تاريخ مدينة دمشق - ج ٣٥

أبي القاسم علي بن الحسن ابن هبة الله بن عبد الله الشافعي [ ابن عساكر ]

تاريخ مدينة دمشق - ج ٣٥

المؤلف:

أبي القاسم علي بن الحسن ابن هبة الله بن عبد الله الشافعي [ ابن عساكر ]


المحقق: علي شيري
الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع
الطبعة: ٠
الصفحات: ٤٩٥
الجزء ١ الجزء ٢ الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧ الجزء ٨ الجزء ٩ الجزء ١٠ الجزء ١١ الجزء ١٢ الجزء ١٣ الجزء ١٤ الجزء ١٥ الجزء ١٦ الجزء ١٧ الجزء ١٨ الجزء ١٩ الجزء ٢٠ الجزء ٢١ الجزء ٢٢ الجزء ٢٣ الجزء ٢٤ الجزء ٢٥ الجزء ٢٦ الجزء ٢٧ الجزء ٢٨ الجزء ٢٩ الجزء ٣٠ الجزء ٣١ الجزء ٣٢ الجزء ٣٣ الجزء ٣٤ الجزء ٣٥ الجزء ٣٦ الجزء ٣٧ الجزء ٣٨ الجزء ٣٩ الجزء ٤٠ الجزء ٤١ الجزء ٤٢ الجزء ٤٣ الجزء ٤٤ الجزء ٤٥ الجزء ٤٦ الجزء ٤٧ الجزء ٤٨ الجزء ٤٩ الجزء ٥٠ الجزء ٥١ الجزء ٥٢ الجزء ٥٣ الجزء ٥٤ الجزء ٥٥ الجزء ٥٦ الجزء ٥٧ الجزء ٥٨ الجزء ٥٩ الجزء ٦٠ الجزء ٦١ الجزء ٦٢ الجزء ٦٣ الجزء ٦٤ الجزء ٦٥ الجزء ٦٦ الجزء ٦٧ الجزء ٦٨ الجزء ٦٩ الجزء ٧٠ الجزء ٧١ الجزء ٧٢ الجزء ٧٣ الجزء ٧٤ الجزء ٧٥ الجزء ٧٦ الجزء ٧٧ الجزء ٧٨ الجزء ٧٩ الجزء ٨٠

فشاور أبا إسحاق المروزي ، فقال له : ما الرأي ، هذا موسى بن كعب لنا دون خراسان ، وهذه سيوف أبي جعفر من خلفنا ، وقد أنكرت من كنت أثق به من (١) أهل عسكري؟ فقال له : أيها الأمير هذا رجل يضطغن عليك أمورا متقدمة عليك بنيسابور ، فلو كنت إذ ذاك هذا رأيك وواليت رجلا من آل علي كان أقرب إلى الحق ، ولو أنك قبلت توليته إياك خراسان والشام ، وغزوت الصائفة مددت (٢) بك الأيام ، وكنت في فسحة من أمرك ، ووجّهت إلى المدينة فاختلبت (٣) رجلا من بني فاطمة فنصّبته إماما ، فاستملت أهل خراسان وأهل العراق ، ورميت أبا جعفر بنظيره لكنت على طريق التدبير ، أتطمع أن تحارب أبا جعفر ثم تقوى به وأنت بحلوان وعساكره بالمدائن ، وهو خليفة مجمع عليه ، لبئس ما ظننت.

قال : ما الرأي؟ فإنّ هذا قد فات ، قال : الرأي ضيق وأمرك منتشر ، ولكن أقول على الاضطرار أرى أن تكتب إلى قوادك وعمالك وتفعل كذا وكذا أمر قد ذكره.

قال : هذا رأي إن وافقنا علينا قوادنا ، قال [(٤) : فما دعاك إلى أن تخلع أبا جعفر وأنت على غير ثقة من قوادك؟ أنا استودعك] الله من قتيل.

وقال له أبو إسحاق : أرى أن توجّه بي إلى أبي جعفر حتى أسأله لك الأمان ، فإنّك منه على إحدى منزلتين : إما صفح عنك ، وإما عاجلك وأنت على شعبة من عزك من قبل أن ترى المذلة والصغار من أهل عسكرك ، فإما صرت في أيديهم أسيرا وإما قتيلا يركضون برأسك إلى المدائن.

قال : وقدم عليه جرير بن يزيد بن جرير بن عبد الله البجلي ، وكان واحد أهل زمانه وكان أبو مسلم يعرفه بخراسان ، فقال : أيها الأمير ضربت الناس عن عرض أهل هذا البيت ينصرف على هذه الحال لا أمران يفسد من هناك ومن هنا وان يقال طلب بثأر قوم ثم يعص فيخالفك من يأمر الأمر ، ثم يبلغ بك ما تكره ، ولا رأي أن ينصرف على هذه الحال.

وسفرت بينه وبين أبي جعفر (٥) السفراء ، وأخذوا له الأمان ، فأقبل حتى دخل على أبي جعفر وهو يومئذ بالرومية من المدائن ، فأمر الناس فتلقوه ، وأذن له فدخل على دابّته ورحب به وعانقه ، وقال : كدت أن تخرج قبل أن أفضي إليك بما أريد ، قال : أتيت يا أمير المؤمنين فمر

__________________

(١) سير أعلام النبلاء : من أمرائي.

(٢) سير أعلام النبلاء : مدّت.

(٣) كذا بالأصل وم ، وفي سير أعلام النبلاء : فاختلست.

(٤) ما بين الرقمين بياض في م.

(٥) أقحم بعدها بالأصل : ومسلم.

٤٢١

بأمرك ، قال : انصرف إلى منزلك ، وضع ثيابك وادخل الحمام واسترح ، يذهب عنك كلال السفر.

وجعل أبو جعفر ينتظر به الفرص قال : فأقام أياما يأتي أبا جعفر في كل يوم ، فيرى من الإكرام ما لم يره قبل ذلك حتى إذا (١) مضت له أيام أقبل على التجني عليه. فأتى أبو مسلم عيسى بن موسى ، فقال : اركب معي إلى أمير المؤمنين ، فإني قد أردت عتابه. قال عيسى : تقدم حتى آتيك ، قال أبو مسلم : إني أخافه. قال : أنت في ذمتي. وأقبل أبو مسلم ، فقيل له : أدخل ، فلما صار إلى الرواق الداخل ، قيل له : أمير المؤمنين يتوضأ ، فلو جلست ، وأبطأ عيسى بن موسى عليه ، وقد هيأ أبو جعفر عثمان بن نهيك في عدة فيهم (٢) شعيب بن رواح (٣). وتقدم أبو جعفر عثمان فقال : إذا عاتبته فعلا له صوتي فلا تحركوا ، وعثمان وأصحابه في سترة من أبي مسلم.

والصواب : شبيب بن واج.

أنا [(٤) أبو العز إذنا ومناولة لم يجدوا سابقا غيره] ، وأبو (٥) مسلم على هذا لم يأته حتف أنفه ، وإنما كان بنسيانه عظيم جنايته على نفسه ، وتعرّضه بما لا قبل له به ، وطمعه في الأمن ، مما الخوف منه أولى به ، فتوجه إلى جبار من الملوك وقد وتره ، وأسرف في خطابه الذي كاتبه به مما كان منه مما اضطغنه هذا الملك عليه ، واسترسل في إتيان حضرته ، وأضاع وجه الحزم واستأنس للخصم ، وسلم عدّته التي يحمي بها نفسه إلى من أتى عليها وفجعه بها ، فقتله أفظع قتلة فكيف يقال فيه جاءه حتف أنفه مع ما بيّناه (٦) من معنى هذه الكلمة واختصاصها بما تختص به ، ويبين أن قولهم : مات حتف أنفه ، مخالف في المعنى قولهم «قتل» قول السموأل بن عاديا (٧) :

__________________

(١) كتبت اللفظة بالأصل بين السطرين.

(٢) في م : منهم.

(٣) كذا بالأصل ، وفي م : «وراح» وسينبه المصنف في آخر الخبر إلى أن الصواب : «شبيب بن واح» وفي البداية والنهاية بتحقيقنا : «شبيب بن واج» وفي المختصر ١٥ / ٤٤ نقلا عن إحدى النسخ : شعيب بن رزاح.

(٤) كذا ما بين الرقمين مقحم بالأصل وقسم منه ظاهر بالتصوير في م وقسم آخر لم يظهر فيها من سوء التصوير.

(٥) من هنا الخبر في الجليس الصالح الكافي ٤ / ٢٠٣ والكلام للقاضي المعافى بن زكريا يشرح فيه معنى : حتف أنفه.

(٦) لفظة بدون إعجام بالأصل وم ، والمثبت عن الجليس الصالح.

(٧) البيت في ديوانه ط بيروت ص ٩١ من قصيدة مطلعها :

إذا المرء لم يدنس من اللؤم عرضه

فكل رداء يرتديه جميل

٤٢٢

وما مات منا ميت (١) حتف أنفه

ولا طلّ (٢) منا حيث كان قتيل

وهذا في دلالته على الفصل بمنزلة قول العامة : مات فلان على فراشه ليفصلوه ممن قتل ، ولو كان هذا القائل قال في هذا الموضع : حتى جاءه حتفه ، أو منيته أو حتف نفسه ، أو ما أشبه هذا من الألفاظ المنبئة عن هذا المعنى وصل إلى بغيته فأصاب في العبارة عما قصد له ، وسلم من تخطئة أهل العلم له.

أخبرنا أبو طاهر محمّد بن أبي بكر محمّد بن عبد الله السّنجي المؤذن الخطيب ـ بمرو ـ أنا أبو الحسن علي بن أحمد بن محمّد المؤذن النيسابوري ، نا أبو زكريا يحيى بن إبراهيم بن محمّد بن يحيى المزكي ـ إملاء ـ أنا محمّد بن أحمد بن حمّاد أن أبا العباس المرهبي أخبره قال : وأخبرني أحمد بن علي الكاتب الكبير قال : قرأت في كتاب الدولة.

أن أبا مسلم حجّ ، فلما بلغ الحيرة (٣) قال له : إن هاهنا نصرانيا قد أتى له مائتا سنة ، وعنده علم من العلم الأول ، قال : فأتي به ، فقال لأبي مسلم : قد قمت بالكفاية ، ولم تنال في العناية ، وقد بلغت النهاية ، أحرقت نفسك وشتت أمرك ، وكأن قد عانيت قتلك ، قال : فاغتم أبو مسلم ، فقال له : لم تؤت من حزم وثيق ، ورأي أنيق ، ولا من تدبير نافع ولا من سيف قاطع ، ولكن ما استجمع من أحد أمله إلّا أسرع في تفريقه أجله ، قال : فكلمه بكلام آخر ، فقال له النصراني : التقدير في يدي من يبطل معه التدبير ، فانصرف أبو مسلم ، وكان من أمره ما كان (٤)(٥).

أخبرنا أبو العزّ ـ إذنا ومناولة وقرأ علي إسناده ـ أنا محمّد بن الحسين ، نا المعافى بن زكريا (٦) ، نا إبراهيم بن محمّد بن عرفة ، نا أبو العباس المنصوري (٧) ، قال لما قتل أمير المؤمنين المنصور أبا مسلم قال : رحمك الله أبا مسلم ، بايعتنا وبايعناك ، وعاهدتنا وعاهدناك ، ووفيت لنا ووفينا لك ، وإنّا بايعناك (٨) على أنه لا يخرج علينا أحد في هذه الأيام

__________________

(١) الديوان : سيد.

(٢) عن الديوان ، وبالأصل وم : ظل.

(٣) الحيرة : مدينة كانت على ثلاثة أميال من الكوفة على موضع يقال له النجف (معجم البلدان).

(٤) الخبر السابق سقط من م.

(٥) أقحم بعدها بالأصل : يتلوه : قبله بورقتين : أنا أبو غالب محمد بن الحسن ، وقد وضعت في بداية العبارة وفي نهايتها علامتان ، وفوقها خط أفقي.

(٦) الخبر في الجليس الصالح الكافي ٤ / ٢٠٠ ـ ٢٠١ باختلاف الرواية ، وسيرد الخبر مفصلا عنه.

(٧) عن م والجليس الصالح ، وبالأصل : المنصور.

(٨) الجليس الصالح : فإنك بايعتنا على أنه من خرج علينا قتلناه ، وأنك خرجت علينا فقتلناك ، وحكمنا لك حكمنا لنا على نفسك.

٤٢٣

إلّا قتلناه ، فخرجت علينا ، فقتلناك.

ولما أمر المنصور بقتله وقد دسّ له رجالا من خاصته وقال لهم : إذا سمعتم تصفيقي فاضربوه ، فضربه شبيب بن واج ثم ضربه القواد ، فدخل عيسى بن موسى وقد كان كلم المنصور في أمره ، فلما رآه قتيلا استرجع ، فقال له المنصور : احمد الله فإنّك هجمت على نعمة ولم تهجم على مصيبة ، فقال أبو دلامة :

أبو مسلم ما غيّر الله نعمة

على عبده حتى يغيرها العبد

أبا مسلم خوّفتني القتل فانتحى

عليك بما خوّفتني الأسد الورد

أخبرنا أبو العزّ ـ إذنا ومناولة وقرأ علي إسناده ـ أنا محمّد بن الحسين.

ح وأخبرنا أبوا (١) الحسن ، قالا : نا ـ وأبو النجم ، أنا ـ أبو بكر الخطيب ، قال (٢) : وأنا القاضي أبو الطيب الطبري ، ومحمّد بن الحسين الجازري.

قالا : نا المعافى بن زكريا (٣) ، نا إبراهيم بن محمّد بن عرفة الأزدي ، نا أبو العباس المنصوري (٤) ، قال :

لما قتل المنصور أبا مسلم قال : رحمك الله أبا مسلم ، فإنّك بايعتنا وبايعناك ، وعاهدتنا وعاهدناك ، ووفيت لنا ووفينا لك ، وإنّك بايعتنا على أنه من خرج علينا قتلناه ، وأنك خرجت علينا فقتلناك ، وحكمنا عليك حكمك لنا على نفسك.

قال (٥) : ولما أراد المنصور قتله دسّ له رجالا من القواد ، منهم : شبيب بن واج ، وتقدم إليهم فقال : إذا سمعتم تصفيقي فاخرجوا إليه فاضربوه ، فلما حضر وحاوره طويلا حتى قال له في بعض قوله : وقتلت وجوه شيعتنا فلانا وفلانا ، وقتلت سليمان بن كثير ، وهو من رؤساء أنصار دولتنا ، وقتلت لاهزا قال : إنهم عصوني فقتلتهم ، وقد كان قبل ذلك قال المنصور له : ما فعل سفيان بلغني أنك أخذتهما من عبد الله بن علي ، فقال : هذا أحدهما يا أمير المؤمنين

__________________

(١) بالأصل وم : «أبو» والصواب ما أثبت والسند معروف.

(٢) تاريخ بغداد ١٠ / ٢٠٩.

(٣) بهذه الرواية الخبر في الجليس الصالح الكافي ٤ / ٢٠٠ ـ ٢٠١.

(٤) عن م والجليس الصالح وتاريخ بغداد ، وبالأصل : المنصور.

(٥) خبر مقتل أبي مسلم ، راجعه مفصلا في تاريخ الطبري والكامل لابن الأثير والبداية والنهاية ومروج الذهب والأخبار الطوال ووفيات الأعيان.

٤٢٤

ـ يعني السيف الذي هو متقلده ـ قال : أرنيه ، قال : فدفعه إليه ، فوضعه المنصور تحت مصلّاه ، وسكنت نفسه ، فلما قال ما قال ، قال المنصور : يا للعجب أتقتلهم حين عصوك وتعصيني ، فلا أقتلك؟ ثم صفّق ، فخرج القوم وبدرهم إليه شبيب ، فضربه فلم يزد على أن قطع حمائل سيفه ، فقال له المنصور : اضربه قطع الله يدك ، فقال أبو مسلم : يا أمير المؤمنين استبقني لعدوك ، قال : وأيّ عدوّ أعدى لي منك ، اضربوه ، فضربوه بأسيافهم حتى قطعوه إربا إربا ، فقال المنصور : الحمد لله الذي أراني يومك يا عدوّ الله ، واستؤذن لعيسى بن موسى ، فلما دخل ورأى أبا مسلم على تلك الحال ، وقد كان كلّم المنصور في أمره لعناية كانت منه به ، استرجع ، فقال له المنصور : احمد الله فإنك إنما هجمت على نعمة ، ولم تهجم على مصيبة ، وفي ذلك يقول أبو دلامة (١) :

أبا مجرم ما غيّر الله نعمة

على عبده حتى يغيّرها العبد

أبا مجرم خوّفتني القتل فانتحى

عليك بما خوفتني الأسد الورد

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم ، نا أبو الحسن رشأ بن نظيف ، أنا الحسن بن إسماعيل ، أنا أحمد بن مروان ، نا عبد الله بن مسلم بن قتيبة ، قال : سمعت الرياشي يقول :

كان نصر بن مالك على شرطة أبي مسلم ، فلما جاءه أمر أبي جعفر بالقدوم عليه استشاره ، فنهاه عن ذلك ، وقال : لا تأمنه عليك ، فقال له أبو جعفر : استشارك أبو مسلم في القدوم علي فنهيته؟ فقال : نعم ، قال : وكيف ذلك؟ قال : سمعت أخاك إبراهيم الإمام يحدث عن أبيه قال : لا يزال الرجل يزداد في رأيه ما نصح لمن استشاره ، وكنت له كذلك ، وأنا اليوم لك كما كنت له.

أخبرنا أبو العزّ السلمي ـ إذنا ومناولة وقرأ علي إسناده ـ أنا محمّد بن الحسين ، أنا المعافي بن زكريا (٢) ، نا الصّولي ، نا الغلّابي ، نا يعقوب بن جعفر ، عن أبيه ، قال :

خطب الناس (٣) المنصور بعد قتل أبي مسلم فقال : أيها الناس ، لا تنفّروا أطراف النعمة بقلّة الشكر ، فتحلّ بكم النقمة ، ولا تسروا غشّ الأئمة ، فإنّ أحدا لا يسرّ منكم (٤) إلّا ظهر في

__________________

(١) البيتان في تاريخ بغداد والجليس الصالح ، وعيون الأخبار ١ / ٢٦ ووفيات الأعيان ٣ / ١٥٥.

(٢) الخبر في الجليس الصالح الكافي للمعافى بن زكريا ٤ / ٢٠٢.

(٣) بعدها بالأصل : خطبة.

(٤) كذا بالأصل وم ، وفي الجليس الصالح : منكرا.

٤٢٥

فلتات لسانه ، وصفحات وجهه ، وطوالع نظره ، وإنا لن نجهل حقوقكم ما عرفتم حقّنا ، ولا ننسى الإحسان إليكم ما ذكرتم فضلنا ، ومن نازعنا هذا القميص أوطأنا أمّ رأسه خبي هذا الغمد ، وإن أبا مسلم بايع لنا على أنه من نكث بيعتنا ، وأضمر غشا لنا فقد أباحنا دمه ، ونكث وغدر ، وفجر ، وكفر ، فحكمنا عليه لأنفسنا حكمه على غيره لنا.

أخبرنا أبو العزّ ـ إذنا ومناولة وقرأ عليّ إسناده ـ أنا محمّد بن الحسين ، أنا المعافي بن زكريا (١) ، نا محمّد بن يحيى الصولي ـ بإسناد لم يحضرني في هذا الوقت ذكره ـ بخبر المنصور وقتله أبا مسلم ، ثم حدّثنا أيضا بإسناد هذه صفته ، قال :

خطب المنصور الناس بعد مقتل أبي مسلم ، فقال : أيها الناس لا تخرجوا من أنس الطاعة إلى وحشة المعصية ، ولا تمشوا في ظلمة الباطل بعد سعيكم في ضياء الحق ، إنّ أبا مسلم أحسن مبتدئا وأساء معقبا ، وأخذ من الناس بنا أكثر مما أعطانا ، ورجح قبيح باطنه على حسن ظاهره ، وعلمنا من خبث سريرته وفساد نيته ما لو علمه اللائم لنا فيه لعذرنا في قتله ، وعنّفنا في إمهاله ، وما زال ينقض بيعته ويخفر ذمته حتى أحلّ لنا عقوبته ، وأباحنا دمه ، فحكمنا فيه حكمه في غيره ، ولم يمنعنا الحق له من إمضاء الحق فيه ، وما أحسن ما قال النابغة الذبياني للنعمان (٢) :

فمن أطاعك فانفعه بطاعته

كما أطاعك وأدلله على الرّشد

ومن عصاك فعاقبه معاقبة

تنهى الظّلوم ولا تقعد على ضمد (٣)

ثم نزل.

كتب إليّ أبو نصر بن القشيري ، أنا أبو بكر البيهقي ، أنا أبو عبد الله الحافظ ، أخبرني أبو (٤) الحسن بن أبي القاسم المذكر (٥) ، نا أحمد بن الخضر ، نا محمّد بن عبدة ، حدثني محمّد بن الحارث ، قال : سمعت حفص بن حميد قال (٦) :

قيل لعبد الله بن المبارك : أبو مسلم كان خيرا أو الحجاج؟ قال : لا أزعم أنّ أبا مسلم

__________________

(١) الخبر في الجليس الصالح الكافي للمعافى بن زكريا ٤ / ٢٠١ ـ ٢٠٢.

(٢) ديوان النابغة ط بيروت ص ٣٣ من قصيدة مشهورة مطلعها :

يا دارميّة بالعلياء فالسند

أقوت وطال عليها سالف الأبد

(٣) الظلوم : الكثير الظلم ، والضمد : الذل والغيظ.

(٤) عن م وبالأصل : أبي.

(٥) عن م ، وبالأصل : المذكور ، تصحيف.

(٦) الخبر في البداية والنهاية بتحقيقنا ١٠ / ٧٧.

٤٢٦

كان خيرا من أحد ، ولكن الحجاج شرّ منه (١).

أخبرنا أبوا (٢) الحسن ، قالا : نا ـ وأبو النجم ، أنا ـ أبو بكر الخطيب (٣) ، أنا الحسين بن محمّد أخو الخلّال ، نا عبد الرّحمن بن محمّد الأستراباذي في كتابه ، قال : سمعت محمّد بن أحمد بن محمّد بن موسى البخاري يقول : ظهر أبو مسلم لخمس بقين من شهر رمضان سنة تسع وعشرين ومائة ، ثم سار إلى أمير المؤمنين أبي العباس سنة ست وثلاثين ومائة ، وقتل (٤) في سنة سبع وثلاثين ومائة ، وبقي أبو مسلم فيما كان فيه ثمانية وسبعين شهرا غير ثلاثة عشر يوما.

قال (٥) : وأنا الحسن بن أبي بكر ، قال : كتب إليّ أبو محمّد بن إبراهيم الجوري يذكر أن أحمد بن حمدان بن الخضر أخبرهم ، نا أحمد بن يونس الضّبّي ، نا أبو حسان الزيادي ، قال : سنة سبع وثلاثين ومائة فيها [(٦) قتل أبو مسلم لخمس ليال بقين من شعبان ، ويقال : لليلتين بقيتا منه.

قال : ونا ابن (٧) الفضل ، نا عبد الله بن جعفر ، نا يعقوب بن سفيان قال : وقتل أبو مسلم يوم الأربعاء لسبع ليال خلون من شعبان في هذه السنة ـ يعني سنة سبع وثلاثين ومائة ـ.

قال : وأنا علي بن محمّد السمسار ، أنا عبد الله بن عثمان الصّفّار ، نا عبد الباقي بن قانع ، قال : سنة سبع وثلاثين ومائة] فيها قتل المنصور أبا مسلم عبد الرّحمن بن مسلم بالمدائن.

قال (٨) : وأنا الحسين بن محمّد المؤدب ، أنا أبو سعد (٩) الإدريسي في كتابه ، قال : سمعت محمّد بن عبيد الله بن محمّد بن أحمد بن سهل يقول :

قتل أبو مسلم سنة أربعين ومائة ، قال : وأخبر أبو الوليد الدّربندي ، نا أبو عبد الله

__________________

(١) البداية والنهاية : شرا منه.

(٢) الأصل وم : «أبو» والصواب ما أثبت ، والسند معروف.

(٣) تاريخ بغداد ١٠ / ٢١٠.

(٤) عن م وتاريخ بغداد ، وبالأصل : وفي.

(٥) القائل أبو بكر الخطيب ، والخبر في تاريخ بغداد ١٠ / ٢١٠.

(٦) ما بين الرقمين سقط من م.

(٧) عن تاريخ بغداد ١٠ / ٢١٠ وبالأصل : «أبو» تصحيف.

(٨) القائل : أبو بكر الخطيب ، والخبر في تاريخ بغداد ١٠ / ٢١١.

(٩) كذا بالأصل وم ، وفي تاريخ بغداد : أبو سعيد.

٤٢٧

محمّد بن أحمد بن محمّد (١) بن سليمان الحافظ ـ ببخارى ـ قال : قتل أبو مسلم صاحب الدولة ببغداد في سنة أربعين ومائة.

ـ قال الخطيب : بالمدائن قتل لا ببغداد ـ.

أنا (٢) أبو محمّد بن طاوس ، أنا أبو الغنائم محمّد بن علي بن أبي عثمان ، أنا علي بن محمّد بن بشران ، أنا الحسين بن صفوان ، نا أبو بكر بن أبي الدنيا ، حدثني دارم بن إبراهيم ، عن علي بن حسين بن واقد ، عن أبيه ، قال :

لما قتل أبو مسلم إبراهيم الصائغ أحببت أن أراه في المنام فرأيته ، فقلت : ما فعل الله بك؟ قال : غفر لي مغفرة بعدها مغفرة ، قلت : فأين يزيد النجوي قال : أيهات هو أرفع مني بدرجات ، قلت : لم وقد كنتما لقراءة القرآن؟ قال : فرأيت في منامي رجلا على مقلاة على النار يقلى ، فقلت : من هذا؟ فقال : أبو مسلم.

قال علي : فأخبرني بعض أهل بيتي عن أبي قال : قيل لي في منامي : إنه سيرى في كلّ بلد من خراسان مثل ما رأيت في هذه الليلة (٣).

٣٩٦٢ ـ عبد الرّحمن بن مسلم

حدّث عن : واقد بن عبد الله البصري.

روى عنه : إبراهيم بن محمّد المروزي.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنا أبو بكر محمّد بن عبد الله بن محمّد بن عبد الله بن (٤) محمّد بن عبد الله (٥) القصّار الكنداحي (٦) ـ بقراءتي عليه ـ قلت له : أحدثكم (٧) عبد الرّحمن بن عبيد الله الحربي ، أنا محمّد بن الحسن المقرئ ، نا إبراهيم بن محمّد المروزي ـ بنيسابور ـ نا عبد الرّحمن بن مسلم الدمشقي ، نا واقد بن عبد الله البصري ، عن معمر ، عن الزهري ، عن سالم ، عن عبد الله بن عمر قال :

لما طعن عمر وأمر بالشورى دخلت عليه حفصة ابنته ، فقالت له : يا أبت (٨) ، إنّ الناس يزعمون أن هؤلاء الستة ليسوا برضا ، فقال : سنّدوني ، سنّدوني ، فلما أن سنّدوه قال : ما عسى

__________________

(١) «بن محمد» ليس في تاريخ بغداد.

(٢) في م : أخبرنا.

(٣) الخبر السابق سقط من م.

(٤) «بن محمد بن عبد الله» سقط من م.

(٥) «بن محمد بن عبد الله» سقط من م.

(٦) كذا بالأصل وم ، ولعل الصواب : «الكندايجي» نسبة إلى كندايج من قرى أصبهان (الأنساب).

(٧) في م : أخبركم.

(٨) في م : يا أبة.

٤٢٨

أن تقولوا (١) في علي بن أبي طالب ، سمعت النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم يقول له : «يا علي يدك في يدي يوم القيامة ، تدخل معي حيث أدخل».

ما عسى أن تقولوا في عثمان بن عفّان ، سمعت النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم يقول : «يوم يموت عثمان تصلّي عليه ملائكة السماء» ، قلت : يا رسول الله لعثمان خاصة أم للناس عامة؟ قال : «لعثمان خاصة».

ما عسى أن تقولوا في طلحة بن عبيد الله ، سمعت النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم ليلة وقد سقط رحله يقول : «من يسوّي لي رحلي وله الجنة» فبدا (٢) طلحة حتى سوّى رحله ، فقال له النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «يا طلحة ، هذا جبريل يقرئك السلام ويقول لك : أنا معك يوم القيامة حتى أنجّيك من أهوالها».

ما عسى أن تقولوا في الزّبير بن العوّام ، رأيت النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم وقد نام ، فجلس الزّبير يذب عن وجهه حتى استيقظ ، فقال له النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «يا أبا عبد الله لم تزل» قال : لم أزل بأبي وأمي ، قال : «هذا جبريل يقرئك السلام ويقول لك : أنا معك يوم القيامة حتى أذبّ عن وجهك شرر جهنم».

ما عسى أن تقولوا (٣) في سعد بن أبي وقّاص ، سمعت النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم يوم بدر وقد أوتر قوسه أربع عشرة مرة يدفعها إليه ويقول : «ارم فداك أبي وأميّ».

ما عسى أن تقولوا في عبد الرّحمن بن عوف ، رأيت النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم وهو في بيت فاطمة والحسن والحسين يبكيان جوعا ويتضوّران ، فقال النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «من يصلهما بشيء؟» فاطّلع عبد الرّحمن بن عوف بصحفة ورغيفان (٤) بينهما إهالة ، فقال النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «كفاك الله أمر دنياك ، فأما آخرتك فأنا لها ضامن».

كذا قال ، وهذا هو عبد الله بن مسلم بن رشيد الدمشقي الذي حدّث بنيسابور ، وهو ضعيف ، وشيخه واقد ، وإبراهيم الراوي عنه غير مشهورين ، والله أعلم.

٣٩٦٣ ـ عبد الرّحمن بن المسور بن مخرمة بن نوفل

ابن أهيب بن عبد مناف بن زهرة

أبو المسور الزهري المديني (٥) الفقيه (٦)

سمع : سعد بن أبي وقّاص ، وأبا رافع مولى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، وأباه المسور بن مخرمة.

__________________

(١) في م : يقولوا.

(٢) في م : «فبدر» وفي المختصر ١٥ / ٤٦ فبرز.

(٣) كذا بالأصل وم ، وفي المختصر : يقولوا.

(٤) كذا بالأصل وم ، والصواب : ورغيفين.

(٥) في م : المدني.

(٦) ترجمته وأخباره في تهذيب الكمال ١١ / ٣٦٨ وتهذيب التهذيب ٣ / ٤١٩ الوافي بالوفيات ١٨ / ٢٧٧ العبر ١ / ١٠٥ شذرات الذهب ١ / ٩٩ التاريخ الكبير للبخاري ٣ / ١ / ٣٤٧ والجرح والتعديل ٥ / ٢٨٣.

٤٢٩

روى عنه : الزهري ، وحبيب بن أبي ثابت ، وجعفر بن عبد الله بن الحكم ، وابنه جعفر بن عبد الرّحمن.

قدم الشام مع سعد بن أبي وقّاص.

أخبرنا أبو سهل محمّد بن إبراهيم بن سعدويه ، أنا عبد الرّحمن بن أحمد بن الحسن ، أنا أبو مسلم محمّد بن أحمد بن علي.

ح وأخبرنا أبو المظفّر بن القشيري ، وأبو القاسم زاهر بن طاهر.

قالا : أنا أبو عثمان البحيري (١) ، أنا أبو علي زاهر بن أحمد الفقيه ، قال : أنا عبد الله بن محمّد بن عبد العزيز ـ وفي حديث زاهر : أنا البغوي ـ نا يحيى بن عبد الحميد الحمّاني ، نا إبراهيم بن سعد ، عن صالح بن كيسان ، عن الحارث بن فضيل ، عن جعفر بن عبد الله بن الحكم ، عن عبد الرّحمن بن المسور ، عن أبي رافع ، عن عبد الله بن مسعود ، قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم :

«ما من نبيّ بعثه الله في أمة قبلي إلّا كان له في أمّته حواريّ (٢) وأصحاب يأخذون بسنّته ، ويقتدون به ثم يخلف من بعدهم خلف (٣) يقولون ما لا يفعلون ويفعلون ما لا يؤمرون ، فمن جاهدهم بيده فهو مؤمن ، ومن جاهدهم بلسانه فهو مؤمن ، ومن جاهدهم بقلبه فهو مؤمن ، وليس وراء ذلك من الإيمان حبة من خردل» [٧٢٣٩].

وقال أبو المظفّر : حبّة خردل.

قال (٤) : فحدّثت بهذا الحديث عبد الله بن عمر فأنكره ، فقدم عبد الله بن مسعود فأتيناه نعوده ، وعنده ابن عمر ، فسألته ، فحدّث ـ وقال زاهر : فحدّثنا ـ الحديث كما حدّثت به ابن عمر ، واللفظ لحديث البحيري.

ورواه الدّراوردي ، عن الحارث بن فضيل بهذا الإسناد نحوه.

أخبرنا أبو عبد الله محمّد بن الفضل ، وأبو المظفّر عبد المنعم بن عبد الكريم ، قالا : أنا الأستاذ أبو القاسم القشيري ، أنا أبو نعيم عبد الملك بن الحسن بن محمّد بن إسحاق ، أنا

__________________

(١) في م : التحريري.

(٢) كذا بالأصل وم ، وسترد في الرواية التالية : حواريون.

(٣) الخلف هو الخالف بشرّ وجمعه خلوف. والخلف بالتحريك فهو الخالف بخير وهذا هو الأشهر.

(٤) القائل : أبو رافع راوي الحديث عن عبد الله بن مسعود.

٤٣٠

أبو عوانة ، نا الصّاغاني ، نا سعيد بن أبي مريم ، نا عبد العزيز بن محمّد ، نا الحارث بن فضيل الخطمي ، عن جعفر بن عبد الله بن الحكم ، عن عبد الرّحمن بن المسور بن مخرمة ، عن أبي رافع مولى النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، عن عبد الله بن مسعود أن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال :

«ما كان من نبيّ إلّا وله حواريون يهدون بهديه (١) ، ويستنون بسنّته ، ثم تكون بعدهم خلوف يقولون ما لا يفعلون ، ويعملون ما تنكرون ، من جاهدهم بيده فهو مؤمن ، ومن جاهدهم بلسانه فهو مؤمن ، ومن جاهدهم بقلبه فهو مؤمن ، ليس وراء ذلك من الإيمان مثقال حبة من خردل» [٧٢٤٠].

ورواه عبد الله بن جعفر بن عبد الرّحمن المخرمي ، عن الحارث بن فضيل.

أخبرناه أبو المظفّر بن القشيري ، أنا أبي أبو القاسم ، أنا أبو نعيم الإسفرايني ، نا أبو عوانة ، أنا أبو أمية ، أنا يعقوب بن محمّد ، نا إسحاق بن جعفر بن محمّد ، نا عبد الله بن جعفر ، عن الحارث بن فضيل بمثله.

أخرجه مسلم (٢) عن الصّاغاني ، وقال : هذا حديث شريف.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنا محمّد بن أحمد بن محمّد اللخمي ، أنا محمّد بن الحسين (٣) بن يوسف الأصبهاني ، أنا محمّد بن أحمد بن عبد الله النّقوي (٤) ، نا إسحاق بن إبراهيم بن عبّاد الدّبري (٥) ، أنا عبد الرزاق بن همّام ، عن الثوري ، عن حبيب بن أبي ثابت ، عن عبد الرّحمن بن المسور ، عن سعد قال :

كنا معه بالشام شهرين فكنّا نتمّ ، وكان يقصر (٦) ـ يعني ـ فقلنا له ، فقال : إنّا نحن أعلم.

أخبرنا أبو سعد (٧) أحمد بن محمّد البغدادي ، أنا أبو القاسم عبد الرّحمن ، وأبو عمر ، وعبد الوهاب ابنا (٨) محمّد بن إسحاق ، وأبو منصور بن شكرويه ، قالوا : أنا أبو إسحاق بن خرّشيد قوله ، أنا أبو بكر النيسابوري ، نا أحمد بن يوسف السّلمي ، نا محمّد بن يوسف ، نا سفيان.

__________________

(١) في صحيح مسلم : «يهتدون بهديه» أي بطريقته وسمته.

(٢) صحيح مسلم (١) كتاب الايمان ، (٢٠) باب ، حديث رقم ٨٠.

(٣) في م : الحسن.

(٤) إعجامها مضطرب بالأصل وم ، والصواب ما أثبت ، ترجمته في سير أعلام النبلاء ١٦ / ١٤١.

(٥) في م : الديري ، تصحيف.

(٦) الأصل : وكنا نقصر ، والمثبت عن م.

(٧) عن م وبالأصل : أبو سعيد ، تصحيف.

(٨) في م : «أنا» تصحيف.

٤٣١

ح قال : ونا علي بن الحسن بن أبي عيسى ، نا عبد الله بن الوليد ، عن سفيان ، حدثني حبيب بن أبي ثابت ، عن عبد الرّحمن بن المسور قال :

كنا مع سعد بالشام شهرين ، فكنا نقصر (١) الصلاة وكنا نتمّ ، فقيل له ، فقال : إنّا نحن أعلم.

(٢) أخبرنا الأنماطي ، أنا أحمد بن الحسن ، أنا محمّد بن علي بن يعقوب ، أنا محمّد بن أحمد البابسيري ، أنا الأحوص بن المفضّل ، أنا أبي ، قال : وسألت ـ يعني يحيى بن معين ـ عن حديث حبيب بن أبي ثابت ، عن عبد الرّحمن بن المسور قال :

كنا مع سعد بالشام ، فقال هو ابن المسور بن مخرمة.

قال : وأنا ثابت ، أنا محمّد ، أنا الأحوص ، نا أبي ، نا أبو داود ، نا شعبة ، أخبرني حبيب بن أبي ثابت ، قال سمعت عبد الرّحمن بن المسور يقول :

كنا مع سعد في قرية من قرى الشام يقال لها عمان ، أو قال : عمران شهرين ، فكان يصلي ركعتين ونصلي نحن أربعا ، فسأله عن ذلك فيقول سعد : إنّا نحن أعلم.

قال أبي : قال يحيى بن معين : إنّما هو عبد الرّحمن بن المسور بن مخرمة.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنا أبو الفضل بن البقّال ، أنا أبو الحسين (٣) بن بشران ، أنا عثمان بن أحمد ، نا حنبل بن إسحاق ، نا علي بن عبد الله ، نا أبو صفوان ، أنا أسامة بن زيد ، عن ابن شهاب ، عن عبد الرّحمن بن المسور بن مخرمة.

أنه خرج مع أبيه عام أدرج ومعه سعد بن أبي وقّاص ، وعبد الرّحمن بن المسور بن عبد يغوث الزهري حتى إذا كانوا بسرع (٤) سمعوا بالطاعون بالشام ، فذكر الحديث بطوله.

قال علي : رأيت في كتاب من بعض الكتب عن ابن شهاب ، عن رجل ، عن عبد الرّحمن بن المسور ، قال لنا أبو صفوان الزهري : حدثني عبد الرّحمن بن المسور فلا أدري.

__________________

(١) في م : فكان يقصر.

(٢) الخبر التالي سقط من م.

(٣) في م : الحسن.

(٤) كذا بالأصل وم بسرع ، وفي معجم البلدان : سرغ بالغين المعجمة ، والعين لغة فيه ، أول الحجاز وآخر الشام بين المغيثة وتبوك.

٤٣٢

أخبرنا وجيه (١) بن طاهر ، أنا أبو حامد الأزهري ، أنا محمّد بن عبد الله بن حمدون ، أنا أبو حامد بن الشرقي ، نا محمّد بن يحيى الذهلي ، نا إسماعيل بن أبي أويس ، حدثني أبي ، أخبرني محمّد بن مسلم أن رجلا أخبره عن عبد الرّحمن بن المسور بن مخرمة.

أن سعد بن أبي وقّاص ، والمسور بن مخرمة ، وعبد الرّحمن بن الأسود بن عبد يغوث ـ يعني كانوا في سفر ـ قال : وكان سعد بن أبي وقّاص يقصر الصلاة ويفطر ، وكانا يتمّان الصلاة ، قال : فقيل لسعد : إنّك تقصر الصلاة وتفطر ، ويتمان ، فقال سعد : نحن أعلم.

أخبرنا الأنماطي (٢) ، أنا أبو طاهر الباقلاني ، أنا يوسف بن رباح ، أنا أبو بكر المهندس ، أنا أبو بشر الدولابي ، نا معاوية بن صالح ، قال : سمعت يحيى بن معين يقول في تسمية تابعي أهل المدينة ومحدثيهم : عبد الرّحمن بن المسور بن مخرمة.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي ، أنا أبو محمّد الجوهري ، أنا أبو عمر بن حيّوية ، أنا أحمد بن معروف ، نا الحسين بن الفهم ، نا محمّد بن سعد ، قال :

فولد المسور بن مخرمة : عبد الرّحمن ، وبه كان يكنى ، وآمنة ، ورملة ، وأم بكر ، وصفيا ، وأمّهم أمة الله بنت شرحبيل بن حسنة ، وذكر غيرهم.

قرأت على أبي غالب بن البنّا ، عن أبي محمّد الجوهري ، أنا أبو عمر بن حيّوية ، أنا سليمان بن إسحاق بن إبراهيم ، نا الحارث بن أبي أسامة ، نا محمّد بن سعد قال (٣) : في الطبقة الثالثة من أهل المدينة :

عبد الرّحمن بن المسور بن مخرمة بن نوفل بن أهيب بن عبد مناف بن زهرة ، وأمّه أمة الله بنت شرحبيل بن حسنة الكندي ، ويكنى عبد الرّحمن أبا المسور ، وتوفي بالمدينة سنة تسعين في خلافة الوليد بن عبد الملك ، وكان قليل الحديث.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن شجاع ، أنا أبو عمرو بن منده ، أنا الحسن بن محمّد ، أنا أحمد بن محمّد ، نا أبو بكر بن أبي الدنيا (٤) ، نا محمّد بن سعد ، قال في الطبقة الثالثة من أهل المدينة :

__________________

(١) في م : أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر.

(٢) في م : أخبرنا أبو البركات الأنماطي.

(٣) ليس له ترجمة في الطبقات الكبرى المطبوع ، فهو ضمن التراجم الضائعة لأهل المدينة والساقطة من الطبقات المطبوع.

والخبر نقله المزي عن ابن سعد في تهذيب الكمال ١١ / ٣٦٩.

(٤) الخبر برواية ابن أبي الدنيا ليس في الطبقات الكبرى المطبوع لابن سعد.

٤٣٣

عبد الرّحمن بن المسور بن مخرمة بن نوفل الزهري ، ويكنى أبا المسور ، توفي بالمدينة سنة تسعين.

أنبأنا أبو الغنائم محمّد بن علي ، ثم حدثنا أبو الفضل بن ناصر ، أنا أحمد بن الحسن ، والمبارك بن عبد الجبار ، ومحمّد بن علي ـ واللفظ له ـ قالوا : أنا أبو أحمد ـ زاد أحمد : وأبو الحسن الأصبهاني قالا : ـ أنا أبو بكر الشيرازي ، أنا أبو الحسن المقرئ ، أنا أبو عبد الله البخاري قال (١) :

عبد الرّحمن بن المسور بن مخرمة القرشي الزهري ، سمع سعدا (٢) ، سمع منه حبيب بن أبي ثابت ، وقال ابن أبي مريم : نا عبد العزيز بن محمّد ، حدثني الحارث بن فضيل ، عن جعفر بن عبد الله بن الحكم ، عن عبد الرّحمن بن المسور بن مخرمة ، عن أبي رافع مولى النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «ما كان نبيّ إلّا له حواريون» [(٣) [٧٢٤١].

وقال ابن المنذر : حدثني إسحاق بن جعفر ، نا عبد الله المخرمي ، عن الحارث ، عن جعفر ، عن عبد الرّحمن ، عن أبي رافع ، قال ابن مسعود عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم نحوه].

وقال عمرو بن محمّد : نا (٤) يعقوب بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن صالح بن كيسان ، عن الحارث ، عن جعفر ، عن عبد الرّحمن (٥) ، عن أبي رافع ، عن (٦) عبد الله نحوه ، قال أبو رافع : فحدّثت (٧) به عبد الله بن عمر فأنكره عليّ ، فقدم ابن مسعود ، فنزل بقناة (٨) ، فاستتبعني إليه ، فلما جلسنا إليه سألته.

وقال محمّد بن عبيد الله (٩) : نا محمّد (١٠) بن طلحة ، عن أبي سهيل بن مالك ، عن

__________________

(١) التاريخ الكبير للبخاري ٣ / ١ / ٣٤٧.

(٢) في التاريخ الكبير : سمع سعيد بن المسيب.

(٣) كذا ما بين الرقمين بالأصل وم ، والعبارة في التاريخ الكبير : حواريون يهتدون بهديه ، ابن جعفر المخرمي : عن الحارث بن فضيل عن جعفر بن عبد الله بن الحكم عن عبد الرحمن بن مسور عن أبي رافع قال ابن مسعود رضي‌الله‌عنه عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم نحوه.

(٤) كذا بالأصل ، وفي م «ثنا» وفي التاريخ الكبير : ويعقوب.

(٥) في البخاري : عن عبد الرحمن بن أبي رافع عن أبي رافع.

(٦) قوله : عن عبد الله ، ليس في م.

(٧) بالأصل : «فحدث» وفي م : «محمد بن» وكلاهما تحريف والمثبت عن البخاري.

(٨) بالأصل وم : «معنا» والمثبت عن التاريخ الكبير ، وقناة : واد من أودية المدينة عليه مال من أموالها.

(٩) كذا الأصل وم ، وفي التاريخ الكبير : عبد الله.

(١٠) الأصل وم ، وفي التاريخ الكبير : عمرو بن طلحة.

٤٣٤

ابن أبي رافع مولى النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم قلت لابن عمر : أخبرك أخوك ابن مسعود : يكون بعد الأنبياء خلفا (١).

وقال حسان : حدثنا عاصم بن محمّد ، حدثني عامر بن السمط (٢) ، حدثني معاوية بن إسحاق ، عن عطاء بن يسار ، سمعت ابن مسعود ، عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم [يكون أمراء ، نحوه](٣) فحدّثت به ابن عمر فانطلق إليه ، فقال : حدثني هذا عنك ، قال : نعم ، حدّثته ، في أهل المدينة (٤).

أخبرنا أبو الحسين (٥) القاضي ـ إذنا ـ وأبو عبد الله الخلال ـ شفاها (٦) ـ أنا عبد الرّحمن بن محمّد.

ح قال : وأنا أبو طاهر بن سلمة ، أنا علي بن محمّد ، قال : أنا أبو محمّد عبد الرّحمن بن محمّد بن إدريس قال (٧) : عبد الرّحمن بن المسور بن مخرمة القرشي الزهري ، سمع سعدا ، روى عنه الزهري ، وحبيب بن أبي ثابت ، وجعفر بن عبد الله بن الحكم ، سمعت أبي يقول ذلك ، قال أبو محمّد : وروى عن أبي رافع مولى النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن العباس ، أنا أحمد بن منصور بن خلف ، أنا أبو سعيد بن حمدون ، أنا مكي بن عبدان قال : سمعت مسلم بن الحجاج يقول : أبو المسور عبد الرّحمن بن المسور بن مخرمة ، عن أبيه ، روى عنه الزهري.

قرأت على (٨) أبي الفضل بن ناصر ، عن جعفر بن يحيى ، أنا أبو نصر الوائلي ، أنا الخصيب بن عبد الله ، أخبرني عبد الكريم بن أبي عبد الرّحمن ، أخبرني أبي ، قال :

أبو المسور عبد الرّحمن بن المسور بن مخرمة.

أنبأنا أبو جعفر محمّد بن أبي علي ، أنا أبو بكر الصفّار ، أنا أحمد بن علي بن منجويه ، أنا أبو أحمد الحاكم ، قال :

__________________

(١) كذا بالأصل وم ، وفي التاريخ الكبير : خلف.

(٢) الأصل وم ، وفي التاريخ الكبير : السبط.

(٣) ما بين معكوفتين سقط من الأصل وم ، والزيادة عن التاريخ الكبير.

(٤) قوله : في أهل المدينة ، ليس في التاريخ الكبير.

(٥) في م : الحسن ، تصحيف.

(٦) بعدها في م : قالا.

(٧) الجرح والتعديل ٥ / ٢٨٣.

(٨) «على» ليست في م.

٤٣٥

أبو المسور عبد الرّحمن بن المسور بن مخرمة بن نوفل بن أهيب بن عبد مناف بن زهرة القرشي الزهري المديني (١) ، وأمّه أمة الله بنت (٢) شرحبيل بن حسنة ، سمع سعد بن أبي وقّاص ، وعن أبي رافع مولى النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، سمع منه الزهري ، وأبو يحيى حبيب بن أبي ثابت الأسدي ، وجعفر بن عبد الله بن الحكم بن رافع بن سنان الأنصاري (٣) ، أنا محمّد بن إسحاق الثقفي ، أخبرني أبو يونس ، أنا إبراهيم بن المنذر ـ يعني الحزامي ـ قال : عبد الرّحمن بن المسور بن مخرمة يكنى أبا المسور.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي ، أنا الحسن بن علي ، أنا أبو عمر بن حيّوية ، أنا أحمد بن معروف ، أنا الحسين (٤) بن الفهم ، أنا محمّد بن سعد ، أنا محمّد بن عمر ، نا عبد الله بن جعفر ، عن أبي عون قال :

رأيت المسور بن مخرمة حين خرج إلى مكة في وجهه الذي قتل فيه كتب وصيته ودفعها مختومة إلى رجال بني زهرة ، وأشهدهم أن ما فيها حقّ ، وأمرهم أن يشهدوا على ما فيها وهي مختومة فقبضوها على ذلك ، قال : فلما قتل المسور دفعوا الكتاب إلى عبد الرّحمن بن المسور وكانت الوصية إليه فأنفذ ما فيها.

أخبرنا أبو الأعزّ قراتكين بن الأسعد ، أنا أبو محمّد الجوهري ، أنا أبو الحسن بن لؤلؤ ، أنا أبو بكر محمّد بن الحسين بن شهريار ، نا أبو حفص الفلّاس ، قال :

ومات عبد الرّحمن بن المسور بن مخرمة سنة تسعين ، وكان يكنى أبا المسور.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي ، وأبو العزّ الكيلي ، قالا : أنا أبو طاهر ـ زاد الأنماطي وأبو الفضل قالا : أنا محمّد بن الحسن ، أنا أبو الحسين الأهوازي ، أنا أبو حفص ، نا خليفة بن خياط قال (٥) :

عبد الرّحمن بن المسور بن مخرمة بن نوفل بن أهيب بن عبد مناف بن زهرة ، يكنى أبا المسور ، توفي سنة تسعين.

أخبرنا أبو غالب محمّد بن الحسن ، أنا أبو الحسن السّيرافي ، أنا أحمد بن إسحاق ، نا أحمد بن عمران ، نا موسى ، نا خليفة ، قال (٦) :

__________________

(١) في م : المدني.

(٢) بالأصل : «بن» تصحيف والصواب عن م.

(٣) ترجمته في تهذيب الكمال ٣ / ٤١٢.

(٤) في م : الحسن ، تصحيف.

(٥) طبقات خليفة بن خياط ص ٤٢٤ رقم ٢٠٨٨.

(٦) تاريخ خليفة بن خياط ص ٣٠٣.

٤٣٦

وفي سنة تسعين مات عبد الرّحمن بن المسور بن مخرمة ، وأبو ظبيان (١) الجنبي.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنا أبو القاسم بن البسري ، أنا أبو طاهر المخلّص ـ إجازة ـ أنا عبيد الله بن عبد الرّحمن ، أخبرني عبد الرّحمن بن محمّد بن المغيرة ، أخبرني أبي ، حدثني أبو عبيد القاسم بن سلّام قال : سنة تسعين فيها توفي عبد الرّحمن بن المسور بن مخرمة وكانت وفاته بالمدينة.

٣٩٦٤ ـ عبد الرّحمن بن مصاد بن زهير

ـ ويقال : ابن زياد ـ الكلبي

من وجوه أهل المزّة الذين قاموا في أمر يزيد بن الوليد حتى بويع ، ولم يكن يرى ذلك ، وإنّما حمله عليه أخوه هشام بن مصاد.

وحكى شيئا من أمر حربه ، وكان بطلا شديدا.

حكى عنه أخوه يزيد بن مصاد ، والنّضر بن يحيى بن معرور الكلبي.

قرأت على أبي الوفاء حفاظ بن الحسن بن الحسين ، عن عبد العزيز الكتاني (٢) ، أنا عبد الوهاب الميداني ، أنا أبو سليمان بن زبر ، أنا عبد الله بن أحمد بن جعفر ، أنا محمّد بن جرير (٣).

حدثني أحمد بن زهير ، عن علي بن محمّد ، عن عمر (٤) بن مروان الكلبي ، حدثني قسيم بن يعقوب ، ورزين بن ماجد وغيرهما قالوا :

وجّه يزيد بن الوليد عبد الرّحمن بن مصاد في مائتي فارس أو نحو [هم إلى](٥) قطن (٦) ليأخذوا ، عبد الملك بن محمّد بن الحجاج بن يوسف ، وقد تحصّن في قصره (٧) ، فأعطاه [(٨) الأمان وخرج إليه ، فدخلنا القصر ، فأصبنا فيه خرجين ، في كل واحد منهما ثلاثون (٩) ألف]

__________________

(١) رسمها مضطرب بالأصل ، والمثبت عن م وتاريخ خليفة.

وهو حصين بن جندب الكوفي ، ترجمته في تهذيب الكمال ٢١ / ٣٢٥ وتهذيب التهذيب ١٢ / ١٤٠.

(٢) الأصل : الكناني ، تصحيف ، والصواب عن م.

(٣) الخبر في تاريخ الطبري ٧ / ٢٤٢ حوادث سنة ١٢٦.

(٤) كذا بالأصل وم ، وفي الطبري : عمرو.

(٥) ما بين معكوفتين سقط من الأصل ، وبعد نحو بالأصل علامة إلى هذا السقط ، والزيادة عن م والطبري.

(٦) بالأصل وم : فطنا ، والمثبت عن الطبري.

(٧) بالأصل وم «فطنا» والمثبت عن الطبري ، وبهامشه عن نسخة : قطن.

(٨) ما بين الرقمين سقط من م.

(٩) عن الطبري ، وبالأصل : ثلاثين.

٤٣٧

دينار ، قال : فلما انتهينا إلى المزّة قلت لعبد الرّحمن : اصرف أحد هذين الخرجين إلى منزلك أو كليهما ، فإنك لا تصيب من يزيد مثلها أبدا ، قال : لقد عجلت إذا بالخيانة ، لا والله لا تتحدث العرب أنّي أول من خان في هذا الأمر ، فمضى به إلى يزيد فأرسل يزيد بن الوليد إلى عبد العزيز بن الحجّاج بن عبد الملك ، فأمره يقف (١) بباب الجابية ، وقال : من [(٢) كان له عطاء فله ألف درهم معونة] ، وقال لبني الوليد بن عبد الملك ومعهم منهم ثلاثة عشر : تفرقوا في الناس يرونكم (٣) وحضورهم ، وقال للوليد بن روح بن الوليد : انزل الراهب ، ففعل.

٣٩٦٥ ـ عبد الرّحمن بن معاذ بن جبل الأنصاري (٤)

أدرك النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، وشهد اليرموك ، وتوفي مطعونا في طاعون عمواس قبل أبيه.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنا أبو علي بن المسلمة ، أنا أبو علي بن الصّوّاف ، نا الحسن بن علي القطان ، نا إسماعيل بن عيسى العطار ، نا أبو حذيفة إسحاق بن بشر ، قال : قالوا :.

فبدر معاذ بن جبل ـ يعني باليرموك ـ فنادى المسلمين : يا معشر أهل الشام (٥) إنهم قد تهيئوا للشدة ، ولا والله لا يردهم إلّا الصدق عند اللقاء ، والصبر عند القراع.

قالوا : ثم نزل عن فرسه ، فقال : من يريد فرسا يركبه ويقاتل عليه؟ قال : فوثب ابنه عبد الرّحمن وهو غلام حين احتلم ، فأخذه ، فقال : أبته (٦) ، إنّي لأرجو أن لا يكون فارس أعظم غناء في المسلمين مني فارسا ، وأنت يا أبت راجل أعظم غناء منك فارس ، الرجالة هم عظم المسلمين ، فإذا رأوك حافظا مترجلا صبروا إن شاء الله ـ وحافظوا ، قال : فقال أبوه : وفّقني الله وإيّاك يا بني.

أخبرنا أبو [(٧) الحسين هبة الله بن الحسن ـ؟؟؟ إذنا ـ و] أبو عبد الله الخلال

__________________

(١) كذا بالأصل وم ، وفي الطبري : فوقف.

(٢) كذا ما بين الرقمين بالأصل وم ، والعبارة في الطبري :

من كان له عطاء فليأت إلى عطائه ، ومن لم يكن له عطاء فله ألف درهم معونة.

(٣) الأصل : «تركوهم وحضوهم» وفي م : «يروكم وضموهم».

(٤) أخباره في الإصابة ٣ / ٧٣ والاستيعاب ٢ / ٤١٠ (هامش الإصابة) وأسد الغابة ٣ / ٣٩١ والجرح والتعديل ٥ / ٢٨٠.

(٥) في م : أهل الإسلام.

(٦) في م : يا أبه.

(٧) ما بين الرقمين ليس في م.

٤٣٨

ـ شفاها (١) ـ أنا أبو القاسم بن منده ، أنا أبو علي ـ إجازة ـ.

ح قال : وأنا أبو طاهر الهمداني ، أنا أبو الحسن الفأفاء ، قالا : أنا عبد الرّحمن بن أبي حاتم ، قال (٢) :

عبد الرّحمن بن معاذ يقال : إنه أدرك النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، روى عنه محمّد بن إبراهيم التيمي ، سمعت أبي يقول ذلك.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنا أبو بكر بن الطبري ، أنا أبو الحسين بن بشران ، أنا أبو علي بن صفوان ، نا أبو بكر بن أبي الدنيا ، نا أبو بلال الأشعري ، نا حفص بن غياث ، عن داود بن أبي هند ، عن شهر بن حوشب ، قال :

طعن عبد الرّحمن بن معاذ بن جبل ، فدخل عليه أبوه ، فقال له : كيف تجدك أي بني؟ فقال له : يا أبت (الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ فَلا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُمْتَرِينَ)(٣) قال معاذ : (سَتَجِدُنِي إِنْ شاءَ اللهُ مِنَ الصَّابِرِينَ)(٤).

أخبرنا أبو القاسم بن الحصين ، أنا أبو علي بن المذهب ، أنا أحمد بن جعفر ، نا عبد الله بن أحمد (٥) ، حدثني أبي ، حدثني أبو سعيد مولى بني هاشم ، نا ثابت بن يزيد ، نا عاصم ، عن أبي منيب (٦) الأحدب قال :

خطب معاذ بالشام فذكر الطاعون فقال : إنّها رحمة ربكم ودعوة نبيكم ، وقبض الصالحين قبلكم ، اللهم أدخل على آل معاذ نصيبهم من هذه الرحمة ، ثم نزل من مقامه ذلك ، فدخل على عبد الرّحمن بن معاذ فقال عبد الرّحمن : (الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ) ، فلا تكونن (٧)(مِنَ الْمُمْتَرِينَ) ، قال معاذ : (سَتَجِدُنِي إِنْ شاءَ اللهُ مِنَ الصَّابِرِينَ).

أخبرنا أبو سعد بن البغدادي ، أنا محمّد بن أحمد بن شكرويه ، ومحمّد بن أحمد بن

__________________

(١) بعدها في م : قال.

(٢) الجرح والتعديل ٥ / ٢٨٠.

(٣) سورة البقرة ، الآية : ١٤٧.

(٤) سورة الصافات ، الآية : ١٠٢.

(٥) مسند أحمد بن حنبل ٨ / ٢٥٣ رقم ٢٢١٤٥.

(٦) بدون إعجام بالأصل والمثبت عن م والمسند.

(٧) الأصل : تكن.

٤٣٩

علي السمسار ، قالا : أنا إبراهيم بن عبد الله بن محمّد ، نا أبو عبد الله المحاملي ، نا يوسف بن موسى ، نا جرير ، عن عاصم بن سليمان ، عن أبي منيب الحرشي ، قال :

خطبنا معاذ بن جبل حين وقع الطاعون فقال : إنّ هذا الأمر رحمة ربكم ، ودعوة نبيكم ، وقبض الصالحين قبلكم ، اللهم آت آل معاذ حظهم من هذا الأمر ، فنزل ، فوجد ابنه بالموت ، فقال : يا أبت (الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ فَلا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُمْتَرِينَ) ، قال : فقال معاذ : (سَتَجِدُنِي إِنْ شاءَ اللهُ مِنَ الصَّابِرِينَ).

أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر ، أنا أبو بكر البيهقي ، أنا أبو عبد الله الحافظ ، وأبو زكريا بن أبي إسحاق ، قالا : حدثنا أبو العباس محمّد بن يعقوب ، نا بحر بن نصر ، نا ابن وهب ، نا عثمان بن عطاء ، عن أبيه.

أن معاذ بن جبل قام في الجيش الذي كان عليه حين وقع الوباء ، فقال للناس : هذه رحمة ربّكم ، ودعوة نبيكم ، وكمت الصالحين قبلكم ، فبينا هو كذلك إذ أتي فقيل له : قد طعن ابنك عبد الرّحمن ، فلما رأى أباه معاذا قال : يقول عبد الرّحمن : يا أبت (الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ) ، فلا تكونن (١)(مِنَ الْمُمْتَرِينَ) ، قال يقول معاذ : (سَتَجِدُنِي إِنْ شاءَ اللهُ مِنَ الصَّابِرِينَ) ، قال : فمات من الجمعة إلى الجمعة آل معاذ كلهم ، ثم كان هو آخرهم.

أخبرنا أبو محمّد بن طاوس ، أنا أبو الغنائم بن أبي عثمان ، أنا أبو الحسن محمّد بن أحمد بن رزقويه ـ إملاء ـ نا أبو الحسن علي بن محمّد بن أحمد الواعظ المضري ، نا محمّد بن إسماعيل السّلمي ، نا أبو صالح ، حدثني الليث بن سعد ، حدثني خالد بن يزيد ، عن سعيد بن أبي هلال ، عن عبد الله بن زياد أن عبد الكريم بن الحارث أخبره عن عبد الرّحمن بن معاذ.

أنه لما حضرته الوفاة أتاه معاذ فقال : يا بني ، إنّه الحق المبين ، فقال : أجل يا أبت (فَلا تَكُنْ مِنَ الْمُمْتَرِينَ) فقال : إنّي لأرجو إن شاء الله أن تكون من الفائزين ، ثم أقبل معاذ على القوم ، فقال : إنّي سأخبركم عن شيء سمعته من رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، سمعته يقول : «من شهد أن لا إله إلّا الله وأن محمّدا رسول الله مخلصا ، كانت آخر كلامه عند الموت وجبت له الجنّة» [٧٢٤٢].

__________________

(١) الأصل : تكن.

٤٤٠