تاريخ مدينة صنعاء

أحمد بن عبد الله بن محمّد الرازي

تاريخ مدينة صنعاء

المؤلف:

أحمد بن عبد الله بن محمّد الرازي


المحقق: الدكتور حسين بن عبد الله العمري
الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: دار الفكر ـ دمشق
الطبعة: ٣
الصفحات: ٧٢٤

الأسد وهو برج سباعي ويشترك المريخ في هذه المثلثة ، وليس يلحق بحسناء صنعاء امرأة ولا بسرعتهن وظرفهن وفيهن غيرة وشكل ودلال وأكثر ما يغلب على أهلها من التأله والدين وسلامة الناحية فمن أجل / ما يلي الشمس من مثلثة هذا الصقع وأنه يسامته منها المستقيم ، وأما ما يغلب على الكورة فالاعتدال في الهواء وقد يكون إلى البرد أرجح ، وذلك لا يضر ، وعذاوة (١) النسيم وطيب المساكن وأن الرجل المسن يلبس بها اللباس الرقيق (٢) في الشتاء الشديد البرد وجمود الماء فلا يضره ذلك. ويلبس الشاب الصفراوي في الصيف الخشن والصوف فلا يضره. ويدخل الرحل إلى منزله بحزيران وقد حرّ بدنه وتعب جسده فيفتح باب بيته أو خلوته (٣) ويكشف ستره ويدخل في فراشه فيبرد بما يتأدى إليه وإلى بدنه من برد قص بيته أو عليته وخلوته (وهو الجص الذي يجصص به أحدهم بيته) (٤) فتصير حيطان بيته كأنها الفضة البيضاء لا يلزق بياضها في ثيابه وهذا شيء بصنعاء خاصة من بين مدن الدنيا فيما حدثني به جماعة من الناس الواردين إلى صنعاء ، وتجصيص البيت بأيسر مؤونة وأخف نفقة ، ويبرد البيت ويطيبه ، ولا يبقي فيه شيئا مؤذيا له كالكتان وهو منتن مؤذ للناس ، فإذا جصص البيت لم يقربه (وإذا نظف البيت كان أحد اللذات) (٥) وإذا تكشف من الحر (٦) هذا لم يخش مضرة البعوض ولا النامس ولا الذباب ولا يدخله وزغ (٧). ولا شيء من الحشرات المؤذية ولا الهوام القاتلة ، ويتدثر الإنسان إذا نام بصنعاء في الحر الشديد

__________________

(١) العذاوة : يقال : عذا البلد طاب هواؤه (المحيط).

(٢) حد : «وأن الرجل يلبس بها اللباس من رقيق الثياب».

(٣) حد : «باب بيته أو عليته وخلوته». مب : «باب بيته أو عليته ويكشف».

(٤) ما بين القوسين ساقط في حد.

(٥) ما بين القوسين ساقط في مب.

(٦) ليست في حد.

(٧) مفردها : وزغة محركة ؛ سامّ أبرص سميت بها لخفتها وسرعة حركتها (المحيط).

٢٤١

الذي يكون في جميع الأمصار والقرى (١) في حزيران وتموز من شدة البرد بها خاصة شرب الماء لا يستطيع أن يستلذ من شدة الهواء وبرودته حتى ربما وقع الجليد من السماء فيجمد الماء من شدة الهواء في أيام حزيران (٢).

وحدثني القاضي الحسين بن محمد أن جده عبد الأعلى رأى الصرد في حزيران بصنعاء (٣) يعني الجليد ، ثم رأيته أنا بصنعاء سنة ، وذكر لي أبو محمد الجرجاني وقد رآني أشرب ماء باردا في مسجد صنعاء فقال لي : قد طفت في الدنيا (٤) قطعة [قطعة](٥) فما رأيت مثل صنعاء في طيب هوائها في هذا الوقت ، يعني في حزيران ولا يقدر أحد على هذه الشربة الماء.

وحدثني القاضي الحسين بن محمد يذكر عن جده عبد الأعلى بن محمد أن القاضي محمد بن موسى الكشّي قال : ذكر له أنه ما رأى أطيب من صنعاء مع كثرة ما قد شاهد من الأمصار.

وحدثني علي بن أبي شبيب البناء عمن ذكره أن بعض العلماء وقف مع يحيى بن خلف على / باب داره بصنعاء في السّرار مقابل الرّحبة في حزيران فهب نسيم على وجه ذلك العالم فرد وجهه إلى يحيى بن خلف فقال : لا شك أن هذا النسيم النافخ في هذا الوقت إلا من جنات عدن.

قال القاضي سليمان بن محمد النّقوي رحمه‌الله ، وقد جاريته في الحديث في طيب هواء صنعاء فقال : إن في الخبر أن أهل الجنة في سجسج ، فقلت :

__________________

(١) ليست في حد.

(٢) جاء هذا الوصف لطالع صنعاء ومناخها وطبائع أهلها ، أقل تفصيلا في الإكليل ٨ / ٦ ـ ٨ ، كما ورد بإيجاز شديد في صفة الجزيرة ١٩٥ ـ ١٩٦.

(٣) ومثله ما يقوله الهمداني في صفة الجزيرة ١٩٥ : «وخبرني عمر الشهابي عن أحمد بن يوسف الحذاقي أنه نظر إلى ماء جامد بناحية بيت بوس في أول حزيران».

(٤) «في الدنيا» ليست في مب.

(٥) الزيادة يقتضيها السياق.

٢٤٢

وما السّجسج؟ فقال : لا حر يؤذيهم ولا برد يؤذيهم (١) فصنعاء لا حر يؤذي ولا برد يؤذي ، فهواؤها أطيب هواء في الحر والبرد.

قال القاضي سليمان بن محمد رحمه‌الله : ولم يذكر الله عزوجل بالطيب إلا سبأ وهي مدينة مأرب ، فقال تعالى : (لَقَدْ كانَ لِسَبَإٍ فِي مَسْكَنِهِمْ آيَةٌ ، جَنَّتانِ عَنْ يَمِينٍ وَشِمالٍ ، كُلُوا مِنْ رِزْقِ رَبِّكُمْ وَاشْكُرُوا لَهُ بَلْدَةٌ طَيِّبَةٌ وَرَبٌّ غَفُورٌ)(٢).

جاء في الخبر أن جهنّم اشتكت إلى ربها ، فقالت : «أكل بعضي بعضا ، فأذن لها أن تتنفس في السنة مرتين ؛ فشدة البرد من زمهريرها وشدة الحر من سمومها (٣)». وقال النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «أبردوا بالصلاة فإن شدة الحر من فيح جهنم» (٤) وليس بصنعاء من البرد الشديد كالذي في غيرها من الدينور ، وهمذان ، وجبال فارس ، والماهان الذي يضم عليهم الأبواب ويدخلون منه في الأنفاق والبيوت المتخذة باللبود وما يدرأ به برد الثلوج وذلك إلى أمد معلوم لا يرون فيها شمسا حتى تنقضي تلك المدة ثم يخرجون ويكسحون الثلوج من أبواب دورهم وأفنيتهم ، وهذا أشد البرد وأخطره وأعظمه (٥) ضررا على الأجساد ، وهذا مما لم يبلنا به الله تعالى في بلدنا وهو من عذاب جهنم كما قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «شدة البرد من برد جهنم» وليس فيها من الحر والسمائم القاتلة ما في غيرها من ذلك كالبصرة ، والأهواز ، ومكة ، والمدينة ، والتهائم التي لا يقدر السالك أن يسلك من شدة

__________________

(١) يوم سجسج : لاحر ولاقر ، ومنه حديث ابن عباس في صفة الجنة «وهواؤها السجسج» (المحيط).

(٢) سبأ : ٣٤ / ١٥.

(٣) قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «اشتكت النار إلى ربها فقالت يا رب أكل بعضي بعضا فجعل لها نفسين نفس في الشتاء ونفس في الصيف. فشدة ما تجدون من البرد من زمهريرها وشدة ما تجدون من الحر من سمومها» سنن ابن ماجه ٢ / ١٤٤٤ ـ ١٤٤٥.

(٤) الحديث : «إذا كان اليوم الحار فأبردوا بالصلاة فإن ...» صحيح مسلم بشرح النووي ٥ / ١١٨.

(٥) ليست في حد.

٢٤٣

وهج ذلك وعظم نفحاته (١) كما قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم «إن شدة الحر (٢) من فيح جهنم».

وقال الجاحظ (٣) : «حدثني جماعة من القوابل أن المولود بالأهواز إذا دخلت القابلة إلى المرأة التي تضع ولدها ، إن جنينها يخرج من بطنها فيقع على يد القابلة محموما ، وهذه البلدان لا يستقيم بها الطيب ولا يخرج له بها عرف ولا يوجد له ريح مع كثرة تغير سائر الأشياء واستحالتها / عن طبائعها والنوم على السطوح ورش الأفنية والبيوت وشرب الماء بالثلوج وتبريد الماء في القوارير وتدلية ذلك إلى الآبار ، وريح الطبائخ والقدور والشواء (٤) لا يمكن أن يترك ليلة إلا وقد أصبح فيه [فيح](٥) الرائحة وكره الذوق والتكّرج (٦) والتغير لسائر ما يطبخ ويصلح من ذلك وإذا طبخ بصنعاء قدر اسفندياج وبصلية ومضيرة أكلت خمسة أيام في الصيف وخمسة عشر يوما في الشتاء ، وهذا لا يمكث إلا ساعة وقد تغير ، وكذلك الشواء يقيم بصنعاء خمسة أيام لا يتغير ولا يريح ، فأما ما يطبخ بالخل الصادق الحموضة ويقلى قليا جيدا [فإنه يمكث ما شاء صاحبه مدة طويلة. فأما ما كان خله ليس جيدا نقف الحموضة](٧) فإنه يمكث شهرا أو أكثر».

وحدثني من أثق به أنهم طبخوا ليلة الفطر من رمضان قدورا من لحم

__________________

(١) «وعظم نفحاته» ليست في مب.

(٢) «إن شدة الحر» ساقطة في مب. وفي صف : «إن الحمى من فيح جهنم».

(٣) انظر ما يشبه بعض هذا الحديث عن الأهواز في كتاب الحيوان للجاحظ ٣ / ١٤٣ ـ ١٤٤ ، ٤ / ١٤٠ ـ ١٤٣.

(٤) صحفت في با إلى «السيول».

(٥) من : حد ، صف ، مب.

(٦) ليست في حد. وتكرج الخبز : فسد وعلته خضرة وتعفن (المحيط).

(٧) من : حد ، س ، مب.

٢٤٤

وأصعدوها إلى خلة لهم وهي العلية الثالثة من الغرف فنسوا قدرا من تلك القدور إلى يوم عرفة من عيد الأضحى فوجدوا ذلك القدر لا تكرّج فيه ولا طعم مكروه ولا ريح فيه (١) فسخن وأكل ولم يكن خله بالغا في حموضته ، فأما لو كان بالخل الحاذق لأقام ما شاء الله.

وحدثني القاضي الحسين بن محمد أن الأمير أسعد (٢) أرسل إلى ابن روح وكانت له قدر على النار فذهب من فوره أعني من فوره (٣) من صنعاء إلى كحلان فبعثه الأمير أسعد إلى مكة في حاجة عرضت له ، فأقام ما شاء الله ثم عاد إلى كحلان ثم راح إلى صنعاء فدخل حانوته التي فيها القدر فوجده على هيئته فسخنه وأكل منه وذلك بعد أشهر نحو خمسة.

وذكر إبراهيم بن الصلت أنه طبخ قدرا مقرها بخل حاذق فهو على أن يتغدى إذ أتته رسل ابن يعفر (٤) فمضوا به إلى شبام ، فلمّا وصل إلى السلطان أمره أن يمضي إلى مكة وكتب له بناقة وزاد فمضى إلى مكة وعاد بالجواب فدفعه إلى ابن يعفر وصار إلى منزله (فوجد القدر جامدا ورائحته طيبة فأسخن القدر) (٥) ففاح برائحة طيبة فقرب طعامه وأكل كأطيب (٦) ما كان يصنع. وهذه القدور تبقى إذا أجيد طبخها وأحكم صنعتها فإنها تبقى ما شاء الله (٧).

وكثير من أهلها وأرباب النعمة بها يطبخون من الجمعة إلى الجمعة القدر الكبيرة فيبقى يأكلونه كلما أرادوا ولكنهم يحولون من ذلك القدر إلى قدر

__________________

(١) بدلها في حد : «كريه». وفي صف : «خبيث فيح».

(٢) أي الأمير أسعد بن يعفر ، انظره في كشافنا.

(٣) «أعني من فوره» ليست في بقية النسخ.

(٤) «ابن يعفر» ساقطة في : حد ، صف ، مب.

(٥) ما بين القوسين ساقط في مب.

(٦) «كأطيب ما» ليست في صف.

(٧) بقية النسخ : «تبقى ما شئت إن شاء الله».

٢٤٥

لطيف / ثم يسخنون ذلك القدر اللطيف (فيأكلون منه كذلك إلى أن يفنى ذلك القدر) (١) الأول واللّحم الطري يمكث عندهم في منازلهم وفي أسواقهم ثلاثة أيام لا يتغير ولا يريح.

وللطبيخ والطيب بصنعاء ريح عظيم ورائحة دائمة حتى إن أحدهم يتبخر بجمعته فيبقى ريح ذلك إلى جمعة أخرى ، وللقدور واللحم بها رائحة لا يكون في غيرها ، وسمعت مشايخ صنعاء (٢) يقولون : إن للحم إذا طبخ ريحا عجيبا لا يوجد في سائر البلدان مثل ذلك كما يكون في الشارع المعروف بالمبيّضين إلى دار فيروز الديلمي ، وذلك أسفل الشارع وقد حكى ذلك جماعة منهم ابن مقفّع وغيره ، ومات أبو القاسم بن مقفع هذا وهو يقارب المئة السنة. قال : سمعت جماعة يقولون : إن للقدر إذا طبخ في هذا الشارع من الريح والطعم مالا يوجد في غيره من صنعاء ، ولصنعاء في ذلك مالا يوجد في غيرها من البلاد إلا حيث يشاء الله ولا نعلم ذلك.

فأما المشهور من صنعاء فذلك غير منكر ولا مدفوع في طبيخ اللحم وطيب ريحه وفي ريح الطيب وعظم عرفه بصنعاء ، وكان لقلال هجر (٣) بصنعاء رائحة طيبة ولغثيان النفس ما يسكن ذلك من طيب ريحه وذلك حيث كانوا يأخذون مدرها الصحيح من رأس الدينباذ وهو موضع هنالك طيب التربة يخرج له رائحة وقد زال هذا اليوم بصنعاء وصارت القلال بها على غير ما ذكر منها ، وذلك أنهم أخذوا الطين من المواضع التي قد قبر فيها الموتى والترب التي لا طيب فيها (٤) كالذي كانوا يشربون به الذين من قبلنا ، وقد ذكر لي جماعة من الذين كانوا يشربون في

__________________

(١) ما بين القوسين ساقط في مب.

(٢) ليست في حد.

(٣) كذا الأصل. وفي : حد ، صف : «الفخار» ولعلها أقرب إلى المعنى.

(٤) حد ، صف ، مب : لها.

٢٤٦

تلك القلال (الأولى وشرب في هذه القلال الأخرى) (١) فذكر أن بينهما فرق بعيدا ، وأن الماء لا يطيب في هذه القلال التي تعمل اليوم وينكرها إنكارا شديدا ، ويذكر أنها تذهب بلذة الماء وعذوبته وطيبه ولذته كالذي كان قد شاهد من طيب الماء وعذوبته في تلك القلال التي كانت تعمل بصنعاء قبل هذا العمل ، وإن الرجل إذا دعته نفسه إلى القيء والغثيان المعتري له رشّوا له قلة من تلك القلال الأولى وشمها سكن غيثانه ورجع إلى حسه وقوته وزال ما كان يجده مما كان يغثيه ويكربه.

ويقيم فراش الإنسان / بصنعاء في مكان واحد الشتاء والصيف لا يحوله ولا يكون لأهلها (٢) أكثر من بيت واحد ، ولا يعرف المبيت على سطح أحد من أهلها ومرقده شتاء وصيفا في موضع لا يحول إلى غيره إلا أن يؤذيه البق المنتن وهو الكتان ، فإن الكتان يؤذي بها إذا لم يكن البيت مجصصا ، فإذا جصص البيت ونظف زال منه كل مؤذ من سائر الحشرات المؤذيات وعدم فيه الأوزاغ والهوام.

وصنعاء محويّة بطلّسمين من الأفاعي والأحناش فلا يكاد أن تضر الأفاعي والأحناش بها أحدا ولم يسمع فيها بملدوغ مات من ذلك ، وما ظفر بها لم يظفر بها (٣) أحد.

وأحد هذين الطّلّسمين من حديد والآخر من صفر ، وكانا على باب مدينة صنعاء. الأول في الموضع المعروف بالقصبة مما عمل في الجاهلية ، وأحدهما (٤) ، وهو من حديد وهو (٥) على باب المصرع حيث يعمل الحدادون اليوم ، والآخر على

__________________

(١) ما بين القوسين ساقط في حد.

(٢) حد ، صف : «لكثير من أهلها».

(٣) كذا الأصول ولعل الصحيح : «به».

(٤) س : «والآخر».

(٥) ليست في : حد ، صف.

٢٤٧

باب الكشوري (١) وكان يعرف بدرب (٢) الكشاور ، وهو اليوم يعرف بدرب ابن عباس في طرف سوق ابن ماعز من ناحية المداور من صنعاء.

__________________

(١) حد ، صف ، مب : «على باب درب الكشوري».

(٢) حد : «يعرف بباب درب».

٢٤٨

ذكر الرواية أن في مسجد صنعاء قبر نبي يسمى حنظلة

وأن صنعاء طريق من طرق الغيث (١)

وجدت بخط علي بن عبد الوارث : حدثنا الكشوري قال : حدثني [أبو](٢) الهيثم خالد (قال : سمعت مطرّف بن أيوب يقول : في مسجد صنعاء قبر نبي ، وأبو الهيثم) (٣) خالد بن زيد العنسي الصنعاني ، ومطرّف هو مطرّف بن أيوب بن سليمان ، وبخطه حدثني أبو بكر أخو ميمون الحافظ قال : في الحديث أنه إذا كان قبر نبي في أرض كان ذلك الموضع كثير الأمطار والسحاب أبدا ، قال علي : وكان أبو بكر واحد الناس في الحديث (٤).

وحدثني الكشوري قال : حدثني أيوب بن سالم قال : حدثني محمد بن جعفر ، قال أبو جبل معاذ بن ذكوان ، قال : سمعت وهب بن منبه يقول : صنعاء طريق من طرق الغيث ، (قال أبو الحسن : سمعت المشايخ يقولون : صنعاء طريق من طرق الغيث) (٥) فإذا أردت أن تعلم اليمن مطيرة أم لا فاعتبر

__________________

(١) صورة العنوان في حد ، صف : «ذكر الرواية أن في مسجد صنعاء قبر نبي يسمى حنظلة بن صفوان عليه‌السلام وهو رسول إلى أهل مأرب فقيل إنهم قتلوه فأهلكهم الله ، قال الله تعالى : (فَجَعَلْناهُمْ أَحادِيثَ وَمَزَّقْناهُمْ كُلَّ مُمَزَّقٍ) وأن صنعاء طريق من طرق الغيث».

(٢) من : صف ، مب. وفي حد : «ابن».

(٣) ما بين القوسين ساقط في صف.

(٤) لم تسعفنا كتب الحديث وكتب الموضوعات التي بين أيدينا في استخراج هذا الحديث أو ما يماثله.

(٥) ما بين القوسين ساقط في : صف ، مب. والعبارة : «صنعاء طريق من طرق الغيث» ليست في س.

٢٤٩

بصنعاء ، فإن كانت مطيرة فاليمن مطير ، وإن لم تكن صنعاء مطيرة فاليمن غير مطير / فوجدته أنا كذلك وسمعت العامة بصنعاء يقولون : اسم هذا النبي المقبور في مسجد صنعاء حنظلة (١).

__________________

(١) انظر مجمع البيان في تفسير القرآن للطبرسي ٩ / ١٤٣

٢٥٠

ذكر الرواية أن في مسجد صنعاء روضة من رياض الجنة

وذكر موضعها

وجدت بخط علي بن الحسن بن عبد الوارث ، حدثني الكشوري قال : حدثني إبراهيم بن يزيد بن (١) عبيد النعامي قال محمد بن داود بن قيس يذكر لابن مقسم قال له : يا أبا عبد الله ، وهما قد خرجا من المقصورة صلاة الصبح : يا أبا عبد الله أخبرني داود عن [وهب](٢) أن موضع هذه الأسطوانة التي حذو الإمام عند الصّوح في طرف الطاق الذي يلي الصّوح من مسجد صنعاء روضة من رياض الجنة.

قال أبو الحسن علي بن عبد الوارث ، قال أبو محمد الكشوري : أرانيها النعامي وقد أراناها أبو محمد. وقال لي الكشوري : كان بعضهم يقول : قد صلى في هذا المقام عدّة من أصحاب رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، وقال الكشوري : كان بعضهم يقول : مسجد صنعاء أفضل من مسجد الجند لأن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم إنما وصفه (٣) صفة.

عبد الرزاق عن محمد عن معمر ، وقال كثير بن مسلم : إن محمد بن (ثور ومحمد بن) (٤) شرحبيل أخبراه (٥) أن الأسطوانة التي عند الصّوح في طرف الطاق

__________________

(١) جاءت في با ، مب : «عن» ، فصححناها من : صف ، حد ، س ؛ إذ هي الصواب على الأرجح فقد وردت على هذه الصورة في الصفحات : ١٠١ ، ٢٥٢ ، ٣٥٣

(٢) من : حد ، صف ، مب.

(٣) انظر ما ذكره المؤلف في وصف موضع المسجد فيما سبق ص ١٢٧ ـ ١٣٠

(٤) ما بين القوسين ساقط في حد.

(٥) ساقطة في مب.

٢٥١

الذي بحذاء باب المقصورة خارجا إلى الصّوح موضع روضة من رياض الجنة. وذكر فيها فضلا كثيرا.

قال عبد الرزاق وأخبرني بمثل ذلك معمر ، إبراهيم بن يزيد قال : كنت مع محمد بن داود (١) المعلم في مسجد صنعاء فقام إليه ناس فقالوا : يا أبا عبد الله هل [سمعت](٢) في هذه الأسطوانة بشيء؟ فقال : أخبرني أبي أنه سمع وهبا يقول : هي روضة من رياض الجنة ، يعني الأسطوانة [التي](٣) إذا خرجت من باب المقصورة فهي على يمينك مما يلي الصّوح.

قال بعضهم : أيسر مسجد صنعاء أفضل من أيمنه.

عبد الرزاق قال : أخبرني أبي أنه سمع وهبا يقول : أيسر مسجد صنعاء أفضل من أيمنه ، وأيسر الجبانة أفضل من أيمنها ؛ وقال بعضهم : الروضة عن يسار الإمام وهو الموضع الذي كان يصلي فيه رياح بن يزيد.

عبد الرزاق ، عبد الله بن محمد البصري قال : سمعت رياح بن يزيد يحدّث قال : ما بين الصخرة الململمة التي في ظبر / مسجد صنعاء إلى أيسره إلى الباب الذي يلي زاوية المسجد من أيسره روضة من رياض الجنة. وكان رياح لا يصلي إلّا في ذلك الموضع.

عبد الله بن عبيد الله قال : سمعت هشام بن يوسف القاضي يقول : الصخرة (٤) في مقدم الصّوح في أيسره فقلت له : أليس يذكرون أنها في ظبر

__________________

(١) الأصل با ، وس ، ومب : «داود بن محمد» وهو تحريف واضح ، وما أثبتناه من : حد ، صف ، وانظر الصفحة السابقة.

(٢) من بقية النسخ.

(٣) من : حد ، صف ، مب.

(٤) يقول المرحوم القاضي محمد الحجري في كتابه (مساجد صنعاء) ص ٢٤ في تعيين مكان الصخرة المشار إليها : «هي الآن في الصّوح الغربي في أصل أساس الجدار الغربي من الجامع». ا ه. وعلى ذلك يكون موضع الباب الذي ذكره المؤلف في الجهة الغربية للجامع.

٢٥٢

المسجد (فقال : إنه قد زيد في المسجد) (١) ، قال : وكان هشام بن يوسف يصلي هناك.

قال عبد الله بن محمد : رأيت في المنام كأن على رأس (٢) شرفة من شرفات المسجد رأسا أبيض كأنه رأس ثور وهو يقول : «لا إله إلا الله خالق ما يرى وما لا يرى ، وعالم كل شيء من غير تعليم» يردد ذلك مرارا حتى انتبهت من نومي.

عبد الرزاق قال : إن أبا يزيد [أخبره أن] ابن أقنونة (٣) أخبرهم قال : خرجت إلى مسجد صنعاء في آخر الليل وأنا أظن أنه قد أشرق فدخلت المسجد فأصابتني وحشة فانضمت إلى بعض زواياه فسمعت على المنارة رجلا مبيّضا وهو يقول : «اللهم احفظ (٤) القرية وأهلها» ثلاث مرات ، ثم قال : «لو لا أطفال رضع وأقوام ركع وبهائم رتع لصببت العذاب (٥) عليكم صبّا حتى أرضّكم به رضّا ولكنّي رحيم» (٦).

__________________

(١) ما بين القوسين ساقط في مب.

(٢) ليست في : حد ، صف ، مب.

(٣) الأصول كلها : «إن أبا يزيد بن أقنونة أخبرهم» وواضح أن طريق الرواية هذا مضطرب والصحيح كما أثبتناه. انظر ما سبق ص ٩٧ س ١٣

(٤) في با : «اخربن» ، والتصحيح من بقية النسخ ويتفق مع سياق الحديث.

(٥) حد : «البلاء».

(٦) انظر ما سبق ص ٩٧ ـ ٩٨

٢٥٣

ذكر مبتدأ بناء (١) مسجد الجند وفضل مسجد صنعاء

وأنه أقدم منه وذكر الاعتكاف فيه

قال أبو محمد : قرأت في كتاب شيخ من مشايخ صنعاء القدماء من بني شروس ودفعه إليه بعض ولده ، حدثني أودع عن عكرمة عن ابن عباس قال : «أوحى الله تبارك وتعالى إلى النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم أن يبعث معاذ بن جبل إلى صنعاء (٢) اليمن في بناء مسجد الجند ثم ذكر مسجد صنعاء فقال معاذ : يا رسول الله ما فيها من الفضل؟ قال : أما مسجد صنعاء فإنه اعتكف فيه نبي يقال له حنظلة بن صفوان أرسل إلى أهل مأرب نبي مرسل ، أربعين شهرا ليس فيها يوم ولا ليلة إلّا ينزل عليه جبريل والملائكة ، فقاتله قومه فقتلوه ، فبعث الله تعالى (٣) سبعين ألف [ملك](٤) حتى جعلهم حصيدا خامدين ، فمن اعتكف في مسجد صنعاء في مؤخره فكأنما اعتكف في ملكوت السماء (٥) الرابعة ، ومن صلى فيه ركعتين خاض في الرحمة إلى يوم البعث المعلوم وعدلت له بخمسين صلاة / ثم يضعفها الله تعالى حتى لا تحصيها الملائكة إلى يوم القيامة (٦) ، ومن صلّى في مسجد الجند فكأنما أناخ على كرسي الجنة».

__________________

(١) ليست في س. وعبارة : «فضل مسجد صنعاء» سقطت في مب.

(٢) ليست في : حد ، صف ، مب.

(٣) حد : «فبعث الله عليهم سبعين».

(٤) من : حد ، صف ، مب.

(٥) في الأصل با ومب : «السموات».

(٦) لا زال كثير من أفاضل صنعاء يعتكفون في المسجد المذكور حتى الآن.

٢٥٤

قال معاذ : أوصني يا رسول الله. قال : «نعم أوصيك والذي نفسي بيده ما توزن الأعمال يوم القيامة حتى ينتصر كل مظلوم ممّن ظلمه» (١).

قال أبو محمد : أودع بن مرّ من أهل عنّة كان يقرأ الكتب ، وكان ذا فضل.

وجدت بخط علي بن عبد الوارث ، الكشوري قال : حدثني ابن أبي العمر (٢) قال : لما خرّب الجعفري الجند بقي بها قوم عميان فاستفاؤا (٣) إلى مسجد الجند وأغلقوا عليهم أبواب المسجد ومعهم منيحة عنز ، فلمّا كان ذات ليلة نظروا رجلا مبيّضا فأخذ العنز ومسح ظهرها وقربها إلى حوض فيه ماء ، فسقاها فحملت ثم وضعت (٤) توأمين فصارا إلى السّلف. وقال أبو الحسن : السّلف من أكرم البلاد معزى إلى اليوم.

وكان خراب الجند في شهر رمضان (٥) سنة أربع عشرة ومئتين.

قال من سمع طاوسا يقول : بعث رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم معاذ بن جبل إلى اليمن وأمره ببناء مسجد الجند ونعته له وحمله على ناقته وأمره حيثما بركت في البعث أن يحدث هنالك مسجدا ، وبعث فروة بن مسيك المرادي إلى صنعاء وأمره أن يبني بها مسجدا ما بين الأكمة والقلعة الململمة ويضع جبانتها في مقدمها بالحديبية

__________________

(١) انظر الحاشية رقم (٢) من الكتاب ص ٢٩١.

(٢) حد ، صف ، مب : «العمرين».

(٣) الأصول كلها : «فاستضافوا» ولا يقوم بها المعنى.

(٤) «ثم وضعت» ساقطة في حد.

(٥) أقحم بين كلمتي «رمضان» و «سنة» في : حد ، صف ، مب العبارة التالية : «أجلى إبراهيم بن أبي جعفر أهل الجند في شهر رمضان» ولعلها تعليقة على هامش نسخة المؤلف وضعها قارئ فوهم النساخ وأقحموها في المتن. وإبراهيم هذا هو إبراهيم بن موسى بن جعفر بن محمد العلوي المعروف (بالجزار). انظر غاية الأماني في أخبار القطر اليماني ١٤٨ ـ ١٤٩

٢٥٥

(منها ، قال : فابتنى المسجد ثم خرج فابتنى لهم هذه الجبانة) (١) ، ثم قال فروة : أما إن هذه الجبانة أول جبانة وضعت على عهد رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم.

قال فروة : أما إنه من صلى في مسجد صنعاء عشرين جمعة إما قال : دخل الجنة وإما قال : بريء من النار ، وصلاة فيه تعدل خمس مئة صلاة.

قال طاوس : وكان بين عمارة المسجدين خمسة أشهر ؛ بني مسجد صنعاء قبل مسجد الجند (٢).

(قال أبو الحسن : إن مسجد صنعاء بني قبل مسجد الجند بسنتين) (٣).

إسماعيل بن إبراهيم قال : أخبرني أبو زكريا يحيى بن مرثد الهمداني أنه قال : سمعت طاوسا الجندي يقول : جاء حراء إلى بيت الله الحرام فقال : يا بيت الله الحرام اشفع لي لا يدخلني الله النار. فقال : نعم. [وجاء أبو قبيس فقال : يا بيت الله الحرام اشفع لي لا يدخلني الله النار فقال : نعم](٤). (وجاء مسجد صنعاء فقال : يا بيت الله [الحرام](٥) : اشفع لي لا يدخلني الله النار. فقال : نعم) (٦) وقال : كيف أشفع لك وأنت الذي أمر بك رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم تبنى ما بين الصخرة الحمراء أو قال الصفراء / إلى غربي غمدان ، ومن صلّى فيك عشرين جمعة لم يدخل النار ، وصلاة فيك تعدل خمسين صلاة.

أبو الحسن علي بن الحسن (٧) بن عبد الوارث قال : حدثت عن بعض

__________________

(١) ما بين القوسين ساقط في مب. وقد سبق الحديث مبسوطا في ص ١٢٩ و ١٤٠

(٢) مب زيادة : «بثمان سنين».

(٣) ما بين قوسين ساقط في مب.

(٤) من : حد ، صف.

(٥) ما بين القوسين سقط في صف.

(٦) با ، س : «أبو الحسن بن علي ، علي بن الحسن».

٢٥٦

المشايخ (١) عن بعض الصالحين قال : من أدرك التكبيرة الأولى من صلاة الصبح في المسجد الجامع بصنعاء أعطاه الله تعالى براءتين ؛ براءة من النار وبراءة من النفاق.

ووجدت بخطه : حدثني الكشوري قال : كان المهري يروي حديثا أنه «من صلّى في مسجد صنعاء كذا أو كذا جمعة حرّمه الله على النار». وهب عن أبي محمد الكشوري [كما هي](٢) ، ووجدت بخطه : حدثنا الكشوري قال : حدثني يوسف بن زياد قال : قلت لعبد الرزاق من القائل لمعمر وأنتم جلوس في صوح المسجد : يا أبا عروة إن الناس يقولون : إنك تصلي خلف هذا ولا تعيدها ، يعني معن بن زائدة أمير صنعاء ، قال له معمر : أنت رجل صنعاني كان ينبغي لك أن تعرف رأيي ؛ ما أحب أني تركت الجمعة معه متعمدا وأن لي ملء هذا المسجد ذهبا يخرج من شرفاته ، قال : قلت لعبد الرزاق : أليسوا برأيك يا أبا بكر؟ فقال : بلى وإنه لرأيي ، قال أبو عبد الله سفيان بن زياد : وهو رأيي.

قال عبد الرزاق : ما كان يرى ألبق منه (٣) ، يعني معمر بن راشد.

ووجدت بخطه : حدثني الكشوري ، محمد بن عمر ، قال : حدثنا عبد الملك الذّماري ، قال : حدثني يزيد بن محمد بن بنت عمر بن أبي يزيد عن جده عمر بن أبي يزيد ، قال : صليت مع طاوس ووهب خلف أيوب بن يحيى أو يوسف بن عمر.

عبد الملك السماك قال : صليت الجمعة ثم انصرفنا فلقينا طاوس في مصرع

__________________

(١) «عن بعض المشايخ» ليست في : حد ، صف ، مب.

(٢) من : حد ، صف ، مب.

(٣) العبارة : «ألبق منه» غير بينة في الأصول كلها وجاء رسمها فيها : «البف سه» بالفاء قبلها حرف غير بيّن فوجهناها هذا الوجه.

٢٥٧

النّوبة ، فقال له وهب : ما جمّعت معنا يا أبا عبد الرحمن ، فقال طاوس : أومع هؤلاء جمعة.

قال علي من قول ابن يوسف بن عمر : كان على صنعاء بعثه هشام بن عبد الملك سنة أربع ومئة وولي صنعاء ثلاث عشرة سنة ، وأيوب بن يحيى الثقفي كان واليا على صنعاء بعثه الوليد ، والوليد كان قبل هشام وهو الذي زاد في قبلة المسجد الجامع بصنعاء من قبلته الأولى إلى قبلته اليوم ، وبنى المسجد في أيام الوليد بن عبد الملك ، وفي أيام الوليد بنيت مساجد كثيرة منها المسجد الحرام ، ومسجد المدينة ومسجد دمشق وغير ذلك من سائر (١) المساجد.

وقال وهب : لئن ألقى الناس منصرفين من الحج وقد فاتني تطوعا أحب إليّ من أن ألقاهم منصرفين من صلاة الجمعة قد فاتتني. وقول وهب قول العلماء أجمع ، وهو أحب إلينا من رأي طاوس الجندي لأن العمل على قول وهب بن منبه اليماني ، وبه نأخذ.

__________________

(١) ليست في مب.

٢٥٨

ذكر بناء مصلّى صنعاء وأنها أول جبانة اتخذت

على عهد رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم

روي أنه لما وجّه رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فروة بن مسيك إلى صنعاء ومخاليفها وحضر موت وأمره أن يبني مسجد صنعاء فبناه ، خرج فروة بن مسيك المرادي (١) يرتاد لهم مصلّى لعيدهم فصعد فوق الجبوب المطل على الجبانة فسأل : لمن هذا الموضع؟ فقيل : لابني أبي حمال الأبناوي. فسرح إليهما رسولا فأتياه فقال : إني أريد أن أتخذ هذا الموضع جبانة للمسلمين فبيعانيه ، فباعه أحدهما ، وقال أحدهما : هذا الموضع لله ولرسوله. فبناها فكانت أول جبانة اتخذت للمسلمين على عهد رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم.

قال أبو محمد : حدثنا عبد الله بن أبي غسان قال : حدثنا عمرو بن (٢) عبد الله بن فلاح قال : أخبرنا عبد الملك الذّماري ، قال : أخبرني ابن رمّانة عن بعض أشياخه أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم أرسل فروة بن مسيك المرادي إلى صنعاء فأدركه أحد العيدين بصنعاء ، قال : فخرج بهم يومئذ إلى الجبانة وهو حرث لأبي حمال رجل من الأبناء قال : فاستوهبها منه فوهبها له وصلى بالناس فيها.

(٣) قال أبو محمد ، حدثني أيوب ، قال : حدثني محمد بن عبد الرحيم قال : سمعت أبي يذكر أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم بعث فروة بن مسيك إلى اليمن فأمره أن يبني مسجدا (٤) بصنعاء في بستان باذان فيما بين غمدان والحجر الململمة قال : فلما فرغ

__________________

(١) ليست في بقية النسخ.

(٢) صف : «عمر». وليست في حد.

(٣) مب : «وحدثني الكشوري قال أيوب بن سالم قال حدثني محمد بن عبد الرحيم».

(٤) انظر فيما سبق ص ١٢٧ ـ ١٣٣ و ١٣٩ ـ ١٤٠ و ٢٥٦

٢٥٩

من بنائه قال : لو اتخذتم (١) لعيدكم مصلى ، فدعوه إلى ناحية الحقل ، قال : بل يكون المصلى من ناحية القبلة ، فأشرف من غمدان فنظر إلى موضع المصلى فسأل عنه فقال : لأجعلنه مصلى ما بقي ، وكان إذ (٢) ذاك جربة لأبي حمال فدعاه فطلب منه أن يشتريها منه ، فقال أبو حمال : لم تريدها؟ فقال : أجعلها مصلى لعيد المسلمين ، فقال أبو حمال : هي لله / ولرسوله. قال محمد بن عبد الرحيم وغيره : أبو حمال رجل من الأبناء.

وجدت بخط علي بن عبد الوارث ، حدثني الكشوري ، قال : حدثنا ابن أبي غسان ، قال : حدثنا عمر بن عبد الملك ، قال : أخبرني ابن رمّانة أيضا عن بعض أشياخه (٣) أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم أرسل فروة إلى صنعاء فأدركه أحد العيدين بصنعاء فخرج بهم يومئذ إلى الجبانة وهي حرث لأبي حمال ، رجل من الأبناء ، فاستوهبها منه فوهبها له ، وصلّى بالناس فيها.

وحدثني الكشوري قال أيوب بن سالم ، قال : حدثنا محمد بن عبد الرحيم ، قال : سمعت أبي يذكر (٤) أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم لما بعث فروة بن مسيك المرادي إلى اليمن فأمره أن يبني مسجدا بصنعاء في بستان باذان فيما بين غمدان والحجر الململمة ، قال : فلمّا فرغ من بنائه قال : لو اتخذتم لعيدكم مصلّى ، فدعوه إلى ناحية الحقل ، فقال : بل يكون المصلّى من ناحية القبلة ، فأشرف من غمدان إلى موضع المصلى فسأل عنه ، فقال : لأجعلنه مصلى ما بقي ، وكان إذ ذاك جربة لأبي حمال فدعاه وطلب منه أن يشتريها منه ، فقال أبو حمال : لم تريدها؟ قال : نجعلها مصلّى لعيد المسلمين ، قال أبو حمال : هي لله ولرسوله.

__________________

(١) حد ، صف ، س : «لو أحدثتم».

(٢) صف : «وكان في ذلك الوقت». س : «وكان ذلك خربة».

(٣) س ، حد ، مب : «أشياخهم». وفي صف : «بعضهم أن رسول الله».

(٤) با ، س : «أبا بكر يقول» تصحيف واضح صححناه من : حد ، صف ، مب ، لاتفاقه مع ما تقدم في الصفحة السابقة.

٢٦٠