ذيل تأريخ مدينة السلام - ج ٣

أبي عبد الله محمّد بن سعيد بن الدبيثي

ذيل تأريخ مدينة السلام - ج ٣

المؤلف:

أبي عبد الله محمّد بن سعيد بن الدبيثي


المحقق: الدكتور بشار عوّاد معروف
الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: دار الغرب الإسلامي ـ بيروت
الطبعة: ١
الصفحات: ٦٠٥

١
٢

٣
٤

حرف الباء

ذكر من اسمه بركة

١٠٨٠ ـ بركة بن مكارم بن أحمد ، أبو محمد الهاشميّ.

سمع أبا غالب محمد بن الحسن البقّال ، وحدّث عنه. سمع منه أبو بكر المبارك بن كامل بن أبي غالب الخفّاف ، وأخرج عنه حديثا في «معجم شيوخه» الذين سمع منهم.

١٠٨١ ـ بركة بن محمد بن الحسن ، أبو السّعود التّميميّ.

سمع أبا الحسن عليّ بن محمد ابن العلّاف ، وروى عنه. سمع منه أيضا أبو بكر المبارك بن كامل بن أبي غالب ، وأخرج عنه حديثا.

١٠٨٢ ـ بركة بن أبي نعيم بن أبي عمامة البصريّ.

ذكره المبارك بن كامل في «معجمه» وقال : أنشدني ، قال : أنشدني أبو نصر بن كتائب الواسطيّ لنفسه :

قل لمن خدّه من اللّحظ دام

رقّ لي من جوارح فيك تدمى

يا مريض الجفون من غير سقم

لا تلمني إن ذبت فيهنّ سقما

أنا خاطرت في هواك بقلب

ركب البحر فيك أمّا ولمّا

١٠٨٣ ـ بركة (١) بن أبي يعلى الأنباريّ.

روى عن أبي سعد ابن الجلاجليّ ، وأبي نصر أحمد بن محمد الطّوسيّ.

ذكر أبو بكر بن كامل أنّه أنشده أبياتا من الشّعر أوردها في «معجمه» أيضا.

__________________

(١) ترجمه الصفدي في الوافي ١٠ / ١٢٠ ، ونكت الهميان ١٢٥ ، وقال في الوافي : وقد سمع منه عمر بن طبرزد شيئا من شعره في جمادى الأولى سنة أربع وثلاثين وخمس مئة. ثم ذكر له أربعة أبيات نقلا من تاريخ ابن النجار.

٥

١٠٨٤ ـ بركة بن أحمد بن عبد الله الطّبّاخ.

قال ابن كامل : أنشدني ، وذكر بيتا واحدا أنشده إيّاه في «معجمه» أيضا.

١٠٨٥ ـ بركة بن أحمد بن بركة ، أبو سعد.

من أهل الحربية.

أجاز لنا بإفادة أحمد بن سلمان الحربي المعروف بالسّكّر ، وأظنّه سمع منه ، والله أعلم.

١٠٨٦ ـ بركة (١) بن نزار بن عبد الواحد بن أبي سعد ، أبو الخير النّسّاج ، يعرف بابن الجمّال.

من أهل الجانب الغربي ، وكان يسكن محلة التّستريين المجاورة لباب البصرة فلما خربت سكن باب البصرة.

سمع من أبي القاسم هبة الله بن أحمد ابن الحريري المعروف بابن الطّبر ، وروى عنه. سمعنا منه.

قرأت على أبي الخير بركة بن نزار بن عبد الواحد ، قلت له : أخبركم أبو القاسم هبة الله بن أحمد بن عمر المقرئ قراءة عليه وأنت تسمع ، فأقرّ به ، قال : أخبرنا أبو طالب محمد بن عليّ بن الفتح العشاري ، قال : أخبرنا أبو طاهر محمد ابن عبد الرّحمن المخلّص ، قال : حدّثنا أبو محمد يحيى بن محمد بن صاعد ، قال : حدّثنا مالك بن الخليل أبو غسان ، قال : حدثنا ابن أبي عدي ، عن أشعث (٢) ، عن الحسن ، عن عمران بن حصين أنّ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : يدخل

__________________

(١) ترجمه ياقوت في «التستريين» من معجم البلدان ٢ / ٣١ ، وابن نقطة في إكمال الإكمال ١ / ٤١٣ ، والمنذري في التكملة ٢ / الترجمة ٨٤١ ، والنجيب عبد اللطيف في مشيخته ، الورقة ٧١ ـ ٧٢ ، والذهبي في تاريخ الإسلام ١٢ / ١١٩٤ ، والمختصر المحتاج ١ / ٢٩٠ ، وابن ناصر الدين في توضيح المشتبه ١ / ٥١٣.

(٢) قد روى عن الحسن البصري أربعة ممن يسمى أشعث وهم : أشعث بن براز الهجيمي

٦

الجنّة من أمّتي سبعون ألفا بغير حساب ، هم الذين لا يكتوون ولا يسترقون ولا يتطيّرون ، وعلى ربّهم يتوكلون» (١).

توفي بركة بن نزار هذا في شوّال أو ذي القعدة من سنة ست مئة ، والله الموفق.

١٠٨٧ ـ بركة (٢) بن عليّ بن الحسين بن بركة ، أبو محمد يعرف بابن السّابح (٣).

__________________

البصري ، وأشعث بن سوار المكي ، وأشعث بن عبد الله الحداني ، وأشعث بن عبد الملك الحمراني ، والأخيران روى عنهما محمد بن أبي عدي ، وأكثرهم رواية عن الحسن وأوثقهم هو أشعث بن عبد الملك الحمراني ، فأنا أرجح أن يكون هو المقصود هنا.

(١) حديث صحيح ، وهذا إسناد رجاله ثقات ، والحسن وإن لم يسمع من عمران بن حصين فقد توبع على هذه الرواية ، كما سيأتي ، وقد أخرجه أحمد ٤ / ٤٣٦ ، والبزار (٣٥٦٥) ، وأبو عوانة ١ / ٨٧ ، والطبراني في الكبير ١٨ / حديث ٣٨٠ من طريق يزيد بن هارون ، عن هشام ابن حسان القردوسي ، عن الحسن ، به. وهذا إسناد صحيح أيضا.

ورواه أحمد ٤ / ٤٤١ ، ومسلم (٢١٨) (٣٧١) ، وأبو عوانة ١ / ٨٦ ـ ٨٧ ، والطبراني في الكبير ١٨ / حديث (٤٢٥) و (٤٢٧) ، وابن مندة في الإيمان (٩٧٧) من حديث يزيد بن هارون ، عن هشام بن حسان ، عن محمد بن سيرين ، عن عمران ، به.

ورواه أحمد ٤ / ٤٤٣. ومسلم (٢١٨) (٣٧٢) من طريق عبد الصمد بن عبد الوارث ابن سعيد العنبري ، عن أبي خشينة حاجب بن عمر ، عن الحكم بن الأعرج ، عن عمران ، به.

(٢) ترجمه ابن نقطة في إكمال الإكمال ٣ / ٢٨٠ ، والمنذري في التكملة ٢ / الترجمة ١٠٥٥ ، وابن الساعي في الجامع المختصر ٩ / ٢٧٥ ، والذهبي في تاريخ الإسلام ١٣ / ١٠٩ ، والمشتبه ٣٤٥ ، والصفدي في الوافي ١٠ / ١١٩ ، والقرشي في الجواهر المضيئة ١ / ١٦٤ ، وابن ناصر الدين في توضيح المشتبه ٥ / ١٢ ، وابن حجر في تبصير المنتبه ٢ / ٦٧١ ، وابن قطلوبغا في تاج التراجم ١٩ ، والتميمي في الطبقات السنية ١ / الورقة ٦٢٩.

(٣) قيده المنذري فقال : السابح ، بالسين المهملة والباء الموحدة.

٧

أحد الوكلاء بباب القضاة ؛ كانت له معرفة بصنعة الوكالة وكتابة الشّروط ، وصنّف في ذلك كتابا وسمّاه «كامل الآلة في صنعة الوكالة» ذكر فيه ما يحتاج الوكيل إليه من كتابة الكتب وكيف يثبتها (١) عند الحكّام وما يتعلّق بذلك. وتوكّل في آخر أمره لوكيل الخدمة الشّريفة الإماميّة النّاصرية ـ خلّد الله ملكها ـ وكان قد سمع من أبي منصور محمد بن أحمد بن الفرج الدّقّاق وغيره ، وما أعلم أنّه روى شيئا.

* * *

توفي ليلة الأربعاء خامس عشري شهر ربيع الأوّل سنة خمس وست مئة ، ودفن يوم الأربعاء ، رحمه‌الله وإيانا (٢).

__________________

(١) في المطبوع من الوافي : «يثنيها» وهو تصحيف لا معنى له ، لكن المحققين فضلاها على ما أثبتنا ، وهو أمر في التحقيق عجيب!

(٢) قال الصفدي : «كان سيء الطريقة ، مذموم الأفعال ، قليل الدين ، يرتكب المحظورات من إبطال الحقوق وإثبات الباطل ، مشهورا بذلك ، يحذره الناس ويخافونه إلى أن أهلكه الله تعالى في الاعتقال بعد العقوبات المؤلمة والتعذيب سنة خمس وست مئة ، وقد جاوز الستين».

٨

ذكر من اسمه بركات

١٠٨٨ ـ بركات (١) بن الفضل بن محمد بن عيسى بن أحمد بن المحسّن ، أبو القاسم ، وقيل : أبو الفضل ، التغلبيّ.

من أهل ميّافارقين.

ذكره الحافظ أبو القاسم عليّ بن الحسن بن عساكر في «تاريخ دمشق» ، وقال : قدم بغداد قديما وسمع من أبي الحسين محمد بن عليّ ابن المهتدي بالله ، ثم قدمها ثانيا فسمع بها من النّقيب أبي الفوارس طراد بن محمد الزّينبي ، وأبي منصور عبد المحسن بن محمد الشّيحي ، وأبي الحسن عليّ بن أحمد بن البطر ، وأبي ياسر أحمد بن بندار البقّال ، وأبي طاهر أحمد بن الحسن الباقلاني وغيرهم. وحدّث بدمشق.

روى عنه عبدان بن زرّين (٢) قال : وكان مولده في سنة سبع وعشرين وأربع مئة ، وتوفي بصور يوم الثلاثاء سادس عشر ذي القعدة سنة خمس وخمس مئة.

١٠٨٩ ـ بركات (٣) بن أبي غالب بن نزّال بن همّام ، أبو محمد السّقلاطونيّ.

من أهل دار القزّ ، وانتقل إلى باب البصرة ، وسكنها إلى حين وفاته ، هكذا رأيت اسمه في بعض مسموعاته ، وفي بعضها : عبد الله ، هو بكنيته معروف ، وسنذكره فيمن اسمه عبد الله جمعا بين الاسمين.

__________________

(١) ترجمه الذهبي في وفيات سنة (٥٠٥) من تاريخ الإسلام ١١ / ٥٧ نقلا من تاريخ دمشق لابن عساكر ، وترجمته ساقطة من المطبوع من التاريخ المذكور.

(٢) بتقديم الزاي على الراء ، قيده الذهبي في المشتبه ٣١٦ وترجمه في وفيات سنة ٥٤٤ من تاريخه (١١ / ٨٥٤) ، وهو في تاريخ دمشق لابن عساكر ٣٧ / ٣٥٤.

(٣) ترجمه المنذري في التكملة ١ / الترجمة ٧١٤ ، والذهبي في تاريخ الإسلام ١٢ / ١١٦٦ ، والمختصر المحتاج ١ / ٢٦١.

٩

سمع أبا الحسن عليّ بن عبيد الله ابن الزّاغوني ، والقاضي أبا بكر محمد ابن عبد الباقي البزّاز ، وأبا القاسم إسماعيل بن أحمد ابن السّمرقندي ، وغيرهم ، وروى عنهم. سمعنا منه.

قرأت على أبي محمد بن أبي غالب بن نزّال ، قلت له : أخبركم أبو الحسن عليّ بن عبد الله بن نصر الواعظ ، وأبو بكر محمد بن أبي طاهر الفرضي قراءة عليهما وأنت تسمع ، فأقرّ به ، قالا : أخبرنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن عبد الله الصّريفيني قراءة عليه ونحن نسمع ، قال : حدّثنا أبو حفص عمر بن إبراهيم بن كثير الكتّاني ، قال : حدثنا الحسين بن إسماعيل المحاملي ، قال : حدثنا عيسى بن أبي حرب الصّفّار وعبد الله بن أيوب المخرّمي ، قالا : حدثنا يحيى بن أبي بكير ، قال : حدثنا سوّار بن مصعب ، عن مطرّف (١) ، عن أبي الجهم (٢) ، عن البراء بن عازب ، قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «ما أكل لحمه فلا بأس ببوله» (٣).

توفي أبو محمد بن نزّال في ليلة الأحد العشرين من ربيع الأوّل سنة تسع وتسعين وخمس مئة ، ودفن بباب حرب.

__________________

(١) هو مطرف بن طريف الكوفي ، ثقة من رجال الشيخين.

(٢) هو سليمان بن الجهم ، أبو الجهم الجوزجاني الأنصاري الحارثي ، مولى البراء ، ثقة ، من رجال التهذيب.

(٣) إسناده ضعيف جدا ، سوار بن مصعب هو الهمداني الكوفي ، قال ابن معين : ليس بشيء ، وقال البخاري : منكر الحديث ، وقال النسائي وغيره : متروك. (تاريخ الدوري ٢ / ٢٤٣ ، والكامل لابن عدي ٣ / ١٢٩٢ ، وتاريخ الخطيب ١٠ / ٢٨٨ ، وميزان الاعتدال ٢ / ٢٤٦).

أخرجه الدارقطني ١ / ١٢٨ ، والبيهقي ١ / ٢٥٢ ، وفيه «بسؤره» بدلا من «ببوله» ، وقال : «ومع ضعف سوار بن مصعب اختلف عليه في متنه ، فرواه عبد الله بن رجاء عنه هكذا ، ورواه يحيى بن أبي بكير (وهي الرواية المذكورة هنا) عنه بإسناده : «لا بأس ببول ما أكل لحمه». ورواه عمرو بن الحصين عن يحيى بن العلاء عن مطرف عن محارب بن دثار عن جابر بن عبد الله مرفوعا في البول ، وعمرو بن الحصين ويحيى بن العلاء ضعيفان ، ولا يصح شيء من ذلك». وينظر نصب الرابة للزيلعي ١ / ١٢٥ ، وتلخيص الحبير ١ / ٤٣.

١٠

ذكر من اسمه بكر

١٠٩٠ ـ بكر بن عبد الله الفصّال ، أبو عبد الله.

روى عنه أبو بكر المبارك بن كامل في «معجمه» وقال : أنشدني ، ولم يسم قائلا :

يتحرّى فعل القبيح بدا الدّه

ر وفعل الجميل لا يتحرّى

فهو كالصّلّ في جميع الأفاعي

كلّما زاد عمره زاد شرّا

١٠٩١ ـ بكر بن عليّ ، أبو محمد التّاجر.

قال ابن كامل في «معجمه» : أنشدني بكر بن عليّ أبو محمد التاجر ، قال : أنشدني أبو محمد رزق الله بن عبد الوهّاب التّميمي ، وذكر أبياتا من الشّعر ، لم أر له ذكرا في غير ذلك.

١١

ذكر من اسمه بقاء

١٠٩٢ ـ بقاء بن أحمد ابن الصّعّاد ، أبو عبد الله.

ممن روى عنه المبارك بن كامل في «معجم شيوخه» ، وأورد عنه بيتين من الشعر.

١٠٩٣ ـ بقاء بن غريب النّحويّ المقرئ.

هكذا وصفه أبو بكر المبارك بن كامل في كتابه ، وقال : أنشدني عن يحيى ابن إبراهيم الواعظ أبياتا من الشّعر ، ولم أر لبقاء ذكرا في غير ذلك.

١٠٩٤ ـ بقاء (١) بن عمر بن عبد الباقي بن حنّد (٢) الدّقّاق ، أبو المعمّر وكان يسمّي نفسه المبارك بقاء ، وفي كلّ سماعاته بقاء لا غير ، وبه كان يعرف دون كنيته.

من أهل باب الأزج.

سمع أبا القاسم هبة الله بن محمد بن الحصين ، وأبا غالب محمد بن الحسن البصري الماوردي ، وأبا غالب أحمد بن الحسن ابن البنّاء ، وأبا القاسم هبة الله بن أحمد ابن الطّبر الحريري ، وغيرهم ، وروى عنهم. سمعنا منه.

__________________

(١) ترجمه ابن نقطة في التقييد ٢٢٠ ، وإكمال الإكمال ٢ / ٣٢٥ ، والمنذري في التكملة ٢ / الترجمة ٧٨٦ ، والذهبي في تاريخ الإسلام ١٢ / ١١٩٥ ، والمشتبه ١٨٢ ، والمختصر المحتاج ١ / ٢٦١ ، والعبر ٤ / ٣١٢ ، وذكر وفاته في سير أعلام النبلاء ٢١ / ٤١٤ ، والصفدي في الوافي ١٠ / ١٨١ ، وابن ناصر الدين في توضيح المشتبه ٢ / ٤٧٧ ، وابن حجر في تبصير المنتبه ١ / ٢٦٨ ، وابن العماد في الشذرات ٤ / ٣٤٤ ، والزبيدي في «حند» من تاج العروس.

(٢) قال المنذري : «بضم الحاء المهملة وتشديد النون وفتحها وبعدها دال مهملة» وهكذا قيدته كتب المشتبه.

١٢

قرأت على أبي المعمّر بقاء بن عمر بن حنّد ، قلت له : أخبركم أبو القاسم هبة الله بن محمد بن عبد الواحد قراءة عليه وأنت تسمع ، فأقرّ به ، قال : أخبرنا أبو عليّ الحسن بن عليّ بن محمد الواعظ ، قال : أخبرنا أبو بكر أحمد بن جعفر ابن حمدان ، قال : حدّثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل ، قال : حدثني أبي ، قال (١) : حدثنا محمد بن جعفر ، قال : حدّثنا سعيد بن أبي عروبة ، عن قتادة ، عن أبي الأحوص (٢) ، عن ابن مسعود أنّ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم كان يفضّل صلاة الجميع على صلاة الرّجل وحده خمسا وعشرين ضعفا ، كلّها مثل صلاته (٣).

توفّي بقاء بن حنّد في ليلة الثلاثاء سادس عشر ربيع الآخر سنة ست مئة ، ودفن يوم الثلاثاء بمقبرة الخلّال بباب الأزج.

١٠٩٥ ـ بقاء بن أبي الحسن ، أبو محمد الصّوفيّ.

حكى أبو بكر بن كامل في «معجمه» عنه ، قال : رأيت عليّ بن أبي طالب عليه‌السلام في المنام فقال : أنا القضيب الياقوت الذي غرسه الله بيده!

١٠٩٦ ـ بقاء بن أبي غالب بن محمد الفاكهانيّ ، أبو محمد.

هكذا رأيت ذكره في إجازة قد أجاز فيها لجماعة في سنة ثمان وسبعين وخمس مئة.

__________________

(١) مسند أحمد ١ / ٤٦٥.

(٢) هو عوف بن مالك بن نضلة الجشمي.

(٣) إسناده ضعيف لانقطاعه ، فإن قتادة ـ وهو ابن دعامة السدوسي ـ لم يسمع من أبي الأحوص. كما أنّ محمد بن جعفر غندر شيخ أحمد إنما سمع من سعيد بن أبي عروبة بعد اختلاطه.

لكن صح الحديث من حديث قتادة ، فقد رواه همّام بن يحيى العوذي عن قتادة عن مورق بن مشمرج العجلي ، عن أبي الأحوص ، به ؛ أخرجه أحمد ١ / ٤٣٧ و ٤٥٢ ، وأبو يعلى (٥٠٠٠) ، والشاشي (٧٠٣) و (٧٠٥) ، والطبراني في الكبير (١٠٠٩٩) ، والأوسط (٢٦١٨) ، وأبو نعيم في الحلية ٢ / ٢٣٧.

١٣

١٠٩٧ ـ بقاء (١) بن أبي شكر بن بقاء ، أبو محمد المعروف بابن العلّيق (٢).

من أهل شارع دار الرّقيق.

شيخ انقطع وأظهر الزّهد والنّسك في منزله ، وصار له قبول عند جماعة يغشونه ويتبرّكون به. وادّعى الرّواية والسّماع من قوم لم يدركهم مع كونه لم يعرف بالطّلب ولا السّماع في زمانهم مثل أبي بكر أحمد بن عليّ بن الأشقر الدّلّال وطبقته. وأقدم على فعل ما لا يليق بذوي الدّين والأمانة من إلحاق اسمه في طبقات سماعات كثيرة بخطّ يخالف خطّ كاتب السّماع ، وكشط أسماء في تسميعات وكتب اسمه في موضعها ، وتزوير إجازات من جماعة من الشّيوخ بغير خطوطهم ، وغير ذلك من الأمور المؤذنة بالكذب وقلّة الأمانة.

ولقد حدّثني أبو عبد الله محمد بن عبد المعيد بن عبد المغيث الحربي ، قال : استعار مني بقاء ابن العلّيق أجزاء كثيرة من وقف جدّي عبد المغيث ليس فيها سماعه ، وبقيت عنده مدة طويلة ، كلّما طلبتها منه يعدني أنّه ينفذها لي ، فلما مات أخذتها من ورثته فوجدت قد كشط فيها عدّة أسماء في تسميعات على جماعة من الشيوخ وكتب اسمه بخط طري يخالف خطّ السّماع يظهر لكلّ من قرأه وشاهده أنّه مغيّر ، وقد روى بعضها ، وكان يتعوّذ بالله من فعله.

__________________

(١) ترجمه ابن نقطة في إكمال الإكمال ٤ / ١٩٤ ـ ١٩٥ ، والمنذري في التكملة ٢ / الترجمة ٩٠٩ ، وابن الساعي في الجامع المختصر ٩ / ١٦٠ ، وابن الفوطي في الملقبين بمكين الدين من تلخيصه ٥ / الترجمة ١٦٥ ، والذهبي في تاريخ الإسلام ١٣ / ٣٣ ، والمشتبه ٤٧٠ ، والمختصر المحتاج ١ / ١٦١ ، وميزان الاعتدال ١ / ٣٣٩ ، والصفدي في الوافي ١٠ / ١٧٨ ، وابن ناصر الدين في توضيح المشتبه ٦ / ٣٤٠ ، وابن حجر في لسان الميزان ٢ / ٤١.

(٢) قال المنذري : العليق ، بضم العين المهملة وكسر اللام وتشديدها وسكون الياء آخر الحروف وبعدها قاف.

١٤

قلت : ومثل ذلك شاهدت إجازات بيعت من كتبه قد أخذت لقوم وقد كشط اسم بعض من قد كتب في السّؤال وكتب اسمه موضعه ، إلى غير ذلك من الطبقات المزوّرة على الشّيوخ بخطوط قوم مجهولين وفيها اسمه. أعاذنا الله من فعل القبيح وجنّبنا موارد الخذلان ، وأغنانا بالصّحيح عن السّقيم ، وبالصّدق عن الكذب ، إنه جواد كريم.

سمعنا من بقاء شيئا فلما ظهر لنا كذبه وانتحاله الزّور ضربنا عليه وتركناه ، وهو بلا شك كذّاب صاحب محال لا يصلح للنّقل والرّواية.

خرج بقاء إلى الحج من بغداد في ذي القعدة من سنة إحدى وست مئة ، فحجّ في هذه السنة وانصرف إلى المدينة صلّى الله على ساكنها وسلّم ، فلما بلغ الموضع المعروف بخيمتي أم معبد ، وهو بين مكة والمدينة شرّفهما الله ، توفّي هناك في يوم الخميس ثالث عشري ذي الحجة من السّنة المذكورة ، ودفن ثم ، سامحنا الله وإياه.

١٥

ذكر من اسمه بدر

١٠٩٨ ـ بدر بن عبد الله ، أبو النّجم مولى أبي محمد جعفر بن أحمد السّرّاج.

سمع من مولاه وروى عنه. سمع منه المبارك بن كامل وأخرج عنه حديثا في «معجم شيوخه».

١٠٩٩ ـ بدر (١) بن سعد بن عليّ بن عبد الله بن منصور ، أبو النّجم ، يعرف بابن الأشقر.

من أهل باب الأزج.

سمع أبا عثمان إسماعيل بن محمد بن ملّة الأصبهانيّ ، وحدّث عنه.

سمع منه أبو أحمد العباس بن عبد الوهّاب البصري ، والقاضي عمر بن علي الدّمشقي ، وأبو الفتوح محمد بن عليّ ابن الجلاجلي ، وغيرهم.

أنبأنا أبو المحاسن عمر بن عليّ ابن الخضر القرشيّ ، قال : أخبرنا أبو النّجم بدر بن سعد ابن الأشقر الطّحّان ، قال : حدثنا إسماعيل بن محمد بن ملّة إملاء ، قال : حدثنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن ريذة الضّبّي ، قال : حدثنا سليمان بن أحمد الطّبراني ، قال : حدثنا معاذ بن المثنى ، قال : حدثنا أبو الوليد الطّيالسي ، قال : حدثنا حمّاد بن سلمة وسليمان بن المغيرة ، كلاهما عن ثابت البناني ، عن ابن أبي ليلى ، عن صهيب ، عن النّبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، قال : «عجبت من قضاء الله عزوجل للمسلم ، كلّه خير ، إن أصابه سرّاء فشكر آجره الله ، وإن أصابه ضرّاء فصبر آجره الله عزوجل. زاد فيه حماد : فكلّ قضاء الله للعبد خير» (٢).

__________________

(١) ترجمه الذهبي في تاريخ الإسلام ١٢ / ٢٩٤ ، والمختصر المحتاج ١ / ٢٦٢.

(٢) حديث صحيح.

أخرجه أحمد ٤ / ٣٣٢ و ٣٣٣ و ٦ / ١٥ و ١٦ ، والدارمي (٢٧٨٠) ، ومسلم

١٦

قال القرشي : سألته ، يعني بدر ابن الأشقر ، عن مولده فذكر ما يدلّ أنّه قريب من سنة ثمانين وأربع مئة.

وتوفّي يوم الأحد سابع عشر ذي الحجة سنة ثلاث وستين وخمس مئة.

وأنبأنا أبو بكر محمد بن أبي طاهر بن مشّق البيّع ، قال : توفي بدر ابن الأشقر ليلة الخميس رابع عشر الشهر المذكور ، ودفن بمقبرة باب الأزج.

١١٠٠ ـ بدر (١) بن عبد الله ، مولى أبي القاسم عليّ بن أبي طالب الدّسكريّ.

سمع أبا عليّ محمد بن سعيد بن نبهان الكاتب ، وروى عنه.

سمع منه أبو إسحاق إبراهيم بن محمود ابن الشّعّار ، وأبو المفاخر محمد ابن محفوظ الجرباذقانيّ ، والشّريف أبو الحسن عليّ بن أحمد الزّيدي ، وأبو يعقوب يوسف بن أحمد البغدادي ، وغيرهم.

أخبرنا الحافظ عمر بن أبي الحسن الدّمشقي في كتابه إلينا ، قال : أخبرنا بدر بن عبد الله مولى ابن الدّسكري ، قال : أخبرنا أبو عليّ محمد بن سعيد بن نبهان ، قال : أخبرنا بشرى بن عبد الله الفاتني ، قال : أخبرنا أبو بكر محمد بن عبيد الدّقّاق ، قال : حدثني إبراهيم بن عبد الله المخرّمي ، قال : حدثنا سعيد بن محمد الجرمي ، قال : حدثنا معن بن عيسى ، عن هشام بن سعد ، عن ابن السّبّاق (٢) ، عن أبي هريرة ، قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم لنسائه وبناته : «خيركنّ خيركنّ لأزواجكنّ» (٣).

__________________

٨ / ٢٢٧ (٢٩٩٩) ، وابن حبان (٢٨٩٦) ، والطبراني في الكبير (٧٣١٦) ، وفي الأوسط (٣٨٦١) ، والبيهقي في السنن الكبرى ٣ / ٣٧٥ ، وفي شعب الإيمان (٩٩٤٩).

(١) اختاره الذهبي في المختصر المحتاج ١ / ٢٦٢.

(٢) هو عبيد بن السباق ، ثقة ، من رجال التهذيب.

(٣) إسناده ضعيف ، لضعف هشام بن سعد المدني عند التفرد كما بيناه في تحرير التقريب ، وقد تفرد برواية هذا الحديث ، ورواية عبيد بن السباق عن أبي هريرة غريبة.

١٧

١١٠١ ـ بدر بن عبد الله ، أبو النّجم مولى بديع الزّمان أبي القاسم هبة الله بن الحسين الأصطرلابيّ ، يعرف بالبديعيّ ، منسوب إلى مولاه (١).

كانت له معرفة بعلم الأصطرلاب وآلة النّجوم ، أخذ ذلك عن مولاه المذكور ، وروى عنه شيئا من شعره ، وكان يخدم بالمخزن المعمور من مشارفة الصّياغة.

توفي في يوم الجمعة ثامن جمادى الأولى سنة خمس وسبعين وخمس مئة فيما قال أبو بكر عبيد الله بن علي المارستاني ، وقال : سمعت منه شيئا ، ولم يعقب.

١١٠٢ ـ بدر (٢) بن عبد الغني بن محمد بن الفضل ، أبو النّجم الطّحّان المقرئ.

من أهل واسط. قرأ القرآن الكريم بها على أبي القاسم عليّ بن علي بن شيران ، وعلى ابنه أبي الفتح محمد من بعده. وسمع بها الحديث من أبي القاسم المذكور ، ومن أبي الحسن عليّ بن هبة الله بن عبد السّلام لمّا قدمها. ومن أبي محمد أحمد بن عبيد الله ابن الآمدي ، وغيرهم.

قدم بغداد في سنة ثلاثين وخمس مئة فيما ذكر لي ، وقرأ بها القرآن المجيد بالقراءات على أبي محمد عبد الله بن عليّ سبط الشّيخ أبي منصور الخيّاط ، وسمع منه ، وعاد إلى بلده ، وروى عنه القراءات ، وحدّث بها عن شيوخه المذكورين. سمعنا منه.

وتوفي ليلة الثلاثاء تاسع عشري شهر ربيع الأول سنة ثمانين وخمس مئة ، ودفن بداره بمحلة القراطسيين بواسط ، ثم نقل إلى مقبرة مسجد قصبة.

__________________

(١) توفي مولاه أبو القاسم في حدود سنة ٥٥١ ـ ٥٦٠ ، كما في تاريخ الإسلام للذهبي ١٢ / ١٩٢ وكان فيلسوفا وطبيبا مشهورا.

(٢) ترجمه الذهبي في تاريخ الإسلام ١٢ / ٦٣٨ ، والمختصر المحتاج ٢ / ٢٦٢.

١٨

١١٠٣ ـ بدر (١) بن جعفر بن عثمان ، أبو النّجم الضّرير.

من أهل قرية تعرف بالأميرية من نواحي النّيل.

دخل واسط في صباه ، وحفظ بها القرآن الكريم ، وقرأ شيئا من الأدب ، وقال الشعر وغلب عليه.

وقدم بغداد وأقام بها إلى حين وفاته ، وكان أحد الشّعراء المتّسمين بخدمة الدّيوان العزيز ـ مجّده الله ـ وممن يورد المدائح في الهناءات والمواسم.

سمعنا منه كثيرا من شعره ، وكتبنا عنه.

أنشدني أبو النّجم بدر بن جعفر بن عثمان الواسطي ببغداد بباب منزله بقراح ابن رزين لنفسه :

يا عتب ما خطر السّلو بباله

يوما ولا أصغى إلى عذّاله

فرّقت بين جفونه ورقاده

وجمعت بين فؤاده وخياله

وأمرت طيفك في الكرى ونهيته

أن لا يلمّ به طروق خياله

وهجرته من غير جرم في الهوى

عمدا كما حرّمت حلّ وصاله

قد ظلّ ذا وله عليك وزفرة

ما تنقضي فترفّقي بالواله

يا تاركا قصد السّبيل منكّبا

حيران يخبط في ظلام ضلاله

كم تستميح بنان كل منخّل

أسف بلقمته على أطفاله

يمّم جلال الدّين تلق ممدّحا

يعطيك أقصى السّؤل قبل سؤاله

وأنشدنا بدر بن جعفر أيضا لنفسه (٢) :

عذيري من جيل غدوا وصنيعهم

بأهل النّهى والفضل شرّ صنيع

__________________

(١) ترجمه ياقوت في (الأميرية) من معجم البلدان ١ / ٢٥٦ ، والمنذري في التكملة ٢ / الترجمة ١٣٦٢ ، والذهبي في تاريخ الإسلام ١٣ / ٣١١ ، والصفدي في نكت الهميان ١٢٤ ، والوافي ١٠ / ٨٩ ، وابن الفرات في تاريخه ٩ / الورقة ٦١.

(٢) الأبيات في معجم البلدان والوافي للصفدي.

١٩

ولؤم زمان ما يزال موكّلا

بوضع رفيع أو برفع وضيع

سأصرف صرف الدّهر عنّي بأبلج

متى آته لا آته بشفيع

سألت بدر بن جعفر عن مولده فذكر ما يدلّ أنّه في سنة سبع وثلاثين وخمس مئة.

وتوفّي في ليلة الجمعة رابع عشر شهر رمضان سنة إحدى عشرة وست مئة ، ودفن يوم الجمعة بمقبرة الوردية بالجانب الشرقي من بغداد.

١١٠٤ ـ بدر (١) بن أبي الرّضا بن إسماعيل ، أبو محمد النّقّاش (٢).

سمع بمكة ـ شرّفها الله ـ أبا محمد المبارك بن عليّ ابن الطّبّاخ العمري ، وحدّث عنه بها وببغداد. سمعنا منه ببغداد.

قرأت على بدر بن أبي الرّضا ، قلت له : أخبركم أبو محمد المبارك بن عليّ ابن الحسين البغدادي قراءة عليه وأنت تسمع بالمسجد الحرام تجاه الكعبة الشّريفة ، فأقرّ به ، قال : أخبرنا أبو القاسم هبة الله بن محمد بن الحصين. وقرأته عاليا على أبي الفتح محمد بن أحمد ابن المندائي بواسط ، وعلى أبي الحسن عليّ ابن محمد بن يعيش ببغداد ، قلت لكلّ واحد منهما : أخبركم أبو القاسم هبة الله ابن محمد بن الحصين قراءة عليه وأنت تسمع ، فأقرّ به ، قال : أخبرنا أبو طالب محمد بن محمد بن غيلان ، قال : حدّثنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن إبراهيم الشّافعي ، قال (٣) : حدّثنا محمد بن يحيى بن سليمان ، قال : حدثنا عاصم ، يعني ابن عليّ ، قال : حدّثنا سليمان بن المغيرة ، قال : حدّثنا ابن أبي الحكم الغفاري ، قال : حدّثتنا جدّتي ، عن رافع بن عمرو الغفاري ، قال : كنت وأنا غلام أرمي

__________________

(١) ترجمه الصفدي في الوافي ١٠ / ٩١.

(٢) قال الصفدي ناقلا من تاريخ ابن النجار : «كان ينقش الخشب ، وكان كثير المجاورة بمكة ينقش فيها الخشب لسقف المسجد الحرام».

(٣) الغيلانيات (٨٠٢).

٢٠