كتاب المواعظ والإعتبار بذكر الخطط والآثار المعروف بالخطط المقريزيّة - ج ٢

تقي الدين احمد بن علي المقريزي

كتاب المواعظ والإعتبار بذكر الخطط والآثار المعروف بالخطط المقريزيّة - ج ٢

المؤلف:

تقي الدين احمد بن علي المقريزي


الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: دار الكتب العلميّة
الطبعة: ١
الصفحات: ٤٥٦

أهل السيف والقلم ، وفيه ركوب الخليفة لصلاة العيد ، وفيه تفرقة الأضاحي ، كما مرّ ذلك مبينا في موضعه من هذا الكتاب.

عيد الغدير (١) : فيه تزويج الأيامى ، وفيه الكسوة ، وتفرقة الهبات لكبراء الدولة ، ورؤسائها وشيوخها وأمرائها ، وضيوفها والأستاذين المحنكين ، والمميزين ، وفيه النحر أيضا ، وتفرقة النحائر على أرباب الرسوم ، وعتق الرقاب ، وغير ذلك كما سبق بيانه فيما تقدّم.

كسوة الشتاء والصيف : وكان لهم في كل من فصلي الشتاء ، والصيف ، كسوة تفرّق على أهل الدولة وعلى أولادهم ، ونسائهم وقد مرّ ذكر ذلك.

موسم فتح الخليج (٢) : وكانت لهم في موسم فتح الخليج وجوه من البرّ منها : الركوب لتخليق المقياس ، ومبيت القرّاء بجامع المقياس ، وتشريف ابن أبي الردّاد بالخلع وغيرها ، وركوب الخليفة إلى فتح الخليج ، وتفرقة الرسوم على أرباب الدولة من الكسوة ، والعين والمآكل والتحف ، وقد تقدّم تفصيل ذلك.

ذكر النوروز

وكان النوروز القبطيّ في أيامهم من جملة المواسم ، فتتعطل فيه الأسواق ، ويقلّ فيه سعي الناس في الطرقات ، وتفرّق فيه الكسوة لرجال أهل الدولة ، وأولادهم ونسائهم والرسوم من المال ، وحوائج النوروز.

قال ابن زولاق : وفي هذه السنة ، يعني سنة ثلاث وستين وثلثمائة ، منع المعز لدين الله من وقود النيران ليلة النوروز في السكك ، ومن صب الماء يوم النوروز.

وقال : في سنة أربع وستين وثلثمائة : وفي يوم النوروز زاد اللعب بالماء ووقود النيران ، وطاف أهل الأسواق ، وعملوا فيلة ، وخرجوا إلى القاهرة بلعبهم ، ولعبوا ثلاثة أيام ، وأظهروا السماجات والحلي في الأسواق ، ثم أمر المعز بالنداء بالكشف ، وأن لا توقد نار ولا يصب ماء ، وأخذ قوم ، فحبسوا وأخذ قوم ، فطيف بهم على الجمال.

وقال ابن ميسر : في حوادث سنة ست عشرة وخمسمائة : وفيها أراد الآمر بأحكام الله أن يحضر إلى دار الملك في النوروز الكائن في جمادى الآخرة في المراكب على ما كان عليه الأفضل بن أمير الجيوش ، فأعاد المأمون عليه أنه لا يمكن ، فإنّ الأفضل لا يجري مجراه مجرى الخليفة ، وحمل إليه من الثياب الفاخرة برسم النوروز للجهات ، ما له قيمة جليلة.

__________________

(١) سبقت ترجمته والتعريف به.

(٢) سبق التحدث عن فتح الخليج.

٤٤١

وقال ابن المأمون : وحل موسم النوروز في التاسع من رجب سنة سبع عشرة وخمسمائة ، ووصلت الكسوة المختصة به من الطراز ، وثغر الإسكندرية مع ما يبتاع من المذابّ المذهبة والحريري والسوادج ، وأطلق جميع ما هو مستقرّ من الكسوات الرجالية ، والنسائية ، والعين والورق وجميع الأصناف المختصة بالموسم على اختلافها بتفصيلها ، وأسماء أربابها ، وأصناف النوروز البطيخ والرّمان وعراجين الموز ، وأفراد البسر ، وأقفاص التمر القوصيّ ، وأقفاص السفرجل ، وبكل الهريسة المعمولة من لحم الدجاج ، ولحم الضأن ، ولحم البقر من كل لون بكلة مع خبز برّ مارق.

قال : وأحضر كاتب الدفتر : الإثبابات بما جرت العادة به من إطلاق العين والورق ، والكسوات على اختلافها في يوم النوروز ، وغير ذلك من جميع الأصناف ، وهو أربعة آلاف دينار ، وخمسة عشر ألف درهم فضة ، والكسوات عدّة كثيرة من شفق ديبقيّ مذهبات ، وحريريات ، ومعاجر (١) وعصائب مشاومات ملوّنات ، وشفق لاذ مذهب وحريريّ ، ومشفع وفوط ، ديبقيّ حريريّ.

فأما العين والورق ، والكسوات فذلك لا يخرج عمن تحوزه القصور ، ودار الوزارة ، والشيوخ والأصحاب والحواشي والمستخدمون ، ورؤساء العشاريات ، وبحارتها ، ولم يكن لأحد من الأمراء على اختلاف درجاتهم في ذلك نصيب ، وأما الأصناف من البطيخ والرمّان والبسر والتمر والسفرجل والعناب ، والهرائس على اختلافها فيشمل ذلك جميع من تقدّم ذكرهم ، ويشكرهم في ذلك جميع الأمراء أرباب الأطواق ، والأقصاب وسائر الأماثل ، وقد تقدّم شرح ذلك ، فوقع الوزير المأمون على جميع ذلك بالإنفاق.

وقال القاضي الفاضل في تعليق المتجدّدات لسنة أربع وثمانين وخمسمائة : يوم الثلاثاء أربع عشر رجب يوم النوروز القبطيّ ، وهو مستهل (٢) توت ، وتوت أوّل سنتهم ، وقد كان بمصر في الأيام الماضية ، والدولة الخالية يعني دولة الخلفاء الفاطميين من مواسم بطالاتهم ، ومواقيت ضلالاتهم ، فكانت المنكرات ظاهرة فيه ، والفواحش صريحة في يومه ويركب فيه أمير موسوم : بأمير النوروز ، ومعه جمع كثير ، ويتسلط على الناس في طلب رسم رتبه على دور الأكابر بالجمل الكبار ، ويكتب مناشير ، ويندب مترسمين ، كل ذلك يخرج مخرج الطير ، ويقنع بالميسور من الهبات ، ويتجمع المؤنثون ، والفاسقات تحت قصر اللؤلؤة بحيث يشاهدهم الخليفة ، وبأيديهم الملاهي ، وترفع الأصوات ، وتشرب الخمر والمزر شربا ظاهرا بينهم ، وفي الطرقات ، ويتراش الناس بالماء ، وبالماء والخمر ، وبالماء ممزوجا بالأقدار ، فإن غلط مستور ، وخرج من داره لقيه من يرشه ، ويفسد ثيابه ، ويستخف

__________________

(١) المعاجر : الاعتجار للرجل هو لف العمامة دون التلحي. وللمرأة ثوب تعتجر به.

(٢) توت : أيلول.

٤٤٢

بحرمته ، فإما فدى نفسه ، وإما فضح ، ولم يجر الحال في هذا النوروز على هذا ، ولكن قد رش الماء في الحارات ، وأحيى المنكر في الدور أرباب الخسارات.

وقال : في سنة اثنتين وتسعين وخمسمائة : وجرى الأمر في النوروز على العادة من رش الماء ، واستجدّ فيه هذا العام التراجم بالبيض ، والتصافع بالأنطاع ، وانقطع الناس عن التصرّف ، ومن ظفر به في الطريق رش بمياه نجسة وخرق به.

قال مؤلفه رحمه‌الله تعالى : إنّ أوّل من اتخذ النوروز : جمشيد ، ويقال في اسمه أيضا : جمشاد أحد ملوك الفرس الأول ، ومعناه : اليوم الجديد ، وللفرس فيه آراء ، وأعمال على مصطلحهم غير أنه في غير هذا اليوم. وقد صنف عليّ بن حميرة الأصفهانيّ كتابا مفيدا في أعياد الفرس.

وذكر الحافظ أبو القاسم بن عساكر من طريق حماد بن سلمة عن محمد بن زياد عن أبي هريرة قال : كان اليوم الذي ردّ الله فيه إلى سليمان بن داود خاتمه يوم النوروز ، فجاءت إليه الشياطين بالتحف ، وكانت تحفة الخطاطيف أن جاءت بالماء في مناقيرها فرشته بين يدي سليمان ، فاتخذ الناس رش الماء من ذلك اليوم.

وعن مقاتل بن سليمان (١) قال : سمي ذلك اليوم : نيروزا ، وذلك أنه وافق هذا اليوم الذي يسمونه النيروز ، فكانت الملوك تتيمن بذلك اليوم ، واتخذوه عيدا ، وكانوا يرشون الماء في ذلك اليوم ، ويهدون كفعل الخطاف ، ويتيمنون بذلك ، ولله درّ القائل :

كيف ابتهاجك بالنوروز يا سكني

وكل ما فيه يحكيني وأحكيه

فناره كلهيب النار في كبدي

وماؤه كتوالي دمعتي فيه

وقال آخر :

نورز الناس ونورز

ت ولكن بدموعي

وذكت نارهم والن

ار ما بين ضلوعي

وقال غيره :

ولما أتى النوروز يا غاية المنى

وأنت على الإعراض والهجر والصدّ

بعثت بنار الشوق ليلا إلى الحشى

فنورزت صبحا بالدموع على الخدّ

الميلاد : وهو اليوم الذي ولد فيه عبد الله ، ورسوله المسيح عيسى ابن مريمصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، والنصارى تتخذ ليلة يوم الميلاد عيدا ، وتعمله قبط مصر في التاسع والعشرين من كيهك (٢) ،

__________________

(١) هو مقاتل بن سليمان الأزدي من أعلام المفسرين أصله من بلخ توفي بالبصرة سنة ١٥٠ ه‍. الأعلام ج ٧ / ٢٨١.

(٢) كيهك : من أشهر القبط وهو كانون الأول.

٤٤٣

وما برح لأهل مصر به اعتناء ، وكان من رسوم الدولة الفاطمية فيه : تفرقة الجامات المملوءة من الحلاوات القاهرية ، والتمارد التي فيها السمك ، وقرابات الجلاب ، وطيافير الزلابية ، والبوري ، فيشمل ذلك أرباب الدولة أصحاب السيوف ، والأقلام بتقرير معلوم على ما ذكره ابن المأمون في تاريخه.

الغطاس : ومن مواسم النصارى بمصر عمل الغطاس في اليوم الحادي عشر من طوبة(١).

قال المسعوديّ في مروج الذهب : ولليلة الغطاس بمصر شأن عظيم عند أهلها ، لا ينام الناس فيها ، وهي ليلة إحدى عشرة من طوبة ولقد حضرت سنة ثلاثين وثلثمائة ليلة الغطاس بمصر ، والإخشيد محمد بن طفج في داره المعروفة بالمختار في الجزيرة الراكبة على النيل ، والنيل مطيف بها ، وقد أمر فأسرج من جانب الجزيرة ، وجانب الفسطاط ألف مشعل غير ما أسرج أهل مصر من المشاعل والشمع ، وقد حضر النيل في تلك الليلة : مئو ألوف من الناس من المسلمين والنصارى منهم : في الزواريق ، ومنهم في الدور الدانية من النيل ، ومنهم على الشطوط لا يتناكرون كل ما يمكنهم إظهاره من المآكل ، والمشارب ، وآلات الذهب والفضة ، والجواهر والملاهي والعزف والقصف ، وهي أحسن ليلة تكون بمصر ، وأشملها سرورا ، ولا تغلق فيها الدروب ، ويغطس أكثرهم في النيل ، ويزعمون أنّ ذلك أمان من المرض ، ونشرة للداء.

وقال المسبحيّ : في سنة ثمان وثمانين وثلثمائة : كان غطاس النصارى ، فضربت الخيام والمضارب ، والأشرعة في عدّة مواضع على شاطىء النيل ، فنصبت أسرّة للرئيس فهد ابن إبراهيم النصرانيّ كاتب الأستاذ برجوان ، وأوقدت له الشموع والمشاعل ، وحضر المغنون ، والملهون ، وجلس مع أهله يشرب إلى أن كان وقت الغطاس ، فغطس وانصرف.

وقال : في سنة خمس عشرة وأربعمائة ، وفي ليلة الأربعاء رابع ذي القعدة كان غطاس النصارى ، فجرى الرسم من الناس في شراء الفواكه ، والضأن وغيره ، ونزل أمير المؤمنين الظاهر لإعزاز دين الله بن الحاكم لقصر جدّه العزيز بالله بمصر ، لنظر الغطاس ، ومعه الحرم ، ونودي أن لا يختلط المسلمون مع النصارى عند نزولهم إلى البحر في الليل ، وضرب بدر الدولة الخادم الأسود متولي الشرطتين خيمة عند الجسر ، وجلس فيها ، وأمر الخليفة الظاهر لإعزاز دين الله بأن توقد المشاعل والنار في الليل ، فكان وقيدا كثيرا ، وحضر الرهبان والقسوس بالصلبان ، والنيران ، فقسسوا هناك طويلا إلى أن غطسوا.

وقال ابن المأمون : إنه كان من رسوم الدولة أنه يفرّق على سائر أهل الدولة الترنج

__________________

(١) طوبة : من أشهر القبط وهو كانون الثاني.

٤٤٤

والنارنج والليمون المراكبي ، وأطنان القصب ، والسمك والبوري برسوم مقرّرة لكل واحد من أرباب السيوف والأقلام.

خميس العهد : ويسميه أهل مصر من العامّة : خميس العدس ، ويعمله نصارى مصر قبل الفصح بثلاثة أيام ويتهادون فيه ، وكان من جملة رسوم الدولة الفاطمية في خميس العدس ضرب خمسمائة دينار ذهبا ، عشرة آلاف خرّوبة ، وتفرقتها على جميع أرباب الرسوم كما تقدّم.

أيام الركوبات : وكان الخليفة يركب في كل يوم سبت وثلاثاء إلى منتزهاته بالبساتين ، والتاج ، وقبّة الهواء والخمس وجوه ، وبستان البعل ، ودار الملك ، ومنازل العز ، والروضة ، فيعمّ الناس في هذه الأيام من الصدقات أنواع ما بين ذهب ، ومآكل ، وأشربة ، وحلاوات ، وغير ذلك كما تقدّم بيانه في موضعه من هذا الكتاب.

صلاة الجمعة : وكان الخليفة يركب في كل سنة ثلاث ركبات لصلاة الجمعة بالناس في جامع القاهرة الذي يعرف بالجامع الأزهر مرّة ، وفي جامع الخطبة المعروف : بالجامع الحاكميّ مرّة ، وفي جامع عمرو بن العاص بمصر أخرى ، فينال الناس منه في هذه الجمع الثلاث ، رسوم وهبات وصدقات ، كما ستقف عليه إن شاء الله تعالى عند ذكر الجامع الأزهر.

ولله در الفقيه عمارة (١) اليمني فقد ضمن مرثيته أهل القصر جملا مما ذكر ، وهي القصيدة التي قال ابن سعد فيها ، ولم يسمع فيما يكتب في دولة بعد انقراضها أحسن منها:

رميت يا دهر كف المجد بالشلل

وجيده بعد حسن الحلي بالعطل

سعيت في منهج الرأي العثور فإن

قدرت من عثرات الدهر فاستقل

جدعت ما رنك الأقنى فأنفك لا

ينفك ما بين قرع السنّ والخجل

هدمت قاعدة المعروف عن عجل

سعيت مهلا أما تمشي على مهل

لهفي ولهف بني الآمال قاطبة

على فجيعتها في أكرم الدول

قدمت مصر فأولتني خلائفها

من المكارم ما أربى على الأمل

قوم عرفت بهم كسب الألوف ومن

كمالها أنها جاءت ولم أسل

وكنت من وزراء الدست حين سما

رأس الحصان يهاديه على الكفل

ونلت من عظماء الجيش مكرمة

وخلة حرست من عارض الخلل

_________________

(١) عمارة بن علي بن زيدان المذحجي اليمني ، أبو محمد. مؤرخ ثقة وشاعر ففيه أديب من أهل اليمن ولد في تهامة ورحل إلى زبيد سنة ٥٣١ ه‍ وقدم مصر برسالة من أمير مكة إلى الفائز الفاطمي سنة ٥٥٠ ه‍ فأحسن الفاطميون إليه وبالغوا في إكرامه. ولم يزل مواليا لهم إلى أن قدم صلاح الدين إلى مصر حيث قتله سنة ٥٦٩ ه‍. له عدة مؤلفات. الأعلام ج ٥ / ٣٧.

٤٤٥

يا عاذلي في هوى أبناء فاطمة

لك الملامة إن قصرت في عذلي

بالله در ساحة القصرين وابك معي

عليهما لا على صفين والجمل

وقل لأهليهما والله ما التحمت

فيكم جراحي ولا قرحي بمندمل

ما ذا عسى كانت الإفرنج فاعلة

في نسل آل أمير المؤمنين علي

هل كان في الأمر شيء غير قسمة ما

ملكتموا بين حكم السبي والنفل

وقد حصلتم عليها واسم جدّكم

محمد وأبوكم غير منتقل

مررت بالقصر والأركان خالية

من الوقود وكانت قبلة القبل

فملت عنها بوجهي خوف منتقد

من الأعادي ووجه الودّ لم يمل

أسلت من أسفي دمعي غداة خلت

رحابكم وغدت مهجورة السبل

أبكي على ما تراءت من مكارمكم

حال الزمان عليها وهي لم تحل

دار الضيافة كانت أنس وافدكم

واليوم أوحش من رسم ومن طلل

وفطرة الصوم إذ أضحت مكارمكم

تشكو من الدهر حيفا غير محتمل

وكسوة الناس في الفصلين قد درست

ورث منها جدد عندهم وبلي

وموسم كان في يوم الخليج لكم

يأتي تجملكم فيه على الجمل

وأوّل العام والعيدين كم لكم

فيهنّ من وبل جود ليس بالوشل

والأرض تهتز في يوم الغدير كما

يهتز ما بين قصريكم من الأسل

والخيل تعرض في وشي وفي شية

مثل العرائس في حلي وفي حلل

ولا حملتم قرى الأضياف من سعة الأط

باق إلا على الأكتاف والعجل

وما خصصتم ببرّ أهل ملتكم

حتى عممتم به الأقصى من الملل

كانت رواتبكم للذمتين ولل

ضيف المقيم وللطاري من الرسل

ثم الطراز بتنيس الذي عظمت

منه الصلات لأهل الأرض والدول

وللجوامع من إحسانكم نعم

لمن تصدّر في علم وفي عمل

وربما عادت الدنيا فمعقلها

منكم وأضحت بكم محلولة العقل

والله لا فاز يوم الحشر مبغضكم

ولا نجا من عذاب الله غير ولي

ولا سقى الماء من حرّ ومن ظمأ

من كف خير البرايا خاتم الرسل

ولا رأى جنة الله التي خلقت

من خان عهد الإمام العاضد ابن علي

أئمتي وهداتي والذخيرة لي

إذا ارتهنت بما قدّمت من عملي

تالله لم أوفهم في المدح حقهم

لأنّ فضلهم كالوا بل الهطل

ولو تضاعفت الأقوال واتسعت

ما كنت فيهم بحمد الله بالخجل

باب النجاة هم دنيا وآخرة

وحبهم فهو أصل الدين والعمل

نور الهدى ومصابيح الدجى ومحل

الغيث إن ربت الأنواء في المحل

٤٤٦

أئمة خلقوة نورا فنورهم

من محض خالص نور الله لم يغل

والله ما زلت عن حبي لهم أبدا

ما أخر الله لي في مدّة الأجل

وبسبب هذه القصيدة قتل عمارة رحمه‌الله ، وتمحلت له الذنوب ، انتهى ما ذكره رحمه‌الله تعالى.

٤٤٧

ذكر ما كان من أمر القصرين ،

والمناظر بعد زوال الدولة الفاطمية

ولما مات العاضد لدين الله في يوم عاشوراء سنة سبع وستين وخمسمائة ، احتاط الطواشي (١) قراقوش على أهل العاضد ، وأولاده ، فكانت عدّة الأشراف في القصور : مائة وثلاثين ، والأطفال خمسة وسبعين ، وجعلهم في مكان أفرد لهم خارج القصر ، وجمع عمومته ، وعشيرته في إيوان بالقصر ، واحترز عليهم ، وفرّق بين الرجال والنساء لئلا يتناسلوا ، وليكون ذلك أسرع لانقراضهم.

وتسلم السلطان صلاح الدين يوسف بن أيوب القصر ، بما فيه من الخزائن والدواوين ، وغيرها من الأموال والنفائس ، وكانت عظيمة الوصف ، واستعرض من فيه من الجواري والعبيد ، فأطلق من كان حرّا ، ووهب واستخدم باقيهم ، وأطلق البيع في كل جديد ، وعتيق ، فاستمرّ البيع فيما وجد بالقصر ، عشر سنين ، وأخلى القصور من سكانها ، وأغلق أبوابها ، ثم ملكها أمراءه ، وضرب الألواح على ما كان للخلفاء وأتباعهم من الدور والرباع ، وأقطع خواصه منها ، وباع بعضها.

ثم قسم القصور ، فأعطى القصر الكبير : للأمراء فسكنوا فيه ، وأسكن أباه نجم الدين أيوب بن شادي في قصر اللؤلؤة على الخليج ، وأخذ أصحابه دور من كان ينسب إلى الدولة الفاطمية ، فكان الرجل إذا استحسن دارا أخرج منها سكانها ، ونزل بها.

قال القاضي الفاضل : وفي ثالث عشريه يعني ربيعا الآخر سنة سبع وستين : كشف حاصل الخزائن الخاصة بالقصر ، فقيل : إن الموجود فيه مائة صندوق كسوة فاخرة من موشح ، ومرصع وعقود ثمينة ، ودخائر فخمة ، وجواهر نفيسة ، وغير ذلك من ذخائر جمة الخطر ، وكان الكاشف بهاء الدين قراقوش ، وبيان ، وأخليت أمكنة من القصر الغربيّ سكن بها الأمير موسك والأمير أبو الهيجاء السمنيّ ، وغيره من الغزو ، ملئت المناظر المصونة عن الناظر ، والمنتزهات التي لم يخطر ابتذالها في الخاطر ، فسبحان

__________________

(١) الطّواشي : واحد الطواشية وهم المعروفون بالخدام ومنهم كان أرباب الوظائف الخاصة بالخليفة وأجلّهم المحنكون وهم الذين يدورون عمائمهم على أحناكم. صبح الأعشى ٣ / ٥٥١.

٤٤٨

مظهر العجائب ، ومحدثها ، ووارث الأرض ومورثها.

قال : ومقدار ما يحدس أنه خرج من القصر ما بين دينار ودرهم ، ومصاغ وجوهر ، ونحاس ، وملبوس ، وأثاث ، وقماش ، وسلاح ما لا يقي به ملك الأكاسرة ، ولا تتصوّره الخواطر الحاضرة ، ولا يشتمل على مثله الممالك العامرة ، ولا يقدر على حسابه إلّا من يقدر على حساب الخلق في الآخرة.

وقال الحافظ جمال الدين يوسف اليغموريّ : وجدت بخط المهذب أبي طالب محمد ابن عليّ بن الخيميّ ، حدّثني الأمير عضد الدين مرهف بن مجد الدين سويد الدولة بن منقذ: أن القصر أغلق على ثمانية عشر ألف نسمة عشرة آلاف شريف وشريفة ، وثمانية آلاف عبد ، وخادم وأمة ومولدة وتربية.

وقال ابن عبد الظاهر عن القصر لما أخذه صلاح الدين ، وأخرج من به كان فيه اثنا عشر ألف نسمة ليس فيهم فحل ، إلّا الخليفة ، وأهله ، وأولاده ولما أخرجوا منه ، أسكنوا في دار المظفر ، وقبض أيضا صلاح الدين على الأمير داود بن العاضد ، وكان وليّ العهد وينعت بالحامد لله ، واعتقل معه جميع إخوته الأمير أبو الأمانة جبريل ، وأبو الفتح ، وابنه أبو القاسم ، وسليمان بن داود ، وعبد الظاهر حيدرة بن العاضد ، وعبد الوهاب بن إبراهيم ابن العاضد ، وإسماعيل بن العاضد ، وجعفر بن أبي الظاهر بن جبريل ، وعبد الظاهر بن أبي الفتوح بن جبريل بن الحافظ ، وجماعة من بني أعمامه ، فلم يزالوا في الاعتقال بدار الأفضل من حارة برجوان إلى أن انتقل الملك الكامل محمد بن العادل بن أبي بكر بن أيوب من دار الوزارة بالقاهرة إلى قلعة الجبل ، فنقل معه ولد العاضد وإخوته وأولاد عمه ، واعتقلهم بالقلعة ، وبهامات العاضد ، واستمرّ البقية حتى انقرضت الدولة الأيوبية ، وملك الأتراك إلى أن تسلطن الملك الظاهر : ركن الدين بيبرس البندقداريّ.

فلما كان في سنة ستين وستمائة : أشهد على من بقي منهم ، وهم كمال الدين إسماعيل بن العاضد وعماد الدين أبو القاسم ابن الأمير أبي الفتوح بن العاضد ، وبدر الدين عبد الوهاب بن إبراهيم بن العاضد أن جميع المواضع التي قبليّ المدارس الصالحية من القصر الكبير ، والموضع المعروف : بالتربة ظاهرا وباطنا بخط الخوخ السبع ، وجميع الموضع المعروف بالقصر اليافعيّ ، بالخط المذكور ، وجميع الموضع المعروف بسكن أولاد شيخ الشيوخ ، وغيرهم من القصر الشارع بابه قبالة دار الحديث النبويّ الكاملية ، وجميع الموضع المعروف بالقصر الغربيّ ، وجميع الموضع المعروف : بدار الفطرة بخط المشهد الحسينيّ ، وجميع الموضع المعروف : بدار الضيافة بحارة برجوان ، وجميع الموضع : المعروف باللؤلؤة ، وجميع قصر الزمرّذ ، وجميع البستان الكافوريّ : ملك لبيت المال المولويّ السلطانيّ الملكيّ الظاهريّ من وجه صحيح شرعيّ لا رجعة لهم فيه ، ولا لواحد

٤٤٩

منهم في ذلك ولا في شيء منه ، ولا مثوبة بسبب يد ، ولا ملك ، ولا وجه من الوجوه كلها ، خلا ما في ذلك من مسجد لله تبارك وتعالى أو مدفن لآبائهم ، وورخ ذلك الإشهاد بثالث عشر ربيع الأوّل سنة ستين وستمائة ، وأثبت على قاضي القضاة الصاحب تاج الدين عبد الوهاب ابن بنت الأعزّ الشافعي رحمه‌الله تعالى.

وتقرّر مع المذكورين أن مهما كان قبضوه من أثمان بعض الأماكن المذكورة التي عاقد عليها وكلاؤهم ، واتصلوا إليه يحاسبوا به من جملة ما يحرز ثمنه عند وكيل بيت المال ، وقبضت أيدي المذكورين عن التصرّف في الأماكن المذكورة وغيرها ، ورسم ببيعها فباعها وكيل بيت المال كمال الدين ظافر أوّلا فأوّلا ، ونقضت شيئا شيئا ، وبنى في أماكنها ما يأتي ذكره إن شاء الله تعالى.

واشترى قاعة السدرة بجوار المدرسة ، والتربة الصالحية قاضي القضاة شمس الدين محمد بن إبراهيم (١) بن عبد الواحد بن عليّ بن مسرور المقدسيّ الحنبليّ ، مدرس الحنابلة بالمدرسة الصالحية : بألف وخمسة وسبعين دينارا في رابع جمادى الآخرة سنة ستين وستمائة من كمال الدين ظافر بن الفقيه نصر وكيل بيت المال ، ثم باعها المذكور للملك الظاهر بيبرس في حادي عشري جمادى الآخرة المذكورة ، وقاعة السدرة هذه ، قد صارت هي ، وقاعة الخيم أصل المدرسة الظاهرية الركنية البيبرسية البندقدارية.

قال القاضي الفاضل : وفي يوم الاثنين سادس شهر رجب ، يعني من سنة أربع وثمانين وخمسمائة ، ظهر تسحب رجلين من المعتقلين في القصر أحدهما من أقارب المستنصر ، والآخر من أقارب الحافظ ، وأكبرهما سنا كان معتقلا بالإيوان حدث به مرض ، وأثخن فيه ، ففك حديده ، ونقل إلى القصر الغربيّ في أوائل سنة ثلاث وثمانين ، واستمرّ لما به ، ولم يستقل من المرض ، وطلب ففقد ، واسمه : موسى بن عبد الرحمن أبي حمزة بن حيدرة بن أبي الحسن أخي الحافظ ، واسم الآخر : موسى بن عبد الرحمن بن أبي محمد بن أبي اليسر بن محسن بن المستنصر ، وكان طفلا في وقت الكائنة بأهله ، وأقام بالقصر الغربيّ مع من أسر به إلى أن كبر وشب.

قال : وذكر أن القصر الغربيّ قد استولى عليه الخراب ، وعلا على جدرانه التشعث ، والهدم ، وإنه يجاور اصطبلات فيها جماعة من المفسدين ، وربما تسلق إليه للتطرّق للنساء المعتقلات ، والمتسلق منه إذا قويت نفسه على التسحب لم تكن عقلته في القصر المذكور مانعة من التسحب.

__________________

(١) نزيل مصر أول من ولي قضاء القضاة في الديار المصرية ولد وتفقه في دمشق وسكن مصر ، ولد سنة ٦٠٣ ه‍ وتوفي سنة ٦٧٦ ه‍. الأعلام ج ٥ / ٢٩٦.

٤٥٠

قال : وعدد من بقي من هذه الذرية بدار المظفر والقصر الغربيّ والإيوان : مائتان واثنان وخمسون شخصا ، ذكور ثمانية وتسعون ، وإناث مائة وأربعة وخمسون ، تفصيله المقيمون بدار المظفر : أحد وثلاثون ذكور ، أحد عشر كلهم أولاد العاضد لصلبه ، أناث عشرون : بنات العاضد خمسة ، إخوته أربع ، جهات العاضد أربع ، بنات الحافظ ثلاث ، جهات يوسف ابنه وجبريل ابن عمه أربع ، المعتلقون بالإيوان خمسة وخمسون رجلا منهم الأمير أبو الظاهر بن جبريل بن الحافظ ، المقيمون بالقصر الغربيّ : مائة وستة وستون شخصا ذكور اثنان وثلاثون ، أكبرهم : عمره عشرون سنة ، وأصغرهم عمره سبع عشرة سنة ، إناث : مائة وأربع ، وثلاثون : بنات أربع وستون ، أخوات وعمات وزوجات سبعون.

قال : وفي جمادي الآخرة سنة ثمان وثمانين وخمسمائة ، كانت عدّة من في دار المظفر بحارة برجوان ، والقصر الغربيّ ، والإيوان من أولاد العاضد ، وأقاربه ، ومن معهم مضافا إليهم ثلثمائة واثنتين وسبعين نفسا. دار المظفر ، أحرار ومماليك : مائة وست وستون نفسا ، القصر الغربيّ : أحرار مائة وأربعون نفسا ، الإيوان : تسعة وسبعون رجلا بالغون ، وأما منازل العز ، فاشتراها الملك المظفر تقيّ الدين عمر بن شاهنشاه بن نجم الدين أيوب بن شادي في نصف شعبان سنة : ست وستين وخمسمائة ، وجعلها مدرسة للفقهاء الشافعية ، واشترى الروضة ، وجعلها وقفا على المدرسة المذكورة ، والله تعالى أعلم بالصواب ، وإليه المرجع ، والمآب ، وصلى الله على سيدنا محمد وآله وسلم.

تم الجزء الثاني ، ويليه الجزء الثالث

وأوله : «ذكر حارات القاهرة وظواهرها»

٤٥١
٤٥٢

فهرس الجزء الثاني

من كتاب الخطط للعلامة المقريزي

الموضوع

الصفحة

الموضوع

الصفحة

ذكر تاريخ الخليفة

٣

ذكر السبب في تسمية مدينة مصر بالفسطاط

٨٥

ذكر ما قيل في مدة أيام الدنيا ماضيها وباقيها

٤

ذكر الخطط التي كانت بمدينة الفسطاط

٨٦

ذكر تواريخ التي كانت للأمم قبل تاريخ القبط

١٧

ذكرأمراء الفسطاط من حيث فتحت مصر إلى أن بني العسكر

٩١

ذكر تاريخ القبط

٢٤

 ذكر العسكر الذي بنى بظاهر مدينة فسطاط مصر

١٠١

ذكر دقلطيانوس الذي يعرف تاريخ القبط به

٢٤

ذكر من نزل العسكر من أمراء مصر من حين بنى إلى أن بنيت القطائع

١٠٤

ذكرأسابيع الأيام

٢٥

 ذكر القطائع ودولة بني طولون

١١٩

ذكرأعياد القبط من النصارى بديار مصر

٢٦

ذكر من ولى مصر من الأمراء بعد خراب القطائع إلى أن بنيت قاهرة العز على يد القائد جوهر

١٤٢

 ذكرما يوافق أيام الشهور والقبطية من الأعمال في الزراعات وزيادة النيل وغير ذلك عل ما نقله أهل مصر عن قدمائهم واعتمدوا عليه في أمورهم

٣٧

ذكر ما كانت عليه مدينة الفسطاط من كثرة العمارة

١٤٩

ذكر تحويل السنة الخراجية القبطية إلى السنة الهلالية العربية

٤٤

ذكر الآثار الواردة في خراب مصر

١٥٥

ذكر فسطاطا مصر

٦٥

ذكر خراب الفسطاط

١٥٧

ذكر ما كان عليه موضع الفسطاط قبل الإسلام إلى أن أختطه المسلمون مدينة

٦٦

ذكر ما قيل في مدينة فسطاط مصر

١٦٥

ذكر الحصن الذي يعرف بقصر الشمع

٦٧

ذكر ما عليه مدينة مصر الآن وصفته

١٧٠

ذكر حصار المسلمين بالقصر وفتح مصر

٧١

ذكر ساحل النيل بمدينة مصر

١٧٢

ذكر ماقيل في مصر هل فتحت بصلح أو عنوه

٨١

ذكر المنشأة

١٧٥

ذكر من شهد فتح مصر من الصحابة رضي الله عنهم

٨٤

ذكرأبواب مدينة مصر

١٧٨

ذكر القاهرة قاهرة المعز لدين الله

١٨٠

ذكر ما قيل في نسب الخلفاء الفاطميين بناة القاهرة

١٨٠

٤٥٣

الموضوع

الصفحة

الموضوع

الصفحة

ذكر الخلفاء الفاطميين

١٨٣

عيد الغدير

٢٥٤

ذكر ما كان عليه موضع القاهرة قبل وضعها

٢٠١

المحول

٢٥٨

ذكر حد القاهرة

٢٠٢

وصف االدعوة وترتيبها

٢٦٠

ذكر بناء القاهرة وما كانت عليه في الدولة الفاطمية

٢٠٤

الدعوة الأولى

٢٦٠

ذكر ما صارت إليه القاهرة بعد استيلاء الدولة الأبوبية عليها

٢١٠

الدعوة الثانية

٢٦٢

ذكر طرف ما قيل في القاهرة ومنتزهاتها

٢١٢

الدعوة الثالثة

٢٦٣

ذكر ما قبل في مدة بقاء القاهرة ووقت خرابها

٢٢٤

الدعوة الرابعة

٢٦٤

 ذكر مسالك القاهرة وشوارعها على ما هي عليه الأن

٢٢٦

الدعوة الخامسة

٢٦٥

ذكر سور القاهرة

٢٣٣

الدعوة السادسة

٢٦٥

ذكرأبواب القاهرة

٢٩٣

الدعوة السابعة

٢٦٦

باب زويلة

٢٣٩

الدعوة الثامنة

٢٦٦

باب النصر

٢٤١

الدعوة التاسعة

٢٦٧

باب الفتوح

٢٤١

ابتداء هذه الدعوة

٢٦٧

باب القنطرة

٢٤٣

الدواوين

٢٦٧

باب الشعرية

٢٤٤

ديوان المجلس

٢٧١

باب سعادة

٢٤٤

ديوان النظر

٢٧٦

الباب المحروق

٢٤٤

ديوان التحقيق

٢٧٦

باب البرقية

٢٤٥

ديوان الجيوش والرواتب

٢٧٧

ذكر قصور الخلفاء ومناظرهم والإلماع بطرف من مآثرهم وما صارت إليه أحوالها من بعدهم

٢٤٦

ديوان الإنشاء والمكاتبات

٢٧٩

القصر الكبير

٢٤٦

التوقيع بالقلم الدقيق في المظالم

٢٧٩

قاعة الذهب

٢٤٨

التوقيع بالقلم الجليل

٢٨٠

كيفية سماط شهر رمضان بهذه القاعة

٢٥٢

مجلس النظر في المظالم

٢٨٠

عمل سماط عيد الفطر بهذه القاعة

٢٥٢

رتب الإمراء

٢٨١

الإيوان الكبير

٢٥٤

قاضي القضاة

٢٨١

قاعة الفضة

٢٨٢

قاعة السدرة

٢٨٢

قاعة الخيم

٢٨٢

المناظر الثلاث

٢٨٣

قصر الشوك

٢٨٣

قصر أولاد الشيخ

٢٨٣

قصر الزمرد

٢٨٣

٤٥٤

الموضوع

الصفحة

الموضوع

الصفحة

الركن المخلق

٢٨٤

باب الزمرد

٣٣٧

السقيفة

٢٨٤

باب العيد

٣٣٧

دار الضرب

٢٨٦

باب قصر الشوك

٣٣٧

خزائن السلاح

٢٨٧

باب الديلم

٣٣٧

المارستان العتيق

٢٨٧

باب تربة الزعفران

٣٣٨

التربة العزية

٢٨٨

باب المنجر

٣٣٨

القصر النافعي

٢٨٩

ذكر دار الوزارة الكبرى

٣٤٣

الخزائن التي كانت بالقصر

٢٩٠

ذكر رتبة الوزارة وهيئة خلعهم ومقدار جاربهم وما يتعلق بذلك

٣٤٥

خزائة الكتب

٢٩٠

ذكر الحجر التي كانت برسم الصبيان الحجرية

٣٥١

خزانة الكسوات

٢٩٢

ذكر مناخ السعيد

٣٥٣

خزائن الجوهر والطيب والطرائف

٢٩٩

ذكر إصطيل الطارمة

٣٥٣

خزائن الفرش والأمتعة

٣٠٤

ذكر دار الضرب وما يتعلق بها

٣٥٥

خزائن السلاح

٣٠٥

دار العلم الجديدة

٣٥٥

خزائن السروج

٣٠٦

موسم أول العام

٣٥٦

خزائن الخيم

٣٠٧

ذكر ما كان يضرب في خميس العدس من خراريب الذهب

٣٦٥

خزائن الشراب

٣١٠

ذكر دار الوكالة الأمرة

٣٦٥

خزائن التوابل

٣١٠

ذكر هيأة صلاة العيد وما يتعلق بها

٣٦٦

دار التعبية

٣١٤

ذكر القصر الصغير الغربي

٣٧٦

خزائن دار أفتكين

٣١٤

الميدان

٣٧٧

خبر نزار وافتكين

٣١٤

البستان الكافوري

٣٧٧

خزانة البنود

٣١٦

القاعة

٣٧٨

دار الفطرة

٣٢٠

أبواب القصر الغربي

٣٧٨

دار الفطرة

٣٢٠

باب الساباط

٣٧٨

المشهد الحسيني

٣٢٢

باب التبانين

٣٧٩

ما كان يعمل في يوم عاشوراء

٣٢٩

بابا الزمرد

٣٧٩

باب الذهب

٣٣١

ذكر دار العلم

٣٧٩

جلوس الخليفة في الموالد بالمنظرة علو باب الذهب

٣٣٢

ذكر دار الضيافة

٣٨٣

باب البحر

٣٣٤

باب الريح

٣٣٥

٤٥٥

الموضوع

الصفحة

الموضوع

الصفحة

ذكر إصطبل الحجرية

٣٨٤

المنظرة ببركة الحبس

٤٣٠

ذكر مطبخ القصر

٣٨٤

البساتين

٤٣٠

درب السلسلة

٣٨٥

قبة الهواء

٤٣١

ذكر الدار المأمونية

٣٨٦

بحر أبي المنجا

٤٣٢

المأمون البطائحي

٣٨٦

قصر الورد بالخاقانية

٤٣٣

حبس المعونة

٣٨٧

بركة الجب

٤٣٤

ذكر الحسبة ودار العيار

٣٨٨

المشتهى

٤٣٥

إصطبل الجميزة

٣٨٩

ذكرأيام التي كانت الخلفاء الفاطميون يتخذونها أعيادا ومواسم تتسع بها أحوال الرعية وتكثر نعمهم

٤٣٦

دار الديباج

٣٨٩

موسم رأس السنة

٤٣٦

الإهراء السلطانية

٣٩٠

موسم أول العام

٤٣٦

ذكر المناظر التي كانت للخلفاء الفاطميين ومواضع نزههم وما كان لهم فيها من أمور جميلة

٣٩٢

موسم أول العام

٤٣٦

منظرة الجامع الأزهر

٣٩٢

يوم عاشوراء

٤٣٧

ذكر ليالي الوقود

٣٩٢

عيد النصر

٤٣٧

منظرة اللؤلؤة

٣٩٦

المواليد الستة

٤٣٧

منظرة الغزالة

٣٩٩

ليالي الوقود الأربع

٤٣٨

دار الذهب

٤٠٠

موسم شهر رمضان

٤٣٨

منظرة السكرة

٤٠١

إبطال المسكرات

٤٤٠

ذكر ما كان يعمل يوم فتح الخليج

٤٠١

ذكر مذاهبهم في أول الشهور

٤٤٠

ذكر ما كان يعمل يوم فتح الخليج

٤٠١

قافلة الحج

٤٤٠

منظرة الدوكة

٤١٧

موسم عيد الفطر

٤٤٠

منظرة المقس

٤١٨

يد النحر

٤٤١

 منظرة البعل

٤١٩

عيدالغدير

٤٤١

منظرة التاج

٤٢٠

كسوة الشتاء والصيف

٤٤١

منظرة الخمس وجوه

٤٢١

موسم قتح الخليج

٤٤١

منظرة باب الفتوح

٤٢١

ذكر النوروز

٤٤٣

منظرة باب الفتوح

٤٢١

الميلاد

٤٤٤

منظرة الصناعة

٤٢٢

الغطاس

٤٤٥

دار الملك

٤٢٤

خميس العهد

٤٤٥

منازل العز

٤٢٦

أيام الركوبات

٤٤٥

الهودج

٤٢٧

صلاة الجمعة

٤٤٥

قصر القرافة

٤٢٩

ذكر ما كان من أمر القصرين والمناظر بعد زوال الدولة الفاطمية

٤٤٨

٤٥٦