تاريخ مدينة صنعاء

أحمد بن عبد الله بن محمّد الرازي

تاريخ مدينة صنعاء

المؤلف:

أحمد بن عبد الله بن محمّد الرازي


المحقق: الدكتور حسين بن عبد الله العمري
الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: دار الفكر ـ دمشق
الطبعة: ٣
الصفحات: ٧٢٤

عن أبيه عن وهب قال : «قال لي عطاء بن أبي رباح : يا أبا عبد الله لم لا تقضي الحائض الصلاة كما تقضي الصوم؟ قال : قلت قد مضى في ذلك سنّة ، قال عطاء : أين مضت في ذلك سنة؟ قال : قلت : قد كان لرسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم بنات ونساء فكنّ يقضين الصوم ولا يقضين الصلاة ، قال : صدقت».

عن أبيه عن عبد الله بن وهب عن أبي خليفة القارئ. وذكر الحديث.

عن أبيه عن وهب ، قال : «لّما أمر إبراهيم عليه‌السلام بذبح ولده إسماعيل وأعطاه وفداه ، فأعطاه ثلاثا ، أسرّ إليه علم الساعة ، ولم يسرّها إلى أحد من خلقه ، وقال : أجعل ولدك كعدد نجوم السماء ، وأجعل الملك في ولدك إلى يوم القيامة ، وأكثر مالك».

عبد الله عن إبراهيم بن مسلم ، عن عمر بن أبي يزيد عن وهب بن منبه قال : «عبد الله تعالى عابدان خمسين سنة (١) فابتلي أحدهما عند انقضاء الخمسين في جسده ، فجزع وقال : يا رب قد كان مني وكان ، وذكر عبادته ، ثم كان آخره أن ابتليتني بهذا البلاء ، قال : فأوحى الله تعالى إليه : أمّا ما ذكرت من عبادتك فهو بقوتي ، وأما هذا البلاء فإنما ابتليتك لأبلغك به منازل الأبرار ، وكان من قبلك يسألني البلاء».

عبد الله عن عمه وهب بن منبه (٢) ، قال : حبس وهب ، فقال له رجل من الأبناء ألا أنشدك بيتا من الشعر (٣) قال : لا! نحن في طرف من عذاب الله ، والله تعالى يقول : (وَلَقَدْ أَخَذْناهُمْ بِالْعَذابِ فَمَا اسْتَكانُوا لِرَبِّهِمْ وَما يَتَضَرَّعُونَ) قال : فصام وهب ثلاثا مواصلا فقيل له : ما هذا يا أبا عبد الله؟ فقال : أحدث

__________________

(١) حد ، صف : «عاما».

(٢) الأصول «وهب بن عمر» ، تصحيف واضح ، وانظر الخبر فيما سبق ص ٤٣٣

(٣) حد ، صف ، زيادة : «يا أبا عبد الله».

٤٤١

لنا فأحدثنا». يعني أحدث له الحبس فأحدث له زيادة في العبادة.

أخبرني أبو العباس أحمد بن الحسن بن علي الرازي بمكة ، قال أبو بكر بن الحسين الآجري ، قال أبو الفضل جعفر بن محمد العدني (١) قال : زهير بن محمد المروزي ، قال أبو حذيفة عبد الله بن محمد بن عبد الكريم الصنعاني ، قال : حدثني إبراهيم بن عقيل عن أبيه عن وهب بن منبه ، عن جابر بن عبد الله ، قال : «لقي ذو القرنين ملكا من الملائكة فقال له ذو القرنين : علمني كلمات أزداد بها يقينا ، قال : إنك لن تطيق ، قال : أرجو أن يطوّقني ربي. قال : «فلا تهتم لغد ، واعمل في اليوم لغد ، وإن آتاك الله مالا وسلطانا فلا تفرح به ، وإن آتاك غير ذلك فلا تأس عليه ، وكن حسن الظن بالله تعالى ، وإياك والعجلة فإنه من عجل أخطأ حظه ، وإياك والعتب / والغضب فإن إبليس لعنه الله أقوى ما يكون على المؤمن ؛ إذا غضب ، وضع يدك على قلبك ، فما أحببت أن يصنع بك فاصنعه بغيرك».

عبد الله ، قال : كان وهب يقول : خلق الإيمان عريانا فلباسه وزينته الحياء ، وماله العفة.

قال : [وبلغني](٢) عن وهب وعن غيره قال : «ثلاث من لم يكنّ فيه فلا يحتسب بشيء من [دينه](٣) : تقوى تحجره عن المعاصي ، وحلم يكف به عن السفه ، وخلق يعيش به في الناس».

عبد الله عن شيخ قد أدرك وهبا ، قال : سمعت وهبا يقول : «من كان بينه وبين أخيه مظلمة فتوضأ وصلى ركعتين ثم استغفر له ، خرج من ذنوبه كيوم

__________________

(١) حد ، صف : «الصدلي».

(٢) من : حد ، صف.

(٣) من : حد ، صف ، س.

٤٤٢

ولدته أمه».

قال عبد الله (١) : وحدثني من أثق به قال : من ترك درهما حراما أعاضه الله به أربعين درهما حلالا ، ومن أخذ درهما حراما محق الله تعالى منه أربعين درهما حلالا (٢).

قال عبد الله : وبلغني عن وهب قال : «ذكر له أي الأعمال أفضل قال : وذكر عنده الصلاة وأعمال من الخير ، فقال : كل ذلك حسن. وليس به (٣).

قيل : فما هو؟ قال : يكون بينك وبين أخيك شيء فتستغفر له ، قال الله تعالى : (وَما يُلَقَّاها إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَما يُلَقَّاها إِلَّا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ)(٤) والحظ العظيم : الجنة.

عبد الله عن إبراهيم بن مسلم ، عن وهب قال : «كان خشبة اللص وخشبة عيسى [التي تشبه لهم](٥) مقرونتين».

عبد الله عن أبيه عن وهب ، قال : «لّما رأى إبراهيم عليه‌السلام ملكوت السماء لم يسأل عن شيء من الأرض إلا عن غوطة دمشق ، وعن جنتي سبأ بمأرب».

عن وهب قال : «لّما أخذت اليهود عيسى عليه‌السلام فهذا يدفعه وهذا يدحاه بيده ، وهذا يتعنته ، يقول : إن كنت نبيا [فأخبرني](٦) من أبي ، وهو يقول : اللهم اغفر لهم فإنهم لا يعلمون».

__________________

(١) حد : «عبد الرحمن».

(٢) ليست في : حد ، صف ، س.

(٣) كذا الأصول ، وفيه سقط واضح لم نستطع استظهاره.

(٤) فصلت : ٤١ / ٣٥

(٥) من : حد ، صف.

(٦) من : حد ، صف ، س.

٤٤٣

قال : وسمعت وهبا يقول في تفسير هذه الآيات (بِرَبِّ الْمَشارِقِ وَالْمَغارِبِ)(١) [قال : هي كل يوم في كوة ، يعني منزلة ، فهذه المشارق والمغارب](٢).

قال : وفي قوله تعالى : (رَبُّ الْمَشْرِقَيْنِ وَرَبُّ الْمَغْرِبَيْنِ)(٣) قال : للشمس نهاية تنتهي إليها في الشتاء ، ثم ترجع ، ونهاية تنتهي إليها في الصيف ثم ترجع ، فهذان المشرقان ، ولها نهاية تنتهي إليها في غروبها في الشتاء ونهاية تنتهي إليها في غروبها في الصيف فهذان المغربان».

وفي قوله تعالى : (رَبُّ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ) [وما بينهما](٤) قال : هي المنازل ، كل يوم في منزلة.

وقال تعالى : (رَبُّ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ)(٥) قال : «استواء الليل والنهار».

__________________

(١) المعارج : ٧٠ / ٤٠ (فَلا أُقْسِمُ بِرَبِّ الْمَشارِقِ وَالْمَغارِبِ إِنَّا لَقادِرُونَ) ، وانظر تفسير الطبري ٢٩ ـ ٨٧

(٢) من : حد ، صف ، س.

(٣) الرحمن : ٥٥ / ١٧ ، وانظر تفسير الطبري ٢٧ ـ ١٢٧

(٤) الشعراء : ٢٦ / ٢٨ (قالَ رَبُّ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَما بَيْنَهُما إِنْ كُنْتُمْ تَعْقِلُونَ) ، وانظر تفسير الطبري ١٩ / ٦٩ ـ ٧٠

(٥) المزمل : ٧٣ / ٩ ، وتمامها : (... لا إِلهَ إِلَّا هُوَ فَاتَّخِذْهُ وَكِيلاً) ، وانظر تفسير الطبري ٢٩ / ١٣٣

٤٤٤

حديث وهب عن طاوس

/ أبو جعفر الطبري ، أبو شرحبيل الحمصي ، سليمان بن سلمة ، المؤمّل بن سعيد بن يوسف الرحبي ، أبو المعلّى أسد بن وداعة الطائي ، وهب بن منبه ، عن طاوس (١) بن كيسان ، عن ثوبان قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «احذروا فراسة المؤمن فإنه ينظر بنور الله وينظر بتوفيق الله سبحانه» (٢).

__________________

(١) با ، س : «عطاء» ، والتصحيح من : حد ، صف ، والسياق.

(٢) الجامع الصغير للسيوطي ١ / ١٢

٤٤٥

ذكر حديث وهب في سكنى البادية (١)

واتباع الصّيد وإتيان أبواب الأمراء

أخبرني أبو بكر ، أحمد بن محمد ، قال : محمد بن الحسن الأنباري ، قال ، الدولابي قال ، صفوان ، الوليد ، قال ، سعيد (٢) بن عبد العزيز ، قال : قال ابن عباس : [«من أمكنه الوسائد](٣) فقد وجب عليه النصيحة ، الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر».

قال أبو عبد الملك صفوان : أتيت الفريابي بكتاب الوليد فلمّا فرغنا من حاجتنا عنده قلت له : اكتب جواب كتاب الوليد ، فقال له : قل : حدثنا سفيان الثوري عن أبي موسى عن وهب بن منبه عن ابن عباس قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «من تبع الصيد غفل ، ومن سكن البادية جفا ، ومن أتى السلطان افتتن» (٤) ، وذكر الحديث إلى آخره.

وأخبرني عطية بن سعيد الأندلسي ـ لقيته بمكة ـ قال : أخبرني محمد بن الحكم قال أبو (٥) محمد ، قال أبو عيسى الترمذي ، محمد بن بشار ، قال عبد الرحمن بن مهدي ، قال سفيان عن أبي موسى عن وهب بن منبه ، عن ابن عباس ، عن

__________________

(١) با : «سكنى البلاد البادية» ولا معنى لها.

(٢) من : حد ، صف. وفي بقية النسخ : «شعبة بن عبد العزيز» والسند غير متصل.

(٣) من : حد ، صف.

(٤) الحديث : كذا أورده الترمذي مع تقديم جملة على أخرى ٤ / ٥٢٣ ، وأحمد بن حنبل ١ / ٣٥٧ ، وأبو داود ٢ / ١٠٠ ، والنسائي ٧ / ١٧٢

(٥) ليست في : حد ، صف.

٤٤٦

النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : «من سكن البادية جفا ، ومن اتبع الصيد غفل ، ومن أتى باب السلطان افتتن» (١).

أبو عيسى ، قال أبو بكر بن أبي النضر : قال علي بن الحسن ، عن عبد الله بن المبارك ، عن معمر عن سماك بن الفضل عن وهب بن منبه» عن عبد الله بن عمرو أن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال له : «اقرأ القرآن في أربعين» (٢).

وقد روى بعضهم عن معمر عن سماك بن الفضل ، عن وهب بن منبه ، أن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم أمر عبد الله بن عمرو أن يقرأ القرآن في أربعين ، وهذا حديث حسن غريب (٣).

__________________

(١) الترمذي ٤ / ٥٢٣ ، وأورده أحمد في تاريخه (العلل ومعرفة الرجال) ١ / ٢٩٦ برقم ١٩٢٣ : عن وهب بن منبه عن ابن عباس عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم «من سكن البدو جفا» فقط.

(٢) أخرجه الترمذي ٥ / ١٩٧

(٣) سنن الترمذي ٥ / ١٩٧

٤٤٧

ذكر عبد الرحمن بن وهب

وجدت بخط هشام (١) بن يوسف القاضي عن عبد الرحمن بن وهب عن أبيه وهب بن منبه قال / : «كتب عمر بن عبد العزيز في رجل من أهل صنعاء كان انتفى من ولده أن يلحق به وأن يسجن حتى يكون هو مخرجه ، وأن يذكر به في الأشهر».

«وكتب في رجل قتل عبدا أن يغرم ثمنه ويسجن فلا يرسل حتى يأمر بإطلاقه ، وأن يذكر به».

«وكتب في زياد العدني يوم قتل السحى أن يوثق».

قال : «وكتب أيضا في رجل أغار مع قوم فقتلوا رجلا ، وعقروا دوابا أن يضمن الحديد حتى يحكم الله تعالى فيه ، وأن يقضى من أموالهم ما أصابوا من عقر تلك الدواب».

__________________

(١) با ، س : «عبد الرحمن» ، وما أثبتناه من : حد ، صف ؛ وهو الصحيح.

٤٤٨

ذكر عبد الله بن وهب ، وذكر وفاة وهب بن منبه

عبد الرزاق قال : أخبره أبوه ، قال : عبد الله بن وهب بن منبه ، قال : خرجت في أول ما حججت فأمرني أبي بالمتعة ، فلمّا قدمت مكة دخلت على عطاء بن أبي رباح فذكرت ذلك له ، فقال : أصاب أبوك.

ابن عبد الوارث ، حدثني ميمون ، قال عبد الله بن إبراهيم عن أبيه ، قال عبد الله بن وهب لأبيه وهب : سمعت أبا خليفة [وكان](١) قرأ على علي بن أبي طالب ـ رضي‌الله‌عنه ـ القرآن ؛ قال : لا تغبطنّ فاجرا بنعمة ، رحب الذراعين بالذم ، فإن له عند الله قائلا لا يموت ، [قال وهب لابنه : فهلا سألته : ما قائلا لا يموت؟](٢) فرجع إلى أبي خليفة ، فقال له : ما القائل الذي لا يموت؟ (قال : الذي أرسلك أفقه منك ، قال : جهنم لا يموت فيها ولا يحيا) (٣) وبسنده هذا عن أبي خليفة ، عن علي رضي‌الله‌عنه عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال «إن الله رفيق يحب الرفق ، ويعطي على الرفق ما لا يعطي على العنف» (٤).

قال الشيخ ابن عبد الوارث ، قال الكشوري : كان أبو خليفة كوفيا وقدم صنعاء ومسجده الخراب مقابل دار وهب بن منبه في ناحية القطيع.

__________________

(١) من : حد ، صف.

(٢) نهاية الخرم في مب الذي أشرنا إليه ص ٤٤٠. وما بين القوسين ساقط في حد.

(٣) الجامع الصغير ١ / ٧٠ باختلاف يسير في اللفظ ، وأخرجه السيوطي في الفتح الكبير بإسناد مختلف ١ / ٣٣٦

٤٤٩

ذكر حديث عبد الملك بن عبد الحميد بن حشك عن وهب (١)

أخبرني عباس بن محمد (٢) بن إسحاق ، قال : أخبرني أبي ، قال : أخبرني (٣) علي بن الحسن قال : محمد بن عبد الرحيم (٤) ، قال : رباح بن زيد ، قال : حدثني عبد الملك بن عبد الحميد بن حشك عن وهب بن منبه أنه قال : «للعلم طغيان كطغيان المال».

حدثني أحمد بن أبي يحيى ، قال أحمد بن عبد الله بن جوتي ، قال علي بن الحسن / ، قال عبد الله بن أحمد بن عبد الصمد بن معقل بن منبه قال : حدثني أبي ، قال : حدثني أبوه وغيره أن وهبا مات سنة أربع عشرة ومئة.

قال الشيخ ابن عبد الوارث : هذا يدل أن همّاما أخا وهب مات بعد وهب (٥) ، لأن معمر روى عن همّام ، ولم يرو عن وهب بن منبه ، ومات وهب وهو ابن ثمانين سنة ، ومات سنة أربع عشرة ومئة.

__________________

(١) حد ، صف : «ذكد عبد الملك بن حسك عن وهب». س : «عبد الملك بن حسك عن وهب». مب : «ذكر عبد الله الملك بن حسك عن وهب».

(٢) حد : «عباس بن إسحاق».

(٣) ليست في حد.

(٤) با ، س : «عبد الرحمن» وما أثبتناه من : حد ، صف ، مب.

(٥) مات همام بن منبه سنة ١٣٢ ه‍.

٤٥٠

ذكر رواية همّام بن منبه اليماني أخي وهب بن منبه اليماني (١)

وأمّا همّام بن منبه فكان يروي عن أبي هريرة وله عنه رواية كثيرة (٢) مستفيضة ، صحيحة معروفة الأسانيد الصحيحة ؛ عند نقلة الآثار ، مقدما مشهورا ، وجعل حديثه في الصحيحين ، وهو أكثر من أن نحصيه ولكن نذكر منه طرفا إن شاء الله.

روي أن رجلا لقيه بمكة فقال : أنت همّام بن منبه أخو وهب؟ فقال له همّام : وهب أخي! يرجح نفسه بذلك.

وكان همّام آخر إخوته موتا. مات وهب (٣) ، ثم معقل ، ثم غيلان ثم همّام ، فكان آخرهم موتا ، وروي أن عبد الرزاق أدركه [وهو](٤) شيخ [فان](٥) ، سمع منه حديثا واحدا ، وقد روى وهب عن أخيه همّام أحاديث عدة.

أخبرني عطية بن سعيد بمكة ، قال : حدثنا محمد بن الحكم عن محمد بن جماهر ، قال : أبو عيسى ، قال سفيان عن عمرو بن دينار عن وهب بن منبه عن أخيه همام بن منبه ، عن أبي هريرة قال (٦) : ليس أحد أكثر حديثا عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم مني إلّا عبد الله بن عمرو فإنه كان يكتب وكنت (٧) لا أكتب.

__________________

(١) ليست في حد.

(٢) ليست في مب.

(٣) سنة ١١٤ ه‍ كما تقدم.

(٤) التكملة من : حد ، صف. وفي الأصل با وس : «أدركه شيخا قال».

(٥) الأصل با ، س ، مب ، صف : «قال قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم» ولا معنى لها ، والتصحيح من حد وحدها.

(٦) ليست في حد ، وانظره في فتح الباري ١ / ٢١٧ ، والترمذي ٥ / ٦٨٦

٤٥١

سويد بن نصر عن ابن المبارك عن معمر عن همّام بن منبه عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم «أول زمرة تلج (١) الجنة صورهم على صورة القمر ليلة البدر ، لا يتمخطون ، ولا يتغيطون ، آنيتهم فيها الذهب والفضة (٢) ومجامرهم اللؤلؤ ، وريحهم المسك ، ولكل واحد منهم زوجتان يرى مخ سوقهما من وراء اللحم من الحسن ، لا اختلاف بينهم ولا تباغض ، قلوبهم قلب رجل واحد ، يسبحون الله بكرة وعشيا». قال أبو عيسى : هذا حديث حسن.

قال أبو عيسى عن محمود بن غيلان عن عبد الرزاق عن معمر عن همّام عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «لا تقوم الساعة حتى ينبعث دجالون كذابون قريب من ثلاثين ، كلهم يزعم أنه رسول الله» (٣).

أبو عيسى عن يحيى بن موسى عن عبد الرزاق / معمر عن همّام ، عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «إنما سمي الخضر لأنه جلس على فروة بيضاء (٤) فاهتزت تحته خضراء».

أبو عيسى ، سويد عن عبد الله عن معمر ، عن همّام بن منبه ، عن أبي هريرة عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : «ناركم هذه التي توقدون جزء واحد من سبعين جزءا من حرّ نار جهنم ، قالوا : والله إن كانت لكافية يا رسول الله ، قال فإنها فضلت بتسعة وستين جزءا (٥) كلها مثل حرها».

__________________

(١) با وحدها : «ترد» ، وانظره في صحيفة همام بن منبه ص ٤١ مع اختلاف يسير باللفظ ، وكذلك أخرجه الترمذي ٤ / ٦٧٨ وقال «هذا حديث صحيح».

(٢) ليست في حد.

(٣) ليست في س. وانظره في صحيفة همام بن منبه ص ٣٢ وأخرجه الترمذي ٤ / ٤٩٨

(٤) الأصول كلها : «فرضه سبأ» ، والتصحيح من صحيفة همام ص ٤٤ وسنن الترمذي ٥ / ٣١٣

(٥) مب : «جزءا من حر نار جهنم كلها ..» ، وانظره في صحيفة همام بن منبه ص ٣٠ مع اختلاف يسير باللفظ ، وأخرجه الترمذي بنصه ٤ / ٧٠٩ ـ ٧١٠

٤٥٢

أبو عيسى عن عبد الرزاق عن معمر عن همّام عن أبي هريرة قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم في قوله تعالى : (ادْخُلُوا الْبابَ سُجَّداً)(١) قال : «دخلوا مترجفين على أوراكهم».

وبهذا الإسناد عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم (فَبَدَّلَ الَّذِينَ ظَلَمُوا قَوْلاً غَيْرَ الَّذِي قِيلَ لَهُمْ)(٢).

أبو عيسى عن سويد بن نصر عن عبد الله عن معمر عن همّام عن أبي هريرة عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : «يسلّم الصغير على الكبير والمار على القاعد والقليل على الكثير» (٣).

__________________

(١) النساء : ٤ / ١٥٤ (وَرَفَعْنا فَوْقَهُمُ الطُّورَ بِمِيثاقِهِمْ وَقُلْنا لَهُمُ ادْخُلُوا الْبابَ سُجَّداً وَقُلْنا لَهُمْ لا تَعْدُوا فِي السَّبْتِ وَأَخَذْنا مِنْهُمْ مِيثاقاً غَلِيظاً).

(٢) البقرة : ٢ / ٥٩ ، وتمامها : (... فَأَنْزَلْنا عَلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا رِجْزاً مِنَ السَّماءِ بِما كانُوا يَفْسُقُونَ) ، وانظر الحديث في سنن الترمذي ٥ / ٢٠٥ ، وورد في صحيفة همام ص ٤٤ برواية مختلفة.

(٣) صحيفة همام بن منبه ص ٣٥ ، وأخرجه الترمذي ٥ / ٦٢

٤٥٣

عقيل عن همّام

هشام بن يوسف عن عقيل عن همّام بن منبه قال : سمعته يقول : كانت حجرات النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم مطلة على المسجد ، وكان عمر بن الخطاب رضي‌الله‌عنه جالسا في حلقة في المسجد معه عبد الرحمن بن عوف (١) (فاطلعت حفصة فرأت أعرابيا عمد إلى الحلقة فسلم على عبد الرحمن بن عوف) (٢) ؛ قال : السلام عليك يا أمير المؤمنين ورحمة الله وبركاته ، قال عبد الرحمن : هذا أمير المؤمنين! وأشار إلى عمر ، وكان عمر إذا انصرف من المغرب مرّ بأبواب أزواج النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم يسلم عليهن ، فمرّ بباب حفصة فقامت إليه فقالت : يا أمير المؤمنين! رأيت أن أذكر لك شيئا فلا تصفه إلّا على النصح ؛ إني رأيت النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم يلبس أحسن ما كان يقدر عليه من لباس وأن الله تعالى قد فتح عليك ، فإن رأيت أن تلبس لباسا حسنا ، فإنه أبهى ، يعني أنه يزيد في العين ، فقلت (٣) : قال : وما رأيت يا بنية؟ قالت : رأيت أعرابيا دخل فشهد عبد الرحمن بن عوف فسلم عليه ، قال : ما في ما قلت بأس ، ولكن كنت أنا وصاحباي على طريق فوعدتهما طريق (٤) المنزل فأخاف إن سلكت غير طريقهما أن لا أوافي منزلهما.

ابن عبد الوارث ، قال : حدثني الكشوري ، قال : حدثني محمد بن يوسف الحذاقي ، قال : حدثني يحيى بن عبد الصمد ، قال : حدثني غير واحد (٥) من

__________________

(١) «بن عوف» ليست في مب.

(٢) ما بين القوسين ساقط في س.

(٣) ليست في حد.

(٤) ليست في : حد ، صف ، مب.

(٥) «غير واحد» ساقطة في حد.

٤٥٤

أشياخنا منهم : عقبة (١) بن همّام ، عن همّام بن منبه ، وكان ربما وضعت له طنفسة عند باب سعيد بن أحمد ، فيقعد عليها ، وكان قد ذهب بصره ، فأتاه نفر / من بني داب فقال : سكنتم فقروا ، قالوا : نعم يا أبا قدامة ، قال : قلتم لبننا وما شيتنا وحطبنا ، وما نحتاج إليه ، قالوا : نعم ، قال (٢) : فلا تفعلوا ، لا تدعوا القرار ، فإن أبا هريرة أخبرني أن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : «من سكن البادية ساق الله إليه رزق أهل البادية ، ومن سكن القرار ساق الله إليه رزق أهل القرار» (٣). قلت له : أخبرك من سمع همّاما؟ قال : نعم ، وقد أدركت أبا همام.

حدثني الحسين بن محمد عن الدبري عن عبد الرزاق ، عن عقيل بن معقل أن همّام بن منبه أخبره ، قال : سألت ابن عمر (٤) عن النبيذ فقلت : يا أبا عبد الرحمن هذا الشراب ما تقول فيه؟ قال : كل مسكر حرام ، قال : قلت فإن شربت من الخمر ولم أسكر ، قال : أف أف (٥) ، ما بال الخمر! وغضب ، قال : فتركته حتى انبسط ، وأسفر وجهه ، وحدّث من كان حوله ، فقلت : يا أبا عبد الرحمن إنك بقية من قد عرفت وقد يأتي الراكب فيسألك عن الشيء فيأخذ بذنب (٦) الكلمة يضرب بها في الآفاق ، فيقول ؛ قال ابن عمر كذا أو كذا ، فقال : أعراقي؟ فقلت : لا ، قال فممن أنت؟ قلت : من أهل اليمن ، قال : أمّا الخمر فحرام [لا سبيل](٧) إليها ، وأمّا ما سواها من الأشربة فكل مسكر حرام.

حدثني محمد بن الحسين بن يوسف الأصبهاني ، قال أبو عثمان سعيد بن

__________________

(١) مب : «عقبة بن سالم بن همام».

(٢) ليست في مب.

(٣) القرار : الإقامة في المسكن. ولم نهتد إلى تخريج هذا الحديث بما في أيدينا من مصادر.

(٤) حد : «سألت أبي».

(٥) مب : «أف أف لك».

(٦) بدلها في مب : «منك».

(٧) من بقية النسخ.

٤٥٥

محمد بن سعيد الموصلي ، قال أبو بكر السفلي بالبصرة عن عبد الله بن أحمد عن أحمد بن حنبل ، ابن المبارك ، عن معمر عن همّام بن منبه ، عن أبي هريرة عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : «من يكلم في سبيل الله ، والله أعلم بمن يكلم في سبيله ، يجيء يوم القيامة كهيئته ، اللون لون دم ، والعرف عرف مسك» (١).

حدثني أحمد بن يحيى ، قال أحمد بن عبد الله بن جوتي (٢) قال : محمد بن يوسف الحذاقي عن عبد الرزاق قال : سمعت معمرا وأبي وغيره يحدثون عن همّام بن منبه أنه جلس في حلقة ابن الزبير بمكة فقال رجل له من قريش : ما فعلت عجوزكم؟ وكان رجلا من الأبناء بنجران يقال له حنش كوسج وكانوا يعظمونه فأراد [أن](٣) يحفظه ، فقال همّام : عجوزنا أسلمت مع سليمان لله رب العالمين وعجوزكم حمالة الحطب في جيدها حبل من مسد (٤). قال : فنظر إليه ابن الزبير وقال : ويحك! أتدري من تعرضته؟!.

__________________

(١) في مسند أحمد بن حنبل ٢ / ٣١٧ : «كل كلم يكلمه المسلم في سبيل الله ثم يكون يوم القيامة كهيئتها إذا طعنت تتفجر دما اللون لون الدم والعرف عرف المسك» ، وورد في صحيح مسلم ٢ / ١٤٥ جزء من حديث طويل مع اختلاف يسير باللفظ ، وانظر صحيح البخاري ١ / ٦٨ ، وانظره في صحيفة همام بن منبه ص ٤٢

(٢) كذا في الأصل با ، س. «أحمد بن عبد» ليست في حد وفي صف ، مب : «أحمد بن عبد الله» وهو الصواب ، فهو : «أحمد بن عبد الله بن محمد بن إسحاق بن جوتي» كما سبق في ص ٤٥٠ س ٦

(٣) من : حد ، صف.

(٤) سبق أن نسب هذا القول إلى وهب بن منبه أخي همام ، انظر ما سبق ص ٤٠٦

٤٥٦

[وفاة همّام بن منبه](١)

حدثني الكشوري ، قال محمد بن يوسف : توفي همّام في ولاية عمر بن عبد الحميد بن عبد الرحمن بن زيد بن الخطاب العدوي (٢) ، وهو أول من ولي صنعاء لبني العباس وصلّى على همّام.

وكان على جنازة همّام ثوب حبرة فلما أدخلوه القبر أرادوا أن يلقوه في التراب ، فقال : لا تفعلوا! إنما كفن الميت الكفن الذي كفن فيه في منزله.

/ قال : وهو الذي بوّب أبواب المسجد الجامع بصنعاء ، وكانت ولايته في سنة اثنتين وثلاثين ومئة ، أو سنة ثلاث وثلاثين ومئة وهذا كله للحذاقي.

__________________

(١) لم يذكر هذا العنوان في النسخ كلها وأضفناه على طريقة المؤلف.

(٢) حد ، صف ، مب : «في ولاية عبد الحميد وهو أول ...» فقط. كان أول الولاة للعباسيين على اليمن عم السفاح (داود بن علي بن عبد الله بن العباس) وكان على اليمن والحجاز فأناب عنه في صنعاء عمر بن عبد الحميد المشار إليه إلا أن ولاية داود لم تدم طويلا فقد توفي في العام التالي ١٣٣ ه‍ وخلفه محمد بن زياد بن عبيد الله بن عبد المدان الحارثي. انظر غاية الأماني ١٢٧ ـ ١٢٨ ، وزمباور ١٧٦ ، وفي تاريخ خليفة بن خياط ٢ / ٦٣١ يكرر بأن عمر بن عبد الحميد الخطابي ولي اليمن في خلافة أبي العباس بعد أن وضعه بعد ولاية داود بن علي وبعده آخرون.

٤٥٧

ذكر عبد الرحمن بن يزيد وروايته

وعبد الرحمن بن يزيد كان زاهدا فاضلا مذكّرا واعظا ، وكان يقص ويخلف إمام الصلاة عند غيبته ، وشغله في المسجد الجامع بصنعاء.

وكان قد لقي عبد الله بن عمر بن الخطاب وأخذ عنه علما كثيرا وله رواية عنه مشهورة في الأخبار وصحيح الآثار.

وقد روى عنه هشام بن يوسف قاضي صنعاء.

أخبرني عطية بن سعيد بن عبد الله الأندلسي ـ لقيته في المحرم بمكة ـ سنة ست وأربع مئة ، قال : أخبرني (١) أبو جعفر محمد بن حكم ، بالشاس ، قال : محمد بن جماهر ، قال : حدثنا أبو عيسى محمد بن سورة قال العباس بن عبد العظيم ، قال عبد الرزاق ، قال عبد الله بن بحير عن عبد الرحمن بن يزيد الصنعاني ، قال : سمعت ابن عمر يقول : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «من سرّه أن ينظر يوم القيامة إليّ فليقرأ : (إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ)(٢) و (إِذَا السَّماءُ انْفَطَرَتْ)(٣) و (إِذَا السَّماءُ انْشَقَّتْ)(٤)».

قال الوليد بن يزيد ، قال محمد بن عوسجة ؛ أخبرني عبد الرحمن (بن هشام بن يوسف عن أبيه ، قال : وذكر عبد الرحمن) (٥) بن عمر بن

__________________

(١) ليست في حد.

(٢) التكوير : ٨١ / ١.

(٣) الانفطار : ٨٢ / ١.

(٤) الانشقاق : ٨٤ / ١ ، وانظر الحديث في سنن الترمذي ٥ / ٤٣٣ مع اختلاف باللفظ يسير.

(٥) ما بين القوسين ساقط في مب.

٤٥٨

عبد الرحمن بن يزيد عن أبيه عن جده عن عبد الله بن عمر بن الخطاب أنه قال له : «يا أخا الأبناء! أمّا إن سورة الجمعة أنزلت فينا وفيكم في قتلكم الكذاب ، ثم قرأ عليه حتى بلغ في القراءة : (وَآخَرِينَ مِنْهُمْ لَمَّا يَلْحَقُوا بِهِمْ)(١) ، قال : هم أنتم»!

حدثني عطية قال : أخبرني محمد بن الحكم عن محمد بن جماهر ، قال : أبو عيسى عن وكيع ، عن جرير عن الحسن بن عبيد الله عن إبراهيم بن سويد عن عبد الرحمن بن يزيد عن عبد الله قال : كان النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم إذا أمسى قال : «أمسينا وأمسى الملك لله ، والحمد لله ولا إله إلا الله وحده لا شريك له ، ـ أراه قال فيها : ـ له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير ، أسألك خير هذه الليلة وخير ما بعدها ، وأعوذ بك من شر هذه الليلة وشر ما بعدها وأعوذ بك من الكسل وسوء الكبر ، وأعوذ بك من عذاب النار ، وعذاب القبر ، وإذا أصبح قال ذلك أيضا (٢).

__________________

(١) الجمعة : ٦٢ / ٣ ، وتمامها : (... وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ)

(٢) سنن الترمذي ٥ / ٤٦٦

٤٥٩

ذكر زياد بن فيروز الديلمي

/ وجدت بخط القاضي هشام بن يوسف القاضي عن النعمان بن الزبير الصنعاني ، عن أبي صالح الأحمسي عن مرّ المؤذن عن فيروز الديلمي أنه قال : إنه كان عند عمر ، فقرب إليه طعام غثّ فلم يأكل منه (١) فيروز فقال : استنكرته على خبز الماقر (٢) وفسيل (٣) ضلع.

عمران أبو الهذيل عن زياد بن فيروز أنه سأل ابن عمر عن آداء الزكاة إلى الأمراء فقال : «لا تزكيّن إليهم ولا تصلّ معهم».

__________________

(١) ليست في بقية النسخ.

(٢) الأصول كلها «الماف» ، انظر الحاشية رقم (١) ص ٢٣١

(٣) ليست في مب.

٤٦٠