـ عبد الوهّاب (٢) بن أبي القاسم بن عليّ الشّعرانيّ.

أحد شيوخ أبي بكر بن كامل الخفّاف ، روى عنه إنشادا في «معجم شيوخه» الذين كتب عنهم ، ولم يكنّه فيما وجدت بخطّه.

١٩٨١ ـ عبد الوهّاب (٣) بن أبي نصر بن أبي الفضل ، أبو الفضل الفقيه.

أيضا ممن ذكره أبو بكر بن كامل في شيوخه ، وقال : أنشدني أبياتا من الشعر لنفسه ، لم أر له ذكرا في غير ذلك.

* * *

__________________

(١) وتوفي في ليلة الثاني والعشرين من شهر ربيع الآخر سنة ٦٢٩ ، كما ذكر المنذري وغيره.

(٢) ترجمه ابن النجار في تاريخه المجدد ١ / ٣٧٩ نقلا من معجم شيوخ المبارك بن كامل أيضا وذكر إنشادا.

(٣) ترجمه ابن النجار في تاريخه أيضا ١ / ٤٠٦ وذكر له بيتين من الشعر ، وجدّه عنده «أبو الفضائل» بدلا من أبي الفضل.

١٧٩

ذكر من اسمه عبد الرّزّاق

١٩٨٢ ـ عبد الرّزّاق (١) بن محمود الغزنويّ ، أبو القاسم الصّوفيّ.

قدم بغداد قديما وسكنها ، وكان مقيما برباط الشّونيزي ، وأظنّه خادما للفقراء به.

ذكره تاج الإسلام أبو سعد ابن السّمعاني غير مكنّى ولا منسوب ، ولا ذكر ممّن سمع ، ولا هل حدّث أم لا. وذكرناه نحن على ما وقع إلينا من شرح حاله مبيّنا ؛ وذلك أنّه سمع أبا الحسين طاهر بن أحمد بن عليّ القايني ، وأبا الحسن عليّ بن محمود الزّوزني ، والقاضي أبا الطّيّب طاهر بن عبد الله الطّبري ، وروى عنهم.

حدّث بواسط في سنة سبع وثمانين وأربع مئة ، وسمع منه جماعة من أهلها منهم : أبو الحسن أحمد بن محمد ابن العكبري ، وأبو الكرم خميس بن عليّ الحوزي ، وأبو عبد الله محمد بن أحمد بن معيّة العلوي وغيرهم.

أنبأنا القاضي أبو طالب محمد بن عليّ بن أحمد الكتّاني ، قال : وفيما كتب إلينا أبو عليّ أحمد بن محمد البرداني يذكر أنّ عبد الرّزّاق الصّوفي الذي كان يقيم برباط الشّونيزي توفي في ليلة الخميس ثالث عشري شهر رمضان سنة ثلاث وتسعين وأربع مئة ، وكان شيخا كبيرا ، رحمه‌الله وإيانا.

١٩٨٣ ـ عبد الرّزّاق بن عبد المنعم بن عبد الله بن محمد بن الفضل الفراويّ ، أبو بكر بن أبي المعالي بن أبي البركات بن أبي عبد الله.

من أهل نيسابور. سمع ببلده من جدّه أبي البركات عبد الله وغيره. وقدم بغداد حاجا مع والده في سنة تسع وسبعين وخمس مئة ، وحدّث بها عن جدّه

__________________

(١) اختاره الذهبي في المختصر المحتاج ٣ / ٦١.

١٨٠