تاريخ مدينة صنعاء

أحمد بن عبد الله بن محمّد الرازي

تاريخ مدينة صنعاء

المؤلف:

أحمد بن عبد الله بن محمّد الرازي


المحقق: الدكتور حسين بن عبد الله العمري
الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: دار الفكر ـ دمشق
الطبعة: ٣
الصفحات: ٧٢٤

٦١
٦٢

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله ولي الحمد ومستحقه ، وصلواته على سيدنا محمد وآله وصحبه خيرته من خلقه (١).

أما بعد : فإن هذا الجزء الثاني (٢) من تاريخ الرازي ، وفيه ذكر قدم صنعاء وفضلها ، وذكر بنائها وعمارتها وأساسها ، وطيبها ، وطيب عيشها ، ونسيمها (٣) ، وما قيل فيها من الأشعار وما جاء فيها من الأخبار والآثار ، وما ذكرها الله تعالى به في القرآن الكريم (٤) ، وذكر رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم [لها](٥) ، وأمره ببناء مسجدها وجبّانتها ، وما جاء في ذلك من الفضل ، وذكر من عمل ذلك وبدء ذلك (٦) ؛ وقدوم عيسى بن مريم عليه الصلاة والسلام إلى صنعاء ومصلاه بها ؛ وذكر من قدمها من أصحاب رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ؛ وذكر ولاتها وفضل أهلها الذين كانوا فيها من رواة (٧) العلم وأهل الدين والحلم والزهد والورع من المحدثين والأئمة والفضلاء ،

__________________

(١) البسملة والحمدلة والصلاة ليست في حد ، وجاء ذلك في مب بالشكل التالي : «بسم الله الرحمن الرحيم ، الحمد لله وحده ولي الحمد ومستحقه ، وصلى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه الراشدين خيرة خلقه».

(٢) حد : «الثالث». وفي مب : «أما بعد فهذا تاريخ صنعاء حرسها الله وشرفها صقعا وحسنها صنعا وبارك فيها وضعا فيه ذكر قدمها وفضلها».

(٣) ليست في حد. وفي مب : «وتسميتها».

(٤) مب : «وما ذكرها الله تعالى في كتبه».

(٥) من : حد.

(٦) «وبدء ذلك» ليست في حد.

(٧) مب : «رواة الحديث والعلم».

٦٣

وذكر مسجد صنعاء (١) ومسجد الجند وما فيهما من البركة (٢) [(حيث بنى ذلك معاذ بن جبل ووبر بن يحنّس الأنصاري بأمر رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، وذكر مسجد فروة بن مسيك وفضله) (٣).

وحديث سقاية سام (٤) بن نوح ـ عليه‌السلام ـ. وذكر مسجد جبل نقم (٥) وعيبان وجبل حضور وضين «وصبر» (٦) وذكر القرى «المحفوظات» (٧) والمؤتفكات والملعونات ، وذكر فضل (٨) اليمن ، وذكر من ذمه عند اقتراب الزمان ، «وذكر ملاحم اليمن وما كان فيها وما يحاق فيها عند اقتراب الساعة» (٩) وغير (١٠) ذلك من العجائب التي في اليمن ، والروايات فيه ، «وذكر فضائل مساجد صنعاء ومبلغ عدتها ودورها في أيام عمارتها ، وذكر من قدمها من غير أهلها. وذكر عهود الخلفاء إلى ولاتهم فيها يحضونهم على عمارتها» (١١) والنهي عن العبث والفساد فيها ، وفيه روايات كثيرة في أسباب شتى من ذكر أخبارها](١٢).

__________________

(١) مب : «وذكر مسجدها».

(٢) «وما فيهما من البركة» ليست في حد.

(٣) ما بين القوسين المفردين ساقط في مب.

(٤) ليست في مب.

(٥) مب : «وذكر مسجد نقم. وفضل جبل نقم».

(٦) ما بين القوسين المزدوجين من مب.

(٦) ما بين القوسين المزدوجين من مب.

(٧) مب : «فضائل».

(٦) ما بين القوسين المزدوجين من مب.

(٨) مب : «وفيه غير ذلك».

(٦) ما بين القوسين المزدوجين من مب.

(٩) من : حد ، مب.

٦٤

بسم الله الرحمن الرحيم

(١) قال القاضي (*) حسين (٢) بن محمد ، قال : حدثني عبد الأعلى ، قال : اليمن أربعة أعمال : صنعاء ومخاليفها ، والجند (*) ومخاليفها ، وعكّ ومخاليفها ـ يعني تهامة (٣) ـ وحضرموت ومخاليفها. وحدود (٤) اليمن من بحر اليمن (٥) إلى طلحة الملك.

أبو الفضل العباس (٦) بن محمد بن (٧) إسحاق [بن يوسف] الحذاقي (٨) قال : حدثنا أبو الحسن علي بن الحسن بن (٧) عبد الوارث قال : حدثنا النحوي قال :

__________________

(*) ألحقنا بالكتاب كشافين ، أحدهما لتراجم الرجال ، وثانيهما للتعريف بالأماكن الواردة فيه ، تيسيرا للقارئ ، وإتماما للفائدة وتجنبا لإثقال الحواشي بتلك التراجم والتعريفات.

فمن يرد أن يلتمس ترجمة علم ، أو تعريفا بموضع فليرجع إليه.

(١) من هنا إلى أول العنوان «ذكر صنعاء اليمن وفضل اليمن وحدّ اليمن» مسقط في : صف. وقد وقع خرم في : س ؛ ذهب به مقدار ورقة ، وسنشير إلى نهاية هذا الخرم في موضعه.

(٢) بقية النسخ : «الحسين» وهو قاضي صنعاء زمن المؤلف ، انظر ترجمته في كشافنا.

(٣) «يعني تهامة» في با وحدها.

(٤) ساقطة في بقية النسخ.

(٥) كذا في الأصل با ، وفي النسخ الأخرى : «عدن».

(٦) في (با) وحدها : «ابن عباس» وهو خطأ. و «بن يوسف» ليست في النسخ كلها ، أثبتناها إتماما للفائدة.

(٧) «ابن» سقطت في مب.

(٨) في الأصل با مهملة ، وفي مب : الحذافي. وما أثبتناه من حد. وانظر عن الحذاقي : ابن الأثير : اللباب ١ / ٣٥٠ ، السمعاني : الأنساب (١٦٠ / وجه).

٦٥

حدثنا الحميدي قال : حدثنا (١) سفيان (قال : حدثنا أبو العلاء الحضرمي ، قال : حدثنا غيره) (٢) قال : حدثنا أبو الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «أتاكم أهل اليمن هم ألين قلوبا وأرقّ أفئدة ، الإيمان يمان والحكمة يمانية والجفاء والقسوة والغلظ (٣) غلظ القلوب في الفدّادين من أهل الوبر عند أصول أذناب الإبل من ربيعة ومضر» (٤).

قال سفيان : إنما يعني بقوله : «أتاكم أهل اليمن» أهل تهامة ، لأن مكة يمن ، وهو قوله : «الإيمان يمان والحكمة يمانية».

قال أبو جعفر النحوي : يعني المدينة (٥) ومكة / والبحرين من اليمن.

قال الحميدي ، قال سفيان : يعني بأن من اليمن أهل تهامة من كانوا ، لا يعني الأنساب ؛ لأن مكة تهامة ولأنه يقال : المدينة يمن (٦).

قال طاوس اليماني : من المدينة فالعكّ يمن.

__________________

(١) في با وحدها «أبو سفيان» والصحيح ما أثبتناه فهو سفيان بن عيينة يروي عنه الحميدي. انظر ابن حجر : تهذيب التهذيب ٤ / ١١٧ ـ ١٢٢ و ٥ / ٢١٥ ـ ٢١٦ ، والذهبي : تذكرة الحفاظ ٢ / ٤١٣ ـ ٤١٤

(٢) ما بين القوسين ليس في بقية النسخ.

(٣) ليست في : حد ، مب.

(٤) ورد هذا الحديث في مصنف عبد الرزاق حديثين ؛ أولهما ينتهي عند «الحكمة يمانية» وأخرجه من وجه آخر باختلاف يسير في لفظه ، والباقي جعله حديثا آخر وجدناه أيضا في مسند أحمد ، وكل منهما أخرجه من طريق آخر مع اختلاف يسير ؛ عبد الرزاق ، المصنف ١١ / ٥٢ والحاشية ، مسند أحمد ٤ / ١١٨ ، السيوطي : الجامع الصغير ص ٦

(٥) حد ، مب : «والمدينة».

(٦) العبارة في حد : «يعني بقوله بأهل اليمن أهل تمامة من كانوا الأنساب ؛ لأن مكة تهامة ولأنه يقال المدينة يمن» وفيها اضطراب أغلق معناها لتحريف وقع فيها.

٦٦

قال أبو علي بن الطبيب (١) : من العراق والكوفة والبصرة (٢) وبغداد ، والذي يقول الناس : العراقين ، فالعراقان الكوفة والبصرة ، واليمن تهامة.

قال الشيخ ابن عبد الوارث الصنعاني : هو كما قال أبو علي بن الطبيب (٣) لأن في حديث المواقيت التي وقّتها النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم لأهل اليمن يلملما ، ولأهل نجد قرنا (٤).

وحديث النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم وهو بالمدينة قال : «ما هنا يمن وما هنا شام ، فمكة من اليمن» (٥) وقول النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «أتاكم أهل اليمن هم أرق قلوبا ، الفقه يمان والحكمة يمانية وأنا رجل يمان».

قال الشيخ : وجدت في كتاب من كتب صنعاء [من](٦) حديث مشايخها ، طلحة عن عطاء قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «من تعذر عليه الملتمس فعليه بهذا الوجه» (٧) وأشار إلى اليمن.

حديث أحمد بن محمد ، قال الفاروق بن عبد الكبير الخطابي ، أحمد بن عمر

__________________

(١) مب : «قال ابن الطيب» ، والتكملة مما سيأتي.

(٢) ليست في حد.

(٣) في مب : «قال علي بن الطيب» وكان ناسخها قد أثبت كلمة «أبو» ثم ضرب عليها.

(٤) الحديث : «عن ابن عباس رضي‌الله‌عنه أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم وقّت لأهل المدينة ذا الحليفة ولأهل الشام الجحفة ولأهل نجد قرن المنازل ولأهل اليمن يلملم هن لهن ولمن أتى عليهن من غيرهن ، فمن أراد الحج والعمرة ومن كان دون ذلك فمن حيث أن شاء ؛ حتى أهل مكة من مكة» البخاري : باب الحج ، فصل المواقيت ٢ / ١٦٥.

(٥) لم نجد نص هذا الحديث فيما بين أيدينا من مصادر. انظر صحيح البخاري ٤ / ٢١٧ عن أبي هريرة بحديث مختلف.

(٦) من : حد ، مب.

(٧) في السيوطي : الجامع الصغير ٢ / ١٦٩ : «من تعذرت عليه التجارة فعليه بعمان».

٦٧

وهاشم [بن](١) يعلى عن عمه أن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : «أنا يمان والحجر الأسود يمان (٢) والدين يمان ، لا تقوم الساعة حتى يرجع الإيمان (٣) من حيث خرج» (٤).

أبو الحسن (٥) ، محمد بن إسحاق بن عبّاد اليماني ، هاشم بن [علي](٦) : قال (٧) بكّار بن عون عن ابن سيرين ، عن أبي هريرة قال : «أتاكم أهل اليمن [هم](٨) أرق أفئدة ، والإيمان يمان ، والحكمة يمانية».

حدثني أحمد بن أبي بحر ، أحمد (٩) بن أبي عبد الله ، علي بن الحسن قال : حدثني أحمد بن يونس (١٠) قال : همّام بن منبه : نظرت (١١) إلى أبي هريرة قائما بين قبر النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم ومنبره وهو يقول : خبرني رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم وقال : «أنا يمان والحكمة يمانية ، والجفاء في أهل الوبر والفدادين» ، وأومأ بيده إلى المشرق.

روى الأعمش عن جامع بن شدّاد عن صفوان بن محرز المازني عن عمران بن الحصين قال : «أتيت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم فعقلت ناقتي بالباب ودخلت عليه ، فدخل قوم من بني تميم ، فقال : اقبلوا البشرى يا بني تميم ، قالوا : قد بشّرتنا (١٢)

__________________

(١) ليست في با.

(٢) ليست في حد.

(٣) حد ، مب : «الدين».

(٤) لم تسعفنا المصادر التي بين أيدينا في استخراج هذا الحديث.

(٥) مب : «أبو الحسن بن محمد» ، يعني به المؤلف ها هنا وفيما يأتي : علي بن الحسن بن عبد الوارث.

(٦) بياض في الأصل با.

(٧) هنا ينتهي الخرم في نسخة الإسكندرية (س) الذي أشرنا إليه في ص ٦٥ حاشية (١).

(٨) من : حد ، مب.

(٩) مب : «أحمد بن أبي عبد الله عن أبي الحسن».

(١٠) «أحمد بن يونس» مكررة في حد.

(١١) بدلها في با ، س : «مرفوعا».

(١٢) مب : «قالوا بشرنا».

٦٨

فأعطنا. قال : ودخل عليه قوم من اليمن ، فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : اقبلوا البشرى يا أهل اليمن ، فقالوا : قبلنا يا رسول الله جئناك لنتفقه في الدين ، ونسألك عن هذا الأمر كيف كان / فقال : «كان الله ولم يكن شيء غيره ، وكان عرشه على الماء ثم كتب في الذكر (١) كلّ شيء ، ثم خلق السموات والأرض ـ ثم أتاني آت فقال : إن ناقتك قد انفلتت ، فخرجت ، فوجدتها ينقطع دونها السراب ، وايم الله لوددت أني كنت تركتها» (٢).

__________________

(١) ليست في س.

(٢) ورد الحديث في البخاري كما يلي : «عن عمران بن حصين قال : إني عند النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم إذ جاءه قوم من بني تميم فقال : اقبلوا البشرى يا بني تميم ، قالوا : بشرتنا فأعطنا ، فدخل ناس من أهل اليمن فقال : اقبلوا البشرى يا أهل اليمن إذ لم يقبلها بنو تميم. قالوا : قبلنا ، جئناك لنتفقه في الدين ولنسألك عن أول هذا الأمر ما كان. قال : كان الله ولم يكن شيء قبله وكان عرشه على الماء ثم خلق السموات والأرض وكتب في الذكر كل شيء ـ ثم أتاني رجل فقال : يا عمران أدرك ناقتك فقد ذهبت ، فانطلقت أطلبها ، فإذا السراب ينقطع دونها وايم الله لوددت أنها قد ذهبت ولم أقم». البخاري : ٩ / ١٥٢ باب بدء الخلق. الترمذي : ٥ / ٧٣٣ باب المناقب. مسند أحمد : ٤ / ٤٣٦ ، ٤٣١ ، ٤٣٣ ، ٤٣٦. وبينهما وبين البخاري اختلاف.

٦٩

(١) ذكر صنعاء اليمن وفضل اليمن وحدّ اليمن والمعنى الذي سميت

من أجله صنعاء ، والمعنى الذي سميت به صنعاء

أزال ، واليمن ، وذكر عدن

يقال : إنما سميت صنعاء بصنعاء بن أزال بن يقطن بن عابر (٢) وسميت اليمن (٣) بأيمن بن يقطن بن عابر (٤) بن شالخ (٥) بن أرفخشذ بن سام بن نوح (أقبل بعد خروج (٦) ثلاثة عشر ذكرا فنزل بموضع (٧) باليمن ، فقالت العرب : تيّمن بنو يقطن ، فسميت اليمن.

وسميت عدن بعدن بن سبأ بن يقشان (٨) بن إبراهيم وسميت سبأ وهي باليمن على سبأ بن يقطن بن عابر (٩) بن شالخ بن أرفخشذ بن سام بن نوح) (١٠).

__________________

(١) من هنا بدء نسخة أيا صوفيا (صف).

(٢) مب : «عامر». بعدها زيادة : «ابن». ولا معنى لها.

(٣) س : «وسميت اليمن يمن بيمن بن يقطن».

(٤) صف : «عامر».

(٥) في الأصل با غير معجمة ، وفي مب : «شالح» بإهمال الحاء. فحررناها من : ياقوت ، صنعاء.

(٦) ليست في صف.

(٧) مب : «موضع من اليمن».

(٨) «بن يقشان بن إبراهيم» ليست في صف.

(٤) صف : «عامر».

(٩) ما بين القوسين ساقط في حد.

٧٠

(وسميت نجران بنجران بن زيدان (١) بن يشجب بن يعرب وهو المرعف) (٢) ، وسمي يعرب لأنه أول من تعرب في قول أهل اليمن خاصة ، وهو يعرب بن قحطان بن عابر بن شالخ بن أرفخشذ بن سام بن نوح.

وسميت حضر موت بحضر موت بن يقطن بن عابر ، وحضر موت في التوراة حاضر موت (٣).

وسمي قصر غمدان الذي بصنعاء اليمن بغمدان لأن الذي بناه غبدان (٤) ، يقال : إنه رجل من همدان فزاد الناس فيه ميما. يروى أنه وجد في بعض زوايا قصر غمدان مكتوب بالمسند : بناه غبدان (٥).

والحجاز هو ما حجز (٦) بين تهامة والعرض ، وفيما بين اليمن ونجد ، ونجد ما بين الحجاز إلى الشام إلى العذيب.

والطائف من نجد ، والمدينة من نجد ، واليمامة والبحرين إلى عمان من العروض ، وتهامة ما (٧) ساير البحر ، منها مكة. ثم أرض الغرب ، العرض والطول.

__________________

(١) با ، س ، مب : زيد. وهو تصحيف حررنا صوابه من : ياقوت ، نجران. وفيه : «بنجران بن زيدان بن سبأ بن يشجب بن يعرب بن قحطان .. وهو المرعف».

(٢) ما بين القوسين ساقط في صف.

(٣) بقية النسخ : «حاضر ميت».

(٤) في الأصل با : «غمدان» ، وبقية النسخ كما أثبتناه ويقويه سياق الخبر. ولم نجد في الإكليل للهمداني في حديثه عن قصر غمدان ما يشير إلى ذلك.

(٥) با : غمدان ، س ، مب : عبدان. واخترنا ما في حد ، صف ، لاتفاقه مع الخبر.

(٦) صف زيادة : «فيما».

(٧) مب زيادة : «بين».

٧١

قال : والجزيرة ما بين الفرات ودجلة ، والطور ما بين أيلة (١) وسيناء.

قال ابن عباس : إنما سميت جزيرة العرب لإحاطة البحار والأنهار بها من أقطارها وأطرافها (٢) فصاروا فيها في مثل جزيرة من جزائر البحر (٣).

قال ابن عمر : إن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : «اللهمّ بارك لنا في مدّنا و [في](٤) صاعنا وفي مدينتنا (٥) ، وفي شامنا. فقال رجل (٦) : يا رسول الله : / وفي عراقنا. فقال : اللهم بارك لنا في مدّنا وفي (٧) صاعنا ، وفي مدينتنا وفي يمننا وفي شامنا. فقال الرجل (٨) : يا رسول الله ، وفي عراقنا ، فقال (٩) : (اللهم بارك لنا في مدّنا وبارك لنا (١٠) في صاعنا وبارك لنا (١١) في مدينتنا ، وبارك لنا (١٢) يمننا ، وبارك لنا (١٣) في شامنا. فقال الرجل : يا رسول الله : وفي عراقنا ، فقال) (١٤) : إن بها الزلازل والفتن ، ومنها يطلع قرن الشيطان» (١٥).

__________________

(١) الأصول كلها «دجلة» ولعل ما أثبتناه الصواب ، انظر من أجل ذلك : ياقوت ، الطور. وانظر صفة الجزيرة ص ٤٧. وبعد كلمة سيناء في الأصول كلمة لم نهتد إلى قراءتها وصورتها : «سد ما».

(٢) ليست في حد.

(٣) مب : البحار ، راجع صفة الجزيرة ص ٤٧.

(٤) من : حد.

(٥) مب زيادة : «وفي يمننا».

(٦) في صف : «فقال رسول الله». وأسقط فيها «رجل يا». وفي مب : الرجل ، وهو خطأ واضح.

(٧) في مب : «وبارك في صاعنا وبارك في مدينتنا وبارك لنا في يمننا وبارك لنا في شامنا».

(٨) في با ، س : «رجل».

(٩) مب : «فقال النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم».

(١٠) «بارك لنا» ساقطة في س.

(١١) ما بين القوسين ليس في صف ، مب. ومكرر في س.

(١٢) البخاري ٩ / ٦٨ ، ٨٧ و ٢ / ٤١. مسند أحمد ٢ / ٩٠ ، ١١٨ ، ١٢٤ ، ١٢٦ مع بعض الاختلاف ولم يرد فيهما ذكر العراق. وانظر مسند عبد الله بن عمر ص ٧٤ حيث ورد فيه ذكر العراق.

٧٢

قال أبو الحسن : حدثنيه أبو العباس ، قال الصائغ محمد بن إسماعيل ، قال هارون بن معروف ، قال ضمرة بن ربيعة عن عبد الله بن شوذب ، عن توبة العنبري عن سالم بن عبد الله عن ابن عمر عن أبيه عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم. قال ابن شوذب في هذا الحديث : كأنهم يروون (١) أن مكة يمانية.

حدثنا الكشوري ، قال ابن ضمرة ، قال يحيى بن وثاب الجندي قال حنظلة بن أبي سفيان ، قال : سمعت طاوسا يقول : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «أتاكم أهل اليمن (٢) ، هم ألين قلوبا وأرق أفئدة ، الإيمان يمان والحكمة يمانية» قال : فقلت : يا أبا عبد الرحمن من أين نعد اليمن؟ قال : من أين تعد اليمن (٣)؟ المدينة فيمننا.

قال يزيد الرشيد (٤) : أمرنا الحجاج بذرع البصرة فذرعناها فجاءت ثلاثة (٥) أميال في خمسة أميال (٦) ، قال أبو عبد الله : وقد زادوا بعد ذلك في (٧) عرضها نحو ميلين أو أقل أو أكثر والله تعالى أعلم.

__________________

(١) حد ، صف ، مب : «يرون».

(٢) «أتاكم أهل اليمن» مكررة في : حد ، صف ، مب.

(٣) «من أين تعد اليمن» ساقطة في حد ، صف ، مب.

(٤) حد : «ابن الرشيد».

(٥) صف : «عشرة».

(٦) «في خمسة أميال» ليست في س.

(٧) صف : «فيها».

٧٣

تسمية صنعاء أزال ، ومعنى ذلك ، وتسمية قرى حول صنعاء

وذكر بناء صنعاء ، وأول من بنى غمدان بصنعاء (١)

قال أبو محمد (٢) : حدثني حفص بن أبي الدغيش (٣) ، قال : حدثني إبراهيم بن أبي شيبة ، قال : كان ليقطن بن عابر بن سام بن نوح الذي بنى غمدان أربعة عشر (٤) ابنا سميت القرى بأسمائهم منهم : أزال ، وهي صنعاء ، ومنهم عفار (٥) وهي غيمان ، ومنهم دقلا وهي يكلا (٦).

قال أبو محمد : حدثني إسحاق بن إبراهيم ، قال : حدثني إسحاق بن منقار عن أبي عياش (٧) قال : كان رجل يقال له أزال ، أراد أن يبني صنعاء عند المقرانة من طرف نقم مما يلي طريق صنعاء ، فعكم ثورا فصرعه ، ثم ذهب ليقضي حاجته / ، فجاء حدأ فخطف الشفرة ، فما زال أزال يتبع الحدأ حتى طرح الشفرة على رأس غمدان ، فأمر أزال بالثور ففسخ (٨) ثم نحره على رأس غمدان ، وابتنى غمدانا ، وقد جاء في الخبر عن وهب بن منبه أنه قال : مكتوب في التوراة :

__________________

(١) صف : «وأول من بنى بنيان صنعاء».

(٢) يعني به المؤلف ـ كلما ورد بهذه الكنية ـ عبيد بن محمد الكشوري ؛ المؤلف كثير النقل عنه ، انظر ترجمته في الكشاف بآخر الكتاب.

(٣) الأصل با : «حفص عن أبي عيس» ، س : «عن أبي عيش». وما أثبتناه من بقية النسخ وهو الصحيح.

(٤) سبق في ص ٧٠ ثلاثة عشر.

(٥) حد : عفان ، مصحفة. وفي س ، مب : «غفار» بالغين المعجمة.

(٦) مب : «تكلا». صف : «تقلا». وهي في حد مهملة.

(٧) في الأصل با ، وفي حد مهملة ، وأعجمناها من النسخ الأخرى.

(٨) أي طرح (المحيط).

٧٤

«أزال كل عليك وأنا أتحنن عليك» يرويه أبو محمد (١) ، قال : حدثني محمد بن عمر ، قال محمد بن يزيد الصنعاني عن بعض من أخبره عن وهب.

قال أبو محمد : وحدثني محمد بن عمر السمسار ، عبد الوهاب بن همّام قال : سمعت أبي يحدث عن بعض أهل العلم ، أحسبه قال وهب ، قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «يقول الله عزوجل أزال كلّ عليك وأنا أتحنن عليك» (٢) قال وهب : صنعاء أجدها في الكتب أزال ؛ يا أزال كل عليك وأنا أتحنن عليك ، أزال ويحك من وطء النعال. وقال وهب : وقد (٣) قرأت الكتب التي أنزلها الله تعالى فإذا فيها : «أزال كل عليك وأنا أتحنن عليك ، أزال بورك فيك وفيما حواليك».

__________________

(١) لم ينسب الهمداني هذا القول للتوراة بل نسبه إلى هاتف سمعه أهل صنعاء ، انظر الإكليل ٨ / ٢١

(٢) لم تسعفنا المصادر التي بين أيدينا في تخريج هذا الحديث.

(٣) با ، حد ، س ، مب : «وقد قرأ بعض الكتب التي أنزلها الله تعالى ، فقرأه فإذا فيه ...» والعبارة مضطربة فأثبتنا ما في صف.

٧٥

ذكر طيب صنعاء وهوائها وبدء عمارة سام بن نوح فيها (١)

ذكر أنه لمّا توفي نوح عليه‌السلام اجتوى (٢) ابنه سام السكنى في أرض الشمال فأقبل طالعا في الجنوب يرتاد أطيب البلاد حتى صار إلى الإقليم الأول فوجد اليمن أطيبه مسكنا ، وارتاد اليمن فوجد حقل صنعاء أطيبها بعد المدة الطويلة فوضع مقرانة ـ وهو الخيط الذي يقدر به البنّاء إذا مدّه بموضع الأساس ـ في ناحية فج عضدان في غربي الحقل مما يلي جبل عيبان ، وبين نقم وعيبان ؛ وهما جبلا صنعاء شرقيا وغربيا ، ستة أميال فيما ذكر ابن عبد الوارث ، وصنعاء اليوم فيما بينهما ، فلمّا بنى سام في غربي الحقل ، وبنى ذلك الظبر (٣) ، وهو إلى الآن معروف بصنعاء ، فلمّا رفعه بعث الله تعالى طيرا فاختطف المقرانة ، يعني الخيط ، فطار به ، وسام يتبعه لينظر أين يسقطه ، فأمّ الطائر إلى جبوب النعيم من سفح نقم ، فوقع بها ، فلمّا رهقه طار بها وطرحها على حرّة غمدان ، فلمّا قرت المقرانة على حرّة غمدان علم سام أن قد أمر بالبناء هنالك ، فأسّ غمدان ، واحتفر بئره ، وهي التي تحت غمدان إلى اليوم ، يستسقى منها ، تسمى كرامة ، مقابلة لأول / باب من أبواب مسجد صنعاء ، من ناحية المشرق ، ومن أسفل مدينة صنعاء ، وماؤها أجاج. قال : فبنيت صنعاء بين الجبلين جبل نقم وعيبان (٤) ، وهي فيما بين ذلك وبين الجبلين ستة أميال.

__________________

(١) صف : «لها».

(٢) الأصل با : «أحب» ولا يستقيم بها المعنى والتصحيح من بقية النسخ ، وانظر الخبر بنصه في الإكليل ٨ / ٤

(٣) الأصول : «الضبر» والتصويب من (صفة الجزيرة للهمداني ١٩٥) حيث يقول : «الظبر بالظاء : وهو حرف الجبل وحرف البناء» وكذا في الإكليل ٨ / ٤

(٤) صف : «بين الجبلين نقم وعيبان». مب : «بين الجبلين جبل نقم وجبل عيبان».

٧٦

ذكر بدء أول عمارة صنعاء وما كان الطالع في ذلك الوقت

قال ابن يعقوب الهمداني : «ذكر حسّاب اليمن كابرا عن كابر أن الطالع كان ساعتئذ (١) الثور ، وفيه الزّهرة والمرّيخ وتوجد طباع هذا البرج في ثبات (٢) الأشياء وقلة تغيرها ، ودوام هذا (٣) الأساس أنه أقام في تزايد مع الملوك قرب أربعة آلاف سنة ، وبقي (٤) من بعض حيطانه الجروب المقابلة (٥) لأبواب المسجد الجامع بصنعاء ، ثم تزايدت صنعاء في الإسلام إلى بضع وتسعين سنة ومئتين من الهجرة ، وخربت ، ولم تلبث أن عادت ، فهي اليوم تكاد أن تقارب ما كانت عليه أو هي تزيد ، وعلماء صنعاء يروون أنها تعمر بعد خرابها وتملأ ما بين جبليها ، وتصير سوقها في بطن واديها» (٦).

وقد خربت صنعاء وعادت ، وهي اليوم خراب ، وأرجو أن الله تعالى يعمرها بالصالحين من عباده.

وذكر عن إبراهيم بن إسماعيل (٧) المرطس ، وكان من تجار صنعاء ؛ أنه كان بالبصرة سنة خمسين ومئتين فرأى جماعة مطيفين بغلام جليل وهو يعظ الناس ،

__________________

(١) صف : حينئذ.

(٢) س : طباع.

(٣) ساقطة في مب.

(٤) الأصول : «ويعاد» والتصحيح من الإكليل.

(٥) الأصول : «الحروب المقابل» والتصحيح من الإكليل.

(٦) انتهى ما جاء في الإكليل ٨ / ٥ ، ويستفاد مما عقب به المؤلف على نص الهمداني بأن صنعاء كانت خرابا في أيامه حوالي منتصف القرن الخامس للهجرة.

(٧) با : «إسماعيل بن إبراهيم» والتصحيح من بقية النسخ ومن الإكليل وفيه بدل «المرطس» «القهمي».

٧٧

فأقبل على أهل البصرة فقال : (يا أهل البصرة قرب أمر البصرة) (١) يا أهل البصرة عوّدوا نساءكم الحفا كأني أسمع قعقعة خلاخلهن على أقتاب الإبل ، ثم أقبل على قوم من أهل البصرة كانوا يتجرون بصنعاء مثل بني مسكين وبني بذيل فقال : يا أهل صنعاء! الصرد الصرد (٢) فإنه لا ينفعكم غيرها ، يا أيها الناس! إن أول مدينة تخرب من الجاهلية القديمة لصنعاء ، وإن أول مدينة تخرب من مدن الإسلام للبصرة ، وبين خرابهما أربعون سنة تنقص أشهر أو تزيد أشهر (٣) فكان ذلك كذلك. وكان بينهما كما قال الغلام الجليل ، وكان يقول : الويل لك يا بصرة ، ثم الأمر إليك يا صنعاء.

قال إبراهيم بن محمد عن المعمر النحوي : حدثني أبو محمد ، عبد الله بن أحمد بن معقل بن منبّه ، حدثني يوسف / بن أبي خليد (٤) ، محمد بن أبي خليد (٥) ، قال : حدثني أخي خليد بن أبي خليد (٦) ، عن محمد بن ماهان عن وهب بن منبه أنه قال : أول حجر وضعت على حجر بعد الكعبة حرّان الجزيرة ، وغمدان بصنعاء [اليمن (٧)] ، وابتنى حرّان الجزيرة نوح (٨) ، وابتنى غمدان بصنعاء اليمن سام بن نوح (٩).

__________________

(١) ما بين القوسين ساقط في مب.

(٢) حد : «الضرب الضرب». والصرد : المكان المرتفع من الجبل (المحيط).

(٣) صف : «تنقص شهرا تزيد شهرا». مب : «تنقص شهر أو تزيد شهرا» ، وانظر الخبر في الإكليل ٨ / ٦ مع بعض الاختلاف.

(٤) حد : «خليل» ولعله تصحيف.

(٥) «محمد بن خليد» ساقطة في : صف ، مب.

(٦) «بن أبي خليد» ساقطة في مب.

(٧) من بقية النسخ.

(٨) الأصل با : «سام بن نوح» وأثبتنا ما في بقية النسخ ، وانظر ياقوت ٢ / ٢٣٥.

(٩) انظر ما جاء حول من بنى غمدان : ابن رسته : الأعلاق النفيسة ١١٠ ، والهمداني : الإكليل ٨ / ٣ ـ ٢١ ، وصفة الجزيرة ١٩٥ ، وياقوت ٤ / ٢١٠.

٧٨

(قال أبو محمد ، وحدثني همّام بن مسلمة بن عقبة بن همّام (١)) قال : سمعت الذّماري يقول : أول حجر وضع على حجر باليمن غمدان ؛ بناه شراحيل الحميري ، وبنى القصبة بعده بألف عام اليشرح (٢) يحضب.

قال أبو محمد : حدثني همّام قال : أخبرني ابن مطاع قال : سمعت مسلمة بن عقبة يقول : كان غمدان عشرة سقوف إلى أعلى ، سقف فوق سقف ، بين كل سقفين أربعون درجة ، وكان في أعلاه (٣) بيت عشر في (٤) عشر ، سقف جميعه رخامة مطبقة عليه.

قال الحسن بن يعقوب : «كان الذي بنى غمدان اليشرح (٥) يحضب فلمّا نظر إلى ظله بالغداة قد بلغ إلى سفح عيبان كف عن البناء (٦)».

قال : «وحدثني عمرو بن إسحاق الحضرمي عن أبيه عن جده أن شعران أوتر هو الذي وصل بنيان القصور وأحاط على صنعاء بحائط ، وأن اليشرح (٧) كان ملك صنعاء ، وأنه كان بنى غمدان على سبعة أسقف ؛ كل سقف منها على أربعين ذراعا ، وكان له أربعة أوجه في ترابيعه ؛ وجه منه مبني بحجارة حمر ، ووجه بحجارة خضر ، ووجه بحجارة سود ، ووجه بحجارة بيض. وفي أعلاه غرفة لها لهوج ، كل لهج (٨) بباب رخام ، في مقيل من الساج والأبنوس ، وسقف الغرفة رخامة واحدة صفيحة.

__________________

(١) ما بين القوسين ساقط في س.

(٢) صورتها في النسخ كلها : «ألي شرح» وفضلنا كتابتها بهذا الشكل ، انظر ياقوت : معجم البلدان ؛ صنعاء.

(٣) بقية النسخ : «رأسه».

(٤) مب زيادة : «ستة».

(٢) صورتها في النسخ كلها : «ألي شرح» وفضلنا كتابتها بهذا الشكل ، انظر ياقوت : معجم البلدان ؛ صنعاء.

(٥) الهمداني : الإكليل ٨ / ١٩.

(٦) الأصل با وس : «وآن شر» والتصحيح مما سبق.

(٧) اللهج : الكوة (الهمداني : الإكليل ٨ / ٢٠).

٧٩

وقال آخرون : كانت الغرفة تحت بيضة رخام من ثماني قطع مؤلفة ، وكان له أربعة تماثيل من الصفر ، على كل ربع من أركانه تمثال على صورة الأسد ، كل تمثال رأسه وصدره خارجان عن القصر ورجلاه في الدار ، وكانت الريح إذا هبّت في أجواف تلك التماثيل سمع لها زئير من مكان بعيد ، وكانت إلى جانب القصر نخلة سحوق (١) تسمى الدامغة ، وكانت تطرح بعسبانها إلى بعض أركان القصر ، وكان من يستلقي في أعلى غرفة غمدان على فراشه يرى طيور السماء إذا مرت به من تحت تلك الرخامة المطبقة في أعلى الغرفة ، وإذا أسرج فيه رأى ذلك من رأس عجيب.

قال محمد بن خالد : إن وهب / بن منبه قال : لّما بنى غمدان صاحب غمدان (٢) وبلغ غرفته العليا أطبق سقفها برخامة واحدة ، وكان يستلقي على فراشه في الغرفة فيمر به الطائر فيعرف الحدأ من الغراب من خلف الرخامة ، وكان يسرج فيها القناديل فترى من رأس عجيب ، فإذا رأت ذلك الأعراب قالوا على صنعاء غيث جود ، وليس بين نقلة الأخبار خلاف أن الذي أسّ غمدان هو سام بن نوح (٣) ، وأن العمارة بلغت إلى أن كان على سبعة سقوف بين كل سقفين أربعون ذراعا ، (فذلك مئتا ذراع وثمانون ذراعا (٤)) وهذا لا يمكن لأن أربعين ذراعا بين كل سقفين كثير ، والذي ثبت أنه روي أنه عشرون سقفا ، كل سقف على عشرة (٥) أذرع ، فذلك مئتا ذراع ، ولن يتعذر ما روي لقدرتهم على البناء ، وعلى كل معجزة منه ، وكانت غرفة الرأس العليا فيما يقال في الأخبار مجلس الملك ، اثني عشر ذراعا ، (في اثني عشر ذراعا (٦)) عليها حجر من رخام» (٧)

__________________

(١) ليست في حد. والسحوق : الطويلة ، والدامغة : من صفات النخل (المحيط).

(٢) «صاحب غمدان» ليست في مب.

(٣) انظر ما سبق حول الخلاف على من بنى غمدان ص ٧٨ الحاشية (٩).

(٤) ما بين القوسين ليس في حد.

(٥) با : «عشرين» والتصحيح من بقية النسخ والإكليل ٨ / ١٨.

(٤) ما بين القوسين ليس في حد.

(٦) الهمداني : الإكليل ٨ / ٣ ـ ٢٢.

٨٠