تاريخ مدينة دمشق - ج ٣٥

أبي القاسم علي بن الحسن ابن هبة الله بن عبد الله الشافعي [ ابن عساكر ]

تاريخ مدينة دمشق - ج ٣٥

المؤلف:

أبي القاسم علي بن الحسن ابن هبة الله بن عبد الله الشافعي [ ابن عساكر ]


المحقق: علي شيري
الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع
الطبعة: ٠
الصفحات: ٤٩٥
الجزء ١ الجزء ٢ الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧ الجزء ٨ الجزء ٩ الجزء ١٠ الجزء ١١ الجزء ١٢ الجزء ١٣ الجزء ١٤ الجزء ١٥ الجزء ١٦ الجزء ١٧ الجزء ١٨ الجزء ١٩ الجزء ٢٠ الجزء ٢١ الجزء ٢٢ الجزء ٢٣ الجزء ٢٤ الجزء ٢٥ الجزء ٢٦ الجزء ٢٧ الجزء ٢٨ الجزء ٢٩ الجزء ٣٠ الجزء ٣١ الجزء ٣٢ الجزء ٣٣ الجزء ٣٤ الجزء ٣٥ الجزء ٣٦ الجزء ٣٧ الجزء ٣٨ الجزء ٣٩ الجزء ٤٠ الجزء ٤١ الجزء ٤٢ الجزء ٤٣ الجزء ٤٤ الجزء ٤٥ الجزء ٤٦ الجزء ٤٧ الجزء ٤٨ الجزء ٤٩ الجزء ٥٠ الجزء ٥١ الجزء ٥٢ الجزء ٥٣ الجزء ٥٤ الجزء ٥٥ الجزء ٥٦ الجزء ٥٧ الجزء ٥٨ الجزء ٥٩ الجزء ٦٠ الجزء ٦١ الجزء ٦٢ الجزء ٦٣ الجزء ٦٤ الجزء ٦٥ الجزء ٦٦ الجزء ٦٧ الجزء ٦٨ الجزء ٦٩ الجزء ٧٠ الجزء ٧١ الجزء ٧٢ الجزء ٧٣ الجزء ٧٤ الجزء ٧٥ الجزء ٧٦ الجزء ٧٧ الجزء ٧٨ الجزء ٧٩ الجزء ٨٠

ومما وقع لي عاليا من حديثه ما.

أخبرنا أبو القاسم بن الحصين ، وأبو نصر بن رضوان ، وأبو علي بن السبط ، وأبو غالب بن البنّا ، قالوا : أنا أبو محمّد الجوهري ، أنا أبو بكر بن مالك ، نا أبو علي بشر بن موسى بن صالح بن شيخ بن عميرة الأسدي ، نا أبو عبد الرّحمن المقرئ عبد الله بن يزيد ، عن سعيد بن أبي أيوب ، حدّثني عبد الرّحمن بن مرزوق ، عن زرّ بن حبيش ، عن صفوان بن عسّال المرادي ، قال :

سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يقول : «فتح الله بابا للتوبة من المغرب عرضه مسيرة سبعين عاما ، لا يغلق حتى تطلع الشمس من نحوه» [٧٢٣١].

أنبأنا أبو الغنائم ، ثم حدثنا أبو الفضل ، أنا أبو الفضل ، وأبو الحسين (١) ، وأبو الغنائم ـ واللفظ له ـ قالوا : أنا عبد الوهاب بن محمّد ـ زاد أبو الفضل : ومحمّد بن الحسن قالا : ـ أنا أحمد بن عبدان ، أنا محمّد بن سهل ، أنا محمّد بن إسماعيل ، قال (٢) :

عبد الرّحمن بن مرزوق الدمشقي ، عن أبي (٣) وهب الكلاعي ، ونافع ، روى عنه سعيد بن أبي أيوب.

أخبرنا أبو عبد الله الخلّال ـ شفاها (٤) ـ أنا أبو القاسم بن منده ، أنا أبو علي ـ إجازة ـ.

ح قال : وأخبرنا أبو طاهر بن سلمة ، أنا علي بن محمّد ، قالا : أنا أبو محمّد بن أبي حاتم ، قال (٥) : عبد الرّحمن بن مرزوق الدمشقي روى عن مكحول ، روى عنه سعيد بن أبي أيوب ، سمعت أبي يقول ذلك.

كتب إليّ أبو زكريا يحيى بن عبد الوهاب بن منده ، وحدثني أبو بكر محمّد بن شجاع عنه ، أنا عمي أبو القاسم ، عن أبيه أبي عبد الله قال : قال لنا أبو سعيد بن يونس ، قال :

[عبد الرحمن بن](٦) مرزوق من أهل دمشق ، قدم مصر ، يروي عن أهل البصرة وأهل الشام ، روى عنه سعيد بن أبي أيوب.

__________________

(١) في م : الحسن ، تصحيف ، والسند معروف.

(٢) التاريخ الكبير ٣ / ١ / ٣٤٩.

(٣) عن م والتاريخ الكبير وبالأصل : ابن.

(٤) بعدها في م : قالا.

(٥) الجرح والتعديل ٥ / ٢٨٧.

(٦) ما بين معكوفتين سقط من الأصل وأضيف عن م.

٤٠١

٣٩٥٨ ـ عبد الرّحمن بن مسعدة ـ ويقال : ابن مسعود ـ بن حكمة

ابن مالك بن حذيفة بن بدر بن عمرو بن جويه

ابن لوذان بن ثعلبة بن عدي بن فزارة الفزاري

أخو عبد الله بن مسعود.

كان أحد النفر العشرة الذين وجههم يزيد إلى ابن الزبير يدعونه إلى طاعة يزيد.

له ذكر في حديث ، وكانت له أملاك بدمشق فيما حكاه أبو العباس الحسين الرازي عن شيوخه الدمشقيين ، وكان عبد الرّحمن من جلساء عبد الملك بن مروان ، ملازما له بالشام.

٣٩٥٩ ـ عبد الرّحمن بن مسعود بن الحارث بن عمرو بن حرجة (١)

ابن حرام (٢) بن سعد بن عدي بن فزارة بن ذبيان بن بغيض

ابن ريث بن غطفان بن سعد بن قيس بن عيلان الفزاري

أحد القوّاد الذين ولّوا صوائف الروم في أيام معاوية ، له ذكر وشجاعة.

أخبرنا أبو محمّد عبد الكريم بن حمزة ، نا أبو بكر الخطيب.

ح وأخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنا أبو بكر بن الطبري.

قالا : أنا أبو الحسين بن الفضل ، أنا عبد الله بن جعفر ، نا يعقوب ، قال : قال ابن بكير : قال الليث : وفي هذه السنة ـ يعني سنة أربع وخمسين ـ عروة بن مسعود ، وعقبة بن نافع مشتاهم بقريطيا.

أخبرتنا أم البهاء فاطمة بن محمّد ، قالت : أنا (٣) أحمد بن محمود ، أنا محمّد بن إبراهيم بن المقرئ (٤) ، أنا محمّد بن جعفر المنبجي (٥) ، نا عبيد الله بن مسعود بن إبراهيم الزهري ، قال : قال أبي : وشتّا أبو مسعود (٦) بأرض الروم ـ يعني سنة ست وخمسين ـ.

كذا قال ، والصواب ابن مسعود.

__________________

(١) في جمهرة ابن حزم ص ٢٥٥ خارجة.

(٢) كذا بالأصل وم وابن حزم ، وفي المختصر ١٥ / ٣٧ حزام.

(٣) في م : أنا أحمد بن محمود بن إبراهيم بن المقرئ.

(٤) في م : أنا أحمد بن محمود بن إبراهيم بن المقرئ.

(٥) في م : التميمي.

(٦) كذا ورد هنا بالأصل وم : «أبو مسعود» وهو خطأ سينبه المصنف في آخر الخبر إلى أن الصواب : ابن مسعود.

٤٠٢

أخبرنا أبو محمّد هبة الله بن أحمد ـ بقراءتي عليه ـ نا عبد العزيز الكتاني (١) ، أنا أبو محمّد بن أبي نصر ، أنا أبو القاسم بن أبي العقب ، أنا أحمد بن إبراهيم القرشي ، نا محمّد بن عائذ ، نا الوليد ، قال :

وقد بلغنا أن سفيان ـ يعني : ابن عوف ـ هلك ، واستخلف عبد الرّحمن بن مسعود ـ يعني على الصائفة ـ قال أبو عبد الله بن عائذ : فسمعت غير الوليد ينشد هذه الأبيات :

أقم (٢) يا ابن مسعود قناة صليبة

كما كان سفيان بن عوف يقيمها

وسم يا ابن مسعود مدائن قيصر

كما كان سفيان بن عوف يسومها

وسفيان قرم من قروم قبيلة

تضيم ، وما في الناس حيّ يضيمها

قال : ونا ابن عائذ ، قال : فحدثني الوليد بن مسلم ، عن زيد بن ذعبلة البهراني أن ابن مسعود شتّا سنة خمس وخمسين.

قال ابن عائذ : فسمعت عبد الأعلى يحدّث قال : غضب معاوية على ابن مسعود في شيء ، فقال له : هلّا فعلت كما فعل سفيان بن عوف؟ فقال : يا أمير المؤمنين وأين أنا من سفيان بن عوف؟ قال : قد عفونا عنك بمعرفتك فضل سفيان.

وقد قيل إنّ المستخلف عبد الله بن مسعود المعروف بابن مسعدة أخا (٣) عبد الرّحمن ، وقد ذكرت ذلك في ترجمة سفيان.

وحكى عبد الله بن سعد القطربلي عن الواقدي.

أن سفيان بن عوف لما أدركه أجله وثقل قال للناس : إنّي لما بي ، فأقيموا عليّ ثلاثة أيام ، وقال : أدخلوا عليّ أمراء الأجناد والأشراف من كل جند ، فوقعت عينه على عبد الرّحمن بن مسعدة الفزاري فقال : ادن مني يا أخا فزارة ، ففعل ، فقال له : إنّك لمن أبعد العرب مني نسبا ، ولكني قد أعلم أنّ لك نية حسنة وعفافا ، وقد استخلفتك على الناس ، فذكر وصيته إياه ثم مات.

وقام عبد الرّحمن بن مسعود بالأمر بعده ، فقالت غطفان : هذا أول عمل وليته فليكن

__________________

(١) بالأصل : الكناني ، وإعجامها غير كامل في م ، والصواب ما أثبت ، والسند معروف.

(٢) البيت الأول في جمهرة ابن حزم ص ٢٥٦ بدون نسبة.

(٣) كذا بالأصل وم.

٤٠٣

منك فيه من الغنى ما يعرف به معونة اضطلاعك وجرأتك ، فقام بأمر الناس ، وقد دخلهم الفشل لموت سفيان ، فلقيهم جمع الروم ، فنكث المسلمون ، فقال عبد الله بن سعد في ذلك

أقم يا ابن مسعود قناة صليبة

فذكر الأبيات الثلاثة وزاد :

لتبك على سفيان خيل تطاعنت

بصمّ القناحتى استطار خطيبها

وذكر معنى قول معاوية له ، وردّه الجواب عليه نحو ما تقدم.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني ، نا عبد العزيز الكتاني ، أنا أبو القاسم تمام بن محمّد ، أنا أبو عبد الله الكندي ، نا أبو زرعة قال في طبقة قدم تلي الطبقة العليا من تابعي أهل الشام : عبد الرّحمن بن مسعود الفزاري.

أخبرنا أبو غالب بن البنّا ، أنا أبو الحسين بن الآبنوسي ، أنا أبو القاسم بن عتّاب ، أنا أحمد بن عمير ـ إجازة ـ.

ح وأخبرنا أبو القاسم نصر بن أحمد ، أنا أبو عبد الله بن أبي الحديد ، أنا أبو الحسن الربعي ، أنا عبد الوهاب الكلابي ، أنا أحمد ـ قراءة ـ قال :

سمعت أبا الحسن بن سميع يقول في الطبقة الثانية من تابعي أهل الشام : عبد الرّحمن بن مسعدة كان على الصوائف في زمن معاوية.

كان في الأصل ابن مسعود ، فغيّر ، والصواب الأول (١).

أنبأنا أبو طالب الحسين (٢) بن [محمد ، أنا أبو القاسم التنوخي ، أنا أبو الحسين بن المظفر ، أنا بكر بن أحمد بن حفص ، ثنا أحمد بن محمد بن عيسى قال :](٣) عبد الرّحمن بن مسعود الفزاري ، من أصحاب أبي الدرداء ، حدّث عنه عبد الرّحمن بن أبي عوف ، وعبد الرّحمن بن مسعود ، يلي الصوائف أيام معاوية.

__________________

(١) يعني أن الصواب : ابن مسعود.

(٢) في م : الحسن ، تصحيف ، قارن مع المشيخة ٥٤ / ب.

(٣) ما بين معكوفتين سقط من الأصل وأضيف عن م لتقويم السند.

٤٠٤

٣٩٦٠ ـ عبد الرّحمن بن مسلمة (١)

أظنه ابن حبيب بن مسلمة الفهري

روى عن أبي عبيدة ، وخالد بن الوليد ، وعمرو بن العاص.

روى عنه : الوليد بن عبد الرّحمن بن أبي مالك.

أخبرنا أبو غالب محمّد بن الحسن ، أنا أبو القاسم عبد الله بن الحسن بن محمّد ، أنا عبيد الله بن أحمد بن علي الصّيدلاني ، نا يزداد بن عبد الرّحمن بن محمّد ، نا أبو سعيد الأشجّ ، نا أبو خالد ، عن الحجاج بن أرطأة ، عن الوليد بن أبي مالك ، عن عبد الرّحمن بن مسلمة.

أن رجلا أجار رجلا وهو مع أبي عبيدة بن الجراح ، وعمرو بن العاص ، وخالد بن الوليد ، قال عمرو وخالد : لا نجير من أجاره ، فقال أبو عبيدة : بلى ، سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يقول :

«يجير على المسلمين بعضهم» [٧٢٣٢].

أنا (٢) أبو المظفر بن القشيري ، أنا أبو سعد الأديب ، أنا أبو عمرو بن حمدان.

ح وأخبرنا أبو عبد الله الحسين بن عبد الملك ، وأبو سهل محمّد بن إبراهيم ، قالا : أنا إبراهيم بن منصور ، أنا أبو بكر بن المقرئ.

قالا : أنا أبو يعلى ، نا محمّد بن إسماعيل ، نا سليمان بن حيان ، عن حجّاج (٣) ، عن الوليد بن أبي مالك ، عن عبد الرّحمن بن مسلمة.

أن رجلا من المسلمين أجار رجلا من المشركين ، فقال خالد بن الوليد وعمرو : لا نجيره ، قال أبو عبيدة يجيره ، سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يقول : «يجير على المسلمين بعضهم» [٧٢٣٣].

قال : ونا زهير ، نا سليمان بن حيان ، عن الحجاج ، عن الوليد بن أبي مالك ، عن عبد الرّحمن بن مسلمة ، قال :

__________________

(١) أخباره في الجرح والتعديل ٥ / ٢٨٦ والضعفاء الكبير للعقيلي ٢ / ٣٤٤ والكامل لابن عدي ٤ / ٣١١ وقد ورد فيه : عبد الرّحمن بن سلمة وميزان الاعتدال ٢ / ٥٨٩.

(٢) في م : أخبرنا.

(٣) في م : الحجاج.

٤٠٥

أجار رجل قوما وهو مع خالد بن الوليد ، وأبي عبيدة ، وعمرو بن العاص ، وقال خالد وعمرو : لا نجير من أجار ، فقال أبو عبيدة : بلى ، سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يقول : «يجير على المسلمين بعضهم» [٧٢٣٤].

تابعه عبد الرّحمن بن سليمان ، عن حجّاج ، وخالفهما إسرائيل بن يونس.

أخبرنا بحديثه أبو علي بن السبط ، أنا أبو محمّد الجوهري.

وأنا (١) أبو القاسم بن الحصين ، أنا أبو علي بن المذهب.

قالا : أنا أحمد (٢) بن جعفر ، نا عبد الله بن أحمد (٣) ، حدثني أبي ، نا إسماعيل بن عمر ، نا إسرائيل ، عن الحجاج بن أرطأة ، عن الوليد بن أبي مالك ، عن القاسم ، عن أبي أمامة قال : أجار رجل من المسلمين رجلا ، وعلى الجيش أبو عبيدة بن الجراح ، فقال خالد بن الوليد وعمرو بن العاص : لا نجيره ، فقال أبو عبيدة : نجيره ، سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يقول : «يجير على المسلمين أحدهم» [٧٢٣٥].

أنبأنا أبو الغنائم محمّد بن علي ، ثم حدثنا أبو الفضل بن ناصر ، أنا أحمد بن الحسن ، والمبارك بن عبد الجبار ، أنا محمّد بن سهل ، أنا محمّد بن إسماعيل ، قال (٤) :

عبد الرّحمن بن مسلمة ، عن أبي عبيدة بن الجراح ، قاله الحجاج عن الوليد بن أبي مالك ، لا يصح.

(٥) أخبرنا أبو القاسم الواسطي ، أنا أبو بكر الخطيب.

ح وحدثني أبو عبد الله البلخي ، أنا أبو منصور محمّد بن الحسين.

قالا : أنا أحمد بن محمّد بن غالب ، أنا حمزة بن محمّد بن علي بن هاشم ، نا محمّد بن إبراهيم بن شعيب ، نا محمّد بن إسماعيل ، قال :

عبد الرّحمن بن مسلمة ، عن أبي عبيدة بن الجراح ، قاله سليمان بن حيّان ، عن الحجّاج ، عن الوليد بن أبي مالك ، لا يصح.

__________________

(١) في م : وأخبرنا.

(٢) بالأصل : «أبو أحمد» والمثبت عن م.

(٣) مسند أحمد بن حنبل ١ / ٤١٥ رقم ١٦٩٥.

(٤) لم أعثر له على ترجمة في التاريخ الكبير للبخاري.

(٥) الخبر التالي سقط من م.

٤٠٦

أخبرنا أبو [(١) الحسين القاضي ، و] أبو عبد الله الأديب ـ شفاها (٢) ـ قالا : أنا أبو القاسم بن منده ، أنا أبو علي ـ إجازة ـ.

ح قال : وأنا أبو طاهر ، أنا علي ، قالا : أنا أبو محمّد بن أبي حاتم ، قال (٣) :

عبد الرّحمن بن مسلمة ، روى عن أبي عبيدة بن الجرّاح ، روى عنه الوليد بن أبي مالك ، سمعت أبي يقول ذلك ، سألت أبي عنه ، فقال : هو صالح الحديث ، وأنكر على البخاري إدخاله في كتاب الضعفاء ، وقال : يحوّل من هناك.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي ، أنا أبو بكر محمّد بن المظفّر ، أنا أبو الحسن العتيقي ، أنا أبو يعقوب يوسف بن أحمد بن يوسف ، نا أبو جعفر محمّد بن عمرو العقيلي (٤) ، حدثني آدم بن موسى ، قال : سمعت البخاري ، قال : عبد الرّحمن بن مسلمة ، عن أبي عبيدة بن الجرّاح ، قال البخاري : لا يصح.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنا أبو القاسم بن مسعدة ، أنا أبو عمرو عبد الرّحمن بن محمّد الفارسي ، أنا أبو أحمد بن عدي ، قال (٥) :

عبد الرّحمن بن سلمة (٦) ، عن أبي عبيدة بن الجرّاح ، روى سليمان بن حيّان ، عن حجّاج ، عن الوليد بن أبي مالك عنه لا يصح.

سمعت (٧) ابن حمّاد يذكره عن البخاري.

قال ابن عدي : وهذا الحديث إنما هو حديث واحد عن أبي عبيدة ، ولا يعرف له غيره.

كذا قال (٨).

__________________

(١) ما بين الرقمين سقط من م.

(٢) بعدها في م : قالا.

(٣) الجرح والتعديل ٥ / ٢٨٦ رقم ١٣٦٤.

(٤) الخبر في كتاب الضعفاء الكبير للعقيلي ٢ / ٣٤٤ رقم ٩٤٤.

(٥) الكامل لابن عدي ٤ / ٣١١.

(٦) كذا بالأصل وم هنا ، وهو يوافق ما ورد في الكامل لابن عدي ، وهو صاحب الترجمة ، والصواب : مسلمة.

(٧) الكلام من تتمة كلام ابن عدي.

(٨) يريد قوله : ابن سلمة.

٤٠٧

٣٩٦١ ـ عبد الرّحمن بن مسلم ـ ويقال : ابن عثمان ـ بن يسار

أبو مسلم الخراساني (١)

صاحب دعوة بني العباس.

ذكر أبو الحسن محمّد بن أحمد بن القوّاس الورّاق في تاريخه أنه قدم هو وأبو سلمة حفص بن سليمان المعروف بالخلّال على إبراهيم بن محمّد الإمام ، فأمرهما بالمصير إلى خراسان ، وبالحميمة (٢) كان إبراهيم الإمام حينئذ.

سمع عكرمة مولى ابن عباس (٣) ، وأبا الزبير محمّد بن مسلم بن تدرس (٤) ، ومحمّد بن علي بن عبد الله بن عباس ، وابنه إبراهيم الإمام ، وعبد الله بن محمّد بن علي ، وثابت بن أسلم البناني ، وإسماعيل بن عبد الرّحمن السّدّي ، وعبد الرّحمن بن حرملة الأسلمي.

روى عنه إبراهيم بن ميمون الصائغ ، وعبد الله بن شبرمة الضّبّي ، وعبد الله بن المبارك (٥) ، وبشر والد مصعب بن بشر المروزيان ، ويزيد بن منيع صهر أبي مسلم.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني ، نا عبد العزيز الكتاني ، حدثني أبو نصر عبد الوهاب بن عبد الله بن عمر المرّي ، نا عبد الله بن محمّد بن أيوب القطان ، أنا أبو أحمد علي بن محمّد بن عبد الله بن محمّد بن حبيب المروزي ـ بمرو ـ نا أبو يوسف محمّد بن عبدك ، نا مصعب بن بشر قال : سمعت أبي يقول (٦) :

قام رجل إلى أبي مسلم وهو يخطب ، فقال له : ما هذا السواد الذي أرى عليك؟ قال : حدثني أبو الزبير ، عن جابر بن عبد الله أن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم دخل مكة يوم الفتح وعليه عمامة سوداء ،

__________________

(١) ترجمته وأخباره في تاريخ الطبري (الجزءان السادس والسابع ، انظر الفهارس العامة) تاريخ بغداد ١٠ / ٢٠٧ ، الكامل لابن الأثير ـ بتحقيقنا (انظر الفهارس العامة) ، البداية والنهاية بتحقيقنا (انظر الفهارس العامة) ميزان الاعتدال ٢ / ٥٨٩ لسان الميزان ٣ / ٤٣٦ شذرات الذهب ١ / ١٧٦ العبر ١ / ٣٨٦ وسير أعلام النبلاء ٦ / ٤٨ والإمامة والسياسة بتحقيقنا (الفهارس) ، والفتوح لابن الأعثم (الفهارس).

(٢) الحميمة تصغير الحمة ، بلد من أرض الشراة من أعمال عمان في أطراف الشام ، كانت منزل بني العباس (معجم البلدان).

(٣) كذا بالأصل وم ، ونقله الذهبي في سير أعلام النبلاء ٦ / ٤٨ عن ابن عساكر وعقب بعد ذلك : قال : وهذا غلط ، لم يدركه.

(٤) ترجمته في سير أعلام النبلاء ٥ / ٣٨٠.

(٥) وعقب الذهبي في سير أعلام النبلاء ٦ / ٤٨ قال : قلت : ولا أدرك ابن المبارك الرواية عنه ، بل رآه.

(٦) رواه الذهبي في سير أعلام النبلاء ٦ / ٥٠ ـ ٥١ وانظر تخريجه فيها. والبداية والنهاية بتحقيقنا ١٠ / ٧٣.

٤٠٨

وهذه ثياب الهيبة ، وثياب الدولة ، يا غلام ، اضرب عنقه.

أخبرنا أبوا (١) الحسن ، قالا : نا ـ وأبو النجم ، أنا أبو بكر الخطيب (٢) ، أخبرني عبد الله (٣) بن أبي الفتح ، نا الحسن بن أحمد بن محمّد بن عبيد الله النيسابوري ، أنا علي بن محمّد الحبيبي المروزي ، نا محمّد بن عبدك ، أنا مصعب بن بشر ، قال : سمعت أبي يقول :

قام رجل إلى أبي مسلم وهو يخطب ، فقال له : ما هذا السواد الذي أرى عليك؟ فقال : حدثني أبو الزبير ، عن جابر بن عبد الله أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم دخل مكة يوم الفتح وعليه عمامة سوداء ، وهذه ثياب الهيبة وثياب الدولة ، يا غلام ، اضرب عنقه.

أخبرنا أبو محمّد [بن] الأكفاني ، نا عبد العزيز الكتاني (٤) ، أنا تمّام بن محمّد ، حدثني أبي ، أنا أبو بكر محمّد بن عبد الصمد بن هشام الصدقي ـ بمصر ـ نا عبد الرّحمن بن خالد بن نجيح ، حدثني أبي خالد بن نجيح ، نا عبد الله بن المنيب (٥) ، عن أبي مسلم صاحب الدولة ، عن محمّد بن علي بن عبد الله بن عباس ، عن أبيه ، عن جده عبد الله بن عباس قال :

قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «من يرد هوان قريش أهانه الله» [٧٢٣٦].

قال : وأنا تمّام ، حدثني أبو بكر محمّد بن سليمان الربعي ، نا أبو الوليد عبد الملك بن محمود بن سميع الفقيه ، نا عبد الرّحمن بن خالد بن نجيح أبو الحسن القرشي ، نا أبي خالد بن نجيح ، نا عبد الله بن المنيب ، عن أبي مسلم صاحب الدولة عن محمّد بن علي بن عبد الله بن عباس ، عن أبيه ، عن جده قال :

قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «من أراد هوان قريش أهانه الله عزوجل» [٧٢٣٧].

أخبرنا أبو علي الحدّاد ، قال : قال لنا أبو نعيم الحافظ في تاريخ أصبهان (٦) : عبد الرّحمن بن عثمان بن يسار أبو مسلم صاحب الدولة ، مختلف في مولده ، فقيل : مولده

__________________

(١) بالأصل : «أبو» خطأ والصواب ما أثبت والسند معروف.

(٢) تاريخ بغداد ١٠ / ٢٠٨.

(٣) في م وتاريخ بغداد : عبيد الله.

(٤) بالأصل : الكناني ، تصحيف والصواب ما أثبت عن م.

(٥) من طريقه رواه ابن كثير في البداية والنهاية بتحقيقنا ١٠ / ٧٣.

(٦) كتاب ذكر أخبار أصبهان لأبي نعيم الأصبهاني ٢ / ١٠٩.

٤٠٩

بأصبهان برستاق فريدين ، وذاك أن والده عثمان (١) قدم مع معقل ابن عمير بن نعيم العجلي من الكوفة ، فسكن معقل فائق وعثمان فريدين فولد له بها أبو مسلم ، روى عن السّدّي ، ومحمّد بن علي بن عبد الله بن عباس ، حدث عنه عبد الله بن شبرمة ، وإبراهيم الصائغ ، وعبد الله بن المبارك ، وهو الذي أقام دولة بني العباس ، وقيل له : كيف أنت إذا حوسبت على إنفاقك المال في غير حقه؟ فقال : لو لا ذنوبي في إقامة دولة بني العباس لطمعت في خفة المحاسبة على تبذير من المال (٢).

أخبرنا أبوا (٣) الحسن : بن قبيس ، وابن سعيد ، وأبو النجم الشّيحي التاجر ، قالوا : قال لنا أبو بكر الخطيب (٤) : عبد الرّحمن بن مسلم بن سنفيرون بن اسفنديار أبو مسلم المروزي صاحب الدولة العباسية ، يروي (٥) عن أبي الزبير محمّد بن مسلم المكي ، وثابت البناني ، وإبراهيم ، وعبد الله ابني محمّد بن علي بن عبد الله بن العباس ، وكان فاتكا شجاعا ذا رأي ، وعقل ، وتدبير ، وحزم ، وقتله أبو جعفر المنصور بالمدائن.

(٦) أخبرني أبو محمّد بن الأكفاني ـ فيما شافهني ـ أنا أبو محمّد الكتاني (٧) ـ إجازة ـ

ح أخبرنا أبو الحسين الميداني ، أنا أبو سليمان بن زبر ، أنا أبو محمّد الفرعاني ، أنا أبو جعفر الطبري (٨) ، قال :

ذكر علي بن محمّد أن حمزة بن طلحة السّلمي حدثه عن أبيه ، قال :

كان بكير بن ماهان كاتبا لبعض عمال السند ، فقدم ، فاجتمعوا بالكوفة في دار ، فغمز بهم فأخذوا فحبس بكير وخلّي عن الآخرين (٩) ، وفي الحبس يونس أبو عاصم ، وعيسى بن معقل العجلي (١٠) ، ومعه أبو مسلم يحدثه ، فدعاهم بكير فأجابوه إلى رأيه ، فقال لعيسى بن معقل : ما هذا الغلام؟ قال : مملوك ، قال : تبيعه؟ قال : هو لك ، قال : أحب أن تأخذ ثمنه ،

__________________

(١) في أخبار أصبهان : عثمان بن أبي مسلم.

(٢) الخبر السابق سقط من م.

(٣) الأصل وم : «أبو» والصواب ما أثبت ، والسند معروف.

(٤) الخبر في تاريخ بغداد ١٠ / ٢٠٧.

(٥) كذا بالأصل وم وفي تاريخ بغداد : يروي عنه عن.

(٦) الخبر التالي سقط من م.

(٧) الأصل : الكناني ، تصحيف ، والصواب ما أثبت ، والسند معروف.

(٨) الخبر في تاريخ الطبري ٧ / ١٩٨ حوادث سنة ١٢٤.

(٩) الطبري : عن الباقين.

(١٠) بالأصل : وعيسى العجلي بن مغفل.

٤١٠

قال : هو لك بما شئت ، فأعطاه أربعمائة درهم ، ثم أخرجوا من السجن ، فبعث به إلى إبراهيم فدفعه إبراهيم إلى [أبي](١) موسى السراج ، فسمع منه ، وحفظ ، ثم صار إلى أن اختلف إلى خراسان.

وقال غيره : توجّه (٢) سليمان بن كثير ، ومالك بن الهيثم ولاهز بن قريظ ، وقحطبة بن شبيب من خراسان ، وهم يريدون مكة في سنة أربع وعشرين ومائة ، فلما دخلوا الكوفة أتوا عاصم بن يونس العجلي ، وهو في الحبس ، فبدأهم (٣) بالدعاء إلى ولد (٤) العبّاس ، ومعه عيسى وإدريس ابنا معقل ، حبسهما يوسف بن عمر فيمن حبس من عمّال خالد بن عبد الله ، ومعهما أبو مسلم يخدمهما ، فرأوا فيه العلامات ، فقالوا : من أين هذا الفتى؟ قالوا : غلام (٥) معنا من السّراجين ، وقد كان أبو مسلم يسمع عيسى وإدريس يتكلمان في هذا الرأي ، فإذا سمعهما بكى ، فلما رأوا ذلك منه دعوه إلى ما هم عليه ، فأجاب [وقبل](٦).

أخبرنا أبو النجم بن عبد الله ، أنا أبو بكر أحمد بن علي (٧) ، أنا محمّد بن أحمد بن رزق البزّاز (٨) ، أنا أبو الحسن المظفر بن يحيى الشرابي ، نا أحمد بن محمّد بن عبد الله المرثدي ، نا أبو إسحاق الطلحي ، حدثني أبو مسلم محمّد بن المطلب (٩) بن فهم بن محرز ـ وهو من ولد (١٠) أبي مسلم ـ قال : كان اسم أبي مسلم صاحب الدعوة إبراهيم بن عثمان بن يسار بن شيدوس بن جودرن من ولد بزرجمهر (١١) ، وكان يكنى أبا إسحاق ، وولد بأصبهان ، ونشأ بالكوفة ، وكان أبوه أوصى إلى عيسى بن موسى السراج ، فحمله إلى الكوفة وهو ابن سبع سنين ، فقال له إبراهيم بن محمّد بن علي بن عبد الله بن العباس لما عزم على توجيهه (١٢) إلى خراسان : غيّر اسمك ، فإنه لا يتم لنا الأمر إلّا بتغييرك اسمك على ما وجدته في الكتب ، فقال : قد سميت نفسي عبد الرّحمن بن مسلم ، وتكنى (١٣) أبا مسلم ، ومضى لشأنه له ذؤابة ،

__________________

(١ و ٦) الزيادة عن الطبري.

(٢) في الأصل : فوجه ، والمثبت عن الطبري.

(٣) في الطبري : قد اتّهم.

(٤) عن الطبري ، وبالأصل : والد.

(٥) بالأصل : فقال : من غلام.

(٧) الخبر في تاريخ بغداد ١٠ / ٢٠٧.

(٨) الأصل وم : «البزار» والمثبت عن تاريخ بغداد.

(٩) في تاريخ بغداد : عبد المطلب.

(١٠) بالأصل : والد ، والصواب عن م وتاريخ بغداد.

(١١) على هامش تاريخ بغداد : كذا في الأصل : وفي الوفيات لابن خلكان : سندوس بن جودون.

(١٢) الأصل وم : توجهه ، والصواب عن تاريخ بغداد.

(١٣) الأصل وم ، ويكنى ، والمثبت عن تاريخ بغداد.

٤١١

فمضى على حمار بإكاف ، وقال له : خذ نفقة من مالي (١) لا أريد أن تمضي بنفقة من مالك ، ولا مال عيسى السراج ، فمضى على ما أمره ، ومات عيسى ، ولا يعلم أنّ أبا مسلم ، هو أبو مسلم إبراهيم بن عثمان ، وتوجّه أبو مسلم لشأنه وهو ابن تسع عشرة (٢) سنة ، وزوّجه إبراهيم بن محمّد بن علي بن عبد الله بن عباس ، بنت عمران بن إسماعيل الطائي ، المعروف بأبي النجم على أربعمائة ، وهي بخراسان مع أبيها ، وزوّجه وقت خروجه إلى خراسان ، وبنى بها بخراسان ، وزوّج أبو مسلم ابنته فاطمة من محرز بن إبراهيم ، وابنته الأخرى أسماء من فهم بن محرز ، فأعقبت أسماء ، ولم تعقب فاطمة ، قال : وفاطمة التي تدعو لها الحرمية إلى الساعة.

أخبرنا أبو العزّ أحمد بن عبيد الله العكبري ـ إذنا ومناولة وقرأ عليّ إسناده ـ أنا أبو علي محمّد بن الحسين الجازري ، أنا أبو الفرج المعافى بن زكريا الجريري (٣) ، نا محمّد بن الحسن بن دريد (٤) ، نا أبو حاتم ، عن أبي عبيدة ، قال :

حدثني رجل من أهل خراسان ، عن أبيه ، قال : كنت أطلب العلم فلا آتي موضعا إلّا وجدت أبا مسلم قد سبقني إليه ، فألفني ، فدعاني إلى منزله ، ودعا بما حضر ، فأكلت ، ثم قال : كيف لعبك بالشطرنج؟ فقلت : إني لاعب بها ، فدعا بشطرنجه ، فتناولت السواد ، فوضعته بين يديّ ، فتناولها من بين يدي وأعطاني البياض ، فأشفت (٥) شاهه (٦) على القتل فداخله أمر عظيم ، فاغتممت له ، ثم قال لي : العب فقد فرّج الله ، فخلص شاهه وجعل يقول :

ذروني ذروني ما فررت (٧) بانني

مني ما أهج حزنا تضيق (٨) بكم أرضي

وأبعث في سود الحديد إليكم

كتائب سودا (٩) طال ما انتظرت نهضي

قال : فكنت ألاعبه ويلهو بهذين البيتين حتى بلغني خروجه.

__________________

(١) الأصل وم : مال ، والمثبت عن تاريخ بغداد.

(٢) بالأصل : تسعة عشر سنة ، والصواب عن م وتاريخ بغداد.

(٣) الخبر في الجليس الصالح الكافي للمعافى بن زكريا ٣ / ٢٧ ـ ٢٨.

(٤) ومن طريق ابن دريد رواه الذهبي في سير أعلام النبلاء ٦ / ٥٢ ـ ٥٣.

(٥) بدون إعجام بالأصل ، والمثبت عن الجليس الصالح.

(٦) عن الجليس الصالح وبالأصل : شاهته.

(٧) كذا بالأصل وفي سير أعلام النبلاء : «قررت» وفي الجليس الصالح : قدرت.

(٨) الجليس الصالح : تضق.

(٩) بالأصل وسير أعلام النبلاء : «سود» ، والمثبت عن الجليس الصالح.

٤١٢

أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد ، أنا إسماعيل بن مسعدة ، أنا حمزة بن يوسف ، أنا عبد الله بن عدي الحافظ ، أنا أحمد بن عامر البرقعيدي ، نا أبو يوسف القلوسي ، نا أبو عاصم ، قال : سمعت رؤبة بن العجاج يقول :

كان أبو مسلم عالما بالشعر ـ يعني صاحب الدولة (١) ـ

(٢) أخبرنا أبو الحسن بن قبيس ، أنا أبو الحسن بن أبي الحديد ، أنا جدي أبو بكر ، أنا أبو بكر الخرائطي ، نا عمارة بن وثيمة المصري ، نا محمّد بن عثمان ، عن عبد الله بن الحارث قال :

عرض أبو مسلم جوادا فقال لمن حضره : لأي شيء يصلح هذا؟ قالوا : للعدو ، قال : لا ، ولكن يركبه الرجل ويهرب من الجار السوء.

كتب إليّ [أبو](٣) نصر بن القشيري ، أنا أبو بكر البيهقي ، أنا أبو عبد الله الحافظ ، قال : سمعت أبي رحمه‌الله يحكي عن المعمرين من أهل نيسابور.

أن أبا مسلم لما رأى الرؤيا التي طمع بها في ولاية خراسان ، اشترى حمارا وركبه ، وقد كان أخبر برؤياه عشيرته بمرو ويحدث الناس به ، فلما ورد نيسابور نزل؟؟؟ وياباد (٤) وكانت عامرة ، وفيها أسواق كثيرة ، قال : فتحدث الخان بان الذي نزل أبو مسلم خانه.

أن هذا يزعم أنه والي خراسان ، فخرج أبو مسلم لبعض حوائجه ، فعمد بعض الماجنين إلى حماره فقطع ذنبه ، فلما انصرف أبو مسلم [قال](٥) للخان بان من فعل هذا؟ قال : والله ما أدري ، قال : ايش تسمي هذه المحلة قال :؟؟؟ وياباد (٦) ، قال : إن لم أصيرها گندآباد فلست بأبي مسلم ، فضرب الدهر ضرباته ، وانصرف إلى نيسابور على ولاية خراسان ، فعمد إلى تلك المحلة فخربها عن آخرها ، فهي الآن لا تشبه محالنا إنما هي كقرية خربة.

قال : ونا أبو عبد الله ، سمعت أبا بكر محمّد بن حمدون بن نجار يقول : سمعت أبي يقول :

__________________

(١) سير أعلام النبلاء ٦ / ٥٣.

(٢) الخبر التالي والخبران السابقان ، سقطت هذه الأخبار الثلاثة من م.

(٣) الزيادة عن م.

(٤) كذا رسمها بالأصل ، وفي م : «قوياباد» ولم أوفق إلى إعجامها وضبطها.

(٥) سقطت من الأصل ومكانها بالأصل علامة تشير إلى هذا النقص ، والزيادة عن م لإيضاح.

(٦) كذا بالأصل ، وفي م : نوباباد؟!.

٤١٣

لما ورد أبو مسلم نيسابور على إكاف على حمار وليس معه آدمي قصد في بعض الليالي دار الفادوستان ، فدق عليه الباب ، ففزع أصحابه وخرجوا إليه ، فقال لأصحابه : قولوا للدهقان : إن أبا مسلم بالباب يطلب منك ألف درهم ودابّة ، فدخلوا على صاحبهم ، فسأل عنه في أي زي هو؟ وأي عدة؟ فأخبروه أنه وجده بأدون زي ، فسكت ساعة ثم دعا بألف درهم ودابة من خواص دوابّه ، وأذن له ، ثم قال : يا أبا مسلم ، قد أسعفناك بما طلبته ، وإن عرضت حاجة أخرى فنحن بين يديك ، فقال : ما ضاع لك ما فعلته ، ولم يزده عليه ، فخرج إلى أقاربه بأصبهان وجمع عشيرته ، وكان من أمره ما كان ، فقال له بعض أقاربه : إن فتحت بنيسابور اجتمع لك كل ما أردته من مال الدهقان المجوسي بها ، فقال : كذلك عندنا يد ، فلما انصرف إلى نيسابور وافقته هدايا الفادوستان قبلها ، قيل له : لا تقبلها واطلب منه الأموال ، فقال : له عندنا يد ، ثم لم يتعرض ولا لأحد من أصحابه وأمواله حتى انصرف إلى مرو.

أخبرنا أبوا (١) الحسن ، قالا : نا ـ وأبو النجم ، أنا ـ أبو بكر الخطيب (٢) ، نا الأزهري ، نا محمّد بن جعفر النجاد ، نا أبو أحمد الجلودي ، نا محمّد بن زكوية ، قال :

روي لنا أن أبا مسلم صاحب الدولة قال : ارتديت الصبر ، وآثرت الكتمان ، وحالفت (٣) الأحزان والأشجان ، وسامحت المقادير والأحكام ، حتى بلغت غاية همتي ، وأدركت نهاية بغيتي ، ثم أنشأ يقول :

قد نلت (٤) بالحزم (٥) والكتمان ما عجزت

عنه ملوك بني مروان (٦) إذ حشدوا

ما زلت أضربهم بالسيف فانتبهوا

من رقدة (٧) لم ينمها قبلهم أحد

طفقت أسعى عليهم في ديارهم

والقوم في ملكهم (٨) بالشام قد رقدوا

ومن رعى غنما في أرض مسبعة

ونام عنها تولى رعيها الأسد

__________________

(١) الأصل : «أبو» تحريف والصواب ما أثبت ، والسند معروف.

(٢) تاريخ بغداد ١٠ / ٢٠٨ ومن طريق أبي أحمد الجلودي في سير أعلام النبلاء ٦ / ٥٣ والبداية والنهاية (بتحقيقنا ١٠ / ٧٧) ووفيات الأعيان ٣ / ١٥٢ والكامل لابن الأثير ٥ / ٤٨٠.

(٣) في م : خالفت.

(٤) في وفيات الأعيان : أدركت بالحزم.

(٥) البداية والنهاية : بالعزم.

(٦) في م : بني ساسان.

(٧) في الوفيات : حتى ضربتهم ... من نومه.

(٨) في الوفيات :

ما زلت أسعى بجهدي في دمارهم

والقوم في غفلة .........

٤١٤

أخبرنا أبو سعد محمّد بن أحمد بن محمّد بن الخليل الطوسي النوقاني (١) ـ بمرو ـ أنا القاضي الإمام أبو سعيد محمّد بن سعيد الفرخزادي (٢) ، أنا السيد أبو طالب الجعفري ، أنا محمّد بن أحمد بن سليمان الحافظ ، أنا أبو الحسين عبد الله بن موسى بن الحسين بن إبراهيم البغدادي ، نا الحسين بن محمّد الواسطي ، نا محمّد بن زكريا البصري ، نا الحسين (٣) بن عقيل التبعي ، عن أبيه قال :

قيل لأبي مسلم صاحب الدولة : ثم أدركت ما أدركت ، قال : ارتديت بالحزم ، وخالفت الصبر ، وأنقضت رأيي والغيت هواي ، ولزمت الكتمان ، وأدبر الحرمان ، وولّى الخذلان ، وساعد القدر ثم أنشأ يقول :

أدركت بالحزم والكتمان ما عجزت

عنه الملوك بنو مروان إذ حشدوا

ما زلت أسعى عليهم في ديارهم

والقوم في ملكهم بالشام قد رقدوا

حتى ضربتهم بالسيف فانتبهوا

من رقدة لم ينمها قبلهم أحد

ومن رعى غنما في أرض مسبعة

ونام عنها تولى رعيها الأسد (٤)

أخبرنا أبو نصر القشيري في كتابه ، أنا أبو بكر البيهقي ، أنا أبو عبد الله الحافظ ، أنا أبو بكر محمّد بن جعفر المزكي ، نا عبد الله بن سلمة المؤدب ، نا أبو أحمد محمّد بن عبد الوهاب (٥) ، قال : سمعت علي بن عثّام يقول : قال إبراهيم الصائغ :

لما رأيت العرب وصنيعها خفت ألّا يكون لله فيهم حاجة ، فلمّا سلّط الله عليهم أبا مسلم ، رجوت أن يكون لله فيهم حاجة.

قال علي : كان يقال : ما انتقم الله لقوم إلّا بشرّ منهم.

أنبأنا أبو علي الحسن بن أحمد ، أنا أحمد (٦) بن الفضل بن محمّد الباطرقاني ، أنا أبو عبد الله بن منده ، أنا أبو العباس القاسم بن القاسم السيّاري (٧) ، قال : قال جدي

__________________

(١) المشيخة ١٧٣ / ب.

(٢) كذا بالأصل ، ولعل الصواب : الفرخوزديزجي نسبة إلى قرية فرخوزديزه من قرى نسف؟.

(٣) في سير أعلام النبلاء ٦ / ٥٣ الحسن.

(٤) الخبر السابق والأبيات سقط من م.

(٥) من طريقه رواه الذهبي في سير أعلام النبلاء ٦ / ٥٣.

(٦) بالأصل : «أنا أبو أحمد» والمثبت عن م ، ترجمته في سير أعلام النبلاء ١٨ / ١٨٢.

(٧) في م : الشيرازي.

٤١٥

أحمد بن سيّار (١) : نا الحسن بن رشيد العنبري ، قال : سمعت يزيد النحوي يقول (٢) :

أتاني إبراهيم (٣) فقال لي : ما ترى ما يعمل هذا الطاغية ، إن الناس معه في سعة ، غيرنا أهل العلم ، قال : قلت : لو علمت أنه يصنع بي إحدى الخصلتين لفعلت : إن أمرت ونهيت يقيل منا أو يقيلنا (٤) ، ولكني أخاف أن يسلّط علينا ، وأنا شيخ كبير لا صبر لي على السياط ، فقال الصائغ : لكني لا أنتهي عنه قال : فذهب إبراهيم ، فدخل على أبي مسلم فأمره ونهاه ، فقتله.

قال : وسمعت الحسن بن رشيد يقول : سمعت النعمان يقول : أما حديث إبراهيم الصائغ عن عكرمة ، عن ابن عباس قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «سيد الشهداء حمزة ، ثم رجل قام إلى إمام جائر فأمره ونهاه فقتله (٥) على ذلك» [٧٢٣٨].

قال (٦) : ونا الحسن (٧) بن رشيد ، قال : دعا أبو مسلم الناس إلى البيعة ، فدعا الصائغ فقال له : بايع طوعا غير كاره ، فقال الصائغ : لا يذكرها غير طائع ، قال : فكيف بايعت لنصر بن سيّار؟ قال : إنّي لم أسأل عن ذلك ، ولو سئلت لقلت.

قال أحمد بن سيّار : وذكر يعمر بن بشر ، قال :

كتب إبراهيم الصائغ إلى أبي مسلم (٨) بكتاب يأمره وينهاه ، وذكر أنه كان بينه وبين أبي مسلم اجتماع أيام دعوته ، وأن أبا مسلم وعده القيام بالحقّ ، والذبّ عن الحرم أيام دولة بني أميّة ، فلما ملك (٩) أبو مسلم وبسط يده ، دخل عليه إبراهيم الصائغ فوعظه ونهاه ، فقال أبو مسلم : يا إبراهيم ، أين كنت عن نصر بن سيّار وهو يتّخذ زقاق الذهب للخمر فيبعث بها (١٠) إلى الوليد بن يزيد؟ فقال إبراهيم : إنّي كنت معهم أخشى ، وأنت وعدتني أن تعمل بالحق وأن تقيمه ، فكفّ عنه أبو مسلم ، وكان إبراهيم يظهر مخالفته إياه ، ومع ذلك لا يدع ما يمكنه.

__________________

(١) أقحم بعدها بالأصل وم : «الحسن بن حريث» انظر ترجمته في تهذيب الكمال ١ / ١٤٨ واسمه أحمد بن سيار بن أيوب بن عبد الرحمن المروزي ، أبو الحسن الفقيه.

(٢) الخبر من طريق أحمد بن سيار صاحب تاريخ مرو في سير أعلام النبلاء ٦ / ٥٣ ـ ٥٤.

(٣) هو إبراهيم بن ميمون الصائغ ، كما يفهم من عبارة البداية والنهاية.

(٤) في سير أعلام النبلاء : أو يقتل.

(٥) تقرأ بالأصل وم : فقبله ، ولعل الصواب ما ارتأيناه.

(٦) القائل : أحمد بن سيار المروزي ، صاحب تاريخ مرو.

(٧) أقحم بعدها في الأصل : «وبينه اجتماع أيام دعوته».

(٨) أقحم بعدها في الأصل : «وبينه اجتماع أيام دعوته».

(٩) في سير أعلام النبلاء ٦ / ٥٤ ظهر.

(١٠) عن م وبالأصل : به.

٤١٦

قال : ونا ابن سيّار ، نا العلاء بن الحسين (١) ، حدثني أخي علي بن الحسين (٢) ... (٣) جميعا يذكران عن أبي الحسين قال :

رأيت فيما يرى النائم كأني أدخلت موضعا واسعا ، وإذا رجل على السرير قاعد ، وإذا رجل ... (٤) بين يديه ، قال : فقلت : من هذا؟ قال : قيل : إن ذا ـ يزيد النحوي ـ وهذا أبو مسلم ـ يعني بين يديه ـ قال : قلت : فما حال إبراهيم الصائغ؟ قال : ذاك في أعلى عليين من يصل إليه ، قال الحسين : وقيل لي في المنام : إن هذا الرؤيا الذي رأيته رآه كل صالح في كور. خراسان ، فكان يحبنا بعد ذلك أن يبلغ رجلا هذا الرؤيا وبسمرقند وجوزجان وكور خراسان.

(٥) أخبرنا أبو القاسم النسيب ، أنا رشأ بن نظيف ، أنا الحسن بن إسماعيل ، نا أحمد بن مروان ، نا أحمد بن عبّاد ، نا محمّد بن سلّام الجمحي قال (٦) :

دخل أبو مسلم على أبي العباس ، فسلّم عليه وعنده أبو جعفر ، فقال له : يا أبا مسلم هذا أبو جعفر ، فقال : يا أمير المؤمنين هذا موضع لا يؤدى فيه إلّا حقك (٧).

أخبرنا أبو العزّ بن كادش ـ إذنا ومناولة وقرأ علي إسناده ـ أنا محمّد بن الحسين.

ح وأخبرنا أبوا (٨) الحسن ، قالا : نا ـ وأبو النجم ، أنا ـ أبو بكر الخطيب (٩) ، أنا القاضي أبو الطيب الطبري ، قالا : نا المعافى بن زكريا (١٠) ، نا محمّد بن يحيى الصولي ، نا المغيرة بن محمّد ، حدثني محمّد بن عبد الوهاب ، حدثني علي بن المعافى (١١) ، قال :

كتب أبو مسلم إلى المنصور حين استوحش منه : أما بعد ، فقد كنت اتّخذت أخاك إماما وجعلته على الدين دليلا لمقاربته والوصية التي زعم أنها صارت إليه ، فأوطأني عشوة (١٢) الضلالة ، وأوهقني في ربقة الفتنة ، وأمرني أن آخذ بالظنة ، وأقتل على التهمة ، ولا أقبل

__________________

(١) في م : الحسن.

(٢) في م : الحسن.

(٣) كلمة غير واضحة في الأصل وم.

(٤) كلمة غير واضحة في الأصل وم.

(٥) الخبر التالي سقط من م.

(٦) من طريق الجمحي رواه الذهبي في سير أعلام النبلاء ٦ / ٥٤.

(٧) عن سير أعلام النبلاء وبالأصل : حقّا.

(٨) الأصل : «أبو» والصواب ما أثبت والسند معروف.

(٩) الخبر في تاريخ بغداد ١٠ / ٢٠٨ وانظر تاريخ الطبري ٣ / ١٠٥ وابن الأثير ٥ / ٤٧.

(١٠) الجليس الصالح الكافي والأنيس الناصح الشافي للمعافى بن زكريا ٤ / ٢٠٢.

(١١) في الجليس الصالح : المغاني.

(١٢) العشوة : ركوب الأمر على غير بيان.

٤١٧

المعذرة ، فهتكت بأمره حرمات حكم الله صيانتها (١) ـ وفي [(٢) رواية الطبري : حتم الله صونها] ـ وسفكت دماء فرض الله حقنها ، وزويت الأمر على أهله ، ووضعته منه في غير محله ، فإن يعف الله عني فبفضل منه ، وإن يعاقب فبما كسبت يداي ، وما الله بظلّام للعبيد ، ثم أنساه الله هذا حتى جاءه حتف أنفه ، فقتله ، ثم صعد المنبر فذكر مثل المتقدم فيما ذكر.

وقال الجازري (٣) : قال المعافى : هذا قول القائل : حتى جاءه حتف أنفه : ينبغي أن يكون على قول أهل العلم خطأ من قائله ، وذلك أنهم ذكروا أنه (٤) ، يقال لمن لم يقتل ومات على فراشه : مات حتف أنفه ، ومات حتف أنفيه ، وذكر بعض المتقدمين في علم اللغة وأهل المعرفة بالعربية أن هذا مما أتى في ألفاظ معدودة تكلم بها النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم يتلوه بعد .... (٥) لم يجدوا سابقا إليها غيره.

أخبرنا أبو غالب محمّد بن الحسن ، أنا محمّد بن علي بن أحمد ، أنا أحمد بن إسحاق ، أنا أحمد بن عمران الأشناني ، نا أبو عمران موسى بن زكريا ، نا خليفة بن خياط قال (٦) :

سنة سبع وثلاثين ومائة فيها وجّه أبو جعفر أبا مسلم إلى عبد الله بن علي فالتقوا بنصيبين في جمادى الآخرة من سنة سبع وثلاثين ومائة ، فاقتتلوا قتالا شديدا ، ثم انهزم عبد الله بن علي فأتى البصرة وبعث أبو جعفر إلى أبي مسلم أن احتفظ بما في يديك ، فغضب أبو مسلم وتوجه إلى خراسان ، فبعث أبو جعفر سلمة بن سعيد بن جابر ، وكان صهر أبي مسلم كانت خالته تحت أبي مسلم ، فلحق أبا مسلم قبل أن يدخل الري ، فسأله القدوم على أبي جعفر ، فقدم معه وأبو جعفر بالمدائن ، فقتله أبو جعفر بالرومية ، وذلك يوم الأربعاء لأربع بقين من شعبان سنة سبع وثلاثين ومائة.

وقال خليفة (٧) : فسمعت يحيى بن المسيّب قال : قتله وهو في سرادقات ، ثم بعث إلى عيسى بن موسى فأعلمه ذلك ، وأعطاه الرأس والمال ، فخرج به ونثر الأموال فتشاغلوا بها ،

__________________

(١) في تاريخ بغداد : «حتم الله صونها.» وهي رواية الطبري أيضا.

(٢) ما بين الرقمين سقط من م.

(٣) «وقال الجازري» ليس في م.

(٤) بالأصل : «ذكرا أوانه» والمثبت عن م والجليس الصالح.

(٥) كلمة غير مقروءة بالأصل ، «ويتلوه بعد ...» سقط من الجليس الصالح.

(٦) تاريخ خليفة بن خيّاط ص ٤١٥ باختلاف العبارة.

(٧) المصدر السابق ص ٤١٦.

٤١٨

ويقال : بعث أبو جعفر جرير بن يزيد (١) بن عبد الله إلى أبي مسلم.

قال الأشناني : هذه الأوراق وجدته (٢) مما قد سقط من كتابي ، لم يكتبه الوراق الذي كتب كتابي ، وقد قرأ علي بن عمران ولم أسمعه فيما سمعته منه ، وقد سمعه منه غيري :

فلما صار أبو مسلم بحلوان جرت بينه وبين أبي جعفر رسل فمن كتب أبي جعفر إلى أبي مسلم (٣) :

أما بعد ، فإنه يرين على القلوب ، وتطبع عليها المعاصي ، فقع أيها الطائر (٤) ، وأفق أيها السكران ، وانتبه أيها الحالم ، فإنّك مغرور بأضغاث أحلام كاذبة ، وفي برزخ دنيا قد غرّت قبلك ، وسحر بها سوالف القرون فهل (تُحِسُّ مِنْهُمْ مِنْ أَحَدٍ ، أَوْ تَسْمَعُ لَهُمْ رِكْزاً)(٥) وأن الله تعالى لا يعجزه من هرب ، ولا يفوته من طلب ، ولا تغرر بمن معك من شيعتي وأهل دعوتي ، فكأنهم قد صاولوك (٦) إن أنت خلعت الطاعة ، وفارقت الجماعة ، فبدا لك عند ذلك من الله ما لم تكن تحتسب ، فمهلا مهلا ، احذر البغي ، أبا مسلم ، فإنه من بغى واعتدى تخلّى الله عنه ونصر عليه من يصرعه باليدين والفم (٧) ، واحذر أن تكون سنة في الذين خلوا من قبل (٨) ، فقد قامت الحجة ، وأعذرت إليك وإلى أهل طاعتي فيك ، قال الله تعالى : (وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ الَّذِي آتَيْناهُ آياتِنا فَانْسَلَخَ مِنْها فَأَتْبَعَهُ الشَّيْطانُ فَكانَ مِنَ الْغاوِينَ)(٩).

فأجابه أبو مسلم (١٠).

أما بعد ، فقد قرأت كتابك ، فرأيتك فيه للصواب مجانبا ، وعن الحق حائدا إذ تضرب فيه الأمثال على غير أشكالها ، وتضرب لي فيه آيات منزلة من الله في الكافرين ، وما يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون ، وإنّي والله ما انسلخت من آيات الله ، ولكني يا عبد الله بن محمّد كنت رجلا متأولا فيكم القرآن آيات أوجبت لكم بها الولاية والطاعة ، فأتممت بأخوين لك من

__________________

(١) في تاريخ خليفة : جرير بن يزيد بن جرير بن عبد الله.

(٢) كذا بالأصل وم.

(٣) راجع الكتاب في البداية والنهاية بتحقيقنا ١٠ / ٧٣ وسير أعلام النبلاء ٦ / ٦٧.

(٤) البداية والنهاية : فع أيها الطائش.

(٥) سورة مريم ، الآية : ٩٨.

(٦) في م : إذ.

(٧) البداية والنهاية وسير أعلام النبلاء : لليدين وللفم.

(٨) البداية والنهاية : قبلك.

(٩) سورة الأعراف ، الآية : ١٧٤.

(١٠) نص الكتاب في البداية والنهاية بتحقيقنا ١٠ / ٧٣ وسير أعلام النبلاء ٦ / ٦٧ و٦٨.

٤١٩

قبلك ثم بك من بعدهما ، فكنت لهما شيعة متدينا أحسن (١) هاديا ، وأخطأت في التأويل ، وقديما لعمري ما أخطأ المتأولون المريدون بذلك وجه الله تعالى ، والمتبعون إقامة حكم الله سبحانه ، وفيما أنزل الله سبحانه من القرآن (وَإِذا جاءَكَ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِآياتِنا فَقُلْ سَلامٌ عَلَيْكُمْ) إلى قوله (فَأَنَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ)(٢).

قال : وكتب إليه أبو مسلم (٣) أيضا : فأمّا بعد ، فإنّي كنت اتخذت (٤) أخاك إماما ودليلا على ما افترض (٥) الله سبحانه على خلقه فنبغ في الفتنة ، واستجهلني بالقرآن يحرفه عن مواضعه طمعا في قليل من الدنيا زائل ، ومثل لي الضلالة في صورة الهدى ، وأمرني أن أجرد السيف وأقتل بالظنة (٦) ، وأقدم بالشبهة ، وأرفع الرحمة ، ولا أقبل العذر (٧) فينتقم عندي البريء والسقيم ، ووترت أهل الدنيا في طاعتكم ، وتوطئة سلطانكم حتى عرفكم من كان يجهلكم ، وأطار غيركم من فوقكم الذل وركبتم بالظلم والعدوان ، ثم إن الله سبحانه تداركني منه بالندم ، واستنقذني بالتوبة ، فإن يعف ويصفح فإنه كان للأوابين غفورا (٨).

فأجابه أبو جعفر (٩) :

أما بعد ، أيها المجرم العاصي ، فإن أخي كان إمام هدى ، يدعو إلى الله لعلى بيّنة من (١٠) الله ، فأوضح الله لك السبيل ، وحملك فيها على المنهج ، فلو بأخي اقتديت ما كنت عن الحق حائدا ، وعن الشيطان وأمره صادرا ، ولكنه لم ينسخ لك أمران إلّا كنت لأرشدهما تاركا ولأغواهما موافقا ، تقتل قتل الفراعنة ، وتبطش بطش الجبارين ، وتحكم بالجور حكم المفسدين ، ثم إنّ من خيرتي (١١) حائدا أيها الفاسق إني قد ولّيت موسى بن كعب خراسان وأمرته بالمقام بنيسابور ، فإن أردت خراسان لقيك دونها بمن معه من قوادي وشيعتي ، وأنا موجّه للقائك أقرانك ، فاجمع كيدك وأمرك غير مسدّد ولا موفق ، وحسب أمير المؤمنين الله ونعم الوكيل.

__________________

(١) في م والبداية والنهاية : أحسبني.

(٢) سورة الأنعام ، الآية : ٥٤.

(٣) في م : أبو جعفر ، تحريف.

(٤) في م : أخذت.

(٥) في م : أفرض.

(٦) سقطت من م.

(٧) في البداية والنهاية ـ بتحقيقنا : ولا أقبل العثرة.

(٨) بعدها في البداية والنهاية ١٠ / ٧٤ وإن يعاقبني فبذنوبي ، وما ربك بظلّام للعبيد.

(٩) راجع نص كتابه في البداية والنهاية بتحقيقنا ١٠ / ٧٤ والفتوح لابن الأعثم الكوفي ٨ / ٢٢٣ وسير أعلام النبلاء ٦ / ٦٨.

(١٠) في البداية والنهاية : «من ربه» وفي الفتوح : على بصيرة ويقين من أمره.

(١١) في البداية والنهاية : خبري.

٤٢٠