تاريخ مدينة صنعاء

أحمد بن عبد الله بن محمّد الرازي

تاريخ مدينة صنعاء

المؤلف:

أحمد بن عبد الله بن محمّد الرازي


المحقق: الدكتور حسين بن عبد الله العمري
الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: دار الفكر ـ دمشق
الطبعة: ٣
الصفحات: ٧٢٤

عبد الرزاق ، محمد بن راشد قال : خرجنا حجّاجا في أول ما حججنا فدخلنا على عطاء بن أبي رباح فقال لنا : هل تمتعتم؟ قلنا : لا ، قال : إنا لله (١) هي كانت أحب إلي منكم من عمرة (٢) لو خرجتم بها من بلادكم.

/ عبد العزيز قال : سألت عطاء بن أبي رباح عن قوم يشهدون على الناس بالشرك والكفر ، فأنكر ذلك فيها ، ثم قال : «وأنا أقرأ عليكم نعت المؤمنين (٣) ، ونعت الكافرين ونعت المنافقين ؛ ثم قرأ : بسم الله الرحمن الرحيم. (الم ذلِكَ الْكِتابُ لا رَيْبَ فِيهِ هُدىً لِلْمُتَّقِينَ) إلى قوله تعالى (فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ فَزادَهُمُ اللهُ مَرَضاً وَلَهُمْ عَذابٌ أَلِيمٌ)(٤).

ثم قال : هذا نعت المؤمنين (٥) ، وهذا نعت الكافرين (٦) ، وهذا نعت المنافقين (٧)».

وكان عطاء يقول : «إن من كان قبلكم كانوا يكرهون فضول الكلام

__________________

(١) حد ، زيادة : «وإنا إليه راجعون».

(٢) حد : «أحب إلي مالكم لو خرجتم». صف : «أحب إلي لكم من عمرة لو خرجتم».

(٣) با ، س ، مب : «أمير المؤمنين».

(٤) الآيات : بسم الله الرحمن الرحيم. (الم ذلِكَ الْكِتابُ لا رَيْبَ فِيهِ هُدىً لِلْمُتَّقِينَ. الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَمِمَّا رَزَقْناهُمْ يُنْفِقُونَ. وَالَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِما أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَما أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ وَبِالْآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ. أُولئِكَ عَلى هُدىً مِنْ رَبِّهِمْ وَأُولئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ. إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا سَواءٌ عَلَيْهِمْ أَأَنْذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنْذِرْهُمْ لا يُؤْمِنُونَ. خَتَمَ اللهُ عَلى قُلُوبِهِمْ وَعَلى سَمْعِهِمْ وَعَلى أَبْصارِهِمْ غِشاوَةٌ وَلَهُمْ عَذابٌ عَظِيمٌ. وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ آمَنَّا بِاللهِ وَبِالْيَوْمِ الْآخِرِ وَما هُمْ بِمُؤْمِنِينَ. يُخادِعُونَ اللهَ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَما يَخْدَعُونَ إِلَّا أَنْفُسَهُمْ وَما يَشْعُرُونَ. فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ فَزادَهُمُ اللهُ مَرَضاً وَلَهُمْ عَذابٌ أَلِيمٌ بِما كانُوا يَكْذِبُونَ) البقرة : ٢ / ١ ـ ١٠

(٥) الآيات : ١ ـ ٥

(٦) الآيتان ٦ و ٧

(٧) الآيات : ٨ ، ٩ ، ١٠

٤٠١

ويعدون من فضول الكلام ما عدا كتاب الله أن يقرأ ، أو أمر بمعروف ، أو نهي عن منكر ، أو تنطق بحاجتك في معيشتك التي لا بد لك منها ، أتنكرون أن عليكم حافظين كراما كاتبين ، وأن عن اليمين وعن الشمال قعيد ، ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد. أما يستحيي أحدكم وقد نشرت عليه صحيفته التي قد أملأ صدر نهاره أكثر ما فيها. ليس من أمر دينه ولا دنياه».

قال محمد بن المحرم ، سمعت الحسن يقول : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «ثلاث من كن فيه فهو منافق وإن صام وصلى وزعم أنه مسلم ، إذا حدّث كذب وإذا وعد أخلف وإذا اؤتمن خان» (١). فقلت للحسن : يا أبا سعيد ، لئن كان علي لرجل دين فلقيني وتقاضاني وليس عندي وخفت أن يحبسني ويهلكني فوعدته أن أقضيه رأس الهلال فلم أفعل أفمنافق أنا؟ قال : هكذا جاء الحديث.

ثم حدّث عن عبد الرزاق عن ابن عمر أن أباه لما حضره الموت قال : زوجوا فلانا فإني وعدته أن أزوجه ، لا ألقى الله عزوجل بثلث النفاق. قال : فقلت : يا أبا سعيد أو يكون ثلث الرجل منافقا وثلثاه مؤمنا؟ قال : هكذا جاء الحديث. قال : فحججت فلقيت عطاء بن أبي رباح فأخبرته الحديث بالذي سمعته من الحسن ، وبالذي قلت له ، وبالذي قال لي. فقال لي : أعجزت أن تقول له : أخبرني عن إخوة يوسف ألم يعدوا أباهم فخلفوه وحدثوه فكذبوه ، وائتمنهم فخانوه ، فمنافقون هم ، ألم يكونوا أنبياء ؛ أبوهم نبي وجدهم نبي. قال : فقلت لعطاء : يا أبا محمد ، حدثني بأصل النفاق وبأصل هذا الحديث [قال : حدثني جابر بن عبد الله أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم إنما قال هذا الحديث](٢) في المنافقين خاصة الذين حدثوا النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم فكذبوه ؛ وائتمنهم على سره فخانوه / ووعدوا أن

__________________

(١) السيوطي الجامع الصغير ١ / ١٣٨

(٢) من : حد ، صف ، مب.

٤٠٢

يخرجوا معه في الغزو (١) فأخلفوه.

قال : وخرج أبو سفيان من مكة فجاء جبريل إلى النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم فقال : إن أبا سفيان في مكان كذا وكذا ، فاخرجوا إليه واكتموا ، فكتب إليه رجل من المنافقين أن محمدا يريدكم فخذوا حذركم ؛ فأنزل الله تعالى في المنافقين (وَمِنْهُمْ مَنْ عاهَدَ اللهَ)(٢) إلى قوله : (فَأَعْقَبَهُمْ نِفاقاً فِي قُلُوبِهِمْ إِلى يَوْمِ يَلْقَوْنَهُ بِما أَخْلَفُوا اللهَ ما وَعَدُوهُ وَبِما كانُوا يَكْذِبُونَ). فإذا أتيت الحسن فأقرئه السلام (وأخبره بأصل هذا الحديث وبما قلت لك. فقدمت على الحسن فقلت : يا أبا سعيد إن أخاك عطاء يقرئك السلام) (٣) فأخبرته بالحديث الذي حدثت ، وما قال لي ، فأخذ الحسن بيدي فأشالها وقال : يا أهل العراق ، أعجزتم أن تكونوا مثل هذا ، سمع مني حديثا فلم يقبله حتى استنبط أصله ، صدق عطاء هكذا الحديث ؛ وهذا في المنافقين خاصة.

محمد بن إسحاق عن (٤) ميمون عن عبد الله عن أبيه ، إبراهيم بن عمر بن كيسان عن عطاء عن ابن عباس في قوله تعالى : (وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْناً)(٥)

__________________

(١) حدث هذا وبشكل واضح في غزوة تبوك حيث خرج الرسول صلى‌الله‌عليه‌وسلم على رأس جيش إلى تبوك من أرض الشام لقتال بني الأصفر عندما علم بأنهم قد تجمعوا هناك لقتاله ومعهم قبائل من عاملة ولخم وجذام وكان خروجه إليها يوم الإثنين غرة رجب سنة تسع للهجرة وسميت هذه الغزوة بغزوة العسرة وأطلق على جيش الرسول جيش العسرة ، وتعتبر هذه الغزوة امتحانا هاما للمسلمين وإظهار المنافقين من بين صفوفهم.

(٢) التوبة : ٩ / ٧٥ ، وتمامها وما بعدها الآية ٧٦ و ٧٧ : (... لَئِنْ آتانا مِنْ فَضْلِهِ لَنَصَّدَّقَنَّ وَلَنَكُونَنَّ مِنَ الصَّالِحِينَ. فَلَمَّا آتاهُمْ مِنْ فَضْلِهِ بَخِلُوا بِهِ وَتَوَلَّوْا وَهُمْ مُعْرِضُونَ).

(٣) ما بين القوسين ساقط في مب.

(٤) حد ، صف ، مب : «علي» تصحيف.

(٥) البقرة : ٢ / ٨٣ (وَإِذْ أَخَذْنا مِيثاقَ بَنِي إِسْرائِيلَ لا تَعْبُدُونَ إِلَّا اللهَ وَبِالْوالِدَيْنِ إِحْساناً وَذِي الْقُرْبى وَالْيَتامى وَالْمَساكِينِ وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْناً وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكاةَ ثُمَّ تَوَلَّيْتُمْ إِلَّا قَلِيلاً مِنْكُمْ وَأَنْتُمْ مُعْرِضُونَ).

٤٠٣

دخل فيها اليهودي والنصراني.

عبد الله عن أبيه قال : كنت أمرّ بعطاء وهو يقرأ المصحف نظرا ، مصحف إلى الصغر ما هو ، وكان يمسكه بيديه يبسطهما لا يضعه على فخذيه.

عبد الله عن عمه محمد بن عمر قال : كنت أدخل على عطاء بن أبي رباح [إلى بيته](١) أكرم لكرامة أبي ؛ قال : فلم أدخل عليه قط إلا وهو يقرأ نظرا من عمّه.

قال : كان أبي (٢) عمر بن أبي يزيد يقول : إني أعجب من الرجل لم لا يصحب أفضل من يقدر عليه [قال](٣) فكان يصحب عطاء ، ووهب بن منبه ، والمغيرة بن حكيم ، وطلق بن حبيب ، وسعيد بن جبير (٤) ، وهذه الطبقة.

__________________

(١) من بقية النسخ.

(٢) با ، س : «عمي» ولعلها سهو ، والتصحيح من بقية النسخ وهو متفق مع سياق الخبر.

(٣) من : حد ، صف.

(٤) مب : «المسيب».

٤٠٤

ذكر أبي عبد الله وهب بن منبّه بن كامل بن سيج اليماني

الصنعاني (١)

وبصنعاء توفي ، ولمنبّه بن كامل رواية عن معاذ بن جبل. وأصل منبّه من فارس الذين وصلوا إلى اليمن ، وهو أبو وهب بن منبه اليماني. يعد من أهل اليمن ، [قال البخاري : منبه أبو وهب بن منبه يعد في أهل اليمن](٢).

قال إسحاق بن منصور : أملى علينا إسماعيل بن عبد الكريم نسبة وهب بن منبّه فقال : منبه بن كامل بن سيج / بن أنعاس بن أطلاج بن شاه بن كمال بن النجاة بن أسنوي بن شاركوان بن مرزبان بن سعد مرزبان بن دليج مرزبان بن حاماش الملك بن فيروز الملك بن يزدجرد الملك بن بهرام جور الملك بن شاهان شاه الملك بن بهرام الملك بن سابور الجمود الملك بن أزدشير بن بابك بن ساسان الملك بن سده بن ديرشاه بن ساسان بابك بن ساسان الملك.

وإسماعيل بن عبد الكريم الذي رفع هذه النسبة من ولد وهب بن منبه.

قال عبد الرزاق عن أبيه أو عن رجل عن وهب بن منبّه أنه كان إذا قدم مكة على ابن الزّبير أجلسه معه على سريره. فقال رجل ، وقد دخل على ابن الزبير : من هذا الذي أجلسته معك على سريرك؟ فأومأ إليه أن اسكت. قال : وكان وهب لم يكن عليه لحية ، فقال الرجل ولم يصبر : أين أمكم؟ أي أنك امرؤ

__________________

(١) وانظره أيضا في : طبقات خليفة بن خياط ٢ / ٧٣٢. طبقات ابن سعد ٥ / ٥٤٣. طبقات فقهاء اليمن ٥٧. حلية الأولياء ٤ / ٢٣ ـ ٨١.

(٢) من : س ، صف ، مب.

٤٠٥

ليس عليك لحية. فقال وهب مجيبا (١) : هاجرت وأسلمت (٢) مع سليمان لله رب العالمين ، وأمكم (٣) في جيدها حبل من مسد. فخجل الرجل فقال له ابن الزبير : ألم أنهك؟ قال : ومن هذا؟ قال : هذا وهب بن منبه سيّد قومه.

قوله : أمنا هاجرت وأسلمت يعني بلقيس ملكة اليمن وقد انتهى إليها والله أعلم أهو كان على نسبتها (٤) التي ذكر إسماعيل ، أم هو من غيرهم. وقيل : إنه كان من آل الأكاسرة ووقع إلى اليمن ، ولمنبه بن كامل بن السيج رواية عن معاذ بن جبل عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم.

__________________

(١) حد ، صف : «مجيبا له».

(٢) يعني بها الملكة بلقيس التي جاء ذكرها في القرآن الكريم مع سليمان عليه‌السلام في سورة (النمل).

(٣) يعني بها امرأة أبي لهب حمالة الحطب التي ذكرها الله تعالى في كتابه الكريم في سورة (المسد).

(٤) أي من جهة أمه فقد كانت يمانية من حمير.

٤٠٦

حديث منبه بن كامل

قال عمرو بن الحارث : حدثنا عبد الله بن سالم عن الزبيدي ، قال : حدثني عيسى بن يزيد ، أن طاوس أبا عبد الرحمن حدثه أن منبه أبا وهب حدثه يردّه إلى معاذ أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : «إن اليهود قوم حسد» (١).

__________________

(١) لم نهتد إلى تخريج هذا الحديث.

٤٠٧

ذكر أولاد منبه بن كامل (١)

وكان لمنبه بن كامل بن السيج أربعة أولاد :

وهب بن منبه.

وهمّام بن منبه.

ومعقل بن منبه.

وغيلان بن منبه.

(قال أحمد بن حنبل : حدثني غوث بن جابر (٢) بن غيلان بن منبه) (٣) قال : كانوا أربعة إخوة ، أكبرهم وهب. ومعقل ـ أبو عقيل ـ وهمّام ، وغيلان وكان أصغرهم ، وهو جد غوث (٤).

وهو / وهب بن منبه بن كامل بن السيج ، وهو الأسوار.

__________________

(١) «بن كامل» ليست في : مب ، س.

(٢) الأصل با ، س : «خالد» ، والتصحيح من : حد ، صف ، والعلل ومعرفة الرجال لأحمد بن حنبل ١ / ٤٠٠ برقم ٢٦٨٠

(٣) ما بين القوسين ساقط في مب.

(٤) الأصل با ، حد ، صف : «وكان» ، والتصحيح من : س ، مب. ونص الخبر عند الإمام أحمد في العلل ومعرفة الرجال ١ / ٤٠٠ برقم ٢٦٨٠ هو التالي : «وجدت في كتاب أبي بخط يده حدثنا غوث بن جابر بن غيلان بن منبه ، قال : أبو محمد ـ يعني غوث ـ كان لوهب ابنان ممن تزوج وأدرك ؛ عبد الله وعبد الرحمن ، وكانوا أخوة أربعة ، أكبرهم وهب ، ومعقل أبو عقيل ، وهمام ، وغيلان ، وكان أصغرهم وهو جد أبي محمد ، وكان له ثماني بنات ، وقد أراده عروة على القضاء فقضى له وهو وهب بن منبه بن كامل بن سيج وهو الأسوار أو الاسوار. قال أبو محمد : ومات وهب سنة أربع عشرة ، ومكثت الحبشة إحدى وسبعين فيما زعموا يستعبدون حمير».

٤٠٨

وقال غيره : إن منبه لمن ولد أخي قباذ الملك وهم من آل أطلاج ؛ فأما وهب بن منبه فأمه من ولد الخليل الحميري.

حدثني أحمد بن أبي يحيى ، محمد بن يحيى بن أبي يحيى ، قال : حدثنا أحمد بن عبد الله بن جوتي ، قال : علي بن عبد الوارث ، عبد الله بن أحمد بن عبد الصمد بن معقل بن منبه ، قال : حدثني أبي وغيره من أشياخنا قال : سمعت وهبا يقول : قالت أمي رأيتك تتحلم كولدك ابنا من طبيب ـ طبيب بالحميرية الذهب ـ (قال أبو محمد : وكانت من ولد الخليل الحميري وكانت تتكلم بالحميرية.

أحمد بن حنبل قال : حدثني يونس بن عبد الصمد بن معقل ، قال : سمعت أبي يقول : إلينا نقلته أم وهب قالت : رأيتك تتحلم كولدك ابن من طبيب ، والطبيب الذهب بالحميرية) (١). قالت : رأيت (٢) كأني ولدت ولدا من ذهب (٣).

وقد روي أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ذكر وهبا وغيلان فقال : «يكون في أمتي رجل يقال له وهب ؛ يهب الله له الحكمة ، ورجل يقال له غيلان ؛ فتنته على أمتي أشد من فتنة الشيطان» وقال صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «يكون في أمتي رجل بصنعاء يقال له وهب يهب الله له الحكمة» (٤).

__________________

(١) ما بين القوسين ساقط في صف.

(٢) «رأيت» و «ولدا» سقطتا من حد.

(٣) انظر طبقات ابن سعد ٥ / ٣٩٥ ، وانظر رأي الدكتور عبد العزيز الدوري في بحثه في نشأة علم التاريخ عند العرب ص ١٠٨ حول تمجيد آل منبه لوهب.

(٤) انظره في طبقات ابن سعد ٥ / ٥٤٣

٤٠٩

ذكر فضل وهب بن منبّه

أبو محمد ، قال : حدثني محمد بن عبد الله ، قال : حدثني إسماعيل بن عبد الكريم عن أيوب عن ابن وهب عن همام بن منبه أن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم كان مضطجعا في حجر عائشة فمرت به سحابة فقال : «أتدرين أين تريد هذه السحابة يا عائشة؟ قالت : الله ورسوله أعلم ، قال : إلى اليمن ـ موضع يقال له صنعاء يكون فيه وهب ، يهب الله له الحكمة (١).

أبو محمد ، قال : حدثني يوسف بن محمد قال : أخبرني عمرو بن عثمان الضمري قال : حدثني أبو مطر منيع بن ماجد الهمداني بإسناده إلى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم بأنه رأى سحابة فقال لعائشة : «يا عائشة (٢) أتدرين أين تريد هذه السحابة؟ قالت الله ورسوله أعلم ، قال : تريد إلى قرية باليمن يقال لها صنعاء يولد فيها رجل يقال له وهب يؤتيه الله تعالى ثلث حكمة لقمان» (٣).

أبو محمد ، حدثني محمد بن عمرو ، قال : محمد بن الحسن / بن أتش الصنعاني من الأبناء ، قال : إبراهيم بن عمرو عن الوضين ، قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «لا تذهب الدنيا حتى تصير صنعاء أعظم مدينة في العرب يخرج منها وهب يهب الله له الحكمة» (٤).

حدثني أبو الحسن أحمد بن أبي يحيى ، قال : أبو الحسن أحمد بن عبد الله بن محمد بن إسحاق بن جوتي ، علي بن الحسن بن عبد الوارث. أبو المسلم جرير بن المسلم بن جرير ، عبد المجيد بن عبد العزيز بن أبي رواد عن مروان بن سالم عن

__________________

(١) لم نتمكن من تخريج هذا الحديث.

(٢) «يا عائشة» ليست في : حد ، صف.

٤١٠

الأحوص بن حكيم عن خالد بن معدان عن عبادة بن الصامت ، قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «يكون في أمتي رجلان يقال لأحدهما وهب ؛ يهب الله له الحكمة ، ويقال للآخر غيلان ؛ فتنته على أمتي أشد من فتنة الشيطان».

قال وهب : «يأتي على الناس [زمان](١) والرجل الصالح فيهم كالسنبلة في أثر الحاصد وكالعنقاد في أثر القاطف».

أبو محمد ، ابن إسحاق ، علي بن ميمون ، عبد الله بن إبراهيم عن أبيه عن وهب قال : سمعته يقول في أماكن في القرآن في قوله تعالى : (إِلَّا قَلِيلٌ مِنْهُمْ)(٢) قال : «ما كان أقل من المعشار فهو يسمى قليلا». قال : (عبد الله فهو كقوله : خمس ، وربع ، وسدس ، فإذا جاوز عشرا فهو قليل.

قال :) (٣) وأخبرني أبي قال : «المؤمن بين أعداء (٤) أربعة : كافر يقاتله ، ومنافق يبغضه ، وشيطان يضله ، ومؤمن يحسده».

عبد الله قال : قرأت في كتب وهب أو سمعت عن وهب قال عيسى بن مريم عليه‌السلام يقول : «بقدر ما تحرث الأرض تلين وبقدر ما تواضعون ترحمون؟ قال : وقال : «الحق أقول : إن الحكمة لا تدع صاحبها حتى يكون في الناس كالمقة من شاء كنس بها ، أو مثل العلك من شاء مضغه».

قال : وقال أبي : إني ما جلست عند وهب قط ولا عند وهيب بن الورد إلّا حدث لي في الدنيا حال غير الحال الذي كنت عنده.

__________________

(١) من : حد ، صف.

(٢) النساء : ٤ / ٦٦ (وَلَوْ أَنَّا كَتَبْنا عَلَيْهِمْ أَنِ اقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ أَوِ اخْرُجُوا مِنْ دِيارِكُمْ ما فَعَلُوهُ إِلَّا قَلِيلٌ مِنْهُمْ وَلَوْ أَنَّهُمْ فَعَلُوا ما يُوعَظُونَ بِهِ لَكانَ خَيْراً لَهُمْ وَأَشَدَّ تَثْبِيتاً).

(٣) ما بين القوسين ساقط في مب.

(٤) ليست في صف.

٤١١

وقال : قال لي أبي : كان وهب بن منبه يصلي بوضوء العتمة الصبح. وكان وهب ذا فصاحة وبلاغة وموعظة وخطابة بصيرا بالكتب قارئا لجميعها ذا علم وفقه وفضل (١) وخير إن شاء الله تعالى. وكان قد قرأ كتب عبد الله بن سلّام وكعب الأحبار ، وكان قد صحب عبد الله بن عباس قبل أن يكف بصره ، وبعد أن كف بصره ، وكان وهب يأخذ / بيده فيعبر به إلى المسجد الحرام وإلى غيره (٢) ، ويقال : إنه صحبه ثلاث عشرة سنة فأخذ عنه علما كثيرا ، وكان يأذن له عبد الله بن عباس في الكلام في مجلسه والموعظة والتذكرة عما قرأ في الكتب القديمة التي أنزلها الله تعالى (٣) ، وابن عباس يومئذ في فضله وعلمه ترجمان الدين (٤) وبحر العلم ، وكان وهب يقول : «قرأت اثنين وسبعين كتابا نزل من السماء ، وشاركت الناس (في علمهم ، وعلمت كثيرا مما لم يعلم الناس) (٥) ، فوجدت أعلم الناس (بهذا الأمر) (٦) أسكتهم عنه ، ووجدت أجهلهم به أنطقهم به ، ووجدت الناظر فيه كالناظر في شعاع الشمس كلما ازداد فيها نظرا ازداد فيها تحيرا ـ يعني الكلام في قضاء الله وقدره والكلام في الله تعالى وفي صفاته عزوجل».

وكان وهب لا يماري ولا يجادل أحدا من أهل الأهواء والبدع ويقول : «إني لا أخلو من أحد رجلين إما رجل أكون أنا أعلم منه وأدرى منه ؛ فكيف أماري وأجادل من أنا عند نفسي أعلم منه ، أو رجل [يكون](٧) أعلم مني وأدرى ؛ فيكف أماري وأجادل من هو أعلم مني ، فقطعت المراء والجدال لفضل عاقبته».

__________________

(١) ليست في مب.

(٢) «إلى غيره» ليست في حد.

(٣) «التي أنزلها الله تعالى» ليست في حد.

(٤) بدلها في حد ، صف : «القرآن».

(٥) ما بين القوسين ساقط في مب.

(٦) من : حد ، صف ، مب.

٤١٢

ويقول : «إنه ينبغي لكل عاقل أن يكون له أربع آذان (١) [أذنان](٢) سامعتان وأذنان صماوان ، فقيل له : وما الفائدة في ذلك يا أبا عبد الله؟ فقال : أما السامعتان فلكلام العقلاء ، الحكماء (٣) العلماء الفضلاء ، وأما الصماوان فلكلام الجهلاء ، السفهاء ، الآثمة ، الأردياء».

وكان قد ولي القضاء لعمر بن عبد العزيز (٤) بصنعاء ، وكان وهب إمام أهل صنعاء في زمانه ، وكان إماما بصنعاء في قراءة القرآن ، وممن يؤخذ عنهم علم القراءة ، وكان قد قرأ على ابن عباس وغيره من أصحاب رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم وأخذ عنهم علم القراءة ، وقيل : إن الحجاج بن يوسف الثقفي أمر أخاه محمد بن يوسف وهو يومئذ والي صنعاء واليمن ، بعثه عبد الملك بن مروان إلى هنالك وكان واليا على صنعاء والجند (٥) ؛ أن يقرأ على أفضل من يقرأ (٦) عليه ، فقرأ محمد بن يوسف على وهب بن منبه ، ثم إن محمد بن يوسف أمر وهبا أن يقضي (٧) ويعظ أهل بلده ويذكرهم آلاء الله ونعمه ويخبرهم بأخذه ونكاله ، ويخوفهم ويرغبهم ، فكان وهب على قصص الجماعة ، ثم أضاف إليه عبد الرحمن بن يزيد القاضي ، فكان أحدهما يعظ الغداة من بعد صلاة الصبح والآخر بالعشي (٨) من بعد صلاة العصر / وكان الإمام إذا لم يحضر الصلاة صلى عبد الرحمن بن يزيد القاضي وهو على قصص الجماعة. ثم إن محمد بن يوسف أعفاهما عن القصص. وقيل : بل أقر عبد الرحمن

__________________

(١) ليست في : حد ، مب.

(٢) من : حد ، مب.

(٣) ليست في مب.

(٤) دامت خلافة عمر بن عبد العزيز ثلاثين شهرا بويع بدابق يوم الجمعة لعشر خلون من صفر سنة تسع وتسعين وتوفي بدير سمعان لست بقين من رجب سنة إحدى ومئة.

(٥) ولي محمد بن يوسف صنعاء سنة ٧٣ ه‍.

(٦) حد ، صف ، مب : «يقدر».

(٧) ليست في صف.

(٨) ليست في حد.

٤١٣

على القصص وحده وذلك في سنة خمس وسبعين في إمارة عبد الملك بن مروان ، وأقام عبد الملك في إمارته وملكه اثني عشرة سنة (١) وأربعة أشهر وخمسة أيام ، ثم صار الأمر من بعده إلى ابنه سليمان (٢) بن عبد الملك فأقام سنتين وسبعة أشهر وتسعة وعشرين يوما ، ثم صار الأمر إلى عمر بن عبد العزيز فبعث عروة بن محمد السعدي واليا على صنعاء والجند فولى عروة بن محمد [وهب بن منبه القضاء بصنعاء فلم يزل قاضيا في ولاية عروة بن محمد والخليفة عمر بن العزيز](٣) (فكانت ولاية عمر سنتين وخمسة أشهر ثم ولي يزيد بن عبد الملك بعد عمر بن عبد العزيز) (٤) فأقر عروة بن محمد على ولايته سنة. ووهب يومئذ قاضي صنعاء ثم خرج الأمر من يد عروة ، وعزل وهب عن القضاء وذلك في سنة ثلاث ومئة.

وكان وهب يقول : إنه يرى الرؤيا الصادقة فيكون كما (٥) [يراها ، فلما ولي القضاء ذهب ذلك الذي كان يراه.

حدثني أحمد بن أبي يحيى ، محمد بن يحيى بن أبي يحيى (٦) (قال : أحمد بن

__________________

(١) كذا في الأصول. وفي هامش حد تعليقة بخط مخالف نصها : «هذا غلط فإن مدة ملك عبد الملك زيادة على عشرين سنة اللهم إلا أن يريد المصنف مدة ملكه بعد قتل عبد الله بن الزبير» : والمحقق أن مدة عبد الملك بن مروان إحدى وعشرين سنة وشهرا ونصف ، انظر الطبري ٦ / ٤١٨ ، وتاريخ خليفة بن خياط ١ / ٣٨١

(٢) كذا في الأصول. وفي هامش حد تعليقة بخط مخالف نصها : «هذا غلط فالأمر صار بعد عبد الملك إلى ولده الوليد لا إلى سليمان فإنه إنما بويع بعد موت الوليد» وهذا صحيح ؛ انظر المصادر السابقة.

(٣) من : حد ، صف.

(٤) ما بين القوسين ساقط في حد. وحول مدة خلافة عمر بن عبد العزيز انظر ص ٤١٣ الحاشية رقم (٤) ، وحول ولاية السعدي انظر ما سبق ص ٣٧٠ حاشية رقم (٣).

(٥) من هنا بداية خرم في حد ، مقداره ورقة ونصف ؛ آخره في الصفحة ٤٢٠ ؛ انظر الحاشية رقم (١).

(٦) «بن أبي يحيى» ليست في مب.

٤١٤

عبد الله بن جوتي ، قال : حدثنا علي بن عبد الوارث ، قال : حدثني عبد الله بن) (١) أحمد بن عبد الصمد قال : حدثني أبي أحمد قال : حدثني أبي عبد الصمد قال ، قال أصحاب وهب له : يا أبا عبد الله كنت تحدثنا بالرؤيا تراها (٢) فلا تلبث أن تراها كما حدثتنا ، قال : «هيهات ذهب ذلك عني لما وليت القضاء».

وكان وهب يؤم الناس في شهر رمضان ويصلي بهم التراويح ، فإذا فرغ دعا للناس وجهر بالدعاء ، ويجهر (٣) من خلفه بالدعاء.

قال أبو جعفر عبد الله بن عبد الصمد النحوي ، حدثنا عبد الرزاق عن داود بن إبراهيم قال : كنت أسمع المغيرة بن حكيم إذا فرغ من الصلاة دعا فأطال الجلوس ، فإذا أراد أن يقوم قال : اللهم هذا جهدنا وطاقتنا فبلغ عليك البلاغ.

قال داود : وكان وهب بن منبه يوتر بنا في شهر رمضان فإذا رفع رأسه بعد الركوع قال : «اللهم ربنا لك الحمد ، الحمد الدائم السرمد ، حمدا لا يحصيه العدد ، ولا يقطعه الأبد ، كما ينبغي لك أن تحمد ، وكما أنت له أهل ، وكما هو لك علينا» ، قال : ثم يرفع الناس أصواتهم فلا ندري ما يقول.

حدثني القاضي الحسين بن محمد ، قال : حدثني جدي عبد / الأعلى بن محمد ، قال : حدثني جدي الحسين بن عبد الأعلى ، عبد الرزاق بن همّام عن داود بن إبراهيم قال : رأيت وهب بن منبه يرفع يديه في الصلاة إذا كبّر ، وإذا ركع رفع يديه ، (وإذا رفع رأسه من الركوع رفع يديه) (٤) ولا يفعل ذلك في السجود ، قال عبد الرزاق : وأخبرني داود قال : رأيت وهبا يصلي في نعليه.

__________________

(١) ما بين القوسين ساقط في صف.

(٢) ليست في مب.

(٣) صف : «ويجهر بعده من خلفه».

(٤) ما بين القوسين ساقط في مب.

٤١٥

ذكر حجة وهب في سنة المئة والتقائه

مع عطاء والحسن البصري

وحج في هذه السنة عامة الفقهاء والعلماء

أحمد بن حنبل قال : حدثنا عبد الرزاق قال : سمعت أبي يقول : حج عامة الفقهاء عام المئة ، وحج وهب ، فلما صلى العشاء أتاه نفر فيهم عطاء والحسن وهم يريدون أن يذاكروه القدر ، قال : فافتتح في باب من الحمد فلم يزل فيه حتى طلع الفجر ، فافترقوا ولم يسألوه عن شيء.

* * *

٤١٦

دعوة ابن عباس لوهب ومن حج معه

علي بن عبد الوارث ، محمد بن معمر بن أقنونه ، قال محمد بن عبد الرحيم عن أبيه قال : حج الحسن وعكرمة مولى ابن عباس ، ووهب بن منبه ، ونفر من العلماء ، قال : فصنع لهم عطاء (١) طعاما وباتوا عنده ، وقال : ثم تكلم الحسن وغيره ، ثم قالوا لوهب : تكلم ، فاحتبى في ردائه وأخذ في تعظيم الرب تعالى فما زال فيه (٢) حتى حل حبوته لصلاة الصبح ، فقال له عكرمة : يا أبا عبد الله كان لنا في أنفسنا قدر فصغّرتها إلينا.

__________________

(١) ليست في صف.

(٢) «فما زال فيه» ليست في مب.

٤١٧

ذكر كم صحب وهب (١) عبد الله بن عباس وموعظة وهب

أبو محمد قال : حدثني إسحاق بن إبراهيم بن جوتي ، قال : محمد بن عمر بن الرومي البصري قال : حدثني أبو صالح عن أبي يوسف يزيد بن الحكم عن وهب بن منبه قال : «صحبت ابن عباس ثلاث عشرة سنة قبل أن يصاب بصره وبعدما أصيب. فقال لي يوما : يا ابن منبه قدني إلى مجلس (٢) المراء» وكان / قوم يجلسون ما بين باب بني جمح إلى الباب الذي يليه يتكلمون بالجبر والقدر ؛ فوقف عليهم ، فسلّم فردوا عليه‌السلام وقالوا له : ألا تجلس رحمك الله ، قال : لا والله ما أنا بجالس ، أما تعلمون أن لله عبادا سكّتتهم خشية الله من غير عيّ ، وإنهم لهم الفصحاء واللطفاء (٣) ، والنجباء الألباء ، إذا ذكروا عظمة الله طاشت أحلامهم (٤) ، وإذا أشفقوا تبادروا إلى الله بالأعمال الزكية ، قال وهب : فقلت إني قرأت اثنين وسبعين كتابا نزلت من السماء وشاركت الناس في علمهم وعلمت كثيرا مما لم يعلم الناس فوجدت أعلم الناس بهذا الأمر أسكتهم عنه ، ووجدت أجهلهم به أنطقهم به ، ووجدت الناظر فيه كالناظر في شعاع الشمس كلما ازداد فيها نظرا ازداد فيها تحيرا».

وكان وهب قد نقش على فصّ خاتمه : اصمت تسلم ، وأحسن تغنم».

__________________

(١) ليست في صف.

(٢) من صف وحدها وفي بقية النسخ : «مسجد» ، وانظر ما يأتي ص ٤٢١ ـ ٤٢٢

(٣) صف ، مب : «الطلعاء».

(٤) مب : «طاشت قلوبهم وأحلامهم». س : «ألبابهم».

٤١٨

ذكر معرفة من لقي وهب من أصحاب رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم

أبو محمد : حدثنا (١) عمرو بن سهل ، قال : حدثنا محمد بن خالد اليشكري عن عبد المنعم ، قال : إن وهب بن منبه لقي من أصحاب رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم :

عبد الله بن عباس.

وعبد الله بن عمر.

وعبد الله بن عمرو بن العاص.

وأبا هريرة.

والنعمان بن بشير الأنصاري.

وأبا سعيد الخدري.

وعبد الله بن الزبير.

وأنس بن مالك.

وأبا موسى الأشعري.

وعوف بن مالك الأشجعي.

والمغيرة بن شعبة.

والحسن (٢) بن علي.

ومحمد بن الحنفية.

وصحب ابن عباس عشرين سنة.

ولقي كعب الأحبار.

__________________

(١) صف ، مب : «حدثني».

(٢) صف ، مب : «الحسين».

٤١٩

وعبد المنعم هو عبد المنعم بن إدريس ، وهو ابن بنت وهب بن منبه.

قال : أبو محمد ، عبد الله بن أحمد بن عبد الصمد بن معقل بن منبه : حدثني أحمد بن محمد بن صالح الأزرق عن محمد بن بسطام قال : حدثني أبو صالح عن أبي يوسف يزيد بن الحكم عن وهب بن منبه قال : «صحبت ابن عباس ثلاث عشرة سنة قبل أن يصاب بصره ، وبعد ما أصيب».

حدثني أحمد بن محمد بن أبي يحيى ، أحمد بن عبد الله بن جوتي ، قال علي بن الحسن ، قال عبد الصمد وغيره : إن وهبا قرأ كتب عبد الله بن سلام ، وكعب الأحبار.

وقال ابن جوتي ، قال : حدثني عبد الله بن أحمد بن عبد الصمد / ابن معقل ، قال : حدثني أبي قال : حدثني محمد بن داود عن أبيه داود بن قيس ، قال : سمعت وهبا يقول : «لقد قرأت اثنين وتسعين كتابا كلها نزلت من السماء ، اثنين وسبعين منها في الكنائس وعشرين في أيدي الناس لا يعلمها](١) إلّا قليل ، وجدت في كلها (٢) أن من أضاف إلى نفسه شيئا من المشيئة فقد كفر».

قال ابن جوتي ، قال : وحدثني إبراهيم بن برّة ، قال : حدثني سليمان بن أيوب بن هرمز الأصمّ ، قال : أبو السماك الخياط ، قال رباح بن زيد أن عمر بن عبد الرحمن (٣) حدثه أنه سمع وهب بن منبه على منبر صنعاء غير مرة يقول : «قرأت التوراة فوجدت فيها أن الله تبارك وتعالى يقول : أنا خالق الخير ومقدره ، فطوبى لمن قدرته على يديه (٤) من خلقي ، (وأنا خالق الشر ومقدّره ،

__________________

(١) نهاية الخرم في حد. وبداية هذا الخرم في الصفحة (٤١٤).

(٢) كذا الأصول ، ولعلها : «فيها كلها» أو «في كلمها».

(٣) مب : «عبد العزيز».

(٤) «على يديه» ليست في حد.

٤٢٠