تاريخ مدينة صنعاء

أحمد بن عبد الله بن محمّد الرازي

تاريخ مدينة صنعاء

المؤلف:

أحمد بن عبد الله بن محمّد الرازي


المحقق: الدكتور حسين بن عبد الله العمري
الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: دار الفكر ـ دمشق
الطبعة: ٣
الصفحات: ٧٢٤

وقال : بعث إلى النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم ملك لم يعرفه فقال : إن ربّك يخيّرك بين أن تكون نبيا عبدا ، أو نبيا ملكا ، فأشار إليه جبريل عليه‌السلام أن تواضع فقال : [بل](١) نبيا عبدا.

وقال : «مرّ النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم على قوم وهم يتذاكرون ، فقال : ما كنتم تتذاكرون؟ قالوا : كنا نتذاكر الدنيا وهمومها ، ونخشى الفقر ، قال : لكني من الغنى أخوف عليكم من الفقر ، فقالوا : وهل يأتي الخير بالشر؟! فقال النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم أو خير هو» (٢).

وقال صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «لو كان عندي مثل أحد ذهبا لأحببت أن لا تمرّ بي ثلاث وعندي منه شيء إلّا شيء أرصده لدين» (٣).

وقال أبي ، ولا أعلمه إلّا رفعه إلى النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «إن الرّحم شعبة من الرّحمن (٤) تجيء يوم القيامة تتكلم بلسان طلق ذلق ، فمن أشارت إليه بوصل وصله الله ، ومن أشارت إليه بقطع قطعه الله» (٥).

وقال صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «من دخل الجنة نعّم فلا يبؤس ، وخلّد فلا يموت ، ولا يفنى شبابه ولا تبلى ثيابه» (٦).

وقال أبي : «إن أهل الجنة ينكحون النساء ولا يمنون ، ليس فيها مني ولا منيّة» (٧).

__________________

(١) من بقية النسخ وانظر الحديث في مصنف عبد الرزاق ١٠ / ٤١٧

(٢) انظره في مصنف عبد الرزاق ١١ / ٩٨

(٣) انظره في مصنف عبد الرزاق ١١ / ٩٩

(٤) «من الرحمن» ليست في صف.

(٥) مصنف عبد الرزاق ١١ / ١٧٣

(٦) مصنف عبد الرزاق ١١ / ٤٢٠

(٦) مصنف عبد الرزاق ١١ / ٤٢٠

٣٨١

وقال أبي : «إن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم أعطي قوة خمسة وأربعين رجلا (١) في الجماع».

وقال أبي : «قال عمر : سافروا تصحوا».

وقال : «كان أبي إذا بصق في المسجد أعمق لها خدّا» (٢).

وقال : «قال صلى‌الله‌عليه‌وسلم : لأن يأخذ أحدكم حبلا فيحتطب به على ظهره خير له من أن يسأل الناس / أعطوه أو منعوه ، فإن مسألة الغني خدوش في وجهه يوم القيامة» (٣).

وقال ابن طاوس : إن أباه كان جعل أرضه أو بعض أرضه صدقة على فقراء أهله من احتاج منهم ، فإن لم يكن فيهم فقير فللمساكين. قال : فكأن ذلك شق عليه حتى أخبرني أنه أتى حجرا المدري فأخبره أن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم أمر في صافية أن ينفق منها فقراء أهله ، أو قال (على الفقراء الذين سمّى. قال : فأمضى أبي صدقته.

قال) (٤) : وكان أبي يعطي زكاة الفطر بالمدّ الذي يقوت به أهله.

قال : وكان يزكّي عن رفيقه الذي في أرضه وماشيته.

قال : وكان أبي يزكّي عن عمّال أرضه.

وكان أبي يقول في الرجل يكون عنده الطعام السنتين والثلاث قد زكّى أصله مرة ، قال : «ليس فيه زكاة بعد الأول حتى يصرفه في شيء».

وقال أبي : «ليس في الصدقة الموقوفة زكاة».

__________________

(١) ساقطة في مب ، وانظر مصنف عبد الرزاق ٧ / ٥٠٦ ـ ٥٠٧

(٢) مصنف عبد الرزاق ١ / ٤٣٤ ، ٤٣٥

(٣) مصنف عبد الرزاق ١١ / ٩٢

(٤) ما بين القوسين ساقط في : مب.

٣٨٢

وقال : «نهى صلى‌الله‌عليه‌وسلم عن عقر الشجر ، وكان ربما يقول : نهى عن عقر الشجر فإن عصمة البهائم في الجدب. وجاء رجل إلى أبي فقال : إن في أرضي شجرا ـ يعني الكلأ ـ فأبيعه؟ قال : لا ، ولكن احمه لدوابّك».

وقال : «قال صلى‌الله‌عليه‌وسلم : من منع فضل ماله منعه الله يوم القيامة فضله».

وقال أبي في الكلب يلغ في الإناء ، قال : «يغسل سبع مرات». وكان أبي يجعل الهرّ مثل الكلب.

قال معمر : دعوت عبد الله بن طاوس إلى منزلي بصنعاء ، وفي البيت هرة قال : فقام وجعل يجمع ثيابه ويقول : سبحان الله يا أبا عروة تكون معك هذه في بيت؟ قال : قلت نعم وترقد عليّ إذا رقدت.

وقال ابن طاوس : قدمت الحروريّة (١) علينا ففرّ أبي منهم فلحق بمكة فلقي ابن عمر فقال : قدمت الحرورية علينا ففررت منهم ، ولو أدركوني لقتلوني. قال ابن عمر : أفلحت إذا (وأنجحت. قال : قلت أرأيت لو أني أقمت وبايعتهم) (٢) إذا خشيت عليّ الفتنة ، فقال : إن المؤمن ليفتن في أيسر من هذا (٣).

وقال : كان أبي إذا كان في المسجد فأراد أن يخرج يستلم الحجر ، وقال : أمرني أبي فرميت عنه الجمار وكان مريضا ، وكان يأمرهم أن يأخذوا من باطن لحيته يوم النحر.

__________________

(١) الحرورية : هي جماعة من الخوارج انشقت عن علي بن أبي طالب رضي‌الله‌عنه بعد دخوله الكوفة بعد معركة صفّين ، وتخلفوا عنه وخرجوا عليه وانصرفوا إلى حروراء ، وهي موضع على ميلين من الكوفة ، ونزل بها منهم اثنا عشر ألفا ثم انضم إليهم آخرون بعد ظهور نتيجة التحكيم ، وقد ناظرهم الإمام علي بعد مناظرة ابن عباس لهم فرجع معه منهم ألفان وقال لهم علي : ما نسمّيكم؟ ثم قال : أنتم الحرورية لاجتماعكم بحروراء. انظر أخبارهم في الكامل للمبرد ٢ / ١٣٦ ، معجم البلدان لياقوت الحموي ٢ / ٢٤٥ ، الكلام والفلسفة للدكتور عادل العوا ٢٢

(٢) ما بين القوسين ساقط في مب.

(٣) انظر مصنف عبد الرزاق ١٠ / ١١٩ ـ ١٢٠

٣٨٣

وكان يطوف بالبيت فيراه مفتوحا فيدخله ، ثم يخرج فيصلي ركعتي الطواف خارجا من البيت ، وكان يطوف بعد العصر وبعد الصبح ثم يركع حينئذ على السبع. وكان إذا وجد على الركن زحاما كبّر ومضى ولم يستلمه / وكان يتعوذ بين الركن والباب ويقول : زمزم طعام طعم (١) وشفاء سقم.

وقال أبي : «نزلت على عبد الله بن الحسن بالمدينة ففرش بيته بالأرمني ، قال : فدخلت فألقيت النطع عليه ثم قعدت ، قال : وله ابنان صبيان يلعبان ، إبراهيم ومحمد ، فنظر إليّ أحدهما فقال (٢) : مج! قال : فقلت : نون! قال : فسعيا إلى أبيهما فأخبراه».

عبد الرزاق ، معمر عن ابن طاوس عن طاوس (٣) قال : «قدمت المدينة فنزلت على عبد الله بن الحسن ففتح لي بيتا قد نجّده بهذا الأرمني وما أشبهه ، قال : فأخذت نطعا معي فألقيته على (٤) الفراش ثم قعدت ، قال : وعندي ابناه محمد وإبراهيم ، فلمّا رأياني فعلت ذلك قال أحدهما لأخيه : مج! قال قلت : نون! فخرجا يضحكان ويسعيان إلى أبيهما».

ومات طاوس [رحمه‌الله تعالى](٥) بمكة سنة ستّ ومئة.

__________________

(١) طعام طعم ، بالضم ، أي يشبع من أكله (المحيط).

(٢) حد ، صف : «فنظر أحدهما إلى الآخر فقال». مب : «فنظر إلى الآخر فقال».

(٣) «عن طاوس» ليست في حد.

(٤) مب : «عليه» دون ذكر «الفراش».

(٥) من بقية النسخ.

٣٨٤

ذكر وفاة طاوس رحمه‌الله

قال أبو عبد الله أحمد بن محمد بن حنبل : حدثنا زيد بن الحباب قال : قال إبراهيم بن نافع : هلك طاوس سنة ست ومئة رحمه‌الله تعالى (١).

__________________

(١) انظره في (العلل ومعرفة الرجال) لأحمد بن حنبل ١ / ٣٦٢ برقم (٢٣٩٣).

٣٨٥

ذكر دفن طاوس ووصيته لابنه : إذا دفنه ينظره في قبره

أحمد ، قال عبد الرزاق : قال : قال أبي : مات طاوس بمكة فلم يصلوا عليه حتى بعث ابن هشام (١) الحرس ، فلقد رأيت عبد الله بن الحسن واضعا السرير على كاهله ، قال : فلقد سقطت قلنسوة كانت عليه ومزق رداؤه من خلفه (٢).

وكانت وفاة طاوس في خلافة هشام بن عبد الملك ، والذي بعث الحرس إبراهيم بن هشام أمير المدينة ، وعبد الله بن الحسن هو عبد الله بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب رضي‌الله‌عنهم.

أخبرني علي بن محمد بن عبد الله القرشي ، (قال عمي أبو القاسم الحسين بن عبد الله بن أحمد بن عبد الله القرشي) (٣) ، قال أبو بكر محمد بن ريان بن حبيب بن ريان الحضرمي ، قال سلمة بن شبيب النيسابوري ، قال أحمد بن نصر بن مالك ، قال : حدثني عبد الله بن عمرو بن مسلم عن أبيه قال طاوس لابنه : «إذا قبرتني فانظر في قبري فإن لم تجدني فاحمد الله تعالى وإن وجدتني / فإنا لله وإنا إليه راجعون».

قال عبد الله بن عمرو : أخبرني بعض ولده أنه نظر فلم يجد شيئا (٤) ، ورأى في وجهه السرور (٥).

__________________

(١) مب ، زيادة : «بن عبد الملك».

(٢) انظر حلية الأولياء ٤ / ٣

(٣) ما بين القوسين ساقط في صف.

(٤) ليست في حد.

(٥) انظر حلية الأولياء ٤ / ٩

٣٨٦

وروي أن مجاهدا قال لطاوس يوما : يا طاوس رأيت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم على باب الكعبة وأنت تصلي في الكعبة وهو يقول لك : اكشف قناعك وبيّن قراءتك ، فانتهره طاوس ، وقال : لا يسمع به أحد. فكأنه أبى أن يبسط في الحديث (١).

قال معمر : قال ابن طاوس : سمعت أبي يقول في قوله تعالى : (يُثَبِّتُ اللهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَياةِ الدُّنْيا)(٢) ، هو قوله تعالى (٣) : لا إله إلّا الله في الدنيا وفي الآخرة ، المسألة في القبر.

وقال أبي : «قال ابن عباس وقد رأى رجلا انصرف حين صلى على جنازة فقال : أمّا هذا فقد انصرف بقيراط من الأجر».

وقال عبد الله بن طاوس : مات أبي وعليه مئتا دينار ، فبعث بها ثمن ألف أو ألوف أو نحو ذلك ، فقيل لي : لو أتيت الغرماء فضمنت لهم واستنظرتهم ؛ قال : أو يجوز وأبو عبد الرحمن محبوس عن منزله (٤).

قال عبد الرزاق : وإنما حدثنا معمر بهذا حين ذكر موت ابن سيرين وعليه دين وصنع ابنه ما صنع (٥) ، فقال : كم كان بين طاوس وبين ابن سيرين؟ قال معمر : توفي ابن سيرين وعليه دين فأتى ابن هبيرة وطلب إليه فأعطاه ابن هبيرة بعضه ، فأتى الغرماء وجعل يصالحهم ويستنظرهم.

قلت أنا في الحديث عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم أنه قال : «صاحب الدين محجوب

__________________

(١) انظره في حلية الأولياء ٤ / ٥

(٢) إبراهيم : ١٤ / ٢٧ ، وتمامها : (... وَفِي الْآخِرَةِ وَيُضِلُّ اللهُ الظَّالِمِينَ وَيَفْعَلُ اللهُ ما يَشاءُ).

(٣) «هو قوله تعالى» ليست في : حد ، صف ، مب. وبدلها : «قال» فقط.

(٤) بقية النسخ : «منزلته».

(٥) «ما صنع» ليست في : حد ، صف ، مب.

٣٨٧

عن الجنة حتى يقضى دينه» قال معمر : ما رأيت ابن فقيه مثل ابن طاوس. قال عبد الرزاق : قلت لمعمر : ولا هشام (١) فقال : حسبك بهشام ، ولكني لم أر مثل ابن طاوس قال (٢) : كان من أعلم الناس بالعربية وأحسنهم خلقا ، مع الصبي صبيا ومع الكهل كهلا ، وكان فيه مزاحة إذا خلا.

قال معمر وقال لي أيوب : إن كنت راحلا إلى أحد فعليك بابن طاوس وإلّا فالزم تجارتك.

وقال لي أيوب : كتب إليّ أبو قلابة : الزم سوقك واعلم أن الغنى معافاة.

__________________

(١) الأصل با ، حد ، س : «أو لهشام» والتصحيح من بقية النسخ وسياق الخبر ، والمقصود بهشام : هشام بن عروة.

(٢) ليست في بقية النسخ.

٣٨٨

حديث عمرو بن شعيب عنه

أخبرني عطية ، محمد أبو عيسى ، محمد بن بشار بن أبي عدي عن حسين المعلم عن عمرو بن شعيب / قال حدثني طاوس عن ابن عمر وابن عباس يرفعان الحديث قال : لا يحل للرجل أن يعطي عطية (١) ثم يرجع فيها (إلّا الوالد فيما يعطي ولده ومثل الذي يعطي العطية ثم يرجع فيها) (٢) كمثل الكلب أكل حتى إذا شبع قاء ثم عاد في قيئه» (٣). قال أبو عيسى : هذا حديث حسن صحيح.

قال الشافعي : لا يحل لمن وهب هبة أن يرجع فيها إلّا الوالد فله أن يرجع فيما أعطى ولده ، واحتج بهذا الحديث (٤).

أبو عيسى ، أحمد بن منيع ، إسحاق بن يوسف الأزرق ، حسين (٥) المكتّب عن عمرو بن شعيب عن طاوس عن ابن عمر أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : «مثل الذي يعطي العطية ثم يرجع فيها كالكلب أكل حتى إذا شبع قاء ثم عاد (٦) في قيئه».

__________________

(١) ساقطة في حد.

(٢) ما بين القوسين ساقط في صف.

(٣) انظره في سنن الترمذي ٤ / ٤٤٢

(٤) سنن الترمذي ٤ / ٤٢٢

(٥) ليست في حد.

(٦) حد : «ثم عاد ثم رجع». مب ، وسنن الترمذي ٤ / ٤٤١ ـ ٤٤٢ : «ثم عاد فرجع». س : «ثم عاد فرجع فيه».

٣٨٩

حديث ليث بن [أبي](١) سليم عن طاوس رحمه‌الله

أبو عيسى ، القاسم بن دينار الكوفي ، قال مصعب بن المقدام عن الحسن بن صالح عن ليث بن أبي سليم عن طاوس عن جابر ، أنه صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : «من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يدخل الحمام بغير إزار ، ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يدخل حليلته الحمام ، ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر) (٢) فلا يجلس على مائدة يدار عليها الخمر».

__________________

(١) من : حد ، صف ، والترمذي.

(٢) ما بين القوسين في : صف ، مب ، وانظره في سنن الترمذي ٥ / ١١٣

٣٩٠

ذكر حديث عمرو بن دينار عن طاوس

(أبو عيسى ، ابن أبي عمر ، سفيان) (١) عن عمرو بن دينار عن طاوس عن أبي هريرة قال : «تلقى عيسى صلى الله عليه حجته ولقاه الله في قوله : (وَإِذْ قالَ اللهُ يا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ أَأَنْتَ قُلْتَ لِلنَّاسِ اتَّخِذُونِي وَأُمِّي إِلهَيْنِ مِنْ دُونِ اللهِ)(٢).

قال أبو هريرة : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «فلقنه الله سبحانه وتعالى : (ما يَكُونُ لِي أَنْ أَقُولَ ما لَيْسَ لِي بِحَقٍ) الآية. قال أبو عيسى : هذا حديث حسن (٣).

__________________

(١) ما بين القوسين ساقط في حد. وانظر سنن الترمذي ٥ / ٢٦٠

(٢) المائدة : ٥ / ١١٦ ، وتمامها : (.. قالَ سُبْحانَكَ ما يَكُونُ لِي أَنْ أَقُولَ ما لَيْسَ لِي بِحَقٍّ إِنْ كُنْتُ قُلْتُهُ فَقَدْ عَلِمْتَهُ تَعْلَمُ ما فِي نَفْسِي وَلا أَعْلَمُ ما فِي نَفْسِكَ إِنَّكَ أَنْتَ عَلَّامُ الْغُيُوبِ).

(٣) حد ، صف ، مب زيادة : «غريب». وانظر سنن الترمذي ٥ / ٢٦٠ حيث يقول : «هذا حديث حسن صحيح».

٣٩١

[ذكر](١) حديث طاوس عن أم مالك البهزية

أبو عيسى ، عمران بن موسى القزاز البصري ، عبد الوارث بن سعيد ، عن محمد بن جحادة عن رجل عن طاوس / عن أم مالك البهزية قالت : «ذكر رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم فتنة فقربها ، قالت : فقلت يا رسول الله من خير الناس فيها ، قال : رجل في ماشيته يؤدي حقها ويعبد ربّه ، ورجل آخذ برأس فرسه يخيف العدو ويخيفونه» قال أبو عيسى : وقد رواه ليث بن أبي سليم عن طاوس عن أم مالك البهزية عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم (٢).

__________________

(١) من : حد ، صف ، س.

(٢) مسند أحمد ٦ / ٤١٩ باختلاف يسير في اللفظ.

٣٩٢

حديث طاوس عن زياد بن سيمين كوش

أبو عيسى ، عبد الله بن (١) معاوية الجمحي ، حماد بن سلمة عن ليث عن طاوس عن زياد بن سيمين كوش عن عبد الله بن عمرو ، قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «تكون فتنة تستنظف العرب قتلاها في النار ، اللسان فيها أشد من السيف» قال أبو عيسى : هذا حديث غريب (٢).

سمعت محمد بن إسماعيل يقول : لا يعرف لزياد بن سيمين كوش غير هذا الحديث ورواه حمّاد بن سلمة عن ليث يرفعه ، ورواه حماد بن زيد فوقفه.

__________________

(١) الأصول كلها : «بن أبي معاوية» ، والتصحيح من سنن الترمذي ٤ / ٤٧٣ ـ ٤٧٤ ، وانظره في تقريب التهذيب ١ / ٦٤٥

(٢) انظره في سنن الترمذي ٤ / ٤٧٤

٣٩٣

ذكر (١) قول طاوس في القدر (٢)

وجدت بخط سليمان بن محمد ، الضحاك بن مزاحم قال : اجتمعت أنا وطاوس اليماني ، وعمرو بن دينار المكي ، والحسن البصري ، ومكحول الشامي في مسجد الخيف فتذاكرنا في القدر حتى ارتفعت أصواتنا وكثر لغطنا ، فقام طاوس وكان فيهم رضيا فقال : «أنصتوا أخبركم ما سمعت أبا الدّرداء يخبر عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، قال : إن الله تعالى افترض عليكم فرائض فلا تضيعوها وحدّ لكم حدودا فلا تعتدوها ، ونهاكم عن أشياء فلا تنتهكوها. وسكت عن أشياء من غير نسيان فلا تتكلفوها رحمة من ربكم فاقبلوها (٣) ، يقول : ما قال ربنا عزوجل ونبينا صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ الأمور كلها بيد الله عزوجل ، ومن عند الله مصدرها ، وإليه مرجعها ، ليس للعبد فيها تفويض ولا مشيئة» ؛ فقام القوم وهم راضون.

قال أبو عبد الله : أخبرت عن عمر (٤) عن ضمرة عن ابن شوذب ، قال : شهدت جنازة طاوس بمكة في / سنة ست ومئة فجعلوا يقولون : رحمك الله يا أبا عبد الرحمن ، حج أربعين حجة.

__________________

(١) بدلها في حد : «حديث».

(٢) القدرية : من القدرة ، وهي «تعني إسناد فعل العبد إليه لا إلى الله تعالى بحيث يصير العبد خالقا لأفعاله بالاستقلال» ؛ التهانوي : كشاف اصطلاحات الفنون.

(٣) لم نتمكن من تخريج هذا الحديث بنصه فيما بين أيدينا من المصادر وقد أورد النووي في دليل الفالحين شرح رياض الصالحين ٤ / ٦٧٠ ـ ٦٧١ ؛ عن أبي ثعلبة الخشني ، جرثوم بن ناشز رضي‌الله‌عنه عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : «إن الله تعالى فرض فرائض فلا تضيعوها وحدّ حدودا فلا تعتدوها وحرم أشياء فلا تنتهكوها وسكت عن أشياء رحمة لكم غير نسيان فلا تبحثوا عنها» وقال حديث حسن.

(٤) ليست في : حد ، صف ، مب.

٣٩٤

قال ابن شوذب : ومات سالم بن عبد الله سنة ستّ ومئة (١).

أحمد ، حدثنا معمر قال ، قال أبي : كان طاوس لا يبسط للحديث ولا يحدث الحديث فإذا جاء الأعرابي إما أن يحدثه وإما أن يقول له برأيه.

أحمد ، سفيان قال : سمعت أيوب قال : جئت إليه ، يعني طاوس ، فرأيته بين اثنين كما شاء الله (٢) يعني عبد الكريم وليث.

وقال سفيان : قال طاوس : «ما رأيت أحدا أشد تعظيما لمحارم الله تعالى من ابن عباس ، لو أشاء أبكي لبكيت».

وقال معمر : سمعت أيوب يقول لليث : انظر ما سمعت من هذين [الرجلين](٣) ، فاشدد به يديك ؛ يعني طاوسا ومجاهدا.

قال معمر عن ابن طاوس ، عن أبيه أنه كان يحرض على قتال زريق الحروري ، قال : وذكرت الخوارج عند ابن عباس فذكروا من اجتهادهم ، فقال : ليسوا بأشد اجتهادا من اليهود والنصارى ثم يصلون النار (٤).

وروي أن رجلا كان يسير مع طاوس فسمع غرابا ينعب فقال : خير. فقال طاوس : «أي خير عند هذا أو شر ؛ لا تصحبني أو قال : لا تسر معي» (٥).

__________________

(١) هو سالم بن عبد الله بن عمر بن الخطاب ، قال خليفة بن خياط في طبقاته ٢ / ٦١٤ : «سنة سبع ومئة» ، وفي تقريب التهذيب ١ / ٢٨٠ «مات سنة ست ومئة على الصحيح».

(٢) «كما شاء الله» ليست في حد.

(٣) من بقية النسخ.

(٤) «النار» ساقطة في : حد ، صف ، مب. وفي عبد الرزاق ١٠ / ١٢٠ : «... عن ابن طاوس قال : كان أبي يحرض يوم زريق في قتال الحرورية ، قال : وذكرت الخوارج عند ابن عامر فذكر من اجتهادهم فقال : ليسوا بأشد اجتهادا من اليهود والنصارى ثم هم يقتلون» ؛ والخوارج هم كل من خرج عن طاعة علي بن أبي طالب بعد معركة صفين وظهور نتائج التحكيم.

(٥) انظره في مصنف عبد الرزاق ١٠ / ٤٠٦ ، وحلية الأولياء ٤ / ٤

٣٩٥

وقال لرجل : «لتنكحن أو لأقولن لك ما قال عمر لأبي الزوائد (١) ما يمنعك من النكاح إلّا عجز أو فجور».

وقال رجل لابن عباس : الحمد لله الذي جعل هوانا على هواك (٢) ، فقال ابن عباس : إن الهوى كله لضلالة.

حدثني الحسين بن محمد ، قال : أخبرني محمد بن أحمد بن عبد الله عن أبيه ، قال أبو حفص عمرو بن علي بن بحر الصيرفي ، أبو معاذ ، قال : سألت طاوسا عن أعلام الحرير (٣) فقال : «دعوها لأهلها» ، وسألته عن هدايا الأمراء فقال : هي سحت.

وجدت بخط القاضي هشام بن يوسف ورفعه إلى القاضي حسين بن محمد وقال : هذا خط جدي هشام بن يوسف ، وقيل إنه فيه عبد الصمد عن وهب بن منبه قال : صلى هو وطاوس مع أيوب بن يحيى المغرب أراه قال : نسيان ، فلما فرغ أيوب قام طاوس فأعاد ، فذكر ذلك وهب لطاوس ، فقال (٤) طاوس : ومع هؤلاء صلاة.

قال الفريابي ، قال أبو بكر بن أبي شيبة ، يزيد بن هارون ، يحيى بن سعيد عن أبي (٥) الزبير أنه كان مع طاوس يطوف بالبيت فمرّ معبد الجهني فقال قائل لطاوس : هذا معبد الجهني ، فعدل إليه طاوس فقال : «أنت المفتري على الله القائل ما لا تعلم» قال : إنه يكذب علي / قال أبو الزبير فعدلت مع طاوس حتى دخلنا على ابن عباس ، فقال له طاوس : «يا ابن عباس : الذين يقولون

__________________

(١) مب : «لابن أبي الزوائد» ، وانظر حلية الأولياء ٤ / ٦

(٢) بدلها في مصنف عبد الرزاق ١١ / ١٢٦ : «سواك».

(٣) مكانها بياض في مب.

(٤) مب : «فقال له طاوس». وفي حد ، صف : «ومع هذا صلاة» ، وانظره فيما سبق ص ٣٦٠

(٥) مب : «عن أبي هريرة الزبير» ولعله وهم.

٣٩٦

في القدر» قال : أروني بعضهم ، قلنا : صانع ماذا؟ قال : إذا أضع يدي على (١) رأسه فأدق عنقه.

طاوس عن جابر بن (٢) عبد الله ومعاذ بن جبل وأبي عبيدة (٣) بن الجراح ، قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم «لأن يخرج الرجل من بيته صلاة الغداة ويجلس في مجلسه فيعلم الغلمان السكينة والوقار وحسن الأدب [أحب](٤) إلى الله تعالى من أن يعبده مئتي خريف لا يسخط الله عليه».

حبيب بن أبي ثابت قال : قال لي طاوس : «إذا حدثتك فانتبه ولا تسأل عنه أحدا ، سمعت ابن عمر يقول : سئل النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم عن صلاة الليل ، فقال : مثنى [مثنى](٥) فإذا خشيت الصبح فواحدة.

ذكر لي عن ابن المسيب ، أنه قال : دخلت المسجد يوم الحرّة (٦) سبعة أيام وحدي لا يصلي فيه أحد غيري. قال : فدخلت أول يوم قبل زوال الشمس ، فلما زالت الشمس سمعنا نداء فتبعت الصوت من قبر رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم فقال رجل : فأين كنت تصلي يا أبا محمد فأقف به ، وقال : كنت أصلي خلفه.

__________________

(١) بقية النسخ : «في».

(٢) الأصل با ، س : «عن». حد : «جابر بن سعيد» ، والتصحيح من : صف ، مب.

(٣) با ، س : «عبد الله» ، والتصحيح من بقية النسخ.

(٤) من : حد ، صف ، مب. ولم نهتد إلى تخريج هذا الحديث.

(٥) من : حد ، صف ، مب ، وحلية الأولياء ٤ / ٢٠

(٦) يوم الحرة : «نسبة إلى حرة واقم بالمدينة المنورة» ؛ وقعة مشهورة جرت في ذي الحجة سنة ٦٣ ه‍ بين أهل المدينة من جهة وبين الأمويين وأميرهم ليزيد بن معاوية مسلم بن عقبة المري من جهة ثانية. انظر تاريخ خليفة ١ / ٢٨٩

٣٩٧

ذكر أبي محمد عطاء بن أبي رباح (١) الجندي اليماني

سكن مكة وبها حضرت وفاته ، وهو عطاء بن أبي رباح ويكنى أبا محمد ، واسم أبي رباح أسلم.

وكان مولده بالجند من أرض اليمن ومنشؤه بمكة ، وكان مولى لآل أبي ميسرة بن أبي خيثم الفهري ، وكان فيما ذكر أسود مفلفل الشعر ، أعور ، أفطس ، أشل ، أعرج ، وثم عمي بعد ذلك. وكان معلم كتّاب توفي بمكة سنة خمس عشرة ومئة (وهو ابن ثمان وثمانين سنة فيما ذكر ، وقيل كانت وفاته سنة أربع عشرة ومئة) (٢) وكان المقدم في زمانه ، ويروى أن الصائح كان يصيح على ضفة زمزم ألا لا يفتي بمكة إلا عطاء بن أبي رباح يأمر بذلك أبو جعفر المنصور أمير المؤمنين (٣) وكان أبو جعفر يقول : عطاء أعلم الناس بالمناسك.

قال حصيف : أعلمهم بالقرآن مجاهد ، وأعلمهم بالحج عطاء.

قال أحمد بن حنبل في (كتاب تاريخه) مات عطاء في سنة خمس عشرة

__________________

(١) «بن أبي رباح» ليست في مب. وانظره في طبقات خليفة بن خياط ٢ / ٧٠٢ ، وطبقات ابن سعد ٥ / ٤٦٧ ، وطبقات فقهاء اليمن ٥٨ ـ ٥٩ ، وتقريب التهذيب ٢ / ٢٢

(٢) ما بين القوسين ساقط في صف.

(٣) كذا الأصول كلها ، وهو وهم واضح ؛ فخلافة أبي جعفر المنصور كانت من سنة ١٣٦ ـ ١٥٨ ه‍ والمحقق في وفاة عطاء أنها كانت إما في سنة ١١٤ ه‍ أو ١١٥ ه‍ أو ١١٧ ه‍ كما ذكر ابن حجر في تهذيب التهذيب ٧ / ١٥٨ ـ ٢٠٣ ، ويذكر الذهبي في تذكرة الحفاظ ١ / ٩٨ أن وفاته كانت في سنة ١١٤ ه‍ أو ١١٥ ه‍. وينفرد خليفة في طبقاته ٢ / ٧٠٢ بأن وفاته في سنة ١١٧ ه‍. وطبقات فقهاء اليمن ٨ ـ ٥٩ ، في سنة ١١٥ ه‍ ، وانظر عنه أيضا : طبقات ابن سعد ٢ / ٣٨٦ ، وحلية الأولياء ٣ / ٣١٠ ـ ٣٢٥ ؛ وقد أغفلا ذكر سنة وفاته.

٣٩٨

ومئة وفيها مات الحكم (١).

أحمد ، سفيان ، قال كنت جالسا / مع ابن جريج وأبصره وهو يطوف فقال لي : إن هذا الشيخ كان يجيء إلى عطاء فيحدثه ، فاذهب فاسأله ، قال سفيان وجاء في عمرة فذهبت إلى الطواف فسألت ، فقالوا هذا موسى بن عقبة (٢).

سفيان عن عمرو قال : أخبرني عطاء قال : سمعت ابن عباس قال : لو نزل أهل البصرة عند قول جابر لأوسعهم عما في كتاب الله علما.

أحمد ، عبد الرزاق عن ابن جريج ، قال : كان عطاء بعد ما كبر وضعف يقوم إلى الصلاة فيقرأ مئتي آية من البقرة (٣) وهو قائم ما يزول منه شيء ولا يتحرك.

أحمد ، وكيع ، سفيان ، عن ابن جريج عن عطاء عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم أنه كره أن يأخذ من المختلعة أكثر مما أعطى (٤). قال وكيع فسألت ابن جريج فلم يعرف وأنكره.

حدثني الحسين بن محمد عن (٥) محمد عن أبيه عن أبي حفص الصيرفي قال : مات عطاء بن أبي رباح سنة خمس عشرة ومئة ، وهو ابن ثمان وثمانين سنة ،

__________________

(١) أي : الحكم بن عتيبة الكوفي مولى كندة الذي توفي سنة ١١٤ ه‍ أو ١١٥ ه‍ ، انظر العبر في خبر من غبر للذهبي ١ / ١٤٣

(٢) انظر الخبر في تاريخ أحمد بن حنبل (العلل ومعرفة الرجال) ١ / ٣٤ برقم ١٨٠

(٣) السورة الثانية في الكتاب المجيد وعدد آيها (٢٨٦) آية. وانظر حلية الأولياء ٣ / ٣١٠

(٤) العلل ومعرفة الرجال للإمام أحمد بن حنبل ١ / ٢١٠ برقم ١٢٩٩. وسبق ص ١٠٦ برقم ٦٣٧ ، بدون تعليق وكيع.

(٥) ليست في : حد ، صف.

٣٩٩

وأسلم (١) أبو رباح (٢) من مولدي الجند ونشأ بمكة ، وعلم الكتاب بها ولقي ابن عباس وأخذ عنه.

ابن عبد الوارث ، علي بن المبارك ، محمد بن عبيد بن حساب ، عبد الله بن سلمة.

حدثني ابن جريج ، عطاء عن جابر قال : قال صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «لقد مات اليوم لله عبد صالح أصحمة فقوموا وصلوا عليه ، فقام صلى‌الله‌عليه‌وسلم فصلى عليه وصفوا خلفه» (٣).

قال : ابن جريج عن عطاء أنه [كان](٤) يستحب أن يصلي مع الإمام.

يؤخر الصلاة حتى يصليها مفرطا فيها ما لم تفت ، فإن اصفرت الشمس لغيوب ولحقت برؤوس الجبال ما لم تغب ولم يكن الليل ، ويقول : الجماعة أحب إلي (٥).

قال. وقال : قد بلغنا عن ابن مسعود أنه كان يقول : سيحدث بعدكم عمال لا يصلون الصلاة لمواقيتها ، فإذا فعلوا ذلك فصلوها لمواقيتها. قال : فقلت له : فمالك لا تنتهي إلى قول ابن مسعود في ذلك ، قال : الجماعة أحب إلي ما لم تفت (٦).

قال الثوري عن محمد بن [أبي](٧) إسماعيل قال : رأيت عطاء بن أبي رباح وسعيد بن جبير ، وأخّر الوليد بن عبد الملك الصلاة ، فرأيتهما يومئان إيماء وهما قاعدان.

__________________

(١) با ، س ، مب : «وأسلم أبو أبي رباح». وهم حررناه من بقية النسخ.

(٢) حد زيادة : «سنة خمس ومئة» ولا معنى لها.

(٣) مسند أحمد ٣ / ٣١٩ ، وصحيح مسلم بشرح النووي ٧ / ٢٣ باب الجنائز و «أصحمة» اسم للنجاشي ملك الحبشة.

(٤) من : حد ، صف ، مب.

(٥) انظر مصنف عبد الرزاق ٢ / ٣٨٤ ـ ٣٨٥

(٦) من مصنف عبد الرزاق ٢ / ٣٨٥

٤٠٠