تاريخ مدينة صنعاء

أحمد بن عبد الله بن محمّد الرازي

تاريخ مدينة صنعاء

المؤلف:

أحمد بن عبد الله بن محمّد الرازي


المحقق: الدكتور حسين بن عبد الله العمري
الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: دار الفكر ـ دمشق
الطبعة: ٣
الصفحات: ٧٢٤

عامرا العمارة بعد الجاهلية ، وهذا الموضع تحت غمدان إلى طريق عليب ، وغيرها من عدني صنعاء.

ويوسف بن عمر كان أميرا بصنعاء واليا عليها بعثه هشام بن عبد الملك سنة أربع ومئة (١) ، وولي صنعاء ثلاث عشرة سنة ، وأيوب بن يحيى كان واليا على صنعاء بعثه الوليد بن عبد الملك (٢).

__________________

(١) تولى هشام بن عبد الملك خلافة المسلمين بعد موت أخيه يزيد بن عبد الملك وبويع له فيها يوم الجمعة لأربع بقين من شعبان سنة خمس ومئة للهجرة ـ ولا خلاف في ذلك ـ وتوفي بالرصافة يوم الأربعاء لست بقين من ربيع الآخر سنة خمس وعشرين ومئة ، وكانت مدة خلافته تسع عشرة سنة وسبعة أشهر وأحد عشر يوما وقيل وثمانية أشهر وأيام. وبناء عليه فإن تولية يوسف بن عمر صنعاء لا بد أن تكون خلال فترة خلافة هشام لا قبلها كما ذكر المؤلف. وذكر صاحب غاية الأماني ص ١١٩ بأن ولاية يوسف صنعاء كانت في سنة ١٠٥ ه‍ وهذا هو المؤكد ومدة ولايته لها ثلاث عشرة سنة. ويذكر ابن خلكان في ترجمته بأنه تولى صنعاء من سنة ١٠٦ ـ ١٢٠ ه‍. ثم ولي بعدها العراق بأمر الخليفة هشام وفي المعارف ص ٣٦٨ يذكر بأنه قتل في السجن سنة ١٢٧ ه‍. وصاحب المحبر يذكر ص ٤٨٢ بأنه صلب في خلافة هشام بن عبد الملك. وانظر طبقات فقهاء اليمن ٥٤ ، البداية والنهاية ٣٥١ ، خلافة بني أمية للدكتور نبيه عاقل ٣٠٧ و ٣١١. وانظر ما سبق ص ١٣٧ ـ ١٣٨

(٢) في الأصول كلها : «بعثه الوليد بن هشام» ، ولعلها زلة قلم أو تصحيف ، والصحيح ما أثبتناه. وقد تولى الوليد بن عبد الملك خلافة المسلمين بعد أبيه وبويع له بها في شوال سنة ٨٦ ه‍ إلى أن توفي في جمادى الآخرة أو ربيع الأول سنة ست وتسعين وكانت خلافته تسع سنين وثمانية أشهر.

ولقد استعمل الحجاج بن يوسف على صنعاء ابن عمه أيوب بن يحيى الثقفي المذكور ولم يزل واليا عليها أيام الوليد بن عبد الملك. انظر غاية الأماني ١١١ والبداية والنهاية ٩ / ١٦١ ، وانظر ما سبق ص ١٣٥ ـ ١٣٨

٣٦١

ذكر موعظة أبي عبد الرحمن طاوس بن كيسان

/ للخليفة هشام بن عبد الملك بن مروان

روي أن هشام بن عبد الملك حج (١) وهو على الخلافة ، فحضر الأشراف والعلماء والزهّاد فسلموا عليه ، فلما غص المجلس بالناس قال هشام : هل بقي من أصحاب رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم (أحد (٢)؟ فقيل له : لا ، فقال : هل بقي من التابعين أحد) (٣)؟ فقيل له : نعم ؛ طاوس اليماني. فقال : عليّ به. فقال له بعض القوم : إنه شيخ كبير فان. ولا معرفة له بتحية الملوك ولا (٤) الخلفاء. قال : لا بد من إحضاره لأستفيد من كلامه وأتشرف بحضوره وأتبارك بالنظر إليه ، فقام مشيخة من القوم فأتوا بطاوس ، فلما صار بين يديه خلع نعليه (٥) بحاشية بساطه ، ولم يسلم عليه بأمير المؤمنين ولم يقف بين يديه إلى أن يجلسه ، ولم يقبل يده ، وجلس بإزائه وقال (٦) : ما خبرك يا هشام ، فسماه ولم يكنّه ، فاستشاط هشام من ذلك غضبا وهمّ به بقبيح ، فقال له مشيخة من حضر : لن يمكنك يا أمير المؤمنين قتله ولا هضمه وهو في حرم الله وحرم رسوله صلى‌الله‌عليه‌وسلم وقد تقدمنا إليك بأن لا معرفة له بتحية الملوك والخلفاء وأنه شيخ فان من بقايا التابعين.

__________________

(١) حج هشام بن عبد الملك سنة ١٠٦ للهجرة وقبل ذهابه إلى منى توفي طاوس اليماني فصلى عليه ، انظر تاريخ خليفة بن خياط ٢ / ٤٩١ ، والبداية والنهاية ٩ / ٢٣٥.

(٢) ليست في مب.

(٣) ما بين القوسين سقط في س.

(٤) «الملوك ولا» ليست في مب.

(٥) ليست في حد.

(٦) حد ، صف : «وقال له».

٣٦٢

فقال لهم هشام : فما حمله أن فعل ما فعل ، قال طاوس : وما الذي فعلت يا هشام! قال له هشام : وما الذي يكون أعظم من فعلك أنك خلعت نعليك بحاشية بساطي ، ولم تسلم (١) بأمرة المؤمنين ولم تقبل يدي [ولم تقف بين يدي](٢) إلى أن أجلسك ثم جلست بإزائي ولم تكنني وسميتني فما يكون أعظم من ذلك؟!

قال طاوس : فهل شيء غير ذلك؟ قال هشام : وما يكون أعظم من ذلك (٣)!.

قال طاوس : أما خلعي نعلي بحاشية بساطك ، فما من يوم ولا ليلة (٤) إلا وأنا أخلعهما بين يدي الله عزوجل خمس مرات ، أمرني بذلك ، وأمرني أن لا أتكبر عليه إن الله لا يحب المتكبرين.

وأمّا سلامي عليك بغير (٥) إمرة المؤمنين فليس المسلمون (٦) [كلهم](٧) راضين أن تكون أميرهم فخشيت أن أكون في سلامي كاذبا ، إن الله لا يحب الكاذبين.

وأمّا قيامي بين يديك حتى تجلسني (٨) فحدثني أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي‌الله‌عنه قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «من كثر قيامه (٩) بين يدي المجالس فقد تبوأ مقعده من النار» فلم أحب أن أكون كذلك ، وأن أكون غدا في زمرة الظالمين.

__________________

(١) حد ، صف : «تسلم علي».

(٢) من : حد ، صف ، مب.

(٣) حد ، مب : «منه».

(٤) «ولا ليلة» ليست في صف.

(٥) ليست في بقية النسخ.

(٦) حد ، صف : «المؤمنون».

(٧) من : حد ، صف.

(٨) «حتى تجلسني» ليست في حد.

(٩) حد : «مقامه».

٣٦٣

وأمّا تقبيلي يدك ، فنحن معاشر العرب لا نعرف القبلة إلّا لأحد رجلين ؛ رجل قبل امرأته لشهوة (١) / ، ورجل قبّل ولده لرحمة (٢).

وأما جلوسي بإزائك وسميتك ولم أكنك ، فإن الله تعالى سمّى أحباءه وأنبياءه ولم يكنّهم. فقال عز من قائل كريم : يا آدم ، يا إبراهيم ، يا موسى ، يا عيسى ، يا محمد ، وكنّى أعداءه فقال تعالى (تَبَّتْ يَدا أَبِي لَهَبٍ)(٣) فسمّى هناك أحباءه ، وكنّى أعداءه ، فجعلتك أسوة للسادة الأخيار ، وصنتك عن الأنجاس الأشرار ، فقال هشام (٤) : أحسنت يا أخا اليمن زدنا ، فقال : حدثني أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي‌الله‌عنه ، قال : قال لي رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم «إن في جهنم واديا فيه حيّات كالنخل الطوال ، وعقارب كالبغال ، يلدغن راعيا لا يسير في رعيته بطريق الحق». وقام طاوس فاحتذى نعليه فقال له (٥) هشام : زدنا يا أخا اليمن ، فقال : حسبك على الله أن كفاك حسبك ، فأمر له هشام بصلة فلم يقبلها (٦).

حدثنا أحمد بن حنبل ، قال عبد الرزاق ، قال : أخبرني أبي ، قال : كان طاوس يصلي في غداة باردة مغيّمة [فمر به محمد بن يوسف أو أيوب بن يحيى ـ وهو ساجد ـ في موكبه](٧) فأمر بساج (٨) أو طيلسان مبرقع فطرح عليه فلم

__________________

(١) حد ، صف : «من شهوه».

(٢) حد ، صف ، مب : «من رحمة».

(٣) سورة المسد : ١١١ / ١ ، تمامها (... وَتَبَ).

(٤) ليست في حد.

(٤) ليست في حد.

(٥) انظر وفيات الأعيان لابن خلكان ٢ / ٥١٠ ـ ٥١١ والأحاديث الواردة في هذا النص نسب قولها ابن خلكان إلى علي بن أبي طالب رضي‌الله‌عنه ، مع اختلاف فيها باللفظ يسير. وانظر مسند أحمد ٤ / ١٩١ باختلاف باللفظ.

(٦) من بقية النسخ.

(٧) الساج : الطيلسان الأخضر أو الأسود (المحيط).

٣٦٤

يرفع رأسه حتى فرغ من حاجته ، فلمّا سلم نظر (١) فإذا الساج عليه ، قال فانتفض ولم ينظر إليه ومضى إلى منزله (٢).

قال ابن عبد الوارث : كان أيوب بن يحيى واليا بصنعاء للوليد بن عبد الملك (٣).

أحمد بن حنبل ، عبد الرزاق ، معمر ، أن طاوس أقام على رفيق له مرض حتى فاته الحج.

أحمد بن حنبل ، عبد الرحمن بن مهدي ، (حمّاد بن زيد عن سعيد بن أبي صدقة ، قال : سمعت قيس بن) (٤) سعد يقول : كان طاوس فينا مثل ابن سيرين فيكم (٥).

أحمد ، معمر قال : قال لي أبي : كان طاوس لا يبسط الحديث ولا يحدث الحديث فإذا جاء الأعرابي إمّا أن يحدثه ، وإما أن يقول له (٦) برأيه.

أحمد ، سفيان عن طاوس (٧) قال : ما رأيت أحدا أشد تعظيما لمحارم الله تعالى من ابن عباس لو [أن](٨) أشاء أن أبكي لبكيت.

__________________

(١) ليست في حد.

(٢) انظر حلية الأولياء ٤ / ٤ ، صفة الصفوة ٢ / ١٦١ ، طبقات ابن سعد ٥ / ٥٤١ ، وانظر البداية والنهاية ٩ / ٢٤٢

(٣) في الأصول كلها «للوليد بن هشام بن عبد الملك» والصحيح ما أثبتناه فهو «الوليد بن عبد الملك بن مروان بن الحكم أبو العباس الأموي» وانظر حاشية ٢ ص ٣٦١

(٤) ما بين القوسين ساقط في مب.

(٥) انظر طبقات ابن سعد ٥ / ٥٤١

(٦) ليست في س.

(٧) «عن طاوس» ليست في حد.

(٨) من بقية النسخ ، وفي مب : «أشار».

٣٦٥

أحمد ، عبد الرزاق ، قال معمر : سمعت أيوب يقول للّيث : انظر ما سمعت من هذين الرجلين فاشدد به يديك ـ يعني طاوس ومجاهد ـ.

أحمد ، قال إبراهيم بن خالد بن أمية بن شبل عن عمرو بن مسلم قال : قدم عكرمة على طاوس فحمله على نجيب ثمنه ستون دينارا وقال : ألا أشتري علم هذا العبد بستين دينارا.

أبو بكر ، عبد الرزاق قال : سمعت أبا بكر قال : لّما قدم عكرمة الجند حمل (١) طاوس / على نجيب له ، قال : فقيل له ، أعطيته جملا وإنما كان يكفيه الشيء اليسير ، قال : إني ابتعت علم هذا العبد بهذا الجمل!.

أحمد عن عثمان بن عمر عن ابن عون قال : قد رأيت عطاء وطاوس.

حدثني القاضي الحسين بن محمد قال : حدثني [جدي](٢) عبد الأعلى بن محمد ، قال : حدثنا الدّبري قال عبد الرزاق : قال معمر ، قال : كان ابن طاوس جالسا وعنده ابنه فجاء رجل من المعتزلة فتكلم في شيء وهو يعرّض بابن طاوس [وابن طاوس](٣) يجيبه ويكلمه. فأدخل ابن طاوس إصبعيه في أذنيه وقال لابنه يا بني أدخل إصبعيك في أذنيك حتى لا تسمع من كلامه (٤) شيئا فإن هذا القلب ضعيف ، ثم قال : أي بني اشدد ، فما زال يقول اشدد حتى قام المعتزلي (٥).

__________________

(١) الأصول كلها : «حمله» ، وما أثبتناه استظهرناه من منطوق الخبر.

(٢) من حد.

(٣) ما بين المعقوفين ساقط في الأصول واستظهرناه من سياق الخبر.

(٤) بقية النسخ : «قوله».

(٥) بدلها في حد ، صف ، مب : «الاخر».

وحركة المعتزلة : ظاهرة من ظواهر الفرق الكلامية المدرسية امتازت بأنها تمثل جوانب مهمة من الخصائص التي توجد لدى سائر هذه الفرق ، وقد اعتمدت المعتزلة على المنطق والقياس في مناقشة القضايا الكلامية وكانت أهم تعاليمهم : حرية الاختيار ، وأن مقترف الكبيرة ليس

٣٦٦

وكان عبد الله بن طاوس من الطبقة الثانية من فقهاء مكة ، وكان خيّرا ، فاضلا يروي عن أبيه وعكرمة مولى ابن عباس وغيرهم.

قال أحمد (١) : حدثني عبد الرزاق عن معمر قال ، قال أيوب بن يحيى (٢) إذا كنت (٣) راحلا إلى أحد فعليك بابن طاوس.

__________________

بالكافر ولا بالمؤمن بل في منزلة بين المنزلتين. وناقشوا قضايا التوحيد والعدل والصفات الإلهية وقضية خلق القرآن ، إلخ .. انظر : د. عبد الرحمن بدوي : مذاهب الإسلاميين ١ / ٣٧ ط بيروت ١٩٧١ م. د. عادل العوا : الكلام والفلسفة ٣٨. فؤاد السيد : فضل الاعتزال وطبقات المعتزلة ١٢ ـ ٢٥ ، تونس ١٩٧٤ م.

(١) «أحمد» ليست في : حد ، مب.

(٢) «ابن يحيى» ليست في : حد ، صف.

(٣) «إذا كنت» ليست في س.

٣٦٧

ذكر دفن طاوس وقضاء ابنه عبد الله دينه (١)

أحمد ، عبد الرزاق عن معمر قال : قيل لابن طاوس في دين أبيه : لو استنظرت الغرماء ، فقال : أستنظرهم وأبو عبد الرحمن محبوس عن منزله؟! فباع ماله ثمن ألف بخمس مئة.

أحمد ، عبد الرزاق ، قال : ما رأيت فقيها قط مثل ابن طاوس ، قلت : هشام بن عروة ، قال : ما كان يفضله (٢) ولم يكن مثله.

__________________

(١) صف ، س ، مب : «دين أبيه». والفصل بجملته ساقط في حد.

(٢) صف ، س ، مب : «أفضله».

٣٦٨

ذكر قول طاوس لما قيل له يدخل على الأمير

أحمد ، قال عبد الرزاق ، قال : قدم طاوس مكة ، فقدم أمير فقيل له : إن من فضله ومن ، ومن (١) ، فلو أتيته ، فقال : ما لي إليه من حاجة ؛ قالوا : ألا نخافه عليك؟ قال : فما هو كما تقولون!

عبد الرزاق ، معمر عن ابن طاوس قال : كنت أقول لأبي في السلطان إذا اعتدى كيف تتركون لا تقاتلون؟ قال فيصمت عني حتى خرجنا حجاجا فمررنا بقرية فيها عامل لمحمد بن يوسف أو لأيوب بن يحيى يقال له ابن نجيح ، وكان من أخبث الناس عملا ، قال : فصلينا الصبح في المسجد ، فلمّا فرغنا إذا هو قد دخل فسلم على أبي عبد الرحمن فلم يرد عليه / السلام ، ومدّ يده فلم يناوله يده (٢) ، وقعد بين يديه فلم يلتفت إليه ، ثم جعل يسأله فلا يكلمه ويعرض عنه ، فقام الرجل ، فاستحييت فتبعته وأخذت بيده وقلت : مرحبا ؛ وجعلت أسائله ، وقلت له : إن أبا عبد الرحمن لم يمنعه أن يجيبك إلّا أنه لم يعرفك ، فقال : بلى معرفته بي فعلت بي ما ترى (٣). وأبي صامت لم يتكلم شيئا ، فلمّا دخلنا المنزل التفت إليّ أبي (٤) فقال : أي لكع! بينا أنت زعمت تريد أن تخرج عليهم بسيفك ، لم تستطع أن تحبس عنهم (٥) لسانك.

__________________

(١) «ومن ، ومن» ليستا في حد ، وانظر الخبر في البداية والنهاية ٩ / ٢٣٦.

(٢) ليست في : حد ، صف.

(٣) حد : «معرفته بي ما رأيت». صف ، مب : «معرفته بي فعل بي ما رأيت». س : «معرفته بي فعلت بي ما رأيت».

(٤) ليست في : حد ، مب.

(٥) ليست في مب. وفي صف ، حد : «عنه». وانظر حلية الأولياء ٤ / ١٦ ، ومصنف عبد الرزاق ١١ / ٣٤٨ ، والبداية والنهاية ٩ / ٢٣٨.

٣٦٩

عبد الرزاق عن معمر عن [ابن](١) طاوس. قال : كان على أبي ضريبة يؤديها في أرضه (٢) كلّ عام ؛ أخرجت شيئا أو لم تخرجه ، فكلم الوالي أو كلّم له يلقيها عنه فقال : نعم ويضعها على غيرك ، فأبى أبي ، فكان يؤديها.

وقال : كان أبي يشرك أرضه على النصف والثلث والربع ويعطيهم نصيبه من البذر.

وقال : سلف أبي قوما طعاما من أرضه ، وهي أقرب إلى الجند من أرضهم ، فقال لهم : احملوه إلى الجند ، وأعطاهم كراء ما بين أرضهم والجند.

قال : وكتب عروة بن محمد إلى رجل بالجند أن يقضي بين رجلين وكتب إليه ألا تقتضي بينهما حتى تسأل طاوس ، قال : فسأله ، فلا أدري ما كان بينهما ؛ غير أني سمعت أبي يقول : اعلم أنه لا يجوز بيع مكره.

كان عروة بن محمد السعدي واليا على صنعاء بعثه عمر بن عبد العزيز إليها ناظرا في أمور اليمن (٣).

وقال ابن طاوس : إن أباه اشترى جارية مولدة من بعض أهل مكة وأبوها حي ثم خرج بها إلى اليمن أو قال إلى الجند. قال : وكان أبي يكره أن يفرق بين السبي الذين يجاء بهم (٤) ، فقلت لأبي إني أريد أن أتزوج فلانة ، قال : فاذهب فانظر إليها. قال : فذهبت فلبست من صالح ثيابي وترجّلت وغسلت رأسي فلما رآني في تلك الهيئة قال : اجلس ولا تذهب (٥).

__________________

(١) من : حد ، مب.

(٢) ليست في مب.

(٣) ولي عروة بن محمد السعدي اليمن في سنة ٩٦ ه‍ وبأمر الخليفة سليمان بن عبد الملك فأقام فيها أيام سليمان وعمر بن عبد العزيز الذي جدد الولاية له وأقام على الولاية إلى وفاة عمر. غاية الأماني ١١٥ ـ ١١٦.

(٤) انظر شراء الجارية المولدة وكراهة التفريق بين السبي في مصنف عبد الرزاق ٨ / ٣٠٩.

(٥) انظر حلية الأولياء ٤ / ١٠.

٣٧٠

قال : وكان لأبي خاتم كان نقشه «لا إله إلا الله» ، وكان لا يلبسه (١).

قال : وكان إذا قيل لأبي : أمؤمن أنت قال : «آمنت بالله وملائكته وكتبه ورسله» لا يزيد على ذلك. وكان أبي يقول [«اجتنبوا الكلام في القدر فإن المتكلمين فيه يقولون فيه بغير علم» (٢).

وكان يقول](٣) «إن من السنة أن يوقر أربعة : العالم ، وذو الشيبة ، والسلطان ، والوالد. وكان يقول : إن من الجفا أن يدعو الرجل أباه باسمه» (٤).

وكان يقول : «إن مثل الإسلام مثل شجرة فأصلها الشهادة وساقها كذا ، وورقها كذا ، شيئا سماه ، وثمرها الورع ، ولا خير في شجرة لا ثمر لها ، ولا خير في إنسان لا ورع له» (٥).

وكان / يقول : «خير العبادة أخفّها» (٦).

وقال : «لما خلقت النار طارت أفئدة الملائكة ، فلما خلق آدم عليه‌السلام سكنت».

قال : «ومن قال لصاحبه يا كافر فقد باء بها أحدهما».

وقال أبي : «لقي عيسى بن مريم عليه‌السلام إبليس لعنه الله ، فقال : أما علمت أنه لا يصيبك إلا ما قدر لك فارق ذروة هذا الجبل فتردّ منه فانظر أتعيش

__________________

(١) مصنف عبد الرزاق ١٠ / ٣٩٤

(٢) مصنف عبد الرزاق ١١ / ١١٦

(٣) من : حد ، صف ، مب.

(٤) انظره في مصنف عبد الرزاق ١١ / ١٣٧

(٥) مصنف عبد الرزاق ١١ / ١٦٠

(٦) مصنف عبد الرزاق ٣ / ٥٩٤

٣٧١

أم لا ؛ فقال له : أما علمت أن الله تعالى قال (١) : لا يجربني عبدي فإني أفعل ما شئت».

قال : وكان أبي يكره أن يبنى على القبر أو يجصص أو يتغوط عنده ، وكان يقول «لا تتخذوا قبور إخوانكم حسانا».

وقال : «إذا قرأ الإمام السجدة ولم يسجد أومأ من وراءه». قال : وكان أبي (٢) يسجد إذا قرأ الإمام السجدة وكان لا يدعها كل ليلة أن يقرأ بها وكان يسجد في الفرض (٣).

وقال أبي : «إن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم كان يصلي في الليل سبع عشرة ركعة».

وقال أبي : «رأى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم على عبد الله بن عمر (٤) ثوبين مصبوغين (٥) معصفرين. فقال : أمك ألبستك هذين. قال : نعم يا رسول الله أفألقيهما؟ قال : بل حرّقهما».

قال : وكان أبي يكره عظام الفيل. وكان يكره ذبيحة الزّنجي أن يأكلها ويقول : «هل وجدت زنجيا قط فيه خير».

وقال أبي : «إن عمر أخرج قوما من السوق (كان إسلامهم حديثا) (٦) وكانوا قصابين.

وقال أبي : «إن صبيغا قدم على عمر بن الخطاب فقال من أنت؟ فقال :

__________________

(١) ليست في س. وانظره في مصنف عبد الرزاق ١١ / ١١٣ ـ ١١٤

(٢) حد ، صف : «وكان أبي ربما يسجد في ألم تنزيل ، عند السجدة وكان لا يدعها ...».

(٣) حد ، صف ، مب : «في ص».

(٤) با ، س : «علي ابن عبد الله» ، والتصحيح من بقية النسخ ، وحلية الأولياء ٤ / ٢١ ، ومصنف عبد الرزاق ١١ / ٧٧

(٥) ليست في : حد ، صف.

(٦) ما بين القوسين ساقط في حد.

٣٧٢

أنا عبد الله صبيغ ؛ فسأله عن أشياء وعاقبه وحرق كتبه وكتب إلى أهل البصرة ألّا تجالسوه» (١).

وقال أبي : «أراد عمر أن يسكن العراق ، فقال له كعب : لا تفعل فإن منها يخرج الدجال وبها مردة الجن وتسعة أعشار الجن ، وبها كل داء عضال يعني الأهوار» (٢).

وقال أبي : «ما من شيء حدثناه أصحابنا إلا رأيناه (٣) ، إلا سبي الكوفة يعني أن أهل الكوفة يسبون».

وقال : «تخرج نار من اليمن تسوق الناس تغدو وتروح وتدلج» (٤).

وقال أبي : «قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : خير الناس في الفتن رجل أخذ بعنان فرسه خلف أعداء الله يخيفهم ويخيفونه ، ورجل في بادية يؤدي الحق الذي عليه» (٥).

وقال أبي : «جاء رجل إلى ابن عباس يستعين به على ابن الزبير ، وكان عاملا له ، فقال له : أنت رجل ظلوم ولا يحل لأحد أن يدفع عنك ولا يشفع لك» (٦).

«وسأله رجل عن رجل يأتي امرأته في دبرها ، فقال ابن عباس : هذا يسألني عن الكفر» (٧).

__________________

(١) انظر مصنف عبد الرزاق ١١ / ٤٢٦ والحاشية رقم (١).

(٢) انظر مصنف عبد الرزاق ١١ / ٢٥١

(٣) «إلا رأيناه» ليست في س. وانظره في مصنف عبد الرزاق ١١ / ٢٥١

(٤) انظر مصنف عبد الرزاق ١١ / ٣٧٦

(٥) انظر مصنف عبد الرزاق ١١ / ٣٦٨

(٦) انظره في مصنف عبد الرزاق ١١ / ٢٤٦

(٧) انظره في مصنف عبد الرزاق ١١ / ٤٤٢

٣٧٣

وقال أبي : «مر ابن عباس بقوم وهم يجرون حجرا / ـ وقد ذهب بصره ـ فقال : ما شأنهم؟ فقالوا يرفعون حجرا ينظرون أيهم أقوى. فقال ابن عباس : عمال الله أقوى من هؤلاء» (١).

وقال أبي : «سمعت ابن عباس يقول : قال أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي‌الله‌عنه (٢) والله ما قتلت عثمان ولا أمرت بقتله ولكني غلبت».

وقال أبي : «لمّا وقعت فتنة عثمان قال رجل لأهله : أوثقوني بالحديد فإني مجنون ، فلما قتل عثمان قال : حلوا عني الحديد فالحمد لله الذي [شفاني من الجنون](٣) وعافاني من قتل عثمان».

قال : «ودخل ابن عباس على معاوية ، فقال : إني لا أراك على ملة [علي بن](٤) أبي طالب ، قال : ولا على ملة ابن عفان ؛ الملة ملة محمد ليست لأحد ملة.

قال : وكان (٥) ابن عباس يسأل عن الرجل يطلق امرأته ثلاثا فيقول : لو اتقيت الله جعل الله لك مخرجا لا يزيد على ذلك».

وقال أبي : «عاب ابن عباس على ابن الزبير في رجل أخذه في الحل (ثم أدخله الحرم ثم أخرجه إلى الحلّ) (٦) فقتله ، وكان ذلك الرجل (٧) اتهمه ابن الزبير

__________________

(١) انظره في مصنف عبد الرزاق ١١ / ٤٤٤

(٢) حد ، صف : «سمعت ابن عباس يقول : سمعت عليا يقول». وفي مب : «سمعت ابن عباس يقول والله ما قتلت» وهذا يتفق مع مصنف عبد الرزاق ١١ / ٤٥٠

(٣) من بقية النسخ. وانظره في مصنف عبد الرزاق ١١ / ٤٥١

(٤) من بقية النسخ وانظره في مصنف عبد الرزاق ١١ / ٤٥٣

(٥) «وكان» ليست في مب.

(٦) ما بين قوسين ساقط في مب.

(٧) ساقطة في صف.

٣٧٤

في بعض الأمر وأعان عبد الملك عليه ، وكان ابن عباس لم ير عليه قتلا (١). فلم يلبث ابن الزبير بعده إلا قليلا حتى قتل» (٢).

وقال أبي «قال ابن عباس : مكتوب في المقام ببيت الله الحرام بمكة : مبارك لأهله في الماء واللحم يأتيه رزقه من ثلاثة سبل ، أعلى الوادي ، وأسفله ، [وأول من يحله أهله](٣).

وقال أبي : «لما أراد ابن الزبير أن يخرج السقاية من المسجد قال له ابن عباس : ما اقتديت ببر من كان أبر منك ، ولا بفجور من كان أفجر منك».

وقال أبي : «قال ابن عباس : إن الرحم تقطع وإن المنة تكفر وإن الله تعالى إذا قارب بين القلوب لم يزحزحها شيء أبدا. ثم قرأ ابن عباس : (لَوْ أَنْفَقْتَ ما فِي الْأَرْضِ جَمِيعاً ما أَلَّفْتَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ وَلكِنَّ اللهَ أَلَّفَ بَيْنَهُمْ إِنَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ)(٤)».

وقال أبي : «قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «لئن يمتلئ جوف أحدكم قيحا خير له من أن يمتلئ شعرا. قال : وإذا سمعتموه ينشد في المسجد فاحثوا في وجه منشده التراب» (٥).

وقال : «جاء رجل إلى ابن عباس فقال : ألا أقوم إلى هذا السلطان (٦)

__________________

(١) با ، س : «لم يرد عليه قتل» والتصحيح من بقية النسخ.

(٢) قتل عبد الله بن الزبير على يد الحجاج بن يوسف الثقفي سنة ٧٣ ه‍.

(٣) ما بين المعقوفين كان في الأصول : «والثنية لا يحله أول من أهله» وهو كلام مضطرب أفادنا تقويمه الأستاذ حمد الجاسر نقلا عن كتاب (أخبار مكة) للفاكهي مخطوطة ليدن (الورقة ٣٣٦).

(٤) سورة الأنفال : ٨ / ٦٣ ؛ بدايتها : (وَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ ...) ، وانظر الحديث في المصنف ١١ / ١٧١

(٥) انظره في مصنف عبد الرزاق ١١ / ٢٦٤ ـ ٢٦٥

(٦) با ، س : «الشيطان» تصحيف.

٣٧٥

فآمره وأنهاه؟ قال : لا ، تكون له فتنة ، قال : أفرأيت إن أمرني بمعصية الله تعالى؟ قال : فذاك الذي تريد فكن حينئذ رجلا».

وقال أبي : «كان فيما مضى من الزمان رجل لبيب عاقل فكبر وقعد في بيته ، فقال لابنه يوما : إني قد اغتممت فلو أدخلت علي رجالا يكلموني ، فذهب ابنه فجمع نفرا ثم قال : ادخلوا على أبي فكلموه فإن سمعتم منه منكرا فاعذروه فإنه / قد كبر ، وإن سمعتم منه خيرا فاقبلوه ، فدخلوا عليه (١). فكان أول ما كلمهم أن قال : أكيس الكيس التقى ، وأعجز الفجور ، وإذا تزوج أحدكم فليتزوج في معدن صالح ، وإذا اطلعتم على رجل بفجرة فاحذروه فإن لها أخوات» (٢).

وكان أبي يقول : «إذا غدا الإنسان تبعه الشيطان ، وإذا دخل منزله فسلم قام بالباب ، فإذا أتى بطعامه فذكر اسم الله تعالى ؛ قال الشيطان : لا مقيل ولا غداء ، فإذا لم يذكر اسم الله تعالى حين يدخل ولم يذكر الله تعالى على طعامه ، قال الشيطان : مقيل وغداء ، وكذلك في العشاء» (٣).

وكان يقول ويرفعه : «إن الإنسان إذا نام عقد عند رأسه ثلاث عقد من عمل الشيطان ، فإذا استيقظ فذكر الله تعالى حلت عقدة ، وإن توضأ حلت (٤) أخرى فإن صلى حلت الثالثة فيصبح طيب النفس يتمنى أنه زاد. قال : «وإن الإنسان يوقظ في الليل ثلاث مرات فيوقظ في الأولى فيأتيه الشيطان فيقول : إن عليك ليلا فارقد ؛ فإن أطاع الشيطان رقد ، ثم يوقظ (الثانية ، [فيأتيه الشيطان](٥) إن عليك ليلا فارقد ؛ فإن أطاع الشيطان رقد ،

__________________

(١) «فدخلوا عليه» ليست في حد.

(٢) انظره في مصنف عبد الرزاق ١١ / ٤٥٥ ، وحلية الأولياء ٤ / ٨

(٣) انظره في مصنف عبد الرزاق ١٠ / ٤٢٠

(٤) حد ، صف زيادة : «عقدة» ، وانظره في مصنف عبد الرزاق ١١ / ٣٩

(٥) من : حد ، صف ، مب ، والمصنف ١١ / ٣٩

٣٧٦

ثم يوقظ) (١) الثالثة [فيأتيه الشيطان](٢) فيقول : إن عليك ليلا فارقد ، فإن أطاع الشيطان رقد (٣) ، فيصبح وعقده كما هي ، ويصبح ثقيل النفس ، أو قال خبيث النفس نادما على ما فرط منه ، (قال : فذلك الذي يبول الشيطان في أذنيه») (٤).

وقال أبي ولا أراه إلّا (٥) رفعه : «إياكم والخروج بعد هدأة الليل فإن لله دواب يبثها في الأرض تفعل ما تؤمر ، فإذا سمع أحدكم نهاق حمار أو نباح كلب فليستعذ بالله [من](٦) الشيطان الرجيم ، فإنهم يرون ما لا ترون» (٧).

قال معمر : قلت لابن طاوس : ربما نام أبوك ليله حتى أصبح ، قال : ربما. قلت : فكيف كان أبوك يقول في أصحاب رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم؟ قال معمر : وأنا أريد أن يذكر لي التفصيل ، قال : كان إذا ذكر عنده رجل من أصحاب رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ذكر من فضله حتى يظن أنه لا يعرف أحدا من أصحاب النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم غيره.

وقال معمر عن ابن طاوس عن أبيه قال : «قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم إذا ذكر أصحابي فأمسكوا ، (فإذا ذكرت النجوم فأمسكوا ، وإذا ذكر القدر فأمسكوا) (٨)».

__________________

(١) ما بين القوسين ساقط في س.

(٢) من : حد ، صف.

(٣) ليست في س.

(٤) ما بين قوسين ساقط في مب.

(٥) ليست في مب.

(٦) من المصنف.

(٧) انظره في مصنف عبد الرزاق ١١ / ٤٦ والحاشية رقم (٤).

(٨) ما بين القوسين ساقط في س.

٣٧٧

وقال أبي : «إن عمر بن الخطاب رضي‌الله‌عنه قال : أرأيتم إذا استعملت / عليكم خير من أعلم ثم أمرته أن يعمل بالعدل أقضيت ما عليّ؟ قالوا : نعم ، قال : لا! حتى أطالعه (١) في عمله فأنظر أعمل بما أمرته أم ترك».

قال معمر عن ابن طاوس عن المطّلب بن عبد الله بن حنطب قال : قال عمر لا أم من أدركته خلافة المخزومي!

وقال ابن (٢) طاوس : حدثني عكرمة بن خالد ، قال : دخل ابن لعمر عليه وقد ترجل ولبس ثيابا حسنة فضربه بالدّرة حتى أبكاه ، فقالت له حفصة : [لم ضربته](٣)؟ قال : إني قد رأيته قد أعجبته نفسه فأحببت أن أصغرها إليه.

قال ابن طاوس : أن أباه طاوس حدثه ، قال : «رأى عمر بن الخطاب رضي‌الله‌عنه يزيد بن أبي سفيان كاشفا عن بطنه ، فرأى جلدة نقية ، فرفع عليه الدّرة وقال : ما هذا؟ أجلدة كافر؟ قال : فقيل له : إن أرض الشام طيبة العيش رفيعة فسكت» (٤).

وقال أبي : «إن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال يوم الخندق : اللهم لا عيش إلّا عيش الآخرة ، فارحم الأنصار والمهاجرة ، والعن عضلا والقارة ، هم كلفونا نقل الحجارة» (٥).

وقال أبي : «قال ابن عباس : أحلّ الله الأكل والشرب ما لم يكن سرفا ولا مخيلة» (٦).

__________________

(١) حد : «أنظر».

(٢) ليست في مب. وانظر مصنف عبد الرزاق ١٠ / ٤١٦

(٣) من : حد ، صف. وفي مب : «لمه».

(٤) انظره في مصنف عبد الرزاق ١١ / ٨٦ ـ ٨٧

(٥) صحيح البخاري ٥ / ١٣٧ ـ ١٣٨ ، كشف الخفا ومزيل الإلباس ١ / ٢١٧

(٦) انظره في مصنف عبد الرزاق ١١ / ٢٧١

٣٧٨

وقال أبي في قوله تعالى : (خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ)(١) ، قال : «الشملة من الزينة».

وقال : «قال صلى‌الله‌عليه‌وسلم : لو كان لابن آدم واديان من مال تمنى إليهما واديا ثالثا ولا يملأ بطن (٢) ابن آدم إلا التراب ويتوب الله على من تاب».

وقال أبي : «إذا كان يوم القيامة يجاء بالمال وصاحبه فيتحاجان فيقول صاحبه : أليس قد جمعتك يوم (كذا وكذا [فيقول له المال أليس قد قضيت بي حاجة كذا وكذا](٣) وأنفقتني في) (٤) كذا وكذا ، فيقول صاحب المال : إن الذي تعدد عليّ حبال ، ويؤتها ، فيقول له المال : فأنا حلت بينك وبين أن تصنع بي ما أمرك الله تعالى».

وقال : «بلغني أن الكنز يتحول يوم القيامة شجاعا أقرع يتبع صاحبه وهو يفر منه ، يقول له أنا كنزك».

وقال : «من كانت له إبل ولم يؤدّ حق الله فيها أتت يوم القيامة كأسمن ما كانت ؛ تخبطه بأخفافها ، قيل : وما حقها؟ قال : تمنح اللقوح ، وتفقر الظهر ، وتحلب على العطن ، وتنحر السمينة ، وتطرق الفحل».

__________________

(١) الأعراف : ٧ / ٣١ (يا بَنِي آدَمَ خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ).

(٢) بقية النسخ ومصنف عبد الرزاق ١٠ / ٤٣٦ : «جوف».

(٣) من صف. وفي حد زيادة على صف : «ساعة كذا وكذا في شهر كذا وكذا». والحديث في مصنف عبد الرزاق ١١ / ٩٨ : «يجاء يوم القيامة بالمال وصاحبه فيتحاجان فيقول صاحب المال : أليس قد جمعتك في يوم كذا؟ وفي ساعة كذا؟ فيقول له المال : قد قضيت بي حاجة كذا ، وأنفقتني في كذا ، فيقول صاحب المال : إن هذا الذي تعدد علي حبال أوثق بها ، فيقول المال : فأنا حلت بينك وبين أن تصنع بي ما أمرك الله».

(٤) ما بين القوسين ساقط في مب.

٣٧٩

وقال : «قال صلى‌الله‌عليه‌وسلم لما استعمل عبادة بن الصّامت : يا أبا الوليد لا تأتين يوم القيامة ببكرة لها رغاء ، أو ببقرة لها خوار ، أو بشاة لها ثغاء. فقال عبادة : والذي بعثك بالحق نبيا لا أعمل على شيء أبدا». وقال أبي : «لم يجهد البلاء من لم يتول أيتاما / أو يكون قاضيا على الناس في أموالهم أو أميرا على الناس على رقابهم» (١).

وقال : «بلغنا أنه من سنّ سنّة صالحة فعمل بها [بعده](٢) كان له أجرها وأجر من عمل بها بعده من غير أن ينقص من أجورهم شيئا ، ومن سنّ سنّة سوء فعمل بها بعده كان عليه وزرها ووزر من عمل بها من غير أن ينقص من أوزارهم (٣) شيئا». وقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «سيكون عليكم أمراء ينكرون بعض ما أمروا فمن ناوأهم نجا ، ومن كرهه سلم أو كاد أن يسلم ، ولكنّ من خالطهم في ذلك هلك أو كاد أن يهلك» (٤).

وقال أبي : «يأتي على الناس زمان يكون خير منازلهم البادية التي نهى عنها رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم» (٥).

وقال أبي : «قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : نصرت بالرعب وأعطيت جوامع الكلم وأعطيت الخزائن وخيّرت بين أن أبقى حتى أرى ما يفتح الله على أمتي وبين التعجيل فاخترت التعجيل» (٦).

__________________

(١) انظره في مصنف عبد الرزاق ١١ / ٣٢٤ باختلاف يسير باللفظ ، وانظره في حلية الأولياء ٤ / ١٣

(٢) من : حد ، صف ، مب ، ومصنف عبد الرزاق ١١ / ٤٦٦ والقول في مصنف عبد الرزاق باختلاف يسير باللفظ.

(٣) مب : «ينقص ذلك شيئا». حد ، صف : «ينقص ذلك من أوزارهم شيئا».

(٤) انظره في مصنف عبد الرزاق ١١ / ٣٢٩ ـ ٣٣٠

(٥) انظره في مصنف عبد الرزاق ١١ / ٣٨٣

(٦) انظره في مصنف عبد الرزاق ١١ / ٩٩

٣٨٠