تاريخ مدينة دمشق - ج ٣٥

أبي القاسم علي بن الحسن ابن هبة الله بن عبد الله الشافعي [ ابن عساكر ]

تاريخ مدينة دمشق - ج ٣٥

المؤلف:

أبي القاسم علي بن الحسن ابن هبة الله بن عبد الله الشافعي [ ابن عساكر ]


المحقق: علي شيري
الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع
الطبعة: ٠
الصفحات: ٤٩٥
الجزء ١ الجزء ٢ الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧ الجزء ٨ الجزء ٩ الجزء ١٠ الجزء ١١ الجزء ١٢ الجزء ١٣ الجزء ١٤ الجزء ١٥ الجزء ١٦ الجزء ١٧ الجزء ١٨ الجزء ١٩ الجزء ٢٠ الجزء ٢١ الجزء ٢٢ الجزء ٢٣ الجزء ٢٤ الجزء ٢٥ الجزء ٢٦ الجزء ٢٧ الجزء ٢٨ الجزء ٢٩ الجزء ٣٠ الجزء ٣١ الجزء ٣٢ الجزء ٣٣ الجزء ٣٤ الجزء ٣٥ الجزء ٣٦ الجزء ٣٧ الجزء ٣٨ الجزء ٣٩ الجزء ٤٠ الجزء ٤١ الجزء ٤٢ الجزء ٤٣ الجزء ٤٤ الجزء ٤٥ الجزء ٤٦ الجزء ٤٧ الجزء ٤٨ الجزء ٤٩ الجزء ٥٠ الجزء ٥١ الجزء ٥٢ الجزء ٥٣ الجزء ٥٤ الجزء ٥٥ الجزء ٥٦ الجزء ٥٧ الجزء ٥٨ الجزء ٥٩ الجزء ٦٠ الجزء ٦١ الجزء ٦٢ الجزء ٦٣ الجزء ٦٤ الجزء ٦٥ الجزء ٦٦ الجزء ٦٧ الجزء ٦٨ الجزء ٦٩ الجزء ٧٠ الجزء ٧١ الجزء ٧٢ الجزء ٧٣ الجزء ٧٤ الجزء ٧٥ الجزء ٧٦ الجزء ٧٧ الجزء ٧٨ الجزء ٧٩ الجزء ٨٠

قال : سمعت أحمد بن محمّد بن عبدوس يقول : سمعت عثمان بن سعيد الدارمي يقول :

وسألته ـ يعني يحيى بن معين : عن ابن أبي الرجال؟ فقال : أيهما؟ فقلت : هذا الذي يروي عنه الحكم بن موسى ، قال : ثقة ، قلت (١) : فالآخر قال : ليس بشيء ـ يعني حارثة بن أبي الرجال ـ والأول : عبد الرّحمن بن أبي الرجال.

أخبرنا أبو بكر وجيه بن أبي عبد الرّحمن (٢) ، أنا أبو صالح المؤذن ، أنا علي بن محمّد بن السّقّا ، وعبد الرّحمن بن محمّد قالا : نا أبو العباس محمّد بن يعقوب ، نا عباس بن محمّد ، قال : سمعت يحيى بن معين يقول :

عبد الرّحمن بن أبي الرجال ثقة ، وكان عبد الرّحمن بن أبي الرجال ينزل بعض الثغور.

ـ زاد ابن السّقّا في موضع آخر قال : وسمعت يحيى بن معين يقول :

عبد الرّحمن بن أبي الرجال ثقة ، يروي عنه الحكم بن موسى ، وكان بالشام.

قرأت على أبي الفتح نصر الله بن محمّد ، عن أبي الحسين المبارك بن عبد الجبار ، أنا أبو محمّد الجوهري ـ قراءة ـ عن أبي عمر بن حيّوية ، أنا محمّد بن القاسم ، نا إبراهيم بن الجنيد قال : سمعت يحيى بن معين يقول : سئل يحيى وأنا أسمع عن عبد الرّحمن بن أبي الرجال أخو حارثة فقال : ليس به بأس.

(٣) أخبرنا أبو البركات الأنماطي ، وأبو الفضل بن خيرون ، أنا أبو العلاء الواسطي ، أنا أبو بكر البابسيري ، أنا الأحوص بن المفضّل بن غسان ، نا أبي قال : قال أبو زكريا : حارثة بن أبي الرجال ، روى عنه حفص وغيره ، ليس بثقة ، وعبد الرّحمن بن أبي الرجال سمع منه الحكم بن موسى ، ليس به بأس ، كان ينزل بعض الثغور بالشام.

قال : وأنا ثابت بن بندار ، أنا أبو العلاء الواسطي ، أنا أبو بكر ، أنا الأحوص ، نا أبي قال : قال أبو بكر.

حارثة بن أبي الرجال ضعيف ، وأخوه عبد الرّحمن بن أبي الرجال ثقة ، وكان بالشام.

أخبرنا أبو الحسين (٤) هبة الله بن الحسن ـ إذنا ـ وأبو عبد الله الخلّال ـ شفاها ـ

__________________

(١) بالأصل : «قالت : بالآخر» تحريف والصواب عن م.

(٢) ترجمته في سير أعلام النبلاء ٢٠ / ١٠٩.

(٣) الخبر التالي والذي يليه سقطا من م.

(٤) في م : الحسن ، تصحيف.

٣٨١

قالا : أنا أبو القاسم بن منده ، أنا أبو علي الأصبهاني ـ إجازة ـ.

ح قال : وأنا أبو طاهر ، أنا أبو الحسن قالا : أنا أبو محمّد بن أبي حاتم (١)(٢).

أنا عبد الله بن أحمد (٣) فيما كتب إلي قال : سألت أبي عن عبد الرّحمن بن محمّد بن أبي الرجال فقال : ثقة.

قال ابن أبي حاتم : سألت أبي عن عبد الرّحمن بن أبي الرجال ، فقال : صالح ، هو مثل عبد الرّحمن بن زيد بن أسلم.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني ـ شفاها ـ نا عبد العزيز بن أحمد ـ لفظا ـ أنا أبو نصر بن الجبّان إجازة ـ نا أحمد بن القاسم الميانجي ، نا أحمد بن طاهر بن النجم الميانجي ، حدثني سعيد بن عمرو البردعي قال (٤) :

قلت ـ يعني لأبي زرعة الرازي ـ : حارثة وعبد الرحمن ابنا أبي الرجال؟ فقال : عبد الرحمن أشبه ، وحارثة واهي ، وعبد الرحمن أيضا يرفع أشياء لا يرفعها (٥) غيره.

أخبرنا أبو عبد الله البلخي (٦) ـ أنا أبو منصور محمد بن الحسين (٧) بن عبد الله البزار ، أنا أبو بكر أحمد بن محمد بن غالب الخوارزمي ، قال : وسمعته يعني الدارقطني يقول : عبد الرحمن بن أبي الرجال ثقة ، مدني.

٣٩٤٤ ـ عبد الرحمن بن محمد بن عبد الرحمن بن الأشعث

أبو الأشعث بن أبي بكر العجلي

حدث عن عباس بن الوليد بن مزيد.

كتب عنه أبو الحسين الرازي.

أنبأنا أبو القاسم علي بن إبراهيم ، نا عبد العزيز بن أحمد نا تمام بن محمد نا أبي أبو الحسن ، أخبرني أبو الأشعث بن محمد بن عبد الرحمن بن الأشعث الدمشقي ، أخبرني العباس بن الوليد بن مزيد البيروتي ، أخبرني أبي قال :

__________________

(١) الجرح والتعديل ٥ / ٢٨١.

(٢) بعدها في م : قالا.

(٣) في الجرح والتعديل : عبد الله بن أحمد بن محمد بن حنبل.

(٤) من طريقه رواه المزي في تهذيب الكمال ١١ / ١٧٩.

(٥) في تهذيب الكمال : يعرفها.

(٦) رسمها بالأصل : «الباحى» والمثبت عن م.

(٧) في م : الحسن ، تصحيف.

٣٨٢

سئل الأوزاعي وسعيد بن عبد العزيز عما يصنع الناس في قرص الخبز ، والخبز (١) بلا وزن؟ قال : لا بأس به ، فقيل له : فإنه ربما أخذ القوم أفضل مما أعطوه قالا : لا بأس بذلك إذا لم يكن المعطي ينوي الفضل.

قال : وسئل الأوزاعي عن الخبز بالحنطة ، قال : لا بأس بذلك ، قال الأوزاعي : الحنطة بالدقيق لا بأس به ، قيل للأوزاعي : فالحنطة اليابس بالحنطة المقلي؟ قال : لا بأس به ، وزنا بوزن ، قال : فالخبز اللين بالخبز اليابس؟ قال (٢) : إن أخذه أهل البيت ليأكلوه ، قال : لا بأس به.

قرأت بخط أبي الحسين نجا بن أحمد فيما نقله من خط الرازي في تسمية من كتب عنه بدمشق في الدفعة الثانية :

أبو الأشعث عبد الرحمن بن محمّد بن عبد الرّحمن بن الأشعث العجلي الدمشقي ، وكان أبوه أيضا محدّثا مشهورا بدمشق ، مات في جمادى الآخرة سنة ثمان وعشرين وثلاثمائة.

قرأت على أبي محمّد السّلمي ، عن أبي محمّد التميمي ، أنا مكي بن محمّد بن الغمر ، أنا أبو سليمان الرّبعي قال :

وأبو الأشعث عبد الرّحمن بن محمّد بن عبد الرّحمن بن الأشعث ـ يعني في جمادى الأول (٣) سنة ثمان وعشرين مات.

٣٩٤٥ ـ عبد الرّحمن بن محمّد بن عبد الرّحمن بن محمّد بن مسلم

أبو سعيد بن أبي عبد الله الأبهريّ المالكي

سمع : أبا الحسن علي بن عبيد الله الهمداني ، وأبا محمّد عبد الله بن الوليد ، وأبا القاسم هبة الله بن عمر بن إبراهيم الصّوّاف ، وأبا الحسن علي بن إبراهيم بن سعيد الحوفي النحوي (٤) ، وأبا الحسن علي بن منير بن أحمد بن الحسن بن علي بن منير الخلّال (٥).

وقدم دمشق ، وحدث بها.

روى عنه : نصر بن إبراهيم المقدسي.

__________________

(١) في م : والخمير.

(٢) كذا بالأصل وم ، وفي المختصر ١٥ / ٢٩ قيل.

(٣) في م : جمادى الأولى.

(٤) ترجمته في سير أعلام النبلاء ١٧ / ٥٢١.

(٥) ترجمته في سير أعلام النبلاء ١٧ / ٦١٩.

٣٨٣

وسمع منه من شيوخنا أبو الحسن بن قبيس ، وأبو محمّد بن الأكفاني ، ونا عنه الفقيه نصر الله ، وقال غيث بن علي : كتبنا عنه بصور ، ولم يكن به بأس.

أنا (١) أبو الفتح نصر الله بن محمّد ، أنا أبو سعيد عبد الرّحمن بن محمّد الأبهري ـ قراءة عليه بصور ـ سنة إحدى وسبعين (٢) وأربعمائة ، نا أبو محمّد عبد الله بن أحمد بن شعيب القاضي ، نا أبو العباس محمّد بن الحسن بن قتيبة ، نا محمّد بن أبي السّري ، نا المعتمر بن سليمان ، نا أبي ، عن أبي عمرو الشيباني ، عن عبد الله بن مسعود ، قال :

قال نبي الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «سباب ـ أو سبّ ـ المسلم فسوق ، وقتاله كفر» [٧٢٢٣].

قرأت بخط أبي الفرج الخطيب : سألت أبا سعيد الأبهري عن مولده؟ فقال : بأبهر (٣) في سنة أربع وأربعمائة ، ودخلت مصر مع والدي سنة خمس وعشرين وأربعمائة ، وسمعت بها.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني ، قال : سنة اثنتين (٤) وسبعين وأربعمائة فيها توفي أبو سعيد عبد الرّحمن بن محمّد بن عبد الرّحمن بن محمّد بن مسلم الأبهري المالكي ، قدم دمشق ، وحدّث بها ببعض كتاب : «الصحيح» لمسلم بن الحجّاج رحمة الله عليه ، عن أبي محمّد عبد الله بن الوليد في شهر ربيع الأول بدمشق (٥) ، وكان مستورا صالحا.

وذكر أبو الفرج الصّوري : أن وفاته كانت يوم الثلاثاء من ربيع الآخر سنة اثنتين وسبعين ، ودفن في مقبرة باب الفراديس ، وحدثني ولده محمّد بالإسكندرية أن وفاته كانت في ربيع الأول.

٣٩٤٦ ـ عبد الرّحمن بن محمّد بن عبد الرّحمن

ابن عامر بن إسماعيل بن سمك بن مهك بن الجراح

أبو طالب بن أبي أحمد

ويقال ابن عامر بن ... (٦) الشيرازي الصوفي

سمع بدمشق أبا عبد الله الحسين بن محمّد بن .. (٧) ، وأبا القاسم بن الطّبيز (٨) ، وأبا

__________________

(١) في م : أخبرنا.

(٢) في م : وثلاثين.

(٣) أبهر : بلدة بالقرب من زنجان ، وأبهر قرية من قرى أصبهان (راجع الأنساب : الأبهري).

(٤) الأصل وم : اثنين.

(٥) بالأصل : بدمشق ، والمثبت عن م.

(٦) اللفظة غير واضحة بالأصل ، وقد تقرأ : «كرامة» أو «كرلته».

(٧) اللفظة غير مقروءة ورسمها بالأصل : «المسقى».

(٨) هو عبد الرحمن بن عبد العزيز بن أحمد ، ترجمته في سير أعلام النبلاء ١٧ / ٤٩٧.

٣٨٤

الحسن علي بن يوسف بن أحمد بن يوسف الحافظ الشيرازي ، وأبا الحسين عبد الله بن محمّد بن عبيد الله الصوفي ، وعبد الصمد بن الحسن الحافظ ، وأبا منصور عبد الواحد بن الحسن الصائغ ، وأبا زرعة عبد الواحد بن حمد بن علي الشيباني ، وأبا يعلى عبد السلام بن الحسين بن الحسن بن معروف القصري ، وعيسى بن أبي عيسى القايني ، وأبا ذرّ الهروي ، وأبا بكر محمّد بن الحسن بن أحمد الخطيب الشيرازي وجماعة سواهم.

روى عنه أبو طاهر محمّد بن الحسين بن محمّد الشيرازي ، وعمر بن عبد الكريم الدّهستاني ، وأبو الفرج غيث بن علي.

أنبأنا أبو الفرج غيث بن علي ، أنا أبو طالب عبد الرّحمن بن محمّد بن عبد الرّحمن الشيرازي بصور سنة سبع وستين وأربعمائة أخبرنا أبو عبد الله الحسين بن محمّد بن أحمد الحلبي البزّار بدمشق.

ح وأخبرنا أبو الفرج ـ قراءة عليه ـ أخبرني أبو الفتح محمد بن الحسن بن محمّد ... (١) بصور ، أنا أبو عبد الله الحسين بن محمّد بن أحمد الحلبي البزّار المعدل المعروف بابن .... (٢) ، نا أبو عبد الله أحمد بن عطاء الرّوذباري ، نا محمّد بن محمّد الأنباري ـ وقال أبو الفتح : محمّد بن حميد الأحبارى (٣) نا وريزة (٤) بن محمّد الغسّاني ، عن محمّد بن جبير قال : قال جعفر بن محمّد بن علي بن الحسين : من صلى على رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم في كتاب صلّت عليه الملائكة ما دام اسم رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، في الكتاب.

أنبأنا أبو الفرج غيث بن علي ، أنا أبو طالب عبد الرّحمن بن محمّد بن عبد الرّحمن الشيرازي ـ بقراءتي عليه بصور سنة سبع وستين وأربعمائة ـ أنا الإمام أبو عبد الله الحسين بن إسماعيل القاضي المحاملي ، نا علي بن الهيثم ، نا محمّد بن عبيد ، نا يزيد بن كيسان ، عن أبي حازم ، عن أبي هريرة قال :

رأى (٥) رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم قبر أمه فبكى وأبكى من حوله ، فقال : «استأذنت ربّي عزوجل في

__________________

(١) إعجامها مضطرب بالأصل ورسمها : «الاننتبادى».

(٢) اللفظة غير مقروءة.

(٣) كذا رسمها بالأصل.

(٤) الأصل : وزيرة ، والمثبت والضبط عن التبصير ٤ / ١٤٧١.

(٥) كذا بالأصل ، وفي صحيح مسلم : زار.

٣٨٥

أن استغفر لها ، فلم يأذن لي ، واستأذنت في أن أزور قبرها فأذن لي ، فزوروا القبور ، فإنّها تذكر الموت» [٧٢٢٤].

قرأت بخط شيخنا أبي الفرج سألت الشيخ أبا بكر الحافظ ، عن أبي طالب عبد الرّحمن بن محمّد الشيرازي فقال : كذّاب ورأيته سيّئ الرأي فيه جدا ، وقال : هذا يدّعي أن رجلا حدّثه عن القاضي المحاملي وليس كذلك.

قال غيث : قال لي أبو طالب الشيرازي في بعض الأيام وقد ذاكرته عن شيوخه فزعم أن قد حدّثه عن المحاملي شيخان فذكرت ذلك للشيخ أبي بكر وأنه كان ينقم من واحد فالآن قد صار اثنان فنسأل الله أن يعيذنا برحمته ومنه.

قرأت بخط أبي الفرج : توفي شيخنا أبو طالب عبد الرّحمن بن محمّد الشيرازي عند صلاة المغرب من ليلة الجمعة ، ودفن من الغدّ بعد الظهر السابع من شهر رمضان سنة ثلاث وسبعين وأربعمائة ودفن لصيق قبر أبي إسحاق القبّاني (١) بجوار مسجد عتيق وحضرت الصلاة عليه رحمه‌الله ، ورأيت لأبي طالب هذا مجلّدة صنّفها في الدعوات قد أدخل فيها ما ليس من الدعوات دلت منه على تخلّف شديد ، وكان خطه رديئا.

٣٩٤٧ ـ عبد الرحمن بن محمّد بن عبد الوهّاب العطار

حدّث عن هشام بن خالد.

روى عنه أبو الحسن أسد بن سليمان بن حبيب بن محمّد الطّبراني.

قرأت على أبي القاسم بن السمرقندي ، عن عبد العزيز بن أحمد ، أنا تمام بن محمّد الرازي ، نا أبو الحسن أسد بن سليمان بن حبيب بن محمّد الطّبراني بطبرية ، حدّثني عبد الرّحمن بن محمّد بن عبد الوهّاب العطار ، نا هشام بن خالد ، نا بقية بن الوليد ، عن ابن جريج ، عن عطاء ، عن ابن عباس قال :

قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «من سبق العاطس بالحمد وقاه الله وجع الخاصرة ، ولم ير في فيه مكروها حتى يخرج من الدنيا».

__________________

(١) إعجامها مضطرب بالأصل ، وفي م : القتابي ، والمثبت عن المختصر.

٣٨٦

٣٩٤٨ ـ عبد الرّحمن بن محمّد بن عصام ـ ويقال : عصيم ـ بن جبلة

أبو القاسم القرشي (١)

مولاهم ، من سكان لؤلؤة (٢) الكبيرة خارج باب الجابية.

حدث عن هشام بن عمّار.

روى عنه أبو الحسين الرازي ، وأبو العباس بن السّمسار ، وأبو الحسن علي بن عبد الله بن بكير بن تميم المقدسي التميمي العطار المعروف بابن العضائري ، وأبو القاسم عبد المحسن بن عمر بن يحيى بن سعيد الصّفّار.

أنبأنا أبو محمّد عبد الرّحمن بن أحمد بن علي بن صابر بن عمر ، أنا أبو البركات عبد القادر بن عبد الكريم بن الحسين بن إسماعيل الخطيب ـ قراءة عليه ـ أنا أبو الحسن محمّد بن عوف بن أحمد بن عبد الرّحمن المزني ـ قراءة عليه ـ نا أبو العباس محمّد بن موسى بن الحسين بن السمسار ، نا أبو القاسم عبد الرّحمن بن محمّد بن عصام ، نا هشام بن عمّار ، نا أبو عباس.

ح قال : ونا أبو العباس ، قال : ونا عبد الرّحمن بن معمر وأحمد بن عمير ، قالا : نا أحمد بن عبد الله بن عبد الرحيم ، نا عمرو بن أبي سلمة ، عن إسماعيل بن عياش ، حدّثني أبو بكر الهذلي عن شهر بن حوشب عن أم الدرداء.

عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : «تجوّز عن أمتي عن ثلاثة : عن الخطأ ، والنسيان ، والكره» [٧٢٢٥].

قال هشام بن عمّار عن أم الدرداء ، عن أبي الدرداء.

أنبأنا أبو القاسم علي بن إبراهيم ، وحدّثنا أبو الحسن بن مهدي عنه ، أنا أبو الحسين بن أبي نصر ، أنا أبو القاسم عبد المحسّن بن عمر بن يحيى بن سعيد الصفار قال : قرأت على أبي القاسم عبد الرّحمن بن محمّد بن عصيم القرشي فأقرّ به ، نا هشام بن عمّار بن نصير السّلمي ، نا إسماعيل بن عياش نا أبان بن أبي عياش عن أنس بن مالك.

أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم كان يفطر قبل الصلاة [٧٢٢٦].

__________________

(١) معجم البلدان «لؤلؤة».

(٢) لؤلؤة الكبير : محلة كبيرة بدمشق خارج باب الجابية (معجم البلدان).

٣٨٧

قرأت بخط نجا بن أحمد وذكر أنه نقله من خط أبي الحسين الرازي.

في تسمية من كتب عنه بدمشق في الدفعة الثانية.

أبو القاسم عبد الرّحمن بن محمّد بن عصام بن جبلة القرشي ، مولاهم ، شيخ أعور ، كان يسكن دمشق في ربضها في موضع يقال له لؤلؤة الكبيرة ، مات سنة سبع وعشرين وثلاثمائة.

قرأت على أبي محمّد السّلمي ، عن أبي محمّد التميمي (١) ، أنا مكي بن محمّد ، أنا أبو سليمان بن زبر قال : سنة سبع وعشرين وثلاثمائة وابن عاصم بدمشق ـ يعني : مات ـ.

٣٩٤٩ ـ عبد الرّحمن بن محمّد بن محمّد بن أحمد بن سعيد

أبو القاسم البخاري الحنفي

سمع ببلده : أبا منصور محمّد بن أحمد بن محمّد بن إبراهيم الأسدي ، وأبا إسحاق إبراهيم بن محمّد بن عبد الله الرازي نزيل بخارى ، وأبا حامد أحمد بن حاتم المقرئ وبدمشق أبا بكر بن أبي الحديد ، وأبوي الحسن : علي بن داود الدّاراني ، وعلي بن الحسن ابن .... (٢) الطّرسوسي ، وتمّام بن محمّد ، وأبوي الفرج الهيثم بن أحمد بن محمّد الصباغ وصدقة بن المظفري بن علي الأنصاري ، وبأطرابلس : أبا عبد الله بن أبي كامل ، وأبا القاسم حمزة بن عبد الله بن السام ، وأبا الحسن علي بن عبد الواحد بن حيدرة القاضي ، وبصيدا : أبا الحسن بن جميع ، وأبا الحسين عطية الله بن عطاء الله بن محمّد بن أبي غياث وبطبرية أبا الفرج محمّد بن الحسن بن الحسين ، وبالموصل : أبا عبد الله يحيى بن عبد الله بن أحمد القاضي ، وأبا محمّد الحسن بن علي بن فرغان بن محمّد ، وبتكريت : أبا الحسن الفرج بن محمّد بن جعفر الحافظ ، وببلد : محمّد بن عبيد الله بن حامد القاضي ، وأبا بكر محمّد بن أحمد الطّرسوسي ، وبالدينور : أبا منصور محمد بن عمر بن أحمد بن ديرويه الحافظ ، وأبا نصر محمّد بن أحمد بن إبراهيم الإسماعيلي بجرجان ، وأحمد بن محمّد بن عبد الله الخطيب بمرذقان (٣) ، ومحمّد بن داود القاضي بعسقلان ، وأبا (٤) علي الحسن بن أحمد بن المعروف

__________________

(١) الأصل : التيمي ، تصحيف ، وهو عبد العزيز بن أحمد بن محمد بن علي بن سليمان ، أبو محمد التميمي الكتاني ترجمته في سير أعلام النبلاء ١٨ / ٢٤٨.

(٢) إعجامها ناقص بالأصل ورسمها المترفق المترقف.

(٣) كذا بالأصل ، ولعل الصواب : بجرباذقان ، وهما بلدتان (انظر الأنساب).

(٤) الأصل : أبو تصحيف.

٣٨٨

بهمدان ، وأبا علي الحسن بن الحسين بن حمكان ببغداد ، وأبا الحسن علي بن عبد الواحد بن علي البغدادي بالرقة ، وأبا الفرج ربيعة بن أحمد بن عمر بن محمد بن الفضل الأديب بالدينور ، وأبا سعيد محمد بن عبد الرحمن بن عيسى المنبجي بمنبج وسمع بغيرها.

وصنف كتابا سماه : «عدة المسترشد في الترغيب في فضائل الأعمال».

وحكى فيه عن جماعة من الصوفية سمع منه بعضه عباد بن عمر بن محمد بن عباد العسقلاني.

وروى عنه : أبو القاسم حمزة بن محمد بن الحسن الحنفي ، وعبد العزيز بن أحمد الكتاني ، وسمع منه بمكة.

أخبرنا أبو الحسن السلمي ، نا عبد العزيز الصوفي ، حدثني أبو جعفر أحمد بن محمد بن يونس بن عمير الاسورى (١) الفقر (٢) قدم علينا ، نا أبو منصور عبد الرحمن بن عبد الله الطبري ، نا أبو محمد عبد الملك بن محمد بن نجيد بن عبد الكريم البغوي ببغ (٣).

وأنا أبو الحسن الفرضي ، نا عبد العزيز الصوفي ، أنا أبو القاسم عبد الرحمن بن محمد الشيرازي ، نا أبو محمد عبد الملك بن نجيد البغوي أنا أبو القاسم بن عبدان بن حميد بن عبدان بن رشيد المنبجي بحلب ، نا عمر بن سعيد نا أحمد بن دهقان ، نا خلف بن تميم ، قال :

دخلنا على أبي هرمز نعوده. فقال : دخلنا على أنس بن مالك نعوده فقال : صافحت بكفي هذا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم فما خزّا ولا حريرا ألين من كفه.

قال أبو هرمز لأنس بن مالك : صافحنا بالكف التي صافحت بها رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم فصافحنا.

قال خلف بن تميم : قلنا لأبي هرمز : صافحنا بالكف التي صافحت بها أنس بن مالك ، فصافحنا.

قال أحمد بن دهقان : قلنا لخلف بن تميم صافحنا بالكف التي صافحت بها أبا هرمز ، فصافحنا.

قال عمر بن سعيد : قلنا لأحمد بن دهقان : فصافحنا بالكف التي صافحت بها خلف بن

__________________

(١) كذا رسمها.

(٢) كذا رسمها.

(٣) الأصل : ببغو ، والمثبت عن الأنساب.

٣٨٩

تميم ، فصافحنا ، وقال : السلام عليكم.

وقال عبد الملك بن محمد بن نجيد : قلنا لعبدان : فصافحنا بالكفي التي صافحت بها عمر بن سعيد ، فصافحنا وقال : السلام عليكم.

قال أبو منصور عبد الرحمن : فقلنا لعبد الملك بن نجيد : فصافحنا بالكف التي صافحت بها عبدان ، فصافحنا.

قال أحمد بن محمد بن يونس بن عمير : قلت لأبي منصور عبد الرحمن بن عبد الله الطبري ، فصافحني بالكف التي صافحت بها عبد الملك بن نجيد ، فصافحني.

قال عبد العزيز : قلت لأحمد بن محمد بن يونس ، فصافحني بالكف التي صافحت بها أبا (١) منصور ، فصافحني.

قال الفقيه : قلت لعبد الرحمن صافحني بالكف التي صافحت بها أحمد بن محمد ، فصافحني.

قلت للفقيه أبي الحسن صافحني بالكفي التي صافحت بها عبد العزيز ، فصافحني.

أنبأنا أبو الفرج غيث بن علي ، أنا أبو طالب عبد الرحمن بن محمد الشيرازي بصور ، أنا أبو القاسم حمزة بن محمد بن الحسن الحنفي. أنا أبو القاسم عبد الرحمن بن محمد بن محمد بن أحمد الحنفي أنا أبو منصور محمد بن أحمد بن ديرويه الحافظ بالدينور ، نا علي بن إبراهيم بن موسى الرازي ، حدثني أبو جعفر عمر بن أحمد بن علي بن إبراهيم البغدادي ، سمعت إبراهيم بن إسحاق الحربي ، وجاءه رجل ، فقال له : جرى بيني وبين حرمتي كلام ، إلى أن قالت لي : يا سفلة (٢) قال له إبراهيم : أتحب أبا بكر؟ قال : نعم ، قال أفتحب عمر؟ قال : نعم ، قال أفتحب عثمان؟ قال : نعم ، قال : أفتحب عليا؟ قال : نعم : قال : ... (٣) أقم عليها ، فما أنت سفلة.

٣٩٥٠ ـ عبد الرحمن بن محمد بن يحيى بن ياسر

أبو الحسن التميمي الجوبري (٤)

كان يسكن في زقاق الرمان.

__________________

(١) الأصل : أبو.

(٢) السفلة : السقاط من الناس.

(٣) كلمة غير واضحة بالأصل.

(٤) ترجمته في سير أعلام النبلاء ١٧ / ٤١٥ والأنساب (الجوبري) ، والعبر ٣ / ١٥٨ وشذرات الذهب ٣ / ٢٢٩.

٣٩٠

حدث عن أبي القاسم بن أبي العقب ، وأبي بكر يحيى بن عبد الله بن (١) الحارث العبدري ، الزجاج ، ومحمد بن حاتم بن زنجويه البخاري ، ومحمد بن سهل بن أبي سعيد التنوخي ، وأبي عبد الله محمد بن إبراهيم بن مروان ، وهارون بن محمد الموصلي الطحان ، وأبي إسحاق إبراهيم بن محمد بن صالح بن سنان.

روى عنه : أبو القاسم الحنائي ، وعبد العزيز الكتاني (٢) ، وأبو العباس بن قبيس ، ومعضاد بن علي ... (٣) وحيدرة المالكي ، وأبو علي الحسين بن أحمد بن المظفر بن أبي حريصة ، وأبو القاسم بن أبي العلاء ، وأبو البركات مسلم بن عبد الواحد بن محمد ... (٤) وسعد بن علي بن محمد الزنجاني ، وأبو عثمان محمد بن أحمد بن ورقاء الأصبهاني ، وإبراهيم بن سكر الحامي.

أخبرنا أبو محمد عبد الكريم بن حمزة ، أنا أبو القاسم الحسين بن محمد الحنائي ، أنا أبو الحسن عبد الرحمن بن محمد بن يحيى بن ياسر التميمي الجوبري قراءة عليه وأنا أسمع ، أنا أبو القاسم علي بن يعقوب بن إبراهيم بن أبي العقب ، نا أبو زرعة عبد الرحمن بن عمرو النصري ، نا عفان ، نا همام ، نا ثابت عن أنس أن أبا بكر الصديق أخبرهم :

أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم وهو معه في الغار ، فقال : لو أن أحدهم نظر إلى قدميه لا بصرنا تحت قدميه ، فقال النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «يا أبا بكر ما ظنك باثنين الله ثالثهما» [٧٢٢٧].

ذكر أبو بكر محمد بن علي الحداد : أن الجوبري ثقة.

أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني. نا عبد العزيز الكتاني ، قال : توفي شيخنا أبو الحسن عبد الرحمن بن محمد بن يحيى بن ياسر لاثنتي عشرة ليلة خلت من صفر سنة خمس وعشرين وأربعمائة ، لم يكن يحسن يقرأ ولا يكتب ، وكان أبوه قد سمعه وضبط له السماع ، وكان يحفظ فنون الحديث الذي يحدث به. حدث عن إبراهيم بن محمد بن سنان ويحيى بن عبد الله بن الحارث الزجاج ، ومحمد بن إبراهيم بن مروان وغيرهم لما مضيت إليه لأسمع منه الحديث ، وحدث له بلاغا في كتاب الجامع الصحيح ، وجدت سماعه في جميعه ، فلما صرت إليه ، قال

__________________

(١) كتبت بين السطرين.

(٢) الأصل : الكناني ، تصحيف.

(٣) كلمة غير مقروءة.

(٤) كلمة بدون إعجام بالأصل ورسمها : «؟؟؟ العيوفى».

٣٩١

لي : قد سمعت الكثير ، سمعني والدي ، وكان والده محدثا ، ولكن ما أحدثك أو أدري أي شيء مذهبك. قلت له : عن أي شيء تسألني عن مذهبي ، قال : ما تقول في معاوية قلت : وما عسى أن أقول فيه صاحب رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ورحمة الله عليه ، قال : الآن أحدثك وأخرج إليه كتب أبيه جميعها وقال لي : انظر فيها فما وجدت فيه بلاغي في داخله ، فاسمعه وكان على ظهره سماع لفلان ولم يكن في داخله شيء فلا يقرأه على حدث مدة يسيرة ذكر أبو علي الأهوازي أنه مات يوم الأحد الثاني عشر ودفن بباب توما.

٣٩٥١ ـ عبد الرحمن بن محمد

حدث عن محمد بن تميم.

روى عنه : إسحاق بن إبراهيم بن صالح العقيلي.

أنبأنا أبو علي الحداد ، وحدثني أبو مسعود عبد الرحيم بن علي بن أحمد عنه ، أنا أبو إبراهيم الحافظ ، نا عبد الله بن محمّد بن جعفر ، نا مسلم بن سعيد ، نا إسحاق بن أهيم بن صالح العقيلي ، نا عبد الرّحمن بن محمّد الدمشقي ، نا محمّد بن تميم ، عن ابن أبي ذئب عن الزهري عن سالم عن أبيه قال :

قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «من آذى مؤمنا فقيرا بغير حقّ فكأنما هدم مكة عشر مرات ، وبيت المقدس ، وكأنما قتل ألف ملك من المقربين» [٧٢٢٨].

٣٩٥٢ ـ عبد الرّحمن بن محمّد الدمشقي

حدّث عن أبي هشام الغسّاني ، عن إسحاق بن يوسف الأزرق ، عن محمّد بن عمر الواقدي حكاية الكيس الذي اقترضه ، حكاها عنه محمّد بن عبد الله الرازي ببلخ.

٣٩٥٣ ـ عبد الرّحمن بن مبشر ، ويقال : ابن بشر الأموي

تقدّم ذكره.

٣٩٥٤ ـ عبد الرّحمن بن مثنى بن مطاع بن عيسى بن مطاع بن زيادة بن مسلم

أبو مسعود اللّخمي

حدّث عن أبيه المثنّى.

روى عنه سليمان الطّبراني.

٣٩٢

أنبأنا أبو علي الحداد ، أنا أبو نعيم الحافظ.

ح وأنبأنا أبو الفتح الحداد ، أنا أبو الحسن عبد الرّحمن بن محمّد بن عبيد الله الهمداني.

وأخبرنا أبو علي الحداد وجماعة في كتبهم ، قالوا : أنا محمّد بن عبد الله بن محمّد بن إبراهيم.

قالوا : أنا سليمان بن أحمد الطّبراني (١) ، نا عبد الرّحمن بن المثنّى بن مطاع بن عيسى بن مطاع بن زيادة بن مسلم بن مسعود بن الضحاك بن جابر بن عدي بن أراش بن جديلة بن لخم أبو مسعود اللّخمي ـ زاد محمّد بن عبد الله بدمشق سنة ثمان وسبعين ومائتين ـ.

وقالوا : قال : نا أبي المثنّى ، عن أبيه مطاع ، عن أبيه عيسى ، عن أبيه مطاع ، عن أبيه زيادة ، عن جده مسعود.

أن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم سمّاه مطاعا وقال له : «يا مطاع أنت مطاع في قومك» وحمله على فرس أبلق ، وأعطاه الراية ، وقال له : «يا مطاع امض إلى أصحابك ، فمن دخل تحت رايتي هذه فقد أمن العذاب (٢)» [٧٢٢٩].

قال الطبراني (٣) : لا يروى هذا الحديث عن مسعود إلّا بهذا الإسناد ، تفرّد به ولده عنه في رواية الحدادين تفرّد به شيخنا عبد الرّحمن.

٣٩٥٥ ـ عبد الرّحمن بن مدرك بن علي بن محمّد بن عبد الله بن سليمان

أبو سهل التّنوخي المعرّي (٤)(٥)

دخل دمشق ، ومضى إلى مصر في صحبة ابن عمه القاضي أبي (٦) محمّد عبد الله بن محمّد بن عبد الله بن محمّد بن عبد الله بن سليمان ، وأقام بها ، وعاد إلى دمشق ، ونزل في زقاق العجم ، وعاد إلى حماة وانتقل منها إلى المعرّة ، وله أشعار حسنة ، منها ما أنشدنا

__________________

(١) المعجم الكبير للطبراني ٢٠ / ٣٣١ رقم ٧٨٥ والإصابة ٣ / ٤١٢ ضمن ترجمة مسعود بن الضحاك بن عدي.

(٢) في المعجم والإصابة : أمن من العذاب.

(٣) هذه الزيادة ليست في المعجم الكبير.

(٤) الأصل : «المغربي» وغير مقروءة في م ، والصواب ما أثبت.

(٥) ترجمته وأخباره في خريدة القصر (قسم الشام) ٢ / ٤٦ والوافي بالوفيات ١٨ / ٢٦٥.

(٦) بالأصل : «أبو» وسقطت اللفظة من م.

٣٩٣

القاضي أبو اليسر شاكر بن عبد الله بن محمّد بن عبد الله (١) قال : عمل القاضي أبو سهل عبد الرّحمن بن مدرك في مقامه بدمشق :

كأن دمشق أفلاك تدور

تلوح بها الشموس (٢) أو البدور

وأي محلة قابلت فيها (٣)

رأيت كواكبها (٤) فيها تسير

وأنشدنا القاضي أبو اليسر شاكر أيضا ، قال : عمل جدي القاضي أبو المجد محمّد بن عبد الله لما عاد إلى معرّة النّعمان (٥) من (٦) فتكة الفرنج بأهلها ، وقد دخل إلى داره بباب حناك وتعرف بدار القبة :

وقفت (٧) بالدار (٨) وقد غيّرت

معالم منها وآثار

فقلت والقلب به (٩) لوعة

بحرقة والدّمع مدرار

أنى زمان فيك قضيته

وأين سكانك يا دار

فأجازها القاضي أبو سهل عبد الرّحمن بن مدرك :

فقالت الدار على غيها

إن سكوني عنك أخيار

أخنت على من كان بي نازلا

صروف أيام وأقدار

وارتجع العيش ولذاته

بعبرة والدّهر دوّار

فها أنا اليوم كما قد ترى

مقفرة ما بي ديار

وأنشدنا أبو اليسر أيضا قال :

كتب إليّ أبو السهل من حماة وأنا بالمعرّة زمن عودته من دمشق إلى حماة :

لا بدّ أن أشكو الذي

لاقيت من ألم الفراق

وأبثّ وجدي ما استطعت

وطول وهمي واشتياقي

__________________

(١) ترجمته في سير أعلام النبلاء ٢١ / ١٤٥.

(٢) في م : النفوس.

(٣) كذا بالأصل وم ، وفي المختصر ١٥ / ٣٤ منها.

(٤) في م : كواكبا.

(٥) معرة النعمان : وهي مدينة كبيرة قديمة مشهورة من أعمال حمص بين حلب وحماة (معجم البلدان).

(٦) في م : بعد فتكة.

(٧) الأصل : وقت ، وتقرأ في م : وقعت. ولعل الصواب ما ارتأيناه.

(٨) بالأصل : «بالدا» والمثبت عن م.

(٩) في م : والقلب بلوعه.

٣٩٤

فلعل علّام الغلام (١)

وخالق السّبع الطباق

يقضي لنا بتجمّع

أبدا على الأيام باقي

ونعيد أيام المسرة

بالمعرّة والتلاقي

وعساه يأذن عن قريب

لي إليها بانطلاقي

ما للمعرة مشية

في أرض مصر ولا العراقي

قال : فكتبت إليه مبتدها : بسم الله الرّحمن الرحيم ، وفقت أطال الله بقاء حضرة مولاي (٢) القاضي الأجلّ على ما سمح به خاطره الشريف من نفائس درره ، وغرائب غرره ، فقلت عجلا وتنهدت (٣) مرتجلا ، فإن لم آت بمثل أبياته الوافية ومعانيه الشافية فقد لزمت الوزن والقافية :

يا شاكيا ألم الفراق

هيّجت وجدي واشتياقي

وقدحت زند صبابتي

أفما اتّقيت من احتراقي

وأفضت من تامور قلبي

كالعقيق إلى المآقي

لم تشتك إلّا بعض ما

أنا فيه من جهد الفراق

لم يبق بعدك لي سوى

نزوح تصعد في التراقي

نفس تردد في ضنى

جسم نحيل غير باقي

قد نالني للبين ما

نال الهلال من المحاقي

فاحرص بأن تحيى

وليك عن قريب بالتلاقي

واعزم على اسم الله

فالرحمن يأذن بانطلاق

واهد (٤) الخيال عساه

يسعد قبل ذلك باعتناق

واكتب إلي معللا

ببيوتك الشرد الرقاق

ولعل ما يعني الكتاب

حشاشة هي في السياق

ما في الحجاز ولا الشام

وأرض مصر ولا العراق

من نقطة تزهو على

الدّرر المنضدة الرشاق

سمرت به سماره

وحدا به حادي الرفاق

__________________

(١) في م : الغيوب.

(٢) في م : مولانا.

(٣) في م : وتبدّعت.

(٤) عن م وبالأصل : واهدي.

٣٩٥

اللاك يا ابن الأكرمين

وما لكي قصب السباق (١)

من كل ممدود السماط

لمن عراه من الرفاق

يتبجس الأنعام من

كفيه كالغيث الدفاق

لا فخر عندهم بغير

البيض والسّمر الرّقاق

والسابقات كأنها

القروان والخيل العتاق

وإغاثة الملهوف

أو إنقاذ عان من وثاق

لا زلت يا ذا الفضل

من عزّ وحفظ في رواق

وأت (٢) المعرّة مسرعا

في سرعة الماء المراق (٣)

لله حسن جنانها

بالزهر أو روض الرقاق

رقّ النسيم به

وكدره علينا ما نلاق

وحلّت موارده ولكن

في فمي (٤) مثل الزعاق

والطرف مثل الطرف

في الميدان يركض للسباق

ما راقه حسن به

إلا وأحسن منه لاقي

والباسلين فجنة

الفردوس تلهي من تلاق

ويريح داود به

يغني النزه البواقي

وإذا الكفين رقينه

أجزأك عن ظهر البراق

لا سيما إذا جبته

والظل مسدود النطاق

أجبتك منه تحية

لنسيمه عند انتشاق

وسقتك رزق بطاقة

بنميره العذب المذاق

وحباك من أثماره

بزبرجدات في حقاق

ليست ملونة الثياب

على غلائلها الصفاق

وأنشدنا أيضا ، أنشدني عبد الرّحمن بن مدرك (٥) :

سارقته نظرة أطال بها

عذاب قلبي وما له ذنب

__________________

(١) في م : ولملكي قصب السياق.

(٢) عن م وبالأصل : واتي.

(٣) في م : الرقاق.

(٤) ليست في م.

(٥) البيتان في الوافي بالوفيات ١٨ / ٢٦٦.

٣٩٦

يا جور حكم الهوى ويا عجبا

يسرق عيني ويقطع القلب

وأنشدنا له (١) :

جرحت بلحظي خدّ الحبيب

فما طالب (٢) المقلة الفاعلة

ولكنه اقتصّ من مهجتي

كذاك الديات على العاقلة (٣)

وأنشدنا له :

بأي نمل عارض دبّ في الخدّ

دبيبا من تحت عقرب صرع

ففدا القب منهما في بلاء

وعذاب ما بين قرص ولذع

وأنشدنا له (٤) :

بالله يا صاحب الوجه الذي اجتمعت

فيه المحاسن واستولى على المهج

خذني إليك فإن لم ترضني صلفا

فاطرد بي العين عن ذا (٥) المنظر البهج

كيف السلامة (٦) من جفنيك؟ إنهما

حتف لكلّ محبّ في الهوى وشج

وأنشدنا له :

وليلة زار فيها (٧) من كلفت به

فبت واجد قلب كان في العدم

جادت به فكساها نور بهجته

نورا ومزق عنها حلة الظّلم

ريم يعزّ إذا ما ريم مطلبه

ويستبيح نفوس الناس كلّهم

أضلّهم (٨) علم للحسن منه بدا

وإنّما يهتدي الضلّال بالعلم

له وداد سقيم ما يصح لنا

كأنّما طرفه أعداه بالسّقم

لما دعي دمع عيني يوم فرقته

أجابه من دموعي كل منسجم

وسام قلبي مبتاعا فأحرزه

مسترخصا منه علقا غالي القيم

__________________

(١) البيتان في خريدة القصر (قسم شعراء الشام) ٢ / ٤٦.

(٢) الأصل : طالت ، والمثبت عن م.

(٣) العاقلة : القرابة من الأب ، الذين يعطون دية قتل الخطأ.

(٤) الأبيات في خريدة القصر (قسم شعراء الشام) ٢ / ٤٧.

(٥) في م : ذي المنظر.

(٦) في خريدة القصر : كيف التخلص.

(٧) في م : بها.

(٨) كذا بالأصل وم ، وفي المختصر ١٥ / ٣٥ «أظلهم» وهو ما يقتضيه السياق.

٣٩٧

ما أنس لا أنس قولي في العتاب له

وقد بدا لي منه وجه محتشم

إن كان هجرك من خوف الرقيب فصل

بالذّكر مثلي ، فكم ساع بلا قدم

وابعث إلى الطرف طيفا إن بعثت له

فإنه مذ حجبتم عنه لم ينم

ولا رأى حسنا من بعد فرقتكم

كأنه إذا رأى يوم الفراق عمي

أجبتكم ونهتني عفتي فغدا

أحلا وصالكم ما كان في الحلم

ولو ملكت اختياري في زيارتكم

مشيت شوقا إليكم مشية القلم

ناديتها ونجوم الليل قد أفلت

والصّبح قد لاح مثل الصّارم الخدم

فداء من ليس ينسى عهدها أبدا

وليس يكفر ما أولته من نعم

يا ليلة السّفح ألا عدت ثانية

سقى زمانك هطّال من الدسم

لأشكرنك والأيام ما بقيت

روحي ودار لساني ناطقا بفمي

ولا حمدت سوى لبس السواد ولا

دممت حطي رعيا فيك للذمم

وأنشدنا لأبي سهل :

عزيت نوب الليالي فاغتدوا

ما يستقر لهم بأرض (١) دار

حتى كأنهم طريق مضائع

وكأن أحداث الزمان نجار

وأنشدنا له :

تعمّم رأسي بالمشيب فساءني

وما سرّني تقبيح نور بياضه

وقد أبصرت عيني خطوبا كثيرة

فلم أر خطبا أسودا كبياضه

وأنشدنا له :

حقّ لمثلي أن يبيت مفكرا احلف ارتماض

قلق الوسادة لا يذوق لما به طعم اغتماض

أسفا على ما فاته من طيب أيام مواضي

ويزيد في لبس السواد لعظم حادثة البياض

قال لي القاضي أبو اليسر شاكر بن عبد الله : توفي أبو سهل في زلزلة حماة في رجب سنة ثلاث (٢) وخمسين وخمسمائة.

__________________

(١) بالأصل : باض ، وفوقها ضبة ، والمثبت عن م.

(٢) في خريدة القصر : اثنتين.

٣٩٨

٣٩٥٦ ـ عبد الرّحمن بن مروان بن سالم بن المبارك

أبو محمّد التّنوخي المعرّي الواعظ المعروف بابن المنجم (١)

كان أبوه منجما رأيته يجلس على الطريق ، وكان عبد الرّحمن ينشد في صباه في الأسواق ، ويمشي على الدكاكين ، وكان في صوته شجى ، ثم خرج عن دمشق وهو شاب ، وغاب عنها مدة ثم رجع إليها ، فكان يعظ في الأعزية ، ثم وعظ بعد ذلك على الكرسي ، ورزق قبولا ، واكتسب بالوعظ مالا ، ثم خرج إلى العراق ، وأقام ببغداد مدة وأظهر الزهد ، وأظهر له بها سوق ، وكان يعرف ببغداد بالدمشقي ، ثم رجع في آخر عمره إلى دمشق ، ووعظ بها ونفقت سوقه ، ومع ذلك لم ينزل الواعظ في الأعزية.

وحكى بعض من حضر مجلسه أنه أتاه يوما صغير يتوب على يديه ، فأخذه ووعظه ، ووضعه على كتفه وقال :

هذا صغير ما أتى صغيرة

فهل كبير ركب الكبائر (٢)

فضج (٣) أهل المجلس بالبكاء ، وكان يظهر لكل طائفة أنهم منهم حرصا على التحصيل ، وحضرنا عزاء أمير المؤمنين المقتفي لأمر الله في الجامع بدمشق حين أتانا الخبر بموته فقام في التعزية ورثاه بأبيات ، فخلع عليه صدر المجلس ثوبه ، فتذكر عادته في الكدية ، وعرّج عما كان فيه من التعزية إلى استدعاء موافقة الحاضرين له في خلع ثيابهم ، فخلع [عليه](٤) بعضهم ، وقال ذلك اليوم : أنا المعزي لا المعزي (٥) ، وذكر أشياء أضحك الحاضرين ، فقلت له بعد نهوضنا من العزاء : أخرجت العزاء عن معناه ، وجعلته مضحكة ، فقال من أراد التقرب إليه بقوله وأنه هو أضحك وأبكى ، فقلت له : لكلّ مقام مقال ، وليس هذا موضع هذا ، فسكت.

وحضرت مجلس وعظه يوما واحدا في المسجد الجامع ، فسمعته ينشد شعرا لنفسه لم يحضرني ذكره (٦).

__________________

(١) أخباره في خريدة القصر (قسم الشام) ٢ / ٩٢ وفوات الوفيات ٢ / ٣٠٠ والوافي بالوفيات ١٨ / ٢٦٦ وشذرات الذهب ٤ / ١٧٨.

(٢) الوافي بالوفيات ، وفي الفوات : كبيرة.

(٣) في م : فصاح.

(٤) زيادة اقتضاها السياق.

(٥) كذا بالأصل ، وفي م : «المقرى لا المقرى» والعبارة في الوافي بالوفيات : فقال ذلك اليوم فيه العماد الكاتب : المعرّي لا المعرّي ، يعني بضم الميم لا فتحها.

(٦) انظر نماذج من شعره وردت في خريدة القصر ٢ / ٩٧ وما بعدها والوافي بالوفيات ١٨ / ٢٦٨ ـ ٢٦٩.

٣٩٩

ومات ابن المنجم في يوم الجمعة العشرين من رجب سنة تسع (١) وخمسين وخمسمائة ، ودفن يوم السبت بجبل قاسيون.

٣٩٥٧ ـ عبد الرّحمن بن مرزوق (٢)

من أهل دمشق.

حدث عن عطاء بن أبي رباح ، ونافع ، وأبي وهب الكلاعي ، وعبادة بن نسيّ ، وزرّ بن حبيش.

روى عنه الهيثم بن حميد ، وسعيد بن أبي أيوب.

أخبرنا أبو الحسين (٣) عبد الرّحمن بن عبد الله بن أبي الحديد ، أنا جدي أبو عبد الله الحسن بن أحمد ، أنا علي بن موسى بن السّمسار ، أنا أبو عبد الله محمّد بن إبراهيم بن مروان ، أنا أبو عبد الملك أحمد بن إبراهيم القرشي ، نا أبو عبد الله محمّد بن عائذ ، نا الهيثم بن حميد ، أخبرني عبد الرّحمن بن مرزوق ، عن عطاء بن أبي رباح ، عن جابر بن عبد الله.

أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : «العمرى (٤) ميراث لأهلها» [٧٢٣٠].

قرأت على أم البهاء فاطمة بنت محمّد بن أحمد بن (٥) البغدادي ، عن أبي طاهر أحمد بن محمود ، وأبي العباس أحمد بن محمّد بن النعمان القصّاص ، قالا : أنا أبو بكر بن المقرئ ، أنا أبو عباس بن قتيبة ، نا حرملة ، نا ابن وهب ، أخبرني سعيد ، عن عبد الرّحمن بن مرزوق (٦) ، عن عبادة بن نسيّ ، عن غضيف بن الحارث الكندي ، عن عائشة قالت :

أوتر رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم أول الليل ، وأوسطه ، وآخره.

__________________

(١) في م والوافي بالوفيات : «سبع» وقد ذكره العماد الحنبلي في شذرات الذهب فيمن مات سنة ٥٥٧. وزيد في الوافي بالوفيات : وقد جاوز السبعين.

(٢) ترجمته وأخباره في تهذيب الكمال ١١ / ٣٦٧ وتهذيب التهذيب ٣ / ٤١٨ والتاريخ الكبير للبخاري ٣ / ١ / ٣٤٩ والجرح والتعديل ٥ / ٢٨٧.

(٣) في م : الحسن.

(٤) العمرى ما تجعله للرجل طول عمرك أو عمره. قال ثعلب : العمرى أن يدفع الرجل إلى أخيه دارا فيقول : هذه لك عمرك أو عمري ، أينا مات دفعت الدار إلى أهله ، وكذلك كان فعلهم في الجاهلية (راجع تاج العروس بتحقيقنا : مادة : عمر).

(٥) «بن» سقطت من م.

(٦) في م : مروان ، تصحيف ، وهو صاحب الترجمة.

٤٠٠