تاريخ مدينة دمشق - ج ٣٥

أبي القاسم علي بن الحسن ابن هبة الله بن عبد الله الشافعي [ ابن عساكر ]

تاريخ مدينة دمشق - ج ٣٥

المؤلف:

أبي القاسم علي بن الحسن ابن هبة الله بن عبد الله الشافعي [ ابن عساكر ]


المحقق: علي شيري
الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع
الطبعة: ٠
الصفحات: ٤٩٥
الجزء ١ الجزء ٢ الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧ الجزء ٨ الجزء ٩ الجزء ١٠ الجزء ١١ الجزء ١٢ الجزء ١٣ الجزء ١٤ الجزء ١٥ الجزء ١٦ الجزء ١٧ الجزء ١٨ الجزء ١٩ الجزء ٢٠ الجزء ٢١ الجزء ٢٢ الجزء ٢٣ الجزء ٢٤ الجزء ٢٥ الجزء ٢٦ الجزء ٢٧ الجزء ٢٨ الجزء ٢٩ الجزء ٣٠ الجزء ٣١ الجزء ٣٢ الجزء ٣٣ الجزء ٣٤ الجزء ٣٥ الجزء ٣٦ الجزء ٣٧ الجزء ٣٨ الجزء ٣٩ الجزء ٤٠ الجزء ٤١ الجزء ٤٢ الجزء ٤٣ الجزء ٤٤ الجزء ٤٥ الجزء ٤٦ الجزء ٤٧ الجزء ٤٨ الجزء ٤٩ الجزء ٥٠ الجزء ٥١ الجزء ٥٢ الجزء ٥٣ الجزء ٥٤ الجزء ٥٥ الجزء ٥٦ الجزء ٥٧ الجزء ٥٨ الجزء ٥٩ الجزء ٦٠ الجزء ٦١ الجزء ٦٢ الجزء ٦٣ الجزء ٦٤ الجزء ٦٥ الجزء ٦٦ الجزء ٦٧ الجزء ٦٨ الجزء ٦٩ الجزء ٧٠ الجزء ٧١ الجزء ٧٢ الجزء ٧٣ الجزء ٧٤ الجزء ٧٥ الجزء ٧٦ الجزء ٧٧ الجزء ٧٨ الجزء ٧٩ الجزء ٨٠

٣٩٦٦ ـ عبد الرّحمن بن معاوية بن حديج بن جفنة بن قتيرة

ابن حارثة بن عبد شمس بن معاوية بن جعفر بن أسامة بن سعد

ابن أشرس بن شبيب بن السّكون بن أشرس بن كندة

أبو معاوية الكندي التجيبي المصري (١)

قاضي مصر.

روى عن أبيه ، وعبد الله بن عمرو بن العاص ، وأبي بصرة الغفاري (٢).

روى عنه : يزيد بن أبي حبيب ، وعقبة بن مسلم ، وواهب بن عبد (٣) المعافري ، وسويد بن قيس ، وحمّاد الخولاني المصريون.

ووفد على الوليد بن عبد الملك ببيعة أهل مصر.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنا أبو الحسين (٤) بن النقور ، أنا عيسى بن علي ، أنا عبد الله بن محمّد ، حدثني إبراهيم بن هاني ، نا يحيى بن الصامت المدائني ، أنا عبد الله بن المبارك ، عن ابن (٥) لهيعة ، حدثني يزيد بن [أبي](٦) حبيب أن سويد بن قيس أخبره عن عبد الرّحمن بن معاوية.

أنّ رجلا سأل رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم فقال : يا رسول الله ما يحلّ لي مما يحرم علي؟ فسكت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فرد عليه ثلاث مرات كلّ ذلك يسكت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، ثم قال : «أين السائل؟» ، فقال : أنا ذا يا رسول الله ، قال : ـ ونقر باصبعه : ـ «ما أنكر قلبك فدعه» [٧٢٤٣].

قال عبد الله بن محمّد : ولا أدري سمع عبد الرّحمن بن معاوية من النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم أم لا ، ولا أعلم روي عنه غير هذا الحديث.

أخبرناه عاليا أبو غالب بن البنّا ، أنا أبو محمّد الجوهري ، أنا أبو عمر بن حيّوية ، أنا يحيى بن محمّد بن صاعد ، نا الحسين (٧) بن الحسن ، أنا عبد الله بن المبارك ، عن ابن (٨)

__________________

(١) ترجمته وأخباره في تهذيب الكمال ١١ / ٣٧٥ وتهذيب التهذيب ٣ /؟؟؟ ٤٢٠ وحسن المحاضرة ١ / ٢٩٦ و٢ / ١٣٨ والوافي بالوفيات ١٨ / ٢٨٤ وحديج بالتصغير.

(٢) واسمه : حميل بن بصرة ، أبو بصرة الغفاري ، ترجمته في تهذيب الكمال ٥ / ٢٧٣.

(٣) كذا بالأصل وم ، وفي تهذيب الكمال وتهذيب التهذيب : عبد الله انظر ترجمته في تهذيب الكمال ١٩ / ٣٦٤.

(٤) في م : «أنا الحسن بن البغوي» تحريف.

(٥) بالأصل وم : «أبي» تصحيف ، انظر ترجمة يزيد بن أبي حبيب في تهذيب الكمال ٢٠ / ٢٩٥.

(٦) زيادة عن م للإيضاح ، وسيرد الاسم صوابا في الرواية التالية ، وانظر الحاشية السابقة.

(٧) في م : الحسن بن الحسين.

(٨) بالأصل وم : «أبي» تصحيف ، انظر ترجمة يزيد بن أبي حبيب في تهذيب الكمال ٢٠ / ٢٩٥.

٤٤١

لهيعة ، نا يزيد بن أبي حبيب أن سويد بن قيس أخبره.

أن عبد الرّحمن بن معاوية بن حديج أخبره قال : سأل رجل رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم فقال : يا رسول الله ما يحلّ لي مما يحرم علي ، فسكت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فردّ عليه ثلاث مرات كلّ ذلك يسكت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، ثم قال : «أين السائل؟» قال : أنا ذا يا رسول الله ، قال ونقر باصبعه : «ما أنكر قلبك فدعه» [٧٢٤٤].

أخبرنا أبو القاسم بن الحصين ، أنا أبو علي بن المذهب ، أنا أحمد بن جعفر ، نا عبد الله بن أحمد (١) ، حدثني أبي ، نا يحيى بن إسحاق ، أنا ابن (٢) لهيعة ، عن يزيد بن أبي حبيب ، عن عبد الرّحمن بن معاوية بن حديج قال :

سمعت رجلا من كنده يقول : حدثني رجل من أصحاب النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم من الأنصار أنه سمع رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يقول : «لا ينتقص أحدا من (٣) صلاة شيئا إلّا أتمه الله له (٤) من سبحته» [٧٢٤٥].

ذكر أبو عمر محمّد بن يوسف التجيبي المصري في كتاب أمراء مصر ، قال :

وبويع الوليد بن عبد الملك ، فخرج عبد الرّحمن بن معاوية بن حديج وافدا إليه ببيعة أهل مصر.

أنبأنا أبو الغنائم الكوفي ، ثم حدثنا أبو الفضل البغدادي ، أنا أبو الفضل ، وأبو الحسين ، وأبو الغنائم ـ واللفظ له ـ قالوا : أنا عبد الوهاب بن محمّد ـ زاد أبو الفضل ومحمّد بن الحسن قالا : ـ أنا أحمد بن عبدان ، أنا محمّد بن سهل ، أنا محمّد بن إسماعيل ، قال (٥) :

عبد الرّحمن بن معاوية بن حديج التجيبي عن أبيه ، وروى عنه عقبة بن مسلم المصري.

أخبرنا أبو عبد الله الخلال ـ إذنا (٦) ـ أنا أبو القاسم بن منده ، أنا أبو علي الأصبهاني ـ إجازة ـ.

ح قال : وأنا أبو طاهر ، أنا علي ، قالا : أنا عبد الرّحمن بن أبي حاتم ، قال (٧) :

__________________

(١) مسند أحمد بن حنبل ٩ / ١٦٢ رقم ٢٣٦٩٨.

(٢) الأصل وم : أبو ، والمثبت عن المسند.

(٣) في م والمسند : أحدكم من صلاته.

(٤) في م والمسند : أتمها الله من سبحته.

(٥) التاريخ الكبير للبخاري ٣ / ١ / ٣٥٠.

(٦) بعدها في م : قالا.

(٧) الجرح والتعديل ٥ / ٢٨٤.

٤٤٢

عبد الرّحمن بن معاوية بن حديج التجيبي روى عن أبيه ، روى عنه عقبة بن مسلم ، سمعت أبي يقول ذلك.

قرأت على أبي محمّد السّلمي ، عن أبي بكر الخطيب قال :

عبد الرّحمن بن معاوية بن حديج بن جفنة بن قتيرة بن حارثة بن عبد شمس بن معاوية بن جعفر بن أسامة بن سعد بن تجيب أبو معاوية ، قاضي مصر ، حدّث عن أبيه ، وعن عبد الله بن عمر ، وأبي بصرة الغفاري ، روى عنه واهب بن عبد الله ، ويزيد بن أبي حبيب ، وعقبة بن مسلم.

قرأت على أبي محمّد السّلمي ، عن أبي نصر بن ماكولا ، قال (١) :

وأما حديج بضم الحاء ، وفتح الدال : عبد الرّحمن بن معاوية بن حديج قاضي مصر ، أبو معاوية ، يروي عن ابن عمر ، وابن عمرو ، وأبي بصرة ، وأبيه (٢) معاوية بن حديج يروي عنه يزيد بن أبي حبيب ، توفي سنة خمس وتسعين ، قاله ابن يونس.

أنبأنا أبو محمّد السّلمي ، عن خلف بن أحمد الحوفي ، أنا أبو محمّد عبد الرّحمن بن عمر بن النحاس ، أنا أبو عمر محمّد بن يوسف بن يعقوب الكندي (٣) ، حدثني يحيى بن أبي معاوية ، عن خلف (٤) ، عن أبيه ، عن جده ، قال :

ثم ولي القضاء عبد الرّحمن بن معاوية بن حديج في ربيع الأول سنة ست وثمانين ، وكان على الشرط أيضا ، قال : وتوفي عبد العزيز بن مروان في جمادى الأولى سنة ست وثمانين ، وعبد الرّحمن بن معاوية على القضاء والشرط ، فقام بأمر مصر عمر بن مروان ، ثم قدم عبد الله بن عبد الملك بن مروان أميرا في جمادى الآخرة ، فأقرّ عبد الرّحمن بن معاوية على القضاء والشرط إلى شهر رمضان سنة ست وثمانين ، ثم صرفه عنهما.

قال : وحدثني ابن قديد عن عبيد الله (٥) ، عن أبيه ، حدثني أبو (٦) ميسرة عبد الرّحمن بن ميسرة أن عبد الله بن عبد الملك لما قدم مصر استبدل بعمال عبد العزيز

__________________

(١) الاكمال لابن ماكولا ٢ / ٣٩٥ و٣٩٦.

(٢) عن الاكمال وبالأصل وم : وابنه.

(٣) من طريقه رواه المزي في تهذيب الكمال ١١ / ٣٧٥.

(٤) وهو خلف بن ربيعة بن الوليد بن سليمان بن زياد الحضرمي (كما في تهذيب الكمال).

(٥) هو عبيد الله بن عفير (كما في تهذيب الكمال).

(٦) بالأصل أبي ، والصواب عن م وتهذيب الكمال.

٤٤٣

عمالا فأراد عزل عبد الرّحمن بن معاوية عن القضاء والشرط فلم يجد عليه مقالا ولا متعلقا فولّاه مرابطة الإسكندرية ، وزاد في عطائه ، وأخرجه إليها ، فوليها عبد الرّحمن بن معاوية إلى أن صرف عن قضائها في شهر رمضان سنة ست وثمانين ، وليها ستة أشهر.

قال : وحدثني ابن قديد عن عبيد الله بن سعيد ، عن أبيه قال :

جمع لعبد الرّحمن بن معاوية القضاء وخلافة الفسطاط.

قال : وحدثني أحمد بن داود بن أبي صالح ، حدثني محمّد بن أبي المغيرة بن أخضر ، عن أحمد بن يحيى بن وزير ، عن ابن بكير ، عن ابن لهيعة قال :

كان عبد الرّحمن بن معاوية بن حديج أول قاض نظر في أموال اليتامى ، وضمن عريف كل قوم أموال يتامى تلك القبيلة ، وكتب بذلك كتابا ، فكان عنده.

قال : وحدثني أبو سلمة ، نا يحيى بن عثمان بن صالح ، حدثني أبي (١) عن لهيعة بن عيسى ، عن عمه عبد الله بن لهيعة.

أن عبد الرّحمن بن معاوية بن حديج إذ كان قاضيا كشف عن أموال اليتامى وجعلها على أيدي عرفاء القبائل ، وشهرها وأشهد فيها ، فجرى الأمر على ذلك.

كتب إليّ أبو محمّد حمزة بن العباس ، وأبو الفضل أحمد بن محمّد ، وحدثني أبو بكر اللفتواني عنهما قالا : أنا أبو بكر أحمد بن الفضل بن محمّد ، قال : قال لنا أبو سعيد بن يونس :

عبد الرّحمن بن معاوية بن حديج بن جفنة بن قتيرة التجيبي قاضي مصر ، يكنى أبا معاوية ، يروي عن ابن عمر ، وابن عمرو ، وأبي بصرة الغفاري ، ومعاوية بن حديج ، روى عنه يزيد بن أبي حبيب ، جمع له عبد العزيز بن مروان القضاء والشرط ، توفي سنة خمس وتسعين.

٣٩٦٧ ـ عبد الرّحمن بن معاوية بن أبي سفيان صخر

ابن حرب (٢) بن أمية بن عبد شمس الأموي

أمّه فاختة بنت قرظة (٣) بن عبد عمرو بن نوفل بن عبد مناف ، ويقال : أمّه أم ولد.

__________________

(١) من طريقه رواه المزي في تهذيب الكمال ١١ / ٣٧٥.

(٢) في م : حارث.

(٣) بالأصل وم : قرطه ، والمثبت عن نسب قريش للمصعب ص ١٢٨.

٤٤٤

مات عبد الرّحمن صغيرا.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي ، أنا الحسن بن علي ، أنا ابن عمر بن حيّوية ، أنا أحمد بن معروف ، نا الحسن بن الفهم ، نا محمّد بن سعد قال :

فولد معاوية : عبد الله وهو خبيث (١) ، وعبد الرّحمن وهندا تزوجها عبد الله بن عامر ، وأمّهم فاختة بنت قرظة بن عبد عمرو بن نوفل بن عبد مناف بن قصي.

٣٩٦٨ ـ عبد الرّحمن بن معاوية بن هشام

ابن عبد الملك بن مروان بن الحكم بن أبي العاص

ابن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف

أبو المطرّف الأموي الهشامي المعروف بالداخل (٢)

ولد بدير حنيناء (٣) وذكر البلاذري أنه من عمل دمشق.

أخبرنا أبو الحسين بن الفراء ، وأبو غالب ، وأبو عبد الله ابنا البنّا ، قالوا : أنا أبو جعفر بن المسلمة ، أنا أبو طاهر المخلّص ، نا أحمد بن سليمان ، نا الزبير بن بكّار ، قال (٤)

ومن ولد هشام بن عبد الملك أبان بن معاوية بن هشام ، وكان فارسا ، وعبد الرّحمن بن معاوية بن هشام غلب على الأندلس حين قتل مروان بن محمّد وولده هناك ، وهما لأم ولد.

(٥) أخبرنا أبو غالب محمّد بن الحسن ، أنا أبو الحسن محمّد بن علي ، أنا أبو عبد الله أحمد بن إسحاق ، أنا أبو الحسن أحمد بن عمران ، أنا أبو عمران موسى بن زكريا ،

__________________

(١) عن نسب قريش للمصعب ص ١٢٨ وبالأصل رسمها : «؟؟؟ منقب» وفي م : «مبقت».

(٢) أخباره في نفح الطيب ٣ / ٢٧ وجذوة المقتبس ص ٩ والبيان المغرب لابن عذاري ٢ / ٤٧ فوات الوفيات ٢ / ٣٠٢ الوافي بالوفيات ١٨ / ٢٧٩ الطبري (الفهارس العامة) ، العقد الفريد (بتحقيقنا : الفهارس العامة) ، الكامل لابن الأثير (بتحقيقنا : الفهارس العامة) ، سير أعلام النبلاء ٨ / ٢٤٤ ونسب قريش للمصعب ص ١٦٨.

(٣) حنيناء : بالفتح ثم الكسر وياء ساكنة ونون أخرى : دير حنيناء من أعمال دمشق (معجم البلدان).

وفي سير أعلام النبلاء : مولده بأرض تدمر.

وفي البيان المغرب : مولده بموضع يعرف بدير حسينة من دمشق.

وبهامشه عن إحدى نسخه : حسنة.

(٤) الخبر في نسب قريش للمصعب ص ١٦٨ فكثيرا ما كان الزبير بن بكار يأخذ عن عمه المصعب.

(٥) الخبر التالي ليس في م.

٤٤٥

نا أبو عمرو خليفة بن خياط ، قال (١) : وفي سنة ست وثلاثين ومائة قدم عبد الرّحمن بن مسلم (٢) بن عبد الملك المغرب.

وكذا قال ، ووهم في نسبته.

قرأت في كتاب أبي الحسين (٣) الرازي : أخبرني أبو عبيد الله محمّد بن الربيع بن سليمان الجيزي ـ بمصر ـ نا علي بن محمّد بن حيون الخولاني المصري ، أنا جابر بن عبيد الله الأندلسي.

أن عبد الرّحمن بن معاوية بن هشام بن عبد الملك بن مروان لما خرج هاربا من مصر صار إلى أرض برقة ، فأقام ببرقة خمس سنين ، ثم رحل من برقة يريد الأندلس ، قال جابر : أظن ولا استيقن انه نزل بموضع يقال له بيزة المراكب فكانت البلاد مفتونة فيها يمانية ومضرية يقتتلون على العصبية ، فدخل بدر مولاه يتجسس عن الخبر ، فرأى القوم وبأسهم فقال بدر للمضريين : لو وجدتم رجلا من أهل الخلافة أكنتم تبايعون وتقومون معه؟ فقالوا : كيف لنا بذلك؟ فقال بدر : هذا عبد الرّحمن بن معاوية بن هشام بن عبد الملك فأتوه يبايعوه (٤) وولوه ، فولي عليهم ثلاثا (٥) وثلاثين سنة ، ثم مات فولي ابنه وكان دخوله (٦) الأندلس سنة تسع وثلاثين ومائة وكان يوسف الفهري أول من قطع الدعوة عنهم وكان من قبل يوسف من الولاة يدعون لولد عبد الملك بالخلافة ، فلما أتى يوسف قطع الخلافة عنهم ، ودعا لنفسه ، فلما دخل عبد الرّحمن الأندلس قاتل يوسف وأخذ البلاد ، ثم مات عبد الرّحمن فولي بعده ابنه هشام بن عبد الملك ، فقام واليا سبع سنين وأشهرا (٧) ، ثم مات هشام ، فولي بعد الحكم ابن [(٨) هشام ، فأقام واليا ستّا (٩) وعشرين سنة وأشهرا (١٠) ، ثم ولي عبد الرّحمن بن الحكم ثلاثا] وثلاثين سنة ، ثم ولي محمّد بن عبد الرّحمن بن الحكم (١١) ستا (١٢) وعشرين سنة ، ثم ولي بعده ابنه المنذر بن محمّد ، ثم مات ، فولي بعده أخوه عبد الله بن محمّد ، ثم مات فولي

__________________

(١) تاريخ خليفة بن خيّاط ص ٤١٤ وبالأصل أبو الحسن خليفة ، تصحيف.

(٢) في تاريخ خليفة : عبد الرحمن بن معاوية بن هشام بن عبد الملك. ولعل ابن عساكر نقل عن نسخة من تاريخ خليفة فيها تصحيف ، وهذا ما اضطره إلى توهيم خليفة في ذكر نسبه.

(٣) في م : الحسن ، تصحيف.

(٤) في م : فبايعوه.

(٥) بالأصل وم : ثلاثة.

(٦) عن م وبالأصل : دخول.

(٧ و ١٠) بالأصل وم : وأشهر.

(٨) ما بين الرقمين سقط من م.

(٩) بالأصل : ستة.

(١١) بالأصل : ثلاثة.

(١٢) بالأصل : ستة.

٤٤٦

ابن ابنه عبد الرّحمن بن محمّد بن عبد الله بن محمّد بن عبد الرّحمن.

قال لي أبو عبيد الله محمّد بن الربيع بن سليمان بمصر في سنة خمس عشر وثلاثمائة أن واليهم الساعة عبد الرّحمن بن محمّد هذا.

وأخبرني أبو عبيد الله محمّد بن الربيع بن سليمان ، نا علي بن محمّد بن حيون ، أخبرني محمّد (١) بن عبد الله الأندلسي ، أخبرني بعض مشايخنا.

أن عبد الرّحمن بن معاوية بن هشام لما توجه إلى يوسف الفهري أتى الخبر يوسف بشخوصه (٢) وأخبر بقدومه وتوجهه إليه ، فلم يعبأ يوسف ولم يكترث ، وكان يوسف أول ما يدعو لبني هاشم ثم خلع ودعا لنفسه ، وأن عبد الرّحمن لما توجه إليه غدا إلى الجزيرة ، فنزلها فاتبعه أهلها ، ثم مضى منها إلى شذونة (٣) ، فاتبعه أهلها ثم مضى من شذونة إلى إشبيلية فاتبعه من فيها ، ثم مضى من إشبيلية إلى قرطبة ـ وهي مدينة الأندلس ـ فاتّبعه من فيها ، فكان كلما دخل مدينة اتّبعه أهلها ، حتى دخلوا معه الأندلس ، فذكروا أنهم دخلوها يوم الأضحى أو الفطر ، فلما رأى يوسف العساكر قد أظلّته خرج هاربا إلى دار الشّرك ، فتحصن فيها هنالك.

وغزاه عبد الرّحمن من بعد ذلك ، فوقعت نفرة في عسكره ، فانهزم وانصرف عبد الرّحمن ومن معه بلا حرب ، وجعل عبد الرّحمن لمن آتاه برأسه جعلا (٤) ، فأتاه رجل من أصحاب يوسف برأس يوسف ، فسرّه ذلك فأجازه وأكرمه (٥) ، وأقام عيال يوسف في مسكنهم لم يهجهم بشيء ، فلما كان بعد ذلك خيّر عياله في الخروج عنه أو المقام في موضعهم ، فاختاروا موضعهم فأقاموا فيه.

والصحيح أن البلاد لم تكن مفتونة وقت دخول عبد الرّحمن بن معاوية في ذلك الوقت ، ولا كانت مضرية ولا يمانية حينئذ ، وإنّما كانت المضرية واليمانية بعد ذلك ، وكان عبد الرّحمن دخل الأندلس ووليها نائبا ، وقال : إن أتت رسل بني العباس سلّمت إليهم وأنزلتهم هاهنا ، فقال له مولاه ـ يقال له : مهدي بن الأصفر : ـ تخاف قوما بينك وبينهم طول

__________________

(١) كذا بالأصل وم هنا ، ومرّ في أول الخبر : جابر بن عبيد الله الأندلسي.

(٢) عن م وبالأصل : لشخوصه.

(٣) بالأصل وم : شدونة ، بالدال المهملة ، والمثبت والضبط عن معجم البلدان ، وهي مدينة بالأندلس تتصل نواحيهما بنواحي موزر وقد صوبناها بالذال المعجمة ، في كل مواضع الخبر.

(٤) الجعل : العطاء.

(٥) انظر خبر قتاله الفهري ، وهزيمته ومقتله ، البيان المغرب ٢ / ٤٨ ـ ٤٩.

٤٤٧

هذه المدة ، والبحر دونك ودونهم؟ فأشار عليه أن لا يفعل فقبل منه.

وكان نزول عبد الرّحمن قبل أن يعبر إلى الأندلس بقوم من البربر يقال لهم : بنو ماسين فأقام عندهم ، ثم عبر إلى الأندلس ، وقال للذي كان عنده : إن سمعت بأول وال ولي الأندلس فارحل إليه ، فلما دخل وتمّ له أمر الأندلس رحل إليه الذي كان عنده ، واسمه خلف ، فأقام ببابه مدة لا يصل إليه ، فركب عبد الرّحمن ذات يوم فعرض له الرجل من بعد فعرفه ، فأمر بعض من معه أن يأخذه ويصيّره عنده ويبرّه ويحسن إليه إلى رجوعه ، فصار به إلى منزله وفرشه له حتى قدم عبد الرّحمن فدعا به وسأله عن أهله وعياله ومن خلّف منهم ، وقال له : سل ما تريد ، فقال : تهب لي غلاما وجاريتان (١) يرعيان علينا ، فقال له : نحن نعطيك عشرة من الغلمان وعشرا (٢) من الجواري ، ثم إن عبد الرّحمن وجّه رسولا من عنده فعدا البحر حتى أتى منزلهم ، فرحل بهم جميعا ، فلم يشعر البربري إلّا بأهله وولده وجميع حشمه عنده ، وكان يحمده في نزوله عنده ، وقال : كان أهله وولده يبرّونه ويخدمونه ، فلما ورد عليهم سأله منزلا وفرشه لهم ووسع عليهم ، فأهل ذلك البيت بالأندلس إلى اليوم يولّون ويبرّون.

قرأت على أبي الحسن سعد الخير بن محمّد (٣) ، عن أبي عبد الله الحميدي قال (٤) :

أول أمراء بني أمية بالأندلس عبد الرّحمن بن معاوية بن هشام بن عبد الملك بن مروان ، يكنى أبا المطرّف ، مولده بالشام سنة ثلاث عشرة (٥) ومائة ، وأمّه أم ولد ، واسمها راح ، هرب لمّا ظهرت دولة بني العباس ، ولم يزل مستترا إلى أن دخل الأندلس في ذي القعدة سنة ثمان وثلاثين ومائة في زمن أبي جعفر المنصور ، فقامت معه اليمانية ، وحارب يوسف بن عبد الرّحمن بن أبي عبيدة بن عقبة بن نافع الفهري الوالي على الأندلس فهزمه ، واستولى عبد الرّحمن على قرطبة يوم الأضحى من العام المذكور ، فاتصلت ولايته إلى أن مات سنة اثنتين (٦) وسبعين ومائة ، كذا قال لنا أبو محمّد علي بن أحمد بن سعيد الفقيه : يوسف بن عبد الرّحمن بن أبي عبيدة ، ورأيت في غير موضع : يوسف بن عبد الرّحمن بن حبيب (٧) بن

__________________

(١) في م : وجارية.

(٢) بالأصل وم : وعشرة.

(٣) المشيخة ٧٠ / ب.

(٤) الخبر في جذوة المقتبس في ذكر ولاة الأندلس ص ٨.

(٥) بالأصل : ثلاثة عشر ، والصواب عن م وجذوة المقتبس.

(٦) بالأصل وم : اثنين.

(٧) كذا بالأصل وم ، وهو ما ورد في بغية الملتمس ص ١٥ ، والذي في جذوة المقتبس هنا : يوسف بن عبد الرّحمن بن أبي عبدة.

٤٤٨

أبي عبيدة ، فالله أعلم ، وكان عبد الرّحمن بن معاوية من أهل العلم وعلى سيرة جميلة من العدل ، ومن قضاته : لمعاوية بن صالح (١) الحضرمي الحمصي (٢) وله أدب وشعر.

ومما أنشدونا له يتشوق (٣) إلى معاهده بالشام (٤) :

أيها الراكب الميمّم أرضي

أقر من بعضي السّلام لبعض (٥)

إنّ جسمي كما علمت (٦) بأرض

وفؤادي ومالكيه بأرض

قدّر البين بيننا فافترقنا

وطوى البين عن جفوني غمضي

قد قضى الله بالفراق علينا

فعسى باجتماعنا (٧) سوف يقضي

كتب إليّ أبو المظفّر محمّد بن أحمد بن محمّد الأبيوردي العنبسي ، من ولد عنبسة بن أبي سفيان ، يذكر في نسب آل أبي سفيان ، قال :

معاوية بن هشام بن عبد الملك والد عبد الرّحمن الداخل الذي غلب على الأندلس حين قتل مروان بن محمّد وولده هناك ، وكان في أهل ذلك الصّقع جفاء وغلظة ، فلما أمن به عبد الرّحمن ونشأ أولاده فضلاء علماء سمحاء توفّر أعيان الرعية به على التأدب والتفقه ، فرقت حواشيهم ونبع فيهم شعراء ، والناس بزمانهم أشبه منهم بآبائهم ، والملك سوق يجلب إليها ما ينفق فيها ، وكان المنصور يثني على عبد الرّحمن ويقول : ذاك صقر قريش دخل المغرب وقد قتل قومه ، فلم يزل يضرب العدنانية بالقحطانية ، ويلبس القحطانية بالعدنانية حتى ملك.

وكان الناس يقولون : ملك الأرض ابنا بربريتين (٨) يعنون عبد الرّحمن والمنصور ، وأمّه سلّامة البربرية ، وأم عبد الرّحمن راح البربرية ، وأخوه أبان كان فارسا ، وأمّه راح أيضا ، وأبوهما معاوية ، وأخوه سعيد ابنا هشام لأم ولد ، واعتبط معاوية وعبد الرّحمن صغير ، وكان

__________________

(١) كذا بالأصل وم ، وفي جذوة المقتبس : طليح.

(٢) عن م وجذوة المقتبس ، وفي الأصل : الحمي.

(٣) عن م وجذوة المقتبس وبالأصل : يتشوف.

(٤) الأبيات في نفح الطيب ٣ / ٣٨ و٥٤ والبيان المغرب ٢ / ٦٠ وجذوة المقتبس ص ٩.

(٥) في البيان المغرب : أقرأ بعض السلام عني لبعضي.

(٦) البيان المغرب : تراه.

(٧) البيان المغرب : باقترابنا.

(٨) اللفظة إعجامها مضطرب بالأصل وم ، والمثبت عن سير أعلام النبلاء ٨ / ٢٥١.

٤٤٩

مسلمة بن عبد الملك يوصي به هشاما ويقول إليه بفزع : فل بني أمية ، وكان خالد بن يزيد ، ومسلمة بن عبد الملك يزمان بمعرفة الأحداث الجائية لأنهما ناقبا أهل العلم بالكتب القديمة.

أخبرنا أبو العزّ بن كادش ـ إذنا ومناولة وقرأ عليّ إسناده ـ أنا محمّد بن الحسين ، أنا المعافى بن زكريا (١) ، نا محمّد بن الحسن بن دريد ، أنا أبو الفضل الرياشي ، عن محمّد بن سلّام قال :

بلغني عن غرير (٢) بن طلحة الأرقمي قال : قال لي أبو السّائب وكان من أهل الفضل والنسك : هل لك في أحسن الناس غناء لا تسأمه؟ قلت : نعم ، وكان عليّ يومئذ طيلسان لي أسميه من غلظه ، وثقله : «مقطّع الأزرار» ، قال : فخرجنا حتى جئنا الجبّانة إلى دار مسلم بن يحيى مولى بني زهرة ، فأذن لنا ، فدخلنا بيتا طوله اثنا عشر ذراعا في مثلها ، وطول البيت في السماء ستة عشر ذراعا ، وفي البيت نمرقتان ، قد ذهب عنهما اللحمة (٣) وبقي السّدى (٤) وقد حشيتا بالليف ، وكرسيان قد تفككا من قدمهما بينهما ثلاث (٥) ، ثم اطّلعت علينا [عجوز](٦) عجفاء كلفاء عليها قرقل هروي أصفر غسيل لم يجدد وفي الصبغ ، وكأن وركيها (٧) في خيط من رسحها (٨) فقلت لأبي السّائب : بأبي أنت ما هذه؟ قال : اسكت ، فتناولت عودا فضربت ثم غنّت (٩) :

بيد الذي شغف الفؤاد بكم

تفريج ما ألقى من الهمّ

فاستيقني أن قد كلفت بكم

ثم افعلي ما شئت عن علم

قد كان صرم في الممات لنا

فعجلت قبل الموت بالصّرم

__________________

(١) الخبر في الجليس الصالح الكافي للمعافى بن زكريا ٣ / ٣٩٣ وما بعدها والحكاية والشعر في الأغاني ٢٤ / ١٣١ وما بعدها ضمن أخبار أبي صخر الهذلي.

(٢) بالأصل وم : «عزيز» وقد صوبناها في كل مواضع الخبر ، عن الجليس الصالح والأغاني.

(٣) عن م والمصادر وبالأصل : اللحية.

(٤) في الأصل : السكا ، وفي م : السنا ، والمثبت عن المصدرين.

(٥) كذا بالأصل وم ، وفي الجليس الصالح : «ثلاث وسائد» وفي الأغاني : وبينهما مرفقتان محشوتان بالليف.

(٦) الزيادة عن الأغاني.

(٧) عن م والمصادر وفي الأصل : وركيهما.

(٨) عن م والمصادر ، وبالأصل : رسخها ، والرسح : قلة لحم العجز والفخذين.

(٩) الأبيات في الأغاني ٢٤ / ١٢٦ منسوبة لأبي صخر الهذلي.

٤٥٠

قال : فتحسنت (١) في عيني فبدا ما اذهب الكلف عنها ، وزحف أبو السّائب وزحفت معه ثم تغنت (٢) :

برح الخفاء فأيّما بك تكتم

ولسوف (٣) يظهر ما تسرّ فيعلم

مما تضمن من غرير قلبه

يا قلب إنك بالحسان لمغرم

بل ليت أنك يا حسام بأرضنا

تلقي المراسي طائعا (٤) وتخيّم

فتذوق لذة عيشنا ونعيمه (٥)

ونكون إخوانا (٦) فما ذا تنقم

فقال أبو السّائب : إن نقم هذا فأعضّه بالله بكذا وكذا من أمه ، ولا يكنى ، وزحفت مع أبي السّائب حتى قاربنا النمرقتين ، وربت العجفاء في عيني كما يربو السويق [شيب](٧) بماء قربة ثم غنت :

يا طول ليلي أعالج السّقما

إذ حل كلّ الأحبّة الحرما

ما كنت أخشى فراقكم أبدا

فاليوم أمسى فراقكم عزما (٨)

قال غرير : فألقيت طيلساني عليّ : «مقطّع الأزرار» ، وأخذت شاذكونة (٩) فوضعتها ـ قال القاضي : أحسبه قال على رأسي ـ وصحت كما يصاح بالمدينة : الدخر (١٠) بالنوى ، وقام أبو السّائب فتناول ربعة كانت في البيت فيها قوارير ودهن فوضعها على رأسه ، وصاح صاحب الجارية وكان ألثغ : قواثيني قواثيني (١١). وحرك أبو السّائب فاصطكت القوارير فكسّرت ، وسال الدهن على صدر أبي السّائب وظهره ، وقال للعجفاء : لقد هيجت (١٢) لي داء قديما ، ثم وضع الربعة فكنا نختلف إليها حتى بعث عبد الرّحمن بن معاوية بن هشام بن عبد الملك من

__________________

(١) عن م والجليس الصالح ، وفي الأصل : فتحسست ، وفي الأغاني : فحسنت.

(٢) الشعر في الأغاني هنا والجليس الصالح بدون نسبة ، وقد وردت في الأغاني ٨ / ٢٧٣ منسوبة لسعيد بن عبد الرّحمن بن حسّان من قصيدة طويلة. ولم يرد البيت الثاني فيها.

(٣) في الأغاني ٨ / ٢٧٣ والشوق.

(٤) الأغاني هنا : «دائما» والأغاني ٨ / ٢٧٣ ثاويا.

(٥) الأغاني ٨ / ٢٧٣ : فتصيب لذة عيشنا ورخاءه.

(٦) الأغاني ـ في الموضعين : أجوارا.

(٧) الزيادة عن م والمصادر.

(٨) الجليس الصالح : غرما.

(٩) الشاذكونة : المضربة يعملها النجاد.

(١٠) كذا بالأصل ، وفي م : «الدخير بالنور» وفي الجليس الصالح : «الدجر بالنوى» وفي الأغاني : الدخن بالنوى.

(١١) كذا بالأصل ، وفي م والجليس الصالح : «قوانيني قوانيني» وفي الأغاني : «قواليلي قواليلي» وهو يريد على كل حال : قواريري قواريري.

(١٢) الجليس الصالح والأغاني : «هجت» وفي م كالأصل.

٤٥١

الأندلس فابتيعت له العجفاء وحملت إليه.

قال القاضي : قول الأرقمي في هذا الخبر اثنا عشر ذراعا [وستة عشر ذراعا](١) على لغة من ذكّر الذراع ، والتأنيث فيها أظهر ، وإن كانت اللغتان فيها قد حكيتا.

أنشدنا في التأنيث محمّد بن القاسم الأنباري قال : أنشدنا أبو العباس ، عن سلمة ، عن الفراء :

أرقى عليها وهي فرع أجمع

وهي ثلاث أذرع وإصبع

وحدثنا ابن الأنباري ، حدثني أبي ، عن محمّد بن (٢) الحكم ، عن اللحياني قال : الذراع والكراع يذكران ويؤنثان قال : ولم يعرف الأصمعي التذكير فيهما. قال ابن الأنباري : وحكى السختياني (٣) عن أبي زيد أنه قال : الذراع يذكّر ويؤنث وقولهم : هذا ثوب سبع في ثمانية ، وذكّروا ثمانية وأنّثوا سبعا ، لأنهم أرادوا سبع أذرع في ثمانية أشبار ، والشبر مذكر ، فلذا الحقوا الهاء في ثمانية ، وقال الفراء عند ذكره تأنيث الذراع (٤) : وقد ذكّر الذراع بعض عكل ، فقال : الثوب خمسة أذرع ، وستة أذرع ، وخمس وست أذرع.

وقوله : وفي البيت نمرقتان الواحدة نمرقة بضم النون والراء ، فيما حكى اللغويون ، وذكر الفراء أنه سمع بعض كلب يقول : نمرقة بكسرهما ، وتجمع نمارق ، وهي الوسائد والمرافق ، قال الله تعالى : (وَنَمارِقُ مَصْفُوفَةٌ)(٥) ومن هذا قول امرأة من بني عجل في يوم ذي قار تحض قومها على قتال الأعاجم :

إن نقربوا نعانق

ونفرش النمارق

أو تهربوا نفارق

فراق غير وامق

وقالت على هذا هند بنت عتبة (٦) :

نحن بنات طارق

نمشي على النمارق

__________________

(١) ما بين معكوفتين أضيف عن م والجليس الصالح.

(٢) كذا بالأصل وم ، وفي الجليس الصالح : محمد بن عبد الحكم.

(٣) كذا بالأصل وم ، وفي الجليس الصالح : السجستاني.

(٤) «تأنيث الذراع» مكرر بالأصل.

(٥) سورة الغاشية ، الآية : ١٥.

(٦) نقل صاحب اللسان عن ابن بري أنها هند بنت بياض بن رياح بن طارق الإيادي ، قالت الرجز يوم أحد تحض على الحرب ، ثم أورد اللسان شطورا عدة.

٤٥٢

ونلبس اليلامق (١)

إن تقبلوا نعانق

أو تدبروا نفارق

فراق غير وامق

ومن النمارق قول ذي الرمّة (٢) :

كان فؤادي قلب جاني مخوفة

على النّفس إن تكسين (٣) وشي النمارق

قال القاضي : وفي تسمية الوسادة مرفقة (٤) وجهان أحدهما : انه من الرفق والارتفاق بالشيء والانتفاع من مرافق الدار والأثاث ، قال الله عز ذكره : (وَيُهَيِّئْ لَكُمْ مِنْ أَمْرِكُمْ مِرْفَقاً)(٥) وقرئ : مرفقا ، وقالوا : قد ارتفق فلان بمال فلان وأرفقه صاحبه ، وجاء في مرفق اليد : مرفق ، ومرفق أيضا ، والوجه الآخر أن يكون من مرفق اليد لأنه يتكئ به على الوسادة ، فكسر كما تكسر الأدوات مثل مقطع ومخرز ومخيط قال أمية بن أبي الصلت يخاطب سيف بن ذي يزن لما ظفر بالحبشة وأجلاهم عن اليمن (٦) :

فاشرب هنيئا عليك التاج مرتفقا

في رأس غمدان دارا منك محلالا

وقيل لها وسادة لتوسدها ، وقال الأعشى (٧) :

إن كنت لا تشفين غلّة عاشق

كلف (٨) بحبّك يا جبيرة صادي

فانهي خيالك أن يزور فإنه

في كلّ منزلة يعود وسادي

وقال الأسود بن يعفر (٩) :

نام الخليّ وما أحسّ رقادي

والهمّ محتضر لديّ وسادي

وقد يقال في الوسادة إسادة فتبدل الواو همزة استثقالا لابتداء الكلمة بها كما قالوا : إشاح ، ووشاح ، ووجوه ملاح وأجوه ، وحكي عن العرب سماعا : ما أحسن هذه الأجوه (١٠)

__________________

(١) يلامق جمع يلمق وهو القباء ، فالعرب تسميه يلمق. (اللسان).

(٢) ديوان ذي الرمة ص ٤٠٤.

(٣) في الديوان : إذ يكسون.

(٤) بالأصل : نمرقة ، والمثبت عن م والجليس الصالح.

(٥) سورة الكهف ، الآية : ١٦ وعن التنزيل العزيز : (وَيُهَيِّئْ) وكان بالأصل وم : «ويجعل» وفي الجليس الصالح أيضا : ويهيئ.

(٦) ديوان أمية بن أبي الصلت ص ٤٥٨.

(٧) ديوانه ط بيروت ص ٥٠.

(٨) الديوان : صبّ.

(٩) من قصيدة مفضلية ، المفضلية ٤٤ ص ٢١٦ البيت الأول.

(١٠) الأصل : «الوجوه» والمثبت عن م والجليس الصالح.

٤٥٣

في كثير من الكلام ، ومنه قول الشاعر :

أيحل أحيده ويقال بعل

ومثل تموّل منه افتقار

أصله وحيده وهذا باب نأتي على شرحه وتفصيله ، وذكر جائزه وممتنعه وما فيه مرسوم فيه ، وقد قرأت عامة القراءة ، (وَإِذَا الرُّسُلُ أُقِّتَتْ)(١) وهو من الوقت. وقرأ (٢) أبو جعفر المدني : وقتت ، بالواو والتخفيف ، وقرأ أبو عمرو : وقّتت على الأصل أيضا إلّا أنه شدد ، وهم يكرهون كثيرا افتتاح الكلام بالواو ، خاصة إذا تكررت ، وقالوا : إن ذلك [يشبه](٣) نباح الكلاب ، وقالوا في تصغير واصل أو يصل وفي جمعه أواصل فقلبوا الواو همزة ، ويقولون حضر زيد وواصل فلا يقلبون لأن الواو زيدت للعطف كالفاء ، وثم وليست من سنخ الكلم (٤) في أصلها ، ويقال فلان متوسد القرآن وهذا يكون مدحا ، يعني يجعله وسادة أو يتلوه مكان توسده إياه ، ويكون ذما أن ينام عن القيام به ، وتأدية الحق فيه ، وجاء عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم أنه قال في رجل ذكر عنده : «ذلك (٥) رجل لا يتوسد القرآن» [٧٢٤٦].

وروي عن عدي بن حاتم أنه ذكر للنبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم أنه جعل تحت وسادته خيطين أسود وأبيض فلم يبن له ذلك أمر الفجر ، فقال له : «إنّك لعريض الوساد» (٦) [٧٢٤٧].

ويروى أنه قال : لعريض القفا ، إنما هو بياض النهار من سواد الليل ، فأما اشتقاق اسم المرفقة من المرفق فهو باب معروف مستمر ، ألا ترى أنهم يقولون مخدة من الخد ، لأنه يوضع عند الاضطجاع عليها ، ويقولون مصدغة من الصدغ ، وقد يقولون مزدغة فيبدلون من الصاد زايا لسكونها ، وإتيان الدال تالية لها ، وهذه لغة معروفة في العربية ، وقد قرأ بعض القرأة بها في مواضع من القرآن كقوله يصدر ويصدقون وقصد السبيل.

وقوله : قد ذهبت عنها اللحمة وبقي الستا (٧) فاللحمة لحمة الثوب والستا (٨) سداه واللام هاهنا مفتوحة ، فأما لحمة النّسب فمضمومة ، وكذلك لحمة البازي والصقر ، وهو ما أطعمه إذا صاد.

__________________

(١) سورة المرسلات ، الآية : ١١.

(٢) عن م والجليس الصالح ، وبالأصل : وقرئ.

(٣) زيادة عن م والجليس الصالح.

(٤) كذا بالأصل وم ، وفي الجليس الصالح : الكلام.

(٥) في م والجليس الصالح : ذاك.

(٦) في م والجليس الصالح : الوسادة.

(٧) كذا بالأصل هنا ، وفي م : السنا ، وفي الجليس الصالح : السّدى.

(٨) كذا بالأصل هنا ، وفي م : السنا ، وفي الجليس الصالح : السّدى.

٤٥٤

وقوله : من رسحها : فإنه يقال منه امرأة رسحاء ورجل أرسح ، إذا كان مؤخرهما من العجز وما والاه عاريا من اللحم ، وقول غرير : وأخذت شاذكونة : معناه وسادة ، فهي عندي في الأصل فارسية ، تكلّم بها من تكلم من العرب ، وهي مشتقة من موضع الجلوس ، ويقال له بالفارسية : كون ، وهذا من الباب الذي بينا الاشتقاق فيه كالمصدغة والمخدة ، وقد فسر أبو عبيدة : الزرابي (١) في قول الله عزوجل : (وَزَرابِيُّ مَبْثُوثَةٌ)(٢) فقال : هي البسط ، كما قال غيره من أهل التأويل والعربية ، ثم قال : واحدها زربية وزرابي ، ثم قال : والزرابي في لغة أخرى الشواذكين وأني به على هذا اللفظ في الجمع.

وقوله : الدجر بالنوى : حكى بذلك نداء من يطوف بالدجر من باعته ويعرض بيعه بالنوى. كأنه يقول : اشتروا الدجر بالنوى ، أو يعني الدجر تباع بالنوى ، والدجر من أسماء اللوبياء ، وله أسماء ذوات عدد : اللوبياء واللوبيا ، بالمد والقصر ، وليا الواحدة لياءة ، ويقال للجارية المستحسنة كأنها لياءة مقشورة ، وروي عن بعضهم أنه قال : دخلت على معاوية وفي يده لياء مقشر أي مقشور ، ويقال له اللويباج والأحبل والحبيل والدجر.

ذكر أبو جعفر أحمد بن إبراهيم بن أبي خالد المعروف بابن الجزّار (٣) القيرواني في تاريخه الذي سماه : «التقريب بصحيح التاريخ» ، قال : سنة اثنتين وسبعين ومائة فيها مات أمير الأندلس عبد الرّحمن بن معاوية بن هشام بن عبد الملك بن مروان ، وهو أول ملوك الأندلس من بني أمية ، ومات وهو ابن ستين سنة ، وكان ملكه أربعا (٤) وثلاثين سنة وخمسة أشهر ، ثم ولي من بعده هشام بن عبد الرّحمن لسبع خلون من جمادى وهو ابن إحدى وعشرين سنة.

٣٩٦٩ ـ عبد الرّحمن بن مغراء (٥) بن عياض بن الحارث بن عبد الله بن وهب

أبو زهير الدّوسي الرّازي (٦)

سكن ما شهران قرية من قرى الري.

__________________

(١) بالأصل وم : الرازي ، والصواب عن الجليس الصالح.

(٢) سورة الغاشية ، الآية : ١٦.

(٣) بالأصل وم : «الحرار» تصحيف والصواب ما أثبت ، ترجمته في سير أعلام النبلاء ١٥ / ٥٦١.

(٤) بالأصل وم : أربعة.

(٥) مغراء بفتح الميم وسكون المعجمة ثم راء ، (تقريب التهذيب).

(٦) ترجمته وأخباره في تهذيب الكمال ١١ / ٣٧٩ وتهذيب التهذيب ٣ / ٤٢٢ ميزان ٢ / ٥٩٢ التاريخ الكبير ٣ / ١ / ٣٥٥ والجرح والتعديل ٥ / ٢٩٠ والكامل لابن عدي ٤ / ٢٨٩.

٤٥٥

وولي قضاء الأردن.

وقدم دمشق ، وحدّث بها وبالعراق عن الأعمش ، وإسماعيل بن أبي خالد ، ويحيى بن سعيد الأنصاري ، ومحمّد بن سوقة ، وعبد الملك بن سعيد بن أبجر (١) ، وعبيد الله بن عمر العمري ، ومجالد بن سعيد ، وفضيل بن غزوان ، وأجلح بن عبد الله الكندي ، واسمه يحيى ، وحجاج الصّوّاف ، وفطر بن خليفة ، وأبي روق عطية بن الحارث الهمداني ، وعقبة بن أبي العيزار ، ورشدين بن كريب ، ومحمّد بن إسحاق بن يسار صاحب المغازي ، وأخيه خالد بن المغراء.

روى عنه سليمان بن عبد الرّحمن ، ومحمّد بن عائذ ، ومحمّد بن المبارك الصّوري ، ومحمّد بن حميد ، وعيسى بن أبي فاطمة ، وإبراهيم بن موسى الفراء ، ومحمّد بن عمرو زنيج ، ويوسف بن موسى القطان ، وعلي بن ميسرة ، ومقاتل بن محمّد الرازيون ، وفيض بن وثيق البصري ، وعبد الله بن عمران الأصبهاني ، وعمرو بن رافع أبو الحجر القزويني (٢) ، ومخلد بن مالك السّلمسيني (٣) ، ومحمّد بن عبد الله بن أبي حمّاد القطان.

أخبرنا أبو القاسم بن الحصين ، أنا أبو طالب بن غيلان ، أنا أبو بكر الشافعي ، نا محمّد بن بشر بن مطر أخو خطاب ، نا سهل بن زنجلة الرازي ، نا عبد الرّحمن بن مغراء ، أنا محمّد بن إسحاق ، عن إسماعيل بن مسلم ، عن عبد الكريم بن أبي المخارق ، عن حيان بن جزء السّلمي ، عن أخيه خزيمة بن جزء ، قال :

أتيت النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم بالمدينة وقلت : يا رسول الله إنّي جئت أن أسألك عن أحناش (٤) الأرض ، قال : «سل عمّا شئت» ، قال : فسألته عن الضّبّ ، فقال : «لا آكل ولا أحرّمه» ، فقلت : إنّي آكل ما لم يحرّم ، قال : «إنّها فقدت ـ يعني أمة من الأمم ـ وإنّي رأيت خلقا رابني» قال : وسألته عن الأرنب ، فقال : «لا آكله ولا أحرّمه» ، قلت : فإنّي آكل ما لم يحرّم ، قال : «بلغني أنها تدمى» (٥) ، قال : وسألته عن الضبع ، قال : «ومن يأكل الضبع؟» ، قال : وسألته عن

__________________

(١) بالأصل : «الجر» وفي م : «الحسن» وكلاهما تحريف ، والصواب ما أثبت ، انظر ترجمته في تهذيب الكمال ١٢ / ٤١.

(٢) ترجمته في تهذيب الكمال ١٤ / ٢١٩.

(٣) ضبطت عن الأنساب ، هذه النسبة إلى سلمسين ، وهي قرية على فرسخ من حران ، وهي من الجزيرة من ديار ربيعة. ذكره السمعاني وترجمه في الأنساب.

(٤) الأصل : أحباش ، واللفظة مضطربة الإعجام في م ، والصواب ما أثبت عن المختصر ١٥ / ٥٣.

(٥) كذا بالأصل وم ، يعني أنها تحيض ، وقد وردت برواية : تحيض في كنز العمال (رقم ٤١٧٨٤).

٤٥٦

الذئب ، فقال : «لا يأكل الذئب أحد فيه خير» [٧٢٤٨].

أخبرنا أبو منصور مقرّب بن الحسين (١) بن الحسن ، نا أبو الحسين بن المهتدي ، أنا أبو حفص عمر بن أحمد بن شاهين ـ قراءة عليه ـ نا عبد الله بن محمّد ، نا الفضل بن غانم ، نا عبد الرّحمن بن مغراء الأزدي ، عن الأعمش ، عن أبي الزبير ، عن جابر ، قال :

قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «يودّ أهل العافية يوم القيامة أنّ لحومهم قرضت بالمقاريض مما يرون من ثواب الله عزوجل لأهل البلاء» [٧٢٤٩].

رواه الحاكم أبو أحمد ، عن أبي عبد الله بن محمّد بن إبراهيم بن زياد الطيالسي ، عن محمّد بن عمرو بن بكر (٢) التميمي ، عن أبي زهير عبد الرّحمن بن مغراء ، وقال : رواه غير واحد من أصحاب أبي زهير ، وهو حديث منكر لا أصل له من حديث أبي الزبير ، ولا من حديث الأعمش ، ولا يعرف للأعمش سماع من أبي الزبير ، ولا رواية من وجه يصح.

أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد ، أنا شجاع بن علي ، أنا أبو عبد الله بن منده ، قال : حدثت (٣) عن محمّد بن جميل الرازي ، نا أبو زهير عبد الرّحمن بن مغراء ، حدثني أخي خالد بن مغراء ، عن أبيه المغراء بن عياض بن الحارث بن عبد الله بن وهب ، وكان الحارث قدم مع أبيه على النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم في السبعين الذين قدموا من دوس فأقام الحارث مع النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم ورجع أبوه إلى السراة ، وكان كثير الثمار فقبض النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم والحارث بالمدينة.

رواه البخاري في تاريخه ، فقال (٤) : قال عبد الرّحمن : حدثني أخي خالد بن المغراء فذكره إلّا أنه قال : بدل وكان كثير الثمار ، وكان كبيرا (٥) ، فمات بها.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن شجاع ، أنا أبو عمرو بن منده ، أنا الحسين (٦) بن محمّد ، نا أحمد بن محمّد ، أنا أبو بكر بن أبي الدنيا ، نا محمّد بن سعد ، قال في تسمية أهل الري : عبد الرّحمن بن مغراء ، ولم يذكره ابن سعد في الطبقات الكبير.

أنبأنا أبو الغنائم محمد بن علي ثم نا أبو الفضل محمد بن ناصر ، أنا أحمد بن الحسن

__________________

(١) في م : الحسن ، قارن مع المشيخة ٢٤٥ / ب.

(٢) بالأصل : بكير ، تصحيف ، والصواب عن م ، ترجمته في تهذيب الكمال ١٧ / ١٠٦.

(٣) عن م وبالأصل : حديث.

(٤) التاريخ الكبير للبخاري ٣ / ١ / ٣٥٥.

(٥) بأصل التاريخ الكبير : «وكان لسرا» بدون إعجام وقد صوبها محققه : «وكان كثير الثمار».

(٦) في م : الحسن.

٤٥٧

والمبارك بن عبد الجبار ، ومحمد بن علي ، واللفظ له ، قالوا : أنا أبو أحمد زاد أحمد : وأبو الحسين (١) الأصبهاني ، قال : أن أحمد بن عبدان ، أنا محمد بن سهل ، أنا محمد بن إسماعيل قال (٢) :

عبد الرحمن بن مغراء أبو (٣) زهير الدوسي الرازي ، سمع الأعمش.

أخبرنا أبو عبد الله الخلال شفاها (٤) ، أنا أبو القاسم بن منده أنا أبو علي إجازة.

ح قال وأنا أبو طاهر ، أنا أبو الحسن قالا : أنا أبو محمد بن أبي حاتم قال (٥) :

عبد الرحمن بن مغراء ، أبو زهير الدوسي ، وهو ابن عياض بن الحارث بن عبد الله بن وهب كوفي سكن الري ، روى عن الأعمش وإسماعيل بن أبي خالد ومحمد بن سوقة ويحيى بن سعيد الأنصاري ، وعبد الملك بن سعيد بن أبجر (٦) ، ومجالد ، وأجلح ، وفضيل بن غزوان ، وحجاج الصواف ، وفطر ، وأبي روق ، وعقبة بن أبي العيزار ، ورشدين بن كريب ، ومحمد بن إسحاق ، روى عنه محمد (٧) بن المبارك الصوري ، وعيسى بن أبي فاطمة الرازي ، وسليمان بن شرحبيل الدمشقي ، وفيض بن الوثيق البصري ، وإبراهيم بن موسى ، وعبد الله بن عمران الأصبهاني ، ويوسف بن موسى القطان ، ومحمد [(٨) بن عمرو زنيج ، وعمرو بن رافع] ، وعلي بن ميسرة ، ومقاتل بن محمد. سمعت بعض ذلك من أبي وبعضه من قبلي.

أخبرنا أبو بكر محمد بن العباس ، أنا أحمد بن منصور بن خلف ، أنا أبو سعيد بن حمدون ، أنا مكي بن عبدان ، قال : سمعت مسلم بن الحجاج يقول :

أبو زهير عبد الرحمن بن مغراء الدوسي ، سمع الأعمش وإسماعيل بن أبي خالد.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنا أبو طاهر الأنباري ، أنا أبو القاسم بن الصواف ، أنا أحمد بن محمد بن إسماعيل ، نا محمد بن أحمد بن حماد قال (٩) :

__________________

(١) في م : الحسن.

(٢) التاريخ الكبير للبخاري ٣ / ١ / ٣٥٥.

(٣) بالأصل : «بن» والصواب عن م والتاريخ الكبير.

(٤) بعدها في م : قالا.

(٥) الجرح والتعديل ٥ / ٢٩٠.

(٦) بالأصل وم : بن الجر ، والمثبت عن الجرح والتعديل.

(٧) قوله : «محمد بن» سقط من الجرح والتعديل.

(٨) ما بين الرقمين مكانه في م : «ومحمد بن عمرو بن رافع».

(٩) الكنى والأسماء للدولابي ١ / ١٨٣ وقد ورد فيه محرفا : عبد الرحمن بن معز الدوسي.

٤٥٨

أبو زهير عبد الرّحمن بن مغراء الدوسي.

أخبرنا [أبو القاسم](١) أيضا ، أنا أبو القاسم بن مسعدة ، أنا أبو عمرو الفارسي ، أنا أبو أحمد بن عدي قال (٢) :

عبد الرحمن بن مغراء أبو زهير الدوسي الرازي.

أنبأنا أبو جعفر محمد بن [أبي] علي ، أنا أبو بكر الصفار ، أنا أحمد بن علي بن منجويه ، أنا أبو أحمد الحاكم قال :.

أبو زهير عبد الرحمن بن مغراء بن عياض بن الحارث بن عبد الله بن وهب الدوسي الرازي ، وجده الحارث بن عبد الله بن وهب قدم مع أبيه على النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم في السبعين الذين قدموا من دوس فأقام الحارث مع النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم ورجع أبوه إلى السراة فمات بها وقبض النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم والحارث بالمدينة. روى عن إسماعيل بن أبي خالد ، [و](٣) الأعمش ، حدث بأحاديث لم يتابع عليها. روى عنه مخلد بن مالك ، وأبو غسان محمد بن عمرو بن بكر.

أخبرنا أبو [(٤) الحسين القاضي إذنا ، و] أبو عبد الله الأديب ، مشافهة (٥) ، أنا عبد الرحمن بن محمد العبدي ، أنا أبو علي إجازة.

ح قال : وأنا أبو طاهر بن سلمة ، أنا أبو الحسن الفأفاء قالا : أنا عبد الرحمن بن أبي حاتم (٦) : [قال :].

نا أبو هارون الحراني (٧) ، قال : سمعت إبراهيم بن موسى يقول : سألت عيسى بن يونس عن عبد الرحمن بن مغراء فقال : كان طلابة.

قال : وحدثني أبي قال : سمعت عثمان بن أبي شيبة قال : رأيت أبا خالد الأحمر يحسن الثناء على أبي زهير (٨).

قال : حدثني أبي نا محمد بن سلمة (٩) الطوريني ، قال : سألت وكيعا عن أبي زهير

__________________

(١) الزيادة عن م.

(٢) الكامل في ضعفاء الرجال لابن عدي ٤ / ٢٨٩.

(٣) زيادة عن م.

(٤) ما بين الرقمين سقط من م.

(٥) بعدها في م : قالا.

(٦) الجرح والتعديل ٥ / ٢٩١.

(٧) كذا بالأصل وم ، وفي الجرح والتعديل : الخراز.

(٨) أقحم بعدها بالأصل وم : وقال : طلب الحديث قبلنا وبعدنا.

(٩) بالأصل وم : «محمد بن أسلم الطوسي» والمثبت عن الجرح والتعديل.

٤٥٩

فقال : طلب الحديث قبلنا وبعدنا.

قال : وسئل أبو زرعة عن أبي زهير ، فقال : صدوق.

قال : وحدثني جعفر بن محمد بن حماد العطار قال : سمعت أبا جعفر محمد بن مهران الجمال وسئل عن عبد الرّحمن بن مغراء فقال : ذاك صاحب سمر (١).

أنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنا أبو القاسم بن مسعدة ، أنا عبد الرّحمن بن محمّد الفارسي ، أنا أبو أحمد بن عدي (٢) ، نا ابن أبي عصمة ـ يعني عبد الوهاب ـ ومحمّد بن خلف قالا : نا محمّد بن يونس ، قال : سمعت علي بن عبد الله يقول :

عبد الرّحمن بن مغراء أبو زهير ، ليس بشيء ، كان يروي عن الأعمش ستمائة حديث ، تركناه لم يكن بذاك.

قال ابن عدي : وهذا الذي قاله علي بن المديني هو كما قال ، إنّما أنكرت على أبي (٣) زهير هذا أحاديث يرويها عن الأعمش لا يتابعونه (٤) الثقات عليها ، وله عن غير الأعمش غرائب ، وهو من جملة الضعفاء الذين يكتب حديثهم.

٣٩٧٠ ـ عبد الرّحمن بن ملّ (٥) ـ ويقال : ابن ملي ـ بن عمرو بن عدي

ابن وهب بن ربيعة بن سعد بن جذيمة (٦) بن كعب

ابن رفاعة بن مالك بن نهد بن زيد بن ليث بن سود

ابن أسلم بن الحاف بن قضاعة بن مالك بن حمير

أبو عثمان النّهدي (٧)

من أكابر التابعين.

__________________

(١) تهذيب الكمال ١١ / ٣٨١.

(٢) الكامل لابن عدي ٤ / ٢٨٩.

(٣) بالأصل : «أبي بن زهير» والصواب بحذف «بن» عن م والكامل لابن عدي.

(٤) كذا بالأصل وم ، وفي الكامل لابن عدي : يتابعه.

(٥) ملّ : حكي في ميم مل الحركات الثلاث (قاله ابن حجر في تهذيب التهذيب).

(٦) زيد في تهذيب الكمال : ويقال : خزيمة.

(٧) ترجمته وأخباره في تهذيب الكمال ١١ / ٣٨٣ وتهذيب التهذيب ٣ / ٤٢٣ وتاريخ بغداد ١٠ / ٢٠٢ وأسد الغابة ٣ / ٣٩٣ والإصابة ٣ / ٩٨ وتذكرة الحفاظ ١ / ٦١ والبداية والنهاية (بتحقيقنا : راجع فهارس الجزء التاسع) سير أعلام النبلاء ٤ / ١٧٥ والوافي بالوفيات ١٨ / ٢٨١ والعبر ١ / ١١٩ وشذرات الذهب ١ / ١١٨ وتاريخ الإسلام (حوادث سنة ٨١ ـ ١٠٠) ص ٥٣٥ وانظر بحاشيته أسماء مصادر أخرى ترجمته.

٤٦٠