تاريخ مدينة صنعاء

أحمد بن عبد الله بن محمّد الرازي

تاريخ مدينة صنعاء

المؤلف:

أحمد بن عبد الله بن محمّد الرازي


المحقق: الدكتور حسين بن عبد الله العمري
الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: دار الفكر ـ دمشق
الطبعة: ٣
الصفحات: ٧٢٤

من صحابة النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم / فأرسل إليهم فاسألهم ؛ وذكر الحديث إلى قوله : فقال أبو سبرة رجل من صحابة عبيد الله فإن أباك حين انطلق وافدا إلى معاوية انطلقت معه فلقيت عبد الله بن عمرو بن العاص فحدثني من فيه إلى فيّ حديثا سمعه من رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم وأملاه عليّ وكتبته ، قال فإني أقسمت عليك إلّا أعرقت هذا البرذون حتى تأتيني بالكتاب. قال فركبت البرذون ، وركضته حتى عرق فأتيته بالكتاب ، فإذا فيه ؛ وذكر الحديث «وإنّ لي حوضا ما بين ناحيتيه كما بين أيلة إلى مكة ، أو قال : صنعاء إلى المدينة ، وإن فيه من الأباريق مثل الكواكب ، هو أشد بياضا من اللبن وأحلى من العسل من شرب منه شربة لم يظمأ بعدها أبدا» وذكره إلى آخره (١).

__________________

(١) بسط الحديث في مصنف عبد الرزاق ١١ / ٤٠٤ ـ ٤٠٦ :

«حدثنا أحمد بن خالد قال : حدثنا أبو يعقوب قال : أخبرنا عبد الرزاق قال : أخبرنا معمر عن مطر الوراق عن عبد الله بن بريدة الأسلمي قال : شك عبيد الله بن زياد في الحوض ، وكانت فيه حرورية ، فقال : أرأيتم الحوض الذي يذكر ما أراه شيئا ، قال : فقال له ناس من صحابته : فإن عندك رهطا من أصحاب النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم فأرسل إليهم فاسألهم ، فأرسل إلى رجل من مزينة فسأله عن الحوض ، فحدثه ، ثم قال : أرسل إلى أبي برزة الأسلمي ، فأتاه وعليه ثوبا حبر ، قد ائتزر بواحد وارتدى بالآخر ، قال : وكان رجلا لحيما إلى القصر ، فلما رآه عبيد الله ضحك ، ثم قال : إن محمديكم هذا لدحداح ، قال : ففهمها الشيخ ، فقال : وا عجباه! ألا أراني في قومي يعدون صحابة محمد صلى‌الله‌عليه‌وسلم عارا ، قال : فقال له جلساء عبيد الله : إنما أرسل إليك الأمير ليسألك عن الحوض ، هل سمعت من رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم فيه شيئا؟ قال : نعم ، سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يذكره فمن كذب به فلا سقاه الله منه ، قال : ثم نفض رداءه ، وانصرف غضبانا ، قال : فأرسل عبيد الله إلى زيد بن الأرقم فسأله عن الحوض ، فحدثه حديثا مونقا أعجبه ، فقال : إنما سمعت هذا من رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم؟ قال : لا ، ولكن حدثنيه أخي ، قال : فلا حاجة لنا في حديث أخيك ، فقال أبو سبرة رجل من صحابة عبيد الله : فإن أباك حين انطلق وافدا إلى معاوية ، انطلقت معه فلقيت عبد الله بن عمرو بن العاص ، فحدثني من فيه إلى فيّ حديثا سمعه من رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فأملاه علي وكتبته ، قال : فإني أقسمت عليك لما أعرقت هذا البرذون حتى تأتيني بالكتاب ، قال : فركبت البرذون فركضته حتى عرق ، فأتيته

٢٢١

قال محمد بن مروان عن جابر بن سعيد عن الضحاك عن ابن عباس ، قال : خرج رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم في اثني عشر رجلا من أصحابه إلى بقيع الغرقد فيهم علي بن أبي طالب ـ كرم الله وجهه في الجنة ـ وأبو بكر ، وعمر ، وأبو ذرّ ، وصهيب رضي‌الله‌عنهم ، فجلسوا معه كأن (١) على رؤوسهم الطير هيبة له (٢) فحثا أبو بكر (للنبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم) (٣) حثوة من سهلة شبه الوسادة ، فنام رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم حتى نفخ ثم استوى قاعدا فقال : «هل تدرون ما الكوثر (قالوا : الله ورسوله أعلم ، قال : فإن الكوثر) (٤) نهر في الجنة يفرغ [في حوض](٥) وحوضي ما بين صنعاء والأردن مسيرة شهر للراكب المسرع ، يخرج (٦) في فيح مسك (٧) أشد بياضا من اللبن وأحلى من العسل وألين من الزّبد ، حافتا النهر قصب رطب حمله الزّبرجد ، في حوضي

__________________

بالكتاب ، فإذا فيه : هذا ما حدثني عبد الله بن عمرو بن العاص أنه سمع رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يقول : إن الله يبغض الفحش والتفحش ، والذي نفس محمد بيده لا تقوم الساعة حتى يظهر الفحش والتفحش ، وسوء الجوار ، وقطيعة الأرحام ، وحتى يخوّن الأمين ، ويؤتمن الخائن. والذي نفس محمد بيده إن أسلم المسلمين لمن سلم المسلمون من لسانه ويده ، وإن أفضل الهجرة لمن هجر ما نهاه الله عنه. والذي نفسي بيده إن مثل المؤمن كمثل القطعة من الذهب ، نفخ عليها صاحبها فلم تتغير ولم تنقص. والذي نفس محمد بيده إن مثل المؤمن كمثل النخلة أكلت طيبا ، ووضعت طيبا ، ووقعت فلم تكسر ولم تفسد ، ألا وإن لي حوضا ما بين ناحيتيه كما بين أيلة إلى مكة ـ أو قال : صنعاء إلى المدينة ـ وإن فيه من الأباريق مثل الكواكب هو أشد بياضا من اللبن ، وأحلى من العسل ، من شرب منه لم يظمأ بعدها أبدا.

قال أبو سبرة : فأخذ عبيد الله الكتاب فجزعت عليه ، فلقي يحيى بن يعمر فشكوت ذلك إليه فقال : والله لأنا أحفظ له مني لسورة من القرآن ، فحدثني به كما كان في الكتاب سواء».

(١) في حد : «معه حتى كأن».

(٢) ليست في حد.

(٣) ما بين القوسين ليس في مب.

(٣) ما بين القوسين ليس في مب.

(٤) من بقية النسخ.

(٥) حد ، مب ، صف : «يجري».

(٦) «فيح» ساقطة في حد ، وفي س : «في فيح المسك».

٢٢٢

أقداح من فضة عدد نجوم السماء ، من شرب منه شربة لم يظمأ بعدها أبدا ، أول وارده عليّ فقراء المسلمين الدنسي الثياب شعث الرؤوس الذين لا يتزوجون المنعمات (١) ولا يفتح لهم أبواب السدد ، يقضون ما عليهم ولا يقبضون ما لهم».

__________________

(١) «المنعمات» ليست في حد.

٢٢٣

ذكر قول حسان (١) للنبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم

يصف لسانه : «إن معي معولا» وذكر صنعاء

وجدت بخط هشام بن يوسف ، معمر عن أيوب عن ابن سيرين : أن عبد الله بن رواحة وكعب بن مالك وحسّان بن ثابت أتوا النبي / صلى‌الله‌عليه‌وسلم وقالوا : يا رسول الله لو أمرت عليا فأجاب عنك هؤلاء الذين يهجونك ، وهم يعنون أبا سفيان بن حرب وابن الزّبعرى والعاص بن وائل ، فقال النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «إن عليا ليس هنالك ولكنّ القوم إذا نصروا نبيهم بأسيافهم فبألسنتهم أحق أن ينصروه» (٢) فقال حسّان : والله ما كنت أنتظر منك (٣) إلّا هذه ، وإن معي لمعولا ما أحب أن لي معه ما بين بصرى إلى صنعاء ، ثم قال (٤) :

[الوافر]

لساني صارم لا عيب فيه

وبحري لا تكدّره الدّلاء

القصيدة (٥).

__________________

(١) «حسان» ليست في مب.

(٢) حد : «بأسيافهم فالسيف أحق». وفي مب سقطت «أسيافهم».

(٣) في الأصل با : «منكم» ، والتصحيح من بقية النسخ.

(٤) في حد «ثم قال حسان». وفي صف «ثم قال في ذلك شعرا». والبيت هو الأخير من قصيدة مشهورة قالها حسان يمدح بها الرسول صلى‌الله‌عليه‌وسلم ويهجو أبا سفيان وذلك قبل فتح مكة : ومطلعها :

عفت ذات الأصابع فالجواء

إلى عذراء منزلها خلاء

شرح ديوان حسان ص ١ ـ ١٠

(٥) ليست في : حد ، صف ، مب.

٢٢٤

وفي حديث رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم في الحوض أنه قال : «إن (١) حوضي من عدن إلى عمّان البلقاء» ، وفي حديث : «ما بين (٢) عمان إلى أيلة» وفي حديث : «ما بين الكوفة إلى الحجر الأسود» ، وفي حديث : «ما بين بصرى وصنعاء أو قال صنعاء إلى المدينة» (٣).

__________________

(١) ليست في : حد ، صف ، مب.

(٢) «ما بين» ليست في حد.

(٣) انظر حاشيتنا في اختلاف الروايات حول تحديد سعة الحوض فيما سبق ص ٢٢٠ الحاشية (١).

٢٢٥

ذكر ما روي أن صنعاء إحدى جنان الدنيا ، وذكر طيبها

وقول تبّع اليماني لمّا طاف البلاد فلم ير مثلها ، وقوله الشعر

وصنعاء إحدى جنان الأرض عند كافة الناس ، وبذلك جاء الخبر عن سام بن نوح أنه دار الأرض (١) فلم يجد موضعا أطيب من صنعاء ، من سد جبل نقم ، يعني من طلحة الحداد ، إلى الجزارين. وكان أراد أن يبني القصر على الحمراء ، يعني الموضع المعروف بالحمراء ، فلما (٢) وضع يده لبناء القصر ومعه ذراع يقدر به (٣) من عود ، إذ طائر قد انحط فخطف الذراع فطار به وارتفع وهم ينظرون حتى طرحه على جبوب غمدان ، فقال سام : هذا الأمر (٤) أن أعمله حيث وقع الذراع ؛ فعمل القصر في ذلك المكان.

قال عاصم النجار (٥) : فلمّا قلع (٦) ابن أبي يعفر القصر وكشفه وجد بناء أساسه على جبل [كما](٧) سمعنا ، قال عاصم النجار : والدليل على أن هذا الموضع أطيب صنعاء أنا إذا سقفنا بيتا وعملناه في الناحية المعروفة بالسّرار والبيداء وما

__________________

(١) حد ، مب : «الدنيا» وانظر ما سبق ص ٧٦

(٢) ليست في مب.

(٣) صف ، مب ، زيادة : «ذراع».

(٤) حد ، صف ، مب ، زيادة : «أرى».

(٥) ليست في : حد ، صف.

(٦) مب : «رفع».

(٧) من : حد ، صف ، مب ؛ ولعله كان ذلك في عهد بني يعفر الذين حكموا في اليمن على فترتين بين سنتي ٢٣٢ ـ ٣٨٧ ه‍.

٢٢٦

تطأطأ من تلك الناحية سكنه الكتّان (١) ، يعني البقّ المنتن ، سريعا ، وإذا عملنا بيتا وسقفناه في الناحية المرتفعة التي وصفنا أنها أطيب صنعاء لم يسكنه الكتّان.

وطلحة الحداد عند الموضع الذي / يقال (٢) له الجبوب من صنعاء من ناحية القطيع.

قال ابن عبد الوارث : حدثني عاصم النجار ، قال : سمعت أحمد بن سليمان صاحب زيد بن المبارك يقول : إن سام بن نوح دار الدنيا فلم يجد موضعا أطيب من صنعاء ؛ وذكر الحديث الذي ذكرت قبله.

وروي أن تبّع الحميري الذي ذكره الله في القرآن (٣) سار إلى كثير من البلاد وبلغ سمرقند قال ما دلّ على أنّ صنعاء أطيب بلاد الله نوما وطعاما وجوّا وذلك قوله في شعره يصف ذلك :

[الخفيف]

لم تنم هامتي ولم أر أنّي

نمت حتّى اتّكأت في غمدان

وله أيضا [يصف صنعاء وهواءها وطيبها](٤) :

[الخفيف]

ليس يؤذيهم بها وهج الحر

ر ولا القرّ في زمان اقترار

طاب فيها الطّعام والماء (٥) والنو

م وليل مطيّب كالنّهار

__________________

(١) حد ، صف ، مب : «الكتن» وما أثبته ناسخو هذه النسخ الثلاث يوافق اللغة الدارجة في اليمن للكتان ، والكتان : دويبة حمراء لسّاعة (المحيط).

(٢) حد ، صف ، مب : «يسمى».

(٣) حيث يقول الله تعالى في سورة الدخان : ٤٤ / ٣٧ (أَهُمْ خَيْرٌ أَمْ قَوْمُ تُبَّعٍ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ أَهْلَكْناهُمْ إِنَّهُمْ كانُوا مُجْرِمِينَ). وفي سورة ق : ٥٠ / ١٤ (وَأَصْحابُ الْأَيْكَةِ وَقَوْمُ تُبَّعٍ كُلٌّ كَذَّبَ الرُّسُلَ فَحَقَّ وَعِيدِ).

(٤) من : حد ، صف ، مب. والبيتان من قصيدة في الإكليل ٨ / ١٧. وانظر ما سبق ص ٨٣

(٥) الإكليل : «والنبات».

٢٢٧

وقال أحمد بن عيسى الرّداعي من خولان أزد (١) :

[رجز]

صنعاء ذات الدّور والآطام

والأقدم والقدم ذي القدّام

والعزّ عن ذي السّطوة الغشام

أسّت بعلم لابن نوح سام

بعلم ربّ مالك علّام

إذ رامها سام بلا أوهام (٢)

في حقلها العام وبعض العام

ما بين سفحي نقم النّقام (٣)

وبين عيبان العزيز السّامي

أسّسها في سالف الأيّام (٤)

وقال الحسن بن أحمد بن يعقوب الهمداني يذكر غمدان وصنعاء (٥) :

[بسيط]

أرض تخيّرها سام وأوطنها

وأسّ غمدان فيها بعد ما احتفرا

أمّ العيون فلا عين تقدّمها

ولا علا حجر من قبلها حجرا

لا القيظ يكمل فيها بعض (٦) ساعته

ولا الشّتاء بمفنيها (٧) إذا قصرا

__________________

(١) من أرجوزة طويلة للرداعي أسماها (أرجوزة الحج) وهي في صفة الجزيرة للهمداني ص ٢٣٦.

والمقطعة وحدها في الإكليل له ٨ / ١١ ؛ ومطلعها :

أول ما أبدأ من مقالي

بالحمد للمنعم ذي الجلال

والأبيات الخمسة التي أوردها المؤلف هي المقطع الخامس عشر من هذه الأرجوزة.

(٢) حد ، صف ، مب : «بلاتوهام» ، وعجز البيت في صفة الجزيرة والإكليل :

 ............

إذا رادها سام بلا توهام

(٣) صدر هذا البيت في صفة الجزيرة والإكليل :

ورادها من قبل ألفي عام

 ................

(٤) صفة الجزيرة والإكليل :

وبين عيبان المعين السامي

فأسها في سالف الأيام

(٥) أورد الهمداني هذه الأبيات في إكليله ٨ / ١٠ ـ ١١

(٦) الإكليل : «فصل» «بمسيها».

٢٢٨

وقال (١) :

ما زال سام يرود الأرض مطّلبا

دهرا لخير بقاع الأرض يبنيها (٢)

حتّى تبوأ غمدانا وشيّده (٣)

عشرين سقفا يناغي النجم عاليها

فإن تكن جنّة الفردوس عالية

فوق السّماء فغمدان يحاذيها

/ وإن تكن فوق وجه (٤) الأرض قد خلقت

فذاك بالقرب منها أو يصاليها (٥)

وقال آخر :

[البسيط]

يا أرض صنعاء يا من جاورت نقما

أستودع الله فيك الكرم والكرما

وأنشد أبو بكر بن ميسرة لإسحاق الموصلي شعرا (٦) :

قلت ونفسي جمّ تأوهها

تصبو إلى إلفها وأندهها

__________________

(١) حد ، مب : «وله أيضا» ، وليست في صف.

(٢) الإكليل :

 ..............

للطيب خير بقاع الأرض يبنيها

(٣) الإكليل : «وشيدها».

(٤) ليست في : صف ، س.

(٥) مب : «يدانيها».

(٦) ليست في : حد ، مب. والأبيات في (ياقوت) ٣ / ٤٢٦ ـ ٤٢٧ منسوبة إلى أبي محمد اليزيدي أوردها ضمن قصيدة من ١٣ بيتا يمدح صنعاء ، ونجد اختلافا بين هذه الأبيات وبين رواية ياقوت لها ؛ وهي في ياقوت :

قلت ونفسي جمّ تأوهها

تصبو إلى أهلها وأندهها

سقيا لصنعاء لا أرى بلدا

أوطنه الموطنون يشبهها

خفضا ولينا ولا كبهجتها

أرغد أرض عيشا وأرفهها

٢٢٩

سقيا لصنعاء لا أرى وطنا

أوطنه (١) الموطنون يشبهها

خفضا وأمنا ولا كعيشتها

وأطيب الأرض عيشا ثمّ أرفهها

لا أنس لا أنس نظرة سلفت

يوما أنبا إبلنا مجهجهها؟

وصاح بالبين صاخب نعب

وغادر بالوفاة أنهبها (٢)

كأنّها دمية مموّهة

أجاد تمويهها مموّهها

__________________

يعرف صنعاء من أقام بها

أعذى بلاد عذا وأنزهها

ما أنس لا أنس ما فجعت به

يوما بنا إبلها تجهجهها

فصاح بالبين ساجع لغب

وجاهرت بالشمات أمهها

ضعضع ركني فراق ناعمة

في ناعمات تصان أوجهها

كأنها فضة مموهة

أحسن تمويهها مموهها

نفسي ببين الأحباب والهة

وشحط ألافها يولهها

نفى عزائي وهاج لي حزني

والنفس طوع الهوى ينفهها

كم دون صنعاء سملقا جددا

ينبو بمن رامها معوهها

أرض بها العين والظباء معا

فوضى مطافيلها وولهها

كيف بها كيف وهي نازحة

مشبه تيهها ومهمهها

وبعض أبياتها لا يستقيم وزنها وفيها تصحيف وتحريف كثير.

(١) مب : «أوطنها».

(٢) البيت ساقط في س.

٢٣٠

ذكر قول عمر بن الخطاب رضي‌الله‌عنه

لفيروز الديلمي لما حضره فيروز وهو يطعم

فقال له استنكرته على خبز الماقر وفسيل (١) ضلع ، وذكر زهد عمر رضي‌الله‌عنه وقوله في فسيل ضلع وخبز الماقر ، وهدية عبد الله بن أبي ربيعة عامل الجند ، وهدية عتبة بن فرقد لعمر ، وقدوم معاذ إلى أبي بكر رضي‌الله‌عنه من اليمن ، وقدوم فيروز الديلمي (من صنعاء إلى عمر وقوله له. وقول جفتم علي بن الحسين (٢) لمّا ولي صنعاء) (٣) وذكر فسول حزمان وفسيل الرحبة ومورد أبان والحارثي.

وجدت بخط هشام بن عتبة عن إسماعيل بن أبي خالد عن قيس بن أبي حازم قال : قام بلال إلى عمر رضي‌الله‌عنه فقال : إن عمّالك يأكلون النّقي ولحوم الطير ، فأمر عمر رضي‌الله‌عنه بجريبين أن يعجنا ثم يطعما ثلاثين غداء وعشاء فكفاهم. فأمر عمر لكل إنسان بجريبين لكل إنسان منهم كل (٤) شهر الجريب.

معمر عن عاصم بن أبي النّجود ، قال : كان عمر إذا بعث عمّاله كتب عليهم كتابا ألا يأكلوا نقيا ولا يركبوا برذونا ، ولا يغلّقوا أبوابهم دون / حوائج الناس ،

__________________

(١) في الأصول «خبز المافو» ولم نجد لها معنى. وفي اللسان : مقر الشيء ـ بالكسر ـ يمقر مقرا أي صار مرا ، فهو شيء مقر. ولعل ما أثبتناه هو المقصود. والفسيل : الرديء من كل شيء.

(٢) حد ، صف : «حفتم بن الحسن». ولدى تتبعنا لما يضمه هذا الفصل لم نجد قولا لحفتم هذا.

(٣) ما بين قوسين ساقط في مب.

(٤) ليست في مب.

٢٣١

فإن فعلتم شيئا من ذلك فقد حلت بكم العقوبة ، ثم يشيعهم حتى إذا أراد أن يرجع قال : إني لم أسلطكم على دماء المسلمين ولا على أموالهم ولا على أعراضهم ولا على أبشارهم ، ولكني بعثتكم لتقيموا بهم الصلاة وتقسموا فيأهم بينهم وتحكموا فيهم بالعدل فإن أشكل عليكم شيء فارفعوه إليّ ، ألا لا تضربوا العرب فتفتنوها ولا تعتلوا عليها فتحرموها.

معمر عن حميد بن هلال أو ذكره عن عاصم بن سليمان عن رجل قال : أهدى عتبة بن فرقد لعمر رضي‌الله‌عنه ـ وكان عاملا له ـ (١) حملا أو قال (٢) أحمالا من خبيص (٣) ، فلمّا أتي به عمر رضي‌الله‌عنه نظر إليه ثم طعمه فقال : ما هذا؟ فقيل له : طعام يقال له الخبيص. قال : أكلّ أهل تلك البلاد تأكل من هذا؟ قيل لا! فكتب إليه (٤) «أمّا بعد فمن غير كدّك ولا كدّ أبيك (وأمّك) (٥) يا عتبة بن فرقد ، (أما بعد يا عتبة بن فرقد) (٦) فأطعم الناس مما تأكل منه أنت وأهل بيتك» ، قال : حسبت أنه قال : ردّ عليه هديته تلك ، وحسبت أن معمرا قال في هذا أو في غيره ، حين جاءه : ما هذا؟ قالوا : طعام من أرض بيحان (٧) على خمسة أبعرة.

القاضي هشام القائل [وذكر الثوري](٨) عن الأعمش عن سفيان عن مسروق

__________________

(١) مب : «وكان عاملا له على الجند».

(٢) ليست في س.

(٣) الخبيص : خليطة من التمر والسمن (المحيط).

(٤) «فكتب إليه» ليست في حد.

(٥) ما بين قوسين ساقط في حد.

(٦) كذا الأصول ، ولعلها مصحفة عن «أذربيجان» ، فلم تذكر المصادر التي بين أيدينا أن عتبة بن فرقد كان يوما عاملا لعمر بن الخطاب في اليمن بل كان في أذربيجان والعراق ، وذكر أن كتاب عمر إليه يوم كان في أذربيجان ، أسد الغابة ٣ / ٣٦٥

(٧) من بقية النسخ.

٢٣٢

قال (١) : بعث النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم معاذا إلى (٢) اليمن ، قال : فقبض صلى‌الله‌عليه‌وسلم واستخلف أبو بكر رضي‌الله‌عنه وبعث أبو بكر على الموسم عمر رضي‌الله‌عنه فجاء معاذ يوم عرفة ومعه وصفاء قد عزلهم فلقيه عمر فقال : ما هؤلاء؟ قال معاذ : هؤلاء لأبي بكر من الجزية ، وهؤلاء أهدوا إليّ ، فقال عمر رضي‌الله‌عنه : أطعني وسلمهم إلى أبي بكر ، فإن سلمهم لك أخذتهم ، فقال معاذ : لا والله لا أفعل ، لا أعمد إلى هدية أهديت إليّ فأعطيها أبا بكر ، فلما كان من الغد لقي معاذ عمر ، فقال : ما أراني إلا فاعلا الذي قلت لي ، إني رأيت البارحة أنه أهوي بي إلى النار وأنت آخذ بحجزتي. فأتى معاذ أبا بكر (٣) رضي‌الله‌عنه فدفعهم إليه وقال : هؤلاء أهدوا إليّ فخذهم فأنت أحق بهم ، فسلمهم أبو بكر إليه ، قال : فأخذهم وانطلق بهم إلى منزله فأقيمت الصلاة فإذا هم في الصف خلفه ، فلمّا صلى قال : أصليتم؟ قالوا : نعم ، قال : لمن؟ قالوا : لله ، قال : فاذهبوا فأنتم له.

محمد بن يزيد المزني عن عياض / بن يزيد ، قال : أهدى عبد الله بن أبي ربيعة لعمر وهو باليمن عامل له بالجند غالية في شكوة (٤). قال : فدعا بها عمر رضي‌الله‌عنه فدهنها المهاجرين والأنصار ، قال محمد بن يزيد : في هذا الحديث ثلاث خصال : قبول الهدية ، والادّهان بالغالية ، والرخصة في المسك لأن بعضهم يقول هو دم.

النعمان عن أبي صالح الأحمسي عن مر المؤذن عن فيروز الديلمي أنه كان عند

__________________

(١) انظر خبر جبر الرسول صلى‌الله‌عليه‌وسلم وأبي بكر معاذ بن جبل في مصنف عبد الرزاق ٨ / ٢٦٨. ونصه في طبقات فقهاء اليمن ٣٦. وحلية الأولياء لأبي نعيم الأصبهاني ١ / ٣٣٢.

(٢) حد ، مب : «على».

(٣) «أبا بكر» ليست في حد.

(٤) الغالية : الطيب أو أجوده. والشكوة : وعاء من أدم للماء واللبن (المحيط). وانظر طبقات فقهاء اليمن ٣٧ ، والإصابة ٢ / ٣٠٥.

٢٣٣

عمر رضي‌الله‌عنه فقرّب إليه طعام غثّ فلم يأكل فيروز ، فقال له عمر : استنكرته على خبز الماقر (١) وفسيل ضلع؟ قال معمر : بلغني أن عمر بن الخطاب رضي‌الله‌عنه قال : لو شئت أن أذهب (٢) طيباتي في الحياة الدنيا لأمرت بجدي سمين فطبخ باللبن.

وقال أبو الخطاب قتادة بن دعامة السّدوسي ، قال عمر رضي‌الله‌عنه : لو شئت أن أكون أطيبكم طعاما وألينكم ثوبا لفعلت ولكني أستبقي طيباتي.

الثوري عن الأعمش عن أبي وائل عن بشار بن نمير (٣) قال : ما نخلت لعمر رضي‌الله‌عنه دقيقا إلا وأنا عاص له.

وقال أبو بكر : دخلت على عمر وهو يأكل خبزا وزيتا (٤) وهو يقول : يا أيها البطن لتمرّنن على الخبز والزيت (٥) ما دام السمن يباع بالأواق.

أنشدني القاضي الحسين بن محمد ، الكلاعي (٦) لأبي بكر محمد بن أحمد بن يوسف بن أقنونة في طيب صنعاء لّما صار ببيت ريب لما ولي القضاء بها (٧) :

[البسيط]

يا ليت شعري هل الأيام محدثة

من طول غربتنا يوما لنا فرجا

أم هل ترى الشّمل يضحي وهو ملتئم

ويبهج الله صبّا طالما حرجا

لا حبّذا بيت ريب لا ولا نعمت

عينا غريب يرى يوما بها بهجا

__________________

(١) الأصول : «المافو» ، انظر حاشية (١) ص ٢٣١

(٢) «أن أذهب» ليست في مب.

(٣) «عن بشار بن نمير» ليست في حد.

(٤) حد ، صف ، مب : «ورائبا» و «والرائب» وهو تصحيف واضح.

(٥) ليست في : حد ، صف ، مب. وبدلها : «أيده الله».

(٦) جاءت هذه الأبيات في (ياقوت) عند حديثه عن (بيت ريب) ولم يورد الأبيات الخامس والسادس والثامن منها.

٢٣٤

وحبّذا أنت يا صنعاء من بلد

وحبّذا عيشك الغضّ الذي اندرجا

أرض كأنّ ثرا الكافور تربتها

وماءها الراح بالمآء الذي (١) مزجا

يهدي إلى الشّمّ أنفاس الرّياح بها

ما هبّت الريح فيها العنبر الأرجا

لو لا النوائب والمقدور لم ترني

منها وعيشك ، طول الدهر منزعجا

فكفّ يا صاح عنّي بعض لومك بي

إن النّوى زرعت في قلبي الهوجا

/ وأنشدني أحمد بن موسى لّما رفع إلى صنعاء وصار بنقيل السود :

[البسيط]

إذا طلعنا نقيل السود لاح لنا

من أرض صنعاء مصطاف ومرتبع

يا حبّذا أنت يا صنعاء من بلد

وحبّذا وادياك الضّهر والضّلع

وذكر القاضي (٢) عن جده عبد الأعلى بن محمد رحمه‌الله ، أن القاضي محمد بن موسى ذكر له أنه وطئ أكثر أمصار الإسلام ؛ خراسان ، والسواد ، والعراق ، ومصر فلم ير على وجه الأرض بقعة أطيب من صنعاء فمن قال : إن بقعة أطيب من صنعاء فلا تصدقه.

حدثني رجل من أهل صنعاء من ولد الدّبري قال : بلغني أن الحادي كان يحدو في طريق العراق وغيرها يقول : [الرجز]

لا بدّ من صنعا وإن طال السّفر

لطيبها والشّيخ فيها من دبر

يعنون إبراهيم بن عبّاد الدّبري كان من بلد دبر ، على بعض يوم من صنعاء.

__________________

(١) حد ، صف ، مب : «قد مزجا».

(٢) يعني «القاضي حسين بن محمد» قاضي صنعاء ، يروي عنه المؤلف.

٢٣٥

ذكر ما جاء في جنتي مأرب الذي لسبأ

أني محمد بن إسحاق عن ميمون عن الحكم ، عبد الله بن إبراهيم ، (قال : سمعت أبي يحدث أحسبه عن وهب بن منبه ، قال : لّما أري إبراهيم عليه‌السلام) (١) ملكوت السموات والأرض لم يسأل عن شيء من الأرض إلا عن غوطة دمشق وعن جنتي سبأ بمأرب.

__________________

(١) ما بين القوسين ساقط في مب.

٢٣٦

ذكر جنان الدنيا

وهي صنعاء اليمن ، ودمشق من الشام ، ومرو من خراسان

محمد بن أبي الزبير اللغوي ، قال : حدثني عثمان البستي ، وذكر منه خبرا ، قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «ثلاث جنات في الدنيا ؛ مرو من خراسان ، ودمشق من الشام ، وصنعاء من اليمن ، وجنة هذه الجنان صنعاء» (١).

محمد بن يحيى المأربي قال : حدثني موسى بن عقبة عن نافع عن ابن عمر قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «أربع محفوظات وسبع ملعونات ، فأما المحفوظات : فمكة ، والمدينة ، وبيت المقدس ، ونجران ، وأمّا الملعونات فبرذعة ، وصعدة ، وأثافت ، وضهر ، ويكلا ، ودلان ، وعدن» (٢).

داود بن قيس أن رجلين أحدهما من الرّحبة والثاني من حزيز أرادا أن يخرجا إلى ذمار فتواعدا إلى دار وهب فسبق أحدهما الآخر (٣) في آخر الليل فجلس / على باب وهب فإذا قوم مبيّضون تحتهم خيل بلق جاؤوا حتى وقفوا على الأكمة التي تقابل دار وهب ، ثم أتى قوم آخرون على مثل حالهم فقال بعضهم لبعض : اقلب. فقال : لا نفعل! فإن فيها وهبا وابن هنابل ولكن اذهب بنا إلى

__________________

(١) لم تسعفنا المصادر التي بين أيدينا في تخريج هذا الحديث.

(٢) أورده ابن عراق في تنزيه الشريعة ٢ / ٥٨. وانظر نصه فيما سبق من الكتاب ص ١٠٢ الحاشية رقم (٦) وفيه يقول «ست ملعونات» ولم يذكر «عدن».

(٣) بقية النسخ «صاحبه».

٢٣٧

منقدة [فذهبوا وجاء صاحبه فأخبره بما رأى وسمع ثم سارا إلى ذمار فمرا إلى](١) منقدة فوجداها قد قلبت (٢).

أخبرني ابن عبد الوارث قال : حدثني الكشوري ، قال : حدثني محمد بن منتصر قال : حدثني شريق أنه رأى ليلة القدر ليلتين (٣) ليلة أربع وعشرين وليلة ثلاث وعشرين ؛ مرة في المسجد الحرام ومرة في مسجد صنعاء ، قلت : وما رأيت؟ قال : انفراج في السماء ، قلت : أي ساعة رأيتها؟ قال : ثلث الليل الأوسط.

قال الكشوري : إن ابن الناقد حدثه أن أمه قد رأت ليلة القدر ، قال الكشوري : كان يقال : أشبه الناس برباح ابن الناقد.

وحدثني الكشوري قال : حدثني الحسن بن بكر قال : إنما هي طرفة تنظر إلى انفراج [السماء](٤) أو كذا وربما نظر إلى الشجر ساجدا.

الكشوري قال : كان أنس يقول : (ليلة القدر لسبع تبقى ، فكان مقاتل يقول) (٥) : إذا تم الشهر فهي ليلة أربع وعشرين وإذا نقص فهي ليلة ثلاث وعشرين.

حدثني عطيفة أعني عطية (٦) بن سعيد الأندلسي إجازة ، (قال محمد بن الحكم

__________________

(١) من بقية النسخ. وانظر ما سبق ص ٩٩

(٢) يقول الدكتور عبد العزيز الدوري في بحثه القيم عن نشأة علم التاريخ عند العرب ص ١٠٨ ذاهبا إلى أن من أحفاد منبه من كان يحيط وهب بن منبه بهالة من القدسية نسجوا بها أساطير وقصصا ولعل مثل هذا الخبر مما يقوي ما ذهب إليه الدكتور الدوري.

(٣) حد ، صف ، مب : «مرتين».

(٤) من : مب ، حد.

(٥) ما بين القوسين ساقط في مب.

(٦) حد ، صف ، مب : «حدثني عطية بن سعيد».

٢٣٨

الشاشي ، قال محمد بن جماهر ، قال أبو عيسى التّرمذي) (١) محمد بن عيسى بن سورة الحافظ ، قال سويد : أنا ابن المبارك ، قال رشدين بن سعد (٢) قال :

حدثني عمرو بن الحارث عن درّاج أبو السمح عن أبي الهيثم عن أبي سعيد الخدري قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «أدنى أهل الجنة الذي له ثمانون ألف خادم واثنتان وسبعون زوجة وتنصب له قبة من لؤلؤ وزبرجد و [ياقوت](٣) كما بين الجابية إلى صنعاء» ، وبهذا الإسناد أن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : «إن عليهم التيجان ؛ إن أدنى لؤلؤة منها تضيء ما بين المشرق إلى المغرب» وقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «من مات من أهل الجنة من صغير أو كبير يردّون في [سن](٤) ثلاثين لا يزيدون عليه أبدا ، وكذلك أهل النار» ، قال أبو عيسى : (هذا حديث غريب لا نعرفه إلا من حديث رشدين (٥).

حدثنا أبو عيسى) (٦) سويد بن نصر ، ابن المبارك أبو حيان التيمي عن أبي زرعة بن عمرو بن جرير عن أبي هريرة قال : «أتي رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم بلحم فرفع [إليه](٧) الذراع فأكله وكانت تعجبه / فنهس منها نهسة ثم قال : أنا سيد الناس يوم القيامة هل تدرون لم ذلك ، يجمع الله الناس الأولين والآخرين في صعيد واحد فيسمعهم الداعي وينفذهم البصر وتدنو الشمس منهم فيبلغ الناس من الغم والكرب ما لا يطيقون ولا يحتملون فيقول الناس بعضهم لبعض عليكم بآدم» وذكر الحديث ، فيأتون محمدا صلى‌الله‌عليه‌وسلم فيقولون : «أنت رسول الله وخاتم الأنبياء وغفر لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر» قال : فذكر أنه يقال : يا محمد أدخل [من](٨)

__________________

(١) ما بين القوسين ساقط في مب.

(٢) الأصول كلها «راشد بن سعيد» ولعله تصحيف والتصحيح من سنن الترمذي.

(٣) من : حد ، صف ، س ، وسنن الترمذي.

(٤) من مب.

(٥) الأصول كلها «رشد» والتصحيح من سنن الترمذي وانظر نص الحديث فيه ٤ / ٦٩٥.

(١) ما بين القوسين ساقط في مب.

(٦) من الترمذي.

(٧) من بقية النسخ.

٢٣٩

أمتك من لا حساب عليه من الباب [الأيمن](١) من أبواب الجنة وهم شركاء الناس فيما سوى ذلك ، ثم قال : والذي نفسي بيده إن ما بين المصراعين من مصاريع الجنة كما بين مكة وهجر وكما بين مكة وبصرى» (٢).

قال الحسن بن أحمد بن يعقوب وذكر حساب اليمن : إن الطالع كان ساعة بني غمدان الثور ، وفيه الزهرة والمريخ ، ويوجد طباع هذا البرج في ثبات الأشياء بها وقلة تغيرها ، قال : وتوجد طباع الزهرة والمريخ في طباع أهل صنعاء سيما الزهرة لأنها تستولي على الطالع بأكثر الحصص ويظهر ذلك فيهم وفي الكورة. فأما ما يظهر فيهم فالتأله والعبادة والديانة (٣) والأمانة وحسن الطرائق وسعة الأخلاق وسلامة الصدور والعلم والشعر واللباس ورفاهة العيش ولينه (٤) في أشياء من هذا تكثر. وذلك في أكثرهم لكثرة حصص الزهرة (في طالع الأصل ويزيد في ذلك قوة الزهرة) (٥) في مواليد هذا الصنف وما يمازجها من طباع المشتري ونظرة مواضعها من الشمس. وأما الذي يشترك في مواليدهم المريخ من أهلها فإن من شأنهم العشق والزنا والطرب واللهو والغناء والمجون والعرابد وحمل النساء والطعن وتجريد السكاكين والعبث بها وغير ذلك. وأما أهل بواديها فأهل شعور وجمم مرجلة (٦) وأصحاب لباس الحمرة. ومن بعد منها فأصحاب خضاب بين ورس وزعفران ، وفيهم النجدة لمسامتة الدبران (٧) لهم في برج الثور ولمسامتة

__________________

(١) بياض في با وحد ، والتكملة من بقية النسخ والترمذي.

(٢) الحديث طويل اكتفى المؤلف ببعضه ، انظره بكماله في سنن الترمذي ؛ باب الشفاعة ٤ / ٦٢٢ ـ ٦٢٤.

(٣) ليست في : حد ، مب.

(٤) ليست في حد.

(٥) ما بين القوسين ليس في مب.

(٦) بقية النسخ والإكليل «فأهل شعور من الجمام مرجلة» : أي شعورهم بين السبوطة والجعودة (المحيط).

(٧) الدبران : منزل للقمر (المحيط).

٢٤٠