تاريخ مدينة صنعاء

أحمد بن عبد الله بن محمّد الرازي

تاريخ مدينة صنعاء

المؤلف:

أحمد بن عبد الله بن محمّد الرازي


المحقق: الدكتور حسين بن عبد الله العمري
الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: دار الفكر ـ دمشق
الطبعة: ٣
الصفحات: ٧٢٤

__________________

على من اتبع الهدى ، أما بعد : فإني أدعوك بدعاية الإسلام ، أسلم تسلم ، وأسلم يؤتك الله أجرك مرتين ، وإن توليت فإن عليك إثم الأريسيين. و (يا أَهْلَ الْكِتابِ تَعالَوْا إِلى كَلِمَةٍ سَواءٍ بَيْنَنا وَبَيْنَكُمْ أَلَّا نَعْبُدَ إِلَّا اللهَ وَلا نُشْرِكَ بِهِ شَيْئاً وَلا يَتَّخِذَ بَعْضُنا بَعْضاً أَرْباباً مِنْ دُونِ اللهِ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُولُوا اشْهَدُوا بِأَنَّا مُسْلِمُونَ).

فلما فرغ من قراءة الكتاب ، ارتفعت الأصوات عنده ، وكثر اللغط ، وأمر بنا فأخرجنا ، قال : فقلت لأصحابي حين خرجنا : لقد أمر أمر ابن أبي كبشة ، حتى أدخل الله علي الإسلام ، قال الزهري : فدعا هرقل عظماء الروم ، فجمعهم في دار له ، فقال : يا معشر الروم! هل لكم إلى الفلاح والرشد آخر الأبد؟ وأن يثبت لكم ملككم؟ قال : فحاصوا حيصة حمر الوحش إلى الأبواب ، فوجدوها قد غلقت ، قال : فدعاهم ، فقال : إني اختبرت شدتكم على دينكم ، فقد رأيت منكم الذي أحببت ، فسجدوا له ، ورضوا عنه] ا ه.

وانظر تاريخ الطبري ٢ / ٦٤٦ ـ ٦٤٨ ، والبداية والنهاية لابن الأثير ٤ / ٢٦٢ ـ ٢٦٨

٢٠١

[ذكر المغيرة بن شعبة](١)

وأما المغيرة بن شعبة فأقام نازلا بصنعاء سنتين في خلافة عمر رضي‌الله‌عنه ، وقد كان المغيرة بن شعبة دخل صنعاء هو وعكرمة بن أبي جهل وأبو سفيان بن حرب في وقت واحد حين وجّههم إلى المهاجر بن أبي أمية.

حدثني المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم ، وللمغيرة (٢) رواية عن رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم (٣).

__________________

(١) لم يذكر هذا العنوان في النسخ كلها وأضفناه على طريقة المؤلف.

(٢) حد ، صف ، مب : «للمغيرة بن شعبة».

(٣) حد ، صف : الزيادة : «كثيرة فمن حديثه عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم».

٢٠٢

ذكر (١) رواية المغيرة بن شعبة

قال أبو حفص عمر بن محمد العمري : حدثني أبو حفص عمرو بن علي بن بحر البصري ، يزيد بن زريع عن سعيد بن أبي عروبة ، قال : سمعت (٢) بكر بن عبد الله المزني [يقول](٣) : قال المغيرة بن شعبة : ثنتان لا أسأل عنهما أحدا من الناس ، [رأيتهما من رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم](٤) رأيت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يتوضأ ويمسح على خفيه ورأيته صلى‌الله‌عليه‌وسلم صلى ركعة من صلاة الصبح ، وراء عبد الرحمن بن عوف.

حدثني الحسين بن محمد ، قال : أحمد بن محمد بن أحمد بن عبد الله (٥) عن أبيه ، قال : حدثني أبو حفص عمرو بن علي بن بحر بن كنيز الصيرفي ، قال : يزيد بن زريع عن سعيد بن أبي عروبة ، قال : سمعت بكر بن عبد الله المزني يقول : قال المغيرة بن شعبة ، وذكر الحديث الذي قبله سواء (٦).

محمد بن علي بن عبد الحميد قال : خرج عمر بن الخطاب رضي‌الله‌عنه على جماعة من المهاجرين فيهم المغيرة بن شعبة. قال : أشيروا علي من ترون أستعمله ؛ رجلا صالحا فيه ضعف أو رجلا قويا فيه فجور ، فقال القوم : الصلاح يا أمير المؤمنين / أحق أن يتبع ، إن الصالح إذا كان فيه ضعف فإنه يرجى أن يؤيده الله تعالى ، وإن الفاجر لا يؤمن عليه ولا نرجو له ، فقال المغيرة : يا أمير

__________________

(١) ساقطة في مب.

(١) ساقطة في مب.

(٢) تكملة من صف.

(٣) تكملة من : حد ، صف ، مب. وانظر الزيلعي : نصب الراية كتاب الطهارات ١ / ١

(٤) صف : «عبد الملك».

(٥) وانظره أيضا في ترجمة المغيرة بن شعبة في أسد الغابة ٤ / ٤٠٧

٢٠٣

المؤمنين إن الصالح له صلاحه وعليك (١) ضعفه وإن الفاجر القوي لك قوته وعليه فجوره ، قال : فو الله ما أعلم ذلك إلّا أنت! فارجع إلى عملك ، بعد أن شهد عليه بما شهد به (٢) ، قال : فزعموا أن عمر لمّا طعن قال : ما استبددت برأي قط ولا خالفت فيه جماعة الناس ولا اتبعت فيه هواي فرأيت فيه بركة ، ولوددت أني لم أستعمل المغيرة بن شعبة بعد أن كان منه ما كان. ولقد كان لي في عكرمة بن (٣) أبي جهل هوى فما بورك لي فيه ولا بورك له في ذلك العمل.

رباح بن عبد الله بن عمر بن عجلان عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده (أن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم) (٤) قال : «مؤمن قوي خير من مؤمن ضعيف وفي كلّ خير ، احرص على ما ينفعك ولا تعجز فإن غلبك أمر فقل قدر الله (٥) وما شاء صنع ، وإياك واللوّ فإن اللوّ من عمل الشيطان».

يقال : إن حذيفة قال لعمر : استعملت الفجار على رقاب أمة محمد صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، ولم يصنع ذلك من كان قبلك ، فقال عمر رضي‌الله‌عنه : أستعين بالرجل وأنا أعرف فجوره وأستعين بجلده وأباشره بنفسي ، قال حذيفة : إني أخشى أن يجيء من بعدك فيستعملهم ثم لا يباشر بنفسه ، فسكت عمر رضي‌الله‌عنه.

قال الحسن : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «ليؤيدنّ الله هذا الدين بأقوام

__________________

(١) في الأصل با وس : «وعليه» وما أثبتناه من بقية النسخ لاستقامة المعنى.

(٢) أي لما اتهم بالزنى في البصرة فعزله عمر ثم ولاه الكوفة. انظر تاريخ الطبري ٤ / ١٦٥ ، والأغاني ١٦ / ٥٨٤٩ ، أسد الغابة ٤ / ٤٠٧ ، الإصابة ٣ / ٤٢٢ ، مصنف عبد الرزاق ٧ / ٣٨٤ ـ ٣٨٥ ؛ ٨ / ٣٦٢ ، الكامل لابن الأثير ٢ / ٥٤٠ ، الاستيعاب لابن عبد البر ٤ / ١٤٤٥ ـ ١٤٤٨

(٣) «عكرمة بن» ليست في : حد ، صف ، مب.

(٤) ما بين القوسين ساقط في مب.

(٥) مب : «فإن غلبك أمر قدره الله» ، ونصه في مسند أحمد ٢ / ٣٦٦ : «المؤمن القوي خير وأفضل وأحب إلى الله عزوجل من المؤمن الضعيف وفي كل خير ، احرص على ما ينفعك ولا تعجز ، فإن غلبك أمر فقل : قدر الله وما شاء صنع ، وإياك واللوّ فإن اللوّ يفتح من الشيطان».

٢٠٤

لا خلاق لهم» (١) قال هشام بن يوسف (٢) عن غير واحد أن عمر بن الخطاب استعمل يعلى بن أمية على اليمن ، وعمرو بن العاص على جند من أجناد الشام ، ثم استعمله على مصر ؛ والوليد بن عقبة على الكوفة ، وعبد الله بن عامر على البصرة ، ثم استعمل سعيد بن العاص على الكوفة بعد ذلك.

قال معمر عن أيوب عن ابن سيرين ، قال : لما قدم حذيفة المدائن أميرا فإذا هو على بغل تحته إكاف ، رجلاه إلى جانب فلم يعرفوه ، فجاوزوه إلى غير (٣) فلقيهم الناس فقالوا : أين الأمير؟ قالوا : هو الذي لقيتم ، فرجعوا في إثره فأدركوه وفي يده رغيف وفي اليد الأخرى عظم وهو يأكل فسلموا عليه فنظر إلى عظيم منهم فناوله العرق والرغيف ، فلما غفل حذيفة ألقاه ودفعه إلى خادمه /. ترجمة هذا الحديث في بابه حديث سلمان حين تلقى (٤) أهل المدائن فأعطى رجلا كسرة.

قال الزهري : لمّا قدم رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم المدينة (٥) تلقاه الأنصار بالسلاح حتى لقوه بظاهر الحرّة.

قال أنس : لما قدم النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم لقيته الحبشة لقدومه (٦) فرحا بذلك ؛ يعني إلى المدينة.

__________________

(١) مسند أحمد ٥ / ٤٥.

(٢) في الأصل با ، س : «بن أبي يوسف» وما أثبتناه من النسخ الأخرى بعد أن تثبتنا من صحته. انظر طبقات فقهاء اليمن ص ٦٧ ، وتقريب التهذيب ٢ / ٣٢٠

(٣) حد ، صف ، مب : «فأجازوه فلقيهم».

(٤) حد ، صف ، مب : «حديث سليمان حديث تلقاه أهل».

(٥) ليست في حد.

(٦) كذا الأصول كلها ، ولعل ثمة سقطا هو «ينشدون» أو «يرقصون» أو ما في معنى ذلك.

٢٠٥

ذكر يعلى بن أمية وقصته مع النفر الذين قتلوا أصيلا

وقتلهم [به](١) بصنعاء

وأما يعلى بن أمية فقدم إلى صنعاء مع أبان بن سعيد بن العاص لمّا بعثه رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم أميرا على صنعاء ، فكان معه يعلى بن أمية (٢) إلى أن توفي رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ؛ فلمّا توفي خرج أبان من صنعاء ولحق بمدينة الرسول صلى‌الله‌عليه‌وسلم واستخلف على صنعاء (٣) يعلى بن أمية بن أبي عبيد بن الحارث بن بكر بن زيد بن مالك بن حنظلة بن زيد مناة بن تميم ، وأمه منية بنت شبيب بن الحارث من بني مازن (٤) بن عكرمة بن حفصة بن قيس بن عيلان وبها كان يعرف وكان حليفا لبني نوفل بن عبد مناف ، فكان مع أبان في ولايته إلى أن قبض الله نبيه صلى‌الله‌عليه‌وسلم فخرج أبان واستخلفه [على صنعاء](٥) بعده ، وكانت إقامة أبان بن سعيد في ولاية أبي بكر عند أبي بكر في المدينة ولم يزل يعلى بن أمية أميرا باليمن (٦) خلافة عمر وعثمان. وقد روي أن أبا بكر بعث أبان بن سعيد إلى اليمن في ولايته فدخل صنعاء.

وقال أبو الحسن زيد عن محمد بن الحسن بن أتش ، سليمان بن وهب عن

__________________

(١) من : حد ، صف. وانظر ما سبق حول مقتل أصيل ص ٨٨

(٢) «بن أمية» ليست في : حد ، صف ، مب.

(٣) «على صنعاء» ساقطة في مب.

(٤) حد ، صف زيادة : «بن منصور».

(٥) من بقية النسخ.

(٦) بدلها في مب : «على صنعاء».

٢٠٦

النعمان بن بزرج في حديثه قال : وكان يعلى (من صحابة (١) أبان وهو يعلى بن أبي عبيد بن همام بن الحارث بن بكر بن زيد بن مالك بن حنظلة بن مالك بن زيد بن مناة بن تميم وتزوج (٢) يعلى) (٣) بن أمية أم الكرام بنت فيروز بن الديلمي ، وكان أبان استخلفه إذ توفي النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم ولحق أبان بأبي بكر قال : وهذا هو عندنا الصحيح من الرواية لأن أبا بكر لمّا أمر زيد بن ثابت بجمع القرآن وكتابته أمر معه أبان بن سعيد بذلك (٤) ، فهذا دليل أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ولّى أبان بن سعيد بن العاص (٥) صنعاء إذ كانت إقامته في ولاية أبي بكر / عند أبي بكر. قال الوليد : قال ابن عوسجة : أخبرني عبد الرحمن بن هشام بن يوسف عن أبيه قال : وذكر إسماعيل بن زياد عمّن حدثه : أن يعلى بن أمية لم يزل أميرا باليمن خلافة عمر وخلافة عثمان (٦).

قال محمد بن عثمان : إن يعلى بن أمية سكن صنعاء وقتا طويلا وكانت له صحبة ورواية عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، قدم صنعاء مع أبان بن سعيد واستخلفه أبان بن سعيد على صنعاء فلم يزل واليا على صنعاء واليمن خلافة أبي بكر وعامة (٧)

__________________

(١) حد ، صف : «وكان يعلى من أصحابه أبان».

(٢) العبارة في الأصل با : «وبزرج أم يعلى بن أمية أم الكرام» وهو تصحيف صححناه من بقية النسخ.

(٣) ما بين القوسين ساقط في مب.

(٤) انظر أخبار جمع القرآن وترتيبه برواياته المختلفة : السيوطي : الإتقان في علوم القرآن ١ / ٥٧ ـ ٧٠

(٥) «بن العاص» ليست في النسخ الأخرى.

(٦) يقول ابن الأثير في أسد الغابة ٥ / ١٢٨ : «استعمله عمر على بعض اليمن واستعمله عثمان على صنعاء ، قال المدائني : كان على الجند باليمن فبلغه قتل عثمان فأقبل لينصره». وقال في الإصابة ٣ / ٦٦٨ : «استعمل أبو بكر يعلى على حلوان ، ثم عمل لعمر على بعض اليمن فحمى لنفسه حمى فعزله ثم عمل لعثمان على صنعاء اليمن».

(٧) ساقطة في حد.

٢٠٧

خلافة عمر ، وكتب يعلى بن أمية إلى عمر في قصة النفر الذين قتلوا أصيلا بصنعاء ، (وألقوه في بئر الدّينبادي بغمدان وهي البئر التي) (١) في وسط غمدان التي هي خلف بئر سام تسمى بئر الدّينبادي ، وهي التي وجد فيها القتيل.

وأمّا بئر كرامة فهي بئر سام بن نوح وهي التي تعرف اليوم ببئر سام بن نوح ، يقال : إنه من توضأ من بئر سام بن نوح ثم خرج إلى مسجد فروة بن مسيك المرادي ولم يلتفت في طريقه وقرأ في طريقه (٢) حتى ينتهي إلى المسجد ولم يكلم بشرا (٣) حتى يدخل المسجد ويصلي ركعتين ويسأل الله حاجة من حوائج الدنيا والآخرة ، إلّا منّ الله عليه بقضائها واستجاب له دعاءه.

ومسجد فروة هو الذي يعرف بمسجد ابن الرويّة ، وذكر لي أن رجلا رأى في نومه المسجد والمصلى الذي في الجبانة وحشو ذلك بشر كثير عليهم ثياب البياض (٤) وهم يصلون من لدن المصلى إلى المسجد وللموضع بهم ضياء وإشراق ، وكان هذا الرجل لم يكن قدم صنعاء فقدمها حتى أتى المصلى ونظر إلى المسجد فإذا هو الذي رآه في نومه على هيئته التي رآها في النوم كأنه رأى ذلك في يقظته سواء لم ينكر غير أولئك الذين كانوا فيه يصلون فإنه لم يرهم. وأما الموضع فكما عاينه في نومه لم يغادر من ذلك (٥) شيئا ، فصلى فيه أياما ثم انصرف إلى بلده.

وذكر أن رجلا لقي بمصر ومعه كتاب فيه تسمية المواضع الشريفة فذكر له أنه قد شاهدها ، إلّا مشهدا منها بمدينة صنعاء يقال له : مسجد فروة بن مسيك فإنه لم يقدر على زيارته وذكر فيه فضلا كثيرا.

__________________

(١) ما بين القوسين ساقط في مب.

(٢) حد ، مب : «مسيره».

(٣) س : «أحدا».

(٤) حد : «الثياب البيض».

(٥) «من ذلك» ليست في مب.

٢٠٨

وبئر الدّينبادي خراب مكبوسة في هذا الوقت أرانيها القاضي سليمان بن محمد النقوي (١) ، وقال : هذه هي البئر التي ألقي فيها القتيل أيام عمر بن الخطاب رضي‌الله‌عنه.

وجدت بخط علي بن عبد / الوارث الصنعاني حدثنا الدّبري (٢) عن عبد الرزاق عن ابن جريج ، قال : أخبرني عبد الله بن عبيد الله بن أبي مليكة أن امرأة كانت بصنعاء اليمن لها ستة أخلاء ، فقالت : لا يستطيعون ذلك منها حتى يقتلوا ابن بعلها ، فقالوا لها : أمسكيه لنا عندك ، فأمسكته فقتلوه عندها وألقوه في بئر ، فدل عليه الذباب فاستخرجوه واعترفوا بقتله ؛ فكتب يعلى بن أمية بشأنهم (٣) إلى عمر بن الخطاب رضي‌الله‌عنه ، فكتب إليه عمر أن اقتلهم جميعا والمرأة (٤) فلو قتله أهل صنعاء جميعهم (٥) لقتلتهم [به](٦).

وبخط الدّبري عن عبد الرزاق عن ابن جريج ، قال : أخبرني عمرد أن حييّ بن يعلى (٧) أخبره : أنه سمع يعلى بن أمية يخبر بهذا الخبر ، قال : [اسم](٨) المقتول أصيل وألقوه في بئر بغمدان فدل عليه الذباب الأخضر ، فطافت امرأة أبيه على حمار بصنعاء أياما (٩) تقول : اللهم لا تخف علي من قتل أصيلا ، قال عمر : إن يعلى (١٠) كان يقول : [إن لها خليلا واحدا فقتله هو وامرأة أبيه ، قال

__________________

(١) ليست في : حد ، صف.

(٢) مب زيادة : «براء عن عبد الله».

(٣) مب ، صف : «بشأنهم هكذا».

(٤) حد ، صف ، مب : «والمرأة وإياهم».

(٥) حد ، صف ، مب : «كلهم».

(٦) من : حد ، صف ، مب. وانظر الخبر فيما سبق ص ٨٨ وص ٢٠٦

(٧) صف : «معدي».

(٨) من بقية النسخ. ومن مصنف عبد الرزاق ٩ / ٤٧٦ ـ ٤٧٧

(٩) ساقطة في : حد ، مب.

(١٠) «إن يعلى» ليست في مب.

٢٠٩

حييّ : سمعت يعلى يقول](١) : كتب إليّ عمر أن اقتلهم (٢) فلو اشترك في دمه أهل صنعاء أجمعون (٣) لقتلتهم.

قال ابن جريج : أخبرني عبد الكريم أن عمر كان يشك في ذلك حتى قال له علي بن أبي طالب ـ كرم الله وجهه في الجنة ـ : أرأيت لو أن نفرا اشتركوا في سرقة جزور فأخذ هذا عضوا وهذا عضوا أكنت تقطعهم؟ قال : نعم! قال : فذلك الذي استمدح له الرأي (٤).

قال ابن جريج : وأخبرني أبو بكر بمثل خبر عبد الكريم عن علي رضوان الله عليه. ثم إن عمر أشخص يعلى لأمر بلغه عنه ، وولى عمر صنعاء المغيرة بن شعبة فأقام المغيرة واليا على صنعاء سنتين.

قال محمد بن عثمان : لما استخلف أبان بن سعيد بن العاص يعلى بن أمية واليا على صنعاء أقام عليها خلافة أبي بكر وعامة خلافة عمر أشخصه عمر (٥) لأمر بلغه عنه (٦) ، وذلك أن رجلا من حفاش أتى إلى يعلى بن أمية فقال له : إن رجلا قتل ابني. فكتب يعلى بن أمية إلى سعيد بن عبد الله الكندي وكان عامله على حفاش [وملحان](٧) أن يدفع إليه قاتل ابن ذلك الرجل ، فقدم به سعيد على يعلى فأقر بقتل ابن الرجل ، فدعا يعلى عدة من صلحاء أهل صنعاء ودفع إلى أبي

__________________

(١) من : حد ، صف ، مب.

(٢) حد ، صف ، مب : «اقتلهما» ولعل ما أثبته نساخها صحيح إذ يتفق مع الجزء الذي سقط في : با ، س.

(٣) ليست في س.

(٤) حد ، صف ، مب : «فذلك حين استمدح له الرأي» ، وأيضا في مصنف عبد الرزاق ٩ / ٤٧٧

(٥) س ، مب ، صف : «عمر وذلك لأمر».

(٦) ليست في مب. وانظر تعليقنا على سبب عزل عمر بن الخطاب يعلى بن أمية فيما سبق الحاشية رقم ٦ ص ٢٠٧

(٧) مكانها بياض في الأصل ، والتتمة من بقية النسخ.

٢١٠

المقتول سيفا يقال له : البحتري (١) وقال له : اقتله وهؤلاء شهود ، فضربه فجذعه بالسيف حتى رأى أنه قد قتله ، فاحتمله أهله ليدفنوه في قبره فوجدوه يتنفس وبه رمق فداووه فبرئ فوجده أبو المقتول بعد ذلك / يرعى غنم أبيه فأتى إلى يعلى فقال : إن قاتل ابني حي. فكتب يعلى إلى عامله فأشخصه إليه فإذا هو فجست [جراحه (٢) وفتشت فوجد فيها الدية ، فقال له يعلى : إن شئت فادفع إليه الدية واقتله وإلّا فدعه. فلحق الرجل بعمر بن الخطاب رضي‌الله‌عنه وشكا من يعلى وذكر أنه حال بينه وبين قاتل ابنه ، فغضب عمر وعزل يعلى بن أمية وبعث المغيرة بن شعبة وأمره أن يرفع إليه يعلى بن أمية ؛ فأشخصه المغيرة وأساء إليه ، فلمّا قدم يعلى على عمر أخبره الخبر ، فاستشار علي بن أبي طالب رضي‌الله‌عنه ، فأشار عليه بما قضى يعلى بن أمية ؛ وقال عمر ليعلى : إنك لقاض وردّه على عمله (٣) وعزل المغيرة ، فأحسن يعلى إلى المغيرة ، فقال المغيرة : والله إن يعلى كان خيرا مني حين عزل وحين ولي. وكان مقام المغيرة بصنعاء واليا عليها سنتين (٤).

فأقام يعلى بن أمية باليمن وكان أخوه عبد الرحمن بن أمية قد ابتاع من رجل من أهل اليمن فرسا أنثى بمئة قلوص ، فندم البائع فلحق بعمر ، فقال : غصبني يعلى وأخوه فرسا. فكتب عمر إلى (٥) يعلى أن أقدم علي ، فأتاه فأخبره الخبر ، فقال عمر : إن الخيل لتبلغ عندكم هذا الثمن (٦)؟ فقال : ما علمت فرسا

__________________

(١) ليست في حد.

(٢) من : صف ، حد.

(٣) انظر الخبر في مصنف عبد الرزاق ٩ / ٤٣٢ ، وقد وقف فيه عند هذا الحد ولم يتممه بخبر المغيرة.

(٤) حول ولاية المغيرة بن شعبة صنعاء ، فقد عدنا إلى جميع المصادر التي استعنا بها في التحقيق فلم نجد فيها ما يشير إلى هذه الولاية ، وتتفق هذه المصادر على ولايته البصرة والكوفة حتى توفي أيام معاوية سنة ٥٠ ه‍. انظر كشافنا الذي ذيلنا به هذا الكتاب في ترجمة المغيرة بن شعبة وانظر تعليقنا السابق في هامش ص ٢٠٤

(٥) «عمر إلى» ساقطة في مب.

(٦) حد : «فقال عمر ليبلغ هذا عندكم». صف ، مب : «إن الخيل لتبلغ هذا عندكم». س كما في با وسقط فيها «هذا الثمن».

٢١١

بلغت هذا قبل هذ (١). قال عمر : فتأخذ من الأربعين شاة شاة ولا تأخذ من الخيل شيئا ، خذ من كل فرس دينارا.

ثم إن نفرا من أصحاب يعلى بن أمية بعد رجوع يعلى إلى اليمن (٢) وقعوا على رجل فضربوه حتى أحدث ، فلحق بعمر بن الخطاب فقال : يا أمير المؤمنين إن موالي يعلى ضربوني. قال : حتى مه؟ [قال : حتى أحدثت](٣) قال عمر : حتى أحدثت؟ قال : نعم (٤) ، فكتب عمر إلى يعلى أن يأتيه ماشيا من صنعاء ؛ فخرج يعلى ماشيا من صنعاء ، فلمّا سار ميلا (٥) لقيه بريد بموت عمر واستخلاف عثمان وإثباته على عمله ، فرجع راكبا ، فيقال (٦) : إنه استقبله أهل اللهو واللعب والربح حتى مشوا بين يديه ودخل (٧) صنعاء فرحا مسرورا ، وذكر أن نساءه أحجرن في منزله (٨) ودوره ، ودور آل يعلى خلف المسجد الجامع بصنعاء في غربيه (٩) عند باب المسجد الذي يدعى باب الشهابيين.

وبعث عثمان إلى يعلى [فأقام](١٠) واليا حتى قتل عثمان.

__________________

(١) «قبل هذا» ليست في حد.

(٢) بقية النسخ : «صنعاء».

(٣) تكملة يقتضيها السياق.

(٤) حد ، صف ، مب زيادة : «قال».

(٥) حد ، مب : «أميالا». صف : «فلما سار أمية لقيه».

(٦) بقية النسخ : «فيروى».

(٧) حد ، صف ، مب : «قدم».

(٨) «في منزله» ليست في س.

(٩) حد ، صف : «في عدنيه» وحسب رواية هاتين النسختين تكون الدور في جنوب المسجد. ومن العسير تعيين الجهة التي كانت بها الدور لتغير أسماء أبواب المسجد الجامع بصنعاء. انظر الحجري : مساجد صنعاء ٣٢

(١٠) من بقية النسخ.

٢١٢

وخرج يعلى بن أمية لمّا قتل عثمان رضي‌الله‌عنه من صنعاء ، وكان معه ابن أبي ربيعة والي الجند وكانا قد خافا أن يؤخذا قبل أن يقدما مكة فلم يعرض لهما أحد.

* * *

٢١٣

/ ذكر رواية يعلى بن أمية

وهو من بني تميم ، وليعلى بن أمية رواية عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم

حدثنا أحمد بن سلم عن سفيان عن عمرو عن عطاء عن صفوان بن يعلى عن أبيه ، قال : سمعت النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم على المنبر يقرأ : (وَنادَوْا يا مالِكُ لِيَقْضِ عَلَيْنا رَبُّكَ)(١).

عن يعلى بن أمية قال : أنا صغت لرسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم خاتما من فضة فصّه منه (٢) ونقشت فيه «محمد رسول الله».

أخبرني عطيّة عن محمد عن أبي عيسى عن عبد بن حميد عن عبد الرزاق عن ابن جريج قال : سمعت عبد الرحمن بن عبد الله بن أبي عمّار يحدث عن عبد الله بن باباه عن يعلى بن أمية قال : قلت لعمر : إنما قال الله تعالى : (أَنْ تَقْصُرُوا مِنَ الصَّلاةِ إِنْ خِفْتُمْ)(٣) وقد أمن الناس ، فقال عمر : عجبت مما عجبت منه ؛ فذكرت ذلك لرسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فقال : «صدقة تصدق الله بها عليكم فاقبلوا صدقته» (٤) ، قال أبو عيسى : هذا حديث حسن صحيح.

__________________

(١) الزخرف : ٤٣ / ٧٧ ، وتمامها : (قالَ إِنَّكُمْ ماكِثُونَ). وانظر أسد الغابة ٥ / ١٢٨ ـ ١٢٩ ، وتفسير الطبري ١٦ / ١١٦ ، وتفسير القرطبي في تفسير سورة الزخرف.

(٢) «فصه منه» ليست في : حد ، صف ، مب.

(٣) الآية : (وَإِذا ضَرَبْتُمْ فِي الْأَرْضِ فَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُناحٌ أَنْ تَقْصُرُوا مِنَ الصَّلاةِ إِنْ خِفْتُمْ أَنْ يَفْتِنَكُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا ، إِنَّ الْكافِرِينَ كانُوا لَكُمْ عَدُوًّا مُبِيناً) النساء : ٤ / ١٠١

(٤) مصنف عبد الرزاق ؛ باب الصلاة في السفر ٢ / ٥١٧ ، صحيح مسلم ١ / ٢٧٧ من وجه آخر ، مسند أحمد ١ / ٢٥ ـ ٢٦ ؛ ٦ / ٦٣ ، وانظره في سنن الترمذي ٥ / ٢٤٢ ـ ٢٤٣

٢١٤

ذكر رواية النعمان بن بشير (١)

عن خالد عن الشعبي عن النعمان بن بشير قال : سمعته على المنبر يقول : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «إنما مثل المؤمن في حدود الله والواقع فيها والقائم عليها كمثل ثلاثة نفر ركبوا سفينة فاستهموا منازلهم فصار أحدهم بأسفلها وأوعرها وأشرّها فكان مختلفه ومهراق مائه عليهما ، فبيناهم كذلك إذ أخذ القدوم يريد يخرق فيها خرقا ، قالوا : ماذا تصنع؟ قال : أخرق خرقا بيني وبين الماء ليكون أهون علي ولا يكون مختلفي عليكم ، قال بعضهم : دعوه ، أبعده الله إنما يخرق في نصيبه ، وقال الآخرون : لا ندعه يهلك نفسه ويهلكنا معه ، فلو أخذوا يده نجوا ونجا معهم ، ولو تركوه هلك وهلكوا معه» (٢).

حدثني عطية بن سعيد إجازة بمكة ، قال محمد أبو عيسى أحمد بن منيع أبو معاوية الأعمش عن الشعبي عن النعمان / بن بشير قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم :

«مثل القائم على حدود الله والمداهن فيها كمثل قوم استهموا على سفينة في البحر فأصاب بعضهم (٣) أعلاها وأصاب بعضهم أسفلها فكان الذين في أسفلها يصعدون فيستقون الماء فيصبون على الذين في أعلاها (٤) ، فقال الذين في أعلاها : لا ندعكم تصعدون فتؤذوننا ، فقال الذين في أسفلها : فإنا ننقبها من أسفلها فنستقي ، فإن

__________________

(١) في الأصول زيادة : «بن عيينة» لا معنى لها.

(٢) مسند أحمد ٤ / ٢٧٣ ـ ٢٧٤. باختلاف يسير باللفظ.

(٣) الأصل : «أحدهم» وما أثبتناه من بقية النسخ ومسند أحمد ٤ / ٢٦٨ ـ ٢٧٠. وانظر نص الحديث في الترمذي ٤ / ٤٧٠

(٤) في الأصل با : «في أسفلها» والتصحيح من بقية النسخ.

٢١٥

أخذوا على أيديهم فمنعوهم نجوا جميعا ، وإن تركوهم غرقوا جميعا» ، قال أبو عيسى : هذا حديث حسن صحيح.

وروي أن النعمان بن بشير قال : سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يقول : «حلال بيّن وحرام بيّن وشبهات بين ذلك ، فمن ترك ما اشتبه عليه من الإثم (كان لما استبان له أترك ، ومن اجترأ على ما شك فيه من الإثم) (١) أوشك أن يواقع ما استبان له ؛ فإن المعاصي حمى الله تبارك وتعالى فمن يرتع حول الحمى أوشك أن يواقعه» (٢).

وقال النعمان بن بشير : لتقيمن صفوفكم في صلاتكم أو ليخالفنّ الله تعالى بين وجوهكم.

__________________

(١) ما بين القوسين ساقط في س.

(٢) حد : «حول حمى الله يوشك أن يواقعه». صف : «حول الحمى يوشك أن يقع فيه». مسند أحمد باختلاف يسير باللفظ ٢ / ٢٦٧ ، ٢٦٩ ، ٢٧١ ، ٢٧٥

٢١٦

رواية بسر بن أرطأة العامري

وأما بسر بن أرطأة [العامري](١) فقدم صنعاء واليا لمعاوية بن أبي سفيان فأقام باليمن سنة واليا (٢) لمعاوية بن أبي سفيان ، وكان عاتيا جبارا في ألف فارس ، فأقام (٣) فيها سنة يعذب ويقتل وذكر أنه يطلب بدم عثمان.

قال عبد الرحمن بن هشام بن يوسف عن أبيه ، قال : وذكر إسماعيل بن زياد عمن أدرك أن بسرا (٤) أقام باليمن سنة ، قال غيره : بلغ الشحر حتى خاض بقومه البحر ثم قال : يا عثماناه هل بالغت في طلب دمك؟

وله رواية عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، قال أبو محمد حدثني أبو زرعة قال : حدثني محمد بن عبد الله بن المبارك ، قال : حدثني الهيثم بن خارجة ، أخبرنا محمد بن أيوب بن ميسرة بن حلبس سمع أباه ، سمع بسر بن أرطأة لعنه الله سمع رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يدعو (٥) : «اللهم أحسن عاقبتي في الأمور كلها وأجرني من خزي الدنيا وعذاب الآخرة» (٦).

أبو محمد ، قال أبو زرعة ، قال : حدثني عمرو بن عثمان الحمصي عن بقية ، قال : حدثني نافع بن يزيد ، قال : حدثني حياة بن شريح عن عباس ، عن ابن

__________________

(١) التكملة من : صف ، حد ، مب.

(٢) كذا الأصول ، ولعل المؤلف يريد من (الوالي) القائد العسكري ، يقوي ما نذهب إليه سياق الخبر وما جاء حوله في : طبقات فقهاء اليمن ٤٨ ، الإكليل ٨ / ١٠٢ ـ ١٠٣ ، ثغر عدن ٢ / ٢٥

(٣) بقية النسخ : «فمكث».

(٤) في حد وحدها زيادة : «لعنه الله» وتتكرر عند ذكر بسر.

(٥) «يدعو» ليست في حد.

(٦) مسند أحمد ٤ / ١٨١

٢١٧

عباس عن جنادة بن أبي أمية ، قال : سمعت بسر بن أرطأة وأتي بسارق يقال له : مصدر ، يسرق ونحن في البحر فلم يقطعه ، وقال : سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «لا تقطع الأيدي في سفر» (١).

__________________

(١) فيض القدير ٦ / ٤١٩. وفي سنن الترمذي ٤ / ٥٣ : «لا تقطع الأيدي في الغزو».

٢١٨

ذكر رواية (١) عبيد الله بن العباس بن عبد المطلب

(وأما عبيد الله بن العباس بن عبد المطلب) (٢) فقدم صنعاء (٣) بعثه إليها علي بن أبي طالب ، رضي‌الله‌عنه ، وكان أحد الأجواد الذين كانوا في الإسلام ، قال : وقبض النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم وهو ابن اثنتي عشرة سنة ، وشهد مع علي ـ كرم الله وجهه في الجنة ـ يوم الجمل (٤) ويوم صفين ، وله رواية عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم.

قال أبو محمد : حدثني أبو الحكم الأنصاري ، قال مطرّف (٥) بن عبد الله الأسلمي ، قال مالك بن أنس ، قال (٦) إسماعيل بن أبي أويس ، مالك عن أيوب بن أبي تميمة السختياني عن محمد بن سيرين عن رجل أخبره عن عبد الله بن عباس ، أن رجلا جاء إلى النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم فقال : إن لي عجوزا كبيرة لا نستطيع أن نركّبها على بعير لا تستمسك وإن ربطتها خشيت أن تموت أفأحج عنها؟ قال : «نعم» (٧).

__________________

(١) «رواية» ليست في بقية النسخ.

(٢) ما بين القوسين ساقط في مب.

(٣) في مب : «إليها».

(٤) يوم مشهور كان في العاشر من جمادى الآخرة سنة ٣٦ ه‍ بين علي رضي‌الله‌عنه ومن معه وبين الزبير وطلحة ومعهم عائشة زوج النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم التي حملت على جمل سمي اليوم به وهو المقدم إليهم مع عدد آخر من يعلى بن أمية والي الجند لعثمان. انظر : تاريخ خليفة بن خياط ١ / ١٩٩ ـ ٢٠٧ ، وأسد الغابة ٥ / ١٢٨ ، وتاريخ الطبري ٣ / ٥٠٦ ـ ٥٣٥. ويوم صفين يوم مشهور أيضا كان في السابع من صفر سنة ٣٧ ه‍ بين علي ومعاوية ، انظر تاريخ خليفة ١ / ٢١٦ ، والطبري ٣ / ٥٦٣ ـ ٥٧٥ ، والكامل لابن الأثير ٣ / ٢٧٦ ـ ٢٨٧.

(٥) وردت «مطرف» في با «مظفر» وجاءت في حد ، صف ، مب : «مطرف» وهو الصواب فأثبتناها.

(٦) في : حد ، صف زيادة «قال أبو الحكم». وفي مب : «أبو الحكم الأسلمي». وليس في بقية النسخ «قال».

(٧) صحيح مسلم بشرح النووي ٩ / ٩٧ ـ ٩٨ باختلاف ، والنسائي ٥ / ٨٨

٢١٩

ذكر ما تكلم به رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم في ذكر صنعاء

وفي حديث الحوض وغيره

قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم في حديثه : «وإن حوضي مثلما بين صنعاء وعمان» ، وفي حديث آخر : «ما بين بصرى وصنعاء ، أو صنعاء والمدينة» (١).

حدثني القاضي سليمان بن محمد النقوي ، قال عبد الأعلى (٢) بن محمد القاضي ، قال الدّبري ، عبد الرزاق ، قال معمر عن قتادة عن سالم بن أبي الجعد عن معدان بن أبي طلحة عن ثوبان قال ، قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «أنا عند حوضي (٣) أذود الناس عنه لأهل اليمن ، إني لأضربهم بعصاي حتى يرفضّ عنهم ، وإنه ليصب فيه ميزابان من الجنة أحدهما من ورق والآخر من ذهب ، طوله ما بين بصرى وصنعاء ، أو ما بين أيلة ومكة ، أو قال : من مقامي هذا إلى عمان» (٤).

وحدثني أيضا ، قال عبد الأعلى ، الدّبري عن عبد الرزاق ، معمر عن مطر الوراق عن عبد الله بن بريدة الأسلمي ، قال : شك عبيد الله بن زياد في الحوض وكانت فيه حرورية (٥) ، فقال له ناس من صحابته : فإن عندنا (٦) رهطا

__________________

(١) مصنف عبد الرزاق ؛ باب الحوض ١١ / ٤٠٤ ، مسند أبي بكر ٦٥ ، وانظر اختلاف الروايات في تحديد مسافة الحوض في فتح الباري ١١ / ٤٠٩ ـ ٤١١

(٢) حد : زيادة «علي».

(٣) حد ، صف ، مب : «أنا عند قعر حوضي».

(٤) مصنف عبد الرزاق ١١ / ٤٠٦

(٥) لعله يعني بالحرورية هاهنا الرجل الحر البين الحرورية (المحيط) وليس من الحرورية التي قد ينصرف الذهن إليها وهي جماعة من الخوارج انشقت عن علي بن أبي طالب رضي‌الله‌عنه بعد دخوله الكوفة بعد معركة صفين وانصرفوا إلى مكان يسمى حروراء.

(٦) حد ، صف ، مب : «عندك».

٢٢٠