تاريخ مدينة صنعاء

أحمد بن عبد الله بن محمّد الرازي

تاريخ مدينة صنعاء

المؤلف:

أحمد بن عبد الله بن محمّد الرازي


المحقق: الدكتور حسين بن عبد الله العمري
الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: دار الفكر ـ دمشق
الطبعة: ٣
الصفحات: ٧٢٤

ذكر إسماعيل بن شروس الصنعاني (١)

عبد الرزاق عن معمر عن إسماعيل بن شروس عن عكرمة قال : «الشاهد الذي شهد عليه هو المشهود يوم القيامة».

__________________

(١) انظر تاريخ البخاري ١ / ٣٥٩ ، الجرح والتعديل ٢ / ١٧٧ ، لسان الميزان ١ / ٤٤١

٤٦١

ذكر عبد الواسع بن وهب

أبي عن محمد بن إسحاق عن علي بن ميمون عن عبد الله بن إبراهيم بن كيسان عن عبد الواسع بن وهب يرفعه إلى النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم أنه قال (١) : أفطر النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم في مسجد قباء يوم خميس فأتاه رجل بقدح فيه لبن مخيض بعسل ، فلما ذاقه أخّره عن فيه وقال : «شرابان يجزي أحدهما عن صاحبه ، لا أشربه ، ولا أحرمه ، ولكني أتواضع لربي ، فإنه من تواضع لله رفعه الله ، ومن تكبّر وضعه الله ، ومن قصد في معيشته رزقه الله ، ومن بذّر حرمه الله ، ومن أكثر ذكر الله رحمه (٢) الله».

__________________

(١) ليست في : حد ، صف ، مب.

(٢) حد ، صف : «أحبه» ، ولم نهتد إلى تخريج هذا الحديث.

٤٦٢

ذكر هانئ مولى عثمان بن عفّان رضي‌الله‌عنه وروايته (١)

وهانئ مولى عثمان بن عفان ، له رواية عن عثمان بن عفان رضي‌الله‌عنه في الميت إذا ألحد ، يرويه عنه عبد الله بن بحير ، حدثني بذلك أبو بكر أحمد بن محمد ، قال : حدثنا أبو إسحاق إبراهيم بن علي الهجيمي ، قال : حدثنا أبو خالد عبد العزيز بن معاوية القرشي قال : حدثنا سليمان الشّاذكوني ، وإسحاق بن أبي إسرائيل قالا : حدثنا هشام بن يوسف عن عبد الله بن بحير عن هانئ مولى عثمان بن عفان ، عن عثمان رضي‌الله‌عنه أنه كان إذا وقف على قبر بكى حتى تبلّ لحيته ، فقيل (٢) له : يا أمير المؤمنين تذكر عندك الجنة والنار فلا تبكي ، وتبكي / لهذا ، فقال : إني سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يقول : «إن القبر أول منازل الآخرة فمن نجا منه فما بعده أيسر منه» (٣).

حدثني أبو بكر أحمد بن محمد البغدادي بصنعاء ، قال : حدثنا ابن علي بالبصرة ، قال عبد العزيز ، قال : إسحاق وسليمان قالا : حدثنا هشام بن يوسف عن عبد الله بن بحير عن هانئ مولى عثمان بن عفان أنه قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «ما رأيت منظرا قط إلا القبر أفظع منه» (٤).

أخبرني محمد بن أحمد السّجستاني عن محمد بن الحسين عن محمود بن محمد بن الفضل عن محمد بن جبلة والميموني قالا : حدثنا يحيى بن المعين ، قال هشام بن

__________________

(١) انظر تهذيب التهذيب ١١ / ٢٣

(٢) الأصل با ومب : «فقال».

(٣) ليست في : حد ، صف ، مب. وقد أخرج الحديث : الترمذي في السنن ٤ / ٥٥٣ ، والجامع الصغير للسيوطي ١ / ٨٤.

(٤) أخرجه الترمذي وهو تتمة للحديث السابق ٤ / ٥٥٤.

٤٦٣

يوسف الصنعاني ، قال : حدثنا عبد الله بن بحير عن هانئ مولى عثمان بن عفان رضي‌الله‌عنه عن عثمان أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : «إنّ القبر أول منزلة من منازل الآخرة ، فمن نجا منه فما بعده أيسر ، ومن لم ينج منه فما بعده أشر» (١).

قال : وكان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم إذا فرغ من دفن الميت قال : «استغفروا لصاحبكم واسألوا الله له التثبيت فإنه الآن يسأل» (٢). في هذا الحديث دليل على استحباب تلقين الميت إذا ألحد بالشهادتين.

أخبرني عطية الأندلسي ، وقد قدم يحيى بن معين إلى صنعاء وسمع من هشام بن يوسف وعبد الرزاق بن همّام ، وحدثني القاضي الحسين بن محمد ، أن هشام بن يوسف الصنعاني ؛ أسمع بمكة رباح بن زيد الصنعاني عن معمر عن ابن المنكدر ، قال : كان يقول حين يفرغ من الميت : هو الآن يسأل ، اللهم ثبته بالقول الثابت. قال رباح : قلت لجعفر بن محمد المخزومي : ومن حديث بعض الناس ، أنه إذا دفن الميت لا يفرغ من دفنه حتى يجلس بعض أوليائه عند رأسه فيقول يا فلان اشهد ، فأنكر ذلك جعفر فقال : إنه كان يدعي له عند ذلك : اللهم أسلمه إليك الأهل والولد والعشيرة ، وذنبه عظيم ، فاغفر له يا عظيم وتجاوز عنه.

وحدثني معمر أن ابن عباس [حين](٣) دفن ميمونة زوج النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم وهي خالة ابن عباس جلس وهي تدفن ، فلما فرغ من دفنها قام عند القبر ساعة يدعو لها ثم انصرف.

__________________

(١) الترمذي ٤ / ٥٥٣ ـ ٥٥٤ وفيه بدل كلمة «أشر» «أشد» بالدال وقال : هذا حديث حسن غريب.

(٢) الفتح الكبير للسيوطي ١ / ١٨٠ وفيه «استغفروا لأخيكم ...» ، وسنن أبي داود ٢ / ١٩٢

(٣) من : حد ، صف ، مب.

٤٦٤

الحسين عن الدّبري عن عبد الرزاق عن أبي وائل أنه سمع هانئ مولى عثمان قال : شهدت عثمان وأتي برجل وجد معه نبيذ في دبّاء (١) يحمله فجلده أسواطا وأهرق الشراب وكسّر الدّبّاء.

__________________

(١) الدّباء : القرع ؛ واحده دباءة ، والدبة كالدباء ، وفي الحديث عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «أنه نهى عن الدّباء والحنتم والنقير» وهي أوعية كانوا ينتبلون فيها (اللسان).

٤٦٥

ذكر أبي خليفة (١) القارئ صاحب علي بن أبي طالب رضي‌الله‌عنه

/ وأبو خليفة القارئ هو صاحب علي بن أبي طالب رضي‌الله‌عنه وكان فاضلا قارئا ، وكان مسجد أبي خليفة القارئ يحاذي دار هشام بن يوسف القاضي بصنعاء.

قرأ عبد الله بن وهب بن منبه على أبي خليفة القارئ وعلى أبيه وهب.

قال أبو محمد : حدثني زكريا بن يحيى يعرف بابن حيّ ، عن هشام بن يوسف ، قال : مسجد أبي خليفة ، يعني المسجد الذي كان على باب دار هشام بن يوسف بصنعاء ، هذا المسجد اليوم دكة خربة في طريقنا إلى مصلى علب ؛ حيث يصلى على الجنائز ، وكانت دار هشام في ذلك الموضع ، وهذا المسجد الذي كان لأبي خليفة القارئ صاحب علي بن أبي طالب رضي‌الله‌عنه ، وله رواية عن علي.

قال أبو عبد الله محمد بن علي عن عبد الله بن إبراهيم بن عمر قال : سمعت [أبي](٢) يحدث عن عبد الله بن وهب عن أبي خليفة عن علي بن أبي طالب رضي‌الله‌عنه عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم أنه قال : «إن الله رفيق يحب الرّفق ، ويعطي على الرّفق ولا يعطي على العنف» (٣).

__________________

(١) هو أبو خليفة الطائي البصري من التابعين توفي بعد المئة من الهجرة النبوية ، تقريب التهذيب ٢ / ٤١٨

(٢) من : حد ، صف ، مب.

(٣) انظره فيما سبق ص ٣٣٤ وانظر الحاشية رقم (٦).

٤٦٦

(قال أبو الحسن أحمد بن سليمان عن زيد بن المبارك عن محمد بن عمرو بن المقسم (١) المعلم الصنعاني ، قال : أخبرني إبراهيم بن عمر ، قال : سمعت وهبا يقول : سمعت أبا خليفة يحدّث عن علي عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «إن الله رفيق يحب الرفيق ويعطي على الرفق ما لا يعطي على العنف») (٢).

قال أبو محمد : حدثني ميمون عن الحكم قال : حدثني عبد الله بن إبراهيم بن عمر عن أبيه ، قال : قال عبد الله بن وهب بن منبه : سمعت أبا خليفة ، وكان قرأ على علي بن أبي طالب رضي‌الله‌عنه القرآن ، قال : «لا تغبطن فاجرا بنعمة ؛ رحب الذراعين بالذم ، فإن له عند الله قائلا لا يموت (٣)» ، يعني جهنم لا يموت فيها ولا يحيا.

__________________

(١) س : «القاسم».

(٢) ما بين القوسين ساقط في حد.

(٣) بدلها في الأصل با : «يقول» وهي طفرة قلم.

٤٦٧

رواية الضّحّاك بن فيروز الديلمي (١)

والضحاك بن فيروز له رواية عن أبيه فيروز.

قال أبو محمد : حدثني عبيد بن محمد الفيروزي ، قال : حدثنا أبو بكر بن السروي قال : أخبرني راشد بن أبي الجريش قال : ما أتيت الضحاك بن فيروز أؤذنه بالصلاة قط إلا وجدته.

__________________

(١) انظر طبقات فقهاء اليمن ٥٢ ـ ٥٣ ، تهذيب التهذيب ٤ / ٤٤٨ ، ثغر عدن ١ / ٩٩ ـ ١٠٠

٤٦٨

رواية الضّحّاك بن فيروز عن أبيه عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم

حدثني القاضي الحسين بن محمد قال : أخبرني محمد بن أحمد بن عبد الله ، قال يحيى بن معين ، قال وهب بن جرير / عن أبيه (قال : سمعت يحيى بن أيوب يحدث عن يزيد بن أبي حبيب عن أبي وهب عن الضّحّاك بن فيروز الديلمي عن أبيه) (١) ، قال : قلت يا رسول الله إني أسلمت وتحتي أختان ، قال : «طلق أيهما شئت» (٢).

__________________

(١) ما بين القوسين ساقط في مب.

(٢) أخرجه ابن ماجه ١ / ٦٢٧ ، والترمذي ٣ / ٤٣٦ وفيه : «اختر أيهما شئت».

٤٦٩

رواية كثير بن أبي الزّفّاف (١)

عبد الرزاق عن حمّاد بن سعيد عن كثير بن أبي الزّفّاف قال : كنت أنا وقيس بمنى فجاءنا رجل يوم النّفر (٢) ، فقال : رأيت ابن عمر الآن يرمي الجمرة ، قال : فقلت لقيس : اذهب بنا إليه نسأله ، قال : فانطلقنا إليه مسرعين فوجدناه قد رمى الجمرة وفرغ ، وأنيخت له راحلته ووضع رجله في الغرز (٣) وأخذ بوسط الرحل ، فقال له قيس ؛ أخبرنا بك وجئنا لننظر إليك ونسألك ، فإنك قد رأيت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ورجونا بركتك ، ولو كنت على غير هذا الحال لسألناك ، قال : فنزع رجله من الغرز ، وأخّر يده من وسط الرحل ، ثم قال : سل عما شئت. فقال له قيس : رجل اختلف إلى هذا البيت نحوا من أربعين عاما ، فإذا قدم على أهله وجدهم قد صنعوا له من هذا النبيذ ؛ فإن شرب منه سكر ، وإن مزجه بالماء لم يضّره ، قال : ادن مني ، فدنوت منه فدفع في صدري حتى وقعت على الأرض ، وقال : أنت هو فلا حج لك ولا كرامة ؛ فقلت : ما سألتك إلا عن نفسي فو الله لا أذوق منه قطرة أبدا.

__________________

(١) انظره في تاريخ البخاري ٧ / ٢١٦ ، والجرح والتعديل ٧ / ١٥١

(٢) النفر : التفرق ، ويوم النفر هو يوم تفرق الحجيج من منى (المحيط).

(٣) الغرز : ركاب من جلد (المحيط).

٤٧٠

ذكر عبد الله بن فيروز الديلمي وروايته

عن أبيه عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم

وعبد الله بن فيروز له رواية عن أبيه.

حدثني القاضي الحسين بن محمد بن عبد الأعلى ، قال أبو الخير محمد بن أحمد بن عبد الله بن البناء ، قال : أخبرنا إبراهيم بن الجنيد ، قال الهيثم بن خارجة : قال إسماعيل بن عيّاش عن يحيى بن أبي عمرو السيباني عن عبد الله بن فيروز الديلمي عن أبيه قال : قدمت على النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، قال (١) : قلت : يا نبي الله نحن ممن قد علمت ، جئنا من حيث قد علمت ، ونحن من ظهراني من قد علمت ، فمن وليّنا ، قال : «الله ورسوله» (٢).

وله رواية عن عبد الله بن عمرو بن العاص.

أخبرني أبو العباس أحمد بن الحسن بن عبد (٣) الرازي / بمكة لقيته في المسجد الحرام ، قال : أخبرني أبو بكر محمد بن الحسين البغدادي الآجرّي ، قال : أبو بكر جعفر بن محمد الفريابي ، قال عبد الرحمن بن إبراهيم الدمشقي ، قال الوليد بن مسلم ، قال الأوزاعي : قال : حدثني ربيعة بن يزيد عن عبد الله بن الديلمي عن عبد الله بن عمرو بن العاص ، قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «إن الله تعالى خلق خلقه في ظلمة وألقى عليهم من نوره ، فمن أصابه من ذلك النور اهتدى

__________________

(١) ليست في بقية النسخ.

(٢) انظر الإصابة في تمييز الصحابة ٣ / ٢١٠ ، وأخرج مثله السيوطي في الجامع الصغير ١ / ٥٦

(٣) حد ، صف : «عتبة».

٤٧١

ومن أخطأه ضلّ» ، قال عبد الله بن عمرو : فلذلك أقول : جفّ القلم بما هو كائن.

وعن عبد الله بن الديلمي قال : سمعت عبد الله بن عمرو يقول : سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يقول : «إن الله تعالى خلق خلقه في ظلمة وألقى عليهم من نوره ، فمن أصابه من ذلك النور اهتدى ، ومن أخطأه ضل» فلذلك أقول جف القلم بما هو كائن على علم الله عزوجل (١).

__________________

(١) أخرجهما الترمذي ٥ / ٢٦

٤٧٢

ذكر النّعمان بن بزرج (١) وروايته

والنعمان بن (٢) بزرج كان ذا رواية وقدر ، ورأي ، وكان قد طال عمره ، يقال كان عمره مئة سنة وعشرين سنة ، ثلاثون منها في الجاهلية وتسعون في الإسلام.

قال أبو الحسن عن زيد بن المبارك ، قال محمد بن الحسن بن أتش عن سليمان بن وهب عن النعمان بن بزرج قال : في حديثه قال : صلى أبان بن سعيد بن العاص بالناس (٣) صلاة خفيفة ثم خطب فقال : «إن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم قد وضع كل دم كان في الجاهلية فمن أحدث في الإسلام حدثا أخذناه به» (٤).

وكان النعمان قد أدرك الجاهلية.

حدثني الحسين بن محمد ، قال : أخبرني محمد عن أبيه قال : حدثني إبراهيم بن عبد الله بن الجنيد (٥) ، قال إبراهيم بن ناصح قال : حدثنا محمد بن الحسن بن أتش من الأبناء بصنعاء قال : سأل عبد الملك بن مروان النعمان بن بزرج : مثل

__________________

(١) با ، صف ، س : «برزخ». وفي حد ، مب مهملة ، وقد حررناه من الإصابة ٣ / ٥٨٥

(٢) «والنعمان بن» ليست في صف.

(٣) ليست في مب.

(٤) أخرج قسما منه الترمذي في حديث طويل ٥ / ٢٧٤ ، وكذلك ابن ماجه في خطبة الرسول صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، في حجة الوداع ٢ / ١٠١٥ ، وسنن أبي داود ٢ / ٢١٨ ، والخبر أورده ابن حجر في الإصابة ١ / ١٤ أن خطبة أبان كانت بعد قتل داذويه الذي قتله قيس بن مكشوح ، وقول أبان لقيس : «أقتلت رجلا مسلما فأنكر قيس أن يكون داذويه مسلما وأنه إنما قتله بأبيه وعمه ، فخطب أبان فقال : إن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم قد وضع كل دم ...».

(٥) مب : «إبراهيم بن الجنيد».

٤٧٣

من أنت يوم قتل الكذاب؟ قال : جعلت (١) أمي على عنقي حتى أدخلتها معهم قصر غمدان ، قال : إنك حينئذ لرجل.

قال أبو محمد ، عبد الله بن مطاع عن رجل من أهل خراسان عن هشام بن يوسف ، حدثني عمرو بن نعيم اليماني ، قال : سمعت النعمان بن بزرج قال : وعاش مئة وعشرين سنة ؛ ثلاثين سنة في الجاهلية وتسعين سنة في الإسلام.

__________________

(١) ليست في حد.

٤٧٤

/ ذكر عبد الرحمن بن بزرج وهو جد بني الشيعي بصنعاء

وعبد الرحمن بن بزرج قد كان أدرك الجاهلية وأسلم فحسن إسلامه ، قال أخوه النعمان : كنا ندخل على ابنة باذان ونحن غلمان فلا يدخل عليها أحد إلا كفّر لها إلا عبد الرحمن [فكانت](١) تضربه بحجاز لها ، فما فعل ذلك لها حتى دخل الإسلام فكان أحسننا إسلاما ، وأقرأنا لكتاب الله عزوجل.

__________________

(١) من : حد ، صف.

٤٧٥

ذكر المغيرة بن حكيم وفضله وروايته (١)

والمغيرة بن حكيم بن ذاخرة ، وهو الذي كان نهى وهب بن منبه عن قتال الحرورية (٢) ، وله رواية عن عبد الله بن عمر.

وقد لقي المغيرة عبد الله بن سعد بن خيثمة الأنصاري.

وكان المغيرة بن حكيم الصنعاني فاضلا ، عابدا ، زاهدا. يقال : إنه قدم إلى مكة بضع وخمسين سنة صائما محرما [حافيا](٣) وكان لا يترك ركعتي السحر والاستغفار بالأسحار ، فكان إذا أسحر وهو بالسفر نزل وصلى واستغفر ودعا ، ثم يصلي الصبح ، ثم يمضي فيلحق بأصحابه أيّ وقت لحقهم.

ويقال : إنه لم ير البيت بلا طائف به قط إلّا يوم مات المغيرة بن حكيم الصنعاني.

وشهد الوقفة أكثر من خمسين عاما ومات بمكة (٤).

قال محمد بن علي بن الحسين ، عبد الرزاق عن الثوري عن عبد الله بن عمر عن نافع قال : بعثني عمر بن عبد العزيز فأردت أن آخذ الخمس أو العشر (٥) من العسل ، فقال لي المغيرة بن حكيم : ليس فيه شيء ، فكتبت فيه إلى عمر بن عبد العزيز ، فقال : صدق ، هو عدل مرضي ليس فيه شيء.

__________________

(١) حد ، صف ، س زيادة : «وأبيه».

(٢) لعل ذلك كان حين دخل الحرورية صنعاء سنة ٧١ ه‍. وقائدهم قدامة بن المنذر. انظر طبقات فقهاء اليمن ٥٣.

(٣) من : حد ، صف ، مب.

(٤) بعد المئة للهجرة. طبقات خليفة بن خياط ٢ / ٧٣٢

(٥) «الخمس أو العشر» ليست في : حد ، صف ، مب.

٤٧٦

قال : أبو الحسن ، وحدثني أبو حفص عمرو بن علي بن بحر بن كنيز عن أبي داود عن رباح بن أبي معروف عن المغيرة بن حكيم قال : رأى عبد الله بن سعد بن خيثمة الأنصاري رجلا يلتزم البيت فقال : هذا مما أحدثتم ولم نكن نفعله ، فقال له رجل : أشهدت أحدا مع رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، قال : نعم والعقبة ، وأنا رديف له.

أخبرني بذلك القاضي الحسين بن محمد عن أبيه عن أبي الخير بن أحمد بن عبد الله ، وأخبرني أيضا عنه عن أبيه ، قال : أخبرني زيد بن أخزم الطائي ، قال أبو عامر ، قال : حدثنا رباح بن أبي معروف / والمغيرة بن حكيم ، قال : سألت عبد الله بن سعد هل شهدت بدرا ، قال : نعم والعقبة ، وأنا مع أبي رديفا.

أخبرني الحسين بن محمد قال أبو الخير محمد بن أحمد البناء قال : أخبرنا أبو الحسين (بن محمد ، قال أبو الخير) (١) بن أحمد بن عبد الله قال الحسن بن عرفة ، قال : حدثني عمّار بن محمد عن ليث عن مغيرة بن حكيم عن عبد الله بن عمر قال ، قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «ما بقي لأمتي من الدنيا إلا كمقدار الشمس من بعد العصر (٢) وإن حوضي ما بين أيلة إلى المدينة أو ما بين أيلة (٣) إلى بيت المقدس فيه عدد النجوم من أقداح الذهب والفضة».

وقال : «التمسوا ليلة القدر في العشر الباقيات من شهر رمضان في التاسعة والسابعة والخامسة» (٤).

__________________

(١) ما بين القوسين ساقط في : حد ، صف ، مب.

(٢) هذا الجزء من الحديث أورده الترمذي في حديث طويل ٤ / ٤٨٤ مع اختلاف باللفظ يسير.

(٣) حد ، صف : «المدينة». وأخرجه ابن ماجه ٢ / ١٤٣٩ ، وأحمد بن حنبل ٣ / ٢٣٨.

(٤) أخرجه السيوطي في الفتح الكبير ١ / ٢٣٠ مع اختلاف باللفظ يسير.

٤٧٧

روايته عن عبد الله بن عمر

عبد الرزاق عن معمر عن يحيى (١) بن شرحبيل عن المغيرة بن حكيم قال : كنت مع ابن عمر فقرأ قاصّ بسجدة بعد الصبح ، فصاح عليه ابن عمر فسجد القاص ولم يسجد ابن عمر ، فلمّا طلعت الشمس قضاها ابن عمر.

قال : أبو عبد الله محمد بن علي ، حدثنا عبد الله بن إبراهيم بن عمر بن أبي يزيد بن كيسان ، قال أخبرني أبي قال : سافر المغيرة بن حكيم إلى مكة أكثر من خمسين سفرا صائما محرما ، حافيا لا يترك صلاة السحر في سفر ، إذا كان السحر نزل فصلّى ومضى أصحابه ، فإذا صلّى الصبح لحق متى لحق.

قال : عبد الله ، وأخبرني ابن بوذية أنه لم ير البيت بغير طائف قط إلا يوم مات المغيرة بن حكيم رحمه‌الله.

وعن أبيه قال : دخلت على المغيرة أعوده بمكة وعنده أمير مكة إبراهيم بن هشام أو محمد بن هشام فقال له أمير مكة : أفطر ، فقال : كيف أفطر وأنا بالمسير لا أدري ما يفعل بي.

__________________

(١) الأصول : «بحير» ، وقد حررناه من مصنف عبد الرزاق ٣ / ٣٥٠

٤٧٨

ذكر عثمان بن يزيدويه وروايته (١) عن أنس بن مالك

الأنصاري

وعثمان بن يزيدويه رأى (٢) عمر بن عبد العزيز وصلّى خلفه بالمدينة مدينة رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم.

ورأى (٣) أنس بن مالك خادم رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم وسمعه يقول ما حدثهم به (رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم) (٤).

أبو محمد قال : حدثني أيوب بن سالم ، قال : حدثني محمد بن إسماعيل بن الأشج (٥) ، قال : حدثنا / هشام بن يوسف عن أبيه عن عثمان بن يزيدويه ، قال : خرجت إلى المدينة وعمر بن عبد العزيز واليا عليها قبل خلافته فصليت في المقصورة فصلّى بنا عمر بن عبد العزيز ، قال فرأيت أنس بن مالك عليه ثوبان ممشقان وبه وضح صلى في المقصورة فقال : ما رأيت أحدا أشبه بصلاة رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم من هذا [الفتى](٦) يعني عمر بن عبد العزيز.

__________________

(١) انظر الجرح والتعديل ٦ / ١٧٣ ، وتاريخ البخاري ٦ / ٢٥٦ حيث ذكر اسمه «عثمان بن يزدويه» الصنعاني أبو عمرو روى عن أنس وعمر بن عبد العزيز رضي‌الله‌عنهما وروى عنه معمر وأمية بن شبل ...».

(٢) با ، س : «راوي» وما أثبتناه من بقية النسخ.

(٣) با ، س : «وروي عن» وما أثبتناه من بقية النسخ.

(٤) ما بين القوسين ليس في : حد ، صف ، مب.

(٥) في الأصول كلها «الالح» وهو تصحيف واضح صوابه ما أثبتناه ، انظره فيما سبق الصفحات : ١٥١ ، ١٨٢ ، ٣٤٥

(٦) من : حد ، صف ، مب.

٤٧٩

ذكر صلاة رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم

قال محمد بن إسماعيل ، قلت لهشام ، وكيف كانت صلاته صلى‌الله‌عليه‌وسلم؟ قال : نحوا من صلاتي (١). قال : فأحرزنا في ركوعه عشر تسبيحات وفي سجوده عشر تسبيحات.

__________________

(١) «من صلاتي» ليست في حد.

٤٨٠