ذيل تأريخ مدينة السلام - ج ٤

أبي عبد الله محمّد بن سعيد بن الدبيثي

ذيل تأريخ مدينة السلام - ج ٤

المؤلف:

أبي عبد الله محمّد بن سعيد بن الدبيثي


المحقق: الدكتور بشار عوّاد معروف
الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: دار الغرب الإسلامي ـ بيروت
الطبعة: ١
الصفحات: ٦٤٦

١٨٩٦ ـ عبد الملك (١) بن روح بن أحمد بن محمد بن أحمد بن صالح الحديثيّ الأصل البغداديّ المولد والدار ، أبو المعالي الشّاهد ابن قاضي القضاة أبي طالب بن أبي نصر المعدّل.

من بيت العدالة والقضاء والرّواية ، وقد سبق ذكرنا لوالده (٢).

وعبد الملك هذا زاهد صالح ، حسن الطّريقة ، ذو عفّة ونزاهة عرف بها واشتهرت عنه.

شهد عند والده أوّل ولايته لقضاء القضاة في يوم السبت ثاني عشري شهر ربيع الآخر سنة ست وستين وخمس مئة ، وزكّاه العدلان أبو بكر محمد بن عبد الملك ابن الدّينوري وكان خاله ، وأبو جعفر محمد بن عبد الواحد ابن الصّباغ ، فقبل شهادته واستنابه في الحكم والقضاء بدار الخلافة المعظّمة وحرمها الشّريف ، وأذن له في الإسجال عنه ، وتقدّم إلى الشّهود بمدينة السّلام بالشّهادة عنده وعليه. فلم يزل على ذلك إلى أن خرج للحج في ذي القعدة سنة تسع وستين وخمس مئة ، فحج وعاد في صفر سنة سبعين وخمس مئة ، وقد توفي والده قاضي القضاة في محرم من هذه السنة ، فندب إلى توليته قضاء القضاة وعيّن عليه في ذلك ، فمرض ومات قبل تمام ذلك.

وكان قد سمع من جماعة منهم : جده أبو نصر أحمد ، وأبو عبد الله محمد ابن محمد ابن السّلّال ، وأبو الفضل محمد بن عمر الأرموي ، وأبو الفتح عبد الملك بن أبي القاسم الكروخي ، وأبو الفضل محمد بن ناصر السّلامي

__________________

(١) ترجمه ابن الجوزي في المنتظم ١٠ / ٢٥٥ وياقوت في «حديثه» من معجم البلدان ٢ / ٢٣١ ، وابن النجار في التاريخ المجدد ١ / ٤١ ، والذهبي في تاريخ الإسلام ١٢ / ٤٤٢ ، وسير أعلام النبلاء ٢١ / ٥١ ، والمختصر المحتاج ٣ / ٣١ ، والصفدي في الوافي ١٩ / ١٦١ ، والعيني في عقد الجمان ١٦ / الورقة ٥٧٤.

(٢) الترجمة ١٤٣٣.

١٠١

وغيرهم. وروى القليل ؛ لأنّه توفي شابا. سمع منه الشريف علي الزّيدي ببغداد ، وعليّ بن الحسين بن أبي عيسى بمكة ، وعبد الملك بن أبي الغنائم البرداني بالمدينة شرّفها الله. وروى لنا عنه عبد الملك البرداني.

قرأت على أبي عبد الله عبد الملك بن أبي محمد بن أبي الغنائم الصّوفي ، قلت له : أخبركم أبو المعالي عبد الملك بن روح بن أحمد الحديثي قراءة عليه وأنت تسمع بمدينة الرّسول صلوات الله عليه ، فأقرّ بذلك ، قال : أخبرنا أبو عبد الله محمد بن محمد بن أحمد الورّاق ، قال : أخبرنا أبو بكر أحمد بن محمد ابن سياوش الكازروني ، قال : أخبرنا أبو عمر عبد الواحد بن محمد بن مهدي ، قال : حدثنا أبو عبد الله الحسين بن إسماعيل المحاملي ، قال : حدثنا محمد بن عبد الملك بن زنجوية ، قال : حدثنا عبد الرّزّاق ، قال (١) : أخبرنا الثّوري ، قال : حدثنا الأعمش ، عن مسلم البطين ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عبّاس ، قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «ما من أيام أحبّ إلى الله عزوجل فيهنّ العمل ، أو قال : أفضل فيهن العمل ، من أيام العشر». قيل : يا رسول الله : ولا الجهاد في سبيل الله؟ قال : «ولا الجهاد في سبيل الله ، إلا رجل خرج بماله ونفسه فلا يرجع من ذلك بشيء» (٢).

توفي عبد الملك ابن الحديثي يوم الأحد رابع عشري صفر سنة سبعين وخمس مئة ، ودفن بالجانب الشّرقي بقراح ظفر.

١٨٩٧ ـ عبد الملك بن يوسف بن محمد الدّجيليّ.

__________________

(١) مصنف عبد الرزاق (٨١٢١).

(٢) حديث صحيح.

أخرجه البخاري ٢ / ٢٤ (٩٦٩) من حديث شعبة عن الأعمش ، به. وأخرجه من طريق مسلم البطين : ابن أبي شيبة ٥ / ٣٤٨ ، وأحمد ١ / ٢٢٤ و ٣٣٨ و ٣٤٦ ، والدارمي (١٧٨٠) ، والترمذي (٧٥٧) ، وابن ماجة (١٧٢٧) ، وابن خزيمة (٢٨٦٥) وغيرهم. وله طرق أخرى عن ابن عباس ، فانظر تعليقنا على التحفة ٤ / ٣٦٩ والترمذي وابن ماجة.

١٠٢

من أهل الجانب الغربي ، كان يسكن محلة دار القز.

من شيوخ أبي بكر محمد بن المبارك بن مشّق ، ذكره في «معجم شيوخه» الذين سمع منهم.

سمع من ... (١) ، وغيره.

١٨٩٨ ـ عبد الملك (٢) بن غنيمة بن عبد الملك ، غير مكنّى.

من أهل محلة النّصرية ، أحد المحال الغربية ، يعرف بابن حارس الخزانة.

ذكر أبو البقاء هبة الله بن صدقة بن عصفور أنّه أنشده أبياتا كتبها عنه ، قال : وتوفي في سنة اثنتين وثمانين وخمس مئة.

١٨٩٩ ـ عبد الملك (٣) بن عبد الوهّاب بن عليّ بن عليّ بن عبيد الله الأمين ، أبو المعالي ابن شيخنا أبي أحمد بن أبي منصور المعروف بابن سكينة ، سبط شيخنا صدر الدين عبد الرّحيم شيخ الشيوخ.

سمع جدّه لأمّه شيخ الشيوخ أبا القاسم ، والكاتبة فخر النّساء شهدة بنت أحمد الإبريّ ، وأم عتب تجنّي بنت عبد الله الوهبانية ، وجماعة من طبقتهم.

وبلغني أنّه حدّث بالحرمين الشّريفين مكة والمدينة ، وسمع منه هناك جماعة منهم أبو المفاخر محمد بن عليّ البيهقي إمام الرّوضة وغيره.

خرج عبد الملك ابن سكينة عن بغداد قبل وفاته بسنين ، وأقام بمكة مدة ، ثم صار إلى مصر ، فبلغني أنّه توفي بها في أوائل سنة ثلاث وتسعين وخمس مئة (٤).

__________________

(١) فراغ في الأصل.

(٢) ترجمه ابن النجار في تاريخه ١ / ١٢٤ ، والمنذري في التكملة ١ / الترجمة ١٠.

(٣) ترجمه ابن النجار في تاريخه ١ / ١١١ ، والمنذري في التكملة ٢ / الترجمة ٩٤١ ، والذهبي في تاريخ الإسلام ١٣ / ٦٤.

(٤) وكذلك قال ابن النجار نقلا عن أخيه عبد الواحد بن عبد الوهاب. لكن المنذري ـ وتبعه

١٠٣

١٩٠٠ ـ عبد الملك (١) بن زيد بن ياسين التّغلبيّ ، أبو القاسم الدّولعيّ الفقيه الشّافعيّ.

من أهل قرية تعرف بالدّولعية من قرى الموصل. سكن دمشق ، وتفقه بها وتولّى الخطابة بجامعها مدة إلى حين وفاته. ودرّس الفقه بالزّاوية الغربية في الجامع منها ، وسمع بها من أبي الفتح نصر الله بن محمد بن عبد القويّ اللاذقي وغيره ، وذكر أنّه سمع ببغداد من أبي الفتح عبد الملك بن أبي القاسم الكروخي الهروي كتاب «جامع التّرمذي» ، ومن أبي الحسن عليّ بن أحمد بن محموية اليزديّ كتاب «السنن» لأبي عبد الرحمن النّسائي ، وروى عنهما بدمشق.

وكان متديّنا مشتغلا بالعلم على طريقة حميدة. سمع منه النّاس كثيرا ، وأخذوا عنه الفقه سنين ، وكتب لنا إجازة بالرّواية عنه.

بلغني أنّه سئل عن مولده ، فقال مرة : في سنة سبع وخمس مئة. ثم اختلف قوله بعد ذلك فيه.

وتوفي بدمشق يوم الثّلاثاء ثالث عشر ربيع الأوّل سنة ثمان وتسعين وخمس مئة ، وصلّى عليه أهلها ، وتبرّكوا بجنازته ، ودفن بمقبرة باب الصّغير بها.

__________________

الذهبي ـ ذكراه في وفيات سنة ٦٠٢ ثم قالا : وقيل : سنة ثلاث وتسعين وخمس مئة.

(١) ترجمه ياقوت في «الدولعية» من معجم البلدان ٢ / ٤٨٦ ، وابن الأثير في الكامل ١٢ / ٧٤ ، وسبط ابن الجوزي في مرآة الزمان ٨ / ٥١١ ، والمنذري في التكملة ١ / الترجمة ٦٥٧ ، وأبو شامة في ذيل الروضتين ٣١ ، وابن الساعي في الجامع المختصر ٩ / ٨٩ ، والذهبي في تاريخ الإسلام ١٢ / ١١٤٩ ، وسير أعلام النبلاء ٢١ / ٣٥٠ ، والعبر ٤ / ٣٠٣ ، والمختصر المحتاج ٣ / ٣٢ ، والصفدي في الوافي ١٩ / ١٦٣ ، والسبكي في طبقاته الكبرى ٧ / ١٨٧ ، والإسنوي في طبقاته ١ / ٥١٣ ، وابن كثير في البداية ١٣ / ٣٣ ، وابن الملقن في العقد المذهب ، الورقة ٧٣ ، والفاسي في ذيل التقييد ٢ / ١٥٤ ، وابن ناصر الدين في توضيح المشتبه ٧ / ١٤٧ ، والعيني في عقد الجمان ١٧ / الورقة ٢٧٥ ، وابن قاضي شهبة في طبقات الشافعية ٢ / ٣٦٥ ، وابن تغري بردي في النجوم ٦ / ١٨١ ، وابن العماد في الشذرات ٤ / ٣٣٦.

١٠٤

١٩٠١ ـ عبد الملك (١) بن عبد الله بن الحسين المؤذّن ، أبو عليّ بن أبي القاسم ، يعرف بابن القشوريّ.

من ساكني محلة دار القزّ.

سمع أبا غالب محمد بن محمد بن أسد العكبري المؤدّب ، ووجدنا سماعه منه مع شيخنا عمر ابن طبرزد فسألناه عنه فدلّنا عليه وأمرنا بالسّماع منه ، وقال : هو صالح مؤذّن وأبوه أيضا ، فطلبناه بدار القزّ فكان قد مرض وحمل إلى المارستان ، فمضينا إليه وسمعنا منه هناك ، وذكر لنا أنّه سمع من أبي القاسم بن الحصين ، والقاضي أبي بكر الأنصاري وطلبنا سماعه منهما فلم نقف على شيء منه.

قرأت على أبي عليّ عبد الملك بن أبي القاسم المؤذّن من أصل سماعه ، قلت له : أخبركم أبو غالب محمد بن محمد بن أسد قراءة عليه وأنت تسمع ، فأقرّ بذلك وعرفه ، قال : أخبرنا أبو الفتح عبد الواحد بن علوان الشّيباني ، قال : حدثنا القاضي أبو محمد الحسن بن الحسين بن رامين إملاء ، قال : حدثنا بشر بن أحمد الإسفراييني ، قال : حدثنا إبراهيم بن عليّ بن إسحاق ، قال : حدثنا يحيى بن يحيى النّيسابوري ، قال : حدثنا أبو عوانة ، عن بكير بن الأخنس ، عن مجاهد ، عن ابن عباس ، قال : فرض الله الصّلاة على لسان نبيه صلى‌الله‌عليه‌وسلم : في الحضر أربعا ، وفي السّفر ركعتين ، وفي الخوف ركعة (٢).

__________________

(١) ترجمه المنذري في التكملة ٢ / الترجمة ٧٧١ ، والذهبي في تاريخ الإسلام ١٢ / ١٢١٩ ، والمختصر المحتاج ٣ / ٣٣.

(٢) حديث صحيح.

أخرجه ابن أبي شيبة ٢ / ٤٦٤ ، وأحمد ١ / ٢٣٧ و ٢٤٣ و ٢٥٤ و ٣٥٥ ، والبخاري في القراءة خلف الإمام (٢٢٦) ، ومسلم ٢ / ١٤٣ (٦٨٧) ، وأبو داود (١٢٤٧) ، والنسائي في المجتبى ١ / ٢٢٦ و ٣ / ١١٨ و ١١٩ و ١٦٨ ، وفي الكبرى (٣١٨) و (٥٠٩) و (٥١٨) و (١٨٩٩) و (١٩٠٠) و (١٩٢٠) ، وابن ماجة (١٠٦٨) وفيه مزيد تخريج.

١٠٥

توفي عبد الملك ابن القشوريّ في صفر سنة ست مئة بالمارستان العضدي ، ودفن بمقبرته.

١٩٠٢ ـ عبد الملك (١) بن مواهب بن مسلم بن الرّبيع بن محمد بن الحسن السّلميّ ، أبو محمد ، وقيل : أبو القاسم ، الورّاق.

من ساكني محلة النّصرية ، يعرف بالخضريّ ـ بالخاء والضاد المعجمتين ـ منسوب إلى لقاء الخضر عليه‌السلام لأنّه كان يذكر أنه لقيه مرارا ، سمعت ذلك منه.

وكان شيخا صالحا ، حسن الطّريقة ، سمع القاضي أبا بكر محمد بن عبد الباقي ، وروى لنا عنه.

أخبرنا أبو محمد عبد الملك بن مواهب الورّاق قراءة عليه وأنا أسمع وبقراءتي عليه مرّة أخرى ، قلت له : أخبركم القاضي أبو بكر محمد بن عبد الباقي ابن محمد الفرضي قراءة عليه وأنت تسمع ، فأقرّ به ، قال : أخبرنا القاضي أبو الطّيّب طاهر بن عبد الله بن طاهر الطّبري قراءة عليه وأنا أسمع ، قال : أخبرنا أبو أحمد محمد بن أحمد ابن الغطريف بجرجان ، قال : أخبرنا أبو خليفة الفضل ابن الحباب القاضي ، قال : حدثنا سليمان بن حرب ، قال : حدثنا شعبة ، عن زبيد ومنصور والأعمش ، عن أبي وائل ، عن عبد الله ، قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «سباب المؤمن فسوق وقتاله كفر» (٢).

__________________

(١) ترجمه ابن نقطة في إكمال الإكمال ٢ / ٥٠٧ ، والمنذري في التكملة ٢ / الترجمة ٧٨٣ ، وابن الساعي في الجامع المختصر ٩ / ١٢٨ ، والذهبي في تاريخ الإسلام ١٢ / ١٢١٨ ، والمشتبه ٨٣ ، والمختصر المحتاج ٣ / ٣٣ ، وابن ناصر الدين في توضيح المشتبه ١ / ٥٥٠ و ٣ / ٢٤٧ ، وابن حجر في تبصير المنتبه ١ / ١٥٩ و ٢ / ٥٠٥ ، والزبيدي في «خضر» من تاج العروس.

(٢) حديث صحيح تقدم تخريجه في الترجمة ٥٩٧ ، وتكرر في التراجم ١٠٠٤ و ١٠٧٤ و ١٧٨٠.

١٠٦

توفّي عبد الملك الخضري ليلة الثّلاثاء تاسع شهر ربيع الآخر سنة ست مئة ، وصلّي عليه يوم الثّلاثاء ، ودفن بمقبرة باب حرب وقد نيّف على الثّمانين سنة.

١٩٠٣ ـ عبد الملك (١) بن مظفّر بن عبد الله بن أحمد بن محمد بن عبد الله بن غالب ، أبو غالب.

من أهل الحربية ، كان مقيما بتربة أبي الحسن القزويني بها ، وكان صالحا.

سمع أبا العباس أحمد بن أبي غالب الزّاهد المعروف بابن الطّلّاية ، وأبا حفص عمر بن عبد الله الحربي المعروف بابن عبيد ، وأبا القاسم سعيد بن أحمد ابن البنّاء ، والشريف أبا المظفّر محمد بن أحمد ابن التّريكي ، وغيرهم. وحدّث بشيء ، سمع منه أصحابنا وما قدّر لي لقاؤه ، وقد أجاز لي.

توفي في رابع عشر شوّال سنة ست مئة ، ودفن بمقبرة باب حرب.

١٩٠٤ ـ عبد الملك (٢) بن المبارك بن عبد الملك بن الحسن ابن القاضي ، أبو منصور بن أبي عليّ الشّاهد القاضي.

من أهل الحريم الطّاهري.

شهد عند القاضي أبي عبد الله الحسين ابن الدّامغاني لمّا كان قاضيا بمدينة السّلام قبل ولايته قضاء القضاة في يوم السّبت ثالث شعبان سنة ثمان وثمانين وخمس مئة ، وزكّاه القاضي أبو محمد عبيد الله بن محمد ابن السّاوي والعدل أبو الحسن عليّ بن المبارك بن جابر. وولي القضاء بمدينة المنصور والحريم الطّاهري وما يلي ذلك.

__________________

(١) ترجمه المنذري في التكملة ٢ / الترجمة ٨٢٧ ، والذهبي في تاريخ الإسلام ١٢ / ١٢١٨.

(٢) ترجمه ابن النجار في تاريخه ١ / ١٢٦ ، والمنذري في التكملة ٢ / الترجمة ١٢٧٢ ، والذهبي في تاريخ الإسلام ١٣ / ٢١٨ ، والمختصر المحتاج ٣ / ٣٤ ، وابن رجب في ترجمة والده المبارك من ذيل طبقات الحنابلة ١ / ٢٠٨.

١٠٧

سمع أبا منصور عبد الرحمن بن محمد ابن القزّاز ، وأبا البدر إبراهيم بن محمد الكرخي ، وأبا بكر أحمد بن عليّ ابن الأشقر ، وأبا الفتح عبد الملك بن أبي القاسم الكروخي ، وأبا العباس أحمد بن أبي غالب ابن الطّلّاية ، وغيرهم. سمعنا منه. وكان خيّرا من أولاد الشيوخ.

قرأت على القاضي أبي منصور عبد الملك بن المبارك بباب منزله بالحريم ، قلت له : أخبركم أبو الفتح عبد الملك بن عبد الله بن أبي سهل الهرويّ قراءة عليه وأنت تسمع ، فأقرّ به ، قال : أخبرنا أبو عامر محمود بن القاسم الأزدي ، قال : أخبرنا أبو محمد عبد الجبار بن محمد الجرّاحي ، قال : أخبرنا أبو العباس محمد بن أحمد

بن محبوب ، قال : حدثنا أبو عيسى محمد بن عيسى التّرمذي ، قال (١) : حدثنا محمود بن غيلان ، قال : حدثنا أبو داود قال : أنبأنا شعبة ، قال : أخبرني علقمة بن مرثد ، قال : سمعت سعد بن عبيدة يحدّث عن أبي عبد الرحمن ، عن عثمان بن عفان ، أنّ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : «خيركم من تعلّم القرآن وعلّمه» (٢).

سألت القاضي أبا منصور عن مولده ، فقال : في سنة ثمان وعشرين وخمس مئة ، وتوفي يوم الاثنين العشرين من ذي الحجة سنة تسع وست مئة ، ودفن في ذلك اليوم بمقبرة باب حرب.

١٩٠٥ ـ عبد الملك (٣) بن أبي الفتح عبد الله بن محاسن ، أبو شجاع الدّلّال.

__________________

(١) الجامع الكبير (٢٩٠٧).

(٢) حديث صحيح تقدم تخريجه في الترجمة ٦٩٤ ، وتكرر في الترجمة ٩٠٦.

(٣) ترجمه ابن نقطة في إكمال الإكمال ١ / ٣٤١ ، وابن النجار في تاريخه ١ / ١٢٤ ، والمنذري في التكملة ٣ / الترجمة ١٨٢٧ ، والذهبي في تاريخ الإسلام ١٣ / ٥٤٨ ، والمختصر المحتاج ٣ / ٣٤ ، وابن ناصر الدين في توضيح المشتبه ١ / ٥٨٢ ، وابن حجر في تبصير المنتبه ١ / ١١٣.

١٠٨

من أهل دار القز.

سمع أبا المكارم المبارك بن عليّ ابن السّمّذي ، وأبا بكر أحمد بن عليّ ابن الأشقر ، وأبا المظفّر هبة الله بن أحمد ابن الشّبلي. وروى عنهم ، سمعنا منه.

قرأت على أبي شجاع عبد الملك بن أبي الفتح عبد الله بن محاسن الدّلال ، قلت له : أخبركم أبو المكارم المبارك بن عليّ بن عبد العزيز السّمّذي قراءة عليه وأنت تسمع ، فأقرّ به ، قال : حدثنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن عبد الله الصّريفيني ، قال : حدثنا أبو الحسين محمد بن عبد الله ابن أخي ميمي وأبو حفص عمر بن إبراهيم الكتّاني ، قالا : حدثنا أبو القاسم عبد الله بن محمد البغوي ، قال : حدثنا أبو خيثمة ، قال : حدثنا وكيع ، عن هشام بن عروة ، عن أبيه ، عن عبد الله بن عمرو ، قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «إنّ الله لا يقبض العلم انتزاعا ينتزعه من النّاس ، ولكن يقبض العلم بقبض العلماء ، حتى إذا لم يبق عالما اتخذ النّاس رؤوسا جهّالا فسئلوا فافتوا بغير علم فضلّوا وأضلّوا» (١).

توفّي عبد الملك هذا في ليلة السّبت سابع شعبان سنة ثمان عشرة وست مئة ، ودفن يوم السّبت بباب حرب.

١٩٠٦ ـ عبد الملك (٢) بن عبد العزيز بن هبة الله بن أبي القاسم ابن البندار ، أبو عليّ بن أبي القاسم بن أبي البقاء ، أخو عبد الرحيم الذي ذكرناه (٣).

من أهل الحريم الطّاهري.

__________________

(١) حديث عروة عن عبد الله بن عمرو بن العاص في الصحيحين : البخاري ١ / ٣٦ (١٠٠) و ٩ / ١٢٣ (٧٣٠٧) ، ومسلم ٨ / ٦٠ (٢٦٧٣). وينظر تمام تخريجه في تعليقنا على الترمذي (٢٦٥٢).

(٢) ترجمه ابن النجار في تاريخه ١ / ١٠٦ ، والذهبي في المختصر المحتاج ٣ / ٣٥.

(٣) الترجمة ١٨٨٣.

١٠٩

سمع أبا المعالي محمد بن محمد ابن اللّحّاس ، وأبا عليّ أحمد بن محمد ابن الرّحبي العطّارين ، وغيرهما. سمعنا منه.

قرئ على أبي علي عبد الملك بن أبي القاسم ابن البندار وأنا أسمع ، قيل له : أخبركم أبو المعالي محمد بن محمد بن محمد ابن الجبّان المعروف بابن اللّحّاس العطّار قراءة عليه وأنت تسمع ، فأقرّ به ، قال : أخبرنا أبو القاسم عليّ بن أحمد بن محمد ابن البسريّ إجازة ، قال : أخبرنا أحمد بن محمد ابن الصّلت القرشي ، قال : أخبرنا إبراهيم بن عبد الصّمد الهاشمي إملاء ، قال : حدثنا سعيد ابن عبد الرحمن ، قال : حدثنا عبد الله بن الوليد ، قال : حدثنا سفيان (١) ، عن ابن أبي ليلى ، عن عطاء ، عن أبي هريرة ، عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : «تسحّروا فإنّ في السّحور بركة» (٢).

سألت عبد الملك هذا عن مولده فقال : في سنة تسع وأربعين وخمس مئة بأردبيل.

١٩٠٧ ـ عبد الملك (٣) بن المبارك ، أبو منصور بن أبي البركات المعروف بابن قيبا.

من الحريم أيضا ، من أولاد الشيوخ المحدّثين ، وسيأتي ذكر أبيه.

سمع أبا القاسم يحيى بن ثابت الوكيل ، وأبا عليّ ابن الرّحبي البوّاب

__________________

(١) هو الثوري.

(٢) إسناده ضعيف ، لضعف ابن أبي ليلى ، وهو محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى.

أخرجه عبد الرزاق (٧٦٠١) ومن طريقه أحمد ٢ / ٣٧٧. وأخرجه النسائي من حديث عطاء مرفوعا وموقوفا ٤ / ١٤١ ـ ١٤٢. والطرق المرفوعة من هذا الوجه كلها ضعيفة.

على أن متن الحديث صحيح من حديث أنس ، فهو عند البخاري ٢ / ٣٧ (١٩٢٣) ، ومسلم ٣ / ١٣٠ (١٠٩٥).

(٣) ترجمه ابن النجار في تاريخه ١ / ١٢٩ ، والذهبي في المتوفين بحدود الأربعين وست مئة وبعدها من تاريخ الإسلام ١٤ / ٦٥٠ ، وابن حجر في تبصير المنتبه ٣ / ١١٤١.

١١٠

وغيرهما. سمع منه بعض الطّلبة في هذا الزمان.

١٩٠٨ ـ عبد الملك (١) بن أبي محمد (٢) بن أبي الغنائم البردانيّ الأصل البغدادي المولد والدّار.

من أهل الحريم الطّاهري أيضا ، وسكن الجانب الشّرقي ، وأقام برباط شيخ الشّيوخ مع الصّوفية إلى أن توفي.

سمع أبا الفتح محمد بن عبد الباقي بن سلمان ، وأبا المعالي عبد الملك ابن روح ابن الحديثي ، وغيرهما. سمعت منه حديثا واحدا أوردته في ترجمة عبد الملك بن روح الحديثي لا غير.

وتوفي يوم الاثنين خامس عشري شوّال سنة اثنتي عشرة وست مئة ، ودفن يوم الثلاثاء بالجانب الغربي بمقبرة الصّوفية المجاورة لرباط الزّوزني مقابل جامع المنصور.

* * *

__________________

(١) ترجمه ابن النجار في تاريخه المجدد ١ / ١٢٨ ، والمنذري في التكملة ٢ / الترجمة ١٤٣٣ ، وابن الفوطي في الملقبين بمعين الدين من تلخيص مجمع الآداب ٥ / الترجمة ١٤٦٥ ، والذهبي في تاريخ الإسلام ١٣ / ٣٤٣ ، والمختصر المحتاج ٣ / ٣٦ ، وابن الفرات في تاريخه ٩ / الورقة ٧٠.

(٢) سماه ابن النجار : «المبارك» ولم يعرفه المؤلف ، إذ لو عرفه لما وضعه في الكنى.

١١١

ذكر من اسمه عبد السّلام

١٩٠٩ ـ عبد السّلام (١) بن محمد بن عبد الرّحيم ابن الخطيب ، أبو شجاع الشّاهد القاضي.

من أهل البندنيجين.

قدم بغداد ، وأقام بها مدة يتفقه على مذهب الشافعي رضي‌الله‌عنه ، وسكن المدرسة النّظامية ، وصحب الشّيخ أبا النّجيب السّهروردي ، وسمع معه من أبي الوقت السّجزي وغيره.

وشهد عند قاضي القضاة أبي الحسن عليّ بن أحمد ابن الدّامغاني في ولايته الثانية في اليوم السادس والعشرين من جمادى الآخرة من سنة إحدى وسبعين وخمس مئة ، وزكّاه القاضي أبو جعفر محمد بن عبد الواحد ابن الصّبّاغ والشريف أبو جعفر هارون بن محمد ابن المهتدي بالله. وتولّى القضاء ببلده ، ولم يزل على ذلك إلى أن توفي. وما أعلم أنّه حدّث بشيء ، والله أعلم.

توفي بالبندنيجين في جمادى الآخرة سنة ثمان وسبعين وخمس مئة.

١٩١٠ ـ عبد السّلام (٢) بن يوسف بن محمد بن مقلّد الجماهريّ ، أبو الفتوح بن أبي الحجّاج الدّمشقيّ الأصل البغداديّ المولد.

من أبناء الشّيوخ المذكورين بالفضل والعلم والصّلاح.

وعبد السّلام هذا سمع في صباه بإفادة والده من جماعة منهم : أبو منصور محمد بن عبد الملك بن خيرون ، وأبو الفضل محمد بن عمر الأرموي ، وأبو

__________________

(١) ترجمه السبكي في طبقاته الكبرى ٧ / ١٦٩.

(٢) ترجمه العماد في القسم العراقي من الخريدة ٣ / ٣٠٨ ـ ٣٢٢ ، والذهبي في تاريخ الإسلام ١٢ / ٧٥١ ، والصفدي في الوافي ١٨ / ٤٣٨ ، وابن شاكر في الفوات ٢ / ٣٢٦ ، وابن تغري بردي في النجوم ٦ / ٩٩.

١١٢

الفضل بن ناصر ، وأبو الوقت السّجزي ، وأبو المظفّر ابن الشّبلي ، وأبو محمد ابن المادح ، وأبو الفتح ابن البطّي وخلق يطول ذكرهم. وطلب هو بنفسه ، وقرأ على الشّيوخ.

وكان فيه فضل ، وله شعر حسن ، حدّث ببغداد باليسير ، وخرج منها بعد سنة ثمانين وخمس مئة إلى الشّام ، وحدّث في سفره بالموصل وغيرها ، وانتهى إلى دمشق فنزلها ، وروى بها إلى أن توفي بها.

وقد روى لنا عنه أبو الفتوح نصر بن محمد البغدادي بمكة شرّفها الله وببغداد ، وأبو طالب عبد الرحمن بن محمد الهاشمي من لفظه وكتبه لي بخطّه ، قال : أنشدني أبو الفتوح عبد السّلام بن يوسف الدّمشقي ببغداد لنفسه :

على ساكني بطن العقيق سلام

وإن أسهروني بالفراق وناموا

حظرتم عليّ النّوم وهو محلّل

وحلّلتم التّعذيب وهو حرام

إذا بنتم عن حاجر وحجرتمو

على الدّمع أن يدنو إليه ملام

فلا ميّلت ريح الصّبا فرع بانة

ولا سجعت فوق الغصون حمام

ولا قهقهت فيه الرّعود ولا بكى

على حافتيه بالعشيّ غمام

فما لي وما للربع قد بان أهله

وقد قوّضت من ساكنيه خيام

ألا ليت شعري هل إلى الرّمل عودة

وهل لي بتلك البانتين لمام

وهل نهلة من ماء يبرين عذبة

أداوي بها قلبا براه أوام (١)

ألا يا حمامات الأراك إليكم

فما لي في تغريدكنّ مرام

فوجدي وشوقي مسعد ومؤانس

ونوحي ودمعي مطرب ومدام

توفي عبد السّلام بن يوسف الدّمشقي بدمشق بعد سنة ثمانين وخمس مئة بيسير (٢).

__________________

(١) الأوام : دوار في الرأس.

(٢) توفي سنة ٥٨٢ كما في مصادر ترجمته.

١١٣

١٩١١ ـ عبد السّلام (١) بن عبد السّميع بن محمد بن شجاع بن عبيد الله ، أبو جعفر بن أبي المظفّر الهاشميّ.

هو أخو شيخنا عبد الرّزّاق الذي يأتي ذكره.

سمع عبد السلام هذا من أبي القاسم هبة الله بن محمد بن الحصين ، وزاهر بن طاهر الشّحّامي ، وطبقتهما ، وروى عنهم ، سمع منه القاضي عمر بن عليّ القرشي ومن بعده.

وذكره عبد الله بن أحمد الخبّاز في شيوخه ، وقال : توفي سنة ثمان وثمانين وخمس مئة.

١٩١٢ ـ عبد السّلام بن الحسن بن نصر ، أبو محمد الأبريسميّ ، يعرف بابن بهارا.

سمع من أبي الحسن عليّ بن محمد سبط المدير ، وأبي الفضل بن ناصر ، وغيرهما. وكانت له معرفة بتعبير الرّؤيا. سمعه منه إلياس بن جامع الإربلي وغيره. وأجاز لعبد الله بن أحمد الخبّاز ، رحمه‌الله وإيانا.

١٩١٣ ـ عبد السّلام (٢) بن أحمد بن محمد بن عمر بن عبد السلام ، أبو عليّ بن أبي الخطّاب المؤدّب.

من أهل الحربية.

سمع أبا محمد عبد الواحد بن أحمد بن يوسف ، والقاضي أبا بكر محمد ابن عبد الباقي بن محمد الأنصاري ، وأبا منصور عبد الرّحمن بن محمد بن زريق ، وغيرهم ، وروى لنا عنهم. وكتبنا عنه.

قرأت على أبي عليّ عبد السّلام بن أبي الخطّاب المؤدّب ، قلت له :

__________________

(١) ترجمه الذهبي في تاريخ الإسلام ١٢ / ٨٠٤ ، والمختصر المحتاج ٣ / ٤٣ ، وتخطاه المنذري في التكملة.

(٢) ترجمه المنذري في التكملة ١ / الترجمة ٦٨١ ، والذهبي في تاريخ الإسلام ١٢ / ١١٤٨ ، والمختصر المحتاج ٣ / ٣٧.

١١٤

أخبركم القاضي أبو بكر محمد بن عبد الباقي بن محمد الفرضيّ لفظا ، فأقرّ به ، قال : أخبرنا القاضي أبو الطّيّب طاهر بن عبد الله بن طاهر الطّبري قراءة عليه وأنا أسمع ، قال : أخبرنا أبو أحمد محمد بن أحمد ابن الغطريف بجرجان ، قال : حدثنا أبو العباس أحمد بن عمر بن سريج ، قال : حدثنا أبو يحيى ، محمد بن سعيد العطّار ، قال : حدّثنا عبيدة بن حميد ، قال : حدثنا الأعمش ، عن حبيب بن أبي ثابت ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عبّاس ، عن عليّ بن أبي طالب عليه‌السلام ، قال : كنت رجلا مذّاء ، وكنت أكثر منه الاغتسال ، فسألت النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فقال : «يكفيك منه الوضوء» (١).

كان مولد عبد السّلام بن أبي الخطاب في سنة خمس عشرة وخمس مئة.

وتوفي في يوم الأربعاء خامس عشري شوّال سنة ثمان وتسعين وخمس مئة بباب حرب.

١٩١٤ ـ عبد السّلام (٢) بن إبراهيم بن محمد الأندلسيّ الأصل ، أبو إبراهيم.

من أهل الحربية أيضا ، يعرف بابن الأرمنيّ ، أخو ظفر الذي قدّمنا ذكره (٣).

سمع عبد السّلام هذا من أبي القاسم عبد الله بن أحمد بن يوسف ، وروى عنه. سمع منه أبو العبّاس أحمد بن سلمان الحربي وغيره ، وأجاز لنا. توفي في يوم الثّلاثاء تاسع شهر ربيع الآخر سنة ست مئة ، ودفن بباب حرب.

١٩١٥ ـ عبد السّلام (٤) بن المبارك بن أحمد بن عبد السّلام ، أبو

__________________

(١) معناه صحيح ، وقوله : «فسألت النبي» لفظة منكرة ، فالمحفوظ أنّه كلّف غيره في السؤال لمكانة ابنته فاطمة رضي‌الله‌عنهما ، وقد تقدم الكلام عليه وتخريجه في الترجمة ١٢٢٨.

(٢) ترجمه المنذري في التكملة ٢ / الترجمة ٧٨٤ ، والذهبي في تاريخ الإسلام ١٢ / ١٢٠٢ ، والمختصر المحتاج ٣ / ٣٨.

(٣) الترجمة ١٦١٠.

(٤) ترجمه المنذري في التكملة ٢ / الترجمة ٩٢٦ ، وابن الساعي في الجامع المختصر ٩ / ١٨٦ ،

١١٥

الكرم ، يعرف بابن صبوخا.

من أهل الظّفرية.

سمع أبا عبد الله الحسين بن إبراهيم الدّينوري ، وأبا الوقت السّجزي ، وغيرهما. سمعنا منه.

قرأت على أبي الكرم عبد السّلام بن المبارك ابن صبوخا من أصل سماعه ، قلت له : أخبركم أبو عبد الله الحسين بن إبراهيم الدّينوري الحمّاميّ قراءة عليه وأنت تسمع ، فأقرّ به ، قال : أخبرنا أبو القاسم عبد الواحد بن عليّ بن فهد العلّاف ، قال : حدثنا عبد الغفّار بن محمد المؤدّب ، قال : حدثنا أحمد بن يوسف بن خلّاد ، قال : حدثنا الحارث بن أبي أسامة ، قال : حدثنا روح بن عبادة ، قال : حدثنا ابن جريج ، قال : أخبرني زياد (١) أنّ ابن شهاب أخبره ، قال : أخبرني أبو بكر بن عبد الرّحمن ، عن مروان بن الحكم ، عن عبد الرحمن بن الأسود ، أنّ أبيّ بن كعب أخبره أنّ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : «إنّ من الشّعر حكمة» (٢).

سألت عبد السّلام ابن صبوخا عن مولده ، فقال : في شهر رمضان من سنة عشرين وخمس مئة.

وتوفي ليلة الخميس العشرين من رجب سنة اثنتين وست مئة ، ودفن يوم الخميس بباب أبرز.

١٩١٦ ـ عبد السّلام (٣) بن إسماعيل بن عبد الرّحمن بن عبد السّلام بن

__________________

والذهبي في تاريخ الإسلام ١٣ / ٦٣ ، والمختصر المحتاج ٣ / ٣٨.

(١) هو زياد بن سعد.

(٢) حديث أبيّ في صحيح البخاري ، فقد رواه في الأدب ٨ / ٤٢ (٦١٤٥) عن أبي اليمان الحكم ابن نافع عن شعيب ، عن الزهري ، به. ورواه ابن أبي شيبة ٨ / ٦٩١ ومن طريقه أبو داود (٥٠١٠) وابن ماجة (٣٧٥٥) من حديث يونس بن يزيد ، عن الزهري ، به. وينظر تمام تخريجه في تعليقنا على ابن ماجة.

(٣) ترجمه ياقوت في «لمغان» من معجم البلدان ٥ / ٨ ، والمنذري في التكملة ٢ / الترجمة

١١٦

الحسين ابن اللّمغاني ، أبو محمد القاضي الفقيه الحنفيّ.

من أهل باب الطّاق ومشهد أبي حنيفة رحمه‌الله (١) ، سكن دار الخلافة المعظّمة بالمطبّق.

تفقّه على أبيه وعمّه. ودرّس بمدرسة سوق العميد تعرف بزيرك. وسمع أبا عبد الله الحسين بن الحسن المقدسي وغيره ، وناب عن قاضي القضاة أبي طالب عليّ بن عليّ ابن البخاري في ولايته الثانية بدار الخلافة ـ شيّد الله قواعدها بالعز ـ إلى أن توفي ابن البخاري. ثم استنابه قاضي القضاة أبو الحسن عليّ بن سلمان أيام ولايته بها أيضا. سمعنا منه.

قرأت على القاضي أبي محمد عبد السّلام بن إسماعيل ابن اللّمغاني من أصل سماعه ، قلت له : أخبركم أبو عبد الله الحسين بن الحسن المقدسي قراءة عليه وأنت تسمع ، فأقرّ به ، قال : أخبرنا أبو عبد الله محمد بن أبي نصر الحميدي ، قال : أخبرنا أبو القاسم الحسين بن محمد بن إبراهيم الحنّائي ، قال : حدثنا أبو الحسين عبد الوهّاب بن الحسن الكلابي ، قال : حدثنا أبو بكر محمد ابن خريم العقيلي ، قال : حدثنا هشام بن عمّار الدّمشقي ، قال : حدثنا مالك بن أنس ، قال : حدثني الزّهري ، عن أنس ، أنّ النّبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم أتي بلبن قد شيب بماء ، وعن يمينه أعرابيّ وعن يساره أبو بكر ، فشرب ثم أعطى الأعرابي ، وقال : «الأيمن فالأيمن» (٢).

__________________

١٠٦١ ، وابن الساعي في الجامع المختصر ٩ / ٢٧٦ ، والذهبي في تاريخ الإسلام ١٣ / ١١٣ ، والمختصر المحتاج ٣ / ٣٨ ، والصفدي في الوافي ١٨ / ٤١٧ ، والقرشي في الجواهر المضيئة ٢ / ٤١٩. ولصديقنا الدكتور خليل الله خليلي ، سفير أفغانستان في العراق ـ كان ـ يرحمه‌الله كتيب عن اللمغانيين ، ولهذا ترجمة جيدة فيه.

(١) هي بلدتي التي بها ولدت وشببت واكتهلت وشخت ، وتعرف اليوم بالأعظمية نسبة إلى الإمام الأعظم أبي حنيفة النعمان بن ثابت ـ يرحمه‌الله ـ دفينها.

(٢) حديث مالك عن الزهري عن أنس في الصحيحين : البخاري ٧ / ١٤٣ (٥٦١٩) ، ومسلم

١١٧

سألت القاضي عبد السّلام عن مولده فقال : ولدت في سنة عشرين وخمس مئة بمحلة أبي حنيفة.

وتوفي ضحى نهار السّبت مستهل رجب من سنة خمس وست مئة ، وصلّى عليه يوم الأحد نائبه بالمدرسة النّظامية ، ودفن بمقبرة الخيزران ظاهر مشهد أبي حنيفة ، رحمهما‌الله وإيانا.

١٩١٧ ـ عبد السّلام (١) بن محمد بن مكي بن بكروس الحمّاميّ ، أبو الفتح.

من أهل درب القيّار ، من بيت قد حدّث منهم جماعة.

سمع أبا القاسم إسماعيل بن أحمد ابن السّمرقندي ، وأبا الفتح عبد الملك ابن أبي القاسم الكروخي وغيرهما. سمعنا منه.

قرأت على أبي الفتح عبد السلام بن محمد بن بكروس من أصل سماعه ، قلت له : أخبركم أبو القاسم إسماعيل بن أحمد بن عمر السّمرقندي قراءة عليه وأنت تسمع ، فأقرّ به ، قال : أخبرنا أبو الحسن أحمد بن محمد ابن النّقّور البزّاز ، قال : حدثنا أبو القاسم عيسى بن عليّ بن عيسى ، قال : حدثنا أبو القاسم عبد الله ابن محمد البغوي ، قال : حدثنا كامل بن طلحة ، قال : حدثنا مالك ، عن عامر بن عبد الله بن الزّبير ، عن عمرو بن سليم الزّرقي ، عن أبي قتادة ، أنّ النّبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : «إذا جاء أحدكم المسجد فليركع ركعتين قبل أن يجلس» (٢).

__________________

٦ / ١١٢ (٢٠٢٩) (١٢٤). وحديث هشام عند ابن ماجة (٣٤٢٥) ، وفيه تمام تخريج الحديث.

(١) ترجمه المنذري في التكملة ٢ / الترجمة ١١٢٤ ، وابن الصابوني في تكملة إكمال الإكمال ٢٨٠ ، والذهبي في تاريخ الإسلام ١٣ / ١٣٢ ، والمشتبه ٤١٥ ، والمختصر المحتاج ٣ / ٣٩ ، وابن ناصر الدين في توضيح المشتبه ٧ / ١٦٧ ، وابن حجر في تبصير المنتبه ٣ / ١١٥٥.

(٢) حديث صحيح تقدم تخريجه في الترجمة ١٧٧٥.

١١٨

توفي عبد السّلام بن بكروس يوم الاثنين رابع عشر ذي القعدة من سنة ست وست مئة ، ودفن في ذلك اليوم.

١٩١٨ ـ عبد السّلام (١) بن عبد الوهّاب بن عبد القادر بن أبي صالح الجيليّ الأصل البغداديّ المولد والدّار ، أبو منصور بن أبي عبد الله بن أبي محمد.

من أهل باب الأزج ، من البيت المشهور بالصّلاح والرّواية ، وسيأتي ذكر أبيه.

تفقه عبد السّلام هذا على مذهب أبي عبد الله أحمد بن حنبل رحمه‌الله على جدّه وأبيه ، وسمع جدّه ، وأبا الحسن محمد بن إسحاق ابن الصّابئ ، وأبا الفتح المعروف بابن البطّي ، ومن بعدهم. وقرأ بنفسه ، وكتب بخطّه ، ودرّس بعد وفاة أبيه بمدرسة جدّه بباب الأزج ، وبالمدرسة الشّاطئية التي وقفتها بنفشا بدرب الشّعير.

ونظر في علم النّجوم والهيئة ، فاتّهم بتخير الكواكب وأحرقت له كتب في ذلك برحبة جامع القصر الشّريف في صفر سنة ثمان وثمانين وخمس مئة بمحضر من الفقهاء والعلماء والقضاة ، وذلك قبل تدريسه (٢). وتولّى النّظر بوقف

__________________

(١) ترجمه ابن الأثير في الكامل ١٢ / ٣٠٥ ، وابن المستوفي في تاريخ إربل ٣٧٧ ، وسبط ابن الجوزي في مرآة الزمان ٨ / ٥٧١ ، والمنذري في التكملة ٢ / الترجمة ١٣٤٨ ، وأبو شامة في ذيل الروضتين ٨٨ ، وأبو الفدا في المختصر ٣ / ١٢٢ ، والذهبي في تاريخ الإسلام ١٣ / ٣١٥ ، وسير أعلام النبلاء ٢٢ / ٥٥ ، والمختصر المحتاج ٣ / ٣٩ ، وميزان الاعتدال ٢ / ١٣٠ ، والصفدي في الوافي ١٨ / ٤٢٩ ، وابن شاكر في فوات الوفيات ٢ / ٣٢٤ ، وابن كثير في البداية ١٣ / ٦٨ ، وابن رجب في الذيل على طبقات الحنابلة ٢ / ٧١ ، والأشرف الغساني في العسجد المسبوك ٣٤٧ ، والعيني في عقد الجمان ١٧ / الورقة ٣٤٦ ، وابن تغري بردي في النجوم ٦ / ١٩٢ ، والتادفي في قلائد الجواهر ٤٥ ، وابن العماد في الشذرات ٥ / ٤٥.

(٢) ذكر ابن النجار أنه كان فاسد العقيدة ، وتبعه الذهبي ، وقال : وكان خلا لعلي ابن الجوزي

١١٩

المارستان العضدي والدّيوان المفرد ، ثم وكالة الملك المعظّم ولد سيّدنا ومولانا الإمام المفترض الطاعة على كافة الأنام النّاصر لدين الله أمير المؤمنين إلى أن توفي ، أعني عبد السلام. وحجّ مرارا متوليا كسوة البيت الشّريف ورسوم أهل الحرمين الشّريفين ، وما أعلم أنّه حدّث بشيء ، والله أعلم.

قرأت بخطّ شيخنا عبد الوهاب بن عبد القادر : ولد ابني عبد السّلام في ليلة الثّلاثاء ثامن ذي الحجة سنة ثمان وأربعين وخمس مئة.

قلت : وتوفي يوم الجمعة ثالث رجب من سنة إحدى عشرة وست مئة ، ودفن بعد الصّلاة من اليوم المذكور بمقبرة الحلبة.

١٩١٩ ـ عبد السّلام (١) بن عثمان بن أبي نصر بن الأسود ، أبو الفضل.

من أهل الحربية ، سكن الحريم الطّاهري.

شيخ مسنّ عمّر حتى قارب المئة ، لم يكن سماعه على قدر سنّه ولا في صباه. روى لنا عن أبي العباس أحمد بن أبي غالب الزّاهد المعروف بابن الطّلّاية ، فكتبنا عنه.

قرأت على أبي الفضل عبد السّلام بن عثمان الحربي ، قلت له : أخبركم أبو العباس أحمد بن أبي غالب الزّاهد قراءة عليه وأنت تسمع ، فأقرّ به ، قال : أخبرنا أبو القاسم عبد العزيز بن عليّ بن أحمد ابن الأنماطي ، قال : أخبرنا أبو طاهر محمد بن عبد الرّحمن بن العباس المخلّص ، قال : حدثنا أبو القاسم عبد الله بن محمد البغوي ، قال : حدثنا داود بن رشيد ، قال : حدثنا مكي بن إبراهيم البلخي ، قال : حدثنا داود بن يزيد الأودي ، عن عامر ، عن جرير بن عبد الله ، قال : سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يقول : «بني الإسلام على خمس : شهادة أن لا إله

__________________

يجمعهما عدم الورع! (سير ٢٢ / ٥٦) ، وابن الدبيقي مقتصد في الجرح.

(١) ترجمه المنذري في التكملة ٢ / الترجمة ١٥٢٥ ، والذهبي في تاريخ الإسلام ١٣ / ٤١١ ، والمختصر المحتاج ٣ / ٤٠.

١٢٠