ذيل تأريخ مدينة السلام - ج ٤

أبي عبد الله محمّد بن سعيد بن الدبيثي

ذيل تأريخ مدينة السلام - ج ٤

المؤلف:

أبي عبد الله محمّد بن سعيد بن الدبيثي


المحقق: الدكتور بشار عوّاد معروف
الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: دار الغرب الإسلامي ـ بيروت
الطبعة: ١
الصفحات: ٦٤٦

«لا هجرة بين المسلمين فوق ثلاثة أيام (١) ، أو قال : ثلاث ليال» (٢).

سألت عبد العزيز بن منينا عن مولده ، فقال : في سنة خمس وعشرين وخمس مئة.

وتوفي ليلة الاثنين ثامن عشري ذي الحجة من سنة اثنتي عشرة وست مئة ، ودفن يوم الاثنين بمقبرة جامع المنصور.

١٩٤٢ ـ عبد العزيز (٣) بن مكي بن أبي العرب الأنصاريّ ، أبو محمد التّاجر.

من أهل طرابلس الغرب.

سافر الكثير إلى الحجاز والعراق والهند وأصبهان ، ثم سكن بغداد وأقام بها إلى حين وفاته. وكان مثريا ذا مال وبرّ وصدقة.

سمع ببغداد من أبي الفرج دلف بن كرم العكبري الخبّاز وغيره ؛ سمعنا منه عنه مجلسا من إملاء إسماعيل ابن السّمرقندي ، لم نجد سماعه في غيره.

أخبرنا أبو محمد عبد العزيز بن مكي المغربي قراءة عليه من أصل سماعه وأنا أسمع ، قيل له : أخبركم أبو الفرج دلف بن كرم بن فارس المقرئ قراءة عليه وأنت تسمع ، فأقرّ به ، قال : حدثنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد بن عمر المقرئ إملاء ، قال : أخبرنا أحمد بن محمد بن أحمد البزّاز ، قال : حدثنا أبو القاسم عيسى بن عليّ بن عيسى الوزير ، قال : قرئ على القاضي أبي عمر محمد بن يوسف وأنا أسمع : حدّثكم يعقوب بن إسحاق القلوسيّ ، قال : حدثنا أبو عاصم ، عن زكريا بن إسحاق ، عن يحيى بن عبد الله بن صيفي ، عن أبي معبد ،

__________________

(١) أي : لا ينبغي المقاطعة بين المسلمين فوق ثلاثة أيام.

(٢) حديث صحيح ثبت من طرق كثيرة عن أنس ، ومنها طريق الزهري عن أنس ، كما في صحيح مسلم (٢٥٥٩) ، وقد استوعبنا تخريجه في تعليقنا على الترمذي (١٩٣٥). وهو عند أحمد ٣ / ٢٠٩ و ٢٧٧ و ٢٨٣ ، ومسلم (٢٥٥٩) وغيرهما من طريق قتادة عن أنس.

(٣) ترجمه المنذري في التكملة ٢ / الترجمة ١٥٦٢ ، والذهبي في تاريخ الإسلام ١٣ / ٤١٥.

١٤١

عن ابن عبّاس ، أنّ النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم حين بعث معاذا على اليمن قال : «إنّك تأتي قوما من أهل الكتاب فادعهم إلى شهادة أن لا إله إلا الله وأنّي رسول الله ، فإن هم أطاعوك بذلك فأعلمهم أنّ الله عزوجل افترض عليهم خمس صلوات في كلّ يوم وليلة ، فإن هم أطاعوك بذاك ، فأعلمهم أنّ الله قد افترض عليهم صدقة في أموالهم تؤخذ من أغنيائهم وتردّ في فقرائهم ، فإن هم أطاعوك بذلك فإيّاك وكرائم أموالهم ، واتق دعوة المظلوم فإنّه ليس بينها وبين الله عزوجل حجاب» (١).

سألت عبد العزيز المغربي عن مولده فذكر ما يدلّ أنّه في سنة ثلاث وعشرين وخمس مئة تقريبا.

وتوفي ببغداد في حادي عشر ذي القعدة سنة أربع عشرة وست مئة ، رحمه‌الله وإيانا.

١٩٤٣ ـ عبد العزيز (٢) بن أحمد بن مسعود بن سعد بن عليّ ابن النّاقد ، أبو محمد بن أبي الرّضا الجصّاص المقرئ.

وقد تقدّم ذكر أبيه (٣).

وعبد العزيز هذا قرأ القرآن المجيد بالقراءات الكثيرة على أبي الكرم المبارك بن الحسن ابن الشّهرزوري ، وعلى أبي حفص عمر بن عبد الله (٤) الحربي ، وغيرهما. وسمع أبا سعد أحمد بن محمد ابن البغدادي الأصبهاني

__________________

(١) حديث صحيح تقدم تخريجه في الترجمة ١٤١٢.

(٢) ترجمه ابن نقطة في التقييد ٣٦٤ ، والمنذري في التكملة ٢ / الترجمة ١٧٠٤ ، والذهبي في تاريخ الإسلام ١٣ / ٤٧٦ ، وسير أعلام النبلاء ٢٢ / ٩٣ ، والمختصر المحتاج ٣ / ٤٩ ، والعبر ٥ / ٦٢ ، ومعرفة القراء الكبار ٢ / الترجمة ٥٥٠ ، وابن الجزري في غاية النهاية ١ / ٣٩٢ ، وابن تغري بردي في النجوم ٦ / ٢٤٧ ، وابن العماد في الشذرات ٥ / ٦٩.

(٣) الترجمة ٨٧٣.

(٤) في الأصل : «عبيد» ، وضبّب عليها الناسخ ، وما أثبتناه من وفيات سنة ٥٥٢ من تاريخ الإسلام ١٢ / ٥١ ، وغاية النهاية لابن الجزري ١ / ٥٩٣.

١٤٢

ببغداد ، وأبا الفضل محمد بن عمر الأرموي ، وأبا الكرم ابن الشّهرزوري ، وأبا الفضل بن ناصر ، وأبا الحسن ابن الخل الفقيه وأبا الوقت السّجزي وغيرهم. وأقرأ النّاس القرآن الكريم. وحدّث ، وروى. وهو ثقة من أولاد الشّيوخ. سمعنا منه.

قرأت على أبي محمد عبد العزيز بن أحمد الجصّاص من أصل سماعه ، قلت له : أخبركم أبو سعد أحمد بن محمد بن أحمد قراءة عليه وأنت تسمع في سنة ست وثلاثين وخمس مئة ، فأقرّ به ، قال : أخبرنا أبو عمرو عبد الوهّاب بن محمد بن إسحاق بن مندة ، قال : أخبرنا أبي أبو عبد الله محمد بن إسحاق بن مندة ، قال : أخبرنا محمد بن الحسين ، قال : حدثنا عليّ بن الحسن ، قال : حدثنا أبو عبد الرّحمن المقرئ عبد الله بن يزيد ، قال : حدثنا حيوة بن شريح ، قال : حدثني أبو هانئ الخولاني (١) أنّه سمع أبا عبد الرحمن الحبليّ (٢) يحدّث عن عبد الله بن عمرو ، قال : سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يقول : «قدّر الله المقادير قبل أن يخلق السّموات والأرض بخمسين ألف سنة» (٣).

سألت عبد العزيز ابن النّاقد هذا عن مولده ، فقال : في سنة ثلاثين وخمس مئة.

وتوفي يوم الأربعاء ثاني شوّال سنة ست عشرة وست مئة ، ودفن يوم الخميس بباب حرب.

١٩٤٤ ـ عبد العزيز (٤) بن دلف بن أبي طالب المقرئ الخازن.

__________________

(١) اسمه حميد بن هانئ.

(٢) اسمه عبد الله بن يزيد المعافري.

(٣) حديث صحيح.

أخرجه أحمد ٢ / ١٦٩ ، وعبد بن حميد في المنتخب (٣٤٣) ، ومسلم ٨ / ٥١ حديث رقم (٢٦٥٣) ، والترمذي (٢١٥٦) ، وابن حبان (٦١٣٨) ، وأبو نعيم في تاريخ أصبهان ١ / ٣٢٧ ، والبيهقي في الأسماء والصفات ٣٧٤.

(٤) ترجمه المنذري في التكملة ٣ / الترجمة ٢٩٢٠ ، وابن الفوطي في تلخيص مجمع الآداب

١٤٣

من أهل الجانب الغربي ، يكنى أبا محمد.

قرأ القرآن الكريم بالقراءات على جماعة من الشّيوخ منهم : أبو الحارث أحمد بن سعيد العسكري ، وأبو الحسن عليّ بن عساكر البطائحي ، وأبو محمد يعقوب بن يوسف الحربي ، وسمع منهم ، ومن خديجة بنت أحمد النّهرواني ، والكاتبة فخر النّساء شهدة بنت أحمد بن الفرج الإبريّ ، ومن بعدهم. وسمع معنا من أبي الفتح عبيد الله بن عبد الله بن شاتيل ، وأبي السّعادات نصر الله بن عبد الرحمن بن زريق ، وشيخ الشّيوخ أبي القاسم عبد الرّحيم بن إسماعيل النّيسابوري وغيرهم. وتولّى خزن الكتب الوقف بتربة الجهة الشّريفة النّبوية سلجقي خاتون جهة سيّدنا ومولانا الإمام المفترض الطاعة على كافة الأنام النّاصر لدين الله أمير المؤمنين خلّد الله ملكه ورضي عنها بالجانب الغربي عند مشهد عون ومعين ، والكتب الموقوفة بمسجد الشّريف أبي الحسن الزّيدي مدة ، وشكرت سيرته وحمدت طريقته.

ولم يزل مشتغلا بالخير مجدا في قضاء حوائج النّاس ، ساعيا فيما يكتسب به الثّناء والأجر. حدّث بشيء من مسموعاته.

مولده في سنة إحدى أو اثنتين وخمسين وخمس مئة تقريبا ، وفّقه الله ورحمه (١).

__________________

٤ / الترجمة ٧١٣ ، وصاحب الكتاب المسمى بالحوادث ١٦٣ (بتحقيقنا) ، والذهبي في تاريخ الإسلام ١٤ / ٢٤٤ ، وسير أعلام النبلاء ٢٣ / ٤٤ ، والمختصر المحتاج ٣ / ٥٠ ، ومعرفة القراء ٢ / الترجمة ٥٩٠ ، والصفدي في الوافي ١٨ / ٤٨٠ ، وابن رجب في الذيل على طبقات الحنابلة ٢ / ٢١٧ ، وابن الجزري في غاية النهاية ١ / ٣٩٣ ، والفاسي في ذيل التقييد ٢ / ١٢٦ ، والأشرف الغساني في العسجد المسبوك ٤٩٣ ، وابن دقماق في نزهة الأنام ، الورقة ٤٤ ، وابن تغري بردي في النجوم ٦ / ٣١٧ ، وابن العماد في الشذرات ٥ / ١٨٤ ، وناجي معروف في تاريخ علماء المستنصرية ٢ / ٦٩ (ط. الثانية).

(١) وتولّى خزن الكتب بالمدرسة المستنصرية ، وتوفي سنة ٦٣٣ ، كما في مصادر ترجمته.

١٤٤

١٩٤٥ ـ عبد العزيز (١) بن أبي القاسم بن محمد بن أيّوب ، أبو محمد الخبّاز ، يعرف بابن الهني.

من أهل الجانب الغربي ، كان ينزل دار القزّ ، وسكن الجانب الشرقي بدرب دينار.

وحدث عن أبي البركات المبارك بن كامل بن حبيش الدّلّال. سمع منه بعض أصحابنا ، ولم ألقه ، وقد أجاز لنا ، وكان في سنة تسع وتسعين وخمس مئة حيّا لأنه روى فيها.

* * *

__________________

وجاء بعد هذا في المختصر المحتاج ترجمة عبد العزيز بن عمر بن سالم بن باقا أبي الفضل التاجر ، وهو ممن سمع أبا زرعة المقدسي وغيره ، وسكن مصر وسمع منه جماعة هناك وتوفي بها سنة ٦٣٠ ، وكأن المؤلف استدركها من تكملة المنذري أو من تاريخ ابن النجار ، إذ لم أجد في مصادر ابن باقا هذا إشارة تفيد أن ابن الدبيثي قد ترجمه في تاريخه ولا وجود لهذه الترجمة في النسختين الباريسية والكيمبرجية ، فالله أعلم.

(١) ترجمه ابن نقطة في إكمال الإكمال ٦ / ٢١٧ ، وابن ناصر الدين في توضيح المشتبه ٩ / ١٥٧ ، وابن حجر في تبصير المنتبه ٤ / ١٤٥٨.

١٤٥

ذكر من اسمه عبد الجبّار

١٩٤٦ ـ عبد الجبّار بن محمد بن عمر بن أحمد ، أبو الفضل.

من أهل أصبهان.

قدم بغداد فيما ذكر القاضي أبو المحاسن عمر بن عليّ الدّمشقيّ ، وحدّث بها عن أبي سعد عبد الرّحمن بن أحمد الصّفّار ، فسمع منه أبو القاسم إسماعيل ابن أحمد ابن السّمرقندي ، وروى عنه.

١٩٤٧ ـ عبد الجبّار (١) بن سعد بن بندار ، أبو عليّ السّعديّ.

قدم بغداد ، وسمع بها من أبي نصر محمد بن محمد بن عليّ الزّينبي ، وتولّى قضاء الأشتر من البلاد الجبليّة ، وحدّث هناك ، سمع منه بها أبو طاهر بن سلفة الأصبهاني ، وروى عنه في «الأربعين» التي جمعها وخرّج فيها عن شيوخه في البلدان.

قرأت على أبي إسحاق إبراهيم بن محمود بن طاهر الصّوفي ، قلت له : أخبركم أبو طاهر أحمد بن محمد بن أحمد الحافظ قراءة عليه وأنت تسمع بالإسكندرية ، فأقرّ به ، قال : أخبرنا أبو عليّ عبد الجبّار بن سعد بن بندار قاضي الأشتر بها ، قال : أخبرنا أبو نصر محمد بن محمد بن عليّ الزّينبي ، قال : أخبرنا أبو طاهر محمد بن عبد الرحمن المخلّص ، قال : حدثنا أبو القاسم عبد الله بن محمد البغويّ ، قال : حدثنا عثمان بن أبي شيبة ، قال : حدثنا شريك (٢) ، عن الأعمش (٣) ، عن أبي سفيان (٤) ، عن جابر ، قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «إذا قام

__________________

(١) ترجمه ابن ناصر الدين في توضيح المشتبه ١ / ٢٣٦.

(٢) هو ابن عبد الله النخعي القاضي السيئ الحفظ.

(٣) هو سليمان بن مهران.

(٤) هو طلحة بن نافع.

١٤٦

أحدكم من اللّيل يصلّي فليستك» (١).

١٩٤٨ ـ عبد الجبّار (٢) بن يحيى بن عليّ بن هلال الدّبّاس ، أبو سعيد ابن أبي القاسم ، يعرف بابن الأعرابي.

من أهل باب الأزج.

سمع أبا القاسم عليّ بن أحمد بن بيان ، وأبا ياسر عبد الله بن محمد البرداني ، وأبا عبد الله محمد بن عبد الباقي الدّوري ، وأبا القاسم هبة الله بن محمد بن الحصين ، وأبا الحسين محمد بن محمد ابن الفرّاء ، وأبا غالب أحمد ابن الحسن ابن البنّاء ، وغيرهم. وحدّث عنهم.

سمع منه أبو محمد عبد الله بن أحمد ابن الخشّاب النّحوي ، والقاضي أبو المحاسن عمر بن عليّ القرشي ، والشّريف أبو الحسن عليّ بن أحمد العلوي الزّيدي ، ومن بعدهم. وسمعت منه كتاب «الحدود في النّحو» تأليف أبي الحسن عليّ بن عيسى الرّمّاني النّحوي ، وأخبرنا به قراءة عليه وأنا أسمع في شهر ربيع الأوّل سنة ست وسبعين وخمس مئة ، قال : أخبرنا بجميعه أبو القاسم هبة الله بن محمد بن عبد الواحد بن الحصين قراءة عليه وأنا أسمع ، قال : أخبرنا القاضي أبو القاسم عليّ بن المحسّن بن عليّ التّنوخي ، قال : أخبرنا أبو الحسن عليّ بن عيسى الرّمّاني المصنّف له.

وقد أجاز لنا عبد الجبّار هذا أيضا غير مرّة ، وبلغني أنّ مولده في شهر ربيع الأوّل سنة خمس مئة ، قيل : في عاشره ، وقيل : في سابع عشره ، والله أعلم.

__________________

(١) إسناده ضعيف ، لضعف شريك بن عبد الله النخعي عند التفرد ، وقد تفرد به. وذكر الحافظ ابن حجر في تلخيص الحبير ١ / ٦٨ وقال : «رواه أبو نعيم ورواته ثقات ، قاله ابن دقيق العيد». قال بشار : فيه شريك وهو سيئ الحفظ ولا أعرف له متابعا ، وحديث أبي سفيان عن جابر صحيفة لكن أحاديث الأعمش عنه مستقيمة.

(٢) ترجمه الذهبي في تاريخ الإسلام ١٢ / ٥٨٥ ، والمختصر المحتاج ٣ / ٥٢ ، والصفدي في الوافي ١٨ / ٣٨.

١٤٧

وتوفي يوم الأربعاء ثاني عشر شهر ربيع الآخر سنة ست وسبعين وخمس مئة ، ودفن بباب حرب.

«آخر الجزء السابع والثلاثين من الأصل»

١٩٤٩ ـ عبد الجبّار (١) بن هبة الله بن القاسم بن منصور ابن البندار ، أبو طاهر بن أبي البقاء ، أخو عبد العزيز الذي قدّمنا ذكره (٢).

سمع أبا الغنائم محمد بن محمد ابن المهتدي بالله الخطيب ، وأبا البركات هبة الله بن محمد ابن البخاري ، وأبا الحسن عليّ بن عبد الواحد الدّينوري ، وأبا القاسم هبة الله بن محمد بن الحصين ، وأبا السعود أحمد بن عليّ ابن المجلي ، وأبا غالب أحمد بن الحسن ابن البنّاء ، وأبا بكر محمد بن الحسين المزرفي ، وأبا القاسم هبة الله بن أحمد الحريري ، والقاضي أبا بكر محمد بن عبد الباقي البزّاز ، وأبا منصور عبد الرّحمن بن محمد القزّاز وغيرهم ، وحدّث عنهم.

سمع منه القاضي أبو المحاسن عمر بن عليّ القرشي ، وأبو بكر محمد بن موسى الحازمي ، وأبو بكر محمد بن المبارك بن مشّق ، وغيرهم. وأجاز لنا وما لقيته. وكان ثقة ، من بيت الرّواية والنّقل والتّحديث.

أنبأنا أبو طاهر عبد الجبّار بن هبة الله ابن البندار ، قال : أخبرنا أبو غالب أحمد بن الحسن بن أحمد ابن البنّاء بقراءتي عليه في شوّال سنة ثلاث وعشرين وخمس مئة.

وأخبرناه أبو محمد عبد الخالق بن هبة الله ابن البندار أخو أبي طاهر المذكور بقراءتي عليه ، قلت له : أخبركم أبو غالب أحمد بن الحسن ابن البنّاء

__________________

(١) ترجمه ابن نقطة في إكمال الإكمال ١ / ٣٢٣ ، والتقييد ٣٥٠ ، والمنذري في التكملة ١ / الترجمة ٥٥ ، والنعال في مشيخته ٩٠ ، والذهبي في تاريخ الإسلام ١٢ / ٧٨٠ ، والمختصر المحتاج ٣ / ٥٢.

(٢) الترجمة ١٩٢٨.

١٤٨

بقراءة أخيك عبد الجبّار عليه وأنت تسمع ، فأقرّ به ، قال : أخبرنا أبو محمد الحسن بن عليّ بن محمد الجوهري ، قال : أخبرنا أبو الحسين محمد بن المظفّر ابن عيسى الحافظ ، قال : حدثنا أبو عروبة الحسين بن محمد بن مودود ، قال : حدثنا ابن عيشون ، وهو عبد الله (١) بن محمد ، قال : حدثنا أبو قتادة ، قال : حدثنا شعبة ، عن قتادة ، عن زرارة بن أوفى ، عن عمران بن حصين ، عن النّبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، قال : «إنّ الله عزوجل تجاوز عن أمّتي ما حدّثت به أنفسها ما لم تتكلّم به أو تعمل به» (٢).

أنبأنا أبو بكر محمد بن أبي طاهر البيّع ، ومن خطّه نقلت ، قال : ولد أبو طاهر ابن البندار يوم الاثنين غرّة شهر رمضان سنة أربع وخمس مئة ، وتوفي ليلة الجمعة ثالث شوّال سنة أربع وثمانين وخمس مئة ، ودفن يوم الجمعة بباب حرب.

__________________

(١) في الأصلين : «عبيد الله» وهو تحريف لا ريب فيه ، والصواب ما أثبتنا ، كما في إكمال ابن ماكولا ٦ / ٣١١ قال : «وأما عيشون بالشين المعجمة فهو عبد الله بن محمد بن عيشون الحراني الأموي ، مولاهم ، روى عن أبي قتادة الحراني ، حدث عنه أبو عروبة الحراني».

وكذا هو في ترجمة أبي قتادة الحراني من تهذيب الكمال ١٦ / ٢٦٠ وهو فيه «عبد الله بن محمد بن سعيد بن خالد بن عيشون الحراني». وينظر الألقاب لابن حجر ٢ / ٤٣.

(٢) إسناده ضعيف جدا ، أبو قتادة هو عبد الله بن واقد الحراني متروك ، وقد أخطأ في رواية هذا الحديث عن شعبة ، فجعله من مسند عمران بن حصين ، وإنما يرويه الثقات من أصحاب قتادة ومنهم : سعيد بن أبي عروبة ، وهشام الدستوائي ، ومسعر بن كدام ، وشيبان بن عبد الرحمن ، وأبو عوانة اليشكري وغيرهم ، عن قتادة ، عن زرارة بن أوفى ، عن أبي هريرة ، كما في الصحيحين : البخاري ٣ / ١٩٠ (٢٥٢٨) و ٧ / ٥٩ (٥٢٦٩) و ٨ / ١٦٨ (٦٦٦٤) ، ومسلم ١ / ٨١ (١٢٧) وغيرهما. وينظر تعليقنا على الترمذي (١١٨٣).

وحديث عمران بن حصين هذا ذكره الهيثمي في مجمع الزوائد ، وقال : «رواه الطبراني ، وفيه المسعودي ، وقد اختلط ، وبقية رجاله رجال الصحيح» ٦ / ٢٧٣ حديث رقم ١٠٥٠٣.

١٤٩

١٩٥٠ ـ عبد الجبّار (١) بن عبد القادر بن أبي صالح الجيليّ ، أبو عبد الرّحمن ، أخو عبد العزيز الذي قدّمنا ذكره (٢).

سمع أبا منصور عبد الرحمن بن محمد بن زريق ، وأبا الحسن محمد بن أحمد بن صرما الصّائغ ، وأبا الوقت السّجزي ، في آخرين. وما أعلم أنّه حدّث بشيء ، وإن كان فقليل ؛ لأنّ الرّواية لم تنتشر عنه ، والله أعلم.

١٩٥١ ـ عبد الجبّار (٣) بن عبد المعزّ بن عبد الجبّار المسمعيّ ، أبو الفتوح الهرويّ المولد والمنشأ البخاريّ الدّار.

سمع بهراة من أبي الحسن عليّ بن حمزة العلويّ ، وأبي الوقت عبد الأوّل ابن عيسى السّجزي ، وأبي محمد عبد الجليل بن أبي سعد العدل وغيرهم ، وانتقل إلى بخارى فسكنها ، وتولّى بها الوقوف وحسنت حاله.

قدم علينا حاجا في سنة ثلاث عشرة وست مئة ، فسمعنا منه ، وكتب إلينا أصحابنا بخراسان يعرّفونا به ويحضّونا على السّماع منه. وكان حدّث في طريقه بمرو ونيسابور وهمذان وغيرها من البلاد.

قرأت على أبي الفتوح عبد الجبّار بن عبد المعز المسمعي لمّا قدم بغداد للحج ، قلت له : أخبركم أبو محمد عبد الجليل بن أبي سعد بن إسماعيل العدل قراءة عليه وأنت تسمع بهراة في سنة أربع وخمسين وخمس مئة ، فأقرّ به ، قال : أخبرتنا أمّ عزّي (٤) بيبى بنت عبد الصّمد بن عليّ الهرثميّة ، قالت : أخبرنا أبو

__________________

(١) ترجمه الذهبي في المختصر المحتاج ٣ / ٥٣ ، والتادفي في قلائد الجواهر ٤٣.

(٢) الترجمة ١٩٣٦.

(٣) ترجمه المنذري في التكملة ٢ / الترجمة ١٥١٥ ، والذهبي في تاريخ الإسلام ١٣ / ٤٠٩ ، والمختصر المحتاج ٣ / ٥٣.

(٤) قيدها ناسخ مجلد باريس بضم العين وتشديد الزاي وفتحها ، ولا يصح ، وقد قيدتها كتب المشتبه كما قيدناها ، بكسر العين المهملة وتشديد الزاي وبعدها ياء آخر الحروف مخففة ، فانظر التبصير لابن حجر ٣ / ٩٤٠.

١٥٠

محمد عبد الرحمن بن أحمد بن أبي شريح الأنصاري ، قال : أخبرنا أبو القاسم عبد الله ابن محمد البغوي ، قال : حدثنا مصعب بن عبد الله الزّبيري ، قال : حدثني مالك ، عن سهيل بن أبي صالح ، عن أبيه ، عن أبي هريرة أنّ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : «من حلف على يمين فرأى خيرا منها فليكفّر عن يمينه وليفعل الذي هو خير» (١).

سألت عبد الجبّار المسمعي عن مولده ، فقال : في سنة سبع وثلاثين وخمس مئة بين العيدين بهراة.

وتوفي في منصرفه من الحج بوادي العروس ليلة الجمعة لخمس خلون من محرم سنة أربع عشرة وست مئة ، ودفن هناك.

١٩٥٢ ـ عبد الجبّار (٢) بن أبي الفضل بن أبي الفرج بن حمزة المقرئ ، أبو محمد الحصريّ.

من أهل باب الأزج ، كان يسكن بدار البساسيريّ.

قرأ القرآن الكريم بالقراءات على أبي الكرم المبارك بن الحسن ابن الشّهرزوري العطّار وغيره ، وسمع منه ، ومن أبي الفضل صافي بن عبد الله الخرقي ، ومن أبي بكر محمد بن عبيد الله ابن الزّاغوني ، ومن أبي الوقت السّجزي ، وأبي المظفّر عليّ بن أحمد الكرخي ، وأبي بكر أحمد بن المقرّب الصّوفي ، وغيرهم. وأقرأ النّاس القرآن المجيد مدّة ، وتلقّن منه جماعة ، وحدّث ، ثم خرج إلى الموصل قبل وفاته بمديدة ، وأقام بها ، وروى بها ، وعاد

__________________

(١) حديث صحيح تقدم تخريجه في الترجمة ١٣٠٤ ، وتكرر في الترجمة ١٨٨٠.

(٢) ترجمه ابن نقطة في إكمال الإكمال ٢ / ٥٠٧ و ٥ / ٥٥ ، والمنذري في التكملة ١ / الترجمة ٥٧٢ ، والذهبي في تاريخ الإسلام ١٢ / ١١٠٠ ، والمختصر المحتاج ٣ / ٥٣ ، والصفدي في الوافي ١٨ / ٣٩ ، وابن ناصر الدين في توضيح المشتبه ٣ / ٢٤٥ و ٧ / ٢٤٤ ، وابن حجر في تبصير المنتبه ٣ / ١١٧٥.

١٥١

منحدرا إلى بغداد في كلك فعصفت عليهم ريح ، فصعدوا إلى جانب دجلة ، فجلس عبد الجبّار هذا تحت جرف فنزل عليه فهلك تحته ، وذلك في يوم الأربعاء السابع من محرم سنة سبع وتسعين وخمس مئة بقرب تكريت.

* * *

ذكر من اسمه عبد المتكبّر

١٩٥٣ ـ عبد المتكبر بن محمد بن عبد المتكبر بن الحسن بن عبد الودود ابن المهتدي بالله ، أبو الحسين ابن القاضي أبي جعفر بن أبي الحسين بن أبي علي.

أحد الشّهود المعدّلين هو وأبوه ، ومن بيت القضاء والعدالة ، مع الشّرف والمكانة.

شهد أبو الحسين هذا عند قاضي القضاة أبي القاسم عليّ بن الحسين الزّينبي فيما أخبرنا أبو عبد الله محمد بن أحمد بن هبة الله النّحوي قراءة عليه وأنا أسمع ، قيل له : أخبركم القاضي أبو العباس أحمد بن بختيار ابن المندائي في كتاب «تاريخ الحكّام وولاة الأحكام بمدينة السّلام» تصنيفه ، فأقرّ به ، قال في ذكر من قبل قاضي القضاة أبو القاسم الزّينبي شهادته وأثبت تزكيته : أبو الحسين عبد المتكبر بن محمد بن عبد المتكبر ابن المهتدي بالله يوم الاثنين تاسع عشري شعبان من سنة خمس عشرة وخمس مئة ، وزكّاه أبو الفضل محمد ابن عبد الله ابن المهتدي بالله وأبو الغنائم محمد بن محمد ابن المهتدي بالله.

وسمع شيئا من الحديث من أبي عليّ محمد بن سعيد بن نبهان والقاضي أبي بكر محمد بن عبد الباقي الأنصاري ، وغيرهما. وما أعلم أنّه حدّث بشيء ،

١٥٢

لأنّه توفي شابا يوم الثلاثاء رابع محرم سنة تسع عشرة وخمس مئة (١).

* * *

(ذكر من اسمه عبد الخالق) (٢)

١٩٥٤ ـ عبد الخالق (٣) بن أسد بن ثابت ، أبو محمد الدمشقي.

وذكره أبو المواهب الحسن بن هبة الله التّغلبيّ الدّمشقيّ في «معجم شيوخه» فقال : عبد الخالق بن أسد بن ثابت المقرئ الحنفيّ أبو محمد ، حدث عن عبد الكريم بن حمزة ، ودخل أصبهان ، وتفقه بها وسمع أيضا. توفي في أواخر محرم سنة أربع وستين وخمس مئة ، يعني بدمشق ، وقد جاوز الستين.

وذكره أبو المعالي سعد بن عليّ الكتبي في كتابه المسمّى «زينة الدّهر في لطائف شعراء العصر» ، وقال : إنه دمشقي ، أنشدني لنفسه :

قلّ الحفاظ فذو العاهات محترم

والشّهم ذو الفضل يؤذى مع سلامته

كالقوس يحفظ عمدا وهو ذو عوج

وينبذ السّهم قصدا لاستقامته

١٩٥٥ ـ عبد الخالق (٤) بن محمد بن المبارك الهاشميّ ، أبو جعفر بن

__________________

(١) لم أجد في النسختين سوى هذا الاسم ، فهو مفرد ، وكان يتعيّن على المؤلف أن يدرجه ضمن الأسماء المفردة في العبيد.

(٢) هذا العنوان مني ، وهو على قاعدة المؤلف ، أخلّت به النسختان.

(٣) ترجمه الذهبي في تاريخ الإسلام ١٢ / ٣٢٠ ، وسير أعلام النبلاء ٢٠ / ٤٩٧ ، والعبر ٤ / ١٨٧ ، والمختصر المحتاج ٣ / ٥٤ ، والصفدي في الوافي ١٨ / ٨٨ ، والقرشي في الجواهر المضيئة ١ / ٢٩٧ ، وابن تغري بردي في النجوم ٥ / ٣٢١ ، والنعيمي في الدارس ١ / ٥٣٨ ، والتميمي في الطبقات السنية رقم (١١٥٣) ، وابن العماد في الشذرات ٤ / ٢١٢ وغيرهم.

(٤) ترجمه ياقوت في «قصر الكوفة» من معجم البلدان ٤ / ٣٦٣ ، والمنذري في التكملة ١ / الترجمة ٢٠١ ، والذهبي في تاريخ الإسلام ١٢ / ٨٨٠.

١٥٣

أبي هاشم بن أبي القاسم القصريّ الكوفيّ.

ذكره أبو القاسم تميم بن أحمد ابن البندنيجي في «تعليقه» فقال : القصريّ : من قصر الكوفة ، مولده في سنة ثلاث عشرة وخمس مئة.

سمع منه القاضي عمر بن عليّ القرشي وذكره في «معجم شيوخه».

قال تميم : وتوفي ببغداد في ليلة الأحد ثاني رجب سنة سبع وثمانين وخمس مئة ، ودفن عند الخلّال بباب الأزج.

قلت : وأظنه بغداديا كوفيّ الأصل ، والله أعلم.

١٩٥٦ ـ عبد الخالق (١) بن فيروز بن عبد الله الجوهريّ ، أبو محمد.

من أهل بغداد ، سمع بها من أبي العبّاس أحمد بن أبي غالب ابن الطّلّاية ، وأبي الفضل محمد بن ناصر السّلامي ، وغيرهما. وخرج إلى الشّام ومصر وأقام هناك ، وحدّث. سمع منه أهل تلك البلاد ومن قدمها ، وبلغنا أنه خلّط في شيء من مسموعاته ، وادعى سماع ما لم يسمعه وتكلّم النّاس فيه ، ولم يحدّث ببغداد بشيء ، والله أعلم ، رحمه‌الله وإيانا.

١٩٥٧ ـ عبد الخالق (٢) بن عبد الوهّاب بن محمد بن الحسين

__________________

(١) ترجمه ابن النجار في تاريخه كما دل عليه المستفاد منه للدمياطي ، الترجمة (١٠٨) ، والذهبي في تاريخ الإسلام ١٢ / ٩١٠ ، والعبر ٤ / ٢٧٢ ، والمختصر المحتاج ٣ / ٥٤ ، وميزان الاعتدال ٢ / ٥٤٣ ، وابن العماد في الشذرات ٤ / ٣٩١.

(٢) ترجمه ياقوت في «المالكية» من معجم البلدان ٥ / ٤٤ ، وابن نقطة في إكمال الإكمال ١ / ٣٥٧ و ٥ / ٥٠١ ، والتقييد ٣٧٩ ، وسبط ابن الجوزي في مرآة الزمان ٨ / ٤٥٠ ، والمنذري في التكملة ١ / الترجمة ٣٦٦ ، والنعّال في مشيخته ١٢٨ ، وابن الفوطي في تلخيص مجمع الآداب ٥ / الترجمة ٢٠٦ ، والذهبي في تاريخ الإسلام ١٢ / ٩٧٨ ، وسير أعلام النبلاء ٢١ / ٢٧٤ ، والعبر ٤ / ٢٧٩ ، والمختصر المحتاج ٣ / ٥٥ ، والمشتبه ٥٦٦ ، وابن ناصر الدين في توضيح المشتبه ٨ / ١٨ ، والعيني في عقد الجمان ١٧ / الورقة ٢٠٨ ، وابن العماد في الشذرات ٤ / ٣٠٩.

١٥٤

المالكيّ : منسوب إلى ناحية تعرف بالمالكية لا إلى مذهب مالك ، أبو محمد ابن أبي الفتح الخفّاف ، يعرف بابن الصّابوني.

من أولاد الشّيوخ المقرئين والرّواة المذكورين.

سمع بإفادة أبيه ، وبنفسه من أبي المعالي أحمد بن محمد ابن البخاري البزّاز ، وأبي الحسن عليّ بن عبد الواحد الدّينوري ، وأبي القاسم هبة الله بن محمد بن الحصين ، وأبي العز أحمد بن عبيد الله بن كادش ، وأبي غالب أحمد ابن الحسن ابن البنّاء ، وأبي القاسم زاهر بن طاهر الشّحّامي ، وغيرهم. وروى عنهم. سمعنا منه.

قرأت على أبي محمد عبد الخالق بن عبد الوهّاب ابن الصّابوني بمنزله بالجعفرية شرقي بغداد ، قلت له : أخبركم أبو الحسن عليّ بن عبد الواحد بن أحمد الدّينوري قراءة عليه وأنت تسمع ، فأقرّ به ، قال : أخبرنا أبو الحسن عليّ بن عمر بن محمد القزويني الزّاهد ، قال : أخبرنا أبو بكر أحمد بن إبراهيم بن الحسن ابن شاذان البزّاز ، قال : حدثنا أبو القاسم عبد الله بن محمد بن عبد العزيز البغوي ، قال : حدثنا أبو عبد الله أحمد بن محمد بن حنبل ، قال (١) : حدثنا الضّحّاك بن مخلد ، قال : حدثنا عبد الحميد بن جعفر ، قال : حدثنا يزيد بن أبي حبيب ، عن عمرو بن الوليد ، عن عبد الله بن عمرو ، قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «من قال عليّ ما لم أقل فليتبوأ مقعده من جهنّم» (٢).

__________________

(١) المسند ٢ / ١٧١.

(٢) قطعة من حديث أطول ، وهو ضعيف الإسناد ، بسبب عمرو بن الوليد ، فإنه وإن قال الحافظ ابن حجر في التقريب : «صدوق» وذكره يعقوب بن سفيان في ثقات أهل مصر ، لكن ابن يونس ، وهو الخبير بأهل مصر ، ذكر أن حديثه معلول ، وقال الدارقطني : اختلف على يزيد ابن أبي حبيب في اسمه فقيل : عمرو بن الوليد ، وقيل : الوليد بن عبدة ، وجهّله أبو حاتم الرازي والذهبي في الميزان. على أن متن الحديث صحيح متواتر عن عدد من الصحابة ، كما هو معروف.

١٥٥

قرأت على أبي محمد عبد الخالق بن أبي الفتح الخفّاف : أخبركم أبو العز أحمد بن عبيد الله بن محمد العكبري ، فأقرّ به ، قال : أنشدنا أبو الجوائز الحسين ابن عليّ الكاتب الواسطي لنفسه :

دع النّاس طرّا واصرف الودّ عنهم

إذا كنت في أخلاقهم لا تسامح

ولا تبغ من دهر تكاثف رنقه

صفاء بنيه فالطباع جوامح

وشيئان معدومان في الأرض : درهم

حلال وخلّ في الحقيقة ناصح

توفي أبو محمد ابن الصّابوني ليلة الاثنين خامس عشري شوّال سنة اثنتين وتسعين وخمس مئة ، ودفن يوم الاثنين عند أبيه بالجانب الغربي بمقبرة معروف بباب مسجد الجنائز وقد نيّف على الثمانين.

١٩٥٨ ـ عبد الخالق (١) بن المبارك بن عيسى ، أبو الفرج القارئ ، يعرف بابن المزيّن.

من ساكني باب الطّاق ومشهد أبي حنيفة رحمه‌الله (٢).

سمع أبا الحسين محمد بن محمد ابن الفرّاء ، وروى لنا عنه.

قرئ على أبي الفرج عبد الخالق بن المبارك وأنا أسمع بمدرسة الحنفيين بسوق يحيى (٣) ، قيل له : أخبركم أبو الحسين محمد بن محمد بن الحسين ابن الفرّاء قراءة عليه وأنت تسمع ، فأقرّ به ، قال : أخبرنا والدي أبو يعلى محمد بن الحسين ، قال : أخبرنا أبو القاسم عبيد الله بن محمد بن حبابة ، قال : أخبرنا أبو القاسم عبد الله بن محمد بن عبد العزيز البغوي ، قال : حدثنا عبيد الله بن محمد

__________________

(١) ترجمه المنذري في التكملة ١ / الترجمة ٣٨٠ ، والذهبي في تاريخ الإسلام ١٢ / ٩٩٩ ، والمختصر المحتاج ٣ / ٥٥.

(٢) هي المعروفة اليوم بالأعظمية ، بلدتنا.

(٣) مدرسة الحنفية وسوق يحيى في لب الأعظمية ، وهي مصاقبة لجامع الإمام أبي حنيفة النعمان ، ودارنا التي ولدت بها مقابلة لهذه المدرسة.

١٥٦

ابن حفص العيشي ، قال : حدثنا حمّاد بن سلمة عن ثابت ، عن أنس قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «حفّت الجنّة بالمكاره ، وحفّت النّار بالشّهوات» (١).

سألنا عبد الخالق ابن المزيّن عن مولده فذكر لنا ما يدل أنّه ولد في سنة خمس مئة أو بعدها بقليل.

وتوفي يوم الخميس سلخ شهر ربيع الأوّل سنة ثلاث وتسعين وخمس مئة ، وقد قارب التسعين أو بلغها ، والله أعلم.

١٩٥٩ ـ عبد الخالق (٢) بن هبة الله بن القاسم بن منصور ابن البندار ، أبو محمد بن أبي البقاء ، أخو عبد العزيز وعبد الجبار اللّذين قدّمنا ذكرهما (٣) وهو الأصغر.

من أهل الحريم الطّاهري.

سمع أبا القاسم هبة الله بن محمد بن الحصين ، وأبا المواهب أحمد بن محمد بن ملوك الورّاق ، وأبا غالب أحمد بن الحسن ابن البنّاء ، وأبا القاسم هبة الله بن أحمد الحريري ، والقاضي أبا بكر محمد بن عبد الباقي الأنصاري ،

__________________

(١) حديث صحيح.

أخرجه أحمد ٣ / ١٥٣ ، والدارمي (٢٨٤٦) ، وأبو يعلى (٣٢٥٧) ، وابن حبان (٧١٨) ، والقضاعي في مسند الشهاب (٥٦٨) ، والخطيب في تاريخه ٥ / ٤٢١ و ٩ / ٦١ (بتحقيقنا).

وأخرجه أحمد ٣ / ٢٥٤ و ٢٨٤ ، وعبد بن حميد (١٣١١) ، ومسلم ٨ / ١٤٢ (٢٨٢٢) ، والترمذي (٢٥٥٩) ، وابن حبان (٧١٦) ، والبغوي (٤١١٤) من طريق ثابت وحميد الطويل عن أنس ، به.

(٢) ترجمه ابن نقطة في إكمال الإكمال ١ / ٣٢٣ ، والتقييد ٣٨٠ ، والمنذري في التكملة ١ / الترجمة ٥٠٠ ، والنعال في مشيخته ١٣٧ ، وابن الساعي في الجامع المختصر ٩ / ١٣ ، والذهبي في تاريخ الإسلام ١٢ / ١٠٣١ ، والعبر ٤ / ٤٩٢ ، وسير أعلام النبلاء ٢١ / ٣٢٨ ، والمختصر المحتاج ٣ / ٥٦ ، وابن العماد في الشذرات ٤ / ٣١٩.

(٣) الأول في الترجمة ١٩٢٨ ، والثاني في الترجمة ١٩٤٩.

١٥٧

وأبا منصور عبد الرحمن بن محمد القزّاز ، وغيرهم. وحدث عنهم. وكان ثقة صالحا. سمعنا منه.

قرأت على أبي محمد عبد الخالق بن هبة الله ابن البندار ، قلت له : أخبركم أبو غالب أحمد بن الحسن بن أحمد ابن البنّاء قراءة عليه وأنت تسمع ، فأقرّ به ، قال : أخبرنا أبو محمد الحسن بن عليّ بن محمد الجوهري ، قال : أخبرنا أبو الحسين محمد بن المظفّر الحافظ ، قال : أخبرنا يوسف بن يعقوب ، قال : حدثنا أبو بريد (١) عمرو بن يزيد الجرمي ، قال : حدثنا السّميدع بن واهب ابن سوّار ، عن شعبة ، عن عمرو بن مرّة ، قال : سمعت سالم بن أبي الجعد يحدّث عن أنس بن مالك أنّ رجلا سأل النّبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم : متى السّاعة؟ قال : «وما أعددت لها»؟ قال : ما أعددت لها كبير صلاة ولا صدقة ولا صوم ، غير أني أحبّ الله ورسوله ، قال : «فأنت مع من أحببت» (٢).

سألت عبد الخالق ابن البندار عن مولده فقال : في سنة اثنتي عشرة وخمس مئة.

وأنبأنا أبو بكر محمد بن المبارك بن مشّق ، ومن خطّه نقلت ، قال : مولد عبد الخالق ابن البندار في ليلة الأربعاء ثامن عشر جمادى الآخرة سنة إحدى عشرة وخمس مئة.

قلت : وتوفي ليلة الاثنين سادس ذي القعدة سنة خمس وتسعين وخمس مئة ، وصلّي عليه يوم الاثنين ، ودفن بباب حرب.

١٩٦٠ ـ عبد الخالق بن المبارك بن عبد الملك بن الحسن ، أبو محمد ، يعرف بابن القاضي.

__________________

(١) بالباء الموحدة والراء ، ثقة ، من رجال التهذيب.

(٢) حديث سالم عن أنس في الصحيحين : البخاري ٨ / ٤٩ (٦١٧١) و ٩ / ٨٠ (٧١٥٣) ، ومسلم ٨ / ٤٢ (٢٦٣٩) (١٦٤).

١٥٨

من أهل الحريم الطاهري أيضا ، أخو عبد الملك الذي ذكرناه (١) ، وهذا الأسن. يقال : إنّه سمع أبا القاسم إسماعيل بن أحمد ابن السّمرقندي وغيره ، وما أعلم أنّه روى شيئا ، والله أعلم.

١٩٦١ ـ عبد الخالق (٢) بن معالي بن عبد الخالق بن عبيد الله المقرئ ، أبو محمد.

من أهل دار القزّ.

سمع أبا المعالي أحمد بن المؤمّل الغزّال ، وروى عنه شيئا قليلا. سمع منه بعض أصحابنا ، ورأيته مرّة واحدة ، وأجاز لي.

توفي يوم الخميس مستهل جمادى الآخرة من سنة ست مئة ، رحمه‌الله وإيانا.

١٩٦٢ ـ عبد الخالق (٣) بن يحيى بن مقبل ابن الصّدر ، أبو الفضل بن أبي طاهر ، يعرف بابن الأبيض ، أخو عبد الرّحمن الذي قدّمنا ذكره (٤).

من أهل الحريم الطّاهري.

سمع أبا الفتح محمد بن عبد الباقي المعروف بابن البطّي وغيره. سمعت منه أحاديث يسيرة.

قرأت على أبي الفضل عبد الخالق بن أبي طاهر ابن الصّدر ، قلت له : أخبركم أبو الفتح محمد بن عبد الباقي بن أحمد بن سلمان قراءة عليه وأنت تسمع ، فأقرّ به ، قال : أخبرنا أبو الفضل أحمد بن الحسن بن خيرون إجازة ، قال : أخبرنا أبو عبد الله أحمد بن عبد الله ابن المحاملي ، قال : أخبرنا أبو القاسم

__________________

(١) الترجمة ١٩٠٤.

(٢) ترجمه المنذري في التكملة ٢ / الترجمة ٨٠٠.

(٣) ترجمه المنذري في التكملة ٢ / الترجمة ١٢٨١ ، والذهبي في تاريخ الإسلام ١٣ / ٢٤١ ، والمختصر المحتاج ٣ / ٥٦.

(٤) الترجمة ١٨٦٢.

١٥٩

عمر بن جعفر بن سلم الختّلي ، قال : حدثنا أبو إسحاق إبراهيم بن إسحاق الحربي ، قال : حدثنا مسدّد ، قال : حدثنا بشر بن المفضّل ، قال : حدثنا عبد الله بن إسحاق ، عن العلاء ، عن أبيه ، عن أبي هريرة ، قال : سئل رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم عن الغيبة فقال : «أن تقول لأخيك ما يكره ، إن كنت صادقا فقد اغتبته ، وإن كنت كاذبا فقد بهتّه» (١).

سألت عبد الخالق ابن الأبيض عن مولده ، فقال : في سنة إحدى وخمسين وخمس مئة.

وتوفي ليلة الجمعة ثاني عشري محرم سنة عشر وست مئة ، ودفن يوم الجمعة بباب حرب ، رحمه‌الله وإيانا.

١٩٦٣ ـ عبد الخالق (٢) بن عبد الرحمن بن محمد ابن الصّيّاد ، أبو عبد الرحمن.

من أهل الحربية ، وسكن شارع دار الرّقيق.

سمع أبا العباس أحمد بن أبي غالب الزّاهد ، وأبا القاسم سعيد بن أحمد ابن البنّاء ، وأبا حفص عمر بن عبد الله ابن الحربي. سمعنا منه.

__________________

(١) حديث صحيح ، وهذا إسناد حسن من أجل عبد الله بن إسحاق ، ففيه كلام ينزله عن مرتبة الوثاقة ، فهو صدوق ، لكنه توبع ، فهذا من صحيح حديثه.

أخرجه أحمد ٢ / ٢٣٠ و ٣٨٤ و ٣٨٦ و ٤٥٨ ، والدارمي (٢٧١٧) ، ومسلم ٨ / ٢١ (٢٥٨٩) ، وأبو داود (٤٨٧٤) ، والترمذي (١٩٣٤) ، والنسائي في الكبرى (١١٥١٨) ، والطبري في تفسيره ٢٦ / ١٣٥ ـ ١٣٦ ، وابن حبان (٥٧٥٨) و (٥٧٥٩) ، والبيهقي في السنن الكبرى ١٠ / ٢٤٧ ، وفي الآداب (١٥٤) ، وابن عبد البر في التمهيد ٢٣ / ٢٠ ، قال الترمذي : «وفي الباب عن أبي برزة ، وابن عمر ، وعبد الله بن عمرو. هذا حديث حسن صحيح».

(٢) ترجمه المنذري في التكملة ٣ / الترجمة ١٨٣٩ ، والذهبي في تاريخ الإسلام ١٣ / ٥٤٣ ، والمختصر المحتاج ٣ / ٥٦.

١٦٠