تاريخ مدينة دمشق - ج ٣٥

أبي القاسم علي بن الحسن ابن هبة الله بن عبد الله الشافعي [ ابن عساكر ]

تاريخ مدينة دمشق - ج ٣٥

المؤلف:

أبي القاسم علي بن الحسن ابن هبة الله بن عبد الله الشافعي [ ابن عساكر ]


المحقق: علي شيري
الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع
الطبعة: ٠
الصفحات: ٤٩٥
الجزء ١ الجزء ٢ الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧ الجزء ٨ الجزء ٩ الجزء ١٠ الجزء ١١ الجزء ١٢ الجزء ١٣ الجزء ١٤ الجزء ١٥ الجزء ١٦ الجزء ١٧ الجزء ١٨ الجزء ١٩ الجزء ٢٠ الجزء ٢١ الجزء ٢٢ الجزء ٢٣ الجزء ٢٤ الجزء ٢٥ الجزء ٢٦ الجزء ٢٧ الجزء ٢٨ الجزء ٢٩ الجزء ٣٠ الجزء ٣١ الجزء ٣٢ الجزء ٣٣ الجزء ٣٤ الجزء ٣٥ الجزء ٣٦ الجزء ٣٧ الجزء ٣٨ الجزء ٣٩ الجزء ٤٠ الجزء ٤١ الجزء ٤٢ الجزء ٤٣ الجزء ٤٤ الجزء ٤٥ الجزء ٤٦ الجزء ٤٧ الجزء ٤٨ الجزء ٤٩ الجزء ٥٠ الجزء ٥١ الجزء ٥٢ الجزء ٥٣ الجزء ٥٤ الجزء ٥٥ الجزء ٥٦ الجزء ٥٧ الجزء ٥٨ الجزء ٥٩ الجزء ٦٠ الجزء ٦١ الجزء ٦٢ الجزء ٦٣ الجزء ٦٤ الجزء ٦٥ الجزء ٦٦ الجزء ٦٧ الجزء ٦٨ الجزء ٦٩ الجزء ٧٠ الجزء ٧١ الجزء ٧٢ الجزء ٧٣ الجزء ٧٤ الجزء ٧٥ الجزء ٧٦ الجزء ٧٧ الجزء ٧٨ الجزء ٧٩ الجزء ٨٠

قال علي بن إبراهيم : وفي هذه السنة سمع عبد الرّحمن من ابن المقرئ حديثه عن سفيان ومن مشايخ مكة الواردين إليها ، وخرج عبد الرّحمن ، ومات ابن المقرئ من قابل سنة ست وخمسين ومائتين ، وسمع عبد الرّحمن في انصرافه من الحج سنة ست وخمسين من أبي سعيد الأشجّ ، ومشايخ الكوفيين مع أبيه ، ومشايخ الواسطيين أحمد بن سنان وعدة مشايخ أهل واسط ، والحسن بن عرفة ببغداد ، وسامرّاء.

قال عبد الرّحمن : سمعت الحسن بن عرفة يقول : أنا ابن مائة وعشر سنين.

قال علي بن إبراهيم : سمعت أبا الحسن علي بن أحمد الخوارزمي بالري يقول : عبد الرّحمن بن أبي حاتم إمام ابن إمام ، قد ربي بين إمامين : أبي حاتم ، وأبي زرعة ، إمامي هدى.

قال : وسمعت عبد الرّحمن يوما يقول : لا يستطاع العلم براحة الجسم (١).

وقال (٢) : كنا بمصر سبعة أشهر ، فلم نأكل فيها مرقة ، وذلك أنّا كنا نغدو بالغدوات إلى مجلس بعض الشيوخ ، ووقت الظهر إلى مجلس آخر ، ووقت العصر إلى مجلس آخر ، ثم بالليل للنسخ والمعارضة (٣) ، فلم نتفرغ نصلح شيئا ، وكان معي رفيق خراساني أسمع في كتابه وسمع في كتابي ، فما أكتب لا يكتب وما يكتب لا أكتب ، فغدونا يوما إلى مجلس بعض الشيوخ فقال : هو عليل ، فرجعنا فرأينا في طريقنا حوتا يكون بمصر ، يشق جوفه فيخرج منه أصفر ، فأعجبنا فلما صرنا إلى المنزل حضر وقت مجلس بعض الشيوخ ، فلم يمكننا إصلاحه ، ومضينا إلى المجلس فلم نزل حتى أتى عليه ثلاثة أيام ، كاد أن يتغير فأكلناه نيئا.

فقيل له : كنتم تعطونه (٤) لمن يشويه ويصلحه ، قال : من أين كان لنا فراغ.

قال علي بن إبراهيم : وكان هذا في الرحلة الثانية ، وذلك أنه استأذن أباه وتشفع إليه بأبي زرعة أن يأذن له في الرحلة ، فلم يأذن له حتى ألحّ عليه ، ولم يكن لأبي حاتم في هذا الوقت ولد إلّا عبد الرّحمن ، وكان له أولاد قبله فماتوا ، فلم تطب نفسه أن يأذن له ، ثم أذن له

__________________

(١) سير أعلام النبلاء ١٣ / ٢٦٦ وتذكرة الحفاظ ٣ / ٨٣٠.

(٢) القائل ابن أبي حاتم ، والخبر نقله الذهبي في سير أعلام النبلاء ١٣ / ٢٦٦ وتذكرة الحفاظ ٣ / ٨٣٠ من طريق علي بن أحمد الخوارزمي.

(٣) في سير أعلام النبلاء : «والمقابلة» وفي تذكرة الحفاظ : ننسخ ونقابل. وفي م : للتسبيح والمعارضة.

(٤) في م : تعطون.

٣٦١

وشرط عليه إلى وقت كذا ، وينصرف إليه في وقت كذا.

فرحل ودخل مصر ومشايخ مصر متوافرون ، قال : وعندي أنه كان في اثنتين وستين مثل يونس بن عبد الأعلى ، وبحر بن نصر ، وابن عبد الحكم ، والمزني ، والربيع وغيرهم ، ومشايخ إسكندرية محمّد بن عبد الله بن ميمون وغيرهم ، فأجهد نفسه في السماع ليلحق وعد أبيه لا يخلفه ، فرزق السماع الكثير مثل كتب ابن وهب بأسرها ، وكتب الشافعي ـ رحمه‌الله ـ ، وحديث سائر الشيوخ وفوائدهم ، ثم خرج من مصر.

سمعت أبا بكر المفيد البغدادي يقول : لقد اتفق لعبد الرّحمن في رحلته من السماع في مدة يسيرة ما يعجز عن جمعه غيره أن يكتب في سنين ، ودخل بيروت والسواحل ودمشق والثغور.

قال علي بن إبراهيم (١) : كان لعبد الرّحمن ثلاث رحلات : رحلة مع أبيه في سنة حج ، سنة خمس أو ست وخمسين في رجوعه من الحج ، ثم حج ثانية بنفسه مع مشايخ من أهل العلم من الري محمّد بن حمّاد الطّهراني وغيره في الستين ومائتين ، والرحلة الثانية بنفسه إلى مصر ونواحيها ، والشام ونواحيها في الثنتين والستين ، والرحلة الثالثة إلى أصبهان إلى يونس بن حبيب ، وأسيد بن عاصم وغيرهما سنة أربع وستين.

وقال علي بن إبراهيم : سمعت محمّد بن جعفر الزنجاني يقول : سمعت أبا الفضل الترمذي يقول : كنت مع أبي حاتم إذ خرج من السكة ، وعبد الرّحمن في الصلاة يصلي بالناس على رأس مسكنة فوقف فقال : خفف يا عبد الرّحمن ثم قال : لا يتهيأ لي أن أعمل ما يعمل عبد الرّحمن.

قال : وسمعت أبا عبد الله (٢) القزويني الواعظ المعروف بابن السامي وكان من المذكورين يقول :

وقال له بعض إخوانه : أيش خبرك يا أبا عبد لله مع أبي محمّد في الصلاة؟ فقال له : إذا دخلت مع عبد الرّحمن في الصلاة فسلّم نفسك إليه يعمل بها ما يشاء (٣).

__________________

(١) من طريق الخطيب الرازي رواه الذهبي في سير أعلام النبلاء ١٣ / ٢٦٦ وتذكرة الحفاظ ٣ / ٨٣١.

(٢) الأصل : أبا عبد الرحمن ، تصحيف ، والصواب عن م وسير أعلام النبلاء ، وسيرد صوابا.

(٣) الخبر من طريق أبي عبد الله القزويني رواه الذهبي في سير أعلام النبلاء ١٣ / ٢٦٦ ـ ٢٦٧ وتذكرة الحفاظ ٣ / ٨٣١.

٣٦٢

قال علي بن إبراهيم : سمعت أحمد بن محمّد بن عمر الرازي بعد وفاة عبد الرّحمن بن أبي حاتم والناس مجتمعون للتقرئة والمسجد غاصّ بأهله ، قام فقرأ : (قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ هُمْ فِي صَلاتِهِمْ خاشِعُونَ)(١) إلى قوله : (أُولئِكَ هُمُ الْوارِثُونَ)(٢) الآية ، فضج المسجد بالبكاء والنحيب ، وقالوا : أنرجو أن يكون عبد الرّحمن من أهل هذه الآيات فإنّ هذه الخصال كانت كلها فيه.

قال علي بن إبراهيم : دخلنا يوما على عبد الرّحمن بغلس قبل صلاة الفجر في مرضه الذي توفي فيه ، وكان على الفراش قائما يصلي ، وكنا جماعة وأبو الحسين الدّرستني في الجماعة ، فركع ، فأطال الركوع (٣) فقال أبو الحسين : هو على العادة التي كان يستعملها في صحته.

أنبأنا أبو (٤) عبد الله محمّد بن علي بن أبي العلاء وغيره ، قالوا : أنا أبو القاسم أحمد بن سليمان بن خلف بن سعد الباجي ، قال : قال أبي أبو الوليد الباجي : عبد الرّحمن بن أبي حاتم حافظ ثقة (٥).

كتب إليّ أبو نصر بن القشيري ، أنا أبو بكر البيهقي ، أنا أبو عبد الله الحافظ ، سمعت أبا أحمد الحافظ يقول : ـ وهو محمّد بن محمّد بن أحمد بن إسحاق الحاكم :

كنت بالري فرأيتهم يوما يقرءون على أبي (٦) محمّد بن أبي حاتم كتاب : «الجرح والتعديل» ، فلما فرغوا قلت لابن عبدويه (٧) الوراق : ما هذه الضحكة؟ أراكم تقرءون كتاب «التاريخ» لمحمّد بن إسماعيل البخاري على شيخكم على الوجه ، وقد نسبتموه إلى أبي زرعة ، وأبي حاتم؟ فقال : يا أحمد ، اعلم أن أبا زرعة وأبا حاتم لما حمل إليهما هذا الكتاب قالا : هذا علم حسن لا يستغنى عنه ، ولا يحسن بنا أن نذكره عن غيرنا ، فأقعدا أبا محمّد عبد الرّحمن حتى سألهما عن رجل بعد رجل وزادا فيه ، ونقصا ، ونسبه عبد الرّحمن إليهما.

ـ زاد غير أبي نصر عن البيهقي ، عن الحاكم قال : قلت لأبي أحمد ـ رحمه‌الله ـ فيما

__________________

(١) سورة «المؤمنون» ، من الآية ١ إلى ١٠.

(٢) سورة «المؤمنون» ، من الآية ١ إلى ١٠.

(٣) سير أعلام النبلاء ١٣ / ٢٦٧.

(٤) سقطت من الأصل وأضيف عن م.

(٥) سير أعلام النبلاء ١٣ / ٢٦٧ وتذكرة الحفاظ ٣ / ٨٣١.

(٦) سقطت من الأصل وأضيفت عن م.

(٧) كذا بالأصل وم ، وفي المختصر ١٥ / ٢٢ قلت لعبدويه الوراق.

٣٦٣

زادا ونقصا فوائد كثيرة لا توجد في كتاب البخاري.

أخبرنا أبو (١) عبد الله محمّد بن علي بن أبي العلاء ، وأبو (٢) محمّد عبد الكريم بن حمزة ـ قراءة ـ قالا (٣) :

نا أبو بكر الخطيب ، أنا أبو القاسم رضوان بن محمّد (٤) بن الحسن الدّينوري ، قال : سمعت أحمد بن محمّد بن عبد الله النيسابوري يقول : سمعت أبا الحسن علي بن محمّد البخاري يقول : سمعت محمّد بن الفضل العباسي يقول :

كنا عند عبد الرّحمن بن أبي حاتم وهو ذا يقرأ علينا كتاب : «الجرح والتعديل» ، فدخل عليه يوسف بن الحسين الرازي ، فقال له : يا أبا محمّد ما هذا الذي تقرأه على الناس؟ قال :

كتاب صنفته (٥) في الجرح والتعديل ، فقال : وما الجرح والتعديل؟ [فقال](٦) أظهر أحوال أهل العلم ، من كان منهم ثقة أو غير ثقة ، فقال له يوسف بن الحسين : استحيت (٧) لك يا أبا محمّد ، كم من هؤلاء القوم قد حطوا رواحلهم في الجنة منذ مائة سنة ، ومائتي سنة ، وأنت تذكرهم وتغتابهم على أديم الأرض ، فبكى عبد الرّحمن ، وقال : يا أبا يعقوب ، لو سمعت هذه الكلمة قبل تصنيفي (٨) هذا الكتاب لما صنفته.

أنبأنا أبو القاسم علي بن إبراهيم ، نا عبد العزيز الكتاني (٩) ، أنا أبو محمّد بن أبي نصر ، أنا أبو علي بن الحسين بن حبيب ، حدثني أحمد بن يعقوب الرازي ، قال :

سمعت عبد الرّحمن بن أبي حاتم الرازي يقول : كنت مع أبي في الشام في الرحلة ، فدخلنا مدينة ، فرأيت رجلا واقفا على الطريق يلعب بحية ويقول : من يهب لي درهما حتى أبلع هذه الحية ، فالتفت إليّ أبي فقال : يا بني احفظ دراهمك فمن أجلها تبلع الحيات.

(١٠) أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد ، نا وأبو منصور محمّد بن عبد الملك ، أنا أبو

__________________

(١) سقطت من الأصل وأضيفت عن م قارن مع المشيخة ٢٠٠ / أ.

(٢) بالأصل : وأبي ، والمثبت عن م ، وقد كتبت فيها بخط مغاير.

(٣) الأصل : قال ، والمثبت عن م.

(٤) في م : أحمد.

(٥) كذا بالأصل وم ، وفي المختصر ١٥ / ٢٣ صنعته.

(٦) زيادة عن م.

(٧) اللفظة بدون إعجام بالأصل ، وتقرأ في م : «استجيب» والمثبت عن المختصر ١٥ / ٢٣.

(٨) كذا بالأصل وم ، وفي المختصر : تصنيعي ... صنعته.

(٩) سقطت «الكتاني» من م.

(١٠) الخبران التاليان سقطا من م.

٣٦٤

بكر أحمد بن علي الحافظ (١) ، أنا أبو منصور محمّد بن عيسى الهمداني ، نا صالح بن أحمد بن محمّد الحافظ قال : سمعت أبا عبد الله الزعفراني يقول :

روى ابن صاعد ببغداد في أيامه حديثا أخطأ في إسناده ، فأنكر عليه ابن عقدة (٢) الحافظ ، فخرج عليه أصحاب ابن صاعد ، وارتفعوا إلى الوزير علي بن عيسى ، وحبس ابن عقدة ، فقال الوزير : من يسأل أو يرجع (٣) إليه؟ فقالوا : ابن أبي حاتم ، قال : فكتب إليه الوزير يسأله عن ذلك ، فنظره (٤) وتأمل ، وإذا الحديث على ما قال ابن عقدة ، فكتب إليه بذلك ، فأطلق عن (٥) ابن عقدة ، وارتفع شأنه.

أنبأنا أبو القاسم علي بن إبراهيم ، وأبو محمّد عبد الله بن محمّد ، قالا : نا وأبو الحسن محمّد بن مرزوق ، أنا أبو بكر الخطيب ، وأنبأنا أبو بكر الحاسب وغيره عن أبي بكر الخطيب ، أنا أبو علي عبد الرّحمن بن محمّد بن أحمد بن فضالة النيسابوري ، قال : سمعت أبا الربيع محمّد بن الفضل البلخي يقول :

سمعت أبا بكر محمّد بن مهرويه بن سنان الرازي يقول : سمعت علي بن الحسين بن الجنيد يقول : سمعت يحيى بن معين يقول : إنا لنطعن على أقوام لعلهم قد حطوا رحالهم في الجنة منذ أكثر من مائتي سنة ، قال ابن مهرويه : فدخلت على عبد الرّحمن بن أبي حاتم وهو يقرأ على الناس كتاب الجرح والتعديل ، فحدثته بهذه الحكاية فبكى وارتعدت يداه حتى سقط الكتاب من يده ، وجعل يبكي ويستعيدني الحكاية (٦) ولم يقرأ في ذلك المجلس شيئا ، أو كما قال.

أنبأنا أبو عبد الله الفراوي وغيره ، عن أبي بكر البيهقي ، أنا محمّد بن عبد الله الضّبيّ ، قال : سمعت أبا علي الحسين (٧) بن علي الحافظ يقول :

دخلت مرو وفاتني حديث خلف بن عبد العزيز بن عثمان بن جبلة ـ يعني ابن أبي رواد (٨) ـ عن أبيه ، عن جده ، عن شعبة ، عن هشام بن عروة ، عن أبيه ، عن عائشة.

__________________

(١) تاريخ بغداد ٥ / ١٨ ضمن أخبار : أحمد بن محمد بن سعيد ، أبو العباس ابن عقدة.

(٢) سمي عقدة لأجل تعقيده في التصريف (تاريخ بغداد ٥ / ١٦).

(٣) تاريخ بغداد : ويرجع إليه.

(٤) تاريخ بغداد : فنظر وتأمل.

(٥) في تاريخ بغداد : فأطلق ابن عقدة.

(٦) سير أعلام النبلاء ١٣ / ٢٦٨ وتذكرة الحفاظ ٣ / ٨٣١.

(٧) في م : الحسن.

(٨) عن م وبالأصل : «راود».

٣٦٥

كان النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم يصلي وهو قاعد ، فإذا بقي من قراءته ثلاثون أو أربعون آية قام ، فقرأ ثم ركع.

فدخلت في بعض دخلاتي الري ، فإذا الحديث عندهم عن جعفر بن منير الرازي ، عن روح ، عن شعبة فأتيت أبا محمّد بن أبي حاتم فسألته عن الحديث ، فقال : ولم تسأل عنه؟ فقلت : هذا حديث تفرّد به عثمان بن جبلة ، عن شعبة وهو في كتاب روح بن عبادة ، عن سعيد بن أبي عمرويه ، عن هشام ، وقد أخطأ فيه شيخكم هذا على روح ، فقال : شعبة بدل سعيد ، فلما كان بعد أيام عاودته في السؤال عنه فأخرج إليّ (١) كتابه ، وقد كتب على الحاشية قلت : أنا هذا الحديث كذا وكذا الكلام الذي كنت ذكرته ، فقلت : متى قلت أنت فسمعته ، وتغيّر لي ، ... (٢) أنا أيضا عنه.

قرأت على أبي محمّد السلمي ، عن أبي محمّد التميمي ، أنا مكي بن محمّد بن الغمر ، أنا أبو سليمان بن زبر قال : سنة سبع وعشرين وثلاثمائة فيها (٣) توفي أبو محمّد عبد الرّحمن بن أبي حاتم الرازي.

٣٩٣٥ ـ عبد الرّحمن بن محمّد بن الجارود بن هارون الرّقّي

سمع أحمد بن هاشم ببعلبك ، وقطن بن طالح ، ويونس بن عبد الأعلى ، ومحمّد بن وهب بن مسلم القرشي الدمشقي.

روى عنه : ابنه أبو بكر أحمد بن عبد الرّحمن ، وأبو عمر عبد الرّحمن بن محمّد بن عيسى العمري ، ومحمّد بن موسى بن النعمان.

أخبرنا أبو سعد عبد الله بن أسعد بن أحمد بن محمّد بن حيان النّسوي الصوفي الطبيب (٤) ـ بنيسابور ـ أنا أبو الفضل محمّد بن عبيد الله بن محمّد الصّرّام ، أنا القاضي أبو عمر محمّد بن الحسين البسطامي ، أنا أحمد بن عبد الرّحمن بن الجارود الرّقّي ، أنا أبي عبد الرّحمن بن الجارود ، نا قطن بن صالح ، نا إبراهيم بن أدهم ، نا عبد الله بن شوذب ، عن ثابت ، عن أنس قال :

__________________

(١) عن م وبالأصل : إليه.

(٢) غير مقروءة بالأصل وم ، ولعلها : وانفضضت.

(٣) في تذكرة الحفاظ ٣ / ٨٣١ وسير أعلام النبلاء ١٣ / ٢٦٩ : توفي في المحرم ، وزيد في سير أعلام النبلاء : وله بضع وثمانون سنة.

(٤) المشيخة ٩٠ / أ.

٣٦٦

قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «إنّ الله يعذب الموحّدين في جهنم بقدر نقصان إيمانهم ، ثم يردّهم إلى الجنة خلودا دائما بإيمانهم» [٧٢١٨].

أخبرنا أبو العباس أحمد بن الفضل بن أحمد بن (١) الخياط ، أنا أبو بكر أحمد بن الفضل بن محمّد الباطرقاني ، نا عبد الرّحمن بن محمّد بن عيسى ، نا عبد الرّحمن بن محمّد بن الجارود الرّقّي.

ح قال : ونا محمّد بن إسحاق ، نا أحمد بن عمرو ، أبو الطاهر قالا : نا يونس بن عبد الأعلى.

قال : ونا محمّد ، نا أحمد بن محمّد بن يحيى بن بلال ، نا عبد الرّحمن بن بشر بن الحكم.

قال : ونا إبراهيم بن عبد الله بن محمّد ، نا محمّد بن حمدوية بن سهل ، نا محمود بن آدم المروزي.

ح قال : ونا عبد الله بن محمّد بن أحمد بن داود ، نا أحمد بن موسى بن إسحاق.

ح قال : ونا محمّد بن إسحاق ، نا محمّد بن يعقوب ، قالا : نا زكريا بن يحيى المروزي.

قالوا : نا سفيان بن عيينة ، عن الزهري ، عن أنس بن مالك ، قال : قال رجل : يا رسول الله متى الساعة؟ قال : «وما أعددت لها؟» فلم يذكر كثيرا إلّا أنه يحب الله ورسوله ، قال : «فأنت مع من أحببت» ، هذا أو نحوه [٧٢١٩].

كتبت عن أبي نصر محمّد بن أحمد (٢) بن عبد الله ولم يتفق لي سماعه منه وهو لي إجازة منه ، نا أبو بكر أحمد بن الفضل بن محمّد الباطرقاني ـ إملاء ـ نا عبد الرّحمن بن محمّد بن عيسى العمري ، نا عبد الرّحمن بن محمّد بن الجارود الرّقّي ، نا أحمد بن هاشم ـ ببعلبك ـ نا سليمان بن عبد الرّحمن الحرّاني ، نا يعقوب بن الجهم ، عن عمرو (٣) بن جرير ، عن عبد العزيز بن صهيب ، عن أنس بن مالك قال :

قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «إنّ للجنة بابا يقال له الضّحى ، لا يدخل منه إلّا منه إلّا أصحاب صلاة

__________________

(١) «بن» ليست في م. قارن مع المشيخة ١٢ / ب.

(٢) في م : «حمد» قارن مع المشيخة ١٨٥ / ب.

(٣) في م : عمر.

٣٦٧

الضحى ، تحنّ الضّحى إلى صاحبها كما تحنّ الناقة إلى فصيلها» [٧٢٢٠].

كذا قال ، ولعله عن أحمد بن عبد الرّحمن ، لا عن عبد الرّحمن.

٣٩٣٦ ـ عبد الرّحمن بن محمّد بن الحسن بن طوق

أبو القاسم التّغلبي البغدادي

أصله من الموصل.

قدم دمشق رسولا من السلطان مسعود.

وحدّث بها عن أبي عبد الله الحسين بن أحمد بن محمّد بن طلحة النّعالي (١).

كتب عنه بعض أصحابنا ، ورأيته ببغداد ، وبدمشق ، ولم أسمع منه على عمد شيئا ، لأنه لم يكن الحديث من شأنه.

وذكر لي أبو سعد بن السمعاني أنه سأل عن مولده فقال : في ليلة الحادي والعشرين من شوال سنة تسع وسبعين وأربعمائة ، وبلغني أنه قتل في طريق الموصل سنة اثنتين وأربعين وخمسمائة.

٣٩٣٧ ـ عبد الرّحمن بن محمّد بن سعيد بن عبد الملك

ابن مروان بن الحكم بن أبي العاص بن أمية بن عبد شمس

وامرأته بنت عمه أم البنين ابنة صدقة بن الوليد بن عبد الملك.

كان يسكن الراهب محلة كانت قبلة المصلّى ، وكانت لجده سعيد بن عبد الملك ، له ذكر.

٣٩٣٨ ـ عبد الرّحمن بن محمّد بن سعيد

أبو القاسم الأنصاري الخزرجي البصري

[حدث](٢) عن أبي محمّد عبد الله بن محمّد بن المؤمّل الفقيه السّنجاري.

روى عنه أبو إسحاق إبراهيم بن عثمان بن عبد الله (٣) بن عبيد بن أحمد بن الهيثم البهراني الحوراني.

__________________

(١) ترجمته في سير أعلام النبلاء ١٩ / ١٠١.

(٢) سقطت من الأصل وأضيفت عن م.

(٣) ما بين الرقمين سقط من م.

٣٦٨

٣٩٣٩ ـ عبد الرّحمن بن محمّد بن العباس بن الوليد

ابن محمّد بن عمر بن الدّرفس (١)

أبو بكر الغسّاني

روى عن أبيه ، والعباس بن الوليد ، وأبي زرعة الدمشقي ، ومحمّد بن عبد الحكم القطري (٢) الرّملي ، وإبراهيم بن أبي سفيان القيسراني (٣) ، ووزيرة (٤) بن محمّد الغسّاني ، وأحمد بن مسعود المقدسي.

روى عنه : عبد المحسن بن عمر الصّفّار ، وأبو علي بن مهنا الدّاراني ، وأبو بكر بن (٥) المقرئ ، وأبو الحسين (٦) الرازي ، وأبو هاشم المؤدب ، وعلي بن الحسين الأذني القاضي ، وأبو سليمان بن زبر ، وأبو بكر محمّد بن عبد الله بن يزداد الرازي ، ومحمّد بن عمران بن موسى العسكري ، وأبو بكر أحمد بن عبد الله بن الفرج ، وعبد الله بن عمر بن الجبّان ، وعبد الوهاب الكلّابي.

أخبرنا أبو الفرج سعيد بن أبي الرجاء الصيرفي ، أنا أبو الفتح منصور بن الحسين (٧) ، وأحمد بن محمود الثقفي ، قالا : أنا أبو بكر بن المقرئ ، نا عبد الرّحمن بن محمّد بن العباس بن الوليد بن محمّد بن الدّرفس الدمشقي ـ بها ـ.

ح وأخبرنا أبو عبد الله الحسين (٨) بن عبد الملك ، أنا أبو طاهر الثقفي ، أنا أبو بكر بن المقرئ ، نا أبو بكر عبد الرّحمن بن الدّرفس ، نا العباس بن الوليد بن مزيد ، أخبرني

__________________

(١) الأصل : «درفس» ، والمثبت عن م.

(٢) بالأصل الفطري ، بالفاء ، والمثبت بالقاف عن م ، والقطري بكسر القاف وسكون الطاء المهملة وفي آخرها نسبة إلى القطر ذكره السمعاني وترجم له. (الأنساب).

(٣) بدون إعجام بالأصل وم ، والصواب ما أثبت وضبط عن الأنساب ، وهذه النسبة إلى قيسارية بلدة على ساحل بحر الروم ، ذكره السمعاني وترجم له. (الأنساب : القيسراني).

(٤) ضبطت عن تبصير المنتبه.

(٥) «بن» سقطت من م.

(٦) في م : الحسن.

(٧) في م : الحسن ، تصحيف ، واسمه : منصور بن الحسين بن علي القاسم بن محمد ، أبو الفتح الأصبهاني الثاني ترجمته في سير أعلام النبلاء ١٨ / ١٥٢.

(٨) في م : الحسن ، تصحيف ، والصواب ما أثبت ، والسند معروف.

٣٦٩

أبي ، نا سعيد (١) بن عبد العزيز ، عن زيد بن أسلم ، عن ابن عمر ، عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ قال (٢) الصيرفي قال : قال النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم : ـ «احثوا في وجوه المدّاحين التراب» [٧٢٢١].

زاد أبو عبد الله : قال ابن المقرئ : ذكرت هذه الحديث لأبي علي النيسابوري فقال : أخاف أن يكون مدخولا عليه ، والله أعلم.

أنبأنا أبو جعفر محمّد بن [أبي](٣) علي ، أنا أبو بكر الصّفّار ، أنا أحمد بن علي بن منجويه ، أنا أبو أحمد الحاكم (٤) قال :

أبو بكر عبد الرّحمن بن (٥) العباس بن الوليد بن محمّد بن عمرو (٦) بن الدّرفس الغسّاني الدمشقي.

سمع العباس بن الوليد ، وإبراهيم بن أبي سفيان القيسراني.

كذا قال ، وهو ابن محمّد بن العباس وجدهم : عمر ، لا : عمرو.

وقرأت بخط أبي الحسن نجا بن أحمد فيما ذكر أنه نقله من خط أبي الحسين الرازي في تسمية من كتب عنه بدمشق في الدفعة الثانية :

أبو بكر عبد الرّحمن بن محمّد بن العباس بن الوليد بن محمّد بن عمر الدّرفس الغسّاني الدمشقي ، مات في سنة خمس وعشرين وثلاثمائة.

قرأت على أبي محمّد السّلمي ، عن أبي محمّد التميمي ، أنا مكي بن محمّد ، أنا أبو سليمان بن زبر قال : سنة خمس وعشرين وثلاثمائة توفي أبو بكر عبد الرّحمن بن محمّد بن العباس بن الوليد بن محمّد بن عمر بن الدّرفس في شعبان.

__________________

(١) في م : شعبة ، تصحيف والصواب ما أثبت ، ترجمته في تهذيب الكمال ٧ / ٢٥٤.

(٢) في م : وقال الصيرفي.

(٣) سقطت من الأصل وأضيفت عن م للإيضاح ، وقارن مع المشيخة.

(٤) الأسامي والكنى للحاكم ٢ / ٢٢٤ رقم ٧٠٨.

(٥) في الأسامي والكنى : «بن محمد بن العباس» وسينبه المصنف إلى هذا ، ولعله وقع بيده نسخة من كتاب الحاكم فيها تصحيف ، لأن النسب ورد صوابا في الأسامي والكنى المطبوع.

(٦) كذا بالأصول والأسامي والكنى ، وسينبه المصنف إلى أن الصواب : «عمر» وقد مرّ أول الترجمة : «عمر» لا «عمرو».

٣٧٠

٣٩٤٠ ـ عبد الرّحمن بن محمّد بن عبد الله بن عبد

أبو عبد الله ـ ويقال : أبو محمّد ـ القاري (١)

حليف بني زهرة ، من القارّة ، مديني.

روى عن أبيه ، وعمّه إبراهيم بن عبد الله ، وأخيه إبراهيم بن محمّد ، وعمر بن عبد العزيز ، ورباح بن عبيدة ، ومحمّد بن إسحاق.

روى عنه ابنه يعقوب بن عبد الرّحمن ، ومالك بن أنس ، ومحمّد بن إسحاق ، وسفيان بن عيينة ، ومحمّد بن عبد الله الأعشى ، وعبد الله بن أبي بكر ، وعبد الله بن ذكوان شيخ لعبد الله بن المبارك ، ولعبد الصمد بن عبد الوارث.

ووفد على عمر بن عبد العزيز.

أنبأنا أبو الغنائم محمّد بن علي ، ثم حدثني أبو الفضل بن ناصر ، أنا أحمد بن الحسن ، أنا أحمد بن الحسن ، والمبارك بن عبد الجبار ، ومحمّد بن علي ـ واللفظ له ـ قالوا : أنا أبو أحمد ـ زاد أحمد : وأبو الحسين الأصبهاني قالا : أنا أحمد بن عبدان ، أنا محمّد بن سهل ، أنا محمّد بن إسماعيل (٢) ، حدثني زهير ، نا يعقوب ، نا أبي ، عن ابن إسحاق ، حدثني عبد الله بن أبي بكر ، عن عبد الرّحمن بن محمّد بن عبد الله بن عبد القاري عن أبيه أو عمه إبراهيم ، عن أبي هريرة قال : قال النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «من قال سقانا فقد آمن بالله» [٧٢٢٢] ، قال أبو عبد الله : يعني في المطر.

أخبرنا أبو محمّد هبة الله بن سهل بن عمر ، أنا أبو عثمان البحيري ، أنا أبو علي زاهر بن أحمد ، أنا إبراهيم بن عبد الصمد ، نا أبو مصعب ، نا مالك (٣) ، عن عبد الرّحمن بن محمّد بن عبد الله بن عبد القاري ، عن أبيه أنه قال :

قدم على عمر بن الخطاب رجل من قبل أبي موسى الأشعري ، فسأله عن الناس ، فأخبره ، ثم قال : هل كان فيكم من مغرّبة خبر (٤)؟ قال : نعم ، رجل كفر بعد إسلامه ، قال : فما فعلتم به؟ قال : قرّبناه فضربنا عنقه ، قال : فهل احبستموه ثلاثا وأطعمتموه كل يوم رغيفا

__________________

(١) ترجمته في الجرح والتعديل ٥ / ٢٨١ والتاريخ الكبير ٣ / ١ / ٣٤٦.

(٢) التاريخ الكبير للبخاري ١ / ١ / ٣٠٠ ـ ٣٠١ ضمن أخبار إبراهيم بن عبد الله بن عبد القاري.

(٣) موطأ مالك.

(٤) مغربة خبر أي هل من خبر جديد جاء من بلد بعيد.

٣٧١

واستتبتموه (١) لعله يتوب أو يراجع أمر الله ، اللهم إنّي لم أحضر ولم آمر ولم أرض إذ بلغني.

أخبرنا أبوا (٢) الحسن الفقيهان ، أنا أبو الحسن بن أبي الحديد ، أنا جدي أبو بكر ، أنا أبو الدحداح أحمد بن محمّد بن إسماعيل التميمي ، نا عبد الوهاب بن عبد الرّحيم (٣) الأشجعي ، نا سفيان بن عيينة الهلالي ، عن محمّد بن عبد الرّحمن القاري ، عن شيخ من أهل المدينة ، عن أبيه قال :

قدم على عمر رجل بفتح تستر فقال : هل كان للناس من خبر؟ قال : نعم ، رجل ارتد فقتلناه ، قال : فهلا أدخلتموه بيتا وأغلقتم عليه بابا وأطعتموه كل يوم رغيفا واستتبتموه ثلاثا ، فإن تاب وإلّا قتلتموه ، اللهمّ إنّي لم أشهد ولم آمر ولم أرض إذ بلغني.

كذا قال ، وقلت.

أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر ، أنا أبو بكر البيهقي ، أنا أبو زكريا بن أبي إسحاق ، نا أبو العباس الأصم ، نا بحر بن نصر ، نا ابن وهب ، حدثني يعقوب بن عبد الرّحمن (٤) ، عن أبيه.

أنه كان عند عمر بن عبد العزيز إذ جاءه رجل ، فقال : السلام عليك يا أمير المؤمنين ورحمة الله ، فقال له عمر : عمّ بسلامك.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنا أبو بكر بن الطبري ، أنا أبو الحسين بن الفضل ، أنا عبد الله بن جعفر ، نا يعقوب (٥) ، نا أبو زيد عبد الرّحمن بن أبي الغمر ، نا يعقوب بن عبد الرّحمن ، عن أبيه قال :

خطب عمر بن عبد العزيز هذه الخطبة ـ وكانت آخر خطبة خطبها ـ حمد الله وأثنى عليه ثم قال :

إنكم لن تخلقوا عبثا ، ولن تتركوا سدى ، وإنّ لكم ميعادا ينزل الله فيه ليحكم فيكم ، ويفصل بينكم ، وخاب وخسر من خرج من رحمة الله ، وحرم جنة عرضها السموات والأرض ،

__________________

(١) في م : واستتيبوه.

(٢) بالأصل وم : «أبو» والصواب ما أثبت ، والسند معروف.

(٣) الأصل : عبد الرحمن تصحيف ، والصواب عن م ، ترجمته في تهذيب الكمال ١٢ / ١٤٥.

(٤) بعدها في م : الزهري.

(٥) الخبر في المعرفة والتاريخ ١ / ٦١١ ـ ٦١٢.

٣٧٢

ألم تعلموا أنه لا يأمن غدا إلّا من حذر الله اليوم وخافه ، وباع نافذا بباق ، وقليلا بكثير ، وخوفا بأمان ، ألا ترون أنكم في أسباب (١) الهالكين وستصير من بعدكم للباقين ، وكذلك حتى تردّوا إلى خير الوارثين ، ثم إنكم تشيّعون كل يوم غاديا ورائحا إلى الله عزوجل ، قد قضى نحبه ، وانقضى أجله حتى تغيبوه في صدع من الأرض في شق ضريح (٢) ، ثم تتركوه غير ممهد ولا موسّد ، قد فارق الأحباب ، وباشر التراب ووجه للحساب ، مرتهنا بما عمل غنيا عما ترك ، فقيرا إلى ما قدّم ، فاتقوا الله قبل موافاته وحلول الموت بكم ، أم والله إنّي لأقول هذا وما أعلم عند أحد من الذنوب أكثر مما عندي ، فاستغفروا الله ، وما منكم من أحد يبلغنا يسمع ما عندنا إلّا حرصنا أن نسد من حاجته ما استطعتم ، وما منكم من أحد يبلغنا حاجة لا يسع له ما عند نا إلّا تمنيت أن يبدأني وبخاصتي حتى يكون عيشنا وعيشه عيشا ، أم والله لو أردت غير هذا من غضارة عيش لكان اللسان به ذلولا ، وكنت بأسبابه عالما ولكن سبق من الله كتاب ناطق ، وسنة عادلة ، دل فيها على طاعته ، ونهى فيها عن معصيته ، ثم رفع طرف ردائه فبكى ، وأبكى من حوله.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن شجاع ، أنا أبو عمرو بن منده ، أنا الحسن بن محمّد ، أنا أحمد بن محمّد بن عمر ، نا أبو بكر بن أبي الدنيا ، نا محمّد بن سعد (٣) قال : في الطبقة الرابعة من أهل المدينة :

عبد الرّحمن بن محمّد بن عبد الله بن عبد ويكنى أبا محمّد من القارّة ، وهو إلى الهون بن خزيمة ، بقي إلى خلافة جعفر.

أخبرنا أبو الغنائم الكوفي ـ إجازة ـ ثم حدثنا أبو الفضل السلامي ، أنا أبو الفضل الباقلاني ، وأبو الحسين الأصبهاني ، قال : [وأبو الغنائم واللفظ له ، قالوا : أنا أبو أحمد الغندجاني ـ زاد الباقلاني وأبو الحسن الأصبهاني قالا :](٤) أنا أبو بكر الشيرازي ، أنا أبو الحسن المقرئ ، أنا أبو عبد الله البخاري ، قال (٥) :

__________________

(١) كذا بالأصل وم وفي سيرة ابن عبد الحكم ص ٤٤ والبداية والنهاية بتحقيقنا ٩ / ٢٢٤ «أسلاب» وانظر الأغاني ٩ / ٢٦٦ وصفة الصفوة ٢ / ١٢٣ ـ ١٢٤.

(٢) في م والمعرفة والتاريخ : صدع.

(٣) الخبر برواية ابن أبي الدنيا ليس في الطبقات الكبرى المطبوع لابن سعد.

(٤) ما بين معكوفتين سقط من الأصل وأضيف لتقويم السند عن م ، والسند معروف ، وقد مرّ كثيرا.

(٥) التاريخ الكبير للبخاري ٣ / ١ / ٣٤٦.

٣٧٣

عبد الرّحمن بن محمّد بن عبد الله بن عبد القاري ، عن إبراهيم بن عبد الله وأبيه ، روى عنه ابنه (١) يعقوب ومحمّد بن عبد الله الأعشى.

أخبرنا أبو [(٢) الحسين القاضي ـ إذنا ـ و] أبو عبد الله الخلال ـ شفاها (٣) ـ أنا أبو القاسم بن منده ، أنا أبو علي ـ إجازة ـ.

ح قال : وأنا أبو طاهر بن سلمة ، أنا علي بن محمّد ، قالا : أنا عبد الرّحمن بن أبي حاتم ، قال (٤) : عبد الرحمن بن محمّد بن عبد الله بن عبد القاري وهو والد يعقوب بن عبد الرّحمن الإسكندراني ، روى عن أخيه إبراهيم بن محمّد بن عبد الله (٥) ، وأبيه ، روى عنه [ابنه](٦) يعقوب بن عبد الرّحمن ، سمعت أبي يقول ذلك.

قال أبو محمّد : روى عنه مالك بن أنس ، ومحمّد بن إسحاق ، وسفيان بن عيينة.

قرأت على أبي الفضل بن ناصر ، عن جعفر بن يحيى ، أنا أبو نصر الوائلي ، أنا الخصيب بن عبد الله ، أخبرني عبد الكريم بن أبي عبد الرّحمن ، أخبرني أبي قال :

أبو عبد الله عبد الرّحمن بن محمّد والد يعقوب.

قرأت على أبي غالب بن البنّا ، عن أبي محمّد الجوهري ، أنا أبو عمر بن حيّوية ، أنا سليمان بن إسحاق ، نا الحارث بن أبي أسامة ، نا محمّد بن سعد ، نا سعيد بن منصور ، نا يعقوب بن عبد الرّحمن ، عن أبيه قال :

كتب عمر بن عبد العزيز إلى عدي بن أرطأة أن ضع عن الناس المائدة والنوبة (٧) والمكس (٨) ، ولعمري ما هو بالمكس ولكنه البخس الذي قال الله : (وَلا تَبْخَسُوا النَّاسَ أَشْياءَهُمْ وَلا تَعْثَوْا فِي الْأَرْضِ مُفْسِدِينَ)(٩) فمن أتى بزكاة ماله فاقبل منه ، ومن لم يأت فالله حسيبه.

__________________

(١) الأصل : «أبو» خطأ والصواب ما أثبت عن م والبخاري.

(٢) ما بين الرقمين ليس في م.

(٣) بعدها في م : قالا.

(٤) الجرح والتعديل ٥ / ٢٨١.

(٥) بعدها في الجرح والتعديل : بن عبد القاري.

(٦) ما بين معكوفتين سقط من الأصل وم ، وأضيف عن الجرح والتعديل.

(٧) في م : التوبة ، والنوبة : طعام ليوم ، والجمع نوب.

(٨) المكس : الضريبة ، وهو الدرهم الذي يأخذه المصدّق بعد فراغه.

(٩) سورة هود ، الآية : ٨٥.

٣٧٤

أخبرنا أبو [(١) الحسين القاضي ـ إذنا ـ و] أبو عبد الله الأديب ـ مشافهة (٢) ـ أنا أبو القاسم العبدي ـ إجازة ـ.

ح قال : وأنا أبو طاهر ، أنا علي قالا : أنا أبو محمّد بن أبي حاتم ، قال (٣) :

ذكر أبي عن إسحاق بن منصور ، عن يحيى بن معين قال : عبد الرّحمن بن محمّد بن عبد القاري.

٣٩٤١ ـ عبد الرّحمن ـ ويقال عبد الرحيم ـ

ابن محمّد بن عبد الله البكري

كان ممن حضر ميز الأنهار بدمشق في خلافة هشام بن عبد الملك في سنة خمس (٤) عشرة ومائة ، تقدم ذكره في قصة نهر يزيد.

٣٩٤٢ ـ عبد الرّحمن بن محمّد بن عبد الله بن مهران بن سلمة (٥)

أبو مسلم (٦) البغدادي الحافظ الزاهد (٧)

رحال ، سمع بدمشق وغيرها : أبا الحسن بن عمير (٨) ، وأبا (٩) القاسم البغوي ، ويحيى بن محمّد بن صاعد ، وأبا عروبة الحسين بن أبي معشر ، وأبا عبد الله جعفر بن محمّد بن شعيب بن عبد الغفار من أهل بجّ (١٠) ، وأبا (١١) بكر (١٢) محمّد بن محمّد بن سليمان ، وعبد الله بن [أبي](١٣) داود ، والحسن بن الحسين بن منصور ، وأبا حامد بن بلال النيسابوري ، وأبا عمر عبيد الله بن عثمان العثماني ، وأبا يعلى محمّد بن زهير الأيلي.

روى عنه : أبو عبد الله أحمد بن محمّد الكاتب ، وأبو الحسن علي بن محمّد المقرئ

__________________

(١) ما بين الرقمين سقط من م.

(٢) بعدها في م : قالا.

(٣) الجرح والتعديل ٥ / ٢٨١.

(٤) بالأصل : خمس عشر.

(٥) «بن سلمة» ليس في م.

(٦) مكانها بياض بالأصل واللفظة أضيفت عن م ومصادر ترجمته.

(٧) ترجمته في تاريخ بغداد ١٠ / ٢٩٩ تذكرة الحفاظ ٣ / ٩٦٩ سير أعلام النبلاء ١٦ / ٣٣٥ العبر ٢ / ٣٦٩ شذرات الذهب ٣ / ٨٥.

(٨) كذا وهو أحمد بن يوسف بن عمير ، أبو الحسن بن جوصا ، وقد نسبه إلى جده.

(٩) بالأصل : «أبو».

(١٠) في م : حوران ، وفي معجم البلدان : بج حوران ، من أعمال دمشق.

(١١) بالأصل : «أبو».

(١٢) في م : وأبوي بكر.

(١٣) زيادة عن م وسير أعلام النبلاء.

٣٧٥

الحذّاء ، والقاضي أبو العلاء محمّد بن علي بن يعقوب.

أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد ، نا أبو بكر أحمد بن علي الخطيب ، أخبرني أبو عبد الله أحمد بن محمّد الكاتب ، أنا أبو مسلم عبد الرّحمن محمّد بن عبد الله بن مهران ، حدثني أبو عبد الله جعفر بن محمّد بن شعيب بن عبد الغفار في قرية من قرى دمشق يقال لها بجّ حوران.

قرأت على أبي القاسم زاهر بن طاهر ، عن أبي بكر البيهقي ، أنا أبو عبد الله الحافظ قال :

عبد الرّحمن بن محمّد بن عبد الله بن مهران أبو مسلم الحافظ الزاهد البغدادي ، وما رأيت في البغداديين أورع منه ، وكان أخوه إبراهيم بن محمّد من الحفّاظ الكبار يعتمده جميع مشايخ العراق ، ولم يرحل إبراهيم إلى خراسان ، وأما أبو مسلم فإنه كان أوحد عصره في علم أهل الحقائق ، من الزهاد والصوفية ، ثم تقدم أيضا في معرفة الحديث.

سمع بالعراق وبالجزيرة وبالشام ، وأظنه دخل مصر ، ورد أبو مسلم بنيسابور (١) سنة ثلاثين وثلاثمائة ، وكتب عن الحسن بن الحسين بن منصور ، وأبي حامد بن بلال ، وأقرانهما ، ثم خرج من نيسابور سنة ثلاث وثلاثين ، ولا أذكر رؤيته في ذلك الوقت ، وأقام بمرو مدة ، وسمع بها الكثير ، ثم دخل بخارى وكتب إلى بغداد في حمل كتبه ، فسلمت وحملت إليه ، فأقام بسمرقند ثلاثين سنة ، وجمع المسند الكبير على الرجال ، وخرج إلى مكة سنة ثمان وستين ، وجاور بها ، وكان يجهد أن لا يظهر للتحديث وغيره.

فحدثني أبو نصر البزّاز (٢) أنه مرض بمكة وكان الناس يعودونه (٣) وهو يخالقهم (٤) بغير أخلاقه التي كان عليها من التقريب لهم والبسط والدعاء ، ويظهر الفرج بأن الله قد أجاب أن يقبض بمكة ، فتوفي للنصف من رجب سنة خمس وسبعين وثلاثمائة ، ودفن بالبطحاء بالقرب من الفضيل بن عياض.

أنبأنا أبو الحسن عبد الغافر بن إسماعيل الفارسي ، نا محمّد بن يحيى بن إبراهيم المزكي ، أنا أبو عبد الرّحمن السلمي قال :

__________________

(١) كذا بالأصل ، وفي م : نيسابور ، وهو أشبه.

(٢) في م : البزار.

(٣) عن م وبالأصل : يعدونه.

(٤) رسمها مضطرب بالأصل ، والمثبت عن م.

٣٧٦

عبد الرّحمن بن محمّد بن عبد الله بن مهران أبو مسلم البغدادي ، دخل خراسان ، وأقام بسمرقند سنين (١) ، ورجع إلى بغداد ، صحب النّفيلي ومن فوقه من البغداديين ، وهو أوحد المشايخ في طريقته من لزوم الشريعة ، والرجوع إلى علم الظاهر ، وحفظ الحديث مع تمكّنه في حاله وعلوه فيه.

سمعت أبا الفضل البخاري المروزي يقول : سمعت أبا عمرو بن نجيد يقول :

ما دخل خراسان أحد فبقي على بكارته لم يتدنس منها بشيء إلّا أبو مسلم البغدادي.

أخبرنا أبو الحسن بن سعيد ، وأبو منصور بن زريق ، قالا : قال لنا أبو بكر الخطيب (٢).

عبد الرّحمن بن محمّد بن عبد الله بن مهران بن سلمة أبو مسلم ، الثقة ، الصالح ، الورع ، العابد ، سمع محمّد بن محمّد الباغندي ، وأبا القاسم البغوي ، وأبا عمر عبيد الله بن عثمان العثماني ، وأبا بكر بن أبي داود ، وأبا يعلى محمّد بن زهير الأيلي وأقرانهم من العراقيين ، ورحل إلى الشام ، فكتب عن أبي عروبة الحرّاني وغيره ، وعاد إلى العراق ، ثم خرج منها إلى بلاد خراسان وما وراء النهر ، فكتب عن محدّثيها وجمع أحاديث المشايخ والأبواب ، كان متقنا ، حافظا مع ورع وتديّن وزهد ، وتصوّن حدثنا عنه علي بن محمّد المقرئ الحذّاء ، وأبو عبد الله أحمد بن محمّد الكاتب ، والقاضي أبو العلاء الواسطي ، وسمعت أبا العلاء ذكره يوما فرفع من قدره ، وأطنب في وصفه قال : وكان الدارقطني والشيوخ يعظمونه.

وحكى لنا أبو العلاء أبا الحسين (٣) البيضاوي حضر عند أبي مسلم يوما وفي رجل البيضاوي نعل ليست بالجيدة قد أخلقت ، فوضع أبو مسلم مكانها نعلا جديدة ، وأخذها وذلك بغير علم من البيضاوي ، فلما قام لينصرف طلب نعله فلم يجدها ، ورأى النعل الجديدة مكانها فبقي متحيرا ، وسأل عن نعله فقال له أبو مسلم : هذه نعلك يا أبا الحسين (٤) ـ يعني الجديدة ـ وأمره بلبسها ، أو كما قال.

وحدثني علي بن محمود الزّوزني ، عن أبي عبد الرّحمن محمّد بن الحسين السلمي ،

__________________

(١) في م : سنتين.

(٢) تاريخ بغداد ١٠ / ٢٩٩.

(٣) في م : الحسن.

(٤) في م وتاريخ بغداد : أبا الحسن.

٣٧٧

قال : سمعت جدي أبا عمرو بن نجيد يقول :

ما دخل خراسان أحد فبقي على بكارته لم يتدنس بشيء من الدنيا إلّا أبو مسلم البغدادي.

قال الخطيب : أقام أبو مسلم ببغداد بعد عوده من خراسان سنين كثيرة يحدث ثم خرج في آخر عمره إلى الحجاز ، فأقام بمكة مجاورا لبيت الله الحرام إلى أن توفي هناك ، فحدثني القاضي أبو العلاء الواسطي أنه توفي بمكة للنصف من ذي القعدة سنة خمس وسبعين وثلاثمائة.

قال : ودفن بالبطحاء بالقرب من فضيل بن عياض.

وقال محمّد بن أبي الفوارس : كان أبو مسلم بن مهران قد صنّف المسند ، والثوري (١) وشعبة ومالك (٢) وأشياء كثيرة ، وكان ثقة ثبتا زاهدا (٣) ما رأينا مثله.

أنبأنا أبو الحسين عبد الغافر بن إسماعيل ، أنا أبو بكر محمّد بن يحيى المزكّي ، أنا أبو عبد الرّحمن محمّد بن الحسين قال :

توفي أبو مسلم سنة خمس وسبعين وثلاثمائة بمكة ودفن بالحرم.

٣٩٤٣ ـ عبد الرّحمن بن أبي الرجال محمّد بن عبد الرّحمن

ابن عبد الله بن حارثة بن النعمان بن نفع (٤) بن زيد

ابن عبيد بن ثعلبة بن غنم بن مالك بن النجار الأنصاري المدني (٥)

كان ينزل بعض ثغور الشام.

حدث عن أبيه أبي الرجال ويحيى بن سعيد الأنصاري ، وعمارة بن غزيّة.

روى عنه أبو الجماهر محمّد بن عثمان الكفرسوسي ، وهشام بن عمّار الدمشقيان ، ويحيى بن صالح الوحّاظي ، والحكم بن موسى القنطري ، وعبد الله بن يوسف التّنّيسي.

__________________

(١) «والثوري» ليس في م.

(٢) كذا بالأصل وم ، وفي تاريخ بغداد : «ومالكا» وهو أظهر.

(٣) قوله : «وزاهدا» ليس في م.

(٤) في تهذيب الكمال وتهذيب التهذيب : نفيع.

(٥) ترجمته في تهذيب الكمال ١١ / ١٧٧ وتهذيب التهذيب ٣ / ٣٥٨ وميزان الاعتدال ٢ / ٥٦٠ والوافي بالوفيات ١٨ / ١٤٥.

٣٧٨

أخبرنا (١) أبو الحسين بن حسنون النرسي ، أنا أبو الحسن علي بن عمر بن محمّد بن الحسن الحربي ، نا محمّد بن محمّد بن سليمان ، نا هشام بن عمّار ، نا عبد الرّحمن بن أبي الرجال عن أبيه ، عن عمرة (٢) ، عن عائشة قالت : ما زلت أصلّي بعد العصر ركعتين حتى مات النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم.

أنبأنا أبو القاسم علي بن إبراهيم النسيب وغيره ، عن أبي بكر الخطيب ، أنا عبد الله بن يحيى بن عبد الجبار ، أنا محمّد بن عبد الله الشافعي ، أنا جعفر بن محمّد بن أزهر ، نا المفضّل بن غسان الغلّابي ، قال :

عبد الرّحمن بن أبي رجال سمع منه الحكم بن موسى ليس به بأس ، كان ينزل بعض الثغور.

وقال في موضع آخر : عبد الرّحمن بن أبي رجال ثقة ، وكان بالشام ، أخو حارثة.

(٣) أخبرنا أبو بكر محمّد بن شجاع ، أنا أبو عمرو بن منده ، أنا الحسن بن محمّد بن أحمد ، أنا أحمد بن محمّد بن عمر ، أنا أبو بكر بن أبي الدنيا (٤) ، نا محمّد بن سعد قال :

أبو الرجال محمّد بن عبد الرّحمن بن عبد الله بن حارثة بن النعمان من بني مالك بن النجار ، وحارثة من أهل بدر ، ويكنى أبا الرجال ، أبا عبد الرّحمن ، وإنما كني بأبي الرجال بولده ، وكانوا عشرة رجالا ، وأمّه عمرة بنت عبد الرّحمن بن سعد بن زرارة.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي ، أنا أبو محمّد الجوهري ، أنا أبو عمر بن حيّوية ، أنا سليمان بن إسحاق بن إبراهيم ، نا الحارث بن أبي أسامة ، نا محمّد بن سعد قال (٥) :

أبو الرجال واسمه محمّد بن عبد الرّحمن بن عبد الله بن حارثة بن النعمان بن نفيع (٦) بن زيد بن عبيد بن ثعلبة بن غنم بن مالك بن النجار ، وأمّه أم عمرة بنت

__________________

(١) في م : «أخبرنا أبو غالب بن البنا ، أنا أبو الحسن بن حسنون» وهو الصواب لكن وقع فيها : «أبو الحسن» تصحيف ، انظر ترجمته في سير أعلام النبلاء ١٨ / ٨٤ واسمه : محمد بن أحمد بن محمد بن أحمد بن حسنون ، أبو الحسين بن النرسي. روى عنه أبو غالب بن البنا. سمع علي بن عمر الحربي.

(٢) بالأصل وم : «عميره» والمثبت عن المختصر ١٥ / ٢٩.

(٣) الخبر التالي ليس في م.

(٤) الخبر برواية ابن أبي الدنيا ليس في الطبقات الكبرى المطبوع لابن سعد.

(٥) ليس لأبي الرجال ترجمة في طبقات ابن سعد المطبوع ، فهو ضمن القسم الضائع من تراجم أهل المدينة من الطبقات المطبوع.

(٦) عن م وبالأصل : نفع.

٣٧٩

عبد الرّحمن بن سعد بن زرارة بن عدس بن عبيد بن ثعبة بن غنم بن مالك بن النجار ، فولد محمّد بن عبد الرّحمن : مالكا ، ومحمّدا ، وعبد الرّحمن ، وعيشة ، وأبا بكر ، وأمّهم أم أيوب بنت رفاعة بن عبد الرّحمن بن عبد الله بن صعصعة بن وهب من بني عدي بن النجار ، وكان أبو الرجال يكنى أبا عبد الرّحمن ، وإنما كني بأبي الرجال بولده ، كان له عشرة ذكور رجالا وحده حارثة النعمان من أهل بدر ، وكان أبو الرجال ثقة كثير الحديث.

قال : ونا محمّد بن سعد ، قال في الطبقة السادسة من أهل المدينة : عبد الرّحمن بن أبي الرجال ، وأمّه أم أيوب بنت رفاعة بن عبد الرّحمن بن عبد الله بن صعصعة بن وهب من بني عدي بن النجار.

أخبرنا أبو الغنائم الكوفي ، ثم حدثنا أبو الفضل البغدادي ، أنا أبو الفضل ، وأبو الحسين (١) ، وأبو الغنائم ، واللفظ قالوا : أنا أبو أحمد ـ زاد أبو الفضل : ومحمّد بن الحسن قالا : ـ أنا أحمد بن عبدان ، أنا محمّد بن سهل ، أنا محمّد بن إسماعيل ، قال (٢) :

عبد الرّحمن بن محمّد بن عبد الرّحمن هو ابن (٣) أبي الرجال الأنصاري الذي سمع أباه وعمارة بن غزيّة ، روى عنه عبد الله بن يوسف (٤).

أخبرنا أبو [(٥) الحسين هبة الله بن الحسن ـ إذنا ـ و] أبو عبد الله الخلال ـ شفاها (٦) ـ أنا أبو القاسم بن منده ، أنا أبو علي ـ إجازة ـ.

ح قال : وأنا أبو طاهر سلمة ، أنا علي بن محمّد ، قالا : أنا أبو محمّد بن أبي حاتم قال (٧) :

عبد الرّحمن بن محمّد بن عبد الرّحمن وهو ابن أبي الرجال ، روى عن أبيه ، ويحيى بن سعيد ، روى عنه يحيى بن صالح الوحّاظي ، وأبو الجماهر محمّد بن عثمان ، والحكم بن موسى ، وهشام بن عمّار ، سمعت أبي يقول ذلك.

أخبرنا أبو القاسم الواسطي ، نا أبو بكر الخطيب ، أنا أحمد بن محمّد بن إبراهيم ،

__________________

(١) في م : الحسن.

(٢) التاريخ الكبير للبخاري ٣ / ١ / ٣٤٦.

(٣) «أبي» استدركت على هامش الأصل.

(٤) كذا بالأصل وم ، وفي التاريخ الكبير : عبد الله بن يزيد.

(٥) ما بين الرقمين ليس في م ، وقد استدرك عن هامش الأصل.

(٦) بعدها في م : قال.

(٧) الجرح والتعديل ٥ / ٢٨١.

٣٨٠